المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 كانون الأول/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.december18.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي. سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/حزب الله رافض الطائف والمثالثي والفيدرالية وكل شي اسمه لبنان، وما في حل لإحتلاله بغير البند السابع الأممي واعلان البلد دولة فاشلة

الياس بجاني/كل نائب صوت ع قانون الإنتخاب عام 2018 والغى حق المغترب بالمواطنة من خلال فقرة الدائرة الإغترابية وال 6 نواب قد ارتكب جرم الخيانة

الياس بجاني/تعليق فيديو وبالنص عنوانه: الرئيس عون وحزبه، وقائد القوات اللبنانية وكل المسئولين في الحزبين هم من تآمروا على حق المغتربين الانتخابي  وحرموهم منه.

الياس بجاني/طالما أن فرنسا تحابي إيران وتسترضيها وعينها على اسواقها، وطالما لم تضع حزب الله على قوائم الإرهاب بكليته تبقى منحازة وتخدم احتلال إيران للبنان.

الياس بجاني/اكثر ناس ما بيشبهوا لبنان ولا خصون فيه هني سيد امونيوم ونعيم قاسم وقبلان وقاووق وباقي شبيبة وعجزة وابواق حزب الله.. اضبضبوا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ميلاد يسوع/الأب سيمون عساف

حزب حراس الارز – حركة القومية اللبنانية: زيارة دار الطائفة الدرزية

كندا تحذر مواطنيها من أعمال إرهابية بهذه المناطق اللبنانية!

فيديو تقرير مفصل وحوار مع خبراء من قناة الغد يتناول التقرير الأميركي الذي يتهم حزب الله بالإرهاب والإجرام وتبيض الأموال وتهريب وصناعة المخدرات وضرب لبنان الدولة ومؤسساتها

واشنطن تتهم طهران بإيواء قادة «القاعدة» و«داعش»... و«حزب الله» شريكها الأخطر

غودفري لـ «الشرق الأوسط» : السعودية شريك قوي وقادر للغاية وهي تواجه تهديدات الإرهابيين والحوثيين

"الحزب" متمسّك بورقة لبنان.. قلقٌ وتهيّب للمرحلة!

الحزب” يجهد لمنع إعادة ربط لبنان بمحيطه

أسرار وعناوين الصحف الصادرة الجمعة 17-12-2021

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

واشنطن: “الحزب” يعيق مكافحة الإرهاب

لا جديد في جولة دوكان... زيارة تقنيّة ثمّ مغادرة!

النيابة العامة تطلب تصويب أخطاء القاضية رندى كفوري

طلاق داخل عائلة الرئيس؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مستشار الأمن القومي الأميركي: المحادثات النووية مع إيران لا تسير على ما يرام ويبدو أننا لن نجد طريقا للعودة إلى الاتفاق النووي

أوروبا: المفاوضات مع إيران «تتجه سريعاً إلى حائط مسدود»

البيت الأبيض: ملتزمون بحماية أمن السعودية والخليج و"الميليشيا الموالية لإيران في العراق زادت من هجماتها ضد القوات الأميركية"

البيت الأبيض لموسكو: لا مفاوضات حول أمن أوروبا بدون حلفائنا

الكرملين: التدخل "الزاحف" للناتو في أوكرانيا بدأ ولن نقف مكتوفي الأيدي

روسيا تنشر مسودات اتفاقيات أمنية تطالب باستبعاد أوكرانيا ودول أخرى في الجوار من الانضمام إلى حلف الناتو

الأطلسي» يرفض استبعاد انضمام كييف وموسكو مستعدة لمحادثات مع واشنطن... وبروكسل تلوّح بعقوبات

وكالة الطاقة الذرية تشكك في اختفاء تسجيل كاميرا أمنية في إيران

مورا: أمامنا أسابيع لا شهور لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني

واشنطن تتهم طهران بإيواء قادة «القاعدة» و«داعش»... و«حزب الله» شريكها الأخطر

غودفري لـ «الشرق الأوسط» : السعودية شريك قوي وقادر للغاية وهي تواجه تهديدات الإرهابيين والحوثيين

لندن تعد باستخدام إمكاناتها الدبلوماسية والاقتصادية لحماية أوكرانيا

«طالبان» تعدّ أول ميزانية لأفغانستان بدون مساعدة دولية

العثور على «كميات كبيرة» من المياه في «أخدود المريخ العظيم»

رفض سعودي ـ مصري للتدخلات في الشؤون العربية

خسائر غير مسبوقة للحوثيين في مأرب والجوف و«الرباعية» تدرس دعم العُملة... وآل جابر يشدد على مساعدة النازحين

رشقات» إسرائيلية جنوب سوريا... وإسقاط «مسيرة» قرب «التنف» الأميركية ودمشق تعلن مقتل جندي بقصف من تل أبيب

هل باتت أيام الرئيس التركي أردوغان معدودة؟

اضطرابات طرابلس تهدد الانتخابات وتركيا تعلق نقل المرتزقة من ليبيا وإليها

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العلمانيون اليساريون هم جيش الملالي في لبنان/المخرج والكاتب يوسف ي. الخوري

أيها اللبنانيون ركب البازار/حنا صالح/فايسبوك

هل اختلف عون و"حزب الله"؟/طوني عيسى/الجمهورية

شهوةُ القصور وناطور الدستور/جوزيف الهاشم//الجمهورية

ما الذي يجمع بين "الوطني الحر" و"الحزب"؟/صفاء درويش/أم تي في

قرار "الدستوري" يُسابق البازار: البيطار أولاً/نقولا ناصيف/الأخبار

لبنان ينتظر القيادات الجديدة/طارق الحميد/أساس ميديا

حزب الله محاصر بأصدقائه وحلفائه.. قبل أعدائه/منير الربيع/المدن

ماذا بقي من المارونية السياسية؟/محمد بركات/أساس ميديا

تكوُّن المشهد العربي الجديد/رضوان السيد/الشرق الأوسط

الغرب وأوهامه القديمة/أمير طاهري/الشرق الأوسط أونلاين

ما الفارق بين عون وميقاتي؟/شارل جبور/الجمهورية

عون يُسابق الوقت لانتزاع ورقة باسيل الرئاسية من «حزب الله» بأي ثمن!/رلى موفّق//اللواء

التلويح الحمساوي بالعودة إلى التصعيد دفع تل أبيب للتحرك سريعاً باتجاه القاهرة/حسن فحص/العربية

سنأكل العشب سنأكل التراب لكنّكم لن تأكلوا إلّا حصرم لبنان أيّها السادة الحكّام/عقل العويط/النهار

إلغاء أكثريّة "حاكمة"!/نبيل بومنصف/النهار

أوهام الاستقلال في نهاية المئوية/سام منسى/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

قرارٌ دوليّ بعدم سقوط لبنان.. ميقاتي: لا خلافات مع عون

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا رِيَاء: تَجَنَّبُوا الشَّرّ، ولازِمُوا الخَيْر

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة12/من09حتى21/:”يا إخوَتِي، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا رِيَاء: تَجَنَّبُوا الشَّرّ، ولازِمُوا الخَيْر. أَحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا مَحَبَّةً أَخَوِيَّة، وبَادِرُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِالإِكْرَام. كُونُوا في الٱجْتِهَادِ غَيْرَ مُتَكَاسِلِين، وبالرُّوحِ حَارِّين، ولِلرَّبِّ عَابِدِين، وبالرَّجَاءِ فَرِحِين، وفي الضِّيقِ ثَابِتِين، وعَلى الصَّلاةِ مُوَاظِبِين، وفي حَاجَاتِ القَدِّيسِينَ مُشَارِكِين، وإِلى ضِيَافَةِ الغُرَبَاءِ سَاعِين. بَارِكُوا الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُم، بَارِكُوا ولا تَلْعَنُوا. إِفْرَحُوا مَعَ الفَرِحِين، وَٱبْكُوا مَعَ البَاكِين. كُونُوا مُتَّفِقِينَ بَعْضُكُم مَعَ بَعْض، مُتَوَاضِعِينَ لا مُتَكَبِّرِين. لا تَكُونُوا حُكَمَاءَ في عُيُونِ أَنْفُسِكُم. ولا تُبَادِلُوا أَحَدًا شَرًّا بِشَرّ، وٱعْتَنُوا بِعَمَلِ الخَيْرِ أَمَامَ جَمِيعِ النَّاس. سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاس، إِنْ أَمْكَن، عَلى قَدْرِ طَاقَتِكُم. لا تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُم، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، بَلِ ٱتْرُكُوا مَكَانًا لِغَضَبِ الله، لأَنَّهُ مَكْتُوب: «ليَ الٱنْتِقَامُ، يَقُولُ الرَّبّ، وَأَنَا أُجَازِي». ولكِنْ «إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فأَطْعِمْهُ، وإِنْ عَطِشَ فَأَسْقِهِ، فإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هذَا تَرْكُمُ عَلى رأْسِهِ جَمْرَ نَار».لا تَدَعِ الشَّرَّ يَغْلِبُكَ، بَلِ ٱغْلِبِ الشَّرَّ بِالخَيْر.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

تعليق فيديو وبالنص عنوانه: الرئيس عون وحزبه، وقائد القوات اللبنانية وكل المسئولين في الحزبين هم من تآمروا على حق المغتربين الانتخابي  وحرموهم منه.

الياس بجاني/15 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104788/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%87-2/

ترى من هم السياسيين والرسميين وأصحاب شركات الأحزاب الذين تنكروا لحقوق المغتربين بما يخص دورهم في الانتخابات النيابية؟

الذين تنكروا للمغترب وتآمروا على حقوقه، هم أنفسهم من يناورون حالياً دجلاً ونفاقاً مدعين الوقوف إلى جانب المغترب والمحافظة على حقوقه بالمواطنة؟

عملياً كل نائب لبناني أكان مستقلاً أو ممثلاً لأي حزب، وافق على القانون الانتخابي الذي أُقر سنة 2018 ، قد حرّم عن سابق تصور وتصميم كل مغترب ومتحدر من أصول لبنانية من حقه المقدس في المواطنة، وهو المشاركة في الانتخابات النيابية مثله مثل اللبناني المقيم، وليس حصر دوره فقط بهرطقة انتخاب 6 نواب بآلية غير قابلة للتطبيق وغير عملية، وغير معمول به في أي بلد من بلدان العالم.

قيادة حزب القوات اللبنانية، وكذلك قيادة حزب التيار الوطني تحديداً، يتحملون المسؤولية الأولي في حصول هذه المجزرة الانتخابية التي أجرمت بحقوق  المغتربين. وهؤلاء هم من هلل وفاخر يوم إقرار القانون الانتخابي المسخ  المسمى “قانون جورج عدوان القواتي”، الذي جاء من ضمن “الصفقة الرئاسية”، الخطيئة والخطأ، التي سلمت لبنان للمحتل الإيراني، وداكشت السيادة والاستقلال والحقوق بالكراسي والمواقع والمنافع الذاتية، بقصر نظر مرّضي، وانعدام رؤية وغباء.

أمس عبر الرئيس عون عن خوفه من الاغتراب وأهانه، وقال حرفياً خلال حواره مع المجلس الجديد لنقابة المحررين. :”معقولي ما بعرف كم ألف إنسان يصوتوا عنا نحن هوني، ما عم نعطين تمثيل إلون حتى يكونوا ضمن المغتربين او المنتشرين بالعالم، وحتى يعرفوا قضاياهم ويوصلولنا ياها او يعملوا مساعدات للبنان”. هذا كلام يرقى إلى درجة الخيانة العظمى.

أما زجليات قائد حزب القوات اللبنانية، وكل المسئولين في حزبه من نواب وإعلاميين، وتغنيهم بالاغتراب، وتملقهم له وجولاتهم على بلدانه، فهي كلها كلام بكلام، غير جدي ومفرغ من الأفعال لأن الحزب هو من كان من المطبلين والمزمرين للقانون الانتخابي الذي حصر الانتخاب الاغترابي ب6 نواب فقط. مرفق في أسفل بنود القانون الانتخابي المتعلقة بالاغتراب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

 

كل لبناني يؤيد احتلال حزب الله، أو يتعامى عنه، هو عملياً شريكه في كل ارتكاباته المحلية والإقليمية والدولية

الياس بجاني/11 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104700/104700/

إن الحقيقة المعاشة والملموسة في وطن الأرز والقداسة والقديسين والرسالة، لم تعد خافية على من لديه ضمير، ووجدان، وأحاسيس إنسانية، وحس نقدي حي، وانتماء وطني، واحترام للقانون والدستور، وخوف من الله، ويتمتع بنعمتي البصر والبصيرة. فإن الحقيقة الساطعة هي أن حزب الله هو جيش احتلال إيراني كامل الأوصاف، ويحتل لبنان بالقوة العسكرية والإرهاب والغزوات، وبكل أنواع الإرتكابات.

في هذا السياق الإحتلالي المكشوف، لم يعد في لبنان من حفي إلا وأصبح معروفاً،، ولم يعد من قناع إلا وسقط، ولم يعد من طروادي إلا وانفضح، ولم يعد من اسخريوتي إلا وفاحت منه رائحة الخيانة، ولم يعد من ملجمي متستر، ولم يعد من رجل دين جاحد إلا وتعرى، ولم يعد من مواطن غنمي إلا وظهر حبل الذل والتبعية حول رقبته، ولم يعد من سياسي ذمي ومستسلم وأداة وبوق إلا وظهرت للعيان قذارته.

يبقى أنه مهما استكبر وتوهم الأشرار، والمنافقين، والإنتهازيين، والطبول، والصنوج، والعكاظيين، فإنه لا يمكن إخفاء حقيقة احتلال، وممارسات، وإرتكابات، وفجور، واستكبار، وخطورة مخطط حزب الله الإيراني، الهادف إلى اقتلاع لبنان وتدميره، واستبداله بجمهورية تابعة لنظام ولي الفقيه الفارسي.

فما من خفي إلا سيظهر، ولا من مكتوم إلا سينكشف ويعرفه الناس، وقد سقطت كل الأقنعة، ووقعت كل أوراق التين، والحقيقة الصادمة والإبليسية لم يعد بمقدر أحد إخفائها.

ودون أدنى شك، فإن وطن الأرز والرسالة والحرف هو محتل، وقد تم تحويله بالقوة لساحة مباحة لحروب وإرهاب ملالي إيران، كما أن قرار دولته وحكامها ومؤسساتها على المستويات كافة مهيمن عليه ومصادر، في حين أن الشعب اللبناني بشرائحه كافة يتعرض لأبشع أشكال الإفقار والتجويع والإذلال والحرمان والتهجير والبلطجة والإرهاب والقمع.

وبسبب الإحتلال فإن الحدود سائبة ومشرعة، والمؤسسات معطلة، والدويلة أقوى من الدولة، والقضاء مسير وواقع تحت هيمنة قوى الإرهاب، والقوى الأمنية من جيش وقوى أخرى إما مخترقة ومعطله، أو مهيمن على بعضها بالكامل، ورئيس الجمهورية أداة بيد المحتل، ومجلس النواب مهمش، ومن يرئسه يعمل بأمرة حزب الله، كما أن الحكومة لا تمثل لبنان وسياسي هو صنيعة نظام الأسد يرأسها، والوزراء فيها ينفذون ولا يقررون.

يبقى، أن الكارثة تكمن في خامة الطاقم السياسي والحزبي في سواده الأعظم، فأفراده لصوص وتجار هيكل، وتطول قائمة السواد وتطول، إلا أنه ورغم كل هذا الظلام القاتم فلبنان بإذن الله سوف يستعيد استقلاله، وكل الأبالسة وقوى الشر إلى الهزيمة طال الزمن أو قصر لا فرق.

في الخلاصة، وطبقاً لمعايير الأرض والسماء، وشرائع الحق والإيمان والوطنية كافة، فإن كل من يؤيد هذا الحزب، أو يسايره، أو يتحالف معه أو يسوّق له، أو يتعامى عن شروره وأخطاره وعن مشروعه الإحتلالي والمذهبي والتدميري، أو يستفيد منه، هو شريكاً كاملاً له في أفعاله الإرهابية، أكان داخل لبنان أو خارجه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

https://www.youtube.com/watch?v=k6hfShKuOxw&ab_channel=EliasBejjani

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط 

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية 

ميلاد يسوع

الأب سيمون عساف/17 كانون الأول/2021

طفلٌ – إِلهٌ، أَتى، عذراءُ للأَبدِ  والبارُ يوسُفُ والنفنافُ كالزَبَدِ

نجمٌ مجوسٌ رعاةٌ ليلةٌ حَدَثٌ  من جاءَ روحاً فبالإيِمانِ يَنْعَبِدِ ؟َ!

مُخَلِّصٌ يولَدُ الأَجيالَ واعدُها   أَهلا بنعمةِ ربٍّ فِلذَةِ الكَبِدِ

يسوعُ في مِذْوَدٍ ميلادُه عَجبٌ وعنه أَسئِلةٌ كم دار في خَلَدي

أَهلاً بِمُنقِذِنا ذُهلٌ تَجَسُّدُهُ    فالكونُ مضطربٌ في لونِه الربِدِ

مجيئُكَ السيِّدي التحريرَ حقَّقهُ  عطفاً على الساقطِ المطرودِ من خُلُدِ

في الفقر من مذودٍ هلَّ الخلّاصُ له من قيده الضاغطِ المجدولِ كالزردِ

لا في المغارة بل في قلبنا لكَ خُذْ بيتاً لِتُسنِدَ رأساً فاقدَ الوسَدِ

إِن الخطيئةَ أَغلالٌ تُكبِّلُنا    بالنعمةِ انْحَلَّتِ الأَغلالٌ لم تَعُدِ

مُسَلسلٌ مُدهشٌ ميلادُك ارتكضتْ أرضُ الأنامِ له في خشعةِ الزُهُدِ

ربٌّ بصورتِنا  طفلٌ بهيئَتِنا  يا أَكرمَ الكُرَما يا لابسَ البُرُدِ

هذا الوجودُ عجيبٌ في غرائبِهِ  في النوعِ في الكمِّ في التصنيفِ في العددِ

غالٍ عليك وجودُ الناسِ تحفظُه  ترنو إِليه كمِثل الأُم للمُهُدِ

أَكرِمْ بِشَخصِكَ طفلا زارنا أَملاً  في حضن أَمٍ تنادي اللهَ يا ولدي

يا مانحاً جنَّةَ الأرواحِ سندُسَها  قد صِرتَ مِنَّا أَضأتَ الكونَ في جَسدِ

ذكرى التأَنُّسِ عيدٌ أَنتَ صاحبُه  يجلو العتيقَ ويهدي حُلَّة الجُدُدِ

وجهُ الحياةِ ازدهت جذلى طبيعتُه في الخَلْقِ مَنْ مثلَها؟ ما جاءَ منْ أَحدِ!

أُنْشُر سلاما يضُمُّ الأَرزَ يشمُلُه  أَنزِلْ خلاصا يعُمَّ  الناسَ في بلدي

 

حزب حراس الارز – حركة القومية اللبنانية: زيارة دار الطائفة الدرزية

زيارة دار الطائفة الدرزية/17 كانون الأول/2021

زار وفد من قيادة حزب حراس الارز – حركة القومية اللبنانية ظهر أمس الخميس ١٦/١٢/٢٠٢١ سماحة الدكتور سامي ابو المنى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز٬ وقدّم لسماحته واجب التهنئة في منصبه الجديد على رأس هذه الطائفة الكريمة صاحبة الدور الطليعي في الذوْد عن لبنان والدفاع عن سيادته وتأسيس دولته الحديثة، متمنّياً لسماحته كل التوفيق والنجاح في مهامه الروحية والوطنية في هذه الظروف المصيرية ... كما وقدّم لسماحته أطيب التهاني بمناسبة حلول العام الجديد سائلين الله ان يكون عاماً مباركاً يشهد بداية انقاذ لبنان وشعبه من أزمته الخانقة. كما وبحث الوفد مع سماحته في الأوضاع السياسية والاجتماعية والمعيشية الراهنة٬ حيث تمنّى سماحته من جميع اللبنانيين على تكثيف الجهود من أجل إشاعة روح المحبة والسلام والتضامن في ما بينهم سعياً لقيام لبنان من كبوته الخطيرة. ثم أكّد الوفد لسماحته تمسك حراس الأرز بوحدة لبنان أرضاً وشعباً٬ ورفضْ كل أشكال الفرز والتقسيم بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد والقوميّة الواحدة. وفي نهاية اللقاء طلب الوفد التبرّك من سماحته مع الوعد بإبقاء التواصل مستمرّاً.

#لبيك_لبنان

#حراس_الارز

#حركة_القومية_اللبنانية

#الامانة_العامة

 

كندا تحذر مواطنيها من أعمال إرهابية بهذه المناطق اللبنانية!

وكالات/17 كانون الأول/2021

أصدرت كندا اليوم الجمعة تحذيرا شديدا لمواطنيها في لبنان من خطر أعمال إرهابية وعمليات عسكرية قد تشمل تقريبا جميع المناطق. وعممت السفارة الكندية المناطق الخطرة في لبنان والواجب عدم دخولها: محيط ملعب كميل شمعون المدينة الرياضية ، برج البراجنة،  الشياح، الغبيري، حارة حريك، ليلكي، مريجة، الطريق الجديدة وبير حسن، محافظة عكار ومدينة طرابلس ومحيطها، باب التبانة وجبل محسن، الحدود السورية اللبنانية، محيط بعلبك والهرمل، رأس بعلبك، عرسال، لبوة والقاع، رياق وبريتال ومدينة بعلبك، جميع المخيمات الفلسطينية، شمال نهر الليطاني، وطريق المطار .

اضغط هنا لقراءة البيان المفصل باللغة الإنكليزية

https://travel.gc.ca/destinations/lebanon

 

فيديو تقرير مفصل وحوار مع خبراء من قناة الغد يتناول التقرير الأميركي الذي يتهم حزب الله بالإرهاب والإجرام وتبيض الأموال وتهريب وصناعة المخدرات وضرب لبنان الدولة ومؤسساتها، ويشير إلى طهران ودورها التخريبي وبإيواء قادة القاعدة وداعش مؤكداً أن حزب الله المجرم هو شريك إيران الأخطر في العالم

http://eliasbejjaninews.com/archives/104882/104882/

واشنطن تتهم طهران بإيواء قادة «القاعدة» و«داعش»... و«حزب الله» شريكها الأخطر

غودفري لـ «الشرق الأوسط» : السعودية شريك قوي وقادر للغاية وهي تواجه تهديدات الإرهابيين والحوثيين

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/17 كانون الأول/2021

وصفت الولايات المتحدة، في أحدث تقرير سنوي لها حول الجهود لمكافحة الإرهاب عبر الدول، تنظيم «القاعدة» بأنه لا يزال «أكثر الجماعات الإرهابية نشاطاً وخطورة» في العالم، بعد «المكاسب» التي حققها التحالف الدولي لهزيمة «داعش». واتهمت واشنطن، إيران بأنها تأوي زعماء من التنظيمين على أراضيها، مؤكدة أن «حزب الله لا يزال أخطر شريك إرهابي» لها. وفي المقابل، أشادت بالجهود الواسعة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية باعتبارها «شريكاً قوياً وقادراً للغاية» في مكافحة الإرهاب، وهي «تواجه تهديداً» من «القاعدة» و«داعش» بالإضافة إلى ميليشيات الحوثي. وأوضح التقرير الذي تأخر نشره بسبب ظروف جائحة «كوفيد 19» أنه رغم أن الولايات المتحدة وشركاءها اتخذوا عام 2010 «خطوات كبيرة» ضد المنظمات الإرهابية «صار التهديد الإرهابي أكثر انتشاراً جغرافياً» حول العالم، ما دفع إلى توسيع التحالف الدولي لهزيمة «داعش» الذي يضم الآن 83 دولة، «معززاً المكاسب» في العراق وسوريا، بالإضافة إلى توسيع الجهود لمواجهة التهديد المتنامي لـ«داعش» في غربي أفريقيا والساحل. ونبه إلى أن «القاعدة عززت وجودها في الخارج، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث لا يزال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وحركة الشباب في القرن الأفريقي، وجماعة نصر الإسلام والمسلمين في منطقة الساحل من بين أكثر الجماعات الإرهابية نشاطاً وخطورة في العالم».

إيران و«حزب الله»

وإذ أشار التقرير، الذي يشمل عمليات مكافحة الإرهاب في كل دول العالم، إلى أن واشنطن فرضت عقوبات على الجماعات المدعومة من إيران، مثل «عصائب أهل الحق» في العراق و«سرايا المختار» في البحرين، لفت إلى أن تسع دول في نصف الكرة الغربي وأوروبا اتخذت «خطوات مهمة» عام 2020 لتصنيف «حزب الله» كجماعة إرهابية أو حظره أو تقييده، على غرار أربع حكومات أخرى اتخذت إجراءات مماثلة في العام السابق. وقال: «واصلت إيران دعم الأعمال الإرهابية إقليمياً وعالمياً خلال عام 2020»، وهي «دعمت وكلاء ومجموعات شريكة في البحرين والعراق ولبنان وسوريا واليمن، بما في ذلك حزب الله وحماس». بينما واصل «كبار قادة القاعدة الإقامة في إيران وتسهيل العمليات الإرهابية من هناك». أما على الصعيد العالمي، فظل «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري من «الفاعلين الإيرانيين الأساسيين المتورطين في دعم تجنيد الإرهابيين وتمويلهم ومؤامراتهم عبر أوروبا وأفريقيا وآسيا والأميركيتين». وذكّر بأن واشنطن تصنف إيران دولة راعية للإرهاب منذ عام 1984، وأفاد بأن نشاطها المرتبط بالإرهاب تواصل عام 2020 «بما في ذلك دعم حزب الله والجماعات الإرهابية الفلسطينية في غزة والعديد من الجماعات الإرهابية والمقاتلة في العراق وسوريا وأماكن أخرى في كل أنحاء الشرق الأوسط»، علماً بأنها استخدمت «فيلق القدس» لـ«تقديم الدعم للمنظمات الإرهابية، وتوفير غطاء للعمليات السرية المرتبطة بها، وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة». أضاف أن طهران «أقرت بتورط الحرس الثوري الإيراني - فيلق القدس في العراق وسوريا». ولاحظ أن «مجموعات إرهابية عدة، أبرزها حزب الله، واصلت العمل في لبنان وسوريا»، معتبراً أن «حزب الله لا يزال أخطر شريك إرهابي لإيران وأقوى منظمة إرهابية في لبنان». وأشار إلى أن «الدعم المالي الإيراني السنوي لحزب الله، الذي قُدر في السنوات الأخيرة بمئات الملايين من الدولارات، يمثل معظم الميزانية السنوية للحزب». وأورد التقرير أن المسؤولين في السعودية «واصلوا العمل عن كثب» مع نظرائهم الأميركيين بغية نشر «استراتيجية شاملة ومجهزة بموارد جيدة لمكافحة الإرهاب»، بما في ذلك عبر «التعاون إقليمياً ودولياً وإجراءات لمكافحة التطرف الإرهابي». وأقر بأن عناصر الحوثي في اليمن «يشكلون أكبر تهديد أمني للسعودية» إذ إن وتيرة هجماتهم ازدادت على مدار العام لتشمل هجمات بالصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والسفن المسيرة، مضيفاً أن العمليات السعودية في اليمن «تضمنت مهمات مكافحة الإرهاب ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش في اليمن». كذلك أكد أن السعودية «كانت شريكاً كاملاً ومشاركاً نشطاً في التحالف الدولي لهزيمة داعش وقدمت دعماً تشغيلياً ولوجيستياً كبيراً لنشاطات هزيمة داعش في سوريا والعراق»، علما بأن المملكة «تعرضت للعديد من الهجمات عبر الحدود في عام 2020، بما في ذلك هجمات الحوثيين شبه الأسبوعية ضد أهداف في جنوب وغرب المملكة العربية السعودية باستخدام الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار والسفن المسيرة والألغام العائم»، فضلاً عن «هجمات صغيرة نفذها متعاطفون مع تنظيم داعش». وأفاد التقرير أيضاً بأن رئاسة أمن الدولة والمباحث العامة السعودية التابعة لها أجرت تحقيقات متعلقة بالإرهاب عام 2020، وتمكنت من اعتقال «محمد بن حسين علي العمار، أحد أبرز الأهداف الإرهابية في اليمن». وأكد أن المملكة «ملتزمة تأمين حدودها وحرمان الإرهابيين من الملاذ الآمن». وهي فرضت بالتعاون مع دول أخرى عقوبات على ستة أفراد وكيانات مرتبطة بشبكات دعم الإرهاب التابعة لـ«داعش» في المنطقة. ولاحظ أن «جهود مكافحة التطرف العنيف توسعت في ظل جهود إصلاح رؤية 2030 السعودية».

غودفري: السعودية شريك قوي

القائم بأعمال منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية جون غودفري قال لـ«الشرق الأوسط» إن المملكة العربية السعودية «شريك قوي ونشط وقادر للغاية» للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، موضحاً أن هذه الجهود متواصلة منذ سنوات «في سياق التحالف العالمي لهزيمة داعش» و«المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب»، مذكّراً بأن المملكة نفسها «واجهت تهديدات خاصة في السنوات الأخيرة من الحوثيين في اليمن» علماً بأن «هذه الجماعة تحظى بقدر كبير من الدعم من إيران». وأضاف أن السعودية «تواجه تهديداً» من «القاعدة» و«داعش»، وهي «لعبت دوراً إيجابياً في الجهود المتعلقة بالعراق، بما في ذلك محاولة تشكيل حكومة جديدة في العراق تعكس إرادة الشعب العراقي».

* الجهود عبر مجلس الأمن

ويعرض التقرير أيضاً لجهود مكافحة الإرهاب العالمي، بما في ذلك عبر لجنة العقوبات 1267 التابعة لمجلس الأمن لتصنيف المنتسبين لـ«داعش» في غرب أفريقيا والصحراء الكبرى وليبيا واليمن وإندونيسيا وزعيم حركة «طالبان - باكستان» زعيم نور والي محسود. ولفت إلى «المشاركة الدبلوماسية رفيعة المستوى لمواجهة حزب الله عبر أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية وأوروبا» بالإضافة إلى «الدور الرئيسي» للولايات المتحدة «في إعادة مقاتلي داعش الإرهابيين الأجانب وأفراد أسرهم إلى أوطانهم وإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم ومحاكمتهم». وأشار إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) اعتقلت نحو ألفي مقاتل غير سوري وغير عراقي لا يزالون في سوريا، بالإضافة إلى نحو خمسة آلاف مقاتل سوري وألفي عراقي محتجزين لديها.

التطرف العنيف للبيض

وكرس التقرير للمرة الأولى حيزاً واسعاً لـ«التطرف العنيف المدفوع عرقياً أو اثنياً» المعني خصوصاً بالجماعات التي تروج لتفوق العرق الأبيض، مؤكداً أن هذا التهديد «يستمر في التوسع بسرعة، بما في ذلك الروابط العابرة للحدود الوطنية»، مشيراً إلى أن لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن في الأمم المتحدة أفادت بأن هناك «زيادة بنسبة 320 في المائة» في «الإرهاب اليميني المتطرف» على مستوى العالم في السنوات الخمس التي سبقت عام 2020، وكشف أن ممثلي هذه الجماعات في الولايات المتحدة «سافروا إلى الخارج للانخراط شخصياً مع ممثلين أجانب في التطرف العنيف المدفوع عرقياً أو اثنياً». ووصف وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن التقرير بأنه «يقدم نظرة مفصلة» على بيئة مكافحة الإرهاب خلال العام الماضي ويساعد واشنطن على اتخاذ «قرارات مستنيرة حول السياسات والبرامج وتخصيص الموارد» في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لـ«بناء القدرة» على مكافحة الإرهاب في كل أنحاء العالم.

وقال بلينكن إن الإنجازات في عام 2020 شملت «توسيع نطاق تركيز التحالف العالمي لهزيمة داعش إلى مناطق جديدة مثيرة للقلق» بالإضافة إلى «أول تصنيف إرهابي لمجموعة متطرفة عنيفة بدوافع عنصرية أو عرقية» وخصوصاً تلك التي تروج لتفوق العرق الأبيض، فضلاً عن «العدد المتزايد من الدول التي تصنف حزب الله بكليته منظمة إرهابية».

 

"الحزب" متمسّك بورقة لبنان.. قلقٌ وتهيّب للمرحلة!

وكلة الأنباء المركزية/17 كانون الأول/2021

ينزلق لبنان أكثر فأكثر كل يوم نحو قعر الهاوية التي يتدحرج اليها سريعا بعدما بلغت الاوضاع السياسية والمالية والمعيشية حدودها القصوى وقاربت حد الانفجار وسط مضي المسؤولين والمتحكمين بشؤون البلاد والعباد بتجاهلهم للكارثة وعجزهم عن معالجتها. 

وتعزو اوساط دبلوماسية عربية الركود وغياب اي حل وجمود الحركة السياسية الى ان حزب الله غير متمكن من المرحلة المقبلة، وتقول لـ"المركزية" إن حزب الله يعيش حالة من القلق والهاجس من دفعه ثمن الصفقة في المنطقة لانه لا يملك معطياتها وغير مطلع على تفاصيلها، وهو تاليا في وضعية ضعيفة في المفاوضات الجارية في أكثر من موقع وبين اكثر من طرف إقليمي ودولي، ويرى أنه أصبح في عين الاستهداف المحلي والاقليمي والدولي وسط متغيرات لافتة وتبدل في التحالفات والمصالح، والدليل إقفال الخط العسكري أمام قيادييه بين لبنان وسوريا واخضاعهم للحصول على التراخيص والاذونات من المخابرات السورية الامر الذي يؤشر الى العلاقة المتوترة بين الحزب والنظام السوري الذي قرر وضع طريق إمداداته من إيران عبر العراق وسوريا الى لبنان تحت المراقبة الدقيقة.  يذكر في هذا السياق ان الاتفاق الروسي - السوري كان قضى بنقل الحزب ترسانته العسكرية من الداخل السوري الى لبنان بضمانة من موسكو بعدم قصف إسرائيل القوافل التي نقلت الدبابات ت 52 ما عدا الصورايخ الدقيقة التي رفضت تل ابيب ادخالها بانتظار استهدافها لاحقا في حال الاشتباك. العميد المتقاعد هشام جابر يقول لـ"المركزية" في الموضوع: "من الطبيعي ان يتمسك حزب الله بالورقة اللبنانية هذه الايام لان امتدادته ومصالحه الاقليمية تقتضي ذلك في ضوء المتغيرات التي تشهدها المنطقة بدءا من عمليات التطبيع والاحلاف الجديدة التي ترتسم معالمها وصولا الى الاتفاق الاميركي الايراني الذي لا بد أن تنسحب مفاعيله على العالمين العربي والغربي".  ويتابع: "اما بالنسبة لما يقال عن انسحابه من سوريا بموجب اتفاق جرى بين النظام وموسكو فالكلام عن الموضوع غير دقيق. الحزب أعاد تموضعه في بلاد الشام بعد انتهاء مهمته في قتال داعش والدفاع عن المقامات الدينية كمقام الست زينب وسواها من الاماكن المقدسة لذا فهو أبقى على تواجده في الاماكن الموجبة كريف ادلب وغرب الفرات وبعض المواقع الاخرى التي تستوجبها الضرورة. والامر كذلك بالنسبة الى التواجد الايراني الذي كان يقتصر منذ البداية على الخبراء والمستشارين العسكريين الذين ايضا تم التخفيف منهم بعد انتفاء الظروف والمقتضيات اللازمة. نخلص من ذلك  للقول ان القوات غير النظامية التي كانت تحركها طهران على الارض السورية طلب منها اختصار وجودها وهي لم تجبر على ذلك". وعن الموقف من المحقق العدلي طارق البيطار، يقول جابر: "الاكيد ان لا علاقة لحزب الله بانفجار المرفأ وأن تخوفه من القاضي بيطار وتعطيله للحكومة في غير مكانهما واذا كان الامر يتعلق بالوزير علي حسن خليل فهذا موقف غير صحيح ومستغرب حتى من بيئة المقاومة نفسها".

 

الحزب” يجهد لمنع إعادة ربط لبنان بمحيطه

وكالة الانباء المركزية/17 كانون الأول/2021

لم يكد لبنان يلتقط أنفاسه بعد ان هدأت موجة الغضب الخليجي عليه في اتصال اجراه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان برئيس الحكومة نجيب ميقاتي برعاية فرنسية، اثر استقالة الوزير جورج قرداحي… حتى عاجَلَه محورُ الممانعة بضربة اخرى، أتت هذه المرة، على شكل استقبال “الضاحية”، مؤتمرا صحافيا للمعارضة البحرينية، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. “جمعية الوفاق المعارضة” وهي من بين أبرز مجموعات المعارضة الشيعية في البحرين، وشكلت الكتلة الأكبر في البرلمان حتى 2011، قبل أن تعمل السلطات على حلها مع جمعية العمل الوطني الديمقراطي العلمانية “وعد”، بسبب اتهامهما بالارتباط بـ”الإرهاب”، عقدت مؤتمرها في بيروت اذا، لتنتقد السلطات في المنامة وخرقَها حقوق الانسان (…) على الاثر،  أعلنت وزارة خارجية البحرين تقديمها “احتجاجا شديد اللهجة” إلى الخارجية اللبنانية بشأن الاستضافة “غير المقبولة إطلاقا”، منددة بما تضمنه المؤتمر من “ترويج مزاعم وادعاءات مسيئة ومغرضة ضد مملكة البحرين”. وبعد ان وقعت الواقعة، تحرّك رئيس الحكومة ووزير الداخلية، الذي طلب ترحيل المعارضين البحرينيين من بيروت. غير ان خطواتهما الاستلحاقية هذه، ستبقى في الاطار التنظيري ولن تنفّذ، مكرّسة حقيقة ان الدولة اللبنانية عاجزة امام فائض قوة حزب الله. فالاخير هو من احتضن جمعية الوفاق، فيما تشير المعلومات الى ان اعضاءها موجودون في فندق الساحة في قلب الضاحية الجنوبية، عرينِ “الحزب”، ومربّعِه الامني الذي ممنوعٌ على الاجهزة الرسمية اختراقَه. هنا، تسأل المصادر، عن كيفية دخول اعضاء المعارضة البحرينية الى لبنان؟ وهل “الدنيا سايبة” في التراخيص والتصريحات المعطاة من قبل الداخلية لعقد مؤتمرات على الاراضي اللبنانية، عندما يتعلّق الامر بـ”الدويلة”؟ على الارجح، هذه هي الحال. فبعد خرق “جمعية الوفاق” خاصرةَ الدولة من دون ان تعرف الاخيرة او نعرف نحن “كيف؟”، شرّع مطار رفيق الحريري الدولي ابوابه منذ ايام لرئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج خالد مشعل. صحيح ان الرجل جال على المسؤولين مطمئنا الى ان الحركة ليست في صدد اذكاء اي صراعات في لبنان، وذلك بعد ان حوّلت مخيماتها فيه الى مخازن اسلحة وذخائر… غير ان “حماس” مصنّفة منظّمة ارهابية في العالم، وتُعتبر، تماما كما حزب الله، مموّلة من ايران التي تشغّلها لتعكير الاستقرار في المنطقة متى استدعت مصلحة طهران ذلك. فهل ان استقبال مشعل من قبل لبنان الرسمي و”الممانِع” في آن، يخدم الدولة اللبنانية اللاهثة وراء تبييض صورتها في عيون المجتمع الدولي لكسب دعمه الاقتصادي؟! مما تقدّم، يمكن القول ان لبنان يراكم الخطوات الناقصة، بفعل استسلام سلطاته لحزب الله الذي ما عاد يكتفي بتصدير السلاح والمسلحين والممنوعات و”الشتائم” الى الدول الخليجية، خدمة لايران، وباستضافة التلفزيون الحوثي في الضاحية ومؤتمرات للمعارضة البحرينية، بل يريد ايضا “فركشة” اي جهود تُبذل لاعادة مد الجسور بين لبنان ومحيطه العربي.

 

أسرار وعناوين الصحف الصادرة الجمعة 17-12-2021

وطنية/17 كانون الأول/2021

عناوين

الأخبار

- واشنطن للمصارف: أنتم جيّدون... تعاونوا أكثر!

محضر اللقاء بين وكيل الخزانة الأميركيّة وجمعيّة المصارف: أنتم جيّدون... وعليكم تقديم معلومات تفصيليّة أكثر!

- «الفدرَلَة» تطرق أبواب السويداء

عزم حكومي على اجتثاث العصابات: «الفدرَلَة» تطرق أبواب السويداء

- قرار وزارة العمل: الأمر للنقابات المهنية

- معارك مأرب في عُمق وادي عبيدة: قوات صنعاء تتجاوز البَلْق الشرقي

البناء

- إيران تشيد ببداية جدية للمفاوض الأوروبي والأميركي… وتبادل أوراق تقنية

- غوتيريش الأحد في بيروت… والسجال حول الحكومة ينتقل إلى أمل والتيار

- الدولار وكورونا يتشاركان اختبار الأعياد… ومحدودية لإجراءات سلامة

النهار

- واشنطن تدعو المصارف للمشاركة في التغيير

اللواء

- الخزانة الأميركية للمصارف: مصادر أموال السياسيين أو العقوبات

- ميقاتي لإلغاء المتاريس والداخلية لإبعاد الجمعيات الخليجية المناوئة.. وغوتيريش في بيروت الأحد

الديار

- «حرب» بعبدا - عين التينة تعقد الازمة الحكومية «واختبار» سعودي لميقاتي

- عون يتوجس من تاجيل حسم «الدستوري» ومخاوف من «تطيير» النصاب؟

- ضغوط غربية من «بوابة» الحدود الشرقية: رهان على محاصرة حزب الله !

الجمهورية

- الثنائي: الحل بمراجعة ذاتية

- الأسواق تواجه الحقائق

- الأزمة تراوح والاتهامات متبادلة... وغوتيريــس يزور لبنان متضامناً

اسرار

البناء

- قال صحافي أميركي مخضرم إن الشارع الرياضي صار المكان الوحيد المتاح لقياس اتجاهات الرأي العام العربي، وأنه حضر بطولة كأس العرب في قطر لهذه الغاية، والخلاصة المذهلة هي أن فلسطين لا تزال كلمة السر الساحرة على رغم كل التطبيع والمذهبية، وهذا يجب أن يفهمه الحكام والعالم.

- تساءل مصدر مالي عن سبب عدم إعلان الحكومة العودة لسداد الديون إذا كان قرار الامتناع عن الدفع قراراً خاطئاً لحكومة الرئيس حسان دياب. وقال إن رقم الخسائر الذي أعلنته الحكومة قريب من رقم الحكومة السابقة، إذا أخذنا بالحساب الودائع التي تمت تصفيتها بأسعار متدنية لسداد بعض الخسائر.

اللواء

- وضع مبعوث مالي أوروبي تقريراً غير مشجع في ما يخصّ ما لمسه من قصور في خطوات المسؤولين في ما خص برنامج الإنقاذ.

- نائب بقاعي هوائي، ما يزال ينتظر وضعيته الإنتخابية، من دون الحصول على أية مؤشرات شافية.

- يتجه حزب بارز للتدقيق في معلومات تناولت دوراً في رأب الصدع بين حليفه، من دون التوصل إلى جدوى!

نداء الوطن

- تبين ان عدداً من موظفي وزارة الطاقة والمياه ومستخدمي مؤسسات المياه يتقاضون رواتب اضافية بالعملة الصعبة في اطار مشروع الاستراتيجية الوطنية للمياه الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية.

- استغرب المشاركون في الجمعية العربية للضمان الاجتماعي في القاهرة اعلان مدير عام الضمان الاجتماعي اللبناني عن عزمه على تأمين الحق بالضمان الاجتماعي لجميع الرعايا العرب في لبنان بينما يعجز الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي عن تغطية الفاتورة الصحية للمضمونين اللبنانيين.

- استغرب مصدر نقابي استثناء اتحاد النقل البري مركز المعاينة الميكانيكية في الحدث من تحركه أمس، وتساءل عن التسوية التي أخرجت المعاينة الميكانيكية من دائرة التجاذبات النقابية الى حد السكوت عن اقتصار عملها ليومين في الاسبوع.

النهار

- استرعى الإنتباه اتصال مرجعية روحية بارزة، برئيس تيار سياسي ووزير سابق، وحرصهما المشترك على التعاون لما فيه مصلحة طائفتهما والبلد.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

وطنية/17 كانون الأول/2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حصيلة ما يقارب الشهرين من تعطيل جلسات مجلس الوزراء لخصها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم أمام مجلس نقابة المحررين على طريقة (بق البحصة) موجها رسائل في غير اتجاه داخلي وخارجي.

فقال ميقاتي: إن هناك قرارا دوليا بعدم سقوط لبنان أكثر مما هو عليه وأضاف أمارس صلاحياتي بعدم دعوة مجلس الوزراء حتى لا أزيد الخلاف والاستقالة أهون الحلول لكنها أكبر الشرور وقد تطيح بالانتخابات.

ويستدرك ميقاتي بالقول إن الحكومة شغالة على رغم غياب مجلس الوزراء ، مراهنا على ما بعد الانتخابات حيث سيكون المؤشر الإيجابي في تصاعد فهل قصد ميقاتي ألا انفراج حكوميا قبل الانتخابات النيابية؟

ومن خارج الحدود وعشية توجهه لبيروت وجه أمين عام الامم المتحدة رسالة للبنانيين قال فيها: إن إيجاد الحلول الدائمة لا يمكن أن يأتي إلا من قلب لبنان لذا من الضروري أن يضع القادة الشعب محط اهتمامهم في المقام الأول وأن ينفذوا الإصلاحات اللازمة لإعادة لبنان إلى مساره الصحيح بما في ذلك تعزيز المساءلة والشفافية واجتثاث الفساد مراهنا على الانتخابات المقبلة.

في المقابل, ظل القضاء على منظار التصويب ، فقد اتهم نائب أمين عام حزب الله القضاء بالتغول على صلاحيات مجلس النواب فيما دعا نائب رئيس المجلس الشيعي لمحاسبة القاضي بيطار ، وتقدم المحامي العام التمييزي بدعوى رد الرد بحق قضاة الغرفة السادسة بمحكمة التمييز ، في وقت كان رئيس مجلس القضاء الاعلى يدعو القضاة لإبعاد السياسة عن القضاء.

وسط هذا الجو الملبد سجل دخول أميركي على خط الأزمة الحكومية ، من خلال تحميل حزب الله مسؤولية تعطيل عمل حكومة الرئيس ميقاتي ، ونقلت العربية عن البيت الأبيض أن واشنطن وباريس تنسقان لفرض عقوبات على السياسيين الفاشلين في لبنان, وهناك مؤشرات على أن لبنان يسير نحو الفشل.

ماليا انشغل اللبنانيون لا سيما موظفو القطاع العام اليوم بإبلاغ المصارف زبائنها بدفع رواتبهم بالدولار على أساس سعر منصة صيرفة تطبيقا لتعميم المركزي الصادر أمس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

محاولات تظهير صورة الأزمة التي يعيشها اللبنانيون بألوان المزايدات ورمي المسؤوليات وحصرها بعدم إنعقاد جلسات مجلس الوزراء باتت محروقة ولم تعد تنطلي على أحد.

وبالعودة إلى نيغاتيف تعطيل المجلس يظهر جليا من يقف وراء التعطيل ، وما هي مسبباته والحل واضح وضوح الشمس ولا يحتاج سوى لمراجعة لفك العقدة المفتعلة عبر محاكمات ميدانية بخلفيات سياسية بالتوازي مع جرعة "اوفر دوز" من تطنيش المعنيين عن القيام بواجباتهم ، هذا اذا أردنا أن نحسن الظن بهم وهم يطنشون عن سابق تصور وتصميم ما جعل رأس المحقق العدلي يصبح أكبر من البلد وما فيه ورجليه تطيران عن أرض الواقع.

مصادر الثنائي الوطني سألت المعطلين الحقيقيين: لماذا تحاولون ان تظهروا للرأي العام ان البلد مشلول بفعل عدم انعقاد مجلس الوزراء ، وتغيبون حقيقة ان الوزارات التي هي على تماس مع الناس يوصل وزراؤها الليل بالنهار في عملهم ويجترحون المعجزات في ظروف فائقة الصعوبة.

وخلصت المصادر الى أن مجلس الوزراء اذا انعقد او لم ينعقد لن يقدم ولن يؤخر لأن الازمة هي بفعل الحصار المتزامن مع الاجندة التي ينفذها طارق البيطار.

في الخلاصة من رفع جلسة مجلس الوزراء هو من يتحمل مسؤولية تعطيل إنعقاده ، وهو المسؤول عن إخراج المجلس من هذه الأزمة وعليه أن يبادر الى القيام بالواجب في الملف القضائي ، عبر العودة إلى تطبيق القانون والدستور في الموضوع المتعلق بإنفجار المرفأ وممارسة كل سلطة لصلاحياتها في هذا الإطار على قاعدة أعطوا ما للقضاء، وما للمؤسسة التشريعية الأم حقها في محاكمة النواب والرؤساء والوزراء.

في المستجدات القضائية تقدم المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري بدعوى أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز بوجه القاضية رندى كفوري ومستشاري الغرفة السادسة لمحكمة التمييز ، لتصويب الخطأ الجسيم المرتكب منهم برده عن قضية المرفأ و إبطال القرار لما فيه من أخطاء جسيمة ، في حال الأخذ بها ستؤدي الى تعطيل عمل النيابات العامة في كل لبنان ، ويجعل كل قاض فيها خاضعا للرد باعتبار أنه سبق أن أعطى رأيا مسبقا وهو أمر من طبيعة عمل النيابة العامة ، علما أن التمييزية تعمد الى عدم حضور جلسات الغرفة السادسة في محكمة التمييز عملا بوحدة النيابة العامة ونتيجة هذا الاجتهاد المخالف للأصول القانونية

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

القلق يقض مضاجع اللبنانيين من الوضع الحالي المزري ومن المستقبل الغامض. وفيما اليأس يلون بالرمادي والأسود ايام الأعياد ويجعلها بفعل الإهمال والتخبط الرسمي ايام قهر وانكشاف بائس لقدرات المواطنين المتآكلة، أطل رئيس الحكومة المعطلة عن العمل امام وفد نقابة المحررين مطمئنا شعبه المكبل بالأزمات بأن هناك قرارا دوليا بمنع سقوط لبنان, جازما بوجود مظلة داخلية وخارجية تحمي عمل الحكومة.

وبرر ميقاتي عدم لجوئه الى الاستقالة، بأن الاستقالة ستتسبب بالمزيد من التدهور وقد تؤدي الى إرجاء الانتخابات. وعن عدم دعوته لاستئناف اجتماعات مجلس الوزراء، اعتبر أن الخطوة إن لم يسبقها حل للأزمة الراهنة, فإن فريقا لم يجرؤ على تسميته، وهو حزب الله, سيعتبرها تحديا قد يستتبعه باستقالات من الحكومة، لذلك أنا لن أعرض الحكومة لأي أذى.

الناس والدول الذين سمعوا هذه المواقف قالوا في سرهم والعلن، إنك يا سيد ميقاتي، بإحجامك عن أخذ المبادرة ستوقع لبنان في كل ما تدعي أنك تسعى لحمايته منه.

نعم، السيد رئيس الحكومة، كما في التانغو، حماية وطن تحتاج الى أن يكون الفريق الذي تتجنب استفزازه، يشاطرك جزءا ولو ميكروسكوبيا من نفس الهواجس.

في السياق، هل تساءلت يوما يا سيد ميقاتي لماذا لا يهتم الثنائي بألا يستفزك ويتحداك انت وكل اللبنانيين، بمواقفه المدمرة للمؤسسات والاقتصاد والدولة والعلاقات مع الدول، بدءا بالأسرة العربية؟ لماذا هو لا يفكر إلا في تحقيق مصالحه ومصالح إيران، وخلفه تزحف حاشية من المستفيدين المحليين الصغار الطامحين الى المواقع والرئاسات، في دولة لم تعد موجودة ؟. والسؤال الأخير، هل قرأت الرسالة التي وجهها انطونيو غوتيريش الى الشعب اللبناني وهل تحضرت للاستماع الى تقريعاته الأحد، عندما يحط في لبنانك المحتضر؟

تزامنا، ما انتظرناه عبثا من رئيس الحكومة والرئيسين الآخرين القابضين على عنق لبنان، جاءنا كريح دافئة من مجلس القضاء الأعلى، مع إعلان رئيسه سهيل عبود بهدوء الواثق أمام ثلاثة وثلاثين قاضيا جديدا أقسموا اليمين، إذ قال: إنه زمن تكريس استقلالية القضاء.

وقد جاء موقفه في وقت تنشغل كل أفاعي المنظومة بنسج التسويات لإطاحة القاضي بيطار والصرح القضائي، ولو أدت المؤامرة الى إسقاط الدولة.

الموقف الزاخر بروح المؤسسات ، نأمل أن يلفح المجلس الدستوري فينطق اركانه بالحق في ملف الطعن بقانون الانتخاب، أي أن يبادلوا من عينوهم بنكران الجميل كما يفعل القضاة الرجال.

ايها اللبنانيون، قفوا وراء قضائكم، الملاذ الأخير، وادعموه بفرض الاستحقاق النيابي، والبقية ما تنسوها : ما ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

اعتبارا من هذه الليلة دخل لبنان في مرحلة الاغلاق الجزئي الذي يمتد الى التاسع من الشهر المقبل بنية تطويق انتشار فيروس كورونا خلال فترة الاعياد.

لا بد من الالتزام مهما كانت الظروف والصعاب كي لا تعاد مشاهد الرعب الصحي التي عرفها لبنان في الفترة عينها من العام الماضي جراء سماح بعض الجهات بالتجمعات، فيما يقف اوميكرون بالمرصاد غير متساهل مع المخالفين، في ظل اجراءات خففت على المتلقحين بجرعة واحدة على الاقل من لقاح كورونا.

في القضاء، المطلوب جرعات كثيرة من المصداقية والشفافية كي تستوي الامور فيه، وان يرعوي البعض عن قرع رؤوس المواطنين بالتحف الكلامية، فيما الواقع يجافي الاقوال بالادلة والممارسات، من تسييس فاق معايير التعجب، الى اداء متخم بالاسنتسابية يتغاضى عن امرين جليين : عدالة مسلوبة بمزاجية قضائية، وقسوة كلامية تجاه اولياء الدم، مرفقة باطالة التوقيف على ما تسمى ذمة التحقيق، وهي تكون احيانا وللاسف ذمة مثقوبة فاقدة للضمير والحس الانساني.

لم يعد خافيا كم ان البلد بات معلق الحركة بفعل عقدة قضائية، وكي تفتح ابواب الحل امام عودة الاجتماعات الحكومية لا بد ان يتوقف المحقق العدلي عن التدخل بصلاحيات مؤسسات اخرى وفق ما اعلن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

في الوقائع ايضا، من دون طائل ينتظر اللبنانيون شيئا – ولو يسيرا – من مفاعيل تعاميم حاكم مصرف لبنان، فلا سعر الصرف ثبت على انخفاض حقيقي، ولا ركزت اسعار المحروقات على سقف اسبوعي، بل ازدادت جنونا، وتحديدا مادتي المازوت والغاز اللتين تلسعان المواطن باسعارهما في هذه الايام الباردة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون" او تي في"

باستثناء الرهان على وعي شعبي يترجم في صناديق الاقتراع في أيار المقبل، لا يبدو حتى اللحظة أن هناك أي أمل في خرق كبير يعيد الأمور إلى مجاريها السياسية والقضائية والمالية، وتاليا المعيشية.

فعلى المستوى السياسي، المواقف لا تزال متباعدة الى حد كبير، فرئيس الحكومة يرفض دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد خشية اعتبارها تحديا من جانب الثنائي الشيعي، ما يمكن أن يستتبع باستقالات تقضي على الأمل بعودة الحكومة مجتمعة إلى العمل.

وعلى المستوى القضائي، التصعيد لا يزال سيد الموقف، حيث سجل في هذ الاطار موقف عالي النبرة لنائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اليوم، تحدث فيه عما سماه تغول القضاء على صلاحيات المجلس النيابي، داعيا إلى حل المشكلة، إما من خلال القضاء أو المجلس النيابي أو مجلس الوزراء.

أما على المستوى المالي، فلا يزال التعميم الاخير الصادر عن مصرف لبنان مدار أكثر من سؤال، في انتظار شروحات كافية ووافية يفهم منها المودعون الاجراءات الجديدة بشكل واضح.

ويبقى اخيرا المستوى المعيشي، وفي هذا الاطار، وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم القانون المتعلق باتفاقية القرض الموقع مع البنك الدولي للانشاء والتعمير لتنفيذ المشروع الطارئ لدعم شبكة الأمان الاجتماعي.…

هذا على المستوى المحلي. أما على المستوى الدولي المرتبط بلبنان، فلفتت اليوم رسالة وجهها الامين العام للأمم المتحدة الى الشعب اللبناني عشية زيارته لبيروت الاحد المقبل، شدد فيها على ان يجاد الحلول الدائمة لا يمكن أن يأتي إلا من قلب لبنان.

أما على الخط الاميركي، فبرز موقف صادر عن البيت الابيض هذا المساء، اكد أن هناك مؤشرات الى ان لبنان يسير نحو الفشل، مشددا على ان واشنطن لا تريد رؤية دولة فاشلة في الشرق الاوسط، ومتحدثا عن تنسيق مع فرنسا بشأن لبنان مع درس فرض عقوبات على السياسيين الفاشلين، وفق تعبير البيت الابيض.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

بين القضاء وبعض السلطة التنفيذية، أزمة.

وبين القضاء وبعض السلطة التشريعية، أزمة.

وبين القضاء والقضاء أزمة.

بين بعض السلطة التنفيذية وبعضها الآخر ازمة.

بين بعض السلطة التنفيذية وبعض السلطة التشريعية أزمة.

بين الناس والطبقة السياسية أكبر ازمة ثقة.

بين الناس والمصارف أزمة، وبين القطاع المصرفي ووزارة الخزانة الأميركية، يبدو أن هناك بوادر ازمة.

بين الناس وكورونا ازمة. الإصابات ترتفع، ومعايير الوقاية والإحتراز ليست على المستوى المطلوب، وأحيانا التردد في آخذ اللقاحات يساهم في تفاقم الأزمة.

وبين كل هذه الأزمات، يبدو هناك بصيص أمل واحد، ولو موقت، هو حركة المطار للبنانيين واصلين لتمضية عطلة الأعياد مع أهلهم، على الرغم من كل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وهذه الحركة، ولو الموقتة، من شأنها أن تنعش القطاعات المعنية.

ومع اقتراب دخول مدار الأعياد، فإنه يتوقع أن تنحسر الحركة السياسية، ومعها المعالجات التي "كربجت" مجلس الوزراء فيما الإجتماعات الوزارية شغالة.

في ملف النووي الإيراني، انتهت الجولة السابعة من المفاوضات، والجميع في انتظار الجولة الثامنة:

مفاوضو الدول الأوروبية الثلاث في المحادثات يقولون، إن من المهم أن تتجنب إيران اي خطوات تصعيدية أخرى في الأنشطة النووية.

إنريكي مورا منسق المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، يرى أن أمام المفاوضين مسافة تقاس بالأسابيع لا بالشهور لإنقاذ الاتفاق، مضيفا إن "هناك إحساسا على درجة قصوى من الأهمية بضرورة العجلة إذا كنا نريد بالفعل أن نحقق النجاح في هذه المفاوضات."

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

في نبأ من خليج جونية أن القوات وأمل والتيار تحالفوا وفازوا معا في انتخابات نقابة موظفي كازينو لبنان. وأول رد فعل لأي لبناني مسحوق: اعتبرونا كازينو واتفقوا على الحل, لكن لا تقامروا بنا وعلينا وتصطنعوا الخلاف في السياسية والقضاء ثم نجدكم وقد جمعتكم طاولة بوكر نقابية لكن القادم عبر ألعاب الميسر السياسي يبدو مراهنات خاسرة, إذ ارتفعت في زمن الأعياد الشروط الحزبية واللاءات وربطت قضية المرفأ بجلسات مجلس الوزراء.

وبحسب تعبير نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فإننا اليوم أمام مشكلة كبيرة تداعياتها غير عادية ليس لأن مجلس الوزراء لا يجتمع ، بل لأن عدم الاجتماع هو نتيجة مشكلة اسمها المحقق العدلي ، لكن الشيخ نعيم قفز في الفقرة التالية إلى الانتخابات النيابية ليعلن أن المعركة المقبلة محتدمة جدا ، من دون أن يسأل نفسه ما إذا كان الشعب سيظل قادرا على التنقل من قضاء إلى آخر عندما تدق الساعة الانتخابية, ومن أن الانهيار الواقع لن "يستنى" ثنائيا شيعيا ولا مكونا مسيحيا أو خزانا انتخابيا سنيا. إلى آخر الطوائف والمذاهب . فهل يتحمل جمهور الثنائي هذا التعطيل حتى كتابة هذه السطور؟

فإن المتحمل الوحيد هو الرئيس نجيب ميقاتي الذي بسط على حكومته خيمة من قرار دولي يمنع سقوط لبنان وقال:" إن هناك مظلة خارجية وداخلية تحمي عمل الحكومة", ورأى ميقاتي أن الاستقالة هي أهون الحلول ولكنها أكبر الشرور لو كانت الخطوة تؤدي إلى حل فأنا لا أتردد في اتخاذها، لكنها قد تتسبب بإرجاء الانتخابات النيابية, موضحا أن أي دعوة الى عقد جلسة من دون التوصل إلى حل للازمة الراهنة ستعد تحديا من قبل مكون لبناني، وقد تستتبع باستقالات من الحكومة.

وخوف ميقاتي على مشاعر الحس القومي سيؤدي بدوره الى فوضى تحت المراقبة الدولية وصندوق النقد والأمين العام للأمم المتحدة القادم إلى لبنان " ليقلق " معنا. وإذا انتزع منه وعدا واحدا فيما خص النازحين السوريين نكون له من الشاكرين, على أن المراقبة المالية تبقى الاخطر والاشد وقعا لاسيما بعد الدخول الافتراضي بالامس على خط جميعة المصارف لوكيل وزارة الخزانة الأميركية للارهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون, وهو أودع في خزائنها انذارا يطاول المصارف نفسها وعدم تعاونها أو اتخاذها إجراءات تحد من فساد سياسيين مشتبه فيهم وهدد بالعقوبات ملوحا بسيف المصارف المراسلة.

وفي عدم تعاملها مع المصارف المحلية دق نيلسون ناقوس خطر مالي ليتبعه البيت الابيض اليوم بتنبهينا على أنا دولة فاشلة وأن واشنطن تدرس فرض عقوبات على السياسيين الفاشلين

ومن حيث لا نعرف الفشل فإن برنامج يسقط حكم الفاسد يدق الليلة أبواب الارتفاع الجنوني للدولار ويفتح ملف تفلت سعر الصرف ومخالفات الصرافين باعتماد التطبيقات الإلكترونية ولا بد ان يسقط احد من سلطة السوق البديلة والتي تتساهل تجاه ضبطها اجهزة امنية وقضاء ووزارات مختصة .

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

واشنطن: “الحزب” يعيق مكافحة الإرهاب

 روسيا اليوم/17 كانون الأول/2021

اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن “استمرار وجود “حزب الله” في الحكومة اللبنانية، يعيق العمل الحكومي الفعّال في مكافحة الحوادث الإرهابية المرتبطة بالحزب”. وقالت، في بيان عبر موقعها الإلكتروني: “إن لبنان شريك ملتزم في التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش”، مذكرة أنه “في عام 2020، قدمت الولايات المتحدة المساعدة الأمنية والتدريب للجيش اللبناني، وعملت مع منظمات إنفاذ القانون في لبنان، مثل قوى الأمن الداخلي، لتعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب والتحقيق في قضايا الإرهاب المحلية ومقاضاة مرتكبيها”. ولفتت إلى أن “الجماعات الإرهابية العاملة في لبنان تضمنت المنظمات الإرهابية الأجنبية المصنفة من قِبل الولايات المتّحدة مثل حزب الله وداعش”، مشيرة إلى أنه “على الرغم من السياسة الرسمية للحكومة اللبنانية المتمثلة في النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية، واصل حزب الله أنشطته العسكرية غير المشروعة في العراق وسوريا واليمن”. وأضافت: “حزب الله يواصل التخطيط لهجمات والانخراط في أنشطة غير مشروعة حول العالم”، مذكرة أنه “في عام 2020، دعمت لجنة التحقيقات الخاصة تنفيذ العقوبات المتعلقة بالإرهاب ضد العديد من أعضاء وممولي حزب الله، بما في ذلك فرض عقوبات على شركتين لبنانيتين تابعتين للمجلس التنفيذي لحزب الله وفرضت عقوبات ضد وزيري الحكومة السابقين يوسف فينيانوس وعلي حسن خليل لتقديم الدعم المادي لحزب الله”. وشددت الخارجية على أن “وجود “حزب الله” في الحكومة اللبنانية يستمر في إعاقة العمل الحكومي الفعال ضد الحوادث الإرهابيّة المرتبطة بالحزب، فمثلا على الرغم من الطلبات المتكررة من قبل قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) للوصول إلى الممتلكات الخاصة في جنوب لبنان والتي يشتبه في أن “حزب الله” قد حفر منها أنفاقا عبر الحدود إلى داخل إسرائيل أو يخبئ أو يصنع أسلحة فيها، رفضت الحكومة اللبنانية السماح لليونيفيل بالتحقيق في هذه المناطق”.

 

لا جديد في جولة دوكان... زيارة تقنيّة ثمّ مغادرة!

أخبار اليوم/17 كانون الأول/2021

تفاعل خبر العشاء الذي تناوله المبعوث الفرنسي بيار دوكان في منزل فادي العسلي وفي حضور سياسي ضمّ وزير المال يوسف الخليل، النائب المستقيل نعمة افرام، الوزيرين السابقين رائد خوري وملحم الرياشي، نقولا الشماس، والسفير البريطاني في لبنان، واستثنائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، رغم التبريرات التي صدرت، ابرزها ان طابع الزيارة تقني. ودوكان يعرف عدداً كبيراً من السياسيين من خلال زياراته المتكررة الى لبنان من ايام الحديث عن مؤتمر "سيدر" والاجتماعات التي حصلت لانعقاده ومتابعته للمشاريع "الاصلاحية" في لبنان. وفي العشاء - اللقاء كان تداول في المواضيع السياسية والازمة اللبنانية، ولم يحمل دوكان جديداً أو مطالب تختلف عن التي أعلنها في اجتماعاته الرسمية. فشدد على ضرورة توقيع الحكومة العقد مع صندوق النقد الدولي قبل الانتخابات النيابية المقبلة للحصول على المساعدات،  ولهذا حضّ على اعادة تفعيل اجتماعات مجلس الوزراء. علماً انه يرى ان الحكومة تعمل لكن ليس بالقدر الذي تريده فرنسا. اما الطلب الفرنسي الدائم فهو تنفيذ الاصلاحات ابرزها تعيين الهيئات الناظمة وتحديداً في الكهرباء، علماً ان الفرنسيين يعلمون ان الامل ضئيل في تشكيلها، مشدداً على ان فرنسا هي البلد الوحيد التي تبدي اهتماماً بلبنان. عملياً، لا جديد في ما حمله دوكان، وإن وصفت مصادر سياسية الزيارة بالتقنية، واعتبرت ان دوكان قام بجولة أفق على الوضع اللبناني، شجّع على الإصلاح، "تفقّد" أحوال قرض البنك الدولي للأسر الفقيرة، سأل عن الموازنة، شدد على إعادة إعمار مرفأ بيروت وعلى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وإعادة العمل الحكومي… وغادر.

 

النيابة العامة تطلب تصويب أخطاء القاضية رندى كفوري

وكالات/17 كانون الأول/2021

تم تقديم دعوى امام الهيئة العامة لمحكمة  التمييز بوجه القاضية رندى كفوري ومستشاري الغرفة السادسة لمحكمة التمييز، لتصويب الخطأ الجسيم المرتكب من قبلهم برد المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري عن قضيه المرفأ، وطلبت النيابة العامة التمييزية ابطال القرار لما فيه من اخطاء جسيمة، في حال الاخذ بها، يؤدي الامر الى تعطيل عمل النيابات العامة في كل لبنان ويجعل كل قاضي فيها خاضع للرد باعتباره سبق واعطى راي مسبق، وهو امر من طبيعة عمل النيابة  العامة، علما ان النيابة العامة التمييزية تعمد الى عدم حضور جلسات الغرفة السادسة في محكمة التمييز عملا بوحدة النيابة العامة ونتيجة هذا الاجتهاد المخالف للاصول القانونية.

 

طلاق داخل عائلة الرئيس؟

أي أم ليبانون/17 كانون الأول/2021

في معلومات خاصة بموقع IMLebanon أن رحلة الطلاق بين النائب شامل روكز والسيدة كلودين عون، ابنة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أصبحت في نهاياتها بعدما باءت كل مساعي المصالحة بينهما بالفشل. وبحسب بعض المقربين فإن أسباب المشاكل متعددة وجزء منها ليس بعيدا عن السياسة والخلافات داخل العائلة الكبرى. يُذكر أن هذا هو الزواج الثاني للسيدة كلودين عون بعد زواج أول كان ربطها بالدكتور سامي نادر.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

مستشار الأمن القومي الأميركي: المحادثات النووية مع إيران لا تسير على ما يرام ويبدو أننا لن نجد طريقا للعودة إلى الاتفاق النووي

العربية.نت - وكالات/17 كانون الأول/2021

تحدثت واشنطن لأول مرة عن أن مفاوضات العودة للاتفاق النووي مع إيران لن تنجح. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان إن المحادثات النووية مع إيران لا تسير على ما يرام، مردفا أن بلاده أبلغت إيران عبر وسطاء أنها متنبهة لتقدمها النووي. وتابع مستشار الأمن القومي الأميركي قائلا: يبدو أننا لن نجد طريقا للعودة إلى الاتفاق النووي. واختتمت الجمعة، الجولة السابعة من المفاوضات النووية بين القوى الكبرى مع إيران في فيينا دون اتفاق، وذلك بحسب ما ذكر المنسق الأوروبي إنريك مورا، فيما أفاد مسؤول أوروبي أن المحادثات النووية في فيينا توقفت بطلب من إيران. وقال المنسق الأوروبي: "ليس أمامنا أشهر للتوصل لاتفاق مع إيران بل أسابيع"، مشيرا إلى استئناف المحادثات مع إيران قريبا.وأضاف: "أمامنا مهمة صعبة في الجولة الثامنة من المحادثات مع إيران، ولا يوجد أمامنا وقت طويل للتوصل إلى اتفاق مع إيران". هذا ودعا مفاوضون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إيران، الجمعة، إلى التحرك بخطى حثيثة عند استئناف المفاوضات الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي، وذلك بعد أن توقفت المناقشات بناء على طلب إيران. وقال المفاوضون في بيان: "يحدونا الأمل في أن تكون إيران مستعدة لاستئناف المحادثات بسرعة، والمشاركة بشكل بناء حتى يمكن للمحادثات أن تتحرك بوتيرة أسرع"، مضيفين أنه لم يتبق سوى مسافة تقاس بالأسابيع وليس بالشهور قبل تلاشي الفوائد الأساسية لاتفاق منع الانتشار النووي. من جهة أخرى، قدمت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، مشروع قانون لمنع إيران وميليشياتها من الحصول على مسيرات فتاكة. وقالت اللجنة في بيان إن اعتماد إيران المتزايد على المسيرات وتصديرها يمثل تهديدا للاستقرار الإقليمي. وشددت لجنة العلاقات الخارجية على ضرورة تعامل واشنطن لوقف إرهاب إيران الإقليمي، ومعاقبتها على سلوكها المزعزع للاستقرار. بدوره، قال النائب الجمهوري جيم ريش، إنه سبق وتم التحذير من خطر هجمات بمسيرات نفذتها إيران ضد العراق والسعودية.

 

أوروبا: المفاوضات مع إيران «تتجه سريعاً إلى حائط مسدود»

فيينا: «الشرق الأوسط أونلاين»/17 كانون الأول/2021

تحدّث دبلوماسيون فرنسيون وألمان وبريطانيون، اليوم الجمعة، عن تقدم طفيف في المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي مع إيران، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة استئنافها في أسرع وقت تجنباً لفشلها. وقال الدبلوماسيون: «تم إحراز بعض التقدم على المستوى التقني في الساعات الـ24 الأخيرة» لكنهم حذروا من «أننا نتجه سريعاً إلى حائط مسدود في هذه المفاوضات». واعتبروا أن التوقف الذي طلبته إيران «مخيّب للآمال»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. من جهته، قال كبير مفاوضي طهران علي باقري عبر «تويتر»، الجمعة، قبل الاجتماع لتقييم المحادثات ورفعها «لقد أحرزنا تقدماً جيداً هذا الأسبوع»، مضيفاً أن المفاوضات ستستمر «بعد انقطاع لبضعة أيام». وقال دبلوماسيون أوروبيون لوكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين، إن إيران قدّمت مقترحات «لا تتماشى» مع الاتفاق النووي المبرم عام 2015. كما أعربوا عن أسفهم لأنه «لم يتسن حتى الآن الدخول في مفاوضات حقيقية». وأضافوا «نضيع وقتاً ثميناً في مناقشة مواقف إيرانية جديدة لا تتماشى مع خطة العمل الشاملة المشتركة أو تتجاوز ما تنص عليه». على صعيد متصل، أعلنت طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا، الأربعاء، أنهما توصلتا إلى اتفاق بشأن استبدال الكاميرات في مجمع تيسا النووي في كرج غرب طهران، بعد أن تضررت في هجوم في يونيو (حزيران) حمّلت إيران مسؤوليته لإسرائيل.

 

البيت الأبيض: ملتزمون بحماية أمن السعودية والخليج و"الميليشيا الموالية لإيران في العراق زادت من هجماتها ضد القوات الأميركية"

دبي - قناة العربية»/17 كانون الأول/2021

أكد البيت الأبيض، الجمعة، في تصريحات خاصة لمراسلة "العربية"، التزامه "بحماية أمن السعودية والخليج"، وأشاد "بنجاح القمة الخليجية الأخيرة في الرياض". وأشار البيت الأبيض إلى أن "الميليشيا الموالية لإيران في العراق زادت من هجماتها ضد القوات الأميركية"، مؤكدًا أن "الوضع الإنساني في سوريا مقلق، وسنبقي على تواجدنا العسكري هناك لمواجهة داعش". وعن إيران، قال مسؤول كبير بالبيت الأبيض في تصريحات خاصة لقناتي "العربية" و"الحدث": "ليس لدينا ما يشير إلى أن الإيرانيين في وضع اقتصادي مريح. بالطبع، بعد الجولة الأولى في فيينا، انهارت عملتهم إلى مستوى قياسي. وأود أن أقول إننا أبقينا، كما تعلمون، كل العقوبات المفروضة، وأعتقد أن الأمر مختلف مقارنة بالإدارة السابقة التي فرضت عقوبات لتحقيق أهداف غير واضحة". وأضاف: "لدينا هدف واضح للغاية حول العودة إلى الامتثال النووي. وعلى الأقل، فإن مجموعة العقوبات التي كانت مرتبطة بخطة العمل المشتركة لن تُرفع قبل العودة إلى الامتثال. وحسب أرقام وزارة الخارجية الأميركية، تنفق إيران ملياري دولار سنويًا على وكلائها". وتابع المسؤول الأميركي: "هذه ليست مشكلة عندما يتعلق الأمر بإيران، فهذا السلوك الإقليمي هو الذي ستعالجه العقوبات وحدها، لذلك لم أتعمق في الميزانية الإيرانية الجديدة وبنودها، لكنني أعلم أنها تأثرت بنسبة 20٪ تقريبًا من العام الماضي. بالطبع، سيستمرون بالاستثمار في الوكلاء والحرس الثوري الإيراني وآخرين، وبالطبع سنواصل استخدام الأدوات التي تمكننا من ردع إيران وخفض التصعيد، وهذا يتناسق مع نهجنا في المنطقة المتعلق بشكل خاص بإيران". وأوضح البيت الأبيض أن "إيران لم تلتزم حتى الآن ببنود الاتفاق النووي حتى يتم رفع العقوبات".

وفي تفصيل حول العراق، قال المسؤول الأميركي في تصريحاته: "كنت في العراق الأسبوع الماضي، وتم إجراء الانتخابات، وأعتقد أن نتائج الانتخابات ستصادق عليها المحكمة العليا في وقت ما خلال الأسابيع المقبلة". وواصل: "نحن ندعم مؤسسات العراق، والأهم بالنسبة لنا في هذه الانتخابات هو النزاهة واستيفاء المعايير الدولية، وهو ما جرى بوضوح". وفي الشأن اللبناني، ذكر البيت الأبيض أن المؤشرات تؤكد أن "لبنان يسير نحو الفشل"، مشيرًا إلى أن هناك "تنسيقًا أميركيًا فرنسيًا بشأن فرض عقوبات على السياسيين الفاشلين هناك".

 

البيت الأبيض لموسكو: لا مفاوضات حول أمن أوروبا بدون حلفائنا

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/17 كانون الأول/2021

ردت واشنطن، اليوم الجمعة، على المقترحات الروسية بشأن منع توسع الحلف الأطلسي (ناتو) شرقاً، فأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن «لا مفاوضات حول الأمن الأوروبي بدون حلفائنا وشركائنا الأوروبيين»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت ساكي متحدثة إلى الصحافيين في الطائرة التي كانت تقل الرئيس جو بايدن في زيارة قصيرة إلى ولاية ساوث كارولاينا: «نجحنا على مدى عقود في التفاوض مع روسيا حول مسائل أمنية... ليس هناك ما يمنعنا من مواصلة الأمر، لكننا سنقوم بذلك بالشراكة والتنسيق مع حلفائنا وشركائنا الأوروبيين».

 

الكرملين: التدخل "الزاحف" للناتو في أوكرانيا بدأ ولن نقف مكتوفي الأيدي

روسيا تنشر مسودات اتفاقيات أمنية تطالب باستبعاد أوكرانيا ودول أخرى في الجوار من الانضمام إلى حلف الناتو

موسكو - الأسوشييتد برس/17 كانون الأول/2021

قال الكرملين الجمعة، إن التدخل "الزاحف" للناتو في أوكرانيا بدأ ولن نقف مكتوفي الأيدي. وأبدت الولايات المتحدة، في وقت سابق الجمعة، استعدادها لبحث اقتراحات روسيا الهادفة إلى الحد من نفوذ واشنطن وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في محيطها المجاور، لكنها حذرت في الوقت نفسه من "تداعيات كبيرة" في حال جرى تدخل عسكري روسي في أوكرانيا. وصرح مسؤول أميركي كبير لم يشأ كشف هويته قائلا: "نحن مستعدون للمناقشة" رغم أن "وثائق (اقتراحات المعاهدات التي أعلنتها روسيا) تتضمن بعض الأمور التي يعلم الروس أنها مرفوضة"، محذرا من "تداعيات كبيرة، كبيرة إذا حصل عدوان إضافي على أوكرانيا"، بحيث "سيكون الثمن باهظا جدا". وأوضح أن الولايات المتحدة ستقدم "الأسبوع المقبل اقتراحا ملموسا في شكل أكبر" حول شكل المحادثات بعد التشاور مع حلفائها الأوروبيين. وتتصل بعض الاقتراحات الروسية بالعلاقات مع حلف شمال الأطلسي فيما تعني أخرى الأعضاء الـ57 في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضم أيضا أوكرانيا وجورجيا، فضلا عن اقتراحات تتعلق بمناقشة قضايا نزع السلاح التقليدي على مستوى ثنائي، بحسب المسؤول. وأضاف: "نفكر إذن في كيفية القيام بذلك في شكل تجلس الدول المعنية إلى طاولة المفاوضات وبحيث يشارك كل من لديهم مصالح حين نتحدث عن الأمن الأوروبي". وتابع المسؤول الأميركي: "أعتقد أنه ستكون لدينا أيضا قائمة بالمواضيع التي تثير القلق بالنسبة إلى سلوك روسيا"، لافتا إلى "أننا سنحملها إلى طاولة المفاوضات".

مطالب موسكو

هذا ونشرت روسيا، الجمعة، مسودات اتفاقيات أمنية تطالب باستبعاد أوكرانيا ودول أخرى في الجوار من الانضمام إلى حلف الناتو، وأيضا فرض قيود على القوات والأسلحة في أوروبا. أيضا تدعو الوثائق التي قدمتها موسكو للولايات المتحدة وحلفائها في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إلى فرض حظر على نشر السفن الحربية والطائرات الأميركية والروسية في المناطق التي تستطيع منها ضرب أراضي الطرف الآخر. ويأتي نشر مسودات الاتفاقيات في خضم توترات حادة بشأن حشد القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا، مما أثار مخاوف أوكرانية وغربية من غزو محتمل. ونفت موسكو مزاعم التخطيط لمهاجمة جارتها، ولكنها طالبت الغرب بتقديم مجموعة من الضمانات القانونية التي تحول دون توسع الناتو لضم أوكرانيا ونشر أسلحة الحلف هناك، وهو ما رفضه حلف شمال الأطلنطي. وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، إن علاقات روسيا مع الولايات المتحدة وحلفائها في منظمة حلف شمال الأطلسي قد اقتربت من "نقطة خطيرة"، مشيرا إلى أن عمليات نشر الحلف لقواته وإجراء تدريبات قرب حدود روسيا، أثارا تهديدات "غير مقبولة" لأمنها. وتضم مسودات الاتفاقيات - اتفاقية أمنية بين روسيا والولايات المتحدة ومعاهدة أمنية بين موسكو وحلف شمال الأطلسي (ناتو)- التزامات بسحب الأسلحة والاحجام عن إجراء التدريبات قرب الحدود بين روسيا والدول الأعضاء في الحلف.  وقال ريابكوف للصحافيين إن موسكو اقترحت أن تبدأ الولايات المتحدة على الفور محادثات حول المسودات المقترحة في جنيف. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أثار مسألة طلب الضمانات الأمنية خلال محادثته الهاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي. وخلال المحادثة، أعرب بايدن عن قلقه بشأن تعزيز الحشد العسكري الروسي قرب أوكرانيا، وحذره- بوتين- من أن روسيا ستواجه "تداعيات وخيمة" إذا هاجمت موسكو جارتها.

 

الأطلسي» يرفض استبعاد انضمام كييف وموسكو مستعدة لمحادثات مع واشنطن... وبروكسل تلوّح بعقوبات

بروكسل - موسكو: «الشرق الأوسط»/17 كانون الأول/2021

رفض حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الخميس، دعوات موسكو إلى استبعاد انضمام أوكرانيا مستقبلا إلى الحلف، مشددا على أهمية شراكته مع كييف. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بعد اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقر التحالف في بروكسل: «لن نساوم على حق أوكرانيا في اختيار طريقها، ولن نساوم على حق الناتو في حماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم، ولن نساوم على حقيقة أن لدى الناتو شراكة مع أوكرانيا»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. من جهته، قال الرئيس الأوكراني: «منذ العام 2014، منذ اندلاع الحرب، دفعت روسيا أوكرانيا نحو الناتو واليوم تصعّب الطريق للانضمام إليه». ويتّهم الغرب روسيا بأنها تحضّر لغزو جديد لأوكرانيا وبنشر قوات كبيرة على حدودهما المشتركة. والأربعاء، سلمت روسيا قائمة «مقترحات» بشأن ضمانات لأمنها لمساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون أوروبا كارين دونفريد خلال زيارتها موسكو. ووصلت دونفيلد إلى بروكسل أمس، لتقديم هذه المقترحات إلى حلف شمال الأطلسي خلال اجتماع مع سفراء الدول الأعضاء، وفق مصادر دبلوماسية في الناتو. بالتزامن مع ذلك، قالت روسيا إنها مستعدة لإيفاد مفاوض حكومي «في أي لحظة» لبدء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن يمكن أن يتحدثا مجددا قبل العام الجديد، وإن كان لم يتم الاتفاق على شيء محدد في هذا الصدد بعد، وفق رويترز. وكان الرئيسان قد أجريا مكالمة عبر الفيديو استغرقت ساعتين في السابع من ديسمبر (كانون الأول). وقال بيسكوف إن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف سيكون «مستعدا للطيران في أي لحظة إلى أي بلد محايد» لبدء المحادثات. في سياق متصل، بحث قادة الدول السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي، الخميس، تشكيل جبهة مشتركة لردع روسيا عن شن هجوم محتمل على أوكرانيا. وأمام التهديد بنشوب نزاع جديد بين موسكو وكييف، أعدت المفوضية الأوروبية مقترحات بالعقوبات الإضافية لكنها لم تكشف عنها. وحضّ وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا على «نزع فتيل التوترات وتجنب أي عمل عدواني ضد أوكرانيا، لأننا (...) متحدون في دعم سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية»، مؤكدا أن «أي عمل عدواني سيكون له ثمن سياسي واقتصادي باهظ».

وكانت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين أكدت مساء الأربعاء: «نحن جاهزون (...) سيكون الثمن الذي ستدفعه روسيا باهظا جدا وستكون هناك عواقب جسيمة». بدوره، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس: «سنعيد التأكيد على أن حرمة الحدود هي إحدى الركائز الأساسية للسلام في أوروبا، وأننا جميعا سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ عليها».

 

وكالة الطاقة الذرية تشكك في اختفاء تسجيل كاميرا أمنية في إيران

فيينا: «الشرق الأوسط أونلاين»/17 كانون الأول/2021

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، اليوم الجمعة، إن الوكالة لديها شكوك بشأن ضياع تسجيلات كاميرا مراقبة في موقع لتصنيع مكونات من أجهزة الطرد المركزي في كرج بإيران بعد وقوع هجوم هناك. ولم يناقش الأمر في اتفاق بين إيران والوكالة الدولية، يوم الأربعاء، يتيح إعادة تركيب كاميرات المراقبة الأمنية الخاصة بالوكالة في موقع كرج، والتي أزالتها طهران بعد الهجوم الذي اتهمت إسرائيل بالمسؤولية عنه. ومن المنتظر أن ينهي الاتفاق أزمة استمرت شهوراً بشأن دخول مفتشي الوكالة إلى الموقع. وتعرضت واحدة من أربع كاميرات خاصة بالوكالة الدولية في كرج للتدمير في الهجوم. وأزالت إيران جميع الكاميرات وعرضتها على الوكالة الدولية، لكن وحدة تخزين البيانات على الكاميرا التالفة لم تكن موجودة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وطلبت الوكالة وقوى غربية من إيران تقديم تفسير، لكنها لم تفعل حتى الآن. وقال غروسي في مؤتمر صحافي، رداً على سؤال بشأن مصداقية اختفاء تسجيل الكاميرا: «لدينا شكوك بشأن الأمر، ولهذا نسأل أين هو؟ (التسجيل)». وأضاف «آمل أن يقدموا تفسيراً لأن من الغريب جداً أن يختفي». وتفادى الاتفاق بشأن كرج تصعيداً دبلوماسياً كان ينذر بإفشال المحادثات الأوسع نطاقاً والتي تهدف لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015. ولم تتمكن الوكالة الدولية من التحقق من استئناف العمل في موقع كرج، لكن غروسي قال: «ستكون نتيجة منطقية» إذا كانت أجهزة التخصيب المتطورة التي جرى تركيبها في الآونة الأخيرة في فُردو، وهو موقع مخبأ في الجبال، جاءت من هناك.

 

مورا: أمامنا أسابيع لا شهور لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني

فيينا: «الشرق الأوسط أونلاين»/17 كانون الأول/2021

قال إنريكي مورا، منسق المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، إن أمام المفاوضين مسافة تُقاس بالأسابيع لا بالشهور لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية. وأضاف مورا، مبعوث الاتحاد الأوروبي، في مؤتمر صحافي عقده في فيينا: «ليس أمامنا شهور، بل أسابيع للتوصل لاتفاق»، مضيفاً أن «هناك إحساساً على درجة قصوى من الأهمية بضرورة العجلة إذا كنا نريد بالفعل أن نحقق النجاح في هذه المفاوضات»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. ودعا مفاوضون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا إيران، اليوم الجمعة، إلى التحرك بخطى حثيثة عند استئناف المفاوضات الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي، وذلك بعد أن توقفت المناقشات بناءاً على طلب إيران. وقال المفاوضون في بيان نقلته «رويترز»: «يحدونا الأمل في أن تكون إيران مستعدة لاستئناف المحادثات بسرعة، والمشاركة بشكل بناء حتى يمكن للمحادثات أن تتحرك بوتيرة أسرع»، مضيفين أنه لم يتبق سوى مسافة تقاس بالأسابيع وليس بالشهور قبل تلاشي الفوائد الأساسية لاتفاق منع الانتشار النووي.

 

واشنطن تتهم طهران بإيواء قادة «القاعدة» و«داعش»... و«حزب الله» شريكها الأخطر

غودفري لـ «الشرق الأوسط» : السعودية شريك قوي وقادر للغاية وهي تواجه تهديدات الإرهابيين والحوثيين

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/17 كانون الأول/2021

وصفت الولايات المتحدة، في أحدث تقرير سنوي لها حول الجهود لمكافحة الإرهاب عبر الدول، تنظيم «القاعدة» بأنه لا يزال «أكثر الجماعات الإرهابية نشاطاً وخطورة» في العالم، بعد «المكاسب» التي حققها التحالف الدولي لهزيمة «داعش». واتهمت واشنطن، إيران بأنها تأوي زعماء من التنظيمين على أراضيها، مؤكدة أن «حزب الله لا يزال أخطر شريك إرهابي» لها. وفي المقابل، أشادت بالجهود الواسعة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية باعتبارها «شريكاً قوياً وقادراً للغاية» في مكافحة الإرهاب، وهي «تواجه تهديداً» من «القاعدة» و«داعش» بالإضافة إلى ميليشيات الحوثي. وأوضح التقرير الذي تأخر نشره بسبب ظروف جائحة «كوفيد 19» أنه رغم أن الولايات المتحدة وشركاءها اتخذوا عام 2010 «خطوات كبيرة» ضد المنظمات الإرهابية «صار التهديد الإرهابي أكثر انتشاراً جغرافياً» حول العالم، ما دفع إلى توسيع التحالف الدولي لهزيمة «داعش» الذي يضم الآن 83 دولة، «معززاً المكاسب» في العراق وسوريا، بالإضافة إلى توسيع الجهود لمواجهة التهديد المتنامي لـ«داعش» في غربي أفريقيا والساحل. ونبه إلى أن «القاعدة عززت وجودها في الخارج، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث لا يزال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وحركة الشباب في القرن الأفريقي، وجماعة نصر الإسلام والمسلمين في منطقة الساحل من بين أكثر الجماعات الإرهابية نشاطاً وخطورة في العالم».

إيران و«حزب الله»

وإذ أشار التقرير، الذي يشمل عمليات مكافحة الإرهاب في كل دول العالم، إلى أن واشنطن فرضت عقوبات على الجماعات المدعومة من إيران، مثل «عصائب أهل الحق» في العراق و«سرايا المختار» في البحرين، لفت إلى أن تسع دول في نصف الكرة الغربي وأوروبا اتخذت «خطوات مهمة» عام 2020 لتصنيف «حزب الله» كجماعة إرهابية أو حظره أو تقييده، على غرار أربع حكومات أخرى اتخذت إجراءات مماثلة في العام السابق. وقال: «واصلت إيران دعم الأعمال الإرهابية إقليمياً وعالمياً خلال عام 2020»، وهي «دعمت وكلاء ومجموعات شريكة في البحرين والعراق ولبنان وسوريا واليمن، بما في ذلك حزب الله وحماس». بينما واصل «كبار قادة القاعدة الإقامة في إيران وتسهيل العمليات الإرهابية من هناك». أما على الصعيد العالمي، فظل «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري من «الفاعلين الإيرانيين الأساسيين المتورطين في دعم تجنيد الإرهابيين وتمويلهم ومؤامراتهم عبر أوروبا وأفريقيا وآسيا والأميركيتين».

وذكّر بأن واشنطن تصنف إيران دولة راعية للإرهاب منذ عام 1984، وأفاد بأن نشاطها المرتبط بالإرهاب تواصل عام 2020 «بما في ذلك دعم حزب الله والجماعات الإرهابية الفلسطينية في غزة والعديد من الجماعات الإرهابية والمقاتلة في العراق وسوريا وأماكن أخرى في كل أنحاء الشرق الأوسط»، علماً بأنها استخدمت «فيلق القدس» لـ«تقديم الدعم للمنظمات الإرهابية، وتوفير غطاء للعمليات السرية المرتبطة بها، وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة». أضاف أن طهران «أقرت بتورط الحرس الثوري الإيراني - فيلق القدس في العراق وسوريا». ولاحظ أن «مجموعات إرهابية عدة، أبرزها حزب الله، واصلت العمل في لبنان وسوريا»، معتبراً أن «حزب الله لا يزال أخطر شريك إرهابي لإيران وأقوى منظمة إرهابية في لبنان». وأشار إلى أن «الدعم المالي الإيراني السنوي لحزب الله، الذي قُدر في السنوات الأخيرة بمئات الملايين من الدولارات، يمثل معظم الميزانية السنوية للحزب». وأورد التقرير أن المسؤولين في السعودية «واصلوا العمل عن كثب» مع نظرائهم الأميركيين بغية نشر «استراتيجية شاملة ومجهزة بموارد جيدة لمكافحة الإرهاب»، بما في ذلك عبر «التعاون إقليمياً ودولياً وإجراءات لمكافحة التطرف الإرهابي». وأقر بأن عناصر الحوثي في اليمن «يشكلون أكبر تهديد أمني للسعودية» إذ إن وتيرة هجماتهم ازدادت على مدار العام لتشمل هجمات بالصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والسفن المسيرة، مضيفاً أن العمليات السعودية في اليمن «تضمنت مهمات مكافحة الإرهاب ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش في اليمن». كذلك أكد أن السعودية «كانت شريكاً كاملاً ومشاركاً نشطاً في التحالف الدولي لهزيمة داعش وقدمت دعماً تشغيلياً ولوجيستياً كبيراً لنشاطات هزيمة داعش في سوريا والعراق»، علما بأن المملكة «تعرضت للعديد من الهجمات عبر الحدود في عام 2020، بما في ذلك هجمات الحوثيين شبه الأسبوعية ضد أهداف في جنوب وغرب المملكة العربية السعودية باستخدام الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار والسفن المسيرة والألغام العائم»، فضلاً عن «هجمات صغيرة نفذها متعاطفون مع تنظيم داعش». وأفاد التقرير أيضاً بأن رئاسة أمن الدولة والمباحث العامة السعودية التابعة لها أجرت تحقيقات متعلقة بالإرهاب عام 2020، وتمكنت من اعتقال «محمد بن حسين علي العمار، أحد أبرز الأهداف الإرهابية في اليمن». وأكد أن المملكة «ملتزمة تأمين حدودها وحرمان الإرهابيين من الملاذ الآمن». وهي فرضت بالتعاون مع دول أخرى عقوبات على ستة أفراد وكيانات مرتبطة بشبكات دعم الإرهاب التابعة لـ«داعش» في المنطقة. ولاحظ أن «جهود مكافحة التطرف العنيف توسعت في ظل جهود إصلاح رؤية 2030 السعودية».

غودفري: السعودية شريك قوي

القائم بأعمال منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية جون غودفري قال لـ«الشرق الأوسط» إن المملكة العربية السعودية «شريك قوي ونشط وقادر للغاية» للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، موضحاً أن هذه الجهود متواصلة منذ سنوات «في سياق التحالف العالمي لهزيمة داعش» و«المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب»، مذكّراً بأن المملكة نفسها «واجهت تهديدات خاصة في السنوات الأخيرة من الحوثيين في اليمن» علماً بأن «هذه الجماعة تحظى بقدر كبير من الدعم من إيران». وأضاف أن السعودية «تواجه تهديداً» من «القاعدة» و«داعش»، وهي «لعبت دوراً إيجابياً في الجهود المتعلقة بالعراق، بما في ذلك محاولة تشكيل حكومة جديدة في العراق تعكس إرادة الشعب العراقي».

* الجهود عبر مجلس الأمن

ويعرض التقرير أيضاً لجهود مكافحة الإرهاب العالمي، بما في ذلك عبر لجنة العقوبات 1267 التابعة لمجلس الأمن لتصنيف المنتسبين لـ«داعش» في غرب أفريقيا والصحراء الكبرى وليبيا واليمن وإندونيسيا وزعيم حركة «طالبان - باكستان» زعيم نور والي محسود. ولفت إلى «المشاركة الدبلوماسية رفيعة المستوى لمواجهة حزب الله عبر أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية وأوروبا» بالإضافة إلى «الدور الرئيسي» للولايات المتحدة «في إعادة مقاتلي داعش الإرهابيين الأجانب وأفراد أسرهم إلى أوطانهم وإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم ومحاكمتهم». وأشار إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) اعتقلت نحو ألفي مقاتل غير سوري وغير عراقي لا يزالون في سوريا، بالإضافة إلى نحو خمسة آلاف مقاتل سوري وألفي عراقي محتجزين لديها.

التطرف العنيف للبيض

وكرس التقرير للمرة الأولى حيزاً واسعاً لـ«التطرف العنيف المدفوع عرقياً أو اثنياً» المعني خصوصاً بالجماعات التي تروج لتفوق العرق الأبيض، مؤكداً أن هذا التهديد «يستمر في التوسع بسرعة، بما في ذلك الروابط العابرة للحدود الوطنية»، مشيراً إلى أن لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن في الأمم المتحدة أفادت بأن هناك «زيادة بنسبة 320 في المائة» في «الإرهاب اليميني المتطرف» على مستوى العالم في السنوات الخمس التي سبقت عام 2020، وكشف أن ممثلي هذه الجماعات في الولايات المتحدة «سافروا إلى الخارج للانخراط شخصياً مع ممثلين أجانب في التطرف العنيف المدفوع عرقياً أو اثنياً». ووصف وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن التقرير بأنه «يقدم نظرة مفصلة» على بيئة مكافحة الإرهاب خلال العام الماضي ويساعد واشنطن على اتخاذ «قرارات مستنيرة حول السياسات والبرامج وتخصيص الموارد» في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لـ«بناء القدرة» على مكافحة الإرهاب في كل أنحاء العالم.

وقال بلينكن إن الإنجازات في عام 2020 شملت «توسيع نطاق تركيز التحالف العالمي لهزيمة داعش إلى مناطق جديدة مثيرة للقلق» بالإضافة إلى «أول تصنيف إرهابي لمجموعة متطرفة عنيفة بدوافع عنصرية أو عرقية» وخصوصاً تلك التي تروج لتفوق العرق الأبيض، فضلاً عن «العدد المتزايد من الدول التي تصنف حزب الله بكليته منظمة إرهابية».

 

لندن تعد باستخدام إمكاناتها الدبلوماسية والاقتصادية لحماية أوكرانيا

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/17 كانون الأول/2021

أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الجمعة، للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي أن بلاده ستستخدم «كل إمكاناتها الدبلوماسية والاقتصادية» للحؤول دون اي اعتداء روسي على أوكرانيا. وقال متحدث باسم داونينغ ستريت إنه خلال اتصال هاتفي بعد الظهر، كرر جونسون الدعم البريطاني لأوكرانيا وأكد لزيلينسكي أن المملكة المتحدة «ستستخدم كل إمكاناتها الدبلوماسية والاقتصادية بالتنسيق مع حلفائها لمنع اي عدوان روسي على أوكرانيا»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

 

«طالبان» تعدّ أول ميزانية لأفغانستان بدون مساعدة دولية

كابل: «الشرق الأوسط أونلاين»/17 كانون الأول/2021

أعلنت وزارة المالية في حكومة «طالبان»، اليوم الجمعة، أنها أعدت مشروع ميزانية للدولة سيمول للمرة الأولى منذ عشرين عاما بدون مساعدة دولية. ويأتي إعداد هذه الميزانية بينما تشهد أفغانستان أزمة اقتصادية عميقة يمكن أن تتحول إلى أزمة إنسانية بينما حذر برنامج الأغذية العالمي من مجاعة محتملة. ولم يحدد المتحدث باسم وزارة المالية أحمد والي حقمال قيمة مشروع الميزانية التي تغطي الفترة الممتدة حتى ديسمبر (كانون الأول) 2022، لكنه قال لوكالة الصحافة الفرنسية إنه يفترض أن توافق عليه الحكومة الأفغانية قبل نشره. وكان والي حقمال قد صرح في مقابلة مع التلفزيون العام نشرت فقرات منها على موقع تويتر: «نحاول تمويلها من دخلنا المحلي ونعتقد أننا نستطيع» تحقيق ذلك. وكانت المساعدة الدولية لأفغانستان قد عُلقت بعد عودة «طالبان» إلى الحكم في أغسطس (آب) الماضي مع تجميد الدول الغربية أصولا بمليارات الدولارات في الخارج. وكانت ميزانية 2021 ، التي وضعها النظام السابق بإشراف صندوق النقد الدولي، تبلغ 219 مليار أفغاني (1,75 مليار يورو بسعر الصرف الحالي) بشكل مساعدات دولية و 217 مليار أفغاني في الإيرادات. وكان سعر الصرف في ذلك الوقت يقارب 90 أفغانيًا مقابل يورو واحد، لكن العملة المحلية تواصل تراجعها منذ عودة «طالبان»، والجمعة بلغ سعر اليورو أكثر من 120 أفغانيًا.

واعترف حقمال بتأخر رواتب الموظفين أشهراً عدة مؤكدا «أننا نبذل قصارى جهدنا» لتسوية المتأخرات قبل نهاية العام. لكنه أوضح أن هناك جدول رواتب جديدا يجري إعداده. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت إدارة الإيرادات في حكومة «طالبان» إنها جمعت 26 مليار أفغاني في الشهرين ونصف الشهر الماضي بما في ذلك 13 مليارا من الرسوم الجمركية. وأعلن حقمال استحداث ضريبة جديدة لتمويل مشاريع لمساعدة الأيتام والفقراء. وصرح خبير اقتصادي أفغاني طلب عدم ذكر اسمه إن الميزانية الجديدة يفترض أن تمثل ربع ميزانية العام الماضي فقط. وقال ان «طالبان» تقول ان «هناك شفافية اكبر في المراكز الحدودية»، ما يعني ان المنتجات التي تفلت من الرسوم الجمركية اقل من قبل. لكن «حتى لو اعتبرنا هذا الافتراض صحيحاً» فإن «الحد الأقصى للدخل سيكون نحو 100 مليار أفغاني» في 2022 حيث سيؤدي الركود إلى خفض حصيلة الضرائب بنسبة أكبر بكثير، بحسب قوله.

 

العثور على «كميات كبيرة» من المياه في «أخدود المريخ العظيم»

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/17 كانون الأول/2021

يمتلك المريخ نسخته الخاصة من الأخدود العظيم «غراند كانيون»، وقد وجد العلماء أن هذه الميزة الدرامية هي موطن «لكميات كبيرة من الماء» بعد اكتشاف قامت به مركبة مدارية تدور حول الكوكب الأحمر، وفقاً لوكالة الفضاء الأوروبية. اكتشف مسبار «إكسومارس تريس غاز أوروبيتير»، الذي تم إطلاقه في عام 2016 كمهمة مشتركة بين وكالة الفضاء الأوروبية و«روسكوموس» المياه في «فاليس مارينيرس» على سطح المريخ. نظام الوادي هذا أطول 10 مرات، وأعمق بخمس مرات وأوسع 20 مرة من «غراند كانيون»، وفقاً لشبكة «سي إن إن». ويقع الماء تحت سطح نظام الوادي، وقد تم اكتشافه بواسطة أداة «فرند» الخاصة بالمركبة المدارية، أو كاشف النيوترونات ذي الدقة العالية. هذه الأداة قادرة على رسم خريطة للهيدروجين على عمق متر (3.28 قدم) من تربة المريخ. وتقع معظم المياه على سطح المريخ في المناطق القطبية للكوكب وتظل مجمدة بشكل ماء جليدي. ويقع «فاليس مارينيريس» جنوب خط استواء الكوكب مباشرة؛ حيث لا تكون درجات الحرارة عادة باردة بما يكفي لبقاء الجليد. وتم جمع الملاحظات بواسطة المركبة المدارية في الفترة ما بين مايو (أيار) 2018 إلى فبراير (شباط) 2021. في السابق، بحثت المراكب الأخرى عن الماء تحت سطح المريخ مباشرة واكتشفت كميات صغيرة تحت غبار المريخ. وقال مؤلف الدراسة إيغور ميتروفانوف، الباحث الرئيسي في تلسكوب «فرند»، في بيان: «باستخدام مسبار (تريس غاز أوروبيتير) يمكننا النظر إلى الأسفل بمقدار متر واحد تحت هذه الطبقة ومعرفة ما يحدث بالفعل تحت سطح المريخ - والأهم من ذلك، تحديد الواحات الغنية بالمياه التي لم يتم اكتشافها في السابق». وتابع: «كشف (فرند) عن منطقة بها كمية كبيرة بشكل غير عادي من الهيدروجين في نظام وادي فاليس مارينيريس الضخم: بافتراض أن الهيدروجين الذي نراه مرتبط بجزيئات الماء، يبدو أن 40 في المائة من المواد القريبة من السطح في هذه المنطقة هي ماء». ويبدو أن مساحة هذه المنطقة بحجم هولندا. وهناك درجات حرارة أعلى بالقرب من خط الاستواء على المريخ، لذلك يعتقد الباحثون أنه يجب أن يكون هناك مزيج خاص من الظروف التي تسمح للماء بالبقاء والتجدد.

 

رفض سعودي ـ مصري للتدخلات في الشؤون العربية

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط أونلاين»/17 كانون الأول/2021

أكدت المملكة العربية السعودية ومصر أمس «رفضهما لأي محاولات لأطراف إقليمية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية أو تهديد استقرارها وتقويض مصالح شعوبها، سواء عبر أدوات التحريض العرقي والمذهبي، أو أدوات الإرهاب، أو عبر تصورات توسعية لا تحترم سيادة الدول أو ضرورات احترام حسن الجوار». وأدان البلدان «محاولات المساس بأمن وسلامة الملاحة في الخليج العربي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر». وشددا على «أهمية ضمان حرية الملاحة بتلك الممرات البحرية المحورية». وعقد وزيرا الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والمصري سامح شكري، في القاهرة أمس محادثات تناولت «مواصلة تعزيز أطر التعاون الثنائي في إطار العلاقات الاستراتيجية الوطيدة بين البلدين». وأشاد الوزيران بـ«التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية». كما انعقدت في القاهرة «لجنة المتابعة والتشاور السياسي بين مصر والسعودية». وأكد البيان الختامي للجنة ووفقاً للخارجية المصرية أن «المشاورات أظهرت توافق وجهات نظر ورؤى البلدين الشقيقين إزاء العديد من القضايا والأزمات التي تمر بها المنطقة والعالم». واتفق الجانبان على «أهمية استمرار تنسيق جهودهما من أجل دعم الدول الوطنية وأمن شعوب المنطقة واستقرارها». كما أشارا إلى «أهمية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية». وبدوره، عبّر الجانب المصري عن «تضامنه مع السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها الوطني».

 

خسائر غير مسبوقة للحوثيين في مأرب والجوف و«الرباعية» تدرس دعم العُملة... وآل جابر يشدد على مساعدة النازحين

عدن: علي ربيع/الشرق الأوسط أونلاين»/17 كانون الأول/2021

في حصيلة غير مسبوقة، وبضربات تحالف دعم الشرعية في اليمن، مُني الحوثيون بخسائر عالية في 3 جبهات يمنية خلال الـ24 ساعة الماضية. وأدت عمليات استهداف التصعيد والهجوم الحوثي على جبهات مأرب والجوف والساحل الغربي إلى مقتل 615 من الميليشيات خلال 24 ساعة، علاوة على تدمير عشرات الآليات العسكرية، وهي حصيلة جمعتها «الشرق الأوسط» من إعلانات التحالف. سياسياً، أكد سفراء المجموعة الرباعية الخاصة باليمن وهي السعودية، والإمارات، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، دراسة خيارات لدعم العملة اليمنية وتسهيل التجارة، محذرين في بيان صدر أمس، من الوضع الإنساني الخطير بسبب التصعيد الحوثي ورفض وقف إطلاق النار. إنسانياً، أكد محمد آل جابر السفير السعودي لدى اليمن أهمية دعم الجهود الإنسانية في اليمن وخاصة مأرب، في ظل استمرار التصعيد الحوثي العسكري ورفض وقف إطلاق النار، لافتا إلى أهمية زيادة الدعم الإنساني للنازحين في المخيمات المنتشرة في مأرب.

وجاء حديث السفير، خلال لقاء جمعه في الرياض أمس مع مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الذي قال إن السعودية لا تعد مانحاً مهماً لليمن وحسب، بل لدول العالم ذات الاحتياج كافة. وأضاف غريفيث أن «السعودية ستتولى خلال العام المقبل 2022 رئاسة مجموعة دعم المانحين لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، الأمر الذي يُكسب زيارتي الحالية للمملكة أهمية متزايدة».

 

رشقات» إسرائيلية جنوب سوريا... وإسقاط «مسيرة» قرب «التنف» الأميركية ودمشق تعلن مقتل جندي بقصف من تل أبيب

واشنطن: إيلي يوسف دمشق ـ القامشلي/الشرق الأوسط أونلاين»/17 كانون الأول/2021

قُتِل جندي سوري في غارة جوية إسرائيلية استهدفت، فجر أمس (الخميس)، مواقع في جنوب سوريا، بحسب ما أفادت به «وكالة الأنباء الرسمية» (سانا)، في وقت أعلنت فيه القيادة الوسطى للجيش الأميركي (سينتكوم)، أن قواتها أسقطت طائرة مسيرة دخلت المجال الجوي لقاعدة التنف مساء الثلاثاء، في هجوم هو الثاني من نوعه على القاعدة الأميركية عند مثلث الحدود السورية - العراقية - الأردنية. وقالت «سانا» نقلاً عن مصدر عسكري لم تسمّه إن «العدوّ الإسرائيلي نفّذ عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتلّ، مستهدفاً بعض النقاط في المنطقة الجنوبية، وقد تصدَّت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها». وأضافت أن الغارة أدَّت إلى «استشهاد جندي ووقوع بعض الخسائر المادية». وعلى جاري عادته، رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه الأنباء. وقال متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي: «نحن لا نعلّق على المعلومات التي ترد في وسائل إعلام أجنبية». وخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفةً مواقع للجيش السوري، خصوصاً أهدافاً إيرانية، وأخرى لـ«حزب الله» اللبناني. والأسبوع الماضي، استهدف قصف جوي إسرائيلي شحنة أسلحة إيرانية مخزّنة في ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية غرب سوريا، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، في غارة لم تسفر عن وقوع ضحايا لكنّها شكّلت أول استهداف من نوعه لهذا المرفق الحيوي منذ اندلاع النزاع. وكثّفت إسرائيل مؤخراً وتيرة ضرباتها في سوريا، إذ أدى قصف في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مقتل خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة جنود سوريين، وفق «المرصد».

وأصيب جنديان سوريان بجروح، في الثامن من نوفمبر الماضي، جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقع في وسط وغرب سوريا، وفق الإعلام الرسمي السوري. وفي الثالث من الشهر ذاته، استهدفت ضربة إسرائيلية منطقة تقع فيها مستودعات سلاح وذخائر تابعة لمقاتلين موالين لإيران في ريف دمشق، بحسب «المرصد السوري». وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، قتل خمسة مقاتلين موالين لإيران في قصف إسرائيلي استهدف نقاطاً عدة في ريف دمشق، وفق المرصد الذي وثق أيضاً مقتل تسعة مقاتلين موالين لإيران في ضربة إسرائيلية في منتصف الشهر ذاته في ريف حمص الشرقي، وأفادت دمشق في حينه عن مقتل جندي سوري.

وفي هجوم هو الثاني من نوعه على القاعدة الأميركية في بلدة التنف، أعلنت القيادة الوسطى للجيش الأميركي (سينتكوم)، أن قواتها أسقطت طائرة مسيرة دخلت المجال الجوي للقاعدة، مساء الثلاثاء.

وفيما لم تُسجَّل إصابات في صفوف القوات الأميركية والقوات الصديقة التي تتمركز في «القاعدة»، نقلت وسائل إعلام أميركية عن المتحدث باسم القيادة الوسطى بيل أوروبان، أنه تم رصد طائرتين من دون طيار، دخلتا المجال الجوي لقاعدة التنف. وأضاف: «لدى مواصلة إحدى المسيرتين تحليقها باتجاه عمق القاعدة، تبين أنها تضمران عملاً عدوانياً، حيث تم إسقاطها قبل وصولها إلى القاعدة». وأضاف أن المسيرة الثانية غيرت مسارها وغادرت المنطقة، فيما لم يكن واضحاً ما إذا كانت المسيرتان تحملان متفجرات. وأكد أوربان أنه لم يكن هناك تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار بالقاعدة جراء الحادث.

ويأتي الحادث بعد نحو شهرين من تعرض القاعدة لهجوم غير مسبوق نفذته 5 طائرات مسيرة، وصفه مسؤولون أميركيون وإسرائيليون بأنه كان من تدبير إيران، وذلك رداً على الغارات الإسرائيلية التي تشنها على سوريا.

واذ أحال متحدثون باسم «البنتاغون» طلب «الشرق الأوسط»، للتعليق على الهجوم الأخير، على القيادة الأميركية الوسطى، قالت أوساط سياسية ودبلوماسية إن الهجوم الأخير، قد يكون رداً متأخراً على الغارة التي استهدفت في 8 يونيو (حزيران) الماضي «مواقع في عمق سوريا»، يعتقد أنها مخصصة لتخزين أو تصنيع أسلحة كيماوية، كانت صحيفة «واشنطن بوست» قد كشفت عنها في تقرير نشرته قبل أيام. واستندت الصحيفة إلى محللين أمنيين غربيين، أشاروا إلى أنه في حين أن الغارات الإسرائيلية السابقة في سوريا، كانت تستهدف بشكل متكرر القوات الإيرانية والميليشيات المدعومة منها، وشحنات الأسلحة التي ترسلها إلى هذا البلد، استهدفت تلك الغارات، منشآت سورية على صلة ببرنامج الأسلحة الكيميائية السابق في قرية صحراوية شمال دمشق، وموقعين إضافيين بالقرب من مدينة حمص. كما أن أهمية هذه الضربات تكمن في أنها استهدفت مخازن مبنية تحت الأرض، في رسالة لإيران بأن منشآتها النووية المبنية في كهوف تحت الجبال، لن تكون بمأمن أيضاً من الاستهداف، في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية من احتمال تنفيذها غارات على إيران، إذا فشلت المفاوضات الجارية في فيينا، في إجبار إيران على العودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي وتشديد قيوده. وفيما بقي الهجوم الأول على قاعدة التنف الذي نُفّذ بطائرات مسيرة إيرانية، من دون رد أميركي حتى الآن، لم تتلقَّ «الشرق الأوسط»، رد القيادة الأميركية الوسطى (سينتكوم)، عن تساؤلات ما إذا كان الهجوم الأخير سيبقى أيضاً من دون رد. ويخشى مراقبون من أن تتحول تلك الهجمات إلى «حالة طبيعية»، ستتعايش معها القوات الأميركية سواء في قاعدة التنف أو غيرها من المواقع الأخرى، في الوقت الذي تتزايد فيه «التحرشات» التي تتعرض لها دوريات أميركية في شمال شرقي سوريا، من قبل القوات السورية والإيرانية أو الميليشيات المدعومة من طهران.

 

هل باتت أيام الرئيس التركي أردوغان معدودة؟

واشنطن - بندر الدوشي/العربية كانون الأول/2021

كشف تحقيق صحافي أميركي جديد أن دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الطبقة الوسطى والفقيرة في تراجع، وسط حالة من الغضب تجتاح تركيا، ما يثير مخاطر حول مستقبل أردوغان. وأوضحت وكالة بلومبيرغ أن الطبقة المتوسطة، التي شكلت العمود الفقري لدعم أردوغان على مدى عقدين من الزمن، شرعت في التخلي عنه الآن. وبحسب التقرير، فإن الصعوبات السياسية بدأت مع سيطرة أحزاب المعارضة على المدن الكبرى، ما يعني أن أردوغان وحزبه العدالة والتنمية الحاكم يجب أن يكون لهما معاقل تقليدية للبقاء في السلطة في انتخابات 2023، وأمامهما فقط 18 شهرا لاجتذاب الناخبين الذين تخلوا عن الرئيس التركي. وتراجعت شعبية أردوغان وسط المصاعب الناجمة عن وباء كوفيد-19، ما دفع الرئيس إلى مخاطرة اقتصادية، حيث اعتمد على البنك المركزي لخفض تكلفة الاقتراض، وهي الإجراءات التي جعلت الناس أكثر فقرًا، ومحت أكثر من 50٪ من قيمة الليرة التركية هذا العام، ودفعت الأسعار إلى الارتفاع. كما ترفض قطاعات كبيرة من الناخبين مظاهر الفساد وتراكم الثروات لدى قادة وأعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يقوده أردوغان. وبحسب التقرير، فإن أعضاء حزب الرئيس متهمون بالمحسوبية وممارسة أنماط الحياة المترفة التي أبعدتهم عن مزاج الشارع التركي. وأظهر استطلاع أجرته شركة Metropoll في نوفمبر، انخفاض دعم حزب العدالة والتنمية إلى نسبة 26٪، وهي الأدنى في تاريخ الحزب البالغ 20 عامًا، وتنخفض هذه النسبة إلى 21٪ بين شرائح المجتمع ذات الدخل المنخفض. كما بلغت نسبة الموافقة على أداء الرئيس أردوغان حول 39 ٪، ما يجعلها تقترب من أدنى مستوياتها القياسية التي سُجلت عام 2015.

 

اضطرابات طرابلس تهدد الانتخابات وتركيا تعلق نقل المرتزقة من ليبيا وإليها

القاهرة: خالد محمود أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط أونلاين»/17 كانون الأول/2021

بينما شهدت العاصمة الليبية طرابلس على نحو غير مسبوق اضطرابات قد تهدد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة الأسبوع المقبل، رجح عضو في المفوضية العليا للانتخابات تأجيل الاقتراع. واندلعت اشتباكات مسلحة مساء الأربعاء بين حرس المجلس الرئاسي ومسلحين حاولوا مهاجمة مقره في العاصمة طرابلس، وسمع دوي إطلاق نار بالأسلحة الثقيلة بطريق الشط في المدينة، وسط تحركات للميليشيات المسلحة في مناطق متفرقة منها. وجاءت هذه الاشتباكات عقب إقالة عبد الباسط مروان من منصبه كقائد لمنطقة طرابلس العسكرية. والتزم محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، الصمت حيال هذه التطورات، التي تعد الأعنف من نوعها منذ تسلمهما السلطة في مارس (آذار) الماضي. في غضون ذلك، علقت تركيا عملية نقل المرتزقة السوريين التابعين لها من ليبيا وإليها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلاً عن مصادر وصفها بـ«الموثوقة»، إن السلطات التركية أصدرت أوامرها بتعليق عمليات نقل وإخراج المرتزقة السوريين المدعومين من أنقرة، وأبلغت قادة مرتزقتها في ليبيا أن استئناف عمليات نقل الأوراق والترحيل ذهاباً وإياباً سيستمر بعد نهاية الانتخابات الرئاسية في ليبيا. ويقدر عدد المرتزقة السوريين التابعين لتركيا المتبقين في ليبيا بـ7000 مقاتل، تابعين للجيش الوطني السوري المؤلف من الفصائل السورية المسلحة الموالية لها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العلمانيون اليساريون هم جيش الملالي في لبنان.

المخرج والكاتب يوسف ي. الخوري/17 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104872/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a/

إنّ أكثر الأوقات التي أشعر فيها بأنّ لبنان بلد طائفي هو حين أجالس شيوعيًّا أو يساريًّا ملحدًا أو علمانيًّا يدّعي التحضّر، فهؤلاء هم عبارة عن موضة لم تتجدّد منذ سبعينيّات القرن الماضي، وهم لا يرون الطائفيّة إلّا عند المسيحيين وتحديدًا عند الموارنة.

بالنسبة إليهم، أن يُطالب بطريرك الموارنة بحياد لبنان لمصلحة لبنان وشعبه، هو أمر مرفوض لمجرّد أنّه مطروح من غبطة البطريرك، وليس لشوائب فيه! أمّا أن يحيّدوا هم، العلمانيون اليساريون، تنظيم حزب الله الديني الأصولي عن عصابة "كلّن يعني كلّن"، فهذا أمرٌ "جلَل" بالرغم من أنّه أوقع الشقاق في صفوف ثورة 17 تشرين.

بالنسبة إليهم، أن تنضمّ أحزاب الجبهة اللبنانيّة إلى الثورة، هو أمر مشين! أمّا أن ينضمّ إليها فلول اليسار الملحد، وعلى رأسهم الحزب الشيوعي الذي تآمر مع الفلسطينيين على لبنان وخرّبه، فهذا فعل "سويّ".

بالنسبة إليهم، سمير جعجع وشباب القوّات ومعهم باقي المسيحيين، بمن فيهم العَونيون، هم "صهاينة رذيلون خسيسون" لأنّ أسلافهم اضطُرّوا إلى التعامل مع إسرائيل، في الحرب ضدّ لبنان عام 1975، للحؤول دون إبادتهم جماعيًّا. أمّا أن يتلقّوا هم حينها التمويل والدعم العسكري من ليبيا، والعراق، والصومال، ومحور البلدان الأوروبيّة الشرقيّة، وأن يتآمروا على لبنان مع منظّمة التحرير الفلسطينيّة التي بدورها كانت تتلقّى الدعم من المنظّمات الإرهابيّة الدوليّة: اليابانيّة، والإيرلنديّة، والباسكيّة، والمافيا الإيطاليّة... وغيرها... فهذا أمر يصبّ في خانة وحدة المسار والمصير "ولا شائبة فيه"!!!  

بالنسبة إليهم، أن يُطرد تسعة آلاف لبناني من جيش لبنان الجنوبي إلى إسرائيل بحجّة التعامل مع مَن يُسمّونه عدوًّا صهيونيًّا، لهو "تحرير". أمّا أن يتغاضوا هم عن الظروف التي ادّت إلى تعامل الجنوبيين مع العدو بعلم رئيس الجمهوريّة وقيادة الجيش وموافقتهما، وأن يتناسوا هم أنفسهم كيف نكّل حزب الله الديني بهم، ومنعهم من مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وكيف أنّ هذا الحزب تآمر مع الإسرائيليين على حلّ الجيش الجنوبي وعلى سحب عناصره وعائلاتهم إلى خارج لبنان... فهذه "مقاومة" ويا ما أحلى الكحل في عينيها ولو هي إسلاميّة راديكاليّة، المهم ألّا تكون لبنانيّة بأيدي مسيحيين!!!

بالنسبة إليهم، أن تدافع الأحزاب المسيحية عن لبنان في العام 1975، هو "انعزاليّة"! أمّا أن يدمّروا هم كيان لبنان من أجل تحرير القدس، فهذا مُتاح ومُستمر لغاية اليوم، مع العلم أنّهم علمانيون وملحدون، في حين أنّ لا رمزيّة للقدس غير الرمزية الدينيّة، أللهمّ إلّا إذا كانوا يُريدون القدس لِعَلمنتِها قبل أن يُهوّدها الإسرائيليون!!!

هؤلاء "المتعلمنون" قصّتهم قصّة. من اللّحد أحيوهم، وفي لبنان وضعوهم، وحليب "تيوس" شرّبوهم، ومن الوطنيّة جرّدوهم، وعلى تخريب دولتنا دفعوهم، فأبلوا بلاءً حسنًا في مهمّتهم فسُمّوا بـِ "اليسار".

لكن هم ليسوا يساريين بالمعنى الحقيقي للوصف، أي ليست لديهم برامج إصلاحية ولا يتمتّعون بالفكر التقدّمي كما هي الحال عند يسار الغرب، بل هم أشبه بمجموعات تلجأ إلى العنف والتخريب لتحقيق مآربها.

تتبع هذه المجموعات أحزابًا، كانت في أواسط القرن الماضي ممنوعة أو محظورة، لأنّ ايديولوجيّاتها تتناقض مع فكرة الكيان اللبناني المستقل، كالشيوعي، والقومي السوري، والبعث العراقي والبعث السوري. في العام 1969، وإثر تعيينه وزيرًا للداخليّة، بادر كمال جنبلاط إلى إحياء تراخيص هذه الأحزاب ومن ثمّ نظّمها تحت راية "الحركة الوطنيّة" لغاية محدّدة. فكمال جنبلاط، منذ تأسيس حزبه التقدّمي الإشتراكي، وهو يتطلّع إلى تغيير الصيغة اللبنانيّة ونسف الميثاق الوطني الذي يعتبره مجحفًا بحقّ طائفته الدرزيّة، إذ لا يُتيح لأبنائها تبوّء أيّ منصب رئاسي بين الرئاسات الثلاث الأساسيّة. عشيّة حرب العام 1975، تعزّز تحالف الإسلام في لبنان مع منظمة التحرير الفلسطينيّة، ففرض كمال جنبلاط مكانته ضمنه كزعيم للدروز، وكقائد لفصائل الحركة الوطنيّة اليساريّة التي سبق أن أعاد تشريع أنشطتها، وكان باعتقاده أنّ باستطاعته استخدام هذا التحالف القائم للانقضاض على الدولة وإنهاء حكم الموارنة، ومن ثمّ فَرْض النظام الذي يتماشى مع توجّهاته. لكن ما لبث جنبلاط أن أدرك أنّ منظّمة التحرير هي الربّان في الحرب على لبنان والمسيحيين، وأنّه وأتباعه العلمانيين اليساريين ليسوا سوى أدوات يُسَيّرها ياسر عرفات.

هكذا نشأ اليساريّون في لبنان على كره المسيحيين وتحديدًا الموارنة. قتل السوريّون كمال جنبلاط فازدادوا كرهًا للموارنة. اجتاحت إسرائيل لبنان بسبب ياسر عرفات وأعماله الإرهابيّة، فازدادوا كرهًا للموارنة. فتك حزب الله بقياداتهم أواسط الثمانينيات وبعدها، فازدادوا كرهًا للموارنة. قطع السوريون أنفاسهم غداة ولادة الجمهوريّة اللبنانيّة الثانيّة، فازدادوا كرهًا للموارنة. تثبّت اتّفاق الطائف وألغى كلّ دور وحضور للمسيحيين في لبنان، فازدادوا كرهًا للموارنة.

اندلعت ثورة 17 تشرين وبغفلة نظر وعفويّة تامة التحم الشعب اللبناني تحت الراية اللبنانيّة. كان الجميع وبروح وطنيّة عالية يريد إنقاذ البلد، إلّا جماعات اليسار المنظّمة والمموَلة من حزب الله وأمريكا على السواء، فكان لها أجندة خاصة ألا وهي إعادة إحياء أفكار "الحركة الوطنيّة" الهادفة إلى تدمير الصيغة اللبنانيّة، والتي إن تحقّقت لن تتحقّق إلّا بالنيل من المسيحيين. شوّهوا شعار "كلّن يعني كلّن" بضغطهم لتحييد حزب الله واستثناء الحزب الشيوعي من "كلّن". طالبوا بتغيير النظام ليحقّقوا حلم كمال جنبلاط بالتخلّص من الموارنة في الحكم، وليس لجعل لبنان دولة مدنيّة. هاجموا رجال الدين، مسلمين ومسيحيين، وتمسّكوا بحزب الله الأكثر راديكاليّة دينيًّا على أساس أنّه "مقاومة". وطالبوا بإلغاء الطائفيّة السياسيّة لأنّها تُتيح لهم فرض النظام الذي يناسبهم، ولم يتوقّفوا عند إلغاء الطائفيّة من النفوس على مستوى أسفل الهرم. يُريدون الزواج المدني اختياريًّا كي لا يمسّوا بتوحيد قوانين الأحوال الشخصيّة التي أعطت تفوّقًا ديموغرافيًّا للمسلمين، ولأنّ توحيدها يُزعج محرّكهم وحليفهم حزب الله الديني. يُريدون قانونًا انتخابيًّا في دائرة واحدة لكي يقضوا على الصوت المسيحي بحكم تفوّق المسلمين الديموغرافي. انتعلوا عمدًا كوفيّة ياسر عرفات وكمال جنبلاط في الساحات، ليُزعجوا الثوّار المسيحيين الذين قاوموا في العام 1975، وليُخرجوهم من الثورة، وإلّا ما معنى أن نطالب جميعنا بالعلم اللبناني في الثورة بينما البعض يتزيّن ويتباهى بكوفيّة الإحتلال الفلسطيني السابق؟ فقد وصل بهم الاستفزاز لدرجة أنّ بعضهم يدّعي أنّه يناضل لأجل "حريّته" المتمثلة بأن يستطيع الظهور علنًا بالكوفيّة من دون أن يتعرّض له أحد!

هكذا هم "المتعلمنون" المتعفّنون في الأكفان، عندهم اختصاص في "إيجاد مشكلة لكلّ حلّ" (التوصيف مستعار من "بروفيسورة" صديقة)، ففي العام 1975 نجحوا في تدمير لبنان سويسرا الشرق، كما نجحوا اليوم في تشويه إشراقات ثورة 17 تشرين، فكادوا يقتلون الأمل الوحيد بولادة لبنان جديد.

هم الذين ركبوا على الثورة وهم مَن شرذم الثوّار وليست الأحزاب التقليديّة كما يزعمون. الأحزاب وحزب الله والمنظومة استفادوا من اتّخاذهم هم الثورة مطيّة ليس إلّا.

في العام 1975 كان الفلسطينيون جيش الإسلام، والعلمانيّون جيش الفلسطينيين، فتكفّلوا بخراب لبنان.

اليوم، وكما تُظهره الصورة الواسعة، حزب الله هو ذراع الملالي في لبنان، والعلمانيون اليساريون هم ذراع حزب الله في الثورة لجرّ لبنان إلى حرب جديدة وللقضاء عليه.

أنا أتطلّع بشوق إلى اليوم الذي سيتخلّى فيه حزب الله عن عمالة العلمانيين اليسار له، والذي فيه سيكون مصيرهم نفس مصير الشيوعيين في إيران حين أكلهم الخميني لحمًا ورماهم عظمًا.

إِيهِ والله، لن تكون نتيجة الكره للمسيحيين بأقلّ ممّا ذكرت.

 

أيها اللبنانيون ركب البازار

حنا صالح/فايسبوك/17 كانون الأول/2021

في صبيحة اليوم ال792 على بدء ثورة الكرامة

طعن الإنتخابات وتزويرها مسبقاً بحجب حق المغتربين بالإقتراع مقابل طعن الحقيقة والعدالة في جريمة تفجير مرفأ بيروت!

لأن الصراع بلغ خواتيمه وكل الضغوط استنفذت، سواء تلك التي تم اللجؤ إليها من جانب القصر وتياره البرتقالي من جهة، يقابله من الجهة الأخرى بري ممثلاً لثنائية أمل وحزب الله من الجهة الأخرى. وعلى الجهتين يتوزع كومبارس من بعض القوى، بينها رئيس حكومة "معاً للإنقاذ"، هل تذكرون تسمية الحكومة – الجثة، فلم يعد إلاّ تظهير التسوية على حساب حقوق الناس والعدالة والبلد! عندها يصدر "شيخ الصلح" كما تم وصفه اليوم، المجلس الدستوري، قراره بشأن الطعن الإنتخابي وآخر مهلة للقرار يوم 21 الجاري!

أيها اللبنانيون، قبل التفاصيل المملة عن البازار – الصفقة، ما زال هناك متسع "لإقناع" الكثير من النواب، أنهم سيدفعون شعبياً ثمن إقدامهم على البصم على صفقة العار التي ترتسم في الأفق. الممكن كثير، وأن يرى بعضهم العين الحمراء للمواطنين، أفعل من أي شيء آخر، وأخطر الأمور تضييع البوصلة. فماذا في البازار؟ بعدما سقطت كل المحاولات ل"قبع" المحقق العدلي طارق البيطار، من دعاوى "الرد" و"كف اليد" و"مخاصمة الدولة"، وسعي لإبتزاز مجلس القضاء الأعلى أو تمرير قرار عبر وزير العدل أو الإقدام على قرار بمنتهى الفجاجة من جانب مجلس الوزراء كما طالب حزب الله، وبعدما بلغت العراقيل القضائية والأمنية ذروتها، وهي التي تناوبت عليها النيابة العامة التمييزية كما الداخلية وقيادة الأمن الداخلي، مورست ضغوط الحد الأقصى لإنجاز الصفقة بحيث يُتاح بعدها للمجلس الدستوري تقديم جوابه بالطعن!

تمترس باسيل خلف موقف الموافقة على تأمين النصاب، على أن يمتنع عن التصويت على تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في جريمة تفجير المرفأ، تتولى وفق فتوى بري التحقيق مع الرؤساء والوزراء والنواب. وفي خلفية القرار الباسيلي أن ذلك كافٍ مقابل شطب حق المغتربين بالإقتراع ل 128 نائباً فيتلافى نقمة الناخبين فيما لو صوّت فريقه على مقترح بري! لكن رئيس المجلس رفض مشدداً على وجوب تأمين ما يصفه ب"الميثاقية" والأهم تأمين تمرير الإقتراح، فاشتدت المناكفات وضغوط حزب الله!

إنتهى الوقت أمام المجلس الدستوري والأصوات التي "يمون" عليها القصر وفريقه 4 من 10، ويكفي لتعطيل النصاب إمتناع 3 عن الحضور وهم: عضوان شيعيان وثالث درزي! والمؤكد أن من يحسب على المستقبل ليس مع فريق القصر. هذا هو المجلس وفق نظام المحاصصة، وكي يلعب دوره ك"شيخ صالح" ينبغي أن تنعقد التسوية خارجه. فيتم تشكيل لجنة تحقيق برلمانية وتفرض القيود على المحقق العدلي مقابل إطاحة إقتراع المغتربين، والتوافق سيكون أشمل ويقتضي تأجيل إنتخاب المغتربين لتعذر بلورة التركيبة القانونية للدائرة ال16!

حزب الله يتراجع عن مطلب "القبع" ومجلس الوزراء يعود إلى الإنعقاد، والمرجع العودة إلى الإبتزاز بحجز جلساته مجدداً لتمرير ما يريده الثنائي، مستفيداً من اللاقرار في السراي، وإن كانت الحصيلة عدم تقدم القصر على جبهة التوريث، فإن باسيل سيفوز بمزيد من التعيينات التي يريدها القصر ليحكم قبضته على الإدارة في مرحلة فاصلة وعشية إنتخابات حظوظ حدوثها من عدمه نحو 50%، لأن حزب الله لم يقل بعد كلمته بعد، وإن منع بقوة تطبيق الإصلاح الأهم وهو "الميغاسنتر" أي الإقتراع مكان السكن!

ولأن برلمان الفساد لن يتمكن مطلقاً، ولا يريد، توجيه الإتهام للمدعى عليهم بالجناية، لأن الإتهام يتطلب الثلثين، فإن البراءة لن تتأمن للمطلوبين من العدالة، وسيكون البلد أمام فصل جديد. من حق المحقق العدلي أن يُضمن قراره الإتهامي ما لديه من وقائع ومعطيات..لكن بالنهاية ما يجري هو إمعان في الجريمة لأن العدالة المتأخرة ليست العدالة المطلوبة!

توازياً كان فاضحاً الحوار الإفتراضي بين جمعية المصارف والخزانة الأميركية، الذي جرى مع وكيل الخزانة لمكافحة الإرهاب. أبلغهم أن واشنطن مقتنعة بأن لبنان برهن على عدم القدرة وعدم الرغبة في تطبيق الإصلاحات، وأن الفساد أدى إلى تهريب المتمولين الكبار أموالهم.. وكرر أن إدارة بايدن وضعت مكافحة الفساد أولوية وستعاقب الفاسدين والمسؤولين عن الفساد. كما أنها ماضية في نهج منع حزب الله، الذي يساهم في ثقافة الفساد، من استغلال النظام المصرفي الأميركي والعالمي لتمويل نشاطاته الإجرامية.

وبعد، كبيرة المتغييرات. الخليج يتحدث بصوت واحد وموقف واحد ومعه مصر. ومحادثات فيينا تتعثر والأرض السورية لم تعد مؤاتية كثيراً للتمدد الإيراني، وطبول الحرب تتصاعد .. وفي لبنان منظومة فساد لا أولوية عند أطرافها إلاّ المحاصصة الطائفية وحماية النظام الغنائمي رغم تعمق الوجع العام.. المواجهة ممكنة والتغيير كذلك والممر: بناء ميزان قوى يعبر عن وجع الأكثرية وآمالها وكل تأخير يطيل الجلجلة! وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

هل اختلف عون و"حزب الله"؟

طوني عيسى/الجمهورية/17 كانون الأول/2021

في الوقت الضائع، عمد الرئيس ميشال عون إلى مفاجأة الرأي العام بوجود اختلاف- لا خلاف- بينه وبين "حزب الله"، تحت عنوان: "لا يجوز تعطيل الدولة بسبب الخلاف حول القاضي طارق البيطار وتحقيقاته في انفجار المرفأ". وقد "استبشر" بعض خصوم عون و"الحزب" بأنّ شرخاً سيقع بين الحليفين. ولكن، هل "تفاؤلُ" هؤلاء في مكانِه فعلاً؟ ليست هذه المرّة الأولى التي يظهر فيها اختلاف في الرأي بين عون و»الحزب»، أو بين النائب جبران باسيل و»الحزب». وحتى اليوم، بقي الاختلاف ضمن حدود ضيقة جداً، وسرعان ما انتهى وكأنه لم يكن. بل إن «الحزب» يضطلع بدور ضابط الإيقاع بين عون والرئيس نبيه بري، وعادةً ينظّم الخلافات بينهما ويحصر الأضرار. ولذلك، يبتسم العالِمون بطبيعة العلاقات بين عون و»الحزب» عندما يسمعون الكلام الجديد اليوم على اختلافات بينهما، من مسألة انعقاد مجلس الوزراء وتحقيقات المرفأ إلى قانون الانتخاب. ويقولون: كل شيء تحت السيطرة. وليس مستبعداً أن يكون هذا الخلاف جزءاً من مناورة سياسية يجريها الطرفان بهدف تخفيف الضغوط التي يتعرضان لها، على أبواب استحقاقات ساخنة.

في مراحل سابقة، لم يجد عون وباسيل إحراجاً في أن يتباين برأيه مع «حزب الله»، والنماذج كثيرة. فقد حصل ذلك في ملف تشكيل الحكومة وتركيبتها وبرنامجها، وفي النظرة إلى الحلول المالية وشروط الإصلاح المطلوبة دولياً. واليوم، هناك تباين حول قانون الانتخاب وموعد الانتخابات. كما توحي الأجواء باختلافات مرتقبة في التحالفات الانتخابية، على غرار ما جرى في انتخابات 2018، إذا ما جرت الانتخابات فعلاً في الربيع المقبل.

ولكن، إضافة إلى هذه الاختلافات في الملفات الداخلية، اتخذ عون وباسيل مراراً مواقف تعاكس خيارات «الحزب» بالنسبة الى ما يتعلق بمسائل استراتيجية، ومنها مثلاً النظرة إلى إسرائيل ومفاوضات الناقورة والسلاح الفلسطيني والنازحين السوريين وحدود التوتر مع الخليج العربي.

والجميع يتذكر أن باسيل فجَّر، في نهاية العام الأول من ولاية عون، قنبلة صوتية في ملعب «حزب الله» إذ قال: «الخلاف مع إسرائيل ليس ايديولوجيا. ونحن لا نرفض أن يكون هناك وجود لإسرائيل. ونريد لكل الشعوب أن تعيش بأمان وأن يعترف واحدُها بالآخر».

يومذاك، ارتاح الإسرائيليون إلى هذا الموقف، ودعوا لبنان إلى التفاوض بناء عليه. وظنّ البعض أن هذا الموقف سينسف العلاقة مع «الحزب»، لكن ذلك لم يحصل، وطويت الصفحة بهدوء ومن دون أي ترسبات.

وعند تشكيل الوفد اللبناني المفاوض في الناقورة، أصرّ عون على أن يكون هناك مدنيون في عِدادِه، خلافاً لرأي «حزب الله». وهذا ما حصل. وعلى رغم أن هذا الأمر أثار توتر «الحزب»، فإن الصفحة طويت بهدوء أيضاً وبقيت العلاقة عند مستواها من المتانة بين الحليفين.

وخلال الأزمة الحالية مع الخليج، تمايز موقف عون عن «الحزب» إذ أبدى الميل إلى معالجة تعيد المياه إلى مجاريها، لكن «الحزب» كان أكثر تشدداً، ولم يتنازل ظرفياً ويمنح الوزير جورج قرداحي ضوءاً أخضر للاستقالة إلا عندما جاءت الموافقة من إيران، وبناء على التفاهم الذي تمّ مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وبعد الانفجار الأخير في البرج الشمالي، وعودة ملف السلاح الفلسطيني إلى الواجهة، أعاد «التيار» التذكير بمعالجة هذا الملف، وارتأى تجنّب المزيد من الاستفزاز بالعراضات الجارية في ذكرى تأسيس «حماس» وزيارة خالد مشعل لبيروت. لكنّ «الحزب» بقي متمسكاً بانخراطه التحالفي الوثيق مع حلفائه الفلسطينيين. العارفون يقولون: يعرف كل من عون و»الحزب» حدودهما في المسائل الخلافية. وبكلمة أوضح، يدرك عون أن التباين في المسائل التفصيلية الداخلية، أي في المكاسب والحصص، لا يتسبب بإشكال مع «الحزب». فالمهم بالنسبة إليه هو الأمور المتعلقة بالسلاح والقرار السياسي وانخراط لبنان في المحور الإيراني. بل إن «حزب الله»، في رأي هؤلاء، يتيح لحليفه المسيحي أن يتمايز عنه قصداً، في مسائل تريح الشارع المسيحي تقليدياً، قبل الانتخابات النيابية، لئلا يحترق ويخسر معه جزءاً كبيراً من التغطية المسيحية. وفي الوقت عينه، هو يتيح لعون وفريقه السياسي أن يطلق مواقف تتناغم مع الغربيين وتريح العرب ليبقى موقع الرئاسة والحليف المسيحي قادرين على توفير التغطية الخارجية له. فـ»حزب الله» يريد من حليفه المسيحي أن يغطيه دولياً بما يملك من رصيد.

وكذلك، هو حصل على تغطية الرئيس سعد الحريري عربياً ودولياً، بما تملك الحريرية السياسية من رصيد متراكم، منذ أيام الرئيس رفيق الحريري. ولذلك، عندما قرّر الحريري تشكيل حكومة تراعي المطالب الدولية، أي بعيدة نسبياً عن نفوذ «الحزب»، جرى إفشال محاولاته واضطر إلى الاعتذار.

لقد استفاد «الحزب» حتى اليوم من خلاف عون- بري لكسب الوقت سياسياً وللمماطلة في انعقاد مجلس الوزراء. ولأنه قادر على تزكية الخلافات بين الطرفين أو وقفِها عند حدودها ساعة يشاء، فهو يعتمد الخيار الذي يناسبه، في الوقت المناسب. وعلى الأرجح، هو سيقرر لحظة الإفراج عن التسويات عندما يقتضي ذلك انقشاع الرؤية في مفاوضات فيينا.

وفي عبارة أخرى، «حزب الله» لا يكترث لمناخ التصعيد الذي يطلقه عون، وهو يتفهّم حاجات باسيل إلى المناورة مع اقتراب استحقاق رئاسي يقتضي منه الابتعاد قليلاً عن واجهة الصراع الملتهب ويمنح نفسه مظهراً جديداً New Look أمام العرب والغربيين.

ومن مصلحة «الحزب» ألا يزيد في احتراق صورة باسيل التي أحرق الأميركيون جزءاً كبيراً منها. وحتى إشعار آخر، سيقال الكثير عن اختلافات أو خلافات تُبعد عون وباسيل عن الحليف الشيعي، لكنها ستبقى مجرّد تمنياتٍ عند الخصوم… إلا إذا تغيَّرت معادلات القوى في الشرق الأوسط ولبنان.

 

شهوةُ القصور وناطور الدستور

جوزيف الهاشم//الجمهورية/17 كانون الأول/2021

طالما فكَّرتُ في مخاطبة الرئيس نبيـه بـرّي... هَمـمْتُ ثـمّ تردَّدتُ ثـمَّ أقدمْت، عندما سمعتُ أنّـه «مستعدٌّ للسير على الأقـدام إلى قصـر بعبدا»، فيما السيرُ على خُطـى الدستور أحجـى وأجـدى.

وما يحفّـزني على مخاطبته والتوجّـه إليه معرفتي بحِـدَّةِ ناظرَيْـه، وقد جمعتنا الزمالة الوزارية على مـدى سنوات أربـع، بما كان بيننا مـن «ثنائيةٍ» في التعاونٍ والودِّ، لم تكنْ قائمةً بين بعضٍ آخر من الوزراء الأقطاب عبـرَ جبهتين منقسمتين.

وما كان يشدّني إليه، ما كنت أتوسّم بالإمام الصدر من سمـوّ القامة الوطنية وهو يجلس في كنيسة تحت الصليب لتحطيم أصنام الهيكل الطائفي بسيف القرآن والإنجيل: «أنا قارعُ أجراس الكنائس، أنا مؤذّن الجوامع... لبنان رسالة في وطـن... أعدلوا قبل أن تصبح قصوركم في مزابل التاريخ...»(1)

أنْ تخاطب الرئيس نبيه بـرّي فلستَ في حاجة إلى أن تشرح لـه فواجع الوطن، فهو يعرف ما آلـت إليه حـال لبنان المقسّم، والدولة المبعثرة والمؤسسات المتناثرة والنظام المهشّـم.

ويعرف أنّ الشعب أصبح قطيعاً مشرّداً من الخراف، وليست هناك جماعةٌ من الخراف تتعاهدُ مع الذئاب إلاّ في خيال إبـن المقفّع في «كليلة ودمنـة».

ويعرف أنّ خصائص لبنان التاريخي والحضاري والديمقراطي والإنساني التي كان يتباهى بها على أُمَـمِ الأرض، أصبح معها لبنان هائمـاً في شوارع العالم كمثل الصبيّ اللّقيط.

إسرائيل كانت تخشاه منافساً، والحسّاد يخشونه ممّيـزاً، فالتقى الأضداد حلفاء عليه حتى الإنقضاض، والقيّمون عليه يلتقطون زوراً لسانَ إبراهيم إلى ولـده اسماعيل: «يا بنـيّ إنـى أرى في المنام أنّـي أذبحك»(2) .

هذا اللبنان، الذي يتموَّج على أجنحة الريـح، عاصفةٌ فيه تستدرج عاصفة سقطَ من منظومة الأمـم، الدولُ: شقيقةً وصديقة تحتجب عنـه، وتحجب عنه المساعدات، ولا خلاص لـهُ ولا حياة مع هذه الطبقة السياسية الفاسدة.

الإنتخابات النيابية والرئاسية، مع أنها واجبٌ دستوريٌّ حتميّ فهي اليوم بمثابة الأمر التاريخي الملـحّ لوقْفِ نزيفِ وطـنٍ يترنّح بين الموت الرحيم والموت الرجيم.

الذين يحاولون إجتراح التعجيزات للقضاء على الإنتخابات، بما يراود الأذهان من أحلام التمديد فهم في هذه الحـال يمدّدون لقافلة الزوال.

التمديد، لم يُعـدْ همساً في ساحة النجمة ولا على ألسنة المنجّمين، ولـم يعُـدْ سرّاً بين جدران القصر فقد تسرّب إلى سطوحها ، بل هو رغبـةٌ معلنة «إذا ما تكرّم بها المجلس النيابي» فقد يضحّي السلطان باستلام الصولجان.

التمديد في لبنان أكثر ما كان، في ظـلّ الإنتداب الفرنسي والوصاية السورية، إلاّ إذا كنا اليوم أيضاً تحت حكم الوصاية والإنتداب.

ثـمّ لماذا التمديد ولمـن...؟

للمجلس النيابي...؟ لأيِّ مجلس وأيّ نيابـةٍ وأيِّ دولة وأيّ لبنان...؟

هل التمديد للرئيس اللبناني في المنفـى، أو للرئيس اللبناني في المهجر إيمانويل ماكرون...؟

نمـدّد للملك أوْ للوصيّ...؟

للملك لويس السادس عشر وأهـل البلاط والنبلاء وماري أنطوانيت والعقد المرصّـع وسجن الباستيل... أوْ لطبقةِ عامّـةِ الشعب حين كانت كلمة الشعب تعني الإحتقار.

ما دام المجلس النيابي قد انتزع من دستور الطائف حـقّ تفسير الدستور، والدستور كما يقولون: هو الحاجز المُقام عند حافـةِ المنحدرات الشاهقة للإنقاذ من السقوط، فلا مجال بعد، للعَبتْ بالتأويل والتفسير والمقامرة بالمصير.

إنّها المسؤولية التاريخية تُلقى على عاتق المجلس النيابي لإجراء الإنتخابات النيابية والرئاسية، بل على رئيس المجلس تحديداً، الذي يُعتبـر ناطور الدستور، وعلى الناطور في الحالات العصيبة أنْ يستعمل العصـا القانونية بـدل المطرقة.

 

ما الذي يجمع بين "الوطني الحر" و"الحزب"؟

صفاء درويش/أم تي في/17 كانون الأول/2021

لطالما سعى حزب الله لتوحيد صفوف حلفائه، إلّا أنّ هذه الجهود لم تصب هدفها بالشكل المطلوب سابقًا وقد لا تصيبه اليوم. وبعيدًا عن التفصيل الانتخابي، يبدو جليًا أن كل فريق من الحلفاء يغنّي على ليلاه في ما خصّ نظرته للواقع السياسي، حيث لا يجمعهم مشروع ولا يتفقون في ما بينهم على النظرة إلى لبنان.

المُفاجئ في قراءة المشهد هو أن الحزب نجح طيلة سنوات في ايصال اكثرية نيابية عبر "تشريكة" تحالفات نسجها، ليتبيّن لاحقاً أنّ الحزب اوصل أكثرية ظرفية، وفشلت مرّات عدّة في تقديم النموذج الصحيح، حتى باتت تنهش من نفسها ويبحث اطرافها عن نسج تحالفات خارجها.

وبوضوح، ظهر أكثر من خلاف في الفترة الأخيرة بين الحزب والتيار الوطني الحر، عمّق التباين بوجهات النظر وباتت المجاهرة بهذا التباين لا تشكّل احراجًا لأحد لا سيّما التيّار. ما اختلف اليوم عن مرحلة ما بعد ١٧ تشرين هو أن الخلاف حول آلية تطبيق مشروع مكافحة الفساد لم يعد الخلاف الوحيد بين الحزب والتيار الوطني الحر، اذ بات ملف القاضي طارق البيطار المرتبط بمسألة اجتماع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، يشكّل إلى جانب مسألة العلاقات مع الدول العربية، ملفّي خلاف واختلاف كبيرين بين حليفي مار مخايل.

ورغم أن هذه الخلافات لن تفسد في ودّ ورقة التفاهم قضية في المدى المنظور، إلّا أنّها باتت تمتّن لدى الرأي العام فكرة أن حزب الله بات عائقًا أمام الحلول بنظر الرأي العام العوني، وليس مسهّلًا إليها كما ظهر سابقًا. وإن فكرة انتقاد الحزب من قبل حليف قوي له كالتيار الوطني الحر، تجمعهما مصالح مشتركة، يدعم بلا شك الحملات التي قامت من أخصام الحزب عليه ولو كانت تحمل بعض المبالغات أو حتى التجنّي في مكانٍ ما.

قد يصوّر البعض أن انتقادات مسؤولي التيار وحتى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للحزب تأتي في إطار جذب الشارع المسيحي قبل الانتخابات النيابية المقبلة. هذا الأمر غير المستبعد لناحية التوقيت، لا ينفي بتاتًا أنّ ما يُحكى هو حقائق ساطعة من ملف البيطار وصولًا إلى العلاقات مع الخليج. الأمر نفسه ينسحب على العلاقة بين حركة أمل والحزب، رغم أن الأمور أكثر ضبطًا لجهة عدم خروجها إلى العلن.  أداء حزب الله ونبرته العالية تحديدًا في ما يخص قضية التحقيق في انفجار الرابع من آب اضافةً لموضوع الهجوم على الدول العربية ولّد لدى جماهير حلفائه، وتحديدًا جمهور التيار الوطني الحر، نفورًا كبيرًا.

أما جمهور الحزب نفسه، والذي لا يزال أكثر انضباطًا من غيره ويكاد يكون موافقًا على كل سياسة الحزب الخارجية، فهو يملك داخليًا عتبًا كبيرًا في ما يخص مسألة مكافحة الفساد. هؤلاء يؤمنون أن معظم العناوين التي طرحها التيار الوطني الحر كان من الأفضل للحزب أن يسير بها، كون عملية مكافحة الفساد كانت لتوفّر الكثير على بيئة صامدة ولكنها تئنّ. هذا التبنّي لعناوين التيار لا يعني أنّ هؤلاء يوافقون على خطاب قيادة التيّار، والتي يعتبرونها جنحت نحو الخطاب الطائفي الذي لا يشبه ميشال عون الـ2006.

أمّا حزب الله، ورغم عدم مجاهرته بذلك، يبدو واضحًا من خلال أدائه أن سياسة الصبر الطويل جدًا هي المتبّعة لديه. فحصار سنتين وثلاث وخمس لا يهزّ تنظيمًا صمدت مرجعيته أمام حصارٍ دوليٍ لأربعين عامًا كاملة. يعلّق أحد منظّري السياسية هنا أنّ الحزب لم يراعِ، حتى الآن، خصوصية لبنان، رغم تحمّله لمسؤوليات اخلاقية واجتماعية في توفير بعض المواد الاولية للطبقات المحتاجة، وهنا يكمن لبّ الاختلاف بينه وبين التيار وربّما حلفاء آخرين. يأتي كل هذا علاوةً على عدم قدرة الحزب حتى الآن على تذليل الرفض المتبادل بين حليفيه الأساسيّين أي حركة أمل والتيار الوطني الحر. فعلى مشارف الانتخابات هناك من يعتقد أن الحزب، إن شعر أن هذه الانتخابات ستحصل في موعدها، قد يضرب يده على الطاولة فارضًا على الجميع التوافق. وجهة نظر قد تكون اكثر منطقيةً وهي أن الحزب سيرتدي عباءة أبو ملحم رغم انتهاء صلاحيّتها.

كل ما تقدّم يمكن لحزب الله ان يعتبره تمرير وقت، ريثما تسنح الفرصة للبنان للخروج من المظلّة الغربية نحو سياسة اكثر سياديّة. هذا الوقت يدفع ثمنه لبنان واللبنانيون، حيث يرى التيار الوطني الحر أن الفرصة سنحت اكثر من مرة للشروع ببدء مكافحة الفساد والضرب بيد من حديد، إلّا أن الحليف لم يكن على قدر اندفاعة التيار للمعركة! الملحّ اليوم هو المشروع، فمن حصل على اكثريّة حكمت لسنوات من دون اي نجاح، لا يمكن له أن يعيد الكرّة في مثل هذه الظروف، والمشروع يقتضي مؤتمراً جامعاً او افتراقاً طبيعيّاً.

فلو كنّا في معهد دراسات علميّة، لفُرض على معظم حلفاء الحزب التفتّت والالتحام بمعسكرات تشبه طروحاتهم لعلّ المشروع المنتصر يفرض كلمته للاجابة على سؤال "اي دولة نريد؟". أسلوب حزب الله في جمع الحلفاء على "حبّه" فقط لن يبني دولةً.

 

قرار "الدستوري" يُسابق البازار: البيطار أولاً

نقولا ناصيف/الأخبار/17 كانون الأول/2021

بات يصعب فك الاشتباك، لا التشابك فحسب، بين النزاع على المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار واجتماع مجلس الوزراء ومصير الانتخابات النيابية الربيع المقبل. أخيراً أضيف إلى المشكلة المثلّثة الأضلاع ما كان ينقصها، وهو ضلع رابع يمثله الآن المجلس الدستوري. غدا جزءاً لا يتجزّأ من المشكلة والحل في آن، من خلال القرار المزمع أن يصدره قبل انقضاء مهلة الشهر لوضع يده على مراجعة الطعن في قانون الانتخاب المعدل، النافذ حكماً برقم 8/2021. يفترض صدور القرار قبل 21 كانون الأول، وهي المهلة القانونية. إلا أن ما يتجاوز القرار وحيثياته، هو تداعياته المتوقعة على مسار انتخابات 2022 ومصيرها. بذلك لا يساء الظن بالمجلس الدستوري إذ يُقارب الآن - كمحكمة دستورية مختصة - على أنه أقرب ما يكون في مهمته الحالية إلى شيخ صلح.

تباعاً أخفقت كل الإجراءات المقترحة لإطاحة البيطار وإخراجه من ملف التحقيق في مرفأ بيروت بإصرار متصلب من الثنائي الشيعي، ما خلا أخيراً ما بات مرتبطاً تلقائياً بالانتخابات النيابية العامة المقبلة، وبالمجلس الدستوري غير المعني في الأصل بكل هذا الدوران.

أخفقت الإجراءات القضائية في دعاوى الرد والنقل والمخاصمة، ناهيك بفشل محاولة إبدال المحقق العدلي بآخر بقرار يصدره وزير العدل بعد موافقة مجلس القضاء الأعلى. على نحو تعيينه، يصير إلى خلعه بشرط ملزم هو موافقة مجلس القضاء الأعلى. الأمر الذي لا يجاريه رئيسه سهيل عبود.

من ثمّ أخفق الإجراء السياسي الناجم عن رفض رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي سحب ملف التحقيق من المجلس العدلي بقرار من مجلس الوزراء، بطريقة الإحالة عليه نفسها.

طرح على الأثر إجراء ثالث يقضي بوضع المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء يده على ادعاءات البيطار على رؤساء سابقين للحكومة ووزراء ونواب. يوجب ذلك، قبل الوصول إلى اتهام أي من هؤلاء بغالبية الثلثين، أن يصير إلى انعقاد مجلس النواب وتصويته على تأليف لجنة تحقيق عملاً بالمادة 22 من قانون المجلس الأعلى. يقتضي عندئذ اكتمال نصاب البرلمان بالنصف زائداً واحداً، والتصويت بالغالبية نفسها على تأليف لجنة التحقيق. وافق رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل على حضور الجلسة وتأمين نصاب انعقادها (المختلف عليه حديثاً)، لكنه رفض التصويت على تأليف لجنة التحقيق، ما يحول دون إقرارها. تدخّل حزب الله قبل ثلاثة أسابيع لثنيه عن رفضه، فلم يُوفّق. بذلك تعذّر أيضاً وضع المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء يده على الشق المتعلق بالسياسيين المدعى عليهم، في ظل استحالة إقصاء البيطار من منصبه.

إيصاد الأبواب تلك تباعاً أحال المجلس الدستوري آخرها. مع أن لا صلة قانونية تجمع مراجعة الطعن في قانون الانتخاب بمشكلة البيطار، إلا أن أكثر من رابط سياسي أتاح التشابك. في ذلك تكمن أهمية الخيارات المطروحة على المجلس الدستوري، وهو يضع قراره النهائي في المراجعة، بين أن يقرر إبطال القانون كلياً أو جزئياً. في كلا الخيارين، سيحاذر المجلس الدستوري الخوض في ما تدعوه إليه مراجعة الطعن، وهو تفسير الغالبية الحالية لمجلس النواب الواردة في المادة 57 من الدستور. ما يبدو معلوماً أنه لن يورّط نفسه في هذا الشق، المختلف عليه لأسباب سياسية أكثر منها دستورية وقانونية، بذريعة أن ليس له ممارسة صلاحية ليست اختصاصه، وهي من مهمة مجلس النواب. بذلك يتحاشى النزاع الدائر بين رئيس الجمهورية ميشال عون الذي لم يوقّع قانون الانتخاب الرقم 8/2021 المعاد التصويت عليه في مجلس النواب وعدّه باطلاً معدوم الوجود فأضحى القانون نافذاً حكماً، وبين رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي يعدّ التصويت عليه قانونياً ويتمسك باحتساب النواب الأحياء الذين يتألف منهم المجلس حالياً، لا النواب الذين يؤلفون المجلس قانونياً.

غير أن التنصل من تفسير المادة 57 لا يجنّب المجلس الدستوري استمرار الإشكالية الدائمة: إبطال القانون جزئياً أو كلياً. في ما لا صلة للمجلس الدستوري به أو معني بأي أثر له، أن الأفرقاء جميعاً فقدوا حماستهم لاقتراع الانتشار للمقاعد الوطنية الـ128، ولديهم في المقابل أكثر من حجة لعدم الذهاب إلى الاقتراع القاري لنواب الانتشار الستة، منها ما يتصل بمراسيمه التطبيقية. بل يفضّلون عدم الذهاب إلى الانتخابات النيابية برمتها.

من دون بت مصير البيطار سيمسي الإبطال الجزئي لقانون الانتخاب مشكلة قد يصعب تداركها في المرحلة التالية. ذلك أن من شأن الإبطال الجزئي إرغام مجلس الوزراء على الالتئام من أجل تصويب قانون الانتخاب، تبعاً لقرار المجلس الدستوري. في غياب حلّ للعقبة الكأداء التي هي مصير المحقق العدلي، المرتبطة حكماً عندئذ بقرار المجلس الدستوري، لا جلسة لمجلس الوزراء. لذا يجري تداول أفكار حلول تفك الاشتباك القائم بين المحقق العدلي وكل من تجميد اجتماعات الحكومة وإجراء الانتخابات النيابية، بأن يصير إلى بازار سياسي مفاده إقران الإبطال الكلي للقانون، في مقابل موافقة باسيل على التصويت في مجلس النواب - وليس الحضور فحسب - على تأليف لجنة التحقيق المنصوص عليها في المادة 22 من قانون المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. عندئذ تجتزأ صلاحيات البيطار من دون خلعه من منصبه، فتحال محاكمة السياسيين إلى المجلس الأعلى، ويُستجاب شرط الثنائي الشيعي في هذا الجانب، ما يتيح على الأثر معاودة مجلس الوزراء الانعقاد. أما الخطوة التالية، فالذهاب إلى انتخابات نيابية تجرى وفق القانون الرقم 44 المقرّ عام 2017، وتالياً انتخاب النواب الستة القاريين.

من دون بازار سياسي مسبق، فإن الإبطال الكلي أو الجزئي لقانون الانتخاب لن يُفسَّر سوى أنه استهداف مباشر لرئيس البرلمان، المتمسك بالصيغة التي أقرها مجلس النواب مرتين على التوالي. تالياً لا إبطال كلياً أو جزئياً بلا موافقته، ولا مكان لتصوّر أي من هذين الخيارين في معزل عن ربط كل منهما بمصير المحقق العدلي.

على نحو كهذا لا يخسر أي من الأفرقاء السياسيين المعنيين: الذين يريدون إطاحة البيطار ينزعون مخالبه، والذين يريدون إبطال قانون الانتخاب المطعون فيه الرقم 8/2021. يفضي ذلك أيضاً إلى تجنيب المجلس الدستوري انقسامه، على جاري العادة منذ المرة الأولى عام 2013، فلا يُفرض على أعضائه التغيّب، ولا يُحمل على الاختلاف على القرار فلا يصدر، ما يجعل القانون نافذاً. توزيع الأرباح والخسائر هذا مرتبط ببازار سياسي، من دونه المشكلة أكثر تعقيداً. كما يملك برّي ووليد جنبلاط تغييب العضوين الشيعيين والعضو الدرزي تبعاً لما حصل عام 2013، دونما إغفال انضمام العضوين السنيين هذه المرة، لرئيس الجمهورية أن يفعل شأناً مماثلاً بتغييب أعضاء مسيحيين، يفقدون قرار المجلس الدستوري الأصوات القانونية السبعة الملزمة للتصويت عليه.

 

لبنان ينتظر القيادات الجديدة

طارق الحميد/أساس ميديا/السبت 18 كانون الأول 2021

على أثر جولة وليّ العهد السعودي في الدول الخليجية صدرت خمسة بيانات مشتركة سعودية – خليجية، دعمت كلّها الموقف السعودي تجاه لبنان، وقبلها كان البيان السعودي الفرنسي المعروف. وفوق هذا وذاك بيان القمّة الخليجية أخيراً في الرياض. جميع تلك البيانات، ستة خليجية، وواحد سعودي فرنسي، أكّدت الموقف السعودي، الذي بات خليجياً من خلال بيان قمّة الرياض الصادر بـ72 بنداً شملت كلّ ما يتعلّق بالمنطقة، مروراً بسوريا ولبنان. وعليه، وبعد البيان الخليجي المفصّل، الذي لم يستثنِ شيئاً من أحداث المنطقة، ومنها إيران بالطبع، تكون الرؤية السياسية لمجلس التعاون الخليجي واضحة، ولا يمكن لأحد أن يقول إنّ هناك تباينات خليجية، أو خلافه. وبالتالي، وتحديداً لبنانيّاً، فإنّ الكرة الآن في الملعب اللبناني، فهل يستطيع اللبنانيون الآن التوقّف عن الحفر ليستطيعوا الخروج من الحفرة اللبنانية، كما أسمّيها دائماً؟ القصة ليست بالدعم المالي، ولا فرش السجّاد الأحمر في الرياض.

السؤال الآن هو: متى يستطيع لبنان تقديم وجوه سياسية جديدة؟ متى يستطيع لبنان تجاوز التفكير المقسّم الطائفي؟ ومتى يستطيع اللبنانيون التفكير بعيداً عن أسماء عوائل وأفراد؟ منذ اغتيال الشهيد رفيق الحريري وأنا من أنصار التنوّع بالقيادات، والأسماء، وليس حصرها ببيوت محدّدة. قلت ذلك لكلّ مَن أعرفهم من القيادات اللبنانية، فغضب البعض، واحتجّ البعض الآخر، وهناك مَن اتّخذ موقفاً شخصيّاً منّي إلى الآن.

آن الأوان أن تُقدّم وجوه لبنانية جديدة، ولو على مستوى الصف الثاني. يجب أن لا تكون الخيارات بين اثنين، أو ثلاثة، بل يجب أن تكون هناك استراتيجية لتوسيع قاعدة القيادات

في تنوّع القيادة تنافس محمود، وقطع دابر لورقة الاغتيالات التي تلعبها جماعات إيران، وتخيّل معي، عزيزي القارئ، كيف كان سيكون حال العراق والمنطقة لو نجحت، لا قدّر الله، محاولة اغتيال السيد مصطفى الكاظمي الأخيرة. كم من الوقت كان سيأخذ العراق والمنطقة للتعافي من تداعيات ذلك الاغتيال، لو تحقّق، لا قدّر الله. ويكفي تأمّل حال لبنان الذي لم يتعافَ من بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري إلى الآن، ولذا لا بدّ من كسر حصرية القيادات والأسماء. تنظر السعودية، منذ زمن طويل، للبنان كدولة، وتحترم جيشه، وتسعى إلى تكريس مفهوم الدولة فيه، وهذا ما أكّدته البيانات الأخيرة، سواء بيانات جولة وليّ العهد، أو البيان السعودي – الفرنسي، أو البيان الخليجي. وبالتالي فإنّ الرؤية واضحة في لبنان، ويجب أن تنتهي مرحلة حصريّة الأسماء، أو البيوتات، لأنّها تعني استعادة هيبة الدولة. وتعني أيضاً أنّ المصلحة في لبنان لا تقوم على أساس الطوائف، أو أساس طائفي. أعي أنّ هذا موضوع معقّد، وقد يكون مفاجئاً للعامّة، لكن آن الأوان أن تُقدّم وجوه لبنانية جديدة، ولو على مستوى الصف الثاني. يجب أن لا تكون الخيارات بين اثنين، أو ثلاثة، بل يجب أن تكون هناك استراتيجية لتوسيع قاعدة القيادات. وهذا أمر لا يتحقّق في يوم وليلة، لكن يجب أن يبدأ، ولمصلحة لبنان. وإذا ما تمّ هذا الأمر فسيكون بمنزلة الإحراج لحزب الله وأعوانه، ويُظهر وجهاً جادّاً للبنان. فبينما إيران وأعوانها مرهونون بشخوص، يُقدِّم باقي الأطراف اللبنانية قيادات دولة. لا يمكن أن يكون الجميع مثل حسن نصر الله المختبئ تحت الأرض، أو نبيه برّي المحتمي بمطرقة البرلمان بسبب تسويات "انتهاز الفرص". خلاصة القول أنّه آن الأوان للتفكير بطريقة جديدة في لبنان الذي لا يزال مهدّداً بالانهيار إلى الآن.

 

حزب الله محاصر بأصدقائه وحلفائه.. قبل أعدائه

منير الربيع/المدن/18 كانون الأول 2021

لا يمكن لحزب الله أن يكون ممتناً لمواقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الداخلية بسام مولوي، على تصريحاتهما وقراراتهما، رداً على انعقاد مؤتمر جمعية الوفاق البحرينية المعارضة في بيروت. فحزب الله لم يعد يتحمل مثل هذه المواقف. لأنها تشير إلى مشكلة أساسية وجوهرية: لم يعد الحزب إياه يتمتع بالغطاء الواسع الذي كانت توفره له الحكومات.

ترقب حزب الله

وهذا لا يعني أن ميقاتي يقود انقلاباً على حزب الله. بل أقصى طموحه أن تمكنه أمثال هذه المواقف من الحفاظ على ماء وجهه حيال الدول الخليجية والعربية وفرنسا، بعد مبادرة ماكرون في اتجاه المملكة العربية السعودية. ولن يؤدي موقفه ذاك إلى تغيير كبير على الصعيد السياسي، لكنه مؤشر لا يمكن لحزب أن يتحمله أو يتغاضى عنه. وميقاتي بموقعه ودوره لا يمكنه توفير الغطاء الذي يحتاجه حزب الله. على خلاف سعد الحريري الذي تُطرح أسئلة كثيرة حول الموقف الذي كان يمكن أن يتخذه حيال اجتماع جمعية الوفاق، لو كان هو رئيساً للحكومة. وفيما يتلقى ميقاتي دعماً فرنسياً وأميركياً، وتتشعب الملفات الداخلية، برز تطور جديد في الخارجية الأميركية: تعيين السفيرة السابقة في لبنان أليزابيت ريتشارد في منصب منسقة مكافحة الإرهاب، وبدرجة سفيرة متجولة. وهذا تطور ستكون له تداعياته اللبنانية لاحقاً. وربما جاء تعيين ريتشارد في سياق اهتمام أميركي بلبنان، ورغبة واشنطن الواضحة في مكافحة الفساد أو فرض عقوبات على لبنانيين بتهمة تمويل الإرهاب. وريتشارد هي السفيرة الثالثة في لبنان في المرحلة الأخيرة، والتي تعين في مناصب ذات أهمية في الخارجية الأميركية، بعد جيفري فيلتمان وديفيد هيل. 

توتر حزب الله

وقد تشكل هذه التطورات المزيد من الضغوط على حزب الله، لا سيما في ظل تعطيله المستمر للحكومة، إلى حين الاستجابة لمطلبه في مسألة القاضي طارق البيطار. وهناك أيضاً التوتر القائم في الحزب عينه ورئيس الجمهورية ميشال عون. ويظهر مسؤولو الحزب بعض التوتر بسبب ذلك: تصريح نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، ومن ثمّ إعادة تصويبه وتخفيف لهجته. وهذا يشير إلى صدور تصريحات ناجمة عن عدم تنسيق أو توتر. فإلى جانب مشاكله المفتوحة مع حلفائه، لا شك في أن حزب الله لديه تخوف أو قلق من تعرضه للطعن في ظهره من هؤلاء الحلفاء.  وهنا لا يمكن للقوة العسكرية أو التعالي السياسي أن يحلا مثل هذه المشكلات، ولا أن تمنحاه الإطمئان على المدى البعيد. وهو أيضاً ينظر بعين الريبة إلى محاولات الدول العربية والخليجية التقارب مع النظام السوري واستدراجه. وهذا قد ينعكس على وضعه في سوريا.

العهد وولي العهد ومشعل

صحيح أن مصلحة حزب الله تبقى في تقوية عون على حساب القوى المسيحية الأخرى. لكن هذا لا يمكنه أن يجعل مواقف الطرفين متطابقة. فحزب الله يريد الاستثثمار في تمايز عون ولو على حسابه. والاستثمار هذا لا يشكل عنصر اطمئنان، في ظل ما يرمي إليه عون مستقبلاً: ضمان استمرار العهد أو ترئيس "ولي العهد". والحال نفسها تنطبق على علاقة حزب الله برئيس إقليم حركة حماس في الخارج خالد مشعل، الذي يعتبر الحزب عينه أن زيارته لبنان غير منسقة معه، ولا تزال بارزة تداعيات مواقفه المؤيدة للثورة السورية. وهذا ما حال دون تحديد موعد لمشعل مع قيادة حزب الله وأمينه العام.

 

ماذا بقي من المارونية السياسية؟

محمد بركات/أساس ميديا/الجمعة 17 كانون الأول 2021

في البداية، فإنّ ما يسري على المارونية السياسية، يسري أيضاً على السنيّة السياسية، وعلى الشيعية السياسية. لكن لـ"ضرورات المرحلة"، فإنّ هذا المقال يتناول المارونية، ويمكن إسقاطه على زميلتيها. أيضاً في البداية، يجب أن نتفق على أنّ النظام اللبناني انتهى، أيّاً كان اسمه. وهذا المفهوم ليس نهائياً بعد. نحن وسط انهيار اقتصادي، مرفق بانهيار مصرفي وانهيار في مالية الدولة. ونحن وسط انهيار سياسي. لا أحد يريد أن يتحدث معنا في الشرق والغرب. ونحن وسط انهيار في العقد الاجتماعي. مجلس الوزراء معطّل، ومجلس النواب، كما الحكومة، تعطّلا أكثر مما عملا في آخر 10 سنوات. ورئيس الجمهورية لا أحد يريد الحديث معه، في الداخل والخارج. النظام انتهى، ونحن ضحايا انهياره المدوّي، من كلّ الجوانب، ولا إنعاش فرنسي سينفع معه، ولا انتخاباتٍ نيابية ستعيد الحياة إلى شرايينه. إذا فاز حزب الله سيحكم كما هو حاكم منذ انتخابات 2018، وإذا خسر سيشنّ انقلاباً كما فعل حين خسر في انتخابات 2009. ولا ينفع بعد اليوم إبقاء القوى الأمنية والجيش على أجهزة التنفّس الاصطناعي الأميركية.

يجب أن يكون ميشال عون آخر رئيس ماروني. وإلا فإنّ حشرجات المارونية السياسية ستظلّ تنفض الجسد اللبناني، وسنظلّ عالقين في آخر أنفاسها

أمّا بعد. فثمة سؤال "وقح"، لكنّه لا ينفكّ يخطر على بال كثيرين: "إذا بقي في لبنان مارونيّ واحد، ويعاني من خلل ما، هل سيكون هو رئيس جمهورية لبنان؟".

قد يقول قائلٌ إنّ فتح باب "تغيير النظام" يخدم حزب الله في هذا التوقيت. لكنّ الإجابة لا تحتاج إلى كثير من الفطنة. راقبوا سعر صرف الدولار. أنظروا إلى حجم الكتلة البشرية التي وقعت خلال سنتين تحت خطّ الفقر. راقبوا المؤشرات الحيوية للدولة والمجتمع والاقتصاد. هل هذا نظام على قيد الحياة؟ أم أنّنا نقترب من اللادولة، بشكل كامل؟

لذا سأعيد طرح السؤال بشكل آخر:

لماذا على رئيس لبنان أن يكون مارونيا حصراً. أليس النظام المذهبي نظاماً عنصرياً بكلّ أشكاله؟ ألا يحمل عنصرية فاقعة؟ وألم "يكربج" هذا النظام منذ سنوات طويلة؟

هل يستحقّ شخصٌ أن يتولّى منصباً رسمياً، أيّاً كانت كفاءاته وأخلاقه وخياراته وذكاؤه أو ارتهانه، فقط لأنّه ولد على المذهب الفلاني؟

لِنَعُد إلى لحظة التأسيس التي لم نغادرها.

كان مسيحيو لبنان، في لحظة تأسيس الكيان، صنو الغرب. كانوا حبلاً غليظاً يربطنا بالحضارة الغربية المنتصرة في الحرب العالمية الأولى. حبلٌ يربطنا بالحضارة المتقدّمة، علماً وتعليماً وثقافةً وعلاقاتٍ سياسية واقتصاداً، في لحظة انهيار الخلافة العثمانية وخروج العرب والمسلمين من متن أوتوستراد التاريخ إلى هامشه.

كان لبنان محظوظاً بأن استلمت النخبة المسيحية، المارونية تحديداً، قيادته في السنوات اللاحقة على نهاية الحرب العالمية الأولى. وكان المسلمون، سنّةً وشيعةً، لا يزالون على قدر أقلّ من التعليم والكفاءات والخبرات. لماذا على رئيس لبنان أن يكون مارونيا حصراً. أليس النظام المذهبي نظاماً عنصرياً بكلّ أشكاله؟ ألا يحمل عنصرية فاقعة؟ وألم "يكربج" هذا النظام منذ سنوات طويلة؟

وبلا طول سيرة: اليوم أين هي تلك النخبة؟

لنذهب إلى النخبة المارونية، العونية تحديداً، التي تحكمنا منذ 10 سنوات، أو قل منذ 10 وزراء عونيين في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثانية، عام 2011.

ألم تخرج تلك النخبة أيضاً من متن التاريخ، حين اختارت الوقوف إلى جانب دول متخلّفة، حضارياً وسياسياً وعلمياً واقتصادياً، هي إيران وسوريا، واستطراداً جغرافياً: فنزويلا.

فلماذا نستمرّ في الموافقة على أن تظلّ تلك الأقلية المتقلّصة هي صاحبة الاصطفاء العنصري الذي يسمح لأي مختلٍّ منها أن يصل إلى قصر بعبدا. ولماذا يظل هذا القصر مارونياً حصراً، وقد صار موارنة حزب الله هم المرشحون الوحيدون للإقامة فيه، منذ ستّ سنوات، وإلى ستّ أو 12 سنة آتية؟ مع انحسار التنافس الرئاسي بعد ميشال عون، بين الإيراني السوري جبران باسيل، والسوري سليمان فرنجية. كيف نقبل أن تنحسر منافسة حكمنا وحكم لبنان لستّ سنوات آتية وربما 12 و18، أي لأجيالٍ وأجيال، بين هذين الشخصين، لمجرد أنّهما ولدا مارونيين على الهويّة؟ ما هذه العنصرية السياسية؟ ولماذا ابن أيّ قارىء لا يتسنّى له منافسة ابن سليمان فرنجية أو ابن جبران باسيل على حكم لبنان؟ أرثوذكسياً كان أو درزياً أو شيعياً أو سنيّاً أو كاثوليكياً؟ طبعاً إذا توافرت فيه الكفاءة والنضوج اللازمين.

نهاية لبنان المسيحي

السطور أعلاه لا تطالب بإنهاء لبنان المسيحي. هذا اللبنان انتهى. حاول اتفاق الطائف أن ينقذ ما أمكن منه. لكنّ القوات السورية والحكم السوري جعلا من الطائف مطيّة لنهب لبنان وحكمه بالحديد والنار. حاول رفيق الحريري أن يصنع نهضة عمرانية وسياسية واقتصادية تستعيد بعض ملامح لبنان المسيحي، الماروني سياسياً. فقتلوه. ومنذ اغتياله لم يأتِ أحدٌ بفكرة واحدة، غير مشروع القتل والاغتيال والمشاركة في حروب عربية، ومشروع التهجير الذي "طربشه" ميشال عون ونائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الأوّل بأنّ "الي مش عاجبو يفلّ"، والثاني بأنّ "اللي مش عاجبو لبنان المقاومة يهاجر".

حين بدا لبنان "مسيحياً" بين دول عربية ذات أكثريات مسلمة، وذات أنظمة ديكتاتورية وعسكرية وقمعية، كان حلم يقظة غربياً. سويسرا الشرق قالوا عنه، في إسقاط لأجمل أنظمة أوروبا، وأكثرها حياداً خلال حربين عالميتين. أسقطوا الاسم على قطعة من شرق ملتهب بالحروب والصراعات والمذاهب والهويات القاتلة. وحشونا كتب التاريخ لنعلم أطفالنا أنّ لبنان الجديد هو "صلة الوصل بين الشرق والغرب".

اليوم صرنا قطعة من جغرافيا إيران. هجرنا الغرب والعرب حتّى. دبي وجدة ونيوم وقطر، دول ومدن التجربة والأحلام والتقدم، تسابق الغرب اليوم. الإمارات أوّل حكومة لاورقية في العالم. نيوم ستكون أول مدينة في العالم تدار بالذكاء الاصطناعي وبالطاقة النظيفة كليّاً. وقطر تستضيف كأس العالم بعد أشهر. فيما بيروت بلا كهرباء ولا ماء ولا مواصلات عامة ولا مرفأ، وتكاد تخلو من المواد الغذائية.

فماذا بقي من الحلم المسيحي للبنان؟ وماذا بقي من ظلالنا الأوروبية، ذات النكهة المسيحية؟ نحن في لبنان إيراني. وإيران استثمرت في الموارنة واستمالتهم وأحكمت سيطرتها على كبارهم حتى الآن. لماذا لا نوسّع البيكار ونصعّب المهمة على إيران. لماذا لا نفتح اللعبة السياسية، المقفلة، من خلال المداورة في الرئاسات وفي المناصب الكبيرة. ألن تفقد إيران القدرة على تحديد من هو رئيس لبنان؟ لو كان الدور في رئاسة الجمهورية سنيّاً هذه المرّة، ألن يكون المرشّحون أوسع من ثنائية "عون – فرنجية"؟ سيكون هناك سعد الحريري ونجيب ميقاتي وموديل حسّان دياب، ونهاد المشنوق وفؤاد السنيورة وتمام سلام... والأمر نفسه ينطبق على بقية المذاهب. لن تستطيع إيران أن تحكم قبضتها على التنوّع في كلّ المذاهب والطوائف والمناطق كما فعلت مع زعماء الموارنة. الرئيس المذهبيّ بدعة يجب أن تنتهي. يجب أن يكون ميشال عون آخر رئيس ماروني. وإلا فإنّ حشرجات المارونية السياسية ستظلّ تنفض الجسد اللبناني، وسنظلّ عالقين في آخر أنفاسها.

 

تكوُّن المشهد العربي الجديد

رضوان السيد/الشرق الأوسط/17 كانون الأول/2021

بعد زيارات وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، للدول الخليجية الخمس، عقد وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون اجتماعاً للتحضير للقمة، انضمّ إليهم فيه وزير الخارجية المصري. وعن الاجتماع السعودي - المصري صدر بيانٌ حميمٌ عن العلاقات السعودية – المصرية والخليجية. والذي أتصوره ويرجحه المراقبون، أنه مع تصدي المملكة لبناء جبهة عربية؛ فإنّ مشهداً عربياً جديداً هو على مشارف التكوين. لقد تحدث أحد الزملاء اللبنانيين عن الـ6+1. ويبقى أمران ناقصان إذا صحَّ التعبير: الأول العراق وسوريا، والآخر دول المغرب العربي، بعضاً أو كُلاًّ، بحيث تعود أعمال الجامعة العربية إلى الانتظام أو ما صار يُعرف في التاريخ العربي الحديث بالعمل العربي المشترك. إنّ نقطة الارتكاز في المشهد العربي الجديد أمران؛ الدول المستقرة والناهضة، وتقدم المملكة لتزعُّم المُتَّحَد الجديد - القديم. فمنذ الأربعينات من القرن العشرين كان مناط الجامعة العربية أو قطبا الرحى فيها التوافق السياسي المصري - السعودي. وكان الاعتماد وقتها أيضاً على قوة الاستقرار وإرادة التصدي لحماية المصالح المشتركة وتنميتها أو مواجهة المشكلات. إنّ قوة هذا التجمع الحاضر الآن تكمن في تشخيص المشكلات، والتوجُّه لحلّها، ومنها أو من أبرزها استمرار الغياب العراقي والسوري. وهو غيابٌ يصل إلى عقدٍ، بل عقدين. فالعراق غاب بعد غزو الكويت، ثم أمعن في الغياب بعد الغزو الأميركي عام 2003، بينما غابت سوريا منذ عام 2011، وفي حين يتباشر العرب جميعاً بإرادة العراق المتجدد في الحضور، يتردد كثيرون منهم في تشخيص إمكانيات الحضور السوري حتى هذه اللحظة.

إنّ هذا الواقع يقودنا على الدوام إلى استحضار العقبات الإقليمية، والأُخرى الدولية. فالتحدي الإقليمي الرئيسي لتكون المشهد العربي الجديد بعد زعازع وتصدعات العقود الثلاثة الماضية، وبخاصة العقد الأخير، هو الحضور الإيراني القوي في البلدين العربيين، والذي ما عاد مقصوراً عليهما بل تمدد باتجاه لبنان وباتجاه اليمن. ويأتي بعد التحدي الإيراني التحدي التركي، لكنه ممكن التراجع إذا حلَّ الاستقرار المعتمد على استعادة الاستقلال في كل من سوريا والعراق. وبخلاف التحدي التركي المؤقت كما سبق القول؛ فإنّ تحديات التدخل الإيراني في الدول العربية الأربع صارت أعمق وأعقد لسببين: أنّ إيران استتبعت فئات شعبية داخل الدول الأربع، وأنها توظّفها باستمرار في تجاذُباتها مع الولايات المتحدة، واستطراداً إسرائيل. وقد نبّهنا تفجر أو تفجير مخزن لسلاح «حماس» في مخيمٍ للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان إلى أنّ إيران صارت تستتبع أو تؤثر تأثيراً كبيراً في غزة، ومن ورائها القضية الفلسطينية كلّها. وإلى ذلك كلّه فإنّ كلَّ مَواطن النفوذ الإيراني تعتمد على تنظيمات مسلَّحة مستعدة دائماً لاستخدام العنف حتى ضد العزَّل، وليس ضد السلطات السياسية وحسْب. وأبرز الشواهد على ذلك الآن الحرب على اليمن، والتهديد بالعراق ولبنان، والتقاسم المسلَّح أيضاً على الأرض السورية بين إيران وروسيا وتركيا.

كيف تُحلُّ أو تُتجاوَز هذه المشكلة الصعبة؟ الصعبة على شعوب دول الاضطراب، والصعبة في العلاقات العربية - العربية، والدولية؟ ما عدنا نشكو من «القطيعة» بين إيران وجوارها العربي رسمياً. فهناك تواصُلٌ مع إيران تمَّ من جانب عدة دولٍ عربية من دول الاستقرار والـ6+1، لكنه لا يبدو واعداً حتى الآن، بدليل أنه كلما انعقدت محادثات بين طرفٍ عربي وإيران؛ فإنّ إيران تصعِّد في اليمن والعراق ولبنان، بحيث لا يبدو أنّ المفاوضات السرية والعلنية ستجلب حلاًّ أو راحة من أي نوع. وهكذا فإنّ المطلب الإيراني كان حتى الآن: إمّا أن تُسلِّموا بالمصلحة الإيرانية في الاستيلاء، وإلاّ فإنّ الصراع سوف يستمر! وقد ظهرت في الأفق قبل سنواتٍ قليلة إمكانية جديدة، وهي الاعتراض المدني القوي على إيران وميليشياتها من داخل تلك البلدان. وهذا ظاهرٌ في كلٍ من لبنان والعراق منذ عام 2019، لكن ما كانت له تأثيرات واعدة حتى الآن. وهذا يدفع للتفكير بإمكانية أُخرى أو بالخطة (ب) كما يقال. بمعنى أنه كما يتابع الإيرانيون حروبهم وهم يتفاوضون، يكون على العرب من أهل التكون الجديد دعم الاعتراضات المدنية على الوجود الإيراني المسلَّح خلال التفاوض أيضاً، وربما تشجيع التواصل مع بعض الجهات الحكومية الوطنية الواعدة.

بيد أنّ الظروف الدولية لا تبدو أيضاً سهلة أو واعدة للعرب وهم ينهضون لاستعادة الدول الأربع بل الخمس. فهناك صراعٌ أميركي متنامٍ مع روسيا والصين. وهما قوتان دوليتان تشاركان بصيغة معينة أو بأُخرى إن لم يكن لصالح إيران مباشرة فليس ضدها، وهما لا تشجّعان بالتالي لا في مجلس الأمن الدولي ولا في المنطقة مباشرة في المسارات السلمية المُعِينة على الخروج من المأزق. وإلى ذلك فإنّ الأميركيين والأوروبيين يتزايد صراعهم مع الروس على المحيط الاستراتيجي، فلا يُنتظر أن يتدخلوا لنُصرة المسارات السلمية الخادمة لاستقرار الدول، والتي عادت القوى الغربية لدعمها بعد فشل سياسات الغزو أو الاستيلاء في عدة دولٍ عربية، وفي أفغانستان مؤخراً.

لكن ومرة أخرى فإنّ دول التكون العربي الجديد تمتلك علاقات جيدة بل جيدة جداً مع كلٍّ من روسيا والصين. والذي أقصده أنه يمكن نظرياً وعملياً أن تؤثر دول القرار العربي في سياسات الدول الكبرى في المنطقة بسبب المصالح الكبرى التي تربطها بها والتي تستدعي الإصغاء بل التفكير معاً في كيفيات استعادة الاستقرار والدولة في المناطق العربية المضطربة. هناك إرادة عربية متجددة إذن للتصدي للاختراقات وعودة الاستقرار. بيد أنّ ما لا يُدركُ كُلُّه لا يُتجاهَلُ جُلُّه. فالدول العربية السبع أو الثماني (بانضمام الأردن إلى مجموعة النهوض) تستطيع أن تفعل الكثير لشعوب الدول المضطربة وأحياناً لحكوماتها مثلما يحدث في العراق واليمن، ويمكن أن يحدث في لبنان. وجارٍ العمل بالفعل في كلٍّ من السودان وإلى حدٍّ ما في ليبيا. لقد مَرَّ على المشرق العربي والخليج عقدان خطيران على الاستقرار وعلى الوحدات الاجتماعية الداخلية. وقد نجح عرب الخليج، ونجحت مصر في الخروج من عقابي لهما والظاهرة الجديدة - كما سبق القول - اعتزام دول الاستقرار والنهوض على مساعدة شعوب أو دول الاضطراب على الخروج من أزمات القتل والتهجير والخراب. وباستثناء اليمن فإنّ الجبهات أوشكت على الخمود، لكنه خمودٌ على واقعٍ مُزْرٍ اقتصادياً وإنسانياً. ويتحدث ولي العهد السعودي في كل مكانٍ زاره عن التعاون والتضامُن والتكامُل. وهو تضامُنٌ يمكن أن تتسع رقاع واحاته وبقاعه الخضراء بالعزيمة والحركة الدؤوب، ولا بد لهذا الليل من آخِر. فلمعاناة مائة مليون عربي مفاعيل على الإنسان والعمران واستراتيجيات الوجود العربي وآثار تقطع الأنفاس، وتترك بؤسها على أجيالٍ حاضرة وقادمة ما عرفت طفولة ولا شباباً.

 

الغرب وأوهامه القديمة

أمير طاهري/الشرق الأوسط أونلاين»/17 كانون الأول/2021

هل نستطيع حسبان العلاقات الاقتصادية والتجارية من الأدوات الفعالة التي تستطيع بها الديمقراطيات الغربية إقناع الدول الشمولية بطرح إصلاحات قد تؤدي إلى التحول للديمقراطية؟ بقيت المسألة موضوع جدل محتدم لعقود من الزمن، ثم عادت على رأس حملة من المشتبه بهم المعتادين لتشجيع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على منح الملالي الإيرانيين ما يطلبونه على أمل إصلاح سلوكهم. يطلع المرء في هذه الأيام على مقالات رأي وأبحاث زائفة تسوّق لإيران على أنها «سوق محتملة بقيمة تناهز 3 تريليونات دولار» والقطعة الأخيرة المفقودة في السوق العالمية الكبرى. خضعت الفرضية نفسها لعدد من الاختبارات مرات عدة وثبت خطؤها. في عشرينات القرن الماضي، حين كان النظام البلشفي الروسي يُحكم قبضته على البلاد بإجراءات القتل الجماعي، نظم عدد من الأميركيين والأكاديميين حملة للمطالبة بالاعتراف بـ«الواقع الجديد»؛ بل وتقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية للبلاشفة. شعر رجل أعمال أميركي من أصل أوكراني (أرماند هامر) باختلال عقلي فج إزاء لينين حين قال: «إنْ طلب مني القفز من النافذة وقتل نفسي، فربما كنت فعلت». لم يقتل هامر نفسه لأجل لينين بطبيعة الحال؛ لكن الأمر انتهى به إلى تشكيل شبكة لتهريب النفط من روسيا في تحد صريح للعقوبات الغربية. ولم يكن وحده يسعى لتحقيق هذه الغاية، التي شكلت بالنسبة إليه وهماً مربحاً. زعمت دانا دوراند؛ مستشارة الرئيس الأسبق هربرت هوفر، في ورقة بحثية طويلة: «تتلخص أسرع طريقة لتحقيق الإصلاحات التي نرغب فيها (في الاتحاد السوفياتي) في المشاركة في الاستثمار والتجارة».

وقد كانت نصيحتها محل اعتبار؛ إذ سارعت الولايات المتحدة لمعاونة ستالين في الهروب من الضائقة الرهيبة التي خلقها بنفسه لنفسه بخطط تعاونية بالغة التعقيد. وفي عام 1933، أعرب ستالين عن عميق شكره وامتنانه للرئيس فرنكلين روزفلت وللولايات المتحدة على مساعداتها في الوقت المناسب. وبالروح نفسها، وبعد الحرب العالمية الثانية، عرض الرئيس هاري ترومان تمديد خطة مارشال لإعمار أوروبا إلى الاتحاد السوفياتي. غير أن ستالين رفض بلطف. عاد الوهم نفسه للحياة مجدداً في صورة «البرقية الطويلة» المعروفة لجورج كينان التي وضعت الأساس لانفراجة هنري كيسنجر الشهيرة بعد جيل كامل؛ إذ أضفت الشرعية على الاتحاد السوفياتي بوصفه شريكاً منافساً في الزعامة العالمية، وتلقى بسبب ذلك قدراً سخياً من الائتمان من قبل «الإمبريالية الملتهمة لكوكب الأرض». لم يتحول الاتحاد السوفياتي إلى النظام الديمقراطي، لكنه تمكن بفضل الأوهام الغربية و«الاستثمار والتجارة» من تأخير انهياره الحتمي لسنوات؛ إن لم يكن لعقود من الزمان. ولم يكن لينين وستالين الطاغيتين الوحيدين في القرن العشرين من الذين استمالوا بعض البلدان في الديمقراطيات الغربية.

كان لدى موسوليني (الإيطالي) مدافعون ومعجبون به من الأميركيين أنفسهم، ومن بينهم والتر ليبمان، الذي؛ خشية «عدم قدرة الناخبين على استيعاب قضايا الحكم الحديث»، تحول إلى خطاب «الدولة القوية» الذي أطلقه الزعيم الإيطالي المتطرف.

وقادت آن أوهير ماكورماك، مراسلة «نيويورك تايمز» في روما رفقة ريتشارد واسبرن تشايلد؛ السفير الأميركي لدى إيطاليا، حملة للإشادة بموسوليني، في حين أدرجت بعض الجامعات الأميركية كتاب «الحالة الأخلاقية» لمؤلفه الإيطالي جيوفاني جينتيلي في مقرراتها الدراسية... حتى إن الآلاف من الأميركيين من أصول إيطالية انطلقوا إلى إسبانيا للقتال إلى جانب الجنرال الطاغية فرنكو بدعم من موسوليني وألمانيا النازية.

وكان أدولف هتلر الطاغية التالي الذي اجتذب «المشتبه بهم المعتادين» من مختلف أوساط الغرب.

ومن بين المعجبين والمدافعين عن الفوهرر من الأميركيين كان قطب الأعمال هنري فورد، وتوماس واتسون مؤسس شركة «آي بي إم» وصديق عائلة الرئيس روزفلت، وبريسكوت بوش الأب الأكبر للرئيس جورج دبليو بوش، وكذلك بطل الطيران تشارلز ليندبيرغ لفترة من الوقت.

كان ماو تسي تونغ، الذي تحول إلى صورة مستنسخة من الإمبراطور المغولي قوبلاي خان، هو المستبد التالي الذي أغوى البعض في الغرب. وانبرى الصحافي إدغار سنو من بين المفكرين الأميركيين في تصوير «رجل الدفة العظيم» على أنه «مسيح آسيا» المنتظر قدومه لإنقاذ المضطهدين، وبالتالي؛ فإنه مستحق للدعم؛ بما في ذلك «الاستثمار والتجارة». وبعد عقود من الزمان؛ وجد هذا الوهم صداه البيروقراطي في تقرير رفعه مساعد وزير الخارجية الأميركي روبرت زوليك إلى الرئيس جورج دبليو بوش يطالب فيه ببذل المساعدات والتجارة لمعاونة الصين الشيوعية على الإصلاح والخروج من دائرة الفقر. وتقبل بوش هذه الرواية، التي روّج لها كيسنجر أيضاً؛ باعتبارها جماعة ضغط «مدفوعة الأجر» لصالح بكين.

لا أحد يعلم ماذا قد يحدث للصين بعد ذلك. لكن هناك أمراً واحداً واضحاً: تبين أن توقعات زوليك خاطئة؛ إذ تتحرك الصين في عهد الرئيس شي جينبينغ مبتعدة عن التحول إلى الديمقراطية وتطرح نفسها منافساً للولايات المتحدة إن لم تكن خصماً لها.

كانت للطاغية الإيراني آية الله الخميني جماعات ضغط موالية في الولايات المتحدة. وقد أشادت به مجلة «تايم» في نيويورك بوصفه «غاندي الإسلام» في الوقت نفسه الذي كان يُزهق فيه أرواح مئات المواطنين في طهران بدعوى الثورة. كما ردد عضو مجلس الشيوخ الشاب عن ولاية ديلاوير، جوزيف بايدن، أمنيات الرئيس جيمي كارتر الحالمة بشأن الصداقة مع «إيران الجديدة». وحلم زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي، هو الآخر بإيران الإسلامية جزءاً من «الحزام الأخضر الإسلامي» لتطويق الاتحاد السوفياتي، الذي عدّه - بسبب أصوله البولندية - التهديد المستدام. وقد وصف هنري بريخت، رئيس «مكتب إيران» في إدارة كارتر، نظام الخميني بأنه «حليف محتمل» لمجرد أن حكومة الخميني الأولى ضمت خمسة رجال يحملون الجنسية الأميركية و/ أو «تصاريح الإقامة الدائمة (البطاقة الخضراء)». على مر السنين، حظي خلفاء الخميني بدعم من الأميركيين أو المقيمين بالولايات المتحدة؛ ومنهم المفكر ناعوم تشومسكي، وقطب الأعمال جورج سوروس، والأكاديمي ريتشارد فالك، والزعيم الديني لويس فاراخان، ووزير الدفاع الأسبق تشاك هيغل، والمخرج أوليفر ستون، والممثل شون بن. استعان هتلر، في زمانه، بـ«الرابطة الألمانية - الأميركية (الاتحاد)»، الممولة من رجال الأعمال الأميركيين، بمثابة حصان طروادة داخل الولايات المتحدة. وكان موسوليني يملك كياناً بديلاً في «المنظمة الإيطالية - الأميركية». ولقد لعب الحزب الشيوعي الأميركي دوراً مماثلاً بالنسبة لاتحاد الجمهوريات السوفياتية. كما تستخدم إيران الوصفة نفسها عبر مجموعة عمل سياسية إيرانية أميركية تمولها شخصيات أميركية من «أصحاب النوايا الطيبة».

وعلى نطاق أضيق، استخدمت سياسة «احتضان الطغاة» في العلاقات مع معمر القذافي في ليبيا، وصدام حسين في العراق، وهوغو شافيز في فنزويلا، ومانويل نورييغا في بنما، إلى أن أساءوا التصرف بما لا يمكن تحمله لدى «القلوب الغربية النازفة». ولا ننسى محبة جون كيري وإعجابه الواضح بشخصية بشار الأسد في سوريا. لم يسفر تجميل الغرب للأنظمة القبيحة عن تغيير المسار نحو الانضمام إلى ما يطلق عليه الأميركيون وصف «العالم الديمقراطي». فالأنظمة التي تضطهد شعوبها من غير الممكن أبداً أن تتحول إلى أصدقاء موثوق بهم لأي شخص، ناهيكم بالدول التي تستند السلطة فيها إلى قدر من احترام حقوق الإنسان والحكومة مع بعض الموافقة من جانب المحكومين. في المرة المقبلة عندما يعزف أي شخص لحن «دعونا نساعد إصلاح الملالي»، فأنصتوا لهم؛ ولكن تذكروا ستالين، وموسوليني، وهتلر، وماو تسي تونغ... وغيرهم الكثير.

للتأكد من التعامل مع الأنظمة الاستبدادية، فالخيار ليس بين عناق المحبين أو شن الحرب الحارقة؛ بل هناك خيارات أخرى؛ بما في ذلك: «دعوهم يحترقوا بأعمالهم»، أو على الأقل: «لا تساعدوهم على الخروج من الحفرة التي حفروها لأنفسهم».

 

ما الفارق بين عون وميقاتي؟

شارل جبور/الجمهورية/17 كانون الأول/2021

قال الرئيس ميشال عون رداً على سؤال عن علاقته بـ»حزب الله»، انّ «هناك أمورًا يجب ان تُقال بين الأصدقاء»، فهل قصد مصطلح الأصدقاء من أجل توجيه رسالة إلى الحزب بأنّه ليس حليفاً، أم انّ الصداقة تعني بأنّه أكثر من حليف، وأم مجرّد كلمة في سياق لا تحتمل الاجتهاد؟

تشهد العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» توتراً عنوانه المعلن إصرار الأول على انعقاد مجلس الوزراء ورفض الثاني للأمر قبل ان تُحسم مسألة القاضي طارق البيطار، وقد خرجت بعض مصادر التيار لتتهِّم الحزب وحركة «أمل» بـ»إفشال عهد الرئيس عون ومنعه من تحقيق اي انجازات خلاله»، وتحدثّت معلومات عن تباين بين عون والرئيس نجيب ميقاتي حول معاودة الحكومة جلساتها، في ظل رفض الأخير الإقدام على هذه الخطوة التي ستُدخل البلاد في انقسام جديد وتوتر إضافي، فيما يحاول القفز فوق هذه الإشكالية من خلال التعويض عن اجتماعات الحكومة باجتماعات للجان الوزارية.

ولا شك انّ ضيق صدر رئيس الجمهورية لا يتعلّق بهذا الجانب حصراً، إنما يتعداه إلى كون ميقاتي أمسك بالعلاقة مع المجتمعين الدولي والعربي، حيث انّ علاقة عواصم القرار مع لبنان أصبحت تمرّ من خلاله، كما انّه في الوقت الذي يتجنّب فيه الصدام مع «حزب الله» من باب الحكومة، لا يتردّد في رفع السقف ضده من الباب الخليجي، ورفض كل ما يسيء إلى العلاقة مع الدول الخليجية، وآخرها موقفه الحازم من المؤتمر الصحافي الذي نظمه الحزب لمجموعات يمنية، تضمّن إساءات لمملكة البحرين، وهي مجموعات خارجة عن القانون وتشكّل حلقة من الحلقات الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

فرئيس الحكومة وخلافاً لرئيس الجمهورية لا يشعر بالضيق نفسه بسبب دوره المفتوح على عواصم القرار وفي حركة لا تهدأ في الداخل والخارج، بينما يقتصر دور الرئيس الأول على المسرح المحلي في حركة محدودة، مع غياب مجلس الوزراء بسبب دور «صديقه» الحزب الذي عطّل له دوره عن قصد أم من عدمه، وفي السنة الأخيرة من ولايته التي ستنتهي إلى مأساة مالية واجتماعية في حال تواصل الانهيار، وفي وضع شعبي غير مؤاتٍ لخوضه الانتخابات النيابية.

ومن خلال مراقبة أداء «حزب الله»، فإنّ تعطيل الحكومة ليس موجّهاً بشكل مباشر ضد رئيس الجمهورية المتضرِّر من هذا الموقف، إنما يتعلّق بإصراره على موقفه من القاضي البيطار، ورفضه التراجع عنه بعد سلسلة تراجعات وتنازلات كان آخرها الخضوع لاستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، وما بين إرضاء عون والظهور أمام بيئته وجمهوره بأنّه اضطر إلى التراجع مجدداً، بما ينعكس على صورته، لن يتردّد في الذهاب مبدئياً إلى النهاية في قراره الذي وضعه في حشرة سياسية، فلا هو قادر على التراجع، ولا قادر على التقدّم إلى الأمام، وسط انهيار متواصل يتحمّل مسؤوليته أمام اللبنانيين.

والفارق على هذا المستوى بين عون وميقاتي، أنّ الأول يريد ان يرفع السقف في وجه «حزب الله» من الباب الحكومي، ولكن لاعتبارات رئاسية، مع تحوّل همّه الأول إلى رئاسي بعد دخول ولايته في العدّ العكسي لنهايتها، ومن المتوقّع ان يتوسّع الشرخ بينه وبين الحزب في حال لم يقرِّر الأخير حسم تزكية ترشيح النائب جبران باسيل او التمديد للبرلمان كمدخل للتمديد الرئاسي، فيما ميقاتي يريد ان يتساهل مع دور الحزب في الداخل، ويتشدّد مع دوره في الخارج من منطلق انّه لا يستطيع ان يتشدّد في الدورين الداخلي والخارجي معاً تجنّباً لكسر العلاقة مع الحزب ودخول البلاد في انقسام بطبعة جديدة.

وحيال هذا الواقع، يجد «حزب الله» نفسه بين رئيس للجمهورية يضغط عليه من الداخل من الباب الرئاسي، وبين رئيس للحكومة يضغط عليه من الخارج من الباب الخليجي، وما بينهما يفتقد إلى حليف جدّي يقف إلى جانبه في المواجهات التي يفتحها من تعطيل الحكومة، إلى المواجهة مع الخليج الذي وضع لبنان بقوة على جدول أعماله في 7 بيانات متتالية، بدأها بالبيان السعودي-الفرنسي وتلاها في 5 بيانات ثنائية خليجية واختتمها في قمة الرياض.

وفي هذا الوقت تتجّه الأنظار إلى ثلاثة ملفات أساسية:

الملفّ الأول، الانتخابات النيابية التي تدخل مع بداية العام الجديد في العدّ العكسي لإتمامها، ويتحّول اهتمام كل القوى السياسية باتجاه الانتخابات ترشيحاً وتحالفاً وتحضيراً.

الملف الثاني، التطورات الخارجية إن من باب مصير المفاوضات النووية وانعكاسها على واقع الحال في لبنان، أو من باب تطور الموقف الخليجي الذي لن يقف من الآن فصاعداً مكتوف الأيدي أمام الدور الإيراني، فإما ان تدخل طهران في تسوية إقليمية تعيد من خلالها النظر في طبيعة دورها، وإما انّ المواجهة معها ستشتد أكثر فأكثر، خصوصاً انّ مشروعها لم يتجاوز كونه قوة تعطيل غير قادرة على الحكم ولا قادرة على إرساء الازدهار وتحقيق الاستقرار.

الملف الثالث، الوضع الحكومي وارتباطه بالوضع المالي والقضائي المتعلِّق بالقاضي طارق البيطار، وما إذا كانت ستنجح المساعي بحلّ عقدة الحكومة لفرملة الانهيار.

وأما الملفات التي يمكن ان تطرأ من خارج السياق وتفرض إيقاعها على الحياة الوطنية، فتتمثّل بثلاثة ملفات أيضاً:

الأول، الانتخابات الرئاسية التي تشكّل الهمّ الأول للرئيس عون، الذي لا يدرك ليس فقط من سيأتي من بعده، إنما يترك الرئاسة في أسوأ وضع وصلت إليه البلاد، وبالتالي يجب توقُّع اي شيء يُقدم عليه هذا الفريق كردّ فعل على خسارته الورقة الرئاسية وإصراره على محاولة الاحتفاظ بها، ولا يجب استبعاد إطلاقاً ان يذهب إلى مزيد من التمايز مع «صديقه» الحزب، او ان يتخذ اي خطوة مفاجئة لخلط الأوراق، والأكيد من كل ذلك انّه سيُقدم على شيء ما، وستكون البلاد عرضة لمفاجآت هذا الفريق التي ستزيد هذه المرة في خسائره.

الثاني، الوضع الاجتماعي واحتمال انفجاره في حال تواصل الانهيار فصولاً، وسيكون من الصعب ضبط الفلتان في حال خرج عن إطاره وحدوده.

الثالث، عودة الاغتيالات السياسية، في محاولة لقلب أو تغيير أوضاع سياسية، فيما اي اغتيال في ظلّ الأوضاع الاجتماعية والمالية والمعيشية والسياسية يمكن ان يأخذ الأحداث بخلاف إرادة من خطّط لهذا الاغتيال، على غرار اغتيال الشهيد رفيق الحريري.

والأكيد انّه يمكن توقُّع اي شيء في المرحلة المقبلة الغنية باستحقاقاتها الداخلية مع الانتخابات النيابية والرئاسية، والخارجية مع المفاوضات النووية والدينامية الخليجية، وما بينهما الأزمة المالية-الاجتماعية المفتوحة على اي تطور، والتحدّي الأمني المفتوح على اي اغتيال. وفي المحصلة يمكن اعتبار انّ العام المقبل هو عام الحلول السياسية، أو عام الانفجار الكبير تأسيساً وتمهيداً للحلّ الأخير للأزمة اللبنانية، وبالتالي هي سنة مفصلية لولادة الحل او التمهيد لهذا الحل.

 

عون يُسابق الوقت لانتزاع ورقة باسيل الرئاسية من «حزب الله» بأي ثمن!

رلى موفّق//اللواء/17 كانون الأول/2021

برّي العصيّ» ماضٍ في تسجيل الأهداف في مرمى «البرتقالي» الغارق في وهم تفكيك «الثنائي»

يلعبُها رئيس الجمهورية ميشال عون «صولد» وعلى المكشوف. يدفع عون بقوّة إلى فتح الاستحقاق الرئاسي باكراً. يستخدم ما لديه من أوراق من أجل إتمام الصفقة اليوم قبل الغد.لا يُعير اهتماماً للقاعدة الفقهية:«مَن تعجّل شيئاً قبل أَوانه عُوقب بحرمانه» والتي يستعين بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتبرير عدم ملاءمة الظروف للدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء. مَن يقرأ تاريخ الجنرال، يخرجُ باستنتاج أن القاعدة التي يركنُ إليها الرجل هي قاعدة «الصولد»: إما يربح كل شيء أو يخسر كل شيء. فَـعَـلَها في العام ١٩٨٩ حين رفض التسوية السياسية لإنهاء الحرب اللبنانية المتمثلة بـ«اتفاق الطائف»، وما نتج عنه من انتخابات رئاسية، حيث سار عكس الرياح الإقليمية والدولية، فكان أن خسرَ في عملية 13 تشرين الأول 1990، وانتهى به الحال لاجئاً سياسياً في فرنسا. ولَعبَها في العام ٢٠٠٦، يوم صاغ تحالف «مار مخايل» مع «حزب الله»، فربحَ منذ ذلك الحين، وتَـوَّج هذا الربح في ٢٠١٦ بتحقيق حلم الوصول إلى سدّة الحكم.

لا يَشذُّ اليوم عون عن تلك القاعدة. يحشرُ «حزب الله» كي يُطلق أمينه العام «وعده الصادق» لوريثه السياسي جبران باسيل بأنه سيكون الرئيس المقبل للجمهورية، بمعزل عما إذا كانت تلك الجمهورية خراباً على نقيض لبنان في رمزيته وميزته وروحيته. المهم وصول جبران إلى سدّة الرئاسة، وماهية الجمهورية ليست سوى تفصيل الآن. سيكرر صفا على مسامع رئيس التيار ما يبذله نصرالله من جهد لإقناع «الشقيق الأكبر» بضرورات التحالف مع العونيين

يُريدُ رئيس الجمهورية أن يستخدمَ ما لديه راهناً من أوراق قوّة لدفع «حزب الله» إلى القفز فوق الوقائع على الساحة الداخلية، وفي الإقليم، وعلى المسرح الدولي، لاستكمال سطوته على المشهد السياسي اللبناني. وهذه السطوة ستحتاجُ عملياً إلى غطاء دستوري جديد سيوفّره له «الوريث» من موقعه كرئيس للجمهورية، كما وفّرها هو على امتداد السنوات الخمس الماضية، وقبلها من خلال التحالف السياسي سوياً.

هو سباق مع الوقت. فالوقت عامل غير مضمون قد يلعب لصالح عون - باسيل كما ضدهما. في معطيات اليوم، ليس الآتي من الأيام لمصلحة رئيس التيار الوطني الحر. فالظروف التي حكمتْ معركة عون الرئاسية مُغايرة لتلك التي تحكمُ معركته اليوم. حينذاك استفاد عون من قرار «حزب الله» تعطيل الاستحقاق الرئاسي وأخذه رهينة كورقة في بازار التفاوض الأول على الاتفاق النووي الإيراني بين طهران وواشنطن، زمن باراك أوباما، غير أن أموراً كثيرة تبدّلت في حقبة دونالد ترامب، ودخلت المنطقة في مخاض يبدو طويلاً وعسيراً مع القرار الأميركي بالانسحاب العسكري من الشرق الأوسط، والعمل على ملء الفراغ من خلال توثيق وتعميق العلاقة مع شركائها وحلفائها ضمن سياسة الردع المتكامل لسياسة القرن الواحد والعشرين.

في واقع الحال، لن يجدَ «حزب الله» أفضل من باسيل حليفاً له. ورقة باسيل هي بيده بشكل كليّ، وهوامش المناورة لدى الطامح الرئاسي ضيّقة جداً، لا بل معدومة، ولا سيما بعدما حَـرَقَ مراكبه مع اللاعب الأميركي، وفرض وزارة الخزانة عقوباتٍ عليه. يعلمُ باسيل علم اليقين أن لا خيارات أمامه غير الالتصاق بـ«حزب الله»، ولا فرصة أمامه للرئاسة إلا من بوابة حارة حريك، لكن معضلة الرجل تكمن في أنه غير قادر على الجزم لمن ستكون له الكلمة الفصل واليد العليا عند الاستحقاق الرئاسي، وكيف ستكون عليها موازين القوى السياسية في الداخل وصورة المنطقة.

من هنا، يأتي ضغط عون مصحوباً من الخلف بضغط باسيل للحصول في الفترة الرمادية غير الواضحة على التزامات من الحليف. ولكن هذه المغامرة لا تستقيم من دون أثمانٍ سياسية، سبق أن عرضها باسيل مباشرة على الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، تبدأ من الانقضاض على الطائف ولا تنتهي عند تحالف الأقليات والالتصاق بالمحور الإيراني. ولعل الحديث المتجدّد لرئيس الجمهورية عن الحاجة إلى تغيير النظام في هذه اللحظة الحسَّاسة يُشكِّل رسالة في هذا الاتجاه، وإنْ كان ثمة من يعتقد أن «الورقة المفتاح» للصفقة المأمولة هي ورقة تخليه عنه المحقق العدلي في جريمة تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار.

في قناعة عون – باسيل أن ما يُعيق «حزب الله» من حسم قراره لترشيح باسيل هو الركن الآخر في «الثنائي الشيعي» نبيه بري. لا شك أن جانباً من هذا الاعتقاد صائب، ولكن ما يحتاج إلى مزيد من التدقيق هو اعتقادهما بأن «الحزب» هو الذي يُؤمِّن الحماية لبري، وأنه لولا هذا الغطاء، لكان نجح العهد في ضرب الركيزة الثالثة في المنظومة السياسية.

يظنُّ عون ووريثه أنهما نجحا في تحجيم الزعيم السُّني سعد الحريري، وأنهما هشَّما موقع رئاسة الحكومة، كما أنهما حجَّما الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. تذهب مقتضيات معركة شدّ العصب الانتخابي إلى مداها الأقصى على أبواب استحقاق الانتخابات النيابية التي تقضُّ مضاجع رئيس التيار الوطني. فبعيداً عن حسابات الاستقواء بـ«حزب الله»، فإن مجيء عون أولاً إلى الرئاسة ما كان ليحصل لولا الصفقة التي تمَّت مع الحريري، والتي وصفها هو بنفسه بـ«المغامرة السياسية»، والتي جاءت نتائجها قاتلة على الرجل، وهو أمر طبيعي حين ينحو المرء حول خيارات مدمرة، على الرغم من أنه لا يزال باكراً الجزم بما سيفرزه الاستحقاق النيابي من حجم للحريرية السياسية في البلد. أما في ما خص جزئية تحجيم جنبلاط، فـ«منازلة قبرشمون» تقول غير ذلك بالتأكيد، فيما الحرب المفتوحة مع بري ارتدت على باسيل خسارة أولى في معركة تعديل قانون الانتخاب، ولا سيما لجهة تصويت المغتربين، وتبدو معالم الخسارة الثانية على الطريق مع ما رَشَـحَ عن عدم وجود توافق داخل المجلس الدستوري على حسم طعن التيار العوني في تعديلات قانون الانتخاب، ما يعني مواجهة باسيل وتياره مزيداً من المفاجآت في انتخابات 2022. ما يريده عون - باسيل هو وضع «حزب الله» أمام الخيار الصعب: إما نحن وإما بري. هذه معادلة لا يقوى عليها «الحزب» الذي ينطلق من مسلَّمة أن الخلاف الشيعي - الشيعي خط أحمر ويشكل مقتله. فمعارك إقليم التفاح وما أنتجته من تداعيات لا تزال ماثلة في الأذهان وشبحها يبقى حاضراً على الدوام، وما الذي يجري راهناً في العراق على مستوى الأحزاب والفصائل الشيعية خير مثال لما يمكن أن يعتري الساحة الشيعية في حال حصول أي اهتزاز بين حزب الله» و«أمل»، خصوصاً أن الواقع الاجتماعي التي يحيط بالساحة الشيعية يشهد كمّاً من التصدعات تحدثها فوارق «المال النظيف» للحزب والمدفوع بالعملة الصعبة. أساساً، سيردد مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا على مسامع باسيل ما يبذله نصرالله من جهد مع «الشقيق الأكبر الأستاذ نبيه بري» لإقناعه بضرورات المصلحة للإبقاء على وحدة التحالف الانتخابي بين «الثنائي» و«التيار» في الدوائر حيث الصوت الشيعي مؤثر وحاسم ، ولانتزاع تعهد بالتزام «جمهور أمل» بمرشحي التيار في تلك الدوائر من جزين إلى زحلة والبقاع الشمالي مروراً ببعبدا وصولاً إلى جبيل - كسروان!

 

بين إيران وإسرائيل أسئلة التصعيد والحرب!

التلويح الحمساوي بالعودة إلى التصعيد دفع تل أبيب للتحرك سريعاً باتجاه القاهرة

حسن فحص/العربية/17 كانون الأول/2021

هل يمكن إخراج الاتصال الذي قام به وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية من سياق التهنئة بذكرى 34 لتأسيس الحركة، وربطه بالأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة، ربطاً لا يكون تعسفياً، أو يصدر عن افتئات يحاول لَيَّ عنق الحقيقة وتعبئتها في مندرجات قد تكون بعيدة الصوابية أو الإنصاف. يقول عبد اللهيان في اتصاله مع هنية، إن "حماس جزء من الحركات السباقة في مجال المقاومة من أجل تحرير فلسطين، وتلعب دوراً بارزاً في تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه الثابتة"، مضيفاً أن "الجمهورية الإسلامية تؤكد استمرار دعمها للشعب والمقاومة الفلسطينية حتى تحرير القدس وفلسطين". الاتصال الإيراني مع "حماس"، والإصرار على علنيته، وإن كان يتزامن مع احتفالية هذه الحركة بالذكرى التي أقامتها في قطاع غزة تحت شعار تحرير كامل التراب الفلسطيني، فإنه يتزامن أيضاً ويأتي مكملاً للبيان الذي أصدرته "حماس" والفصائل الفلسطينية في القطاع قبل أسبوع عن نيتها "عقد اجتماع لمناقشة إنهاء التهدئة مع الاحتلال، والبدء بخطوات التصعيد بموافقة جميع الفصائل". وأضاف البيان "إن لم يحدث أي تقدم عبر رفع الحصار وإعادة الإعمار، فالمنطقة مقبلة على تصعيد". واكتفى بالإشارة إلى أحد جوانب هذا التصعيد بأن الحركة "تتهيأ للتحرك شعبياً إذا لم تستجب الأطراف والمجتمع الدولي لمطالب كسر الحصار... حتى نهاية العام الجاري" في إطار الضغط والتصعيد المتدرج. هذا التلويح الحمساوي بالعودة إلى التصعيد، دفع الحكومة الإسرائيلية للتحرك سريعاً باتجاه العاصمة المصرية القاهرة التي زارها وزير الخارجية يائير لبيد في الوقت نفسه الذي صدر به بيان "حماس"، لبحث "تطورات الوضع في غزة والملف الإيراني"، لجهة أن "حماس" أشارت في بيانها إلى أنها "سلمت القيادة المصرية ورقة سياسية متكاملة بشأن مستقبل العمل الفلسطيني تتضمن رؤية الحركة لأهم القضايا الداخلية والخارجية".

أما لماذا هذا الاتصال الإيراني مع "حماس" في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، والكلام عن تنسيق ودعم بين الطرفين لإعادة تحرير كامل التراب الفلسطيني؟ خصوصاً أن الطرفين يؤكدان في خطابهما السياسي التحول الذي حصل في المعادلة العسكرية والاستراتيجية بعد معركة الأيام الإحدى عشرة التي حملت اسم "سيف القدس" والتي طالت فيها صواريخ "حماس" العمق الإسرائيلي في القدس وتل أبيب. لا شك أن التحرك الذي قامت به الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة بالتزامن مع انطلاق الجولة السابعة للمفاوضات النووية بين إيران والخماسية الدولية ومعها الولايات المتحدة في فيينا، رفع من مستوى القلق الإسرائيلي من إمكانية حصول توافق أو اتفاق بين هذه الأطراف مع النظام الإيراني تعترف بموجبه بالمستويات التي وصل إليها البرنامج النووي مقابل ضوابط متشددة وقاسية في الرقابة والتفتيش والأهداف، وأن تنتهي الأمور إلى إلغاء جميع العقوبات أو غالبيتها من دون أن تكون مشروطة بالهواجس الإقليمية، خصوصاً الإسرائيلية، ببحث مصادر هذه الهواجس وأسباب القلق المتمثلة في البرنامج الصاروخي وتفريعاته من سلاح الطيران المسير، إضافة إلى النفوذ الإقليمي والتدخل في شؤون دول المنطقة واتهامها بزعزعة الاستقرار.

خصوصاً أن بيان "حماس" حول التهدئة تزامن أيضاً مع الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى واشنطن والحديث عن تفاهمات متقدمة مع نظيره الأميركي لويد أوستن حول إمكانية اللجوء إلى عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية في حال فشلت المفاوضات، وإصداره الأوامر من واشنطن لقيادة وزارته برفع متسوى التأهب في المرحلة المقبلة.

وعلى الرغم من الاعتقاد السائد لدى القيادة الإيرانية بعدم رغبة واشنطن بالذهاب إلى خيار عسكري ضد طهران في ظل الرؤية الجديدة للبيت الأبيض، والتي تسيطر عليها استراتيجية العمل على احتواء الطموحات الصينية، وإن أي حرب غير مدروسة وغير مبرمجة قد تبعدها عن هذا الهدف، خصوصاً وأن رؤية هذه الإدارة تتمركز حول مفهوم إنهاء الحروب المفتوحة والابتعاد عن الدخول في حرب جديدة. وهي رؤية تشكل نقطة التقاء بين سياسة الرئيس الحالي جو بايدن مع سلفه الجمهوري دونالد ترمب. فإن حديث حركة "حماس" والفصائل المتحالفة معها في قطاع غزة عن إنهاء التهدئة، والتواصل الإيراني مع قيادتها، يحمل على الاعتقاد، بأن طهران تسعى لتوجيه رسائل أمنية وعسكرية إلى الحكومة الإسرائيلية رداً على رفع تل أبيب من مستوى تحركاتها السياسية بالتزامن مع رفع مستوى التهديد والتلويح بعمل عسكري ضدها، فضلاً عن جهودها لعرقلة المسار التفاوضي ودفع الدول المشاركة في جلسات التفاوض إلى تعقيد المشهد وتقييد طهران بكثير من الشروط والالتزامات التي لا تقف عند حدود الأنشطة النووية، بل تسعى للحصول منها على تنازلات في الملفات الإقليمية والمشروع الصاروخي الباليستي بما هو تهديد مباشر لأمن إسرائيل، سواء من داخل الأراضي الإيرانية، أو من مناطق انتشار حلفائها في المنقطة، خصوصاً الترسانة الكبيرة التي يمتلكها "حزب الله" اللبناني، إضافة إلى ما قامت به من تطوير مخزون "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى من هذه الصواريخ.

ما تحاول طهران إيصاله للغريم الإسرائيلي ومعه الإدارة الأميركية، أن سياسة التهديد أو "العصا والجزرة" التي تمارس ضدها لن توصل إلى النتيجة المطلوبة وأن تفرض عليها تنازلات جوهرية، خصوصاً، وأن مثل هذه التنازلات قد تؤثر سلباً على موقف النظام وقيادته داخلياً، وقد تؤدي إلى نتائج لا يرغب بها أو تضعه أمام تحديات لا يريدها ليس أقلها انفجار الوضع الداخلي. لذلك فإن الرسائل الإيرانية الأولى تحاول القول، إن طهران لا تعدم الأوراق التي تسمح لها بالرد على التهديد الإسرائيلي والعصا الأميركية. وإذا ما كان الطرفان يلوحان بالعمل العسكري لفرض المزيد من التنازلات، فان لديها ما يسمح بالرد بتهديد مقابل والتلويح باستخدام ما تملك من أوراق استثمرت فيها على مدى عقود. أما الرسالة الأخطر في هذا السياق، فقد تكون على علاقة بمدى جدية هذه التهديدات، الشعور باقتراب موعد ترجمتها عملياً، وذهاب واشنطن وتل أبيب إلى خيار العمل العسكري وإنهاء المسار التفاوضي، وبالتالي فإن طهران ستلجأ إلى تحرك استباقي يمسح لها بإحداث نوع من الإلهاء أو فتح جبهة على الخاصرة الإسرائيلية تجبر تل أبيب على التخلي عن خيار الحرب أو العمل العسكري ضدها، وذلك اعتماداً على قراءة إيرانية بالآثار السلبية التي تركتها حرب "سيف القدس" على المؤسستين السياسية والعسكرية الإسرائيلية.

فهل سيبقى مستوى التراشق بين الطرفين عند حدود الكلام الإعلامي والمواقف التصعيدية، أم أن هناك إمكانية للانتقال إلى حرب مفتوحة بين الطرفين؟ وهل ستتعامل طهران مع المخاوف الإقليمية بمستوى جديد من الجدية، أم أنها ستعمد إلى استعادة تجربة حرب لبنان عام 2006 وتفريغ شحنة التصعيد والتوتر بحرب بعيدة من أراضيها؟

 

سنأكل العشب سنأكل التراب لكنّكم لن تأكلوا إلّا حصرم لبنان أيّها السادة الحكّام

عقل العويط/النهار/17 كانون الأول/2021

"حصل اليوم في طرابلس: بمنطقة الزاهريّة قاعد بسيارتي عم آكل لقمة حدّ مدرسة الروم… رجّال سبعيني لابس بدلة رسميّة وقميص نضيف… مرّ من حدّ مستوعب زبالة… مشي فشختين… رجع ع المستوعب... تطلّع بقلبو… تطلّع يمين وشمال… شال كيس من جيبة البنطلون… حطّ فيه 3 حبّات بندورة شالها من المستوعب وكمّل طريقو… هيدا الشخص السبعيني هو أستاذ لغة عربية وشاعر كان يعلّمني ها اللغة بمدرسة الطليان بالمرحلة المتوسطة… منظرو عصر قلبي ودمعتي حرقتني حرق" (ممّا نشره الناشط ماهر عوض عبر صفحته الخاصّة على الفايسبوك في 14 كانون الأوّل الجاري)

عشيّة عيدَي الميلاد ورأس السنة، لا يضنينا في شيء أنّنا سنأكل العشب والحمّيضة والخبّيزة والهندباء والفجّيلة والمرمريّة والقرصعنّة وإكليل الجبل، وسنأكل الشوك والبلّان والسيكون، وسنشبع من كلّ ما تُنبِته أرضنا من خيرات متواضعة وغير متواضعة. وسنأكل لا شيء، أيّ شيء، كلّ شيء، ولِمَ لا التراب، لكنّنا لن نأكل إلى طاولاتكم، أيّها الطغاة، والفاسقون، والفاسدون، ولا في صحونكم، وبملاعقكم، ولن نتدشّأ معكم، ولن نعيّد في ظلال مواخيركم وقصوركم، ولن تكونوا منّا، ولن نكون منكم. أهدي المقال إلى أهل الكرامات والنفوس الكبيرة، وأصحاب الأنفة والكِبَر، من فقراء لبنان والعالم، والجياع والمرضى والمشرّدين والمألومين والمنهوبة أموالهم وأرزاقهم والمقتولة  طموحاتهم وأحلامهم تحت طاغوت لبنان. في الخراب المقفر، في الخراب الغفير، في الشوارع، على الأرصفة، في الليالي، في النهارات، في الصباحات، في العشيّات، في منتصفات الليالي، في الأروقة، تحت الأشجار العارية، تحت المطر الحنون، تحت المطر الماجن الأخوت الجارف، تحت السيول الخرقاء، في البيوت، تحت الجسور، في الأنفاق، في ظلمات الشوارع والبيوت، في القلوب الممعوسة، في النظرات المحطّمة، في الخفقات، في اللعنات البكماء، في الكلمات الممزوجة بحبر الدموع المعلنة والخفيّة، الظاهرة والمتوارية، يعيش لبناننا، يعيش أهلنا الوجع الوجوديّ الخطير، ينتمون إليه، يتدفّأون بجمره البارد، يشهقون به، يأكلونه بخبزٍ حافٍ عندما يتوافر الخبز الحافي، وبلا خبزٍ، وبلا فتات خبز، عندما تُسَدُّ السبل إليه، وكم هي مسدودة ولئيمة وكافرة وجاحدة، هنا والآن، في لبنان.

في هذا الموت العميم، في رمال هذا الجرح الجماعيّ، في أملاحه، في الزجاج المتخثّر المتناثر، في الشظايا المكلومة، في الصحراء اللئيمة الناشفة اليابسة، في الخضمّ المغمور بغرق الحياة، باختناقها، بسعالها المهموم، بمساميرها الصدئة، بنعوشها المخلّعة، بأطفالها الموتى، بشبابها الآيل إلى حتفه المبكر، فوق هذه الجلجلة العموميّة، فوق الجبال، في الأودية، في المدن، في الدساكر، في الأرياف، في السهول، في البراري، في براميل النفايات، على حوافي البراميل، في ضواحيها، في القفر، وسط عواء الكواسر والذئاب والوحوش، في الغابة الهمجيّة...، يحيا لبنان. ويحيا أهل لبنان.

لكنّ الأعياد على الباب. على الشبّاك. عند المصطبة العارية. الأعياد تتعثّر تتكرسح في العيون في الشفاه في الأيدي في وجيف القلوب، فكيف لا أقول بكلّ ودّ، بكلّ شفافيّة، بكلّ صدق، بكلّ صداقة، وبكلّ عرفان:

كلّ عيد وأنتم (لستم) بخير، أيّها السادة الأشاوس، أيّها الرؤساء، يا أصحاب الفخامة، والدولة، والعطوفة، والمعالي، أيّها الأوادم، أيّها الذين بعرق جبينكم تأكلون خبزكم الأبيض، وتجمعون مالكم النقيّ النظيف الحلال، أيّها الحاملون أثقال الناس في ضمائركم الرهيفة، على مناكبكم، يا زوّار المتعبين والهالكين والمألومين والجياع والعطاش والمرضى واليائسين والتائهين والمشرّدين والمنتحرين في الليالي المؤرقة، أيّها الحكّام، يا ناقلي بلادي وشعبي - بكلّ راحة بال، وبدون عذاب ضمير، أو تبكيت، أو ندم -، إلى المقبرة الجهنّميّة.

كلّ عيد، يا أبناء (البلا) الأصل والسؤدد والشرف والكرامة والكِبر، كلّ عيد وأنتم وعيالكم وأحلامكم وطموحاتكم وصفقاتكم وحساباتكم وضغائنكم وأحقادكم وصغائركم وكبائركم ومحبّاتكم وأشواقكم ولهفاتكم، كلّ عيد وأنتم (لستم) بألف ألف خير.

لم يمرّ عيدٌ على لبنان وأهله مثل هذا العيد. لن يمرّ عيدٌ كهذا العيد.

هنا، والآن. هنا، والآن. في لبنان.

هنا والآن، نعيّد تحت شجر هذا الحكم غير الرشيد، في عهد الوصاية الإيرانيّة (السوريّة)، في جمهوريّة أهل الذمّة من كلّ مذهبٍ وطائفة، في دولة الذلّ والمهانة والوطاوة والحقارة والسفالة والمسخرة والكراهة والحقد والتباغض والتقاسم واللؤم والنهب والقتل والسرقة والرعب والترهيب، تحت نيترات الإصلاح والتغيير، والقهقهة البلهاء، والضحك الدنيء، والذكاء السخيف المتذاكي، وعرض العضلات المجرم، والاقتتال البارد، تحت سنديانة الليرة القويّة والعهد القويّ والرئيس القويّ، تحت نظام استعادة حقوق المسيحيّين ووريف الاطمئنان والرغد والبحبوحة والأمان والهناء والألفة والصحّة والرحابة، تحت سماء المنّ والسلوى، تحت قمر الحبّ والحلم، في حمى النجوم المطرّزة الساهرة حتّى تهجير آخر لبنانيٍّ حرٍّ وشريف من لبنان.  هنا، والآن، حيث ينام لبنان، والناس في لبنان، قرب تنك الزبالة، قرب البراميل، مع القطط الشاردة، في العتمة الحالكة، تحت البرد، تحت الصقيع، تحت لغة المواخير والقوّادين والسواطير والسكاكين والمسدّسات والبراميل المتفجّرة والصواريخ التي لا أحد يعرف مداها الحيويّ، وأمونيوم القبضات والأصابع التي تهدّد بالويل والثبور، والأشداق التي تتشدّق، في ازهرار هذا العيد نعيّد. كلّ عيد وأنتم (لستم) بخير. وأنتم (لستم) بخير.

صباح الخير، مساء الخير، نهاركم (غير) سعيد، وأحلامكم (غير) سعيدة، أيّها السادة الحكّام. ليته مات لبنان، قبل أنْ يرى لبنان مصيره على أيديكم القذرة، وفي رعاية استبدادكم وارتزاقكم وارتهانكم وانبطاحكم، وتحت غبرة حنانكم الكاذب الحنان.

ليته لم يكن هذا اللبنان، لكي لا يشهد ما يشهد، ومن أجل أنْ لا تكون أحواله كما هي عليه أحواله الآن. وكما غدًا ستكون، بجرائم ضمائركم، أيّها الطغاة. ليس عندي ما أقوله للحكّام سوى ما أقوله لكم أيّها الحكّام، ولِمَن وراءكم ومعكم وأمامكم: لبنان حصرمة في عيونكم. والناس غابة حصرم، غابات تلو غابات تلو غابات، في عيونكم، وعيون ذرّيّاتكم وأتباعكم.  لبنان لن يكون إسطبلًا لكم، ولا ولايةً، ولا مقرًّا، ولا ممرًّا، ولا ممسحةً، ولا هؤلاء الناس سيكونون ناسكم.

حصرمٌ. حصرمٌ. حصرمٌ. لن تعثروا إلّا على الحصرم.

يمكنكم أنْ تواصلوا أعمالكم  وأحكامكم إلى ما شئتم من عهرٍ وعربدة وقهر وظلم وطغيان. لن تأكلوا سوى الحصرم. لن يبلّل عيونكم إلّا عصير الحصرم. ولن تحكموا إلّا الحصرم. ولن تستبدّوا إلّا بالحصرم.

أمّا نحن فسنأكل التراب. سنأكل عشب التراب. وضغث العشب وضغث التراب. وسنأكل السراب. وأكرّر: سنأكل الحمّيضة والخبّيزة والهندباء والفجّيلة والمرمريّة والقرصعنّة وإكليل الجبل، وسنأكل الشوك والبلّان والسيكون، وسنشبع من كلّ ما تُنبِته أرضنا من خيرات متواضعة وغير متواضعة. وسنأكل لا شيء، أيّ شيء، كلّ شيء، لكنّنا لن نأكل إلى طاولاتكم، أيّها الطغاة، والفاسقون، والفاسدون، ولا في صحونكم، وبملاعقكم، ولن نتدشّأ معكم، ولن نعيّد في ظلال مواخيركم وقصوركم، ولن تكونوا منّا، ولن نكون منكم. ثمّ لن ننتخبكم إذا كان هناك انتخاب. ولن نعترف بكم. ولن نكون في ذمّتكم. ولن نطأطئ أمامكم. ولن نعيّد معكم.

وأنتم لستم منّا. ونحن لسنا منكم. وخسئتم أجمعين، وخسئتم مرّةً واثنتين وثلاث مرّات، وإلى أبد الآبدين آمين. أمّا الآن، عشيّة العيدَين، وفي العيدَين، فاضحكوا وقهقِهوا. وعيِّدوا. وفحِّشوا. وعربِدوا. وعهِّروا. وتعهّروا، على مدّ أعينكم والنظر. لكنّكم ستشهدون، وستعاينون، وستختبرون، وسنرى، من سيضحك ويقهقه ويعيّد أوّلًا وأخيرًا وآخرًا وبين بين. حصرم. لن تستولوا إلّا على الحصرم. كلّ عيد وأنتم (لستم) بخير.

 

إلغاء أكثريّة "حاكمة"!

نبيل بومنصف/النهار/17 كانون الأول/2021

واقعيا ، قد نكون في تاريخ الازمات السياسية والدستورية اللبنانية امام سابقة لا تنطبق عليها أي أوجه مماثلة لازمات سابقة في زمن الحرب ام السلم على صعوبة فصل بعض جوانبها عن  " ثقافة " الصراعات في لبنان قديما وحديثا . ذلك ان ازمة تعطيل الحكومة الحالية بفيتو قسري من الممثلين الحصريين لطائفة بعينها ليست في ذاتها بدعة بعيدة عن تراث التعطيل خصوصا في ظل تحالف سلطوي يطبع العهد الحالي بسمته المعروفة لجهة تظلله بتفاهم مار مخايل الذي اسبغ عليه طابع مسيحي – شيعي تمكن من خلاله طرفا التحالف من "فرض" الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية . ولكن بعد زهاء شهرين على تعطيل الحكومة ومجلس وزرائها بدأت معالم الازمة ، مقترنة باستفحال بالغ الخطورة للانهيار الداخلي على مختلف مستوياته المالية والاقتصادية والاجتماعية ، تشكل "طرازا" جديدا من الازمات نكاد نرى عبره ان السلطة ومؤسسات البلد الدستورية برمتها تتجه من حيث تدري او لا تدرك نحو الغاء نفسها بنفسها والدفع بلبنان الى فوضى تسبق الانتخابات النيابية او ربما تتسبب باطاحتها . لم يكن ثمة سابقة تكون فيها الحكومة عالقة او معلقة بين واقع تصريف اعمال او تقييد قسري لحكومة كاملة الصلاحيات كما أصاب راهنا حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بعد اقل من شهر من تشكيلها . كانت "القاعدة" دوما ، في الازمات ، ابيض على اسود اما الان فهي رمادية وما ادراك ما الرمادي في الغموض المقيت الذي يعاني منه لبنان بدءا من تفسير انقسامي عمودي للدستور والقوانين بحيث لكل فئة ومجموعة وطائفة ومذهب تفسيره الاستنسابي . في اللحظة التي يطل فيها لبنان على سنة "استحقاقاته" الأخطر اطلاقا منذ إبرام اتفاق الطائف قبل ثلاثة عقود لا نغالي ان قلنا ان رئاسة الجمهورية تكاد لا تكون موجودة الا في تصريحات الانكار المخيف وتحميل التبعات ورمي المسؤوليات الجسيمة على سائر الاخرين وتنزيه سيد العهد الذي انهار لبنان تحت ظل حكمه العظيم انهيارا تاريخيا مدمرا . ولا نرى في رئاسة مجلس النواب الا تراجعات لافتة نحو صورة الفريق المذهبي الصارخ الذي يناطح محققا عدليا في حين ان صاحب المنصب يحظى بإرث طويل من التجارب الذي أهلته ان يكون عميد رؤساء المجالس في لبنان والعالم . ولا نتوقع لرئاسة الحكومة على طراوة عود الحكومة الحالية سوى التخبط الهائل في مرحلة يقبل معها "شارع" طائفة الرئاسة الثالثة على منقلب مصيري اذا قررت الحريرية السياسية التقاعد مع زعيمها . وكان يمكن لهذه العوامل منفردة او مجتمعة ان تبقى تحت السطح الظاهر النافر اقله الى ما قبل الانتخابات النيابية ، لكن ما سرع "عملية الإلغاء" الذاتية التي تتصاعد تباعا من القصور والمؤسسات هو ما لم يحسب له جميع رموز الأكثرية الحاكمة الحالية تحديدا وهو ان الاعيب الزمن الذي طبع تجارب التعطيل السابقة لم تعد تنطبق على زمن الانهيار النهائي المتدحرج بفضل سياسات هذه الأكثرية بالتحديد . الملهاة القائمة منذ عطلت الحكومة الحالية بدوافع "قبع" المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت لم تعد تتواءم اطلاقا مع مستوى الخطورة العالية التي تتهدد باندفاع آخر موجات الانهيار الى ذروات غير مسبوقة . وهذه الغطرسة في التعطيل لا يوازيها سوى مستوى مذهل من السلوكيات التبريرية والاستسلامية من جانب شريكي الفريق التعطيلي . اقله ان "الأكثرية" تلغي نفسها ، ليكن !

 

أوهام الاستقلال في نهاية المئوية

سام منسى/الشرق الأوسط/17 كانون الأول/2021

اليوم 22 تشرين الثاني، ذكرى استقلال لبنان عن فرنسا عام 1943، وهي آخر ذكرى في ولاية الرئيس ميشال عون وتتزامن هذه السنة مع نهاية مئوية إعلان لبنان الكبير عام 1920. ولعلها أسوأ ذكرى استقلال مرت على لبنان منذ 78 عاماً مع كل الأزمات السياسية والاقتصادية والحروب الأهلية التي شهدها سابقاً. الوضع المزري الذي آلت إليه البلاد وسط أوضاع إقليمية متزعزعة ودولية متخبطة، يدفع إلى التفكير الجدي بالمقبل من الأيام وما ستحمله من متغيرات، ليصبح السؤال: هل يبقى شيء من لبنان الذي عرفناه على مدى قرن مضى؟

إن الاستعصاء السياسي والأمني في لبنان ليس بالمستجد وأسبابه المركبة والمتداخلة محلية وإقليمية في آن. في الجانب الداخلي، وللإنصاف، جزء كبير من الأزمة هو مسؤولية لبنانية صرفة. فمنذ استقلاله، لم يقُم لبنان على أسس هيكلية ومؤسساتية تعزز قيام الدولة والمواطنة، بل على أسس طائفية جعلت منه منذ البدء مساحة جغرافية تضم مجموعة من الطوائف، عين كل واحدة منها على حامٍ خارجي. لم يتمكن من الارتقاء ليصبح وطناً، كما لم ينصهر اللبنانيون ويخرجوا من لبوسهم الطائفي ليصبحوا مواطنين. وجاءت محطة رئيسية سنة 1969 عندما وقّع لبنان اتفاقية القاهرة مع منظمة التحرير الفلسطينية. يومها، زرعت بذور الحرب الأهلية لتنفجر عنفاً دموياً عام 1975، ولم تنتهِ إلا بإبرام اتفاق الطائف عام 1989، ثم جاءت أحداث 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1990 وتهجير الأقطاب المسيحيين خارج البلاد. وبعدها ودون مصالحات جذرية، تسلم أمراء الحرب السلطة لتنتقل المواجهة بينهم من متاريسهم العسكرية إلى السياسية، فاستمرت الحرب كامنة ولم تنته.

«القشة التي قصمت ظهر البعير» في العقدين الأخيرين، هي تسلم السلطة من قبل فريق لبناني مسلح ينتمي إلى عقيدة آيديولوجية مذهبية غريبة عن طائفته المحلية والبيئة اللبنانية كما العربية، وهو جزء عضوي من سياسة إقليمية تابعة للمحور الإيراني - السوري يدين له بولاء كامل. لا شك أن للأطراف اللبنانية الأخرى تحالفاتها مع دول أخرى في المنطقة، إنما لا ترقى إلى حدود الالتصاق العضوي العقائدي كما التنظيمي بها لتصبح جزءاً لا يتجزأ منها وتلتزم بتوجيهاتها وأوامرها، كما هي حال حزب الله مع إيران. هذه الحالة الفريدة على الأوطان وشديدة التعقيد، ألغت الولاء الوطني ومراعاة مصلحة كيان البلاد وأخذتها خارج بعدها العربي كما الغربي لتدخلها في مهب مواجهات إقليمية ودولية لصالح محور إقليمي.

أما المناخ الإقليمي المحيط بلبنان فهو أيضاً يشهد متغيرات كثيرة؛ أبرزها أن مفهوم العالم العربي أصبح من الماضي والمنطقة العربية باتت مشتتة واتجاهاتها وهمومها مختلفة ومتباعدة. من جهة دول الخليج العربي، ومن جهة أخرى مصر والأردن والعراق (إلى حد ما) تحاول تشكيل محور، ومن جهة ثالثة شمال أفريقيا وحروبه في ليبيا واضطرابات الجزائر، والخلافات بين دوله على أكثر من قضية، والسودان يغرق مجدداً في همومه. بالمقابل هناك المحور الإيراني الذي يضم سوريا واليمن ولبنان والعراق الحائر والمتنازع عليه.

هذه المشهدية العربية بكل نزاعاتها وأزماتها، دخل عليها عامل تغييري إضافي جديد هو تطبيع ست دول عربية مع إسرائيل، إضافة إلى فلسطين نفسها، وقطر وسلطنة عمان غير بعيدتين عن مناخ التصالح هذا. في المقلب الآخر، تصعّد دول المحور الإيراني مواجهتها مع المطبّعين الذين يحاولون توسيع حلقة التطبيع ليطال سوريا، متجاهلين أنه بمثابة انتحار لنظام الأسد لأنه يفقده علة وجوده وهي زعم مقاومة إسرائيل. كما أنه يفترض خروج دمشق عن سيطرة إيران، وهذا لن يحصل لأن أواصر العلاقة بين البلدين عقائدية عميقة، وطهران تمسك بمفاصل القرار في دمشق ولن تتنازل عن رأس حربتها التي أدخلتها المنطقة في استثمار عمره عقود. ومن جهة ثانية، لعل إسرائيل ليست راغبة في التطبيع مع نظام دولة محكومة من خمس دول أخرى، لا سيما أنها لم تشأ يوماً إسقاط نظام الأسد إنما تفضّل سوريا الضعيفة والمحتلة، التي تحوّلت إلى ملعب للطائرات والصواريخ الإسرائيلية ومنصة لتقليم أظافر إيران.

أما على الصعيد الدولي، فتبقى السياسة الأميركية الضبابية التي تتنازعها مجموعة من التناقضات سيدة الموقف. فمن جهة، تسعى الإدارة الديمقراطية للعودة إلى الاتفاق النووي وتتجنب إغضاب إيران مقابل تشدد الكونغرس الأميركي بغالبيته من الحزبين تجاهها وحلفائها، واحتمال ألا تأتي نتائج الانتخابات النصفية المقبلة لصالح الديمقراطيين. وهي لا تستطيع من جهة أخرى التغاضي عن ممارسات طهران المزعزعة لأمن المنطقة والمجازر التي ترتكبها أذرعتها كما الأنظمة المتحالفة معها، وعلى رأسهم النظام السوري. وبالنسبة إلى إيران، يبدو أن العودة إلى الاتفاق النووي لا تصب في مصلحتها أقله راهناً، إذ تخسر ورقة ابتزاز تستغلها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، فضلاً عن توفير الصين لها عمقاً لا يستهان به.

المحصلة أن لبنان يحتفل بالاستقلال المتهالك ويدخل السنة الأخيرة من ولاية رئيس الجمهورية ونهاية المئوية وسط هذه الأجواء الملبدة التي انعكست عليه هجرة غير مسبوقة أشبه بالفرار. وهو حتى دونها يمر بأصعب وأخطر مرحلة من تاريخه الحديث: دولة مغيبة بكل مؤسساتها وتحكّم طرف فيها، عالم عربي عاجز عن اتخاذ موقف جامع موحّد رغم محاولات إنشاء نظام إقليمي جديد متماسك يواجه إيران ويغير في سياسات الإقليم، والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تقول بصراحة لا تعتمدوا علينا «وقلّعوا شوككم بأيديكم».

كل مواقف وردود الأفعال الغربية من الأحداث الجسام التي مرّ بها لبنان منذ عقود، وأبرزها التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتحقيق في تفجير مرفأ بيروت إلى تغوّل حزب الله، ألا تذكّر بمحاولات العفو عن الممارسات التي ارتكبت في سوريا؟ من يسامح كل ما ارتكب في سوريا يعفو عما حصل في بيروت. وكل المعزوفة الأممية المملة بشأن أحوال لبنان من مقولة التمسك بسيادته واستقلاله وتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701 هي كلام في الهواء ليس إلا. فالغرب يعمل وفق مصالحه، وتقتضي اليوم ألا يُصدّر لبنان مزيداً من المشاكل إليه ولو ظل محكوماً من «الشياطين». المهم ألا يشكل زعزعة في الإقليم تؤثر سلباً عليه، وإلا كيف نفسر دعم واشنطن للحكومة الحالية التي تقول بنفسها إنها حكومة حزب الله؟ واللافت في كل ذلك أن لبنان يخضع للمقاطعة والعقوبات بسبب حزب الله، بينما هناك من يسعى لمصالحة سوريا الراعي الأساسي لوجوده في لبنان والشريان الرئيسي لتمدده في المنطقة. ليس لدى الغرب أي مشكلة بأن يعترف بحكومة يمسك حزب الله بمفاصلها أو بمحاولة التطبيع مع النظام السوري، على الرغم من محاولات احتواء وتحجيم السطوة الإيرانية عليه.

لا أحد يأبه لما فعلته إيران في لبنان بعد إسقاطها للحدود بين الدول التي تسيطر عليها وبنائها قواعد لها على مستوى البنى التحتية غيرت ثقافة البلد وعاداته ونموذجه التربوي والمصرفي والمالي والاقتصادي والسياسي. فإيران لا تحتل البلد عسكرياً إنما تسيطر عليه عبر اختراق لبيئات محلية وتعمل بصبر وهدوء، وهي أول من استخدم مفهوم التهرب من المساءلة عبر استخدام البيئات المحلية لخوض حروبها وتوسيع تمددها. حزب الله يخطو اليوم خطاها في لبنان، فهو لا يحكم مباشرة، بل عبر لبنانيين مسيحيين، وهذا واقع لا يريد الغرب أن يقر به أو يفهمه.

لعل المشهد اللبناني يوم ذكرى الاستقلال مبعث لليأس والحزن الشديد، ليس فقط بسبب سقوط كل المؤسسات وتهاوي مقومات الوطن، بل الأشد إيلاماً هو سقوط إرادة مقاومة هذا الواقع الذي بات بمثابة القدر المحتوم، بينما تتنافس أغلب القيادات فيما بينها في لعبة ديمقراطية متوهمة، لأنها تحت مظلة حزب الله.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

قرارٌ دوليّ بعدم سقوط لبنان.. ميقاتي: لا خلافات مع عون

وطنية/17 كانون الأول 2021 15:04

طمأن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أن "هناك قرارا دوليا بعدم سقوط لبنان وبوقف تردي الاوضاع وإستمرار الانهيار الحاصل". وشدد على أن "هناك مظلة خارجية وداخلية تحمي عمل الحكومة"، متوجهاً الى المطالبين باستقالة الحكومة والمنتقدين بالسؤال "هل الأفضل هو وجود حكومة أو عدمه؟ وتاليا ايهما أفضل وجود حكومة بصلاحيات كاملة أم حكومة تصريف اعمال؟".

وقال: "إستقالة الحكومة أهون الحلول ولكنها أكبر الشرور، لو كانت الخطوة تؤدي الى حل فانا لا أتردد في اتخاذها، لكن الاستقالة ستسبب بمزيد من التدهور في الأوضاع، وقد تؤدي الى ارجاء الانتخابات النيابية".

أضاف: "الحكومة مستمرة في عملها والاتصالات جارية لاستئناف جلسات مجلس الوزراء، وأي دعوة لعقد جلسة من دون التوصل الى حل للازمة الراهنة، ستعتبر تحديا من قبل مكوّن لبناني وقد تستتبع باستقالات من الحكومة، ولذلك فأنا لن أعرّض الحكومة لأي اذى".

واشار ردا على سؤال الى أنه دعا بعد ظهر اليوم الى اجتماع وزاري وأمني موسع لاقرار خطوات تنفيذية اضافية تتعلق بضبط التهريب ومكافحة تهريب الكبتاغون وسائر المخدرات ووقف التلاعب بسعر النقد، وبمكافحة التلاعب باسعار السلع والمواد الغذائية.

مواقف رئيس مجلس الوزراء جاءت في لقاء حواري مع مجلس نقابة المحررين برئاسة النقيب جوزيف القصيفي في السراي الحكومي.

وردا على سؤال، قال ميقاتي: "إن التعاون تام بيني وبين فخامة رئيس الجمهورية، والكلام عن خلافات هدفه تأجيج التوتر السياسي في البلد، وكذلك الامر فالعلاقة مع الرئيس نبيه بري لا تشوبها شائبة، والتواصل معه مستمر لايجاد حل لموضوع استئناف جلسات مجلس الوزراء. وعلى صعيد الحكومة فان  معظم الوزراء يعملون بجدية وكفاءة ونحن نتعاون كفريق واحد".

وردا على سؤال يتعلق بالاتصال الذي جرى بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وبينه قال: "كان الاتصال جيدا وفتح آفاقا جديدا للعلاقات".

وعن النتائج العملية للاتصال على صعيد دعم لبنان، قال: "لقد تم الحديث عن اتفاق على صندوق معيّن للمساعدات بين فرنسا والسعودية عبر الجمعيات والمؤسسات الانسانية".

وعن الانتخابات النيابية، قال: "نحن في صدد اتخاذ كل التدابير لاجراء الانتخابات قبل 21 ايار 2022 ليكون لدينا مجلس نيابي منتخب مع الأخذ بعين الاعتبارما هو وارد في القانون الساري المفعول. وسندعو الهيئات الناخبة مطلع العام الجديد. اما تاريخ اجراء الانتخابات فهم مرتبط حتما بما سيصدر عن المجلس الدستوري في شان الطعن المقدّم بقانون الانتخاب".

وعن زياراته الى الخارج، قال: "إن الهدف من كل الزيارات واللقاءات التي اقوم بها الى الخارج هو الحفاظ على حضور لبنان على الخارطة الدولية، وهذا ما قمنا به في مؤتمر المناخ في غلاسكو حيث عقدت الكثير من الاجتماعات، واتفقت مع سعادة الامين العام للامم المتحدة على ان يزور لبنان، وهو سيصل الى بيروت الاحد المقبل. كما قمت بزيارة الى الفاتيكان واجتمعت بقداسة البابا وفوجئت بسرعة تحركه لدعم لبنان حيث اجرى فور انتهاء اللقاء اتصالا بشيخ الازهر الأمام الأكبر أحمد الطيب واتفقا على تفعيل تحرك الجمعيات الاسلامية والمسيحية لدعم لبنان. وفي خلال زيارتي لمصر وجدت لدى الرئيس عبد الفتاح  السيسي كل دعم سياسي وفي ما يتعلق بامداد لبنان بالغاز المصري،وقريبا ستكون لي زيارات خارجية  أخرى في الاطار ذاته. كذلك الامر في الزيارات البناءة التي قمت بها الى الاردن والعراق حيث وجدت كل دعم ومؤازرة للبنان".

وعن ملف التحقيق في انفجار مرفا بيروت، قال: "منذ اليوم الاول قلت واكرر ان الحكومة لا شان لها بأي أمر قضائي، وعلى القضاء أن يتخذ بنفسه ما يراه مناسبا من اجراءات، وايضا عليه تنقية نفسه بنفسه. لا يمكننا أن نتدخل في عمل قاضي التحقيق او استبداله، وفي الوقت ذاته هناك نصوص دستورية واضحة تتعلق بدور وعمل المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء يجب تطبيقها ، واذا اتخذت الهيئة العامة لمحكمة التمييز قرارا يتطابق مع هذا النص الدستوري نكون قد وضعنا الملف على سكة الحل، ويكمل قاضي التحقيق عمله  بشكل طبيعي".

وعن التشكيلات القضائية، قال: "لقد أبلغت مجلس القضاء الاعلى، بواسطة وزير العدل، انني ساوقع التشكيلات القضائية فور ارسالها الي".

 وعن أموال المودعين، قال: "الرأسمال الاساس للودائع المصرفية والفوائد المحقة ستعود الى اصحابها ضمن خطة زمنية يتم الاتفاق عليها بين الجهات المعنية . حاليا الوضع صعب ولكنه ليس مستحيلا، وكل مواطن في النهاية سينال حقه".

واوضح ان "هناك 28 مليار دولار تم تحويلهم من الليرة الى الدولار بعد السابع عشر من تشرين الاول 2019، وليس مقبولا ان يطبق عليهم الاجراء ذاته الذي سيطبق على الودائع التي جمعها الناس بعرق السنين وتعبها. منذ العام 2014 وحتى 2017 تم رفع 47 مليار دولار  كفوائد للمودعين".

وعن ارتفاع سعر الدولار، قال: "هناك سلسلة من الاجراءات التي تتخذ  لمعالجة تقلب سعر الصرف، بما يتيح  الانتقال الى اجراءات محددة لمعالجة تداعيات التراجع في سعر الليرة وفق اسس واضحة".

في الملف الاقتصادي، قال ميقاتي: "الحكومة تتعاون حاليا مع صندوق النقد الدولي سعيا للتوصل الى اقرار برنامج للتعافي الاقتصادي، وكذلك فهي تتعاون مع البنك الدولي في الكثير من المشاريع. صحيح أن هناك أراء ووجهات نظر متعددة داخل اللجنة المكلفة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، لكن بالتاكيد ليس هناك خلاف، كما يشاع في بعض الاوساط، ونحن نعقد اجتماعات يومية تمتد لساعات، وقريبا سنتوصل الى اتفاق نهائي مع صندوق النقد".

وفي موضوع التقديمات الاجتماعية، قال: "لقد تسجّل حتى يوم أمس على المنصّة الخاصة ببرنامج العائلات الأكثر فقرا 239 الف شخص، ومن بين المسجّلين هناك 166 الف  طلب تنطبق عليه المواصفات المطلوبة، ما يدل على حجم الضغوط الاجتماعية.  في مرحلة اولى سيتم دفع مبلغ 125 دولارا لكل عائلة شهريا ولمدة سنة، من خلال اموال يؤمنها البنك الدولي. وهناك ايضا موضوع البطاقة التمويلية التي ستعتمد المنصة ذاتها للتسجيل وهي تغطي أكثر من 500 الف عائلة، وقد اتفقنا مع البنك الدولي على أنه  فور البدء بتنفيذ مشروع العائلات الاكثر فقرا، ودفع اعتمادات شهرين للبطاقة التمويلية بكلفة مقبولة من اموال السحوبات الخاصة الموجودة في المصرف المركزي، فان البنك الدولي سيؤمن تمويلا للمشروع لمدة سنة يقدّر نحو 500 مليون دولار".

وعن الموضوعين التربوي والصحي، قال: "بتعاون كامل بين الحكومة والمعنيين تمكنّا من اطلاق العام الدراسي والجامعي، والبحث مستمر بشان المطالب كلها مع  ادراكنا لصعوبة الاوضاع. استطعنا تحصيل مبالغ من المؤسسات الداعمة ، لدفع مبلغ 90 دولار  اضافي لكل استاذ كبدل انتقال الى مركز العمل.اما في الموضوع الصحي فالاجتماعات متواصلة بين الوزارات والادارات المعنية، وحاليا هناك 150 الف شاب وصبية تطوعوا لمؤازرة وزارة السياحة في عملية مراقبة تقيّد المؤسسات السياحية بنسب الاستيعاب المطلوبة. وفي هذا الصدد فان التوجيهات صارمة  لاقفال اي محل مخالف بالشمع الاحمر فورا، ومن ثم استكمال الاجراءات في القضاء. موضوع الكورونا دقيق جدا وهناك ارتفاع في اعداد الاصابات والمتحوّر الجديد سريع الانتشار وعلينا اتخاذ الاجراءات المناسبة سريعا، لا سيما وان عدد الاسرّة في المستشفيات يتقلص وهناك نقص في الجهاز الطبي والتمريضي. وقد طلبنا من المستشفيات ابقاء عدد محدد من الاسرّة شاغرا لمواجهة اي تطوّر في اعداد الاصابات".

اما في موضوع ادوية الامراض المزمنة والمستعصية، فقال أنّها "باتت متوافرة لدى مراكز الرعاية الصحية التابعة لوزارة الصحة في كل المناطق ، وفق شروط وآليات ادارية تفرضها الوزارة وعلى المواطن التقيّد بها. كما انه بدأ البحث مع البنك الدولي لتنفيذ بطاقة صحية خصوصا بالامراض المزمنة، تتيح للمريض في مرحلة لاحقة ان يشتري  الدواء من اي صيدلية".

في ملف الكهرباء، قال: "نحن نسعى بكل جهد لزيادة ساعات التغذية الى اكثر من 10 ساعات، وقد نأمل الوصول الى هذه النسبة قبل  نهاية السنة، ولكن واجهتنا عرقلة طارئة بعد اتمام الاتفاق بشان استيراد الغاز المصري، وهي تتعلق بوجود عطل كبير على مسافة 11 كيلومتر من انبوب الغاز الذي يربط سوريا بلبنان، ويحتاج اصلاحه الى 6 اسابيع عمل ،ولكن الاتفاق مع الشركة التي ستقوم بالتصليحات  سيتم بالتراضي ويحتاج الى  موافقة مجلس الوزراء. وقد اتصلت صباح اليوم بفخامة الرئيس للبحث في امكان اصدار موافقة استثنائية  تمهيدا لبدء العمل، وهو في صدد درس الموضوع. استجرار الكهرباء من الاردن فسيبدأ في الاسبوع الاول من كانون الثاني المقبل. أما سائر المشاريع المتعلقة بتوليد  2000 ميغاوات  كهرباء لكل لبنان على مدى 18 شهرا ، فهي مرهونة باجراء اصلاحات ضرورية على القطاع لوقف الهدر وضبط  ادارته من خلال الحوكمة والشفافية في ادارة قطاع الكهرباء واجراء التدقيق اللازم في الحسابات واعادة  النظر بموضوع التعرفة مع الحفاظ على تعرفة مقبولة لصغار المستهلكين، اضافة الى انتظام الجباية وشموليتها".

وعن الاصلاحات الادارية، قال: "لقد فتحنا موضوع المجالس والهيئات القائمة وعددها 125 ، وساقترح في اول جلسة لمجلس الوزراء الغاء عدد منها، في اطار الاصلاحات الواجبة . كما ان معالي وزير الخارجية أعلن من السراي اليوم عن اصلاحات سيباشر تنفيذها في الوزارة لترشيد النفقات ومنها اغلاق سفارات وقتصليات عامة".

وردا على سؤال، قال: "إتفاق الطائف لا يزال الاطار الصالح للبنان شرط تطبيقه كاملا. ربما صارمطلوبا عقد طاولة حوار للبحث في حسن تطبيقه واستكمال تنفيذه، وليكن الحوار بنية طيبة ، لا سيما في البندين الاساسيين اللذين باتا حاجة ملحة وهما موضوع اللامركزية وقانون الانتخاب. وفي هذا الاطار أنا أؤيد اي طرح لامركزي شرط الحفاظ على الوحدة وخصوصية كل طائف ومكّون لبناني".

وردا على سؤال عن موضوع المعارضة البحرينية، قال: "صحيح أن حرية التعبير والرأي مصانة بموجب الدستور ، ولكن هناك قانون واضح يتعلق  بالحرية المسؤولة وبعلاقات لبنان الخارجية. لا يمكن أن يكون منصة للاساءة الى اي بلد خصوصا الدول العربية الشقيقة".

وكان نقيب المحررين جوزيف القصيفي قد ألقى في بداية اللقاء الكلمة الآتية: "نزوركم في مستهل ولاية المجلس الجديد لنقابة محرري الصحافة اللبنانية الذي تسلم لتوه مسؤولياته بانتخابات شفافة وديموقراطية لا لبس فيها وفي أحوال بالغة الدقة والصعوبة، وسط جو من الاحباط الوطني لتعثر كل المعالجات التي تسعى إلى إخراج لبنان من ازماته المتراكمة، والتي يخشى أن يؤدي تفاقهما إلى إلقاء البلاد في اشداق المجهول.

نعرف انكم ووجهتم في مرحلة إقلاع حكومتكم بصدمات سياسية من العيار الثقيل أفضت إلى ما هي عليه اليوم من حال شلل تبعث على الخوف من غد مجهول، غامض المعالم. كما نعرف انكم تعانون كثيرا جراء هذا الواقع، وتسعون لكسر هذه الحال التي ضربت طوقا حديديا يحتاج إلى توافق، ولو بالحد الادنى، لانتزاع لبنان من براثن الفوضى والفقر والافقار، وتفكك الدولة وانهيارها. وأن المهمات الملقاة على عاتقكم، كبيرة ومرهقة. لكن ما العمل، فهذا هو قدركم تمشون اليه بخطى ثابتة، واثقة، بجلد الرواقيين، والالتزام بربكم ووطنكم. لا شك أن الأوقات صعبة، وأن الاستحقاقات داهمة، والتحديات متعاظمة، وقد يأتي يوم نتندم فيه جميعا على تفرقنا ايدي سبأ في وطننا بسبب انقساماتنا ، والخوف، كل الخوف أن ينطبق علينا القول السائر: "وعلى نفسها جنت براقش".

أضاف: "ندرك عمق ما تشعرون به من اسى، ولكننا على يقين انكم صاحب عزم وعزيمة، ومناكب عريضة، وعلى اقتدار، عسى أن يوفقكم الله في مواجهة العواصف العاتية بشعار مع الشراع لا مع الريح.لا يلام المواطن اذا ضاق ذرعا بكل شيء، وهو غير قادر على تحرير ودائعه من المصارف، فيما تدنى مستوى عيشه، وغابت عنه الرعاية الصحية والاجتماعية، وبات فريسة البطالة والهجرة، فالجوع والفاقة يدفعان إلى ما هو أشد هولا من الكفر.هل ضاقت بنا السبل، واطبقت الدنيا، ولم يعد هناك من كوة امل.على اننا نطلق اليوم صرخة عالية تحمل معاناة الصحافيين والاعلاميين الذين يناضلون لتحصين المهنة وبطالبون بوضع المراسيم التنظيمية لتطبيق قانون تنسيب المحررين المسجلين على الجدول النقابي إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والعمل على توفير الموارد التي تمكن النقابة من تقديم مساعدات الحد الأدنى للزميلات  الزملاء، وعدم إلغاء ما تتلقاه لهذه الغاية من موازنة الدولة عبر وزارة الاعلام وسوف نرسل إليكم كتابا في شأن المطالب الملحة التي لا تحتمل تأجيلا راجين مقاربتها بإيجابية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 17– 18 كانون الأول/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 17 كانون الأول/2021

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/104866/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1272/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/December 17/2021

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/104868/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-december-17-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin