المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 كانون الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.january05.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

«صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبّ، وٱجْعَلُوا سُبُلَهُ قَويمَة. كُلُّ وادٍ يُرْدَم، وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يُخْفَض، وتَصِيرُ السُّبُلُ المُلْتَوِيةُ مُسْتَقِيمَة، والأَمَاكِنُ الوَعِرَةُ طُرُقًا سَهْلَة، ويَرَى كُلُّ بَشَرٍ خَلاصَ الله».

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/صوت ونص: تأملات إيمانية وتاريخية في عيد الغطاس/دايم دايم...ليكن سرورُكم واغتباطكم دائماً

الياس بجاني/ورقة تفاهم ما مخايل هي خيانة للوطن والمواطن والإستقلال والهوية

الياس بجاني/عون وبري وسيدهم وكل أصحاب شركات الأحزاب هم  وجوه مقززة لعملة واحدة

الياس بجاني/فيديو ونص قراءة اغترابية في كلمة جبران باسيل العهر والنفاق التي ألقاها اليوم بتاريخ 02 كانون الثاني/2022 وتفوق فيها بالكذب على لاسيفورس، رئيس الشياطين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وزارة الصحة : 5087 إصابة جديدة و 19 حالة وفاة

نديم قطيش باسلوبه الساخر يعري كذب ونفاق وجهل نصرالله وتناقض كل ما طرحه في خطابه التعتير الذي ألقاه أمس

أسقطت إسرائيل طائرة مسيرة تابعة لحزب الله من لبنان: جيش الدفاع الإسرائيلي

هل تسلم البابا دعوة رسمية لزيارة لبنان؟

نصرالله اختزل صفة الدولة “بصندوق بريد”…

وثيقة الرؤساء السابقين لغوتيريش: خريطة انقاذ فعلية للبنان

رفضٌ واسعٌ لحملة نصرالله على السعودية: يُغامر بمصير لبنانيي الخليج

هجوم غير مسبوق على الأمين العام لميليشيا "حزب الله": سماجة السيئ فاسق وكاذب

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 4 كانون الثاني 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 04/01/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

"السعودية إتخذت قرارها والوضع إلى تأزّم"... هذا ما كشفه الأمين

"واضح المعالم"... هذا ما يعكف عليه ميقاتي

محاولات إعادة احياء الحكومة فشلت!

“القوات”: هنا تكمن مشكلة لبنان

العريضة” تستفز عون

“القوات” لن يوافق على فتح دورة استثنائيّة إلا إذا!

حزب الله يهاجم ميقاتي: كنا ننتظر أن ينتفض لكرامة وطنه!

عون: حريصون على علاقة لبنان مع دول الخليج

رفض سنّي للامركزية المالية… تؤدي إلى التقسيم!

الحريري يرد على نصرالله: التاريخ لن يرحمك

حرب التيار – أمل: المتابعة القضائية ضرورة!

“القوات” للمتوهمّين: قوتنا الانتخابية لا تتبدّل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل سليماني… إيران: الملاحقة القضائية لـ127 شخصًا

الخارجية الأميركية: تقدم طفيف في المفاوضات مع إيران

الخارجية الأميركية: نتشاور مع الشركاء في أوروبا بخصوص جدية إيران للعودة للاتفاق النووي

سيناتور أميركي: سليماني كان الإرهابي الأكثر دموية في العالم

تيم سكوت: زعيم ميليشيا فيلق القدس الإيراني كان المسؤول عن مقتل عدد لا يحصى من القوات الأميركية

مندوب روسيا لمفاوضات فيينا للعربية: عقوبات أميركا على إيران هي العقبة

أوليانوف: أستغرب التشكيك الغربي "بجدية" إيران للتفاوض.. لا أحد يقول إن المفاوضات بشأن إيران ستكون سهلة

"واشنطن بوست": شبكة من الحرس الثوري الإيراني لتهريب النفط إلى الحوثيين

أجرت "واشنطن بوست" في تقريرها مقابلات مع عدد من البحارة الذين سبق لهم العمل مع بعض الشركات المتورطة في تهريب الوقود من إيران.

مقتل طيارين إسرائيليين بتحطُّم مروحية قبالة شاطئ حيفا/"الأوروبي" قلق إزاء الحالة الصحية الحرجة للأسير أبو هواش

السودان: تجدُّد الاحتجاجات المُطالبة بحكومة مدنية والأمن يواجه بالغاز

ماكرون يرغب في الترشح للانتخابات الرئاسية لكنه لم يحسم قراره

الرئيس الفرنسي: هذا القرار يتعزز في داخلي. واحتاج إلى التأكد من أنني قادر على تحقيق ما أصبو إليه

العراق.. قصف قاعدة فيكتوري في مطار بغداد بـ4 صواريخ كاتيوشا

وتعرض مركز بغداد للدعم الدبلوماسي الذي يضم قوات التحالف الدولي "قاعدة فيكتوري سابقا" في مطار بغداد الاثنين لهجوم بطائرتين مسيرتين كُتب عليهما "عمليات ثأر القادة"

واشنطن: اختطاف السفينة "روابي" يهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر

الخارجية الأميركية تدين اختطاف الميليشيات الحوثية للسفينة "روابي" في سواحل الحديدة

التحالف ينفذ ضربات جويّة دقيقة ومشروعة ضد أهداف عسكرية حوثية في صنعاء وقال التحالف إن العملية تتوافق مع القانون الدولي الانساني وقواعده العرفية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصرالله للّبنانيين: "مش شايِفْكم"/فارس خشان/النهار العربي

بالإذن من غبطة البطريرك… الحياد في لبنان بات مدمِّرًا!/بديع يونس/العربية

باسيل يحتمي بـ”الطيونة”… ويهدّد “الحزب” بـ”القوات”/ألان سركيس/نداء الوطن

ثمانية أسباب يردّدها الحريري لعدم خوض الانتخابات/غادة حلاوي/نداء الوطن

عون – برّي: تعايش لا يطاق/نقولا ناصيف/الأخبار

هل يُماثل باسيل جنبلاط وجعجع وفرنجية بعدم الترشّح؟/عمار نعمة/اللواء

ماذا تعني زيارة الصهر لدمشق قبل الإنتخابات؟/ميشال نصر/ليبانون ديبايت

عشية استحقاقي "الرئاسة" و"النيابة"... صراع القوى المسيحية يحتدم/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

التيّار" - "أمل" - "الحزب" - "القوّات"/داني حداد/أم تي في

بين باسيل وردّ خليل: وينيي الدولة؟/كبريال مراد /أم تي في

هل إستسلمَ الحريري؟/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

هذا السيرك اللبنانيّ المأسويّ العظيم/عقل العويط/النهار/أم تي في

ردًا على كلام يُضاس المسيحيّين الوزير جبران باسيل./الدكتور عماد شمعون

الشطرنج السياسي ومضبطة الرافضين للانتخابات/بقلم: الياس الزغبي/فايسبوك

إيران بعد سليماني/سناء الجاك/سكاي نيوز عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون استقبل عازار ورئيس الجامعة اللبنانية: حرصاء على علاقات لبنان العربية والدولية لا سيما دول الخليج وفي مقدمها السعودية

الراعي زار يونان وبدروس وتابع مع وفود شؤونا عامة وكنسية

أهالي ضحايا انفجار بيروت لأهالي الموقوفين: قفوا مع الحق وادعموا القاضي

لبنان القوي: الحملة الخبيثة ضد اللامركزية هدفها الإبقاء على النظام السياسي الريعي ويجب ان يتوقف التعطيل في مجلس الوزراء وان تتم مساءلة حاكم المركزي

إعادة انتخاب محمد الحوت رئيسا لمجلس ادارة طيران الشرق الأوسط

الفصل الثاني من كتاب د. رندا ماروني/لبنان في علاقته بسوريا... نموذج الدولة السورية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

«صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبّ، وٱجْعَلُوا سُبُلَهُ قَويمَة. كُلُّ وادٍ يُرْدَم، وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يُخْفَض، وتَصِيرُ السُّبُلُ المُلْتَوِيةُ مُسْتَقِيمَة، والأَمَاكِنُ الوَعِرَةُ طُرُقًا سَهْلَة، ويَرَى كُلُّ بَشَرٍ خَلاصَ الله».

إنجيل القدّيس لوقا03/من01حتى16/:"في السَّنَةِ الخَامِسَةَ عَشْرَةَ مِنْ حُكْمِ طِيبَاريُوسَ قَيْصَر، يَوْمَ كانَ بُنْطُسُ بِيلاطُسُ والِيًا على اليَهُودِيَّة، وهِيرُودُسُ رَئِيسَ رُبْعٍ على الجَلِيل، وفِيلِبُّسُ أَخُوهُ رَئيسَ رُبْعٍ على بِلادِ إِيطُورِيَّةَ وتَراخُونِيتِس، ولِيسَانِيوسُ رَئِيسَ رُبْعٍ على أَبِيلِينَة، في أَيَّامِ حَنَّانَ وقَيَافَا عَظِيمَي الأَحْبَار، كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ إِلى يُوحَنَّا بنِ زَكَرِيَّا في البَرِّيَّة. فأَتَى إِلى كُلِّ جِوَارِ الأُرْدُنِّ يُنَادِي بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَة، لِمَغْفِرَةِ الخَطايَا، كمَا هُوَ مَكْتُوبٌ في كِتَابِ أَقْوَالِ آشَعْيَا النَّبِيّ : «صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبّ، وٱجْعَلُوا سُبُلَهُ قَويمَة. كُلُّ وادٍ يُرْدَم، وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يُخْفَض، وتَصِيرُ السُّبُلُ المُلْتَوِيةُ مُسْتَقِيمَة، والأَمَاكِنُ الوَعِرَةُ طُرُقًا سَهْلَة، ويَرَى كُلُّ بَشَرٍ خَلاصَ الله».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة ورقة تفاهم ما مخايل هي خيانة للوطن والمواطن والإستقلال والهوية

الياس بجاني/صوت ونص: تأملات إيمانية وتاريخية في عيد الغطاس/دايم دايم...ليكن سرورُكم واغتباطكم دائماً

عيد الغطاس، دايم دايم

جمع وإعداد/الياس بجاني/من أرشيف الأعوام 2012 و2014 و2015

تذكار اعتماد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن

المراجع التي أخذ منها محتوى التقرير هي: الإنجيل المقدس/كتاب معاني الأيام لفؤاد افرام البستاني/الجزء الأول/موقع الحكواتي الالكتروني

يقع في السادس من كانون الثاني تذكار اعتماد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن. وقد جاء في إنجيل القدّيس لوقا3/15-22: “وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ المَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: «أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. في يَدِهِ المِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ». وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا ٱمْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولمَّا ٱعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، وٱعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت». يقع في السادس من كانون الثاني تذكار اعتماد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن. ويضع التقليد المسيحي المتواتر منذ القرن الثالث محل اعتماد المسيح قرب المخاضة السفلى على خمسة أميال من البحر الميت وعلى هذا بني هناك دير يوحنا المعمدان للروم الأرثوذكس،سمى السريان هذا العيد “دنحو” ومعناه بالعربية “الدنح” وعناه “الظهور” وترجمته باليونانية “ابيفانية” ثم بلغات أوروبية “ابيفاني” وهو اسم هذا العيد فيها جميعاً. أما اسم الغطاس” ففيه إشارة إلى غطاس المسيح في نهر الأردن لاعتماده على يد يوحنا.

 

 للغطاس في عادات اللبنانيين وتقاليدهم وممارستهم الفولكلورية مركز مرموق، وذكر مستفيض (كتاب معاني الأيام لفؤاد افرام البستاني/الجزء الأول)

مرور المسيح: دايم دايم (أي ليكن سرورُكم واغتباطكم دائماً)

من أقدم الاعتقادات اللبنانية، في ما يتعلق بيوم الغطاس أن المسيح يمر في منتصف تلك الليلة فيبارك الأسر التي تكون في انتظاره أي ساهرة حتى منتصف الليل، في البهجة والسرور، فيقول: “دايم! دايم!” أي ليكن سرورُكم واغتباطكم دائماً. أما العيال التي تنام، وتُقفل أبوابها، وتطفيء مصابيحها، فلا تنال البركة. من هنا كان بعض اللبنانيين يسمُّن ليلة الغطاس “ليلة القَدَّر” ويوالون فيها الابتهالات والطلبات. ويقولون في أسمارهم وحكاياتهم أن جميع الأشجار تسجد للمسيح في مروره تلك الليلة ما عدا شجرة التوت. ولهذا فهم ينسبونها للكبرياء والعتوّ، وينتقمون منها بتكسير حطبها وإشعاله في تلك الليلة بنوع خاص. وتشمل بركة المسيح في مروره مُؤن العيلة ومدَّخراتها، فتجعل مخزوناتها مستفيضة “دايم دايم”. فلا يدنو منتصف الليل حتى تسرع أمهات العيال إلى “بيوت المونة”، فيُقبلن على كوادر الحنطة، وسائر الحبوب، وخوابي الزيت، والزيتون، ودِنان الخّمر أو مُشتقات العرق، وبلاليص السمن، وبراني القّوّرْمة، وسلال الزبيب، فيُحرّكن ما فيها مردّدات: “دايم دايم” فتفيض البركة، وتدوم المؤونة.

تطهر الماء

وفي الغطاس تطهّر المياه، فتجدد. وفي التقاليد العريقة أن الكهنة كانوا يقيمون قداساً على عين القرية، فيتبارك مائها، ويقبل الأهلون على الاستقاء منه ونقله بالجرار لرش بيوتهم مؤمنين بأنه يطرد الحشرات والهوامّ والدوبيات المُؤذية ويجعل البركة في البيت. وقد استُعيض عن هذه العادة بالصلاة على الماء في الكنيسة. ثم بالطواف على البيوت ورشها بهذا الماء المبارك. وكذلك كان اللبنانيون لمناسبة عيد الغطاس يستحمّون بمياه الأنهر والغدران إذا كان الطقس ملائماً، أو في البيوت، وقد يطيِّبون الماء بأن يضعوا فيه بعض النباتات العطرة كالغار.

 حلويات الغطاس

ولعل أهم ما يميّز هذا العيد في نظر الصغار خاصةً، ما اصطُلح على صنعه من حلويات خاصة به يصنعها في بيته من يستطيع ذلك، وإلا فيشتريها من دكاكين الحلوانيين وتكون إذ ذاك أقل قيمة وأقل دلالة على اهتمام المشتري بشأن العيد. وأشهر هذه الحلويات الزلابية والعوَّمات، والمعكرون، ولاسيما المشبّك. وكيف لا نذكر هنا وصف ابن الرومي لهذا النوع من الحلوى ذاك الوصف الشائق الشهي، الذي أدخل فيه في صورة رائعة ما كان يُتداول في عصره من خصائص الكيمياء بتحويلها المعادن إلى ذهب. وكم كان يردّ أن يصيبه شيء من هذه الفضائل الكيمياوية فيتحول بعض معادن بيته إلى ذهب. إلا أنه لم يشهد نتائج الكيمياء إلاّ في مقلاة الحلواني فقال:

رأيته سحراً يقلي زلابية

في رقّة القشر والتجويف كالقصبِ

كأنما زيته المقليّ، حين بدا،

كالكيمياء التي قالوا ولم تُصبِ

يُلقي العجين لجيناً في أنامله،

فيستحيل شبابيكاً من الذهبِ.!

وتجدر الإشارة هنا إلى أن اسم الزلابية لا يزال يطلق في بغداد حتى اليوم على ما نسميه في لبنان “المشبّك”. وعليه وحده ينطبق هذا الوصف، ذلك أن الزلابية عندنا أشبه بأصابع ضخمة رخوة ليس فيها رقة قشر ولا تجويف. فلا يمكن أن نسميها مع ابن الرومي: شبابيكاً من الذهبِ”. ولنُشر أخيراً إلى أن ليلة الغطاس كانت تُسمى في بعض الأنحاء “ليلة القلاية”، والمقليّات فيها تُسمى “بركة العيد”. وهي من العادات التي تحسن المحافظة عليها ذكراً وبركة.

 كعكة الملوك

ومن العادات الموسميّة في عيد الغطاس ما يُسمى “بكعكة الملوك”. وهي عادة اتخذناها عن الغرب بواسطة المُرسلين. وهو معروف أن أسماء الغطاس عند الغربيين “عيد الملوك”، يشيرون بذلك إلى وصول المجوس الثلاثة المعتّبرين ملوكاً، والمعتَّبرين تقليداً: بلتزار وكسبار ومليكور. وقوام العادة أن تصنع كل عائلة كعكة كبيرة مستديرة من الحلوى تدس في عجينها حبة فول حتى إذا ما اجتمعت العائلة على مائدة العشاء قُسمت الكعكة قطعاً متساوية على جميع الأفراد ومن ظَهرت حبة الفول في نصيبه أُلن ملك الحفلة. وهي عادة لطيفة يجمل الإحتفال بها بالإضافة إلى العيال في المدارس الداخلية وثُكنات الجيش والنُزل والفنادق وديورة الرهبان والراهبات وسائر التجمعات.

 

ورقة تفاهم ما مخايل هي خيانة للوطن والمواطن والإستقلال والهوية

الياس بجاني/04 كانون الثاني/2022

ورقة مار مخايل بين عون وحزب الله هي خيانة وجريمة وطنية وتحديداً في بندها العاشر، وسوف يأتي يوم يحاكم ويُرجم من وقعها وسوق لهاو

قعها

عون وبري وسيدهم وكل أصحاب شركات الأحزاب هم  وجوه مقززة لعملة واحدة

الياس بجاني/03 كانون الثاني/2022

باسيل وحسن خليل وسيدهم الفاجر هم وجوه واحدة للقذارة والإنحطاط والإبليسية. ربنا يخلص لبنان وأهله من هرطقاتهم ومن كل فاجر وتاجر

 

الياس بجاني/فيديو ونص قراءة اغترابية في كلمة جبران باسيل العهر والنفاق التي ألقاها اليوم بتاريخ 02 كانون الثاني/2022 وتفوق فيها بالكذب على لاسيفورس، رئيس الشياطين

الياس بجاني/02 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105244/105244/

قراءة اغترابية في الكلمة العهر والنفاق التي ألقاها اليوم بتاريخ 02 كانون الثاني/2022، جبران باسيل، والتي تطرق من خلالها للقانون الانتخابي لسنة 2018 مدعياً ما ليس فيه ولا في ثقافته وممارساته. هذا القانون الذي أجرم بحق الاغتراب المسيحي اللبناني تحديداً وضرب وعطل دوره في تصحيح الاختلال الديموغرافي لذي نتج عن مسلسلات التهجير والتجنيس الهادفة إلى لإلغاء الوجود المسيحي وإنهاء دورة المشارك في العمل السياسي والرسمي.. مسؤولية إقرار القانون الانتخابي لسنة 2018 يتحملها أصحاب شركات الأحزاب المسيحية دون استثناء واحد حيث كانت ولا زالت أولويتهم تكتيكية وغير استرتجية. بند ال الست نواب للاغتراب لم يكن وليداً جديداً، بل هرطقة موروثة عن مشروع الاحتلال السوري الهادف لتذويب الاغتراب المسيحي والاغترابي وشله.

يبقى أن ورقة مار مخايل الموقعة بين عون وحزب الله سنة 2006 هي كارثة وجريمة وطنية وسيادية واستقلالية وتحديداً في بندها العاشر.

أما المشرقية التي يبشر بها باسيل وكل من يلتف حوله من ودائع ومنافقين وأصحاب ثروات وتجار هي هرطقة وغباء واقتلاع وتدمير للدور المسيحي اللبناني الثقافي والحضاري.

ما تعامى عنه باسيل أنه هو وتياره، ونبيه بري وحركته، هم مجرد أدوات رخيصة وطروادية ، ووجوه بربارة، يعملون بخدمة وبأمرة حزب الله، وأنهم ينفذون ولا يقررون.

كما أن المقارنة بين غزوة الطيونة الملالوية وبين ورقة ما مخايل، واختياره الورقة فهو العهر بلحمه وشحمه، حيث أن اهلنا الأبطال في الطيونة دافعوا عن منطقتهم ووجودهم بوجه الغزوة الفارسية والإستكبارية، في حين أن ورقة مار مخايل هي الخيانة بأبشع صورها.

ومبروك ع جبران عشقه لنصرالله ولنفاق مقاومته.

قد يسأل البعض قائلاً إذا كان جبران وعمه وربعهما بهذا السوء، فلماذا لا يزال وجودهم قائماً وفاعلاً في الحياة السياسية؟ والجواب هو: لأن البدائل السياسية والحزبية المارونية تعيسة، وأسوأ منهم بمليون مرة.

https://www.youtube.com/watch?v=m9D72SFEQeY&t=14s&ab_channel=EliasBejjani

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وزارة الصحة : 5087 إصابة جديدة و 19 حالة وفاة

وطنية/04 :كانون الثاني/2022

سجل تقرير وزارة الصحة رقما كبيرا باصابات كورونا إذ بلغت الحالات الإيجابية  5087 ،ما رفع العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 740814، كما تم تسجيل 19 حالة وفاة.

 

يا نصرالله إكذب حتى يصدِّقك الناس

نديم قطيش باسلوبه الساخر يعري كذب ونفاق وجهل نصرالله وتناقض كل ما طرحه في خطابه التعتير الذي ألقاه أمس

https://www.youtube.com/watch?v=rjiP593mzRA&ab_channel=%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%88%D8%B2%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9

04 :كانون الثاني/2022

 

أسقطت إسرائيل طائرة مسيرة تابعة لحزب الله من لبنان: جيش الدفاع الإسرائيلي

وكالات//الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022      

قال الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إنه أسقطت طائرة مسيرة أطلقها حزب الله عبرت الحدود من لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي في تغريدة له على تويتر "لقد أسقطنا طائرة مسيرة تابعة لحزب الله عبرت من لبنان اليوم".. وأضاف قائلاً أن "الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل ضد أي محاولة من قبل الإرهابيين لانتهاك السيادة الإسرائيلية". هذا وتعتبر إسرائيل حزب الله المدعوم من إيران عدوًا، ولطالما هددت بأنها سترد بهجمات مضادة شديدة في "الحرب القادمة".  مما يذكر أن حزب الله هو ذراع ملالوية فارسية ويحظى بدعم مالي وعسكري من إيران. يقدره قادة  إسرائيل بما يقرب مليار دولار سنويًا.  وفي السياق القانوني فأنه لا يزال لبنان وإسرائيل في حالة حرب رسمية ونفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا المجاورة في السنوات الأخيرة ضد ما يشتبه في أنه انتشار عسكري إيراني أو نقل أسلحة إلى حزب الله.

 

هل تسلم البابا دعوة رسمية لزيارة لبنان؟

المركزية/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022      

منذ اندلاع ثورة 17 تشرين وما تلاها من انفجار مرفأ بيروت والانهيارات الاقتصادية المتتالية ولبنان محط اهتمام دولي وزيارات "دعم" بدءا بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مروراً بأمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين وصولاً الى أمين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريش وعدد من وزراء الخارجية من دول عديدة. ولكن كيف بدت في المقابل ردود الفعل المحلية؟ رغم ان غوتيريش يتبوأ أرفع موقع في السياسة الدولية، لاحظ المراقبون ان المسؤولين انهمكوا خلال تواجده في لبنان، بالصفقة التي كانت تُحضّر للإطاحة بتحقيقات المرفأ والقضاء، عوضاً عن الاستماع الى كلامه الواضح والصريح. فالرجل لم يحضر، بحسب المراقبين، الى لبنان لاحتساء القهوة والشاي، متسائلين عن علاقة الامم المتحدة بالصفقات التي تعقد بين الافرقاء في السلطة. فلو نجحت الصفقة ام لم تنجح كما حصل، فغوتيريش غير معني بها. وقبله الرئيس ماكرون الذي زار لبنان مرتين عقب انفجار المرفأ وسمع من المسؤولين كلاما اعتقد  أن الإنقاذ آت عبره لا محالة، إلا أنه ما إن قفل عائداً الى فرنسا حتى انهارت خلفه كل الخطط وتلاشى كل الكلام وتبعثرت الأحلام بإمكان إصلاح ما أفسده الحكام. واليوم يتحضر لبنان لاستقبال وزير خارجية الفاتيكان المطران بول ريتشارد غالاغير، الذي يزوره مطلع الشهر المقبل وللمشاركة في مؤتمر، وتتحدث المعلومات انها قد تكون تحضيراً لزيارة البابا الى لبنان. رغم ان المراقبين يؤكدون ان دوائر الفاتيكان تراقب ما يجري في لبنان من لااستقرار سياسي وأمني واقتصادي عن كثب، خاصة وان البابا يتحاشى عادة زيارة دولا غير مستقرة، رغم حرصه على الزيارة. كما ان السنة الحالية ستشهد استحقاقات دستورية اساسية وما قد يرافقها من تطورات وتداعيات واحتمالات امنية تتخوف منها الاجهزة الامنية. كل هذه الاعتبارات قد تجعل الزيارة مؤجلة، رغم رغبة الرئيس عون في حصولها في عهده. تقول اوساط مطلعة ان ظروف الزيارة غير مؤاتية ومحفوفة بالمخاطر في ظل وضع غيرمستقر وازاء انتخابات حامية وحادة لانها خطوة تغييرية كما يريدها الثوار. فهل تسلمت دوائر الفاتيكان من السفير اللبناني لدى الكرسي الرسولي دعوة رسمية لزيارة البابا لبنان تنفيذاً لوعد أطلقه أثناء زيارته العراق؟ سفير لبنان في الفاتيكان فريد الخازن يؤكد لـ"المركزية" ان "البابا تسلّم دعوات عدة لزيارة لبنان، منها دعوة قدمها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عام 2017 لدى زيارته الفاتيكان، ومؤخرا جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في زيارته اليها هذه الدعوة، كما هناك دعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. فقد تسلم البابا أكثر من دعوة إلا انني شخصياً لم أسلّم الدوائر المعنية في الفاتيكان أي دعوة رسمية".

وعن زيارة البابا الى لبنان، يقول الخازن: " مطروحة جدياً، ولدى البابا رغبة كبيرة بزيارة لبنان، والاهتمام الفاتيكاني به لم يتوقف إطلاقا منذ سنتين حتى الآن. ولا أعتقد ان الكرسي الرسولي أهتم ببلد معين وتابع مشاكله وتفاصيله اليومية وأزماته أكثر من لبنان، وبمتابعة من البابا شخصياً، وقد تجلى ذلك من خلال ايفاده الكاردينال بارولين مندوبا عنه بعد انفجار المرفأ، ومن ثم اللقاء الذي عقده مع رؤساء الكنائس في لبنان وكان البابا حاضرا معهم وبمشاركة كبار المسؤولين في الفاتيكان، خلال يوم كامل من الثامنة والنصف صباحا حتى السادسة والنصف مساء، وكان لقاء غير مسبوق لا مثيل له في الفاتيكان. إضافة الى كل الكلام الذي ورد في معظم خطابات ومواقف البابا عن لبنان، الى زيارة سيقوم بها وزير خارجية الفاتيكان قريبا ، وزيارة البابا تأتي في الوقت المناسب".

ويرى الخازن ان "الفاتيكان يلعب دوراً كبيراً وهناك متابعة دبلوماسية مع كل الدول المعنية بلبنان من فرنسا الى دول اوروبية الى الولايات المتحدة وغيرها، إضافة الى المساعدات الانسانية في شتى المجالات. وبعد الزيارة الاخيرة للرئيس ميقاتي الى الفاتيكان، اتصل البابا بشيخ الازهر احمد الطيب في مصر لدعم لبنان والمساعدة بكل الوسائل". ويلفت الخازن الى ان موضوع زيارة البابا غير مرتبط حصراً بالاجندة اللبنانية الداخلية بل بأجندة الكرسي الرسولي وتحكمه اعتبارات عديدة، منها الزيارات الاخرى التي كان ينوي القيام بها وأرجئت بسبب كورونا كزيارة العراق الاخيرة مثلاً. كما ان هناك برنامجا واولويات معينة. لكن هذا لا يعني ان لا اهتمام بلبنان. ولم يكن لبنان مرة متروكاً لمصيره، لكن هناك مسائل تخصنا ونحن معنيون بها والعالم الخارجي لا يمكنه ان يحل مكاننا. الازمات التي يمر بها لبنان للاسف متغيرة، كل يوم تطل أزمة جديدة وليس لكل الازمات حلول سحرية من الخارج. محور الاهتمام الدولي لفترة كان الحاجة الى تشكيل حكومة. اليوم الحكومة تشكلت إلا أنها تجتمع لأسباب غير مرتبطة بالسياسة الدولية. كما ان الدول المعنية بالشأن اللبناني تواجه هي أيضاً مشاكلها الخاصة ولها أولويات. على اللبنانيين ان يعوا ان مفاتيح حلول بعض المسائل ليست كلها بيد الخارج".

 

نصرالله اختزل صفة الدولة “بصندوق بريد”…

وكالة الانباء المركزية/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022 

باعتراف الخصم علنًا والحليف ضمنًا والخائف صمتًا، ما عادت صفة “المقاومة” تنطبق على سلاح حزب الله. وباتت هويته كسلاح إيراني بامتياز تابع للحرس الثوري مكشوفة. وكل التبريرات التي يحاول من خلالها حزب الله إيهام الداخل والخارج لنزع الصبغة الإيرانية عنه خشية أن يقدم العهد الذي بدأ يجاهر بخلافه مع الحزب، وإن من خلال عملية توزيع الأدوار بهدف استنهاض الصوت المسيحي عشية الإنتخابات النيابية، على اضفاء الشرعية على سلاح الحزب كونه سلاح مقاوم وبالتالي اسقاط الهوية الإيرانية عنه، لم تعد تجدي نفعا. في الأمس قالها نصرالله بالمباشر تعليقا على دعوة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز السلطات اللبنانية إلى “إيقاف هيمنة حزب الله الإرهابي” على لبنان، وتوجه إليه قائلا: “نحن لدينا كرامتنا ياحضرة الملك الإرهابي…” مفندا مفهوم “الإرهابي” الذي ربطه بالفكر الوهابي و”الداعش الوهابي”، ومؤكداً أن “الحزب يدافع عن أهله وشعبه في العراق واليمن وسوريا”. ومن دون مقدمات بدا المشهد واضحا، فنصرالله اللبناني الهوية والإيراني الإنتماء والإلتزام مستعد للقضاء على لبنان واللبنانيين من أجل ولائه لإيران. وهذا الأمر ليس بجديد بحسب النائب السابق فارس سعيد الذي يقرأ في كلام نصرالله أمس عبر “المركزية” بأنه “استمرار لقرار اتخذه حزب الله ومن ورائه إيران بأن يكون لبنان صندوق بريد يرسل من خلاله الطرود الكلامية المفخخة إلى المملكة العربية السعودية. وبالتالي فهو لا يرى مدى حاجة لبنان الذي يعيش فيه حوالى 5 مليون لبناني ويعاني اليوم من أكبر الأزمات المالية عدا عن أزماته الصحية والإجتماعية إلى أصدقائه وجيرانه العرب، ولا يعتبر لبنان وطناً له تاريخ وحاضر ويمكن أن يكون له مستقبل… هو لا يرى في لبنان إلا صندوق بريد ويستخدمه لمصالحه الشخصية المرتبطة مباشرة بإيران”.

ثمة من انتظر في الأمس أن يكون هناك رد ولو مبطن أو غير مباشر من قبل نصرالله على مؤتمر باسيل لكن بحسب قراءة سعيد “باسيل وسواه شخصيات محلية، همومها وخلافاتها وحلها وحتى طموحها محلي بحت، في حين أن أهداف نصرالله أبعد من ذلك بكثير وهذا واضح طالما أن باسيل قالها لنصرالله في المباشر “ما بدي إتخانق معك. وكذلك فعل بري وكل القوى الوازنة الذين يتلاعب بهم أمين عام الحزب مثل الدمى المتحركة”. ويكرر”هو يريد لبنان صندوق بريد وهذا ما يفعله من خلال الرسائل الإعلامية والعسكرية التي يرسلها إلى اليمن والعراق وسوريا”.

وفيما يسأل سعيد عمن خول نصرالله القيام بعملية اختزال ومحو مستقبل الشعب اللبناني الذي لديه مصالح وطنية مع المملكة السعودية والخليج ومحو أحلامه المستقبلة لصالح وظيفة “صندوق بريد”، يعتبر أن رد ميقاتي جاء في مكانه “وحسنا فعل لأنه ساهم في تأمين الحد الأدنى من الغطاء السياسي والمعنوي للبنانيين الذين يعملون في دول الخليج ومن لهم مؤسسات ومصالح تجارية مشتركة. لكن على من تقرأ مزاميرك؟”. ويعود سعيد إلى كلام رئيس الجمهورية الذي أطل به على اللبنانيين منذ حوالى الأسبوع و”صارحهم” على المكشوف: “يومها سأل الرئيس عون: من له مصلحة في تخريب العلاقة مع السعودية؟ فجاءه الجواب في الهجوم الشرس الذي شنه نصرالله على المملكة والملك السعودي من دون أن يأخذ في الإعتبار بأن هناك رئيسا للجمهورية في بعبدا ودولة سيدة مستقلة. حتى كلام ميقاتي لم يفعل فعله في أوساط الحزب”. إنطلاقا من هذه المعادلة التي يضربها الحزب عرض الحائط، يقترح سعيد أن تتولى القطاعات الإقتصادية والتجارية التي تتقاطع مصالحها مع المملكة رفع الصوت عاليا ليس من منحى سياسي إنما إقتصادي. “ولتعلنها على الملأ من خلال مؤتمر صحافي بأننا كلبنانيين لدينا مصالح إقتصادية وتجارية مع المملكة ونحن براء من كلام نصرالله وهو لا يمثلنا ولا مصالح مشتركة تربطنا به وبحزبه”. وبالعودة إلى سلاح حزب الله ترى مصادر ديبلوماسية أنه بات من الضروري اتخاذ قرار أممي جديد يدعو الى نزع اي سلاح غير شرعي وتحقيق حصرية السلاح بيد الشرعية تنفيذا للقرار 1559 خشية ان يقدم عون والتيار على تشريع سلاح الحزب. “قد يكون الأمر مفيدا لكنه غير مؤكد. ثم من قال إن مسألة وضع حد لسلاح حزب الله والسلاح غير الشرعي في لبنان مرتبطة بقرار دولي. هذا الأمر لن يتحقق إلا من خلال إعادة تكوين الوحدة الداخلية للوقوف في وجه هيمنة حزب الله وسلاحه غير الشرعي وهذا ليس بمستحيل”. ويكشف سعيد ختاما “عن مطلب إزالة الإحتلال الإيراني عن لبنان الذي سيرفعه المجلس الوطني الذي يضم شخصيات عابرة للطوائف وقوى من سائر المناطق اللبنانية على جدول أعماله وسيكون حجر الزاوية في معركة رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان”.

 

وثيقة الرؤساء السابقين لغوتيريش: خريطة انقاذ فعلية للبنان

 وكالة الانباء المركزية/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022

خلال زيارة الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش لبنان، سلّمه رئيسا الجمهورية السابقان أمين الجميل وميشال سليمان، ورؤساء الحكومات السابقون فؤاد السنيورة بالأصالة عن نفسه وعن الرئيس سعد الحريري، وتمام سلام، مذكرة موقّعة من قبلهم، خلال لقاء مسائي جمعهم به، وقد ابدى المسؤول الاممي ترحيبه بالمذكرة وبمضمونها، بحسب ما تقول مصادر قريبة من الموقّعين لـ”المركزية”. اليوم اكثر من اي يوم، تبرز اهمية هذه الورقة، غداة كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي قصف الجبهة السعودية متهما قياداتها بالارهاب وتمويله ودعمه وتصديره الى الميادين العربية، حارقا بكلامه هذا كل الجسور التي يحاول لبنان الرسمي ترميمها بين بيروت والمملكة والدول الخليجية، معيدا هذه الجهود الى النقطة الصفر. النقاط السبعة التي تتضمّنها الوثيقة، يرى الرؤساء السابقون انها تشكّل خريطة طريق لاخراج لبنان من ازمته، وهم يعتبرون انها مقدّمة لحلّ حقيقي خاصة اذا ما تمت مواكبتها برعاية أممية. لعلّ ابرز المطالب التي نصّت عليها الوثيقة تتمثل في: الالتزام الكامل بالدستور، وباتفاق الطائف الذي شكل الركيزة الأساسية لجميع قرارات الشرعية الدولية الخاصة بلبنان، وبالعيش المشترك. والتزام لبنان الانتماء العربي، وكذلك بالإجماع العربي، وبجميع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالشأن اللبناني، ولاسيما القرارات 1559 و1680 و1701. والتزام إعلان بعبدا (2012) والخاص بتحييد لبنان عن سياسات المحاور والصراعات الإقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية، وذلك حرصا على مصلحته العليا، وعلى وحدته الوطنية وسلمه الأهلي. وضرورة التزام إجراء الاستحقاقات الدستورية للانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية في مواعيدها الدستورية ودون أي إبطاء أو تأخير. وفق المصادر، فإن هذه النقاط وردت ايضا في بيان جدة الذي صدر عن القمة الفرنسية – السعودية التي جمعت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وعادت وتبنّتها منظمة دول مجلس التعاون الخليجي. كما ان مطالب الحياد ورفض الانحياز لاي من المحاور المتصارعة في المنطقة، اضافة الى ضرورة تطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها تلك التي تحصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية فقط، وتسحبه من القوى الاخرى ومن المخيمات، وتلك التي تمنع ايضا اي نشاط مسلّح جنوبي الليطاني، هذه المطالب تحوّلت في الاسابيع الاخيرة من العام الماضي، الى “لازمة” تتكرر لدى اطلاق اي عاصمة كبرى او اي مسؤول دولي او اممي، عربي او غربي، موقفا من التطورات اللبنانية. هذا الاجماع يعني ان لا خلاص للبنان اذا لم يسلك الطريق المرسومة له، واذا لم ينتهج وينفذ اجندة البنود الدولية هذه. الجدير ذكره في السياق، هو ان بكركي سلّمت غوتيريش ايضا مذكّرة تطالب باقرار حياد الدولة اللبنانية، وذلك بدعمٍ من الامم المتحدة. فهل يمكن ان تكون هذه النداءات اللبنانية المصدر، مقدّمة لتحرّك اممي جدي نحو تحييد لبنان، خاصة اذا ما فعّل الناشطون على هذا الخط مساعيَهم وتواصلوا ايضا مع الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي وسلّموها وثائقهم؟ الامر وارد وممكن، تجيب المصادر، غير ان افراز الانتخابات النيابية المقبلة في ايار، اكثريةً ترفع لواء الحياد والنأي بالنفس وتطبيق القرارات الدولية، سيكون العامل الاكثر تأثيرا في تحوّل هذه المطالب الى أمر واقع، وفي تحفيز الامم المتحدة والمجتمع الدولي على رعايتها…

 

رفضٌ واسعٌ لحملة نصرالله على السعودية: يُغامر بمصير لبنانيي الخليج

هجوم غير مسبوق على الأمين العام لميليشيا "حزب الله": سماجة السيئ فاسق وكاذب

بيروت ـ “السياسة” /04 كانون الثاني/2022

كأنه لا يكفي ما يعانيه اللبنانيون من كوارث اجتماعية وحياتية، حتى سارع “حزب الله” عبر أمينه العام حسن نصرالله، إلى العودة إلى حملات الإساءة والتحريض ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج. والأخطر هذه المرة أنه أدخل اللبنانيين العاملين في هذه الدول إلى قلب معمعته، وهو “أمر بالغ الخطورة”، استناداً إلى ما تقوله أوساط سياسية معارضة لـ”السياسة”، مؤكدة أن “نصرالله يريد تحريض اللبنانيين في الخليج على سلطات الدول التي يعملون فيها، من أجل استخدامهم أداة في سياق حملته الإيرانية على الدول الخليجية الأربع”. وفيما لم تعد المواقف الرسمية الرافضة لحملات الإساءة ضد الدول الخليجية، أعرب رئيس الجمهورية ميشال عون، رداً على مواقف نصرالله، عن تمسكه بموقف لبنان الرسمي الذي عبر عنه مجددا في رسالته الأخيرة إلى اللبنانيين، لجهة الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية، لاسيما منها دول الخليج العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية.

ومن جهته، أصدر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، بعيد كلام نصرالله، بياناً قال فيه أنه، “لطالما دعونا الى اعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية وعدم الاساءة الى علاقات لبنان مع الدول العربية ولا سيما المملكة العربية السعودية”. وأضاف، “إن ما قاله.. نصرالله بحق المملكة العربية السعودية هذا المساء لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الاوسع من اللبنانيين. وليس من مصلحة لبنان الاساءة الى اي دولة عربية، خصوصا دول الخليج”. وأردف، “إننا نكرر دعوتنا للجميع للرأفة بهذا الوطن، وابعاده عن المهاترات التي لا طائل منها”. وختم ميقاتي، بالقول: “بالله عليكم ارحموا لبنان واللبنانيين واوقفوا الشحن السياسي والطائفي البغيض”.

بدوره، كتب السفير السعودي في لبنان وليد بخاري في تغريدةٍ عبر “تويتر”، رداً على نصرالله، “افتِراءَاتُ أَبِي رِغَال العَصْرِ وَأكاذيبُهُ لا يَستُرهَا اللَّيلُ وَإن طالَ، وَلا مَغِيبُ الشَّمسِ وَلَو حُرِمَتِ الشُّرُوقَ والزَّوال..!”. وفي هجوم ناري غير مسبوق على نصرالله، رد الأمير السعودي عبدالرحمن بن مساعد بن عبد العزيز على تصريحات الأمين العام لـ”حزب الله”، مطالبا إياه بإعطاء نماذج عن عمليات تنظيم “داعش” الإرهابي ضد إيران. وقال في سلسلة تغريدات، على “تويتر”: “أخيرا يا كاذب العصر يا أبا رغال: كدنا أن نصدق من خطابك أن إيران جمعية خيرية، يعم خيرها وسلامها العالم ودستورها ينص على تصدير الورود وأغصان الزيتون إلى العالم.”وأضاف: “سماجة السيئ: أنت فاسق أتانا الليلة بنبأ لا يحتاج كذبه إلى تبيان”.وسأل عبدالعزيز: “من سلم الموصل لداعش ومن أعطى الأوامر للجيش العراقي بالانسحاب أليس المالكي توأمك الإيراني في العراق؟ عد لـ(لجنة تحقيق الموصل)”.

إلى ذلك، التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، النائب نهاد المشنوق وعرض معه اخر المستجدات على الساحة اللبنانية، خاصة ما يتعلق بـ”التطاول على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والإساءات التي وجهت اليه والى المملكة العربية السعودية، وضرورة دعم موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في هذا الإطار”.

وقال الرئيس ميشال سليمان في بيانٍ: “في حين يدعو رئيس الجمهورية ميشال عون إلى انعقاد هيئة الحوار الوطني ثم يؤيده رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بالدعوة عينها، وفي حين يتفق رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة على رفض المس بالعلاقة مع دول الخليج، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، التي أعلنت بالأمس استعدادها للحوار مع إيران، يهاجم الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله المملكة، ويتهمها بالإرهاب والتفجيرات”.

بدوره، توجه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى نصرالله في سلسلة تغريدات قائلاً: “الى السيد حسن نصرالله: اصرارك على استعداء السعودية وقيادتها، ضربٌ متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح ابنائه.

واستنكر الرئيس فؤاد السنيورة، نصرالله بحق المملكة العربية السعودية، معتبراً أن “كلامه بحق السعودية في هذه الظروف والمعطيات اللبنانية والعربية هو بمثابة ارتكاب جريمة موصوفة بحق لبنان وحق اللبنانيين، وبما يعرض مصالحهم الوطنية للخطر”.

وغرد عضو كتلة المستقبل، النائب محمد الحجار، عبر تويتر، كاتبًا: “واضح أن الحزب لا يكتفي برهن لبنان واعتقال إرادة بنيه خدمة لمشروع إيران الإقليمي بل هو يصر على نحر البلد دون أي اعتبار لمصلحة مئات ألوف اللبنانيين في دول الخليج العربي التي لم نر منها سوى الخير لنا”.

كذلك، غرد الوزير السابق اللواء اشرف ريفي عبر “تويتر” كاتبا: “المشهد واضح، نصرالله لبناني الهوية يدين بالولاء لإيران ومن أجلها مستعد للقضاء على لبنان واللبنانيين”، وختم انه “الإفلاس بعينه”.وتعليقاً على موقف الرئيس ميقاتي الذي أزعج “حزب الله”، قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، “كنَّا ننتظر من دولة الرئيس أن يُعلي من شأن الانتماء الوطني وينتفض لكرامة وطنه في وجه الاساءات المتكرِّرة من المملكة العربية السعودية ضد الشعب اللبناني، وآخرها تصريحات ملكها ضد شريحة واسعة من اللبنانيين باتهامها بالإرهاب، بما يشكله ذلك من إساءة كبرى لمقدسات هؤلاء اللبنانيين، وفي طليعتها دماء شهدائهم وتضحيات مقاوميهم في وجه العدو الصهيوني”. وأشار فضل الله إلى أنه “بدل أن يسارع ميقاتي، الذي يُفترض أنه وفق الدستور رئيس حكومة جميع اللبنانيين، إلى الدفاع عن من يمثل دستوريًا، فإنه ارتد ضد الداخل اللبناني وأطلق عبارات التشكيك بولاءات جزء كبير من هذا الشعب بكل ما يمثله تاريخيًا وحاضرًا ومستقبلًا”.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 4 كانون الثاني 2022

وطنية/04 كانون الثاني/2022

 النهار

يجهد فريق من "تيار المستقبل" على الاتصال بالمرشحين المحتملين الى الانتخابات النيابية المقبلة للاتفاق معهم على الخطوات الواجب اتخاذها في المرحلة المقبلة.

اصيب القاضي طارق البيطار مع زوجته وأولاده بفيروس كورونا فيما هو يلازم منزله بسبب كفّ يده الموقت عن التحقيق في جريمة تفجير المرفأ.

يسعى العديد من العناصر الامنيين الى تقديم استقالاتهم للهجرة او للقيام باعمال مهنية اخرى تدر عليهم مداخيل بالدولار لكنهم يجبهون بالرفض الاداري.

تعرضت زينب قاسم سليماني الى حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لانها كانت تهاجم الولايات المتحدة الاميركية وتتباهى بهاتفها الايفون الاميركي الصنع.

يُنقل أن الترشيحات في بعض الدوائر تتمّ بالتشاور بين رئيس حزب ونجله، وتُدرس بعناية على أن تحظى بموافقة رئيس التكتّل.

حسم حزب بارز أكثرية ترشيحاته، ومن ضمنها مفاجآت ستظهر في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.

احتدمت المعارك الانتخابية داخل الرابطة المارونية ما حدا بأحد المرشحين الى اصدار بيان توضيحي دعا فيه الى احترام المعايير الانتخابية وعدم الدخول في متاهات واهانات وتلفيقات لا تليق بالمعنيين.

بعد كلام النائب جبران باسيل جاءه الرد الاقسى من عديله النائب شامل روكز الذي اعتبر كلامه شعبويا للانتخابات ليس اكثر.

الجمهورية

لم تتوقف الزيارات التي تقوم بها شخصية سياسية الى بلد خليجي على رغم المواقف السلبية ضده.

من المرجح أن يعمد حزب مؤثّر إلى دعم حليف له إنتخابياً بمعزل عن أي خلافات بينهما إنطلاقاً من الغطاء الذي يوفرّه له هذا الحليف وأهمية الحفاظ على حجم حضوره.

أكد مسؤول كبير أمام قريبين: عبثاً الحديث عن مخارج وحلول طالما أن الغرف السوداء التي تفاقم الأزمة يديرها بعض الكبار.

اللواء

وفقاً لمعطيات خبراء ماليين فإن الأزمة السياسية ستعيق أي محاولة لدفع المفاوضات مع صندوق النقد إلى الأمام...

تشن وزيرة سابقة حملات مفتوحة على مرجعية سياسية، لإعتبارات تتعلق بمحاولة إرضاء الجهة التي أتت بها إلى الوزارة..

يتصرف صرافون، وكأن "المِلقّ" ممكن يفلت، على غير مستوى، لذا هم يتحضرون لإرتفاع خيالي جديد، في سعر صرف الدولار في السوق السوداء.

نداء الوطن

لوحظ أن لائحة المشتبه بهم التي وزعتها قوى الأمن الداخلي وتتعلق بالذين أطلقوا النار ليلة رأس السنة وبلغ عددهم 238 تحوي أكثرية أسماء من الضاحية الجنوبية وبعلبك والهرمل ومن المخيمات الفلسطينية في بيروت والجنوب، ولوحظ ايضاً أنه لم يتم توقيف إلا خمسة قبل أن يتم إطلاقهم بموجب سند إقامة.

يعاني كل فريق الثامن من آذار من تداعيات مشاركة غير المقيمين وليس فقط "التيار الوطني الحر" كما يتم التسريب، ولكنهم يفضلون عدم الحديث عن الموضوع حتى لا يؤثر ذلك سلباً على تصويت المقيمين أيضاً.

يتردد ان خلافاً وقع بين زعيم ونجله حول آلية اختيار الترشيحات للانتخابات النيابية.

الأنباء

شخصية فاعلة تسعى عند كل تأزم محلي يثار بوجهها إلى تصعيد خارج الحدود للتعمية على ما تواجهه داخلياً.

دعوة من مسؤول رسمي لن يكون لها أي تأثير حقيقي على الكمّ الكبير من الأزمات المستفحلة في البلد.

البناء

قال مرجع سياسي إنّ جدول أعمال العلاقات السعودية اللبنانية قد تغيّر بعد خطاب السيد حسن نصرالله، وإنّ الصمت الحكومي اللبناني عن تصنيف حزب الله إرهابياً من قبل السعودية ودول خليجية لن يقَابل بتهاون من حزب الله بخلاف المرحلة السابقة.…

قالت مصادر دبلوماسية في فيينا إنّ تقدماً هاماً ونوعياً دخل على خط المفاوضات حول الملف النووي الإيراني ببصمات روسية بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيسين بايدن وبوتين، وإنّ إيران حصلت على مكاسب تلبّي حداً مقبولاً من مطالبها

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 04/01/2022

وطنية/04 كانون الثاني/2022

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الدولار يساوي 30 ألف ليرة لبنانية والأقطاب ووزراؤهم والمنتسبون اليهم في السلطات ومنذ 40 و30 و20 و10 سنوات "ولا رفة جفن لهم" أمام هزات العيشة المذلة لثلاثة أرباع اللبنانيين في لبنان.

حتى أن السنة الجديدة افتتحوها على اشتباك سياسي متعدد المحاور خصوصا في الداخل,  علما أن الاشتباك مع الخارج  لم يكن بعيدا منه.. لكن على رغم هذه المشهدية, إلا ان ثمة معالجات جادة قائمة.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أعرب من جديد عن تمسكه بموقف لبنان الرسمي الذي عبر عنه في رسالته الاخيرة الى اللبنانيين لجهة الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية، لاسيما منها دول الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.

ولفت في الوقت نفسه الى ان هذا الحرص يجب ان يكون متبادلا لأنه من مصلحة لبنان والدول الخليجية على حد سواء.

كلام الرئيس عون ورد بعد ساعات من موقف لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي, اشار خلاله الى أنه لطالما دعونا إلى اعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية, وعدم الاساءة إلى علاقات لبنان مع الدول العربية ولا سيما منها المملكة العربية السعودية.

واضاف ميقاتي: من هذا المنطلق كانت دعوتنا إلى أن يكون موضوع السياسة الخارجية, على طاولة الحوار لتجنيب لبنان تداعيات ما لا طائل له عليه. وأن ما قاله سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بحق المملكة العربية السعودية  لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الاوسع من اللبنانيين. كما ليس من مصلحة لبنان الاساءة إلى اي دولة عربية، خصوصا دول الخليج.

في المقابل, عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ابدى استغرابه لموقف ميقاتي, ورأى أنه كان على رئيس الحكومة الانتفاض ضد ما ورد من السعودية انطلاقا" من السيادة اللبنانية والوطنية.

وفي شوارع الضاحية الجنوبية رفعت قبيل المساء لافتات وشعارات وعبارات تهاجم السعودية.

في أي حال, فيما توفد الكويت وزير خارجيتها الى لبنان هذا الشهر, فالإنشغال بتثبيت العلاقة الأخوية مع دول الخليج  لم يحجب المتابعة عن الاوضاع الداخلية الأمنية والصحية والمالية.

في الجانب الامني, شدد رئيس الحكومة بعد لقائه قائد الجيش ان الجيش سيبقى حصن الدفاع الاول عن لبنان والمؤسسة الاولى التي تمثل الانصهار الحقيقي بين جميع اللبنانيين.

كورونيا", جددت أوساط حكومية تأكيدها ان خيار الاقفال العام غير مطروح حاليا، وان الاساس هو التشدد في تطبيق القرارات والاجراءات الوقائية المتخذة. 

ومن السراي, أعلن وزير الصحة بعد لقائه رئيس الحكومة, ان الاعداد اليومية للاصابة  بوباء كورونا تتزايد، و لدينا قلق على الوضع الاستشفائي، مع ان  الوضع في المستشفيات لغاية الأن  لا يزال تحت السيطرة، ولكن المطلوب منا ان نكون على درجة من الجهوزية والاستعداد.

تفاصيل النشرة نبدأها من خطوة الوزير المولوي مساء اليوم.

وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي كلف المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بإزالة الصور المسيئة الى جلالة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسفير المملكة في بيروت وليد البخاري وكل الصور واللافتات المسيئة للمملكة العربية السعودية والتي رفعت في بعض شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت.

ويدعو الوزير مولوي جميع المواطنين الى تغليب المصلحة الوطنية وتجنيب لبنان والمغتربين اللبنانيين عواقب الإساءة الى الأشقاء العرب.

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أن بي أن"

اليوم صمتت ألسنة السوء الناطقة باسم الفهلوي وتراجع صراخ هذه الجوقة بعدما سقطت شعاراتها الشعبوية الفارغة بضربة محكمة من النائب علي حسن خليل.

المعاون السياسي للرئيس نبيه بري وضع كل النقاط على كل الحروف نشر غسيل إرتكابات تلك الجوقة وفضائحها وفسادها الثابت بالوجه الشرعي.

أضاء على سرقات وسمسرات وصفقات الوزارات والإدارات الواقعة في قبضتها فجن جنونها رئيسا وتابعين أطلقوا العنان لألسنتهم وبذاءاتهم السياسية وموبقاتهم التويترية فكان مسك ختام الردود: (كحركة قلنا ما لدينا. وإلى المحاسبة وإستقالة رئيسيكم در. وهذا آخر الكلام).

ثمة كلام في الشؤون الداخلية وعد السيد حسن نصرالله بإطلاقه في الأيام المقبلة بعدما كرس معظم خطابه الأخير للشوؤن الاقليمية ولاسيما الملف السعودي.

هذا الخطاب استدرج اليوم موقفا لرئيس الجمهورية ميشال عون ضمنه حرصا على علاقات لبنان مع دول الخليج وفي مقدمها السعودية لكن هذا الحرص يجب أن يكون متبادلا.

قبل عون كان بيان لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنتقد فيه كلام السيد نصرالله عن المملكة واعتبره مهاترات لا طائل منها.

موقف ميقاتي لم يمر مرور الكرام لدى حزب الله فانبرى النائب حسن فضل الله للرد عليه بالقول: كنا ننتظر من رئيس الحكومة ان ينتفض لكرامة وطنه وعدم ارتكاب خطأ فادح استجداء لرضى السعودية التي تصر على الإساءة للبنانيين جميعا بمن فيهم ميقاتي نفسه الذي لم يحظ بمجرد إتصال من السفير السعودي في بيروت.

وفي شأن متصل علق الرئيس سعد الحريري على ما وصفه بإصرار السيد نصرالله على إستعداء السعودية وقيادتها بانه ضرب من ضروب المغامرة في لبنان.

هذا المشهد السياسي الساخن واكبه مشهد اقتصادي - مالي - معيشي لا يقِل سخونة وتحت وطأته قفز الدولار الأميركي اليوم إلى ثلاثين ألف ليرة.

وبالنسبة للمحروقات فإنها لم تكن أفضل حالا اذ سجلت أسعارها جميعا إرتفاعات جديدة وسط توقعات بعض المعنيين ان يرتفع سعر صفيحة البنزين على سبيل المثال إلى 400 ألف ليرة.

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون المنار"

سباق محتدم على اكتاف اللبنانيين  بين عداد كورونا وبورصة الدولار ، فيما بعض السلطة يتسابق لاسترضاء احدِ ابرزِ المتسببين بازمة اللبنانيين الاقتصادية عبر شراكتها مع اميركا بحصار البلد واهله – اي السعودية.

وبدل أن يعلي من شأنِ الانتماءِ الوطني وينتفض لكرامةِ وطنِه في وجهِ الاساءاتِ المتكرِرةِ من السعودية، إرتد رئيس الحكومةِ ضد الداخلِ اللبناني، وأطلق عباراتِ التشكيكِ بولاءاتِ جزء كبير من هذا الشعب، استجداء لرضى من يصر على الاستمرارِ بالاساءةِ إلى اللبنانيين جميعا وفي طليعتِهم الرئيس ميقاتي نفسه كما قال عضو كتلةِ الوفاءِ للمقاومة حسن فضل الله ..

وقبل ان يسعد اللبنانيون بتلك البياناتِ المؤكِدةِ على اطيبِ العلاقاتِ مع المملكةِ التي قتلتهم عبر داعش ولا تزال عبر الحصارِ الاقتصادي الذي فرضته باسمِ التعاونِ الخليجي على بلدِهم ، صعقوا بارقامِ كورونا التي فاقت الخمسة آلافِ اصابة وسط ضياعِ الخططِ وارتباكِ الخيارات، كما لم يتبينوا ايهما اوجع : جنون الدولارِ الذي وصل الى حدِ الثلاثين الف ليرة لبنانية تحت اعينِ ورعايةِ مصرفِ لبنان، ام اشتعال سعرِ صفيحتي البانزين والمازوت بما لا يطاق ؟ ..

ورغم طوقِ الازماتِ الذي يخنِق اللبنانيين، ليس هناك من يملك جرأة اتخاذِ القرارِ بتصحيحِ المسارِ لاعادةِ الامورِ الى نصابِها، اما نصابو العدالةِ بانفجارِ مرفأِ بيروت فلا يزالون يتلاعبون باستقرارِ البلدِ ولو ادوا به الى الانفجار .

سياسيا لا انفراجات في الافق، والعين على النفقِ الجديدِ المتمثلِ بفتحِ دورة استثنائية لمجلسِ النواب.

في الاقليمِ استثنائية هي وقفة الامعاءِ الخاويةِ التي انتصرت مجددا على السجانِ الصهيوني، فارادة الاسيرِ هشام ابو هواش المدعومة من عمومِ الشعبِ الفلسطيني ومقاومتِه تمكنت من انتزاعِ الحريةِ بعد مئة وواحد واربعين يوما من الاضرابِ عن الطعام.

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أو تي في"

كل شيء في البلد يتراجع، إلا إثنين يتقدمان، وبقوة: سعر صرف الدولار الذي لامس الثلاثين ألفا، وأعداد المصابين بكورونا التي سجلت 5087 اصابة و16 حالة وفاة في الساعات الاربع والعشرين الماضية.

وإذا كان الارتفاع الجديد في سعر صرف الدولار دليلا إضافيا إلى فشل السياسات التي اعتمدت منذ ثلاثين عاما، وتمسك البعض ممن غطاها بها، إلى حدِ وعده للبنانيين قبل مدة بخفض السعر إلى ثلاثة آلاف، بعد تحذيره إياهم من ارتفاعه إلى ما فوق العشرة آلاف إذا تمت إقالة حاكم مصرف لبنان…

فارتفاع إصابات كورونا، وإن كان مسؤولية لبنانية بالدرجة الأولى بفعل الإهمال في فترة الأعياد، فهو ظاهرة عالمية في ظل النمو المضطرد لمتحورة أوميكرون، حيث تخطت الاصابات في الولايات المتحدة وحدها اليوم على سبيل المثال المليون اصابة. مع الاشارة الى اتجاه بالعودة الى المدارس في الموعد المحدد مع اتخاذ الاجراءات الاضافية اللازمة.

وبالعودة الى الشأن السياسي الداخلي، فالمراوحة سيدة الموقف في ضوء التعطيل المستمر لجلسات مجلس الوزراء، فيما توزع الاهتمام السياسي اليوم في اتجاهين: الأول، المواقف التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله حول السعودية، والثاني ، العلاقة بين الحزب والتيار الوطني الحر.

وفي الموضوع الأول، برز اليوم تأكيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية، لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمها السعودية، مشددا على ان هذا الحرص يجب ان يكون متبادلا لأنه من مصلحة لبنان ودول الخليج على حد سواء.

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أم تي في"

العصابة الحاكمة تخوض حربين بالتوازي. الحرب الاولى ضد بعضها بعضا، والحرب الثانية  ضد الانتماء العربي للبنان  عبر التهجم على المملكة العربية السعودية.

النموذج الفاقع  للحرب الاولى: التراشق الاعلامي شبه اليومي بين التيار الوطني الحر و حركة امل، والاتهامات المتبادلة لبعضهما بعضا بالفساد. علما ان الطرفين لم يقصرا بحق اللبنانيين. يكفي ان نتذكر كيف ان التيار ارهق الموازنة بالهدر والفساد اللذين  تحكما بقطاع الكهرباء في عهده.

أما حركة امل فلم تترك سترا مغطى في الدولة من خلال اجتياحها الصناديق والمجالس والمؤسسات والوزارات . هذا بالنسبة الى المعركة الاولى. بالنسبة الى المعركة الثانية الوضع أسوأ.

فالامين العام لحزب الله حسن نصر الله لا يبالي بالعلاقات اللبنانية- العربية،  كما لا يهتم أبدا بمصالح اللبنانيين في الخليج. لذلك هاجم بالامس المملكة العربية السعودية  وقيادتها معتبرا اللبنانيين الموجودين في الخليج بمثابة رهائن. فبأي منطق يتكلم نصر الله؟ وكيف يسمح لنفسه ان يهدد العلاقات اللبنانية - السعودية بهذا الشكل، وان يهدد اللبنانيين الموجودين في السعودية في حاضرهم ومستقبلهم؟

وطالما ان نصر الله  تحدث عن رهائن، فان عليه ان يعرف ان اللبنانيين الموجودين في لبنان هم الرهائن والمخطوفون، وان الخاطف هو حزبه، حزب الله، الذي يمارس كل انواع الاستقواء على اللبنانيين ويهددهم بمئة الف مقاتل. 

كل هذا يحصل فيما الدولار طحش على الثلاثين الف ليرة،  وصفيحة البنزين تخطت ال 350 الف ليرة،  وقاروة الغاز ب 320  الف ليرة. مع ذلك, فان أفراد العصابة الحاكمة لا يهتمون الا بحروبهم الصغيرة المدمرة.

لذلك ايها اللبنانيون : في الانتخابات المقبلة سائلوهم، حاسبوهم، عاقبوهم، واوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون ال بي سي"

عداد اليوم ضرب الرقم القياسي، وطرح جملة من التساؤلات أبرزها: هل ارتفاع العدد هو أحد نتائج زحمة الأعياد؟ كل الاحتمالات واردة خصوصا أن التدابير الإحترازية لم يتخذها المواطنون بالشكل المطلوب.

لكن التفشي عالمي بامتياز، فقبرص مثلا سجلت أعلى نسبة إصابات في العالم لكل 100 ألف نسمة في الايام السبعة الماضية.

في أسرائيل، يعلن رئيس الوزراء أنه نقلا عن نتائج دراسة اسرائيلية فإن تلقي جرعة رابعة يعزز الأجسام المضادة خمسة أضعاف بعد أسبوع من الحصول على الجرعة.

من تفشي كورونا إلى الهجوم غير المسبوق من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على المملكة العربية السعودية بشخص الملك سلمان، رد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فتعرض لهجوم عنيف من حزب الله، أما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فأعلن حرص لبنان على علاقته بالدول العربية والاجنبية، لكن هذا الحرص يجب أن يكون متبادلا لانه من مصلحة لبنان والدول الخليجية على حد سواء.

هجوم حزب الله على السعودية لم يتوقف، إذ أتبِع اليوم برفع لافتات في الضاحية الجنوبية تهاجم السعودية والملك سلمان والسفير السعودي في لبنان، وقد أعطى وزير الداخلية التعليمات بإزالتها، داعيا إلى تجنيب لبنان والمغتربين اللبنانيين عواقب الاساءة الى الاشقاء العرب.

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون الجديد"

على ارتفاع تجاوز الثلاثين ألف ليرة عن سطح السوق السوداء حلق الدولار فلحقت به المحروقات ومتفرعاتها من مستلزمات البقاء على قيد الحياة ولا يجاري الدولار في سرعة تقلباته سوى كورونا ومتحوراتها مع ولادة شقيق آخر ل"غاما" و"بيتا" و"أوميكرون" ينضم المتحور الجديد الذي لم يسم بعد إلى عائلة الفيروس.

لبنان اليوم سجل رقما صادما على عداد الإصابات تخطى خمسة آلاف ومصيبته مضاعفة فكل العالم يخوض حربا على فيروس واحد فيما البلد المنهار يحارب على غير جبهة فيروسات من بطانة نفايات سياسية تدار من عصابة تجار فجار في مرحلة عنوانها المسرح المتنقل كل يؤدي دوره على خشبته بشد عصب التجييش وبحشد الغرائز الطائفية وشحذ الأسلحة المذهبية لزوم الفترة الفاصلة عن استحقاق الانتخابات.

أما ما بعد الانتخابات إن حصلت فنهاية المسرحيات الممجوجة والملعوب بها تكتب خواتيمها بالتسويات و"تبويس اللحى" وما على الناس من غير المحسوبين على الضالين سوى التقاط الفرصة التاريخية في التغيير والتوحد في حلف واحد في مواجهة أحلاف السلطة.

ما جرى في الساعات القليلة الماضية deja vu قبل انتخابات ألفين وثمانية عشر بين باسيل وبري وشعار البلطجي و"تكسير الراس" وما تلاه من غزوة أمل لميرنا الشالوحي وانتهت المسرحية بوصف باسيل بري بدينامو الحوار.

وعليه فإن حرب أمل التيار التي استعرت تهديدا بالمحاكم العلنية ستنتهي بأحكام صورية عن محاكم عرفية يرأسها قاضي قضاة كل فريق من غادة عون إلى علي ابراهيم ولكم أن تتخيلوا نصوص الأحكام.

أما أخطر فصول تلك المسرحيات ففي إحياء اللامركزية الإدارية المنصوص عليها في الدستور وتفخيخها باللامركزية المالية كورقة جديدة ألقى بها رئيس الجمهورية من بين أوراقه التي يلعبها تحت شعار حماية حقوق المسيحيين وهو في الواقع يصور الآخرين في الوطن على قاعدة "ما لنا لنا وحدنا وما للمسيحيين لنا ولهم".

وهذا الطرح أخطر من الفدرلة وأبعد من التقسيم وطرح اللامركزية الإدارية يتطلب دولة قوية تحمي الجميع وتمنع كل محاولات التقسيم والفدرلة لا دولة منهارة كلبنان رفعت متاريسها في الداخل وقطع بعض أطرافها كل دروب التواصل مع الخارج, فكلما تقدم لبنان خطوة على طريق تذليل العقبات أمام عودة العلاقات اللبنانية العربية والخليجية أعادته بعض الأحداث والمواقف خطوات إلى الوراء.

والحكومة التي دخلت مئة يوم من العزلة لا تلوي على لم شملها بغياب أحد مكوناتها ورئيسها لا يملك سوى الدعاء والنأي بالنفس عن الخلافات العربية وعدم الإساءة إلى علاقات لبنان بالدول العربية ولاسيما المملكة العربية السعودية وميقاتي مجبر لا بطل في أن يصدر موقفا بأن ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بحق المملكة لا يمثل موقف الحكومة والشريحة الأوسع بين اللبنانيين وليس من مصلحة لبنان الإساءة إلى أي دولة عربية.

والحزب رأى في موقف ميقاتي تملقا وتخليا عن مسؤوليته والحزب نفسه عطل الحكومة مع حليفه ووضعها بين نارين, جنبلاط اختصر المشهد بالقول ماذا تريد إيران من لبنان ومن المنطقة؟ وفي الحصيلة لبنان "طالب القرب" والخليجيون رموا الطلاق.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

"السعودية إتخذت قرارها والوضع إلى تأزّم"... هذا ما كشفه الأمين

ليبانون ديبايت/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022

تشهدُ الساحة اللبنانية تصعيدًا على الصعيدين الداخلي والخارجي، ‏إستكمالاً لمشهد الإنهيار والأزمات التي شهدنا فصولها تباعاً خلال العام ‏المنصرم. ‏والسؤال الى أين تتّجه الأمور اليوم، وهل ما نشهده هو مقدمة لتفجّر ‏الأوضاع الداخلية قبيل الإستحقاقات الإنتخابية؟ ‏

‏"كل المؤشرات تدل على أن الأمور على المستوى السياسي والاقتصادي ‏والمالي، وعلى مستوى الأزمة المعروفة في لبنان ذاهبة باتجاه المزيد من ‏التدهور والتداعيات"، وفق ما أكّد الصحافي علي الأمين. ‏وقال الأمين في حديث لـ"ليبانون ديبايت": في ظل غياب أيّ محاولة ‏جديّة للجم هذا الإنهيار الذي نعيشه اليوم، وواضح من الخطابات ‏السياسية لمختلف أطراف المنظومة أنها لا تُبدي إهتماماً حقيقياً أو تبذل ‏جهداً جديّاً من أجل التعامل مع الأزمة بما تفترضه من خطوات ‏وإجراءات وسلوك سياسي، وبالتالي الأمور تنحو الى مزيد من التأزّم". ‏ورأى أن "الكل يُسلّم بطريقة أو بأخرى، وأطراف المنظومة بشكل ‏خاص، أنها تريد حلاً من الخارج يُفرض عليها أو تطوّر خارجي ما ‏يفرض حلولاً معيّنة على الداخل اللبناني، وإلاّ ما معنى هذا السلوك الذي ‏نراه من قبل الأطراف السياسية الأقوياء منهم والضعفاء في هذه ‏المنظومة، كلّهم يتعاملون بنفس الطريقة، إدارة الظهر".‏ وردًا على سؤال، أجاب الأمين: "أنا لا أرى أن هناك دفعاً بإتجاه تفجير ‏الأوضاع الداخلية بما يعيدنا الى تجربة الحرب الأهلية أو ممكن أن ‏تتكرّر الحرب، ولكن بالتأكيد هناك مظاهر إجتماعية لا بد أنها ستبرز ‏أكثر فأكثر، وحالة الإحتقان ممكن أن تتفجّر على أشكال متعدّدة من ‏مواجهات محليّة مناطقية، وليس باتجاه الحروب التي عرفناها. ويجب أن ‏نشير الى أن كل الأطراف السياسية داخل المنظومة تحاول أن تحتل ‏الساحة اللبنانية، بمعنى هي تختلف فيما بينها وتتّفق فيما بينها، ولكن ‏الأساس هو أن تكون هي الحاكمة على الساحة الداخلية". ‏

وتابع: "لذلك نبيه بري بحاجة لأن يبرز عصب "التيار الوطني الحر" ‏بوجهه، وأيضاً "التيار الوطني" بحاجة أن يخوض معركة مع نبيه بري ‏لشدّ العصب المسيحي، وهذا الأمر ينطبق على مختلف أطراف المنظومة ‏لأن هذا "خُبث" القوى السياسية، فهي تدرك أن لا وسيلة أخرى لديها ‏لتستعيد شيئاً من حضورها في ظل عجز أو عدم إهتمام بكل الأزمات، ‏ومعالجة الأزمات الحقيقية، والأسهل أن تتّجه لاستثارة العصب، لكن الى ‏أيّ مدى هذا الأمر مفيد لها؟... لا أعرف، إلاّ أن جزءاً كبيراً من ‏اللبنانيين أصبح يدرك أنه حتى هذه الصراعات هدفها تقوية أصحابها ‏أكثر من معالجة أزمات البلد". ‏

ولم يستبعد الأمين أنْ "يكون هناك الكثير من الأطراف السياسية الداخلية ‏التي لا تريد حصول الإنتخابات، ولكن في الوقت عينه بطواعيتها ‏للخارج، هي تدرك أنه حتى الآن هناك قراراً خارجياً بوجوب حصولها ‏وبأن ربط أمور كثيرة في معالجة الأزمة اللبنانية مرتبط بالإنتخابات وما ‏ستنتجه، لأن الغرب بوجه عام يراهن على أن هذه الانتخابات ستُحدث ‏تغييراً، أكيد ليس للمنظومة والسلطة ولكن على الأقل أن يكون هناك دم ‏جديد في المجلس النيابي المقبل يمكن أن ينعكس على تشكيل الحكومات ‏ولاحقاً على انتخاب رئيس الجمهورية، وهوية الرئيس". ‏

ومضى قائلًا: "هذه ركائز أساسية في السياسات الخارجية تجاه لبنان، ‏بهذا المعنى هناك ضغط خارجي لحصول الإنتخابات ومن يرى من ‏الأطراف الداخلية أن قوتّه ستضعف بالانتخابات المقبلة لا مصلحة له ‏بإجرائها في هذا الظرف ويفضّل تأجيلها، وبتقديري إن "حزب الله" ‏يحضّر نفسه للإنتخابات ولكن أيضا الحزب لديه قلق نسبي منها لأنه لا ‏يعتمد أكثرية وأقليّة، إلاّ أن هناك خطراً على الأقل أن يبرز عدد من ‏النواب، ليس بالضرورة أن يكونوا ضمن كتلة واحدة، ويشكّلون كتلة ‏غير خاضعة لسيطرته. علماً أن الحزب آخر من يهتم بأكثرية وأقلية ‏ويكفيه السيطرة على الوضع الشيعي نيابياً (هو مسيطر حالياً وسيسيطر ‏لاحقاً عبر الانتخابات) وأن لديه قوّته المسلّحة التي يعتبرها الأساس ‏لتطويع أو إختراق أي أكثرية مقابلة بأشكال مختلفة، وبالنهاية لديه قلق ‏حتّى من التطوّرات الإقليمية التي قد لا تناسبه في المرحلة المقبلة (أو قد ‏تناسبه)، خاصةً بعد مفاوضات فيينا وما سيليها في حال حصل إتّفاق". ‏

أما بالنسبة لـ "التيار الوطني"، فإعتبر الأمين أن "التيار كباقي القوى له ‏مصلحة بشدّ العصب المسيحي، والتركيز على نبيه بري في محاولة ‏للتعويض عن عدم قدرته على مواجهة "حزب الله" أو بمعنى آخر هو ‏يدرك أن هناك مناخاً في الشارع المسيحي مستاء من الحزب، والاختلاف ‏والتباين مع "حزب الله" أو أن رأي عام لبناني خارج الدائرة الشيعية ضدّ ‏الحزب يتشكّل والتيار يحاول التعويض من خلال التركيز على بري، ‏وهذا الأمر يفيد "حزب الله" بشكلٍ ما، وبالوقت عينه يحاول باسيل خلق ‏خصومة قريبة من الحزب طالما أنه عاجز عن إفتعال الخصومة معه".‏

ومضى قائلًا: "مع أن باسيل يؤكد على التحالف مع الحزب وليس بموقع ‏يمكّنه من مخاصمته، وكل نشأته في حضن الحزب ولا يمكنه الخروج ‏عن هذا الموضوع، وربما يعتقد أنه باللعب على جانب العلاقة مع سوريا ‏والخصومة مع بري قد تساعده قليلاً في الشارع المسيحي قد تخلق له ‏حيّزا ينطلق به للإنتخابات النيابية المقبلة". ‏ وعن قراءته للتصعيد الحاصل بين السعودية و"حزب الله" وما قد ينجم ‏عنه، قال الأمين: "حزب الله يدرك أن المملكة إتخذت القرار بمواجهته، ‏وقد إنتقلت إلى مرحلة جديدة عبّر عنها المسار الذي شهدناه خلال ‏زيارات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدول الخليج، وبيان مجلس ‏التعاون الخليجي، إلى جانب كلمة الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أشار ‏بشكلٍ واضح الى أن لبنان يجب أن يتخلّص من هيمنة "حزب الله"".‏ ورأى الأمين أنّ "هناك إصراراً سعودياً على مواجهة الحزب، وأخذ ‏الأمور بإتجاه أن يسقط لبنان ليسقط الحزب فليسقط لبنان، بالتالي هناك ‏هذه الوجهة و"حزب الله" أدرك أن الأمور وصلت الى مرحلة لا تراجع ‏فيها، لذا من الطبيعي ضمن حسابات الحزب ومنطقه وطريقة المواجهة ‏التي يخوضها (وهذا أمر نختلف معه فيه) نفهم أنه مستمر في المواجهة ‏والتصعيد متوقّع. كما أن الحزب قلِق من حصول تسويات ما تؤثّر عليه ‏‏(سعودية – إيرانية) أو(أميركية - إيرانية)، لذلك نرى هذه المزايدة في ‏موضوع قاسم سليماني، نرى الأدوات تحتفي به، وقد تم الاحتفاء به في ‏سوريا والعراق ولبنان واليمن أكثر ما احتفى الإيرانيين بالذكرى السنوية ‏لاغتياله". ‏‏ وذكّر بأنه "حتى الآن مقتل شخصية كـ سليماني لم يحصل ردّ عليها، ‏وهم يحاولون تعويض عدم الردّ بالكثير من الكلام، هناك جانب ‏إستعراضي يعكس عدم القدرة على الرد إزاء الأسئلة المطروحة اليوم ‏لبنانياً تجاه الحزب بشكل مباشر، فنصرالله عاجز عن الردّ إلاّ بأن أميركا ‏الشيطان الأكبر والسعودية تتآمر علينا، هذا الكلام معروف لكن ما هي ‏الإجابة عليه؟.. لا إجابة سوى المزيد من التصعيد الكلامي".

 

"واضح المعالم"... هذا ما يعكف عليه ميقاتي

ليبانون ديبايت/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022

ردّاً على الهجوم "العنيف" الذي شنّه الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن ‏نصرالله بإتجّاه المملكة العربية السعودية، سارع رئيس مجلس الوزراء ‏نجيب ميقاتي إلى تأكيد أن ما قاله نصرالله "لا يمثل موقف الحكومة ‏اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين". ‏فهل نسَف خطاب نصرالله جهود رأب الصدع في العلاقات بين لبنان ‏والسعودية؟ في هذا الإطار، شدّد عضو كتلة "الوسط المستقل" علي درويش على أنّ ‏‏"الرئيس ميقاتي كان واضحًا في البيان الذي صدر عنه، وهو يرغب بأنْ ‏تكون هناك أفضل العلاقات بين لبنان وكل الأشقاء والأصدقاء، وعليها أن ‏تكون أفضل العلاقات. وهذا ما أشير إليه في البيان الصادر عن ‏الحكومة".‏وقال درويش في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت": "بعض الأفرقاء لديهم آراء ‏معيّنة، إنما كل فريق يُعبّر عن رأيه"، مؤكدًا أنّ "من يُعبّر عن موقف ‏لبنان بشكلٍ كاملٍ هي الحكومة اللبنانية".‏ أضاف: "حالياً الرئيس ميقاتي واضح المعالم، والهدف الأساس هو إعادة ‏النهوض وبناء الدولة، وبالتالي سيُركّز على أي عمليّة إيجابيّة وأيّ أمور ‏تطرأ سيتعامل معها بالعودة للبوصلة الأساسية التي يعتمدها ألا وهي ‏التأكيد على موضوع تحديد البوصلة الإقتصادية، إعادة النهوض بالدولة ‏والتوجّه لناحية ترميم ما انكسر على مستوى التركيبة الاقتصادية ‏اللبنانية، هذا ما يعكف عليه حالياً". ‏وتابع درويش "كما أن الرئيس ميقاتي أشار إلى أن الدولة اللبنانية ممثّلة ‏بالحكومة هي التي تعبّر عن لبنان بالكامل، وأوضح أن الأولويات لا ‏تزال عنده بالتركيز على الشؤون الاقتصادية وهموم الناس ولن يحيد ‏عنها في هذه المرحلة". وعن إمكان إحداث أيّ خرق إيجابي في ظلّ التشنج الداخلي والسجال ‏الحاصل بين الفرقاء اللبنانيين، إعتبر درويش أنّه "لا يمكن إلاّ التاكيد ‏على إستمرار المجهود لخرق التشنجات والعمل على إعادة انعقاد جلسات ‏الحكومة". ‏

 

محاولات إعادة احياء الحكومة فشلت!

 الجمهورية/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022   

تتبدّى حقيقة انّ البلد بات في أدنى درجات مناعته الداخلية، وان اللبنانيين في غالبيتهم الساحقة قد اصبحوا على الحديد، وما عليهم في هذه الحالة الّا ان يحضّروا انفسهم للأسوأ، مع تداعي الأسقف التي تحدّ أو تخفّف من تداعيات الانهيارات المتتالية على كل المستويات. فالسقف الحكومي ثابت على تعطيل مديد وفق ما تؤشر الاجواء الحكومية التي تنعى إمكان عقد جلسات مجلس الوزراء في المدى المنظور، وقالت مصادر حكومية لـ«الجمهورية»: «إذا بقي الحال على ما هو عليه من تعطيل للحكومة، فلا نقول سوى أعان الله لبنان لما ينتظره بفِعل المكايدات السياسية التي قدمت الحسابات السياسية على مصلحة البلد واللبنانيين».

وكشفت المصادر ان «كل محاولات اعادة احياء الحكومة قد باءت بالفشل»، مشيرة الى «ان الوضع يزداد صعوبة ما يفترض انعقاد الحكومة سريعاً لاتخاذ الخطوات الكفيلة بالحد من المصاعب التي تتورّم،

 

“القوات”: هنا تكمن مشكلة لبنان

صحيفة الشرق الاوسط/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022

اعتبرت مصادر حزب القوات اللبنانية أن لا لزوماً لاصطفاف من طبيعة مذهبية أو طائفية في المرحلة الراهنة، باعتبار أن “الخلاف في لبنان ليس مسيحياً – إسلامياً، إنما نحن نمر في أزمة وطنية لبنانية، حيث إن هناك فريقاً يخطف الدولة وآخر يدير الدولة بشكل سيئ، وهي أزمة انعكست على جميع اللبنانيين من دون استثناء، لذلك تستدعي وحدة موقف من طبيعة وطنية وليس اصطفافاً من طبيعة مذهبية أو طائفية”. وقالت في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، إن “داخل البيئة المسيحية هناك اختلافاً في الرؤية الوطنية لا ينسحب على البيئات الأخرى، أضف أن هناك ميزان قوى لا يميل بشكل كبير لفريق أحادي، لذلك فإن المقاربة التي ننطلق منها ليست مقاربة من طبيعة مسيحية ووحدة موقف مسيحي، إنما السعي لوحدة موقف وطني تجاه القضايا الوطنية الأساسية المتعلقة بالدولة والسيادة وتطبيق الدستور وغيرها من القضايا الأساسية. لذلك، لا يهم إذا كانت الأطراف الذين نتوافق معهم على تشخيص أسباب الأزمة وبعدها على كيفية الخروج منها مسيحيين أو ينتمون إلى أي طائفة أخرى”.

 

العريضة” تستفز عون

 الجمهورية/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022   

تبدو حلبة فتح الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي مفتوحة على اشتباك مرير على خط رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب، فرئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، ووفق ما بات معلوما، أبلغ من يعنيهم الأمر، وخصوصاً شريكه في صلاحية فتح الدورة الاستثنائيّة للمجلس وفق ما تنص عليه المادة 33 من الدستور، أي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، انّه ليس في وارد فتح دورة للمجلس، ولا يخفي بعض المحيط الرئاسي انّ رئيس الجمهورية يمارس حقه الدستوري، ولا يرى ما يوجِب فتح الدورة، فيما ما يتسرّب من هذا المحيط يفيد بأن السبب الجوهري لعدم مبادرة عون الى فتح الدورة الاستثنائية هو عدم توفير غطاء لعدم ملاحقة النائب علي حسن خليل وتنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة في حقه من قبل المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، والتي بدأ سريانها اعتباراً من مطلع السنة الحالية. واذا كان رئيس الجمهورية يتسلّح بنص المادة 33 من الدستور لناحية عدم فتح الدورة، إلّا الطرف المقابل في الرئاسة الثانية، ووفق معلومات «الجمهورية» يرى في ذلك كيداً واضحاً في مقاربة الامور، ما أوجَب بالتالي اللجوء الى الحقّ النيابي الذي يمنحه الدستور للنواب في المادة الدستورية نفسها، في فتح الدورة الإستثنائيّة وذلك عبر عريضة نيابية بتواقيع الاكثرية المطلقة من النواب الذين يتألف منهم، تلزم رئيس الجمهورية بفتح الدورة. وعلمت «الجمهورية» انّ هذه العريضة أعدّت مع مطلع السنة الحالية، وطرحت امام النواب لتوقيعها. يشار هنا الى ان المادة 33 من الدستور تنص على ما حرفيته: «إن افتتاح العقود العادیة واختتامها یجریان حكماً في المواعید المبینة في المادة الثانیة والثلاثین. ولرئیس الجمهوریة بالاتفاق مع رئیس الحكومة أن یدعو مجلس النواب إلى عقود استثنائیة بمرسوم یحدد افتتاحها واختتامها وبرنامجها. وعلى رئیس الجمهوریة دعوة المجلس إلى عقود استثنائیة إذا طلبت ذلك الأكثریة المطلقة من مجموع أعضائه». وفيما ابلغت مصادر نيابية في تكتل لبنان القوي الى «الجمهورية» رفضها لهذه العريضة، ووصفتها بأنها «اجراء استفزازي لرئيس الجمهورية والرئيس عون صَلب امام اي استفزاز، ولا يخضع لأي ابتزاز»، قالت مصادر مجلسية لـ«الجمهورية» انّ «العريضة حق دستوري للنواب، فإن لم تتمكن من نيل تواقيع الاكثرية المطلقة من النواب، ستصبح وكأنها لم تكن، اما اذا نالت تواقيع الاكثرية النيابية المطلوبة، فرئيس الجمهورية مُلزم بفتح الدورة، وتمنّعه عن ذلك مخالفة صريحة للدستور الذي أقسم على الحفاظ عليه والالتزام بمندرجاته». وعلم في هذا الاطار ان عددا من النواب ينتمون الى كتل نيابية مختلفة قاموا بتوقيع العريضة، فيما تجري اتصالات على غير صعيد نيابي لتأمين الاكثرية النيابية المطلوبة لتوقيعها، وكذلك تعقد بعض الكتل اجتماعات داخلية لتحديد الموقف النهائي من توقيعها، على ان تعطي جوابها النهائي في الساعات المقبلة.

 

“القوات” لن يوافق على فتح دورة استثنائيّة إلا إذا!

إم تي في اللبنانية/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022     

افادت معلومات الـ”mtv” بأنّ حزب القوات اللبنانيّة لن يوافق على فتح دورة استثنائيّة إلا إذا عاودت الحكومة عقد جلساتها.

 

حزب الله يهاجم ميقاتي: كنا ننتظر أن ينتفض لكرامة وطنه!

وكالات/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022       

اعلن النائب حسن فضل الله أننا “كنا ننتظر من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن يُعلي من شأن الإنتماء الوطني وينتفض لكرامة وطنه في وجه الإساءات المتكرّرة من المملكة العربية السعودية ضد الشعب اللبناني، وآخرها تصريحات ملكها ضد شريحة واسعة من اللبنانيين باتهامها بالإرهاب بما يشكله ذلك من إساءة كبرى لمقدسات هؤلاء اللبنانيين وفي طليعتها دماء شهدائهم وتضحيات مقاوميهم في وجه العدو الصهيوني”. وأشار فضل الله إلى أنه “بدل أن يسارع ميقاتي، الذي يُفترض أنه وفق الدستور رئيس حكومة جميع اللبنانيين، إلى الدفاع عن من يمثل دستوريًا، فإنه إرتد ضد الداخل اللبناني وأطلق عبارات التشكيك بولاءات جزء كبير من هذا الشعب بكل ما يمثله تاريخيًا وحاضرًا ومستقبلًا، وهو ما كنا نربأ به أن يرتكب مثل هذا الخطأ الفادح استجداءً لرضى من يصر على الإستمرار في الإساءة إلى اللبنانيين جميعًا وفي طليعتهم الرئيس ميقاتي نفسه الذي رغم كل التنازلات التي قدمها بما فيها إستقالة وزير الإعلام وإطلاق المواقف والتصريحات التي تُخالف حتى إدعاء النأي بالنفس والمحاولات الدؤوبة التي بذلها هو ووزير خارجيته منذ توليهما المسؤولية، فإنه لم يحظ بمجرد إتصال من سفير المملكة في بيروت خلافًا لكل الأعراف الديبلوماسية والأصول وأدب العلاقة والتخاطب.” وشدد على أن “إنتماء المقاومة إلى وطنيتها اللبنانية لا يحتاج إلى مناداة من أحد أو شهادات بلبنانيتها لأنها تمثل الإنتماء الحقيقي الصادق لوطنها، وقد كرسته بدماء شهدائها وتضحيات شعبها يوم تخلى الكثيرون عن هويتهم الوطنية، ومن خلال هذه المقاومة والموقف منها تقاس حقيقة الإنتماء الوطني،” لافتًا إلى أن “قيادتها المخلصة والشجاعة تعبر عن تطلعات غالبية اللبنانيين للعيش بحرية وكرامة، لأن أكثر ما يسيء إلى لبنان ودوره وندية علاقاته الخارجية تخلي بعض مسؤوليه عن واجبهم الوطني في الدفاع عن دولتهم ومصالح شعبهم، وعدم الإقلاع عن مهاتراتهم وتسجيل المواقف في حساب ممالك لن ترضى عنهم مهما قدموا من تنازلات وهدروا من ماء وجههم.”

 

عون: حريصون على علاقة لبنان مع دول الخليج

وطنية/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022

أكد رئيس الجمهورية ميشال عون عبر تويتر “حرص لبنان على العلاقات العربية والدولية لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية”، لافتًا إلى أن “هذا الحرص يجب ان يكون متبادلاً لأنه من مصلحة لبنان ودول الخليج على حد سواء”. الرئيس عون: حريصون على علاقات لبنان العربية والدولية لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية، وهذا الحرص يجب ان يكون متبادلاً لأنه من مصلحة لبنان ودول الخليج على حد سواء

 

رفض سنّي للامركزية المالية… تؤدي إلى التقسيم!

وكالة الانباء المركزية/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022 

لا تزال الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اللبنانيين في مناسبة الاعياد، وضمنها رؤيته لحل الازمة المرتكز الى الحوار حول اللامركزية الادارية والمالية والاستراتيجية الدفاعية وخطة التعافي، موضع تقييم واخذ ورد ولا سيما لدى القيادات السنية التي تقدمها الرئيس فؤاد السنيورة مستغربا الدعوة الى الحوار حول اللامركزية المالية وابعادها، خصوصا أن  اتفاق الطائف تحدث عن اللامركزية الادارية فقط. وتتخوف هذه القيادات من ان يكون الهدف من ذلك شرعنة مؤسسات مالية في المناطق الشيعية، أضافة لعدد من التدابير التي يقوم بها الحزب رغم تأكيد رئاسة الجمهورية ان اللامركزية المالية والادارية هما صنوان ومن ضمن ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني المنبثقة من مؤتمر الطائف وواردة في مقدمة الدستور، في اشارتها الى الانماء المتوازن للمناطق، علما ان الموضوع بقي مدار تداول واستغراب بين من يعارضه وبين من يعتبره من ضمن الاصلاحات ومكملا للامركزية الادارية التي لحظها اتفاق الطائف.

عضو كتلة المستقبل النيابية النائب نزيه نجم يقول لـ”المركزية”، “إن رئيس الجمهورية يريد اخذ البلد الى التقسيم من خلال هذا الطرح الغريب والمستغرب من اللبنانيين، الذين على رغم كل الظروف العصيبة المعاشة يتمسكون بالعيش المشترك وبوثيقة الوفاق الوطني التي أرسى أسسها اتفاق الطائف، الذي لا يزال الصيغة الفضلى خصوصا اذا ما جرى تطبيقه كاملا وتمت تنقيته من العثرات التي برزت أثناء الممارسة”. يضيف: “عوض أن يشتكي الرئيس عون من عدم قيام السلطات والمؤسسات بمهامها لماذا لا يقوم بالمطلوب منه؟ هناك 19 قانونا من اهم القوانين اقرها المجلس النيابي يمتنع عن أمضائها واحالتها الى النشر في الجريدة الرسمية لتصبح نافذة، كما انه راهنا يرفض فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي على رغم علمه أن هناك مشاريع بحاجة الى الدرس والاقرار تتعلق بالملفات الحياتية للمواطنين”. ويختم ردا على سؤال عن عريضة فتح دورة استثنائية لمجلس النواب: “بالطبع كتيار مستقبل وقعنا العريضة النيابية التي تدعو رئيس الجمهورية الى فتع عقد استثنائي لانه لا يجوز تعطيل السلطة التشريعية مهما كانت الظروف والاسباب”.

 

الحريري يرد على نصرالله: التاريخ لن يرحمك

وطنية/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022

رد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري على هجوم أمين عام حزب الله حسن نصرالله على السعودية في خطابه أمس، فقال: “الى السيد حسن نصرالله: اصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضربٌ متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح ابنائه. السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين اهلها منذ عشرات السنين”. وتابع عبر تويتر: “السعودية ومعها كل دول الخليج العربي احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم فرص العمل ومقومات العيش الكريم، ومن يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة ايران وامتداداتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان”.

وأضاف الحريري: “اعلم انك لن تتراجع عن اساليب الاستفزاز والشتم لدول الخليج العربي، لكن الكل يعلم ان التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح اهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة”.

 

حرب التيار – أمل: المتابعة القضائية ضرورة!

وكالة الانباء المركزية/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022 

بتهم يندى لها الجبين، تقاذف اهل الحكم في اليومين الماضيين. تراشقوا التهم بالقتل والفساد والسرقة وتقاضي العمولات وسوء استخدام السلطة وتعطيل الدستور والقوانين والمؤسسات الدستورية، من على المنابر بلا خجل، على مرأى ومسمع اللبنانيين والمجتمع الدولي. هذه المسرحية المخيفة دارت فصولها هذه المرة بين التيار الوطني الحر من جهة وحركة امل من جهة ثانية. الاحد، وجّه رئيس الفريق البرتقالي النائب جبران باسيل سهامه نحو عين التينة، واضعا سيّدها في خانة امراء الحرب، قبل ان ينبري في حملة ضده، تبدأ باتهامه بالطائفية وبعرقلة المراسيم التي لا تناسبه وبتعطيل مجلس النواب ووضع القوانين الاصلاحية في الجوارير، وبمنع تنفيذ اللامركزية الادارية بشكل صحيح… فأتاه الرد امس عنيفا على لسان المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل الذي قال “نحن أمراء الدفاع عن لبنان ووحدته، واصفا رئيس الجمهورية بأنه “ملك” أمراء الحرب الأهلية عام 1988 “في حروب التحرير والإلغاء على حساب أرواح المسيحيين والمسلمين معاً، وتدمير المناطق في شهوة فاضحة على السلطة ما زالت مستمرة حتى اليوم”، وصولاً إلى تعطيل المؤسسات وحجز الحكومات “كرمى لعيون الصهر”، وتعطيل التصويت في مجلس الوزراء “على قرارات ضبط أدواركم المشبوهة في ملفات الطاقة والاتصالات والبيئة وغيرها”. وسلط الضوء على “سرقات وسمسرات” وزارتي الطاقة والاتصالات تحت إدارة “التيار الوطني”، مشيرا الى ان “انتم الذين اردتم ان تمرروا سرقة 50 مليون دولار اميركي وانكشفتم في مجلس الوزراء”.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن ما تقاذف به الطرفان من فوق السطوح، يعتبر إخبارا يفترض ان تتحرك اثره النيابة العامة وتجب ملاحقته قضائيا. صحيح ان الجانبين ابديا استعدادا لمحاكمة علنية في مسألة دير عمار، غير ان اي لبناني لا يصدّق انهما جادين في هذا الطرح، بل اغلب الظن ان هذا التصعيد المتبادل هدفُه طيّ الملف هذا سريعا قبل ان يدفعا ثمنه. من هنا، على المجتمع المدني متابعته وعدم تركه ينام. الى ذلك، فإن ما تبيّن بعد الغبار الكثيف الذي اثير بين الاحد والاثنين، أن الفاسدين هم اهل المنظومة، لا النظام. فالاخير صالح وجيد الا ان مَن ائتمنوا على تطبيقه، أفرغوه من مضمونه وشوهوه وهشّموه، وفصّلوه على قياسهم وقياس مصالحهم. انطلاقا من هنا، تتابع المصادر، فان اصرار اكثر من طرف داخلي، ومنهم التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي على تطويره وادخال تعديلات اليه، وانتقادهم الدائم له، ليس في مكانه. فأي نظام يمكن ان يُقرّ للبنان، ومهما كان متقدما ومتطورا ونموذجيا، اذا كانت مهمة تطبيقه ستوكل الى اهل السلطة ذاتهم، سيبقى لبنان غارقا في انهياره وشلله… لا حاجة لتغيير النظام بل لتغيير هؤلاء، والانتخابات فرصة للتغيير هذا!

 

“القوات” للمتوهمّين: قوتنا الانتخابية لا تتبدّل

وكالة الانباء المركزية/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022 

أشارت الدائرة الإعلاميّة في حزب القوات اللبنانية الى أن “بعض وسائل الإعلام تتداول أخباراً مدسوسةً من جهاتٍ معلومةٍ هدفها الإساءة إلى صورة القوات اللبنانية في محاولة يائسة لإضعاف تأثيرها وحضورها في الانتخابات النيابيّة خشيةً من دورها الطليعي التغييري في هذه المرحلة بالذات من تاريخ لبنان”. وتابعت الدائرة في بيان، “فعلى أثر ترشيح القوات اللبنانية للرفيق غياث يزبك عن أحد المقعدين المارونيّين في البترون قامت الجهات المعلومة بتعميم أخبار كاذبة ومفبركة مفادها أنّ هدف هذا الترشيح إضعاف تصويت القوات في البترون لمصلحة بشري، وفي هذا القول الكثير من التجني والافتراء والتضليل، وذلك للأسباب الآتية:

-أولاً، قوّة القوات اللبنانيّة الانتخابيّة المباشرة لا تتبدّل بين مرشّح وآخر كونها تأتي تجسيدًا لالتزام القاعدة بتوجّه القيادة، وهذا أمر معروف وثابت ويعرفه القاصي والداني.

-ثانياً، الأصوات التفضيليّة في البترون ستذهب لمرشح القوات كائناً من يكون هذا المرشّح، وهذا ما حصل مثلاً عندما استلم النائب فادي سعد المشعل من النائب السابق انطوان زهرا بنجوميّته المعروفة. -ثالثاً، لا علاقة للأصوات التفضيليّة في البترون بالأصوات التفضيليّة في بشري أو الكورة أو زغرتا، فالأصوات التفضيليّة هي أصوات تفضيليّة تعكس حجم القوات في كلّ دائرة من الدوائر. -رابعاً، من المعروف والمعروف جدًّا أنّ الوضع الانتخابي لمرشحي القوات في بشري في تصاعدٍ مستمرٍّ، ونِسَبُ التصويت لهم أصلاً هي مرتفعة جدًّا مقارنة بباقي الأقضية نظراً إلى حجم قضاء بشري الانتخابي. -خامساً، هناك مَن يتوَهّم بقدرته على شقّ صفوف القوات بأخبار كاذبة من أجل تشتيت أصواتها الانتخابيّة لمصلحة قوى الأمر الواقع، ومشكلة بعضهم هذا أنّه لا يعرف حتى كيف يكذب، فينقلب كذبه عليه”. وأردف البيان، “من هنا، نهيب بالمواقع الإلكترونيّة أن تدقِّق أكثر في الأخبار الواردة إليها منعاً لإيقاعها في مغالطات واستخدامها لتمرير أخبار كاذبة ضدّ القوات اللبنانيّة”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

مقتل سليماني… إيران: الملاحقة القضائية لـ127 شخصًا

سبوتنيك عربي/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022

أعلن القضاء الإيراني “الملاحقة القضائية لـ127 شخصًا ضالعًا في حادث اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني”. وأكد المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران ذبيح الله خدائيان أنه “تم توجيه الإنابة القضائية الدولية لـ9 دول من ضمنها الولايات المتحدة في إطار هذا الملف”، بحسب وكالة فارس الإيرانية.

 

الخارجية الأميركية: تقدم طفيف في المفاوضات مع إيران

الخارجية الأميركية: نتشاور مع الشركاء في أوروبا بخصوص جدية إيران للعودة للاتفاق النووي

العربية.نت، وكالات/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022  

قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن المحادثات النووية غير المباشرة مع طهران في فيينا "حققت بعض التقدم المتواضع" بالمقارنة مع بداية الجولة السابعة لهذه المفاوضات في ديسمبر. وأضاف برايس إن بلاده تأمل في البناء على هذا التقدم خلال جولة المحادثات التي بدأت الثلاثاء. وقالت الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تتشاور مع الشركاء في أوروبا بخصوص جدية إيران للعودة للاتفاق النووي. وأكد رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، الثلاثاء، أن "الوقت ينفد أمام إيران للوصول إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي". وقال جونسون إن "باب الدبلوماسية أمام إيران لا يزال مفتوحا، ولكن ليس للأبد". ودعا جونسون طهران إلى "التحلي بحسن النية خلال المفاوضات في فيينا".

عدم جدية طهران

وفي وقت سابق، أعلن مسؤولون غربيون، الثلاثاء، أن "مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني قد تتوقف نهاية الشهر بسبب عدم جدية طهران". وقال المسؤولون: "نعتقد أن إيران تشتري الوقت في المفاوضات لبناء برنامجها النووي". وبالتزامن مع تواصل جولة المفاوضات في فيينا، لمح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إلى وجود نص مشترك على طاولة المفاوضات، مشيراً إلى أن طهران لن تقبل بسقف زمني. واعتبر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أن مسار المحادثات جيد، حيث تتطلع جميع الأطراف إلى تحجيم الخلافات قدر الإمكان. واجتمع المشاركون في المحادثات النووية، اليوم الثلاثاء، في فيينا من أجل استكمال المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، بعد استراحة لأيام بسبب عطلة عيد رأس السنة. يذكر أنه في الجولة السابقة من المفاوضات (السابعة)، كادت جهود إحياء الاتفاق النووي أن تصل إلى حافة الانهيار، حينما تراجع الوفد الإيراني عن التسويات التي جرى التوافق عليها خلال جولات المفاوضات الست التي سبقتها، والتي جرت قبل وصول الرئيس إبراهيم رئيسي إلى الحكم في طهران.

 

سيناتور أميركي: سليماني كان الإرهابي الأكثر دموية في العالم

تيم سكوت: زعيم ميليشيا فيلق القدس الإيراني كان المسؤول عن مقتل عدد لا يحصى من القوات الأميركية

واشنطن - بندر الدوشي/العربية نت/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022   

أشاد السيناتور الجمهوري، تيم سكوت، بقتل القوات الأميركية لزعيم ميليشيا فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني واصفاً إياه بالرجل الإرهابي والأكثر دموية في العالم. وقال سكوت في تغريدة له "قبل عامين من اليوم، قضت الولايات المتحدة على قاسم سليماني، الإرهابي الأكثر دموية في العالم، والمسؤول عن مقتل عدد لا يحصى من القوات الأميركية". وتابع "القوة الأميركية تجعل العالم مكانًا أكثر أمانًا". وكان السيناتور الجمهوري البارز وعضو لجنة العلاقات الخارجية، جيم ريش، قد قال إن قائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني، ارتكب جرائم كثيرة. واعتبر في تغريدات عبر تويتر، أن القيادي الإيراني القتيل قاسم سليماني الذي أنهت حياته غارة أميركية في يناير/كانون الثاني من عام 2020، قد ارتكب جرائم وكان مسؤولاً عن أعمال عنف لا حصر لها. وأضاف: "‏لقد مر عامان على غارة الطائرات بدون طيار على قائد الحرس الثوري الإيراني، والذي كان مسؤولاً عن أعمال عنف لا نهاية لها". كما رأى أن المحادثات بشأن النووي الإيراني التي تجري هذه الأيام في العاصمة النمساوية، غير مثمرة. وأشار إلى أن طهران ما زالت تواصل هجماتها على القوات الأميركية في العراق. جاء ذلك بينما أحيت الميليشيات الإيرانية ذكرى مقتل زعيم ميليشيا فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ومعه القائد السابق لفيلق القدس ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس. ومع استئناف الجولة الثامنة من المفاوضات النووية في فيينا، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الاثنين، الغرب إلى التنازل عن مطالبه القصوى، وفق تعبيره، مشددا على أن بلاده لن تقبل بأي سقف زمني للمحادثات. وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، إن كل المطالب التي تقع خارج إطار الاتفاق النووي غير مقبولة، زاعما أن هدف إيران الوصول لتوافق جيد. كما أتت تصريحات متحدث الخارجية في الوقت الذي استؤنفت فيه مفاوضات الجولة الثامنة من المباحثات في فيينا الاثنين بين إيران ومجموعة (4+1)، بعد توقف دام ثلاثة أيام بغية مواصلة المشاورات والمحادثات المكثفة بين المفاوضين للوصول إلى اتفاق. يذكر أن الجولة الأحدث من المفاوضات النووية الهادفة إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع مع طهران في 2015، والتي تشارك فيها فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى جانب الصين وروسيا، استؤنفت بالعاصمة النمساوية في 27 ديسمبر 2021. ويتوقع أن تكون تلك الجولة التي أتت بعد 7 جولات ماضية "الأخيرة"، على أن تستمر عدة أسابيع، علما أن مصادر دبلوماسية أوروبية كانت حذرت سابقا من أن الوقت ينفد أمام إحياء الاتفاق، محذرة من إطالة التفاوض أو المماطلة.

 

مندوب روسيا لمفاوضات فيينا للعربية: عقوبات أميركا على إيران هي العقبة

أوليانوف: أستغرب التشكيك الغربي "بجدية" إيران للتفاوض.. لا أحد يقول إن المفاوضات بشأن إيران ستكون سهلة

العربية.نت، فيينا - راغدة بهنام/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022       

قال المندوب الروسي إلى مفاوضات فيينا حول النووي الإيراني، السفير ميخائيل أوليانوف، الثلاثاء، في تصريحات لـ"العربية" و"الحدث"، إن هناك حاجة للتركيز على مسألة رفع العقوبات الأميركية في المفاوضات الجارية مع إيران في فيينا، لأنها ما زالت العقبة الأكبر والأكثر تعقيدا.

وقال أوليانوف إنه "يتعجب من التشكيك الغربي" بجدية الوفد الإيراني المفاوض، مشيراً إلى أن "هذه المفاوضات سهلة وتحرز تقدما"، من دون أن يوضح نقاط التقدم. والتقى أوليانوف، الذي يلعب دور وسيط غير رسمي بين طهران وواشنطن، صباحًا بالوفد الإيراني ثم الأميركي كل على حدة. ويأتي هذا في وقت يصل نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية إلى فيينا، بحسب وكالة أنباء كورية جنوبية، لبحث مسألة أموال إيران المجمدة في سيول. وأكدت مصادر لـ"العربية" و"الحدث" أن المنسق الأوروبي للمحادثات إنريكي مورا، سيلتقي الوفد الكوري الجنوبي غدا، وأن الوفد لم يأت بدعوة رسمية من الاتحاد الأوروبي منسق المحادثات، بل بتنسيق مع الوفد الإيراني. وأكد أوليانوف لـ"العربية" و"الحدث" أنه سيلتقي الوفد الكوري الجنوبي كذلك على هامش اجتماعات مفاوضات الاتفاق النووي. ويجتمع المشاركون في المحادثات النووية، اليوم الثلاثاء، في فيينا من أجل استكمال المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، بعد استراحة لأيام بسبب عطلة عيد رأس السنة.

 

"واشنطن بوست": شبكة من الحرس الثوري الإيراني لتهريب النفط إلى الحوثيين

أجرت "واشنطن بوست" في تقريرها مقابلات مع عدد من البحارة الذين سبق لهم العمل مع بعض الشركات المتورطة في تهريب الوقود من إيران.

دبي – مسعود الزاهد/العربية نت/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022      

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الضوء في تقرير على أنشطة اقتصادية غير شرعية للحرس الثوري الإيراني في مجال تهريب الوقود من إيران إلى كل من اليمن (الحوثيين)، والصين، والصومال. وأفادت الصحيفة في تقريرها أنه بالإضافة إلى الحرس الثوري، يتعاون في هذه العملية عملاء من الحكومة الإيرانية وعدد من شركات الشحن الخاصة المسجلة في بعض دول المنطقة. وذكر موقع "إذاعة فردا" الأميركية الناطقة بالفارسية، "وفقا لمحللين متخصصين في قطاعي الطاقة والأمن في المنطقة، فإن قيام الحرس الثوري الإيراني بتهريب الوقود من إيران يجري على نطاق واسع، لدرجة أن أي عمليات تهريب مماثلة من جانب أي أفراد أو جهات أخرى لابد أن تحصل على إذن من الحرس الثوري". وفي وقت سابق، اتهمت وزارة الخزانة الأميركية، الحرس الثوري بأنه "يسيطر بإحكام على الحدود البحرية الإيرانية ومنشآت النفط في الموانئ، بغية جني الأموال من تهريب النفط والمنتجات البترولية".ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية على طلب من صحيفة "واشنطن بوست" للتعليق على التقرير. وقال أندرياس كريغ، أحد كبار المحاضرين في كلية الدراسات الأمنية في "كينجز كولج" بالعاصمة البريطانية لندن، للصحيفة الأميركية: "الحرس الثوري الإيراني مؤسسة فاسدة للغاية، وحجم التهريب السنوي من إيران يصل إلى ملايين البراميل". كما أجرت "واشنطن بوست" في تقريرها، مقابلات مع عدد من البحارة الذين سبق لهم العمل مع بعض الشركات المتورطة في تهريب الوقود من إيران. وبحسب البحارة الذين شهدوا هذه التجارة "غير المشروعة"، فإن السفن الناقلة للوقود الإيراني ترسو في الخليج العربي خارج المياه الإقليمية للدول المشاطئة، وبعد ذلك بوقت قصير، تقوم قوارب صغيرة بتهريب الوقود إلى تلك الناقلات بشكل سري تحت جنح الليل على مدى عدة أيام، حتى لا يتم كشف عمليات التهريب من قبل خفر السواحل. وكشف شهود عيان لصحيفة "واشنطن بوست" أنه بالإضافة إلى الشحنات الليلية في البحر، تُدرج في التصاريح مصادر مزيفة للوقود الإيراني، حتى يبدو النفط قادما من دول إقليمية إلى الأسواق الدولية. وذكر بحار هندي يبلغ من العمر 28 عاما، كان يعمل لدى شركتين متورطتين في تهريب الوقود الإيراني بين عامي 2016 و2020، للصحيفة أن الناقلات الإيرانية ترسو عادة في المياه الدولية (في الخليج)، ويتم تعطيل أجهزة التتبع الخاصة بها.

ووفقا للبحارة، فقد تسارعت وتيرة تهريب الوقود من إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب واستئناف العقوبات ضد البرنامج النووي لطهران في عام 2018. وقال خبير نفطي لصحيفة "واشنطن بوست" إن "شحن المنتجات النفطية الإيرانية الخاضعة للعقوبات يتم أسبوعيا، وبما أن هناك طلبا في السوق، تجد إيران طرقا للالتفاف على العقوبات". وأشار التقرير أيضا إلى "دفع رشاوى تتراوح بين 10 آلاف و50 ألف دولار" للبحارة من أجل نقل البضائع المهربة. كما أفاد بحار هندي يبلغ من العمر 30 عاما في حديث مع الصحيفة الأميركية، أن "البحارة" تعرضوا للتعذيب والضرب على أيدي قوات الحرس الثوري، إنهم لا يتصرفون أبدا مثل البشر، يبادرون بضرب الآخرين". ويأتي التقرير في وقت احتجزت قوات الحرس الثوري مرارًا عددًا من السفن الأجنبية بتهمة "تهريب الوقود" في المياه الإقليمية الإيرانية."الإخوة المهربون" "الإخوة المهرّبون"، هو مصطلح نعت به الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، الحرس الثوري بعد أن اختلف مع هذه المؤسسة العسكرية، ولمح بأن الحرس الثوري يمتلك موانئ خارجة عن مراقبة إدارة الجمارك التابعة للحكومة وينقل عبرها السلع غير الشرعية على نطاق واسع. وتفيد تقارير بوجود أكثر من 80 منفذا غير شرعي على الشواطئ الإيرانية، خاصة في محافظة هرمزجان على الخليج العربي وبحر عمان.

 

مقتل طيارين إسرائيليين بتحطُّم مروحية قبالة شاطئ حيفا/"الأوروبي" قلق إزاء الحالة الصحية الحرجة للأسير أبو هواش

رام الله، عواصم – وكالات/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022    

أعلن الجيش الإسرائيلي صباح أمس، تحطم مروحية عسكرية إسرائيلية في مياه البحر قبالة شواطئ مدينة حيفا، ما أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها، فيما نجا شخص واحد بعدما قفز في المياه، ولم يُعرف سبب تحطم الطائرة التي شوهدت تسقط في المياه وهي مشتعلة.وبينما استبعدت تل أبيب احتمال تسبب هجوم سيبراني معادٍ في الحادث، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن القتيلين هما الطيار إيرز شاحييني والطيار حين بوغيل، وقد شوهدت المروحية تسقط على بعد نحو 200 متر عن شاطئ البحر وهي مشتعلة. وأشارت إلى أن ضابطاً في سلاح الجو كان برفقة القتيلين، نجح بالقفز إلى مياه البحر، وعثرت عليه قوات الشرطة البحرية ونقل إلى مستشفى رمبام في حيفا، ووصفت حالته الصحية بالمستقرة. وقال مصدر في قيادة الجيش الإسرائيلي لصحيفة “هآرتس” العبرية إن “المروحية تحطمت بعد ساعة من إقلاعها”، مشيراً إلى أن الجيش لم تصل إليه أي إشارة أو استغاثة من طاقم المروحية. من جانبها، أشارت القناة 12 العبرية إلى أن “عملية تحطم المروحية كانت سريعة للغاية”، مشيرة إلى أن طاقم المروحية لم يستطع حتى إرسال رسالة عبر الأجهزة الإلكترونية لقيادة الجيش من أجل عملية الإنقاذ.

على صعيد آخر، أكدت مصادر إسرائيلية مطلعة أن التعاون الإسرائيلي مع الصين، يمثل تحديا جديا أمام العلاقات الإسرائيلية الأميركية، حيث تبدي إدارة الرئيس جو بايدن رفضا واضحا لأي تقارب بين تل أبيب وبكين، خشية أن يكون ذلك على حساب مصالحها في المنطقة وحول العالم، ما جعل هذه المسألة تتصدر أجندة لقاءات المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين خلال الآونة الأخيرة. من جانب آخر، أفاد تقرير فلسطيني بأن الآليات الإسرائيلية هدمت، أمس، مركزًا صحيًا في بلدة جبل المكبر، جنوب شرق القدس. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن “آليات بلدية الاحتلال وعناصر من الشرطة اقتحمت جبل المكبر، وشرعت بهدم جزء من مركز عبد الله الشيخ الصحي”. وقال المدير التنفيذي للمركز الطبي، غسان جلاجل: قدمنا استئنافا ضد قرار الهدم، إلا أن سلطات الاحتلال نفذت الهدم بشكل فجائي لجزء من المركز بمساحة ثمانين مترًا مربعًا. في غضون ذلك، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات ومداهمات ليلية في الضفة الغربية، واقتحام بلدة سبسطية شمالي نابلس، وإصابة العشرات بالغاز المسيل للدموع. في سياق آخر، دعت حركة فتح، كافة الفلسيطنيين إلى النفير العام اليوم، لنصرة صمود الأسير المضرب عن الطعام هشام أبو هواش. بدوره، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء الحالة الصحية الحرجة للأسير أبو هواش، قائلا في بيان إن “استخدام الاعتقال الإداري دون تهمة رسمية لا يزال مصدر قلق مستمر”. وبينما بحث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، في تطورات قضية أبو هواش، دعت منظمة التعاون الإسلامي المؤسسات الحقوقية والدولية إلى التدخل الفوري للإفراج عن أبو هواش، وأعربت “عن بالغ قلقها إزاء الحالة الصحية الحرجة له”. من جانب آخر، أكدت حركة “حماس” أمس أن رئيس المكتب السياسي لها في الخارج خالد مشعل، أصيب بفيروس “كورونا”.

 

السودان: تجدُّد الاحتجاجات المُطالبة بحكومة مدنية والأمن يواجه بالغاز

الخرطوم، عواصم – وكالات/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022  

 بما يشير إلى أن السودانيين ماضون في تحركاتهم ضد المكوّن العسكري، ومصرون على مطالبهم، تجددت أمس التظاهرات في الخرطوم، وسط إجراءات أمنية مشددة، خصوصاً حول محيط القيادة العامة بالخرطوم، حيث أغلقت الجسور بالحاويات والأسلاك الشائكة، وتعرض المحتجون إلى سيل من قنابل الغاز المسيلة للدموع، فيما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “استمرار العنف” ضد المتظاهرين، داعيا قوات الأمن إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس”. ونقلت مصادر عن شهود عيان إنه تم إغلاق شارع النيل قبالة كوبرى النيل الابيض بالأسلاك الشائكة، وجرى اتخاذ إجراءات وتدابير أمنية مشددة، حيث اندلعت التظاهرات التي دعت إليها لجان مقاومة أمبدة في أم درمان، وانضم إليها تجمع المهنيين السودانيين، الذي طالب بقية اللجان بالخروج والاتجاه نحو القصر الرئاسي. في غضون ذلك، عبر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك عن الأسف لعدم وجود تفاهم سياسي حول سبل المضي قدما على الرغم من خطورة الوضع، قائلا “يشجع الأمين العام جميع أصحاب المصلحة على مواصلة الانخراط في حوار هادف من أجل التوصل إلى حل شامل وسلمي ودائم”، معتبرا تطلعات السودانيين للانتقال الذي يؤدي إلى الحكم الديموقراطي أمر بالغ الأهمية. على صعيد متصل، وعقب تقديم رئيس الوزراء عبدالله حمدوك استقالته، شدد رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان على ضرورة تشكيل حكومة مستقلة ذات مهام محددة، يتوافق عليها جميع السودانيين في هذا الظرف التاريخي الذي تمر به البلاد، مشيرا لضرورة العمل على تحقيق مهام الفترة الانتقالية بتحقيق السلام وبسط الأمن ومعالجة قضايا معاش الناس وقيام الانتخابات.

من جانبه، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، عن احترام قرار حمدوك بالاستقالة، داعيا لضرورة العمل على وجه السرعة بين شركاء الوطن.

 

ماكرون يرغب في الترشح للانتخابات الرئاسية لكنه لم يحسم قراره

الرئيس الفرنسي: هذا القرار يتعزز في داخلي. واحتاج إلى التأكد من أنني قادر على تحقيق ما أصبو إليه

العربية.نت، وكالات/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022  

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء، أنه "يرغب" في الترشح للانتخابات الرئاسية لكنه لم يحسم قراره بعد. وقال ماكرون، في مقابلة مع صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، : "أرغب بالترشح. عندما تسمح الظروف الصحية وتتضح الأمور بالنسبة لي وبالنظر إلى المعادلة السياسية سأكشف عن القرار". وأضاف ردا على أسئلة قراء الصحيفة قائلا:"هذا القرار يتعزز في داخلي. واحتاج إلى التأكد من أنني قادر على تحقيق ما أصبو إليه". وتعهد الرئيس الفرنسي، مؤخرا بالالتزام بالاستحقاقات الديمقراطية في البلاد رغم الموجة الخامسة لفيروس "كورونا". وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، إن ماكرون قال "بوضوح شديد"، إن "الاستحقاقات الديمقراطية سيتم الالتزام بها"، في أوج موجة خامسة من وباء كوفيد-19. وأوضح المتحدث غابريال أتال، خلال عرضه نتائج اجتماع مجلس الوزراء الفرنسي، أن "الأمر يتعلق بالحياة الديمقراطية لبلدنا"، مؤكدا من جديد أنه "ليس هناك أي مشروع لتأجيل الانتخابات الرئاسية "مطروح على الطاولة ولا تحتها ولا في الخزانة المجاورة لها".  انتخابات رئاسية ثم تشريعية ووفق الجدول الزمني المعلن، تشهد فرنسا انتخابات رئاسية في أبريل المقبل، ثم انتخابات تشريعية في يونيو. وتشير استطلاعات الرأي الصادرة مؤخرا إلى أن وصول الجمهوريين إلى الجولة الثانية في انتخابات أبريل 2022 غير مؤكد. ويعد المرشح الأوفر حظا حتى الآن هو الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، وتحل مارين لوبان الشعبوية اليمينية المتطرفة حاليا في المركز الثاني طبقا للاستطلاعات. وفي شهر يوليو الماضي، أعلنت الحكومة الفرنسية، توقيتات إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد. وانتُخب الرئيس إيمانويل ماكرون في السابع من مايو عام 2017 لولاية مدتها خمس سنوات وتولى منصبه يوم 14 من نفس الشهر.

 

العراق.. قصف قاعدة فيكتوري في مطار بغداد بـ4 صواريخ كاتيوشا

وتعرض مركز بغداد للدعم الدبلوماسي الذي يضم قوات التحالف الدولي "قاعدة فيكتوري سابقا" في مطار بغداد الاثنين لهجوم بطائرتين مسيرتين كُتب عليهما "عمليات ثأر القادة"

دبي - قناة العربية/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022    

أفاد مصدر أمني عراقي صباح الأربعاء لـ"العربية" أن قصف صاروخي استهدف قاعدة فيكتوري في مطار بغداد الدولي تم بـ 4 صواريخ كاتيوشا أطلقت من غرب بغداد. وتعرض مركز بغداد للدعم الدبلوماسي الذي يضم قوات التحالف الدولي "قاعدة فيكتوري سابقا" في مطار بغداد الاثنين لهجوم بطائرتين مسيرتين كُتب عليهما "عمليات ثأر القادة". وأفادت وسائل إعلام عراقية إن "المنطقة الدبلوماسية في مطار بغداد، تعرضت فجر اليوم لهجوم بمسيرتين تمكن نظام الدفاع الـCRAM من اسقاطهما". وأضاف، "سقوط الطائرتين المسيرتين كان خارج حدود القاعدة الأميركية حيث سقطت الاولى قرب ميدان الرماية والثانية بالقرب من بهو الضباط العراقيين". وأوضح المصدر أن "الطائرتين وحسب رأي خبير المتفجرات تحملان متفجرات". وتابع، "في نفس الوقت هبطت وأقلعت الطائرات المدنية هذا الصباح، وهذا يدل على أن الخارجين عن القانون لا يأبهون لخطر وقوع إصابات بين المدنيين وتعرض رحلات الطيران المدني للخطر من خلال تحليق الطائرات بدون طيار في مطار بغداد الدولي". وفي 3 يناير 2020، نفذت طائرة أميركية غارة جوية على عجليتن كانتا تقلان كلاً من نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ورفاقهما، قرب مطار بغداد الدولي، أودت بحياتهم على الفور. وحذرت مصادر استخبارية، يوم الجمعة (31 كانون الاول المنصرم)، من استهداف السفارة الأمريكية ببغداد في ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس.

 

واشنطن: اختطاف السفينة "روابي" يهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر

الخارجية الأميركية تدين اختطاف الميليشيات الحوثية للسفينة "روابي" في سواحل الحديدة

العربية.نت، وكالات/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022  

أدانت الخارجية الأميركية اليوم الأربعاء اختطاف الميليشيات الحوثية للسفينة "روابي" في سواحل الحديدة. واعتبرت الخارجية الأميركية اختطاف السفينة تهديد للملاحة الدولية في البحر الأحمر. وأعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أن "انطلاق عمليات القرصنة والاختطاف من أي ميناء في اليمن سيجعله هدفا عسكريا مشروعا"، معتبرا أن "اختطاف ميليشيات الحوثي السفينة "روابي" انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي". وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي، أنه وإلحاقاً للبيان الصادر من قيادة القوات المشتركة للتحالف بتعرض سفينة الشحن التجاري (روابي) للقرصنة والاختطاف والسطو المسلّح في مساء يوم الأحد، أثناء إبحارها مقابل محافظة الحديدة، عمل إجرامي ثبت التخطيط له من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باعتراض مسار السفينة بالمياه الدولية واقتيادها بالقوة لميناء الصليف.وأوضح العميد المالكي أن تنفيذ عملية القرصنة والاختطاف انطلقت من ميناء الحديدة لاعتراض السفينة التجارية بالممر البحري الدولي، مما يعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني وقوانين البحار ذات الصلة، باعتبار السفينة "روابي" سفينة تجارية تحمل على متنها معدات وتجهيزات ميدانية خاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بجزيرة (سقطرى)، بعد انتهاء مهمته الإنسانية، والذي أسهم في تقديم الرعاية الصحية والخدمات الطبية لآلاف اليمنيين بالجزيرة. وأضاف أن نصوص وأحكام القانون الدولي الإنساني و"دليل سان ريمو" للقانون الدولي في النزاعات المسلحة في البحار واتفاقيات الأمم المتحدة، تضمن حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بالممرات المائية والبحار، ولا تؤمن حماية القراصنة أو توفر الملاذ الآمن لهم، باعتبار مثل هذه الأعمال الإرهابية تقويضا لأمن الممرات المائية وتهديدا مباشر للملاحة البحرية والتجارة العالمية. كما بيّن العميد المالكي بأن هذا العمل الإجرامي الخطير يتنافى مع روح ونصوص اتفاق ستوكهولم للعام 2018م وخاصة ما تضمنه البند (الثاني) بالتعهدات والبند (الثاني) من الاتفاق والمتعلق بمدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، واستمرار الميليشيا الحوثية الإرهابية لكافة أنواع الانتهاكات والتي تجاوزت (30527) انتهاكاً متعمداً. وشدد العميد المالكي على أنه يجب على الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران إخلاء سبيل السفينة "روابي" من ميناء الصليف وبكامل حمولتها ذات الطابع الإنساني غير القتالي، وفي حال عدم الانصياع فإن موانئ انطلاق وإيواء عمليات القرصنة والاختطاف والسطو المسلّح و عناصر القرصنة البحرية التي حدثت سيجعلها أهدافا عسكرية مشروعة، وفق نصوص وأحكام القانون الدولي الإنساني وقوانين البحار ذات الصلة. وفي السياق، دان مجلس التعاون الخليجي، الاثنين، سطو الحوثيين المسلح على سفينة شحن تحمل علم الإمارات، قبالة مدينة الحديدة اليمنية. كما أعلن المجلس، في بيان، دعم الإمارات في جميع إجراءات الرد على الاعتداء الحوثي. يذكر أن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أعلن الاثنين، أن سفينة شحن تعرضت للقرصنة والسطو من قبل ميليشيات الحوثي قبالة مدينة الحديدة اليمنية.

 

التحالف ينفذ ضربات جويّة دقيقة ومشروعة ضد أهداف عسكرية حوثية في صنعاء وقال التحالف إن العملية تتوافق مع القانون الدولي الانساني وقواعده العرفية

العربية.نت/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022   

أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، صباح الأربعاء، عن تنفيذ ضربات جوية دقيقة ضد أهداف عسكرية مشروعة في صنعاء تابعة لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران. وطالب تحالف دعم الشرعية في اليمن المدنيين بعدم التجمع أو الاقتراب من المواقع المستهدفة، وفق ما جاء في تغريدات نشرها حساب وكالة الأنباء السعودية "واس" في تويتر. وقال التحالف إن العملية تتوافق مع القانون الدولي الانساني وقواعده العرفية. ويأتي هذا التطور بعد إعلان قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، عن اعتراض وتدمير طائرة مسيرة في الأجواء اليمنية أطلقتها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران نحو الأراضي السعودية. وذكر التحالف أن الطائرة المسيّرة أطلقت من العاصمة صنعاء لاستهداف المدنيين. وكان التحالف قد أعلن الثلاثاء أن "انطلاق عمليات القرصنة والاختطاف من أي ميناء في اليمن سيجعله هدفا عسكريا مشروعا"، معتبرا أن "اختطاف ميليشيات الحوثي السفينة "روابي" انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي".

وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي، أنه وإلحاقاً للبيان الصادر من قيادة القوات المشتركة للتحالف بتعرض سفينة الشحن التجاري (روابي) للقرصنة والاختطاف والسطو المسلّح في مساء يوم الأحد، أثناء إبحارها مقابل محافظة الحديدة، عمل إجرامي ثبت التخطيط له من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باعتراض مسار السفينة بالمياه الدولية واقتيادها بالقوة لميناء الصليف. وأوضح العميد المالكي أن تنفيذ عملية القرصنة والاختطاف انطلقت من ميناء الحديدة لاعتراض السفينة التجارية بالممر البحري الدولي، مما يعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني وقوانين البحار ذات الصلة، باعتبار السفينة "روابي" سفينة تجارية تحمل على متنها معدات وتجهيزات ميدانية خاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بجزيرة (سقطرى)، بعد انتهاء مهمته الإنسانية، والذي أسهم في تقديم الرعاية الصحية والخدمات الطبية لآلاف اليمنيين بالجزيرة. وأضاف أن نصوص وأحكام القانون الدولي الإنساني و"دليل سان ريمو" للقانون الدولي في النزاعات المسلحة في البحار واتفاقيات الأمم المتحدة، تضمن حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بالممرات المائية والبحار، ولا تؤمن حماية القراصنة أو توفر الملاذ الآمن لهم، باعتبار مثل هذه الأعمال الإرهابية تقويضا لأمن الممرات المائية وتهديدا مباشر للملاحة البحرية والتجارة العالمية. كما بيّن العميد المالكي بأن هذا العمل الإجرامي الخطير يتنافى مع روح ونصوص اتفاق ستوكهولم للعام 2018م وخاصة ما تضمنه البند (الثاني) بالتعهدات والبند (الثاني) من الاتفاق والمتعلق بمدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، واستمرار الميليشيا الحوثية الإرهابية لكافة أنواع الانتهاكات والتي تجاوزت (30527) انتهاكاً متعمداً. وشدد العميد المالكي على أنه يجب على الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران إخلاء سبيل السفينة "روابي" من ميناء الصليف وبكامل حمولتها ذات الطابع الإنساني غير القتالي، وفي حال عدم الانصياع فإن موانئ انطلاق وإيواء عمليات القرصنة والاختطاف والسطو المسلّح و عناصر القرصنة البحرية التي حدثت سيجعلها أهدافا عسكرية مشروعة، وفق نصوص وأحكام القانون الدولي الإنساني وقوانين البحار ذات الصلة. وفي السياق، دان مجلس التعاون الخليجي، الاثنين، سطو الحوثيين المسلح على سفينة شحن تحمل علم الإمارات، قبالة مدينة الحديدة اليمنية. كما أعلن المجلس، في بيان، دعم الإمارات في جميع إجراءات الرد على الاعتداء الحوثي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصرالله للّبنانيين: "مش شايِفْكم"

فارس خشان/النهار العربي/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022    

أظهر الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، في إطلالته مساء أمس "بهتان" الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، إذ إنّه ترك بعضها "يتسلّى" ببعضها الآخر، في ما وُصِف بأنّه "لعبة شدّ عصب جماهيري"، وذهب الى حيث يريده "محور الممانعة" أن يكون، بحيث اجتهد في "لبنَنَة" الخطوط العريضة لخطاب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، في الذكرى السنوية الثانية لاغتيال قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني. وفي وقت كان لبنان، من أدناه إلى أقصاه، يستهجن تدخّل "حزب الله" في شؤون لا تعني بلاد الأرز، مثل الحرب في اليمن، أمعن نصرالله في الإصرار على مثل هذه التدخّلات، معلناً "المقاومة بكل أشكالها" ضد الولايات المتحدّة الأميركية والمملكة العربية السعودية. وهذا الإعلان ليس جديداً، بل هو تكرار لمواقف سبق أن أطلق مثلها نصرالله، وكبّدت البلاد خسائر كبيرة، على اعتبار أنّ "حزب الله" ليس " حركة ثقافية" يمكنها أن تذهب بمواقفها الى حيث تجد ذلك يلائم "عقيدتها"، بل هو ركن مهم-إن لم يكن الأهم-في صناعة القرار الوطني، كما أنّه "قوّة عسكري" تشارك مشاركة فاعلة في حروب المنطقة وتنخرط انخراطاً كبيراُ في صراع محاورها. وبهذه الصفّة، فإنّ انعكاسات مواقف نصرالله لا تقتصر على "حزب الله" فقط، بل تمتد لتشمل لبنان بأكمله، أيضاً.

وكان لبنان، في هذه المرحلة، يخضع ل"فترة تجريبية" ليتبيّن ما إذا كانت وعوده التي نقلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي يتقدّمهم ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، صادقة أو مجرّد كلمات على الرمل، سرعان ما تمحوها موجة "حزب الله".

ولم يُخيّب نصرالله التوقعات السلبية، فعمد الى تفجير عبوة ناسفة ضخمة من أجل نسف المسار "الإيجابي"، لأنّ هذا المسار لا يلائمه، ليس بصفته لبنانياً معنياً بنشل بلاده من الحفرة العميقة التي وقعت فيها، بل بصفته جزءاً من "محور الممانعة"، وتالياً، فهو، ولو شاء، لا يستطيع أن يلتزم بأيّ توجّهات تهدف الى النأي بحزبه عن حروب المنطقة وصراعات محاورها، خصوصاً بعد الكلام الأخير للمرشد الخامنئي، حيث أعلن "أنّ محور المقاومة يتقدّم باستمرار في اليمن كما أصبح العدو عاجزاً في سوريا وفقد أمله حيث إنّ حركة المقاومة وجبهة مقارعة الإستكبار أصبحت اليوم أكثر نشاطاً وحيوية وتفاؤلاً في المنطقة ممّا كانت عليه قبل عامين". إنّ ترقّب التداعيات الخطرة لمواقف نصرالله على الوضع اللبناني ككل، يحوّل العناوين التي يقترحها رئيس الجمهورية ميشال عون للحوار الى "مسخرة"، ويجعل من مواقف رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من "الثنائي الشيعي" ملهاة، ويهبط بسجاله مع "حركة أمل" ورئيسها نبيه برّي الى مستوى القرف، ويرفع تحدّي المصداقية في وجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى حدود التفكير الجدّي بالإستقالة، إذا يئس من استحضار دفعة جديدة من الدموع...الباردة.

وأصبح واضحاً أكثر، في ضوء مضمون خطاب نصرالله الأخير، أنّ إنقاذ لبنان، من خلال إعادة ترتيب أولوياته وجسر علاقاته مع الدول الإستراتيجية مثل المملكة العربية السعودية التي "لا يمكن إنقاذ لبنان من دونها"، كما كان قد قال الرئيس ماكرون، عند وصوله الى جدة للقاء الأمير محمّد بن سلمان، مستحيل من دون إيجاد أرضية لبنانية متماسكة تقف في وجه نهج "حزب الله"، وهو نهج يسير وفق الإيقاع الإيراني، إذ إنّ إجراء مقارنة بسيطة جدّاً بين خطاب نصرالله وخطاب المرشد الخامنئي، يظهر التطابق الذي ينحدر، أحياناً كثيرة، إلى مستوى "الببغائية". قبل كلام نصرالله كان واضحاً من تحليل مواقف كلّ الأطراف السياسية في لبنان مدعومة أو –"مدفوشة"-من مدّ شعبي عارم، أنّ "ما حدا طايق حزب الله"، فالجميع، بصورة أو بأخرى، يحمّل هذا الحزب مسؤولية كبيرة ليس عن إيصال لبنان الى مأساة تاريخية، فحسب بل عن منع المحاولات الرامية إلى إنقاذه، أيضاً. وقد يكون تصعيد نصرالله يستهدف هذا الجو الوطني العام الذي لاقاه جوّ إقليمي ودولي داعم، مثل كلام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرتش عن "وجوب تحوّل حزب الله الى حزب سياسي"، ومثل "إعلان جدة" بين فرنسا والسعودية الذي ندّد بنهج "حزب الله"، ومثل بيان المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي الذي هاجم "السلوك الإرهابي" ل"حزب الله"، ومثل بيان رؤساء الجمهورية والحكومة السابقين الذي "تجرّأ" على تبنّي القرارين الدوليين اللذين يعاديهما "حزب الله" ويحاربهما، وهما القراران 1559 1680، ومثل تمسّك البطريرك الماروني بشارة الراعي بمطلب التحييد والدعوة، وفق خارطة طريق واضحة، الى "تدويل" الإنقاذ.

ومن شأن مواقف نصرالله الأخيرة أن "تمتحن" جدّية هذه الأطراف، لجهة قدرتها على التمسّك بخطابها السيادي وتصعيده والتصدّي ل"حزب الله". ووفق التجارب اللبنانية والعربية والدولية، فإنّ التصعيد بالمواقف، في بعض الأحيان، ليس تعبيراً عن قوّة، بقدر ما هو "هروب الى الأمام"، من أجل كسر طوق محكم.  وليس من باب المزايدة الإعتقاد بأنّ "حزب الله" يخشى من طوق مماثل، فجميع اللبنانيين، بمن فيهم من كان يتكّئ عليهم للدفاع عن نهجه، بدأوا يضيقون ذرعاً به، في وقت نجحت فيه النقاشات السياسية والإعلامية والإقتصادية والإجتماعية، في إظهار التأثيرات الضارّة ل"حزب الله" على لبنان ومواطنيه.

وهذا يعني أنّ مثابرة اللبنانيين على مسارهم الضاغط على "حزب الله" من شأنه أن يُنتج إيجابيات، وأن يبطل مفاعيل العبوات الناسفة التي يضعها "حزب الله"، مثل حال خطاب نصرالله الأخير.

 

بالإذن من غبطة البطريرك… الحياد في لبنان بات مدمِّرًا!

بديع يونس/العربية/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022    

لعبت بكركي رأس الكنيسة المارونية تاريخياً دوراً طليعياً في الحفاظ على الكيان اللبناني وهويته الوطنية ودوره في توطيد انتمائه العربي. واجهت محاولات التتريك يوم اتجهت الأنظار نحو منح الخلافة للسلطنة العثمانية وساهمت بفاعلية في تثبيت حدود لبنان الحالية يوم أريد سلخ أطرافه عنه وإلحاقها بدول مجاورة. وكان للبطريركية دورها الحاسم في نيل لبنان استقلاله عن فرنسا، واستمرت مع البطريرك صفير تقاوم النظام السوري حتى سحب جيشه وأنهى احتلاله للبنان بعد حوالي ثلاثين عاما، فلم تكن يوما في حياد، أكان إيجابيا أو سلبياً، عن قضايا لبنان المصيرية.

بدوره يثير البطريرك الراعي أسبوعياً بصوت مرتفع المسائل الوطنية الكبرى ويصيغ مواقف بكركي منها، منددا بإهمال المسؤولين وتغاضيهم عن أدوارهم وعدم اضطلاعهم بواجباتهم الوطنية، ووقوعهم في تناقضات المصالح الشخصية وتبادلهم الاتهامات بالفساد المستشري الذي استنزف اللبنانيين وحياتهم. يعلو صوت البطريرك الراعي محذرا من إضعاف الدولة ـ الضعيفة أصلا ـ فيما تقوى الدولة الموازية على السلطة المركزية وتطوعها وتفرض عليها مساراتها. ويحذر غبطته من شل السلطات الدستورية وتلاشي دورها.

يعلم غبطته أن طرح الحياد بشكليه الإيجابي أو السلبي على الطريقتين السويسرية والنمساوية كان ليكون ربما مفيدا قبيل توريط حزب الله للبنان بقتاله في سوريا، وهذا ما سعى إليه صديق البطريرك ونديمه الرئيس الأسبق ميشال سليمان بورقة التفاهم والتي تنصل منها حزب الله داعيا على طاولة الحوار عبر رئيس كتلته النيابية محمد رعد إلى ” تمزيقها وغليها وشرب زومها” وفق تعابيره. وليس خافياً على أحد أنه عندما تم طرح مبدأ “النأي بالنفس” بتسهيل من الدول العربية لإيجاد مخرج للبنان وحفظ ماء وجهه، تعنت حزب الله ورفضه وعمل على إسقاط هذا المبدأ. ولربما كان طرح الحياد مفيدا كتحذير من جرّ “محور الممانعة” اللبنانيين إلى محرقة معاداة العرب ولعدم وضعهم في كفّة ميزان الصراع الإيراني – العربي ومنع زجهم في أتون هذا الصراع المدمر خدمة لطهران ونظامها الحاكم. كما أن طرح حياد لبنان الذي نادى به غبطة البطريرك الراعي كان طرحا يهدف إلى “تسوية” معقولة تُعَقلنُ حزب الله المغالي في انتشاء فائض القوة والتغوّل ليس على الدولة اللبنانية فحسب إنما على دول المنطقة من اليمن مرورا بالعراق وسوريا وحتى قطاع غزة.

إن معيار الحياد كان ليكون ممكنا قبل غزوة حزب الله سوريا والعراق واليمن ومساهمته في هدر دم شعوبها. وكان ليكون ممكنا قبل أن يدير حزب الله شبكاته في الأميركيتين وفي أوروبا وإفريقيا ودول شرقي وجنوبي آسيا، إضافة لشبكات تهريب الكبتاغون والمخدرات والمؤثرات العقلية.

المعيار الحقيقي للتفريق بين الحياد والتورط هو حماية مصالح لبنان أولا وأخيرا، فيأتي على رأس هذه الأولويات عدم زج مئات الآلاف من اللبنانيين العاملين في دول الخليج رهائن لدى إيران وسياستها التي ينفذها حزب الله انطلاقا من لبنان إلى المنطقة والعالم.

يقتضي المعيار اللبناني أن ننبذ طرحنا التسووي الذي لم يرَ النور بسبب تعنت حزب الله، وأن نعرف جليا كيفية التفريق بين الصديق والعدو، وأن نتخلى عن التسامح والتساهل مع ممارسات حزب الله غير الحيادية والتي لا تنأى بنا عن الصراعات الإقليمية بل تضعنا في وسطها عبر وضعية حزب الله الهجومية التي جرت لبنان على مدار سنوات إلى قعر الهاوية. الحياد لم يعد مقبولا مع وجود طرف لا يعترف بهذا الحياد، ليصبح واجبا على كل سيادي رفع الصوت جهارا والقول إننا إلى جانب أصدقائنا في دول الخليج العربي في مواجهة عدونا المشترك في طهران والذي لم يوفّر أياً منّا من ممارساته وميليشياتها التي يقودها ما يسمى بـ”الحرس الثوري” الذي أنشئ لحماية “الثورة” وتصديرها والقيام على ركام الدول وشعوبها. بكل محبة واحترام وإجلال، أصبح لزاماً طيّ صفحة الحياد لأنّ المعطيات الجيوسياسية في المنطقة تجاوزت طرحها، كما تدخل حزب الله في شؤون المنطقة تجاوز مصالح لبنان وشعبه ووضعه في خندق المعتدي على الجوار والعالم. بالإذن من غبطة البطريرك، “الحياد” مرفوض بعد أن بات مدمِّرا للبنان. المطلوب هو رفع الصوت السيادي عالياً بوجه الاحتلال الإيراني للبنان المتجسد بسيطرة حزب الله على القرار الرسمي.

 

باسيل يحتمي بـ”الطيونة”… ويهدّد “الحزب” بـ”القوات”

ألان سركيس/نداء الوطن/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022      

لا تزال لعبة شدّ الحبال مستمرة بين رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل و”حزب الله”، في حين أن لعبة شدّ العصب باتت مكشوفة لأن الشعب يعلم أن باسيل وتياره هما من دعما مشروع “الحزب” وأوصلا البلاد إلى التعطيل والعزلة. عندما عُقدت طاولات الحوار الوطني في لوزان وجنيف أيام الحرب الأهلية، كان لكل فريق مطالبه، فالفريق الشيعي كان ممثلاً برئيس حركة “أمل” نبيه بري، وحينها كان الظهور الشيعي القوي بدأ يتبلور بحضور بري على الساحة، ومن ثم إنتصار الثورة الإسلامية في إيران وتصديرها إلى لبنان عبر “حزب الله”. وقف برّي في لوزان وجنيف مطالباً بالإصلاحات وإعطاء بعض الحقوق للشيعة ليقول إنه حقّق كحركة “أمل” مكاسب، ولكي يواجه تمدّد “حزب الله”، وينقل من شارك في الإجتماعات أن بري تكلّم إلى الرئيس كميل شمعون والزعماء الموارنة قائلاً “إمنحوني بعض المكاسب لأن ضعفي سيقوي الفريق الشيعي الآخر، أي “حزب الله”، وما أدراكم ما هو “الحزب” وستندمون.

كان “حزب الله” في بداياته ولم يأبه الزعماء الموارنة وبقية الأطراف لصعوده، وظنوا أن بري يهددهم، لتكون النتيجة أن “حزب الله” وضع يده على مفاصل الدولة. وعندما أتى الرئيس سعد الحريري إلى سدّة الحكومة والقيادة، كان بعض المقرّبين يؤكدون دائماً أن البديل عن الحريري هو “القاعدة” والتطرّف السنّي، وحاول الحريري إستعمال هذه الورقة ليبقى في موقع الرئاسة الثالثة. وبعد انقلاب القمصان السود على حكومته العام 2011، عاد فريق “الثنائي الشيعي” ليطالب به بعد تفجّر التشدّد السنّي في سوريا والعراق، وعاد الحريري وبارك حكومة الرئيس تمام سلام ومن ثمّ دخل التسوية الرئاسية في العام 2016 قبل أن تنهار بفعل ضربات إنتفاضة 17 تشرين. إذاً، يحاول كل طرف ممارسة لعبة الإبتزاز السياسي، فالرئيس بري نجح فيها لأنه بات حاجة، فهو حاجة لـ”حزب الله” لأنه يستطيع التحدّث مع الجميع في الداخل والخارج، وهو حاجة لخصوم “الحزب”، لأن إسقاطه يعني سيطرة “حزب الله” على الساحة الشيعية.

أما الحريري فقد نجح في لعبة الإبتزاز نوعاً ما، لكن الضربة أتته من المملكة العربية السعودية، والتي وضعت “فيتو” على عودته إلى رئاسة الحكومة، مما أفقده دوره الإقليمي. اليوم، يحاول باسيل ممارسة اللعبة ذاتها، فكُثر ظنوا أن تخييره الدائم بين “تفاهم مار مخايل” أو “أحداث الطيونة” هو تبرير لنفسه وللقول أن “مار مخايل” حمى السلم الأهلي والمسيحيين على حدّ سواء، وليوقف النزف في شعبيته. لكن الحقيقة مغايرة تماماً، إذ إن باسيل يقول لـ”حزب الله” ما قاله بري للزعماء الموارنة في لوزان وجنيف، وما روّج له الحريري في فترة تمدّد “داعش” وأخواتها، ورسالته واضحة جداً لـ”الحزب” وهي: أنتم لا تريدون نجدتي وتريدون التخلّي عن دعمي وفق “إتفاق مار مخايل” فالأمر بسيط جداً، سأسقط مسيحياً وستحتل “القوات” الساحة المسيحية وستفتقدون الغطاء المسيحي الذي أمّنته لكم، وسيحلّ بكم مثلما حلّ في الطيونة وعين الرمانة، وتحمّلوا ضربات “القوات” التي ستلتهمكم وتواجهكم. يُجري “حزب الله” حساباته الإنتخابية الدقيقة، فهو لا يريد خسارة الغطاء المسيحي، لكنه في المقابل لن يقول كلمته في الإنتخابات الرئاسية منذ الآن، لأن قرار الإنتخابات موجود في طهران وليس في الضاحية الجنوبية، وبالتالي فإن أقصى ما يمكن لـ”الحزب” تقديمه لباسيل هو محاولة ضرب صورة “القوات”، لكن هذا الأمر يرتدّ سلباً على باسيل لأن شعبية “القوات” ترتفع في حين أن “التيار” يستكمل مساره الإنحداري.

 

ثمانية أسباب يردّدها الحريري لعدم خوض الانتخابات

غادة حلاوي/نداء الوطن/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022       

قبل وصوله الى بيروت بساعات تبلغ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري رسالته الاولى من رئيس مجلس النواب نبيه بري بضرورة الترشح للانتخابات النيابية، لأهمية ذلك وانعكاساته السلبية في حال لم يحصل على خريطة البرلمان. جاء ذلك فيما الحريري يتهيأ لحسم موقفه النهائي من المشاركة في الانتخابات النيابية. كأن بري تهيّب الموقف واستحقها بعدما دقت ساعة الحسم عند الحريري. وكان بري ارسل موفده الخاص الى الحريري مستبقاً وصوله الى بيروت ليقف على حقيقة ما يشاع عن عدم رغبته بالمشاركة في الاستحقاق الانتخابي ترشحاً او انتخاباً. وبتكليف من بري تحدث معه مجدداً النائب علي حسن خليل لاستيضاح الموقف اولاً وإظهار السلبيات من الايجابيات في الحالتين، وايصال رسالة مفادها رغبة بري بمشاركة “المستقبل” في الانتخابات النيابية ترشحاً وانتخاباً لما يمثله هذا التيار وزعيمه. ليكون الجواب ان القرار لا يزال مرهوناً بدعوة الهيئات الناخبة، وحين صدرت الدعوة صار الحريري ملزماً بحسم موقفه بعدما تعالت اصوات المستفسرين من حوله، ولو ان الكفة تميل الى الاحجام عن المشاركة. بعد طول غياب يعود الحريري الى بيروت ليمضي في ربوعها بضعة أيام يقضيها في اجتماعات مع نواب كتلته النيابية ومنسقي المناطق في تيار “المستقبل” ومع عمته النائبة بهية الحريري، لدراسة الموقف انطلاقاً من المعطيات الميدانية والتبدلات السياسية والامور المالية، وما الى ذلك من تفاصيل لها تأثيرها على سير المعركة الانتخابية. ووفق ما أبلغ المقربين فان قراره النهائي سيعلن بعد هذه الاجتماعات والذين استشفوا منه نيته بعدم المشاركة في الانتخابات النيابية للعام 2022 على المستوى الشخصي وعلى مستوى التيار، اللهم الا اذا خرجت النقاشات في لبنان بما يملي عليه اعادة مراجعة حساباته لصالح المشاركة. كان امام الحريري ثلاثة خيارات لاتخاذ واحد منها: إما الترشح على رأس لائحة وازنة وهذا مستبعد، أو عدم الترشح والاكتفاء بترشيح شخصيات من تيار “المستقبل” وهذا ايضاً خيار مستبعد بنسبة كبيرة، او لا يترشح ولا يرشح احداً من قبله مباشرة، وترك كل مرشح من تياره يريد خوض المعركة يتدبّر امره من دون ان يتخلف عن دعم الرموز الكبرى في حال قررت خوض المعركة في غيابه.

ثمانية أسباب يرددها الحريري لتبرير عدم ترشيحه منها الداخلي ومنها الخارجي. للحريري حساباته ومنطقه في مقاربة موضوع الانتخابات هذه الدورة. اختلفت ظروفه عن الماضي، مالياً وسياسياً، وساءت علاقته مع المملكة السعودية الى حد القطيعة في وقت استضافته دولة الامارات على سبيل تسوية اموره المالية وفتح صفحة جديدة في حياته المهنية، تمهيداً لتسديد المتوجب عليه من ديون للسعودية وغيرها. مجرد وجوده في دولة الامارات يعني ان الحريري قد يبتعد عن الحياة السياسية مباشرة ذلك ان الامارات ليست فرنسا لتستوعب دوره كسياسي وعلاقته مع السعودية لم تتحسن بعد. هذا من دون ان ننسى ان تيار “المستقبل” بوضعه الداخلي قد لا يكون مستعداً لدخول المعترك الانتخابي وقد اثرت الازمة الاقتصادية على علاقته مع كوادره وجمهوره في المناطق. كل المنسقيات تشكو غياب التمويل والادارة واقفال باب المساعدات، هذا فضلاً عن الخلافات الداخلية التي مني بها التيار في اكثر من منطقة. خطأ الحريري هنا انه في كل مرة يتخلّف عن اعادة ترتيب بيته الداخلي فيكتفي بعدد محدود من التشكيلات الصورية، التي لا يكون لها وقعها على مستوى فعالية التيار وثقله في المناطق تماماً مثلما فعل في ايامه الاخيرة. يشكو المستقبليون من غياب زعيمهم وضيق احوالهم وتعدد المرجعيات. يجري ذلك فيما لا يزال تيار “المستقبل” هو التيار الاكثر تمثيلاً للسنة في لبنان وسعد الحريري هو الاقرب الى السنة من كثيرين غيره حاولوا ملء الفراغ ولم ينجحوا. حتى السعودية لم تنجح في عملية البحث عن بديل للحريري ولذا فهي لم تفتح ابوابها لاستقبال زعيم بعده لان الامتحان ليس سهلاً.

وإذا خرج الحريري بقراره النهائي عدم المشاركة سيكون اول المتأثرين بغيابه عن المعركة الى بري رئيس “الحزب الاشتراكي” وليد جنبلاط، وسيكون البديل مجموعة شخصيات سنية لا تلتقي تحت قيادة مايسترو واحد، وهذا مصدر قلق بري الذي تجمعه مع الحريري حكاية تاريخية بدأت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا تنتهي معه، وهو الذي فعل المستحيل لاعادته الى رئاسة السلطة التنفيذية وغفر له ذنوبه يوم خرج على صداقته واخطأ في حساباته السياسية. مسألة عدم وجود الحريري تحت قبة برلمان يرأسه بري تعني ضياع البوصلة السنية بالنسبة الى بري وغياب المونة على السنة برلمانياً، أما بالنسبة لجنبلاط فيعني غياب الحريري خلطاً خطيراً للاوراق النيابية وفي نسج التحالفات فكيف سيتصرف في البقاع الغربي وفي بيروت والشوف. اما “القوات اللبنانية” فهي التي تمني النفس بوراثة مقاعد السنة حيث تلتقي معهم ولا تتأثر بغياب الحريري طالما التحالف معه غير محسوم بعد. صورة ضبابية قد تصبح اكثر قساوة في حال انكفأ الحريري عن خوض الانتخابات، خاصة وانه الى ان يثبت العكس فهو لا يزال الزعيم السني الاول باعتراف خصومه قبل الاصدقاء. فهل سيبقى الحريري على قراره بعدم الترشح وتياره ام ان النقاشات الداخلية ومونة بري وجنبلاط و”حزب الله” ستنجح في ثنيه، وماذا عن ضماناته الخارجية والتحالفات؟ اسئلة قيد النقاش والجواب عليها رهن عودته المتوقعة قريباً الا اذا استجد جديد.

 

عون – برّي: تعايش لا يطاق

نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022  

قد يكون من السذاجة الاعتقاد بأن كل ما يدور في الداخل ليس سوى صراع ضارٍ بين الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي. سجالات الصف الثاني والثالث ليست إلا من أدوات الشغل. كذلك الحملات الإعلامية، ثم أخيراً العقد الاستثنائي وما سيليه حتماً

حتى موعد انتهاء دوام العمل الرسمي أمس في مجلس النواب، كان عدد الموقّعين على عريضة طلب فتح عقد استثنائي لا يتجاوز 15 نائباً. بدأت حملة جمع التواقيع الخميس المنصرم، عشية رأس السنة، بستة نواب: أربعة منهم من كتلة الرئيس نبيه برّي والنائبان بهية الحريري وإيلي فرزلي.

الحديث الشائع أن التواقيع ستتوالى في الأيام المقبلة، في ظل حماسة نيابية لدخول عقد استثنائي موصول بموعد العقد العادي الأول في منتصف آذار، آخر عقد مفترض في ولاية البرلمان الحالي. البعض المطلع يتوقّع تزايد التواقيع كي تصل إلى ما بين 70 إلى 75 نائباً. لا تنجم الحاجة إلى توقيع عريضة نيابية ملزمة، إلا عندما يحجم رئيس الجمهورية عن فتح عقد استثنائي للمجلس، عملاً بالمادة 33 من الدستور. إذذاك يصبح واجباً عليه التسليم بالعريضة الموقّعة من الأكثرية المطلقة التي يتألف منها المجلس. لا يبرّر العقود الاستثنائية سوى استنفاد العقدين العاديين الأول والثاني، دونما تمكن البرلمان من إنجاز مشاريع قوانين واقتراحات قوانين في جواريره. هذه المرة الحسابات مغايرة. وقد لا تكون بسيطة بالقدر المحسوب، ولا الآلية المنصوص عليها في المادة 33 ستكون بدورها كفيلة بحل الخلاف بين رئيس الجمهورية والبرلمان، أو بينه والغالبية النيابية، أو بينه وبين رئيس المجلس، وهي الحال الفعلية القائمة اليوم في الحبال المشدودة أكثر مما تحتمل بين الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي.

أما ما ينتظر العقد الاستثنائي المفترض، فبعضه:

1 – أن التوقيت الدستوري للعقد الاستثنائي صائب الآن، ما بين عقد عادي انطوى في اليوم الأخير من السنة المنصرمة، وعقد عادي جديد متأخر شهرين ونصف شهر. أما التوقيت السياسي فمختلف كلياً. لا يقتصر على المادة 33، ولا على الحاجة إلى عقد استثنائي لشغل يُظَنّ أنه متراكم، بل يتصل بالحاجة الخفية – وهي الآن لم تعد كذلك – إلى مبرر ظهور العقد الاستثنائي. وهو أن انعقاد البرلمان، في أي من عقوده عادية أو استثنائية، يوقف الملاحقات الجزائية في حق أي من أعضائه مدعى عليهم أو برسم الادعاء عليهم، بفضل حماية الحصانة المنصوص عليها في المادة 40 من الدستور، فلا يجوز توقيفهم إبان الانعقاد.

بذلك يُفهَم المغزى الفعلي لحماسة البعض للعقد الاستثنائي، ورفض البعض الآخر له. يكمن هنا أيضاً السبب الذي يحمل عون على رفض إصدار مرسوم بعقد استثنائي، بينما منوط بالأجهزة الأمنية بناء على استنابة النيابة العامة التمييزية توقيف النائب المدعى عليه فور مغادرته حصانته النيابية منذ الأحد الفائت. بالتأكيد ليس الاشتباك والتناحر على النائب المدعى عليه، بل بين المرجعيتين الكبريين المعنيتين بالسجال الطويل حيال المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار وأدائه ومصير الملف الموضوع بين يديه. عون متمسك بالبيطار وبكل ما يقوم به، بينما برّي يطالب بإطاحته. بسبب المحقق العدلي شُلّ مجلس الوزراء. وبسبب شلّ مجلس الوزراء لا موجب لعمل مجلس النواب. بدورها استعادة الحصانة أو الحؤول دونها صارا جزءاً لا يتجزأ من المشكلة الأم.

2 – من الواضح أن الاستقطاب المعلوم في المجلس أضحى أكثر جلاء: كتل برّي والرئيس سعد الحريري ووليد جنبلاط ونواب مستقلين قريبين منهم في مقلب أول، وكتلة النائب جبران باسيل وحلفائه في مقلب ثان، وكتلة حزب القوات اللبنانية المترنحة ما بين القبول المشروط والرفض في مقلب ثالث، وحزب الله في المقلب الرابع.

لا يسع كتل المقلب الأول بمفردها جمع نصاب الأكثرية المطلقة لفرض العقد الاستثنائي بنوابها الـ43 (17 لبرّي 18 للحريري إلا إذا حضر هو و8 لجنبلاط بعد استقالة مروان حمادة).

ولا يسع كتلة المقلب الثاني الوقوف في طريق هذا النصاب إذا توافر، إلا أنها تعوّل في المقابل وتشد عضلها برفض إصدار رئيس الجمهورية مرسوم العقد الاستثنائي.

ولا تزال كتلة المقلب الثالث حائرة في خياراتها، فهي لا تريد إغضاب برّي وقلّما أغضبته بل راعته أكثر مما يريد، ولا تريد كذلك إرباك حالها أمام ناخبيها على أبواب الانتخابات النيابية العامة فتظهر أمامهم كأنها تطعنهم في الظهر، لا سيما منهم ناخبي الأشرفية والمدور والصيفي واجهة مرفأ بيروت وضحية انفجاره. فتبدو أنها توقّع على مرسوم العقد الاستثنائي الذي يمنح الملاحقين المدعى عليهم حصانة تحول دون توقيفهم. تقف بذلك على طرف نقيض من كل ما تعلنه وتأييدها البيطار. لا يسع كتلة حزب القوات اللبنانية القول إنها مع عقد استثنائي بلا حصانة للنواب الملاحقين. ما إن يلتئم العقد يحتمي هؤلاء بالمادة 40 من الدستور. بذلك يعني توقيعها العريضة حكماً موافقتها على سريان نفاذ المادة تلك.

أما كتلة المقلب الرابع، فليست أحسن حالاً. أبلغت إلى مراجعيها السائلين عن توقيع نوابها العريضة بأن لا قرار اتخذته منها بعد. بيد أنها أضحت الآن أكثر ارتباكاً وإحراجاً بعد ارتفاع نبرة المواجهة بين حليفين لا تملك أن تتخلى عن أي منهما، وإن كانت لا تضعهما جنباً إلى جنب بترتيب أفقي. الترتيب المعتمد عمودي: برّي حليف أول حرصاً على الثنائية الشيعية ووحدتها، وعون حليف ثان حرصاً على حاجة حزب الله إلى الحليف المسيحي الذي يحول دون أن يصبح في مواجهة الطوائف الأخرى كلها. منذ مطلع الولاية، نجح في توفير حد أدنى من تعايش مقبول بينهما – وإن لا يطاق – إلى أن بلغ في السنة الأخيرة المفترق الحاد. لذا فإن الاختبار الجديد للحزب هو: هل آن أوان افتراقه عن الحليف الثاني بسبب حاجته إلى الحليف الأول الضروري والحتمي وغير المستغنى عنه، أم يختار لعبة توزيع الأرباح والخسائر بين عون وبرّي. مرة يعطي الأول ليأخذ من الثاني، ومرة أخرى يأخذ من الأول ليعطي الثاني. في ما حصل في المجلس الدستوري أنه أعطى رئيس البرلمان. امتحانه التالي في عريضة العقد الاستثنائي لا يزال مشوّشاً أو مؤجلاً.

3 – لا يزال الاشتباك في أوله من حول نصاب الأكثرية المطلقة في مجلس النواب: رئيس الجمهورية يستند إلى المادة 57 بالقول إن 65 نائباً يشكلون الأعضاء الذين يتألف منهم المجلس قانوناً، ورئيس البرلمان يقول إنه 59 نائباً بعد استقالة أو وفاة 12 نائباً ما يخفض العدد إلى 116 نائباً وتالياً ينقص نصاب الأكثرية المطلقة للنواب الأحياء إلى 59 صوتاً. تهرّب المجلس الدستوري من تحديد موقفه من نصاب الأكثرية المطلقة، وأخفق مجلس النواب في تفسيره، ما جعل التفسيرين الحاليين المتناقضين شخصيين ما بين رئيسي الجمهورية والبرلمان. كلاهما يتمسك بتفسيره، ويعتبره الصائب. بذلك يتواصل الخلاف ويتمادى ويتشعّب. لن يتاح التوصل إلى حل لهذه الإشكالية السياسية – أكثر منها الدستورية – سوى بعريضة يوقعها أكثر من 65 نائباً، كي تتجاوز التفسيرين الشخصيين. توقيع 59 نائباً – استناداً إلى تفسير برّي – سيؤول حكماً إلى رفض عون القبول بالعريضة، وكذلك دحض اعتبار نفسه ملزماً إصدار المرسوم ما دامت مبنية على نصاب لا يعترف به، ويصفه بأنه باطل مناقض لذاك المنصوص عليه في المادة 57. لا أحد يرغم الرئيس على التوقيع، فيما هو ليس في وارد إصدار المرسوم تبعاً للفقرة الأولى في المادة 33.

 

هل يُماثل باسيل جنبلاط وجعجع وفرنجية بعدم الترشّح؟

عمار نعمة/اللواء/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022     

ربما اعتقد كثيرون قبل أيام ان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل سيفجر قنبلة من العيار الثقيل في مؤتمره الصحافي الأخير ليست اقل من الانسحاب من تفاهم مار مخايل مع «حزب الله». إلا أن من تابع تفاصيل العلاقة بين الجانبين منذ زعامة العماد ميشال عون للتيار حتى هذه اللحظة، يتيقن ان هذا الامر بعيد المنال، أقله في المرحلة الحالية. لكنها من دون أدنى شك المرحلة الأسوأ في العلاقة التي تعود الى ما قبل تفاهم 6 شباط 2006، والتي أسبغ عليها ذاك الاتفاق سمة التحالف الذي خرق عهد الخصام الماروني الشيعي الذي ترجم تقاتلا بين أقطاب في الطائفتين، وللتذكير، حدث ايضا، وان لم يكن على نطاق واسع، بين «حزب الله» والجنرال ميشال عون خلال صعوده الدراماتيكي في العام 1989 حين شن «حرب التحرير» على اخصامه في المنطقة الغربية حين عرفت اصطلاحا بذلك للدلالة على الجانب المسلم من بيروت في مقابل جانبها المسيحي في المنطقة الشرقية..

يبدو ان العلاقة تشهد منحى اعتراضيا وتراجعيا من قبل التيار، وفي شكل سريع ومضطرد يظهر واضحا لدى قواعد التيار أكثر منه لدى القيادات التي ما زالت تراعي الحليف ولا تريد كسر الجرة معه، سواء لمصلحة ذاتية لعلمها بأهميته للتيار، أو لأمر مبدئي يتصل بأسس تفاهم مار مخايل.

لكن التيار الذي يتعرض لانحدار كبير، وإن كان غير واضح الدراماتيكية، في شعبيته، يبدو محشورا في الزاوية ومفتقدا للحلفاء الجديين، الا انه يتمتع بتأييد شريحة لا بأس بها في بيئة الحزب الذاتية كما في أوساط الممانعة الساخطة على الفساد وعلى عموم الطبقة السياسية التي هيمنت على المشهد السياسي في ذاك المحور. وبعد ان حقق العونيون مكسبهم الأهم في وصول العماد عون الى الرئاسة العام 2016، بدا ان ذلك كان ابعد ما يكون عن الطوباوية وان العود ما زال طرياً في وجه منظومة سياسية أكثر خبثا في العمل السياسية وتمرسا عبر السنين، في موازاة إخفاق واضح للعهد في الادارة وجوع ظاهر الى المحاصصة مع الطبقة السياسية نفسها التي وصل الى الحكم بادعاء مواجهتها.

كان الأمر كذلك فعلاً، فقد دخل باسيل في تلك المحاصصة مع أخصامه في البلد الذين لطالما انتقدهم وهاجم استئثارهم في الحكم، مثل وليد جنبلاط وأيضا شريكه في الحكم قبلا الرئيس سعد الحريري وحليفه السابق سليمان فرنجية، لا بل ان تفاهم معراب نفسه مع «القوات اللبنانية» لحظ ذلك!

لكن الأمنيات في حكم هادىء وعودة الى زمن ما قبل الطائف أو أقله التخفيف من آثار الاتفاق الذي حاربه ميشال عون في لبنان وفي مرحلة نفيه السياسي وحتى بعد وصوله الى الرئاسة، سقطوا جميعا أمام دهاء وخبث منظومة الحكم التي يتهم العونيون الرئيس نبيه بري بتصدر مُفشلي العهد عبرها.

تحضر أسماء اخرى هنا مثل رياض سلامة وسمير جعجع و«ثورة السفارات» لكن رئيس المجلس هو المايسترو الذي اتخذ العونيون قرارا بتحديده هدفا لهم منذ الصيف الماضي وشرعوا في هجمات تصاعدية عليه ليس الهجوم الباسيلي الاخير آخر تجلياته.

الترويض بدل إسقاط الحلف؟

يهدف التيار من وراء ذلك الى ضرب تحالف بري مع «حزب الله»، ليس في سبيل اسقاطه وهو ما يبدو بالغ الصعوبة، بل لترويض حركة «أمل» والسيطرة على بري، ذلك ان تحالف «حزب الله» مع بري لا ينفي مسؤولية الحزب في محاربة الفساد وبناء الدولة، أي التمايز على أقل تقدير عن بري و«أمل»، مع تأكيد التيار أن الحزب لم يشرع جدياً في الاصلاح على الاطلاق. ثمة أهداف قريبة الأمد وأخرى بعيدة لخطاب باسيل الذي لم يحدد مطالب معينة للحزب، بل اكتفى بالشكوى من حليفه على طريق تحقيق أماني الرجل. ويرى رفيق سابق له في مرحلة النضال وخصم حالي، أن رئيس التيار الوطني الحر يضغط لعودة الحكومة الى الاجتماع للظفر بأكثر قدر من التعيينات، لكنه لن ينال مراده من قبل شركائه في الحكم، ولا يتعلق الامر ببري وحده، بل برئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبالحزب نفسه. ولذلك فقد وضع باسيل اهدافا متوسطة الامد تتصدرها الانتخابات النيابية حيث يواجه باسيل تحديا من نوع خاص والتيار بطبيعة الحال.

والحال ان باسيل بالكاد يتمكن من التوصل الى حاصل انتخابي في دائرته وهو مجبر على صياغة تحالفات دقيقة، الا انه فقد حلفاء الماضي في دائرته الشمال الثالثة مثل «تيار المستقبل» وميشال معوض، وقد يحصل على اصوات القوميين او غيرهم لكن البعض يردد بإمكانية عزوف باسيل عن الترشح في حال أظهرت التقديرات عدم نجاحه، فهو لا يستطيع تحمل اية خسارة فقد يقامر حينها بضرب مستقبله السياسي برمّته..

هكذا يقول أخصام الرجل الذي يجهد اليوم لشد العصب عند المسيحيين باستخدام مصطلحات طائفية تدغدغهم، في موضوع بري في مواجهة رأي عام مسيحيي يهاجم «حزب الله» بوصفه الخطر الاكبر على البلد. وللملاحظة وجّه باسيل، وعون قبله، سهامهما ضد ميقاتي، لكن الجديد تمثل في غزل متجدد بالحريري وربما رهاناً عليه وسط قحط الحلفاء.. ثمة من يقول إن قرار باسيل والرئيس عون بالخروج من التفاهم مع «حزب الله» لن يكسبهما الكثير في الشارع المسيحي، والحفاظ على التفاهم – التحالف هو أفضل لهما للظفر بمقاعد نيابية في بعض الدوائر التي سيخسر فيها التيار نوابا له. الكلام هنا مثلا عن بعلبك الهرمل وكسروان جبيل وبيروت الثانية وبعبدا، وقد يطلب التيار من الحزب مقاعد كانت محظورة عليه مثل ذلك الأرثوذكسي في مرجعيون، وهو ما يعتبره من حقه بعد كل التضحيات التي اودت بباسيل الى مستنقع العقوبات الاميركية واستبعاده فعليا، ان لم يكن رسميا، من التنافس الرئاسي بعد اشهر.

هنا يكمن المطلب متوسط الأمد من الحزب في موازاة كلام لافت لباسيل عن استنهاض التيار وسط خشية كبيرة من تراجع غير محدد في شعبيته. البعض يذهب الى انه سيتعرض الى هزيمة كبرى بنحو نصف مقاعده البرلمانية، والعونيون يؤكدون صحة تقديراتهم بتراجع غير وازن، ولذلك تبدو المزايدة مسيحيا لا سيما ما استجد منها في خطاب الرئيس عون الاخير حول لامركزية ادارية ومالية وحوار حول الاستراتيجية الدفاعية. لكن كل ذلك قد لا يكون كافيا لباسيل، ولذلك فالمزايدة هذه مرشحة للاستمرار وللتصاعد في وجه «حزب الله» وصولا الى الاستحقاق الكبير المتمثل في رئاسة الجمهورية (المرشحة للفراغ).

مجاراة المزاج المسيحي

في الأثناء سيكون على باسيل العمل كثيرا وسط مزاج مسيحي ينحو في اتجاه التقوقع. وللتذكير فإن الاقبال المسيحي على الانتخابات الماضية تراجع بمقدار ثمانية في المئة، واليوم يبدو المواطن المسيحي مهجوسا بلقمة عيشه وبعمله وباستشفائه وحتى بالهجرة، وباتت دعوات الفدرلة تلقى صدى لديه وإن شكلت استجابة غريزية غير واقعية لمفهوم غامض لدى المسيحيين مستحيل التطبيق اقله في الزمن الحالي، حسب قيادي مسيحي معارض لباسيل. وبذلك، ومع التجربة، ثمة من يقول مسيحيا إن الرئيس القوي بات مصطلحا لا يؤيده كثر بعد ما جرى من حرب على الرئيس المسيحي القوي.

ذلك ان المسيحيين في حاجة الى رئيس تشاركي مع الآخرين في السلطة، فتحدي الآخر حتى المسيحي الخصم، أثبت عقمه في ظل صلاحيات محدودة مع دستور الطائف، حسب وجهة نظر الحزبي السابق في التيار. والأمر لا يتعلق برئيس شبيه بالياس الهراوي وبإميل لحود وبميشال سليمان، بل ربما برئيس مثل فؤاد شهاب والياس سركيس يؤمن بعلاقة تشاركية وبحكم المؤسسات على ان يكون عامل جمع لا تفريق.. لكن الأرجح ان الاقطاب الموارنة لن يقبلوا برئيس على هذا النحو، والصراع الماروني الذي ادى بالطائفة الى ما هي عليه اليوم وبهزيمتها وصولا الى اقرار اتفاق الطائف، سيستمر بأشكال جديدة وبتحالفات مع الاركان الاقوياء في الطوائف الاخرى، وبمدى اقليمي ودولي يعوض التراجع الديموغرافي والوزن المسيحي على أرض الواقع. فالقادة الموارنة لم يتعلموا شيئاً من تجاربهم الأليمة الماضية!

 

ماذا تعني زيارة الصهر لدمشق قبل الإنتخابات؟

ميشال نصر/ليبانون ديبايت/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022   

إنتهى العام 2021 بتشويق رئاسي "غير شكل"، بطلاه رئيسا الجمهورية والحكومة، وسببه صفقة سلّة لم تكتمل قبل "أن تنفخت وينفخت معها دفّ عشاقها"، ووعظة ميلادية من العيار الثقيل تحرّض على قيام الدولة والمؤسّسات، لتفتح السنة الجديدة الصفحة الأولى في دفترها على إطلالات بالجملة، واحدة لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، أنهت عطلة العيد قبل موعدها بساعات، وثانية مزدوجة للإستيذ عنه بالوكالة ومعاونه السياسي المطلوب للعدالة، في تحدّ واضح للقانون و"على عينك يا قوى أمنية"، وثانية للأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي ردّ متفهّماً الهواجس والمخاوف البرتقالية، آخذاً الجماعة، عملاً بالمثل القائل "الإناء الكبير يستوعب الصغير". فرئيس التيار، تابع "تصعيده" المحسوب بميزانٍ من ذهب في وجه الحزب، الذي بدأه من عشاء الحرس القديم في البترون، الذي أعاد بعضاً من مفردات ما قاله "ليلتها"، وإن بلغةٍ أكثر رواقاً في استراتيجيةٍ بدت واضحة ومباشرة، انطلقت من" مَطرح ما خلص العم"، مقوّصاً بكل الإتجاهات بشكل عنيف، ولكن بلهجة هادئة، قالها بصراحة: "الدويلة ركبت عالدولة ونهيتها"، في رماديةٍ لوّنت مواقفه، "بضربه مرةً على حافر الحزب ومرةً على مسمار الحركة"، انعكس على محاور كلمته بالكامل، وأبرزها:

ـ هجومٌ معتاد على ثلاثي عين التينة ـ معراب ـ المصرف المركزي، حيث" الشياطين الثلاثة عملاء غبّ الطلب، تارةً الأميركيين وطوراً "الله وحده بيعرف مين"، في مقابل تحييده للمختارة بعد "النقزة" من الشريك الإنتخابي وئام وهاب بعد "اتهامه" للرئيس ميشال عون، ومغازلته لبيت الوسط بقوله "إن أصوات السنّة مش للبيع والشراية وزعيمهم معروف، في نكزة واضحة لرئيس الحكومة". ـ فتحه الباب أمام الحارة لملاقاته "فإذا عادوا إلى مار مخايل سيجدون التيار في انتظارهم"، لتطوير التفاهم الذي ما عاد بصيغته الحالية يقنع الجمهور البرتقالي، وإلاّ "فذنبهم على جنبهم" في حال اختاروا سيناريو الطيونة بما يعنيه من مواجهة مع المسيحيين. ملفٌ بيّنت مقاربته، التناقض والمنقوض في كلامه، وأبعد منه ملف البيت الشيعي، رغم إدراكه أن مواقف الحزب الأخيرة تختلف بالكامل عمّا سبقها ماضياً، كونها لا تنطلق في الدرجة الأولى من مصلحة "الثنائي" ومسألة الفتنة الشيعية ـ الشيعية، بقدر ارتباطها بمكتسبات الشيعة ودورهم وحصّتهم في النظام، التي يحاول البعض تحت حجّة "فساد نبيه بري"، ضربها لإرساء توازنات جديدة عن قصد أو غير قصد وهو ما يعزّز موقف حركة "أمل".

ـ إتّهامه لرئيس الحكومة، الذي ما عادت تنفع مسرحياته، بمشاركة "الثنائي" لتطيير الإنتخابات النيابية، بسبب إصراره على عدم قيامه بمهامه بدعوته مجلس الوزراء للإنعقاد، فالمعادلة واضحة: لا جلسة للحكومة يعني لا إنتخابات. فهل هذا يعني أن تطيير الحكومة وتحويلها لحكومة تصريف أعمال، ينقذ الإنتخابات النيابية من التأجيل المحتّم؟ هنا تجدر الإشارة إلى القلب "المليان" من السراي.

ـ في الموضوع السوري، كان إفصاحه عن استعداده لزيارة دمشق وإن قبل الإنتخابات، الخطوة التي كان يعتزم الإعلان عنها في احتفال ذكرى 13 تشرين الأول، والتي فرضت يومها الظروف التريّث في الإعلان عنها. هي الزيارة الرعوية السياسية، فتح بابها من باب ملف عودة النازحين، رغم علمه أن هذا الملف هو "قميص عثمان" وحجّة، كونه ورقة بيد اللاعبين الكبار ويتخطّى حسابات البرتقالي والنظام السوري، وكان واضحاً أن محادثات أستانة الأخيرة، قد بيّنت أن الموقف الدولي في هذا الملف ما زال على حاله.

فهل تسرّع باسيل؟ أم هي ضربة معلم، بعدما فتح أكثر من مرشّح رئاسي خطوط التواصل مع دمشق؟ فهل تكون خطوة ناقصة في المجهول قبل الإنتخابات؟ أمّ هي ليقينه أن لا إنتخابات؟ وهل حصل على ضمانات مسبقة؟ أم هو استدراج عروض وتهيئة للشارع المسيحي؟وما هو دور السيد نصرالله المساعد لإتمامها؟ خصوصاً أن الشام "قطعت ورقة لأبو مصطفى باعتراف الجميع ". الردود لم تتأخر، وأتت كالعادة، لعلّ النافر فيها خروج المطلوب للعدالة، بحسب البرتقاليين، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، رافعاً منسوب التصعيد، مُدخلاً جنرال بعبدا نادي أمراء الحرب من باب السؤال الحقّ الذي أريد منه باطلاً، في نبرةٍ عالية، متّهماً التيار بنسف الدولة الواحدة في تلميحه إلى طرح اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، قبل أن يعرّج على جملة نقاط من باب تحصيل الحاصل، ليكتمل مشهد الخطة التي وضعت ويمكن استخلاصها ما بين سطور موقف "أمل"، حيث بات من السهل تأمين الموقّعين على العريضة النيابية أياً كان النصاب، بعد كلام جبران. ـ حماوة الجبهات الداخلية وسخونتها، فرضت على سيد "المقاومة" التدخل مساء لتبريدها، رغم تعريجه العرضي على الوضع الداخلي ليردّ بزبدة الكلام، وخلاصته، "إن أردتم أهلاً وسهلاً لتعديل مار مخايل ولكن لا تنتظروا منا الإنحياز إليكم في مواجهة أمل ورئيسها"، ناقلاً المعركة إلى الخارج، في هجومٍ غير مسبوق ضد السعودية وعائلته الحاكمة، هو الذي عيل صبره وبات غير قادر على انتظار طاولة الحوار، رغم الصبر الإستراتيجي المتحكّم بالإنتقام لمقتل سليماني ورفيقه، وقبلهم "الحاج رضوان" في انتظار الزمان والمكان المناسبين.

أيّاً يكن بالنسبة للعونيين، الحركة والحزب صاروا جسمين بروح واحدة، باعتبار أنه "إن راحت روحك يا روحي روحي بتروح"، هذا ما تخلص إليه مصادر "التيّار" في معرض نقاشها لما يحصل هذه الأيام، واضعةً الأمر في إطار الحرب المفتوحة على بعبدا منذ بداية العهد، معترفةً بأنه بكل راحة ضمير منذ ال ٢٠٠٦ لم يقف الحزب يوماً إلى جانبنا في أي ملف، رغم كل ما قدّمه التيار والعهد وصولاً إلى العقوبات على رئيسه، كاشفةً أن التيّار لن يساير بعد اليوم ولن يدير خدّه الأيمن، لذلك، كان كلام رئيس الحزب عن تداعيات وردّ سياسيين، ما زال مصرّاً عليهما، رغم نبرته الهادئة خلال إطلالته.

هي القناعة المتزايدة لدى الغالبية العظمى من "التيّاريين" وكلّ العونيين باستثناء اؤلئك المنتفعين، الذين تعوّدوا نقل البارودة من أجل مصلحة إقتصادية أو سياسية، بأن التحالف مع الحزب لم يجرّ إلاّ الويلات وقد طفح الكيل، فالمسألة لم تعد تغطية الحارة لعين التينة، بل قرارات بالتكافل والتضامن موجّهة ضد المسيحيين. فماذا سيفعل الصهر بعد ردّ السيد؟ وهل يكتفى بملهاة اللجان لتطوير التفاهم؟ وبعد هل ينفع الندم؟ بالتأكيد كشفُ الأبيض عن الأسود مكسبٌ بحدّ ذاته، والعودة عن الخطأ ما كانت يوما مذلّة، ربما أمكن إصلاح ما أفسده الدهر.

في يوم من الأيام، خرج العونيون "يهتّوا" القوات بأنها "ساكتة عم تتفرّج" على تيار "المستقبل"، المُمسك بالسلطة حينها، يضرب صلاحيات رئاسة الجمهورية والميثاقية والحقوق المسيحية، "مغلوبٌ على أمرها لا تحرّك ساكناً"، ليدور الزمان دورته ،وبعد خمس سنوات من" الكفوف المتتالية" من المايسترو الحقيقي لقاهر العهد، يعتبر العونيون بأن الكيل قد طفح. فأين وكيف يتصرّف "ما بتمرق هيك ولا مش ماشي الحال بقا". الأقوال تُفرح لكن الأفعال خيّبت الآمال حتى تاريخه ... فبين الإثنين مصالح والأهمّ مخاوف.... واللبيب من الإشارة يفهم الفرق بين الأزرق والأصفر.

 

عشية استحقاقي "الرئاسة" و"النيابة"... صراع القوى المسيحية يحتدم

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022     

يختلف المسيحيون اللبنانيون بين من يعتبر تعدد القوى السياسية المتصارعة والمتنافسة في ساحتهم تنوعاً وتميزاً، وبين من يرى فيها انقساماً يضعف الدور المسيحي، ويجعل الأحزاب المسيحية منشغلة بخلافاتها بدل الالتفات لتحسين موقعها في السلطة.

وفيما حاول «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» اختزال الطائفة المسيحية سياسياً من خلال «اتفاق معراب» الذي وقع عام 2016 بتكرار لتجربة «الثنائي الشيعي» المتمثل بحركة «أمل» و«حزب الله»، بقيت الخلافات على المواقع أقوى بين الطرفين ما أدى لانهيار اتفاقهما عام 2017.

ويحتدم اليوم الصراع بين القوى المسيحية على عتبة الانتخابات النيابية المرتقبة في أيار المقبل والانتخابات الرئاسية المحددة في تشرين الأوّل المقبل، بحيث يعتبر متابعون عن كثب للوضع المسيحي أن من مصلحة كل طرف ممارسة التصعيد بوجه باقي الأطراف المسيحية، لأن ذلك يخدمه في الاستحقاقين المقبلين. وهكذا قرأ متابعون عن كثب للواقع المسيحي هجوم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، على «القوات» في خطابه الأخير الذي كان موجهاً ضد «أمل» و«حزب الله».

ويعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون، أن «الساحة المسيحيّة لطالما شهدت تنافساً وتنوعاً سياسيين وتميزت بهما، ولو أن العماد ميشال عون شكل ظاهرة فريدة في عام 2005 لناحية تحقيق تمثيل قارب الـ75 في المئة من المسيحيين، وهذه التعددية السياسية هي ظاهرة سليمة لأنها تُعبّر عن حيوية وديناميكية الساحة المسيحية وقدرتها على المحاسبة وعلى تطبيق تداول فعلي للسلطة، وإن كان البعض يرى فيها نقطة ضعف في نظام طائفي حين تكون المجموعات الطائفية الأخرى أحادية التمثيل السياسي فتمسك بحق النقض في النظام التوافقي وتتحول إلى قوة تأثير فاعلة جداً في القرارات السياسية أكان سلباً أم إيجاباً». ويرفض عون في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، اعتبار الانقسام المسيحي الذي يصفه بـ«التعددية السياسية عند المسيحيين» مسؤولاً عن الهجرة التي أصابت قسماً كبيراً منهم، فـ«الهجرة حصلت بسبب سوء أحوال البلاد، وهي إما نتجت عن حروب أم عن أزمات اقتصادية، وإما عن مرحلة تهميش المسيحيين وإقصائهم عن السلطة كما حصل في الحقبة السورية»، معتبراً أنه «لا يزعج المسيحيين أن يكون لهم تعددية حزبية، وليس هذا ما يشكل خطراً على وجودهم بقدر ما هو غياب دولة القانون والمساواة بالحقوق والواجبات بين الجميع». وأضاف: «مع أن التنافس على السلطة والأحجام هو من أبرز نقاط الاختلاف بين الأحزاب المسيحية التي تلتقي على الكثير من الملفات، لا سيما المتعلقة بالوجود المسيحي وديمومته في لبنان، إلا أنه تبقى تباينات عديدة قائمة منها ما هو مرتبط بكيفية التعاطي مع الملفات الاستراتيجية الداخلية والخارجية، وكذلك ما تحمله هذه الأحزاب من تاريخ مثقل بتجربة من الصدامات والخلافات وانعدام الثقة فيما بينها». من جهتها، لا ترى مصادر قيادية في «القوات» لزوماً لاصطفاف من طبيعة مذهبية أو طائفية في المرحلة الراهنة، باعتبار أن «الخلاف في لبنان ليس مسيحياً - إسلامياً، إنما نحن نمر في أزمة وطنية لبنانية، حيث إن هناك فريقاً يخطف الدولة وآخر يدير الدولة بشكل سيء وهي أزمة انعكست على جميع اللبنانيين من دون استثناء، لذلك تستدعي وحدة موقف من طبيعة وطنية وليس اصطفافاً من طبيعة مذهبية أو طائفية». وتعتبر المصادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «داخل البيئة المسيحية هناك اختلافاً في الرؤية الوطنية لا ينسحب على البيئات الأخرى، أضف أن هناك ميزان قوى لا يميل بشكل كبير لفريق أحادي، لذلك فإن المقاربة التي ننطلق منها ليست مقاربة من طبيعة مسيحية ووحدة موقف مسيحي، إنما السعي لوحدة موقف وطني تجاه القضايا الوطنية الأساسية المتعلقة بالدولة والسيادة وتطبيق الدستور وغيرها من القضايا الأساسية. لذلك، لا يهم إذا كانت الأطراف الذين نتوافق معهم على تشخيص أسباب الأزمة وبعدها على كيفية الخروج منها مسيحيين أو ينتمون إلى أي طائفة أخرى».

 

التيّار" - "أمل" - "الحزب" - "القوّات"

داني حداد/أم تي في/4 كانون الثاني 2022

كانت كلمات أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله قليلة في الملف اللبناني أمس. تجنّب الخوض في تفاصيل الخلاف المشتعل بين التيّار الوطني الحر وحركة أمل، مكتفياً بكلام تهدئة، وهو أمرٌ أشادت به مقدّمة نشرة OTV أمس. ولكن، ما لم تتطرّق له المقدّمة أو واحدة من التغريدات النيابيّة الكثيرة أمس، هو كلام السيّد نصرالله عن السعوديّة وعن كثيرٍ من الملفات الخارجيّة، وهو أمر ليس بجديد. ويحيلنا هذا الأمر الى سؤالٍ جوهريّ: هل يزعج هذا الكلام رئيس الجمهوريّة وقيادة التيّار الوطني الحر، أم أنّ الإثنين يوافقان عليه؟ إذا كان الإثنان يوافقان، فهذا حقّهما وخيارهما، وإن كان العكس فعليهما التعبير عن ذلك، لا ببيانٍ للاستهلاك الإعلامي بل بموقفٍ حاسم، إذ لا يجوز استمرار التحالف والتفاهم بين حزبين متناقضين الى هذه الدرجة: حزبٌ ينادي بالعلمانيّة وآخر بولاية الفقيه. حزبٌ يطالب بالسيادة وآخر لا يعترف بحدود. حزبٌ يؤيّد الاستراتيجيّة الدفاعيّة، وآخر يمسك بقرار السلم والحرب. حزبٌ يطالب باللامركزيّة وآخر يبني دويلة ويمسك، في الوقت عينه، بالقرار المركزي. حزبٌ يهاجم نبيه بري ليلاً ونهاراً، وآخر ينسّق مع بري ليلاً ونهاراً… تطول اللائحة بعد، إن شئنا. استمرار التفاهم بين الحزبين بات غير مبرّر، إلا إذا كان "التيّار" يوافق على سلوك "الحزب". في المقابل، يمكننا أن نعدّد لائحة طويلة من القواسم المشتركة بين "التيّار" والقوات اللبنانيّة المتفقين على الاقتصاد الحر، وعلى الثقافة نفسها، وعلى صورة لبنان التنوّع، وعلى اللامركزيّة والدولة المدنيّة والاستراتيجيّة الدفاعيّة… وتطول اللائحة هنا. الخلاصة، ما يجمع "التيّار" و"الحزب" هو حاجة كلّ منهما للآخر. وما يفرّق بين "التيّار" و"القوات" هو أنّهما يأكلان من الصحن الانتخابي نفسه. فكفى شعارات والناس في جوع. وكفى سجالات والبلد في انهيار. هو خلافٌ على جثة، والجميع شارك في القتل، ولو بنسبٍ مختلفة. ولا ننسى أنّه، ذات يوم، كان "التيّار" و"أمل" على قاب قوسين من توقيع وثيقة تفاهم. لو حصل الأمر، لما كان بري فاسداً ولما كان باسيل سرق الكهرباء.

وما أغبى بعض المتحمّسين…

 

بين باسيل وردّ خليل: وينيي الدولة؟

كبريال مراد /أم تي في/4 كانون الثاني 2022

أنهى النائب علي حسن خليل مؤتمره الصحافي المحدد بالزمان والمكان أمس، وعاد الى منزله. ولم تعترضه أثناء وصوله أو مغادرته القوى الأمنية وتلقي القبض عليه تنفيذاً للقرار القضائي الصادر عن المحقق العدلي بجريمة المرفأ القاضي طارق البيطار.

مسألة تركت ردود فعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طرح السؤال القديم الجديد "ويني الدولة؟". وبعيداً من السياسة، ماذا يقول القانون عما حدث؟ يشير الأستاذ في القانون الدولي المحامي الدكتور أنطوان صفير، لموقع mtv، أن "المبدأ ينص على أن كل شخص تصدر في حقه مذكرة توقيف أو مذكرة إحضار، على القوى الأمنية جلبه كائناً من كان، وفي حالة خليل، فعليها احضاره أمام المحقق العدلي في جريمة المرفأ، كما أمام أي قاضي تحقيق في جريمة أخرى". لكن المعضلة تكمن، وفق صفير، في أن "النائب علي حسن خليل، كما الكثير من النواب، لا يعتبر أن المحقق العدلي هو مرجع صالح لمحاكمة النواب، بل إن المجلس النيابي هو من يرفع الحصانة وصاحب الصلاحية في هذا الخصوص، باعتبار أنه لا يجوز الاستماع الى النائب كمدعى عليه الا بعد رفع الحصانة". عدم التطبيق اذاً يعود الى وجود قراءتين حول من هو المرجع. أما صفير فيؤكد أنه "وفق القرار الصادر عن المحقق العدلي، فعلى النيابة العامة تطبيق القرار بحيثياته"، ويشرح أن "المشكلة الدستورية التي لم تحل تشكّل ذريعة اساسية لعدم تطبيق القرارات الصادرة في حق النواب والوزراء السابقين، باعتبار أنه يجب احالتهم امام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بأكثرية ثلثي أعضاء مجلس النواب، وهو شرط شبه تعجيزي". ما سبق يؤكد أن الدولة والقانون وجهة نظر، وأن مقولة "ما حدا في فوق رأسه خيمة" وجهة نظر أيضاً. فعلى مساحة الـ ١٠٤٥٢ كم٢ خيمٌ تحمي وتغطي الكثير من المحظيين، من هنا وهناك.

 

هل إستسلمَ الحريري؟

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022    

بات من شبه المحسوم أن أسهم الرئيس سعد الحريري، قد هبطت في سوق المداولات السعودية إلى ما دون الصفر، وليس هناك من مبادرة لاعادة احياء ارصدته، ويبدو أن الرجل أقرّ بافلاسه ويتعامل مع هذا الواقع في ظلّ استعاضته عن الرياض بعاصمةٍ أخرى يسعى منها لمعاودة الإنطلاق مجدداً في رحلة "البزنس".

طبعاً، الخيار "المكره" الذي يعتمده الحريري، يحتاج إلى عدة ترتيبات ولتنظيم الكثير من التفاصيل، منها ما هو على صلة بحياته الشخصية أو السياسية، دون أن يغادر الرجل طبيعة علاقته مع المملكة، ففي النهاية يحوز جنسيتها. ثمة في الداخل من يعلن ومن دون تحفظ، أن ما تريده الرياض من سعد الحريري، هو الخروج من الحلقة السياسية نهائياً، لكن لذلك تداعيات أبرزها وضعية الطائفة السنية التي يمثّل، وتياره والموقع الذي يشغله ربطاً بكونه نجل رفيق الحريري. كلّ ذلك مفهوم بالنسبة إلى السعودية. فصحيحٌ أن الطائفة السنية ستدخل في مخاضٍ عسير وذلك مقدور على تمريره ولو شابه بعض الضجيج، طالما أنه سيجري تعويضها لاحقاً، لكن الصحيح ايضاً أن التحويل لا يعني ألا يكون العبور مكلفاً، ففي النتيجة نحن نتحدث عن إعادة تدوير للحالة السياسية السنية على نحوٍ عنيف. وعلى الرغم من ذلك كلّه، يؤكد أكثر من طرف، أن السعودية لم تخرج من آل الحريري بعد، على اعتبار أن الوريث المقبل للحالة لا بدّ أن يكون حريرياً.

النقاشات التي تدور على هامش الإستحقاق النيابي، توحي بكثير من تلك الأجواء المشحونة. صحيح أن الرئيس سعد الحريري لم يتخذ قراره الحاسم بعد في انتظار عودته المفترضة إلى لبنان والتي يُحكى أنها ستكون خلال الشهر الجاري، لكن جانباً ممّا يحصل، يُظهر أن الرجل أصبح عملياً خارج محور الحركة السياسية اليومية، بدليل اعتكافه الظاهر عن التعاطي بأي قضية ذات صلة، وهذا الفعل إنما يضعف من وجوده ودوره، ولا بدّ أن الحريري هنا، وبالشيء الذي يحصل معه، قد يكون أقرب إلى شخص مرغم على فعل ما يفعله.

بداية، تشهد حلقات النقاش المستقبلية وتلك التي يجريها الحريري من خلف الحدود، على التباينات الظاهرة في تيار "المستقبل" إلى جانب الإرباك الذي يعصف به. فمن ناحية ينمو اعتقادٌ أن رئيس الحكومة السابق سيخرج خاسراً من هذه المطحنة إن شاء ألا يعبر معمودية الإنتخابات، وهو ما يتفهّمه و يحسبه جيداً. إلى جانب ذلك ثمة نظرية مقابلة تشير إلى "مكاسب" قد تتحقّق من وراء الانكفاء، سيّما أن الدولة هشّة وتتلاطمها الامواج، وبهذا المعنى قد يجد الحريري متسعاً من الوقت لكي يعمل على استنهاض قواعده. لكن كيف يحدث ذلك فيما الحريري غائب عن السمع، وثمة من بات يشبّه وجوده بوجود شقيقه بهاء المتهم بأنه يدير عملية سياسية عبر الـ"ريموت كونترول". هذه المعضلة أيضاً يتفهّمها الحريري وتزيد من تشتّته. عملياً، ووفق اعتقاد أكثر من مصدر، لم تخرج السعودية من الحالة التي نشأت في أعقاب استقالة الحريري من الرياض عام 2017، كذلك لم يخرج الحريري نفسه منها بعد، ولهذا نشهد على التأثيرات البالغة التي تلاطمه سياسياً، ويظهر انعكاسها عليه بدقة. فالحريري يعلم بل وأدرك أن القرار بالإطاحة به قد اتُخّذ فعلاً، وأن المحاولات التي أجراها لتعديل الصورة في السعودية لم تفلح، وبالتالي هل "نخّ" أمام الرياح السعودية؟

يبدو نعم. فوضعيته السياسية والتنظيمية الحالية، تشير إلى احتمالٍ كبير بحدوث ذلك، ومشهد إزاحته من الواجهة عام 2017 يعود بشكل أعنف عام 2022 وإنسجاماً مع نفس الأهداف، لكن وفق شكل مختلف. فما لم ينجح في إتمامه عام 2017 والحديث حول "تنصيب" الوريث البديل عبر سلوك منهاج الفوضى والبيعة، يبدو  قابلاً للحدوث الآن، بدليل انكفاء الحريري وتقدّم شقيقه الذي بات يؤسّس إلى حالته الخاصة، مستفيداً من القرار بـ"تجميد" حركة شقيقه.

عملياً، لا قدرة لسعد الحريري على مواجهة الخيار السعودي، وهذا بات ثابتة خارج النقاش، لعلمه أن القضية باتت أكبر منه وتتصل برؤية المملكة ومصالحها السياسية المستقبلية في الداخل اللبناني، وبالتالي إن ما دون عام 2017 من قبيل إخراج سعد الحريري من المشهد، يعود اليوم، وبالتالي ليس غريباً أن الحريري قد أقرّ بأنه قد انتهى سعودياً بالمعنى السياسي، لذلك يعمل على المحافظة على حدّ أدنى موجود بالمعنى الشخصي ومن قبيل حفظ الذات، و لأنه يعلم أن الرياض باتت في صورة اختيار البديل عنه، البديل السني على وجه التحديد والذي لن يكون فردياً بمعنى "تعيين" زعماء على مناطق، وإنما شاملاً بنفس معاني ومعايير تمثيل الحريري ذاتها، وعليه يصبح مرورها في الحقل المسيحي حالياً مجرد عبور لملء الفراغ. في هذا الوقت، ينشط الحريري في محاولة ملء الفراغ لدى تيار "المستقبل"، والذي أحدثه غيابه عبر استقدام خدمات رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، في محاولةٍ منه للإبقاء على "الضخّ" موجوداً، ولأن "المختار" لا يشكل إزعاجاً للرياض، بل قد يعتبره الحريري شخصاً يصلح لتأمين "تقاطع" معها ويحافظ على الحدّ الأدنى اليسير من "المستقبل"، في مواجهة زحف شقيقه بهاء، بحيث ظهر مؤخراً أن السنيورة عاد ليتحرك في المساحة السياسية المتاحة له بحرية اكبر، ولعلّه يتمكن من تنظيم صفوف فريقه السياسي.

قضية عدم إعلان الحريري رغبته في دعم أي مرشح، أي القضية التي سرُّبت عبر الإعلام، واحتاجت إلى تدخلات من قبل نواب "المستقبل" بناءً على إيعاز من الحريري نفسه لصدّها، تشير إلى المعادلة السياسية التي بات الرجل اسيرها، الذي ربما يعتقد أن عليه "ديناً سياسياً" يجب تسديده. تلك الحالة لا بدّ أنها جزء من دفعة على حساب ابتعاده السياسي. كان في متناول الحريري أن يزكّي أي مرشّح عبر ابتداع فكرة أن كل واحد منهم مسؤول عن تأمين موارده المالية وماكينته وكلّ ما له صلة بالانتخابات، إلاّ أن الحريري احتجب عن ذلك، وإحتجابه يتصل بظروفه السياسية، أي بمنطق الإبتعاد الذي يُكرسّه حالياً، بمحدودية سقف خطابه وتدخله السياسي، المحصور بمحادثات عبر مجموعة "واتس آب" نواب تيار "المستقبل" حصراً.

 

هذا السيرك اللبنانيّ المأسويّ العظيم

عقل العويط/النهار/أم تي في/4 كانون الثاني 2022

إنّه زمن التخرّصات والأكاذيب النهائيّة. وهو أيضًا زمن الرهانات القاتلة، حيث لا أنصاف ربحٍ ولا أنصاف خسارة. فانتبِهوا. واستعِدّوا. لقد اقترب استحقاق الاستحقاقات، وآن أوان الامتحانات. لذا، ستُفتَعَل معارك استعراضيّة خادعة وفارغة (من الخرطوش الحيّ)، وربّما فعليّة، وسيُذَرُّ رمادٌ كثيرٌ، وستُصاب عيونٌ وعقولٌ كثيرةٌ بالعمى بالعماء. فليخترْ كلٌّ موقعَه. فليعرفْ كلٌّ حجمَه. ولينبرِ كلٌّ إلى دوره. ولأنّ اللعبة مكشوفةٌ أو مستورةٌ – سيّان - فسترتفع عقيرة الرهانات والألاعيب والبهلوانيّات والتحدّيات. وستصل المبالغات (والصولدات) إلى الحدود القصوى إلى اللّارجوع (ظاهريًّا، ولِم لا باطنيًّا). من أجل ذلك، سيبيّض كُثُرٌ صفحاتهم، وسينبطح منبطحون، وسيكابر مكابرون، وسيكذب كاذبون، وستتمرّغ جباهٌ رخيصةٌ بالمياه الآسنة بمراحيض الذلّ والذمّيّة والهوان. في هذا المعنى، سيفرّخ أنبياء كَذَبَة، و"مخلِّصون" كَذَبَة، وسيتمّ التبشير بأكثر من مسيحٍ دجّال، وستنطلي الحِيَل على كثيرين، وسينخدع كثيرون، وسيزداد غباء كثيرين، وسخافة كثيرين. لكنّ الأقنعة ستنكشف، والوجوه ستنكشف، لمَن يريد أنْ يُعمِل عقله ويرى الأقنعة والوجوه على حقيقتها.

لقد استمعتم أمس، أوّل من أمس، وأوّل أوّل من أمس، إلى رسائل كثيرة، وخطب كثيرة، وترّهات كثيرة، ومُعمّيات كثيرة. ستستمعون اليوم، وغدًا، وبعد غد، إلى الأكثر والأفدح والأشدّ صفاقةً وعجرفةً واستعلاءً من تلك التي استمعتم إليها، وسيتسعدن كثيرون، وسيتباله كثيرون، وسيصدّق كثيرون، وقد تصطكّ ركَب كثيرين، وسيرضخ كثيرون، وسيبحث كثيرون عن إعادات تأهيل، وعن برمجاتٍ حقيرةٍ خبيثة، وعن تدوير زوايا، وعن رتق أغشية بكاراتٍ ممزّقة، وعن اصطناع أقنعةٍ مستحدثة، وعن افتعال تحالفاتٍ واصطفافاتٍ متذاكية، وعن قفزاتٍ بهلوانيّة في السيرك اللبنانيّ الأشمّ، وعن انتقالاتٍ ظاهريّة من ضفّةٍ إلى ضفّة.

هذا كلّه، وغيره، سيكون مسرحه السياسيّ والوجوديّ هنا والآن، وستدوّي صفّارات البداية، بداية اللعبة الماكرة الجديدة، من هنا ومن الآن وصاعدًا. فتنبّهوا. واستعِدّوا... لتمكروا. يجب أنْ تمكروا بالماكرين.

وبعد، سأفترض أن السنة 2022 هي سنة المواعيد والاستحقاقات الدوليّة والإقليميّة والمحلّيّة. سأفترض أنّ الوجود الجيوسياسيّ اللبنانيّ سيكون على الطاولة، إلى الطاولة. سأفترض أنّ الكباش الكونيّ الإقليميّ إمّا سيصل إلى تسوية في هذا الشأن وإمّا إلى انفراط التسوية. سأفترض في الحالتين أنّ لبنان سيكون جزءًا من "الوليمة" الاستئثاريّة الجشعة، من مأكولات الطاولة التي يجلس إليها الطغاة والأباطرة ومصّاصو الدماء وعاقدو التفاهمات القديمة والمستجدّة والمتحوّرة. سأفترض أنّ المصالح الكبرى التي يديرها هؤلاء لن تفرّط بالمصالح الكبرى. سأفترض أيضًا أنّ الانتخابات النيابيّة ستُجرى – افتراضيًّا - في موعدها، وأنّ الوحوش المنخرطين فيها لن يأكل بعضهم بعضًا، بل سيتفاهمون على التنازل والتغاضي والتقاسم والقسمة، مؤدّين الأدوار البهلوانيّة الجاري عرضها على التوالي، يومًا هنا، ويومًا هناك، يومًا بلسان هذا، ويومًا بلسان ذاك، في السيرك، على هذا المسرح السياسيّ المنتن. وقد أفترض افتراضًا أنّ المصالح لا تتلاقى ظاهريًّا (ولن تتلاقى افتراضيًّا)، وأنّ الطاولة ستُقلَب، ومنها طاولة التقاسمات والتحالفات والانتخابات – ولِمَ لا الطاولة الأمنيّة -، لأنّ الرياح قد تكون معاكسة، والمياه قد لا تجري في مجاريها.

سأفترض هذا كلّه، وغيره، ممّا تتفتّق به العبقريّات الجهنّمية (وما أكثرها) فماذا أعددتم (هل من ضرورة لتسميتكم بالأسماء؟) لمواجهة هذا المكر الأعظم؟ لفضح أقنعته ووجوهه وأبطاله وكومبارساته؟ ماذا أعددتم للتعامل (بـ"الأسلحة" العقلانيّة الواعية المناسبة) مع هذه الاحتمالات؟ لاستيعابها؟ لتذليلها؟ أو في الأقلّ، لدرء أخطارها ومفاعيلها عن لبنان وعن الأحرار والموجوعين من اللبنانيّين؟ ماذا أعددتم؟ ماذا تُعِدّون لمواجهة هذا السيرك اللبنانيّ المأسويّ العظيم، وتحطيمه؟ كلّ سنة وأنتم بخير.

 

ردًا على كلام يُضاس المسيحيّين الوزير جبران باسيل.

الدكتور عماد شمعون/04 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105305/%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b1-%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%af-%d8%b4%d9%85%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b1%d8%af%d9%8b%d8%a7-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%83%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%8a%d9%8f%d8%b6%d8%a7%d8%b3/

ظهر معالي الوزير الأسبق المهندس جبران باسيل في أوّل إطلالة متلفزة له هذا العام بتاريخ الأحد/2/كانون الثاني، ليطلق مواقف عدّة في أكثر مِن اتجاه، وقد شئنا الردّ على أبرز ما جاء في حديثه مِن نقاط مثيرة للجدل، مع تسجيل تقديرنا لقيادات القوّات اللبنانيّة التي آثرت الصمت وعدم الردّ.

قال الوزير باسيل إن شعار "كلن يعني كلن" مرفوض مِن جانبه لأنه مع شعار "كلّن إلّا نحنا". ونحن نردّ عليه انه بديماغوجيّته هذه ضلّل عناصر التيار الوطنيّ الحرّ وأضاع علينا الوطن.

ثم تكلّم على الهجمة الكونيّة التي تستهدفه وتيّاره، لنردّ عليه موضحين أنه وبسبب عوارض مرض جنون العظمة Folie De La Grandeur والخفّة في منح الذات أوزانًا لا تتمتّع بها، وصلنا إلى ما نحن عليه مِن جحيم جهنميّ، وهي التجربة عينها التي عشناها مع الرئيس ميشال عون يوم تكلّم على مؤامرة كونيّة تستهدفه أدّت بنتيجتها إلى هزّ مسمار القصر الجمهوريّ وتدميره وتخريب لبنان.

وقد استغرب الوزير باسيل عدم التجاوب مع توجيهه الدعوة لعقد طاولة حوار وطنيّ، متناسيًا أن مُطلق الدعوة بات محجوب الصفة والثقة.

أمّا تكلّمه على كون المشرقيّة انفتاح وتعايش بديل للتقسيم، لهو كلام مبهم ومفتعل لمشرقيّة لم نفهم منه مكنوناتها. ولعلّه أراد بمصطلح "مشرقيّة" إيجاد تسمية جديدة وبديلة لتسمية "سوريا الكبرى". ولم يفتنا كيفيّة تبرير الوزير باسيل زيارته لسوريّة تمهيدًا لتجديد البيعة له على حسابنا وحساب الوطن. الوزير باسيل تاجر الوطنيّة والسيادة.   

تكلّم متألِّمًا مِن عمليّة سطو المنظومة الحاكمة على أموال المودعين، في حين أن هذه المنظومة الحاكمة هي هُم وحلفائهم.

واشتكى مِن أهوال أفعال حاكم مصرف لبنان الذي ساهموا هم بالتجديد له. وكأنه فات الوزير باسيل أن الحاكم الذي لم يشتكوا منه بداية، هو الحاكم الذي فرضوا عليه بأن يفرض على المصارف - وبقوّة بعض التفجيرات التي طالت بعض المصارف - بأن يُقرضوا الدولة المفلسة بـ100 مليار دولار مِن أموال المودعين ليستروا بها على عهدٍ مفلس في دولة مِن دون مداخيل. وها هم اليوم يشتكون من الحاكم بعد أن أبلغهم بعدم قدرته التصرّف بما تبقّى مِن أموال المودعين التي هبطت كتلتها النقديّة مِن 120 مليار دولار إلى ما يقلّ عن 14 مليار دولار.

كيف للوزير باسيل أن يبدي حرصه على أموال المودِعين وهو شريك في سرقة تلك الأموال؟ كيف لا وهو مَن قام بتذييل توقيعه بالأمس القريب للموافقة على شراء شحنة مِن "الفيول أويل" مِن أموال المودِعين اللبنانيّين لبواخر انتاج الكهرباء، وهو ما رفضت القوّات اللبنانيّة التوقيع عليه رفضًا منها لتمادي السلطة في سرقة أموال اللبنانيّين؟ 

وأشار الوزير إلى أن اتفاقية مار مخايل قامت على أساس منطق تبادل الدعم، ونحن نقول له إن اتفاقيّة مار مخايل هي اتفاقيّة شكليّة لم تُلزِم حزب الله بشيء، بل أفقدت التيار الوطنيّ الحرّ أرضيّته ومصداقيّته، كونها اتفاقيّة عُقِدَت بين فيل ونملة، بين حزبٍ عميلٍ لإيران يبحث عن غطاء داخلي محلّي تبرّع له به التيّار مقابل وصوله إلى رئاسة جمهوريّة مقيَّدة. ولو أنها اتفاقيّة رادعة لما حصلت غزوة الطيّونة-عين الرمانة.

وقد ادّعى الوزير باسيل أن فكّ ارتباطه مع حزب الله سيؤدّي بالبلد إلى حرب أهليّة، وهذا ما جعله يختار إيران وليس أميركا بالرغم مِن تهديدات "فيلتمان" له. إلّا اننا نقول له إن خياركم هو الذي أسقط لبنان بدل أن يحميه لأنكم فضَّلتم جهنم على الحضارة.     

ثمّ يستفيض الوزير باسيل لتخصيص حيّز كبير مِن كلامه للتهجّم على الثنائي الشيعي لتحميله مسؤوليّة ممارسة الغبن بحقّ المسيحيّين، في محاولة منه لتصوير نفسه القائد الأمين على استرجاع حقوق المسيحيّين، وذلك عبر ذرّ سلسلة مِن هجومات طائفيّة مسيحيّة مقابل أهوال مِن الممارسات الطائفيّة الإسلاميّة الشيعيّة التي خاضها الرئيس برّي بالتكافل والتضامن مع وزيره في الوزارة وهو وزير المال "علي حسن خليل"، الذي:

• لم يقبل بتمويل إعمار محطة كهرباء "دير عمار" لأنها تقع في منطقة مسيحيّة. وأن وزير المال الشيعي المعاقَب دوليًّا والمطلوب للعدالة عونيًّا، قد تسبَّب بتمنّعه هذا بتغريم خزينة الدولة بـ150 مليون يورو لأنه نقض عقدًا دوليًّا تمّ التوقيع عليه بين الدولة اللبنانية وشركة عالميّة.

• ويتابع الوزير باسيل في تجيشه للمسيحيّين ضد المسلمين الشيعة قائلًا: لم يوافق وزير المال الشيعيّ التوقيع على مرسوم ترقية ظبّاط دورة الـ1994 لأن غالبيّة الأسماء الواردة فيه هي أسماء لظبّاط مسيحيّين، فيما يوافق الوزير الشيعيّ التوقيع على مرسوم ترقية ظبّاط  دورة الـ1995 لأن غالبيّة الأسماء الواردة فيه هي أسماء لظبّاط مسلمين.

• ويستكمل في حملة تحريض المسيحيّين ضد المسلمين الشيعة، قائلًا: أراد الرئيس برّي الشيعيّ تعبئة 2200 مُياومٍ شيعيّ في ملاك شركة كهرباء لبنان بقوّة التظاهر والتكسير والتخريب وتسكير أبواب الوزارة التي لا يستوعب ملاكها أصلًا لأكثر مِن 700 موظّف.

• وأن الرئيس برّي ووزيره في وزارة المال يصرّان على توظيف 30 حارسٍ شيعيّ للأحراج في مركز واحد، مقابل ترك المراكز الأُخرى شاغرة لمجرّد كونها مراكز تابعة لمناطق حرجيّة في مناطق مسيحيّة.

• وأنه بات مشمئزًا مِن ممارسة الثنائي الشيعيّ بحق المسيحيّين سياسة التنكّر والتكبّر. 

• وأن المسيحيّ هو مَن يدفع الضرائب فيما الفريق الشيعيّ يمتنع عن دفعها.

فيا لغيرة الدين البرتقاليّة هذه، ويا لهذه الصحوة المسيحيّة الفجائيّة، الصحوة الموسميّة التي لا تستيقظ إلا استنسابيًّا، ولا تُستَنهض إلّا مرّة كلّ أربع سنوات وفق توقيت انتخابات لبنان النيابيّة.

يا لهذه الصحوة التي لم تأتِ إلّا مِن بعد الوصول بلبنان إلى حضيض جهنّم.  

لقد فات الوزير باسيل أنه وبإسلوبه الطائفيّ التحريضيّ للمسيحيّين ضد الشيعة قد وضع المسيحيّين في خانة العنصريّين الطائفيّين كمجتمع لا يتحرّك انتخابيًّا لصالح زعيمه ما لم يتم استفزازه إسلاميًّا.

إن الوزير باسيل وبتجيشه الطائفيّ للمسيحيّين بعد سرده لكلّ تلك الممارسات الشيعيّة المجحفة بحقّ المسيحيّين، يكون قد دفع بالمسيحيّين باتجاه اختيار الفدراليّة حلًّا خلاصيًّا لهم، إلّا أنه ينتهي متناقدًا مع ذاته في قوله إنه ضد الفدراليّة، ثم يعود ويناقض نفسه الرافضة للفدراليّة برفعه مطلبًا فدراليًّا وهو اعتماد اللامركزيّة الإدارية والماليّة الموسَّعة، وهو ما يستوجب تعديل الدستور مِن أجل تحقيق ذلك، لعدم ذكر دستور الطائف للامركزيّة ماليّة في الأساس.

وقد رغب الوزير باللامركزيّة الماليّة هذه للإجهاز على مركزيّة المال بواسطة مقاربة فدراليّة شاءها أيضًا استنسابيّة؛ لأنه لا يريد مِن الفدراليّة إلّا ما هو عاشقًا له، وهو ميله للمال، وليس ميله لتحصيل الحقوق السياسيّة والثقافيّة والقوميّة الحضاريّة التي يمكن للفدراليّة أن تحقّقها لصالح شعبه.

لقد كرّر الوزير باسيل اعترافه بمقولة "ما خلّونا"، ليستطرد قائلًا إنهم هم أيضًا كتيّار مارسوا سياسة "ما خليناهن" في الكثير مِن المسائل. ونحن نقول: هذه هي سياسة التعطيل المتبادَل التي لا حلّ لها في ظلّ نظام مركزيّ ووحدويّ، بل في ظلّ نظام فدراليّ لم يجرؤ الوزير القويّ على تبنّيه إلّا مواربة.     

ثم يحدِّثك معاليه عن قناعته بقيام دولة مركزيّة مدنيّة وعلمانيّة، بالرغم مِن كونه حليفًا لحزب طائفيّ ومذهبيّ أصوليّ، لحزبٍ تابعٍ لحكم ولاية الفقيه في إيران. غريب أمر الوزير باسيل الذي يريد العلمنة للبنان، العلمنة لبلد بات شبه جمهوريّة إسلاميّة شيعيّة بسبب عمالة الوزير لحزب الله، لحزبٍ هو عميل بدوره لإيران.

لقد عقد الوزير باسيل مؤتمرًا صحفيًّا لمعاتبة حزب الله الذي تمادى في تفضيل الرئيس برّي عليه شخصيًّا.

عقد الوزير باسيل مؤتمرًا صحفيًّا ليعبِّر عن حجم مكانة السيّد حَسَن في قلبه وعقله، وهي مكانة لا يُدرك حجمها الكبير إلّا الله. 

وبمقابل حبّ الوزير للسيّد حسن، تراه يقوم بتحريض حزب الله على الدكتور سمير جعجع وهنا الطامة الكبرى.

إن الوزير باسيل، وبعد اتهامه د. جعجع بالعمالة لإسرائيل، يكون قد حرَّض حزب الله على قتل الدكتور سمير جعجع. ويكون قد ورَّط حزب الله في آن بوضعه في صورة نمطيّة وهي أن الحزب قاتل مأجور Serial Killer.

أوبهكذا تمنيات دمويّة ينسحب فَهم الوزير باسيل لوصيّة "إوعا خيَّك"!؟

إن قصّة يوضاس في المسيحيّة باتت رمزًا لكلّ مَن يسلِّم أخيه للقتل. وهذا ما دفعنا إلى أن ننعت الوزير باسيل بيوضاس المسيحيّين؛ لأنه وعلى ما يبدو لم يعد لحقده مِن حدود.

وفي قول الوزير إنه اختار الوقوف إلى جانب تفاهم التيّار مع حزب الله بدل الوقوف إلى جانب أهالي عين الرمّانة والطيّونة، يكون في نظرنا قد أعلن تشيّعه، وإن لم يكن دينيًّا فأقلّه على مستوى التجنيد السياسيًّ.  

وعن أورشليم المسيحيّة الكنعانيّة الأصل، قال الوزير باسيل إنها قدسٌ عربيّة، وهو ابن حائط البترون الفينيقيّ. والقدس تسمية إسلاميّة بديلة للاسم التوراتيّ والإنجيليّ لأورشليم التي استبدل اسمها المسلمون باسم القدس بعد فتحهم واحتلالهم لها.

وقد قال الوزير قبل ختام كلامه، إنه مثلما نجح بتحرير لبنان واستعادة سيادته واستقلاله، سينجح بتحرير لبنان اقتصاديًّا وماليًّا. ونحن نسأل معاليه، عن أيّ تحرير يتكلّم ولبنان رازح تحت الاحتلال الإيرانيّ؟

إنه، وفي عدم ذكره ما لإيران مِن دورٍ احتلاليّ وتدميريّ للبنان، يكون قد منح نفسه لقب العميل الصارخ لإيران.

أمّا عن الثورة فقد تكلّم الوزير باسيل متّهمًا إيّاها بثورة السفارات، وكأنه ليس في لبنان سفارة لإيران حيث له فيها مقرًّا لمحجّته ولتلقّي توجيهاته. ولو أنّ للثورة سفارات تدعمها لانتصرت في تحقيق غاياتها التحريريّة.    

إن مؤتمر الوزير باسيل، يستحقّ في مضامينه لقب "الميغا سنتر ستور"، لكثرة ما يمكن للمرئ أن يجد فيه ما طاب وأراد مِن المواقف المتناقضة التي لها أن تُرضي جميع الأذواق السياسيّة.

ولسنا ننكر بالمقابل على الوزير باسيل تناوله العديد مِن الأفكار الصادقة والجيّدة في كلمته المتلفزة، إلّا أننا لن نقوم بتقريظه على ما هو واجب عليه.   

وفي ختام ردِّنا على الكلمة المتلفزة لرئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" معالي الوزير جبران باسيل، نسأله حائرين: كيف لفريق سياسيّ كالتيّار الوطنيّ الحرّ، وبعد أن فشل في كلّ شيئ، في كلّ ما وعَدَ بتحقيقه، أن يظلّ متمسّكًا بالسلطة التي خانها بدل أن يرحل الأمس قبل اليوم رحمة بالعباد والبلاد، أو في أقلّ تقديرٍ رأفة بذاته للتخفيف مِن خسائره وهزائمه؟

وإلى عناصر التيّار الوطنيّ الحرّ الذين نحترم، نتوجّه إليهم متمنّين عليهم مساءلة قياداتهم، ليَبقوا لاسمهم مستحقّين وهو "التيّار الوطنيّ الحرّ".

*الدكتور عماد شمعون/ عضو الجبهة السياديّة

 

الشطرنج السياسي ومضبطة الرافضين للانتخابات

بقلم: الياس الزغبي/فايسبوك/04 كانون الثاني/2022

مع دخولنا سنة الانتخابات بشقَّيها النيابي والرئاسي، تعالَوا نتفحّص بهدوء مشهد القوى السياسية والاجتماعية، ونقرأ بواقعية كيف تتوزع بين قوى متحمّسة لهذَين الاستحقاقين، وأُخرى مترددة ومتوجّسة منهما، ونستنتج ما هي حظوظ إجرائهما في موعدَيهما بين أيار وتشرين، ومحاذير تخريبهما أو تأجيلهما في الحدّ الادنى.

فمن متابعة حركة هذه القوى في الاستعداد العملي للانتخابات ومواقفها الإعلامية والسياسية المعلنة، يتبيّن ما يأتي:

- في الفئة المتحمّسة لإجراء الانتخابات، داخل البيئة المسيحية، تأتي في الدرجة الأُولى الأحزاب والشخصيات ذات الطابع السيادي، القوات اللبنانية والكتائب والأحرار وأصحاب الحيثيات السياسية ذات الحضور الشعبي من نواب مستقيلين (إفرام، معوّض...)، ونواب سابقين (سعيد، حرب...)، ومعارضين من نتاج انتفاضة ١٧ تشرين، وطامحين مستقلّين.

ويأتي في الدرجة الثانية الأقل حماسةً "تيّار المردة" الذي ينفخ في بارد الانتخابات وساخنها، مطمئناً إلى حجمه الراهن، ولا يغالي في الطموح إلى أكثر، وكذلك يفعل حزب الطاشناق.

أمّا "تيّار العهد" فيستميت في إعادة ترميم نفسه خلال الأسابيع القليلة المقبلة كي يقرر موقفه تأييداً للاستحقاق أو رفضاً وتأجيلاً.

في الواقع، إنه يميل، تحت ضغط الاحصاءات الشعبية السلبية التي يُجريها، وتحت ضغط التوتر في علاقاته مع كل القوى السياسية والمدنية، إلى خلق الذرائع المتنوعة لتأجيل الانتخابات. وهو يتقاطع في هذا الهدف مع شريكه في "التفاهم" الدهري الذي يهتز ولا يقع، "حزب اللّه".

- داخل البيئة السنّية، المتحمّسون للانتخابات هم السياديون سواء داخل أحزابهم وتياراتهم كما في "المستقبل" الحائر في قرار قيادته حتّى الآن، أو خارجها من شخصيات ذات وزن كاللواء أشرف ريفي في طرابلس والنائب فؤاد مخزومي في بيروت، والذي حسم بقوة انخراطه في الخط السيادي في الآونة الأخيرة، وكذلك النائب أسامة سعد في صيدا.

أمّا القوى السياسية الأُخرى، كالرئيس ميقاتي، فتنفخ بدورها في البارد والساخن، على قاعدة عدم خسارتها، في حال عدم كسبها مقعداً إضافياً أو أكثر.

وتبقى الشخصيات السنّية الدائرة في فلك "الممانعة" مرتبطة بقرار راعيها إقداماً أو انكفاءً.

- في البيئة الشيعية، يستمرّ "الثنائي" في رباطه الانتخابي لقطع الطريق على أي قوة أو شخصية ثالثة، علماً ان هناك وجوهاً وشخصيات مستقلّة معارضة ذات حضور سياسي وثقافي واجتماعي لافت تستطيع تحقيق خروق في حال تعاضدها وتكاتفها.

لكنّ هناك تمايزاً داخل "الثنائي" على مستوى تقدير الخسارة العامة. فالرئيس بري مطمئن إلى كتلته الشيعية المزيّنة بنائبين مسيحيين ودرزي، وليس لديه همّ زيادة نوابه لدى البيئات الأُخرى، بينما يعاني "حزب اللّه" من عقدة الانتكاسة الحادة في عدد النواب المحسوبين عليه في البيئتين المسيحية والسنّية، بحيث يفقد أكثرية أذرعه فيهما، ويخسر تالياً الأكثرية العامة في مجلس النواب، والتي عُرفت ب"أكثرية قاسم سليماني" الذي أحيا نصراللّه أمس ذكرى اغتياله.

- في البيئة الدرزية، لا يبدو أن وليد جنبلاط مسكونٌ بهمّ الانتخابات، برغم عدم حماسته لقانونها الراهن، وذلك بسبب اطمئنانه إلى نيله الأكثرية الساحقة من النواب الدروز الثمانية، إضافةً إلى أكثر من نائب سنّي ومسيحي بفعل التحالفات التي ينسجها في الجبل وبيروت والبقاع الغربي وحاصبيا.

- في جانب الأحزاب العقائدية، وتحديداً الحزبين الشيوعي والقومي، فلا قدرة لهما على الخروج من عباءة "حزب اللّه"، وتبقى حصّة الثاني محفوظة في قوائم الأخير.

يظهر من هذه اللوحة السياسية الانتخابية الشاملة أنّ فريقَين كبيرين فقط غير مرتاحَين لإجراء الانتخابات، هما بوضوح "حزب اللّه" و"تيّار العهد"، وليس ارتفاع حدّة السجال بينهما سوى وسيلة من عدّة الشغل لاستدرار العطف الشعبي... وإلّا، فهما ذاهبان حكماً إلى اختراع وتدبير الذرائع، بما فيها الأمنيّة، لتبرير تطيير الاستحقاق النيابي، تمهيداً لتخريب الاستحقاق الرئاسي.

... نتابع ونرى.

 

إيران بعد سليماني

سناء الجاك/سكاي نيوز عربية/04 كانون الثاني/2022

مسؤول العمليات الخارجية في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني

يتزامن استئناف الجولة الثامنة من المفاوضات غير المباشرة في فيينا بين الولايات المتحدة وإيران بهدف إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، مع الذكرى الثانية لاغتيال مسؤول العمليات الخارجية في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران "ستقاضي الآمرين ومرتكبي جريمة الاغتيال".

ووجه مساعد الرئيس الإيراني للشؤون القانونية محمد دهقان رسالة إلى الأمم المتحدة داعيا إياها إلى توجيه كل إمكانياتها "لإدانة هذا العمل الإرهابي وتجنب مثل هذه الجرائم في المستقبل".

لكن الخطابات والرسائل الرسمية ليست إلا غلافا لا علاقة له بمحتوى السياسات الإيرانية الحقيقية، التي تتكشف خفاياها تباعا، وآخرها ما ذكره أكبر صالحي، وزير الخارجية في حكومة محمود أحمدي نجاد، من أن سليماني استخدم الدبلوماسية والسياسة بشكل جيد لتمرير الأهداف العسكرية بأقل تكلفة ممكنة.

وقال صالحي إنه طلب من سليماني أن "يساعد في تمرير محادثات سرية مع الولايات المتحدة وتخفيف الضغوط على وزارة الخارجية، ووعد سليماني بذلك، لكن فترة الحكومة انتهت، علما أن هذه المفاوضات جرت في السنوات الأخيرة من حكومة نجاد وتمت بإذن من المرشد".

بالتالي يصبح الغلاف وما يحتويه من قنابل صوتية لإحياء ذكرى الاغتيال أكثر هشاشة، بحيث لا يخفي الانهيار البطيء الذي تعاني منه إيران الواقفة على عتبة المفاوضات، وكأن سياسة "النفس الطويل" و"الصبر الاستراتيجي" لم تعد كافية وفعّالة.

وإلا لما ترافقت هذه الجولة من المفاوضات مع المعلومات المتواترة عن ضغط روسي وصيني لعب دورا لدفع إيران إلى تقديم تنازلات تمهد لإمكان التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن لاستغلال "الفرصة الأخيرة" التي لوّح بها الجانب الأميركي.

الظاهر أن إيران ستستغل هذه "الفرصة الأخيرة" على طريقتها، وليس مستبعدا أن ترفع سقف الخطابات وتكثف مفعول القنابل الصوتية، لكن لا شيء أكثر.

وستعتمد في ذلك على فلسفة قلب الوقائع، وتحول التنازلات والهزائم إلى انتصارات ستحاول الاستفادة منها في أماكن يمكن استثمارها فيها، وهي "الدول الحرة المجاورة" التي ذكرها الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، عقب الاغتيال، معتبرا أن "أمة إيران العظيمة والدول الحرة المجاورة سترد وستنتقم من هذه الجريمة المروعة من الولايات المتحدة المجرمة".

في حينه، لبّت الذراع الأقوى المتمثلة بـ"حزب الله" النداء، وتعهد الأمين العام للحزب حسن نصر الله بأنه "عندما تبدأ نعوش الضباط والجنود الأميركيين بالعودة إلى بلادهم سيدرك الرئيس السابق دونالد ترامب أنه خسر، وعندما يرحل الأميركيون عن منطقتنا سيصبح تحرير القدس أقرب من أي وقت مضى"، معتبرا أن "تاريخ 2 يناير 2020 هو تاريخ فاصل لبداية مرحلة جديدة وتاريخ جديد لكل المنطقة".

وباعتباره هذا، لامس نصر الله حقيقة تتوضح مؤشراتها يوما بعد يوم، ولكن في اتجاه معاكس لما قصده.فالانهيار البطيء لسطوة إيران على "الدول الحرة المجاورة" لا يمكن إنكاره.

وليس صحيحا أن هذه السطوة "غير الضعيفة" لا تحتاج إلى حلفائها، كما ذكر نصر الله في الذكرى السنوية الأولى لمقتل سليماني وكأنه بذلك يبرر غياب النعوش.

ولعل إحدى هذه المؤشرات تبرزها الساحة العراقية بانتخاباتها وما تلاها من محاولة لاغتيال رئيس الوزراء مصطفى القاسمي ومسارعة خليفة سليماني إسماعيل قاآني إلى بغداد بهدف لململة آثارها. كما أن تحوّل شعار "رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان" مؤشرا آخر على انكسار السطوة بما يمهد لعد عكسي بدأت ملامحه تظهر في الساحة الداخلية اللبنانية، بحيث بات حليف الحزب الذي يؤمّن له الغطاء المسيحي يسعى إلى التمايز عنه وابتزازه في آن معا حفاظا على مصالحه.

ومع وفاة سفير الحرس الثوري لدى ميليشيات الحوثي حسن إيرلو متأثرا بـ"إصابته بفيروس كورونا"، أسئلة تطرح.. أما الغارات الإسرائيلية المكثفة والمتلاحقة على مواقع إيرانية وتابعة لـ"حزب الله" في سوريا، فهي تحمل في إبعادها ما يتجاوز المؤشرات إلى الفعل الواضح والمباشر، والذي يبقى بلا ردود فعل ميدانية، لتقتصر مواقف إيران والحزب على معادلات القوة الخارقة التي تعرف "متى ترد وأين ترد".

ولا تنتهي المؤشرات والضربات التي تكشف الارتباك السائد على خط الردود الإيرانية وضعف الغلاف الهش والمحتوى المتآكلة قوته، والتي ستسلط الضوء عليها مفاوضات فيينا، وتحديدا لجهة رفض شرط كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، "رفع العقوبات كاملة" قبل أن يتم التفاوض حول القضايا النووية.

فما بعد مقتل سليماني ليس كما قبله، والنظام الذي يواجه اضطرابات اقتصادية واحتجاجات شعبية، قد لا يكون قادرا على تحمل الضغوط المضاعفة لفشل المفاوضات واستمرار العقوبات، والمجموعات التي تعمل بالوكالة لخدمة الأجندة الإيرانية، هي بدورها ليست كما قبل.

ولعل إيران ستكتفي بالرسالة الموجهة إلى الأمم المتحدة لدعوتها إلى استنفاذ كل إمكانياتها "لإدانة هذا العمل الإرهابي وتجنب مثل هذه الجرائم في المستقبل".. ناهيك عن مذكرة قبض بحق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بتهمة اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي والمرافقين لهم، التي أصدرتها محكمة تحقيق الرصافة في بغداد بتاريخ السابع من يناير 2021، ويمكن استخدامها لرد اعتبار معنوي ليس أكثر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون استقبل عازار ورئيس الجامعة اللبنانية: حرصاء على علاقات لبنان العربية والدولية لا سيما دول الخليج وفي مقدمها السعودية

وطنية/04 كانون الثاني/2022

اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن تمسكه بموقف لبنان الرسمي الذي عبر عنه مجددا في رسالته الاخيرة الى اللبنانيين لجهة الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية، لا سيما منها دول الخليج العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، ولفت الى ان "هذا الحرص يجب ان يكون متبادلا لانه من مصلحة لبنان والدول الخليجية على حد سواء".

 عازار

الى ذلك، استقبل الرئيس عون عضو "تكتل لبنان القوي" النائب روجيه عازار وعرض معه شؤونا سياسية والتطورات الحكومية إضافة الى الأوضاع العامة في البلاد وحاجات منطقة كسروان - الفتوح.

 بدران

واستقبل الرئيس عون الرئيس الجديد للجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران الذي شكره على تعيينه رئيسا للجامعة، وعرض معه للواقع التربوي والجامعي في البلاد والصعوبات التي تواجه عمل الجامعة بمختلف كلياتها وأوضاع اساتذتها وحاجاتهم.

 

الراعي زار يونان وبدروس وتابع مع وفود شؤونا عامة وكنسية

وطنية/04 كانون الثاني/2022

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، وفدا من "المؤسسة المارونية للانتشار" مهنئا بعيدي الميلاد ورأس السنة، وكان عرض للأوضاع العامة في البلاد.  وأعرب الوفد عن "تأييد المؤسسة المطلق لمبدأ الحياد الناشط وللمؤتمر الدولي الذي طرحه البطريرك الراعي"، مبديا "الإستعداد الكامل لدعم مشاريع تساهم في تأهيل البنى التحتية وتأمين الكهرباء والانترنت". ثم تسلم الراعي من الوفد المسكوني اللاهوتي "نختار الحياة" وثيقة الحضور المسيحي في الشرق الأوسط، التي سبق ان أطلقت في 28 أيلول عام 2021. وطلب الوفد "العمل على فتح باب الحوار بين الكنائس والمجتمع حول التحديات الكبرى التي تواجه الحضور المسيحي في الشرق الأوسط". والتقى البطريرك الراعي وفدا من أعضاء مجلس إدارة معهد وجمعية "فيلوكاليا" برئاسة الأخت مارانا سعد التي عرضت لنشاط المهرجان الميلادي الذي أحيته الجمعية في دير الزيارة في عينطورة طيلة فترة الميلاد، اضافة الى النشاطات الاخرى التي تحققت طيلة العام الماضي وتلك المزمع القيام بها في العام 2022.  ومن زوار الصرح البطريركي المحامي وليد الخازن، ثم العميد المتقاعد علي عواد الذي نقل الى الراعي اجواء مؤتمر جنيف الدولي حول لبنان الذي انعقد في 8 و9 تشرين الثاني 2021، في جامعة جنيف في سويسرا.

يونان وبدروس

وكان الراعي زار امس الاثنين، بطريرك السريان الانطاكي البطريرك مار يوسف الثالث يونان في مقر البطريركية في المتحف، ثم كاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك البطريرك رافائيل بدروس الحادي والعشرين في مقر البطريركية في الاشرفية، ورافقه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر. والى جانب تبادل التهاني بالاعياد، كانت مناسبة لعرض مواضيع كنسية ووطنية ولا سيما رسالة ودور المسيحيين في الشرق الاوسط.

 

أهالي ضحايا انفجار بيروت لأهالي الموقوفين: قفوا مع الحق وادعموا القاضي

وطنية/04 كانون الثاني/2022

نفذت "جمعية أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت" وقفتها الشهرية أمام تمثال المغترب - مرفأ بيروت، وألقت ريما الزاهد كلمة باسم الأهالي قالت فيها: "عيد بأي حال عدت يا عيد؟ فأعيادنا مقابر وفَرحنا دموع، وفي عقولنا دوي انفجار وصور دمار، وفوق كل هذا يأبى من يتم مئات الأطفال المثول أمام التحقيق". وأشارت إلى أن"الحصانات انتهت إلى غير عودة"، داعية "وزير الداخلِية إلى إعطاء أُذونات الملاحقة"، وقالت: "من منكم يا أصحاب القرار ضميره يسمح لَه بإعادَة إعمار المرفأ والحقيقة ما زالت مجهولَة؟ لا إعمار لمسرح الجريمة قبل تعليق مشانق الفاعلين".

 وسألت: "لماذا تربطونَ مصير لبنان وتخنقونَ الناس في قوت يومهم مقابل إزاحة القاضي؟ فهل هذا ما يريح ضميركم؟ وهل طَمس الحقيقة مطلبكم؟ وهل ترضونَ أيها اللبنانيون ضياع دماء أهالينا وعدم محاسبة المسؤولين عن ذلك؟". ودعت "الشعب إلى الانتفاض والمطالبة بالعدالة"، متوجهة إلى أهالي الموقوفين بالقول: "قفوا مع الحق وادعموا القاضي واضغطوا معنا لإيقاف المجرمين الكبار حتى يتسنى للقَضاء متابعة عمله وإنصافِ من كان بريئا".  أضافت: "إنَ من إحدى الحملات التي تقام لطَمس الحقيقة تَحويل صفحتنا إلى صفحة تجارية للبيع والشِراء. أي عيب هذا؟ وبِأَي عين تقومونَ بذلك؟ مما إضطَرنَا إلى إنشاء صفحة جديدة على فيسبوك باسم الصفحة الرسمية لجمعية أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت لمن أراد التواصل معنا ومتابعة تحركاتنا". وختمت: "إن لم يصل هذا الملف إلى الحقيقَة فَسلام على لبنان".   ثم أضيئت الشموع وتليت الصلاة بتوقيت وقوع الانفجار أي عند السادسة و7 دقائق لراحة أرواح الضحايا.

 

لبنان القوي: الحملة الخبيثة ضد اللامركزية هدفها الإبقاء على النظام السياسي الريعي ويجب ان يتوقف التعطيل في مجلس الوزراء وان تتم مساءلة حاكم المركزي

 وطنية/04 كانون الثاني/2022

عقد تكتل "لبنان القوي" إجتماعه الدوري في مقره العام، وتقدم في بيان، "من اللبنانيين جميعا بالتهنئة بالأعياد"، واعتبر أن "العام الجديد يحمل معه إستمرارا لتحديات وجودية وسياسية ومعيشية وإقتصادية"، واكد أنه "سيواصل جهوده على جميع المستويات ليتخطى اللبنانيون مجموع الأزمات المتراكمة، والتي من اخطرها سعر صرف الدولار الاميركي اذ بوصوله الى عتبة 30 الف ليرة، يعمق مأساة الناس، لذا يجب ان يتوقف التعطيل في مجلس الوزراء وان تتم مساءلة حاكم المصرف المركزي بمقتضى مسؤوليته عن حماية النقد".  واعلن التكتل "كامل الإستعداد لتلبية طاولة الحوار التي دعا إليها فخامة رئيس الجمهورية لمناقشة ثلاثية اللامركزية الإدارية والمالية والإستراتيجية الدفاعية وخطة التعافي المالي، والخروج بمقاربة وطنية للقضايا الثلاث التي من دونها لا حياة للنظام السياسي ولا خروج من الإنهيار". واعتبر أن "المؤسسات الدستورية وجدت لتعمل، وفي طليعتها مجلس النواب ومجلس الوزراء"، واكد "ضرورة تفعيل عمل هذه المؤسسات بكل الوسائل الدستورية الممكنة، على أن يتم وضع أولويات للاصلاح للتشريع، على رأسها الموازنة العامة والقوانين الملحة والضرورية والمساءلة التي تقدم بها التكتل". واشار الى أن "إدارة المجلس النيابي هي المسؤول الأول عن الإنتاجية على مستوى اللجان التي يشهد بعضها الكثير من العمل الجدي والمنتج، كلجنة المال والموازنة التي لاتأمت اكثر من 63 مرة في السنة. فيما لجان اخرى  لم تعقد أي جلسة، كما على مستوى الهيئة العامة، مع الإشارة الى أن جلسات المساءلة التي يفترض النظام الداخلي عقدها مرة كل 3 جلسات تشريعية، لم تلتئم لو مرة واحدة. لذا من  الضروري تكثيف الجلسات وتفعيل الإنتاجية في الهيئة العامة على وجه التحديد. إذ ليس مقبولا ألا يتعدى عدد الجلسات التشريعية سنويا أصابع اليد الواحدة، كما ليس مقبولا أن تتكدس القوانين في الأدراج من دون احالتها وبتها في اللجان والهيئة العامة". واستغرب التكتل "حملة التشويه والافتراء التي يشنها البعض على اللامركزية الإدارية والتي تم الاتفاق عليها في وثيقة الوفاق الوطني"، ورأى أن "اللامركزية الإدارية هي إطار قانوني عصري ومتطور لإدارة المناطق وتفعيل قدراتها الذاتية في الإنماء والشفافية، وهي مرتبطة حكما بإستقلالية  مالية نسبية لكل وحدة من الوحدات اللامركزية، وهذا لا يتناقض مطلقا مع النظام المركزي الذي تناط به السياسات الدفاعية والمالية والخارجية، فضلا عن المشاريع الكبرى في الطاقة والمواصلات والاتصالات وغيرها"، واكد أن "الحملة الخبيثة ضد اللامركزية هدفها الإبقاء على النظام السياسي الريعي القائم على غياب الشفافية والتسلط على المال العام والتحكم بإدارته وتوزيعه مناغم ومحاصصات، وهو نظام أثبت فشله وأوصل البلاد الى الإنهيار".

 

إعادة انتخاب محمد الحوت رئيسا لمجلس ادارة طيران الشرق الأوسط

وطنية/04 كانون الثاني/2022

عقدت الجمعية العمومية لمساهمي شركة طيران الشرق الاوسط - الخطوط الجوية اللبنانية، إجتماعا في مركز الادارة العامة للشركة، في حضور رئيس وأعضاء مجلس الإدارة، ممثلين عن مصرف لبنان وعن شركتي Deloitte & Touche  وErnst & Young  للتدقيق المالي بالإضافة الى عدد من المساهمين.  واشار بيان لشركة طيران الشرق الاوسط، الى انه "تم خلال الاجتماع التصديق على حسابات الشركة العائدة للأعوام 2011 لغاية 2020 والتي تخطى مجموع أرباحها الصافية 700 مليون دولار أميركي. كما جرت المصادقة على توزيع أنصبة الارباح عن الأعوام 2011 لغاية 2018  بقيمة 55 مليون دولار سنويا أي ما مجموعه 440 مليون دولار أميركي، كما تقرر عدم توزيع أرباح عن العامين 2019 و 2020". وقد جددت الجمعية لأعضاء مجلس الادارة الحاليين إنتخابهم لمدة 3 سنوات، وهم السادة: محمد الحوت، مروان صالحة، ميشال تويني، سامي متى وفؤاد فواز.  بعد انعقاد الجمعية، التأم مجلس الادارة الذي أعاد إنتخاب السيد محمد عبد الرحمن الحوت رئيسا ومديرا عاما للشركة. إثر إعادة انتخابه، شكر رئيس مجلس الادارة باسمه واسم أعضاء المجلس، المساهمين وبصورة خاصة المساهم الاكبر مصرف لبنان بشخص سعادة الحاكم الدكتور رياض سلامة على الدعم والثقة اللذين أولاهما للشركة ولمجلس إدارتها. كما نوه بجهود جميع العاملين في الشركة من طيارين ومضيفين ومهندسين وتقنين وموظفين وعمال الذين ساهموا بكل إخلاص في تحقيق هذه النتائج الايجابية في أصعب الظروف التي يمر بها لبنان و قطاع الطيران".

 

الفصل الثاني من كتاب د. رندا ماروني/لبنان في علاقته بسوريا... نموذج الدولة السورية

نموذج الدولة السورية

http://eliasbejjaninews.com/archives/105303/%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b5%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%af-%d8%b1%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7/

ان النماذج السياسية الثلاث التي سادت في القرن العشرين تتوزع عبر العالم وهذه النماذج رغم التناقض بين بعضها البعض الذي نراه للوهلة الاولى ولكنها جميعا تقف على فلسفة واحدة الا وهي الحداثة. 

واذا كانت تقف على فلسفة الحداثة فاين نحن في العالم العربي الذي لم يعرف الحداثة من هذه النماذج الثلاث ؟ واين هي الدولة السورية وتحت اي نموذج نستطيع ادراجها ؟

نظرا لطبيعة النظام السوري القائم على الحزب الواحد الحاكم لا  نستطيع ان ندرج الدولة السورية في سياق النموذج الليبرالي، كما نظراً لطبيعة النظام القائم على حكم اقلية برجوازية صغيرة وعسكر يجعل من النموذج الماركسي عاجزا عن شرح الواقع فبالرغم من دخول بعض الافكار الماركسيه  الى عقيدة حزب البعث بعد ان نجح انقلاب 1963 واستطاعت اللجنة العسكرية ان تستولي على السلطة وتعيد بناء حزب البعث عقائديا بالاستعانة ببعض المفكرين الماركسيين كحمود الشوفي الدرزي الذي إنتخب امينا قطريا في ايلول 1963 وبعد ان تم اسبعاد عفلق والبيطار مؤسسا حزب البعث (ويزعم بعض الكتّاب ان هذا الاستيلاء على الحزب قد تم بشكل كامل لدرجة ان الحزب لم يعد له اي صلة بالحزب الذي انشأه عفلق، ولهذا  يجدر به ان يسمى البعث الجديد)  ، الا انه لا نستطيع ان نقرأ نموذج الدول من خلال النصوص القانونية في الدول العربية وانما انطلاقا من سوسيولوجيا المجتمع. فالأحزاب الاشتراكية والشيوعية لم يكن مسموحا لها بالنشاط السياسي، بعد ان تسلم البعث زمام السلطة فعندما تم تشكيل الجبهة الوطنية التقدمية في 7 اذار 1972 بعد عدة شهور من المساومة حول بنود ميثاقها والسلطة المتاحة لاعضائها. وبالاضافة الى البعث، الذي سيطر بالضرورة على الجبهة كانت الجبهة تضم في عضويتها كلاًّ من الحزب الشيوعي والاتحاد الاشتراكي العربي (وهو بقايا التنظيم الناصري من ايام الوحدة) والحركة الاشتراكية العربية (بقايا حزب اكرم الحوراني) وحركة الوحدويين الاشتراكيين (ناصريين بعثيين سابقين) ورغم ان هذه  الحركات صارت جزءا من الجبهة الا انه لم يكن مسموحاً لها بالنشاط السياسي في صفوف الجيش او الطلبة  فقد احتفظ حزب البعث بالعمل في هذين المجالين وحده. 

اذاً فإذا استبعدنا النموذجين الليرالي والماركسي في نموذج الدولة السورية فهل نستطيع ادراجها ضمن النموذج التوتاليتاري وما هو هذا النموذج ؟

القسم الاول: النموذج التوتاليتاري.

 أولاً: التوتاليتارية والديكتاتوريّة.

علينا ان نميز مفهوم التوتاليتارية عن عدة مفاهيم قريبة منه ولكن لا علاقة لها به كمفهوم الديكتاتورية وانواع الاستبداد والفاشية وغيرها فهو مفهوم حديث جدا وخاص بمرحلة الحكم النازي في المانيا والستاليني في روسيا فتجربة الامبراطورية العثمانية مثلا لا نستطيع ادراجها في سياق النموذج التوتاليتاري كما ان موسوليتي نفسه، الذي طالما راقت له عبارة الدولة التوتاليتيارية لم يحاول اقامة نظام توتاليتاري تام  واكتفى منه بان أرسى ديكتاتورية الحزب الواحد. بعد الحرب العالمية الاولى جازت القارة الاوروبية موجة من الحركات شبه التوتاليتارية والتوتاليتارية ، تظهر العداء الشديد للديمقراطية وتؤيد الديكتاتورية كما عمّت الحركات الفاشية كل بلدان اوروبا الوسطى والشرقية تقريبا كما انبثقت ديكتاتوريات مماثلة غير توتاليتارية، قبل الحرب في رومانيا وبولونيا وفي الدول البلطيق وفي المجر والبرتغال وفي اسبانيا فرانكو، بيد أن النازيين، الذين ما لبثوا يملكون حدساً اكيدا في تقصي الفروق ما بين الديكتاتوريات الانفة راحوا يسترسلون في تأويلاتهم حول جوانب التقصير لدى حلفائهم الفاشيين، بينماجعل اعجابهم الحقيقي بالنظام البولشفي في روسيا (وبالحزب الشيوعي في المانيا) دون زيادة او نقصان – احتقارهم الاعراق التي تتكون منها شعوب اوروبا الشرقية. وان رجلا واحدا نال احترام هتلر دون غيره وهو "ستالين العبقري" وبالمقابل ومن خلال خطاب خروتشيف امام مؤتمر الحزب الشيوعي العشرين، ان ستالين ما كان ليثق الا برجل واحد، وان هذا الرجل الفرد كان هتلر.  

والمهم في الامر ان الديكتاتوريات غير التوتاليتارية في كل من هذه البلدان الاوروبية الصغيرة كانت سبقتها حركات توتاليتارية : اذن لما بدا ان التوتاليتارية كانت هدفا  طموحا للغاية، حتى اذا انتهت من تنظيم صفوف الجماهير واعدتها بالفعل  لاستلام زمام السلطة فتولتها، اجبر حجم البلاد الاقصى الطامع الى التوتاليتارية على التناغم مع تراسيم اكثر إلفة، كأن تقتصر سلطته على ديكتاتورية الطبقة او الحزب. اما الحقيقة البسيطة فهي ان هذه البلدان ما كانت لتملك العدد الكافي من الجهاز البشري الذي يخولها الاستبداد التام وما يستتبع ذلك من خسائر بشرية فادحة. ولما كان الطغاة في هذه البلدان الصغيرة، فاقدي الامل من افتتاح اراضي ذات اعداد سكانية اكبر وجدوا انفسهم مجبرين على اتباع نهج معتدل نسبياً خشية ان يفقدوا افراد رعيتهم المعدودين. 

وذلك هو نفس السبب الذي الزم النازية باقل قدر من التماسك وبأدنى درجة من البطش من صنوها النظام الروسي، وذلك منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية وحتى انتشار النازية في انحاء اوروبا بكاملها، بل ان الشعب الالماني نفسه لم يكن كثير العدد حتى يسمح بتنمية شكل هذا النظام الجديد كليا تنمية كاملة. والواقع ان المانيا ما كان يمكن لها ان تشهد استبداداً توتاليتارياً تاماً الا في حال انتصارها في الحرب، ولو تم ذلك لكان اوجب تضحيات يعجز عن تقديرها المرء ليس في حق "الاعراق الدنيا" فحسب بل في حق الالمان انفسهم وفق مخططات هتلر.   ايا يكن الامر، فان المانيا لم تقارب على اقامة نظام توتاليتاري حقيقي، الا بعد ان وفرت لها الحملات الشرقية جماهير بشرية عظيمة، باتت معها معسكرات الاعتقال والابادة ممكنة (على العكس من ذلك فقد تبدى ان مخاطر النظام التوتاليتاري ماثلة بصورة مخيفة في البلدان التي ألفت الاستبداد الشرقي التقليدي، كالهند والصين، ها هنا المادة الاولية التي لا تنضب في سبيل  تغذية الاستبداد الكلي، وآلياته، التي لا تلبث تراكم : السلطة وتدمر البشر، وهذا الشعور الغالب لدى " انسان الجمهور" بانه غير ذي نفع ولئن كان ظاهرة جديدة كليا في اوروبا، اذ لبث ينبع من بطالة الجموع ومن النمو الديمغرافي الذي لحق بها في اثناء المئة وخمسين عاما الاخيرة، فإنه ظل يسود هنالك منذ غابر العصور في حالة عميمة من احتقار قيمة الحياة البشرية) لا يمكن للمرء ان ينسُب اعتدال الحكم او إتّباعه اساليب في التسيُّد اقل دموية، الى محض الخشية من انتفاضة شعبية، انما هو النقص الفادح في السكان الذي يشكل تهديدا جديا للاستبداد التام والحق ان النظام التوتاليتاري يكون ممكنا في حال توفر له فائض في السكان  او يمكن ان تكون مستخدمة دون ان تؤول الى اقلال في السكان مفجع، على اعتبار ان النظام الانف متميز عن الحركة التوتاليتارية.  

ثانياً: أسس ومبادىْ النظام التوتاليتاري

لقد حاولت العديد من المدارس الفكرية ان تعمل على قراءة التوتاليتارية كضرورة لفهم الظاهرة النازية وهي ظاهرة حديثة لا وجود لها في العصور الوسطى ومن اهم هذه المدارس مدرسة فرانكفورت الالمانية التي كانت معادية للنازية حيث هرب معظم مفكريها سنة 1936 من المانيا عندما تسلمت النازية زمام السلطة وكان من ابرز رموز هذه المدرسة Adormo Herbert Makyouse – Habermas الذين حاولوا فهم التوتاليتارية. ريمون آرون تحدث عن التوتاليتارية وهو ليبرالي اما من اهم من كتب حول التجربة  النازية والتوتاليتارية فهي المفكرة الالمانية Hannah Arendt  التي وضعت اسس ومبادئ النظام التوتاليتاري وحاولت معالجة وتفسير هذا النظام من خلال مقارنته بالنظام الهتلري (النازي) والستاليني خلال وبعد الحرب العالمية الثانية. فما هي هذه الأسس ؟

       الفردنة : (مجتمع حديث = علاقة المواطن مباشرة مع الدولة دون وساطة)

       تفكك العصبيات القديمة : يصبح كل فرد في عالم قائم بذاته وهذا مواكب للمجتمعات المتقدمة صناعيا وتقنيا، ان الليبرالية التي شرطها في الاساس الفردنة تحولت الى وحدات صغيرة اسمها افراد وغير مسيّسيين لانه تم الطلاق بين الذين تم انتخابهم وبين القاعدة وتحولت كتلة من هذه الافراد الى اكثرية صامته لم تذهب الى صناديق الاقتراع للتصويت بل استنكفت عن التصويت وساهمت في الاقلال من نسبة المشاركة . شعب غير مسيس من السهل تحويله الى :

       قطيع من المؤيدين يمكن له ان ينتخب هتلر او غيره ومن هنا اهمية

       الايديولوجية وهو عنصر هام في التجربة التوتاليتارية على عكس الديكتاتورية التي لا تحتاج الى الايديولوجية.

ولقد كان هذا الواقع الحتمي من الغرابة وعدم التوقّع بحيث راح النقاد يعزونه الى السمة المرضيّة والعدميّة في نتاج اهل الفكر المعاصرين والى مازوشية تكون نموذجية لدى خاصة المثقفين، او شيء من التعاكسية ما بين الروح والانطلاقة الحيوية " والعداء ما بين الروح والحياة".

وتقول Hannah Arendt هذا التحليل غير صحيح، هناك شروط، والالمان ليسوا مرضى (فقد كان هؤلاء المفكرون، المثال المحض الصارخ والناطقين الاوضح والاصرح باسم ظاهرة أعم بكثير). فما هي هذه الشروط :

       خلق عدو وهمي او حقيقي ، الخطر كان اليهود واصبح كل مواطن الماني معني بهذا الخطر – وهذا يؤدي الى خلق =

       المخابرات السياسية، حيث على كل مواطن ان يبرهن عن ولاءه للوطن من خلال علاقة مع ضابط مخابرات، يطلِعُه على كل جديد مما يؤدي الى =

       تفريغ للدولة من السلطة، ان الحركة السياسية التي جعلت من الوطن في خطر واستولت على السلطة حيث اصبح الوزير والنائب وغيره لا معنى له الاهم منه المخابرات السياسية. 

اذاً هذه هي العناصر باختصار التي تؤلف التوتاليتارية لتفسير التجربة الستالينية بعد موت لينين ولتفسير التجربة الهتلرية في المانيا، فهل هذه العناصر تستطيع تفسير نموذج الدولة في سوريا، فاذا استثنينا العنصر الاول والثاني نجد ان كل العناصر الاخرى موجودة وهذا ما سوف نثبته من خلال مقاربة الوقائع العملية المأخوذة من (السوسيولوجيا الاجتماعية السورية) لنرى مدى تطابق نموذج الدولة السورية مع الاسس التوتاليتارية التي طرحتها Hannah Arendt كما ان العنصر المفقود: "الفردنة " هو شأن كل الدول العربية التي تدعي بانها تنتمي الى احد النماذج الحديثة : النموذج الليرالي او الماركسي او التوتاليتاري وهي بالحقيقة تنتمي الى نموذج ليبرالي أو الى نموذج ماركسي او الى نموذج توتاليتاري ولكن مع التحفظ

فنموذج يدّعي مثلا انه مستوحى من النموذج الليبرالي كلبنان ولكن تركيبة المجتمع الاهلي لاتزال ترتكز على العيل والعشائر والطوائف، من هنا علينا ان لا نكتفي بالمستوى الحقوقي في عملية تحليل هذه النماذج.

فحذف عنصر الفردنة الذي هو اساس  الحداثة تجعل من عملية نقل هذه النماذج الى مجتمعات غير مفردنة وغير حديثة، عملية منتقصة يشوبها  الفشل .

حاولت Hannah Arendt تحديد الظروف التي ادت او ممكن ان تؤدي الى نشوء النظام التوتاليتاري في اي دولة او مجتمع.

1- مجتمع بلا طبقات :

تسعى الحركات التوتاليتارية الى تنظيم  الجماهير، وغالبا ما تفلح في ذلك، بخلاف الاحزاب القديمة القائمة على المصالح والتي تهتم بالطبقات والناشئة في غالبيتها في امم اوروبية، وبخلاف ما تذهب اليه الاحزاب في البلدان الانكلوساكسونيه من حيث اهتمامها بالمواطنين ذوي المصالح، وبتأثير الاراء العامة في مسار الشؤون المحلية، واذا كانت كل الجماعات السياسية تنسب الى مراكز قوى نسبية في المجتمع فان الحركات التوتاليتارية تتبع قوة الاعداد وحدها. 

ما من سمة ادل على الحركات التوتاليتارية بعامة، واكثر تمييزاً لقادتها الممجّدين، سوى العجلة والسهولة المدهشتين اللتين يطوى معهما ذكر الحركات الانفة وقادتها، وتستبدل بأخرى وآخرين. فما انجزه ستالين بجد، وخلال سنوات كثيرة وعبر صراعات داخلية متصلبة وامتيازات هائلة اقلّه باسم سلفه (وذلك من اجل ارساء شرعيته باعتباره وريث لينين السياسي)، حاول حلفاء ستالين القيام به دون اي امتياز، باسم سلفهم  العتيد مع ذلك فقد تسنّى لستالين ان يتصرف بحقبة من الزمن طالت ثلاثين عاما، وكان في متناوله جهاز دعاية ضخم، كان لا يزال مجهولا في زمن لينين، لطالما اعانه في تخليد اسمه الامر ذاته ينطبق على هتلر الذي جعل من نفسه، إبان حياته، موضع افتتان مزعوم لا يُقاوم،  حتى اذا هُزِم ومات. اغفل ذكرَه الناس اغفالا تاما، فبات لا يؤدي اي دور، حتى في صفوف الفرق الفاشية الجديدة والجماعات النازية الجديدة في المانيا. ولا شك  ان لهذا الطابع الزائل صلة بتقلب الجماهير المأثور وبالمجد الذي يُوكل اظهاره اليها، بل ان ذلك ليجد تفسيره في الهاجس التوتاليتاري بالحركة الدائمة : فالتشكيلات لا تلبث في السلطة الا بمقدار ما تظل في حركة، وبمقدار ما تدفع كل ما يحيط بها الى الحركة.  

ثم انه من الخطأ الافدح ان ينسى المرء بحجة هذا التزعزع، ان الانظمة التوتاليتارية ايا كان احد سلطانها، والقادة التوتاليتاريين، طالما بقوا على قيد الحياة، إنَّ هؤلاء " يبسطون سلطتهم مستندين الى الجماهير" حتى النهاية ، على ذلك فان هتلر بلغ السلطة بصورة شرعية ووفق قاعدة الاغلبية الحاكمة، وما كان له ولستالين ان يستمسكا بزمام سلطتهما على شعوب عريضة بأسرها، وان يصمدا في وجه أزمات داخلية وخارجية عديدة، لو لم يكونا حائزين على رضا الجماهير وثقتها وما كانت دعاوى موسكو، ولا حملة التصفية في " روهم" ممكنة الوقوع لو لم تكن الجماهير أيدت ستالين وهتلر.  

لقد حددت Hannah Arendt مفهوم الجماهير على الشكل التالي :

-تنطبق عبارة جماهير على الذين عجزوا، إما لعددهم الكبير او للامبالاتهم من الانخراط بالشأن السياسي او في اي تنظيم قائم.

-الجماهير توجد في كل البلدان وتشكل اكثرية شرائح الناس الحياديين واللامباليين سياسيا الذين

نادرا ما ينتخبون او ينتمون الى احزاب.

-يجب ان يكون لدى الجماهير الرغبة في الانتظام السياسي، أي الاحساس بالفراغ السياسي والرغبة بالعودة والانتماء الى تنظيم أو حزب يعيد الفرد الى المشاركة بالشأن العام.

 ان ما ميّز انطلاقة الحركة النازية في المانيا والحركات الشيوعية في اوروبا بعد العام 1930، هو انها اجتذبت اليها أنصاراً من هذه الجمهرة من الناس اللامبالين في الظاهر، والذين كانوا موضع رفض من الاحزاب الاخرى جميعها، لاعتبارهم غاية في البلادة او الحماقة، مما يصرف النظر عنهم. وكانت النتيجة ان غالبية المنتسبين اليها كانت مشكَّلة من اناس لم يتسنى لهم الظهور على الساحة السياسية من قبل. وهذا مما سمح بادخال مناهج للدعاية السياسية جديدة كلياً، وما سوّغ اللامبالاة ازاء حجج المعراضين، ونشأ عن ذلك ان هذه الحركات لم تجد نفسها خارج نسق الاحزاب ورافضة اياها بالجملة فحسب، بل انها اهتدت الى زبائن كثيرين ايضا لم يكونوا قد مُسُّوا من قبل نظام الاحزاب ولا افسدتهم الاخيرة على الاطلاق. لذا لم تحتج الحركات التوتاليتارية هذه الى دحض الحجج التي كان المعارضون يوجهونها اليها. بل آثرت التهديدات بالموت المنتظمة بديلة من الاقناع، والارهاب على القناعة ومضت تزعم ان الخلافات انما تنشأ من مصادر عميقة، وطبيعية، وتستمد من جذور اجتماعية او نفسية، تكون عصية على رقابة الفرد، وعلى المنطق بالتالي. على ان هذا كان يمكن ان يتحول ضعفاً لو انها رضيت بالمنافسة الصادقة مع غيرها من الاحزاب، كما ان الامر عينه كان يمكن ان يصير قوة لو انها كانت واثقة في تعاملها مع اناس كان لهم من الاسباب ما يجعلهم معادين لكل الاحزاب.  

2_ فشل الديمقراطيّة.

حددت Hannah Arendt الظروف التي افسحت المجال أمام نشوء الحركات التوتاليتارية:

-فشل الديمقراطية ادى الى بروز ثغرة في النظام الديقمراطي، فمن اسس الديقمراطية ان يشارك الشعب بغالبيته في الحكم وانتماء افراده بمعظمهم الى هذا الحزب او ذاك، اما الواقع فهو عزوف عدد كبير من الشعب عن المشاركة بالشأن السياسي واحتكار العمل السياسي من قبل فئة اصبحت النخبة السياسية علماً انها اقليّة، فأصبحت الأقلية هي التي تحكم بأسم الاكثرية فيما الاكثرية الصامتة مغيّبة. هذه الجماهير بالنسبة للنظام الديمقراطي هي عديمة الاهمية، محايدة وصماء في الحياة السياسية، استندت الحركات التوتاليتارية على هذه الثغرة لمهاجمة النظام البرلماني كونه نظام زائف لا يؤمن بقاعدة الاكثرية وضرورة تمثيلها في الحكم بقدر ما يؤمن بمؤسساته الخاصة.

لقد كان من شأن نجاح الحركات التوتاليتارية في جذب الجماهير اليها ان دق ناقوس الحزن بالنسبة لوهمين تولَّيا الديمقراطيات بعامة، والامم الاوروبية ونظام احزابها بصورة خاصة. اما الوهم الاول فكان يقضي بان يشارك الشعب في غالبيته، مشاركة فعّالة في الحكم، وان يتعاطف افراده جميعهم مع هذا الحزب او ذاك. على عكس من ذلك، فقد بينت هذه الحركات التوتاليتارية ان الجماهير المحايدة سياسيا واللامبالية يسعها بيسر ان تكون الغالبية في بلد ديمقراطي. وبالتالي، فان الديقمراطية يمكن ان تعمل وفق القواعد التي لا تعترف بها عملياً الا اقليَّة في حين ان الوهم الثاني الذي لبثت الحركات  التوتاليتارية تهاجمه بعنف يرى أن هذه الجماهير عديمة الاهمية، باعتبارها محايدة حقا ولا تشكل سوى لوحة  الاساس الصماء في حياة الامة السياسية. ثم، جعلت الحركات التوتاليتارية تبيّن ما كان يعجز اي عضو، مما يشكل الرأي العام، عن اظهاره : ذلك ان النظام الديمقراطي يستند الى الاستحسان والتسامح الصامتين اللذين تبديهما الشرائح الصماء واللامبالية من السكان، بمقدار استناده الى المؤسسات والمنظمات البيّنة والمرئية في البلاد. ثم ان الحركات التوتاليتارية يوم اجتاحت البرلمانات بدا احتقارها للنظام البرلماني ظاهرة تشوش محضة : فالواقع انها نجحت في اقناع الغالبية العظمى من السكان ان الاغلبيات البرلمانية طالما كانت مزيفة ولا تتلاءم بالضرورة مع الحقائق الوطنية، مقوِّضة بذلك الكرامة البشرية وثقة الانظمة التي ما ونيت تعتقد بقاعدة الاغلبية بمثل ايمانها بمؤسساتها المخصوصة. 

إن الحريات الديمقراطية القائمة على اساس المساواة لا تكتسب معناها الا عندما ينتمي المواطنون الى جماعات تمثلهم وتشكل في ذاتها هرمية اجتماعية وانهيار نظام الطبقات ادى الى انهيار نظام الاحزاب اذ كانت قائمة على مصالح الطبقات فسقوط وانهيار الاحزاب ادى الى فقدان دعم المحايدين اذ لم تهتم بمصالحهم كما وعجزت عن ضم المحايدين من الجيل الجديد، نتيجة عدم تحقيق الاحزاب للآمال المتوقعة وزوال وطئ ودور الحزبيين، تشكل جمهور من الخائبين وازدادت النقمة الامر الذي أدَّى الى ولادة جمهور لا مبالي. لقد كان من شأن انهيار الطبقات ان افضى بصورة آلية الى انيهار نظام الاحزاب نفسه، ولما كانت هذه الاحزاب قائمة على المصالح لم يسعها ان تمثل مصالح طبقة من الطبقات. على ان بقاء هذه الاحزاب كان يستدعي اهتمام أعضاء  الطبقات القديمة التي جعلت تأمل، أيَّا كان الامل ضعيفا، بأن تستعيد موقعها الاجتماعي السالف والتي ظلت مجتمعة، ليس بسبب أنه كان لها مصالح مشتركة، بل لانها ظلَّت تأمل باستردادها كاملة، وعليه، فقد صارت الاحزاب اكثر احتفالا بعلم النفس والايديولوجيا في اساليبها الدعائية وباتت اكثر تبريرية فاكثر واقرب ميلا الى الحنين في مقاربتها السياسية. الى ذلك، كانت هذه الاحزاب فقدت دون علم، دعم هؤلاء المحايدين، الذين لم يكونوا اهتموا بالسياسة لانه كان لديهم الانطباع بانه لا يوجد اي حزب يهتم بمصالحهم ، ثم ان اولى علامات انهيار منظومة الاحزاب على صعيد القارة الاوروبية، لم تكن انشقاقات اعضاء الحزب القدامى عن حزبهم، انما كانت العجز عن ضم المحازيين اليه من الجيل الجديد، وفقدان رضى الجماهير غير المنظمة عنه ودعمها الصامتين : والدليل على ذلك ان الجماهير هذه راحت تنفض عنها بلادتها ومضت انى كان حيث تسنى لها فرصة للتعبير، تعلن عن معارضتها العنيفة الجديدة. 

وهكذا تحولت الاغلبيات التي كانت لا تزال تغفو في ظل كل الاحزاب الى جمهور كبير وحيد عديم الشكل، ممثل من افراد موتورين. لم يكن لهذه الاغلبيات اي قاسم مشترك فيما  بينها، أقلّه الوعي الغامض بان آمال المنتسبين الى الاحزاب كانت عبثا،  حينئذ، لا يعود المرء يبالي بالكيفية التي تمت فيها ولادة هذا التضامن السلبي المرعب، وبأي شكل كان الواقع المفروض والقوى القائمة مكروهة : بالنسبة للعاطل عن العمل كان الحزب الديمقراطي - الاجتماعي، وبالنسبة لصغار المالكين الذين حرموا ملكيتهم، كان حزب من الوسط او من اليمين، وبالنسبة للطبقات الوسطى والعليا القديمة، فكان اليمين المتطرف التقليدي. وسرعان ما تضخم جمهور هؤلاء الناس الخائبين واليائسين عامة، في كل من المانيا والنمسا، بعد الحرب العالمية الاولى، حين فاقم التضخم والبطالة تصدّع المجتمع الذي اعقب الهزيمة العسكرية. أن كل الدول التي كانت أُقيمت، قبيل الحرب، كانت نسبة ضخمة من مواطنيها على هذه الحال وراحوا يؤيدون الحركات  المتطرفة، في فرنسا وايطاليا على سبيل المثال، منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية.  

3_ مبدأ الفردنة.

 لقد حددت Hannah Arendt العوامل التي ادت الى ظهور عصر الجماهير: بمبدأ الفردنة Atomisation واللامبالاة والعدمية.

رغم ان الفردية ميَّزت مسلك البورجوازية في المجتمعات الاوروبية، لم يحاول احد التوتاليتاريين تدمير الهوية الفردية للجماهير فالانعزال والنقص في العلاقات الاجتماعية والتشقق بين الطبقات لا يلحمه الا الشعور بالانتماء، لذا فمن العوامل الاساسية لنمو التوتاليتارية ان تكون المجتمعات حديثة والافراد مبعثرين وبهذا تتشكل الحركات التوتاليتارية من تنظيمات جماهيرية تضم اليها افراد مبعثرين ومعزولين ويفترض بهم الولاء اللا محدود لحركتهم وتعمل الحركات التوتاليتارية على خلق الظروف المؤاتية لتجريد  الفرد من الروابط الاجتماعية بحيث لا يشعر بالنفع الا من خلال انتمائه الى حركة او حزب.

لطالما اشار المحللون  الى ان الحركات التوتاليتارية تفيد من الحريات الديمقراطية، وتفرط فيها، في سبيل ان تحسن القضاء عليها غير ان الامر ابعد من ان يكون محض مهارة شيطانية من جانب القادة، او حماقة صبيانية من قبل الجماهير. ولئن صحّ ان الحريات الديمقراطية قامت على اساس من المساواة بين جميع المواطنين امام القانون، الا انها لا تكتسب معناها ووظيفتها العضوية الا حالما ينتمي المواطنون الى جماعات تمثلهم، اوتشكّل في ذاتها هرميّة اجتماعية وسياسية. والحال ان انهيار منظومة الطبقات، وهي التفريع الاجتماعي السياسي الوحيد السائد في الامم الاوروبية، كان احد الاحداث الاكثر مأساوية في تاريخ المانيا.  وكما كان هذا الانهيار مؤاتيا لانطلاقة النازية، بمثل ما كان  غياب التفريع الاجتماعي في صلب الاعداد الهائلة من سكان الارياف في روسيا (هذا الجسد الكير والرخو، العديم التربية السياسية والذي يكاد يكون ممتنعا على الافكار الجديدة بتشريف الفعل.   صار لدى انقلاب البولشيفيين على نظام كيرنسكي الديمقراطي. على ان الظروف التي مرَّت بها المانيا في المرحلة السابقة لهتلر هي أدلُّ على المخاطر التي يتعرض لها الغرب بصورة ضمنية، (الانهيار المأساوي في منظومة الطبقات) بينما عيّنت الاحداث في روسيا  بوضوح الوجهة التي يمكن ان تسلكها الانقلابات الثورية المحتومة في بلدان آسيا. ومن المنظار العملي، فانه لاطائل من ان تعتمد الحركات التوتاليتارية ترسيمة النازية او البولشيفية وان تنظم الجماهير باسم العرق او باسم الدين، او ان تتظاهر باتباع قوانين الحياة او الطبيعة ام الجدلية او الاقتصاد.  

لطالما كانت الحركات التوتاليتارية احوج الى ظروف خاصة تكون فيها  الجماهير مفتتة ومشظاة، منها الى غياب بنية في مجتمع يتشكل من الجماهير. ذلك ما يتضح تماما للمرء إذ يقارن بين النازية والبولشيفية اللتين نشأتا، كل في بلدها على التوالي، في ظروف غاية في الاختلاف. وفي حين كان ستالين مجبرا على خلق المجتمع المتشظي هذا خلقا اصطناعيا، (وهذا اقرب الى النموذج السوري)، في سبيل ان يحوِّل الديكتاتورية الثورية التي ارساها لينين الى نظام توتاليتاري كلياً، كانت الظروف التاريخية في المانيا هي التي مهدت السبيل امام النازيين لصنع ديكتاتوريتهم الخاصة.

لقد حالت الطبقات والقوميات الجديدة دون مباشرة ستالين السعي الى تهيئة البلاد للنظام التوتاليتاري، فقد كان ستالين مجبرا على تصفية ما تبقّى من سلطة السوفياتات، باعتبارها عضوا رئيسيا في الهيئة التمثيلية الوطنية، وتؤدي دورا فاعلا في المجتمع وتحول دون جعل سلطة الحزب مطلقة، كل ذلك بهدف ان ينشئ جمهوراً مشتتا وعديم الهوية.

كما انه شرع في تقويض السوفياتات الوطنية اذ شكّل خلايا بولشيفية الى حيث انضم كبار الموظفين في اللجان المركزية.   وما كاد العام 1930 يحل حتى كانت آخر آثار المؤسسات القديمة قد تلاشت وافسحت في المجال امام بيروقراطية الحزب : تلك كانت ذات نزعة شديدة في حين لم تكن نوازعها الى الروسنة مختلفة  في شيء عن نوازع النظام القيصري، مما جعل البيروقراطيين الجدد لا يخشون من القليل من الإعداد.

اذاً انتقل النظام البولشيفي الى تصفية الطبقات، وشرع لأسباب ايديولوجية ودعائية في الانقضاض على الطبقات المالكة بادى الامر : الطبقة الوسطى الجديدة ربيبة المدن، والمزارعون. ومن ثم اجريت تصفية طبقة العمال وفي سبيل تتويج كل هذه الاجراءات جاءت تصفية البيروقراطية التي كانت قد ساهمت اي اسهام في تنفيذ كل التصفيات السالفة. وقد استغرق ستالين سنتين، من العام 1936 حتى العام 1938، للتخلص من الارستقراطية الادارية والعسكرية في المجتمع السوفياتي، ما جعل كل مجالات المجتمع تؤول الى ايد جديدة، المكاتب والمصانع والهيئات الاقتصادية والثقافية والحزب والمكاتب العسكرية في المجتمع السوفياتي، وحالما فرغ من ازاحة نصف عديد الادارة، المنتمين الى الحزب او غير المنتمين اليه، أجهز على تصفية خمسين بالمئة من اعضاء الحزب وثمانية ملايين شخص على الاقل.  

لم يسبق الاستبداد التوتاليتاري حركة توتاليتارية في روسيا كما حصل في المانيا. فلقد  استوجب تنظيم الحركة التوتاليتارية وخلق الظروف الايلة الى تناميه خلقاً مصطنعاً، بغية جعل الولاء، ولاء الفرد والجماعة – تاماً وذلك هو الاساس النفساني في الاستبداد التام. في حين ا ن ولاء كهذا لا يمكن توقعه الا من كائن بشري معزول بالكامل، كائن مجرد من روابطه الاجتماعية، التي تصله بعائلته واصدقائه ورفاقه او محض معارفه فرد لا يستشعر نفعه الا من خلال انتمائه الى حركة او حزب.

ان انتزاع  السلطة، في اي بلد من بلدان  العالم، ليس غاية في ذاته بل هو وسيلة محضة لغاية، الى ذلك فان انتزاع السلطةن في اي بلد من بلدان العالم، ليس الا مرحلة انتقالية ولم تكن نهاية الحركة على الاطلاق، على ان هدف الحركة العملي هو ادماج اكبر عدد ممكن من الناس في تنظيمها ووضعهم في حال دائمة من الحركة، اما في ما خص الهدف السياسي الذي يمكن ان يكون خاتمة الحركة، فلا وجود له.

4_ تحالف ( النخبة_الشعب) وصياغة الأيديولوجية.

 لقد حددت Hannah Arendt العوامل التي ادت الى ظهور عصر الجماهير بمبدأ الفردنة واللامبالاة والعدمية فاذا استطاعت الفردنة ان ترسي الولاء غير المشروط الذي يبديه المناضلون وان توسِّع حلقة الجماهير التي تخاطبها الانظمة التوتاليتارية فكيف استطاعت ان تستقطب النخبة ؟

تلك اللائحة البارزة من الرجالات البارزين الذين طالما اعتبرتهم التوتاليتارية من عداد المتعاطفين معها ورفاق دربها واعضاءها  المنضوين فيها بانتظام اولئك الذين كانوا غادروا المجتمع من تلقاء انفسهم، قبل انهيار الطبقات فيه فكانوا مستعدين لاستقبال الجماهير والرعاع الذين كانوا بدورهم نتاجا ادنى سالفا من حكم البرجوازية، ففي العشرينات كانت الايديولوجيات، الفاشية والبولشيفية والنازية قد صيغت والحركات التي قادها جيل ما يدعى "بالجبهة" من قبل اناس كانوا نشأوا قبل الحرب، ولبثوا يتذكرون تلك المرحلة بصورة مميزة  دون ان يغفلوا عن الحقد الذي طالما اوحى به اليهم، كما لم يخفوا واقع حماستهم يوم اندلعت الحرب العالمية الاولى. لم يكن هتلر والفاشلون وحدهم من ركعوا شاكرين الله لما انعمه على اوروبا اذ عمتّها التعبئة العامة منذ 1914.  حتى ان هؤلاء لم يكونوا ليحركوا ساكناً ولم يلوموا انفسهم لكونهم لقمة سائغة للحملات الدعائية الوطنية المتعصبة وللشروح الكاذبة حول طابع  الحرب الدفاعي المحض. إذاً قضى النخبة الى الحرب والامل المدغدغ يحدوها في ان كل ما تعرفه عن الثقافة، وعن نساجة الحياة، ربما يضيع في " زوابع الفولاذ" (إرنست يونغر). وفي المعجم الذي انتقاه "توماس مان" بعناية، باتت الحرب بمثابة توبة وتطهُّر " كانت الحرب اكثر ما يُلهم الشاعر، لا النصر في ذاته". وبحسب عبارات طالب ينتمي الى تلك الفترة، "فان ما يهم، هو ان يكون المرء مستعداً دوما للتضحية"، او بحسب تعابير عامل شاب " فانه سيان ان يعيش المرء سنوات اكثر او اقل، انما الاهم ان يكون لديه ما يبرر به حياته".  

وبالطبع وقبل ان يعلن مثقف نازي موقفه قائلا " كلما سمعت كلمة ثقافة سحبت مسدسي"، كان الشعراء قد اعلنوا اشمئزازهم من" قذارة هذه الثقافة" وجعلوا يطلقون دعوتهم، على المنوال الشعري نفسه، الى "البرابرة والزنوج والهنود، ويا انتم جميعا، لكي تدوسوها بأرجلكم". 

هذا الاستياء الحاد حيال فترة ما قبل الحرب ومحاولات الاصلاح السالفة بالاغراق في العدمية" والاستياء الآنف كان قد عبَّر عنه نيتشه ، وسريل، وباريتو، ورامبو، وت اي لورانس، ويونغر، وبريخت ومالرو، وباكونين ونيتشاييف، والكسندر بلوك. وجل ما  دعا اليه هؤلاء هو نسيان كم إنَّ الاشمئزاز يسعه أَن يكون مسوغا في مجتمع اتخمته الايديولوجيا والاخلاقية البورجوازيتان.

ولكن جيل الجبهة، وبعكس توجيهات مرشديه الروحيين، كان منصرفا بكليته الى الرغبة في ان يعاين فناء كل عالم الامان المزيف والثقافة المزيفة والحياة المزيفة وكانت هذه الرغبة من الشدة بحيث انها تجاوزت، في وضوحها وصداها، كل المحاولات السابقة التي طالما رمت الى تحويل القيم (المحاولة النيتشوية) والى اعادة تنظيم الحياة السياسية (كتابات سوريل)، وانبعاث الاصالة البشرية (باكونين)، او الى الهيام بالحياة حتى الهوس، وذلك بالمضي في نقاء المغامرات التغريبية (رامبو) وعلى هذا  بات التدمير العديم الشفقة، والفوضى والخراب العميم، فيما حازت على صدراتها الاسمى في المجتمع.  (الطبقة البرجوازية).

ومما يؤكد على صدق هذه المشاعر، هو ان قلة قليلة من ممثلي هذا الجيل أوتي لها الشفاء من حماستها حيال الحرب إثر اختبارها فظائعها اختباراً واقعيا ذلك ان الناجين من حرب الخنادق لم يصيروا دعاة سلام. انما آثروا نوعا من الاختبار من شأنه ان يفصلهم، على حد اعتقادهم فصلا نهائيا عن محيط الاحترامية الكريه. كما لبث هذا الجيل يتذكر الحرب متمثلا اياها باعتبارها استهلالا اكبر لانهيار الطبقات وتحولها الى جماهير وصارت الحرب بعسفها الثابت والمجرم، رمز الموت، "المساوي الاكبر".         

أصبحت الحرب الدليل الاكبر على انهيار الطبقات التي تحولت الى جماهير كما ادت الحرب الى المساواة الكبرى من خلال الموت، فمحت الخلافات العميقة الفردية مع خروج النظام العالمي الجديد برزت الحاجة الى المساواة والعدالة والرغبة في تجاوز حدود الطبقات. فإنسان ما بعد الحرب وجد نفسه منغمسا في تفاهة الوظائف الاجتماعية ومجرد من امكانية التغيير الجذري لذا اتى انتسابه الى الحركات التوتاليتارية كحلّ للخروج من العدمية والفراغ. فالانتساب الى النشاط التوتاليتاري يجيب على السؤال التالي : من اكون ؟ ففي حين ان المجتمع يجيب انت ما تبدو عليه تجيب الحركات التوتاليتارية : انت ما تفعل.

هذه الحركات جذبت اليها النخبة المثقفة وعامة الشعب على السواء اذا اعتمدت على الارهاب الذي صار نوعا من الفلسفة التي تعكس حالة الحرمان والحقد والبغض، لذا اتى تحالف النخبة والعامة لتدمير المجتمع الراقي فالتعصب الثوري الذي قاد هذا التحالف استدعى تدمير كل المعتقدات تدميراً جذريا والقضاء على القيم والمؤسسات الموجودة والسبب الذي دفع الى هذا التحالف  هو ان النخبة وعامة الشعب مثّلا الطبقات التي أزيلت من اطار الدولة، وزوال اي معنى او هدف لحياته وانجرافه في العدمية، دفعه للبحث عن هدف لم يجده الا من خلال الحركات التوتاليتارية التي اظهرت سيئات النظام البرلماني ومدى ما ينمِّي في الفرد اللامبالاة، فيما عملت من ناحية اخرى على توعية الجمهور وانتشاله من العدميّة الغارق بها. 

وكان هتلر في السنوات الاولى من توليّه مهامه لم يتوان عن ايقاظ مشاعر جيل الجبهة هذا حين ادرك ان ترميم الوضع الاوروبي بات يهدد طموحات الرعاع  تهديداً جديا للغاية.

اما الجماهير التي تاقت نخبة ما بعد الحرب الى الانغماس فيها، فلم تكن حريصة على التمايزات الوطنية البتّة. ومن المفارقات ، ان الحرب العالمية الاولى كانت أبطلت المشاعر الوطنية الصادقة، ففي الفترة الزمنية ما بين الحربين، كان من الاهمية بما لا يقاس ان ينتمي المرء الى جيل الخنادق، وسيان الجهة حيث كان، وسواء كان المانيا ام فرنسيا.  حتى ان النازيين ارسوا كل دعائيتهم على اساس من هذه الرفاهية غير المحددة، على اساس "جماعة المصبر" هذه، وأفلحوا في كسب عدد كبير من منظمات قدامى المقاتلين، وذلك في بلدان اوروبا قاطبة، واثبتوا في ذلك كم باتت الشعارات الوطنية عبثية، حتى في صفوف اليمين، الذي جعل يستخدمها لما تنطوي عليه من عنف اكثر من كونها ذات محتوى وطني.

ان عناصر الثقافة بعد  الحرب لم تكن جديدة فتم تواصلها مع الماضي، اذ كان باكونين قد اعترف في ما مضى قائلا : " لا اريد ان اكون انا، اريد ان اكون نحن".         

في حين ان نيتشاييف مضى يبشر بإنجيل "الانسان الملعون" الذي ليس له مصالح شخصية، ولا شؤون خاصة، ولا مشاعر، او ارتباطات او ملكية وليس له حتى اسم يخصُّه بالضبط." 

وتلك كانت الغرائز المعادية للانسانية، والمعادية لليبراليين، والمعادية للفردانيين والمعادية للمثقفين، الغرائز التي اثارها جبل الجبهة الذي ما ونيّ يمدح العنف مدحا طناناً وروحيا ويعلي من شأن القوة والقساوة والحال ان النخبة الامبريالية كانت اثبتت، في ما مضى، بصورة خرقاء  ولكن "علمية"، ان صراع الكل ضد الكل انما هو مبدأ الكون، وان التوسع الاستعماري هو ضرورة نفسانية قبل ان يكون وسيلة سياسية، وان الانسان ينبغي له ان ينقاد وفق قوانين كونية مماثلة.

هذا التحالف بين النخبة والرعاع كان يهدف لتدمير المجتمع الراقي، لكن بعد ان استولت الحركات التوتاليتارية على السلطة، اخذت تعمل على إزاحة كل فريق المتعاطفين هؤلاء، أنّى تسنى لها ذلك، وذلك قبل ان تمضي الانظمة الى اقتراف جرائمها الافظع. اذ ان المبادرة الفكرية والروحية والفنية توازي بخطورتها مبادرة الرعاع الى الجريمة، كما ان كلا منهما أخطر بكثير من المعارضة السياسية المحضة. إن الاضطهاد المتواصل والمنظَّم الذي ما لبث يمارسه قادة الجماهير الجدد ازاء كل اشكال النشاط الفكري العليا، يستمد تسويغه من علل اعمق من مجرد إحساسهم الطبيعي ازاء كل ما يعجزون عن فهمه. ذلك ان الاستبداد الكلي لا يتسامح ازاء المبادرة الحرَّة في اي من مجالات الوجود، ومن الطبيعي بالتالي، الا يتسامح إزاء اي نشاط لا يسعه التنبؤ به. حتى اذا بلغت التوتاليتارية السلطة، أبدلت كل المواهب  الحقَّة، اية كانت درجة تعاطفها معها، بهؤلاء  الحمقى الذين يُشكل افتقادهم الى الذكاء والروح الخلاّقة، خير ضمان لولائهم. 

ان تنبؤات ماركس المتفائلة، والتي تختفي بمقتضاها الدولة مفسحة في المجال امام مجتمع دون طبقات، لم تكن اكثر تطرفا ولا اكثر رسالية مما شرعت في الدعوة اليه الحركات التوتاليتارية.

واذا كان بردياييف محقاً اذ يقول " بأن الثوريين الروس كانوا توتاليتاريين على الدوام"، فلأن الجاذب الذي مضت روسيا السوفياتية تمارسه على رفاق الدرب المفكرين من النازية والشيوعية على السواء، كان مردّه الى ان "الثورة في روسيا كان ديناً وفلسفة ولم تكن محض صراع يتعلق بالجانب الاجتماعي والسياسي من الحياة".   والواقع ان تحول الطبقات الى جماهير وانهيار هيبة المؤسسات السياسية وسلطتها، كانا قد انشأ في بلاد اوروبا الغربية ظروفا مشابهة للتي كانت سائدة في روسيا. ثم انه ليس من قبيل المصادفة ان شرع الثوريون الغربيون بدورهم في اعتماد هذا التعصب الثوري، على النموذج الروسي الخالص، الذي يستدعي لا التبديل في الظروف الاجتماعية او السياسية، بل تدمير كل المعتقدات تدميرا جذريا، والقضاء على القيم والمؤسسات الموجودة. اما الرعاع فكانوا اكثر افادة من هذه الحالة الجديدة محققين تحالفا مؤقتا بين الثوريين والمجرمين، وهو تحالف كان قائما منذ زمن بعيد وسط ملل ثورية عديدة في روسيا القيصرية، غير انه كان مجهولا من قبل حلقة الشعوب الاوروبية وفي الحالتين كانت القوة والتهديد مرادفة للثورات .

ان الافراد المتذرين ساهموا في وصول الحزب النازي. كما ان تحالف الحزب البولشيفي والحزب الاشتراكي الثوري انجح ثورة 1917، فكيف تم ذلك؟

لقد نشأ الحزب البولشيفي في روسيا القيصرية في اواخر القرن الماضي في اوساط الانتلجنسيا المثقفة الثورية (التي خرج منها معظم الزعماء التاريخيين لثورة 1917، ثم نجح في كسب الطبقة العاملة الصناعية منذ ثورة عام 1905 . ولكن لم يكن لهذا الحزب جذور في الريف الذي كان لا يزال يضم الغالبية الكبرى من السكان. فكان الحزب الاشتراكي الثوري هو القوة الثورية المسيطرة على الريف. وانعكست هذه الاوضاع في صفوف سوفيات 1917. اغلبية بولشيفية في المدن، واغلبية اشتراكية ثورية في الريف.

الا ان التاريخ "الرسمي" الذي كتب فيما بعد في عهد الستالينية وهو المصدر المتداول في اليسار العربي – يخفي هذا الواقع. بيد ان الحزبين تلاقيا في معاداة النظام خلال الحرب العالمية الاولى، (كما عادت النخبة والشعوب الالمانية انظمتها في نفس الفترة)، ثم تحالفا اثناء الثورة على اساس تبني برنامج اصلاح زراعي جذري يتلخص في توزيع الارض الزراعية على جميع الفلاحين العاملين تقريبا على قدم المساواة. وجدير بالذكر ان هذا البرنامج لم يكن اصلا برنامج الحزب البلشفي، بل برنامج الحزب  الاشتراكي الثوري. فالحزب البولشيفي نما بعيدا عن مشاكل الريف. فاكتفي في هذا الشأن حتى ثورة 1917 باعلان الموقف النظري للاممية الثانية، وهو الغاء الملكية الفردية للارض واحلال ملكية الدولة محلها.

وكان هذا الموقف ناتجا عن ظروف تطور الرأسمالية في الغرب المتقدم، حيث ازدهرت الرأسمالية المركزية على اساس ثورة بورجوازية (او اصلاح وتطور أديا في نهاية الامر الى الاوضاع نفسها) فقضت على الهيمنة الاقطاعية السابقة. وقد ادى ذلك الى هجرة واسعة للمدن صحبت حركة التصنيع الباكر، لدرجة ان سكان الريف اصبحوا اقلية قليلة. وترتب على هذا التطور من الجانب السياسي تخلي الفلاحين عن مواقفهم الثورية السابقة فأصبحوا " رديف اليمين" ضد الثورة الاشتراكية المقبلة وتختلف هذه الامور عما كانت عليه في روسيا وعما لا تزال عليه في العالم الثالث المعاصر حيث لم تحدث ثورة برجوازية او تطور رأسمالي مركزي.

ان عبقرية لينين الثورية سمحت له بادراك هذا الفرق، فتبين فورا برنامج الاشتراكية الثورية واتخذ " مرسوم الارض" المعروف وبنى تحالفا "فلاحيا متيناً ثم استمر هذا التحالف خلال عقد العشرينات على ان الحزب البولشيفي لم يتحرر تماماً من ايديولوجيا "المعاداة للفلاحين" السائدة في الاممية الثانية، الامر الذي يفسر في نهاية الامر قراره التعسفي اللاحق، اي خيار ستالين في اوائل الثلاثينات احلال الجمعيات التعاونية المتقدمة " الكولخوز" محل نمط الانتاج العائلي. ومن المعروف ان هذا التحول اقتضى قمع معارضة الغالبية العظمى من الفلاحين وليس معارضة اقلية " الكولاك" كما يدعي التاريخ السوفياتي الرسمي. فكان الهدف الحقيقي لعملية انشاء الجمعيات تمويل التصنيع، من خلال اخضاع الفلاحين لنظام " تسليم الانتاج الاجباري" وهو في حقيقة امره استغلال وهذا ما ادى الى ازمة زراعية عنيفة عانى منها الاتحاد السوفياتي كما ان كسر التحالف الشعبي هذا ادى الى القضاء على الديقمراطية الشعبية الثورية التي كانت تسود في الاتحاد السوفياتي قبل الثلاثينات وأرسى التوتاليتارية حيث عمل ستالين على بلورتها.

فاذا كان  تحالف - النخبة الشعب اسقط الدولة الديمقراطية في المانيا واذا كان تحالف الاحز اب (العمالية – الفلاحية) انجح ثورة 1917 في روسيا فان ثورة تشرين 1963 السورية

كانت انقلابية عسكرية فتم التحالف ضد الدولة بشكل سلبي، تحالف، كل طرف فيه لديه اهداف منفصلة عن الاخر.

القسم الثاني: النظام السوري والتوتاليتاريّة.

أولاً: الانقلابات والاستيلاء على السلطة.

لقد  خطط حافظ الاسد هو ورفاقه في اللجنة العسكرية للاستيلاء على السلطة في سوريا، عن طريق انقلاب عسكري تقليدي، بمعنى ان يتم تجميع زمرة من الضباط تتمكن في اليوم المحدد من توجيه ضربة على درجة من القوة بحيث تطيح بالحكومة. ولكن نظرا لعدم توفر حركة جماهيرية ثورية تحت امرتهم فقد كان عليهم ان يحصروا خطتهم في نطاق الحدود الضيقة لنادي الضباط والثكنات المتمردة التي كانت هي مجال العمل السياسي للقوات السورية المسلحة منذ 1949

وكان ثمة اساليب مألوفة للانقلابات السورية : فالمتآمرون كانوا يعلمون ان عليهم ان يسيطروا على الكسوة وقطنا فهما المعسكران اللذان يحميان المشارف الجنوبية للعاصمة دمشق وان اللواء المدرع السبعين هو اداة جوهرية، وان حمص التي هي مقر الكلية العسكرية ينبغي تحييدها، وانه يجب الاستيلاء على اذاعة دمشق لإعلام الشعب بان عهدا جديدا قد بدأ، فكل ثورة تحترم نفسها لا بد لها من بيان رقم "1" مصاغ بلغة مثيرة.

ورغم ان اعضاء اللجنة انفسهم كانوا خارج الجيش بسبب التشكيلات بعد الانفصال عن مصر، وغير ذوي تجربة، وفي سن غضّة (كان عمر حافظ الاسد يومها واحدا وثلاثين عاما)، الا ان هدفهم لم يكن بعيد المنال. كان النظام الانفصالي الذي استهدفوا اسقاطه يرتكز على طبقات ومصالح اضعفتها التقلبات العنيفة منذ الاستقلال : كحرب فلسطين، والانقلابات العسكرية التي تلتها، وصعود الاحزاب الراديكالية، والهزة التي احدثها اتحاد مصر وسوريا. فالرئيس القدسي ورؤساء الوزارات الثلاث الذين خدموا في ظله خلال الثمانية عشر شهراً التي عمّرها نظام الانفصال – (وهم الدكتور معروف الدواليبي، والدكتور بشير العظمة، وأخيرا خالد العظم الذي كان قد اصبح عجوزا ومريضا) قد فقدوا ارادة ممارسة الحكم الى حد كبير. وقال الاسد فيما بعد : " كانت حكومة بلا شعب، وبلا جيش، كان حكمهم حكم طبقة انتهت ايامها".  

وكانت هذه هي آخر مرة يظهر فيها في الحكم وجهاء المدن الذين ظلوا طيلة عهد الاتراك والفرنسيين وسنوات  الاستقلال الأول، هم أسياد سوريا الحقيقيون ولكن منذ 1962 لم يعد باستطاعتهم السيطرة على اجهزة الدولة، ناهيك عن هيئة الضباط، كما لم تكن لديهم القوة لقمع اعدائهم القدامى مثل البعث الذي راح ينتظم من جديد.

وكان على القدسي ايضا ان يتحمل وطأة غضب عبد الناصر. فقد راحت اجهزة دعاية القاهرة تشن على الحكومة السورية هجمات يومية صاخبة، بينما انصبت في سوريا عبر الحدود اللبنانية النفّاذة، الاموال والمتفجرات وشيكات العملاء المصرية واصبح التدخل المصري سافرا الى درجة ان سوريا اشتكت عبد الناصر، الى جامعة الدول العربية. ولكن تهديد عبد الناصر  الغاضب بالانسحاب من الجامعة اذا أيّدت الشكوى المقدمة ضدّه، قد سحق الموضوع وترك نظام القدسي الكسيح يواجه عجزه بنفسه.

وهكذا تبيَّن ان الاطاحة بمثل هذا النظام المترنح لن تكون صعبة الى حد الاستحالة. الا انه كان يتعين على اللجنة العسكرية ان تجد حلفاء مناسبين،

وكان الضباط حينذاك منقسمين الى خمس فئات رئيسية : فهناك فئة ما يسمون بـ " الضباط الدمشقيين" الذين حطموا الوحدة والذين كانت معنوياتهم قد بدأت تنهار تماماً كمعنويات الحكومة التي جاوؤا بها، ثم فئة اكرم الحوراني التي حشرت بعض مواقعها منذ قضية توقيع الحوراني على البيان الانفصالي، ثم فئة الناصريين وهي كثيرة العدد وكانت تمسك بمناصب قيادية هامة ولكن كان لها وضع شاذ باعتبار ان الحكومة التي تخدمها كانت على اسوأ علاقة ممكنة مع الزعيم المصري، ثم هناك فئة المستقلين الذين لا يرفعون رآية احد، واخيرا فئة البعثيين التي تنتمي اليها اللجنة العسكرية السرية.

ثم تساءلت هذه اللجنة مع اي فئة يمكنها ان تتحالف ؟

"فالضباط الدمشقيون" هم العدو والحورانيون لا يمكن الاقتراب منهم ايضا لا لانهم انحازوا الى الانفصاليين وانما لان اللجنة العسكرية كانت ترمي فيهم المنافسين لها، وهكذا لم يبق امامها سوى الناصريين والمستقلين وكانت نتيجة المفاوضات السرية ان تجمعت عصبة  مؤلفة من ستة رجال في اواخر 1962 وهم : الاسد وعمران وجديد والحريري وقطيني والصوفي ولكن كانت لديهم اهداف مختلفة. فالحريري يريد انقاذ مستقبله لانه على خلاف مع السلطة. والناصريون يريدون اعادة عبد الناصر، بينما كانت اهداف اللجنة العسكرية اكثر تعقيدا وطموحاً ، فهي وحدها بين الفئات الاخرى كانت تملك كيانا متماسكا، وقيادة موحدة وبرنامجاً. فهي تهدف اولا الى اعادة البعث الى السلطة وثانيا الى ان يضع اعضاؤها انفسهم على طريق الصعود من جديد، وبعد ذلك فقط ينظر في امر قضية الوحدة العربية الى الامام ولكن ما لبث ان تحقق نصر الانقلاب في ليلة 7-8 آذار 1963 حتى قام البعثيون بانقلاب آخر ضد الناصريين في 2 ايار من نفس السنة وبعد ان انهت اللجنة العسكرية الناصريين كان هدفها التالي والاكثر سهولة هو مجموعة الضباط المستقلين الملتفين حول اللواء زياد الحريري الذي كان قد صار وزيرا للدفاع ورئيساً للاركان كذلك. وعندما غادر الحريري  القطر في 23 حزيران 1963 على راس وفد الى الجزائر استغلت  اللجنة العسكرية غيابه لتقوم بتطهير ونقل خمسة وعشرين من اهم مؤيديه، وعرضت على الحريري نفسه كمكافأة ترضية، وظيفة ملحق عسكري في واشنطن، ولكنه اختار التخلي عن السياسة والتقاعد في المنفى وبهذا اصبحت اللجنة العسكرية السريّة هي التي تدير شؤون البلد فعليا مع الابقاء على نفسها خارج دائرة الضوء ووضعت واجهة حكم للنظام بصورة مدنية تديرها كما تشاء .

وبدأ العمل على اعداد الجماهير وادخال العقيد الى الجيش لخلق " الجيش  العقائدي" وانشاء الشرطة السرية واحتقار الديمقراطية البرلمانية.

ولم يمضي وقت طويل حتى تم الامساك بقيادة حزب البعث والقضاء على الطبقات، بتحطيم قوة ونفذ النخبة من أبناء المدن، وتأميم الشركات، فالنظام التوتاليتاري يحوّل الطبقات الى جماهير على الدوام ويضع بديلا من نسق الاحزاب، حركة جماهيرية تنقل مركز السلطة من الجيش الى الشرطة السرية .

فكانت الخطوة الاولى وضع المنطلقات النظرية، ووضعت الوثيقة ذات الصفحات الستين التي تبنّاها المؤتمر واعدها الحلفاء الماركسيون للضباط ولاسيما ياسين الحافظ وكان عنوانها فخماً وطناناً: "بعض المنطلقات النظرية".  وقد اشغل ضباط اللجنة انفسهم بالمقاطع الخاصة بالعلاقات بين الحزب والجيش فقد كانوا حساسين من تهمة اختطاف حزب عفلق التي وجهت اليهم وأُعلِنت المنطلقات واعتبرت ان تشبُّع الجيش بالعقيدة السياسية لا يقل اهمية عن التدريب العسكري نفسه.

ورفّعت تلك المنطلقات النظرية الحزب رسميا الى مكانة الحزب القائد في المجتمع السوري الذي تلتف حوله المجموعات والقوى السياسية ذات التفكير المماثل والمكانة التي تلي وتتبع البعث، من العمال، والفلاحين والطلبة والنساء والشبيبة وما شاكل باعتبارها ادوات بناء " الديمقراطية الشعبية" التي استهدف البعث انشاءها. وبالمقارنة مع ذلك هوجمت الديمقراطية البرلمانية على الطراز الغربي باعتبارها مجرد واجهة " للاقطاع" والبرجوازية الكبيرة ورفضت باعتبارها  عاجزة عن فتح الطريق للتحول الاشتراكي. وهكذا زُرعت بذور مؤسسات ستقوم في دولة  البعث في وقت لاحق كما وضِعت الاسس النظرية لحرب قاسية على وشك ان يشنها القادمون الجدد على طبقات الملاك في المدن.

نستطيع ان نلاحظ ان الطريقة التي تم فيها القضاء على الطبقات هي اقرب مشابهة للنموذج الروسي منها للنموذج الالماني حيث كانت الظروف التاريخية هي التي مهدت السبيل امام النازيين لصنع ديكتاتوريتهم  الخاصة على ان الظروف التي مرت بها المانيا في المرحلة السابقة لهتلر هي ادل على المخاطر التي يتعرض لها الغرب بصورة ضمنية ( الانهيار المأساوي في منظومة الطبقات). بينما جعلت الاحداث في روسيا تعيِّن بوضوح الوجهة التي يمكن ان تسلكها الانقلابات الثورية المحتومة في بلدان آسيا. وفي حين ان الجماهير كانت اساس في نجاح الحركة التوتاليتارية في المانيا كما كانت وسيط لوصول البولشيفيين الى الحكم ( قبل ان تنحرف الديمقراطية الشعبية الثورية  التي كانت مبنية على تحالف الحزب البولشيفي والحزب الاشتراكي وتتحول الى توتاليتارية بطريقة مصطنعة ومركّبة).

الا انه في النموذج السوري لم تتوفر حركة جماهيرية مماثلة مشاركة في انجاح ثورة 1963 ، فلقد كان مجرد انقلاب عسكري تقليدي .

كما ان مبداء الفردنة المرادف للمجتمعات الحديثة قد تطور الى قمة التذرر Atomization في المانيا والشعور بالعدمية الامر الذي عمل على خلقه ستالين خلقا اصطناعيا في سبيل ان يحوِّل الديكتاتوريه الثورية التي ارساها لينين الى نظام توتاليتاري كليا الامر الذي عمل على تحقيقه ايضا النموذج السوري ولكن لطالما كانت الحركات التوتاليتارية احوج الى ظروف خاصة تكون فيها الجماهير مفتتة ومشظاة منها الى غياب بنية بطريقة مصطنعة في مجتمع يتشكل من الجماهير حيث التفريع الاجتماعي في الاساس، غائب، في مجتمعات لم تنتقل الى التوتاليتارية من رحم البورجوازية

ثانياً: السير على طريق التوتاليتاريّة.

1_ الدعاية التوتاليتاريّة: ( العدو الوهمي)

من اجل إبطال العقائد القديمة وإزالة المفاهيم الليبرالية، تستخدم الحركات التوتاليتارية الدعاية السياسية للقيام بالتلقين العقائدي " ففي سوريا الاسد تحقق التشابه النمطي في الصحافة وفي اجهزة الاعلام وفي منظمات الحزب الشعبية كما اخذت منظمة طلائع البعث (الاجبارية بين سني السادسة والحادية عشرة) واتحاد  شبيبة الثورة (لطلبة المدارس بين سني الثانية عشرة والثامنة عشر، وليست اجبارية ولكنها تعطي منتسبيها امتيازات كبيرة) واتحاد الطلبة تسعى كلها لتشكيل الاذهان الشابة حسب القالب البعثي". 

واعادة تسييس الناس من خلال طرح شعار الوطن في خطر   .

"وبما ان الاسد كان يهدف لان يكون قائدا عربيا كان يقول : قبل 1970 كانت هناك قطعية شبه تامة بيننا وبين العرب الاخرين ورغم اننا كنا نقول ان القضية هي قضية العرب فاننا لم نكن نعطي العرب فرصة المشاركة فيها. وكان بعض زملائي يشجبون دولا اخرى بطريقة غاية في التعصب، بينما كنت اؤمن بقوة بانه يتحتم علينا تشجيع العرب الاخرين ليلعبوا دورهم لا ان نكون معرقلين للجهد العربي المشترك. فمهما تكن الخلافات بين الانظمة، فالعرب انما يواجهون خطرا مشتركا".

لذا على الشعب ان يكون دائم التأهب وبالتالي يجب ألا ان يبقى احد بمعزل عن التعاطي بالشأن العام. 

"ولم يكتف الاسد بالمناداة بفتح الحزب امام اعضاء جدد وباستقطاب حلفاء سياسيين، بل كان يريد ايضا ايجاد الوسائل الكفيلة بضم افراد الشعب الى الجهاز السياسي" .

اذا شعار الوطن في خطر يفترض اقامة عدو وهمي " فالتوهم الاكثر فعالية في الحملة الدعائية النازية كان ابتداعها وجود مؤامرة يهودية عالمية".     

وان اعادة تسييس الجماهير اذا لا تتم الا من خلال تسليط الضوء على عدو وهمي يهدد كيان الوطن بأسره، لذا اعتبر الناس انه من الامان ان ينتسبوا الى تنظيم شبه عسكري. إنَّ نهج التوتاليتارية الهادف الى إبادة عدو الوطن لا يعمل تماما الا حين تستلم الحركات السلطة وتسيطر على الحكم داخل البلاد فالدعاية النازية مثلا وبالنسبة لقادة الحزب كانت اولى الامم التي إتضحت لها لعبة اليهودي وهاجمته لتحتل مكانته في سيادة العالم. اذاً الايهام بوجود مؤامرة يهودية شكل القاعدة التي قام على اساسها مشروع السيطرة الالمانية على العالم.                                             

ان من اهم دعاوات الحركات التوتاليتارية هو العالم الوهمي التي تؤسسه على وجود عدو يهدد الامه وانصهار الجماهير وانخراطهم بالشأن العام اذ يصبح على عاتق كل منهم واجب انقاذ الوطن وفي اللحظة التي تسقط فيها الحركة التوتاليتارية يسقط فيها العالم الوهمي الذي جمع الجماهير ليعودوا افراداً معزولين بانتظار وهم جديد. 

2- الارهاب وقيادة الحزب:

ممارسة الارهاب واعمال العنف تمنح الامان والحماية لاعضاء الحزب فيبدو لهم العنف المنظم وسيلة بوجه العالم الخارجي. فالجرائم التي ارتكبها النازيين كانت تتم على العلن فمفهوم الدولة حسب هتلر لم تكن سوى وسيلة لانقاذ العرق.  لذا كانت ارادة الفرهرر بمثابة القانون الذي ينظم الدولة  وتكمن مهمته الاساسية في الدفاع ورد العدوان عن القائد من قبل العالم الخارجي وبنفس الوقت يشكِّل الجسر الذي يربط العالم الخارجي بالحزب. الوسيلة الاهم التي يستخدمها القائد هي العنف المبرر من خلال الدعاية السياسية، اذ يجب ان يتمتع بالقدرة على خداع الراي العام0 " في ربيع عام 1980 انفجرت القاعدة الوطنية في سوريا في وجه الرئيس الاسد على اثر الحوادث الارهابية فألقى بنفسه في المعمعة وبدا وكأنه يخلِّص نفسه من العزوف عن الاتصال بالجمهور فقد ظهر الاسد كخطيب مسرحي في غضبه وتحديه، قادر على إلهاب حماسة مستمعيه ليلة بعد اخرى. ففي 8 اذار عام 1980 في الذكرى السابعة عشرة للثورة اعلن الاسد إيمانه بالاسلام إعلاناً طناناً كان واضحاً انه يأمل منه ان يرتدي عباءة خصومه : فقال : "نعم ! انني اؤمن بالله وبرسالة الاسلام، لقد كنت ولا ازال وسأبقى مسلما، تماما مثلما ستبقى سوريا قلعة شمّاء ترفع رآية الاسلام عالياً ! ولكن اعداء الاسلام المتاجرين بالدين سوف يكنسون بعيداً."   وعلى غير عادته في السابق وجه للأمة خطباً رنّانة أخرى في 11 و 17 و 22 و 23 و 24 اذار مارس، وغيرها كذلك في نيسان امام تجمعات ملتهبة في المنظمات الشعبية المختلفة من عمال وفلاحين وحرفيين وشبيبة ونساء ومعلمين وكتّاب وطلبة ورياضيين ودعا الى استخدام " العنف الثوري المسلح" ضد العنف الرجعي المسلح فصفّقت له ألوف من الشبيبة والنساء وهتفوا لتحيته وقوفاً". 

3-التوتاليتارية في السلطة

إن الصراع من اجل السيطرة التامة على كل شعوب الارض وازالة كل واقع غير توتاليتاري يلازمان وجود المنظمات التوتاليتارية فهذه الحركات تضع حكم الكون غاية نهائية لها، لئلا تفقد السلطة التي جهدت لامتلاكها، كما ان الفرد المعزول عن العمل السياسي لا يمكن السيطرة عليه الا من خلال نظام شامل يحتويه ويمد سيطرته على الكون ككل. 

سعي الحركات التوتاليتارية الى السلطة يفترض أمران:

       نقل مركز السلطة الفعلي الى الحزب المسيطر او تفريغ الدولة من مركز القرار الفعلي  Déplacement du pouvoir .

       الشرطة السرية (المخابرات)  La police politique

إن المنهج الاساسي الذي من خلاله تعمل الحركات التوتاليتارية هو انتزاع مركز القرار من السلطة القائمة لتصبح بيد الحزب الحاكم حيث يتم إقامة قيادة عامة.  (فالصراع البعثي – القومي السوري تحوّل الى عنف عندما اغتيل العقيد البعثي البارز عدنان المالكي في نيسان / أبريل 1955 خلال مباراة لكرة القدم على يد رقيب علوي في الشرطة العسكرية هو يوسف عبد الرحيم الذي اغتيل هو نفسه على الفور على يد علوي آخر وسرعان ما تبين ان قاتل المالكي هو عضو في الحزب القومي السوري وقد أتاح ارتباط القاتل بالحزب للبعثيين والشيوعيين شنّ حملة ضد الحزب القومي السوري وتحطيمه في موجة من الاعتقالات والمحاكمات بتهمة الخيانة وكانت المطاردات شاملة وعنيفة الى درجة ان كثيراً من العلويين البارزين ومعظمهم ممن لم تكن لهم علاقة بالحزب القومي السوري،  وجدوا ان من الحكمة الهرب الى لبنان للتخلص من القمع وكان من بينهم الشاعر – السياسي بدوي الجبل،  أول علوي يحتل منصباً في وزارة سوريا، وأدت حملة التطهير هذه الى ترجيح الميزان لصالح ضباط البعث بشكل حاسم، وقد احيطت ظروف مقتل المالكي فيما بعد بشكوك كثيرة، فقد سرت اشاعات تقول ان المخابرات المصرية، التي كانت تعمل من خلال آمر الشرطة العسكرية آنذاك أكرم الديري، هي التي رتّبت عملية الاغتيال في سبيل إيجاد مبرر لتحطيم الحزب القومي السوري، وكان لاغتيال المالكي نتائج حاسمة في تاريخ سوريا الحديث،  فبعد إزاحة خصمه الرئيسي وجد حزب البعث نفسه اكبر قوة في القوات المسلحة.   ثم ما لبث هذا التحالف بين البعثيين والناصريين والشيوعيين ان تحول الى صراع بعد ان انفصلت سوريا عن مصر سنة 1961 واحتدم هذا الصراع عام 1963 إثر الاطاحة بنظام القدسي وكان انتصار البعث في هذا العام في كل من دمشق وبغداد يهدد بأن يحشر عبد الناصر بين المطرقة والسندان كما قال الاسد، ويتابع الرئيس : فإذا اتحدت دمشق وبغداد فإن نفوذ عبد الناصر سينحسر عن آسيا العربية وهو امر سيء بالنسبة لزعيم فرض سلطانه على امتداد العالم العربي واعترف بذلك أعداؤه قبل أصدقائه ، وبالنسبة للبعث كان الرهان عاليا،ً فبعد عشرين عاماً من النضال السياسي اتيحت له فرصة الحكم، ولذلك فقد قدر لعبد الناصر والبعث ان يكونا خصمين، وكانت الوحشية الكامنة تحت علاقاتهما – بادئ بدء – مقنَّعة ومغلَّفة بالتظاهر. فعلى السطح كانا مشتركين في فلسفة قومية كما كانا منتمين الى الوطن العربي المتحرر على عكس الملوك والامراء الذين كانا يعتبرانهم مقيدين بالاستعمار تقيداً لا أمل منه، واشتركا معاً بقواهما للإطاحة بالانفصاليين في دمشق والاقليميين في بغداد.

ويتابع الرئيس الاسد ليقول: كان عبد الناصر يكنُّ لقادة البعث نفوراً شخصياً قوياً وهي مشاعر كانت متبادلة بوفرة.  كان يسخطه إدعاؤهم بأنهم كانوا رواد الافكار القومية العربية التي احتضنها وسمّاها هو فيما بعد وكان يكره تذكيره بأن البعث قد لعب في منتصف الخمسينات دوراً كبيراً في اقناع مصر بأن تتبنى العروبة سياسة رسمية لها لقد كان معتاداً على الاستخفاف بعفلق والبيطار باعتبارهما منظرين سياسيين لا تأثير لهما ولكن نجاح الحزب في العراق وسوريا أرغمه على ان ينظر اليهم بجدية اكثر باعتبارهم المقاومة الرئيسية المنظمة لهيمنة الشخصية ولذلك ارتأى ضرورة تحطيمهم. 

كانت القوة الناصرية تقوم على بضع عشرات من الضباط وثلاثة تجمعات سياسية مدنية كان اهمها حركة القوميين العرب. وهي حزب قومي عربي يعتقد بأنه لا غنى عن زعامة عبد الناصر وقد كبر الحزب بسرعة فائقة خلال الاشهر الثمانية عشر السابقة لدرجة انه تمكن في عام 1963 من جلب أعداد كبيرة من مناضليه الشباب الى الشوارع وكانت هذه الحركة اخطر منافسي البعث في سوريا والعراق وفي معظم الاقطار العربية ،  إذ أنها كانت تنظم في صفوفها بصورة رئيسية السنيّين من يمين الوسط ذوي المنحى القومي وجد الاسد ورفاقه في أعمال الاهتياج التي عمد اليها مؤيدو عبد الناصر نذير خطر فقاموا بعمل ما يمكن ان يوصف بأنه انقلاب آخر ما بين 28 نيسان و 2 أيار 1963 قاموا بتسريح اكثر من خمسين من الضباط الموالين لمصر، مما حدا بالناصريين البارزين وزير الدفاع محمد الصوفي ونائب رئيس الاركان راشد القطيني على الاستقالة من مجلس قيادة الثورة احتجاجاً على ذلك ولحق بهما خمسة وزراء ناصريين ومن ثم نظم الناصريون اضطرابات واسعة النطاق في دمشق وحلب يومي 8 و 9 ايار 

وهنا طلبت اللجنة العسكرية من وزير الداخلية امين الحافظ ان يقمع الاضطرابات ويعيد النظام فكان ان قتل خمسون شخصاً بالرصاص واغلقت مكاتب حركة القوميين العرب واغلقت جريدتهم فهرب بعض أعضائها وألقي القبض على الاخرين وحكموا بالسجن لمدة طويلة وتم تطهير القطاعات العامة من الموالين لعبد الناصر وحل محلهم بعثيون . 

وكانت الأحاديث التي دارت في دمشق هي ان أمين الحافظ قد تعلم اساليب القمع البوليسي خلال فترة وجوده في الارجنتين.  وعندما تحرك البعث العراقي ايضاً ضد الناصريين لم يبق لدى أي أحد شك في أن برنامج الحزب في سوريا والعراق هو الامساك بالسلطة دونما شريك وأصبح أي تفاهم مع عبد الناصر غير وارد ابداً وأضحت المسألة بالنسبة للبعثيين هي ان يكونوا إما قاتلين او مقتولين.

وفي 18 تموز 1963 قام الناصريون بقيادة جاسم علوان وبدعم من حركة القوميين العرب والمخابرات المصرية بهجوم في وضح النهار على محطة إذاعة دمشق ومبنى الاركان العامة. فخرج أمين الحافظ ليقود عملية الدفاع مما أدى الى قتل وجرح المئات وكثير منهم أبرياء وقعوا بين نيران المشتبكين وذلك قبل وصول دبابات البعثيين وعناصر الحرس القومي وسيطرتها على الموقف وتمكن علوان من الافلات وخلال ساعات مَثُل سبعة وعشرون ضابطاً امام محاكم عسكرية وأعدموا على الفور في نفس الزمان والمكان وكان ذلك خروجاً عن عرف يقضي بنفي الخاسرين الى سفارات في الخارج وفي 22 تموز هاجم عبد الناصر البعثيين السوريين ووصفهم بأنهم فاسقون وقتلة وأعلن رسمياً انسحابه من اتفاقية 17 نيسان القاضية بإقامة الوحدة الثلاثية وكان  الافتراق النهائي.

هل كانت اللجنة العسكرية التي قامت بانقلاب 63 تتنبأ بأن الامور ستصل الى هذا الذي وصلت اليه؟  ان نهاية العلاقة مع عبد الناصر جاءت معمدة ببحر من الدماء،  إذ يبدو ان السلطة لا يمكن الحفاظ عليها الا لقاء مذبحة لم تعرف سوريا لها مثيلاً منذ الكفاح ضد الفرنسيين.  وخلال إقامتهم في مصر كان أعضاء اللجنة الخمسة يصفون انفسهم بأنهم وحدويون متحمسون وكان الهدف المعلن للجنتهم بل مبرر وجودها هو الدفاع عن الوحدة ومع ذلك فإنهم عندما جوبهوا بالخيار بين احياء الوحدة وبين احتفاظهم بالسلطة لم يترددوا في الاخذ بالخيار الثاني.

والمهم ان حزب البعث قد أًصبح الحزب الحاكم من دون منازع في سوريا ، إذاً ان انتزاع مركز القرار من السلطة القائمة لتصبح بيد الحزب الحاكم هو المنهج الذي تعمل من خلاله الحركات التوتاليتارية ويتم إقامة قيادة عامة. فتصبح العلاقة بين مصدري السلطة "الدولة والحزب ذات وجهين علاقة ظاهرة وعلاقة واقعية إذ لا يعود الجهاز الحكومي سوى واجهة تتوارى خلفها السلطة الواقعية التي يمارسها الحزب.

ففي سوريا بعد انقلاب 63 وسيطرة اللجنة العسكرية أصيب العقيد أمين الحافظ بذهول حينما وجد نفسه يُرقّى الى رتبة فريق ويعهد اليه بمنصب وزير الداخلية بالرغم من انه لم تكن له اية علاقة بالحزب ولا باللجنة العسكرية .  كانت اللجنة تريده ان يكون الواجهة لها وتبقى هي التي تحرك الخيوط من ورائه. 

وبعد ان انهت اللجنة العسكرية الناصريين كان هدفها التالي والاكثر سهولة هو مجموعة الضباط المستقلين الملتفين حول اللواء زياد الحريري الذي كان قد صار وزيراً للدفاع ورئيساً للاركان كذلك وعندما غادر الحريري القطر في 23 حزيران / يونيو 1963 على رأس وفد الى الجزائر استغلت اللجنة العسكرية غيابه لتقوم بتطهير ونقل خمسة وعشرين من أهم مؤيديه وعرضت على الحريري نفسه كمكافأة ترضية وظيفة ملحق عسكري في واشنطن ولكنه اختار التخلي عن السياسة والتقاعد في المنفى بباريس.

وجلب خروج الحريري مزيداً من المناصب والمسؤوليات لأمين الحافظ،  فأصبح وزيراً للدفاع الى جانب منصبه كوزير للداخلية وكذلك نائباً للحاكم العسكري ورئيساً للاركان بالوكالة وفي الوقت نفسه ولإيجاد حماية ضد أية اضطرابات في الشوارع،  انشأ البعث السوري الحرس القومي وهو تنظيم شبه عسكري في 30 حزيران على غرار الحرس القومي الذي كان ميليشيا للحزب في العراق، وأوكلت قيادته الى حمد عبيد، عضو اللجنة العسكرية. 

إلا ان هذه المناورات الوحشية كانت بالتأكيد اكثر مما يطيقة آخر الباقين المستقلين في مركز السلطة اللواء المهذب لؤى الاتاسي رئيس المجلس الوطني لقيادة الثورة والقائد العام للقوات المسلحة.  ولما كانت اللجنة العسكرية حريصة على إبقاء نفسها خارج دائرة الضوء وتتجنّب ان تظهر للسوريين من هم حكامهم الحقيقيون، فقد الحّت عليه أن يبقى إلا انه أصرّ على الاستقالة وهنا اختارت اللجنة العسكرية ان ترفّع من جديد امين الحافظ – المغرق بالمناصب – كي يشغل المناصب الجديدة التي شغرت وان تضمه الى اللجنة التي كانت هي مركز القيادة الحقيقي للسياسة السورية ويستذكر الاسد قائلاً:  "لقد قمنا بتنظيمه في ذلك الوقت على ان ينضم الى لجنتنا ليس لانه كان مهماً، ولكن لان قائد الجيش يجب ان يكون حاضراً عندما نناقش الامور العسكرية."

إذاً هناك فروق هامة تتعلق بطبيعة الحزب والحكومة فبالنسبة للجنة العسكرية التي مسكت الحزب كان الرئيس امين الحافظ رجلاً من قش بدون قاعدة سياسية او خلفية حزبية فقد كانوا يمسكون بلجامه من خلف الكواليس حتى ان الاسد ذكر بأن أمين الحافظ "لم يكن يستطيع نقل جندي واحد بدون موافقتنا" .

ففي الدولة التوتاليتارية حسب حنا آرنت الجهاز الحكومي ليس سوى واجهة تتوارى خلفها السلطة الحقيقية وكل موظف إداري رئيسي كان يرافقه او يراقبه عضو من الحزب وبهذا ضمن النازيون سيطرتهم على الدولة.  والادارة لا تكف عن تنقيل مركز السلطة الفعلي من تنظيم الى آخر.

إن مبدأ السلطة يتعارض مع مبدأ التسلط التوتاليتاري لذا فإن ما يميّز النظام التوتاليتاري هو غياب كل سلطة او تراتبية من شأنها ان ترسم شكل الحكم وهذا يظهر واضحاً من خلال غياب المستويات الوسيطة بين النفوذ الاعلى الفوهرر والمحكومين  وهذا ما يفسر تعدد الاجهزة والغموض الذي يكتنف مصدر السلطة الناتج عن كون كل مواطن بات يشعر بنفسه في مواجهة مع القائد الذي يكلفه بتنفيذ الاوامر لذا فإن التبعية المباشرة امر واقع في النظام التوتاليتاري.  مبدأ الفردنة او التذري Atomisation هو من مميزات النظام التوتاليتاري فلا يجب ان تنتمي قيادة الحركة الى فئة او زمرة معينة.  فدكتاتورية هتلر وكذلك ستالين رأت أن عزل الافراد المتذرين لا يشكل قاعدة للحكم التوتاليتاري على مستوى الجماهير فقط بل ايضاً يمتد حتى قمة الحكم.  ستالين أعدم من كان يتبجج بانتمائه الى الحكم هتلر كان يلجأ للتطهير بغياب التضامن بين من هم في السلطة كان واضحاً فالمهم ألا يكون هناك علاقات متبادلة بين الحكام انفسهم .

من الواضح إذاً ان الانظمة التوتاليتارية لا تؤمن احتكار مطلق للسلطة فحسب بل تفرض خضوعاً أعمى في تنفيذ الاوامر.

ففي سوريا رأى الاسد نفسه وصياً على مؤسسات سوريا وحكماً بين المصالح المتنافسة وكان يقول "أنا رئيس البلد وليس الحكومة"  وكان يقول إن سوريا تحكمها قيادة جماعية وإن كبار ضباطه وزملائه الحزبيين ووزرائه يرجعون اليه فقط كما يمكن ان يستشيروا أخاهم الاكبر ، وهنا نسجل موقف شبيه لـ هتلر الذي كان مدركاً للصلة المتبادلة القائمة بين الجماهير والقائد والقائمة على إلغاء المسافة بين الحاكمين والمحكومين كوسيلة للسيطرة على الكائنات البشرية وإرهابها من الداخل حيث أعلن في خطاب له موجه الى رجال الشرطة الالمانية قائلاً:  "كل ما انتم عليه،  تكونونه عبري، وكل ما أنا عليه،  أكونه من خلالكم فحسب"  ولكن هذه الفكرة كانت تطرح مسبقاً، وعلى الدوام،  انه وجود شخص في مركز القيادة، أعطي فكراً وإرادة، فيفرضهما على فريق يكون محروماً متهماً، وذلك بالاقناع، والسلطة او العنف.  مع ذلك فقد اعتبر هتلر ان "الفكر نفسه (لا يوجد)  إلا بموجب اوامر نعطيها أو نتلقاها" .  إذاً آثر هتلر ان يزيل التمييز،  حتى في المستوى النظري، بين الفكر والعمل،  كما بين الحاكمين والمحكومين. 

أما الرئيس الاسد سلطته كانت من الاتساع وسيطرته على التفاصيل كانت من الاحكام بحيث إنه كان بلا شك صانع القرار النهائي في كل الامور صغيرها وكبيرها ، وكان من المعروف عنه انه لا ينسى ولا يغفر الغدر او العصيان  ولسبب وجيه صار الناس في الغالب خائفين من الخطأ ولم يعودوا يجرؤون على أخذ زمام المبادرة وكان من نتيجة ذلك ان طاولة الاسد راحت تئن من وطأة ثقل القضايا التافهة التي تراكمت عليها وهو يتذمر أحياناً: "ليس هذا عمل الرئيس"  ومع ذلك ففي مثل هذا النظام الشخصي، قد تكون هناك حاجة الى الحكم منه لحسم قضايا صغيرة تماماً فمثلاً: كتب طالبان في كلية الطب كتاباً،  وأمنا كلمة تقديم له بقلم طبيب بارز ثم دفعاه الى المطبعة – ولكن دون ان يحصلا اولاً على موافقة الهيئة التدريسية في كلية الطب بالجامعة كما تقضي بذلك التعليمات.  فأراد عميد الكلية ان يفصلهما، وأراد وزير التعليم العالي ان يؤجل امتحانهما النهائي سنة، وتطلب الامر تدخل الرئيس لحل هذا الاشكال ، وكانت أداته المفضلة في الحكم هي الهاتف.  في السبعينات كان يحكم عن طريق ترؤس الاجتماعات، ومصالحة الآراء المتعارضة، وبالتواجد جسدياً في مركز الاشياء أما في الثمانينات فقد أصبح بالنسبة لمعظم الناس صوتاً على الهاتف بلا جسد، واصبح حضوره الاجتماعات نادراً جداً ولكن موظفيه يعُون دائماً انه يراقب وسيلتقط سماعة الهاتف إذا كان اداؤهم قاصراً وبدا انه يقضي أفضل جزء من يومه على الهاتف، غير ان الاتصالات الهاتفية تبدأ منه دائماً وليس هناك سوى حفنة من الاشخاص،  ربما لا يزيدون  على ثلاثة او أربعة من مسؤولي الامن لهم الحق في طلبه بالهاتف.  أما الآخرون بما فيهم حملة أعلى المناصب في البلد – فعليهم ان يقنعوا بإيصال الرسائل او تلقي التعليمات من خلال سكرتيره الخاص.  فرئيس الوزراء وأعلى القادة العسكريين والحزبيين ورؤساء مؤسسات الدولة يعيشون يقظين مستنفرين توقعاً لمكالمة هاتفية من المعلم.  فالرئيس يخبرهم بصراحة عندما يكون غير راضٍ عن عملهم وكانت طريقته الجازمة المقتضبة في هذه المكالمات تتناقض مع الاستطراد المتمهل في محادثاته مع الزوار الاجانب ، ولكن في الحقيقة أصبح الوصول الى الرئيس مقياساً لمدى النفوذ.  وصار هذا الوصول من أندر السلع التي يقيسها بعناية دقيقة وقد حافظ على التوتر بين مرؤوسيه من خلال جعل الوصول اليه والتحدث معه أقل أو أكثر صعوبة والظهور وكأنه يستمع الى احدهم باهتمام أكثر من استماعه لزملائه،  ومنح عطفه ورعايته لواحد منهم اولاً ثم لأخر ولم يعد وزراء الحكومة يرونه سوى مرتين خلال مدة خدمتهم:  مرة عندما يقسمون اليمين ومرة عند مغادرة المنصب وظهرت هوة كبيرة جداً فصلت الاسد على قمة النظام عن الرجل التالي له والذي راح يغيره من حين لآخر،  وهوة اخرى ولكنها أصغر تفصل بين الشخص المقرب منه في وقت ما وبين بقية المجموعة الحاكمة

من الواضح تماماً انه كان نظاماً شخصانياً يفتقد الى التسلسل الهرمي في أجهزة الحكم ذو احتكار مطلق للسلطة وخضوع أعمى في تنفيذ الاوامر ولاستمرار الاحتكار مورست سياسة عزل الافراد والمسؤولين.

4- الشرطة السرية والحزب :

تقولHannah Arendt  ان التوتاليتارية وريثة تعدد الاحزاب تعمل على إزالة جميع الاحزاب القائمة والابقاء على حزب واحد الذي يمارس السلطة الفعلية في الحكم.  كما ان هدف الانظمة ذات الحزب الواحد لا يقتصر على الاستيلاء على السلطة فحسب بل يتعداه الى استكمال التمثّل او التشابه التام ما بين الدولة والحزب، فبعد استلام السلطة يصبح الحزب نوع من هيئة تهتم بإطلاق الدعاية للحكم.

(وفي سوريا لإعداد الدعاية للحكم استخدم الرئيس الاسد احمد اسكندر احمد وعينه وزيراً لاعلام الاسد من اول ايلول / سبتمبر عام 1974 حتى وفاته في غير اوانه بسرطان المخ في 29 كانون الاول عام 1983 وكان معروفاً باختراعه لطقوس عبادة الشخصية وكان واحداً من أطول الوزراء بقاءً في منصبه خلال رئاسة الاسد وأقربهم اليه وكان صحفياً علوياً موهوباً من حمص وقد لفت نظر الاسد خلال حرب تشرين عندما كان يصدر مرتين كل يوم صحيفة اخبار يكتب فيها افتتاحيات ترفع المعنويات.  وعندما ارتقى الى منصب وزير الاعلام قام بتنظيم وتنشيط اجهزة إعلام سوريا بتجميع الرجال السبعة المسؤولين عن الاعلام في فريق مترابط (وهم : مدراء الاذاعة والتلفزيون والصحف اليومية الثلاث: البعث، والثورة وتشرين ووكالة أنباء الدولة: سانا ومؤسسة الاعلان والتوزيع الصحفي) لزيادة تمجيد الاسد وكان مفتاح نجاحه هو قدرته على التقاط وتفهم اتجاه تفكير الاسد وتهيئة الرأي العام لتغيرات السياسة.  وفي فورة اتقاد الحماس السياسي العربي يكون وزراء الاعلام شديدي الاهمية، وكان احمد اسكندر بالنسبة للاسد يشبه الى حد كبير ما كان محمد حسنين هيكل بالنسبة لعبد الناصر.  أي وكيل النشر والاعلان وبوق الدعاية وصانع الصورة وكان الدليل على عبادة الشخصية هو تكرار الجميع لاسمه باستمرار،  وصوره الضخمة المعلقة في المباني البارزة ، وتماثيله العديدة التي أقيمت من أقصى البلد الى أقصاه كالتمثال البرونزي الثقيل الغارق في التفكير الجالس على مدخل مكتبة الاسد الجديدة التي افتتحت في دمشق عام 1985) .

إذاً فبعد استلام السلطة يصبح الحزب نوع من هيئة تهتم بإطلاق الدعاية للحكم وهو نسق كلي او شمولي بالمعنى السلبي للكلمة إذ لا يتسامح مع وجود حزب آخر أو معارضة وأية حرية للرأي العام .  وبهذا تصبح كل المراكز الحكومية بيد أعضاء الحزب.  لذا خلف واجهة الحكم الظاهري نجد نواة السلطة في الدولة بيد الشرطة السرية.

(ففي سوريا رأى الاسد ان يجعل الجيش وقفاً على البعث وحده،  فهذا هو الشرط الاساسي لإقامة حكم مستقر في بلد غير مستقر بالوراثة وحسبما رأى الاسد فإن الهدف كان خلق الجيش العقائدي على نقيض الجيش المتدخل في السياسة الذي عرفته سوريا في الماضي ولتحقيق ذلك انكبَّ على خلق جهاز حزبي من الخلايا والفرق والفروع داخل القوات المسلحة على غرار الحزب المدني (الشرطة السرية) وقد استدعت هذه المهمة ان يقوم بزيارات لجميع الوحدات في أرجاء البلاد).  وتضيف Arent بعد خلق الشرطة السرية يتم التركيز على الشرطة باعتبارها جهاز السلطة الاوحد وتجاهل دور الجيش وهذا ما يميّز الانظمة التوتاليتارية إذ تبرز النـزعة التوتاليتارية الى حكم العالم،  حتى لدى التعامل مع المتمردين وضحايا العدوان فإن الشرطة السرية هي التي تحكم الاراضي المحتلة وليس الجيش  (ويبرز في سوريا الحد من سلطة الجيش بعد استيلاء الاسد على السلطة وكان طبيعياً ان يعطي الاسد القوات المسلحة اهتماماً خاصاً فهي الاسس الداعمة لدولته .  فالبلد الذي كان يطمح لادارته لا يمكن ان يعيش تحت تهديد الانقلابات التي أصيبت بها سوريا زمناً طويلاً.  كان الاسد قد عمل – حتى قبل استلامه للسلطة – على تقوية قبضة الحزب من اجل بناء ما اسماه "الجيش العقائدي"، المثقف سياسياً والمتحرر من الطائفية.  أما  الآن (1971) فقد بدأ يطوِّر هذا الاتجاه اكثر، فتعزز احتكار البعث للعمل السياسي في القوات المسلحة ووضعت تحت سيطرة الجيش بأحكام كل القوات شبه النظامية كقوات الصاعقة الفلسطينية،  وتوسع الجيش نفسه الى درجة انه لم يعد بإمكان وحدة منه بمفردها ان تقوم بانقلاب. وأعطيت لضباطه امتيازات مالية وغير مالية، كما ان الاسد باعتباره قائداً عاماً احدث توازناً بين قادة الجيش المتنافسين،  ومدّ هذا التوازن ليشمل قيادات قوى الامن والمخابرات،  وظلّ وحده يمسك بكل الخيوط.)  

المهمة السياسية للشرطة السرية تكمن في الابقاء على الاعداء الموضوعيين لأحكام قبضة الحزب على الحكم من خلال الايديولوجيا التي يأخذ بها النظام التوتاليتاري. (وهذا ما رأيناه في سوريا مع خلق الجيش العقائدي وقد لجأ الاسد للقيام بهذه المهمة ومن اجل الاسترشاد العقائدي الى خصم عفلق القديم الفيلسوف زكي الارسوزي الذي ألهم الاسد خطاه السياسية الاولى عن طريق الدكتور وهيب الغانم.  وكان الارسوزي حينذاك متقاعداً منذ فترة طويلة،  إلا ان الاسد اخرجه من عزلته وراح يصحبه معه في جولاته على معسكرات الجيش وجعله يحاضر في الجنود ويلتقي بالضباط كما انه اعطى الاسد نفسه لمحات عقائدية كان لها اهميتها في تطوره في ذلك الوقت) .

إذاً لقد أُحكمت القبضة على الجيش من خلال الايديولوجيا، فالشرطة السرية تبدو دون فائدة بالنسبة للمراقبين الاجانب ان لم تدفعهم لتخيل وجود مقاومة سرية، مع الاخذ بعين الاعتبار ان التوتاليتارية كانت قد حددت أعداءها الايديولوجيين (اليهود) قبل الاستيلاء على السلطة.

على الشرطة السرية كمرحلة اولى اخراج الاعداء السريين (هذا ما يستدعي الغاء باقي الاحزاب والقضاء على حرية التعبير والمعارضة... ) ثم يقوم الحزب بمواكبة السكان جميعهم الذين سينتمون بدورهم الى اجهزة التجسّس الطواعية (الجار عدو اخطر من عملاء الدولة) وبهذا تتم ملاحقة العملاء وتصفية كل مقاومة، وبعد الانتهاء من الاعداء الواقعيين تشرع الى مطاردة الاعداء الموضوعيين والذين تم تحديدهم ايديولوجياً.

إدخال مفهوم العدو الموضوعي هو امر حاسم بالنسبة للنظام التوتاليتاري  فمهاجمة اليهود والجرائم التي ارتكبت بحقهم لا تعني انهاء الخطر وعودة الحياة الى طبيعتها، على العكس فإن أعداء موضوعيين جدد يكشف عنهم وفق التبدلات (مخطط النازيين لم يقتصر على إبادة اليهود بل تضمّن ايضاً ترتيبات لتصفية الشعب البولوني، بالاضافة الى بعض الفئات الالمانية كمرضى القلب) ففكرة العدو الموضوعي تتراوح هويته بحسب الظروف ما ان تصفى فئة حتى تشن الدولة هجوم على فئة اخرى لذا فمفهوم العدو الموضوعي من الركائز الاساسية التي يعتمد عليها المنهج التوتاليتاري. وتضع أرندت العديد من الامثلة التي تظهر طرق تعامل الشرطة السرية في المجتمع سواء مع الاعداء او مع أبناء الدولة التي تعتبرهم عار على المجتمع وفي نفس الاطار تميز "أرندت" بين التوسع التوتاليتاري عن التوسع الامبريالي كون الاول لا يميز بين الوطن والبلد الاجنبي بل يعامل المواطن بنفس الطريقة كالاجنبي (نفس الرقابة...) .

كما تؤكد "ارندت" على ان تآمر التوتاليتارية ضد العالم غير التوتاليتاري يبقى مرسخاً في أذهان المتعاملين معهم بحجة ان العالم كله متآمر ضدّ بلادهم

5- السيطرة الكلية:

تفيد الانظمة التوتاليتارية من معسكرات الاعتقال والابادة باعتبارها مختبرات يُثبت فيها معتقد التوتاليتارية – في أن كل شيء هو ممكن. إن السيطرة الكلية، التي تجهد في تنظيم تعددية الكائنات البشرية وتمايزهم اللانهائيين، وكأنما البشرية كلها مؤلفة من كائن واحد وهذا لن يتحقق إلا في حال تقلص جميع الناس الى هوية ثابتة من ردود الفعل.  هكذا يتسنى لكل مجموع من مجاميع ردود الفعل هذه ان يُستبدل بأي مجموع آخر.  أما المسألة فتكمن في ان يصطنع شيء ليس موجوداً،  مما يعني ان يصنع نوع بشري يشبه الانواع الحيوانية الاخرى والتي تقضي حريته الوحيدة في الحفاظ على نوعه. ومن الثابت ان السيطرة التوتاليتارية تسعى الى بلوغ هذا الهدف عبر طريقتين في آن معاً:

الطريقة الاولى اعداد النخبة اعداداً ايديولوجياً، والطريقة الثانية هي ممارسة الارهاب في المعسكرات لتدمير الانسان والقضاء على عفويته وحريته بهدف الوصول الى مجموعة من الكائنات لا تختلف عن بعضها بل تكون نموذج لكائن بشري واحد. وتصبح الجرائم التطبيق العملي للتلقين الايديولوجي للنخبة فتكون معسكرات الاعتقالات الاثبات النظري للايديولوجيا المعتمدة .

(ففي سوريا ، مثلاً على أثر الازمة الداخلية مع الاخوان المسلمين وجهت ضربات عقابية دامية بشكل خاص على اعمال إرهابية اخرى في حلب في آب عام 1980 وضد حماه في شهر نيسان الذي تلاه عندما تم جمع عشرات من الذكور الذين تجاوزوا الرابعة عشرة من اعمارهم بشكل  عشوائي، ثم اطلقت النار عليهم في مكانهم على الفور . وانتشرت حملة إسكات المعارضين خارج الحدود.  فأغارت قوات كوماندوس سورية على معسكر تدريب للاخوان المسلمين في الاردن في أواخر تموز سنة 1980، وتم قتل الصحفيين اللبنانيين المعادين فقتل سليم اللوزي صاحب مجلة الحوادث في آذار وقتل رياض طه نقيب الصحفيين في بيروت في تموز وفي آذار/مارس من العام التالي (1981) وصل المغتالون في الميدان بعيداً... الى آخن، بحثاً عن مرشد الاخوان المسلمين: عصام العطار، فقتلوا زوجته،  بيان الطنطاوي، عندما فتحت الباب الامامي ولكن الاغتيال الذي سبّب أعظم القلق والبلبلة كان اغتيال الزعيم البعثي القديم صلاح الدين البيطار في باريس في 21 تموز 1980 ولم يثبت انه كانت هناك اصابع سورية وراء عمليات القتل هذه... ولكن الشك فيها كان واسع الانتشار بين الناس . لقد كان البيطار شريكاً لميشيل عفلق في تأسيس الحزب وكان من رعيل البعثيين المدنيين الذين أطاح بهم انقلاب اللجنة العسكرية في عام 1966 وقد حكم عليه بالموت غيابياً عام 1969 وقد عفا عنه الاسد في عام 1970 وعاد الى سوريا لفترة قصيرة في محاولة لاجراء مصالحة. ولا شك في أن الاسد كان يأمل ان يستقر البيطار في دمشق كثقل مضاد لعفلق في بغداد غير ان خمس ساعات من المحادثات في كانون الثاني سنة 1978 فشلت في رأب الصدع بينهما.  فعاد البيطار الى منفاه في باريس حيث راح يطبع مجلة دورية بمساعدة بعض المال من الخليج واطلق عليها اسم "الاحياء العربي" وكان ذلك صدى للاسم الذي اطلقه مع عفلق على الحلقة الصغيرة من اتباعهما ومريديهما في الاربعينات ، وشنََّ في اعمدتها حملات للمطالبة بالحريات الديمقراطية والحقوق الانسانية في سوريا. فقد نشر في شهر شباط 1980 مثلاً مطالبة نقابة المحامين السوريين بإعادة حكم القانون. وألحّ بشكل جارح على قاعدة النظام الطائفية – أي العلوية – وكان ذلك جريمة في نظر دمشق.  وقد اشيع انه كان يضغط على السعوديين ليقطعوا المعونة عن سوريا.  والاسوأ من ذلك ما قيل من ان البيطار قد اتصل بأعداء الاسد في بغداد، وبأكرم الحوراني، وبالفريق أمين الحافظ العسكري الذي عمل كواجهة للجنة العسكرية حتى عام 1966 وبحمود الشوفي، السفير السوري السابق في الامم المتحدة والذي انفصل عن النظام في عام 1979، وبغيرهم من اصحاب الاسماء ذات الماضي والتي كان بريقها يخبو وبذلك اصبح نقطة جذب لانواع مختلفة من المعارضة السورية، وقد بدا في إحدى اللحظات ان البيطار يمكن ان يشكل خطراً حقيقياً، وان شيئاً من مثل هذه المخاوف قد أسهم في اتخاذ قرار بوضع نهاية له. وبعد موته نقلت زوجته، ملَك، جثمانه ليدفن في بغداد حيث بحثت عن ملجأ وسط أعداء الاسد الالدّاء.

وربما لم يكن الرجال من أمثال البيطار ليشكلوا خطراً على الاسد ولكن انتقاداتهم كانت تمسُّ عصباً حساساً إذ كانت تنصب على منطقة بدا فيها الاسد وكأنه ابتعد عن النهج القومي العربي الصحيح.  فالبيطار وامثاله كانوا يتهمون الاسد بالازدواجية إزاء خطط السلام الاميركية، ألم يتفاوض حول فك الاشتباك في الجولان مع كيسنجر؟ ألم يكن ذلك في آخر الامر هو الانفتاح الذي سمح السادات بموجبه لنفسه بان يقيم سلامه المنفرد؟ وكيف يمكن للاسد ان يدعي مناصرة القضية الفلسطينية بينما هو يسحق منظمة التحرير الفلسطينية؟ ألم يكن "جيشه المحتل" في لبنان ينفذ اتفاقية صامتة مع اسرائيل لاقتسام لبنان بينهما ؟ الا يتحمل الاسد بعض المسؤولية في التنافر مع مصر وانهيار الانفراج مع العراق ؟ وكانت هذه بالضبط هي الاتهامات التي يوجهها في العادة جميع اولئك الذين لم يفهموا سياسات الاسد. 

ومن التطبيق العملي للتلقين الايديولوجي للنخبة تنتقل آرنت لاظهار فظاعة ما تم تحقيقه من خلال معسكرات الاعتقال الاثبات النظري للإيديولوجيا المعتمدة.

لم تكن معسكرات الاعتقال قد وقفت على إبادة الناس واذلال الكائنات البشرية فحسب، بل انها افادت ايضا في الاختبار الرهيب الذي يقضي بإلغاء العفويّة نفسها، في ظروف مراقبة علمياً، باعتبارها التعبير عن المسلك البشري وتحويل الشخصية البشرية الى محض شيء ، فالمعسكرات هذه ليست المجتمع التوتاليتاري الاكثر تحققا فحسب بل انها المثال الاجتماعي النموذجي عن السيطرة الكلية بعامة. 

ومثلما يتوقف استقرار النظام التوتاليتاري على الانعزال الذي يلقاه عالم الحركة المتوهم ازاء العالم الخارجي، هكذا فإن اختبار السيطرة الكلية الذي يُجرى في معسكرات الاعتقال يتوقف على إخراج هذه الاخيرة من عالم الآخرين ما عداها، ومن عالم الأحياء بعامة وحتى من العالم الخارجي المتشكّل في بلد تسوده التوتاليتارية نفسها.

والحال ان ما يشكّل اعظم العقبات في فهم السيطرة التوتاليتارية فهما ًحقّاً والتي تتوقف ديمومتها او سقوطها على وجود معسكرات الاعتقال والابادة، وأياً بدا الاستخلاص عصيا على التصديق، فان المعسكرات هي المؤسسة المركزية الحقة التي انشأتها السلطة التوتاليتارية بغاية التنظيم.  

إن الجماهير البشرية المحتجزة فيها تعامل وكأنها لم تكن موجودة، وكأن ما يحدث لها لا يهم احداً وكأن موتها قد خُتِم عليه للتو وكأن روحاً شريرة أخذ بها الجنون راحت تلهو بها متقاذفة إياها ما بين الحياة والموت قبل ان تستودعها السلام الابدي.  فلا شيء يمكن مقارنته بالحياة في معسكرات الاعتقال. اما فظاعتها فلا يسعنا مطلقا ان نعيها وعياً كاملا بمخيلتنا بسبب انها تقوم خارج الحياة والموت.  وما يصدم ليس المبدأ العدمي القائل ان كل شيء مسموح الذي كان سائدا منذ القرن التاسع عشر وانما ما لا يقبله العقل هو المبدأ الذي حاولت التوتاليتارية فرضه وهو "ان كل شيء ممكن". 

وتحدد "آرنت" الخطوات للوصول الى السيطرة التوتاليتارية بثلاث:

- قتل الشخص القانوني للانسان

- قتل الشخص الاخلاقي للانسان

- تدمير الفردانية

إن اول خطوة جوهرية للوصول الى السيطرة التوتاليتارية تقضي بقتل الشخص القانوني للانسان، لذا شرعت السلطات بطرح بعض الفئات خارج حماية القانون وفرضت على العالم غير التوتاليتاري على الاقرار بهم خارجين على القانون من خلال تجريدهم من جنسياتهم . إن القضاء على حقوق الانسان وخنق الشخص القانوني فيه، هما شرطان ضروريان لاستكمال السيطرة الكلية وكذلك فإن مفهوم نفع الامة وعدم الخروج عن المخطط الحزبي كانا ضمانة استمرار المعسكرات واستمرار الغاء حقوق الانسان.

أما الخطوة الثانية تكمن في اغتيال الشخص الاخلاقي في الانسان وذلك من خلال النسيان فلا يعود ثمة شهود على الجرائم إذ ان الشهادة مستحيلة فالحزن والتذكر ممنوعان حتى من قبل أفراد العائلة والاصدقاء على ان هذا الهجوم ضد الشخص الاخلاقي كان يمكن ان يصطدم بعد بمعارضة الانسان الذي ما زال ضميره يؤثِرُ له ان يموت ضحية من ان يحيا بيروقراطياً للاغتيال والموت وقد بلغ الارهاب التوتاليتاري انتصاره الاسمى والرهيب إذ نجح في حرمان الشخص الاخلاقي من المخرج الفرداني وفي جعل قرارات الضمير غاية في الاشكالية والالتباس وحين يكون أمروء في مواجهة المبادرة الى خيانة اصدقائه وقتلهم فأي قرار يتّخذ؟  ذلك ان المبادرة الآنفة لا تقع بين الخير والشر إنما تكمن فيما بين الاغتيال والاغتيال . فإما ان يبعث هؤلاء بأصدقائهم الى الموت، أو يشاركون في اغتيال رجال آخرين يكونون لهم غرباء وفي كل الحالات كانوا يجبرون على سلوك سبيل الاغتيال  كما جعلت معسكرات الاعتقال الموت نفسه مجهول الهوية (بأن تصرفت على النحو الذي يستحيل معه معرفة ما إذا كان السجين ميتاً ام حياً)  فإنها جردته من دلالته، أي من كونه ختام حياة مكتملة وبمعنى آخر فقد شرعت هذه المعسكرات في تجريد الفرد من موته الخاص،  مثبِّتة بذلك انه لا يملك شيئاً وانه لا ينتمي الى أحد. حينذاك لا يقوى موته سوى على إثبات انه لم يكن قد وجد على الاطلاق.

وتبقى الخطوة الاهم وهي تدمير الفردانية فبعد ان يُقتل الشخص الاخلاقي حتى لا يعود قائماً سوى عقبة وحيدة في سبيل تحوّل الناس الى جثث حية:  الاختلافات بين الافراد،  هوية كل امرئ الفريدة. وإلغاء هذه الاختلافات يتم من خلال معسكرات التعذيب والاعتقالات لذا يبرز التعذيب كالسمة الاساسية التي تميز جهاز الشرطة والقضاء التوتاليتاريين إذ يُلجأ اليه كل يوم لجعل الناس تتكلم .

كما ان اغتيال الفردانية وهذا الطابع الفريد الذي اتسمت به الارادة والطبيعة والمصير لدى كافة البشر على السواء والذي بات مسلمة بالغة الحتمية في كل العلاقات البشرية، من شأنه ان يولّد رعباً عظيماً ينكسف دونه التعرض للشخص القانوني والسياسي واليأس من الشخصية الاخلاقية. إنه ذلك الرعب ما ينبري مصدراً للتعميمات العدمية ومنشأ لمعقولية إثباتاتها في ان الناس جميعهم حيوانات بصورة جوهرية ومتشابـهون وفي الواقع فقد دلّت تجربة معسكرات الاعتقال أنّ كائنات بشرية يمكن ان تتحول الى نماذج من حيوان بشري وان طبيعة الانسان لا تكون بشرية الا بمقدار ما تتيح للانسان إمكانية التحوّل اي ان يصير شيئاً.

وبعد ان يتم تدمير الشخصية الاخلاقية ويُقضى على الشخصية القانونية في الانسان،  يغدو تدمير الفردانية مكللاً بالنجاح.  إذ ان تحطيم الفردانية، يعني لزوماً تحطيم العفوية وهي القدرة التي أوتيت الانسان في ان يباشر امراً جديداً انطلاقاً من قدراته الخاصة وعلى هذا فلا يبقى من البشر شيء سوى دمى مريعة ذات اوجه بشرية إذ تنساق الضحية دون اعتراض او رفض فهي تكف عن إثبات ذاتها .إن مجتمع الموت الذي أنشئ في المعسكرات هو شكل المجتمع حيث سيغدو من الممكن السيطرة التامة على الانسان، فمن طمحوا الى السيطرة التامة وجب عليهم ان يصفوا كل عفوية.  ومن البداهة انه دون معسكرات الاعتقال ودون الخوف المحدد بصورة سلبية الذي تثيره في نفوس الناس يستحيل على دولة توتاليتارية ان توحي بالتعصب للفِرق التي تشكل نواتها ولا ان تحفظ شعباً  بأسره في حالة من البلادة الكلية  فالهدف الاساسي الذي يسعى اليه النظام التوتاليتاري، جعل الناس دون جدوى إذ لا تنحو التوتاليتارية الى حكم الناس حكماً استبدادياً إنما تميل الى نظام يكون فيه البشر لزوم ما لا يلزم ولا يتم للسلطة الكلية مرادها ولا هي تدوم ويصان وجودها الا في عالم من ردود الفعل المشروطة ولما كان الانسان يملك في نفسه الكثير من الموارد، فقد بات من المستحيل ان يخضع بالكامل إلا شرط ان يتحول الى نموذجاً من نوع حيوان بشري ولكن طالما لم تقدر الانظمة على جعل كل الناس عديمي الجدوى بصورة متساوية الا في معسكرات الاعتقال، فقد فشلت في تحقيق السيطرة التوتاليتارية التامة.

لا يكمن مصير الايديولوجيات التوتاليتارية إذاً في تحويل العالم الخارجي ولا في احداث تحول ثوري في المجتمع إنما يقضي بتغيير الطبيعة البشرية نفسها ولم تنجح معسكرات الاعتقال في تغيير الانسان وإنما قامت بتدميره من خلال خلقها لمجتمع تحققت فيه تفاهة العدمية بأن "الانسان هو ذئب الانسان" وقد بدا، الى اليوم ان المعتقد التوتاليتاري في ان كل شيء هو ممكن لم يكن بمقدوره ان يثبت سوى امراً واحداً هو ان كل شيء ممكن تدميره. إذ دأبت الانظمة التوتاليتارية على إثبات ان كل شيء هو ممكن، اكتشفت دون ان تدري انه حالما يصير المستحيل ممكناً يغدو المستحيل هو الشرّ المطلق الذي لا يمكن عقابه ولا مسامحته .

أما بالنسبة للنموذج السوري فلا يسعنا سوى إبراز الانتقادات الاكثر خطراً من الفساد، انتقاد سجّل النظام في ميدان حقوق الانسان. فالصلاحيات المطلقة لاجهزة الامن والظروف القاسية في المعتقلات ، بما في ذلك اللجوء الى التعذيب قد لاحظتها منظمة العفو الدولية. ويطل سجن قلعة المزّة القديم تَذْكرة للجميع بمنظره الكالح المتجهم من على قمته فوق دمشق بين الشيراتون والقصر الجمهوري. ولا يزال محتجزاً هناك الرجال الذي أطاح بهم الاسد في عام 1970.  ففي دولة الاسد لم تعط فكرة حرية الفرد اي محتوى مادي برغم الاجهزة والمؤسسات. فليس هناك قضاء مستقل استقلالاً حقيقياً،  ولا حرية معلومات واتصال وتعبير، ولا جامعة مستقلة بذاتها. وفي غياب قواعد واضحة تحكم العلاقات بين الفرد والدولة يشعر المواطن العادي بأنه غير آمن. وحتى السوريون الاغنياء من سكان الاحياء الراقية في دمشق الغربية يخشون ان يغضب منهم زبون او وكيل فيجدون انفسهم قيد الاستجواب على يد واحد او آخر من أجهزة الامن ، فالناس يتوقون لقوانين يحترمها الجميع لأنه في غياب مثل هذه القوانين يبدو ان الحماية الوحيدة تكمن في التقليد العربي القديم: الوساطة، أي وجود علاقات في أماكن عليا تسمح بالشفاعة والتدخل نيابة عن المرء . ومع مرور الزمن على النظام لم يعد هناك مجال كبير للتنويع وصار هناك تأكيد اكثر على التشابه النمطي في الصحافة،  وفي أجهزة الاعلام وفي منظمات الحزب الشعبية. كما أخذت منظمة طلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة واتحاد الطلبة تسعى كلها لتشكيل الاذهان الشابّة حسب القالب البعثي، ولعل تزايد اعداد الطلبة في المدارس والجامعات بشكل هائل يفسِّر هذه المحاولة لتنظيم الجميع على شكل كتائب في زي نمطي موحَّد، ولكن ذلك قد أسهم ايضاً في انحدار المستويات العقلية الفكرية،  فكل التعيينات في الهيئة التدريسية تخضع لتدقيق وموافقة قوى الامن والحزب،  الذي يدافع بقوة عن احتكاره للسيطرة على الجامعات.

نستخلص مما استعرضنا، أن العناصر التوتاليتارية، استطاعت تفسير نموذج الدولة السورية، فاذا استثنينا عنصر "الفردنة"، بغيابه عن النموذج السوري، كما عن النموذج اللبناني، وعن نماذج كل الدول العربية بشكل عام، لقلنا ان النموذج السوري هو نموذج توتاليتاري من حيث قوته في الداخل التي تعني السيطرة الكلية وبلا منازع، حيث لا يوجد من يتحدّى هذا النظام على الاطلاق، وحيث تصبح أي كمية من الديمقراطية مصدر ارباك، وحيث ان القوة الحقيقية التحتية لا تقتصر على الجانب العسكري، انما "المخابراتي"، لمنع الطريق أمام أي تحدٍ، وحيث الطاعة العمياء والتشابه النمطي الموحد واستخدام الايديولوجيا، صفة هذا النموذج اللازمة.

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 04-05 كانون الثاني/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 04 كانون الثاني/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/105288/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1290/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 04/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/105291/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-04-2022/

#LCCC_English_News_Bulletin