المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 17 كانون الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.december17.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يا إخوَتِي، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا رِيَاء: تَجَنَّبُوا الشَّرّ، ولازِمُوا الخَيْر. أَحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا مَحَبَّةً أَخَوِيَّة، وبَادِرُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِالإِكْرَام

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/مشكلة لبنان وشعبه وحكامه: احتلال وذمية وانتهازية وطروادية وتبعية وعبادة اصنام

الياس بجاني/بتكون غلطاني كتير السعودية إذا بتساير الطروادي ميقاتي الأداة بيد سيد أمونيوم

الياس بجاني/نص وفيديو: حزب الله يغتال بدم بارد جندي من قوات اليونيفيل في جنوب لبنان

الياس بجاني/نص وفيديو: قراءة في ذل وعار وخيانة ورقة تفاهم مار مخايل/مع نص الورقة باللغتين العربية والإنكليزية

الياس بجاني/لا ديمقراطية ولا عمل سياسي حر في لبنان بظل احتلال حزب الله، ومن يقول العكس هو مستسلم وطروادي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ليست رميش ارض متنازع عليها: تغريدة لفارس سعيد مع عريضة تلقي الأضواء على سرقات حزب الله الإرهابية لأراضي بلدة رميش الحدودية

اتهام إسرائيلي لطهران بـ«تهريب الأسلحة والخبراء» إلى أتباعها بالطيران المدني

تقرير لـ«علما» وعد بنشر إثباتات قريباً... ورصد أسماء 63 طياراً في «ماهان» الإيرانية

الحكومة اللبنانية تتحرك لاحتواء أخطر حادث تتعرض له «اليونيفيل» في الجنوب

ميقاتي وقائد الجيش في الناقورة... وتحقيق مشترك بين الجيش والبعثة الدولية

حادث خطير جداً.. اليونيفيل تطلب إسراع التحقيق بمقتل عنصرها بلبنان

قوة حفظ السلام الأممية: الحادث خطير جداً، ومن المهم أن تضمن السلطات اللبنانية السرعة ليس فقط في حل القضية بل في تقديم الجناة للعدالة

لهذه الاسباب تبرّأ الحزب سريعاً من حادثة العاقبية/لارا يزبك/المركزية

"نتائج سلبية" للإعتداء على اليونيفيل... مرقص: هناك خطورة!

و"الأهالي"... أمن ذاتي أيضًا!/فارس خشان

بعد اعتداء العاقبية... لبنان تحت المجهر الدولي

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 16/12/2022

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

الاعتداء على جنود الأمم المتحدة "يضيء" الواقع اللبناني/منير الربيع/المدن

الإستحقاق "رُحّل"... و"حسابات" أحبطت التسوية

هل يُنتخَب رئيس من دون غطاء إقليميّ ودوليّ؟/أنطوان غطّاس صعب/اللواء

 مكافحة أنشطة “الحزب” الإرهابية في إفريقيا

قلقٌ في بيت مسك... إنفجار وجرحى

المطران الحاج فعلها مجدداً/نجوى أبي حيدر - المركزية

ما هو ثمن التسوية الرئاسية؟/ فادي عيد/ليبانون ديبايت

الخارجية السعودية تستنكر الهجوم الذي تعرضت له قوة اليونيفيل في جنوب لبنان مطالبة بتحقيق فوري وشفاف

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

"العفو الدولية": 26 محتجا يواجهون خطر الإعدام في إيران

أوكرانيا تعلن إسقاط 60 من 76 صاروخا أطلقتها روسيا عليها

أعلنت السلطات الأوكرانية أن الدفاعات الجوية أسقطت صاروخا فوق كييف

تحذير أوروبي من الاعتماد الحصري على قوة الولايات المتحدة

وكالة الدفاع التابعة للاتحاد الأوروبي: تظهر الحرب في أوكرانيا أوجه القصور في قدراتنا

المستشار الألماني: الحكومة الإيرانية تطلق النار على شعبها

الاتحاد الأوروبي يقر حزمة "تاسعة" من العقوبات ضد روسيا..الحزمة الجديدة ستوجه ضربة إلى 168 كياناً وحوالي 20 شخصاً في روسيا

عقب مقتل ضابط شرطة.. وزير الداخلية الأردني يتعهد بمنع تكرار الشغب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نريد لبنان دولة... نريد وطن/ادمون الشدياق

لبنان ما زال أولوية أميركية ومفتاح السلام في المنطقة!…. مقابلة مع جاكوب هيلبرون، رئيس تحرير «ذي ناشيونال إنترست»/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

متى نخرج من الوهم ونحوّل الواقع لمصلحتنا؟ …لا أود أن أستبق المعطيات، لكنّني أقول أنّ دور إيران قد انتهى في لبنان/السفير د. هشام حمدان

شروط بكركي للمبادرة الرئاسيّة/د. فادي الأحمر/أساس ميديا

هل نكبة البلد مسؤولية مسيحية؟/شارل جبور/الجمهورية

لبنان متروك... وانزلاقات جديدة/طوني عيسى/الجمهورية

بعد الاعتداء على "اليونيفيل".. عودة النقاش حول "قواعد الاشتباك"/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

ميقاتي هدّدَ بالاعتكاف... إليكم تفاصيل ما دار مع الراعي/محمد شقير/الشرق الأوسط

حادثة العاقبية: "اليونيفيل" في "عين الاشتباك"/رمال جوني/نداء الوطن

حادثة العاقبية: الرواية الكاملة/وليد خوري/ليبانون ديبايت

آفاق عالمية من وجهة نظر ألمانية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

استعادة التوازن وصنع الجديد والمتقدم/رضوان السيد/الشرق الأوسط

إلى متى سينفق الغرب على حرب أوكرانيا؟/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

ميقاتي عن مقتل الجنديّ الإيرلنديّ: من تثبُت إدانته سينال جزاءه

بطاركة الكنائس ذات التراث السرياني: ندعو ابناء كنائسنا ليظلوا ثابتين ومتجذرين كل في وطنه مع شركائهم على مفاهيم تعزز القِيَم والمصالح المشتركة

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يا إخوَتِي، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا رِيَاء: تَجَنَّبُوا الشَّرّ، ولازِمُوا الخَيْر. أَحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا مَحَبَّةً أَخَوِيَّة، وبَادِرُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِالإِكْرَام

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة12/من12حتى21/“يا إخوَتِي، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا رِيَاء: تَجَنَّبُوا الشَّرّ، ولازِمُوا الخَيْر. أَحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا مَحَبَّةً أَخَوِيَّة، وبَادِرُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِالإِكْرَام. كُونُوا في الٱجْتِهَادِ غَيْرَ مُتَكَاسِلِين، وبالرُّوحِ حَارِّين، ولِلرَّبِّ عَابِدِين، وبالرَّجَاءِ فَرِحِين، وفي الضِّيقِ ثَابِتِين، وعَلى الصَّلاةِ مُوَاظِبِين، وفي حَاجَاتِ القَدِّيسِينَ مُشَارِكِين، وإِلى ضِيَافَةِ الغُرَبَاءِ سَاعِين. بَارِكُوا الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُم، بَارِكُوا ولا تَلْعَنُوا. إِفْرَحُوا مَعَ الفَرِحِين، وَٱبْكُوا مَعَ البَاكِين. كُونُوا مُتَّفِقِينَ بَعْضُكُم مَعَ بَعْض، مُتَوَاضِعِينَ لا مُتَكَبِّرِين. لا تَكُونُوا حُكَمَاءَ في عُيُونِ أَنْفُسِكُم. ولا تُبَادِلُوا أَحَدًا شَرًّا بِشَرّ، وٱعْتَنُوا بِعَمَلِ الخَيْرِ أَمَامَ جَمِيعِ النَّاس. سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاس، إِنْ أَمْكَن، عَلى قَدْرِ طَاقَتِكُم. لا تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُم، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، بَلِ ٱتْرُكُوا مَكَانًا لِغَضَبِ الله، لأَنَّهُ مَكْتُوب: «ليَ الٱنْتِقَامُ، يَقُولُ الرَّبّ، وَأَنَا أُجَازِي». ولكِنْ «إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فأَطْعِمْهُ، وإِنْ عَطِشَ فَأَسْقِهِ، فإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هذَا تَرْكُمُ عَلى رأْسِهِ جَمْرَ نَار». لا تَدَعِ الشَّرَّ يَغْلِبُكَ، بَلِ ٱغْلِبِ الشَّرَّ بِالخَيْر.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

مشكلة لبنان وشعبه وحكامه: احتلال وذمية وانتهازية وطروادية وتبعية وعبادة اصنام

الياس بجاني/16 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114133/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%87-%d9%88%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%87-%d8%a7/

بالعربي المشبرح، لبنان بلد محتل بالكامل، وكل أصحاب شركات الأحزاب فيه من مسيحيين واسلام ودروز وكفرة ويساريين، هم راضخين بذل للمحتل، وراضين ان يعملوا تحت سلطته، وسلطة حكامه الأوباش. ولهذا يشاركون في الإنتخابات ولا يعلنون العصيان المدني،  والتوقف عن الهوبرة لهرطقات وأكاذيب تجار المقاومة والتحرير… نواب وزراء ورؤساء كلهم في هذه الخانة البائسة.

أما شعبنا، “الغفور” بأكثريته فهو مرتبط بأصحاب شركات الأحزاب المرتين ويقدسهم، وبالتالي راضي بوضعية العبيد والعبوية والصنمية.

نفس هؤلاء القطعان التابعين لأصحاب شركات الأحزاب، هم من انتخبوا نواب عبيد وذميين مثلهم، ويوهمون انفسهم والناس بأنه بالإمكان ممارسة الحرية والديموقراطية والإنتخابات بظل الإحتلال وحكامه العبيد.

فماذا نتوقع وأية نتائج قد تأتي منهم؟

للمرة الألف، لبنان يحتله حزب الله الفارسي والإرهابي، وهو رهينة ومخطوف، ودولته مارقة وفاشلة، وحكامه عبيد وطرواديين اذلاء.

من هنا، لا حلول من داخل لبنان بظل احتلال حزب الله، ومع حكام وأحزاب ذميين وشعب مصلحجي و”غفور”.

الحل إن جاء فسوف يكون من الخارج، وبالقوة العسكرية الدولية، ولكن حتى الآن هذا الخارج متفرج ومساند لحزب الله ولملالي إيران.

والأخطر في حال شعبنا “الغفور” يكمن في قلة إيمانه وخور رجائه وتفضيله بغباء ثقافة الأبواب الواسعة، على ثقافة الأبواب الضيقة (بالمفهوم الإنجيلي).

انشاء الله تكون هيدي اللغة مفهومي وواضحا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بتكون غلطاني كتير السعودية إذا بتساير الطروادي ميقاتي الأداة بيد سيد أمونيوم

الياس بجاني/16 كانون الأول/2022

الطرطور ميقاتي وبعد زيارة مقر اليونيفيل يبرأ الأهالي، أي حزب الشيطان، من جريمة اغتيال الجندي الإيرلندي. جبان وطروادي وما إلو عازي

 

الياس بجاني/نص وفيديو: حزب الله يغتال بدم بارد جندي من قوات اليونيفيل في جنوب لبنان

الياس بجاني/16 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114090/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%ba%d8%aa%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d8%af/

ضحية جديدة من ضحايا حزب الله في جنوب لبنان، هو الجندي في قوات البونيفيل، بيار دوني، عمره 23 سنة، من نيوتون كونتي في شمال-غرب ارلندا. سيارة الضحية تعرضت لكمين من مسلحين تابعين لحزب الله في بلدة العاقبية بالقرب من الصرفند، "يسميهم الحزب "الأهالي". كما جرح جندي آخر هو بحالة خطرة، اسمه شين كرني وعمره 22 سنة.

نقدم التعازي القلبية لعائلة الضحية، وللحكومة الايرلندية، وللشعب الايرلندي الصديق، ولقوات اليونيفيل، ونصلي من شفاء الجرحى.

نشير هنا إلى أن حزب الله المسلح والذي يحتل لبنان، هو تابع بالكامل للحرس الثوري الإيراني، وينفذ أوامره، وهو قام ويقوم بالعشرات من عمليات الإجرام والقتل والاغتيال والتهريب وتبيض الأموال داخل لبنان، وفي دول متعددة، وهو حتى الآن متفلت من المحاسبة، وكل الجرائم التي ارتكبها لم يحقِّق بها القضاء اللبناني لأنه مسيس وواقع تحت إرهابه. وما يسميهم الأهالي كانوا مرات عديدة اعتدوا على قوات اليونيفيل، ولم تتم محاسبتهم جراء نفوذ واحتلال وإرهاب الحزب، الموضوع على قوائم الإرهاب في العشرات من الدول.

مطلوب تغيير قواعد الاشتباك الخاصة بصلاحيات قوات اليونيفيل، العاملة في جنوب لبنان، ووضعها تحت البند السابع الدولي، لتتمكن على الأقل من حماية جنودها وردع اعتداءات حزب الله السافرة والوقحة، وإلا تنتفي الحاجة لوجودها، كونها في وضعيتها الحالية، رهينة لدى حزب الله وعاجزة عن القيام بمهامها المتعلقة بتنفيذ القرار الدولي رقم 1701.

في التحليل، غالباً ما تكون اعتداءات حزب الله الدموية على قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، عبارة عن رسائل نارية إيرانية لدول الغرب وللأمم المتحدة، الدول الأوروبية. وأغلب الظن أن رسالة الأمس تتعلق بمواقف الدول الأوروبية وأميركا من الاتفاق النووي مع ملالي إيران المتعثر.

بالطبع التحقيق في الجريمة الجديدة لن يصل إلى أية نتيجة، كما هو الحال مع كل أحداث إجرام وإرتكابات حزب الله، ولنا في تفجيره مرفأ بيروت، وتعطيله التحقيق بالقوة، خير مثال.. وهو كان اعتبر المطلوبين من أفراده للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان المكلفة النظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بأنهم قديسين، ولا يزالون فارين رغم إدانتهم من المحكمة.

في الخلاصة، لا حلول في لبنان، كبيرة أو صغيرة، وعلى أي مستوى، وفي أي مجال، ما دام حزب الله الفارسي والإرهابي يحتل البلد ومصادراً لقراره ويعين حكامه.

الحل: وضع لبنان تحت البند السابع الدولي وإعلانه بلداً فاشلاً ومارقاً، وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة به (اتفاقية الهدنة، 1559 1701، و1680) بالقوة العسكرية الدولية، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: قراءة في ذل وعار وخيانة ورقة تفاهم مار مخايل/مع نص الورقة باللغتين العربية والإنكليزية

الياس بجاني/ 15 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/95699/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-15-%d9%84%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9/

لا يمكننا أن نقول عن ورقة تفاهم مار مخايل بين ميشال عون وحسن نصرالله غير أنها كانت ولا تزال وسوف تبقى خطيئة وجريمة وخيانة وذمية وطروادية بأبشع الصور، وهي داكشت الوطن وأهله وهويته ووجوده ومقاومته ودماء الشهداء وتاريخه بكرسي ومنافع ومكاسب شخصية وعائلية.

وفي هذا السياق الإسخريوتي فإنه في كل دولة من دول العالم هناك يوم اسود في تاريخها يتذكره الشعب ويلعن من تسبب به على خلفية الغباء والنرسيسية والخيانة والأجندات السلطوية الشخصية.

منذ تاريخ توقيع الورقة “الخيانية” اعتبرنا وعن قناعة وإيمان راسخ مبني على إثباتات ومواثيق ومعايير وطنية وتاريخية وإيمانية، ومعنا كثر من أهلنا الأحرار في الوطن الأم لبنان، وفي بلاد الانتشار، ااعتبرنا أن يوم السادس من شباط عام 2006 كان يوماً اسوداً بامتياز.

في ذلك اليوم المشئوم والأسود تخلى سياسي وزعيم لبناني كان مفترض أنه سيادي ومقاوم، وتولى سابقاً رئاسة الوزراء وقيادة الجيش اللبناني، هو العماد ميشال عون، تخلى بجحود وكفر وتخدر ضمير عن ذاته وتاريخه، ونقض دون خجل أو وجل كل وعوده وعهوده، ولحس كل شعاراته، وضرب عرض الحائط بكل ما هو لبنان ولبناني ودستور وعدل وقوانين وثوابت مسيحية ولبنانية، واستسلم بذل للمحتل الإيراني الملالوي والمذهبي والإرهابي، الذي هو حزب الله، ووقع معه ورقة سميت “ورقة تفاهم”… وأمسى من يومها رهينة لدى الحزب وأداة تخريبية وتدميرية بيده وتحت أمرته بالكامل.

حتى اليوم وبعد انتهاء ولاية عون الرئاسية لا يزال رهينة وأداة بيد حزب الشيطان، وكذلك صهره باسيل هو نفس الوضعية التعتير، وع الآخر.

إن ورقة تفاهم عون مع حزب الله التي قدست في بندها العاشر سلاح الحزب، بينت كم أن الإنسان بطبيعته الغرائزية هو دائماً معرض للوقوع في التجربة الإبليسية، عندما يقل إيمانه ويخور رجاؤه،ويتعلق بثقافة الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي.

عون بتوقيعه الورقة تنازل عن ذاته الإيمانية، ووقع في التجربة الشيطانية، وأصيب بعمى البصر والبصيرة، وتخلى عن كل ما هو لبنان ولبناني ووطنية.

والأخطر على المستوى الشخصي للرج،ل أنه رذل وداس ونحر ماضيه وباعه، مقابل ثروات ومواقع سلطوية هي من تراب الأرض وفانية وآنية وباقية عليها.

باع نفسه وتخلى عن وضعيته الوطنية والمقاومتية ،مقابل كرسي رئاسي سلموه إياه بعد تجويفه من كل مقوماته الدستورية والوطنية... وبقي جالساً على الكرسي 6 سنوات كخيال صهراء ووج بربارة، ينفذ ما يأمره به حزب الشيطان، فكان أسوأ رئيس عرفه لبنان في تاريخه..رئيس صورة وأداة.

الرجل باختصار خان نفسه وانقلب عليها في أقل تقدير، هذا إذا افترضنا أنه كان صادقاً في انتمائه للبنان ولمقاومته الحقيقة وللشعارات التي رفعها وللخطاب المقاوم والسيادي الذي تبناه ما قبل الورقة.

في الواقع المعاش فإن المنطق والعقل والحقائق يؤكدون أن عون لا يزال رهينة ورقة تفاهمه مع حزب الله 100%، وبالتالي فإن أي حليف أو مؤيد له أو ساكت عن شروده السيادي والإستقلالي والدستوري هو عملياً حليفاً لحزب الله وغطاءً لمشروعه الفارسي والذهبي والإرهابي.

للأسف إنها الطبيعة البشرية الغرائزية التي تسود عندما يقل الإيمان ويخور الرجاء.

ولحك ذاكرة عون وغيره من الشارين وعبدة الشخص، فإن ورقة التفاهم كانت ولا تزال غطاءً مسيحياً مجانياً لكل ارتكابات حزب الله وقد استعملت ولا تزال في الأحداث الخطيرة ومنها، حرب تموز، وانقلاب الدواليب في 27 كانون الثاني 2007،  واحتلال الوسط التجاري تحت عنوان الاعتصام وتطويق السرايا، وغزوة بيروت في 7 أيار 2008، وهرطقة القمصان السود وتطيير حكومة الرئيس سعد الحريري، والتورط في حروب سوريا والعراق واليمن، ومعاداة الدول العربية، وعزل لبنان عن دول الغرب الصديقة، وسلسلة الاغتيالات، وافلاس القطاع المصرفي، وسرقة الودائع من البنوك، وضرب القطاع الصحي، وفريغ وشل القطاع التعليمي، صناعة وتصدير وتهريب الممنوعات، وتعهير القضاء، وتفجير مرفأ بيروت، والتسويّق لثقافة شرعة الغاب، وتطول وتطول القائمة. 

أخطر بنود الورقة هو البند العاشر الذي يتناول سلاح حزب الله، ويصفه بالوسيلة المقدسة. فقد نصّ هذا البند على أن سلاح حزب الله (لم يستخدم مصطلح المقاومة)، وهو وسيلة مقدسة ومكلّف بالدفاع عن لبنان وحمايته إلى أن يزول الخطر الإسرائيلي وتوافر “الظروف الملائمة”، وهذه كلمات غامضة تعطي الغطاء للسلاح إلى الأبد، والبند هذا الذي يحمل عنوان حماية لبنان وسيادته لا يذكر أبدا الجيش اللبناني، وكأن الأخير ليست مهمته الدفاع عن لبنان وحمايته، وهذا أمر خطير أراد حزب الله تمريره في الورقة وبصم عون عليه مع أنّه كان قائداً سابقاً للجيش ورئيساً لحكومة عسكرية!.

إن التعاطي مع سلاح حزب الله طبقاً للورقة هو وكأنه تعاط مع الآلهة، والورقة لا تذكر القرارات الدولية الخاصة بلبلنان، ولا تطرح أية آلية لمعالجة  السلاح وتسليمه للدولة ولمتحد  مدد زمنية لإنهاء دوره، بل فتحت له المدى الزمني لسنين غير محددة وربطة مصيره بمصطلح غامض ومطاط هو “الدفاع عن لبنان”.

الأمر الأخطر في الورقة هو الذي يقول “سلاح حزب الله”، وليس حتى سلاح المقاومة وهنا افتراضاً إذا أراد أي مسيحي لبناني أن يحمل البندقية ليقاوم فالنص لا يشمله، وبالتالي فأمر المقاومة محظور عليه… كما أن ربط سلاح حزب الله بـحماية لبنان ونضوج الظروف الموضوعية المبهمين في الورقة هما فخ ومشكلة.

لا ذِّكر في الورقة إطلاقاً للجيش اللبناني/وظفت الورقة شرعة حقوق الإنسان لتبرير حمل حزب الله للسلاح بحجة الدفاع عن النفس.

المستغرب هنا كيف وقع عون في فخ حزب الله وهو يعلم أن عقيدة الحزب الملالوية والمذهبية لا تعترف بشيء اسمه المجتمع الدولي، ولا بالأمم المتحدة.

إن عقيدة حزب الله تعترف بالشريعة الدينية الملالوفية (مفهوم ولاية الفقيه) فقط وليس بالشرعة الدولية.

إن توقيع التيار الوطني الحر على ورقة التفاهم مع حزب الله تعني ببساطة متناهية أنه وقع في مطبات عديدة أخطرها تبنيه عقيدة الحزب الأصولية وموافقته على عدم الاعتراف بالشرعية الدولية ، وبشرعة حقوق الإنسان، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومن هنا غابت كلمة الدولة عن كل بنود نص الورقة.

المحزن هنا هو انقلاب عون على ذاته لأن كل ما ورد في الورقة يتناقض كلياً مع تاريخ العماد عون وأطروحاته الوطنية والنضالية طوال سنين ما قبل العام 2006.

كما أن عودة أهلنا الشرفاء والأبطال اللاجئين في إسرائوطبقاً لبنود الورقة يعرضهم لمحاكمات أشد هولاً وأكثر ظلماً من تلك التي أجريت لمن بقي منهم   في لبنان سنة إلفين ولم يلجأ إلى إسرائيل.

باختصار إن النص الذي استعمل في صياغة الورقة يعبر عن حالة التحاق كاملة للتيار الوطني الحر وعون بما كان يريده حزب الله. والورقة تقر بنظرية الأسد الأب، "شعبين في بلد واحد”. في الورقة تنازلٌ مطلق من قبل العماد عون لمصلحة حزب الله.

الورقة في بندها الثامن تصف الاحتلال السوري  بالتجربة التي شابتها بعض الأخطاء. (نص البند الثامن: “إن إقامة علاقات لبنانية – سورية سوية وصحيحة تقتضي مراجعة التجربة السابقة باستخلاص ما يلزم من العبر والدروس، ولتلافي ما علق بها من أخطاء وشوائب وثغرات، بما يمهد الطريق للنهوض بهذه العلاقات على أسس واضحة من التكافؤ والاحترام الكامل والتبادل لسيادة الدولتين واستقلالهما على قاعدة رفض العودة إلى أي شكل من أشكال الوصاية الخارجية”)

لم تقدم الورقة أي حل للمخطوفين والمغيبين في سجون سوريا، علماأن الجاحد عون كان أنكر وجودهم.

في الخلاصة: إن ورقة تفاهم ما مخايل هي كارثة وطنية، وعمل خياني، وتخلي عن الكيان والسيادة والإستقلال والهوية والتاريخ  وقفز فوق ودماء الشهداء. 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: قراءة في ذل وعار وخيانة ورقة تفاهم مار مخايل/مع نص الورقة باللغتين العربية والإنكليزية

الياس بجاني/ 15 كانون الأول/2022

https://www.youtube.com/watch?v=hUEtM3bbg18&t=312s

 

لا ديمقراطية ولا عمل سياسي حر في لبنان بظل احتلال حزب الله، ومن يقول العكس هو مستسلم وطروادي

الياس بجاني/14 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114003/114003/

هل ممكن لأي عاقل وحر وحامل قضيتي السادة والاستقلال، أن يدعي بأن هناك وجود لديمقراطية وحريات وقضاء عادل ومساواة، واحترام لقيمة وإنسانية المواطن في لبنان، بظل احتلال حزب الله، الذي بإرهابه وبلطجيته ودمويته وفجوره، يخطف ويأخذ اللبنانيين رهائن، ويمسك بكل مفاصل الدولة، وبرقاب وألسنة كل الحكام والمسؤولين وأصحاب شركات للأحزاب؟

كيف يكون مجلس النواب حراً بقراره وسيد نفسه، والنواب كافة ترشحوا طبقاً لقانون هجين فصله حزب الله على مقاس احتلاله، وبما يخدم مشروعه الملالوي اللاغي للبنان وللبنانيين ولكل ما هو لبناني؟

هنا نسأل، كيف يكون صادقاً ووطنياً ولبنانياً، أي صاحب شركة حزب 14 آذاري، أو نائب أو وزير أو رجل دين، يدعي انه سيادي واستقلالي، ولا يرى بأن حزب الله يحتل لبنان، ويعتبر أن شعار احتلال حزب الله وإيران للبنان هو شعار فضفاض؟ ألا يكون هذا المخلوق ذمي وخانع وراكع وما إلو عازي، وقابل بذل أن يمارس السياسة بظل الاحتلال وتحت رحمته وغب فرماناته، تأميناً لمصالح الخاصة وليس لمصحة الوطن والمواطن؟

وهل هي ديمقراطية أن يفرض حزب الله بالقوة والتهديد والاغتيالات والتمذهب والمال وأسلحة التخوين، إرادته بالكامل على الطائفة الشيعية الكريمة، ويمنع معارضيه من الترشح، ومن يجازف ويفعل، يُهدّد ويضرب وتُقيد تحركاته، وربما يُغتال كما كان مصير الشهيد لقمان سليم؟

وهل هي ديمقراطية أن يفرض حزب الله وأيضاً بالقوة، نبيه بري على رئاسة مجلس النواب، وبري هو مجرد أداة وواجهة لمشروعة الفارسي التدميري؟

وهل هي ديمقراطية وعدل أن يفجر حزب الله مرفأ بيروت، ويمنع القضاء من القيام بواجباته، وأيضاً بالتهديد والوعيد وبأطنان رزم التخوين؟

وهل هي ديمقراطية أن يمنع حزب الله تنفيذ القرارات الدولية، ومنها القرار 1680 الخاص بضبط الحدود مع سوريا، ويستعمل الحدود هذه لكل أنواع التهريب، وحرمان اللبنانيين من لقمة عيشهم، وسرقة أموالهم وودائعهم من خلال هرطقة التمويل الحكومي لكل السلع التي يهربها من وإلى سوريا؟

وهل هي ديمقراطية أن يحول حزب الله لبنان إلى مخزن أسلحة لإيران وإلى ساحة لحروب ملاليها؟

وهل هي ديمقراطية أن يقول بفجور وعهر واستكبار بأنه سوف يعين رئيس جمهورية يحميه؟

يحميه من ماذا؟

ب يحميه هو يعني: أن الرئيس الطرطور عليه يترك سلاحه على حاله، ويقوي دويلته، ويغض الطرف عن حروبه وإرهابه في أي مكان في العالم، وبالطبع في سوريا واليمن وغزة والضفة الغربية والعراق والخ. وأن لا يتم تعيين أي وزير أو مسؤول أو موظف دون موافقته، وان يعادي العالمين العربي والدولي، وان يكون مجرد أداة بيده، ويرضي ساكتاً وخانعاً باقتلاع الكيان، وتحول البلد إلى محافظة إيرانية..وتطول قائمة الهرطقات والفجور والعهر!!

من هنا فإن مجلس النواب بكامل أعضائه هو بيد حزب الله، لأن النواب كافة ترشحوا بظل احتلاله وإرهابه وسلطة دويلته، وغب فرماناته، وطبقاً لقانونه الانتخابي.

هؤلاء النواب وأصحاب شركات الأحزاب الذين اختاروهم هم عملياً مجرد دمى لا أكثر ولا أقل.

في الخلاصة، لا ديمقراطية ولا عمل سياسي في ظل الاحتلال...وبالتالي المحتل سوف يُعين من يريد في موقع رئاسة الجمهورية.

والسؤال هو: هل هناك نواب أحرار وسياديين في لبنان..بالطبع لا وألف لا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

https://www.youtube.com/watch?v=zyqjVVCIzf4&t=11s

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ليست رميش ارض متنازع عليها: تغريدة لفارس سعيد مع عريضة تلقي الأضواء على سرقات حزب الله الإرهابية لأراضي بلدة رميش الحدودية

https://eliasbejjaninews.com/archives/114141/%d9%84%d9%8a%d8%b3%d8%aa-%d8%b1%d9%85%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d8%b1%d8%b6-%d9%85%d8%aa%d9%86%d8%a7%d8%b2%d8%b9-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87%d8%a7-%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b1/

ليست رميش ارض متنازع عليها

تويتر/فارس سعيد/16 كانون الأول/2022

رميش ارض مملوكة مثل لاسا وتتعرّض الى تعديّات. برسم دوائر المساحة والتحديد برسم الكنيسة المارونية الاحزاب والشخصيات. لا خلاف سياسي مع احد. لا خلاف طائفي هو تعدّي على ارض الغير ولن يمرّ

عندما يعتدي فريق على املاك الغير كما حصل في لاسا ويقابله صمت عميق لدى المرجعيات تنتقل العدوى الى مناطق اخرى انتببهوا على الجنوب وبالتحديد في القرى التي لم تستكمل اعمال المساحة والتحديد

 

اتهام إسرائيلي لطهران بـ«تهريب الأسلحة والخبراء» إلى أتباعها بالطيران المدني

تقرير لـ«علما» وعد بنشر إثباتات قريباً... ورصد أسماء 63 طياراً في «ماهان» الإيرانية

تل أبيب/الشرق الأوسط/16 كانون الأول/2022

يدعي تقرير إسرائيلي نشر الخميس، بأنه كشف عن «وسيلة جديدة لنقل الأسلحة الإيرانية إلى سوريا ولبنان»، عن طريق شركة الطيران الخاصة «ماهان إير». ويقول إن هذا الكشف، جاء في إطار «الحملة الإسرائيلية لإحباط مسار التهريب إيراني الجديد عبر مطار بيروت» والتحذيرات التي توجهها إسرائيل للحكومة اللبنانية وتهدد بقصف المطار. ويتركز التقرير، الذي نشرت صحيفة «هآرتس» مقاطع أساسية منه، على دراسة قام بها مركز «عَلما»، المتخصص في مجال البحوث الأمنية حول الجبهة الشمالية في إسرائيل وترأسه سريت زهافي، وهي ضابطة متقاعدة من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية... ويدعي التقرير، أنه «رصد نشاط» شركة الطيران الإيرانية الخاصة «ماهان إير»، التي تقوم بتسيير رحلات جوية من إيران إلى عدة أهداف، منها سوريا ولبنان وتركيا ودول أوروبا الشرقية وغيرها، «وأنها تنقل أسلحة ومعدات حساسة لحزب الله». وأورد التقرير، «أن الحرس الثوري الإيراني يقوم بشراء تذاكر طيران من شركة ماهان لمسافرين وحمولات مدنية تبدو بريئة، ولكنها تشمل أسلحة وعتاداً وآليات لصنع الأسلحة والصواريخ، وأن مركز عَلما تمكن من رصد أسماء 63 طياراً في شركة ماهان، توجد إمكانية لضلوعهم في جهود تهريب قطع أسلحة إلى سوريا ولبنان في السنة الأخيرة». وقال: «توجد بحوزتنا صور ومعلومات أخرى عنهم، سنبدأ بنشرها قريباً مع التقرير الكامل». وأضاف: «الوحدة 190، التابعة لـ(فيلق القدس) في الحرس الثوري الإيراني والمتخصصة في مجال التهريب، هي التي تستأجر طيارين خصوصيين لهذه المهمة، يعرفون بأنهم يحملون الأسلحة والمسافرين المقاتلين والخبراء، لأنها تريد أن تضمن أن يكون النقل آمناً. والحقائب التي يحملها مسافرون، تنقل جواً من خلال رحلات جوية مدنية وتتوقف في مطار كبير في دولة أوروبية». وأفادت صحيفة «هآرتس»، بأن «إسرائيل نقلت أخيراً تحذيراً إلى هذه الدولة الأوروبية حول أنشطة إيران، في موازاة تحذير مباشر للإيرانيين بواسطة وسائل إعلام». وأشارت إلى أن «التهديد واضح هنا. مركز مدني إسرائيلي، له علاقة بأجهزة الاستخبارات، يشير إلى وجوه وأسماء مواطنين إيرانيين، بادعاء أنهم ضالعون في أنشطة خطيرة. وهذا قد يكون بداية لعقوبات شخصية تفرضها هيئات دولية، وفي سيناريو آخر قد تكون تهديداً مبطناً لاحتمال استهداف أشد». وعرض مركز «علما» تفاصيل عديدة عن أشخاص «متورطين» بهذه العملية، وذكرت اسم المدير العام لشركة الطيران «ماهان إير»، حميد عرب – نزار، وقالت إنه ضابط سابق في «الحرس الثوري» وكان صديقاً قريباً من قاسم سليماني، قبل اغتياله. وهناك عدة «وثائق تبين التزامه بالثورة الإيرانية». كما عرضت اسم رضا هاشم صفي الدين، وهو ابن رجل الدين ورئيس المجلس التنفيذي لـ«حزب الله» في لبنان وأحد القادة البارزين، وعمه هو عبد الله صفي الدين ممثل «حزب الله» في إيران. ويقول المركز الإسرائيلي، إن رضا المتزوج من ابنة قاسم سليماني، «يتنقل كثيراً بين طهران وبيروت. وهو الذي ينسق عملية نقل الآليات العسكرية المتطورة والطيارات المسيرة». وبهذا النشر، يبدو واضحاً، أن هناك تلميحات إسرائيلية تسبق عملاً ضد العناصر المذكورة في التقرير. وكان مسؤولون عديدون في تل أبيب بثوا رسائل مختلفة إلى لبنان تحمل تهديداً «بقصف مطار بيروت إذا استمرت إيران في نقل الأسلحة عبره».

 

الحكومة اللبنانية تتحرك لاحتواء أخطر حادث تتعرض له «اليونيفيل» في الجنوب

ميقاتي وقائد الجيش في الناقورة... وتحقيق مشترك بين الجيش والبعثة الدولية

في الناقورة (الشرق الأوسط)/بيروت: نذير رضا - يوسف دياب/16 كانون الأول/2022

فعّلت الحكومة اللبنانية حركتها لاحتواء أخطر حادث تعرضت قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) منذ العام 2007، حيث أسفر إطلاق النار على إحدى آلياتها بعد محاولة اعتراضها، عن مقتل جندي في الكتيبة الآيرلندية وجرح ثلاثة آخرين أحدهم في حالة خطرة؛ ما استدعى استنكاراً لبنانياً واسعاً، وتصريحاً نادراً من «حزب الله» نفى فيه ضلوعه بـ«الحادث غير المقصود»، داعياً إلى عدم إقحامه به. وغداة مقتل الجندي الإيرلندي، انتقل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون إلى مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة في جنوب لبنان، حيث عقدا اجتماعاً مع القائد العام لـ«اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، إن أشخاصاً بثياب مدنية حاولوا اعتراض الآلية لإيقافها أثناء مرورها في المنطقة الساحلية الواقعة في منطقة وسطى بين مدينتي صيدا وصور. وأضافت، أن إطلاق نار سُمع في المنطقة منتصف الليل، قبل أن يتبين تعرض آلية «اليونيفيل» لإطلاق نار. وحضرت سيارات الإسعاف والجيش اللبناني إلى المكان. وأكدت قوات «اليونيفيل»، في بيان، مقتل جندي حفظ سلام وإصابة ثلاثة آخرين في حادث وقع في العاقبية «خارج منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان». وقالت، إن «أفكارنا مع سكان المنطقة الذين ربما أصيبوا أو شعروا بالخوف في الحادث». وأشارت إلى أن «التفاصيل حول الحادث متفرقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقاً لتحديد ما حدث بالضبط». وقالت مصادر أمنية لبنانية، إن التحقيقات بدأت، وستُسلم نتائجها للقضاء اللبناني بعد انتهاء مديرية المخابرات في الجيش من تحقيقاتها. وعلى الفور، نفى «حزب الله» على لسان مسؤول وحدة التنسيق والارتباط فيه وفيق صفا، أي صلة بالعملية. ووصف في تصريح لـ«رويترز» الحادث بـ«غير المقصود»، وأضاف، أن «حزب الله» ليس ضالعاً في الأمر. وقال صفا «نتقدم بالتعزية لقوات اليونيفيل لسقوط قتيل»، متمنياً «الشفاء للجرحى في الحادث غير المقصود الذي وقع بين أهالي بلدة العقابية وأفراد من الكتيبة الآيرلندية»، ودعا إلى عدم «إقحام» «حزب الله» في الحادثة. ويعد تصريح «حزب الله» نادراً في حوادث مشابهة، ففي الغالب لم يصدر الحزب أي بيان أو توضيح حيال احتكاكات تجري بين قوات «اليونيفيل» والأهالي في المنطقة، وهي حوادث متكررة، وسجل العشرات منها في السنوات الماضي، وغالباً ما كانت تقع على خلفية خروج دوريات «اليونيفيل» عن مسارها المرسوم لها، أو سلوك طرقات خارج ولايتها.

وقالت مصادر أمنية، إن بعض الحوادث وقع حين أضلّ الجنود الدوليون الطريق بسبب أجهزة «جي بي إس» تقودهم إلى طرق لا يسلكونها في العادة أثناء عبورهم من العاصمة أو مطار رفيق الحريري الدولي في المطار باتجاه مناطق ولايتهم في الجنوب لبنان. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن تلك الحوادث «لم تسفر عن قتلى»، مؤكدة أن الجيش اللبناني القوى الأمنية «كانت تتدخل لإخراج عناصر (اليونيفيل) من مواقع الاحتكاك مع الأهالي». ويعد هذا الحادث الأخطر منذ العام 2007، بالنظر إلى أن السكان استخدموا أسلحة حربية ضد عناصر القوة الدولية، وهي مرة نادرة بعد الانفجار الذي استهدف عناصر دورية إسبانية في العام 2007 في جنوب لبنان؛ ما أدى إلى مقتل ستة جنود، في حين استهدفت عبوتان ناسفتان بفارق شهرين، دورتين لـ«اليونيفيل» على المدخل الشمالي لمدينة صيدا في جنوب لبنان في 2011؛ ما أدى إلى وقوع إصابات.

وتعرضت «اليونيفيل» خلال العام الماضي لاعتداءات متكررة من قبل المدنيين والأهالي في قرى جنوب لبنان، لكن وتيرة الاعتداءات تراجعت منذ شهر مارس (آذار) الماضي، حيث «تفعّلت الاتصالات بين اليونيفيل والجيش بشكل كبير لاحتواء أي احتكاك بين (اليونيفيل) والأهالي»، حسب ما قالت مصادر مواكبة لعمل «اليونيفيل» في جنوب لبنان، موضحة لـ«الشرق الأوسط»، إن قائد قوات «اليونيفيل» اللواء أرولدو لازارو «يعالج الأمور بروية ويواكب أدق التفاصيل مع السلطات اللبنانية ويجري اتصالات بها، في مساعٍ دائمة لاحتواء التوترات والاحتكاكات بقدر الإمكان؛ منعاً لأن يشوش التوتر على نطاق عمل البعثة الدولية». وقالت المصادر، إن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أخيراً «ساهم إلى حد كبير في تخفيف التشنج في المنطقة، وأعطى (اليونيفيل) حرية حركة أكبر كون الاتفاق نزع فتيل القلق من أي تدهور أمني في المنطقة»، فضلاً عن مواصلة «اليونيفيل» تثبيت علاقتها مع المجتمع المحلي في الجنوب، من خلال خدمات كثيرة تقدمها للسكان.

* التحقيق

وقد عاين مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، أمس (الخميس)، موقع الهجوم المسلّح الذي استهدف دورية «اليونيفيل». وأعلن مصدر قضائي بارز، أن عقيقي «كلّف مخابرات الجيش بإجراء التحقيقات الأولية، كما سطّر استنابات إلى الأجهزة الأمنية لجمع الأدلة والمعطيات وتحديد هوية منفذي الجريمة وتوقيفهم، وطلب من الأدلة الجنائية الكشف على السيارة المستهدفة، وتحديد نوع السلاح الذي استخدم في العملية». وكشف المصدر لـ«الشرق الأوسط» عن «توفّر بعض المعطيات التي يجري العمل عليها، وأن هناك مشتبهاً بهم يجري تعقبهم والعمل على سوقهم إلى التحقيق»، مرجحاً أن «تكون الجريمة مدبّرة، وأن الدورية كانت موضع مراقبة قبل استهدافها، بدليل إصابتها بأكثر من سبع طلقات نارية من رشاش حربي». وتجري الأجهزة اللبنانية مسحاً كاملاً على الأبنية المحيطة بموقع الحادث والقريبة منه، لوضع اليد على كاميرات المراقبة الموجودة في هذه الأبنية وتحليلها، وقال المصدر القضائي إن «المعطيات الأولية وبحسب الكشف الميداني، تفيد بأن الجندي المغدور هو من كان يقود السيارة وإن الرصاصات التي أصابته اخترقت مقعده من الخلفّ، وإحدى هذه الرصاصات استقرّت في رأسه؛ وهو ما تسبب بفقدان السيطرة على الآلية التي ارتطمت بعمود حديدي وانقلبت رأساً على عقب؛ ما أدى إلى كسور في رأس الجندي الذي كان يجلس إلى جانب السائق، جراء ارتطام رأسه بسقف السيارة عند انقلابها، ولا يزال وضعه الصحي حرجاً للغاية». وتسلّمت قوات «اليونيفيل» السيارة المستهدفة بعد انتهاء الأجهزة اللبنانية من معاينتها، وينتظر فتح تحقيق مشترك بين الجانب اللبناني وقوات «اليونيفيل»؛ لأن الأجهزة اللبنانية لا يمكنها الاستماع إلى عناصر من القوات الدولية إلّا في إطار تحقيق مشترك يجري الاتفاق عليه بين الجانبين.

 

حادث خطير جداً.. اليونيفيل تطلب إسراع التحقيق بمقتل عنصرها بلبنان

قوة حفظ السلام الأممية: الحادث خطير جداً، ومن المهم أن تضمن السلطات اللبنانية السرعة ليس فقط في حل القضية بل في تقديم الجناة للعدالة

العربية.نت/16 كانون الأول/2022

قال القائد العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" أرولدو لازارو، اليوم الجمعة، إن واقعة مقتل الجندي الأيرلندي عضو القوة لم تهز التزام البعثة، ولن تؤثر على مهمتها في لبنان. وأضاف لازارو، خلال زيارة وفد من البرلمانيين اللبنانيين لتقديم واجب العزاء في مقتل الجندي، أن البعثة تتواجد في لبنان بناء على "دعوة من الحكومة اللبنانية"، وذلك لتحقيق هدف مشترك، وهو تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. هذا وطلبت قوة (اليونيفيل)، اليوم، من السلطات اللبنانية إسراع إتمام التحقيقات ومحاسبة مرتكبي حادثة إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل العنصر الأيرلندي، وفق ما قال المتحدث باسمها لصحافيين. وليل الأربعاء، قُتل عنصر أيرلندي (23 عاماً) من قوة اليونيفيل، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح جراء "حادثة" تخلّلها إطلاق رصاص على عربة مدرعة أثناء مرورها في منطقة العاقبية، خارج منطقة عمليات اليونيفيل، في جنوب لبنان. ويحقق القضاء العسكري اللبناني في الحادثة، ولا يزال أحد الجنود الأيرلنديين يقبع في العناية الفائقة في أحد مستشفيات مدينة صيدا. ومن المفترض أن يصل السبت إلى لبنان فريق أيرلندي متخصص من ثمانية أشخاص، بينهم ثلاثة محققين من الشرطة العسكرية، لفحص ملابسات الحادث وتقديم الدعم للضحايا، وفق ما قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأيرلندية.

وقال المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي لصحافيين أمام مقر تلك القوة في الناقورة في جنوب لبنان "الحادث خطير جداً، ومن المهم أن تضمن السلطات اللبنانية السرعة ليس فقط في حل القضية بل في تقديم الجناة للعدالة". وأضاف أن "التحقيقات جارية، لكن أريد أن أوضح أن قتل عنصر حفظ سلام من اليونيفيل يُعد جريمة ضد المجتمع الدولي وضد جنود حفظ السلام الموجودين هنا في جنوب لبنان لضمان حفظ الأمن على طول الخط الأزرق"، الذي يشكل خط وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، اللذين هما في حالة حرب. وأكد تيننتي أن عمليات اليونيفيل ودورياتها مستمرة في المنطقة.

هذا وزار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزف عون، اليوم، مقر اليونيفيل، حيث التقيا القائد العام لقوات اليونيفيل اللواء أرولدو لاثارو. وقال ميقاتي إثر اللقاء إن "التحقيقات مستمرة لكشف ملابسات الحادث، ومن الضروري تحاشي تكراره مستقبلاً". ولم تحدّد قوة اليونيفيل ما جرى بالتحديد ليل الأربعاء، مؤكدة أن الحادثة وقعت خارج منطقة عملياتها، فيما أورد الجيش الأيرلندي أن عربتين مدرعتين على متنهما ثمانية أفراد، تعرضتا "لنيران من أسلحة خفيفة" أثناء توجهها إلى بيروت. وبين الحين والآخر، تحصل إشكالات بين دوريات تابعة لليونيفيل ومناصري حزب الله، في المنطقة الحدودية التي تعد معقلاً رئيسياً للحزب، لكنها نادراً ما تتفاقم وسرعان ما تحتويها السلطات اللبنانية.

 

لهذه الاسباب تبرّأ الحزب سريعاً من حادثة العاقبية

لارا يزبك/المركزية/16 كانون الأول/2022

سارع حزب الله امس الى غسل يديه من حادثة العاقبية. فقد دعا مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا إلى عدم إقحام حزب الله في الحادثة التي وقعت في العاقبية بين الأهالي واحدى سيارات اليونيفيل من الكتيبة الايرلندية. وطالب بترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق بالحادث، وأشار إلى بعض تفاصيل الحادثة كما نقلها الاهالي كاشفاً ان سيارة واحدة تابعة للقوة الايرلندية دخلت في طريق غير معهود العبور به من قبل اليونيفيل فيما السيارة الثانية سلكت الاوتستراد الدولي المعهود المرور به ولم يحصل معها اي إشكال. وتقدم صفا بالتعزية لقوات اليونيفيل لسقوط قتيل متمنياً الشفاء للجرحى في الحادث غير المقصود. هي المرة الاولى التي يعلن فيها حزب الله براءته من اعتداء على القوات الدولية. في المرات السابقة، وقد تكررت هذه الاعتداءات في الاشهر والسنوات الماضية، كان الحزب يكتفي بالصمت فلا يرحب ولا يدين ولا ينبث ببنت شفا. لكن ما دفع الضاحية الى تغيير سلوكها هذا اليوم، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، هو من جهة، ان الحادثة أدّت الى سقوط قتيل، اي انها كبيرة وخطيرة، ومن جهة ثانية، ان الاعتداء يأتي غداة تصعيد كان قام به مسؤولو حزب الله واعلامُه بُعيد التجديد للقوات الدولية في الامم المتحدة في ايلول الماضي وتوسيع صلاحياتها بعد ان تم ادخال تعديلات الى قرار التجديد.

فللتذكير، شن الوكيل الشرعي للمرشد الإيراني علي خامنئي في لبنان، الشيخ محمد يزبك، هجمة على المعنيين بالملف في الداخل والخارج بعد صدور القرار في نيويورك. وسأل يزبك "أين المسؤولون عن القرار الذي اتخذه مجلس الأمن بإعطاء القوات الدولية في الجنوب حرية الحركة، وبأنه على الأطراف اللبنانيين التسهيل، وعدم الحاجة إلى إذن من الجيش بحركة دورياتها المعلنة وغير المعلنة؟". واعتبر يزبك أن "هذا نقض للاتفاقيات السابقة، وتطور خطير يحوّل القوات إلى قوات احتلال، ودورها حماية العدو الإسرائيلي بتعقب الناس والمقاومة". مواقف الحزب هذه، تتابع المصادر، والتي تؤمّن في شكل او في آخر، الغطاء لـ"الاهالي" للاعتداء على القوات الدولية، بما انها قوات احتلال في نظره، دفعت حارة حريك اليوم الى التنصل سريعا مما جرى في العاقبية، لأن الحزب صحيح يغضّ الطرف عن ممارسات هؤلاء حيال "اليونيفيل"، الا انه أعجز من تحمّل تبعات سقوط قتيل في صفوف القوات الدولية. على اي حال، تشير المصادر الى ان ما قاله الحزب قد لا يكون كافيا لحماية رأسه من الردود المرتقبة، وعليه بتسهيل عملية تسليم المعتدين الى العدالة والسلطات اللبنانية اذا كان يريد فعلا إبعاد نفسه من دائرة الشبهات.. فهل يفعل ذلك، ويضع مرّة لكل المرات، حدا لمسلسل الاعتداءات على اليونيفيل بعد ان تبين له ان "مش كل مرة بتسلم الجرّة"؟

 

"نتائج سلبية" للإعتداء على اليونيفيل... مرقص: هناك خطورة!

 ليبانون ديبايت/الجمعة 16 كانون الأول 2022       

خلال ساعات تحولت بلدة العاقبية إلى نقطة اهتمام ومتابعة في الداخل والخارج، وشكّلت حادثة إطلاق النار على دورية لقوات اليونيفيل والتي سقط فيها جندي إيرلندي، العنوان الأول على أكثر من مستوى سياسي وديبلوماسي، ومن المتوقع أن تتردد تداعياته على مستوى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في الايام المقبلة.

وقد وجد رئيس مؤسسة "جوستيسيا" الحقوقية المحامي الدكتور بول مرقص، أن تعرّض دورية لـ"اليونفيل" في لبنان إلى إطلاق نار، يرتّب "نتائج سلبية من الناحية الدولية، حيث أنه من أهمّ مهام مجلس الأمن، ضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة وأمنهم بشكل معقول، بما في ذلك على وجه الخصوص، الحصول على ضمانات معقولة من الأطراف أو الفصائل الرئيسية في ما يتعلق بسلامة وأمن أفراد الأمم المتحدة." وعن تعاطي الأمم المتحدة، قال الدكتور مرقص لـ"ليبانون ديبايت"، إن "حرمان قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) من حرية التنقل، وأي اعتداء على من يخدمون قضية السلام، أمرٌ غير مقبول وينتهك اتفاقية وضع القوات الدولية، المُبرمة بين الأمم المتحدة وحكومة لبنان، ومعلوم أن قرار مجلس الأمن 1701، يقضي بأن تتمتع اليونيفيل بوصول كامل ودون عوائق إلى جميع أنحاء منطقة عملياتها. كما أنها دعت جميع الأطراف المعنية إلى احترام حرية تنقل حفظة السلام الضرورية للوفاء بتفويض اليونيفيل بموجب قرار 1701." وفي السياق، اشار الدكتور مرقص، إلى أنه "وبموجب قرار مجلس الأمن ٢٦٥٠/٢٠٢٢، أعطى مجلس الأمن الإذن لقوة اليونيفيل، باتخاذ جميع الإجراءات الضرورية في مناطق انتشار قواتها، بما يقتضيه الوضع في حدود قدراتها، لضمان عدم استخدام مناطق عملياتها لأي أنشطة عدائية من أي نوع كان، ومقاومة المحاولات التي تهدف إلى منعها بالقوة من القيام بواجباتها التي نصّ عليها تكليف مجلس الأمن وحماية موظفي ومرافق ومنشآت ومعدات الأمم المتحدة، وكفالة أمن وحرية تنقل موظفي الأمم المتحدة والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين المعرضين لخطر العنف الجسدي، دون المساس بمسؤوليات حكومة لبنان، وقد دان مجلس الأمن أيضاً استمرار الاحتفاظ بأسلحة خارج نطاق سيطرة الدولة اللبنانية من جانب جماعات مسلحة في انتهاك للقرار ١٧٠١/٢٠٠٦". وفي ما يتعلق بتأثير الحادث على وضعية وصلاحيات اليونيفيل في لبنان، أوضح مرقص، أن "مجلس الأمن، طلب بموجب الـ1559، إنسحاب القوات الأجنبية من لبنان بسبب تواجد ميليشيات لبنانية وطالب من الأطراف المعنية تعاوناً تاماً على وجه الإستعجال مع مجلس الأمن من أجل التنفیذ الكامل لهذا القرار ولجمیع القرارات ذات الصلة بشأن استعادة لبنان لسلامته الإقلیمیة وكامل سیادته واستقلاله السیاسي." ورداً على سؤال عن الخطوة التي قد تأتي بعد الإدانة الدولية، أجاب الدكتور مرقص، بأن "مجلس الأمن الدولي جدّد في 31 آب تفويض اليونيفيل لسنة واحدة، وهناك خطورة أن لا يتمّ التجديد واستمرار عملها في لبنان، وذلك جرّاء هذا الإعتداء المسلح الذي تمّ ارتكابه بحقها".

 

و"الأهالي"... أمن ذاتي أيضًا!

فارس خشان/16 كانون الأول/2022

لو سلّمنا جدلًا بأنّ “أهالي بلدة العاقبية” الذين أطلقوا النار على الدوريّة الإيرلنديّة وقتلوا أحد جنودها وتسبّبوا بجرح ثلاثة آخرين حالة أحدهم خطرة للغاية، لا علاقة لهم بـ”حزب الله”، مثلهم مثل هؤلاء “الأهالي” الذين كانوا قد اعتدوا على دوريات اليونيفيل، في أوقات سابقة، في بنت جبيل وشقرا وراميه، فمن أولاهم حق مراقبة دوريات اليونيفيل وحمل الأسلحة واستخدامها، بداعي المحافظة على عزّتهم وكرامتهم وخصوصيّتهم و…أعراضهم؟ لو سلّمنا جدلًا بصحة ما قاله المسؤول في “حزب الله” وفيق صفا، فهذا يعني أنّ الأمن الذاتي في بيئة “حزب الله” قديم جدًّا، على الرغم من عدم الحاجة إليه، في ظل وجود الحزب و”حركة أمل” والجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدوليّة. ولكن لماذا لا يتحدّث أحد من هؤلاء الذين لا يتوقفون عن الندب واللطم والنواح والبكاء من بوادر “الأمن الذاتي” في الأشرفيّة عن هذا “الأمن الذاتي” في الجنوب والبقاع والضاحيّة وحيث يوجد ما يُسمّى بـ “سرايا المقاومة”؟ لا يوجد ما هو أسوأ من “الأمن الذاتي” إذا كانت هناك دولة بكل ما للكلمة من معنى، ولكن أين هي هذه الدولة، في بلد أقلّ ما يقال فيه إنّه “فالت”، إذ إنّ المليشيات تسلّح الناس من أجل أن تتلاعب بالمعادلات الدوليّة، والعصابات لا تخشى على نفسها من الأجهزة الأمنية ولا من الملاحقات القضائيّة؟ يلعن الأمن الذاتي وساعته، ولكن من هو هذا الأبله الذي لا يعرف أنّ التفاحة الفاسدة تفسد التفاحات التي تجاورها؟ في زمن انهيار الدولة، قدّم “حزب الله” النموذج للمناطق الأخرى، فهو حتى ضمن الدويلة التي يقيمها يلجأ الى “الأمن الذاتي”، من أجل أن يتمكّن، حين يرغب، من التبرؤ من عمل خطر بحجم الإعتداء على دوريّات قوات حفظ السلام الدوليّة، ومن الهجوم على لجان التحقيق الدوليّة، ومن حماية المطلوبين للعدالة، ومن تهريب المخدرات، ومن صناعة الكبتاغون، ومن تزوير الأدوية والبضائع. الأمن الذاتي فتنة، فلعن الله من أيقظها!

 

بعد اعتداء العاقبية... لبنان تحت المجهر الدولي

الأنباء الإلكترونيّة/16 كانون الأول/2022

طرحت حادثة الاعتداء على دورية من الكتيبة الايرلندية التابعة لقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، في خراج بلدة العاقبية وأدى الى مقتل جندي وجرح عدد من الجنود، تساؤلات كثيرة حول الأسباب الكامنة وراء هذا الاعتداء الآثم في هذا التوقيت، وبعد أكثر من شهرين على إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل. قد يتخذ الاعتداء الطابع الفردي، خصوصاً وأن حزب الله من جهته نفى أي علاقة له بما جرى، ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا تواصل مع قيادة اليونيفيل وقدّم التعزية، في حين طالبت غالبية القوى السياسية حكومة تصريف الأعمال باجراء تحقيق فوري وشفاف لمعرفة ملابسات هذا الحادث المؤسف، وهو الأمر الذي أعلن إطلاقه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب. مصادر سياسية أشارت إلى أن "أنظار اللبنانيين ستتّجه نحو التحقيقات اللبنانية والدولية المحتملة، خصوصاً في حال أرسلت إيرلندا لجنة لمتابعة التحقيق، فحينها سيكون لبنان تحت المجهر الدولي، كما أنهم سيراقبون التداعيات التي من المحتمل أن تكون "عواقب"، في حال ثبت تقصير لبناني في حماية هذه القوات الدولية".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 16/12/2022

وطنية/16 كانون الأول/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

التحقيقات في حادثة العاقبية التي أدت إلى مقتل الجندي الايرلندي شون روني بدأها القضاء العسكري اللبناني بالتعاون مع اليونيفل منذ لحظة الحادث وهي مستمرة دون تسجيل ما يعيقها حتى الآن لكن ما الذي دفع برئيس وزراء إيرلندة ميشال مارتن للتحذير من أن الوصول الى الحقيقة سيكون صعبا؟

وربما هذا ما دفع بدبلن لإرسال فريق محققين إيرلنديين متخصص يصل غدا الى بيروت لمشاركة قوات اليونيفيل بالتحقيقات وفق ما أشارت مصادر القوات الدولية التي أفادت بأن حالة الجريح الثاني شين كيرني حرجة لكن مستقرة وأن لا خطة لنقل الجرحى الثلاثة الى بلادهم الآن.

والسؤال هل ستصل التحقيقات الى نتيجة حاسمة وسريعة تعيد رأب ما تصدع على مستوى العلاقة بين لبنان والمجتمع الدولي بعدما أصابها أمس من تشويه يضاف الى ما تراكم على هذا المسار في السنوات الماضية في وقت تبدو حاجة لبنان ماسة لاستعادة الثقة في المحيط ومع العالم بأسره.

وهل ستسبق نتيجة التحقيقات زيارة الرئيس الفرنسي لقوات بلاده في الجنوب عشية عيد الميلاد فيطمئنهم الى وجودهم الآمن بين أهل الجنوب كما اعتادوا فيتسنى للرئيس ماكرون استئناف تأبّط ملف الأزمة اللبنانية في طريقه الى العاصمة الاردنية عمّان في 20 من الجاري حيث يشارك في القمة الاقليمية حول العراق بدل حمل شكوى جديدة من تهديد يحيط بقوات حفظ السلام في جنوب لبنان؟

والى عمّان تتجه الانظار اللبنانية حيث يلتقي في القمة الاقليمية كل من ولي العهد السعودي والرئيس الايراني الى إضافة الرئيس الفرنسي وقادة آخرين وما إذا كانت القمة ستحمل جديدا على مستوى الاستحقاق  الرئاسي اللبناني.

حكوميا عقد في السرايا اجتماع وزاري  تشاوري برئاسة الرئيس ميقاتي للبحث في كيفية مقاربات الملفات الوزارية في المرحلة المقبلة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

لا تزال حادثة العاقبية تتصدر الإهتمام الداخلي من باب الإدانة والإستنكار والتضامن والدعم للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان.

في الناقورة كان التأكيد على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين ابناء الجنوب وعناصر اليونيفيل منذ العام 1978 والتشديد على المضي في إجراء المقتضى اللازم في إجراء التحقيق بالحادثة الأليمة.

رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أدان واستنكر المأساة التي وقعت مساء الأربعاء الماضي وبعد اتصال أجراه بقائد القوات الدولية كلف اليوم عددا من النواب بتقديم التعازي في الناقورة كما زار معزيا كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي برفقة قائد الجيش العماد جوزيف عون.

في شأن آخر ومع دخول البلاد في مدار عطلة الأعياد لا سيما ما يتصل بملف الإنتخابات الرئاسية التي انعقدت يوم أمس على نيتها الجلسة العاشرة والأخيرة لهذا العام.

وبانتظار تشغيل المحركات مطلع العام المقبل أكد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل أن الأولوية والخيار الوحيد المتاح هو أن تلتقي كل القوى في حوار مفتوح يوصل لإنتخاب رئيس للجمهورية ومن بعدها إلى تشكيل حكومة للقيام بالإصلاحات المطلوبة.

وعلى خط العمل الحكومي عقد عصر اليوم اجتماع تشاوري بين الرئيس نجيب ميقاتي والوزراء من أجل إدارة المرحلة المقبلة.

وبحسب معلومات الNBN فقد أقر اللقاء إمكان عقد جلسات لمجلس الوزراء من أجل التصدي للملفات التي لا تحتمل التأخير.

وأشارت إلى أن اللقاء التشاوري قرر تشكيل لجنة وزارية تباشر إجتماعاتها صباح غد السبت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ "ام تي في"

هل اعتداءُ العاقبية عفويّ أم مدبّر؟ وهل إطلاقُ النار على اليونيفيل بسبب خطأٍ في التقدير أم نتيجةِ قرارٍ مدروس؟ إنهما السؤالان المطروحان بقوة في الأوساط السياسيّة والديبلوماسيّة وحتى الأمنية، ولا إجابةَ قاطعةً وجازمةً حتى الآن. في الحالين ما حصل أظهر من جديد ضعفَ الدولةِ اللبنانيّة، وأكد أن القوى الشرعيّةَ اللبنانيّة هي كالزوج المخدوع آخرُ من يعلم. لذا اقتصر الدورُ الرسميُّ اللبنانيّ على محاولة لململةِ الوضع، منعاً لنتائجه وتداعياتِه المدمّرة. هكذا زار رئيسُ الحكومةِ صباحاً المقرَّ العام لليونيفيل حيث قدّم تعازيَه بالجندي الذي قُتل، واستنكر ما تعرّض له الجنود الثلاثة الذين اُصيبوا في الإعتداء. كما أكد أنَّ التحقيقاتِ متواصلةً في مقتل الجنديِّ الإيرلنديّ ومن تثبت إدانتُه سينال جزاءَه. فهل يتمكن ميقاتي من تنفيذ ما يقولُه ؟ وهل حزبُ الله على استعداد لتسليم الضالعين في الإعتداء الذي وقع في منطقة نفوذِه؟ التجارب الماضية لا تشجع، فهل تغيّر شيء بين الأمسِ واليوم؟

سياسيا، اللقاء التشاوري في السراي انعقد، وذلك للبحث في آلية اجتماعات الضرورة لمجلس الوزراء. وقد حضره تسعة عشر وزيرا، من بينهم جميع الوزراء المقاطعين. هدف الاجتماع: التوصل الى  رؤية واحدة لكيفية ادارة البلاد في غياب رئيس الجمهورية،  وخصوصا ان الاجواء التي واكبت انعقاد جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الفائت رمادية وتنذر بالاسوأ، وهي اعادت الى اذهان اللبنانيين اجواء الانقسام الطائفي.  وقد  تم تشكيل لجنة من اربعة وزراء قضاة لتحديد القضايا التي تستلزم عقد جلسات الضرورة والمواضيع التي لا تستلزم ذلك. فلماذا تأخر رئيس حكومة تصريف الاعمال في عقد اللقاء التشاوري؟ وهل كان من الضروري توتير الاجواء سياسيا وطائفيا قبل التوصل الى وضع معايير لاجتماعات حكومة الضرورة؟ كرويا: ويك اند حافل وحاسم  يبدأ السبت باختيار الثالث والرابع في الموندايل، وينتهي الاحد بتتويج البطل. فمن سيحمل كأس العالم في نسخته الثانية والعشرين: فرنسا ام الارجنتين؟

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

الاعتداء على جنود الأمم المتحدة "يضيء" الواقع اللبناني

منير الربيع/المدن/17 كانون الأول/2022

لا تزال تداعيات الاعتداء على دورية من قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب، تتقدم على ما عداها من استحقاقات في لبنان. وسط المساعي المستمرة للملمة ذيول الحادثة. إلا أن تداعياتها ستبقى قائمة، وتضيء على جوانب مختلفة من الوقائع اللبنانية. من شأن هذا الاعتداء أن يرفع منسوب الاهتمام بالوضع في البلد، في ظل رهانات لبنانية متعددة على دور دولي موسع، لرعاية مؤتمر خاص بالأزمة اللبنانية، والسعي إلى حلّها. على وقع هذه الحادثة تزايد منسوب الكلام في الداخل، حول استعداد عدد من الدول للدخول في حوارات خاصة بالوصول إلى تسوية في لبنان. ولكن هل ذلك أمر قائم وواقعي؟

في تدويل الأزمة

لا جواب واضحاً حتى الآن، جلّ ما يجري إقليمياً ودولياً هو تواصل مستمر بشأن لبنان. ولكن كل المعلومات تفيد بأن هذه الاتصالات واللقاءات لا تزال في إطار المتابعة واستكشاف الوقائع، ولا يعني الشروع في الإعلان عن مبادرة رسمية ترعاها جهات إقليمية متعددة، تضع اللبنانيين على طاولة فوقها الملف اللبناني بكلية بنوده، من الاستحقاق الرئاسي، إلى تشكيل الحكومة وبرنامجها، بالإضافة إلى ملف الخطة الاقتصادية الإصلاحية، ربطاً بالملف المالي وإعادة هيكلة القطاع المصرفي. وحتماً تكون إمكانية البحث في تطوير النظام أو إيجاد صيغة لتطبيق ما لم يطبق من الطائف مدرجة على جدول الأعمال، بالإضافة إلى الاستراتيجية الدفاعية. عملياً تتضارب المعطيات اللبنانية حول الكلام عن اهتمام دولي حثيث بالملف اللبناني. فالبعض يعتبر أن ظروف عقد المؤتمر الدولي أو تدويل الأزمة مسألة ناضجة، وهي تحتاج إلى بعض الوقت لتتبلور وللإعلان عن موعد هذا الحوار. في المقابل، هناك جهات لبنانية أخرى تنفي هذا الأمر، وتشير إلى أن لا اهتمام دولياً مباشراً بلبنان، خصوصاً أن هذا البلد ليس في أولوية الاهتمامات الخارجية، في ظل كل الملفات الداهمة على الصعيد العالمي.

تعبئة الوقت والفراغ

بناء على هاتين النظرتين المتناقضتين، تتوسع التحليلات والسيناريوهات المتداولة، وهي جزء من عملية تعبئة الوقت والفراغ. ويعمل اللبنانيون على تجميع عدد من الأحداث والتطورات، لوضعها في سياق يظهر وكأنه متكامل يصب في اتجاه واحد، وهو العمل الخارجي لحل الأزمة الداخلية. فبعضهم يضع التحرك الفرنسي السعودي والذي أدى في النهاية إلى استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بالإضافة إلى اجتماع اللجنة الفرنسية السعودية المشتركة لبحث الملف اللبناني، وربطاً بزيارات بعض المسؤولين اللبنانيين إلى دولة قطر، وما يشير إليه بعض اللبنانيين إلى استعداد دولة قطر للسعي إلى إنضاج تسوية لبنانية. لا تتوقف السيناريوهات عند هذا الحد، إنما ثمة من يربط حادثة الاعتداء على اليونفيل في سياق استدراج واقعي للاهتمام الخارجي من هذه البوابة أيضاً. وهناك من يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، بالقول إن ما جرى قد يحفز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على زيارة الجنود الفرنسيين العاملين في الجنوب، بينما آخرون يعتبرون العكس، وأن ما جرى قد يكون رسالة سلبية إلى ماكرون والفرنسيين. من المرجح أن تتكاثر مثل هذه التحليلات والسيناريوهات على وقع استمرار محاولات تلمس الوضع، ومعرفة كيفية التحرك في فترة لاحقة، بناء على آلية تسمح بالخروج من المأزق السياسي. هذا الكلام يدفع بعض المسؤولين إلى التعليق على كل ما يجري بالقول إن أمام لبنان دفتر شروط واضحاً، يتمثل بالورقة الكويتية، والتي تم تسليمها إلى الدولة اللبنانية قبل أشهر. وهي التي تشكل مدخلاً جدياً وحقيقياً للخروج من الأزمة والاستحواذ على الاهتمامين العربي والدولي. وهذا يعني أن النظرة العربية والخليجية للتدخل أكثر في لبنان وتقديم المساعدة، تفترض أن ينطلق البحث الجدي في هذه الورقة بناء على تنسيق بين مختلف دول الخليج والدول العربية المهتمة.

 

الإستحقاق "رُحّل"... و"حسابات" أحبطت التسوية

ليبانون ديبايت/الجمعة 16 كانون الأول 2022

مع اختتام المحاولات الفاشلة لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد في المجلس النيابي، تكرست معادلة التعطيل رسمياً تزامناً مع ترحيل الإستحقاق بكل تفاصيله وخلافاته وصراعاته إلى العام الجديد، ليكون الفراغ في قصر بعبدا، العنوان الرئيسي في زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت عشية عيد الميلاد المجيد، فيما لو ارتأى أو كانت الأجواء الأمنية ملائمة لاستقباله في الجنوب وتحديداً في منطقة عمل "اليونيفيل"، والتي تعيش مناخاً من التخبط والإرباك نتيجة سقوط جندي إيرلندي بحادثة إطلاق نار مشبوهة. وعلى الرغم من اتهامات التعطيل الرئاسي والتعطيل السياسي عبر إجهاض "الحوار البرلماني"، فإن بعداً مختلفاً قد ارتدته التطورات الأخيرة، وقد تخطى أسوار ساحة النجمة بالأمس، وفق ما كشفت مصادر نيابية في "اللقاء الديمقراطي"، بحيث أشارت إلى أن هذا البعد قد تمثّل بتغيير قواعد الإشتباك السياسي، من خلال التحوّل في طبيعة الإصطفافات، والتي تظهّرت بالمواقف من الإستحقاق الرئاسي كما من الحوار، وصولاً إلى بروز تسمية جديدة في صندوق الإقتراع في الجلسة العاشرة والأخيرة. وتؤكد هذه المصادر النيابية لـ"ليبانون ديبايت"، أن تدهور العلاقات بين القوى السياسية، وسقوط دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ"ميني حوار نيابي"، يمهّد لتفاهم على إسم الرئيس العتيد، يوصد كل الأبواب أمام الحلول "المحلية"، وكذلك ينزع من أي فريق سياسي، ورقة تأمين 65 صوتاً نيابياً لمرشحه، وبالتالي، فإن حظوظ التسوية التي كان رئيس المجلس أحد أبرز عرّابيها إلى جانب مرجعيات حزبية، قد انتفت اليوم. لكن في حسابات الربح والخسارة، تقول المصادر النيابية، فإنّ الوضع تبدّل بين الأمس واليوم، أي أن سقوط التسوية قد عزّز من تضامن القوى التي تقف وراء ترشيح النائب ميشال معوض، فيما خسر فريق "الورقة البيضاء"، أكثر من عشرة أصوات، ما أدى إلى تبديل موازين القوى وإلى تراجع مؤيدي التسوية التي كان يجري العمل عليها في الكواليس النيابية. وعن موقع "اللقاء الديمقراطي" على هذا الصعيد، تؤكد المصادر النيابية نفسها، أن خيار معوض، ثابت ومحسوم ولن يتغير، وذلك بمعزلٍ عن التأييد العلني للحزب التقدمي الإشتراكي لدعوة رئيس المجلس إلى الحوار حول الإستحقاق الرئاسي. وعليه، فإن الهدف الرئيسي لدى الإشتراكي كما لدى "اللقاء الديمقراطي"، هو تسريع عملية الإنتخابات الرئاسية ولو اقتضى الأمر توافقاً أو تسويةً، ولكن شرط أن تتحقّق من خلال معبرٍ إلزامي هو التوافق بين كل القوى، وفي مقدمها القوى المسيحية المعارضة، وبكركي على وجه الخصوص، حيث تجد المصادر النيابية، أن الإستحقاق الرئاسي سيبقى في ثلاجة الإنتظار والمراوحة والتعطيل، إلى حين الإتفاق على رئيسٍ قادرٍ على التواصل مع الجميع.

 

هل يُنتخَب رئيس من دون غطاء إقليميّ ودوليّ؟

أنطوان غطّاس صعب/اللواء/16 كانون الأول/2022

لا زالت أصداء زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى بكركي، تتردد أصدائها وصولاً الى لقائه برئيس المجلس النيابي نبيه برّي، حيث كان العنوان الأبرز وفق المعطيات لهذه الزيارة الحوار الذي يزمع رئيس المجلس القيام به من أجل الوصول الى توافق داخلي حول مرشح رئاسي يحظى بإجماع من كل الكتل النيابية والقوى السياسية والحزبية، إضافة لذلك أن ميقاتي الذي وضع برّي في أجواء زيارته الى السعودية ومن التقاهم والنظرة العربية الى الملف اللبناني كان هناك توافق من أجل إجراء مشاورات وزارية قبل الدعوة الى عقد أي جلسة وهذا ما أقرّ به ميقاتي بعد المعاتبة التي تلقّاها من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي وفق المعلومات قال له لا أقبل بأي جلسة وزارية دون مشاورة الوزراء المسيحيين لأن ذلك انتهاك لصلاحيات رئاسة الجمهورية، وأنا مع الجلسات المخصصة لمعالجة الأمور الإنسانية وأن تكون على خلفية التشاور مع الوزراء وبتفاهم مع كل القوى السياسية كي لا نفقد الميثاقية، وهذا ما وعد به ميقاتي البطريرك الراعي وناقشه مع رئيس المجلس النيابي وهناك أجواء أنه سيتم دعوة مجلس الوزراء للانعقاد بعد مروحة واسعة من التشاور وأن تكون هناك أمور عاجلة وملحّة وقبلها ليس هناك جلسة قريبة لمجلس الوزراء. من هنا، ان دعوة الرئيس بري الكتل النيابية للحوار هي موضع أساسي في هذه المرحلة بعدما شعر وفق الأجواء والمعطيات التي تلقّاها بأنه لا انتخاب للرئيس من دون غطاء دولي وعربي، وان نضوج التوافق الدولي والإقليمي بات مسألة وقت، وبالتالي لن يقبل بري أن تكون جلسات الانتخاب بمثابة المساجلات السياسية ومزيد من الاحتقان والانقسام السياسي، لذلك ان التشاور والحوار سيكونان مقدمة قبل أي جلسة سيدعو إليها الرئيس بري.

 

 مكافحة أنشطة “الحزب” الإرهابية في إفريقيا

قناة العربية.نت/16 كانون الأول/2022

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أنّ الاجتماع العاشر لـ “مجموعة تنسيق إنفاذ القانون” في أوروبا، يوميْ الأربعاء والخميس، ركّز على مكافحة الأنشطة الإرهابية وغير المشروعة لحزب الله في إفريقيا. وأضاف برايس أنّ “الاجتماع تمّ بمشاركة الحكومات والمنظّمات من جميع أنحاء إفريقيا إلى جانب الولايات المتّحدة وإسرائيل واليوروبول”. وناقش المشاركون كيف يواصل حزب الله جمع الأموال في القارة السمراء، باستخدام كلّ من الوسائل المشروعة وغير المشروعة وبالتهرّب من تطبيق القانون والجهود التنظيمية المالية.

 

قلقٌ في بيت مسك... إنفجار وجرحى

ليبانون ديبايت/16 كانون الأول/2022

وقع إنفجار صباح اليوم الجمعة، في مبنى ضمن مشروع بيت مسك - المتن (العطشانة). وقد تبيّن لاحقًا وفق المعلومات الأولية، أنّ الصوت الذي أقلق المنطقة صباحًا ناتج عن إنفجار خزان غاز. وتجدر الإشارة إلى وقوع جرحى، فيما الصليب الأحمر والدفاع المدني يعملان على نقل الجرحى. وقد لفت الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة إلى "وقوع 7 إصابات في الحادثة (لبنانيان وأوكرانيان و5 سوريين) و الأضرار كبيرة في المبنى".  

 

المطران الحاج فعلها مجدداً...

نجوى أبي حيدر - المركزية/16 كانون الأول/2022

في 18 تموز الماضي أوقف الأمن العام اللبناني على معبر الناقورة، راعي ‏أبرشية حيفا النائب العام البطريركي على القدس والأراضي المقدّسة وعمان وأراضي ‏المملكة الأردنية الهاشمية المطران موسى الحاج لنقله اموالا وادوية من الاراضي المقدسة ‏الى اشخاص لبنانيين في اطار مساعدات من أقربائهم. القضية اثارت موجة عارمة من ‏الغضب الشعبي والكنسي وصولا الى المطالبة بإقالة مفوّض الحكومة لدى المحكمة ‏العسكرية القاضي فادي عقيقي. الا انها وعلى قاعدة السيناريوهات التسووية نفسها التي ‏تعالج بها كل المسائل اللبنانية الخلافية، سلكت درب التهدئة والمعالجة بعيدا من الاضواء، ‏وانطفأ وهجها بفعل حزم الازمات المتناسلة التي تشغل اللبنانيين يوميا.‏ لكن المسألة عادت نسبيا الى الضوء في 11 تشرين الاول الماضي مع الكشف عن توقيف ‏المطران الحاج في عمّان لنحو خمس ساعات واخضاعه لتفتيش دقيق قبل ‏السماح له باستكمال رحلته، في اتجاه الاراضي المقدسة. وافيد انه تعرض لمضايقات في ‏قبرص ايضا. فلماذا التشديد على حركة الحاج والى اين وصلت القضية.‏ تفيد مصادر معنية بالملف "المركزية" ان قضية تنقل المطران الحاج بين لبنان وحيفا ‏طويت نهائياً، وهو انتقل امس الى مقر أبرشيته في الأراضي المقدسة لمعاودة نشاطه ‏الرعوي، حيث سيمضي فترة الاعياد هناك، بعد أن سوّيت قضيته قضائياً وقانونياً، على ‏قاعدة تعديل  مذكرة الأمن العام الصادرة في  العام 2006، باستبدال الصيغة القديمة التي ‏تسمح بعبور المطران بولس الصيّاح (راعي أبرشية حيفا السابق) إلى صيغة جديدة هي ‏السماح بعبورمن تكلفه بكركي وهو راهنا المطران الحاج ، استنادا الى كتاب من ‏البطريركية المارونية يفيد ان الحاج يتولى رئاسة ابرشية الموارنة في القدس والاراضي ‏المحتلة. وتشير المصادر الى ان المذكرة المعدّلة ابلغت الى الامن العام للعمل بمقتضاها كما تم ‏تعميمها على شرطة اليونيفل للتنسيق والتعاون وتسهيل انتقال المطران بين لبنان وابرشيته ‏في فلسطين. استنادا الى التسوية المشار اليها والتي نسجت خيوطها بين المدير العام للامن العام اللواء ‏عباس ابراهيم وبكركي عبر وكيلها المحامي ناجي البستاني وبالتنسيق مع مديرية ‏المخابرات في الجيش اللبناني، عادت الامور الى سابق عهدها، وتم تجاهل مذكرة التحري ‏الصادرة في هذا الصدد، بفعل المعالجة القضائية والقانونية، في حين تبقى قيد المعالجة ‏قضية المقتنيات التي كانت في حوزة المطران الحاج وتمت مصادرتها ابان توقيفه، وهي ‏كناية عن كميات كبيرة من المال، بحيث تستمر عملية التأكد من هوية المُرسِلين والمرسَل ‏اليهم ، لتحديد ما اذا كانت لهم اي صلة بملفات عمالة ،حتى اذا انتهت التحقيقات الى عدم ‏تورطهم تسلم الاموال اليهم، وخلاف ذلك، تحجز الاموال لصالح خزينة الدولة. وعن ‏المبالغ التي كانت مخصصة لمشيخة العقل في طائفة الموحدين الدروز من ضمن ‏المضبوطات، اكدت المصادر انها لن تتسلمها وقد تم الاتفاق على ذلك بين قيادات الطائفة ‏السياسية والروحية.‏

 

ما هو ثمن التسوية الرئاسية؟

 فادي عيد/ليبانون ديبايت/الجمعة 16 كانون الأول 2022     

ستبقى الأنوار مطفأة في قصر بعبدا، وستسود العتمة في أروقته ليلة العيد، كما هي الحال في شوارع لبنان ومناطقه كافة، وإن كان سبب العتمة في القصر الرئاسي يعود إلى الفشل في انتخاب الرئيس، أو العجز عن تلقّف كلمة السر الخارجية، والتي تأخّرت في الوصول قبل العام الجديد، كما يجري الحديث في مجالس بعض المرجعيات العليمة بخفايا الأمور. ومع عبور الحلقة العاشرة من مسلسل الإنتخابات الرئاسية في المجلس النيابي، ترتسم في هذه المجالس عدة سيناريوهات سلبية، لا ترتبط بأي شكل من الأشكال بالحوار المعطّل الذي جرى تحميل مسؤولية تعطيله إلى الفريقين المسيحيين اللدودَين والمتخاصمَين.

ومن المستغرب أن يكون الإنشغال اليوم متركّزاً على تطيير الحوار الذي أُعلنت وفاته قبل ولادته، فإن معلومات سياسية مواكبة، قد كشفت عن واقع من المساومات والمقايضات، وصولاً إلى الإبتزاز بالوضع المالي، كما بالوضع الأمني، يتم تسجيله على حافة الإستحقاق الرئاسي، ولكن من دون أن يكون لهذه المساومات أي وقع على الجهات المستهدفة بها، وبالتالي، فإن رسائل الضغوط الهادفة إلى رفع الأثمان السياسية قبل حصول الإستحقاق الرئاسي، ما زالت في بدايتها، ولم تنجح حتى اللحظة في تغيير المعادلات القائمة. فالتسليم بالتسوية، تقول المعلومات، ما زال هدفاً بعيد المدى ومرتبطاً بثوابت داخلية وخارجية في آن، يأتي في مقدمتها وصول شخصية لديها الحضور، وتمتلك المقوّمات التي تجعلها في منأى عن أي تأثيرات داخلية كانت أم خارجية، وقادرة على قيادة مرحلة بناء الدولة وإنقاذ البلد من الجحيم الذي ما زال ينزلق إليه بوتيرة متسارعة على كافة الصعد في السنوات الأخيرة. بناء على ما تقدّم، تتحدّث المعلومات، عن أزمة لدى فريق ما كان يسمى ب8 آذار، نتجت في الدرجة الأولى عن خلافات داخل صفوفه، ما أدّى إلى بعثرة أصواته وانعدام الفرصة أمامه لتسمية مرشحه الفعلي، وإبقاء الوضع رمادياً حتى إشعار آخر، ولكن مع اتهامه بتعطيل الإنتخابات الرئاسية، وبتهميش الموقع المسيحي الأول في الدولة، أتت فكرة الحوار لامتصاص الإحتقان الداخلي، ولكن سرعان ما طار هذا الحوار ولم يسجّل أي مبادرة داعمة له، لا سيما على المستوى الخارجي، كما تؤكد المعلومات، وبالتالي، بقي الوضع على ما هو عليه في الخارطة النيابية والسياسية لمجلس النواب الحالي، في حين أن كل الجهود لفتح نافذة في جدار الإستحقاق فرنسياً في الخليج، ومحلياً في ساحة النجمة، قد باءت بالفشل

 

الخارجية السعودية تستنكر الهجوم الذي تعرضت له قوة اليونيفيل في جنوب لبنان مطالبة بتحقيق فوري وشفاف

وطنية/16 كانون الأول/2022

أعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان، عن "إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديد للهجوم الذي تعرضت له قوة الأمم المتحدة اليونيفيل في جنوب جمهورية لبنان، والذي أدى لمقتل جندي ايرلندي وإصابة آخرين"، مطالبة بإجراء "تحقيق فوري وشفاف حول ملابسات الهجوم".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

"العفو الدولية": 26 محتجا يواجهون خطر الإعدام في إيران

دبي - قناة العربية/16 كانون الأول/2022

أعلنت منظمة العفو الدولية، الجمعة، أن "26 شخصا يواجهون خطر الإعدام في إيران لصلتهم بالاحتجاجات". وقالت قناة "إيران إنترناشيونال"، الجمعة، إن عدة جهات بينها جمعيات ومجالس عمالية وطلاب جامعات ومدارس من مختلف أنحاء إيران دعت للإضراب والاحتجاج في البلاد، اعتبارا من الاثنين القادم ولمدة 3 أيام. وحث الداعون للإضراب على إغلاق المحال التجارية وعدم الشراء من المتاجر وعدم الذهاب إلى العمل والتظاهر في الشوارع. وذكرت القناة أن دعوات شعبية للإضراب والاحتجاج من الخامس إلى السابع من الشهر الجاري لقيت مشاركة واسعة دعما للمحتجين واندلعت احتجاجات بعدة مدن إيرانية في سبتمبر الماضي وسط اتهامات للشرطة بقتل الشابة مهسا أميني بعد احتجازها بدعوى ارتدائها حجابا بشكل غير لائق، رغم أن السلطات تنفي تعرض أميني للضرب على يد الشرطة. وأعدم النظام الإيراني خلال الفترة الماضية محسن شكاري ومجيد رضا رهنورد على خلفية مشاركتهما في الاحتجاجات.

ومؤخرا تداول ناشطون على تويتر مقطعَ فيديو يَظهر فيه المتظاهرُ الإيراني مجيد رضا رهنورد قبل أن يقوم النظامُ الإيراني بإعدامه شنقا، وهو يوجه رسالةً إلى الشباب الإيراني قائلا: "لا تبكي.. كن سعيدا واستمع إلى الموسيقى لتكونَ سعيدا أكثر". ودان الاتحاد الأوروبي بشدة أحكام الإعدام الصادرة أو المنفذة مؤخراً في إيران والمتصلة بالاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ سبتمبر الماضي. والخميس، دعت القمة الأوروبية السلطات الإيرانية إلى وقف تنفيذ عقوبة الإعدام فوراً، وإلغاء الأحكام الصادرة من دون تأخير. وأكدت القمة الأوروبية معارضتها الشديدة لعقوبة الإعدام "تحت أي ظرف" حيث اعتبرتها "إنكاراً للكرامة الإنسانية". كما طالبت القمة الأوروبية السلطات الإيرانية بوقف الاستخدام غير المبرر للقوة لقمع الاحتجاجات السلمية وخاصة بوجه النساء. وأدى قمع السلطات للتظاهرات بالقوة المفرطة إلى مقتل وإصابة المئات. كما اعتقلت طهران آلاف المحتجين وأصدرت بحق بعضهم أحكاماً بالإعدام، نفذت الأسبوع الماضي اثنين منها، رغم المناشدات الغربية والحقوقية لإلغائها.

 

أوكرانيا تعلن إسقاط 60 من 76 صاروخا أطلقتها روسيا عليها

أعلنت السلطات الأوكرانية أن الدفاعات الجوية أسقطت صاروخا فوق كييف

كييف، فرانس برس، رويترز، دبي - العربية.نت/16 كانون الأول/2022

في وقت تتواصل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، قال فاليري زالوجني القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية إن بلاده أسقطت 60 من أصل 76 صاروخا أطلقتها روسيا عليها اليوم الجمعة. وكتب الجنرال زالوجني عبر تيليجرام "وفقا للبيانات الأولية هذا الصباح، من منطقتي بحر قزوين والبحر الأسود، أطلق العدو 76 صاروخا، من بينها 72 صاروخ كروز (إكس-101، و‘كاليبر‘، وإكس-22) وأربعة صواريخ جوية موجهة (إكس-59) على البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا". وكانت مدن أوكرانية عدة، استُهدفت صباح الجمعة، بوابل من الضربات الروسية وسُمع دوي انفجارات في وسط كييف، وأُبلغ عن انقطاع الكهرباء عن مناطق عدة. وقال مسؤولون، إن صفارات الإنذار جراء الغارات الجوية انطلقت في أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة كييف، في إشارة إلى وقوع هجوم صاروخي روسي آخر على البلاد. وقُتل شخصان وجرح 5 آخرون، الجمعة، في سقوط صاروخ روسي على مبنى سكني في مدينة كريفي ريغ بجنوب أوكرانيا، حسبما أعلن حاكم المنطقة. وقال الحاكم فالنتين ريزنيتشنكو: "قضى شخصان، وجُرح 5 أشخاص على الأقل بينهم طفلان، وجميعهم في المستشفى". ومن جانبها، أعلنت السلطات الأوكرانية أن الدفاعات الجوية أسقطت صاروخا فوق كييف. وكتب رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتكو، عبر تليغرام: "لا تغادروا الملاجئ. الهجوم على العاصمة لا يزال متواصلاً". وأكد أن القصف الروسي تسبب في انقطاع المياه بالعاصمة وتوقف المترو ، فيما تم استخدام المحطات كملاجئ ضد القصف. وذكر أن "الضربات الروسية تسببت في أضرار فادحة للبنية التحتية وتحديدا أنظمة الطاقة".

وأعلن نظيراه في خاركيف (شمال شرق) ولولتافا (وسط شرق) أن مدينتَيهما محرومتان من الكهرباء جراء الضربات الصباحية. بدوره، قال عمدة خيرسون الأوكرانية إن هجمات روسية عدة استهدفت البنى التحتية في المدينة. وأفاد فيتالي كيم، حاكم منطقة ميكولايف في جنوب أوكرانيا برصد ما يصل إلى 60 صاروخا روسيا متجهة إلى المجال الجوي الأوكراني. ومن الجانب الآخر، أدى قصف أوكراني، الجمعة على منطقة لوغانسك (شرق أوكرانيا) التي تسيطر عليها روسيا، إلى مقتل 8 أشخاص وجرح 23 آخرين، حسبما ذكرت السلطات الروسية التي تسيطر على المنطقة. وقال الحاكم المعين من روسيا ليونيد باسيتشنيك: "في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، تعرضت بلدة ستاخانوف وقرية لانتراتوفكا مجددا لقصف مدفعي من جانب قوميين، وقضى 8 أشخاص وجُرح 23 آخرون من مواطنينا". ويوم أمس الخميس، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أنّ القوات الروسية استهدفت خيرسون بأكثر من 16 غارة، ما أسفر عن سقوط قتيلين وأدّى لانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة. وأضاف زيلينسكي أنّ منطقتي دونباس وخاركيف تعرضتا بدورهما لـ"هجمات روسية وحشية على حد وصفه".

توقعات بهجوم كبير على كييف

يأتي ذلك فيما توقع قائد الجيش الأوكراني، فاليري زالوجني، أن تشنّ روسيا هجوماً جديداً على كييف في الأشهر الأولى من عام 2023، بعدما تركّز القتال منذ أشهر في شرق البلاد وجنوبها، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وقال زالوجني، في مقابلة مع صحيفة "ذي إيكونوميست" الأسبوعية البريطانية، إنّ هناك "مهمة استراتيجية شديدة الأهمية بالنسبة لنا، وهي إنشاء احتياطيات والاستعداد للحرب التي يمكن أن تحدث في فبراير/شباط، وفي أقصى الأحوال في مارس (آذار)، وفي أدنى الآجال في نهاية يناير/كانون الثاني". وأضاف: "ليس لديّ شكّ في أنهم سيحاولون مرة أخرى السيطرة على كييف".وأكد قائد الجيش الأوكراني، في المقابلة، أنه أجرى "كل الحسابات؛ كم عدد الدبابات والمدفعية التي نحتاجها، وما إلى ذلك" لصدّ الهجوم المحتمل. واعتبر زالوجني أن الجيش الأوكراني يواجه حالياً "مشكلة"، تتمثل في "الحفاظ على خط" الجبهة الحالي الممتد من الجنوب إلى الشرق، "وعدم فقدان مزيد من الأرض"، بعد أن دحر القوات الروسية في سبتمبر /أيلول من منطقتي خاركيف (شمال شرق) وخيرسون (جنوبا) مطلع نوفمبر/تشرين الثاني. وبحسب قائد الجيش الأوكراني، يقصف الروس البنية التحتية للطاقة في البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول بعد سلسلة انتكاسات مهينة، لأنهم "يحتاجون إلى وقت" من أجل "تجميع مواردهم البشرية والعسكرية" بهدف شنّ هجوم كبير جديد في الأشهر المقبلة. كما أشار في مقابلته مع "ذي إيكونوميست" إلى أن شبكة الطاقة الوطنية "تسير على حبل مشدود"، معتبراً أنه "من الممكن" أن تخرج تماماً عن الخدمة، إذا تلقت ضربات جديدة بالصواريخ والطائرات المسيّرة. وبدأ الجيش الروسي حربه على أوكرانيا في نهاية فبراير، وحاول السيطرة سريعاً على كييف بإرسال قوات من بيلاروسيا المجاورة لأوكرانيا من الشمال. واقتربت القوات الروسية على مسافة عشرات الكيلومترات من وسط العاصمة الأوكرانية، قبل أن تنسحب من المنطقة نهاية مارس، وبداية أبريل ، فيما اعتبر انتصاراً للجيش الأوكراني. وتتسبب الضربات في انقطاع التيار الكهربائي في أنحاء البلاد بشكل يومي، ما يترك ملايين الأوكرانيين في البرد والظلام، في منتصف فصل الشتاء.

 

تحذير أوروبي من الاعتماد الحصري على قوة الولايات المتحدة

وكالة الدفاع التابعة للاتحاد الأوروبي: تظهر الحرب في أوكرانيا أوجه القصور في قدراتنا

بروكسل - رويترز/16 كانون الأول/2022

قالت وكالة الدفاع التابعة للاتحاد الأوروبي، إن دول الاتحاد ينبغي عليها شراء الأسلحة بشكل مشترك لإعادة ملء المخزونات بعد إمداد أوكرانيا، محذرة من أن الولايات المتحدة ربما لا تتمكن دوماً من حماية أوروبا من التهديدات. وقال ييري سديفي، الرئيس التنفيذي لوكالة الدفاع الأوروبية: "تظهر الحرب العدائية الروسية على أوكرانيا أوجه القصور في قدراتنا". وهذه الوكالة هي الهيئة التابعة للاتحاد الأوروبي التي تساعد حكومات التكتل على تطوير قدراتها العسكرية. وأضاف سديفي أن الوكالة تجري محادثات مع شركات الأسلحة الأوروبية حول تعزيز الإنتاج، بالإضافة إلى محادثات مع دول حول التكاتف معاً لشراء العتاد والذخيرة. وقال سديفي لوكالة "رويترز": "المهم هو أن نستطيع، بالاتحاد الأوروبي، أن نصبح موثوقين في تقديم الأمن لحماية المواطنين". وتخطى إنفاق الدفاع الأوروبي 200 مليار يورو لأول مرة في 2021، مرتفعاً بنسبة 6% عن العام السابق، وهو الأقوى منذ بدأت المنطقة تعزيز الإنفاق العسكري في 2015 عقب ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. ويفيد تقرير صدر عام 2020 عن البرلمان الأوروبي بأنه من دون مساعدة الولايات المتحدة، سيكافح الاتحاد الأوروبي للدفاع عن نفسه، مفتقراً إلى الاستخبارات وطائرات الاستطلاع ودفاعات الصواريخ متوسطة المدى، بالإضافة إلى الغواصات والسفن البرمائية.

 

المستشار الألماني: الحكومة الإيرانية تطلق النار على شعبها

بروكسل: «الشرق الأوسط»/16 كانون الأول/2022

انتقد المستشار الألماني أولاف شولتس الحكومة الإيرانية بشدة بسبب الإجراءات التي تتخذها ضد المتظاهرين. وقال الخميس على هامش قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «من يطلق النار على شعبه؟ الحكومة الإيرانية تفعل ذلك، ولهذا السبب سوف نواصل اتخاذ موقف بشكل واضح تماما».

وتابع المستشار الألماني: «ما تفعله الحكومة الإيرانية ليس مقبولا ولا يمكن تبريره». وبحسب بيانات نشطاء حقوق الإنسان، تم إلقاء القبض على 18 ألف شخص على الأقل حتى الآن ممن شاركوا في المظاهرات المنتقدة للنظام، المستمرة منذ ثلاثة أشهر تقريبا، فيما قتل أكثر من 475 متظاهرا وفق أرقام أولية.

واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية في الأساس منذ وفاة الفتاة الكردية الإيرانية، مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، في السادس عشر من سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى ما تسمى «شرطة الأخلاق» بسبب مخالفتها قواعد الزي النسائي.

 

الاتحاد الأوروبي يقر حزمة "تاسعة" من العقوبات ضد روسيا..الحزمة الجديدة ستوجه ضربة إلى 168 كياناً وحوالي 20 شخصاً في روسيا

وكالات/16 كانون الأول/2022

وافق الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، على جولة جديدة من العقوبات ضد روسيا بسبب حربها في أوكرانيا. واقترحت الذراع التنفيذية للكتلة، الأسبوع الماضي، جولة تاسعة من العقوبات على موسكو، وتضمنت القائمة السوداء ما يقرب من 200 فرد وكيان، إلى جانب استهداف ثلاثة بنوك، ووقف استثمارات التعدين، وحظر المزيد من القنوات التلفزيونية الروسية. في مواجهة الضربات الروسية على أوكرانيا، نظر الاتحاد الأوروبي أيضاً في فرض حظر على إمداد روسيا وإيران بمحركات الطائرات بدون طيار، حيث زودت إيران روسيا بطائرات بدون طيار حملت برؤوس حربية واستخدمت في الهجمات ضد أوكرانيا.

واشنطن تفرض عقوبات على أحد أغنى رجال الأعمال في روسيا

وأعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، رسمياً فرض عقوبات جديدة تستهدف مجمعاً روسياً للصناعات العسكرية، وكذلك الأشخاص والمنظمات الضالعين في مهاجمة المدنيين الأوكرانيين أو خطف الأطفال بأوكرانيا. وقال فالديس دومبروفسكيس، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الحزمة الجديدة من العقوبات ستوجه ضربة إلى 168 كياناً - شركات أو مؤسسات حكومية - بالإضافة إلى حوالي 20 فرداً. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الحزمة تركز أيضاً على "التكنولوجيا والتمويل والإعلام لإخراج الاقتصاد الروسي وآلة الحرب الروسية عن مسارهما”. وأضافت فون دير لاين أن العقوبات الجديدة تستهدف "ما يقرب من 200 فرد وكيان متورطين في الهجمات على المدنيين واختطاف الأطفال". تأجلت الموافقة على الحزمة بعد أن طلبت دول ساحلية من بينها بلجيكا وهولندا، إعفاءات من العقوبات السابقة التي استهدفت منتجي الأسمدة الروس، والتي قالت بولندا وليتوانيا إنها غير مقبولة. وقال مسؤولون إنه تم التوصل إلى اتفاق تسوية على هامش قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وإن العقوبات ستؤكد رسمياً الجمعة. وكتبت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي على تويتر: "وافق السفراء من حيث المبدأ على حزمة عقوبات ضد روسيا كجزء من دعم الاتحاد الأوروبي المستمر لأوكرانيا". وقال دبلوماسيون إنه بعد الخلاف تم تمرير بعض الإعفاءات لـ"الأمن الغذائي والأسمدة" كجزء من الاتفاقية. وشكا وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبيرغيس، من أن حزمة العقوبات الجديدة "كانت فرصة ضائعة". وكتب على تويتر: "من المحزن أننا اضطررنا إلى قضاء الكثير من الوقت في مناقشة الاستثناءات، وليس فرض عقوبات أشد". وقال إن بولندا وليتوانيا "نجحتا في تأمين ضمانات أمنية اختيارية تسد أي ثغرات". قبل الاتفاق، انتقد كبير الدبلوماسيين الأوكرانيين الجهود المبذولة للتراجع عن أي عقوبات كانت مفروضة بالفعل على موسكو. وكتب وزير الخارجية دميترو كوليبا في تغريدة على تويتر: "محاولات السماح للأوليغارشية والشركات الروسية بالانتقاص من عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة بالفعل تشكل ضربة لنظام العقوبات بأكمله". فرض الاتحاد الأوروبي ثماني موجات من العقوبات غير المسبوقة على روسيا، منذ شنها غزواً واسع النطاق في فبراير، بما في ذلك استهداف صادراتها النفطية الرئيسية. لكن دبلوماسيين حذروا من أن التكتل ينفد بشكل متزايد من سبل الإضرار بالاقتصاد الروسي، مع استمرار الحرب لنحو عشرة أشهر. وابتعد التكتل عن استهداف إمدادات الغاز من روسيا خوفاً من زيادة ارتفاع أسعار الطاقة. كما أنه ابتعد عن القطاعات المهمة لدول أعضاء، مثل الماس. وقدم الاتحاد الأوروبي، إلى جانب شركائه في مجموعة السبع، تدابير الأسبوع الماضي تهدف إلى تحديد سعر النفط الروسي المباع في السوق العالمية، في محاولة للحد من الأموال المخصصة لآلة الحرب الروسية. كما دخل حظر الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الخام المنقولة بحراً من روسيا حيز التنفيذ، بعد الاتفاق المبدئي في وقت مبكر من هذا العام.

 

عقب مقتل ضابط شرطة.. وزير الداخلية الأردني يتعهد بمنع تكرار الشغب

عمان - رويترز /16 كانون الأول/2022

قال وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، الجمعة، إن بلاده ستتخذ خطوات صارمة وتنشر المزيد من شرطة مكافحة الشغب في مواجهة مظاهرات عنيفة اندلعت احتجاجا على ارتفاع الأسعار، وذلك بعد اشتباكات الليلة الماضية في أنحاء البلاد أدت لمقتل ضابط شرطة. وأضاف في مؤتمر صحافي أن الحكومة ستسمح بالاحتجاجات السلمية، لكنها لن تتسامح مع أي شغب يدمر الممتلكات العامة والخاصة مثل ما حدث الخميس. هذا وأعلن الأمن العام الأردني، الجمعة، إيقاف منصة "تيك توك" عن العمل مؤقتا داخل البلاد "بعد إساءة استخدامها" خلال إضراب سائقي الشاحنات الذي أسفر عن مقتل عقيد شرطة. وقبل الإعلان الرسمي، أفاد مستخدمو تطبيق "تيك توك" في الأردن بتوقفه بشكل كامل منذ صباح الجمعة. وشهد التطبيق نشر الكثير من مقاطع الفيديو لإضراب سائقي شاحنات النقل مع وضع أغانٍ تفاعلية وحماسية لأعمال التخريب وإغلاق الطرق. وشيع الأردنيون، بعد صلاة اليوم الجمعة، جثمان العقيد عبدالرزاق الدلابيح في بلدة الكفير بجرش، والذي قتل برصاصة مخربين في منطقة الحسينية بمحافظة معان جنوب الأردن. ووصل جثمان العقيد الراحل الدلابيح إلى مسجد الأمير راشد في بلدة الكفير مسقط رأسه ليشيع جثمانه في مقبرة البلدة بحضور واسع من مختلف مناطق المملكة. وشهد التشييع حضور كبار ضباط الأمن العام والقيادات الأمنية في القوات المسلحة وجميع الأجهزة الأمنية. ونعى مجلس الوزراء الأردني، الجمعة، العقيد الدلابيح الذي اغتالته أيادٍ آثمة أثناء قيامه بواجبه الرسمي في منطقة الحسينية، وفق وصف رئاسة الوزراء.

وقال وزير الاتصال الحكومي الأردني فيصل الشبول: "مجلس الوزراء يدين هذا الاعتداء الغادر الجبان، ويؤكد أن يد العدالة ستطال القتلة وتحيلهم إلى القضاء العادل لينالوا جزاءهم".

                                                      

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نريد لبنان دولة... نريد وطن.

ادمون الشدياق/16 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114127/%d8%a7%d8%af%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%82-%d9%86%d8%b1%d9%8a%d8%af-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9%d8%8c-%d9%86%d8%b1%d9%8a%d8%af-%d9%88%d8%b7/

لقد خرج النظام السوري من الباب فأرجعوه بحساباتهم الضيقة وذميتهم وعقدهم الدونية من الشباك.

خرج من الأرض كقوة عسكرية وبقي عملائه المحليين يصولون ويجولون لإحياء وإعادة زمن الاحتلال والوصاية والقهر والخنوع والتبعية.

خرج الاحتلال من الباب سورياً وعاد من الشباك ايرانياً ملالوياً وبقي يفعل فعله في قلوب الذين لا يمكنهم العيش بلا أسياد ومحسوبيات وسلطان ووالي وباب عالي.

عاد ايرانياً يصدر الفرامانات ويوزع المناصب والحصص ويفبرك التسويات، ويحلل الحلال ويحرم الحرام، ويوزع شهادات الكفر والتقوى والشرف وقرارات النظافة والنجاسة واحكام الخيانة والوطنية.

عاد ظناً منه بأنه قتل كل الاحرار وطوع كل الارادات ونسق كل التسويات وان حسابات حقله ستنطبق على حسابات بيدر لبناننا واسقط من حساباته ان لبنان ارض مقدسة سيدته الوحيدة اسمها مريم تطل على روابيه من فوق هضبة حريصا ومن فوق كل هضبة او جبل من جباله وليس له سيد او سيدة غيرها، وان اللبناني الشريف يعشق الحرية ويتنفس الكرامة ويضحك من باذارات الموت ويستهلك الاحتلالات منذ فجر التاريخ.

يجب ان يعرف هذا المحتل انه وان احتل الارض وان استطاع شراء وتطويع واسكات كل زعماء لبنان فأنه لا يستطيع ولا للحظة تطويع عقولنا وقلوبنا ونفوسنا وشراء او اسكات ولو لبناني واحد من ابناء المقاومة اللبنانية الحقة في دفاعه عن حرية واستقلال لبنان. وفي ثورة الارز سنة 2005 اكبر دليل ان اللبناني ولو بدون سلاح هو سيد مصيره عندما تقتضي الظروف ولا ينتظر اشارة زعيم او ريس او بيك او عامود سما لكي يقلب المعادلات ويطالب بدولة وسيادة ووطن. 

نحن أبناء المقاومة اللبنانية الحقة الغير منعوتة الا بلبنانيتها ومن كل الطوائف نطلق الصرخة ونقول للكل، نرفض لبنانكم الخانع الخاضع والذمي القائم على التسويات. نعم نرفض هذا اللبنان المسخ ونريد لبنان جديد ومتجدد خالي من الاحتلالات والوصايات ومرشدي الجمهورية وعواميد السما ومعتمدي الملالي والفقهاء ومقونني الحلال والحرام ومقاولي التكفير والجهاد . نريد لبنان يؤطر الوحدة الوطنية اللبنانية والحياة المشتركة والتعددية اللبنانية الحقة باطار ونعت لبناني فقط، أرضاً وشعباً ومؤسسات .

نحن أبناء المقاومة الحقة نريد لبنان جديد، بعيد عن الارتجال والانفعال والحساسيات والعصبيات والغرائز والشمولية والتعصبات والتشنجات والانحياذات الاقليمية.

نحن أبناء المقاومة الحقة نريد لبنان جديد، بعيد عن الرشوات والمداخلات والفساد والمحسوبيات والمحاصصات والتسويات الدونكشوتية والتقاسمات الانتخابية المشرزمة والمقاومة الكلامية الخطابية والمافياوية العائلية النرجسية.

نحن أبناء المقاومة الحقة ومن كافة الطوائف نريد لبنان جديد، لبنان الدولة القوية الخالية من الانبطاحية ومن التبعية لأي قوة خارجية أو داخلية غير نابعة ومنبثقة من تاريخ وثوابت وقيم لبنان وإرادة الشعب اللبناني، حتى ولو كانت هذه التبعية، تبعية فاتيكانية او مكية او كربلأية .

نريد الدولة التي تحفظ الأمن والكرامات،الدولة التي تؤمن الاساسيات والعيش الكريم للمواطن، الدولة التي تحمي الحريات والسيادة الكاملة. ونريد الرئيس القوي بالدستور وارادة شعبه وجيشه فقط ،وليس بسلاح حزب اللادولة ولبس عبايات الانظمة الاقليمية المجرمة وممارسة المافيوية الماكيفلية الانتخابية الانتهازية ونرجسية عقدة عامود السما.

نحن أبناء المقاومة الحقة لا نريد حزب او احزاب وسياسة وحسابات انتخابية ومحاصصات رخيصة ولا تعداد نواب ووزراء ورئاسات ولا نطرات على ضفة النهر ... بل مقاومة مبدئية مستعادة ملتزمة نهائية وبكل الطرق والوسائل حتى زوال الاحتلال والهيمنة والذل والغطرسة القدرية.

نعم نحن أبناء المقاومة الحقة نريد لبنان جديد يليق بالشهداء والقضية اللبنانية، يليق بتاريخنا وتاريخ مقاومتنا... نريد لبنان دولة,,, نريد وطن.

 

لبنان ما زال أولوية أميركية ومفتاح السلام في المنطقة!…. مقابلة مع جاكوب هيلبرون، رئيس تحرير «ذي ناشيونال إنترست»

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/16 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114131/%d9%87%d8%af%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%a7-%d8%b2%d8%a7%d9%84-%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a/

منذ قيام دولة لبنان قبل أكثر من مائة عام لم ينعم البلد الصغير باستقرار مستدام، بل انفجار تلو انفجار، وبينهما هدنات ينعم فيها الناس ببعض من الهدوء. وقد كان هذا موضوعاً استفاض في نقاشه والكتابة عنه كثيرون في علم السياسة والاجتماع، وأغلبهم توصلوا إلى أن السبب الأساس في لعنة هذا البلد هو النظام الطائفي الذي أنتج مجموعة شعوب تعيش في دولة، وكل شعب لديه ولاء لدولة خارجية تحميه وتذود عنه، أو هكذا يعتقد. وفترات الهدوء التي نعم بها اللبنانيون أو الهدنات بين الانفجارات لم تحصل لاتفاق الشعوب على العيش المشترك، بل لتغيير خارجي لدى دول الرعاية أوجب الاتفاق، ولعل الاستثناء الوحيد كان يوم استشهاد رئيس الوزراء رفيق الحريري الذي وحّد الغالبية من شعوب لبنان الذين قاموا بثورة الأرز.

وعلى الرغم من اللااستقرار اللبناني الذي استمر منذ نشأة الكيان، فلقد استطاع هذا البلد البقاء والاستمرار، فبعد كل انفجار وخلال فترات الهدنة، كان يقوم بإعادة بناء ما تهدم ويسعى بجهود، في الغالب فردية، للحاق بتطورات التكنولوجيا والأنظمة المتبعة عالمياً في نمو ويلمع في فترة قصيرة.

إلا أن ما يحدث في لبنان اليوم ليس كما سبق. فليس في عالمنا رجل اسمه جمال عبد الناصر احترم خصوصية البلد وتفاهم مع رجل دولة اسمه فؤاد شهاب. وليس هناك منظمة تحرير أقامت دولة ضمن دولة لبنان وأساءت التصرف في الكثير من الأحيان، ولكنها لم تستطع أو لم ترد أن تجعل لبنان بلداً بديلاً لفلسطين. وحتى الرئيس السوري حافظ الأسد الذي احتل لبنان بتوافق دولي عربي واستباحت استخباراته الكثير من لبنان بالقتل والتنكيل والإرهاب، فإنه حافظ ولو ظاهرياً على كيان الدولة بدستورها ومواثيقها ومؤسساتها وأنظمتها. لكن ما يحدث في لبنان اليوم هو مختلف وبالتأكيد أخطر وأدهى مما حدث في السابق. إنه مخطط مدروس وأصبح واضحاً لهدم الكيان بالكامل ليعاد بناؤه على أسس جديدة لا تمت بصلة لما كان عليه البلد الصغير. هذا المخطط وضعه بأدق تفاصيله النظام الإيراني الذي أنشأ ذراعاً لبنانية له اسمها «حزب الله» للقيام بالتنفيذ، عدا عن ذلك سيبقى مجرد أوهام وتمويه للحقيقة.

المخطط الإيراني أزال كل فكر ومخطط ومسعى لوجود دولة. فاغتال قيادات كانت تعمل على استمرار المؤسسات وتطويرها. وقطع علاقات لبنان بمحيطه العربي، وشوه سمعته التجارية، وتحالف مع المفسدين في الأرض وكل من يساهم في هدم هيكل الكيان بمختلف أركانه السياسية والأمنية والمالية والاجتماعية. وما التحالف مع الجنرال ميشال عون سوى مثال على ذلك، فالرئيس السابق لم يملك أي فكر أو مخطط لتطوير الدولة وكان لديه هاجس أوحد وهو الوصول إلى سدة الرئاسة بأي ثمن، فكان هو المرشح الأمثل لإيران لتحقيق هدف تحطيم الكيان. وحتى خليفته الصهر جبران باسيل الذي يتكلم جهاراً عن اللامركزية الإدارية والمالية ويلمح ضمن أوساطه إلى أمن ذاتي للمناطق، فإنه في هذه المرحلة جل ما يناسب مخطط إيران لأنه يساهم في هدم الكيان الذي سيعاد تكوينه ليصبح «جزءاً من الدولة الإسلامية الإيرانية التي يحكمها بالحق صاحب الزمان ونائبه الولي الفقيه».

ولكن على الرغم من كل مشاكل الكيان وعقم النظام الطائفي ويأس اللبنانيين من مستقبل واعد مستقر وهجرة الكثيرين، فإن هناك ما يشد أغلبهم إلى أرضهم وماضيهم، مثال الوقوف لساعات في طوابير الاقتراع في بلدان الاغتراب هو أكبر دليل على ذلك. وهناك عامل آخر ولعله الأهم وهو تضعضع الداخل الإيراني صاحب مشروع هدم الكيان اللبناني، وبسيط من يعتقد أن أحداث إيران الحالية هي أمر عابر.

وفي اتصال مع جاكوب هيلبرون، رئيس تحرير «ذي ناشيونال إنترست»، وهي مطبوعة مقروءة من قِبل صناع القرار في «الكابيتول هيل» ولها وزنها المؤثر، وزميل متقدم في «المجلس الأطلسي»، قلت له إن ديفيد هيل المسؤول السابق في وزارة الخارجية قال للبنانيين إن بلادهم ليست أولوية أميركية، وهذا بمثابة الموسيقى في آذان «حزب الله» وإيران فماذا تقول؟ يجيب: إن هذا خطأ؛ لأن لبنان يبقى مفتاح السلام في الشرق الأوسط لمستقبل إسرائيل. أسأل: تعرف أن «حزب الله»، الذي يمثل أهم جناح مسلح لإيران منذ ثورة الخميني في عام 1979، يقدم تقاريره بالطبع إلى إيران، ماذا لو استولى على كل لبنان، فهل سيلتزم المجتمع الدولي الصمت هو أو إسرائيل؟ يقول: تعرفين أن إسرائيل تهدد بقصف مطار بيروت إذا ما أرسلت إيران أسلحة في الطائرات المدنية إلى الحزب، ثم إن إسرائيل مستمرة بقصف سوريا. لا أعتقد أن إسرائيل سلبية في هذا الخصوص. أما أميركا فإنها تركز على أوكرانيا، والشرق الأوسط كله ليس أولوية عندها. أسأل: وهل تعتقد أن الموالين لإيران يتابعون الوضع هناك بقلق خاصة منذ تزايد المظاهرات ضد نظام الملالي، مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين الإيرانيين، وهل تعتقد أن «حزب الله» بينهم؟ يقول: يجب أن يكونوا قلقين، فإذا تمت الإطاحة بالنظام في إيران فسينتهي الدعم الخارجي للحزب، وسنرى تغييرات دراماتيكية في المنطقة.

وهل هناك إمكانية للإطاحة بالنظام الإيراني؟ نعم... يجيب. لماذا؟ لأن النظام فاسد وتنقصه الشرعية، ونقطة الفصل تأتي عندما يفقد ثقته بنفسه، وما دامت المظاهرات مستمرة ومنتشرة فإن التغيير لا بد آت، لأنه لا يمكنه الاستمرار بالقمع إلى الأبد. وأسأل: وما سيكون البديل؟ ستعم الفوضى ربما. وهل تقصد أن كل الشرق الأوسط ستعمه الفوضى؟ يجيب: كلا ليس بالضرورة. تذكري عند الإطاحة بالشاه كان الوضع فوضوياً جداً. الآن لا وجود لنوع المعارضة التي كانت عام 1979، وكانت منظمة نوعاً ما. لكن اليوم آت.

أسأل: هل تعتقد أنه إذا أخذ اليوم وقتاً طويلاً ليصل، هل من احتمال أن نرى إيران نفسها معرضة لضربة عسكرية أميركية؟ نعم... وهذا يعتمد على ما إذا كانت إيران ستهاجم القوات الأميركية في الشرق الأوسط، والمدى الذي تتعاون فيه مع روسيا ضد أوكرانيا. إن النظام الإيراني يرتكب خطأ كبيراً في اصطفافه إلى جانب روسيا.

إلى أي مدى ستستمر أميركا في المراقبة؟ يقول هيلبرون: إنها تراقب الآن ولن تتحرك إلا إذا قصفت إيران سفناً أميركية أو جنوداً.

أقول: أنا أقصد تراقب العلاقة بين إيران وروسيا تنمو؟ تعرفين أن الأوروبيين والأميركيين قلقون من محاولة إيران إقامة علاقة متشعبة، وخصوصاً بإرسالها خبراء إيرانيين ليدربوا قوات روسية . لذلك أعتقد أن الاحتمال الأساسي أن تضاعف أوروبا عقوباتها على إيران وتتخذ موقفاً أكثر حدة، ثم هناك المسألة النووية التي ستخيم كثيراً الآن وبنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل. أسأل: هل تقصد أننا سنراها تغيب عن الرادار؟ كلا أبداً... ستصبح بارزة أكثر وسيشن الجمهوريون هنا حملات على الرئيس جو بايدن؛ لأنه لين جداً تجاه إيران. ثم سيكبر احتمال الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.

هل ما زلتم تنظرون إلى روسيا كقوة عظمى خصوصاً وهي تستعين بالمسيّرات الإيرانية والخبراء، وكيف أن جيشها مضعضع وضعيف؟ يجيب هيلبرون: إن روسيا قوة عظمى فاشلة، والحرب كشفتها كعملاق يرثى له، وستحتاج إلى عقود لتخرج من هذه الكارثة. الوضع الروسي في الشرق الأوسط ضعف أيضاً. احتاجت موسكو أن تنقل قواتها من سوريا ليقاتلوا في أوكرانيا، وأيضاً لقد ثبت أن فاعلية أسلحتها أسطورة. إنها ليست قوة عسكرية عظمى. إنها قوة جوفاء.

أسأل: هل تعلم أن عملاء «حزب الله» اللبناني بدأوا في شق طريقهم إلى طهران؟ يجيب: هذا لا يفاجئني.

وماذا سيكون رد الفعل الأميركي؟ يقول: أعتقد أن أميركا تدرس ما ستقوم به من وراء الستارة وليس على المكشوف. بعد الحرب العراقية لا قابلية للتورط مباشرة في هذه الصراعات. سيزداد دعم الرأي العام لعمل شيء ضد النظام الإيراني. أسأل: إذن لا موقف أميركيا من وقوف «حزب الله» إلى جانب الباسيج في إيران؟ الجواب: لن نتورط بطريقة مباشرة. لكن ألا تعتقد أن المظاهرات في إيران التي بدأت بها النساء هي الأخطر منذ نجاح ثورة الخميني وستنتشر؟ يجيب: بكل تأكيد. النظام غير قادر على المواجهة. لديك مجموعة من الرجال المسنين الذين لا يفهمون المجتمع، والمزيد من القوة التي تُستخدم تثير المزيد من ردود الفعل. لقد وقعوا في الفخ... إنهم محاصرون.

ألا تعتقد بأنهم يقتلون مستقبل إيران بقتلهم الشباب؟ إنهم يحاولون ولا أعتقد أنهم سينجحون.

نعود إلى الدور الإيراني إلى جانب روسيا، أميركا تدينه بالبيانات والأوروبيون ضعفاء؟ يقول: أتفق معكِ وآمل أن نصبح أكثر فاعلية، علينا أن نوقف شحنات الأسلحة من طهران إلى موسكو، وعلينا أن نكشف بعلانية أكثر التحالف الإيراني مع موسكو. وأعتقد أن هذه الخطوة الإيرانية ستبعد إسرائيل عن روسيا، وتدفعها إلى أن تكون أكثر نشاطاً في مواجهة إيران. من هنا أرى أن النظام الإيراني ارتكب خطأ في تحالفه مع روسيا ويبدو أنه ذاهب حتى النهاية.

وأسأل: ألا ترى أي مستقبل لروسيا في الشرق الأوسط بعد الحرب في أوكرانيا؟ يجيب هيلبرون: كلا. أعتقد أنهم سيزدادون ضعفاً دبلوماسياً وعسكرياً. رأيي: أن بايدن يشد الرباط على روسيا والغرغرينا قد بدأت. من المرجح أن تنهار روسيا نفسها في العام المقبل.

أقول: هذا يقودنا إلى سوريا ومستقبلها الغامض؟ هذا صحيح، يجيب، إذ لا يمكن لنظام بشار الأسد العيش بعد انهيار روسيا، ومن جهة أخرى فإن البلاد مدمرة جداً.

وهل نقول وداعاً سوريا؟ يجيب: لا، ولكن ستكون هناك اضطرابات كبيرة في الشرق الأوسط العام المقبل والسنوات القليلة المقبلة، في لبنان وإيران وسوريا وغيرها… إن حرب أوكرانيا مثل الفتيل الذي أشعله الروس، سوف تتسبب في انفجارات دولية. تأثير الحرب سيصل حتى الشرق الأوسط وأيضاً إلى آسيا وقضية تايوان.

أسأل هيلبرون: هل تعتقد أنه باستطاعة أميركا أن تعالج المسألتين الروسية والصينية معاً إذا تعرضت تايوان لهجوم؟ يؤكد: نعم، ذلك لأننا لا نقاتل مباشرة في أوكرانيا. وهل ستقاتلون مباشرة في تايوان؟ يقول: ربما نعم. أقول: إن هذا أمر خطير، ويأتي الجواب: نعم.

وهنا انتهى الحوار.

 

متى نخرج من الوهم ونحوّل الواقع لمصلحتنا؟ …لا أود أن أستبق المعطيات، لكنّني أقول أنّ دور إيران قد انتهى في لبنان

السفير د. هشام حمدان/16 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114139/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d8%af-%d9%87%d8%b4%d8%a7%d9%85-%d8%ad%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%aa%d9%89-%d9%86%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%87%d9%85-%d9%88/

يصرّ بعض اللّبنانيّين، على الإستمرار في مسيرة الوهم التي بدأوها منذ منتصف السبعينات. هذا الوهم الذي كرره نائب لحركة أمل قبل أشهر في قرية جنوبيّة، حين وعد أهلها بأن صناديد المقاومة: "سيرمون إسرائيل في البحر".

دعونا نتذكّر معا هذه المسيرة منذ عام 1975. ففي هذه الحقبة، وفي الثّمانينات من القرن الماضي، حمل لواء الحرب مع إسرائيل، ودائما على أرض لبنان، أصحاب القضيّة أنفسهم، بكلّ ما لديهم من سلاح وعناصر. كان إلى جانبهم، جيش حافظ الأسد، أحد أقوى الجيوش العربيّة،  ألمزود بألوف الصواريخ، والطائرات العسكريّة، والمدافع، والجنود، إضافة إلى امتداد جغرافي لبلاده يلاصق إسرائيل ويمكن أن يفتح عبرها، جبهة أخرى عريضة لتشتيت قوّاتها. الأسد المخضرم، القائد "إلى الأبد"، فرض واقعيّا على الدّول العربيّة كلّها، أن تقف إلى جانبه، سياسيّا وماليّا، وأن تتحاشى غضبه. كما كان يحظى بحليف مطلق يدعمه، هو نظام ولاية الفقيه في إيران، وصناديد حزبها في لبنان وميليشياته. كان يمسك كذلك، بصناديد حركة أمل الشّيعيّة، وقوّات وليد جنبلاط من الدّروز، والمقاتلين من أهل السّنّة في الشّمال وبيروت والبقاع، وبقوّات سليمان فرنجية من الموارنة المردة، وكذلك بصناديد حزب البعث، والقومي ألسوري،. وكان يخنق كلّ قدرات الجيش اللّبناني والقيادة السّياسيّة. بل والأهم، أنّه كان يحظى بدعم كامل من القطب السّوفياتي، وهو قوّة نوويّة عظمى، يدير حلفا لعدّة دول (حلف وارسو). ووقفت إلى جانبه الصين ألماويّة، ومعظم دول عدم الإنحياز في العالم. ورغم ذلك، إحتلّت إسرائيل بيروت. وخرجت المقاومة الفلسطينيّة من لبنان، وهي تلّوح  لمودعيها، ويلّوحون لها، باشارة النّصر.

في نهاية الثّمانينات سقط الإتّحاد السّوفياتي، وانهارت منظومة حلف وارسو، وتبدّلت توجهاتها. كما تبدّلت توجّهات حركة عدم الإنحياز. قبل الأسد بتسوية اتّفاق الطائف في لبنان. واتّفق مع الأميركيّين على إدارة واستكمال هذه التسوية. إستجاب لشروط إسرائيل لعقد مؤتمر مدريد، وأهمها أن لا يكون هناك وفد عربي مشترك إلى جانب الفلسطينيين، فيدافع كل وفد عن مطالبه الوطنيّة الخاصّة. حضر الأسد وأكّد أنّه يريد السّلام مع إسرائيل. عرض مطالبه الوطنية، كما عرض الآخرون مطالبهم أيضا. إعتقد الأسد أنّ الإستجابة لمطالبه يحسم موضوع الصّراع مع إسرائيل. فهو يمسك بيده "ألعصمة" لقبول الفلسطينيين ألسّير في عملية سلام مع إسرائيل. لم تقبل إسرائيل بمطالبه، فخرج الأسد غاضبا وردّ بأنّ أوقف تنفيذ أحكام اتّفاق الطّائف التي كانت تحوّلت أحكاما دستورية. وفرض هيمنة سلطوية ترهيبية كاملة على قادة لبنان. وطلب منهم الإنصياع لتعليمات مندوبه السامي في لبنان. ومنح من يمشي بخطاه، نعيم السلطة. وحده جعجع رفض ذلك فأرسل إلى السجن. ثم أطلق العنان للإيرانيين وميليشياتهم لحرب مفتوحة مع إسرائيل تحت عنوان "ألمقاومة".

غرق الأسد، وأغرق قادته، بنعيم لبنان وثروات قاداته السياسيين بدءا من رفيق الحريري نفسه. وترك لحلفائه أن يغرفوا من معين تلك الثروة أيضا. بالمقابل تلقّفت الولايات المتّحدة اللّعبة الإيرانية على السّاحة اللّبنانية، فظبطتها ضمن حدود ألقرارات الدّولية بشأن لبنان. إسرائيل أكّدت أن لا مطامع لها في لبنان. تمّ توقيع تفاهم نيسان عام 1996، الذي فرض على إيران وميليشياتها، الإعتراف ضمنا بوجود إسرائيل، من خلال منع عمليات تتجاوز حدود العمليّات العسكريّة المتعلّقة باحتلال إسرائيل في لبنان. إيران أمسكت لبنان وسورية خرجت ضمنا من اللعبة.

من الواضح أنّ الذين دخلوا تحت عباءة سورية، من صناديد الرفض والأوهام في لبنان، والقادة السياسيّين الممسكين بلعبة الطّائفية وغيرهم، لم يفهموا معنى أن يجلس وفد حزب إيران إلى الطاولة مع وفد عسكري إسرائيلي في إطار مشابه لإتّفاق الهدنة. لم يجرؤ أحد منهم أن يقول الحقيقة، وهي أن تفاهم نيسان، كان أوّل الغيث في اعتراف "المقاومة" عمليّا، بإسرائيل. لطالما استمعنا إليهم يشيدون بهذا الحزب "ألذي فرض على  إسرائيل الإعتراف ب"المقاومة" والشعور بالخوف أمام سلاحها. إنسحبت إسرائيل مطمئنة إلى أنّ "المقاومة" تعرف حدودها.

مات الأسد الأب المخضرم. جاء الأسد الإبن الهاوي، فسلّم إيران مفاتيح لبنان، بل مفاتيح سورية نفسها. وخرج من عباءته العربيّة. لم يعد له حاجة في لبنان، فطرد منه.

أمّا المقاومة الفلسطينيّة، وبكلّ بساطة، تحرّرت من الأسد، فأفصحت عن حقيقة رغبتها بنزع الأوهام من سياساتها. وسعت الى تحويل الواقع لمصلحتها. كان أولى ثمار هذا الموقف، أن أعادت إلى شعبها صنع القرار بشأن مستقبله. مسيرة الفلسطينيين الذّكيّة، ستقودهم عاجلا أم آجلا، إلى دولتهم المستقلّة. أمّا سياسة سورية، فأوصلتها إلى أحداث 2011 ألمستمرّة، والتي دمّرتها، ومزّقت شعبها، وشتتته في كافة أنحاء المعمورة.

حلّت إيران مكان سورية في لبنان. لكن مطالب إيران في لبنان لا تتّصل بأهداف تزعج إسرائيل. فقد كان واضحا أنّ التّهديدات الفارغة التي تكرّرها بشأن تدمير إسرائيل، هي لعبة لشد العصب الإسلامي وجماعات "الرفض" في لبنان والمنطقة. هي اللّعبة الطّائفيّة المفضوحة منذ عصر الخلافة العثمانيّة. عام 2006 خرجت "المقاومة" عن الحدود المتّفق عليها. فتمّ تأديبها سريعا. قال نصر الله "لو كنت أعلم". الآن صار يعلم بعد أن دمّر بلده، وقتل المئات منهم، وشرّد الآلاف. ولذلك، نجد الهدوء التّام على الجبهة. والمضحك المبكي، أنّ جماعات "الرفض"، ترقص على قبور القتلى، وترفع شعار أنّ السّلاح هو الذي يقيم "التوازن" ويردع إسرائيل.

تركت إسرائيل الحزب ينعم بشعاراته"، وإنجازاته"، وتابعت تدمير سورية. غارات تلو الغارات فيما تكرّر "المقاومة" شعارها الممجوج: "سنرد في الوقت المناسب." كلنا نعلم أنّ الطيران الإسرائيلي هو الذي قصف المرفأ ممّا أدّى إلى تفجير النيترات هناك. لم تجرؤ "المقاومة" وحلفاؤها على الإعتراف بذلك. فتحوّل حزب إيران، وحليفه بشار، وحلفاؤهما في لبنان، إلى متّهمين، وسيدفعون عاجلا أم آجلا الثّمن. والأنكى، أنّهم يطالبون بالعدالة ويمنعون القضاء من التحقيق.

حمل الحزب وجماعته من أهل الرفض، على الدّول العربية المعتدلة، فتزايدت إتّفاقيّات السّلام العربية مع إسرائيل. ولم يعد العرب يشكلون تهديدا لإسرائيل. شعار العروبة بالمفهوم السّياسي القومي سقط واقعيا. أمّا شعار العروبة في ظلّ تبادل المصالح والتّعاون المتبادل، فهو الذي ظلّ ضرورة قصوى. وها هم الآن يناشدون العرب، مساعدة لبنان للخروج من محنته الإقتصاديّة.

رفضت جماعة "الرفض في لبنان" الإقرار بإتّفاق الهدنة لعام 1949، والقرار 1701 لعام 2006، لإنهاء كلّ إشكاليّة مع إسرائيل، وتحرير إرادة لبنان من ضغوط مصطنعة. فلمّا أصرّت إسرائيل على موضوع الغاز والنفط، وجدوا إطارا يمنحها مطالبها. حصلت أميركا وإسرائيل على مطلبهما في الغاز والنفط سواء في مياه لبنان الإقليمية، أو مياه "فلسطين" التّاريخية. وحصلت فرنسا على حصتها في أعمال التّنقيب عن الغاز والنفط.

أصر أهل "الرفض" على  الحفاظ على سلاح "المقاومة" خارج كل إطار قانوني لمفهوم المقاومة. فلما واجههم "ألعدو" بسلاح الإقتصاد، وصار شعبنا يئن من المشاكل الإقتصادية بعد أن نهبت أمواله، رفضوا السماح بكشف مصير ألأموال المنهوبة، بغية حماية الزعماء الطائفيّين الفاسدين لأنّهم يحمون سلاحهم غير الشرعي.

يشتمون الإستعمار، ويعيقون استكمال أحكام الدستور لتحرير إرادة اللبنانيين من البواعث الطائفية التي تحفظ الإستعمار.

الواقع الداخلي في إيران يزداد غليانا، ولم تعد السّلطة قادرة على ضبطه كما فعلت عام 2011. إنفجرت حرب أوكرانيا، ولم يعد الإتّفاق النّووي مع إيران، حتى لو تمّ توقيعه، قابلا للحياة. بل صار التّعاون معها تهديدا حقيقيّا لمصالح الغرب في الشّرق الأوسط، بعد التمرّد السعودي وتحرير إرادتها السّياسيّة والعسكريّة من "الحماية" الأميركيّة.

ضجوا اعتراضا على مطالبة البطريرك بمؤتمر دولي حول لبنان، وها هو الآن يطالب الأمم المتّحدة بتنفيذ قراراتها.

يبدو واضحا أنّنا على أبواب مرحلة جديدة. جريمة العاقبية ليست مسألة عابرة أبدا. ستكون كرة ثلج. لم يتمّ لفلفتها دوليّا كالسّابق. إيرلندا تطالب بتسليم القتلة، والمجتمع الدولي متأهب ينتظر ردّ لبنان وحزب إيران. النفي لم يعد ينفع. إما تسليم القتلة، أو إجتماع عاجل لمجلس الأمن وقرارات موجعة. لن تفيد صرخة "لو كنت أعلم" مجدّدا.

لا أود أن أستبق المعطيات. لكنّني أقول أنّ دور إيران قد انتهى في لبنان. على اللّبنانيّين جميعا أن يدركوا الواقع، والتّعامل معه بحكمة، لحماية مصالحنا. لن يخرج لبنان من هذا الواقع، إلا بالإقرار بأنّ لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه."ألدّولة القومية" في لبنان حقّ للبنان، كما هي لكلّ دولة أخرى، لكن ضمن التزام اللّيبراليّة الدّوليّة أي نظام المؤسّسات. ويجب استعادة القرار الوطني الحرّ، وتحييد لبنان عن صراعات الآخرين، والمطالبة بالتزام كلّ القوى الإقليميّة بما في ذلك سورية وإسرائيل، بتنفيذ القرارات الدّوليّة بشأن لبنان. وعلينا ان ننكبّ عمليا على الإصلاحات المنشودة، لاستعادة الصّحة لنظامنا السّياسي، والإقتصادي، والإجتماعي، والأمني. ثمّة حاجة لأنّ ندرك الواقع، ونتعلّم من الماضي، كي نبني المستقبل. هكذا يمكن بناء السّلم في لبنان بعد النزاع.

 

شروط بكركي للمبادرة الرئاسيّة

د. فادي الأحمر/أساس ميديا/السبت 17 كانون الأول 2022

ما زالت بكركي "قُبلة" اللبنانيين في الأزمات. والأزمة اليوم عدم انتخاب رئيس. لذلك يكثر "الحجّ" إليها. خلال الأسبوع الماضي زارها ميشال عون وجبران باسيل. وزارها أيضاً نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة المستقيلة. وحزب الله يُحاول تسويق مرشّحه، مواربة، من خلال صديق مسيحي مقرّب من بكركي. والسبب أنّ كلّ الأطراف مأزومة:

1- أزمة المسيحيين تتجسّد في صراعاتهم وانقساماتهم في خياراتهم السياسيّة، والتواصل مقطوع بينهم، وأيّ منهم غير قادر على إيصال مرشّحه إلى سدّة الرئاسة.

2- الثنائي الشيعي، على خلاف ما يُظهِر، مأزوم أيضاً في ما خصّ الاستحقاق الرئاسيّ. فهو غير قادر على إيصال مرشّحه "المفضّل" سليمان فرنجية. وهو يريد استقرار الوضع في لبنان، من خلال انتخاب رئيس "لا يطعن المقاومة بالظهر" كما أعلن السيّد حسن نصرالله، في ظلّ عدم الاستقرار الذي يواجهه "محور المقاومة" في الإقليم. فإيران مأزومة داخليّاً بسبب الاحتجاجات الشعبيّة المستمرّة منذ أكثر من شهرين، ومأزومة خارجياً بسبب تراجع فرص التوصّل إلى اتّفاق نوويّ. وسوريا مأزومة بحروبها المشتعلة شمالاً وشرقاً، وبالأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة المتفاقمة. وتمتدّ أزمات هذا المحور إلى العراق حيث يتراجع دور حلفاء إيران وشعبيّتهم، وإلى اليمن حيث أُجبِر الحوثيون على القبول بوقف إطلاق النار بعد سلسلة انتكاسات عسكريّة أُصيبوا بها قبل أشهر.

ما زالت بكركي "قُبلة" اللبنانيين في الأزمات. والأزمة اليوم عدم انتخاب رئيس. لذلك يكثر "الحجّ" إليها

3- أزمة السُّنّة ربّما تفوق أزمات باقي المكوّنات منذ "اعتكاف" سعد الحريري وتعليق العمل السياسيّ لـ"تيار المستقبل": شرذمة سياسيّة غير مسبوقة، وضعف في موقع رئاسة الحكومة وارتهان شاغله بتوجّهات الثنائي الشيعي.

4- الدروز أيضاً في أزمة. صحيح أنّ وليد جنبلاط نجح في تثبيت زعامته السياسيّة من جديد في الجبل، ونجح جزئياً في تحصين الواقع الاجتماعي لجماعته في الجبل، لكنّه يدرك أنّه لا يمكن الاستمرار طويلاً ولا يمكنه أن يحلّ مكان الدولة ومؤسّساتها المنهارة.

واقع مأزوم.. والراعي لا يريد تكرار الماضي

أمام هذا الواقع المأزوم لدى كلّ الأطراف بدأ البعض، همساً أو من خلال زيارة الصرح البطريركي، يطالب البطريرك بالقيام بمبادرة في موضوع الرئاسة، ليس من أجل اجتماع مسيحي - مسيحي يتطلّب معجزة إلهية، إنّما من أجل التواصل غير المباشر بين الأطراف المسيحيّة، أحزاباً وتيارات وشخصيّات سياسيّة، للاتّفاق على مرشّح أو على عدد من المرشّحين للرئاسة تكون لديهم مواصفات مقبولة من الأطراف الأخرى.

يعتبر المطالِبون بمبادرة بطريركيّة أنّ قسماً من الاستحقاق لا يزال لبنانياً. مصادر في التيار الوطنيّ الحرّ، الذي لجأ إلى بكركي قبل أشهر، تعتبر أنّ "اتّفاق المسيحيين على مرشّح، مقبول من الأطراف الأخرى، سيُحرِج هؤلاء" ويُخرج أزمة الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة.

بغضّ النظر عن حسن نيّة المطالب أو سوئها، تؤكّد مصادر جدّية في بكركي أنّها ليست مستعدّة للمبادرة إلى جمع القيادات المسيحيّة، سواء الصف الأوّل منها أو الثاني أو الثالث. فكلّهم سقطوا في "صفّ" الحفاظ على حدّ أدنى من الوحدة المسيحيّة.

ليست بكركي مستعدّة أيضاً، أقلّه حتى الساعة، للتوسّط من أجل الوصول إلى مرشّح أو إلى لائحة مرشّحين، وذلك لسببين: الأول مبدئي يرتبط بالدستور اللبنانيّ الذي ينصّ على أن "يلتئم المجلس (النيابي) بناءً على دعوة رئيسه لانتخاب الرئيس الجديد" من بين المرشّحين لرئاسة الجمهوريّة. والسبب الثاني عمليّ يتعلّق بتجربتَيْ البطريرك الراحل نصرالله صفير (1988 و2007) مع أطراف خارجيّة، ولا يبدو البطريرك بشارة الراعي متحمّساً لتكرار التجربة مع الأطراف الداخليّة، خاصّة أنّ العديد منها لا يملك حرّيّة قراره.

مصادر في التيار الوطنيّ الحرّ، الذي لجأ إلى بكركي قبل أشهر، تعتبر أنّ "اتّفاق المسيحيين على مرشّح، مقبول من الأطراف الأخرى، سيُحرِج هؤلاء" ويُخرج أزمة الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة

شروط بكركي للمبادرة

إنّ أيّ مبادرة إلى إجراء مشاورات ثنائية مع الأطراف المسيحيّة للاتّفاق على مرشّح أو مجموعة مرشّحين للرئاسة مقبولين من الأطراف الأخرى، لن تُقدِم عليها بكركي إن لم تتوافر شروطها. وهذه بعضها:

1- الالتزام جدّيّاً بالمبادرة وبإنجاحها.

2- عدم التنصّل منها تحت أيّ حجّة.

3- الالتزام بعدم تعطيل جلسات الانتخاب.

4- الالتزام بعدم التمسّك بالترشّح أو الترشيح.

5- الالتزام بعدم وضع العصيّ في دواليب العهد العتيد الذي ستكون مهمّته الأساسية وقف الانهيار وبدء انتشال البلاد منه.

6- الالتزام بمساعدة العهد العتيد على استعادة لبنان علاقاته العربيّة والدوليّة التي من دونها لا إمكانية لوقف الانهيار وبدء الخروج منه.

انطلاقاً من هذه الشروط وغيرها، وقبل مطالبة سيّد بكركي بمبادرة رئاسيّة، ستكون الأطراف السياسيّة، وبخاصّة المسيحيّة، مطالبَة بتوفير شروط نجاحها. هل هم قادرون على الوعد والالتزام؟ التجارب السابقة غير مشجّعة.

لهذا طالب الراعي بالتدويل

لذلك طرح البطريرك الراعي في عظته الأحد الماضي "تدويل الأزمة اللبنانيّة". تؤكّد مصادر بكركي أنّ طرح البطريرك، كما قال غير مرّة، "يهدف إلى وضع الدول والأسرة الدوليّة أمام مسؤوليّاتها تُجاه لبنان الذي يواجه خطراً وجودياً"، ومطالبة البطريرك بـ "مؤتمر دوليّ" من أجل لبنان "ليس من أجل تغيير النظام اللبنانيّ، إنّما من أجل تطبيق القرارات الدوليّة ومساعدة لبنان على الخروج من أزماته".

توافق بكركي والفاتيكان

الفاتيكان متّفقة مع بكركي على توصيف الواقع اللبنانيّ. لذلك تتدخّل لدى الدول للدفع باتّجاه انتخاب رئيس، في ظلّ عجز الأطراف الداخليّة عن إنجاز الاستحقاق. وهي، كما بكركي، ترى أنّ لبنان أمام خطر وجوديّ، والطبقة السياسيّة في لبنان عاجزة عن إنقاذه وتُمعن في انهياره. وهنا الخطورة. فعلى الرغم من مطالبة المجتمعَيْن العربيّ والدوليّ وتحذيراتهما، لم تنجز أيّاً من الإصلاحات، ولم تحارب الفساد، ولم تمنع الانهيار، ولم تعالج الأزمات الناتجة عنه. عجزها هو الذي يستجلب تدخّل الدول في شؤوننا اللبنانيّة، وهذا أسوأ من التدويل. وبالمناسبة، أليست "أيرَنة" لبنان هي من تستجلب اليوم "تدويل" لبنان؟

 

هل نكبة البلد مسؤولية مسيحية؟

شارل جبور/الجمهورية/16 كانون الأول/2022

من الضروري الفصل بين التنافس المسيحي-المسيحي على السلطة، وهو مشروع، وبين الأزمات التي عصفت بلبنان وهي أكبر من طاقة المسيحيين على مواجهتها، ومن الظلم تحميلهم مسؤوليتها ومسؤولية ما أصاب لبنان والربط مع تنافسهم السلطوي على كرسي رئاسة الجمهورية.

يُسجَّل للمسيحيين في لبنان مساهمتهم الأساسية في بناء دولة حديثة كانت الأولى في الشرق التي تتمتّع بنظام ديموقراطي واقتصاد ليبرالي وحريات اجتماعية وثقافية، ولولا سعيهم وجهودهم وعلاقاتهم ودورهم لَما نشأ لبنان بالصيغة المعروفة، ولا يجوز إغفال هذا الإنجاز الذي لم يكن ليتحقّق لولا بصمات المسيحيين البيضاء. وما يجب أن يُسجَّل للمسيحيين أيضاً انه عندما كانت دفّة إدارة البلد تميل لمصلحتهم كان هناك دولة فعلية في لبنان، وسلطات دستورية وازِنة ومؤسسات قضائية وعسكرية وأمنية وإدارية ومالية مهمة، وقطاعات تربوية واستشفائية وسياحية على أنواعها، وكان البلد ملتقى الشرق والغرب. وعندما انتزع المقود من يدهم تحوّل لبنان إلى دولة فاشلة ومساحة غير مستقرة ومكب نفايات، وأيضاً لا يجوز إغفال الفارق بين إدارتهم للبلد، وبين إدارة «حزب الله» اليوم لهذا البلد. وما يسجّل للمسيحيين أيضاً وأيضاً مساهمتهم في هندسة نموذج تَشاركي بين المسيحيين والمسلمين في السلطة غير موجود في أي دولة في العالم، وهذا النموذج ارتكز على سقف سياسي عنوانه الشراكة في السلطة والقرار، وعمود فقري قوامه دولة مدنية حديثة مدعّمة بسياسة حياد خارجية، وقواعد مجتمعية متخالطة، وهذه الخلطة الثلاثية تمّ نسفها عن طريق استهداف الدور المسيحي.

وقد يقول البعض: ليس من الضرورة ولا المهمّ التذكير بما أنجزوه، لأنهم فشلوا في الحفاظ عليه بسبب صراعاتهم على رئاسة الجمهورية، وهذه التهمة ليست في محلها، لأنّ العواصف التي ضربت لبنان أكبر من قدرة موقع او طائفة على إقفال الأبواب والنوافذ أمامها، ولا شك في انّ وحدتهم تشكّل مصدر قوة لهم، ولكن هذه الوحدة لن تكون كفيلة في إنهاء الأزمات التي نشأت بمعزل عن صراعاتهم السلطوية، وذلك بعيداً عن جَلد الذات الذي وإن كان لا بدّ منه بين وقت وآخر في سياق النقد الضروري تحسيناً للسياسات المتّبعة، ولكن لا بد في المقابل من الإقرار بأنّ هناك ثلاث أزمات كبرى لم يكن باستطاعتهم منعها ومقدار الخطأ، ربما، هو في إدارة المواجهة معها:

الأزمة الأولى تتعلّق بالثورة الفلسطينية التي بدأت تتغلغل عسكرياً في الجسم اللبناني بعد نكسة العام 1967 وسط بيئة لبنانية حاضنة ورعاية عربية للتخلُّص من خطر هذه الثورة على أنظمتها وإلهائها ضمن مساحة جغرافية محددة، وكان يستحيل التصدي لهذه الثورة على الطريقة الأردنية بسبب تعددية المجتمع اللبناني وشعور بيئة لبنانية بأنّ هذه الثورة هي جزء منها، وكل الكلام عن انّ عدم جرأة المسيحيين بإصلاح النظام السياسي الذي كان كفيلاً بقطع طريق التماهي مع الحالة الفلسطينية ليس في محله، لأنّ الشعور بالانتماء إلى قضية معينة أقوى من صلاحيات وتعديلات ودساتير وأدوار.

فما بين المصلحة العربية بالتخلُّص من ثورة تحولت إلى عبء وخطر، وما بين الاحتضان الذي وَجدته في لبنان، لم يكن أمام المسيحيين سوى خيار التسلّح لمواجهة هذه الحالة التي لو لم تتم مواجهتها لكان انتهى لبنان بصيغته المعروفة، وقد نجح المسيحيون، بشكل أو بآخر وبطريقة أو بأخرى، بتوحيد صفوفهم لمواجهة الثورة، ولكن لم يكن بمقدورهم منعها.

الأزمة الثانية ترتبط بالوجود العسكري السوري الذي اعتبرته فئة لبنانية واسعة بأنه داخل بلده الثاني، وقد نجح الأسد الأب في إرساء علاقات متوازنة مع الدول العربية من جهة، وإيران من جهة أخرى، فحوّل وجود جيشه في لبنان إلى عامل اطمئنان للسنّة وارتياح كبير للشيعية السياسية التي يشكّل نظام البعث حليفها الاستراتيجي. فالانقسام اللبناني أيضاً هو مَن أدخل الجيش السوري إلى لبنان، ولولا هذا الانقسام لما دخلت الثورة الفلسطينية إلى لبنان ولا الجيش السوري، والمسيحيون كانوا في موقع ليس منع هذه أو ذاك كونه خارج عن قدرتهم، إنما في موقع إدارة المواجهة التي أحسنوا فيها حيناً وأخطأوا أحياناً، وهذا أمر طبيعي.

ولولا رحيل الأسد الأب وتَخلّي الأسد الابن عن سياسة ميزان الجوهرجي بين العرب وإيران من جهة، والسنة والشيعة من جهة أخرى، لَما تَقاطع المسيحيون مع السنة والدروز بدءاً من العام 2000 وتمّ تتويج هذا التلاقي في انتفاضة الاستقلال في العام 2005، ولكن ما يجدر دائماً التذكير به انّ البيئة السنية في لبنان وعلى رغم مشاعرها نحو الأفق العربي الأوسع من لبنان كانت قادرة وراغبة في إنتاج تسويات لمصلحة لبنان والدولة فيه، ولكن الحالة الشيعية المتمثّلة في «حزب الله» تحديداً ليست قادرة ولا راغبة في إنتاج تسوية لمصلحة لبنان.

الأزمة الثالثة تتصل في «حزب الله»، وهو كناية عن مكوِّن لبناني من جهة، ولكن تكوينه السياسي والديني والوظيفي إيراني من جهة أخرى، وهل يتحمّل المسيحيون مثلاً مسؤولية وجود هذا الحزب؟ بالتأكيد كلا، ولا شك انه لولا انقلاب العماد ميشال عون على خياراته ومواقفه وتوجهاته وانتقاله للتحالف مع الحزب لكان الأخير في وضع سياسي صعب ومحشور، ولكنه لم يكن ليتخلّى عن سلاحه ودوره الإيرانيين.

فالتمييز ضروري بين عدم القدرة الآن على دفع «حزب الله» إلى تسليم سلاحه، وبين حُسن إدارة المواجهة معه بانتظار اللحظة التي يضطر فيها إلى تسليم هذا السلاح، ومن الظلم تحميل المسيحيين وحدهم مسؤولية الأخطاء في إدارة المواجهة مع الحزب.

وانطلاقاً من كل ما تقدّم، كيف كان يمكن ان يتعامل المسيحيون مع الثورة الفلسطينية والوجود السوري و»حزب الله»؟ وهل كان ليتبدّل الوضع جذرياً لو أحسنوا إدارة المواجهة وتجنّبوا الانقسام والخلاف وكانوا في وحدة صف وموقف؟ أليس من الظلم تحميلهم مسؤولية نكبة البلد بسبب تنافسهم على السلطة؟

وعلى رغم استحالة توحيد بيئة محددة بالمطلق وبشكل كامل، فإنه حتى لو حصل لَما بَدّل في جوهر الأزمات الثلاث واجتياحها لبنان، ومن الواجب والضروري عدم التعميم بوضع جميع المسيحيين في سلة واحدة، لأنّ هناك من يسعى إلى السلطة بمفهوم النفوذ، وهناك من يرى في السلطة وسيلة للدفاع عن لبنان الدولة والسيادة والاستقرار والازدهار والعيش معاً والحياد، ويستحيل الوصول إلى حلّ لبناني عن طريق المسيحيين لوحدهم، وأي حلّ يشترط وصول جميع اللبنانيين إلى قناعة بأنّ انتقالهم من الحروب الساخنة والباردة وانقساماتهم العمودية، إلى دولة طبيعية كالتجربة التي صاغوها بين عامي 1943 و1975، يتطلّب اتفاقهم على مساحة مشتركة تجمعهم، وهي الدولة الكفيلة بإدارة تنوّعهم وتعدديتهم وخلافاتهم، وما لم تتّفِق جميع المكونات اللبنانية على مبادئ ومسلمات وثوابت واحدة تتعلّق بنهائية لبنان وأولويته ودور الدولة الناظمة وحدها للحياة السياسية، فإنّ الانقسامات ستتوالى فصولاً، والدولة ستبقى مُغيّبة والسيادة منتهكة والاستقرار مغيّب، واستمرار هذا الوضع يبرِّر البحث عن حلول أخرى، لأنه لا يمكن ان يرضى أي إنسان أن يكون قَدره العيش وسط غابة ومزرعة. إنّ نكبة البلد مسؤولية يتحمّلها جميع اللبنانيين، ولن ندخل في النسَب المئوية، ولكن نهضته أيضاً هي من مسؤولية الجميع.

 

لبنان متروك... وانزلاقات جديدة

طوني عيسى/الجمهورية/16 كانون الأول/2022

في المدى المنظور، لا انفراج محتملاً في لبنان. فمن سوء الأقدار أنّ المناخ الإقليمي والدولي أصبح أكثر توتراً، بعد انفراجة نسبية في الأشهر الماضية. وإذ عاد التشنج إلى الملف الإيراني، ثمة تجاذبات جديدة تفرض نفسها، وأبرزها: التوتر الفرنسي - الأميركي الذي خرج إلى العلن وبدأ يتصاعد، والفتور السعودي - الأميركي.  تكاد الحرب في أوكرانيا ان تنهي عامها الأول. في بداياتها، اجتمع الشركاء على ضفتي الأطلسي: الولايات المتحدة وأوروبا لمواجهة خصم واحد هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وخاض الأوروبيون حرباً لا تَردُّد فيها للدفاع عن «الحدود الشرقية لأوروبا الموحَّدة وللحلف الأطلسي».

ولكن، على مدى 10 أشهر، تكبَّد الأوروبيون أثماناً باهظة جداً ولا أفق لها. ونمت في أوروبا فكرة مفادها أن لا مصلحة للقارة في مواجهة هي في الأساس بين الولايات المتحدة وروسيا، وأن أوكرانيا هي اليوم ساحة صراعٍ قد ينتهي بتدميرها، ما يترك جروحاً عميقة في الواقع الأوروبي ككل.

يراجع الأوروبيون حساباتهم، نتيجة تراجع أرقام الاقتصاد على مستوى القارّة، وتفاقم الأزمات كالطاقة والنازحين الأوكرانيين، إضافة إلى نمو تيارات يمينية متطرفة داخل كل بلد أوروبي، لا سيما ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، تدعو إلى الانعزال والاكتفاء برعاية المصالح الوطنية الضيقة والتوقف عن دفع الأثمان في سبيل الآخرين، ولو داخل الاتحاد الأوروبي أو الحلف الأطلسي. وقبل أيام، شكا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، من أن حرب أوكرانيا استنزفت مخزونات الأسلحة لدى الاتحاد الأوروبي، وأضعفت القدرات الحيوية اللازمة للدفاع عن حدوده، ما يضطره إلى زيادة الإنفاق الدفاعي بنحو 74 مليار دولار، حتى العام 2025. ولا تكمن المشكلة في هذه الأعباء الجديدة حصراً، بل في أن دول القارة تشعر بأنها متَفرِّدة في المواجهة، وبأن الأعباء ملقاة على كاهلها وحدَها. وفي نظر الأوروبيين، تتعاطى الولايات المتحدة مع الملف من منطلق المصالح فقط، ومن دون التوقّف عند حجم الخسائر التي تصيب الأوروبيين. وأكثر من ذلك، بدأ الأوروبيون يثيرون مسائل مهمّة في طريقة تعاطي الأميركيين معهم، خصوصاً على المستويين العسكري والاقتصادي.

فقد تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن سياسة أميركية تجارية «شديدة العداء» تجاه الشركات الفرنسية والأوروبية، بعد القانون الأميركي الخاص بخفض مستوى التضخم، الصادر في آب الفائت، والذي يقضي على أي قدرة تملكها الشركات الأوروبية للمنافسة. أما برلين فحذّرت من حرب تجارية آتية مع الولايات المتحدة. وفي قمتهما الأخيرة في واشنطن، قبل أسبوعين، طلب ماكرون من نظيره الأميركي جو بايدن أن يعيد النظر في سياساته ما يُجنّب القارة الأوروبية أضراراً لا تستطيع تحملها، وتنعكس توتراً في العلاقات داخل الأطلسي.

قال ماكرون إن الصين تتصرف انطلاقاً من مصالحها التجارية، والولايات المتحدة كذلك. وعلى الأوروبيين أيضاً أن يَعوا مصالحهم أولاً. وحذّر من «خطر» أن تكون أوروبا عموماً، وفرنسا خصوصاً، ضحية للتنافس التجاري بين واشنطن وبكين.

لكن أكثر ما استفزّ الشريك الأميركي هو دعوة ماكرون المثيرة للجدل، غداة القمة، إلى «منح روسيا ضمانات أمنية عندما تتم العودة إلى طاولة المفاوضات»، وطرحُه أن يتولّى هو دور الوسيط لإنهاء الحرب. هذا المناخ لم يلقَ ترحيب بايدن، على رغم كونه واحداً من الرؤساء الأميركيين الأكثر تفهّماً للحلفاء في أوروبا. ويتوجّس الأوروبيون من اقتراب الولايات المتحدة من مناخات المعركة الرئاسية المقبلة، ويخشون أن يصبح الوضع أكثر سوءاً إذا عاد دونالد ترامب إلى الحكم. ولذلك، يسعى ماكرون إلى الاتفاق مع بايدن على صيغة تُنهي الأزمة الأوكرانية وتوقِف تَورُّط أوروبا وخسائرها. وفي قمة بروكسل أمس، دعا ماكرون شركاء فرنسا الأوروبيين إلى مواجهة الخطة الأميركية «بسرعة وقوة». في هذا الخضم، ابتعدت مجدداً فرص التفاهم بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية التعاون العسكري والأمني الوثيق، بين إيران وروسيا، في حرب أوكرانيا، ونتيجة جمود المفاوضات حول الملف النووي وصعود اليمين الإسرائيلي الرافض أي تنازل أميركي في الملف. إذاً، وسط هذه الخريطة الدولية - الإقليمية المضطربة، يبدو الوسيط الفرنسي الذي يعتمد عليه لبنان في الدرجة الأولى لصياغة التسويات مُنغمساً في أزماته الأوروبية والأميركية الصعبة، فيما لا شيء يدفع الولايات المتحدة إلى إنهاء حال تقطيع الوقت السائدة في لبنان، ما دام النزاع لا يخرج عن ضوابطه ولا يزعج أحداً في خارج الحدود. أما العرب فليسوا قادرين على إنجاز أي تسوية لبنانية من دون التنسيق مع الأميركيين والأوروبيين. وهكذا، منذ أن تمَّ توقيع اتفاق الترسيم مع إسرائيل، لا يبدو لبنان هدفاً طارئاً لتَدَخُّل القوى الدولية. ولذلك، إذا استمرَّت التجاذبات اللبنانية الداخلية بلا ضوابط، فإن وضعية الانهيار والتفلت ستستمرّ في لبنان حتى إشعار آخر. وهذا يعني أن المرحلة المقبلة تُنذر بمخاطر سياسية واقتصادية واجتماعية، وربما أمنية، يصعب حصرها وتقدير تداعياتها.

 

بعد الاعتداء على "اليونيفيل".. عودة النقاش حول "قواعد الاشتباك"

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/16 كانون الأول/2022":

يُعدّ الاعتداء الذي تعرضت له القوات الدولية العاملة «يونيفيل»، ليل الأربعاء، في جنوب لبنان وأدى لمقتل أحد عناصرها وجرح آخرين، هو الأول من نوعه منذ تعديل ولاية بعثة حفظ السلام في شهر أيلول الماضي. فبالرغم من محاولات الحكومة في ذلك الوقت استيعاب تداعيات هذا التعديل الذي سمح لهذه القوات بالتحرك في منطقة عملياتها من دون إذن مسبق، ودون مواكبة من الجيش اللبناني، لكنها لم تؤدّ لطمأنة «حزب الله» الذي كان قد اعتبر أن التعديل يحوّلها إلى «قوات احتلال». وقُتل عنصر إيرلندي من «يونيفيل»، وأصيب 3 آخرون بجروح جراء الحادثة التي تخلّلها إطلاق رصاص على عربة مدرَّعة كانوا على متنها.

وجاء في بيان للقوة الدولية، أمس: «قُتل جندي حفظ سلام، الليلة الماضية، وأصيب 3 آخرون في حادثة وقعت في العاقبية، خارج منطقة عمليات يونيفيل في جنوب لبنان». والضحايا هم من الكتيبة الإيرلندية، وفق ما أعلن وزير الخارجية والدفاع في الحكومة الإيرلندية سايمون كوفني. وذكر الجيش الإيرلندي أن أحد الجنود خضع لجراحة وهو في حالة حرِجة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر قضائي لبناني أن الآلية «أصيبت بـ7 طلقات من رشاش حربي»، مشيراً إلى أن الرصاصات التي أصابت الجندي خلف المقود «اخترقت مقعده من الخلف، واستقرّت إحداها في رأسه»، مما أدى إلى «وفاته على الفور».

وارتطمت العربة إثر ذلك «بعامود حديدي، ثم انقلبت مما أدى إلى إصابة العناصر الـ3 الآخرين»، وفق المصدر الذي أشار إلى أن القضاء العسكري وضع يده على التحقيق، وأن الأجهزة الأمنية «تطارد» أشخاصاً يُشتبه بتورطهم في الحادثة.

ووقعت الحادثة على طريق يربط بين مدينتيْ صور وصيدا في جنوب لبنان، وحضرت دوريات تابعة لـ«يونيفيل» والجيش اللبناني، إلى المكان، وتولّت وحدات تابعة للجيش أخذ كاميرات المراقبة القريبة.

وتحدَّث شهود عيان عن اعتراض عدد من السكان آلية تابعة لـ«يونيفيل» لدى سلوكها بشكل غير اعتيادي الطريق. ولدى محاولة سائقها المغادرة كاد يدهس أحد المواطنين المعترضين، مما أدى إلى حالة من التوتر، قبل أن تنحرف عن مسارها. وأفاد شهود آخرون بسماع دويّ رشقات نارية في المكان، لم تتضح هوية مُطلقيها. ورداً على الحادثة، ذكر مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا، نقلاً عن أهالي البلدة، أن سيارة تابعة للقوة الإيرلندية دخلت في طريق غير معهود العبور به، في حين سلكت السيارة الثانية الأوتوستراد الدولي المعهود المرور به ولم يحصل معها أي إشكال.

وتقدَّم صفا بالتعزية لقوات «يونيفيل»، متمنياً الشفاء للجرحى في الحادث «غير المقصود»، ودعا إلى عدم «إقحام» الحزب في الحادث، مطالباً بترك المجال للأجهزة الأمنية؛ للتحقيق. وربط كثيرون، في الساعات الماضية، بين تعديل هذه المهام وما حصل من اعتداء يوم أمس، إلا أن مصدراً في وزارة الخارجية أوضح أن الحادثة أصلاً حصلت خارج منطقة عمل «يونيفيل» التي يلحظها القرار الدولي رقم 1701 (الذي أنهى حرباً استمرت 33 يوماً بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، ونصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ونشر قوة إضافية للأمم المتحدة كلفها بالتنسيق مع الجيش اللبناني)، ومن ثم لا يمكن أصلاً لهذه القوات القيام بأية عملية في هذه المنطقة، سواء في إطار المهام السابقة أو الجديدة، مما يجعل الربط بين التعديلات الأخيرة وما حدث في غير مكانه. وقال المصدر، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تحقيقات فُتحت بين يونيفيل والشرطة العسكرية لتبيان ما حصل، وهو مستنكَر ومرفوض تماماً، سواء كان حادثاً فردياً أو غيره». ومدَّد مجلس الأمن الدولي، في 31 آب الماضي، ولاية «يونيفيل» إلى عام إضافي، بعد أن تبنَّى القرار 2650 لعام 2022، بناء على طلب من الحكومة اللبنانية، لكن القرار تضمّن للمرة الأولى تعديلات في ولاية البعثة، بالقول إن يونيفيل «لا تحتاج إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكَلة إليها»، وإنه «يُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل». وقضت قواعد الاشتباك المعمول بها منذ عام 2006، بأن يرافق الجيش اللبناني دوريات «يونيفيل» في نطاق عملياتها في الجنوب.

ورجّح كثيرون حينها أن يؤدي ذلك إلى تغيير قواعد الاشتباك القائمة منذ عام 2006 بين القوات الدولية و«حزب الله»، علماً بأن العلاقة بين هذه القوات والأهالي في منطقة عملها كانت تشهد توتراً باستمرار في السنوات الماضية، مما يؤدي للاعتداء المتكرر عليها من عدد من المدنيين، وهو ما دفع قيادتها لمطالبة القوات المسلَّحة اللبنانية بضمان سلامتها وأمنها. ويستبعد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية الدكتور هلال خشان أن يكون ما حدث مؤخراً مرتبطاً بتعديل مهامّ هذه القوى. ويشير خشان، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «كما الكل يعلم، فمن يُقال عنهم مدنيون يتعرضون لهذه القوات في منطقة عملياتها بين الحين والآخر هم أصلاً عناصر بالحزب يرتدون زياً مدنياً»، معتبراً أن «الحزب يسيطر على منطقة عمل يونيفيل، والكل ملتزم إلى حد كبير بالخطوط الحمراء التي رسمها هناك، سواء يونيفيل أو الجيش اللبناني أو المجتمع الدولي».

وكان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، وفي محاولة لاستيعاب أية تطورات دراماتيكية على الأرض بعد الإعلان عن تعديل مهام القوات الدولية، قد أكد أنه «جرى الاتفاق مع قيادة يونيفيل على أنه لن تكون هناك أية تغييرات في قواعد الاشتباك»، وأنه «ستكون هناك استشارات دائمة وتعاون مع الجيش اللبناني».

 

ميقاتي هدّدَ بالاعتكاف... إليكم تفاصيل ما دار مع الراعي

محمد شقير/الشرق الأوسط/16 كانون الأول/2022

كشف مصدر وزاري عن أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سأل البطريرك الماروني بشارة الراعي في اللقاء الذي جمعهما الاثنين الماضي، إذا كان المطلوب منه الاعتكاف في ردّه على حملات التحريض التي استهدفته على خلفية دعوته مجلس الوزراء للاجتماع والتي تولاّها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. وقال له إن لا مانع لديه من البقاء في منزله، وإن كان يفضّل الإقامة في المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان إذا كانت هناك غرفة شاغرة لاستضافته. وأكد المصدر الوزاري لـ«الشرق الأوسط» أن البطريرك الراعي أبدى تفهُّماً لوجهة نظر الرئيس ميقاتي، متمنّياً عليه عدم الاعتكاف والاستمرار على رأس الحكومة في تدبير أمور اللبنانيين وشؤونهم من جهة، وفي تأمين استمرارية الدولة في ظل الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمر بها لبنان من جهة ثانية، مثنياً على دوره على هذا الصعيد بالتنسيق مع الوزراء وبخلاف ما صدر عن مجلس المطارنة الموارنة في اجتماعهم الشهري لجهة إنه كان بالإمكان تحاشي السجال لو أن المسؤولين عالجوا الأمر برويّة وتشاور وبالحوار البنّاء في معالجة أمور المواطنين الأساسية من دون انعقاد الحكومة المستقيلة. ورغم أن ميقاتي نأى بنفسه، كما يقول المصدر الوزاري، عن الدخول في سجال مع مجلس المطارنة الموارنة، وأبدى رغبة بفتح الباب أمام توسيع مروحة المشاورات مع الوزراء في لقاء موسّع يعقده اليوم، فإن الظروف الكارثية التي تحل بالبلد لا تستدعي رفع منسوب التنسيق فحسب، وإنما تتطلب دعوة مجلس الوزراء للانعقاد بصورة طارئة، وهذا لن يقوم به على وجه السرعة لقطع الطريق على حملات التحريض التي يراد منها إقحام البلد في صراعات طائفية ومذهبية تحت عنوان أن هناك من يصادر الصلاحيات المناطة برئيس الجمهورية. ولفت المصدر الوزاري إلى أن «التيار الوطني الحر» من خلال حملات التحريض المنظّمة التي يرعاها ضد ميقاتي، يحاول أن يوحي وكأن دعوة مجلس الوزراء للانعقاد للضرورة القصوى هي التي تعيق انتخاب رئيس للجمهورية، وتعطّل الجلسات النيابية المخصصة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وقال بأن دعوة الحكومة للانعقاد تبقى دستورية بامتياز ولا غبار عليها، إلا إذا كان المطلوب في ظل الظروف العصيبة التي تحاصر البلد الاستسلام لواقع الحال، والامتناع عن تدبير شؤون اللبنانيين، وصولاً لأخذ البلد إلى مزيد من الانهيار.

ورأى بأن ارتفاع منسوب الأزمات التي يعاني منها البلد في ظل انسداد الأفق أمام فتح ثغرة في الحائط المسدود الذي يعيق انتخاب رئيس للجمهورية سيدفع بحكومة تصريف الأعمال عاجلاً أم آجلاً إلى إعلان الاستنفار العام لملء الفراغ المترتب على الشغور المديد في رئاسة الجمهورية، وقال إن من يعترض أو يتحفّظ على دعوة مجلس الوزراء للانعقاد متذرّعاً تارة بالميثاقية، وتارة أخرى بالسطو على صلاحيات رئيس الجمهورية سيجد نفسه مضطراً للانقلاب على موقفه بإلحاحه على تدخّل مجلس الوزراء في الوقت المناسب لتوفير الحد الأدنى من الحلول للمشكلات التي ستتراكم يوماً بعد يوم.

واعتبر المصدر نفسه أن الوضع الاستثنائي الذي يطغى على البلد لا يعالج باللجوء إلى المزايدات الشعبوية كممر إلزامي للدخول مع ميقاتي في تصفية الحسابات، على خلفية التأزُّم الذي يسيطر على علاقته بباسيل والفريق السياسي المحسوب على رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وسأل: كيف سيكون حال البلد وواقعه السياسي لو أن ميقاتي قرر الاعتكاف في منزله؟ ومن سيتدخّل لتدبير شؤون المواطنين وتسيير أمور الدولة؟ خصوصاً أن البلد يمكن أن يواجه حوادث أو مشكلات طارئة تتطلب اتخاذ القرارات المناسبة. وأكد أن مشكلة باسيل ليست مع ميقاتي وإنما مع حلفائه، وتحديداً حليفه الوحيد «حزب الله» برفضه مجاراته في مزايداته الشعبوية، وقال إن ميقاتي توافق في اجتماعه الذي عقده بعيداً عن الأضواء مع رئيسي الحكومة السابقين فؤاد السنيورة وتمّام سلام على عدم الدخول في سجال سياسي مع باسيل، مبدياً ارتياحه في نفس الوقت، وكما نقل عنه المصدر الوزاري، إلى الأجواء التي سادت اجتماعه بالبطريرك الماروني بعد أن وضع أمامه النقاط على الحروف في ردّه على الحملات الإعلامية التي استهدفته.

 

حادثة العاقبية: "اليونيفيل" في "عين الاشتباك"

رمال جوني/نداء الوطن/16 كانون الأول/2022":

غطّى الحدث الأمني في العاقبية على ما عداه من أحداث داخلية، فوفاة عنصر إيرلندي وجرح ثلاثة أحدهم في حال حرجة في حادث ليل أمس الأول، دفع بالوضع الأمني إلى الواجهة مجدّداً، وتحديداً مع قوات الطوارئ. فهل ما حصل هو عابرٌ، أم أنّه يمهّد لأحداث مماثلة في مناطق أخرى؟

المؤكّد بحسب ما يجمع الكلّ أنّ ما حصل بمثابة رسالة واضحة من الأهالي تجاه قوات الطوارئ مفادها «إلتزموا مناطق عملكم». لم يرد الأهالي أن يتطوّر الحادث الى ما وصل إليه، فالحادث وقع حين كانت آلية الطوارئ تحاول المغادرة فاصطدمت بسيارات عدّة وانقلبت الى الطريق المحاذية. ما حصل ما زال ملتبساً للكل، فالروايات متعدّدة، وحده تحقيق مخابرات الجيش الذي فرض طوقاً أمنياً مشدّداً على المكان سيكشف خيوط ما حصل. ماذا في التفاصيل؟ كان يمكن لعبور آلية لقوات الطوارئ ليل الاربعاء ـ الخميس، عن طريق الخطأ كما قيل، من بلدة العاقبية الخارجة عن نطاق عمل «اليونيفيل» بإتجاه بيروت، أن يمرّ مرور الكرام لولا اعتراض الأهالي لها وسقوط قتيل و3 جرحى. غير أنّ رفض الأهالي لمرورها في وقت متأخّر من دون مرافقة من الجيش اللبناني أدّى الى الإشكال. لم يكن الاعتراض الوحيد، فقد سبقه قبل ثلاث سنوات حادث مماثل في الصرفند، وقتها لم يسفر عن شيء، خلافاً لما حصل أمس من اطلاق نار واعتداءات. لم يتحدّد بعد مصدر اطلاق النار الذي تعرّضت له دورية «اليونيفيل»، وما اذا كان مقصوداً أو عابراً، المؤكد أنّ هناك تحقيقاً فتحته مخابرات الجيش اللبناني و»اليونيفيل» لمعرفة تفاصيل ما حصل، وهل سيكون له إرتداداته على القرى!

على طريق العاقبية الساحلي، حيث تكتظّ المحال التجارية المتلاصقة جنباً الى جنب، وفي تمام الحادية عشرة قبل منتصف ليل الأربعاء الخميس مرَّت دورية للكتيبة الإيرلندية في منطقة خارج عن نطاق عملها، إعترضها الأهالي وأوقفوها، شهود عيان أكدوا لـ»نداء الوطن»حصول إطلاق نار (قرابة الخمسين رصاصة)، لم يتمّ تحديد مصدرها، هل الأهالي أم القوات الدولية، غير أنهم يؤكدون حصول الاعتداء لأنّ الدورية دخلت منطقة خارجة عن نطاق عملها، وفي توقيت مثير للشكوك بنظر الأهالي.

بحسب هؤلاء الشهود فإنّ الدورية ولدى هروبها من الأهالي إصطدمت بـ4 سيارات كانت متوقفة بمحاذاة الطريق وإنقلبت على الطريق المحاذي ما أدّى الى اصابة من فيها.

رئيس بلدية الصرفند علي خليفة أكد لـ»نداء الوطن» أنّ «الاعتداء على الدورية جاء لسلوكها طريقاً مغايراً لخط سيرها»، لافتاً الى أنّه قد تكون ضلّت طريقها أو ربّما في مهمة معينة، جازماً بأنّ لا عداء بين أهالي المنطقة و»اليونيفيل»، مشدّداً على أن ما حصل لا يعدو كونه حادثاً، مؤكداً أنّ الحادث وقع أثناء محاولة الدورية الرحيل، وأن عناصر جمعية الرسالة للإسعاف الصحّي هم من نقلوا الجرحى الى المستشفيات. من الصعب تحديد حقيقة ما حصل، المؤكد أنّ الجيش فرض طوقاً أمنياً مع ساعات الصباح الأولى، ومنع إلتقاط الصور، وعملت فرق الأدلة الجنائية لدى الجيش و»اليونيفيل» على رفع البصمات تمهيداً لبدء التحقيق، وتؤكد المعلومات أنّه قد يستغرق بعض الوقت. يرفض أصحاب المحال أو أحد من أهالي البلدة الدخول في تفاصيل ما حصل، يجمعون على أنّهم «لا يعرفون شيئاً» وأنّ المحال تقفل عند التاسعة مساءً، رغم تأكيد رفضهم مرور الدورية في منطقة خارج نطاق عملها. لا يسمح أحد بالدخول في تفاصيل ما حصل، الكل وقف يتفرّج على رفع الجيش الآلية المتضرّرة وقد استغرق عمله ساعات، منع التصوير وأبعد الاعلام عن المشهد، أمّا اصحاب المحال فمارسوا عملهم كالمعتاد، في تأكيد على أنّ ما حصل عابر.

 

حادثة العاقبية: الرواية الكاملة

وليد خوري/ليبانون ديبايت/الجمعة 16 كانون الأول 2022     

بدأت عملية احتواء الحادث الخطير الذي شهدته بلدة العاقبية، وأسفر عن مقتل عنصر من قوات اليونيفيل وجرح آخرين. في المقابل، إستلمت مخابرات الجيش التحقيقات في الحادث، وعلم "ليبانون ديبايت" أن استخبارات الجيش حازت حصرية التحقيقات بناءً على إشارة قضائية.

روايتان تقدمان صورة ما حصل، تفيد الأولى أن دوريةً تابعة للكتيبة الإيرلندية في قوات اليونيفيل، كانت متجهة بمهمة روتينية إلى مطار بيروت الدولي، وعند وصولها إلى مفترق أبو الأسود حوالي الساعة 11:00 ليلاً، إنعطفت إحدى الآليات واتجهت نزولاً صوب الطريق البحري، فيما استمرت الثانية بسلوك نفس المسار الآمن المعتمد على الأوتستراد. ومن هناك سلكت الآلية "التائهة"، طريق عدلون باتجاه الصرفند وكانت تسير ببطء، فلاحظها شبان، واتجهت صوبها مجموعة منهم، للإستفسار عن سبب وجودها.

وبعد مناوشة، إنطلقت السيارة العسكرية مسرعةً لتدهس شاباً من المتواجدين، فقام بعض الشبان على متن دراجات نارية وسيارات، بملاحقة "الجيب" الدولي، فيما ظهر أن اتصالات بين الأهالي وتداول مقاطع صوتية عبر خدمة واتس آب، قد أجّج الموضوع، لغاية وصول الآلية إلى بلدة العاقبية مقابل مطعم "الديوان"، حيث حصل إطلاق نار من أسلحة خفيفة (مسدسات) بعد محاصرة الجيب، وأدى ذلك إلى انعطافٍ شديد للسيارة، واصطدامها بأحد المحال وهو كناية عن "فرن حراري" لطلاء السيارات.

أمّا الرواية الثانية، فتفيد أن جيباً عسكرياً تابعاً للكتيبة الإيرلندية يضمّ 4 عناصر، قد حاد عن الأوتستراد، وافترق من جهة مفرق السكسكية، ودخل بلدة العاقبية، حيث تجمهر حشدٌ من المواطنين حوله، بعد التباسٍ وقعوا فيه نتيجة دخول الآلية منطقةً خارج نطاق عملها ودون وجود آليات للجيش اللبناني.

وبعد محاصرة الآلية وحصول مناوشة مع الأهالي، بادر أفرادها إلى القيادة بشكلٍ معاكس، ما تسبّب بإصابة أحد المواطنين، وعندها، لاحق المواطنون السيارة، وما لبث أن حصل إطلاق نار، أدى لاصطدام الجيب العسكري بأحد المحال.

عملياً، تتابع مخابرات الجيش عدة فرضيات في التحقيق، بدايةً، من أطلق الرصاصة الأولى ومن المسؤول عنها؟ وهل بدأ إطلاق النار من القوات الدولية أم من جانب الأهالي؟ وهل أُصيب السائق ما أدى لانعطاف الجيب بقوة وارتطامه بأحد المحلات وسقوط إصابات بين الجنود، أم أن الحادث عرضي نتيجة الخوف؟ وهل حصل اعتداء على الأفراد وهم مصابون، ما أدى إلى اضرار إضافية أم لا؟ وهل تمّت مصادرة أعتدة حربية وأجهزة إلكترونية في حوزة أفراد الدورية؟

من جهةٍ أخرى، بدأت الروايات تتوالى وكذلك الفرضيات. فما هو السرّ الذي كمن خلف استمرار السيارة العسكرية "التائهة" بسلوك ممرٍ غير آمنة وغير مدرج ضمن المسارات المعتادة للقوات الدولية؟ وهل كانت في مهمةٍ أخرى غير تقليدية؟ ولماذا لم يحصل تواصل بين العناصر وغرفة العمليات والتوجيه لتحديد موقعهم وإعادتهم إلى مسارهم؟

وفي هذا السياق، علم "ليبانون ديبايت" أن القوات الدولية بدأت تحقيقاتها في الحادث إلى جانب تعاونها مع القوات المسلحة اللبنانية، بالتوازي مع تحقيقٍ داخلي تجريه مع غرفة "الكونترول" المسؤولة عن تحديد المسارات.

مصدرٌ ٌمعني قال لـ"ليبانون ديبايت"، إن القوات الدولية كانت في صورة وجود تهديدات منذ ما يقارب الشهرين، وبموجب ذلك أبلغت تعليمات إلى كافة الوحدات بضرورة توخّي الحذر، والتنسيق الدائم مع غرفة "الكونترول"، والعودة إليها في أيّ تحرك، وعدم التحرك أو اتخاذ أي قرار من دون إشارة، واعتماد التقنيات الخاصة بالتوجيه وعدم مخالفة التعليمات.

هذه الفرضية تنسحب على الجو الأهلي العام، ذلك أنه ومنذ أشهرٍ طويلة، إكتسبت تحركات القوات الدولية ودخولها أحياءً شعبية، طابعاً من السلبية، وخلقت الريبة لدى الأهالي. وما ساهم في تغذية الأجواء، ضلوع كتائب محددة من قوات اليونيفيل بمهامٍ غير اعتيادية، أدت إلى تأجيج النفوس واعتبار أن القوات الدولية تعمل على مهامٍ أخرى. وبالتالي، أسفر هذا الجو المشحون، عن نموّ حالةٍ من عدم القبول من جانب غالبية الرأي العام، التي رأت أن تصرفات بعض الكتائب، تستبطن رغبةً في تولّي مهامٍ لمصلحة العدو، أدى إلى ما أدى إليه نهار أمس من احتكاكٍ عنيف ودموي.

"حزب الله" واليونيفيل

من الواضح أن "حزب الله"، تعامل بدقة شديدة مع التطور، وصولاً إلى تفويض الأجهزة الأمنية، التحقيق في الحادث ورفع الغطاء عن المرتكبين، وهو قرارٌ متّخذ من جانب الثنائي الشيعي ككلّ، فيما لا تُستثنى منه القوى السياسية الأخرى المنتشرة على طول خط الحادث.

وفي حين يؤخذ على "حزب الله"، الذي تبلّغ بدخول الآلية منطقةً خارجة عن نطاق انتشارها، تأخّره في إبلاغ القوى العسكرية، عن تحركات أهلية ووجود سيارة لليونيفيل، تبدو قيادة القوات الدولية، بعيدةً عن توجيه أي اتهامٍ سياسي، بدليل البيان الذي أصدره الناطق باسم القوات الدولية أندريا تيننتي، واتسم بالهدوء الشديد. وفي المعلومات، أن قائد بعثة اليونيفيل اللواء أرودلو لازارو، يتابع شخصياً التطورات، وسيستخدم علاقاته في سبيل الوصول إلى الرواية الحقيقية حول ما حدث.

وبينما كان الحرصُ واضحاً لدى المعنيين المباشرين بالحادث، تعاملت بعض الشخصيات برعونةٍ شديدة، ما بين رغبة في استثمار الحادث وتوظيفه في متاهات سياسية داخلية، ومحاولة صبّ الزيت على النار بين بين الأهالي والقوات الدولية من جهة، وافتعال أزمة بين الحزب وقوات اليونيفيل من جهة ثانية.

صعوبة الموقف تظهر من خلال توقيت الحادث مع المساعي الجارية لإدخال تعديلات على مهام القوات الدولية، ما يثير خشيةً من احتمال استغلال ما جرى، لإدخال تفويضٍ جديد أو تغييرات ذات طبيعة مختلفة عمّا ورد في أساس القرار الأممي 1701 ، المعتمد كتفويضٍ صالحٍ لعمل القوات الدولية جنوب الليطاني، أو استخدام الحادث على طاولة مجلس الأمن، من أجل تعزيز المهام من جانب واحد. وبالمناسبة، ينتظر التقرير الشهري الذي يعدّه مجلس الأمن حادثةً من هذا النوع للبناء عليها، في ادعاء وجود خطر على القوات الدولية، وضرورة تحرير أنشطتها وتوسيعها أبعد من الحدود الجغرافية أو المستويات المعمول فيها.

 

آفاق عالمية من وجهة نظر ألمانية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/16 كانون الأول/2022

هل النظام العالمي يتجه إلى تحول تكتوني «هيكلي»؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فكيف قد يكون هذا التحول؟

تلك هي التساؤلات التي يطرحها المستشار الألماني أولاف شولتس في مقال نشرته مجلة «فورين آفيرز» الأميركية مباشرة بعد زيارته الخاطفة للصين. والكلمة الألمانية التي استخدمها شولتس في وصف هذا التحول هي: Zeitenwende أو «مُغير قواعد اللعبة»، غير أن نبرة المقال تتوافق بصورة أكبر مع حالة التشاؤم الأوروبية من ذلك النوع الذي أعرب عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي يعكس طابع العصر الحالي لدى الأنظمة الديمقراطية الغربية. يتحدث شولتس عن نظام عالمي «متعدد الأقطاب» بيد أنه لا يحدد مواضع الأقطاب المتصورة لديه. ثم يشرع في تصوير ما لا يمكن وصفه إلا بأنه نظام القطب الواحد ونصف القطب، ذلك الذي تُشكل فيه الولايات المتحدة القطب الواحد باعتبارها «القوة الحاسمة في القرن الحادي والعشرين» رفقة الاتحاد الأوروبي والعالم «الأنغلو - ساكسوني»، أي «بريطانيا العظمى، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا»، إضافة إلى اليابان، وكوريا الجنوبية، وتايوان جنباً إلى جنب. وهم يمثلون معاً «الرأسمالية الديمقراطية الليبرالية». أما نصف القطب المتبقي فهو جمهورية الصين الشعبية، التي يعتبرها شولتس مثالاً ناجحاً على «الرأسمالية الاستبدادية». ينتهي تحليل شولتس إلى نسخة جديدة من «الغرب والبقية الأخرى» التي تمثل فيها روسيا «الرأسمالية الفاسدة»، التي تضم ما تبقى من 150 دولة أو نحوها المنتشرة في جميع أرجاء العالم، والتي تُمثل نسخة جديدة من العالم الثالث، إذ تتنافس الأنواع الثلاثة المذكورة من «الرأسمالية» على الأعمال التجارية، والمصالح الأمنية، والنفوذ السياسي.

يتضمن تحليل شولتس عدداً من النقاط المشجعة.

أولاً، إقراره بأن المستشارين الألمان المتعاقبين، بما في ذلك واحد على الأقل من حزبه «الديمقراطي الاشتراكي الألماني»، كانوا مخطئين في اعتماد ألمانيا على روسيا إلى هذا الحد المفرط في تأمين احتياجات الطاقة. كما أنه ينأى بنفسه عن خطاب اليسار الأوروبي «المناوئ للجيش والقادح في حلف الناتو» لتأكيد دور الحلف الحاسم في ضمان الأمن، ومنع نشوب «حرب باردة جديدة». ولعل الأمر الأكثر أهمية هو دعوته إلى تصحيح أخطاء العولمة. ما أخفق فيه شولتس، أو قرر عدم الإقرار به، هو ضرورة الاعتراف بعودة الدولة القومية باعتبارها القوة الرئيسية القادرة على تصحيح هذه الأخطاء. وما يدعوه شولتس بالدول «الرأسمالية الديمقراطية الليبرالية» يحتاج إلى التفكير في برنامج ضخم لإعادة التصنيع، تلك المهمة التي تتطلب من هذه الدول إدراك أن ضمان حريتها وازدهارها وأمنها يستلزم الانتباه إلى ما هو أكثر من هامش الربح. نظراً لأن مجموعة معينة من الألمان وصموا القومية بأسماء سيئة في القرن الماضي، فلا ينبغي لنا أن ننسى أنه في عالم يتسم بالتنوع تعتبر الدولة القومية النموذج الأكثر عملية وقابلية للتطبيق في التنظيم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. كما أن عالم الدول القومية لا يعني «كل لأجل ذاته: مجتمع يركز على مصلحة الفرد كل شخص فيه مسؤول عن نفسه»، طوال الوقت، سعياً وراء «المصالح الوطنية» الضيقة والأنانية. وسوف تستند تكتلات الدول القومية، مثل حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي، إلى المصالح المشتركة لجميع الدول الأعضاء مع الحفاظ على حقها في عدم المشاركة أو حق النقض (الفيتو) بشأن قضايا معينة، وهو ما يريد شولتس من الاتحاد الأوروبي إلغاءه.

في حين كان شولتس يحذر من حرب باردة تلوح في الأفق، فإنه يبدو في حيرة بالغة من أمره عندما يتعلق الأمر بالحرب الساخنة الدائرة في قلب أوروبا في أوكرانيا؛ إذ لا يطرح أي خريطة طريق نحو إنهاء هذه الحرب، مما يعكس انطباعاً بأن التوقيع على الشيكات ونقل «الأسلحة الدفاعية» إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لا يزالان الخيارين الوحيدين بين يديه.

لا ينبغي للتوتر الشديد أن يصرف الانتباه عن المشاكل الحقيقية التي تواجهها اليوم الدول «الرأسمالية الديمقراطية الليبرالية».

الارتفاع الهائل في معدلات التضخم بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من الاستقرار النسبي في الأسعار لا يمكن أن يُعزى إلى أسعار الطاقة وحدها. الواقع أن الزعم بأن التضخم يعكس نقصاً في العرض كان مقصوداً منه تشويه نظريات «ميلتون فريدمان» النقدية. لكن إنتاج الطاقة اليوم، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي، بلغ مستوى قياسياً من الارتفاع. قد يكون نقص الإمدادات في بعض السلع الزراعية ناجماً بصورة جزئية عن الحرب في أوكرانيا، في حين أن جائحة «كوفيد» قد أثرت أيضاً على الإنتاج الصناعي في الصين. بيد أن القوة الحقيقية التي تدفع التضخم إلى الارتفاع قد تكون القرار الذي اتخذته الحكومات «الرأسمالية الديمقراطية الليبرالية» بطباعة النقود على أساس لا يستشرف المستقبل. وحتى إن لم يكن بوسع شولتس، المنتمي إلى «الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني»، الظهور في هيئة «فتيان شيكاغو: رجالات الاقتصاد من أنصار نظريات ميلتون فريدمان»، فربما يفكر على الأقل في احتمال أن تكون الدوامة التضخمية الراهنة راجعة إلى مزيج من نقص المعروض من السلع الزراعية والصناعية والزيادات في المعروض النقدي، سواء في الاتحاد الأوروبي أو في الولايات المتحدة. وربما يرغب شولتس أيضاً في إعادة النظر في إشارته المخفية إلى «الدول الأخرى»، أي الدول الصغيرة والمتوسطة والكبيرة التي تُشكل معا أغلبية الأمم المتحدة. وهناك، أيضاً، قد تساعد معاملة العالم كأسرة من الدول القومية، مع كل فرد من أفراد الأسرة قادر على تقديم مساهمة مهمة، وحاسمة أحياناً، في السلام والرفاهية العالمية. بعبارة أخرى، قد تكون الشعارات الكبيرة مثل «الديمقراطية الليبرالية» أو «الرأسمالية الاستبدادية» من الأدوات التحليلية المفيدة لدى صُناع السياسات، لكنها لا تحتاج إلى تقسيم العالم على أسس آيديولوجية. وفي عالم الدول القومية، لا ينبغي لنا النظر إلى الاختلاف باعتباره معارضة، ناهيكم من كونه عداوة. والنبأ السار في هذا السياق أن شولتس يبدو وكأنه بدأ يتخلص من أوهام دائرة يسار الوسط الألمانية الباقية، حتى يستكمل العمل الذي بدأ في مدينة «باد غودزبرغ» في أوج الحرب الباردة القديمة. ومن الأنباء السارة أيضاً، نأي المستشار بنفسه، بمنتهى الحذر والتحفظ، عن المشروع الفيدرالي الذي أطلقه بعض مؤسسي الاتحاد الأوروبي في نسخته السابقة باسم «السوق المشتركة». خلافاً لماكرون، الذي يدعو إلى «نهاية الوفرة»، فإن شولتس يبقى متشائماً داخل محيط من الواقعية السياسية، وهذا أيضاً أمر طيب. إن تذكير الأوروبيين بأنه لا سلام من دون أمن، ولا أمن من دون تدابير الاكتفاء الذاتي في المجالات الاستراتيجية، يُشكل إسهاماً في الوقت المناسب ضمن المناقشات الجارية بشأن مستقبل الديمقراطية في عالم بالغ التعقيد. وأتذكر هنا مأدبة غداء نظمتها السيدة أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية السابقة، حيث أبلغت الضيوف، بشيء من المزاح، أنها أنفقت نصف جهدها وطاقتها في الحفاظ على تماسك ائتلافها المكون من حزبين. وفي ظل ائتلاف من ثلاثة أحزاب، يواجه شولتس وقتاً أكثر صعوبة في التعامل مع التحديات العالمية. وما زال علينا أن نرى ما إذا كان شولتس قد نجح في الحفاظ على تماسك ائتلافه المتداعي من عدمه، ناهيكم من المطالبة بمنصب قيادي في الاتحاد الأوروبي. غير أنه شرع الآن في لمس الأوتار الصحيحة.

 

استعادة التوازن وصنع الجديد والمتقدم

رضوان السيد/الشرق الأوسط/16 كانون الأول/2022

عندما مضيتُ للدراسة بالأزهر عام 1966، سُرعان ما عثرت على كتاب مالك بن نبي «فكرة الآسيوية - الأفريقية في ضوء مؤتمر باندونغ». وقد كان مثل هذه العناوين التي صارت شعاراتٍ بمصر يومها، قد تجلّى في مقولتَيْ عدم الانحياز والحياد الإيجابي. لكنْ أن تأتي هذه المقولات والبرامج من مفكّر إسلامي من أصل جزائري إبّان الثورة الجزائرية على الاستعمار؛ فهذا أمرٌ مختلفٌ تماماً. قبل الذهاب إلى مصر ما كنا نعرف لمالك بن نبي إلا نظريته المحبطة في القابلية للاستعمار. نحن في المشرق نذكر ما قبل الحروب الصليبية وما بعدها، أما المغاربة فيذكرون ما بعد الموحِّدين، والموحِّدون هم آخِر الدول القوية بشمال أفريقيا، وبحسب مالك بن نبي ولعوامل كثيرة استجدت حالة القابلية للاستعمار، وهو ما سميناه نحن بالمشرق زمن الانحطاط، لكنه كان عندنا ثقافياً وفكرياً حتى القرن الثامن عشر، بينما ساد لدى المغاربة بحسب مالك بن نبي الأمران معاً؛ الضعف العسكري والتراجع الثقافي.

لماذا هذا التمهيد الطويل؟

لأنّ مالك بن نبي، بعد البداية المتشائمة في تحليل عوامل ظهور الحضارة والتراجع الحضاري، رأى في الثورة المصرية، ثم في دخول مصر إلى جانب الصين والهند وإندونيسيا ودول أخرى كثيرة تحررت من الاستعمار حديثاً، أو تناضل من أجل ذلك، في تحالُفٍ بدأ بمؤتمر باندونغ بإندونيسيا (1955)، سبيلاً للدخول من جديد على الآفاق الكبرى للتحرر من الاستعمار، والتنمية والتقدم، ولعب دور مؤثر في عالم العصر، وعصر العالم. مالك بن نبي رأى في هذا التحالف خروجاً من التبعية، ومن أهوال الحرب الباردة، ووقوفاً وقفةً صلبةً مع الآسيويين الكبار للفصل بين الجبارين، فلا تتطور الحروب الباردة إلى حربٍ ساخنةٍ من جديد!

اعتبر مالك بن نبي هذا التحالف الشاسع فرصة فيما وراء القومية الضيقة والتأصيلية باسم الإسلام. قال إنّ الآسيوية - الأفريقية تملك إمكانات لحضارة جديدة، وهكذا هو شأن الإسلام الواسع الذي تعايشت حضارته مع الحضارات الأخرى. ثم إنّ تَوق العرب للتحرر من الاستعمار والتبعية لا يقلُّ عن تَوق الهنود والصينيين والإندونيسيين، كما لا ينبغي تجاهل خصوصية تيتو والمتحد اليوغوسلافي المتنوع.

خطرت لي هذه الخواطر كلُّها عندما كنتُ أُتابعُ زيارة الرئيس الصيني للمملكة العربية السعودية، وعقدت بترتيب من المملكة 3 قمم معه؛ السعودية - الصينية، والخليجية - الصينية، والصينية - العربية. عند المملكة ما تقدمه، على سبيل الندية والتوازن، كالملاءمة بين رؤية 2030، ورؤية الحزام والطريق الصينية (2013 - 2015). ولديها الإقدام على الشراكة الاستراتيجية الكاملة مع الصين في مجالاتٍ شتى شاسعة وواسعة. ثم إنها بالتوازي تضمُّ معها الدول الخليجية والأخرى العربية التي تجعل بمجموعها الصين أكبر الشركاء العالميين أو من أكبرهم. فالحاضر ليس الموارد وحسْب، بل المجالات الاستراتيجية في البحر والبر والجو عبر البحار والمحيطات، وإمكانات النمو الكبير والمستدام، والتعاون الشاسع الآفاق.

ماذا يعني هذا كلّه؟

من جانب السعودية والعرب الآخرين، يعني أنهم يمتلكون المشروع والإرادة، ويعرفون مصالحهم جيداً، كما يعرفون العالم. وهم يتمتعون بالثقة في أنفسهم، والصدقية في عهودهم. وقبل ذلك وبعده هم حريصون على الندية والحرية والاستقلال، من دون افتئاتٍ ولا انتقاص.

ماذا يعني ذلك بالميزان الاستراتيجي؟

إنّ هذا اللقاء الصيني - العربي يشكّل تحولاً بارزاً ضمن التحولات في نظام العالم المعاصر. وقد عرف العالم خلال الحرب الباردة، وبعدها تحولات استراتيجية مختلفة، بعضُها يُحسَبُ على المصالح المشتركة بالتحالفات على مستوى الإقليم، أو التحالفات النوعية بين عدة دول في الاقتصاد والأمن، أو فيهما معاً. ولأنّ الولايات المتحدة صارت هي القطب الأوحد بعد الحرب الباردة؛ فإنّ كلَّ لقاءٍ مستدام لا تكون هي فيه أو راضية عنه؛ فإنها تعامله بعداءٍ أو في الحدّ الأدنى بجفاء. وعندها كما هو ظاهر حساسيات عالية تجاه الصين التي صارت ثاني اقتصادٍ في العالم، بل ثاني قوة عسكرية في العالم أيضاً.

وكان المعتقد أو المفترض أن يقوم تحالف أو تكتل أورو - آسيوي تكون روسيا فيه هي الأول بين متساوين. لكنّ هذا صار مستبعداً الآن بعد الحرب الروسية على أوكرانيا. ثم إنّ أوروبا، رغم انفصال بريطانيا عن اتحادها، صارت مضطرةً لتوثيق التحالف مع الولايات المتحدة، ولو اضطرت إلى استيراد الطاقة وجزء من الغذاء من بعيد، من الولايات المتحدة مثلاً. وهكذا فالظاهر الآن أمران؛ انتشار مقولة عالم ما بعد أميركا، وتعدد الأقطاب. والتعددية القطبية التي كان المقصود بها اقتصادياً؛ صارت تنطوي الآن على بُعدين؛ استراتيجي وعسكري. ولذا، فإنّ عالم ما بعد أميركا كان وما يزال غائم المعالم. كما أنّ القطبية المتعددة ما تزال متنازَعاً عليها. فلو افترضنا تكوّن قطب صيني؛ فإنّ الهند المجاورة لن تكون جزءاً منه باعتبارها عملاقاً أيضاً!

ولذلك، فالثابت حتى الآن ميل «القوى الوسطى» إلى تكثير الخيارات الاقتصادية والتكنولوجية، مع عدم الميل للمواجهة. فقبل زيارة الرئيس الصيني، زار الرئيس الأميركي المملكة العربية السعودية، وشهد اجتماعاً خليجياً وعربياً، وتحدث عن صداقاتٍ قديمةٍ بالمنطقة، وعن أبعادٍ أمنيةٍ لهذه الصداقة. ولذا، قد لا يكون سهلاً على الولايات المتحدة المساواة بينها وبين الصين، التي قبل عقدٍ من الزمان ما كانت غير بائعٍ كبير، ومستوردٍ كبير، إلى أن أعلنت عن هويتها الجديدة والطموحة في خطة «الحزام والطريق». وبين الصين والولايات المتحدة - كما سبق القول - حساسياتٌ كبرى وتنافس؛ لكنها لا تسري على العرب الذين يظلُّ همُّهم عدم الدخول في المحاور التي صار تقديرهم أنهم يستطيعون بالقدرات وبالإرادة وبالمصالح أن يظلُّوا بمنأى عنها، والرهان أن يتقبل الأميركيون الواقع الجديد للاستقلال العربي، ما دامت العلاقات مع الصين ومع أوروبا ومع الهند لا تضرُّ بمصالحهم ولا بحساسياتهم السوقية!

حتى فنزويلا الواقعة في خاصرة الولايات المتحدة ما استطاعت أميركا إخضاعها بعد نحو العقدين، وإن فرضت عليها البؤس بالحصار. وبعد مرات الفشل في العراق وأفغانستان عسكرياً، والفشل مع فنزويلا وغيرها اقتصادياً؛ فإنّ الأميركيين (رغم التذمر الظاهر) سيتقبلون الواقع الجديد في العلاقات مع العرب، لأنهم يمتلكون مصالح هائلة في الخليج والعالم العربي ومن حوله. ولسوف يعملون بعد التجربة الفاشلة في بداية عهد بايدن على إقناع العرب (عملياً) بأنّ مصالحهم مع أميركا هي الأكثر فائدةً لهم، ولذلك سيحرصون على عرض وجهٍ أفضل للعلائق، وعيونهم على التحديات الصينية من جهة، وعلى ما نزل بسياساتهم نتيجة أخطاء وخطايا طرائق التعامل مع إيران، تارةً في تفضيلهم لها، وطوراً في تركها تسيح في المنطقة! الوضع الآن ليس كالوضع إباّن الحرب الباردة في الستينات بحيث تصح فيه مقولات مالك بن نبي تماماً؛ كما أنه ليس أيضاً مثل الوضع عندما كانت الولايات المتحدة تحلُّ محلَّ بريطانيا في السبعينات. هي أُممٌ ودول تريد أن تتحرر وتتفرغ لصنع العيش الكريم والجديد والمتقدم، وتكره المواجهات التي تُسيء إلى هذا الهدف النبيل. وعلى القطب الذي لم يعد أوحد أن يتقبل ذلك!

 

إلى متى سينفق الغرب على حرب أوكرانيا؟

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/16 كانون الأول/2022

يدرك فلاديمير بوتين جيداً أهمية الرأي العام وما يمكن أن تفعله الضغوط الشعبية من تغيير في سياسات الحكومات. طبعاً هو لا يعير كثير اهتمام لهذه الضغوط في روسيا، حيث يغيب صوت الرأي العام عن مواقع القرار، لكنه يعرف أن الأمر مختلف في الدول الغربية، حيث الضغوط التي يعانيها جيب المواطن، تنعكس في الغالب ضغوطاً على الحكومات في صناديق الاقتراع. لذلك؛ يركز الرئيس الروسي الآن على جبهتين في حربه في أوكرانيا، بعدما فشل حتى الآن في تحقيق أغراضه من «العملية الخاصة» التي افتتحها في 24 فبراير (شباط) الماضي؛ الأولى هي جبهة الشعب الأوكراني مع قيادته، والأخرى جبهة الرأي العام الأوروبي مع حكوماته. على جبهة أوكرانيا يدفع الرئيس الروسي شعبها إلى الاستسلام والضغط على رئيسه وحكومته لإنهاء الحرب بأي ثمن، والمطالبة بوقف الانهيار الذي تعانيه الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وتدفئة في صقيع فصل الشتاء البالغ القسوة، وهي الحالة التي تتفاقم نتيجة قصف روسيا المستمر لمحطات توليد الكهرباء، مستعينة بمسيّرات «شاهد» الإيرانية. وكان الرئيس الفرنسي ماكرون حذر من خطة بوتين هذه في مؤتمر باريس الأخير لدعم أوكرانيا عندما قال، إن هدف روسيا من قصف المنشآت الحيوية والبنية التحتية هو إغراق الشعب الأوكراني في حالة من اليأس وتكبيد البلد نفقات ضخمة لإصلاح الأضرار. لقد عجز بوتين عن فرض الهزيمة على الجيش الأوكراني طوال الأشهر العشرة الماضية، لكنه يشعر أنه قادر على فرض الهزيمة على الشعب الأوكراني وحرمانه من وسائل التدفئة والحاجات الضرورية، بعدما هجر ما يقارب 8 ملايين من أبنائه إلى الدول المجاورة التي احتضنتهم، وتدعوهم حكومة كييف الآن إلى عدم العودة، حتى لو كانت مناطقهم جاهزة لاستقبالهم، بسبب الضغوط على الخدمات الأساسية التي يصعب على الحكومة توفيرها هذا الشتاء. وقد أبلغ الرئيس زيلينسكي المؤتمر الذي عُقد في باريس أن 12 مليون أوكراني على الأقل يعانون من انقطاع الكهرباء، وقدّر تكلفة إعادة إصلاح الشبكة بمليار ونصف المليار دولار. طبعاً، يجب الاعتراف بأن الشعب الأوكراني أثبت صلابة مشرّفة في الدفاع عن سيادة بلده في وجه الهجوم الروسي، رغم الضغوط الاقتصادية والمعيشية الكبيرة التي يتعرض لها. كما أثبت صلابة في دعم قرارات رئيسه وحكومته. لكن القدرة على تحمل المعاناة لها حدود، خصوصاً مع ارتفاع أعداد القتلى من المدنيين، الذين تقدر أعدادهم بخمسين ألف أوكراني، كما من العسكريين، حيث اعترف الرئيس زيلينسكي بأن عدد القتلى منهم يصل إلى 200 عسكري يومياً. أمام هذا الحجم الكبير من الضغوط يصبح السؤال عن المخرج من هذه الحرب المدمّرة سؤالاً طبيعياً.

هذا على جبهة أوكرانيا، أما على الجبهة الدولية، فحرب بوتين لا تقل إمعاناً في ضرب اقتصادات الدول ومستوى عيش سكانها. إنفاق بلا حدود من الدول الغربية على دعم أوكرانيا بالمال والسلاح، تشير التقديرات إلى أنه تجاوز 50 مليار دولار حتى الآن، في حين طلب الرئيس جو بايدن من الكونغرس الشهر الماضي تخصيص 47 مليار دولار للمساعدات العاجلة، وأقر المؤتمر الأخير في باريس دعم أوكرانيا بمليار دولار لمواجهة الحاجات المعيشية في فصل الشتاء. كما تتجه الولايات المتحدة الآن لتزويد أوكرانيا بمنظومة باتريوت المضادة للصواريخ التي تبلغ تكلفة كل منها 4 ملايين دولار. وكانت واشنطن قد رفضت سابقاً طلب كييف تزويدها بهذه المنظومة، كي لا تعدّها موسكو تورطاً أميركياً مباشراً في الحرب. وفي وجه المعاناة الاقتصادية التي يشعر بها سكان القارة الأوروبية والتي انعكست ارتفاعات استثنائية في أسعار الطاقة وتكلفة المواد الغذائية، لم تشهد هذه الدول مثيلاً لها منذ 40 عاماً، لا تجد الحكومات سبيلاً سوى زيادة الإنفاق والمساعدات لدعم مواطنيها. وفي التقديرات، أن نصف تريليون يورو أنفقتها دول الاتحاد الأوروبي لتخفيف فواتير الغاز والكهرباء عن سكان هذه الدول خلال أشهر البرد المقبلة. ومع تزايد موجة الإضرابات، مثل التي تشهدها بريطانيا هذه الأيام، لا تجد الحكومات ما يكفي لسد الحاجات وتلبية الطلبات، متذرعة بأن دعم الأوكرانيين ومواجهة الحرب التي يشنها بوتين عليهم، تستحق التضحيات؛ لأن انتصار الرئيس الروسي في هذه الحرب، لو تحقق، ستكون تكلفته أكبر بكثير على الأمن الأوروبي وعلى حياة شعوبه؛ مما يكلفه الدعم الذي تقدمه الخزائن الأوروبية اليوم لمنع هذا الانتصار.

غير أن الضغوط الاقتصادية لا بد أن تدفع الشعوب الغربية إلى السؤال: إلى متى سننفق على حرب أوكرانيا؟ كما تدفع الدول الغربية للبحث عن مخرج من هذه الحرب المدمرة.

في القمة الأخيرة بين الرئيسين الأميركي بايدن والفرنسي ماكرون تحدث الرئيس الأميركي عن احتمال الاتصال مع الرئيس الروسي لبحث إنهاء الحرب. قال بايدن، إنه مستعد للجلوس مع بوتين إذا كان مستعداً لإنهائها. كذلك، أكد ماكرون أن الدول الغربية لن تمانع في الحديث مع الروس عن إنهاء الحرب، لكنها لن توافق على أي تسوية إلا إذا كانت تحظى بموافقة القيادة الأوكرانية. والموقف نفسه يكرره المستشار الألماني شولتس، الذي اقترح في مقال أخير في مجلة «فورين أفيرز» ضرورة تجنب حرب باردة جديدة، وإعادة إرساء العلاقات الغربية - الروسية على أسس وقواعد شبيهة بما كان قائماً قبل عام 1989، من خلال علاقات قائمة على التبادل التجاري والمنافع المشتركة التي يحققها الرخاء الاقتصادي. وقال شولتس، إن الغرب مستعد للعودة إلى ما يسميه «النظام السلمي»، إذا كان بوتين مستعداً للتخلي عن غزواته الخارجية. أمام عروض كهذه، يعرف الرئيس الروسي أن الأزمات التي يواجهها الغرب في اقتصاداته وظروف عيش أبنائه يمكن أن تشكل مدخلاً للمساومة. لذلك؛ صعّد شروطه، وطالب الدول الغربية بالاعتراف بـ«الحقائق الجديدة» على الأرض، أي ضم روسيا الأقاليم الأربعة الأوكرانية، علاوة على شبه جزيرة القرم، قبل البحث في أي تسوية. ويبقى أن يجد من يوافق على هذه المساومة، أي على القبول باجتياح روسيا لأراضي أوكرانيا، وعدم التورط في دفع تكلفة المواجهة رداً على هذا الاجتياح.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

ميقاتي عن مقتل الجنديّ الإيرلنديّ: من تثبُت إدانته سينال جزاءه

أم تي في/16 كانون الأول/2022

زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المقر العام لقيادة قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان "اليونيفيل" في بلدة الناقورة، في زيارة تضامن بعد حادثة مقتل عنصر من الكتيبة الايرلندية وجرح ثلاثة آخرين في بلدة العاقبية في الجنوب أمس الأول. ووصل ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون معا الى الناقورة، وكان في إستقبالهما القائد العام لـ"اليونيفيل"الجنرال أرولدو لاثارو. وعقد إجتماع تم خلاله البحث في الحادثة وملابساتها والوضع في الجنوب، اضافة إلى شرح حول عمليات اليونيفيل والأنشطة التي تضطلع بها بالتعاون مع الجيش. وخلال الاجتماع قدم ميقاتي تعازيه الى قيادة اليونيفيل بالجندي التابع للكتيبة الايرلندية الذي قتل في حادثة العاقبية، وتمنى الشفاء العاجل للجنود الثلاثة الذين اصيبوا في الحادثة ايضاً. وتقدّم قائد الجيش العماد عون من قائد اليونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو بأحر التعازي بوفاة الجندي الايرلندي متمنّيا الشفاء للجرحى. وثمّن "تضحيات عناصر اليونيفيل الشريك الاستراتيجي للجيش في المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب، مؤكّدا استمرار التنسيق والتعاون بينهما". وقال ميقاتي: "إننا نعرب عن حزننا العميق للحادثة، والتحقيقات اللازمة  مستمرة لكشف ملابسات الحادث، ومن الضروري تحاشي تكراره مستقبلاً. وأحيي ذكرى شهداء هذه القوات الذين اختلطت دماؤهم بدماء شهداء الجيش والجنوبيين على مر السنين منذ ان انتدبوا لمهمة حفظ السلام في جنوب لبنان". أضاف: "كما نعرب عن تقديرنا الكبير لمساهمة اليونيفيل في السلام والاستقرار في جنوب لبنان، وأنا هنا لأؤكد مرة أخرى أن الشعب اللبناني، وأنا شخصيا، نقدر عميقا العمل الذي تقومون به، جنبا إلى جنب مع الجيش للحفاظ على السلام والهدوء في الجنوب".

وتابع: "ان لبنان ملتزم بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، ويحترم القرارات الدولية، ويدعو الامم المتحدة الى الزام اسرائيل بتطبيقه كاملا  ووقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان، وانتهاكاتها لسيادته برا وبحرا وجوا". ولفت ميقاتي إلى أنّ "البيئة التي يعمل فيها الجنود الدوليون بيئة طيبة، والتحقيقات متواصلة في مقتل الجندي الإيرلندي ومن تثبت إدانته سينال جزاءه".

 

بطاركة الكنائس ذات التراث السرياني: ندعو ابناء كنائسنا ليظلوا ثابتين ومتجذرين كل في وطنه مع شركائهم على مفاهيم تعزز القِيَم والمصالح المشتركة

وطنية- المتن/16 كانون الأول/2022

صدر عن اللقاء الأول لبطاركة الكنائس ذات التراث السرياني الذي عقد صباحا في المقر البطريركي للسريان الأرثوذكس في  العطشانة - المتن، بيان مشترك تلاه السكرتير البطريركي ومدير دائرة الإعلام في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس المطران مار يوسف بالي وجاء فيه:

"نحن البطاركة: مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس،  ومار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، والكاردينال مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، ومار آوا الثالث روئيل، بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة في العراق والعالم. نشكر الله لأنّه منحنا أن نجتمع باسمه القدوس كإخوة ورعاة كَنَسيّين معاً في هذا اللقاء الرسمي لبطاركة الكنائس ذات التراث السرياني، وذلك بدعوة من بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس.

لقد تناولنا بالبحث والدراسة في لقائنا اليوم المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وأكّدنا على ما يلي:

أوّلاً: الروحانية السريانية

تعتزّ كنائسنا بتراثها السرياني العريق الذي يجمعها ويشكّل إرثاً تاريخياً مقدّساً غنياً ينبع من وحدتنا التاريخية ولغتنا السريانية الواحدة وطقوسنا الكنسية والليتورجية المشتركة. روحانيتنا السريانية متجذّرة في كنائسنا، ونعيشها في الافخارستيا وصلوات الكنيسة وتعليم الآباء السريان القدّيسين الذين أغنوا الكنيسة الجامعة كلّها بروحانية اختبرت ولا تزال تختبر عمق الحياة الرهبانية والبُعد الإرسالي، وهي تعي رسالتها في العالم، وقد أوصلت الإيمان المسيحي إلى بلدان الشرق الأدنى، ومنها الهند. كما تفتخر بهذا الكنز المميّز الذي تناقله آباؤها منذ فجر المسيحية عبر قرون تخللتها اضطرابات ومِحَن كثيرة. لكنّ كنائسنا تمسّكت بإرثها وحافظت عبر مسيرتها التاريخية على التعاليم والتقاليد التي ورثتها بأمانة رسولية وغيرة وقّادة. وها نحن اليوم نجد من الضرورة تعزيز الراوبط بين كنائسنا وتكثيف التعاون فيما بينها على مختلف الأصعدة، خدمةً لأبنائنا الروحيين في كلّ مكان، وسعيًا لنشر تراثنا السرياني وتسليط الضوء عليه والمحافظة عليه بكلّ حرص كلؤلؤة ثمينة ووديعة مقدّسة على مدى الأجيال.

ثانياً: الحضور السرياني في الشرق الأوسط والتحدّيات الرعوية

نؤكّد على أنّنا شعب واحد بتراثه السرياني المشترك، متجذّر في صلب هذا الشرق الحبيب وفي أساس تكوينه، رغم تعدّد كنائسنا وتنوّع تقاليدنا الرسولية. وقد شكّلت شهادتنا لإيماننا المسيحي عامّةً والسرياني خاصّةً شغلنا الشاغل ومصدر قلقنا الدائم. لذا خصّصنا وقتاً غير يسير للتعمّق بدورنا في حياة شرقنا وكيفية تعزيزه وتقويته، وبحثنا الآليات المتوفّرة للعمل على دعم حضور أبنائنا في أرض الشرق التي تعمّدت بدماء آبائنا وأجدادنا. وفي هذا الإطار، جدّدنا عزمنا الثابت على متابعة رعايتنا الأبوية لهم بغية تثبيتهم في أوطانهم، والحَدّ من نزيف الهجرة بسبب الصراعات والنزاعات القائمة والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الصعبة التي يمرّ بها العالم، وبخاصة منطقة الشرق الأوسط. لذا نصلّي من أجل أبناء أوطاننا المتألّمين بسبب هذه الأزمات التي تطال الحياة اليومية لجميع المواطنين، ونؤكّد على إكمال السعي معاً، وبذل الغالي والنفيس من أجل تقديم الشهادة المسيحية والعمل لخير الإنسان وكرامته والمطالبة بحقوقه كافّةً.

ثالثاً: الحضور السرياني في بلاد الانتشار

يشغل فكرنا ويقلقنا تشتُّت أبنائنا في بلاد الانتشار بعدما اضطّروا إلى هجرة أوطانهم الأم في الشرق بسبب أعمال العنف والاضطهاد والاقتلاع، نتيجة الأوضاع المعيشية المتأزّمة، ما يدفعنا إلى متابعة شؤونهم والحرص على تأمين الخدمة الروحية والراعوية لهم، وحثّهم على التمسّك بإيمان آبائهم وأجدادهم وهويتهم وتراثهم ونشر هذا التراث التاريخي المجيد في المجتمعات والأوطان الجديدة التي يعيشون فيها، ونقله إلى الأجيال الجديدة. فهم ولئِن أُرغِموا على مغادرة أوطانهم الأمّ جسدياً، فإنّنا نشجّعهم كي يحافظوا على الصلات الوثيقة والروابط الراسخة بها، عبر مساندتهم لقضايا شعبهم المحقّة ومداومتهم على زيارتها، وتقديم الدعم الممكن للرعاة الكنسيين الذين أوكلنا إليهم رعايتهم المباشرة في بلاد الاغتراب، ومساعدة الكنيسة في أداء رسالتها الرعوية في بلدان شرقنا المعذَّبة، فتتمكّن كنائسنا من القيام بواجبها الرعائي في مختلف المجالات لا سيّما الصحّية والتعليمية والاجتماعية.

رابعاً: شراكة في الشهادة

نشكر الله على كل الجهود المبذولة من أجل انفتاحنا ككنائس على بعضنا البعض وسَعينا الدائم نحو التقارب والوحدة الإيمانية المنشودة، لا سيّما عبر اشتراكنا في اللجان المختلفة للحوارات اللاهوتية الرسمية بين الكنائس.

ونتعهّد باحترام الخصوصيات اللاهوتية والعقائدية لكل كنيسة من كنائسنا، مشدّدين على رباط "مسكونية الدم" الذي يوحّدنا في شهادتنا لإيماننا بالرب يسوع ودفاعنا عن وجودنا وحضورنا في بلادنا، فضلاً عن التزامنا المشترك في خدمة الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله.

خامساً: التراث السرياني المشترك

يهمّنا أن ننوّه بجهود الباحثين ومبادرات المؤسسات التي سعَت وتسعى لدراسة إرثنا السرياني المشترك ونشره، وبشكل خاص جهود القيّمين على المؤتمر السرياني العالمي (Symposium Syriacum) ومؤسسة Pro Oriente، ونؤكّد على: 

رغبتنا بإيجاد آليات مشتركة لتعليم اللغة السريانية التي تكلّم بها الرب يسوع ورسله القدّيسون، والعمل على نشرها والتعمّق بدراستها بالوسائل المتاحة من تقليدية وحديثة.

أهمية تعزيز مجالات التعاون الأكاديمي وتبادل الخبرات، وخاصةً على مستوى طلاب وأساتذة كليات اللاهوت.

التشجيع على التخصص بالدراسات السريانية في الجامعات.

إعادة إحياء مؤتمرات التراث السرياني في الشرق الأوسط.

تشكيل لجان مشتركة للبحث في المسائل ذات الاهتمام المشترك، ولا سيّما ما يتعلّق بالطقوس والليتورجيا.  إقامة ندوات ولقاءات ونشاطات تهدف إلى نشر الوعي بين أبناء كنائسنا في بلاد الشرق وعالم الانتشار عن الهوية السريانية المشتركة لكنائسنا، وتحفيز الأجيال الصاعدة للمحافظة على هذا التراث التاريخي الأصيل وتعزيز الانتماء إليه.

ختاماً 

نجدّد شكرنا للرب الإله الذي رافقنا في اجتماعاتنا ونقاشاتنا، وإيّاه نسأل كي يفيض علينا مواهب روحه القدوس فنتابع شهادتنا له بقوة وشجاعة وحكمة، ونعمل معاً من أجل رعاية قطيع المسيح الذي اؤتمنّا عليه والمحافظة على إرثنا السرياني العريق. واتّفقنا على المضي قُدُمًا في هذا اللقاء بشكل سنوي.

كما نصلّي من أجل الأمن والسلام والعدل والاستقرار في العالم أجمع، وخاصةً في شرقنا الحبيب، مهد المسيحية ومنبع جذورنا وحضارتنا وتراثنا وثقافتنا، والذي نحن فيه مؤسِّسون ومتأصّلون، ومن أجله قدّمت الكنيسة تضحيات جسام، مستذكرين بشكل خاص معاناة صاحبي النيافة المطرانين مار غريغوريوس يوحنّا إبراهيم وبولس يازجي المغيّبَين مع سائر إخوتهم المخطوفين من الكهنة والعلمانيين، مصلّين من أجلهم ومطالبين أصحاب النفوذ وذوي النوايا الحسنة العمل الحثيث من أجل الكشف عن مصيرهم. ونجدّد دعوتنا لأبناء كنائسنا بأن يعتزوا ويفتخروا بماضيهم وحاضرهم، ويظلّوا ثابتين ومتجذّرين كلٌ في وطنه، مؤدّين شهادة حيّة لإيماننا المسيحي، بالمحبّة والفرح والتسامح والعيش المشترك مع إخوتنا في الإنسانية وشركائنا في الوطن، على أسس التعدّدية، والحرّية، وحقوق الإنسان، والمواطنة، والعدالة، والمساواة، وبناء السلام، كونها مفاهيم تعزّز القِيَم والمصالح المشتركة، واثقين بوعد الرب يسوع القائل لكنيسته: "ها أنا معكم كلّ الأيّام حتّى انقضاء الدهر" (متى 28: 20). وفي مناسبة حلول عيد ميلاد الربّ يسوع المسيح بالجسد ورأس السنة الجديدة 2023 والدنح (الظهور الإلهي)، نتقدّم بأحرّ التهاني وأطيب الأمنيات من أبناء وبنات كنائسنا في العالم أجمع. ومع ملائكة بيت لحم، وبرجاء صالح، نصلّي من أجل الأمن والسلام في العالم بأسره".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 16 و 17 كانون الأول/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 16 كانون الأول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/114123/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1630/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 16/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/114125/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-december-16-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/