المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 كانون الأول/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.december16.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي. سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/تعليق فيديو وبالنص عنوانه: الرئيس عون وحزبه، وقائد القوات اللبنانية وكل المسئولين في الحزبين هم من تآمروا على حق المغتربين الانتخابي  وحرموهم منه.

الياس بجاني/طالما أن فرنسا تحابي إيران وتسترضيها وعينها على اسواقها، وطالما لم تضع حزب الله على قوائم الإرهاب بكليته تبقى منحازة وتخدم احتلال إيران للبنان.

الياس بجاني/اكثر ناس ما بيشبهوا لبنان ولا خصون فيه هني سيد امونيوم ونعيم قاسم وقبلان وقاووق وباقي شبيبة وعجزة وابواق حزب الله.. اضبضبوا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نبذه عن حياة المكرّم الأخ اسطفان نعمه وملف تطويبه

فيديو من تلفزيون الجديد: هذا ما قاله الرئيس ميشال عون اليوم عن انتخاب المغتربين خلال حواره من المجلس الجديد لنقابة المحررين.

الفصل الثاني من كتاب الدكتورة رندا ماروني: الدولة في العالم العربي من الحداثة إلى العولمة/الصراعات الدولية والمحلية ونشأة الدولة في العالم العربي وتطورها

عليلٌ تراخى/الأب سيمون عساف

لبنان في "الثلاجة الدولية"... والمساعدة الخليجية مشروطة بالإصلاح وحصر السلاح

عون يحشر ميقاتي و"حزب الله": "يا روح ما بعدِك روح"!

موقف خليجي موحّد تجاه لبنان… فهل يقابله التزام لبناني؟

"حزب الله" ودعوى جديدة ضدّ سعيد: السكوت على التعرّض لـ"سماحة السيد" قد انتهى

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 15 كانون الأول 2021

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 15/12/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تفلت غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ السورية: تهريب أشخاص واعتداءات وخطف مقابل فدية وعصابات من العشائر تسيطر على المعابر

لبنان في "الثلاجة الدولية"... والمساعدة الخليجية مشروطة بالإصلاح وحصر السلاح

عون يحشر ميقاتي و"حزب الله": "يا روح ما بعدِك روح"!

سوريا تستعيد حلم تلزيمها لبنان… حلف عربي بالمرصاد!

بعبدا تتفرّج… وتنتظر رحمة “الحزب”!

لبنان مهدّد بانقطاع الانترنت

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

سوريا.. هجوم صاروخي إسرائيلي على المنطقة الجنوبية

غوتيريش يناشد واشنطن وطهران العودة إلى الاتفاق النووي

مسؤول أميركي: سنرد على أي تصعيد نووي إيراني جديد

إسرائيل تكتشف نقصاً في طائرات قد تلعب دوراً محورياً في ضرب إيران

تقدم بطيء» في فيينا... وطهران ترفض التعاون بخصوص منشأة كرج

«الطاقة الذرية» تحذِّر من «اتساع الفجوة»... وواشنطن تعد «البدائل» لفشل المحادثات

الوكالة الذرية: نريد معرفة أين تخبئ إيران كل غرام يورانيوم

روسيا تسلم الولايات المتحدة قائمة مقترحات لضمان أمنها

التحالف» ينفّذ ضربات جوية لأهداف عسكرية مشروعة بصنعاء

القمة الخليجية تشدد على استكمال مقومات الوحدة اقتصادياً ودفاعياً وأمنياً

297 جريمة نتيجة طلق ناري و36 طعناً بأداة حادة خلال عام في سوريا/حلب الأولى بحالات الانتحار... ودرعا في جرائم القتل

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحزب الواهن الموهوم/بول ناصيف عكاري/الكلمة أولاين

الشروط الاستراتيجية الحقيقية لإيران/د. وليد فارس/انديبندت عربية

أولويات الثنــائي تعمّق الأزمــة/غسان عياش/جريدة النهار

«جنون الدولار» هل يقرِّب النهايات؟/طوني عيسى/الجمهورية

رداً على الشيخ نعيم قاسم/د. ميشال الشماعي/نداء الوطن

لبنان مخطوف وحزب الله دولة تسيطر على «اللادولة»/العميد الركن نزار عبد القادر/اللواء

مصرف لبنان يمهّد لتحرير أقساط القروض بالدولار/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

المرحلة الثانية من إستطلاعات "التيّار": المكتوب يُقرأ من عنوانه/كلير شكر/نداء الوطن

ليس تماساً كهربائياً وليس فصيلاً فلسطينياً/سناء الجاك/نداء الوطن

المخيّمات تحت المجهر: تجميد العمل المشترك ومخاوف من "طابور خامس" وتوتّرات متنقّلة/محمد دهشة/نداء الوطن

هل ارتدى التحقيق بقضية المرفأ طابع التحدي الشخصي؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

البحث عن " سعيد عقل "  لإحياء لبنان/توفيق شومان/فايسبوك

الإمارات حسمت خيارها/خيرالله خيرالله/النهار العربي

إنّه نهج وليس «حادثاً»/حازم صاغية/الشرق الأوسط أونلاين

كبتاغون نظام الأسد!/فايز سارة/الشرق الأوسط أونلاين

مكان سلاح «حماس» فلسطين/بكر عويضة/الشرق الأوسط أونلاين

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون شارك في افتتاح تساعية الميلاد في الجامعة الانطونية

عبد الساتر: ندعو القادة والجميع لعيش ثورة الميلاد فيتخلوا عن مصالحهم الشخصية

الجلخ: أملنا أن تتمكنوا من فتح كوة في جدار الأزمة

الراعي دشن كنيسة مار نعمة الله في دير سيدة طاميش: قديسو لبنان ضمانتنا ولن يسمحوا بزواله

الرئيس عون استقبل كومار

جاه: الحكومة ستفي بالتزاماتها لانجاز مشاريع يمولها البنك الدولي

بري: مستعدّ للصعود مشيًا الى قصر بعبدا!

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي. سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا

إنجيل القدّيس يوحنّا07/من32حتى36/:”سَمِعَ الفَرِّيسَيُّونَ مَا كَانَ يَتَهَامَسُ بِهِ الجَمْعُ في شَأْنِ يَسُوع، فَأَرْسَلُوا هُمْ والأَحْبَارُ حَرَسًا لِيَقْبِضُوا عَلَيْه. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي. سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا». فَقَالَ اليَهُودُ بَعْضُهُم لِبَعْض: «إِلى أَيْنَ يَنْوِي هذَا أَنْ يَذْهَب، فلا نَجِدَهُ نَحْنُ؟ هَلْ يَنْوِي الذَّهَابَ إِلى اليَهُودِ المُشَتَّتِينَ بِيْنَ اليُونَانيِّينَ، ويُعَلِّمُ اليُونَانيِّين؟ مَا هذِهِ الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا: سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا؟».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

تعليق فيديو وبالنص عنوانه: الرئيس عون وحزبه، وقائد القوات اللبنانية وكل المسئولين في الحزبين هم من تآمروا على حق المغتربين الانتخابي  وحرموهم منه.

الياس بجاني/15 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104788/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%87-2/

ترى من هم السياسيين والرسميين وأصحاب شركات الأحزاب الذين تنكروا لحقوق المغتربين بما يخص دورهم في الانتخابات النيابية؟

الذين تنكروا للمغترب وتآمروا على حقوقه، هم أنفسهم من يناورون حالياً دجلاً ونفاقاً مدعين الوقوف إلى جانب المغترب والمحافظة على حقوقه بالمواطنة؟

عملياً كل نائب لبناني أكان مستقلاً أو ممثلاً لأي حزب، وافق على القانون الانتخابي الذي أُقر سنة 2081 ، قد حرّم عن سابق تصور وتصميم كل مغترب ومتحدر من أصول لبنانية من حقه المقدس في المواطنة، وهو المشاركة في الانتخابات النيابية مثله مثل اللبناني المقيم، وليس حصر دوره فقط بهرطقة انتخاب 6 نواب بآلية غير قابلة للتطبيق وغير عملية، وغير معمول به في أي بلد من بلدان العالم.

قيادة حزب القوات اللبنانية، وكذلك قيادة حزب التيار الوطني تحديداً، يتحملون المسؤولية الأولي في حصول هذه المجزرة الانتخابية التي أجرمت بحقوق  المغتربين. وهؤلاء هم من هلل وفاخر يوم إقرار القانون الانتخابي المسخ  المسمى “قانون جورج عدوان القواتي”، الذي جاء من ضمن “الصفقة الرئاسية”، الخطيئة والخطأ، التي سلمت لبنان للمحتل الإيراني، وداكشت السيادة والاستقلال والحقوق بالكراسي والمواقع والمنافع الذاتية، بقصر نظر مرّضي، وانعدام رؤية وغباء.

أمس عبر الرئيس عون عن خوفه من الاغتراب وأهانه، وقال حرفياً خلال حواره مع المجلس الجديد لنقابة المحررين. :”معقولي ما بعرف كم ألف إنسان يصوتوا عنا نحن هوني، ما عم نعطين تمثيل إلون حتى يكونوا ضمن المغتربين او المنتشرين بالعالم، وحتى يعرفوا قضاياهم ويوصلولنا ياها او يعملوا مساعدات للبنان”. هذا كلام يرقى إلى درجة الخيانة العظمى.

أما زجليات قائد حزب القوات اللبنانية، وكل المسئولين في حزبه من نواب وإعلاميين، وتغنيهم بالاغتراب، وتملقهم له وجولاتهم على بلدانه، فهي كلها كلام بكلام، غير جدي ومفرغ من الأفعال لأن الحزب هو من كان من المطبلين والمزمرين للقانون الانتخابي الذي حصر الانتخاب الاغترابي ب6 نواب فقط. مرفق في أسفل بنود القانون الانتخابي المتعلقة بالاغتراب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

 

كل لبناني يؤيد احتلال حزب الله، أو يتعامى عنه، هو عملياً شريكه في كل ارتكاباته المحلية والإقليمية والدولية

الياس بجاني/11 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104700/104700/

إن الحقيقة المعاشة والملموسة في وطن الأرز والقداسة والقديسين والرسالة، لم تعد خافية على من لديه ضمير، ووجدان، وأحاسيس إنسانية، وحس نقدي حي، وانتماء وطني، واحترام للقانون والدستور، وخوف من الله، ويتمتع بنعمتي البصر والبصيرة. فإن الحقيقة الساطعة هي أن حزب الله هو جيش احتلال إيراني كامل الأوصاف، ويحتل لبنان بالقوة العسكرية والإرهاب والغزوات، وبكل أنواع الإرتكابات.

في هذا السياق الإحتلالي المكشوف، لم يعد في لبنان من حفي إلا وأصبح معروفاً،، ولم يعد من قناع إلا وسقط، ولم يعد من طروادي إلا وانفضح، ولم يعد من اسخريوتي إلا وفاحت منه رائحة الخيانة، ولم يعد من ملجمي متستر، ولم يعد من رجل دين جاحد إلا وتعرى، ولم يعد من مواطن غنمي إلا وظهر حبل الذل والتبعية حول رقبته، ولم يعد من سياسي ذمي ومستسلم وأداة وبوق إلا وظهرت للعيان قذارته.

يبقى أنه مهما استكبر وتوهم الأشرار، والمنافقين، والإنتهازيين، والطبول، والصنوج، والعكاظيين، فإنه لا يمكن إخفاء حقيقة احتلال، وممارسات، وإرتكابات، وفجور، واستكبار، وخطورة مخطط حزب الله الإيراني، الهادف إلى اقتلاع لبنان وتدميره، واستبداله بجمهورية تابعة لنظام ولي الفقيه الفارسي.

فما من خفي إلا سيظهر، ولا من مكتوم إلا سينكشف ويعرفه الناس، وقد سقطت كل الأقنعة، ووقعت كل أوراق التين، والحقيقة الصادمة والإبليسية لم يعد بمقدر أحد إخفائها.

ودون أدنى شك، فإن وطن الأرز والرسالة والحرف هو محتل، وقد تم تحويله بالقوة لساحة مباحة لحروب وإرهاب ملالي إيران، كما أن قرار دولته وحكامها ومؤسساتها على المستويات كافة مهيمن عليه ومصادر، في حين أن الشعب اللبناني بشرائحه كافة يتعرض لأبشع أشكال الإفقار والتجويع والإذلال والحرمان والتهجير والبلطجة والإرهاب والقمع.

وبسبب الإحتلال فإن الحدود سائبة ومشرعة، والمؤسسات معطلة، والدويلة أقوى من الدولة، والقضاء مسير وواقع تحت هيمنة قوى الإرهاب، والقوى الأمنية من جيش وقوى أخرى إما مخترقة ومعطله، أو مهيمن على بعضها بالكامل، ورئيس الجمهورية أداة بيد المحتل، ومجلس النواب مهمش، ومن يرئسه يعمل بأمرة حزب الله، كما أن الحكومة لا تمثل لبنان وسياسي هو صنيعة نظام الأسد يرأسها، والوزراء فيها ينفذون ولا يقررون.

يبقى، أن الكارثة تكمن في خامة الطاقم السياسي والحزبي في سواده الأعظم، فأفراده لصوص وتجار هيكل، وتطول قائمة السواد وتطول، إلا أنه ورغم كل هذا الظلام القاتم فلبنان بإذن الله سوف يستعيد استقلاله، وكل الأبالسة وقوى الشر إلى الهزيمة طال الزمن أو قصر لا فرق.

في الخلاصة، وطبقاً لمعايير الأرض والسماء، وشرائع الحق والإيمان والوطنية كافة، فإن كل من يؤيد هذا الحزب، أو يسايره، أو يتحالف معه أو يسوّق له، أو يتعامى عن شروره وأخطاره وعن مشروعه الإحتلالي والمذهبي والتدميري، أو يستفيد منه، هو شريكاً كاملاً له في أفعاله الإرهابية، أكان داخل لبنان أو خارجه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

https://www.youtube.com/watch?v=k6hfShKuOxw&ab_channel=EliasBejjani

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط 

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية 

نبذه عن حياة المكرّم الأخ اسطفان نعمه وملف تطويبه

The life and journey of Estephan Nehme/Robert Cusack /Special to The Daily Star/Monday, June 28, 2010

قرار تطويب المكرّم الأخ إسطفان نعمة» من كفيفان

http://eliasbejjaninews.com/archives/28610/robert-cusack-the-life-and-journey-of-estephan-nehme-%d9%86%d8%a8%d8%b0%d9%87-%d8%b9%d9%86-%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%83%d8%b1%d9%91%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae-%d8%a7%d8%b3/

من أرشيف عام 2010

 

فيديو من تلفزيون الجديد: هذا ما قاله الرئيس ميشال عون اليوم عن انتخاب المغتربين خلال حواره من المجلس الجديد لنقابة المحررين.

قال عون: “معقولي ما بعرف كم ألف انسان يصوتوا عنا نحن هوني، ما عم نعطين تمثيل إلون حتى يكونوا ضمن المغتربين او المنتشرين بالعالم، وحتى يعرفوا قضاياهم ويوصلولنا ياها او يعملوا مساعدات للبنان”.  (كلام عون الذي هو في بداية الفيديو المرفق لم ينقل في التقرير الرسمي الذي هو في أسفل باللغتين العربية والإنكليزية)

http://eliasbejjaninews.com/archives/104771/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d9%85%d8%a7-%d9%82%d8%a7%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b1/

وقائع حوار رئيس الجمهورية ميشال عون مع المجلس الجديد لنقابة المحررين في القصر الجمهوري

14 كانون الأول/2021

 

الفصل الثاني من كتاب الدكتورة رندا ماروني: الدولة في العالم العربي من الحداثة إلى العولمة/الصراعات الدولية والمحلية ونشأة الدولة في العالم العربي وتطورها

http://eliasbejjaninews.com/archives/104744/%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b5%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%b1%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%a7%d8%b1/

15 كانون الأول/2021

 

عليلٌ تراخى

الأب سيمون عساف/15 كانون الأول/2021

لديَّ خطايا كبيرَهْ وصفحُكَ يا رب أَكبرْ

ونفسي بروحي خبيرهْ وروحك أَدرى وأَخبرْ

إِني زللتُ الصفحَ أَستعطي لِلْمُلْكِ رغم الزلَّةِ اختَرني

يرجوك فقري أَيُّها المُعطي  بالعدلِ لا! بالرحمةِ استُرني!

إِني إِليك راجعٌ  يا خالقي أَخشى اللقاءْ

لفحُ الخطايا واجعٌ  كم تهتْ في صحرا الشقاءْ

خفقُ الحنايا ساجعٌ  يرنو إِلى دار البقاءْ

فالتوقٌ صحوٌ هاجعٌ  يهفو إِلى فجر النقاءْ

والعمرُ موتٌ فاجعٌ يختارنا بالإِنتقاء

خمرٌ وخبزٌ ناجعٌ  من مهد رب قادرٍ

ميلاده للإِرتقاءْ

حيائي الروحَ أَغناها  إِلهي امنحها مغناها

كفاها شرُّ ماضيها   ثقيلُ الإِثمِ أَحناها

أَمِن ذنبٍ تقاضيها وضغطُ القهرِ أَضناها

فعالجها وراضيها يُضيءُ الناسَ أَسناها

عتابٌ يبكِّتُ وَجْدي كليمُ الفؤادِ دموعَ الندامةِ آخا

ووخزُ الضميرِ الثقيلِ أَليمٌ شموخَ رواسي الجبالِ أَناخا

إِلهي عليك التوكُّؤُ كُن لي عصا، العزمُ مني عليلٌ تراخى

سقيمٌ وما زلتُ شابَّا فكيف إِذا الشابُ ولَّى وعلَّ وشاخا؟!

 

لبنان في "الثلاجة الدولية"... والمساعدة الخليجية مشروطة بالإصلاح وحصر السلاح

عون يحشر ميقاتي و"حزب الله": "يا روح ما بعدِك روح"!

نداء الوطن/15 كانون الأول/2021

الدولار "طلوع" والانترنت مهدد بالانقطاع، و"أوميكرون" يتفشى والقدرات الطبية والاستشفائية والتمريضية تتلاشى، والأرضية المعيشية والمالية والاقتصادية تنهار تحت أقدام جميع اللبنانيين، بعدما أوصدت السلطة كل نوافذ الأمل، وآخرها نافذة "معاً للإنقاذ" التي أحكم الثنائي الشيعي إيصادها وختمها بـ"شمع أحمر قضائي" ممنوع قبعه عن قاعة مجلس الوزراء إلا بعد قبع المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار. وبينما تدور الدوائر على البلد وتتناوب المصائب على قهر أبنائه وإذلالهم يوماً بعد آخر، بدأت الروابط تتفكك بين الأكثرية الحاكمة، والوثاق يتحلل بين أركانها، تنصلاً من المسؤوليات وتقاذفاً للاتهامات حيال ما بلغته أحوال الناس، وقد بلغ التضعضع على جبهة السلطة أشده أمس بكلام من العيار الثقيل، ألقى من خلاله رئيس الجمهورية ميشال عون بثقله الرئاسي والدستوري على قاعدة "يا روح ما بعدِك روح" رفضاً لتعطيل آخر حكومات العهد، بحيث لم يتردد علناً في حشر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في زاوية وجوب الدعوة إلى انعقاد مجلس الوزراء "ولو تمت مقاطعتها" من قبل الثنائي الشيعي، وفي زجّ "حزب الله" في قفص الاتهام الصريح بأنه يتحمل مسؤولية مباشرة عن تعطيل الحكومة وشل الدولة والإمعان في خرق الدستور ومفاقمة معاناة اللبنانيين.

وفي سياق يتكامل مع اعتبار تكتل "لبنان القوي" برئاسة النائب جبران باسيل أمس أنّ عدم دعوة ميقاتي إلى انعقاد مجلس الوزراء يندرج ضمن إطار "الموقف المتواطئ" الذي يجعل من الحكومة ساقطة "دستورياً وسياسياً وشعبياً"، أتت مواقف رئيس الجمهورية أمام وفد نقابة المحررين لتضع الإصبع على الاستنزاف الحكومي "بين السياسة والقضاء"، مطلقاً جملة مواقف تدشن معركة "الحياة أو الموت" التي يخوضها العهد في سنته الأخيرة والتي لا يبدو أنها ستستثني بنيرانها لا الحلفاء... ولا "الأصدقاء" على حدّ توصيف عون لـ"حزب الله" في معرض تصويبه على الأداء التعطيلي الذي ينتهجه "الحزب" حكومياً ودستورياً.

ولأنّ اللعب أصبح "على المكشوف"، قالها رئيس الجمهورية بالفم الملآن: "أريد جلسة لمجلس الوزراء اليوم قبل الغد وبمن حضر"، وهذه "رسالة" وفق مصادر واسعة الاطلاع "تتجاوز السراي الحكومي لتصل مباشرةً إلى حارة حريك وعلى وجه الخصوص إلى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، تعبيراً عن تعاظم الامتعاض العوني من تجاهل "الحزب" حاجة العهد وتياره الملحة لخدمات الحكومة لتحقيق أي إنجاز إصلاحي عشية الانتخابات النيابية وقبيل انتهاء الولاية الرئاسية". أما ميقاتي، فمن حيث لا يتوقع وجد نفسه يقف على رأس حكومته "بين مفترقات ثلاثة، إما أن ينحاز إلى إلحاح عون على الدعوة لانعقاد مجلس الوزراء رغم مقاطعة الثنائي الشيعي وحينها تفتح الأبواب على كل الاحتمالات، وإما يستمر في تريثه ومحاولاته التي يبدو أنها لن تصل إلى أي مكان إذا لم يسبقها تطيير المحقق العدلي، وفي ذلك خطورة كبيرة جراء تدحرج التطورات الدراماتيكية المرتبطة بالانهيار المعيشي والاقتصادي والمالي، وإما أن يبقي آماله معقودة على فرنسا للتدخل وحل الخلاف مع الخليج العربي، لكنّ هذه الآمال سرعان ما طوّقتها قائمة المطالب المشتركة السعودية - الفرنسية والتي عبرت عنها محادثات جدة بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي عاد وجال بها على عواصم دول مجلس التعاون جاعلاً منها مفتاح الحل والربط الخليجي في التعاطي مع لبنان الرسمي، بما يشمل حصرية السلاح بيد الدولة واستكمال تنفيذ القرار 1559 ووقف أعمال "حزب الله" العدائية والارهابية، وهذا ما يجعلها أشبه بمهمة مستحيلة أمام حكومة ميقاتي".

وبالنظر إلى التعقيدات المتعاظمة، فإنها تؤشر بحسب أوساط مراقبة إلى "حقيقة مرّة يحاذر اي من الفرقاء في السلطة النطق بها وهي أنّ القوى الاساسية في الحكومة الحالية لا تريد إجراء الانتخابات إنما تعمل وفق أجندة التفاوض غير المعلن حول التمديد لسنة او سنتين، وسط الحديث عن الشروع باتجاه تمديد شامل للمجلس ورئاسته الثانية وصولا الى الرئاسة الاولى وبينهما حكما الرئاسة الثالثة بتركيبتها الحالية، وإلا في حال تعذر الوصول إلى هذه التسوية، فإنّ الجميع في السلطة يبدو ذاهباً باتجاه تكريس الفراغ في كل المواقع الدستورية لفرض الجلوس إلى طاولة مؤتمر تأسيسي"... لكن الأخطر هنا، هو ما ينقله زوار عاصمة كبرى من أنّ "الملف اللبناني موضوع حالياً بالثلاجة الدولية"، وقد سمع مسؤولون لبنانيون كلاماً صريحاً بهذا المعنى يشدد على وجوب عدم انتظار الحلول من الخارج للأزمة اللبنانية، "فيمكنكم الاستمرار في استنزاف بلدكم لكن لن تجدوا في نهاية المطاف من سيقدم يد العون لطبقة سياسية مكانها ليس في سدة المسؤولية إنما خلف قضبان العدالة". وتزامناً، جددت قمة الرياض أمس التأكيد على الموقف الخليجي الموحد حيال لبنان بشكل يرهن مساعدته بشروط إصلاحية وسيادية أبرزها "منع جماعة حزب الله من القيام بعمليات إرهابية، وتعزيز الجيش وضمان اقتصار الأسلحة على مؤسسات الدولة الشرعية"، كما أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف إثر انتهاء القمة، مؤكداً في الوقت عينه على ضرورة "تشديد الرقابة على الحدود واتخاذ إجراءات لردع تهريب المخدرات عبر الصادرات اللبنانية إلى السعودية وسائر دول الخليج".

 

موقف خليجي موحّد تجاه لبنان… فهل يقابله التزام لبناني؟

وكالة الانباء المركزية/15 كانون الأول/2021

تمكن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان من تأمين إجماع حول البيان المشترك الذي صدر في أعقاب زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الرياض حول لبنان وخريطة طريق خروج لبنان من ازمته وعزلته الخليجية، والذي تُوّج ببيان مجلس التعاون الخليجي، خلال قمته الـ42 في الرياض، والذي دعا السلطات اللبنانية إلى إجراء إصلاحات شاملة ومنع ‏‏”حزب الله” من “ممارسة نشاطاته الإرهابية”.‏ ‏وقال الأمين العام للمجلس نايف فلاح الحجرف، خلال مؤتمر صحافي ‏عقب انتهاء أعمال القمة، إن الاجتماع قرر مطالبة “لبنان باتخاذ كافة ‏الإجراءات الكفيلة بالإصلاحات الشاملة ومكافحة الفساد وبسط ‏السيطرة على سيادته وكافة مؤسساته ومنع “حزب الله” الإرهابي من ‏ممارسة نشاطاته الإرهابية واحتضانه ودعمه للتنظيمات والميليشيات ‏الإرهابية المزعزعة للأمن والاستقرار في الدول العربية لتنفيذ أجندات ‏دولية وإقليمية”.‏ ‏وشددت القمة “على أهمية تعزيز دور الجيش اللبناني وضرورة حصر ‏السلاح بمؤسسات الدولة الشرعية والتشديد على مراقبة الحدود ‏واتخاذ الإجراءات الكفيلةبردع استمرار تهريب المخدرات من خلال ‏الصادرات اللبنانية تجاه المملكة العربية السعودية ودول مجلس ‏التعاون”. واستنكرت “استمرار التصريحات المسيئة تجاه دول مجلس ‏التعاون وشعوبها وإقامة مؤتمر صحافي في بيروت تعرض لمملكة ‏البحرين”.‏ فهل سيلاقي لبنان هذه المطالب الى منتصف الطريق؟

مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يؤكد لـ”المركزية” ان “أهمية ما حصل منذ زيارة ماكرون والبيان المشترك بين السعودية وفرنسا أرسى الثوابت، ومن ثم جاءت الجولة العربية لبن سلمان والقمة العربية لتُثبّتها، والأهم أنها وحدت الموقف الخليجي، الذي كان موجودا حول مسائل عدة، وبتنا اليوم أمام زخم جديد. يمكن القول ان هذه الدول كانت تتمايز في السابق، لكن الجولة الخليجية والقمة التي حصلت وحّدت الموقف من جديد فأصبح يتحدث بصوت واحد وبات من الصعب اللعب على التمايزات، وأكد في الوقت نفسه على هذه الثوابت، اي القرارات الدولية 1701 و1559 و1680 وحتمية وضرورة حل مسألة حصرية السلاح بيد السلطة اللبنانية، وعدم التدخل بسياسات الدول الخليجية، ولبنان لا يمكنه ان يكون منصة للمواجهة الاعلامية، او اطلاق حرب اعلامية او لتصدير الكابتاغون. اما بشأن المساعدات فعدنا الى الإجماع الدولي الذي حصّن مسألة الانقاذ الاقتصادي وربطها بالاصلاحات اولا واستعادة الدولة لسيادتها ثانياً وبكل ما ذكرناه في الموضوع السياسي”.

هل لبنان قادر على تلبية مطالب الخليج؟ يجيب نادر: “اليوم حكومة لبنان لا تجتمع بسبب الانسداد السياسي الحاصل وإصرار حزب الله على موقفه، وكي يتمكن لبنان من القيام بالمطلوب، عليه اولا القيام بخطوة اساسية من قبل حزب الله باتجاه دول الخليج وأهمها وقف الحرب الاعلامية ووقف التدخلات بالحروب بالوكالة التي تستهدف الدول العربية، وايضا هناك جزء مطلوب منه في الداخل اللبناني اي تسهيل العمل الحكومي والاهم من كل ذلك، المطلوب منه ومن شركائه في السلطة مسألة تسهيل وتنظيم الانتخابات النيابية في مواعيدها”.

وفي سياق متصل، تشير معلومات صحافية الى ان خلال زيارة بن سلمان الى قطر، والتي تزامنت مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إليها، قامت وساطات لجمع الرجلين في الدوحة،  حيث اعتقدت قطر انها نجحت من خلال الاتصالات التي اجرتها لتأمين لقاء في الدوحة بين الرئيس التركي وولي العهد السعودي، إلا ان حادث باريس الأخير بتوقيف رجل سعودي متهم بالمشاركة في قتل الصحافي عدنان خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول طيّر الاجتماع بعدما تبين ان فرنسا اوقفت السعودي بناء لمعلومات تركية تبين لاحقا انها غير دقيقة فأفرجت عن السعودي الا ان الحادث نسف مساعي قطر في ترتيب لقاء تركي سعودي وعودة العلاقات بين البلدين. فلماذا أُلغي الاجتماع؟ وهنا يقول نادر: “لا شك ان الجليد انكسر مع زيارة قطر، ولكن اليوم كي تجتمع تركيا والسعودية يجب ان يتم ذلك على اساس عقد، او ان يكون هناك امر ما قد أُنجز، وان تكون المصالحة العربية قد توطدت أكثر لا سيما مع قطر، والتي تسير برأيي على المسار الصحيح. كما يجب ان تترافق ايضاً مع خطوات من قبل تركيا باتجاه بعض الملفات الاساسية منها ما له علاقة بافريقيا، اثيوبيا والصومال وبسوريا وليبيا ايضا، هناك اكثر من ملف غير ان هناك تمايزا حتى لا نقول مواجهة في بعض الاحيان بين تركيا والبلدان العربية وعلى رأسها السعودية، اذاً، الامور تسير على الطريق الصحيح والا لما كانت حصلت المصالحة العربية وعودة قطر الى الحضن الخليجي بهذا الشكل لو لم يصر الى انجاز خطوات في هذا الاتجاه وقطع مسافة، لكن بالنسبة لتركيا الامور قد تأخذ مزيدا من الوقت كي تتطبع مجمل هذه الملفات، رغم انه تم انجاز اكثر من الخطوات كالتقارب مع الامارات ومصر ولكن ربما قد يكون هناك امور إضافية يجب ان تتم على مستوى الملفات الاخرى”.

 

"حزب الله" ودعوى جديدة ضدّ سعيد: السكوت على التعرّض لـ"سماحة السيد" قد انتهى

نداء الوطن/15 كانون الأول/2021

يبدو ان "حزب الله" ماض قدماً في المواجهة "السياسية ـ القضائية" مع النائب السابق الدكتور فارس سعيد، في معركة، آخر فصولها تجلّى في دعوى جديدة قدّمها ضده امس بعد دعوى "إثارة النعرات الطائفية والحرب الاهلية"، والتي لاجلها حضر سعيد امس الاول الى قصر العدل في بعبدا الا ان الجلسة لم تنعقد بسبب اضراب المساعدين القضائيين، ولم يتحدد لها موعد آخر. فبعد حديثه امس الاول عن "تعرّض غوغائيين من مناصري فارس سعيد للمحامين"، تقدّم عضو تجمع المحامين في "حزب الله" المحامي رضا مرتضى، بواسطة وكيله المحامي غسان المولى امس، بشكوى جزائية أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان ضد الدكتور سعيد، و"كل من يظهره التحقيق"، بـ"جرم الاعتداء على محامي اثناء ممارسته مهنته واثارة النعرات الطائفية والقدح والذم وتحقير الشعائر الدينية". وقد أحالت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون الشكوى إلى مفرزة بعبدا القضائية لإجراء التحقيق.

وعن خلفية الدعوى، قال المحامي غسان المولى لـ"نداء الوطن": لقد تعرض زميل لنا وكيل من ضمن تجمع المحامين في "حزب الله" للاهانة وهو يهمّ بالصعود الى سيارته، بالرغم من ارتدائه ثوب المحاماة، وفي القانون شخصه يعتبر كشخص القاضي لا يمكن الاقتراب منه، فهم اذن على علم انه محام وهناك اشرطة فيديو تظهر علمهم، اي ان فِعلتهم هي عن سابق اصرار وترصّد وليست عفوية، بل اهانة متعمدة".وشرح ان "الادّعاء تمّ بموجب 3 مواد، المادة 382 عقوبات التعرض لمحام اثناء قيامه بواجبه المهني و386 معطوفة على المادة 76 من تنظيم مهنة المحاماة والتي تتحدث عن التعرض للمحامي، و474 لتحقير الشعائر الدينية، اذ ان السيد حسن نصرالله هو رجل دين وشاءت الظروف ان يحل في منصب الامين العام لـ"حزب الله" وقد تم شتمه وعلى الملأ وامام عدسات الكاميرات، وعند الاساءة الى رجل دين تطبق المادة 474 والمتعلقة بالشعائر الدينية". وإذ أكد المحامي غسان المولى "ان زمن السكوت على التعرّض لسماحته قد انتهى"، اشار اخيراً الى "ان الحد الاقصى للعقوبة هي 3 سنوات"، لافتاً الى ان "الذين ادعى عليهم يمثلون امام التحقيق فور تبلّغهم، اما بالنسبة الى موعد الاستدعاء فيبقى من اختصاص النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 15 كانون الأول 2021

وطنية/15 كانون الأول/2021

النهار

تسود حالة من التكتّم حول زيارات بعض الموفدين الحزبيين إلى الخليج، وثمة معلومات عن زيارات أخرى لمرجعيات سياسية بارزة في وقت قريب.

لوحظ أنه كان إلى جانب النائب السابق فارس سعيد خلال استجوابه في قصر العدل في بعبدا، عدد من أبناء الطائفة الشيعية من منطقة جبيل.

يستمع مرجع سياسي باهتمام لكوادره بمن فيهم الوسطيون، سائلاً إيّاهم عن هذا المرشح وذاك للانتخابات النيابية ومواقف القاعدة الشعبية.

أبدى مرجع سياسي في خلال لقائه مع كوادر حزبه مخاوفه ممّا يُطبخ في بعض الدوائر للتمديد الرئاسي أو الفراغ.

الجمهورية

تحدثت معلومات عن إعتذار عدد من القضاة عن القيام بمهام رؤساء لجان قيد عليا و إبتدائية.

أرسل تيار سياسي عبر جهة حليفة إشارات الى جهة سياسية أخرى حول رغبته بتنقية العلاقة المتوترة بينهما فجاء الجواب سلبياً.

نصح أحد سفراء دولة غريبة مبعوثاً لبلاده الى لبنان بعدم التصريح من أحد المقرات الرسمية.

اللواء

تتنازع الإتجاهات في لبنان معلومات بعضها يتحدث عن تقدُّم في مفاوضات فيينا، وبعضها يشكك!

عادت مظاهر الطوابير تظهر، ولأول مرّة، بعد تأليف الحكومة أمام محلات الصيرفة أو في داخلها..

تكاد الإتصالات تنقطع بين مسؤول كبير ومرجع على خلفية ملاحظات تتراكم منذ أسابيع؟

نداء الوطن

لم ينشر موقع قناة المنار كل كلام الشيخ نعيم قاسم يوم السبت 11 كانون الأول خلال احتفال ‏العباءة الزينبية الذي أقامته الهيئات النسائية في "حزب الله" واقتطع من حديثه بعد كلامه عن لبنان الذي يريده العبارة التالية: "من أراد التحق به ‏ومن لم يرد فليبحث عن حل آخر. أنتم لا تشبهون لبنان نحن الذين نشبهه، لأن من يرتبط ‏بوطن يجب أن يرتبط به سيداً حراً مستقلاً".

توقيف عدد إضافي من أهالي عرب خلده سيؤثر سلباً على جهود التسوية التي كانت تحصل بينهم وبين "حزب الله" برعاية مديرية المخابرات، بعد عقد اجتماعات عدة في أحد مراكز المخابرات للبحث في تفاصيل فك الإشتباك التي تتعلق بالموقوفين والمتهمين وبقطع طريق خلده.

لم تقدّم الأجهزة الأمنية أو القضائية اللبنانية بعد أي معلومات أو رواية حول التحقيق في الإنفجار الذي وقع في أحد مخازن حركة حماس في مخيم برج الشمالي، وبرز سؤال عما إذا كانت تولت التحقيق وهل تمّ السماح لها بذلك أم أنها مسألة تتجاوز السيادة اللبنانية؟

الأنباء

قرارات مالية مبهمة وغير مفهومة بقصد العلاج واذ بها تترك اثارا اكثر سلبية على الناس وقدرتهم الشرائية.

مؤشرات باتت تؤكد الاتجاه لرفع الاسعار في قطاع لا يزال يحافظ على التسعيرة القديمة حتى اليوم.

البناء

تؤكد مصادر سياسية أن الضغط بسعر الصرف منصة سياسية لفرض التراجع عن الشروط التي وضعها الثنائي لانعقاد اجتماع مجلس الوزراء حول إصدار موقف من تجاوزات القاضي طارق بيطار ودعوة وزير العدل ومجلس القضاء الأعلى لمعالجتها.

قال مسؤول أوروبي إن التصعيد الأميركي حول أوكرانيا منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة الضغط للحصول على تعهد موثق من حلف الناتو بالامتناع عن ضم أي من دول أوروبا الشرقية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 15/12/2021

وطنية/15 كانون الأول/2021

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان" 

على عجل هذه المرة أقدمت الحكومة اللبنانية على وأد أزمة جديدة مع دول الخليج العربي أطلت برأسها من مؤتمر جمعية الوفاق البحرانية المعارضة ، فقررت ترحيل أعضاء الجمعية التي لم تجد في الدنيا سوى بيروت لإطلاق الإساءات ضد مملكة البحرين ، في خطوة تطرح أسئلة كثيرة حول سر استيلاد الأفخاخ أمام الحكومة وأهداف تعميق الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد، وكأنه ينقص اللبنانيين استحضار المزيد من مصائب الآخرين الى يومياتهم .

وفيما يجري العمل على ترحيل البحرينيين ، وصل الى لبنان رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل ، ما طرح أسئلة أيضا حول توقيت الزيارة لا سيما أنها تأتي عقب يومين على انفجار مخيم البرج الشمالي الذي قيل أنه استهدف الحركة.

اما شغل اللبنانيين الشاغل أي جنون الدولار فبعد تحليقه أمس ليلامس تسعة وعشرين الفا، عاد اليوم أدراجه منخفضا تأثرا بالآلية التي تقرر العمل بها للجم تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية عقب اجتماع السراي أمس برئاسة رئيس الحكومة بحيث انخفض عن ثمانية وعشرين ألفا حتى اللحظة والاجتماعات متواصلة للجم تفلت السوق السوداء.

يحدث ذلك في ظل تعدد المآزق التي يعانيها البلد ، فوزير الصحة حذر من انفجار على صعيد كورونا وقطاعات الانتاج المعطلة تتسابق الى إعلان الإضرابات بدءا من الغد مع قطاع النقل العام ، ثم مياومي وجباة الكهرباء لتكتمل مع العاملين في القطاع الصحي مطلع العام ،  فيما يستمر أستاذة التعليم الرسمي بإضرابهم ولا يبدو في الأفق انفراجا على صعيد انعقاد مجلس الوزراء وسط تريث الرئيس ميقاتي في الدعوة الى عقد جلسة بغياب اي مكون عنها لتفادي إقحام البلد في مزيد من التشنج  والتأزم.

واليوم كان لافتا قول الرئيس بري إنه مستعد للصعود مشيا على الاقدام الى قصر بعبدا اذا شعر بوجود ايجابية لايجاد حل للازمة.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

 لبنان في منتصف الليل...وبلغة تشخيص الأعراض التي تعاني منها البلاد ، كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يضيء شمعة على درب الجلجلة ويصارح اللبنانيين بشكل معجل مكرر ، لا سيما أن تسعة وتسعين بالمئة مما يعانون منه أسبابه داخلية و"من عندياتنا" كما يقال

 للأزمة جذور لم تتكون في يوم او أيام أو في سنة... إنما منذ إقرار الطائف عام 1989 ومعروف من لم يؤيد الإتفاق ولم يطبق لا القانون ولا الدستور 

في الداخل اللبنانيون يتجاورون ولا يتحاورون علما أن مفتاح الحلول هو الحوار

ومن الخارج لبنان يتعرض للحصار مقابل انفتاح اسرائيل العدو على العرب ، الذين يقفلون ابوابهم على بلد دفع أثمانا باهظة من اجل تثبيت عروبته وهويته 

وانطلاقا مما يحكى عن إنتهاء صلاحية الطائف ومصيره ، دعا رئيس المجلس الى عدم نسيان ان الطائف قد عبد الطريق وأوقف الحرب ، لافتا في الوقت نفسه إلى وجود ملاحظات عليه ،  فهو ليس انجيلا ولا قرآنا كريما بل إتفاق يمكن تطويره او تعديله ، لكن يتوجب اولا تطبيقه بعد اقتناع البعض ان لبنان لا يمكن ان يتطور اذا بقي النفس الطائفي يتحكم به وسأل: هل الجميع مستعد لتطبيق كل ما هو منصوص عليه في إتفاق الطائف لا سيما البنود الإصلاحية ، من إقرار قانون إنتخابات خارج القيد الطائفي ، وإنشاء مجلس شيوخ وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية؟ ولعل الجواب البسيط على هذا السؤال الكبير هو :لنطبق الطائف مع قليل من المرونة وبيمشي الحال. 

ولأن العدل اساس كل حكم وعهد وملك... سأل الرئيس بري لماذا لم توقع التشكيلات التي أنجزها مجلس القضاء الأعلى؟ وقال:سهيل عبود ليس ابن عمي وليس نبيه بري من اقترحه... معروف من اقترحه و لو كان هناك مجلس قضاء اعلى يمارس دوره لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم من تطييف وتمذهب في القضاء 

وبناء عليه شدد رئيس المجلس على أن الثنائي الوطني لا يريد أبدا تطييف القضاء ، ولا تطيير طارق البيطار وما يريده فقط العودة الى القانون والدستور ، لا سيما ان القانون اعطى حقا خاصا لمحاكمة القضاة واعطى حقا ايضا لمحاكمة النواب والرؤساء والوزراء... لماذا لم يتم الإلتزام بهذه القواعد والأصول؟ ومن خلال نقابة المحررين وجه الرئيس بري رسالة الى رئيس مجلس القضاء الاعلى جاء فيها: القضاء في لبنان شبيه بالمحيط الهائج تقوده ساقية وحسبنا ما جاء في القرآن الكريم: "والسماء رفعها ووضع الميزان" وعلى مجلس القضاء الاعلى مسؤولية حسم هذا الموضوع

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون " او تي في"

بعد بكير. هكذا تجيب شريحة واسعة من الناخبين اللبنانيين اليوم لدى سؤالها عن الجهة التي اختارت التصويت لها في الانتخابات النيابية المقبلة.

من حيث الشكل، طبعا بعد بكير. فلا المجلس الدستوري أصدر قراره في الطعن المقدم من تكتل لبنان القوي، ولا مرسوم دعوة الهيئات الناخبة قد صدر، ولا تحديد موعد العملية الانتخابية تاليا قد تم.

 وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال الشخصيات والقوى السياسية المعروفة تبحث في ترشيحاتها وتدرس تحالفاتها، كما أن القوى الناشئة أو التي تحاول أن تنشأ، بمبادرات محلية او مدعومة من الخارج، تبدو في حال من التخبط والضياع حتى إشعار آخر.

لكن، اذا كان بعد بكير من حيث الشكل، فمن حيث المضمون، العكس هو الصحيح.

فأبدا مش بكير أن يدرك الناخبون ان عليهم واجبا وطنيا تاريخيا في الاستحقاق النيابي المقبل، وأن هذا الواجب الوطني التاريخي يتطلب منهم ألا يصوتوا لا انتقاميا ولا انجرافا وراء تجييش ولا انجرارا خلف حملات اعلامية أو اعلانية، وبالتأكيد لا تأثرا برشاوى انتخابية بأشكالها القديمة أي المال والخدمات الفردية، او المستحدثة كالمساعدات المالية والعينية تحت شعار مواجهة الازمة.

أبدا مش بكير أن يميز الناخبون بين القوى والشخصيات التي طالما حذرت من الوصول الى الواقع الذي نحن فيه، وبين تلك التي كان لها الدور الابرز في حصوله، وتحاول اليوم أن تتنصل مما اقترفت أيديها، بعمليات تجميل صورها القبيحة، أو عمليات الاغتيال المعنوية التي تنفذ في شكل مفضوح.

أبدا مش بكير أن يجري الناخبون جردة حساب سياسية وميثاقية واقتصادية ومالية… فتحت كل من هذه العناوين، هناك حق وهناك باطل، ولا يجوز ألا يكون شعب لبنان طرفا إلى جانب الحق وضد الباطل.

وبالعودة الى يومياتنا، حق اللبنانيين أن تجتمع حكومة انتظروا طويلا ولادتها لتعالج أزماتهم المتوالدة…. وباطل أن يمنع اجتماعها من خلال المزج بين المسارات القضائية والسياسية في البلاد. ومن هنا نبدأ نشرة الاخبار.

"مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في  *

الدولار عاد الى حدود ال 27 الف ليرة اليوم ، لكن من يضمن هبوط اسعار السلع مجددا ، ولا سيما الاساسية منها ؟ فالأسعار الجديدة تكرست ، واصبحنا امام واقع اجتماعي مختلف ، والمواطن دائما هو من يدفع الثمن . والاخطر ان لا شيء يدل على ان التلاعب بالدولار سيتوقف. فالمافيات المالية تسرح وتمرح، وتمارس ألاعيبها الجهنيمة على اللبنانيين بلا حسيب ولا رقيب . الى المأزق الاقتصادي  يضاف الاحتقان السياسي، ولو على البارد بين الاطراف والقوى السياسية ، وهو ما يتجلى في انعدام الحديث عن عقد جلسة للحكومة ، كأننا لا نزال نملك ترف هدر الفرص، وهدر الوقت.

 فهل معقول ان يكلف اصرار الثنائي الشيعي على قبع المحقق طارق البيطار اللبنانيين كل هذا الثمن الغالي؟ وهل مطلوب من القضاء ان يرضخ للسياسيين ، لكي تعاود الحكومة عملها الطبيعي؟ وايهما اهم في النتيجة: الاصرار على قبع  البيطار ام منع افقار شعب وعرقلة سقوط دولة وانهيار جمهورية؟ . 

المؤذي اكثر في الموضوع ان الموفد الفرنسي بيار دوكان، الذي غادر لبنان بعد زيارة استمرت يومين،  كان نبه المسؤولين الى ضرورة الاسراع في انجاز الخطة الاقتصادية - الاجتماعية والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي قبل الربيع المقبل، والا فان الامور ستعلق الى بداية العام 2023.

 طبعا تحذير دوكان لم يلق آذانا صاغية من المسؤولين اللبنانيين، الذين لم يجدوا سببا للعجلة، وخصوصا انهم منشغلون بمهاتراتهم اليومية. وآخرها اليوم "تنقيف" الرئيس بري على رئيس الجمهورية امام وفد نقابة المحررين، ما يشكل ردا غير مباشر على ما قاله رئيس الجمهورية امس.

 فهل بالسجالات بين المسؤولين تبنى الاوطان ؟ فيا ايها اللبنانيون : الوطن يمر في ازمة مصيرية، والمحك الاساسي سيكون في الانتخابات المقبلة. صوتكم سيكون الاساس لتغيير الواقع من حال الى حال، ولا تغيير حقيقيا الا اذا تذكرتم والتزمتم: اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

وطن مصلوب على دولار أسود، وفوضى قرارت يصدرها المعنيون ، وزمرة من المتآمرين من مافيات ومضاربين تحركهم أياد خفية وتطبيقات شيطانية تمتد الى أبعد بكثير من حدود الوطن.

شعب بات من عجائب الدنيا في الصبر والتحمل في بلد تتقاذفه أهواء ومصالح مسؤولين ، المواطن ليس له مكان في سلة عملاتهم الصعبة، ومدرج فقط على لوئحه الانتخابية التي سرعان ما يبطل مفعولها.

بلد محاصر من القريب قبل الغريب ومن الشقيق قبل العدو. الرئيس نبيه بري يؤكد أمام نقابة المحررين أن لبنان يعيش في حصار من العرب بينما نجح الكيان الصهيوني في كسر حصاره.

 والواقع على قتامته، لا خرق إيجابيا على درب المساعي المستمرة لحل معضلة اللااجتماع الحكومي  لا إشارة من أي مكان توحي بإمكانية عقد جلسة في المدى المنظور ، فهل من الممكن أن يكون فتح باب الحل من مكان آخر أي من عند المجلس الدستوري أو غيره؟

ابواب التلاقي مشرعة بين حركة امل وحزب الله اللذين اكدا عقب إجتماع مشترك في الجنوب على متانة ورسوخ التحالف بينهما على مختلف المستويات مشددين على عدم المساومة على دماء شهداء الطيونة ومرفأ بيروت.

دماء شهداء المرفأ كانت حزينة في برج البراجنة حيث شيع اليوم والد ابراهيم أمين الذي استشهد في انفجار الرابع من اب. شيع الوالد الى مثواه الاخير بالقرب من ضريح ولده قبل أن يدرك حقيقة استشهاده التي لا تزال مدفونة في أروقة القضاء المسيس.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

 اذا لم يطرأ اي تغير دراماتيكي  في ملف تحقيقات المرفأ، فان عمل الحكومة سيبقى مشلولا أشهرا طويلة، قد تمتد الى ما بعد الانتخابات النيابية .

فمهما قيل او سيقال , لا اجتماع لمجلس الوزراء قبل حل نقطة اساسية في الملف:

من الجهة التي ستلاحق الوزراء والنواب ؟

المحقق العدلي طارق البيطار او المجلس الاعلى لمحاكمة الوزراء والنواب؟

في حال كان الجواب المحقق العدلي، فلا حكومة، اما في حال وجد الحل، واصبح الجواب المجلس الاعلى، تعود الحكومة الى العمل.

حتى الساعة، لا حل في الافق.

فحتى لو نادى رئيس الجمهورية بضرورة انعقاد مجلس الوزراء، فإن رئيس الحكومة يتهيب الدعوة الى هكذا جلسة، لا سيما انه اصبح على علم بحسب معلومات لل lbci ، بأن اي خطوة غير منسقة قد تدفع الى اكثر من مقاطعة، والارجح الى الاستقالة، هذا في وقت يرى البعض ان توقف عمل الحكومة  لا يعيق التقدم في ملفات ثلاثة تعمل عليها   اللجان الوزارية، هي ملف الكهرباء، والانتخابات، وملف التفاوض مع صندوق النقد الدولي .

 ملف خطة النهوض الاقتصادي الذي يعمل عليه مع ال imf  هو الادق، لا سيما ان معلومات متقاطعة لل lbci اشارت الى ان الموفد الفرنسي بيار دوكان، ابلغ اكثر من جهة سياسية ومصرفية، ضرورة الاسراع في انجاز الخطة، وتوقيع  مذكرة تفاهم قبل الانتخابات المقبلة، وهو تحدث عن تاريخ نيسان ال2022 مهلة  لتحقيق ذلك، والا فإن الخطة ستؤجل الى تشرين الثاني من عام 2022، مع كل ما يحمل ذلك من تداعيات على الوضع المالي الذي سيزداد انهيارا .

 في هذا الوقت، بقيت محاولات  المصرف المركزي  لخفض سعر الدولار، الشغل الشاغل للمواطنين، بينما يعرف المركزي ومعه السلطات السياسية التي تضغط عليه لاستنباط الحلول، ان كل التعاميم لم تعد تنفع، تماما كما لم تنفع جريمة الدعم التي استنفدت الاحتياطي الالزامي، اي اموال المودعين، فيما المطلوب اصلاحات تمهد لوقف سياسة مص دماء اللبنانيين.

"مقدمة نشرة اخبار تلفزيون" الجديد *

 إذا كان معدل الجريمة قد ارتفع في لبنان وأصبح بدوام نهاري بعد وضح الليل، فإن معدلات الجريمة السياسية أبعد مدى وأشد أذى لكل اللبنانيين.. الذين يعيشون رهائن سلطة مصنفة بالمحتلة والمزايدات السياسية ، تجري مبارزة على وقع السيوف.. وكل يطلب البراءة من الشعب ويظهر بصورة المحارب للإنقاذ ، لكن الواقع يقول إن الرهائن أصبحوا محاصرين بليرتهم ودوائهم وحليب أطفالهم وتنقلاتهم ،زفيما الجلادون ينشرون آراءهم ومواقفهم ويمارسون الفقه السياسي وكأنهم يحكمون بلدا من العطارد أو المريخ .

واليوم باتت المبارزة على المكشوف: ثنائي لقبع البيطار, وأحادي لعزل رياض سلامة وتقديمه ذبيحة للشعب وإنقاذ آخر العهد ، وهذا التوجه لم يعد بالمحاضر السرية للتيار بل خرج الى العلن ، وبدأ العمل به من اجتماع التكتل بالأمس والمساعي الجارية على خطين قضائي ومالي أخذت اليوم اشكالا تبريرية.

وقال الرئيس نبيه بري إن الثنائي لا يريد تطييف القضاء ولا تطيير البيطار وإنما العودة فقط الى القانون والدستور ، لكنه هدم مجلس القضاء الأعلى من الرأس ورأى أنه لو كان هناك مجلس قضاء أعلى يمارس دوره لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم من تطييف وتمذهب في القضاء.

 وفي أول كلام من نوعه حيال العالم العربي تساءل بري: هل يعقل التصديق أن إسرائيل العدو انفتحت على العرب على النحو الذي يحصل اليوم والعرب يقفلون أبوابهم على لبنان؟ أما حديث رئيس المجلس عن استعداد للذهاب سيرا على الأقدام إلى بعبدا إذا تراءى له أنه الحل فقد حذف من المحضر لعدم الجدوى في الهرولة لكن بري وعون التقيا عند مفترق طرق واحدة.

 رئيس المجلس يشتكى من حصار عربي.. ورئيس الجمهورية من حصار عربي وغربي لاسيما حيال رفض إيصال المساعدات عبر الحكومة إنما إلى الشعب مباشرة وأعرب عن خشيته أن يجري استغلال هذه الأموال لتمويل الانتخابات النيابية وإيصال من ليس لديه تجربة الى الندوة البرلمانية ، وربما يكون هذا عاملا مشجعا على التمويل لأن من كانت لديهم تجربة برلمانية.. أجروا تجاربهم السيئة على اللبنانيين وسواء أكانت دولا عربية أم غربية.. فكيف لها أن تدفع المال والمساعدات لحكم لا تثق به.. 

والأهم أن هذا الحكم لا يثق بنفسه.. ورئيس الجمهورية لا يترك مناسبة إلا ويشتكي من حجم الفساد الذي لم يتمكن من لجمه.. ولم "يخلوه" إجراء أي تدقيق محاسبي وبأوصاف الرئاسة نفسها فإن هذا الحكم هو الأسوأ.. فكيف سيمدونكم بالمعونة المالية وأنتم تزينون الفساد بفساد أكبر.. وقد كشفت التحقيقات الاستقصائية للجديد عن جزء من هذا المسار الطويل.. حيث التلزيمات والبواخر والتوظيف الزبائني في الدولة وقد سبق كل ذلك أضخم مقامرة فساد في التاريخ اللبناني الحديث لدى إقرار سلسلة الرتب والرواتب التي ،أحدثت ثقبا أسود في المالية العامة وبكل هذا المسار للعهد يقول الرئيس ميشال عون إننا لم نمد يدنا على المال العام ألم يكن هذا مالا؟ المال الداخلي مفقود.. 

والخليجي غير مولود وقد تحرر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الاتصال الثنائي مع ميقاتي عبر سماعة ماكرون فحول الثنائية الى سداسية ولزم الموقف الى دول الخليج مجتمعة في زياراته لها قبل أن يضمن الموقف في البيان الختامي لمجلس التعاون الخليجي خلال قمته الثانية والاربعين في الرياض الذي حمل السلطات اللبنانية مسؤولية إجراء إصلاحات شاملة ومكافحة الفساد وبسط السيطرة على سيادته وعند هذه الحدود.. سيتضرع نجيب ميقاتي الى الله ألا تتم دعوته الى السعودية حتى لا يرتكب المعصية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تفلت غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ السورية: تهريب أشخاص واعتداءات وخطف مقابل فدية وعصابات من العشائر تسيطر على المعابر

البقاع (شرق لبنان): حسين درويش/الشرق الأوسط /15 كانون الأول/2021

تشهد الحدود اللبنانية السورية في البقاع الشمالي خلال الفترة الأخيرة تفلتاً غير مسبوق، حيث تسود الاعتداءات وعمليات الخطف مقابل فدية. وينشط تهريب السلع والمحروقات والبشر، حيث يسجل أخيراً ظاهرة تهريب السوريين إلى لبنان، ومنه إلى قبرص والدول الأوروبية، حسب ما يكشف مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، في وقت بدأ فيه الجيش اللبناني قبل يومين حملة ملاحقات وتكثيف دورياته على الحدود. وترتكز هذه العمليات عند ما يعرف بـ«ساقية جوسية» المتفرعة من نهر العاصي الفاصلة بين البلدين والممتدة من منطقة القاع شرقاً وصولاً إلى حوش السيد علي غرباً بطول 22 كيلومتراً على المعابر غير الشرعية، المعروفة باسم عائلات المنطقة التي يسيطر أبناؤها عليها، ومنها آل ناصر الدين وآل جعفر وآل عواد وغيرها مثل القصير وحوش السيد علي ومطربا. وفي حين يقتصر التهريب من سوريا إلى لبنان على بعض المواد الغذائية الأقل ثمناً والأرخص سعراً من الأسواق اللبنانية، يشمل التهريب من لبنان إلى سوريا أنواعاً عدة من المواد الاستهلاكية والغذائية والسجائر والغاز، كما نشطت في الفترة الأخيرة عملية تهريب السيارات المسروقة، مع تراجع ملحوظ في تهريب مادة البنزين، بعدما بات سعر الصفيحة في لبنان يقارب سعرها في سوريا نتيجة رفع الدعم عن المحروقات في لبنان. أما الظاهرة الجديدة، حسب المصدر، فتتمثل بسيطرة أربع عصابات من عصابات الحدود على هذه المعابر التي باتت تنشط على خط تهريب البشر من مختلف الأراضي السورية إلى الداخل اللبناني، منها إلى قبرص وبعض الدول الأوروبية، إضافة إلى عمليات التهريب القديمة الجديدة، وإن بنسبة أقل من لبنان إلى سوريا، حيث يلجأ إليها السوريون خشية تسريب المعلومات للأمم المتحدة التي تقدم لهم بطاقات المساعدات كلاجئين، ومن الأجهزة الأمنية اللبنانية كون بعضهم مطلوباً منها. واللافت أخيراً تطور عمليات التهريب، وفق ما يؤكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، بقيام هذه العصابات بعمليات خطف واحتجاز مقابل فدية مالية، كاشفاً عن اعتداءات قبل أيام على فتاة وسيدة من زبائنهم خلال وأثناء عمليات التهريب، حيث تم احتجازهما والاعتداء عليهما بعد سوقهما إلى بعض المنازل العائدة لأفراد من هذه العصابات، كما وقعت اشتباكات مسلحة بين عدد من أبناء العائلات والعشائر مع المهربين بعد تمكن فتيات ونسوة من الهرب من خاطفيهن ولجوئهن إلى منازل عائدة للعشائر. وحصل أخيراً هروب سيدة وفتاة، إحداهن لجأت إلى أحد منازل عشيرة آل جعفر والثانية إلى أحد المنازل العائدة لآل النمر، وعند محاولة استعادتهما من قبل أفراد العصابة حصلت اشتباكات بين أفراد العصابة وآل النمر. وبلغ عدد عمليات الخطف والاعتداء في الأيام العشرة الماضية، حسب ما يؤكد المصدر، أكثر من 25 عملية خطف واعتداء على فتيات سوريات من قبل المهربين، ومنها إقدام المهربين من أفراد هذه العصابات على خطف امرأة ستينية مريضة على الحدود اللبنانية السورية كانت برفقة زوجها طلب خاطفوها فدية 5 آلاف دولار مقابل الإفراج عنها، وبعد الضغط من قبل العشائر على الخاطفين للإفراج عنها عملوا على تخفيض الفدية إلى ألفي دولار أميركي، قبل أن يفرج عنها تحت ضغط العشائر والتدخلات السياسية. كما سجل في يوم واحد قيام العصابات باختطاف 25 سورياً كانوا يعملون على نقلهم عبر طرقات التهريب غير الشرعية إلى الأراضي اللبنانية من مختلف المناطق السورية ومن مَختلف الأعمار. ومع تأزم الوضع الأمني عند الحدود، حيث تحولت القرى اللبنانية ملجأ للعصابات وللمطلوبين والفارين من الدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية والقضائية، كثف الجيش اللبناني من فوج الحدود البري، أمس وأول من أمس، من دورياته على المعابر غير الشرعية، حيث بدأ يسجل كما في كل مرة تتحرك فيها القوى الأمنية عمليات فرار واسعة للمطلوبين، وسجلت يوم السبت الماضي أوسع حملة ملاحقات ومداهمات. وتمكنت وحدات الجيش من مصادرة وضبط خمس سيارات مسروقة قبل عبورها إلى الأراضي السورية باتجاه مناطق حمص.

 

لبنان في "الثلاجة الدولية"... والمساعدة الخليجية مشروطة بالإصلاح وحصر السلاح

عون يحشر ميقاتي و"حزب الله": "يا روح ما بعدِك روح"!

نداء الوطن/15 كانون الأول/2021

الدولار "طلوع" والانترنت مهدد بالانقطاع، و"أوميكرون" يتفشى والقدرات الطبية والاستشفائية والتمريضية تتلاشى، والأرضية المعيشية والمالية والاقتصادية تنهار تحت أقدام جميع اللبنانيين، بعدما أوصدت السلطة كل نوافذ الأمل، وآخرها نافذة "معاً للإنقاذ" التي أحكم الثنائي الشيعي إيصادها وختمها بـ"شمع أحمر قضائي" ممنوع قبعه عن قاعة مجلس الوزراء إلا بعد قبع المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار. وبينما تدور الدوائر على البلد وتتناوب المصائب على قهر أبنائه وإذلالهم يوماً بعد آخر، بدأت الروابط تتفكك بين الأكثرية الحاكمة، والوثاق يتحلل بين أركانها، تنصلاً من المسؤوليات وتقاذفاً للاتهامات حيال ما بلغته أحوال الناس، وقد بلغ التضعضع على جبهة السلطة أشده أمس بكلام من العيار الثقيل، ألقى من خلاله رئيس الجمهورية ميشال عون بثقله الرئاسي والدستوري على قاعدة "يا روح ما بعدِك روح" رفضاً لتعطيل آخر حكومات العهد، بحيث لم يتردد علناً في حشر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في زاوية وجوب الدعوة إلى انعقاد مجلس الوزراء "ولو تمت مقاطعتها" من قبل الثنائي الشيعي، وفي زجّ "حزب الله" في قفص الاتهام الصريح بأنه يتحمل مسؤولية مباشرة عن تعطيل الحكومة وشل الدولة والإمعان في خرق الدستور ومفاقمة معاناة اللبنانيين.

وفي سياق يتكامل مع اعتبار تكتل "لبنان القوي" برئاسة النائب جبران باسيل أمس أنّ عدم دعوة ميقاتي إلى انعقاد مجلس الوزراء يندرج ضمن إطار "الموقف المتواطئ" الذي يجعل من الحكومة ساقطة "دستورياً وسياسياً وشعبياً"، أتت مواقف رئيس الجمهورية أمام وفد نقابة المحررين لتضع الإصبع على الاستنزاف الحكومي "بين السياسة والقضاء"، مطلقاً جملة مواقف تدشن معركة "الحياة أو الموت" التي يخوضها العهد في سنته الأخيرة والتي لا يبدو أنها ستستثني بنيرانها لا الحلفاء... ولا "الأصدقاء" على حدّ توصيف عون لـ"حزب الله" في معرض تصويبه على الأداء التعطيلي الذي ينتهجه "الحزب" حكومياً ودستورياً.

ولأنّ اللعب أصبح "على المكشوف"، قالها رئيس الجمهورية بالفم الملآن: "أريد جلسة لمجلس الوزراء اليوم قبل الغد وبمن حضر"، وهذه "رسالة" وفق مصادر واسعة الاطلاع "تتجاوز السراي الحكومي لتصل مباشرةً إلى حارة حريك وعلى وجه الخصوص إلى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، تعبيراً عن تعاظم الامتعاض العوني من تجاهل "الحزب" حاجة العهد وتياره الملحة لخدمات الحكومة لتحقيق أي إنجاز إصلاحي عشية الانتخابات النيابية وقبيل انتهاء الولاية الرئاسية". أما ميقاتي، فمن حيث لا يتوقع وجد نفسه يقف على رأس حكومته "بين مفترقات ثلاثة، إما أن ينحاز إلى إلحاح عون على الدعوة لانعقاد مجلس الوزراء رغم مقاطعة الثنائي الشيعي وحينها تفتح الأبواب على كل الاحتمالات، وإما يستمر في تريثه ومحاولاته التي يبدو أنها لن تصل إلى أي مكان إذا لم يسبقها تطيير المحقق العدلي، وفي ذلك خطورة كبيرة جراء تدحرج التطورات الدراماتيكية المرتبطة بالانهيار المعيشي والاقتصادي والمالي، وإما أن يبقي آماله معقودة على فرنسا للتدخل وحل الخلاف مع الخليج العربي، لكنّ هذه الآمال سرعان ما طوّقتها قائمة المطالب المشتركة السعودية - الفرنسية والتي عبرت عنها محادثات جدة بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي عاد وجال بها على عواصم دول مجلس التعاون جاعلاً منها مفتاح الحل والربط الخليجي في التعاطي مع لبنان الرسمي، بما يشمل حصرية السلاح بيد الدولة واستكمال تنفيذ القرار 1559 ووقف أعمال "حزب الله" العدائية والارهابية، وهذا ما يجعلها أشبه بمهمة مستحيلة أمام حكومة ميقاتي".

وبالنظر إلى التعقيدات المتعاظمة، فإنها تؤشر بحسب أوساط مراقبة إلى "حقيقة مرّة يحاذر اي من الفرقاء في السلطة النطق بها وهي أنّ القوى الاساسية في الحكومة الحالية لا تريد إجراء الانتخابات إنما تعمل وفق أجندة التفاوض غير المعلن حول التمديد لسنة او سنتين، وسط الحديث عن الشروع باتجاه تمديد شامل للمجلس ورئاسته الثانية وصولا الى الرئاسة الاولى وبينهما حكما الرئاسة الثالثة بتركيبتها الحالية، وإلا في حال تعذر الوصول إلى هذه التسوية، فإنّ الجميع في السلطة يبدو ذاهباً باتجاه تكريس الفراغ في كل المواقع الدستورية لفرض الجلوس إلى طاولة مؤتمر تأسيسي"... لكن الأخطر هنا، هو ما ينقله زوار عاصمة كبرى من أنّ "الملف اللبناني موضوع حالياً بالثلاجة الدولية"، وقد سمع مسؤولون لبنانيون كلاماً صريحاً بهذا المعنى يشدد على وجوب عدم انتظار الحلول من الخارج للأزمة اللبنانية، "فيمكنكم الاستمرار في استنزاف بلدكم لكن لن تجدوا في نهاية المطاف من سيقدم يد العون لطبقة سياسية مكانها ليس في سدة المسؤولية إنما خلف قضبان العدالة". وتزامناً، جددت قمة الرياض أمس التأكيد على الموقف الخليجي الموحد حيال لبنان بشكل يرهن مساعدته بشروط إصلاحية وسيادية أبرزها "منع جماعة حزب الله من القيام بعمليات إرهابية، وتعزيز الجيش وضمان اقتصار الأسلحة على مؤسسات الدولة الشرعية"، كما أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف إثر انتهاء القمة، مؤكداً في الوقت عينه على ضرورة "تشديد الرقابة على الحدود واتخاذ إجراءات لردع تهريب المخدرات عبر الصادرات اللبنانية إلى السعودية وسائر دول الخليج".

 

سوريا تستعيد حلم تلزيمها لبنان… حلف عربي بالمرصاد!

وكالة الانباء المركزية/15 كانون الأول/2021

في موازاة السعي اللبناني الخجول والخارجي الضاغط لترميم العلاقات بين لبنان ودول الخليج، ثمة من يسعى ويدفع في اتجاه اعادة العلاقات بين بيروت ودمشق الى سابق عهدها قبل اندلاع الحرب السورية في آذار 2011 وربما قبل ذلك بكثير. طبعا لا مجال لاحلام بعض من يتطلعون الى حقبة ما قبل 26 نيسان 2005، بأن تتحقق ما دام النظام السوري عاجزا عن حكم نفسه فكيف بالحري بحكم بلدين؟ مناسبة الحديث اليوم، كلام قاله السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي عن ان “المجال فُتح أمام عودة العلاقات بين لبنان وسوريا بعد زيارة الوفد الوزاري اللبناني إلى سوريا، ومصلحة لبنان في أن يبادر، رغم قساوة قانون قيصر”، لافتاً إلى أن “الفضاء واحد بين لبنان وسوريا ولا إمكانية لفصل جغرافيا البلدين، والتسهيل الذي قدّمه قرار وزارة الداخلية السورية بشأن دخول اللبنانيين يخدم لبنان وسوريا معاً”. هذا الموقف معطوف على آخر للأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني- السوري نصري خوري قال فيه خلال المرحلة القادمة سنشهد خطوات إيجابية في إطار تفعيل العلاقات الثنائية، وعلى صعيد التواصل بين الجانبين وبما يصب في مصلحة البلدين”، يُستشف منه رغبة سورية جامحة في استعادة بعض أمجاد الماضي الغابر ولو في بلد يكاد يوازيها انهيارا وانحلالا وانعداما لوجود الدولة.

لكن الطموح السوري، بحسب ما تقول اوساط دبلوماسية مطلعة لـ”المركزية” لن يبلغ مراده، والعلاقات مع لبنان لن تشق مسارها الرسمي الطبيعي قبل ان يحسم الرئيس بشار الاسد خياره السياسي لانهاء الازمة. آنذاك ومن ضمن المنظومة العربية كاملة يمكن الشروع في الحديث عن عودة سوريا لعروبتها وعلاقتها مع لبنان الى حالها. وتضيف: لا بد للاسد، وقبل موعد انعقاد القمة العربية في الجزائر في آذار المقبل، ان يعلن مشروعه السياسي، لجهة العودة الى الحضن العربي وانهاء تحالفه مع ايران وابداء الاستعداد للسلام الشامل في المنطقة وفق مخارج القرارات الدولية وترسيم الحدود مع لبنان وضبطها لمنع التسلل والتهريب عبرها. في اعقاب هذا الاعلان، تتولى الجامعة العربية الاتصالات لتأمين عودة سوريا. حل ازمة عروبة سوريا، وفق الاوساط، يترافق مع عودة النازحين السوريين الى ديارهم تزامنا مع انتهاء الحرب برعاية اممية وموافقة اقليمية، استنادا الى خريطة طريق يرسمها مؤتمر دولي للنازحين قد يعقد في لبنان ان تأمنت ظروفه برعاية اممية، ومشاركة دولية اقليمية في عملية اعادة اعمار سوريا. في الاثناء، تتحدث اوساط عربية مطلعة عن موقف عربي كويتي –سعودي-مصري- قطري -بحريني موحّد في اطار تكوين جبهة عربية تواجه كل من يحاول اقامة تسوية مع ايران في المنطقة على حساب المصلحة وسيادة الارض العربية، استباقا لقيام علاقات حسن الجوار وفق ما يطالب البعض بحيث لا تتدخل طهران في شؤون الدول العربية والعكس. الخماسية العربية هذه، تعارض عودة سوريا الى الحضن العربي قبل تنفيذ الشروط المطلوبة منها واعلان الاسد مشروعه وخياره العربيين وفك تحالفه مع ايران التي تبسط نفوذها داخل مؤسسات الدولة في سوريا.  وتشير الاوساط الى نشوء ثنائية عربية، سعودية بصفتها قائدة دول مجلس التعاون الخليجي ومصرية باعتبار القاهرة قائدة الجبهة الشرقية اي، مصر العراق سوريا، الاردن، لبنان وفلسطين، تقف سدا منيعا في مواجهة حلم سوريا الدائم بالسيطرة على لبنان من خلال تلزيمه، في تكرار لسيناريو الفلسطينيين، وقد اخرجت دمشق قيادتهم من لبنان الى تونس وضبطت المخيمات. وتختم الاوساط بالتأكيد ان حال فك ارتباط سوريا بطهران وتنفيذ الاسد التزاماته تجاه العرب وعودته الى الجامعة العربية سيصبح لبنان حكما محررا من هيمنة طهران عليه عبر حزب الله الذي سيضطر حينها للعودة طوعا الى لبنانيته في ظل اقفال منافذه البرية المشرّعة امامه اليوم وقطع الطريق على حركة سلاحه وضبط الحدود منعا للتهريب.

 

بعبدا تتفرّج… وتنتظر رحمة “الحزب”!

وكالة الانباء المركزية/15 كانون الأول/2021

صحيح ان رئيس الجمهورية ميشال عون رفض بصراحة، وبالصوت والصورة، رَبطَ حزب الله بين قضية تحقيقات المرفأ من جهة وعمل مجلس الوزراء من جهة ثانية، وذلك ردا على سؤال طُرح عليه في قصر بعبدا، فقال: “بتنا امام وجوب الاختيار بين السياسة والقضاء، فلمن الغلبة؟ للصفة التمثيلية ‏ام القضائية؟ لا يمكن ابقاء الحكومة معطلة، فهناك امور تحتاج إلى البت ‏بها، ومنها مثلاً اقرار الموازنة لتسهيل مسائل الكهرباء وغيرها من المواضيع”. غير انه وفي مقابل هذا الموقف المحقّ والسليم، رمى كرة حلّ المعضلة الحاصلة في ملعب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي داعيا اياه الى توجيه دعوة لمجلس الوزراء ولو تمت مقاطعتها. بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، كان على رئيس الجمهورية، في ضوء حرصه على تحقيق خرق في حائط الازمة، ان يعلن اجراءه، بعيدا من الاضواء، اتصالات مع حزب الله “صديقه”، كما وصفه، لوقف تعطيله مجلس الوزراء. غير انه اكتفى بالقول “هناك امور يجب ان تقال بين الاصدقاء، ونحن ننادي بما يقوله الدستور، لان ‏عدم احترامه يعني ان تسود الفوضى.” هذا الكلام يعني ان بعبدا في موقع المنتظر والمتفرّج، تنتظر رحمة “حزب الله” على الحكومة، تريد اطلاق مواقف تفيدها وفريقَها النيابي اي التيار الوطني الحر شعبيا، عشية الانتخابات النيابية، من دون ان تكسر الجرّة مع “الحزب” وثقله وفائضِ قوّته، عشية الانتخابات الرئاسية! اما مسألة الجلسة “بمَن حضر”، تتابع المصادر، فتُعتبر “فارغة” اذا جاز القول لكون سيد القصر يعلم مسبقا ان ميقاتي لن يقدم على هذه الدعسة الناقصة او المفخخة، كما ان المُراد منها وضع ميقاتي في بوز المدفع وتحميله وحيدا مسؤولية الشلل الوزاري وتعثّر انطلاق مسيرة الاصلاح والانقاذ، ودقّ اسفين بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري. غير ان الجميع يعرف ان في يد رئيس الجمهورية القدرة الفعليّة و”المعنوية” على فكّ الحصار الذي يفرضه حليفه الاصفر على الواقع السياسي في البلاد ككل، وليس على الوضع الحكوميّ فحسب. فعندما شعر الرئيس ميشال سليمان بأن الحزب بات يشكّل خطرا على الكيان اللبناني بعد قراره التمدد عسكريا نحو الاراضي العربية، وارسال مقاتليه الى سوريا للمشاركة في الحرب الى جانب القوات النظامية، رفع الرجل الصوت وكان اعلان بعبدا الذي تحوّل وثيقة دولية مسجّلة في الامم المتحدة. فلماذا لا يُقدم الرئيس عون اليوم على خطوة كبيرة كهذه، بحجم المعاناة التي بات الحزب يتسبب بها للبنان دولة وشعبا؟ الضاحية تمنع اجتماع مجلس الوزراء في اصعب محنة اقتصادية معيشية حياتية تمرّ فيها البلاد في تاريخها القديم والمعاصر، كما انها – اي الضاحية – تُوتّر علاقات لبنان بمحيطه العربي الطبيعي والحيوي، خدمة لايران ومصالحها الاقليمية، وقد وضعته في موقع المُقاطَع خليجيا والمُدان في البيانات، لتصديره الارهاب والسلاح والممنوعات الى جيرانه.. فهل يجوز السكوت اكثر عن سلوك “الحزب” التدميري، والاكتفاء بالقول: ندعو لاحترام الدستور؟! فليضرب عون بيد من حديد وينقذ عهده والبلاد والعباد، من براثن حزب الله، والا….تختم المصادر.

 

لبنان مهدّد بانقطاع الانترنت!

أم تي في/15 كانون الأول/2021

أكّد مدير عام هيئة “أوجيرو” عماد كريدية، في حديثٍ للـ”mtv”، أنّه “تمّ التقدّم بطلب سلفة عاجلة لشراء المحروقات، وتمّت الموافقة عليها، ولكن هناك حديث عن تمنّع رئيس الجمهورية ميشال عون عن توقيع المراسيم الجوالة ما قد يؤدي إلى ألا تأخذ السلفة طريق التنفيذ الفوري وبالتالي ما يؤدي إلى توقّف خدماتنا وانقطاع الانترنت”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

سوريا.. هجوم صاروخي إسرائيلي على المنطقة الجنوبية

دبي - العربية.نت/15 كانون الأول/2021

كشف مصدر عسكري سوري أن هجوماً صاروخيا إسرائيليا استهدف فجر اليوم الخميس، المنطقة الجنوبية وأسفر عن مقتل جندي. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن القصف استهدف بعض النقاط في المنطقة الجنوبية، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية السورية تصدت له وأسقطت معظم الصواريخ. وكان مرفأ اللاذقية تعرض قبل أيام لضربات إسرائيلية استهدفت شحنات أسلحة لميليشيات إيرانية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما، أدى القصف حينها إلى "اشتعال عدد من الحاويات التجارية" من دون وقوع خسائر بشرية، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام التي أفادت بتصدّي الدفاعات الجوية التابعة للنظام للقصف الإسرائيلي في أجواء اللاذقية. يذكر أنه خلال الأعوام الماضية، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع لجيش النظام وخصوصاً أهدافاً إيرانية وأخرى لميليشيا حزب الله اللبناني. وأدى قصف إسرائيلي في 24 نوفمبر إلى مقتل 5 أشخاص بينهم 3 جنود من النظام السوري، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. كما أصيب جنديان من النظام السوري بجروح في الثامن من نوفمبر الماضي جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقع في وسط وغرب سوريا، وفق وسائل إعلام تابعة للنظام. وفي الثالث من الشهر ذاته، استهدفت ضربة إسرائيلية منطقة تقع فيها مستودعات سلاح وذخائر تابعة لمقاتلين موالين لإيران في ريف دمشق، بحسب المرصد. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

 

غوتيريش يناشد واشنطن وطهران العودة إلى الاتفاق النووي

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/2021

ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلاً من واشنطن وطهران العودة إلى التزاماتهما طبقاً للقرار 2231 الصادر بعد الاتفاق النووي لعام 2015، على أن تقوم الولايات المتحدة «برفع أو إلغاء» عقوباتها وأن «تتراجع» إيران عن الانتهاكات التي اتخذتها منذ يوليو (تموز) 2019 على خلاف التزاماتها النووية. ورأى أنه «ينبغي معالجة المسائل التي لا تتصل بالخطة من دون المساس بالمحافظة على الاتفاق وإنجازاته». وعرض أعضاء مجلس الأمن خلال جلسة عقدها أمس لتقريره نصف السنوي الثاني عشر الذي قدمه غوتيريش حول تطبيق القرار 2231، الخاص بخطة العمل المشتركة حول البرنامج الإيراني، مؤكداً أنه على الرغم من الصعوبات التي تواجه تنفيذ الاتفاق النووي يبقى «أفضل خيار متاح» لتحقيق أهداف عدم الانتشار والدبلوماسية المتعددة الأطراف والأمن الإقليمي. وإذ عبر عن «تفاؤله» بالاتصالات الدبلوماسية الجارية تيسيراً لعودة واشنطن وطهران إلى «تنفيذ الخطة والقرار على نحو كامل وفعلي»، معتبراً أنه «ينبغي ألا يكون الانفتاح الدبلوماسي الساعي إلى تنفيذ الخطة بالكامل انفتاحاً غير محكوم بأجل». وإذ حض إيران والولايات المتحدة على «البناء على القرار 2231 على نحو كامل في أقرب وقت ممكن»، ناشد واشنطن أن «تقوم برفع أو إلغاء جزاءاتها المبينة في الخطة»، مطالباً طهران بأن «تتراجع عن الخطوات التي اتخذتها منذ يوليو (تموز) 2019 والتي تعهدت بأنها خطوات يمكن التراجع عنها». وأسف لمواصلة إيران «الحد من تنفيذ ما يقع عليها من التزامات متصلة بالمجال النووي»، مشيراً إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وثقت استمرار طهران في القيام بنشاطات البحث والتطوير في مجال إنتاج معدن اليورانيوم، كما أنها «لم تتمكّن من التحقق» من مجموع مخزون اليورانيوم المخصب في إيران، علماً أنها قدرت أن هذا المخزون بلغ في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 ما قدره 2489.7 كيلوغرام (أي أعلى من الحد الأقصى البالغ 202.8 كيلوغرام)، بما يشمل 113.8 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة و17.7 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة. ودعا غوتيرش إيران أيضاً إلى أن «تنظر بعناية في دواعي القلق الأخرى التي أثارها المشاركون في الخطة والدول الأعضاء الأخرى في ما يتعلق بالقرار 2231، وأن تعالجها»، مستدركاً أنه «ينبغي معالجة المسائل التي لا تتصل بالخطة من دون المساس بالمحافظة على الاتفاق وإنجازاته». ولاحظ غوتيريش في تقريره أنه «لم تُقدّم أي مقترحات جديدة إلى مجلس الأمن ليُوافق عليها عن طريق قناة المشتريات منذ 21 يونيو (حزيران) الماضي»، معتبراً أنها «لا تزال تشكل آلية حيوية لتوفير الشفافية وبناء الثقة». وإذ ذكر بمطالبة مجلس الأمن لإيران بـ«ألا تقوم بأي نشاط يتصل بالصواريخ الباليستية المعدّة لتكون قادرة على إيصال الأسلحة النووية، بما في ذلك عمليات الإطلاق باستخدام تكنولوجيا من هذا القبيل للصواريخ الباليستية، أشار إلى تلقيه رسائل إحداها مشتركة من المندوبين الدائمين الألماني والفرنسي والبريطاني والثانية من المندوبة الأميركية والثالثة من المندوب الإسرائيلي عن إجراء إيران اختبارات إطلاق بما يشكل انتهاكاً للقرار 2231، في إشارة إلى تجربة إطلاق مركبة فضائية من طراز «سيمرغ»، وصواريخ باليستية متوسطة المدى من طراز «خرمشهر». وذكر بأحكام القرار 2231 في ما يتعلق بالصواريخ الباليستية ومنظومات المركبات الجوية غير المأهولة القادرة على بلوغ مدى يساوي أو يتجاوز 300 كيلومتر، مشيراً إلى أنه استجابة لدعوة وجهتها المملكة العربية السعودية، سافر وفد من الأمانة العامة إلى الرياض في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 لفحص حطام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة من مخلفات هجمات شنها الحوثيون على ينبع والرياض والدمام وجدة خلال العام الماضي وهذا العام، أكد أن الأمانة العامة «تحلل حاليا جميع المعلومات المجمعة»، موضحاً أنه «يعتزم تقديم تقرير عن الاستنتاجات التي نتوصل إليها إلى مجلس الأمن في الوقت المناسب».

 

مسؤول أميركي: سنرد على أي تصعيد نووي إيراني جديد

العربية.نت - وكالات/15 كانون الأول/2021

أكد مسؤول أميركي أن بلاده سترد على أي تصعيد نووي إيراني، مضيفاً أن واشنطن لا تتوقع اجتماعاً خاصاً لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هذا العام، إذا نُفذ اتفاق الوكالة مع إيران بشأن استبدال كاميرات المراقبة في ورشة لقطع غيار أجهزة الطرد المركزي. وأوضح المسؤول مشترطاً عدم نشر هويته لوكالة "رويترز" اليوم الأربعاء، "إذا نُفذ (الاتفاق) كما هو متفق عليه مع المدير العام (للوكالة الدولية للطاقة الذرية)، فلن نتوقع أن تكون هناك حاجة لاجتماع خاص لمجلس المحافظين بشأن هذه المجموعة من القضايا قبل نهاية العام". كما، تابع قائلاً "بالطبع إذا حدث أي تصعيد نووي جديد، فسنتصرف وفقاً لذلك". في موازاة ذلك، قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف إن وفود بلاده والصين وإيران اجتمعت مجددا اليوم الأربعاء، ضمن المحادثات النووية في العاصمة النمساوية. وأضاف أوليانوف عبر حسابه على تويتر أن الاجتماع شهد تبادلا للآراء حول كيفية تبسيط وتسريع المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية. في وقت لاحق، وصف أوليانوف الاتفاق المعلن اليوم بين إيران والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي حول منشأة كرج النووية بأنه "مساهمة قيمة للغاية" في مفاوضات فيينا. وكانت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية توصلتا الى اتفاق حول استبدال معدات مراقبة متضررة في منشاة كرج المخصصة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي غرب طهران. يأتي هذا الاتفاق بعد أشهر من التباين والمباحثات بين طهران والوكالة التابعة للأمم المتحدة بشأن المنشأة النووية، ما أثار انتقادات ومآخذ من الدول الغربية حيال إيران. كما يتزامن مع المباحثات الجارية في فيينا بين إيران والقوى الكبرى، والهادفة لإحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه قبل ثلاثة أعوام. وذكرت وكالة "نور نيوز" الإخبارية التي تعد مقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أنه "في بادرة حسن نية، سمحت إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتركيب كاميرات جديدة لتحل محل تلك التي تضررت خلال عملية تخريبية" استهدفت منشأة كرج النووية. من جانبها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومقرها فيينا، في بيان أنه "عقب اتفاق تم التوصل إليه الأربعاء بين المدير العام للوكالة رافايل ماريانو غروسي ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي"، فإن الوكالة الدولية بصدد نصب "قريباً كاميرات مراقبة جديدة في موقع كرج المصنع لأجهزة الطرد  يشار إلى ان طهران أعلنت في 23 يونيو (حزيران) الماضي إحباط عملية "تخريب" طالت أحد المباني التابعة لمنظمة الطاقة الذرية غرب طهران، واتهمت إسرائيل بالوقوف خلفها. وأفادت وسائل إعلام إيرانية في حينه بأن المبنى المستهدف كان منشأة كرج. وأدت العملية إلى تضرر كاميرات مراقبة تابعة للوكالة الدولية منصوبة في المنشأة، وتأتي في إطار برامج التفتيش والمراقبة التي تعتمدها الوكالة بشأن البرنامج النووي الإيراني. في 23 نوفمبر (2021) زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران سعياً لحل قضية كاميرات المراقبة، مؤكدا أنها "قضية في غاية الأهمية". وكان قد أعلن أن عدم استبدال الكاميرات الأربع المتضررة "أثر بشكل خطير على قدرة المراقبة (لأنشطة موقع تيسا) وهو أمر ضروري للعودة إلى الاتفاق النووي".

 

إسرائيل تكتشف نقصاً في طائرات قد تلعب دوراً محورياً في ضرب إيران

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 كانون الأول/2021

تقدمت إسرائيل الأسبوع الماضي بطلب لإدارة الرئيس الأميركي بايدن من أجل إسراع وتيرة تسليم ناقلات التزود بالوقود التي من الممكن أن يكون لها دور حاسم في قصف منشآت نووية إيرانية، لكن قيل لها إن ثمة طلبات مسبقة كثيرة على هذه الطائرات ومن غير المحتمل أن تكون أولى طائراتها جاهزة حتى أواخر عام 2024. حسبما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين. كان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، قد تقدم بهذا الطلب، الأسبوع الماضي، عندما التقى نظيره الأميركي لويد أوستن ومسؤولين كبار آخرين في واشنطن. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تفاصيل اللقاء في وقت سابق. وفي الوقت الذي أخبر مسؤولون أميركيون غانتس أنهم سيعملون على التخفيف من تراكم الطلبات على الإنتاج، تبقى مسألة توقيت التسليم نقطة محورية. ويأتي ذلك في وقت يساور مسؤولي إدارة بايدن القلق إزاء محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت إحياء التهديد بضربة عسكرية ضد إيران، بعدما صرح بأن الدبلوماسية فشلت، وأن إيران تبدو اليوم أقرب عن أي وقت مضى من عتبة القدرة على بناء سلاح نووي. وجاء الطلب الإسرائيلي في خضم توترات جديدة بين واشنطن وتل أبيب حيال كيفية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. جدير بالذكر أنه منذ منتصف عام 2018. عندما انسحب الرئيس السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي مع إيران، أحرزت طهران مكاسب كبيرة على صعيد إنتاج الوقود النووي، رغم عمليات التخريب المتكررة من جانب الاستخبارات الإسرائيلية ضد مواقع تخصيب اليورانيوم ومصنع ينتج أجهزة الطرد المركزي النووية داخل إيران. وصرح مسؤولون إسرائيليون بأن بنيت أقر ميزانية كبيرة للتدريبات من أجل التمرن على شن هجوم جوي، وجادل بأن أي جهد لاستعادة الاتفاق النووي سيؤدي إلى اتفاق معيب من شأنه أن يسمح لإيران بالمضي قدماً نحو صنع قنبلة.

في مارس (آذار) الماضي، طلبت إسرائيل شراء طائرات «بوينغ كيه سي 46» العسكرية التي يمكن استخدامها في إعادة تزويد قاذفاتها بالوقود في الجو، مما يسمح لها بالوصول إلى أهدافها في إيران والعودة. ومن المتوقع أن توفر شركة «بوينغ» ثمانية طائرات مقابل 2.4 مليار دولار، ومن المقرر أن تجري عملية التسليم الأولى أواخر عام 2024. ومع ذلك، تبدو القوات الجوية الأميركية هي الأخرى حرصها على الحصول على هذه الطائرات التي تعد ضرورية لتعزيز قواتها بمنطقة المحيطين الهندي والهادي، وخلق وجود عسكري أكبر في مواجهة الصين داخل المنطقة. تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن عمر الأسطول الإسرائيلي الحالي من ناقلات التزود بالوقود يتجاوز 50 عاماً ويعتمد على طائرة «بوينغ 707». ويُعتقد أن الأسطول الجديد من الناقلات «كيه سي - 46» سيمنح إسرائيل نطاقاً وقدرة أكبر بكثير، لأنه سيتيح إمكانية تزويد الطائرات المقاتلة والقاذفات بالوقود وكذلك تسلم وقود أثناء الطيران. وتذكر الصحيفة أن تمويل ناقلات الوقود الجوية هذه سيأتي نهاية الأمر من جيوب دافعي الضرائب الأميركيين، ذلك أنه سيجري سداد ثمن ناقلات بوينغ من حزمة المساعدات العسكرية الأميركية السنوية لإسرائيل. المعروف أن الجدال حول نمط القدرة العسكرية الذي ينبغي توفيره لإسرائيل - ومدى سرعة توفيره - من الجدالات القديمة داخل واشنطن. ورفض الرئيس جورج دبليو بوش عام 2008 طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الحصول على قنابل متخصصة في اختراق المخابئ وقاذفة «بي - تو»، وكذلك استئجار قرابة 10 ناقلات للتزود بالوقود جواً، والتي قال أولمرت إن بلاده ستحتاج إليها في أي هجوم إسرائيلي ضد المجمع النووي الأساسي لدى إيران، والقائم في نطنز. وكان جزء من العملية ليتضمن اقتراض قدرات أميركية بمجال إعادة التزود بالوقود.

من جانبه، صرح نائب الرئيس الأميركي آنذاك ديك تشيني بأن على الولايات المتحدة أن تعطي إسرائيل ما تسعى إليه بالضبط، لكنه خسر الجدال الذي دار حول هذا الأمر، حسبما كشف مسؤولون في إدارة بوش لاحقاً. ولمح كل من بوش وتشيني لهذا الأمر بالفعل في مذكراتهما، لكنهما لم يذكرا أنهما أبلغا الإسرائيليين أنهما وافقا على تنفيذ عمل سري يهدف إلى تخريب جهود إيران النووية، بالاعتماد على جيل جديد من الأسلحة السيبرانية. جدير بالذكر في هذا الصدد أن هذا البرنامج الأميركي، الذي أُطلق عليه اسم شفري «الألعاب الأوليمبية»، تحول نهاية الأمر إلى جهد أميركي - إسرائيلي مشترك أنتج فيروس «ستوكسنت»، والذي تمكن نهاية الأمر من تدمير أكثر عن ألف جهاز طرد مركزي إيراني. من ناحيتها، طورت إسرائيل فيما بعد قدرات أخرى ودربت قواتها عليها. وفي مناسبات عدة في عهد إدارة أوباما، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وشك أن يأمر بتوجيه ضربة لإيران، وفقاً لما ذكره مسؤولون إسرائيليون وما ورد في مقابلة مع نتنياهو عام 2019. إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تراجع في اللحظة الأخيرة، وذلك بسبب مخاوفه من إحداث فجوة يتعذر إصلاحها مع واشنطن. ومع ذلك، فإنه في عام 2017. عندما قرر سلاح الجو الإسرائيلي أنه بحاجة إلى استبدال طائرات التزود بالوقود، لم تتقدم حكومة نتنياهو بطلب شراء على الفور. في ذلك الوقت، بدا برنامج إيران النووي تحت السيطرة إلى حد كبير، نظراً لتوليها شحن 97 في المائة من وقودها النووي خارج البلاد بموجب اتفاقية 2015 التي عارضها نتنياهو بشدة. وعليه، تباطأت وتيرة التدريبات على تنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران. اليوم، جرى إحياء هذه الخطط من جديد. ويعتقد مخططون إسرائيليون، تبعاً لما ذكره العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين، أنهم إذا شنوا هجوماً ضد إيران، فإنه سيتطلب تنفيذ الكثير من التفجيرات المتكررة ضد بعض المنشآت - خاصة فوردو، مركز تخصيب الوقود مدفون في عمق جبل بقاعدة عسكرية إيرانية، لكنهم يقولون إن الوقت سيكون محدوداً، ولذا سيتعين عليهم إعادة التزود بالوقود بسرعة. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنهم لا يعتقدون أن هناك هجوما وشيكا، لكنهم يعتقدون أن بنيت، في إطار الاستعداد العلني لعمل عسكري، ربما يسعى إلى شروط أكثر صرامة في صفقة نهائية بين إيران والغرب.

 

تقدم بطيء» في فيينا... وطهران ترفض التعاون بخصوص منشأة كرج

«الطاقة الذرية» تحذِّر من «اتساع الفجوة»... وواشنطن تعد «البدائل» لفشل المحادثات

لندن: عادل السالمي - فيينا: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/2021

رغم استمرار تعقيد المفاوضات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، وتقدمها ببطء شديد «خطوة - خطوة»، حسبما قالت مصادر دبلوماسية مشاركة في المفاوضات لـ«الشرق الأوسط»، فإن أطراف المفاوضات سيبقون في فيينا لبضعة أيام إضافية لمحاولة التوصل إلى اتفاق مبدئي تُستكمل المفاوضات على أساسه مطلع العام المقبل. وقالت عدة مصادر بأن الوفود ستبقى على طاولة الحوار في فيينا «حتى تحصل على شيء» يمكن البناء عليه. وكان دبلوماسيون أوروبيون مشاركون في محادثات فيينا، قد وصفوا المفاوضات الجارية بأنها «محبطة» وبأن «الكثير من الوضع يضيع في التعامل مع مطالب إيرانية غير مرتبطة بالاتفاق النووي». ولكن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني رد على الانتقادات الأوروبية، في تصريحات لقناة «برس تي في» الإيرانية، بالقول إنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق «بأسرع وقت ممكن في حال أظهرت الأطراف الأخرى جدية وتصميماً وإرادة عملية» للعودة للاتفاق، وأضاف: «الدبلوماسية طريق ذو اتجاهين». وكتب باقري كني تغريدة على «تويتر» ينتقد فيها كلام الدبلوماسيين الأوروبيين ويقول إن «بعض الأطراف تصر على لعبة اللوم عوضاً عن الدبلوماسية الحقيقية». وأشار إلى المقترحات التي قدمها الأسبوع الماضي: «لقد اقترحنا أفكارنا في وقت مبكر، وعملنا بشكل بنّاء ومرن لتضييق الفجوات».

وتحدث باقري عن ضرورة رفع «كامل العقوبات الأميركية التي لا تتماشى مع الاتفاق النووي بغضّ النظر عن أي إدارة فرضتها، إن كانت إدارة أوباما أو ترمب أو بايدن».ويؤكد كلام باقري كني هذا تصريحات الأوروبيين الذين عبّروا عن انزعاجهم من تقديم الوفد الإيراني طلبات «خارج الاتفاق النووي» وصفوها بأنها تضيع الوقت. والتقي باقري كني، مع المنسق الأوروبي للمحادثات إنريكي مورا، صباح أمس. وعلى مدى الأحد والاثنين عقدت الوفود المفاوضة اجتماعات متعددة على مستويات مختلفة. وعُقدت لجنة الخبراء الثالثة المعنية ببحث تطبيق تلازم الخطوات في أي اتفاق محتمل (الأحد) تزامناً مع عودة الوفد الأميركي برئاسة روب مالي إلى فيينا.

عشرات القضايا العالقة

وتحدث رئيس الوفد الروسي المفاوض السفير ميخائيل أوليانوف، أول من أمس، عن استمرار وجود «عشرات النقاط الخلافية» بين المتفاوضين، وأن واحدة من النقاط هي مصير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي يبحث المجتمعون بـ3 خيارات هي: إما تدميرها وإما إخراجها من البلاد وإما تفكيكها ومراقبتها من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكان المتفاوضون قد قالوا في نهاية الجولة السادسة في 20 يونيو (حزيران) الماضي، إن نقاط الخلاف المتبقية هي أقل من 10 نقاط، وإن المضيّ بها قدماً يتطلب قرارات سياسية. وانتقل التفاوض حول مسألة هذه الطرود إلى مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا كذلك، حيث تجري منذ أيام مشاورات بين الوكالة الدولية ووفد من الوكالة الذرية الإيرانية، وتتركز المباحثات حول السماح للمفتشين الدوليين بالدخول إلى ورشة «تسا» في كرج التي تعرضت للتخريب قبل أشهر. وتقول الوكالة التابعة إن إيران تصنع في الورشة أجهزة طرد مركزي متقدمة، تستخدمها لتخصيب اليورانيوم بنسبة عالية، كما تشتبه بنشاطات نووية أخرى قد تكون تجريها إيران في الموقع. وترفض طهران السماح للمفتشين بدخول الموقع، وهي تربط منح الوكالة الدولية وصولاً إليه بتقدم المفاوضات النووية.

ضبابية في «كرج»

وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، أمس، إن مطالب الوكالة الدولية بدخول كرج «يتجاوز الضمانات، وهو أمر لا تقبله طهران». وأضاف أن إيران «تتصرف ضمن إطار عمل الضمانات ومعاهدة الحد من الانتشار النووي، ولا نقبل أي شيء آخر»، مشيراً إلى أن المفاوضات مع الوكالة الدولية حول الوصول لكرج «مستمر». ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن إسلامي قوله إنه «إذا جرى تفعيل الاتفاق النووي، يجب على جميع الأطراف أن تفي بالتزاماتها». وأفاد التلفزيون الرسمي عن المسؤول قوله إن إيران «تعمل وفقاً لقواعد الوكالة الدولية وتشرف الوكالة على جميع عملياتنا وفقاً للقوانين». وتابع: «إيران لم تتصرف خارج إطار القوانين، والاتهامات الحالية بتخصيب اليورانيوم بنسبة 90% كاذبة». وتعرضت منشأة كرج لتخريب في يونيو الماضي، إذ جرى تدمير إحدى الكاميرات الأربع التابعة للوكالة الدولية هناك. وتوقفت طهران منذ ذلك الحين عن تخزين بيانات الموقع. وتطلب الوكالة من إيران إعادة الوسيط وتقديم تفسير لما حدث. وكان من المقرر أن تسمح إيران للوكالة الدولية استبدال كاميراتها في الموقع بموجب اتفاق في سبتمبر (أيلول)، ولكن لم يحصل ذلك حتى الآن. وكانت مصادر قالت قد لـ«الشرق الأوسط» إن عدم تعاون إيران مع الوكالة في منشأة كرج «لا يرسل إشارات إيجابية» للمتفاوضين على الملف النووي، وقد يدفع بالدول الغربية إلى الدعوة لاجتماع طارئ في مجلس المحافظين التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية لطرح مشروع قرار ضد إيران. وحذر غروسي في مقابلة خاصة مع وكالة «أسوشييتد برس» أمس من أن القيود التي يواجهها المفتشون الدوليون تهدد بإعطاء العالم «صورة ضبابية للغاية» من البرنامج الإيراني لأنها تخصب اليورانيوم بالقرب من مستوى الأسلحة، أكثر من أي وقت مضى. وقال غروسي على هامش زيارته لأبوظبي إنه مصمم على أن يخبر إيران بأنه «لا توجد طريقة للالتفاف» على مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا أرادت إيران أن تكون «دولة محترمة في المجتمع الدولي». وأضاف: «علينا أن نعمل معاً، يجب أن يعملوا معاً، سأتأكد من أنهم يفهمون أنه سيجدون فينا شريكاً لهم»، مشدداً على «أهمية ضمان أن يكون لمفتشي الوكالة القدرة المطلقة على المراقبة والوصول إلى البرنامج الإيراني المتسارع».

وشبه غروسي مهمة المفتشين بعد فقدان القدرة على توثيق ما يجري في المنشآت الإيرانية، واستعادتها، بـ«تجميع قطع البازل». وقال: «قد تكون هناك فجوات وهي ليست بالأمر الجيد». وقال غروسي: «إذا كان المجتمع الدولي عبر الوكالة الدولية، لا يرى بوضوح عدد أجهزة الطرد المركزي أو ما قدرة (التخصيب) التي يملكونها... فما لديك هي صورة ضبابية للغاية». ووصفها بأنه «خيال من الصورة الحقيقية. لكن ليست الصورة الحقيقية، وهنا تكمن أهمية الأمر». ونوه مرة أخرى إلى أـنه «لا توجد دولة أخرى غير تلك التي تصنع الأسلحة النووية تصل إلى تلك المستويات العالية من تخصيب اليورانيوم»، وأوضح أكثر بقوله: «هذا لا يعني أن إيران لديها سلاح نووي، لكن هذا يعني أن هذا المستوى من التخصيب يتطلب جهوداً حثيثة للتحقق». ورد غروسي كذلك على سؤال بشأن الاختلاف بين الإدارة الإيرانية الجديدة برئاسة المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، وسلفه المعتدل نسبياً، حسن روحاني. وقال إن «التغيير ملموس». لافتاً إلى أن الرئيس وحاشيته «يقولون بوضوح إن لديهم وجهات نظر حول البرنامج». ووصف التعاون مع الإدارة الحالية بأنها «كان أبطأ مما كان متوقعاً». وقال: «لقد تمكنّا من بدء التعاون في وقت متأخر جداً».

بلينكن يدرس البدائل

ومع استمرار الجهود الدبلوماسية ببطء شديد، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة تُحضّر بشكل «نشط» مع حلفائها «بدائل» للاتفاق النووي في حال فشلت مفاوضات فيينا. ومع ذلك، أشار بلينكن إلى أن الدول الغربية ستستمر في اتّباع الوسائل الدبلوماسية مع إيران لأنها «لا تزال حتى هذه اللحظة الخيار الأفضل»، غير أنه لم يوضح إن كان يرى، على غرار ما قالت نظيرته البريطانية ليز تراس (الأحد)، أن المفاوضات الحالية تُشكّل «الفرصة الأخيرة» لإيران. وقال وزير الخارجية الأميركي الذي كان يتحدث في العاصمة الإندونيسية جاكرتا: «قريباً يفوت الأوان، ولم تنخرط إيران بعد في مفاوضات حقيقية... ما لم يحصل تقدم سريع فإن الاتفاق النووي الإيراني سيصبح نصاً فارغاً»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكان الدبلوماسيون الأوروبيون قد استخدموا التعبير نفسه قبل يوم، عندما حذروا من أن «الوقت ينفد وأنه قريباً لن يعود للاتفاق النووي أي قيمة».

 

الوكالة الذرية: نريد معرفة أين تخبئ إيران كل غرام يورانيوم

دبي - العربية.نت»/15 كانون الأول/2021

في الوقت الذي تسابق مفاوضات فيينا حول نووي إيران السلحفاة، أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريو غروسي، اليوم الأربعاء، في تصريحات لـ"العربية" أن المحادثات النووية في فيينا لن تنجح دون إتمام عمليات التفتيش، مشيرا إلى أن المستفيد الأول من عودة عمليات التفتيش هي إيران. إلى هذا، أوضح أن تفتيش منشآت إيران النووية يعطي الأطراف الأخرى ضمانات، لافتاً إلى أن المطروح في فيينا هو العودة لاتفاق 2015 النووي. كما قال إن إيران زادت من أنشطتها النووية وتجاوزت كافة الخطوط، مضيفاً أن دور الوكالة الذرية هو ضمان تنفيذ إيران لأي اتفاق يمكن التوصل إليه.

كذلك أشار إلى أن التفتيش لمنشآت إيران النووية سيحدد طبيعة البرنامج الإيراني، مشدداً على أنه يجب على طهران عدم إغلاق الأبواب أمام مفتشي الوكالة، وتابع "نريد أن نعرف أين تخبئ إيران كل غرام من اليورانيوم المخصب". ولاحقا، أعلنت الوكالة الذرية أن تركيب الكاميرات في منشأة كرج النووية الإيرانية سيتم خلال الأيام المقبلة. من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأربعاء، عن التوصل لما قال إنه "اتفاق جيد" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فيما نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن الوزير الإيراني قوله إن مثل هذا الاتفاق "يمكن أن يزيل بعض الهواجس المزعومة بشأن برنامج إيران النووي السلمي ويؤدي إلى استمرار التعاون مع الوكالة"، فيما تراجعت إيران ووافقت على وضع كاميرات مراقبة جديدة للطاقة الدولية في منشأة كرج. في السياق ذاته، نقلت قناة العالم عن عبد اللهيان القول إن الأطراف الأخرى وافقت على أن تكون النصوص الجديدة التي اقترحتها إيران على الطاولة.

ونقل التلفزيون عن مصدر لم يكشف عن هويته لكنه وصف بأنه مقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي القول إن طهران سمحت وبشكل طوعي بنصب كاميرات جديدة في منشأة كرج. وأضاف المصدر أن طهران ستحتفظ بالكاميرات الجديدة المقرر نصبها في منشأة تسا في مدينة كرج. وكانت الأمم المتّحدة، قد دعت الأطراف المعنية للعودة إلى الاتفاق النووي المبرم في 2015. وبعدما توقفت طوال 5 أشهر، استؤنفت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في فيينا المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتّحدة، لكن المنسق الأوروبي للمحادثات إنريكي مورا، وصف المباحثات بالصعبة جدا، مشيرا إلى وجود بعض الخلافات العالقة.

 

روسيا تسلم الولايات المتحدة قائمة مقترحات لضمان أمنها

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 كانون الأول/2021

أعلنت روسيا أنها سلمت الولايات المتحدة، الأربعاء، قائمة «مقترحات» تشمل الضمانات القانونية التي تطالب بها لأمنها الذي تعدّه مهدداً، على خلفية التوتر حول أوكرانيا. وقال يوري أوشاكوف، مستشار السياسة الخارجية في الكرملين، للصحافيين: «سلمت وزارة الخارجية الروسية اليوم مقترحاتنا الملموسة إلى المسؤولين الأميركيين». وأوضح أن هذه المقترحات «الهادفة إلى وضع ضمانات قانونية لأمن روسيا» سُلمت بصورة خاصة إلى مساعدة وزير الخارجية المكلفة شؤون أوروبا كاربن دونفريد التي زارت موسكو هذا الأسبوع بعد زيارتها كييف. وأضاف أوشاكوف أنه سيجري اتصالاً هاتفياً حول الموضوع في وقت لاحق اليوم مع «مسؤول في الإدارة الأميركية»، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع عبر الفيديو الأربعاء مع نظيره الصيني شي جينبينغ، عن أمله بأن «يكون رد الأميركيين و(حلف شمال الأطلسي) إيجابياً على هذه المقترحات»، بحسب مستشار الكرملين. ودعا بوتين الثلاثاء إلى إجراء مفاوضات «فورية» مع «حلف شمال الأطلسي» والولايات المتحدة حول الضمانات التي طلبها في مطلع ديسمبر (كانون الأول) من نظيره الأميركي جو بايدن. تعارض روسيا بشكل خاص أي توسع للحلف في الدول المجاورة لها مثل أوكرانيا، وترغب في الحصول على ضمانات قانونية من شأنها استبعاد مثل هذا الاحتمال مستقبلاً. ويتهم الغربيون موسكو بحشد قوات على حدودها مع أوكرانيا، محذرة موسكو بأنها ستواجه عقوبات اقتصادية غير مسبوقة في حال أقدمت على غزو أوكرانيا. وتدور حرب أهلية في شرق أوكرانيا بين قوات كييف وانفصاليين موالين لروسيا اندلعت عام 2014 بعد ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم. يرفض الكرملين الاتهامات الغربية ويؤكد من جهته أن روسيا مهددة من «الحلف الأطلسي» الذي يسلّح كييف وينشر طائرات وسفناً في منطقة البحر الأسود.

 

التحالف» ينفّذ ضربات جوية لأهداف عسكرية مشروعة بصنعاء

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 كانون الأول/2021

أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، اليوم (الأربعاء)، تنفيذ ضربات جوية لأهداف عسكرية مشروعة في صنعاء. وأوضح «التحالف»، أن العملية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، مطالباً المدنيين بعدم التجمع أو الاقتراب من المواقع المستهدفة.

وأضاف أنه جرى تدمير موقعين للنشاط الباليستي والمسيرات في صنعاء، وموقع قيد الإنشاء تم تأهيله لأنشطة المسيّرات، بالإضافة إلى ورشتين لتجميع وتركيب الصواريخ الباليستية في مديرية «بني الحارث».

 

القمة الخليجية تشدد على استكمال مقومات الوحدة اقتصادياً ودفاعياً وأمنياً

الرياض: عبد الهادي حبتور/ الشرق الأوسط أونلاين»/15 كانون الأول/2021

أكد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي أن بلاده ترى أهمية التعامل بشكل جديّ وفعّال مع البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، «بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، كما تؤكد مبادئ حسن الجوار واحترام القرارات الأممية وتجنيب المنطقة جميع الأنشطة المزعزعة للاستقرار». جاء ذلك ضمن الكلمة التي ألقاها ولي العهد السعودي، يوم أمس، أمام قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي، في اجتماع الدورة الـ42 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، الذي عقد برئاسته، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بقصر الدرعية في العاصمة السعودية الرياض. وتأتي القمة الخليجية بعد أيام من جولة لولي العهد السعودي في دول المنطقة، ساهمت في تشكيل أهداف مجلس التعاون من جديد؛ حيث تناولت كلمة الأمير محمد بن سلمان جملة من الملفات السياسية والاقتصادية، مشدداً على استمرار السعودية في بذل جميع الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، معرباً عن تطلع دول الخليج لاستكمال بناء تكتل اقتصادي مزدهر، وإلى إيجاد التوازن لتحقيق أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية، والتعامل مع ظاهرة التغير المناخي. كما تطرقت كلمة الأمير محمد بن سلمان إلى عدد من الملفات، من بينها القضية الفلسطينية، والأزمة اليمنية، والأوضاع في الساحة الأفغانية، مرحباً نيابة عن خادم الحرمين الشريفين بالقادة في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية، وموجهاً الشكر للملك حمد بن عيسى على ما بذلته البحرين من جهود كبيرة خلال رئاستها للدورة الحادية والأربعين للمجلس، وفيما يلي جانب من الكلمة:

«نجتمع اليوم بعد مرور 4 عقود على تأسيس المجلس في ظل تحديات كثيرة، تواجه منطقتنا، تتطلب منا مزيداً من تنسيق الجهود، بما يعزز ترابطنا وأمن واستقرار دولنا، وفي هذا الصدد نشير إلى الرؤية التي قدمها سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، ونؤكد على أهمية تنفيذ ما تبقى من خطوات، واستكمال مقومات الوحدة الاقتصادية، ومنظومتي الدفاع والأمن المشتركة، بما يعزز دورنا الإقليمي والدولي من خلال توحيد مواقفنا السياسية وتطوير الشراكات مع المجتمع الدولي، ونشيد بما لمسناه خلال زياراتنا إلى دول المجلس الشقيقة من حرص بالغ على وحدة الصفّ. كما نشيد بالالتزام والتضامن الذي أدى إلى نجاح مخرجات بيان العلا الصادر في 5 يناير (كانون الثاني) 2021م». واستطرد: «إننا نتطلع اليوم إلى استكمال بناء تكتل اقتصادي مزدهر وهذا يتطلب إيجاد بيئة جاذبة ومحفزة تعتمد على تنويع مصادر الدخل، وإطلاق إمكانات قطاعاتنا الاقتصادية الواعدة ومواكبة التطورات التقنية في جميع المجالات، وإيجاد التوازن لتحقيق أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية، والتعامل مع ظاهرة التغير المناخي، من خلال تزويد العالم بالطاقة النظيفة ودعم الابتكار والتطوير. وفي سبيل ذلك، أطلقت المملكة مبادرتي (السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر)، كما أعلنت عن استهدافها الوصول إلى الحياد الصفري في عام 2060م من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون». وقال: «تستمر المملكة في بذل جميع الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة كما تدعم الحلول السياسية والحوار لحل النزاعات، وفي هذا الإطار، تشدد على ضرورة نهوض المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية ووفقاً لمبادرة السلام العربية والمرجعيات الدولية ذات الصلة.

ونتطلع إلى أن يستكمل العراق الشقيق إجراءات تشكيل حكومة قادرة على الاستمرار في العمل من أجل أمن واستقرار العراق وتنميته، ونؤكد استمرارنا في دعم جهود المبعوث الأممي للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، وفق المرجعيات الثلاث ومبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية».

وقال الأمير محمد بن سلمان: «وتؤكد المملكة على أهمية التعامل بشكل جديّ وفعّال مع البرنامج النووي والصاروخي الإيراني بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، كما تؤكد على مبادئ حسن الجوار واحترام القرارات الأممية وتجنيب المنطقة جميع الأنشطة المزعزعة للاستقرار». وأضاف: «وتتابع المملكة تطورات الأوضاع في أفغانستان، وتحثّ على تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني، وألا تكون أفغانستان ملاذاً للتنظيمات الإرهابية». وقال ولي العهد السعودي: «لقد حقق المجلس إنجازات كبيرة من تأسيسه ونتطلع إلى تحقيق مزيد للارتقاء بالعمل الخليجي المشترك، بما يعزز مسيرة المجلس على جميع الأصعدة». فيما أشاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، من جانبه، بنتائج الزيارات الأخيرة لولي العهد السعودي لدول مجلس التعاون الخليجي، التي مهدت لعقد هذه القمة، مؤكداً على ما توليه السعودية من دور كبير لتقريب وجهات النظر، ولتجاوز التحديات وتقديم الحلول المطلوبة مع متطلبات مرحلة العمل الحالية. من جانبه، ألقى الدكتور نايف فلاح الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي كلمة، جاء فيها: «ما بين العلا والرياض، تبرز بين التحديات والطموحات قيادة حكيمة، وعزيمة خليجية صلبة، وإرادة تستشرف المستقبل، تدشن العقد الخامس من مسيرة مجلس التعاون المباركة بنظرة تكاملية وشاملة تحافظ على ما تحقق من مكتسبات خلال العقود الأربعة الماضية». وأضاف الحجرف: «إن أمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من عدم استقرار»، مبيناً أن افتتاح مقر القيادة العسكرية الموحدة برعاية الأمير محمد بن سلمان في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي كان «رسالة عزم وسلام، رسالة عزم على حماية وصون أمن دول مجلس التعاون، ورسالة سلام تحمي مكتسبات ومقدرات دوله ومواطنيه».

وأوضح أن الأمن الداخلي الخليجي منظومة مترابطة ومتراصة، فكان التنسيق في مواجهة تحديات الجريمة المنظمة والمخدرات والهجمات السيبرانية وأمن الحدود مثالاً يؤكد القناعة الراسخة ونتيجة لجهود مستمرة. كما تطرق الأمين العام إلى نتائج جولة ولي العهد السعودي في دول المنطقة، التي تابعها أبناء دول المجلس «بروح الأمل والتفاؤل» وما نتج عنها من تفاعل كبير على جميع المستويات الخليجية، في إطار الآمال الكبيرة لأبناء مجلس التعاون، وإيمانهم الكامل بقوة مجلسهم، ووحدة مصيرهم، وتكامل أهدافهم. وكان قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي العربية بدأوا في التوافد جواً تباعاً إلى مدينة الرياض، في وقت سابق من أمس، لحضور قمة الرياض الخليجية، وكان أولهم وصولاً فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان، تلاه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ثم الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت، تبعه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، فيما كان الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين آخر الواصلين للعاصمة السعودية، وتقدم مستقبليهم في الصالة الملكية بمطار الملك خالد الدولي، «كل على حده»، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، الذي رحّب بهم وبمرافقيه في بلاده، كما كان في استقبالهم الأمير محمد بن عبد الرحمن أمير منطقة الرياض بالنيابة، والدكتور نايف فلاح الحجرف أمين عام مجلس التعاون الخليجي، والأمير فيصل آل عياف أمين منطقة الرياض. وفور وصوله للرياض، أكد العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة أن انعقاد القمة الخليجية في الرياض يشكل فرصة مهمة للتشاور وتبادل الرأي بين قادة دول المجلس في كل ما من شأنه أن يسهم في دعم مسيرة العمل الخليجي المشترك، والحفاظ على مكتسبات دوله، مثمناً الجهود التي يقوم بها الملك سلمان بن عبد العزيز في خدمة قضايانا الخليجية والعربية والإسلامية، والدور الاستراتيجي المتواصل للسعودية على الصعيدين الإقليمي والدولي ضماناً لمستقبل أفضل لشعوب العالم أجمع، مؤكداً ثقة قادة «الخليجي» بأن رئاسة ولي العهد السعودي لهذا اللقاء الأخوي ستجعل مخرجات القمة على مستوى التحديات، ولتكون هذه القمة «خطوة مهمة في مسيرة مجلسنا المبارك وتحقيق تطلعات وآمال شعوبه».

بينما أشار فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء العماني إلى دعم بلاده المتواصل لمسيرة مجلس التعاون، وأوضح لدى وصوله للرياض أمس أن مجلس التعاون حقق منذ تأسيسه كثيراً من المنجزات في مختلف المجالات «إيماناً بأهمية التعاون والترابط بين دول المجلس، وتحقيقاً لتطلعات الشعوب الخليجية نحو مستقبل أفضل»، مؤكداً بأن ما تشهده الساحتين الإقليمية والدولية من تطورات متسارعة يلقي بظلاله على دول المنطقة ويتطلب بذل مزيد من الجهود المشتركة لتنسيق المواقف وتوحيد الرؤى. وفي ختام القمة، ألقى فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان كلمة، أعرب فيها عن الشكر والتقدير والاعتزاز لولي العهد السعودي على الدور الكبير الذي يقوم به والجهد الذي يضطلع به من أجل مصلحة مجلس التعاون ودوله، وقال: «لا شك أن مجلس التعاون لم يشهد منذ سنوات هذا التآلف الذي نجده اليوم، وهذه الرغبة الصادقة من الجميع في العمل الجاد من أجل خدمة دول مجلس التعاون وشعوبها»، ورحب باسم بلاده بتسلم رئاسة الدورة القادمة للمجلس، مؤكداً بذل كل الجهود خلال العام المقبل، وقال: «هناك آلية وهذه الآلية سوف نسعى من أجل أن تستمر بوجود الجلسات الرئيسية للمجلس في المملكة العربية السعودية الشقيقة». وضم الوفد السعودي الرسمي في القمة كلاً من الأمير تركي بن محمد بن فهد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والأمير عبد الله بن بندر وزير الحرس الوطني، والأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني.

 

297 جريمة نتيجة طلق ناري و36 طعناً بأداة حادة خلال عام في سوريا/حلب الأولى بحالات الانتحار... ودرعا في جرائم القتل

دمشق: «الشرق الأوسط»»/15 كانون الأول/2021

لا تزال محافظة حلب شمال سوريا، تتصدر القائمة في عدد حالات الانتحار في سوريا، ذلك بتسجيل 30 حالة انتحار خلال العام الحالي، أعقبتها محافظة ريف دمشق بـ24 حالة ومحافظة اللاذقية بـ24 حالة، وفي دمشق 18 حالة وطرطوس 17، كذلك حماة تم تسجيل 17 حالة وفي السويداء تم تسجيل 14 حالة انتحار، و7 حالات في حمص و6 حالات في درعا. وأشار المدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا زاهر حجو إلى انخفاض بنسبة 10 في المائة بعدد حالات الانتحار عموماً هذا العام مقارنة بالعام الماضي، الذي سجل 197 حالة انتحار، مقابل 157 حالة انتحار منذ بداية العام الحالي حتى بداية هذا الشهر بينهم 109 من الذكور و48 من الإناث. ونقلت صحيفة «الوطن» المحلية عن حجو كشفه عن تسجيل انتحار 25 قاصراً من بينهم 14 من الذكور و11 من الإناث. ولفت حجو إلى أنه أغلب حالات الانتحار وقعت عبر الشنق وبلغ عدد المنتحرين عبر هذه الطريقة 71 منتحراً في حين تم تسجيل 41 حالة انتحار عبر استخدام الطلق الناري و16 حالة عبر السقوط والرمي من شاهق و22 منتحراً استخدموا السم وسيلة للانتحار. ولفت حجو إلى أنه تم تسجيل حالة انتحار واحدة باستخدام الصعق عبر التيار الكهربائي وحالة انتحار ذبح فيه المنتحر نفسه. ويعاني السوريون من أزمات معيشية قاهرة جراء الحرب زادت في انتشار العديد من الأمراض النفسية لا سيما الاكتئاب، والتي ترافقت مع انتشار تعاطي الأدوية المنومة والمخدرات في ظل حالة من التفكك الاجتماعي الأسباب التي ساهمت في ارتفاع معدلات جرائم القتل كماً ونوعاً إذ ازداد وحشية، وبحسب زاهر حجو بلغ عدد ضحايا جرائم القتل التي وقعت في العام الحالي 414 ضحية باعتبار أن جريمة القتل من الممكن أن تشمل أكثر من ضحية بينهم 353 من الذكور و61 من الإناث. وقال حجو إن جرائم القتل تنوعت بين 297 جريمة نتيجة طلق ناري و36 طعناً بأداة حادة و33 ضحية نتيجة الضرب بأداة راضة و21 ضحية نتيجة انفجار من مخلفات الإرهابيين إضافة إلى وقوع 14 ضحية عن طريق الخنق وثلاث ضحايا بفعل جرم الذبح. مشيراً إلى أن أكثر حالات القتل وقعت في محافظة درعا بتسجيل 115 ضحية وهي تتصدر المشهد للسنة الرابعة على التوالي بعدد الضحايا الناتجة عن جرائم القتل ومن ثم تليها السويداء بوقوع 66 ضحية وريف دمشق 46 وحلب 40 ضحية. ولفت إلى أنه تم تسجيل 39 ضحية نتيجة جرائم القتل في القنيطرة وفي حماة 33 وفي حمص 29 على حين في دمشق تم تسجيل 26 ضحية وفي طرطوس 12 ضحية وفي اللاذقية لم يتم تسجيل سوى 8 ضحايا بسبب جرائم القتل. ويشار إلى أن سوريا كانت لغاية عام 2009 من الدول الأكثر أمناً إلا أن اندلاع الحرب أدى إلى انفلات أمني خطير ترافق مع ظهور عصابات تهريب المخدرات والأعمال غير المشروعة التي شكلت بيئة مثالية لانتشار الجريمة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الناشط بول ناصيف عكاري يرد على هرطقات وشرود نعيم قاسم: الحزب الواهن الموهوم

 الحزب الواهن الموهوم

بول ناصيف عكاري/الكلمة أولاين/15 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104823/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b4%d8%b7-%d8%a8%d9%88%d9%84-%d9%86%d8%a7%d8%b5%d9%8a%d9%81-%d8%b9%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d8%b1%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%87%d8%b1%d8%b7%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d9%88/

من يتابع مؤخراً تصريحات أركان حزب الله وبالأخص ما أكد عليه الأستاذ نعيم قاسم خلال حفل ‏العباءة الزينبية ، يتأكد من أنّ المأزق الذي أقحم نفسه هذا الحزب في الداخل اللبنانيّ بات عبءً ثقيلاً عليه. من المرجح أنّ الحزب بات يعيش حالة نكران الذات لواقعه الأليم. إنه يحاول حماية نفسه من خلال رفض قبول حقيقة نتاج أفعاله وسلوكياته التي دمرت لبنان وأنهكت شعب بكامله ومن ضمنه بالتأكيد ما يعرف ب"جمهور الحزب". هذه النتيجة المأسويّة تجعله يشعر بالوهن في سريرة نفسه وتهدد شعوره بالقدرة على التحكم في مفاصل الأمور. من أجل إرضاء وتنفيذ مشيئة مشغله الإيراني أمعن الحزب في تحقيق استراتيجية الاستبداد والفجور والتي ساعدته على تحقيق أهدافه الخاصة بالوصول إلى السلطة المطلقة وإخضاع كلّ ما هو آخر على مساحة الوطن متوهماً أنه المخلص.

أتحف الأستاذ النعيم السيدات الكريمات والبسيطات في فهمهن للسياسة الشريرة بمفاهيم قاسمية إلهية مذكراً اياهن بالمعادلة الخياليّة "الجيش والشعب والمقاومة " التي لا يمكنها أن تركب على قوس قزح في هذا البلد المركّب والتي مر عليها الزمان والمكان المناسبين. لقد تناسى أنّ الجيش والشعب بمعظم أطيافهم هم رافضون لهذه المعادلة لأنّ المقاومة بتركيبتها وفكرها وعقيدتها المستوردة غريبة عن الواقع المجتمعي والثقافي اللبنانيّ. لقد تناسى النعيم أنّ يذكرهن أنّ ولاية الفقيه عقيدتها تعلو الدستور اللبنانيّ وتناقض اتفاق الطائف، وأنّ "الإمرة للحزب فهي في الخارج"و "تنفيذ أوامر ولي الفقيه واجباً إجبارياً". أمّا المقاومة في لبنان، التي بالنسبة إليه، أصبحت من "الثوابت التي لا يمكن العبث بها" فلماذا لايعترف لهنّ أنه هو ورفاقه قد عبثوا بها حتى الثمالة لتصبح بالنسبة إلى معظم اللبنانيّين فرقة من أعوان الشيطان الرجيم التي تعيث فساداً في الأرض والمجتمع والوطن. الحزب بالتأكيد خرج عن تعاليم الإمام علي ليصبح فرقة خارجة عن القانون مغتصبة للسيادة وخائنة للدستور ولوطنٍ لا يعترف به أصلاً. من يتعامل مع الخارج على حساب وطنه وضد أبناء شعبه هو عميل ابن عميل ومصيره الموت المحتوم بعد أن يُحكم عليه بالخيانة الوطنية.

ثم يسترسل أستاذنا الكريم بطرح مفهوم حزبه للبنان: " لبنان الذي ‏يريد مستقبلاً لأجياله سيدًا مستقلًا وقويًا، لبنان الذي أصبح له سمعة في ‏العالم بسبب المقاومة وبسبب الانتصارات". هذا هو الوهم المبين بكامل تجليات نكران الذات والانفصام عن الواقع. في مخيلته، يضع الحزب كلّ اللوم على الآخرين وبالأخص، كما جاء على لسان الأستاذ القاووق، على الاستكبار أكان أميركياً أوعربياً من خلال اختلاق نظرية المؤامرة التي هي من نسيج خياله لإسقاطها على جمهوره الطيب. بالله عليك، هل من مستقبل غير أسود أو أصفر للأجيال الطالعة؟ أإسرائيل، التي تحمون حدودها برمش أعينكم، هي من دمر أحلام أولادنا؟  عندما سيطرتم على ديناميكيّة الحركة السياسية والمجتمعية اللبنانيّة بجميع مفاصلها وأصبحتم الحالل والرابط، هل صنتم السيادة والاستقلال وحميتم الدولة من المفسدين والحرامية والطواغيت؟ أم أنكم حميتم الفجور حتى أصبحتم أمراء الفجر والفجور؟

بالنسبة إلى وهم الانتصارات فمن المؤكد أنكم تتأثرون بأفلام هوليودية من صناعة أميركية وتمويلاً يهوديّاً وتريدون ترجمتها بمخيلتكم بما يناسب هروبكم من واقعكم الأليم وفرضها على جمهوركم. أمّا الطامة الكبرى فتعنى بسمعة لبنان في العالم! أهل من خلال الكابتاغون والتهريب والجريمة المنظمة واغتصاب مؤسسات الدولة من مرافئ ومطار ومعابر، واللائحة تطول، تفتخرون بسمعة هذا البلد غير الأمين؟ سمعتكم هي نتاج أعمالكم وسمعة لبنان هي من نتاج سيطرتكم على هذا البلد وحكمكم له. إنّ نتائج ما يقدم عليه الحزب في لبنان من أفعال وسلوكيات هو شبيه بما فعلته وتفعله الصهيونيّة في فلسطين. ومن المرجح أيضاً أنكم تدفعون نحو التطبيع مع العدو بنفس منطقكم عندما نثرتم الأرز على الجيش الإسرائيليّ بحجة خلاصكم من الفلسطينيّ الذي تخرجتم على يديه عسكرياً وأمنياً.

نعم، "الحاكم يتحمل مسؤولية ما يجري، ويجب أن يحاسب حتى يكون هناك حد لهذه الأزمة التي تتفاقم يومًا بعد يوم".‏ ولذلك يجب أن تُحاكموا يوماً ما وفي القريب العاجل. وللتذكير، "الكذب ملجأ الفجار ويقود إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار" وبالتالي دمار الأوطان. الحزب أصبح أسير تحالفاته "وطبائعه المستجدّة" ومواقفه بحيث لا يرى شرعيّة إلّا لأقواله وأفعاله وسلوكيّاته ولا يريد أن يقارب الحقيقة التي تقول أنكم هزمتم نفسكم وبنفسكم في لبنان وأنكم شاركتم بفعّاليّة في سرقة أموال وأحلام الشعب اللبنانيّ.

لقد نما حزبكم في لبنان بالتواطؤ مع أزلامه وبسبب تخاذل الخصوم وسوء إدارتهم في مجابهة مشروعكم غير المشروع  و"نتائج السياسة الاستبدادية والترهيبية التي تغلغلت في السلوك والأخلاق بأشكال من الممالأة والتكاذب والخضوع والتراضي". أسوأ ما تمكنتم من تحقيقه إخضاع البعض من المسيحيّين وخصوصاً من الموارنة ليغطوا مشروعكم مقابل هيكل كرسيّ مهترئ وكمّ من بقية الطوائف والأطياف من المستزلمين واللّاهثين وراء صفقة أو مركز. ولكنكم لم ولن تستطيعوا شراء ذمم الشرفاء ولذلك لا مكان لكم في لبنان. أمامكم حلين: أمّا الذهاب عند مشغلينكم ومن غير عودة غير مأسوف عليكم أو الذهاب إلى جهنم صاحبكم وعيثوا فيها فساداً ما شئتم.

بناء على ما تقدم نطلب إنشاء جبهة مقاومة وطنيّة لبنانية فعّالة، عابرة للمذاهب والمناطق، بالتكافل والتضامن بين جميع مكوناتها اللبنانيّة البحتة، مهمتها مقاومة ومحاربة احتلال حزب الله، المرتهن لإيران، للبنان، ومقاومة كل من تسوله نفسه العمل، بمعنى عميل، لأية جهة خارجيّة أكانت إقليمية أو غربيّة أو شرقيّة.

بول ناصيف عكاري

#عصابة_الستة

#المنظومة_المافياوية

#حزب_الكرتون

#عهد_الخراب

 

الشروط الاستراتيجية الحقيقية لإيران.."هناك أهداف قد تكون ذات أهمية أكبر بالنسبة لطهران، من العقوبات والتحويلات المالية"

د. وليد فارس/انديبندت عربية/15 كانون الأول/2021

انكب المعلقون والمحللون والمراقبون لأسابيع مع عودة المفاوضات في فيينا، على استنباط ما يمكن أن تكون الشروط الإيرانية الحقيقية للعودة إلى الحوار مع الولايات المتحدة على طريق إعادة العمل بالاتفاق النووي (JCPOA) بعد انسحاب إدارة ترمب منه في 2018. فتوزعت التحليلات والاستنتاجات بكل اتجاه، باحثةً عن أسباب، ومناورات، وضغوط. عن مراحل زمنية، وأرقام مالية، وآليات مراقبة، وما هو على الطاولة وما هو تحت الطاولة. كل ذلك لمعرفة ما يريده النظام الإيراني من واشنطن قبل أن يعود إلى الاتفاق.

مما كتبنا سابقاً ومنذ سنوات، وكتب غيرنا أيضاً، باتت الأهداف الإيرانية المباشرة تقريباً معروفة. فأول ما تبغيه طهران هو رفع العقوبات، كل العقوبات على السلطة، مؤسسات وأفراد، منظمات وميليشيات. هذا بحد ذاته يسمح لمؤسسات النظام أن تحصل على مداخيل لتثبت سلطتها على المجتمع من جديد. هذا الشرط الأول والعلني الذي لا اتفاق من دونه.

الشرط العلني الثاني هو فك الحجز عن الأموال الإيرانية المجمدة عالمياً، وإعطاء الأوامر للحكومات والوزارات والمصارف بتحويلها إلى الحكومة الإيرانية. وقد نُفذت هذه المطالب بكثافة. فبطلب من إدارة أوباما، تم تحويل أكثر من 150 مليار دولار كجزء من الاتفاق. وطلبت واشنطن من عواصم أخرى أن تسهم بتحرير أموال. وتوقفت عمليات التحويل بعد انسحاب إدارة ترمب من الاتفاق، وجُمدت التحويلات، وصُعدت العقوبات، وصولاً إلى الصدام المباشر أحياناً. فانقطعت السيولة عن إيران، واهتزت الدولة تحت وطأة احتجاجات خريف 2019. واشتد الخناق الاقتصادي والمالي. ومع انطلاقة إدارة بايدن في بداية عام 2021، تغيرت سياسة واشنطن من جديد وبدأ البيت الأبيض يفتح "الحنفيات" المالية، فطلبت من بعض الدول والهيئات الدولية أن تحول مبالغ إلى طهران تحت شعار "المساعدات الإنسانية". وذلك بانتظار عودة الـ "الصفقة الإيرانية" (Iran Deal) بقوة وفتح "الحنفيات" الكبرى لتروي صناديق طهران. وهذا الهدف هو الذي تناور من أجله القيادة لرفع كل العقوبات والحصول على أعلى رقم سيولة ممكن، قبل البدء بالتفاوض على البرنامج النووي. لماذا؟ لأن هناك أهدافاً بنفس الأهمية، وقد تكون ذات أهمية أكبر من العقوبات والتحويلات المالية. إنها الشروط الاستراتيجية الحقيقية لإيران، وهي الشروط التي تتفاوض حولها سراً مع إدارة بايدن كما فعلت مع إدارة أوباما من قبله. فما هذه الشروط؟

لبنان

هنالك تحركات أميركية عدة "لمساعدة لبنان"، إلا أنها لا تتخطى الالتزام بتجهيز الجيش اللبناني وتوفير بعض المساعدات الإنسانية والتربوية. في الجانب الآخر، إيران منخرطة بالعمق وبأكبر حجم ممكن بتسليح وتدريب وتجهيز وتمويل ميليشيا "حزب الله". طهران عملياً، وبواسطة الحزب تسيطر على الأمن القومي في لبنان. واشنطن تريد الحفاظ على صداقاتها التقليدية في بلاد الأرز، ولكنها تتمسك بالستاتيكو القائم منذ "عملية 7 مايو (أيار)" في عام 2008، عندما انقلب "حزب الله" على الحكومة المنتخَبة وفرض سلطته على المؤسسات منذ ذلك الوقت. إدارة أوباما تركت لبنان تحت النفوذ الإيراني بسبب "الاتفاق". إدارة ترمب غردت حول "حزب الله" ولبنان، لكنها لم تصل إلى الفعل. أما إدارة بايدن، فهي عائدة إلى ستاتيسكو أوباما. لذا فالمحادثات الأميركية - الإيرانية غير المرئية تتمحور في ملف لبنان حول ما يمكن الاتفاق عليه. شروط إيران هي عملياً الإبقاء على سلاح الحزب ومكاسبه وسيطرته، في مقابل ألا تفجر حرباً إقليمية جديدة. عملياً أن يبقى لبنان في المحور الإيراني.

سوريا

الشروط الإيرانية بخصوص سوريا شبه معروفة ولا تحتاج إلى أسرار. فطهران تريد تأمين نظام الأسد كجزء من مستقبل سوري، أي أن يبقى النظام قائماً، على أن يُطعّم بعناصر جديدة، وبالطبع أن يكون لإيران شراكة عملية على أرض الواقع. على الرغم من اختلافات معينة مع فريق الأسد والروس، فالعلاقة الاستراتيجية العامة لا تزال قائمة بين طهران ودمشق. وما تبغيه إيران من إدارة بايدن هو أن تكف عن العمل لإسقاط النظام، وتقبل بأمر واقع إيراني في سوريا كما تقبل بأمر واقع روسي وأمر واقع كردي-أقلياتي في شرق سوريا.

إدارة بايدن خففت مطالبتها بإسقاط الأسد، ولكنها تأخذ بعين الاعتبار موقف إسرائيل من الصواريخ الإيرانية. ربما التقاطع الإيراني - الأميركي سيكون حول بقاء النظام في دمشق مع ممر عبر العراق إلى إيران. هذا حتى الانتخابات التشريعية والرئاسية.

العراق

الشروط الإيرانية بالنسبة إلى العراق تعلنها قيادات "الميليشيات" باستمرار، وهي بخلاصتها تطلب انسحاب القوات الأميركية من كامل الأراضي العراقية. إلا أن الهدف الإيراني الأعمق هو إقامة شراكة أقوى مع بغداد بعد الانسحاب، تشمل إقامة منظومة دفاعية بين البلدين. القيادات العسكرية الأميركية غير متحمسة لهكذا تنازل، ولكن القرار هو بيد الإدارة وليس البنتاغون. وبالفعل "سلفت" الإدارة الأميركية إيران إعلاناً بالانسحاب من العراق قبل نهاية 2021. ستبقي واشنطن وجوداً عسكرياً "لتدريب القوات العراقية" وبصفة استشارية لمجابهة "داعش"، وهو أمر لا تعارضه طهران حالياً، حتى إنهاء "الدواعش" كلياً. هكذا تكون طهران استعملت القوة الأميركية بدلاً من طاقتها لمحو عدو مشترك تكفيري، ويوفر ذلك وقتاً وقدرات لدعم الميليشيات الخمينية في العراق.

المعارضة الإيرانية

من الشروط الإيرانية الأساسية غير المرئية في مفاوضات فيينا، أن لا تدعم واشنطن بأي شكل من الأشكال، أياً من فصائل المعارضة الإيرانية، في الداخل والخارج. وقد حدث ذلك خلال رئاسة أوباما، وإبان المفاوضات التي سبقت التوقيع بسنوات. فقد أوقفت الإدارة وقتها المساعدات للمعارضة التي كانت إدارة بوش تنفذها. ولم تدع إدارة أوباما ممثلي المعارضة الإيرانية أو خبراء منتقدين للدور الإيراني للتشاور، بينما استمعت إلى خبراء مؤيدين للنظام، واستقبلت أركان اللوبي الإيراني في البيت الأبيض لسنوات. وقد عكست إدارة ترمب هذه السياسة لأربع سنوات. وفي عامها الأول عادت إدارة بايدن إلى سياسة أوباما فقاطعت المعارضة الإيرانية، "كتسليف" جديد غير علني للطرف الإيراني. ويفسر معسكر الاتفاق النووي أنه من غير المنطقي أن تُظهر الإدارة بأنها تؤيد تغيير النظام، في الوقت الذي تتفاوض فيه على الشراكة في الاتفاق النووي (JCPOA).

إلى أين تذهب الإدارة؟

يقع البيت الأبيض داخل معسكره السياسي، في تقاطع ما بين ضغطين، أو أكثر. هنالك الضغط الآتي من وزارة الدفاع وبعض الأجهزة الاستخبارية التي تفيد الرئيس ونائبته، يحذر من إيران ويقترح التمهل، والتأكد، واختبارات مرحلية مع النظام الإيراني، لا سيما في ما يتعلق بالعراق، وشرق سوريا، والخليج. وهنالك الفريق البيروقراطي داخل الإدارة المولَج بملف المفاوضات، لا سيما مجلس الأمن القومي، وبعض مكاتب الخارجية، وهو يشجع على المضي قدماً بالاتفاق، لأن الوقت يمر بسرعة، ولأن فرص التفاهم الشامل قد تضيع. وهنالك القيادة الحزبية للديمقراطيين، لا سيما في الكونغرس، وهمها الأساس هو كسب الانتخابات في 2022 و 2024. وموقفها سياسي داخلي بامتياز إذ إن زعماءها يضغطون على البيت الأبيض "لحسم الموضوع بطريقة أو بأخرى". فالناخب الأميركي لا يستوعب كثيراً تفاصيل المفاوضات الطويلة والمعقدة. وهو يريد الحسم باتجاه أو بآخر، لا سيما في عام انتخابات التجديد النصفي الآتي بسرعة.

إدارة بايدن توصلت عملياً إلى اتفاقيات غير معلَنة وغير موقَعة مع إيران على صعيد الدول الأربع المذكورة سابقاً والمعارضة الإيرانية. فريق بايدن لن يزلزل الأرض من تحت أقدام حلفاء طهران في المنطقة، لكن البيت الأبيض يخشى زلزلة الأرض تحت أقدام الحزب الديمقراطي في الانتخابات. لذلك يريد من إيران إعلاناً كبيراً على صعيد فيينا كي يكسب داخلياً وتتعزز صورته في الداخل. فهل تقبل إيران بما أخذته حتى الآن أم تحاول أن تحقق مزيداً من النقاط؟

الشطرنج الإيراني

يعلم النظام الإيراني أنه على قاب قوسين من تحقيق شروطه الجيوسياسية في المنطقة. ولكنه متردد في الالتزام بوضع برنامجه النووي والصاروخي تحت رقابة الغرب. فسر قوة الخمينيين تجاه نظامهم وميليشياتهم وأعضاء محورهم، هو ظهورهم كأقوياء وليس "كمستضعفين". لذلك يريدون التأكد من بقائهم في موقع مسيطر على المعادلة، وليسوا مسيطراً عليهم. ضف إلى ذلك أن طهران تريد التأكد من استمرار فريق بايدن في الكونغرس والبيت الأبيض. ما يعني أنهم ربما يخططون لاستمرار المعادلة الرمادية حتى نوفمبر 2022، ليقرروا ما إذا كان بايدن مستمر بسياسته إلى 2024، وربما لأربع سنوات إضافية. ولكن لا المعارضة في الولايات المتحدة ولا المنطقة قد تسمح بذلك. لذا فالإدارة في واشنطن والقيادة الإيرانية تمران في مرحلة حذرة. فهل تكتفي طهران بما حصلت عليه ام تخاطر بوضع شروط تعجيزية لشراء وقت إضافي؟

 

أولويات الثنــائي تعمّق الأزمــة

غسان عياش/جريدة النهار/15 كانون الأول/2021

إنه مفاجئ، بل مدهش، موقف ثنائي حزب الله وحركة أمل من قضية إقصاء القاضي طارق البيطار. المدهش هو إصرار الثنائي، الممثل لقاعدة واسعة من الفقراء والمحرومين، على تعطيل الحكومة والدولة إلى حين إقالة المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت. إنه قرار مبرم بشلّ الدولة فيما البلاد بأمسّ الحاجة إلى انتظام السلطة وتمكّنها من المبادرة لوقف تمدّد الجوع إلى بيوت الفقراء، الذين يزدادون بضعة آلاف كل ساعة.

القاعدة الشعبية للثنائي هي مكوّن رئيسي من مكوّنات الكتلة الأكثر فقرا في لبنان، وهي، بالتالي، في طليعة المتضرّرين من انفجار التضخّم وارتفاع الأسعار وتلاشي الأمان الاجتماعي وسقوط النظم الصحية والتربوية والغذائية، والهبوط اليومي المريع لسعر صرف الليرة اللبنانية.

لسنا بصدد حلّ اللغز وتحليل الأسباب الخفيّة لهذا الموقف، الذي يقدّم قضية المحقق العدلي على معالجة أكبر أزمة اقتصادية ومعيشية في تاريخ الجمهورية اللبنانية، ومعظم تاريخ المتصرفية وإمارة جبل لبنان.

بل المقصود هو القول باستحالة التصدّي للكارثة إلا بوجود حكومة مبادرة ومتماسكة وذات برنامج ورؤيا، والحكومة الحالية تمتلك، مبدئيا، الشروط التي تؤهّلها لصياغة خطّة للإنقاذ بالتنسيق مع الداعمين الدوليين. وقد بدأت الحكومة بالفعل بوضع الخطوط الأولى لمشروع الإنقاذ، أو على الأقلّ التدابير الهادفة إلى وقف الانهيار وبدء الخروج من النفق الرهيب. ففي الأيام القليلة التي قضتها في السلطة، سعت الحكومة إلى إعادة النظر بخطّة التعافي التي وضعتها الحكومة السابقة، والمعروفة بخطّة "لازار"، فوحّدت الأطراف المعنية حول الأرقام والمؤشّرات التي كانت موضع خلاف شديد، ومهّدت بذلك لوضع برنامج للإصلاح بالتعاون مع صندوق النقد الدولي.

كل هذا على ذمّة الراوي، فالحكومة لم تطلع الرأي العام على توجّهاتها ونواياها ولا على قاعدة الأرقام الجديدة.

هذا الرأي العام ضائع بين الاجتهادات والتصريحات المتضاربة التي تصدر عن المسؤولين في المجلس النيابي والحكومة، والتي لا تخلو أحيانا من التضليل المقصود لنيل رضى الشعب اللبناني قبيل موسم الانتخابات. من أوضح وجوه الضلال والتضليل، والضياع و"التضييع"، هو الجدل الذي احتدم في الأسابيع الأخيرة حو ما عرف بقانون الكابيتال كونترول.

هذا القانون الذي لم يولد بعد، لن يؤدّي إلى استعادة أموال المودعين. إنه مجرد ترتيبات للمحافظة على الأموال في المصارف اللبنانية ومنع خروجها من النظام المصرفي والبلاد تلافيا لعدم المساواة بين المودعين.

إثر جلسة اللجان الأخيرة التي فشلت في تبنّي الصيغة الأخيرة لمشروع القانون، قال نائب رئيس مجلس النوّاب كلاما لا يفيد إلا في ذرّ الرماد في عيون اللبنانيين، وإيهامهم بأن قانون القيود المؤقّتة على حركة الرساميل، الذي تعمل عليه اللجان منذ سنتين، قادر على إنقاذ ودائعهم من المصارف. وهذا غير صحيح. فالقانون المذكور شيء وخطة استعادة الأموال وإحياء الاقتصاد والنظام المصرفي شيء آخر.

من الواجب تنبيه المواطنين جميعا، وضمنهم المودعون، بأن استعادة ما يمكن استعادته من الودائع المصرفية وإحياء النظام المصرفي، والاقتصاد، أمور مرهونة ببرنامج إصلاحي طويل الأمد يصعب إنجازه بإمكانيات البلاد الذاتية، ودون مساعدات كبيرة من المجتمع الدولي. وإن تحقيق هذا البرنامج يتطلّب سنوات من الصبر والتضحيات وشدّ الأحزمة، ويستوجب تغيير نمط حياة اللبنانيين وعاداتهم الاستهلاكية التي أصبحت من الماضي. فلا مصلحة في بث أوهام تعد اللبنانيين باستعادة أموالهم بمجرد إقرار قانون الكابيتال كونترول.

بدلا من بيع الأوهام، يقع على عاتق المجلس النيابي إقرار قانون القيود على الرساميل دون إبطاء، بعد تأخير تجاوز العامين، وواجب الحكومة إنجاز خطة التعافي الجديدة والشروع في تنفيذها لتعويض الوقت الطويل الذي هُدر.

أما في الحكومة، فتبدأ المسيرة الصحيحة عندما يعيد ثنائي أمل – حزب الله ترتيب الأولويات الوطنية وفقا للمنطق والمصلحة العامّة، ويجعل عمل الحكومة لإنجاز برنامج الإنقاذ في أوّل الأولويات، بينما يهبط موضوع القاضي البيطار إلى درجة متأخرة في أجندة الحكومة.

 

«جنون الدولار» هل يقرِّب النهايات؟

طوني عيسى/الجمهورية/15 كانون الأول/2021

في علم الاقتصاد، ثمة تداخلٌ وثيق بين ما هو اقتصادي وما هو سياسي. وانطلاقاً من هذه القاعدة، يترجم اليوم «جنون الدولار» في لبنان «جنوناً» في السياسة أيضاً. وإذا كان الدولار يتَّجه صعوداً بلا أفق، فمعنى ذلك أن الوضع السياسي مقبل على التهابٍ خَطِر أيضاً، وبالتزامن.

منذ خريف 2019، انكشف أن الليرة منهارة. ولكن، عملياً هي كانت منهارة منذ سنوات مع وقف التنفيذ. والسبب الأساسي في «وقف التنفيذ» ليس «براعة» الطبقة السياسية في إخفاء الفساد والأرقام والفضائح و»النوم» على دولار الـ1500 ليرة، كما يظن البعض.

فما جرى في الواقع، هو أنّ القوى العربية والدولية التي كانت تغطي هذه الطبقة وتموِّلها، على رغم إدراكها الكامل لفسادها، بل كانت تموِّل فسادها تحديداً، قرّرت وقف الدعم ورفع الغطاء عنها.

على مدى عشرات السنين، كانت منظومة السياسة والسلطة تنهب المال العام وتكدّس الثروات غير المشروعة في مصارف خارجية. وكانت هذه الدول لا تتورع عن إسعافها بمزيد من الديون من الصناديق والجهات الدولية المانحة، لا سيما البنك الدولي الذي اعتاد الكثير من موظفيه ومسؤوليه مسايرة السياسيين اللبنانيين ومراعاة مصالحهم، والقبول بالمشاريع والتلزيمات غير الشفافة، على مرأى ومَسْمَع من الجميع.

تبدَّل المناخ، وبدأت الضغوط على الطبقة السياسية في العام 2017، مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والتغيُّر في نهج الخليجيين العرب تجاه لبنان. ولم تنجح محاولات «اللملمة» التي لجأ إليها الفرنسيون من خلال «سيدر»، لأن القرار المتخذ أقوى منهم.

وهذا المناخ تصاعد في 2019 وتحوَّل حصاراً دولياً وعربياً خانقاً، وانفجاراً داخلياً على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية في آن معاً. وللمرة الأولى، أعلنت القوى التي اعتادت «تدليع» الطبقة السياسية أنها أوقفت «الدلع»، وأنها لن تعاود تقديم المساعدات إلا باعتماد الإصلاح.

في المطلق، هذا الشرط يبدو بديهياً. ولكن، ما الذي دفع هذه القوى إلى التمادي في تمويل الفساد اللبناني المفضوح، لعقود؟ وهل فعلاً جرت «تنمية» الفساد اللبناني قصداً بمليارات الدولار، في شكل ديون ثقيلة، للوصول ذات يوم إلى الوضعية التي وصل إليها لبنان؟

واستطراداً، على أي أساس تمّ اختيار العام 2019 لفرض الحصار الشامل، وفي شكل مفاجئ؟ ولماذا لم يُفرض مثلاً قبل عام أو عامين أو أكثر، أو بعد عام أو عامين أو أكثر؟ ولماذا تقرَّر مثلاً أن سقف إجمالي الدين الذي يتحمله لبنان هو 90 مليار دولار؟ ولماذا لم يتم وضع سقف عند الـ 70 ملياراً أو الـ 80 أو جرى الانتظار حتى ارتفع إلى 100 مليار؟

هذه الأسئلة الافتراضية توضح أن توقيت الانفجار المالي والنقدي تمّ تحديده سياسياً، وكان ممكناً ربما أن يستمر لبنان في «الجنّة المزوّرة» سنوات أخرى لو لم يتغيّر المعطى السياسي الخارجي. ويلتقي هذا الاستنتاج مع الكلام الذي يتردّد منذ ربع قرن على الأقل، ومفاده أن هناك اتجاهاً متعمّداً لإغراق لبنان في الديون، كي يسقط في أيدي قوى خارجية ستُملي عليه شروطها، فيفقد القدرة على المواجهة ويرضخ لما تريد.

والجميع يذكر ما قيل عن إلحاق لبنان الضعيف بمسار التسويات المقبلة إلى الشرق الأوسط، والتي قد يكون التوطين جزءاً منها. وهذه المسألة استهلكت الكثير من الجدل، إذ عمد البعض إلى تسويق فرضية تقول إن لبنان سيسدِّد كل ديونه دفعة واحدة عندما ينخرط في مشروع التسوية، ولا داعي للهلع من الديون مهما كبرت.

اليوم، وصل لبنان إلى التحدّي بكل فجاجة. فقد قطعت القوى الدولية والعربية حنفيات الدولار عنه، قصداً. وهي تطالبه بالتزام عنوان واحد هو الإصلاح. ولا يخفى أن المغزى الحقيقي للإصلاح المطلوب سياسي، ويتعلق بالجهة التي تُمسك بالقرار.

ولو كانت هذه القوى مهتمة بإصلاح المؤسسات في لبنان، من أجل الإصلاح فقط، فلماذا استمرت بدعم الطبقة السياسية وتمويلها على مدى عشرات السنين. وفي عبارة أوضح، لو رفع «حزب الله» يده عن السلطة واستمرّت منظومة السياسة فيها بكامل فسادها، هل كانت هذه القوى ستواصل حصارها للبنان أم سترفعه؟

والسؤال في شكل آخر: لو بقي «حزب الله» في السلطة ومعه المنظومة كلها، وبقيت عمليات نهب الدولة مستمرة، لكن الجميع رضخ للشروط السياسية التي تطلبها القوى الخارجية، هل كان الحصار سيستمر أم سيُرفع ما دام الهدف قد تَحقّق؟

في المقابل، هل كان «حزب الله» سيحتفظ بالمنظومة التي «تسوِّد وجهه» ويدافع عن وجودها معه في السلطة، لو انتهت المهمة التي تؤديها، ولو حُسِمت المعركة لمصلحته؟

يعني ذلك أن الحصار والإنهيار و»جنون» الدولار مقصودة سياسياً. ولا شيء ينفي أن تكون المنظومة السياسية، كلها أو بعضها، شريكة في هذه اللعبة، في شكل متعمَّد أو غير متعمَّد، بالجهل أو بالتجاهل، وسواء ضمن هذا المحور الدولي أو الإقليمي أو ذاك.

واستتباعاً، يعني ذلك أن جولة «الجنون» الحالية للدولار يراد تثميرها في «الجنون السياسي». والمرحلة المقبلة مؤاتية لهذا النوع من «الجنون» ولقطف ثماره السياسية على كل المستويات.

 

رداً على الشيخ نعيم قاسم...

د. ميشال الشماعي/نداء الوطن/15 كانون الأول/2021

طفا الخطاب الأخير للشيخ نعيم قاسم على واجهة الأحداث السياسيّة، وغطّى على طلبات الردّ في قضيّة تفجير مرفأ بيروت التي ما زالت المعرقِل المتوفّر الآن لعمل القاضي البيطار. كذلك وبرغم انتظار صدور أيّ قرار من المجلس الدّستوري في الطعن المقدّم من قبل التيّار الوطني الحرّ في قانون الانتخاب، غابت التعليقات السياسيّة؛ إلا أنّ الشارع انتفض لمواجهة هذا الخطاب ولم يكترث لأيّ حدث آخر، على أهميّته.

لن نستعيد ما كتبناه في مقالات سابقة لنا، محاكاة لما كتبه المفكّر العظيم جبران خليل جبران، في مقاله الشهير تحت عنوان " لكم لبنانكم ولي لبناني". بل سنعالج هذه الإشكاليّة من منظار كيانيّ يبدأ من أساس تكوين هذا الفكر ومدى انخراطه في الكيانيّة اللبنانيّة التي ندرّسها في جامعاتنا كرصيد في الموادّ الحضاريّة- الثقافيّة والوطنيّة – الاجتماعيّة. فنشأة "حزب الله" كانت من بداية الأمر على قاعدة كيانيّة، حيث صرّح أمينه العام منذ بداياته التأسيسيّة في العام 1982: "مشروعنا هو مشروع الدّولة الإسلاميّة وحكم الإسلام في لبنان، وأن يكون لبنان ليس جمهوريّة إسلاميّة واحدة، وإنّما جزء من الجمهوريّة الاسلاميّة الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه في الحقّ الوليّ الفقيه الإمام الخميني".

لذلك لا يعتبنَّ أحد على مَن كان صريحاً منذ البدء، بل العتب على مَن بايعه الولاء لقاء الكراسي الخشبيّة الفانية. هؤلاء هم الملامون الذين باعوا الوطن وجوهر وجوديّته؛ وبالطبع أعني هنا كلّ لبنانيّ سار في هذا الخطّ الذي اتّخذ من مقاومة العدوّ الاسرائيلي مطيّة وجوديّة ليفرض نفسه على الآخرين. و"حزب الله" اليوم يتزعّم هؤلاء كلّهم من عونيين وقوميين وبعثيين وبعض اليساريّين ومتشدّقي العروبة الذين حوّلوها إلى مملكة فارس.

حتّى وصلت الوقاحة بمَن يعتبرون أنّ لبنان وطنهم بأن يدعوا اللبنانيين إلى الرحيل من هذا اللبنان الذي لم يعد يشبه سواهم. أمّا وقاحة فما بعدها وقاحة في وطن أساس كينونته الفكر التعدّدي، وقاعدة حكمه الديموقراطيّة التوافقيّة! لا يا سادة. لبنان وطن ارتضيناه للبنانيّين كلّهم. وهؤلاء لبنانهم لا يسعكم أنتم لأنّكم من الأساس، ومن بداياتكم رفضتموه. وكلّ مسيرتكم السياسيّة منذ بدايات تأسيسكم هي لضرب هذه الكيانيّة التي لا تشبه فكركم الأيديولوجي العنصري بشيء، توصّلاً إلى فرض كيانيّة الفقيه التي تشبهكم وحدكم.

من هذا المنطلق، المطلوب منكم أنتم، إن بقيتم متشبّثين بما تقولونه، أن ترحلوا إلى حيث ترون مَن يشبهكم، لأنّنا بالحقّ أقوياء، وبالوطنيّة أقوياء، وبالفكر أقوياء، وبالتعدّديّة أقوياء، وبالحياد أقوياء، أمّا أنتم فضعفاء بسلاحكم الذي صدأ، وضعفاء في نفوسكم العنصريّة، وضعفاء في استزلامكم لإيران وآل الأسد، وضعفاء في حمايتكم لتجّار المخدّرات ومبيّضي الأموال وعصابات التهريب على الحدود اللبنانيّة -السوريّة، هذا التهريب الذي قصم ظهر اللبنانيّين جميعهم، ومن دون استثناء، حتّى مَن يعتبرون أنّهم تحت طاعتكم. ولا ننسى حمايتكم لأمن مَن تدّعون عداوتها على الحدود الجنوبيّة منذ العام 2006 وحتّى اليوم.

هذا الفكر المقسوم بوطنيّته والمنفصم بكيانيّته قد شُفِيَ من هذا الإنقسام والإنفصام وبات يصرّح في كلّ فرصة ما الذي يريده حقيقة. أمّا المشكلة ليست مع دعاة هذا الفكر كما سبق وذكرنا، بل مع الذين ارتضوا لأنفسهم بأن يكونوا هم طرواديّي هذا الفكر، فحملوه من على مذبح رئيس الملائكة في الشياح إلى قلب الصيغة اللبنانيّة وأهدوه إيّاها مقابل ثلاثين مقعدا من فضّة الاسخريوطيّ. وهذا ما ضرب الصيغة اللبنانيّة بتوازناتها كلّها. وباتت هذه الصيغة اليوم في مكان آخر، ورأيناها كيف دخلت البحرين مع تدشين كنيسة "سيّدة العرب"، ومع البابا فرنسيس في الإمارات.

ولاستعادة هذه الصيغة يجب أوّلاً إسقاط هذا الغطاء، والعمل مع كلّ الأحرار والشرفاء لإعادتهم إلى قلب الصيغة اللبنانيّة قبل أن يمنعوهم من ارتداء النّظّارات الشمسيّة ومن استماع الموسيقى لأنّها تتعارض وعقائدهم المذهبيّة. ولن نستطيع الوصول إلى هذه المرحلة إلا عبر صندوقة الاقتراع التي يجب أن تكون تحت المظلّة الأمميّة لأن لا ثقة لدينا بالجهات المولجة بإدارة العمليّة الانتخابيّة، لأنّنا عبر التاريخ لم نعاين مجرماً حاكم نفسه بنفسه إلا بالانتحار. وعلى ما يبدو أنّ هذا الدويتّو، المنظومة والمنظّمة، لن ينتحر إلا بانتحار الوطن. وهو سائر إلى هذا المصير حتماً.

أعان الربّ لبنان على هذه الطغمة، ولكن إيماننا أكبر من طواغيتهم كلّها. ولا مكان للخوف في قلوبنا، ومفاتيح قبورنا في جيوبنا، ولا شيء أثمن نخسره إن خسرنا الوطن. لذلك كلّه، نحن سائرون في مواجهتهم حتّى النصر، ولن يستطيعوا أبداً محاكمتنا. إن انتصرنا بقي لبناننا، وإن قتلونا وبنوا لبنانهم فلن يقدروا على محاكمتنا أيضاً، وسينبت من كلّ سنبلة منّا مئة ألف سنبلة، مستعدّة لتواجه مئات ألوفهم كلّها؛ وشعلة المقاومة ستبقى مستمرّة من جيل إلى جيل. وإن لم نستطع تحقيق ما نصبو إليه اليوم، فنحن مطمئنّون لأنّنا نكون قد سلّمنا ما استلمنا أفضل بكثير ممّا استلمناه على قاعدة أجيال تسلّم أجيالاً، لتبقى قضيّة وطن لن يموت، طالما شعلة المقاومة الكيانيّة ستبقى حيّة في وجداننا ووجدان الأجيال الصاعدة.

 

لبنان مخطوف وحزب الله دولة تسيطر على «اللادولة»

العميد الركن نزار عبد القادر/اللواء/15 كانون الأول/2021

لبنان مخطوف منذ 7 أيّار 2008، التاريخ الذي احتلت فيه ميليشيات حزب الله وحركة أمل مدينة بيروت وروّعوا اهاليها، وقتلوا بعض مواطنيها، بالإضافة إلى مواطنين آخرين من جبل لبنان. فخلال السنوات الفاصلة بين مؤتمر الدوحة وتشكيل حكومة نجيب ميقاتي الراهنة سعى حزب الله للسيطرة تدريجياً على جميع مؤسسات الدولة والتحكم بكل قرارات السلطة، وقد نجح في ذلك، ولدرجة يمكننا القول بأنه بات مهيمناً على عمل مجلس النواب، وعلى السلطة الاجرائية المتمثلة برئيس الجمهورية ومجلس الوزراء، وهو يحاول الآن للسيطرة على السلطة القضائية بكامل هيئاتها وقضائها.

درج اللبنانيون في الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي على الحديث عن هيمنة حزب الله على كل المفاصل الأساسية في الدولة بالقول بأن الدويلة قد باتت اقوى من الدولة، في الوقت الذي باتت الحالة الراهنة تقضي بأن نقول بأن حزب الله قد تحوّل إلى دولة في حالة «اللادولة» بعد سقوط لبنان المدوّي مالياً ونقدياً واقتصادياً ومعيشياً، ماذا بقي من جمهورية قارب عمرها مائة عام، إذا كانت عاجزة عن تأمين أدنى الخدمات، بما فيها الكهرباء والماء والتعليم والطبابة، والدواء؟ وماذا بقي من دولة غير قادرة على صياغة سياستها الخارجية بما يتناسب مع الحفاظ على علاقاتها مع الدول الصديقة والشقيقة، وبما يتفق مع حاجة الحفاظ على مصالحها الحيوية وعلى مصالح مواطنيها العاملين في دول مجلس التعاون الخليجي، وصوناً لكرامة ملوك وحكام هذه الدول التي قدّمت للبنان المؤازرة والمساعدات السيخة والاستثمارات الكبيرة والمتنوعة، بالإضافة إلى الودائع المالية من أجل مساعدته للتغلب على كل الأزمات التي عصفت به تكراراً خلال العقود الماضية؟

للأسف الشديد دأب حزب الله منذ ما يقارب العقد والنصف على دفع الدولة اللبنانية التي رغبت في النأي بنفسها عن اتباع سياسة المحاور، والانغماس في الصراعات الداخلية للدول العربية، من الصراع والحرب في سوريا، والعراق واليمن، إلى التخطيط لدعم أو المشاركة في تهديد الأمن الوطني لبعض الدول الخليجية، وأبرزها الكويت والبحرين. وبلغ به التحدي لسلطة الدولة ولإرادة أكثرية اللبنانيين إلى توجيه الانتقادات وإطلاق الشتائم ضد مختلف الأنظمة الخليجية، وذلك بالرغم من ان القانون اللبناني يحرّم ذلك، ويشكل إخلالاً بالتضامن العربي وبالمصالح الوطنية. لا يمكن التغاضي عن الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه الرئيس ميشال عون وتياره السياسي بالتحالف مع حزب الله منذ توقيع تفاهم مار مخايل معه أو خلال التلاحم معه سياسياً وتغطيته مسيحياً، وفتح الباب امام المزيد من التدخل في عمل مؤسسات الدولة، إلى ان تحوّلت كامل هذه المؤسسات بما فيها مؤسسة مجلس الوزراء ومؤسسة رئاسة الجمهورية بحكم المشلولة، وغير قادرة حتى على الدعوة لعقد جلسة لإقرار خطة إصلاحية تفتح الباب أمام بدء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وبالتالي حصول لبنان على مساعدات وقروض ميسَّرة هو بأمسّ الحاجة إليها.

الدولة اللبنانية مخطوفة ومشلولة، وبلغت آلية قراراتها درجة من السوء، حيث باتت عاجزة عن اتخاذ الخطوات اللازمة لإصلاح التدهور الحاصل في علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات والكويت والبحرين، والذي أدى إلى سحب السفراء ووقف إستيراد المنتوجات اللبنانية، بالإضافة إلى دعوة مواطنيها لمغادرة الأراضي اللبنانية. تأتي هذه التطورات الدراماتيكية في العلاقات مع الدول الخليجية على خلفية تدخلات حزب الله في صراعات المنطقة، من أجل مؤازرة النظام الإيراني في تدخلاته في مختلف الحروب العربية، وفي السلوكية العدائية التي يعتمدها تجاه مختلف الأنظمة الخليجية، وخصوصاً المملكة العربية السعودية.

كان اللافت إفشال حزب الله بسلوكيته السياسية الجهود العربية التي سعت لتدارك مخاطر انزلاق علاقات لبنان بالدولة الخليجية، إلى درك لا يمكن إصلاحه خلال سنوات، فكان من أبرز هذه المساعي إيفاد الجامعة العربية لأمينها المساعد لاستطلاع إمكانية إيجاد مخرج من الأزمة من خلال تقديم استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، على خلفية تصريحاته غير المتوازنة حول مسار الحرب في اليمن.

في رأينا وبالرغم من المساعي التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارته للدول الخليجية مؤخراً، والتي أسفرت عن اتصال هاتفي بين ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان والرئيس ميقاتي، فإن الحكومة اللبنانية، العاجزة عن تخطي فيتو حزب الله لعقد جلسة لمجلس الوزراء، لن تستطيع ان تنفذ أياً من المطالب السعودية، وخصوصاً ما يعود منها لضبط سلاح وسلوكيات حزب الله، وتنفيذ القرارين 1559 و1701. أو ضبط الحدود مع سوريا لوقف استعمال لبنان كمنطلق لتهريب المخدرات تجاه المملكة. لقد أثبتت الدولة اللبنانية مع كامل أجهزتها العسكرية والأمنية عدم قدرتها على منع عمليات التهريب بالاتجاهين من خلال استعمال القوافل عبر المعابر الحدودية غير الشرعية التي يسيطر عليها حزب الله.

لا يبدو بأن هناك أية مؤشرات على إمكانية إصلاح العلاقات المتدهورة مع المملكة العربية السعودية والدول الخليجية في ظل استمرار العجز الحكومي، مع استمرار تقاعس الرئيسين عون وميقاتي عن القيام بواجبهما الوطني لدعوة مجلس الوزراء لمعاودة جلساته بالرغم من فيتو التعطيل الذي فرضه حزب الله، وفي ظل هذا الوضع الراهن لن يكون بمقدور الحكومة وضع خطة إصلاحية، وبالتالي الدخول في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدات مالية، تؤسس للنهوض الاقتصادي والإصلاح المالي. وهكذا يبقى من المتوقع ان تبدّد القيادات اللبنانية الآمال التي رسمتها مبادرة ماكرون الثانية مع دول الخليج، على غرار ما بددت مبادرته الأولى التي أطلقها بعد اجتماعه الشهير مع مختلف القيادات اللبنانية في اجتماع قصر الصنوبر الشهير.

هل يبقى هناك أي أمل للخروج من المأزق الراهن؟

للجواب على هذا السؤال يراهن البعض على إمكانية اجراء الانتخابات النيابية خلال السنة المقبلة، وعلى قدرة المجتمع المدني على انتخاب كتلة نيابية وازنة، قادرة على تشكيل قوة ضاغطة على النظام الفاسد وإجباره بالتالي على القيام ببعض الإصلاحات الداخلية، وتكوين رأي عام شعبي قادر على الضغط داخلياً وخارجياً على حزب الله، ومنعه من الحفاظ على الستاتيكو الراهن. لا بدّ في هذا السياق من التشكيك بقدرة المجتمع المدني على تحقيق هذا الاختراق في جسم النظام الذي يقوده ويحصنه حزب الله بفائض نفوذه وقوة سلاحه. كما انه لا يمكن تجاهل الجهود الحثيثة التي يبذلها حزب الله وحلفاؤه من أجل تعطيل الانتخابات، والتمديد للمجلس الحالي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وفق إرادة ورؤية حزب الله والذي يهيمن على الأكثرية النيابية في هذا المجلس.

في غياب الحل الداخلي يبقى الأمل معقوداً على نجاح مفاوضات فيينا مع إيران، ومصحوباً بقدرة الولايات المتحدة وفرنسا وبمساعدة دولية لإقناع طهران للدخول في مفاوضات سياسية هادفة إلى تغيير سلوكياتها تجاه دول المنطقة، ووقف تدخل ميليشياتها وعلى رأسها حزب الله في الهيمنة على أنظمة هذه الدول أو اختطافها.

لبنان وطن مخطوف، وهو بحاجة لوعي وتكاتف أبنائه لتحريره واستعادة سيادته الوطنية، هذا هو التحدي الكبير الذي يواجهونه وأن عليهم إثبات قدرتهم على استرجاعه وإعادة بنائه.

 

"دسّ" شبهات رفع سعر الصرف في تعاملات المصارف مع عملائها في "دسم" تعديل التعميم 151

مصرف لبنان يمهّد لتحرير أقساط القروض بالدولار

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/15 كانون الأول/2021

الإقتصاد النقدي يتعمّق أكثر

إدارة الاقتصاد منذ بدء الأزمة بـ"التعاميم"، جعلت المراقبين يتوقفون عند أبسط التفاصيل. ليس لأن الشيطان يكمن فيها فحسب، إنما لأنها عادة ما تؤشر إلى انعطافة جديدة لا تصب غالباً في مصلحة المواطنين عموماً والمودعين خصوصاً. هذا الشك إنسحب على آخر قرار للمركزي بتعديل سقف السحوبات من حسابات الدولار. أثار إلغاء المادة الرابعة من التعميم الوسيط 601 بتاريخ 9 كانون الأول 2021 (تعديل التعميم 151، الصادر في 21 نيسان 2020 - إجراءات استثنائية حول السحوبات النقدية من الحسابات بالعملات الأجنبية) الكثير من التساؤلات عن الأهداف والنوايا المبيتة. ولا سيما أن هذه المادة نصت في التعميم الأساسي حرفياً على التالي: "تبقى سائر العمليات بالدولار الأميركي التي تقوم بها المصارف مع عملائها خاضعة للسعر الذي يحدده مصرف لبنان في تعامله مع المصارف". فهل يعني هذا احتساب العمليات على غير سعر 1515؟ وما هي هذه العمليات؟ وهل تتضمن القروض المصرفية؟

تمهيد لتحرير القروض بالدولار؟!

المستشار المالي د. غسان شماس يعتقد بان "إلغاء هذه المادة يعني إتاحة المجال للمصارف لاحتساب سعر صرف الدولار في العمليات التي تجريها مع زبائنها مثل (التحويلات، خطاب اعتماد LC، عمليات الصيرفة، تقاضي ثمن بطاقات الاعتماد...) على سعر صرف مخالف لـ 1515 المعتمد عادة بين المصرف المركزي والمصارف. ومن غير المستبعد أن تعمد المصارف إلى التعامل مع زبائنها على أساس سعر صرف 8000 ليرة للدولار الواحد".

ما قد يطبق على العمليات المصرفية، من المحتمل أن ينسحب أيضاً على القروض المصرفية، وتحديداً منها المتعلقة بقروض التجزئة وتسديد بدلات بطاقات الاعتماد. فالتعميم الوسيط رقم 13260 على سبيل المثال يطلب فيه مصرف لبنان من المصارف عامة قبول تسديد الاقساط أو الدفعات المستحقة بالعملات الاجنبية الناتجة عن قروض التجزئة، بالليرة اللبنانية، على أساس السعر المحدد في تعاملات مصرف لبنان مع المصارف. وذلك في حال كان المقترض "مقيماً" ولا يملك حساباً بالعملة الاجنبية. ما يعني أن المركزي قد يكون تقصد من وراء حذف المادة الرابعة من تعديل التعميم 151 التمهيد لرفع الدعم عن أقساط القروض المقيّمة بالدولار ألاميركي، أو أقله تحضيراً لها بسيناريو مشابه لما حدث في وقت سابق مع الغذاء والمحروقات والأدوية". الأمر الذي يتطلب من وجهة نظر شماس توضيحاً فورياً من المصرف المركزي لما قصده بالغاء المادة الرابعة، وما هي العمليات المصرفية التي قصدها في هذا التعميم. خصوصاً أن المصارف قد تستخدم حذف المادة الرابعة لتغيير سعر الصرف على القروض المدينة وتقاضيها على سعر أعلى من السعر الرسمي المعتمد بينها وبين المركزي على 1515.

خطورة الإلتباس في هذا التعميم لا تتعلق من وجهة نظر شماس بتدفيع المقترضين مبالغ أعلى بالليرة، "إنما باحتمال الامتناع عن تسديد القروض الشخصية التي لا يوجد عليها ضمانات، وربط المقترضين تسديد اقساطهم بتغيُر سعر الصرف. فتتحول القروض إلى ما يشبه البورصة".

المودعون مغبونون

على الجهة المقابلة كان لافتاً في سياق تطبيق المصارف لتعديل التعميم 151 لجوء قسم غير قليل منها إلى عدم تسليم كامل المبلغ المستحق للمودع، وإلزامه بفتح حساب بالليرة اللبنانية، يودع فيه بقية المبلغ المستحق شهرياً على سعر الصرف المحدد من المركزي، خصوصاً إن فاق المبلغ 5 ملايين ليرة نقداً. وهنا بدأ المودعون يواجهون 3 مشكلات رئيسية:

الأولى، إلزامهم بشراء بطاقة اعتماد يتراوح سعرها بين 75 و100 دولار أميركي. ومع عدم اشتراط مصرف لبنان على المصارف احتساب سعر صرف العمليات على 1515 فان سعر هذه البطاقة قد يحتسب على 8000 ليرة. ما يعني أن ثمنها سيرتفع على المودع من 100 ألف ليرة إلى حوالى 800 ألف ليرة. الثانية، إلزام المودعين ممن لا يملكون حساباً بالليرة فتح واحد مع ما يتطلبه ذلك من عمولات.

الثالثة، أن أغلبية نقاط البيع توقفت عن قبول البطاقات المصرفية. لان المصارف لا تسمح لها باستخدام هذه الأموال في عمليات شراء الدولار أو تمويل الاستيراد أو الدفع للموردين، وتطالبها باحضار الليرات النقدية أو التسديد بواسطة الشيكات. في المقابل يعجز الكثير من المؤسسات عن إحضار الليرات النقدية، ولا يقبل معظم الموردين بالشيكات المصرفية. وعلى هذا الأساس فضلت مؤسسات البيع بالتجزئة التوقف عن استقبال البطاقات. هذا الواقع لن يتغير من وجهة نظر شماس "إلا بعدما يسمح المصرف المركزي للتجار بالشراء من منصة صيرفة بواسطة شيك بالليرة اللبنانية. خصوصاً، أن تعميم صيرفة ينص على إحضار الأموال نقداً بهدف امتصاص السيولة من السوق. من هنا فان التخفيف من ظاهرة الاقتصاد النقدي، وتشجيع المواطنين على استعمال البطاقات المصرفية يتطلب السماح للمؤسسات والتجار بشراء الدولار من "صيرفة" وتمويل عملياتهم التجارية ومصاريفهم بالشيكات أو من الأموال العالقة في الحسابات. وبهذه الطريقة يعود المواطن ويستفيد من المبالغ الموضوعة في البطاقات.

الاستفادة من التعديل محدودة

مما يظهر لغاية الآن أن المودع لن يستفيد من رفع سعر السحوبات. ذلك أن "التعميم 151 كان يسمح للمودعين بسحب 5000 دولار على سعر 3900 ليرة أي ما يقارب 19 مليوناً و500 ألف ليرة"، يقول شماس. و"بعد رفع السقف إلى 8000 ليرة، خُفضت قيمة السحوبات إلى 3000 دولار أي 24 مليون ليرة. ما يعني عملياً أن المستفيدين من الحد الاقصى حصلوا على 20 في المئة إضافية فقط". صحيح أن التعديل على التعميم 151خفّض "الهيركات" مرحلياً، إلا أنه أضعف القدرة الشرائية للمواطنين نظراً لارتفاع سعر الصرف وما رافقه من ارتفاع في مختلف أسعار السلع والمنتجات بنسبة أعلى من ذلك.

 

المرحلة الثانية من إستطلاعات "التيّار": المكتوب يُقرأ من عنوانه

كلير شكر/نداء الوطن/15 كانون الأول/2021

يتصرّف العونيّون على أساس أنّ الإنتخابات في أيّار

تنتهي اليوم، المرحلة الثانية من آلية اختيار المرشحين التي أطلقها "التيار الوطني الحرّ" مطلع شهر تشرين الثاني الماضي. وهي تقوم على أساس استطلاع رأي القاعدة العريضة لـ"التيار" من ملتزمين ومؤيّدين ومناصرين، فيما قامت المرحلة الأولى على قاعدة "استطلاع رأي المنتسبين والمنتسبات المسجّلين على القوائم الانتخابية"، على أن تحسم الثالثة المسار من خلال "اختيار المرشّحين والمرشّحات وفقاً للتحالفات ولاستطلاعات الرأي العامّ، وبقرار من رئيس التيار بعد التشاور مع المعنيّين".

أول ما وجب ذكره، هو أنّ "التيار" يحاول الاستفادة من تجربة الاستحقاق الماضي التي خاضها كما الآخرين، وفق النظام النسبي وقاعدة الصوت التفضيلي الذي تحوّل إلى سكين في أيدي المتحالفين ورفاق اللائحة الواحدة، ما دفعهم إلى خوض معارك ضدّ بعضهم البعض لضمان التربّع على عرش الأصوات التفضيلية. وقد شهد "التيار" بسبب الصراع على هذه الأصوات، فوضى انتخابية غير مسبوقة، خصوصاً وأنّه فلش ترشيحاته على كلّ الدوائر المسيحية بشكل أدى إلى تشتيت أصواته، خصوصاً وأنّ التجربة الأولى لقانون الانتخابات كانت بمثابة اختبار فعلي للقوى الحزبية والمرشحين كما للناخبين.

ولهذا، يسعى "التيار" إلى التعلّم من هذا الدرس من خلال حصر ترشيحاته بقدراته الانتخابية فقط، بمعنى أنّ ترشيحاته الحزبية ستكون على أساس عدد الحواصل الانتخابية التي ينالها في كلّ دائرة انتخابية. ولهذا يكثّف من احصاءاته ودراساته الميدانية واستطلاعات الرأي، لأنّه لن يرشّح أيّ مرشح اضافي يتجاوز قدرة التيار على تأمين وصوله إلى الندوة البرلمانية. على سبيل المثال، اذا كانت أصوات التيار في دائرة بعبدا تسمح بإيصال نائبين اثنين، فهو لن يرشّح أكثر من مرشحين حزبيين، فيما يصار في ما بعد إلى عقد تحالفات داعمة. وبهذا المعنى سيستطيع ضبط القاعدة الحزبية وتوجيهها والتقليل قدر الامكان من حجم المعارك الداخلية والخلافات التي نتجت عن التنافس على الصوت التفضيلي. لكنه بالنتيجة، لن يتخلص من هذا "الوباء" طالما أنّ الصوت التفضيلي هو معمودية النار للوصول إلى الندوة.

وعليه، يُنتظر أن تُعرف نتائج المرحلة الثانية نهاية الأسبوع الحالي، على أن تُعلن الترشحيات مطلع العام المقبل ليبدأ العمل الميداني على أساس رسمي، مع العلم أنّ المتابعين لهذا الشأن يجزمون أنّ معظم الأسماء محسومة منذ مدة ومعظمها يتحرك على الأرض منذ مدّة أيضاً، وبالتالي إنّ عدداً محدداً من الترشيحات قد يُترك حسمها حتى اللحظات الاخيرة ليُفرج عنها من مكتب رئيس التيار، بدليل اللغط الذي ساد المرحلة الأولى، وأبرز تجليّاته:

- مباغتة بعض المرشحين بانطلاق الآلية التي جرت عبر التصويت الالكتروني والاتصالات الهاتفية، فيما بعضهم الآخر كان على دراية بتوقيتها ويعدّ العدّة لها مع الكوادر والمفاتيح المحسوبة عليه. - طبيعة الآلية التي اختلطت على العونيين ما اذا كانت انتخابات تمهيدية أم استطلاعاً للرأي، بعدما رفض النواب الخضوع من جديد لـ"بهدلة" الانتخابات التمهيدية أسوة بالعام 2018 وكان يفترض أن تكون الآلية عبارة عن استطلاع للرأي. ومع ذلك أحيطت النتائج بالشكوك كونها لا تعكس حقيقة توجهات القواعد الحزبية، كأن تحصل الوزيرة السابقة ندى البستاني في كسروان على 350 صوتاً من أصل 500 شاركوا، بينما يبلغ عدد حاملي البطاقات أكثر من 3900 حزبي، ما يعني أنّ أكثر من 3000 حزبي لم يفصحوا عن توجههم الانتخابي.

- الغموض في كيفية احتساب النتائج وتأخّر صدورها ووقوع العديد من المشاكل التقنية فيما حال انعدام سريّة التصويت دون مشاركة الكثير من الحزبيين (لم يشارك في الاستطلاع سوى ربع حاملي البطاقات الحزبية)، فلم تعلن النتائج بشكل رسمي ولم يُعرف من هم المرشحون الذين انتقلوا إلى المرحلة الثانية وعلى أي أساس. وكل هذه الاشكاليات قطعت الشكّ باليقين بالنسبة للكثير من العونيين الذين تأكدوا أنّ نتائج الآلية معلّبة سلفاً وهي ليست سوى لعبة استعراضية لا أكثر، لم تحقق الا هدفاً واحداً: التخفيف من "طفرة" الطامحين الذين ازيحوا بطريقة لائقة.

في مطلق الأحوال، يتصرّف بعض المرشحين العونيين على أساس أنّ الانتخابات ستحصل في أيار، لا بل يجزمون بحتمية حصولها في وقتها بلا أي تأجيل أو تمديد لمجلس النواب. ويقول أحدهم إنّ الكلام عن تأجيل هو من باب احباط معنويات الناخبين لا أكثر، لأنّ الانتخابات ستحصل في أيار، و"التيار" يستعد لها جيداً. العنوان الكبير للتحالفات، صار معروفاً، ويتمحور حول قوى الثامن من آذار، ويفترض انتظار أن يحسم رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري قراره ما اذا كان سيخوض المعركة أم سيترك الحرية لنوابه وبعض المرشحين الذين يدورون في فلكه في نسج تحالفات تتناسب ومصالحهم الانتخابية.

 

ليس تماساً كهربائياً وليس فصيلاً فلسطينياً

سناء الجاك/نداء الوطن/15 كانون الأول/2021

فعل الإستعلاء مستمر، يرفده فعل الإستغباء. ويلحق بهما على ساحتنا المستباحة فعل الإستنساخ. هذا ما يؤشر إليه الإنفجار في مخيم البرج الشمالي. صحيح أن المتفجرات لم تكن قارورة غاز هذه المرة. لكن لا تشكو من شيء إسطوانات الأوكسجين، لتدخل على الخط وتقطع الطريق على أي محاولة لتحقيق جدي وحقيقي بشأن هذا الانفجار الذي حصد ضحايا وقتلى، صنفوا شهداء مظلومين.. وختم الملف ببيان الأسطوانات، مع الإشارة إلى أن الخسائر محدودة. هكذا، حتى في المعالجة الإعلامية الفورية تجلى فعل الإستنساخ، المرفق بالإستغباء والإستعلاء وتجاهل كل المعلومات الصادرة عن شهود عيان وعن عالمين بالشأن العسكري بشأن إنفجار مستودع للذخيرة والأسلحة تابع لحركة "حماس". وبالطبع، استنكرت الحركة "حملة التضليل الإعلامي، ونشر الأخبار الكاذبة التي رافقت الحدث".

وكما هي العادة، منعت الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية اللبنانية فتح الملف المختوم ووضع يدها على التحقيق لتبيان الأسباب التي كانت وراء حصوله. ولا لزوم للشعور بالإحراج حيال مسألة " Déjà Vu".

لا لزوم للبدع المثيرة، كالتكهنات حول البنية المسلحة لحركة "حماس" في لبنان، وإمكانية استعمال هذا السلاح في الداخل اللبناني أو على الحدود مع إسرائيل، ولا لزوم للتبجح بالحديث عن إنكشاف لإنتهاكات القرار 1701 المتواصلة مع أسلحة إيرانية في منطقة جنوب الليطاني.

السبب لا يتعلق بالفصائل الفلسطينية وأحوالها ولا بالمخيمات وأمنها ولا بالعلاقات اللبنانية الفلسطينية المرعية الإجراء.. ولكنه يتعلق، فقط، بواقع أن هذا السلاح موجود برعاية الحزب، أو بالعربي الفصيح، بإرادة المحور الإيراني القاضية بتحويل لبنان مستودعات واسعة للأسلحة والصواريخ البالستية. ولا يهم كثيراً أو قليلاً تغيير الصورة النمطية لحركة "حماس"، التي حاولت المحافظة عليها منذ إنطلاقتها، وذلك بهدف التمايز عن منظمة التحرير الفلسطينية، غريمتها الأبدية، والإيحاء بأنها تقاوم فقط من داخل الأراضي الفلسطينية، ولا تسعى إلى المتاجرة بالقضية ولا مطامع لديها ولا علاقة لها بالداخل اللبناني. لكن متطلبات المحور الإيراني كسرت هذه الصورة النمطية، فحركة "حماس" هي ذراع من أذرع جمهورية ولاية الفقيه، كذراع "حزب الله"، والحوثيين والحشد الشعبي و"فاطميين"..و..و..والدليل الملحق بفعل الإستنساخ برز في تشييع "الشهداء المظلومين"، الذين يدحضون رواية "الخسائر المحدودة"، كما في الإشكالات "المحدودة" بدورها بين "حماس" ومحيطها الفلسطيني، والتي تشبه إشكالات إشتباكات خلدة وقرية شويا وغزوة عين الرمانة.

المشهد الشعبي الرافض ذاته يتكرر، ولكن بنسخة فلسطينية هذه المرة، والإتهامات تتكرر وفق الصيغة السلوكية لـ"حزب الله"، الذي يشيطن الفريق المناوئ لسياسة المحور الإيراني في أي مكان.. وإلا كيف نفهم الغزل الإيراني للإمارات مقابل التجييش الهستيري ضد السعودية والبحرين؟؟

من هنا، لا تدخل مستودعات أسلحة حركة "حماس" في خانة الوجود الفلسطيني المسلح وأمن المخيمات، على أهمية هذا الشأن. ومن هنا، ربما يجب التفتيش عن صاحب المصلحة في التسليح وفي التفجير وفي الاشتباكات التي تلت التفجير. تماماً كما كان يجب التفتيش عن تسليح جماعات متطرفة داخل المخيمات منذ فترة، تبين أنها تدار من حلفاء إيران المجندين على يد "حزب الله"، كما هي حال جمال سليمان من مخيم "المية ومية" المطلوب للقضاء اللبناني، والمقيم آمناً ومطمئناً في منطقة بقاعية محظورة على الجهات الأمنية اللبنانية، وطريقها إلى سوريا نظيفة من نقاط الأمن العام.

ولا عجب مع توفر هذه الطرق النظيفة أن تدخل "أسطوانات الأوكسجين" وغيرها إلى حيث تشاء، وتخزن في مستودعات الساحة المستباحة التي إسمها لبنان...

ويا سلام سلِّم على السيادة ومن لفّ لفّها..

 

"البرج الشمالي" إلى الواجهة من البوّابة الأمنية... و"حماس" تشيّع ضحاياها

المخيّمات تحت المجهر: تجميد العمل المشترك ومخاوف من "طابور خامس" وتوتّرات متنقّلة

محمد دهشة/نداء الوطن/15 كانون الأول/2021

يُثجمع أبناء مخيم البرج الشمالي في منطقة صور على ان الحادث الامني الذي حصل، بدءاً من الحريق والإنفجار يوم الجمعة في مسجد "أبي بن كعب" وتشرف عليه حركة "حماس"، مروراً باطلاق النار اثناء تشييع المهندس حمزة شاهين يوم الاحد، على اعتباره الاخطر بعدما تحول مواجهة مباشرة بين حركتي "فتح" و"حماس" اللتين تتقاسمان نفوذ القوة فيه، اثر اتهام "حماس" لـ"قوات الامن الوطني الفلسطيني" وهي الذراع العسكري لحركة "فتح" بالقتل المتعمّد وارتكاب مجزرة، ونفي الاخيرة واستعدادها لتسليم اي متورط باطلاق النار.

وتقول أوساط فلسطينية لـ "نداء الوطن": "بغض النظر عن تفاصيل واسباب الحريق والإنفجار واطلاق النار وسقوط الضحايا الثلاث، والاتفاق على ان تكون التحقيقات في عهدة القوى القضائية والامنية الرسمية اللبنانية، فإن الحادث الاخير وضع المخيمات الفلسطينية على صفيح ساخن، وتحت المجهر من العنوان الامني، اذ أدى الى توتر غير مسبوق بين حركتي "فتح" و"حماس" في لبنان، مع اتهام "حماس" لـ"قوات الامن الوطني" بارتكاب ما وصفته بـ"المجزرة المتعمدة والقتل العمد"، بينما حركة "فتح" نفت ضلوعها بالحادث، واكدت انها لم تُرِق اي دماء وأبدت استعدادها لتسليم اي متهم باطلاق النار".

وتوضح هذه الاوساط "ان التوتر السياسي بين القيادتين ترجم بداية بتبادل الاتهامات والروايات ثم بالاصطفاف العمودي بين فصائل منظمة التحرير مع "فتح" و"تحالف القوى الفلسطينية" مع "حماس"، ثم بالاحتقان الشعبي في مختلف المخيمات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كافة وخاصة مجموعات "الواتساب"، وبقرار بتجميد "العمل الفلسطيني المشترك" الذي كان يشكل مرجعية ومظلة سياسية وامنية للمخيمات، مع تقدم الهواجس من توتيرات أمنية متنقلة داخلها، اذ ان للحركتين نفوذاً قوياً فيها، والمخاوف من دخول طابور خامس لاشعال نار الفتنة وهي محاولات دائمة ولم تتوقف اصلاً، لتوجيه ضربة جديدة الى الشعب الفلسطيني بهدف شطب قضيته وحق العودة ورمزية المخيمات في نضاله الوطني على اعتباره محطة من محطات الانتظار ريثما يتم تطبيق القرار 194 الذي ينص على العودة"، في وقت علمت "نداء الوطن" ان قوى سياسية وامنية لبنانية دخلت بقوة على خط التهدئة ولا تزال منعاً لتفاقم الاحداث.

والمواجهة المباشرة اعادت تسليط الاضواء على واقع مخيم البرج نفسه، وعلى باقي المخيمات الفلسطينية في لبنان، في ظل معادلة نفوذ القوى فيها والخريطة السياسية والامنية، حيث لا تزال قوات "الامن الوطني" تؤدي الدور الرئيسي في حفظ الامن والاستقرار في غالبيتها، وكان يطلق عليها سابقاً "الكفاح المسلح الفلسطيني"، الى جانب "القوة الامنية المشتركة" اذا وجدت في بعضها مثل عين الحلوة والرشيدية.

البرج الشمالي

غير ان ما يميز البرج الشمالي عن سواه، انه "شبه لبناني"، اذ استحصل اكثر من 3000 من سكانه على الجنسية اللبنانية بموجب قرار التجنيس الصادر في العام 1994 ومعظمهم من منطقة سهل الحولة، الزوق الناعمة القيطية، اما البقية فهم من لوبية، صفورية، الكساير، ديشوم، سعسع، شعب، شفا عمرو، صلحا، ميعار، معلول، دير القاسي، الشجرة، حطين، المنصورة، والحسينية. ويميزه ايضاً انه متداخل مع بلدة البرج الشمالي جغرافياً وبالعلاقات الاجتماعية والمصاهرات، وكثيراً ما تقدم البلدية الخدمات للقاطنين من دون تمييز بينهم، في ظل عجز "الاونروا" عن تلبية احتياجاتهم وهي لا تزال تشرف على ادارته رسمياً منذ تأسيسه العام 1955 على يدي مديره الأول الحاج نايف عَزّام "أبو جمال"، حيث يبعد ثلاثة كيلومترات عن مدينة صور شرقاً، وعن الحدود مع فلسطين نحو 24 كلم، وفيه اربع مدارس ومركز صحي ومؤسسات خدماتية اخرى.

ويعتبر المخيم واحداً من ثلاثة مخيمات رئيسية في منطقة صور الى جانب الرشيدية والبص وعدد من التجمعات الفلسطينية غير الرسمية مثل المعشوق وجل البحر والقاسمية، شبريحا، البرغلية، الواسطة، العيتانية، أبو الاسود، كفربدة وجيم جيم. ويوصف بأنه من أفقر المخيمات حسب تصنيف "الاونروا" اخيراً، وهو معروف عنه بالاكتظاظ السكاني وبانتشار امراض الربو والضغط ومرض التلاسيميا الذي يهدد حياة اكثر من 140 شخصاً ولكنه في الوقت نفسه يعتبر الخزان الجماهيري للقوى الفلسطينية على اختلاف تلاوينها السياسية.

تشييع الضحايا

ميدانياً، مرّ قطوع تشييع الضحايا الثلاث محمد وليد طه، حسين محمد الأحمد وعمر محمد السهلي، وهم من مخيمي عين الحلوة والمية ومية على خير، وشيعتهم "حماس" بموكب سياسي وشعبي حاشد تحت شعار "على درب فلسطين والمقاومة المستمرة والتحرير والعودة".

وانطلق الموكب من مسجد "الشهداء" في صيدا، وليس في مخيمي عين الحلوة والمية ومية تفادياً لاي توتير او احتكاك، وحملت النعوش على الاكف ملفوفة برايات الحركة على وقع الاناشيد الحماسية، بعدما ادى صلاة الجنازة مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، فيما القى داخل المسجد كل من مفتي صور واقضيتها الشيخ مدرار الحبال وعضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران وممثلها في لبنان احمد عبد الهادي، كلمات حول معنى الشهادة. وخلال التشييع، القى مسؤول العلاقات الوطنية لـ"حماس" في لبنان ومسؤولها في منطقة صيدا الدكتور أيمن شناعة كلمة هاجم فيها "قوات الامن الوطني الفلسطيني"، واكد "ان المعطيات لدينا لما جرى في البرج الشمالي تشير الى انه اطلاق نار متعمد"، داعياً الى تسليم القتلة الى الاجهزة اللبنانية، وشدّد في الوقت نفسه على الحرص على أمن المخيمات واستقرارها. ثم انطلق موكب التشييع سيراً على الاقدام حيث كان من المقرر ان ينتقل بالسيارات والباصات عند "دوار العربي"، إلى مقبرة صيدا الجديدة في سيروب، ولكن اندفاعة المشيعين وغضبهم دفعهم الى مواصلة السير الى المقبرة سيراً يتقدمهم ممثلون عن القوى اللبنانية الوطنية والاسلامية ومن بينها "حزب الله" و"امل" و"الجماعة الاسلامية" و"التنظيم الشعبي الناصري" و"المستقبل"، والفصائل الفلسطينية وقيادات "حماس"، الى جانب حشد غفير من ابناء المخيمات، وسط اجراءات امنية للجيش اللبناني.

 

هل ارتدى التحقيق بقضية المرفأ طابع التحدي الشخصي؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/15 كانون الأول/2021

بينما ينقل عن المحقق العدلي القاضي طارق البيطار إصراره "على تنفيذ مذكرة توقيف النائب علي حسن خليل بطريقة عاجلة، فقد عزز مثل هذا الاجراء الارتياب لدى الجهات المعنية ودفع الى طرح السؤال حول ما اذا كان التحقيق ارتدى طابعاً شخصياً، بحيث يريد القاضي البيطار خوض معركة تصفية حسابات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعتبره متآمراً؟ أما السؤال الأعم والأشمل فهو يتعلق بموقع وزير العدل من القضية وما المسعى الذي يقوم به تفادياً لتوسع رقعة الانقسام في البلد، على خلفية التحقيق بقضية المرفأ.

بعد احداث الطيونة الاخيرة والتي اعقبت جلسة عاصفة لمجلس الوزراء على خلفية المطالعة القانونية لوزير الثقافة القاضي محمد مرتضى، إتصل وزير العدل بمرتضى مؤيداً مطالعته القانونية ومتمنياً لو كان تمّ الاخذ بها في مجلس الوزراء. يومها طرحت امكانية ان ينقل وزير العدل الملاحظات القانونية التي عرضها مرتضى ويعرضها على مجلس القضاء الاعلى والتشاور معه بشأنها، وان يصدر وزير العدل مطالعته في سبيل تصويب مسار التحقيق وفصل موضوع التحقيق مع الرؤساء والوزراء والنواب عن المجلس العدلي. خطوة تدخل وفق مصادر وزارية في صلب عمل وزير العدل كمؤتمن على سير العدالة.

تؤكد المصادر الوزارية المؤيدة لموقف «الثنائي» ان لا حلول في الافق لموضوع المحقق العدلي وان اخطر ما في التحقيق الجاري بحسبها انه بات يدار في الخارج ولا يبنى على أسس قانونية ودستورية.

بالموازاة تجزم مرجعية قضائية قائلة أنه "لا يحق للقاضي البيطار اتخاذ مثل هذا الاجراء استناداً الى عاملين أولهما المادة الأربعون من الدستور التي تقول "لا يجوز في أثناء دور الانعقاد اتخاذ اجراءات جزائية بحق أي عضو من أعضاء المجلس، أو القاء القبض عليه إذا اقترف جرماً جزائياً إلا بإذن المجلس، ما خلا حالة التلبس بالجريمة (الجرم المشهود)، وثانيهما ان القاضي او المحقق العدلي لا يلاحق عادة تنفيذ المذكرة وانما هذا اجراء يدخل في صلب عمل النيابة العامة، ومشواره ينتهي عند تسطير المذكرة فقط" مسجلاً سابقة قضائية بأن يلح القاضي على تنفيذ المذكرة بما يخالف القانون والدستور في اصرار على زيادة وتيرة التوتر في البلد، بما يعزز الشكوك في الخلفيات التي يقف خلفها القاضي البيطار والهدف من اهمال كافة جوانب التحقيق، والتركيز على مذكرة توقيف النائب علي حسن خليل. أسئلة بناها المصدر القضائي على ما صدر عن المحقق العدلي عما اذا كان ارتدى التحقيق الطابع الشخصي او ان المطلوب اتخاذ خطوات تصعيدية في تحدّ لفريق سياسي، فلو كان تحدياً فهو في غير محله ويبدو ويظهر وكأن الامر تحول الى "هستيريا قانونية بكل ما للكلمة من معنى".

مصادر قضائية أخرى ترى ان ما يقوم به البيطار ينطوي على "مخاطر كبيرة"، لإصراره على تجاهل احكام الدستور لا سيما المادة 71 منه، والاصرار على تحقير رئيس مجلس النواب والمجلس النيابي الذي تعامل بإيجابية مع طلب رفع الحصانة، بموجب المادتين 90 و91 من النظام الداخلي لمجلس النواب. حيث ينص النظام على وجوب ان يرسل القاضي البيطار " نوع الجرم وزمانه وخلاصة الادلة"، ليتسنى للجنة مشتركة من هيئة المكتب ولجنة الادارة والعدل اعداد تقرير عن الطلب يقدم للهيئة العامة خلال 15 يوماً، وهو ما رفضه البيطار. المصدر القضائي حمل رئيس الجمهورية ووزير العدل مسؤولية اي مضاعفات للإصرار الذي يبديه البيطار على توقيف علي حسن خليل. ويعلل ان عون مؤتمن على تطبيق الدستور ووزير العدل مؤتمن على حسن سير العدالة، معتبراً ان "عدم قيام عون او الخوري بواجبهما بات يدعو الى الريبة وزاد من الهوة بينهما وبين حليفهما الاساسي اي "حزب الله"، فضلاً عن خصمهما الاساسي اي بري".

 

"حزب الله"... نجاح في التعطيل وفشل في إدارة الدولة ... "حزب الله" يدفع اللبنانيين دوماً لترداد مقولة.."لنا لبناننا ولكم لبنانكم"!

علي الأمين/نداء الوطن/15 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104830/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%86%d8%ac%d8%a7%d8%ad-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b7%d9%8a%d9%84-%d9%88%d9%81%d8%b4/

"حزب الله"... المتحكّم

لعل أخطر ما يرزح تحته الشعب اللبناني، هو جريمة الخطف السياسية الموصوفة، التي يتمادى في ارتكابها "حزب الله"، بالأصالة عن إيران وبالنيابة عن نفسه وحلفائه، وما لها من تداعيات سيادية واقتصادية وإنسانية مدمّرة.

ويبدو ان "حزب الله" يُزيَّن له، أن اللبنانيين جميعاً على طريق الإصابة بعوارض "متلازمة استوكهولم"، بعد تسللها الى جزء لا بأس به منهم، والتي تجعل من المخطوف يتعاطف مع خاطفه!

لعل توصيف "لبنان المخطوف"، الذي خلص اليه الصديق الدكتور حارث سليمان، في تحليله لواقع لبنان منذ سنوات، هو الأكثر تعبيراً عن واقع الحال، للدولة اللبنانية المتداعية في سجن الخاطف، والمعطّلة في كل مفاصل الحكم والادارة العامة، والمتحكّم بها من خارجها، فيما الحكم والحكومة يكشفان عن عقم وعجز وتسليم للخاطف من جهة، وادّعاء القدرة على الحكم عبر هامش صلاحيات، تتيح لأمين عام "حزب الله" أن يقول في احدى خطبه الاخيرة، ردّاً على مقولة أنه يحكم لبنان، "لو كنا نحكم لبنان لما كنا عاجزين عن اقالة قاضٍ".

صحيح ان "حزب الله" ليس هو من يحكم لبنان، لكنه بالتأكيد هو المتحكّم أو الخاطف للدولة، والمعطّل لوظائف الحكم والادارة العامة، والقدرة على التحكّم والتعطيل هي الأشدّ خطرا من الحكم، لأنها تسرّع خطى الدولة نحو الانهيار والتلاشي، من دون أن يكون هناك أي مساءلة قانونية أو محاسبة.

لعبة التعطيل هي إعلان غير مباشر عن العقم في مقاربة إدارة شؤون الدولة المعقّدة، نتيجة ثقافة نشأ عليها "حزب الله"، لا ترى في شؤون الدولة أولوية أو مهمّة، تتقدّم في سلم أولويات السياسة والشأن العام، وهي وظيفة وطنية، لا ترقى اليها اي وظيفة سياسية أو جهادية أخرى، لأنها ترتبط بوجود الشعب ومستقبله وسبل حمايته، التي تتجاوز البعد الأمني إلى البعد السياسي والاجتماعي والحضاري.

التعطيل حرفة "حزب الله"، التي لم يتعلّم سواها بعد حرفة القتال وفنونه، وهي حرفة بدأ اعتمادها في 7 أيار، بعد محاولة تعطيل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بانسحاب الوزراء الشيعة، على خلفية إقرار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، والذي مهّد كل ذلك، بعد قضية وقف شبكة اتصالات الحزب، إلى اقتحام بيروت في 7 ايار 2008، ثم اتفاق الدوحة الذي رسّخ الترويكا المارونية - الشيعية - السنية.

والتعطيل الثاني، من دون إدراج عملية تشكيل الحكومات ولعبة الفيتوات المتبادلة والمعطّلة في تشكيلها في هذا السياق، هو التعطيل الرئاسي، الذي أدّى إلى انتخاب الرئيس ميشال عون بعد عامين ونصف من تعطيل الانتخابات، وكان "حزب الله" اليد المانعة ثم المانحة، وفي الحالتين كان التعطيل السلاح الأمضى، لتحقيق مبتغاه.

التعطيل الثالث، هو ما يعيشه لبنان اليوم، على مستوى منع انعقاد مجلس الوزراء، وهو التعطيل الذي يكاد "حزب الله" يبدو فيه أكثر انكشافاً، ففي ما سبقه، كان الحزب قادراً على أن يوفر حاضنة سياسية لقراره، لا يبدو انها متوافرة اليوم.

فانقسام اللبنانيين بين 8 و14 آذار لم يعد قائما، حاضنة انتخاب الرئيس الأكثر تمثيلاً، التي وجدت صدى في البيئة المسيحية تراجعت وتلاشت، هذه العناوين لم يعد لها مرادف سياسي، يتيح لـ"حزب الله" الاستناد إلى حاضنة لبنانية خارج بيئته الشيعية، بل يُلاحظ اليوم، ان القريبين من الحزب من حلفاء واصدقاء، باتوا لا يهلّلون لعلاقتهم به، عندما يقترن الأمر بتعطيل الحكومة، وبعضهم بات يميّز نفسه على هذا الصعيد أو يلوذ بالصمت.

التعطيل، يوفر مصادر قوة، لتحكم "حزب الله" بالدولة من دون بذل اي جهد حقيقي، للدخول في معترك الحكم وبناء الدولة، مكتفياً بتسيير مصالحه ومصالح اتباعه، مستفيداً من السطوة وليس حُسن الإدارة، بما يعزز تفشي الفساد وتفاقمه، وجعل "حزب الله" منتشياً بحجم ملفات الفساد التي قبض عليها، والتي وفرت له المزيد من فرص ابتزاز حلفائه وخصومه سياسياً.

في قناة "المنار" واذاعة "النور" وفي كل المنابر الاعلامية التي يوجهها، يُصور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على انه "الشيطان الرجيم" الذي سبّب الخراب، فيما يتساءل المواطن العادي من يحمي سلامة، ومن يوفر له هذه القدرة على البقاء في موقعه، طالما أن رئيس الجمهورية ضدّه، وكذلك "حزب الله"، ليتبين ان ما يبقي سلامة، ليس الاميركيون كما يردّد أنصار "حزب الله"، فيما هم يشيحون النظر عن "الأخ الكبير" للسيد نصرالله، في نصرة المقاومة واعلاء شأن الشيعة.

التعطيل هذه المرة، سينقلب حكما على "حزب الله"، وسيحمل بالنتيجة كل ما ارتكب حلفاؤه وخصومه من فساد وإفساد، وسيكون بفعل التحكّم والتعطيل، الشماعة التي سيعلق عليها حلفاؤه قبل خصومه، مسؤولية انهيار الدولة، وستكون خلاصة ما قاله نائب امين عام "حزب الله" للبنانيين قبل ايام، مبرّراً لمزيد من الإبتعاد والعزلة المعنوية للحزب، فهذا اللبنان الذي يدافع عنه، بات عنوان التعطيل والانهيار والفساد والفقر والتجويع، وليس كما يزعم ..."لبنان الذي أصبحت له سمعة في ‏العالم بسبب المقاومة وبسبب الانتصارات، هذا هو لبنان الذي نريده، فمن أراد التَحق به، ومن لم يرد فليبحث عن حلّ آخر. أنتم لا تشبهون لبنان، نحن الذين نشبهه، لأنّ من يرتبط بوطن يجب أن يرتبط به سيّدًا حرًّا مستقلًّا".

"حزب الله" يدفع اللبنانيين دوماً لترداد مقولة.."لنا لبناننا ولكم لبنانكم"!

 

البحث عن " سعيد عقل "  لإحياء لبنان

توفيق شومان/فايسبوك/15 كانون الأول/2021 

يأخذ الكثير من اللبنانيين ( وأنا منهم ) على الشاعر سعيد عقل ، انزياحه في الفترة الأخيرة من عمره المديد ، نحو سلوك سياسي متعارض مع بداياته ومنتصف حياته ، وهو الأمر عينه الذي عصف بالمفكر والوزير شارل مالك ، فالمقدمات السياسية والفكرية لأبرز وجوه لبنان والعالم العربي ، تناقضت مع خاتمة كل منهما ، إلا أن ذلك لا يلغي القيمة الإبداعية للرجلين ، وتلك القيمة يحتاجها اللبنانيون  في لحظة خرابهم الراهنة لإعادة تأسيس لبنان بعيدا عن متاهة النهايات وشرودها.

دائما ، كان يُطعن بسعيد عقل من زاوية فينيقيته ومن جوانب اعتزازه بمدن صور وصيدا وبيروت وجبيل وطرابلس وبعلبك وقرطاجة ، بإعتبارها رائدة الحضارات القديمة ومؤسسة للعقل البشري حتى يومنا هذا ، وغالبا ما كان يردد سعيد عقل أسماء قدموس وفورفوريوس وموخوس وحيرام وأرز لبنان ، وعلى ما قال لي مرة الشيخ عبد الله العلايلي " لو فهم الآخرون سعيد عقل لكانوا أفلحوا ، ولو تفهم سعيد عقل الآخرين ما كان جمح ". 

ماذا كان يريد سعيد عقل ؟

في مقدمة كتاب " هوية فرنسا " للمؤرخ فرناند برودل Fernand Braudel يقول احد أبرز فلاسفة القرن العشرين جان بول سارتر: " الأمة ، أية أمة ، لا يمكن أن يتكون لها كينونة إلا عبر البحث المتواصل عن ذاتها ، والأمة تتعرف على نفسها في صور مختزنة وفي المعتقدات والمحكيات ، وفي وعي باطني لا حدود له ، وفي التدفق المشترك لكثير من التيارات الغامضة وفي ايديولوجية مشتركة وأساطير مشتركة وتخيلات مشتركة " .

هذا بالضبط ما كان يسعى سعيد عقل إليه وما كان يبثه في الوجدان اللبناني ، والمقصود عالم الرموز وعالم الخيال المشترك ، وهما عالمان أساسيان وضروريان لدى كل الشعوب وإلا ما قامت أمة ولا هوية ، ولا تميزت واحدة عن اخرى ، ولكن الفارق بين رموز سعيد عقل ورموز غيره من الأمم والشعوب ، أن الرموز الفينيقية حقيقة تاريخية يقرها ويعترف بها  كل مؤرخي العالم بلا استثناء ، بينما رموز الأمم الأخرى تخيلات وخيالات صاغها العقل الطفولي البشري ، ومن أمثلة ذلك :

في الميثولوجية الصينية القائمة على الخرافة ، ان السماء فوضت لأباطرة الصين مُلك الأرض ولذلك سمى الصينيون كل إمبراطور حكمهم ب " إبن السماء " ، واعتقدوا وما زالوا بأن الصين مركز الكون ، وكلمة " شينغ كيو " هو الإسم الصيني للصين وتعني " مملكة الوسط " ، وأن إلها كان له أربع أعين هو الذي اخترع الزراعة ، وفي روسيا تتحدث الأسطورة عن بداية الحياة في جبال أورال ، وفي اليابان يأخذ كتاب " كوجيكي " المقدس صدارة عُليا في الثقافة والسلوك اليابانيين حتى الآن ، ويتكرس مضمون الكتاب حول الأصل السمائي للجزر اليابانية وحيث الإمبراطور من سلالة الآلهة ، وأما أثينا في بلاد اليونان فقد بنتها الآلهة أثينا ، فيما روما عاصمة إيطاليا ومركز الإمبراطورية الرومانية فقد أسسها رومولوس وريموس ، التوأمان اللذان أرضعتهما ذئبة في غابة .

أين سعيد عقل من تلك الخرافات والأساطير ؟

كان سعيد عقل يردد ويقول بأن الفينيقيين ابتكروا حروف الأبجدية ، ومن فينيقيا أخذ اليونانيون الأبجدية الفينيقية ونشروها في العالم ، وحقيقة الأمر أن هذه المقولة ليست من " اختراعات " سعيد عقل وليست من " هلوساته " كما كان يحلو القول  لبعض العدميين والمتطرفين من القوميين العرب والإسلاميين ، ذلك أن مجمل نخبة المؤرخين والفلاسفة تُقر بأن الحروف الأبجدية هي ابتكار فينيقي خالص ولا ينازعهم منازع في ذلك . 

لنعد إلى أول المؤلفات التاريخية المكتوبة ، أي إلى هيرودوتس الإغريقي (القرن الخامس قبل الميلاد ) المعترف به بأنه أبو التاريخ العالمي ( مع أن سنخونياتن البيروتي سبقه بقرون ) ، ففي تاريخه يقول " أدخل الفينيقيون برفقة قدموس إلى بلاد الإغريق عددا من الفنون اهمها الكتابة ، وفي تلك الفترة كان معظم الإغريق الذين يسكنون في مناطق ايونيا ، قد درسوا هذه الحروف على يد الفينيقيين وظلوا يشيرون إليها على أنها الأبجدية الفينيقية ، وقد أصاب هؤلاء القوم بهذه التسمية ، ذلك ان الفينيقيين هم من أدخل هذه الأبجدية ".

من يرد على هيرودوتس ؟

ذاك تحد مطروح منذ 2500 سنة ، وهو تحد مستمر بين أهل العلم وأهل العدم ، وإذ لا مجال لمناقشة العدميين ، فالأولى الذهاب إلى أهل العلم والعقل : 

 يقول الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو (1712ـ 1778) في كتابه " محاولة في أصل اللغات " إنه لمن اليسير علينا ، عندما نقارن بين الأبجديات القبطية والسريانية والفينيقية ، أن نجزم بأن إحداها متأتية من الأخرى ، وقد لا يكون من الغريب أن تكون الأبجدية الفينيقية هي الأصل ،  وواضح أن الأبجدية اليونانية متأتية من الأبجدية الفينيقية ، سواء أكان قدموس هو الذي جاء بها من فينيقيا أوغيره " ، ويذهب المؤرخ المعروف فلافيوس يوسيفوس في تاريخه (37 م ـ 100) ، إلى القول إن الإغريق آخر من تعلم الكتابة ، وعلمهم إياها قدموس الفينيقي ، والأمر عينه يراه القديس كيرلس الإسكندري (380 م ـ 444) في كتابه " الرد على يوليانوس " ، حيث يقول لم يكن اليونانيون قد عرفوا الكتابة ، وقدموس نقل إليهم من فينيقيا الألفباء " ، وبحسب شيخ مؤرخي القرن العشرين وول ديورانت في موسوعته الضخمة " قصة الحضارة "  أن الفينيقيين " وهم من الآراميين ، أدخلوا الأبجدية إلى كل مدن البحر المتوسط ".

يصعب تعداد أهل العلم الذين تحدثوا عن أسبقية أبجدية الفينيقيين ، وللدلالة ليس إلا ، يُشار ( لمن يرغب) إلى ارنولد توينبي في " تاريخ البشرية " والفكر التاريخي عند الإغريق " ، وإلى " تاريخ الحضارات العام " الذي أشرف عليه موريس كروزيه مفتش المعارف العام في فرنسا ، وإلى  مقدمة في تاريخ الحضارات " للعلامة العراقي طه باقر ، والمؤرخ السوري المعاصر احمد داوود في " تاريخ سوريا الحضاري" ، وإلى آخر كتاب صادر(2019) في هذا المجال " اللغة الفينيقية / دراسة مقارنة مع اللغات الشرقية القديمة " للمؤرخ الدمشقي إياد يونس ، وقبل إقفال باب الأبجدية من المهم الإلتفات إلى الدراسة القيمة المنشورة في مجلة " المعرفة " السورية ( 1 ـ 1 ـ2007) بعنوان " قدموس وأصل الأبجدية اليونانية " وفيها " ثمة من يشكك بشكل جدي ، إلا أننا  نلاحظ وجود دوافع معادية للسامية تدفع مجموعات عرقية لتأكيد أن مبدعي الأبجدية كانوا آريين ، وآخرون لا يرغبون بالإعتراف أن اليونانيين تعلموا الحروف من البرابرة الفينيقيين ".

لو يتمعن " أولي الألباب " في ما انتهت إليه خاتمة الدراسة المذكورة آنفا ، وبعد التمعن لا بأس في الحديث عن مجد فينيقيا والفينيقيين ،  ومرة أخرى ، لا بد من التكرار أن ذاك المجد لم يخترعه سعيد عقل وإنما حفظه مما قرأه وتوغل في قراءته ، وهذه نماذج شتى :

في الجزء الأول من كتابه " تاريخ المغرب الكبير" يقول استاذ الأدب والتاريخ ، الجزائري محمد علي دبوز " الفينيقيون فخر البشرية وحاملو نبراس الحضارة إلى الأمم الأوروبية ومنقذو أوروبا من ظلمات الهمجية " .

 وفي " قوافل العروبة " للقومي العربي ، اللبناني محمد جميل بيهم " إن الفينيقيين تحول نبوغهم إلى اكتساح العالم بحرا في الناحية الإقتصادية واتجهت مفاخرهم إلى التقدم في ميدان الحضارة " وأما يوسيفوس الذي مر ذكره فيرى " أن المصريين غدوا معروفين في العالم عن طريق الفينيقيين " ، ولا يبتعد الباحث المرموق في اللسانيات نيقولاس أوستلر في " إمبراطوريات الكلمة " عما سبق قوله " فالمدن الفينيقية نشرت بحضورها الواسع إحساسا بماهية المجتمع المثقف ، وكان الفينيقيون ناشرين لثقافة وادي الرافدين على نطاق عالمي ، ونشروا معرفة النظام الأبجدي ، ويحق لهم الإدعاء بأنهم قدموا لأوروبا تعليمها الأساسي " ، وبرأي المؤرخ التونسي محمد الهادي الشريف " أن الفينيقيين جعلوا البلاد التونسية وبقية شمال أفريقيا تدخلان ميدان التاريخ " ، وفقا لما جاء في كتابه " تاريخ تونس " .

قبل ولادة سعيد عقل (1912) بعام واحد ،  نشرت مجلة " العرفان "  اللبنانية سلسلة أبحاث لمؤسسها الشيخ أحمد عارف الزين بعنوان " تاريخ صيدا " ، وأعيد طباعة السلسلة بكتاب واحد وبالعنوان نفسه حيث ورد التالي "  لا شك بأن الفينيقيين ضربوا المدنية بسهم وافر، وبلغوا مكانا قصرت عن مباراته أغلب الأمم ، ولا يُنكر أن فضل الفينيقيين على أوروبا أشهر من نار على علم ، وهم الذين أدخلوا معارف المصريين والبابليين والأشوريين إلى أوروبا ، وعلموهم الصناعة والتجارة والملاحة وأبلغوا تمدن الشرق إلى الغرب "، وكتبت مجلة المقتبس "  التي أسسها العلامة محمد كرد علي في عددها الصادر في الأول من حزيران / يونيو 1911 " وبالجملة ، فإن صور وصيدا كانت مدينتي صناعة وتجارة ، يحمل أبناؤهما مصنوعاتم ومصنوعات غيرهم إلى الجهات القاصية ، وهم وحدهم كانوا ينقلون البضائع في البحر المتوسط مدة قرون طويلة ".

هل هذا كل شيء ؟ لا طبعا 

ماذا عن ثقافة المدن الفينيفية ؟

ـ مدينة صور :  غالبا ما كان يردد سعيد عقل إسم فورفوريوس إبن مدينة صور ، وهذا الفيلسوف الذي توفي في بداية القرن الميلادي الرابع ، كان له الفضل في إبقاء  فلسفة أفلوطين الإسكندري حية ، من خلال كتابه " تاسوعات افلوطين " ، وهي تعتبر إحدى اهم ركائز الفلسفتين  المسيحية والإسلامية ، من القديس اغسطينوس إلى الفيلسوف اللاهوتي توما الأكويني ، ومن إبن عربي إلى السهروردي المقتول إلى الملا صدرا .

ـ مدينة صيدا : بحسب الجزء الأول من كتاب " نشوء الأمم " للمفكر الفذ انطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي " الصيدونيون أول من اكتشف النجم القطبي وأول من أبحر ليلا " ، فيما موخوس الصيدوني ( 1350ق.م ) كان أول من عمل في الذرة ، ومن آواخر ما نُشر في هذا الشأن دراسة في مجلة " بقية الله " بتاريخ 19 ـ 2 ـ 2015.

ـ مدينة بيروت : اتفق المؤرخون على توصيفها ب " أم الشرائع " ، وللإستزادة في هذا المجال يُراجع " بيروت من سيدة التاريخ إلى شهيدة الطوائف " على موقع 180post.

ـ مدينة جبيل : من إسمها ( بيبلوس) تم اتخاذ إسم الكتاب biblo ـ bible كما يقول جان مازيل " في تاريخ الحضارة الفينيقية الكنعانية " وما يؤكده العلامة وول ديورانت في " قصة الحضارة ".

ـ مدينة طرابلس : هي أولى المدن التي أنشأت اتحادا وكتبت دستورا كما يقول المؤرخان الإغريقيان، ديودروس واسترابون، والقلقشندي في الجزء الرابع من "صبح الأعشى" و ياقوت الحموي في " معجم البلدان ".

ـ مدينة بعلبك : ليس ما يماثلها في عظمة تاريخها إلا قلة من المدن العظيمة كما يجمع المؤرخون ، والعودة إلى " لبنان المقدس في الروايات الإسلامية " المنشور على موقع 180post، يلقي إضاءات كثيفة على تاريخ هذه المدينة العظيمة.

ـ مدينة قرطاجة : تكفي الإشارة إلى عظمتها من خلال قول الفيلسوف مونتسكيو في كتابه " تأملات في تاريخ الرومان " حيث يقول " في ذلك التاريخ كانت الدنيا وكأنها موزعة على عالمين منفصلين ، الأول تتنافس على سيادته روما وقرطاجة ، والثاني تمزقه خصومات لانهاية لها " ، والمهم في الأمر أن قرطاجة كانت ندا لروما وتنافسها على سيادة العالم .

أين أخطأ سعيد عقل أو تطرف ؟ طالما أن كل من سبقه ومن جاء بعده ، يضع الحضارة الفينيقية فوق قمة التاريخ الحضاري والمدني والثقافي والعلمي ؟

أخطأ سعيد عقل في تطوافه واعوجاجه السياسي وفي خاتمة مساره ، لكن سعيد عقل هو الذي نظم إحدى غرر القصائد بمكة المكرمة وفيها يقول : 

غنيت مكة أهلهـا الصيـدا / و العيد يملأ أضلعي عيـدا

يا قارئ القرآن صل لـه / أهلي هناك و طيـًب البيـدا.

وسعيد عقل نفسه نظم وغنت له فيروز أروع ماكُتب عن سوريا ودمشق ، وفي إحداها قال :

قرأت مجدك في قلبي وفي الكتب / شآم ؟ ما المجد ؟ أنت المجد لم يغبِ.

وللعاصمة الأردنية غنت فيروز من كلماته :

ـ عـمّان في القلب أنت الجمر والجاه /  ببالي عودي مري مثلما الآه .

وكتب للحزب السوري القومي الإجتماعي قصيدة ، هذا بعض منها :

سوريا يقظةٌ ملء المدى / بسمة ملء الربيع / سوريا فوق الجميع .

وللقوميين العرب كتب هذا النشيد : ولنا القولُ الأبي / والسماحُ اليعربي / ولنا هزّ الرماح في الغضوب المشمس/ ولنا صهلة الخيل من الهند الى الأندلس.

إلا أن أكثر قصائده شهرة " أجراس العودة " التي غنتها فيروز ، ومن أبرز أبياتها : الآن الآن وليس غدا / أجراس العودة فلتقرع .

كيف يمكن التعامل مع سعيد عقل ؟

لا شك أن شرود سعيد عقل السياسي  هو خروج عن " العقلانية " ، ولكن سعيد عقل المنفتح على محيطه العربي هو ذروة العقلانية ، كما أن فينيقية سعيد عقل وبما تحمله من تاريخ ورموز وعنفوان من أجل إعادة بناء الرابطة الوطنية وإخراج لبنان من حالة الإحتضارالراهنة أكثر من مطلوبة في هذا الوقت بالذات ، ذلك أن إحياء عالم الرموز هو السبيل الأول لإحياء الوطن ، أي وطن ، وكل وطن .

أخيرا عن قرطاجة :

كتب باتريك جيرار في " ملحمة قرطاجة  " :

 " بعدما حرق الرومان مدينة قرطاجة وترمدت ، نثروا الملح على ترابها حتى لا تنبض الحياة فيها مرة أخرى ، كتب  حسيدروبال وريث هنيبعل  : من يعلم ؟ قرطاجة ستولد من جديد ، ولن يكون هذا إلا تحقيقا للعدالة ، لا يمكن أن يختفي إسم مدينتنا من ذاكرة البشر ".

هل يريدون إعادة بناء لبنان ؟

البداية من هناك ، من أول المعنى ، من فينيقيا .

 

الإمارات حسمت خيارها

خيرالله خيرالله/النهار العربي/15 كانون الأول/2021

تستأهل أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربيّة المتحدة، استضافة السباق الأخير من بطولة العالم لسائقي سيارات "الفورميلا وان". ستستضيفه كل عام حتّى السنة 2030. يؤكّد ذلك ثقة العالم بتلك الدولة الشابة، شابة في مفهوم الدول. فالإمارات احتفلت بالذكرى الخمسين لقيامها قبل أيّام قليلة.

حسمت بطولة السنة في أبو ظبي مثلما تحسم قضايا أخرى ذات طابع سياسي واقتصادي في أبو ظبي. ما هو أهمّ من ذلك كلّه أن دولة الإمارات حسمت خيارها الأساسي. بين البقاء في أسْر الماضي وعِقَده وبين الانتماء الى المستقبل والبناء من أجل الارتباط به، اختارت المستقبل مع البقاء وفيّة في كلّ يوم وفي كلّ ساعة لرؤية المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

قد تكون الجائزة الكبرى لأبو ظبي التي انتهت بفوز السائق الهولندي ماكس فيرشتابن، ابن الـ24  عاماً بلقب بطل العالم مجرد حدث عادي بالنسبة الى كثيرين. في الواقع، الأمر ليس كذلك. الحدث يعني وجود جيل جديد من السائقين، من جهة، وطيّ صفحة جيل السائق لويس هاملتون ابن الـ 36 عاماً، بطل العالم سبع مرات، الذي يمكن اعتباره أبرز سائقي البطولة في السنوات الـ15  الماضية، من جهة أخرى. يرمز فيرشتابن إلى المستقبل بغض النظر عن الظروف التي رافقت فوزه على هاملتون الذي اعترض فريقه "مرسيدس" على النتيجة.

كان هاملتون عادل رقم الأسطورة مايكل شوماخر الذي استطاع إحراز لقب بطل العالم سبع مرات. ليست سباقات بطولة العالم للسائقين، التي تحمل تسمية الجائزة الكبرى، مجرّد سباقات عالميّة ذات طابع رياضي فقط. تشكل هذه السباقات حقل تجارب ومختبراً حيّاً يساعدان في تطوير صناعة السيارات في العالم في عزّ الثورة التكنولوجيّة وفي مرحلة الانتقال من المحرّك الذي يعمل بالوقود الى المحرّك الكهربائي الذي يرتبط بالمستقبل... وحماية البيئة.

استضافت دولة الإمارات سباق الجائزة الكبرى لأبو ظبي، للمرّة الأولى، في العام 2008. اذا كان ذلك يدلّ على شيء، فهو يدل على أنّها رأت المستقبل قبل غيرها. هذه دولة تسير على خطى رؤية المؤسّس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي وضع قبل نصف قرن الأسس لدولة عصريّة تسودها قيم حضاريّة. استطاع أبناء الشيخ زايد متابعة المسيرة بعد وفاته في العام 2004. كانوا أوفياء للقيم التي آمن بها والدهم. في مقدّم هذه القيم الاهتمام بالإنسان وبكل ما هو مرتبط به بدءاً بنشر ثقافة التسامح.

يوفّر حضور الجائزة الكبرى لأبو ظبي على حلبة جزيرة ياس مناسبة للتأكّد من أنّ دولة الإمارات استطاعت حسم خيار الانتماء الى المستقبل. البلد ورشة كبيرة والعمران في أبو ظبي يتوسّع. في أساس كلّ هذا التحوّل التركيز على الإنسان انطلاقاً من التعليم. يسمح التعليم للإنسان الإماراتي بالتخلص من كلّ أنواع الخرافات والانتماء في الوقت ذاته الى العالم وصولاً الى صنع مركبة هي "مسبار الأمل" لاستكشاف المرّيخ.

يمكن الحديث عن حلقات مترابطة تستهدف الانتماء الى المستقبل على كلّ صعيد انطلاقاً من التركيز على الإنسان. لا يمكن الفصل بين التنظيم الدقيق الذي يميّز سباق الجائزة الكبرى لأبو ظبي، وهو تنظيم يشارك فيه متطوعون إماراتيون، وسياسة الانفتاح التي تمارسها دولة الإمارات. تقوم هذه السياسة على التعقل والاعتدال والقدرة على مراجعة تجارب الماضي من دون عِقَد.

من هذا المنطلق، نجد العلمين الإيراني والإسرائيلي يرفرفان في سماء دبي في مناسبة "اكسبو 2020 دبي" ونجد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في أبو ظبي بعد أيّام قليلة من زيارة مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد طهران ولقائه رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي. في الوقت ذاته، ليس مستبعداً أن يزور المتشدّد إبراهيم رئيسي الإمارات قريباً ومن الطبيعي أن يزورها أيضاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ردّاً لزيارة قام بها الشيخ محمّد بن زايد وليّ عهد أبو ظبي الى أنقرة.

تعرف الإمارات كيفية الحفاظ على مصالحها من دون التفريط بما هو أساسي بالنسبة الى أبناء زايد. يبقى الإنسان الإماراتي ورفاهه في أساس رؤية مؤسس دولة متصالحة مع نفسها ومع أناس من مئتي جنسية مختلفة يعيشون على أرضها بأمان واطمئنان.

 تسمح رؤية زايد بن سلطان بالتفكير في المستقبل... مستقبل ما بعد النفط. هناك في الإمارات من يعرف تماماً أن ثروة النفط والغاز لن تستمرّ الى ما لا نهاية وأنّ لا مفرّ من الإعداد لمرحلة ما بعد النفط من الآن. فما يبقى هو ثروة الإنسان بعقله المنفتح القادر على تقدير قيمة العمل اليومي واستيعاب ما يشهده العالم على صعيد الثورة التكنولوجيّة التي توازي بأهمّيتها الثورة الصناعيّة التي غيّرت العالم قبل بضعة قرون.

الخيار واضح بين العيش في الماضي والعيش من أجل مستقبل أفضل. واضح أن الإمارات حسمت خيارها. رؤية المستقبل، بكلّ ما يعنيه، يختزلها سباق الجائزة الكبرى لأبو ظبي حيث تمتزج الرياضة بالتكنولوجيا الحديثة وتطوير هذه التكنواوجيا التي تسعى، بين ما تسعى اليه، الى تمكين العالم من حماية البيئة والحدّ من التغيير المناخي عبر  التخلّص من احتراق وقود السيارات...

 

إنّه نهج وليس «حادثاً»...

حازم صاغية/الشرق الأوسط أونلاين»/15 كانون الأول/2021

ذاك المشهد الذي رأيناه مؤخّراً، في مخيّم برج الشماليّ، قرب مدينة صور في جنوب لبنان، سبق أن شاهدناه مرّات عديدة من قبل. إنّه مسرحيّة من ثلاثة فصول متتابعة:

الفصل الأوّل: المأساة. في المخيّم المذكور، حيث يعيش عشرون ألف نسمة، يطرأ انفجار في مستودع أسلحة وذخائر تابع لـ «حركة حماس». الرواية الأكثر انتشاراً تقول إنّ الانفجار نجم عن حريق شبّ في مسجد الصحابيّ أُبيّ بن كعب الواقع وسط المخيّم. الحصيلة، وإن لم تتأكّد الأرقام بعد، قتيلان وعدد (؟) من الجرحى والمصابين.

الفصل الثاني: الكذبة. يصدر بيان لـ «حركة حماس» يقول بالحرف: «بعد الوقوف على ملابسات الحادث، والاستماع لشهود العيان، تبيّن لنا أنّه ناتج عن تماسّ كهربائيّ في مخزن يحوي كميّة من أسطوانات الأوكسجين والغاز المخصّصة لمرضى كورونا، وكميّة من المنظّفات والمطهّرات». أضاف البيان أنّ تلك المستلزمات «كانت مخصّصة للتوزيع ضمن الجهود الإغاثيّة...». الفصل الثالث: اشتباكات الفصائل. إبّان تشييع حمزة شاهين، أحد الذين قضوا في الانفجار، يندلع اشتباك بين مسلّحين من حركتي «حماس» و«فتح» الفلسطينيّتين يتأدّى عنه سقوط أربعة قتلى وثمانية جرحى. مخازن السلاح والرقم التصاعديّ للقتلى (من 2 إلى 4) واحتقار عقول الناس، وفي عدادهم أهل الضحايا، تشير مرّة أخرى إلى النهج الذي يتحكّم بوعي «حماس»، وما يشابهها من تنظيمات، في إدارتها الصراعَ مع إسرائيل: المهمّ أدوات القوّة. البشر تفصيل. قداسة المسجد أيضاً تفصيل. لبنان نفسه تفصيل، استباحته واستباحة البشر واستباحة المسجد جائزة دائماً في سبيل «القضيّة». نحن إذاً أمام تجريب جديد للمعادلة إيّاها التي تضع السلاح في مكان والسكّان (ومعهم الممتلكات والمعاني والرموز والمقدّسات) في مكان آخر.

سلاح «حزب الله»، الذي يرفضه أربعة أخماس اللبنانيّين على الأقلّ، مدرسة نموذجيّة في تلقين ذاك النهج إيّاه: المهمّ السلاح، لا ما يراه الناس ولا الأضرار التي تقع عليهم من جرّائه. والحال أنّ جريمة تفجير مرفأ بيروت، صيف العام الماضي، افتتحت طوراً متقدّماً جدّاً في تطبيق هذا النهج الذي تدين به «حماس» و«حزب الله» والأطراف الممانعة الأخرى: تخزين نترات الأمونيوم الذي يستحيل حصوله، ويستحيل فهمه، خارج الزجّ بلبنان في صراعات مسلّحة لا يحقّ للبنانيّين التدخّل فيها (هذا قبل أن يتّضح أنّ التحقيق في أمرها هو أيضاً ممّا لا يُستحسن التدخّل فيه). تعفّن القضايا هو بالضبط هذا: أن ينعدم كلّ جسر بين السكّان والسلاح، وأن تغدو قضايا السلاح شيئاً لا يحتاج إلى البشر، أي شيئاً خالياً من كلّ مضمون نبيل، هذا حتّى لا نصفه بالتقدّميّ أو بالتحرّريّ. مثل هذا السلاح قابل، في أيّة لحظة، إلى استهداف البشر أنفسهم بوصفهم الفائض الذي يمكن الاستغناء عنه: على مدى السنوات القليلة الماضية، شاهدنا هذا النهج في أعلى محطّاته التطبيقيّة، أي في تطبيقه السوريّ الفظيع: بقاء النظام ومواجهة «الحرب على سوريّا» بقوّة السلاح الكيماويّ والبراميل وما ينجم عنها من قتل وتهجير واسع للسكّان السوريّين.

هنا لا بأس بتذكير تلك القوى التي تتعيّش على قضيّة عنفيّة ما بما تسمّيه اللاتينيّة Jus Ad Bellum أي المبادئ والمعايير التي تجعل حرباً ما حرباً عادلة: إنّها امتلاك قضيّة مُحقّة، واعتماد الحرب كآخر الحلول، وإعلانها من قبل سلطة مناسبة (أو سليمة)، وامتلاك المحاربين نوايا جيّدة، ووجود فرص معقولة للفوز فيها، وأن تكون نهاية الحرب متجانسة مع الوسائل المستخدمة فيها. هذه شروط يكاد لا ينطبق شيء منها على قوانا الحربيّة التي تفجّر البشر، بشرها، ثمّ تكذب عليهم، كما تستبيح كلّ ما يقع تحت يدها أو ما يتماسّ مع تلك اليد. قد يقال أنّ الحروب التي تنطبق عليها المعايير المذكورة أعلاه قليلة جدّاً. هذا صحيح، لكنّ الصحيح أيضاً أنّ المسافة التي تفصل عن تلك المعايير نادراً ما تصل إلى الدرجة التي نشهدها اليوم في منطقتنا. لهذا يصحّ وصف هذه الحقبة التي نعيش بالتعفّن: ما هو مُحقّ وعادل في قضايا المحاربين هو ما قضمه ويقضمه غير المُحقّ وغير العادل في تلك القضايا. إنّ من عاش في بيروت، عشيّة حرب 1982، يعرف ما الذي يعنيه التعفّن. النهج نفسه، وعلى نطاق أوسع، يضرب مجدّداً. اليوم، فيما تزدهر أحاديث الحروب في المنطقة، يُخشى أن نكون عشيّة عود على بدء!

 

كبتاغون نظام الأسد!

فايز سارة/الشرق الأوسط أونلاين»/15 كانون الأول/2021

ضجيج «الكبتاغون» بين آخر الصرعات في تداعيات الحرب في سوريا وحولها، وأحد انشغالات رئيسية في الإعلام العربي والعالمي، حيث يندر أن يمر أسبوع من دون ظهور خبر أو تقرير أو تحقيق استقصائي، أو مقال، يتناول موضوع «الكبتاغون» من زاوية ما أو على نحو عام، ولأن الوضع على هذا النحو من الشيوع، فقد انضم إعلام نظام الأسد الحاضر الرئيسي في صناعة وتجارة «الكبتاغون» العالمية، وشارك في ضجيج «الكبتاغون»، فنشرت وكالة «سانا» الرسمية الأسبوع الماضي خبر ضبط السلطات السورية كمية من حبوب «الكبتاغون» في شحنة معكرونة، كانت معدة للتصدير إلى السعودية، حسب الوكالة.

الأهم في ضجيج «الكبتاغون»، امتداد تأثيره إلى جانبين من علاقات نظام الأسد مع دول أخرى، حيث كان بين موضوعات جرى بحثها في مباحثات مسؤولين إماراتيين كبار في دمشق ضمن مساعي الطرفين لتحسين العلاقات بينهما، حسبما أكدت معلومات دمشق، والجانب الثاني تأثيره في رسم سياسة واشنطن من نظام الأسد في المرحلة المقبلة، طبقاً لكلام أميركي حول تشريع هدفه استقصاء ثروة الأسد وبيان ما يدخل فيها من عائدات المخدرات، وأولها «الكبتاغون». موضوع «الكبتاغون»، ليس موضوعاً جديداً؛ إذ يمتد عمره لأكثر من عقدين، وترافقت شهرته في سوريا مع تولي بشار الأسد زمام السلطة بعد موت أبيه عام 2000، حيث أخذت تتصاعد عمليات تصنيع الحبوب المخدرة، وترافق نموها مع توسع شبكة الصناعات الدوائية السورية، التي طورت خبراتها وأدواتها المحلية، وجلبت مصانع تعبئة وتغليف حديثة، وفتحت الأبواب أمام استيراد المواد الأولية المستخدمة في صناعة الحبوب، وترافق كله مع صعود أبناء رجال النظام إلى السلطة محملين بالجشع والبحث عن الأرباح والأموال بأي طريقة كانت، وتمددوا في قطاعات الاقتصاد والخدمات، واكتشفوا مناجم صناعة «الكبتاغون»، وبدأت فورة تصنيع الحبوب في مناطق سورية متعددة، لكن أهمها كان في ريف دمشق تحت الرعاية المباشرة لعصب النظام الأمني/ العسكري.

بعد اندلاع ثورة السوريين عام 2011، وإشاعة النظام للعنف الشديد في مواجهتها، أخذت تتوالى «العوامل» المساعدة في انفلات «الكبتاغون» إلى حدوده القصوى مترافقاً مع توسع حضور العنف والسلاح.

المنخرطون في ممارسة العنف الوحشي من ميليشيات النظام وبطانتهم، كان لا بد من تخديرهم، وإخراجهم من الواقع، ليواصلوا ما شرعوا في ارتكابه من جرائم في إطار استراتيجية إشاعة العنف، ثم تبعهم آخرون من جنود وأعضاء في جماعات وعصابات مسلحة، وميليشيات دفعها الإيرانيون للقتال مع النظام في سوريا، وجميعها لا تواجه مانعاً أو تحريماً من أي نوع، بل إن بعضها، يعتبر الاتجار بالمخدرات من حشيش الكيف إلى «الكبتاغون» وأخواتهما مادة للتجارة ومصدراً للثروة، وبوابة لسيطرة وعلاقات متعددة الأوجه والمستويات، وفي هذا يتوافق من يبدو أنهم مختلفون ومتصارعون، وفي القائمة إيران و«حزب الله»، إضافة إلى «داعش» وأقرانهم. وحيث إن سوريا أصبحت بلداً مفتوحاً للدخول والخروج، بلا ضوابط ولا رقابة، فإن سلوكيات النظام أصبحت خارج الانضباط، وهذا ما يفسر بعض ما جاء في تقارير دولية وعربية موثوقة، عن ضلوع أشخاص ومؤسسات من صلب النظام في إنتاج وتجارة المخدرات، وأبرز أسماء القائمة ماهر الأسد شقيق رئيس النظام وقائد الفرقة الرابعة، التي تعد قوة الحماية الرئيسية للنظام، ولم يكن التوجه نحو الانخراط العميق في خط «الكبتاغون» هو طلب مزيد من المال والثروة فقط، بل نظر إليه باعتباره بوابة لتمويل استمرار النظام في الحرب على السوريين، وغالباً فإن هذين السببين، كانا بين مبررات سلطات الأمر الواقع خارج مناطق سيطرة النظام حيال «الكبتاغون» في إنتاجه واستهلاكه (ولو بصورة محدودة)، ومروراً على الأغلب على نحو ما يحصل في شرق الفرات وفي غربه. إن دلالات احتلال النظام مركز صدارة خط «الكبتاغون» في الإنتاج والاستهلاك المحلي والتصدير كثيرة، لا تتصل فقط بالظروف المساعدة التي يوفرها نظام الأسد والمسؤولون فيه، بل أيضاً بحقائق جرى كشفها وتأكيدها طوال سنوات مضت، بينها أن الشحنات المتجهة نحو أوروبا والبلدان العربية، جاءت من مناطق سيطرة النظام، وارتبطت بأسماء أشخاص وميليشيات تتبع النظام أو حلفائه، وأنها خرجت عبر منافذ سيطرته الكاملة، بينها مطار دمشق الدولي وميناء اللاذقية ونقاط العبور إلى لبنان والأردن، وعبر تلك البوابات مرت شحنات خيالية من «الكبتاغون»، تجاوزت القيمة السعرية لواحدة منها مليار دولار، وقدرت قيمة صادرات «الكبتاغون» في عام 2020 بنحو ثلاثة مليارات ونصف مليار دولار. ويكشف مسار تصدير «الكبتاغون» الهدف المزدوج للقائمين به سعياً للحصول على مال كثير من جهة، وإغراق بلدان بعينها بالمخدرات، وبهذا المعنى فإن مسار الخط نحو بلدان الخليج، منها السعودية والإمارات، كان مقصوداً، من دون استثناء بلدان أخرى، بينها الأردن ومصر واليونان، لتكون في جملة أسواق «كبتاغون» الأسد، وقد استغلت العصابات كل طرق الإخفاء والتحايل لتمرير شحناتها. إن خريطة «كبتاغون» الأسد واضحة لدرجة كبيرة، سواء في لوحتها العامة أو في تفاصيلها، وأكدتها تحقيقات استندت إلى «معلومات من مسؤولي إنفاذ القانون في عشر دول، وعشرات المقابلات مع خبراء دوليين وإقليميين وسوريين لديهم معرفة بتجارة المخدرات ومسؤولين أميركيين حاليين وسابقين»، وهي واضحة أيضاً في أهدافها ونتائجها، ليس فقط لأنه من الصعب إخفاء المعلومات حولها في بلد خرقته كل أجهزة الاستخبارات في العالم، ويتم تداول المعلومات حوله مباشرة، وعبر كل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وإنما لأن نظاماً ارتكب كل ما ارتكبه من جرائم من دون أن يحاسب عليها، لا يهمه أن تزيد جرائمه واحدة أخرى، لا سيما أن تحت يديه أسماء جهات قابلة لأي اتهامات مثل تحت مسميات: متطرفين مسلحين و«داعش» وإسلاميين، يمكن أن يلصق بها أي جريمة كانت، وهناك في العالم من يصدقه أو يسكت عنه لسبب أو لآخر.

إن الضجيج حول «كبتاغون» الأسد، لا معنى له، حيث لا أثر له. وأن ثمة من هو معني من دول ومؤسسات ورأي عام بجرائم الأسد، التي ارتكبت طوال أحد عشر عاماً مضت، فإن فيها كثيراً مما هو أشد خطراً من «الكبتاغون»، حيث القائمة طويلة، وقد طالت الجرائم وتداعياتها السوريين، وعشرات بلدان العالم، بصورة مباشرة وغير مباشرة، وأصابتهم بأفدح الأضرار وما زالت تتوالى، وإذا كان لا بد من علاج لهذه التداعيات، والجرائم أصلاً، فإن اقتلاع النظام هو الحل الأساسي والوحيد، فالكل مقتنعون أنه عصي على تغيير سياساته وسلوكه.

 

مكان سلاح «حماس» فلسطين

بكر عويضة/الشرق الأوسط أونلاين»/15 كانون الأول/2021

لا لبنان، ولا غيره، مكان السلاح الفلسطيني، وحدها أرض فلسطين هي المكان الصحيح لأي وجود فلسطيني مسلح. لذا؛ خيراً فعلت حركة «حماس» عندما سارعت إلى توضيح يؤكد أن «الانفجار الذي حصل في مخيم البرج الشمالي ناتج من تماس كهربائي في مخزن يحوي كمية من أسطوانات الأكسجين والغاز المخصصة لمرضى (كورونا)، وكمية من المنظفات والمطهرات والمواد الأولية المخصصة لمكافحة وباء كورونا»، وفق ما أوردت «الشرق الأوسط» في عدد الأحد الماضي. هل يكفي بيان التوضيح هذا، ونص ذلك التأكيد، لأن ينفي احتمال وجود سلاح يخص حركة «حماس» بأي من المخيمات الفلسطينية في لبنان، وليس مخيم «برج الشمالي» وحده، وبالتالي يضع جانباً مخاوف الطرف اللبناني القلق من تزايد هيمنة إيران على لبنان، إزاء إمكانية أن يصبح الوجود الفلسطيني المسلح امتداداً لتحكم سلاح حزب حسن نصر الله بالقرار السياسي للبنان، والاقتصادي، بل أوجه الحياة بجوانبها كافة؟ كلا، بالتأكيد، لن يكفي. السبب واضح كذلك، وبوسع كل من يرجع إلى قريب الأمس وبعيده، أن يضع أكثر من إصبع على مكامن الوجع في علاقة التنظيمات الفلسطينية مع لبنان الدولة، من جهة، ثم علاقاتها مع مجمل التكوين اللبناني بمختلف فئاته وتنوع توجهات تياراته.

هل تأخر الوقت كثيراً للقول إن الدولة اللبنانية ذاتها أسهمت في خطأ تثبيت وجود فلسطيني مسلح على أرض لبنان؟ ربما، لكن ذلك حصل فعلاً. الدليل قائم في اتفاق القاهرة (3 - 11 - 1969) الناتج من تفاوض قائد الجيش اللبناني، العماد إميل بستاني، مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، بتفويض من الرئيس شارل حلو، بغرض تنظيم الوجود الفلسطيني المسلح في جنوب لبنان. الأرجح أن يوثق التاريخ، مستقبلاً، ومن منطلق حيادي بحت، أن الأفضل بكثير للدولة اللبنانية، زمنذاك، كان لو أنها لم ترضخ، وأصرت على رفض أي وجود فلسطيني مسلح على أي جزء من الأرض اللبنانية. أكثر من ذلك، ذلك الرفض، لو أنه حصل، كان في صالح مستقبل العلاقات الفلسطينية مع الدولة في لبنان، ومع مجمل اللبنانيين، ثم ما بين التنظيمات الفلسطينية ذاتها. أعرف مسبقاً، أن الاستغراب سيشكل رد فعل قراء كثيرين إزاء قول كهذا، خصوصاً إذ يأتي من قِبل كاتب فلسطيني، إنما هل ثمة مبرر له؟ نعم، وهو في حد ذاته نتاج تجربة أيضاً، وليس مجرد استنتاج تنظيري.

أمضي أبعد في مراجعة الماضي فأرى رد فعلي، لو أن أحداً تجرأ فقال أمامي شيئاً ضمن سياق ما أوردت هنا قبل بضعة أسطر، كنت سوف أعده، على الفور، قد اجترأ على كل ما كان يُعطى يومذاك وصف «ثوابت» لها قداسة أنها «قومية»، أو «عروبية»، وفي حدها الأدنى «وطنية». هل بدأ المشهد يتغير مع اجتياح آرييل شارون لبيروت صيف 1982؟ كلا، قبل ذلك بسنين عدة، فالاجتياح الشاروني كان استكمالاً لما تسبب فيه الوجود الفلسطيني المسلح في الجنوب اللبناني، من خلل في العلاقة مع الجنوبيين أنفسهم؛ إذ كان واضحاً أن فشل التعايش بين عناصر التنظيمات الفلسطينية، وبين معظم أهل قرى جنوب لبنان، بمختلف طوائفهم، هو الذي أتاح للجيش الإسرائيلي مبرر اجتياح 1978 المعروف بعملية الليطاني. أكثر من ذلك، ألم تشهد المخيمات الفلسطينية في مختلف أنحاء لبنان، صراعات مسلحة بين عناصر التنظيمات نتيجة اختلاف الولاءات وتعدد التحالفات؟ بلى، ومن هنا القول إن ضرر السلاح الفلسطيني على أرض لبنان تجاوز اللبنانيين كي يطال الفلسطينيين أنفسهم. مع ذلك، توجب الموضوعية طرح السؤال التالي: هل كان ممكناً تجنب نهوض وجود فلسطيني مسلح على أرض لبنان؟ نعم، لكن تحقيق هذا الأمر لم يكن مستطاعاً بلا توافق سوري - فلسطيني يشكل أساس الوضع الفلسطيني بعد مأساة ما جرى في الأردن. لو شاء الرئيس حافظ الأسد، اللاعب الإقليمي الأقوى عربياً في المنطقة، آنذاك، لقرر أن سوريا هي الجبهة الأساس في المواجهة مع إسرائيل، ليس لتحرير كل فلسطين، كلا، كان يكفي أن تتصرف دمشق كذلك بقصد استرجاع مرتفعات الجولان قبل غيرها. ذلك كان سيعني تموضع كل القوات الفلسطينية، بكامل رضا قياداتها، وبكل سلاحها، على الأرض السورية، لكي تعمل بتنسيق تام بين القيادات الفلسطينية وقيادات الجيش السوري. لو أن ذلك حصل فعلاً، ربما تجنب لبنان، والنضال الفلسطيني، أيضاً، الكثير من المآسي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون شارك في افتتاح تساعية الميلاد في الجامعة الانطونية

عبد الساتر: ندعو القادة والجميع لعيش ثورة الميلاد فيتخلوا عن مصالحهم الشخصية

الجلخ: أملنا أن تتمكنوا من فتح كوة في جدار الأزمة

وطنية/15 كانون الأول/2021

لبى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء اليوم، الدعوة التي كانت نقلتها اليه الرهبانية الانطونية  للمشاركة في افتتاح تساعية الميلاد في كنيسة سيدة الزروع في الجامعة الانطونية الحدت - بعبدا شفيعة الجامعة. 

ترأس الرتبة راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، وعاونه الأباتي مارون أبو جوده الرئيس العام للرهبانية الأنطونية، والأب ميشال الجلخ رئيس دير سيدة الزروع رئيس الجامعة الانطونية، وخدمتها جوقة الجامعة بقيادة الأمين العام للجامعة الأب الدكتور توفيق معتوق.

وكان في استقبال الرئيس عون لدى وصوله، المطران عبد الساتر والاباتي أبو جودة ومجلس المدبرين والأب الجلخ، ودخل الجميع الى الكنيسة التي غصت بالمشاركين من عمداء واساتذة الجامعة وطلابها وعدد من المؤمنين.

وحضر التساعية النواب: ابراهيم كنعان، الان عون وحكمت ديب، الوزير السابق دميانوس قطار، سفير النمسا في لبنان رينيه امري، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير وعدد من المديرين العامين، قائد الجيش العماد جوزيف عون، مدير عام امن الدولة اللواء طوني صليبا، قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور،  قائد الدرك العميد مروان سليلاتي، مدير المخابرات العميد الركن انطوان قهوجي، مدير المعلومات في الامن العام  العميد يوسف المدور، قائد الكلية الحربية العميد جورج صقر، رئيس بلدية الحدت جورج عون، رئيس بلدية بعبدا انطوان حلو، وحشد من الضباط من مختلف الاجهزة الامنية والعسكرية والرهبان والكهنة. 

المطران عبد الساتر

وبعد الانجيل، القى المطران عبد الساتر عظة قال فيها: "صاحب الفخامة، قدس الاب العام وأعضاء مجلسه، حضرة رئيس الجامعة الانطونية والاباء العاملين معه، الاباء الاجلاء، أصحاب السعادة والمعالي، رؤساء الأجهزة العسكرية والأمنية، اخواتي واخوتي، شرفني فكلفني صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق،  ان اترأس باسمه التساعية هذه وان انقل اليكم يا فخامة الرئيس، ويا اخوتي واخواتي، صلاته من اجلكم حتى تعملوا دوما ما هو لخلاص بلدنا العزيز لبنان".

اضاف: "ولد المسيح، هللويا"، كلمات نرددها باستمرار لعدة أيام بعد عيد الميلاد. ولكثرة ما اعتدنا تكرارها تغيب عنا حقيقتها العميقة وماهية السر الذي تعبر عنه. هذه الكلمات هي في الحقيقة إعلان أمام الجميع عن إيماننا نحن المسيحيين بيسوع إلها وإنسانا ومخلصا نهائيا، ليس للبشرية فحسب بل للخليقة أجمع. هذه الكلمات هي إعلان عن أنه بيسوع يصير الإنسان إلها لا يموت والخليقة تتجدد لتكون مصدر حياة وليس سبب موت. في الميلاد قبل الله الابن أن يصير إنسانا بسبب محبته للآب وللإنسان، فتجسد وعاش بيننا نحن البشر ما نحياه من فرح وحزن وألم وقلق، وأيضا ما نعيشه من شكٍ بمحبة الله الآب لنا. وبيسوع لم يعد الله الآب غريبا عن الإنسان وعن حياته، ولم يبق ذلك المحتجب وراء الغيوم الذي يراقب فيؤدب ويهلك. في الميلاد صار الله معنا يحمل أوجاعنا وعاهاتنا وخطيئتنا ويعطينا الحياة الإلهية. فيا للفرح العظيم للبشرية جمعاء". 

وتابع: "في الميلاد قال الله الآب كلمة حبه، يسوع، لكل إنسان بارا كان أم نجسا، معافى أم معتلا، قديسا أم خاطئا. في الميلاد عرفنا أن الله لا يريد موت الخاطىء والخاطئة في جهنم بل يريد لهما الحياة، لذلك أتى أرضنا ودخل بيوت الخاطئين وأكل معهم وذهب إليهم حيثما وجدوا ليعيدهم إلى قلبه لأنهم أبناؤه وبناته. فيا للفرح العظيم لكل واحد وواحدة منا نحن الخاطئين. في الميلاد تطهرت وتنقت صورة الله في كل واحد منا. وبعد الميلاد صرنا جميعا ملزمين بتجسيد الله المحبة في حياة من هم حولنا بالعطاء والمحبة والغفران، بقبول الآخر واحترام حرية ضميره وثقافته ودينه بعيدا عن التسلط والتعصب وفرض الإرادة. فيا للفرح العظيم بلقاء الآخر".

واضاف: "الميلاد هو ثورة الله على الصورة المشوهة التي رسمها الإنسان عنه ليبرر بها تعصبه وأنانيته وكبرياءه وجشعه. الميلاد هو ثورة الله على كل تصنيف طبقي وعرقي للإنسان. الميلاد هو ثورة الله على اللامبالاة بالآخر، وعلى استغلال صغير هذا العالم، وعلى الوعود الكاذبة والكلمات الفارغة".

وقال: "في هذا المساء ندعو القادة السياسيين والمسؤولين والموظفين العامين إلى أن يعيشوا ثورة الميلاد فيتخلوا عن مصالحهم الشخصية أو الطائفية الآنية والضيقة ويستبدلوها بالمصلحة الوطنية. ليتوقفوا عن تهريب أموالهم إلى الخارج وليعيدوا ما هرب ليضعوه في خدمة مواطنيهم. وليتوقفوا عن تنفيذ مشاريع الخارج من أجل خير الداخل. إننا ندعوهم إلى محاسبة من نهب وهدر المال العام حتى وإن كان من المقربين المخلصين وإلى الاقتصاص من الذين يرتشون أو يتقاعسون في أداء وظيفتهم حتى ولو قلل فعلهم هذا من شعبيتهم".

واردف: "إننا ندعو رجال الدين من كل الطوائف إلى الانضمام الى ثورة الميلاد بالسعي الى إرجاع الإنسان الى الله وإلى المحافظة على كرامة كل مواطن وعلى حقوقه مهما كانت طائفته. إننا ندعوهم إلى عيش التجرد المادي والعفة في التعاطي مع الآخرين، فلا يتسلطون على أحد، ولا يفرضون خياراتهم على أبنائهم وبناتهم، ولا يثيرون بخطبهم النعرات الطائفية والخوف من الآخر، والاحقاد التي يريد اللبنانيون تخطيها".

وتابع: "إننا ندعو التجار وأصحاب المصارف إلى أن يثوروا ثورة الميلاد فلا يعبدوا إله المال ولا يقربوا الإنسان أمامه قربانا وليتذكروا أن أسلافهم الذين تسببوا بموت الكثيرين من أهل جبل لبنان خلال الحرب العالمية الأولى وصموا وعائلاتهم بالعار ولعنهم البشر".

وختم: "إننا ندعو القضاة إلى عيش ثورة الميلاد بالوقوف بوجه من يحاول طمس حقيقة انفجار وحشي ومجرم تسبب بمقتل وجرح العديد من سكان العاصمة وبتدمير عدد كبير من بيوتها، حماية لمن أهمل وتواطأ ودبر ونفذ. أيها القضاة أحققوا الحق ودافعوا عن المظلوم غير عابئين بتهديد مسؤول أو بتهويل وزير أو نائب أو بأي ضغط داخلي أم خارجي.

إخوتي وأخواتي، ثورة الميلاد لن تخمد وخلاص لبنان آت حتما!".

الاب الجلخ

وفي ختام الرتبة، القى الأب الجلخ كلمة رحب فيها بالرئيس عون والحضور وقال: "من ليلة أنشد الملائكة المجد لله في العلى والسلام على الأرض، والبشر في انتظار أن يغدو السلام على الأرض. لذا ترانا كلما عاد ميلاد السيد، إنما نلتمس السلام قبل كل شيء، سلام القلوب وسلام الشعوب. أليس المولود بيننا هو نفسه من دعي اسمه "عجيبا، مشيرا، إلها جبارا أبا الأبد، رئيس السلام"؟ لذا، ها نحن نجتمع، على الرغم من قساوة الظروف وتلبد الآفاق، بل ربما بدافعٍ منها، لنصلي كيما يحل الرب السلام في قلوبنا، وعائلاتنا، وأماكن عملنا، ووطننا والعالم. لكن السلام ليس هبة نتمناها كما يتمنى الأطفال هدية ليوم العيد. إنه إنجاز مطلوب من كلٍ منا أن يؤدي قسطه في جعله ممكنا. لذا صلاتي هي بالأكثر أن نسمح للرب أن يستعملنا لسلامه".

وتابع: "وأنا أقول ذلك، أكاد أسمع كلا منكم يهمس في قرارة نفسه: ومن أين يأتي سلام القلب ونحن ما زلنا نعد أنفسنا برؤية النور في نهاية نفق الأزمة، وما فتئنا نخيب؟ من أين نأتي للعيد بالفرح ونحن نكاد نفقد إيماننا بكل شيء؟ ولكن، أوليس لهذه الأسباب كان الرجاء أحد فضائل المسيحية الأساسية الثلاث؟ والرجاء ليس مجرد تفاؤل. التفاؤل يجعلك تحلل الماضي فتستشرف المستقبل، الرجاء يجعلك تبصر النجم في الليل الحالك. التفاؤل هو شعور وانتظار، الرجاء هو ثقة بنوية بأن "الله معنا". التفاؤل هو ماذا ترى، الرجاء هو ماذا تعمل. يمكنك أن تتفاءل ويمكنك أن تفقد التفاؤل، لكن لا يمكنك أن تفقد الرجاء، لأن الرجاء هو وديعة الروح القدس فيك".

 اضاف: "فخامة الرئيس، صمود اللبنانيين رغم عمق المأساة، وتشبثهم بالرجاء وهم رازحون تحت أسوأ أزمة عرفوها في حياتهم، إنما هي أدلة على رسوخ الرجاء في شخصيتهم الجماعية. اللبنانيون قياميون. وأملنا أن تتمكنوا من فتح كوة في جدار الأزمة تقصي عنهم قلق الخيبات المتراكمة".

 وختم: "أعايدكم يا فخامة الرئيس، وتعايدكم معي اسرة الجامعة الانطونية في يوبيلها الخامس والعشرين لتأسيسها، وأعايد صاحب السيادة في جامعته وأهله وبيته، وأعايد الحاضرين فردا فردا، مع الأمل في أن تثمر ولادة الطفل في بيوت اللبنانيين بركة وسلاما وطمأنينة".

وبعد انتهاء رتبة التساعية، شارك الرئيس عون في حفل استقبال اقامته  الجامعة الانطونية في المناسبة، قدم خلاله رئيس الجامعة لرئيس الجمهورية ايقونة العذراء الصامتة.

 

الراعي دشن كنيسة مار نعمة الله في دير سيدة طاميش: قديسو لبنان ضمانتنا ولن يسمحوا بزواله

وطنية/15 كانون الأول/2021

دشن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كنيسة مار نعمة الله الحرديني في جوار دير سيدة طاميش، في حضور النائب البطريركي على نيابة صربا المطران بولس روحانا، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية قدس الأباتي نعمة الله الهاشم والاباء المدبرين وحشد من الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين من أبناء الرعية الجديدة.

روحانا

استهل القداس برتبة تكريس الكنيسة وتبريكها، ثم ألقى المطران روحانا كلمة، رحب فيها بالبطريرك الراعي، شاكرا حضوره، منوها بـ"الجهود الكبيرة التي قامت بها الرهبانية اللبنانية المارونية في وقت قياسي لبناء الكنيسة، بعد أن أعطى صاحب الغبطة موافقته على إنشاء رعية تحمل إسم القديس نعمة الله في العام 2017".

الراعي

وبعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "إبن الله أرسل لخلاص

البشرية، ولا سلطة ولا قوة شريرة تقوى عليه لأنه هو والكنيسة واحد"، جاء فيها: "يسعدنا نحن اليوم إذ نحتفل بتكريس هذه الكنيسة الرعائية على اسم القديس نعمة الله أن يكون احتفالنا إعلانا لإيماننا، إيمان بطرس الذي تعودنا عليه وتربينا عليه، "إيماني إيمان بطرس، وإيمان بطرس إيماني".

الكنيسة المشبهة ببيت حجر، هي في الحقيقة وفي الأساس هيكل روحي، فبطرس الرسول يقول "أنتم حجارة هيكل الرب" وكل مرة تدخلون هذا الهيكل المقدس وترون جماله وترون هذه الحجارة، تذكروا أن كل واحد وواحدة منكم هو حجر في هذا البناء الذي هو الكنيسة التي نقول كلنا أنها جميلة، آية في الجمال، ولكن ينبغي أن تكون الكنيسة هي الجماعة والرعية والهيكل الشخصي. الكنيسة ليست فقط كنيسة حجرية، أجل هذا بيت جميل لله، هنا الرب حاضر في كلامه وفي الذبيحة الالهية لخلاصنا، هنا نتناول جسده، هنا نعيش الأخوة ونبنبي الجماعة المؤمنة، هذا كله صحيح، ولكن ينبغي أن نكون نحن كجماعة كنسية موحدة بالمحبة والحقيقة والتضامن والشركة والتفاهم والا تفقد الكنيسة الحجرية جمالها.

نأتي الى الكنيسة لكي نلتقي المسيح الذي يجعلنا كنيسة، نحن جسده السري، نحن هيكله، نحن كنيسة مصغرة، الكنيسة مصغرة في كل واحد منا، وفي الجماعة الرعوية، وفي الرهبانية اللبنانية المارونية التي شاءت وبنت هذه الكنيسة فوق القاعة التي أرادها على اسم مار نعمة الله، المثلث الرحمة سليل الرهبانية المطران يوسف محفوظ الذي نذكره اليوم معنا في الصلاة.

نعم الرهبانية هي كنيسة مصغرة، وفي الواقع فيها القديسون، القديس نعمة الله، القديس شربل، القديسة رفقا، الطوباوي الأخ اسطفان، والعديد من الأبرار الذين عاشوا معنى الرهبانية، عاشوا الكنيسة، وجعلوا نفوسهم هيكلا لله، وأعلنوا سر المسيح في حياتهم، ونحن إذ نحتفل اليوم بتكريس هذه الكنيسة على اسم مار نعمة الله، نلتزم مثله بعيش هذا الايمان بكل أبعاده.

أود أن أحيي أخي سيادة المطران بولس روحانا النائب البطريركي العام في منطقة صربا الذي شاء أن ينشىء هذه الرعية وأن تكون على اسم مار نعمة الله، إنها مبادرة جميلة للغاية لأنها كنيسة مؤسسة على إيمان راسخ. تعالوا نتطلع الى القديس نعمة الله الذي علم سر المسيح كأستاذ لاهوتي، ومن تلاميذه القديس شربل، نحن نقول أنه علم اللاهوت حياة، علم اللاهوت ليس فقط تعليما أكاديميا، بل علم اللاهوت بحياته وبمثله، وصحيح عندما نقول أنه علم القديس شربل كيف يكون قديسا، وقد عاش ملىء هذا الايمان الذي أعلنه القديس بطرس في قيصرية فيليبس.

نحن نسأل اليوم من الله أبينا نعمة الايمان، إيمان بطرس في المسيح الذي هو وحده مخلصنا، وهو وحده سيدنا، وهو حده يوحدنا، وهو وحده يهدينا الى الحقيقة والنعمة. أنا أهنىء هذه الرعية الجديدة، أهنئكم لأن هذه الرعية تحمل اسم مار نعمة الله، وهذا شيء جميل ونعمة خاصة، فليبارك القديس نعمة الله عائلاتكم وليعطينا النعمة لكي نقتدي بمثله، هو الذي عرف أن يجمع بين الفضيلة والعلم، بين الوظيفة والخدمة، وتعرفون أنه في الرهبانية ترقى الى درجات وانتخب مدبرا عاما للرهبانية، وهو معلم عاش الايمان العميق والتواضع، وأمامه وجه المسيح، فما أجمل هذا الرسم الذي يصوره يبحث عن وجه المسيح وحده.

يا مار نعمة الله، في يوم تكريس هذه الكنيسة الرعائية على اسمك، نسألك أن تعلمنا أنت المعلم كيف نبحث مثلك عن المسيح في أعماق قلوبنا، وكيف نشهد له في أعمالنا، وأن نجمع بين الفضيلة والمعرفة، الفضيلة والعلم، لكن علمنا يا مار نعمة الله أن نبحث عن المسيح ساجدين وعيوننا الى فوق، هكذا علمت مار شربل وسواه من الرهبان الذين عاشوا في هذا الاشعاع المسيحي.

يا ربنا يسوع المسيح أعطنا النعمة لكي نعلن مثل سمعان بطرس أنك أنت المسيح المنتظر والمرسل، أنت ابن الله الحي، لك المجد والشكر مع أبيك وروحد القدوس الى الأبد آمين".

الهاشم

وفي ختام الذبيحة الالهية ألقى الأباتي نعمة الله الهاشم كلمة، شكر فيها البطريرك الراعي "على إعطاء الإذن بتأسيس هذه الرعية الجديدة وقدومه لتكريس الكنيسة"، واستذكر "مراحل تأسيس وبناء كنيسة مار نعمة الله"، شاكرا "كل من ساهم بإنجازها وبخلق رعية جديدة تقتدي بالقديس نعمة الله الحرديني".

وبعد القداس إلتقى البطريرك الراعي المؤمنين ثم آباء الرهبانية اللبنانية المارونية في دير طاميش.

 الراعي

ورد البطريرك الراعي على كلمة الأباتي الهاشم التي جدد فيها شكره للراعي على "رعايته وحضوره وبركته لإنشاء الرعية الجديدة"، فقال: "تحية تقدير كبيرة لكل الحاضرين من الرهبان، ولقدس الأباتي نعمة الله الهاشم. أنتم تعلمون أنني دائما ألبي بفرح كل دعوة من قبلكم، لأنني أعود بها الى الأصالة وأعيش الفرح، خصوصا أن الرهبانية اللبنانية هي الرهبانية التي تعيش النمو الروحي والقداسة، والنمو بالمؤسسات والأديار، وأشعر وأرى الخير فيها، وكيف أن نعمة ربنا تعمل من خلالكم وبكم". اضاف الراعي: "اليوم نكرس معكم ومع سيادة المطران بولس روحانا كنيسة مار نعمة الله، ونقدم لكم التهاني في عيدكم ولكل من يحمل اسم نعمة الله، لسنين عديدة تكون فيها نعمة الله دائما مباركة لهذه الرهبانية التي يشكل قديسوها علامة كبيرة لنعمة الله عليها، وهذه مناسبة كي نحيي النشىء الرهباني والمبتدئين، ونسأل الله أن يديم بركته على الرهبانية كي تكون في خدمة الكنيسة أينما كان". وتابع: "أنا سعيد اليوم أيضا بوجود الرئيسة العامة للراهبات اللبنانيات المارونيات أوغيت مخايل، وأتمنى لهن النمو المستمر، وأن تجتذب القديسة رفقا التي خرجت من صفوفهن، دعوات مقدسة. في هذه المناسبة أود أن أعبر لسيادة المطران بولس روحانا عن كل محبتي وشكري، وأتمنى أن يأخذ الله بيدك لخدمة نيابة صربا، كما أسأل الله أن ينمي الرهبنة بإستمرار في القداسة والنعمة والعلم والانتشار، على أمل أن نقوم دائما بتدشين كنائس وأديار، وأن تحصل بشفاعة قديسي لبنان أعجوبة، لأننا لم نعد نقدر على الاستمرار هكذا، فأنا أصلي لقديسي لبنان يوميا وأقول لهم، هذا وطنكم وهذه أرضكم، وبالطبع لن تسمحوا بزوالها، لكننا لم نعد نستطيع التحمل، وشعب لبنان يهجر هذه الأرض المقدسة، ولبنان لا يمكنه أن يستمر من دون هذا الحضور الاشعاعي المسيحي. ضمانتنا هي قديسي لبنان، وأسأل الله أن يبارك لبنان، ويبارك رهبانيتكم وعملكم، وتحية كبيرة الى رئيس الدير وجمهوره، وأسأل الله أن يبقى هذا الدير مشعا بحضوره وجمهوره، عاشت الرهبانية، عاشت الكنيسة، وعاش لبنان".

 

الرئيس عون استقبل كومار

جاه: الحكومة ستفي بالتزاماتها لانجاز مشاريع يمولها البنك الدولي

وطنية/15 كانون الأول/2021

عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، مع المدير الإقليمي لمجموعة البنك الدولي في منطقة الشرق الأوسط ساروج كومار جاه، للملفات التي يعمل البنك الدولي على تمويلها في لبنان، لا سيما منها مشروع شبكة الأمان الاجتماعي الذي يؤمن مساعدات نقدية للفئات المحتاجة في المجتمع اللبناني. وشكر كومار جاه الرئيس عون على "الدعم الذي قدمه للبدء بهذا المشروع الذي تستفيد منه عائلات عدة، مفترض ان تتلقى هذه المساعدات ابتداء من شهر اذار المقبل". كما تطرق البحث الى دور البنك الدولي في تمويل عملية استجرار الغاز والكهرباء الى لبنان عبر مصر والأردن وسوريا، والإجراءات الواجب اتباعها للاسراع في انجاز هذا الامر. واكد كومار جاه ان "البنك الدولي يواصل تقديم الدعم للبنان في تمويل عدد من المشاريع الحيوية والاساسية بعد تذليل العقبات التي تحول دون إنجازها بسرعة".وشكر الرئيس عون كومار جاه على "الجهود التي يبذلها في سبيل مساعدة لبنان"، مؤكدا ان الحكومة "ستفي بالتزاماتها في سبيل انجاز المشاريع التي يمولها البنك الدولي".

 

بري: مستعدّ للصعود مشيًا الى قصر بعبدا!

وطنية/15 كانون الأول/2021

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن “99 في المائة من الذي نعاني منه في لبنان أسبابه داخلية ومن “عندياتنا” وهو لم يحصل في يوم او أيام أو سنة إنما منذ إقرار الطائف عام 1989 ومعروف من لم يؤيده ولم يطبق لا القانون ولا الدستور، للأسف هناك عشرات القوانين اكثر من 75 قانونا لم يطبق لا في هذا العهد ولا في العهود التي سبقته مثلا القانون الخاص بالكهرباء التي سببت هدرا تجاوز 45 في المائة من نسبة العجز في مالية الدولة هذا القانون صدر قبل أكثر من عشر سنوات وكذلك الأمر بالنسبة للهيئة الناظمة التي تطالب بها كافة الوفود الدولية والمنظمات الراغبة بتقديم المؤازرة والدعم للبنان حتى الرئيس ماكرون طالب بها”.

وأضاف، خلال لقائه نقيب المحررين وأعضاء مجلس النقابة، في عين التينة: “مستعد للصعود مشياً على الأقدام الى قصر بعبدا لمقابلة رئيس الجمهورية ميشال عون إذا شعرت بوجود إيجابيّة لإيجاد حلّ للأزمة التي نعيشها”.

وفي الشأن المتصل بتفاقم الأزمات لاسيما الإقتصادية والمعيشية والمالية ومستقبل الوضع في لبنان، إستشهد بري بالشاعر محمود درويش قائلا:” الليل نحن اذا انتصف الليل”، للأسف لبنان في منتصف الليل… والصمت يجول بيننا، في الداخل نتجاور ولا نتحاور ولكي نصل الى الحلول. لابد من التحاور فلا يجوز التفرج على اللبنانيين وهم يسافرون والأخطر انهم يهاجرون من وطنهم الذي رغم ما يعاني من ازمات الجميع مسؤول عنها، لكن علينا ان نقر ان لبنان يتعرض للحصار، هل يعقل التصديق ان اسرائيل العدو انفتح على العرب على النحو الذي يحصل اليوم والعرب يقفلون ابوابهم على لبنان؟ لبنان الذي دفع أثمانا باهظة من أجل تثبيت عروبته وهويته، نعم لبنان يتعرض لحصار”. وعن موضوع الإنتخابات النيابية، قال رئيس المجلس :”بالتأكيد ومع الإحترام للقرار الذي سوف يتخذه المجلس الدستوري سواء مع او ضد، فالإنتخابات حاصلة ضمن المهلة الدستورية، ولا مناص من إجرائها. ولا اعتقد ولم اسمع من فريق داخلي او خارجي انه لا يريد الإنتخابات”. وفي الشأن الإصلاحي والدور الرقابي لمجلس النواب أكد بري أن “المجلس النيابي في المبدأ هو الذي يجب ان يحاسب السلطة التنفيذية لكن للأسف هذا يمكن ان يحصل لو اننا لسنا في بلد طائفي أما في لبنان والحال على هذا النحو من الطائفية والمذهبية. كيف يمكن ان تستقيم الأمور؟ سائلا: لقد انجز مجلس القضاء الأعلى في هذا العهد تشكيلات قضائية ولم توقع لماذا؟ سهيل عبود ليس ابن عمي وليس نبيه بري من اقترحه معروف من اقترحه. لماذا لا توقع ولم توقع التشكيلات القضائية؟”، وقال:”بصراحة لو كان هناك مجلس قضاء أعلى يمارس دوره لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم من تطييف وتمذهب في القضاء”.

وأضاف:” بعيدا عن التجني الذي يقال في حق الثنائي الذي يسمونه شيعيا وهو ثنائي وطني. هذا الثنائي ابدا لا يريد تطييف القضاء. وأقول لا يريد تطيير البيطار وما نريده فقط العودة الى القانون والدستور هذا ما قلته لغبطة البطريرك، فليطبقوا بنود ومواد الدستور خاصة في الموضوع المتعلق بإنفجار المرفأ. مطلبنا كان ولا يزال ممارسة كل سلطة لصلاحياتها في هذا الإطار، لقد اعطى القانون حقا خاصا لمحاكمة القضاة واعطى حقا لمحاكمة النواب والرؤساء والوزراء. لماذا لم يتم التزام هذه القواعد والأصول؟ ولتبق خارج هاتين المؤسستين بقيت الصلاحيات له على كل لبنان”.

وتابع :”لقد تم التوافق على هذه العناوين مع غبطة البطريرك وعلمت وأعلنها غبطته ان الرؤساء ايضا التزموا. لكن تم الإنقلاب على هذا التوافق وتطييره قبل صياح “الديك”.

وأشار بري الى “أن من نسف هذا التوافق هم العاملون في الغرفة السوداء التي تدير العمليات في هذه القضية”. ووجه بري من خلال نقابة المحررين رسالة الى رئيس مجلس القضاء الاعلى جاء فيها: القضاء في لبنان شبيه بالمحيط الهائج تقوده ساقية وحسبنا ما جاء في القرآن الكريم: “والسماء رفعها ووضع الميزان” لولا العدالة لما قامت الأرض ولا السماء، وعلى مجلس القضاء الاعلى مسؤولية حسم هذا الموضوع. وفي موضوع قانون الكابيتال كونترول والودائع، قال بري:” انني غير مستعد لتشريع اي شيء حتى لو اتهموا المجلس النيابي بالتمرد قبل تأمين ودائع الناس كاملة حتى آخر قرش فلا مصارف من دون ودائع وهذا ما ابلغته حرفيا لحاكم مصرف لبنان”.

وأردف:” ولكي لا نبقى في اجواء التشاؤم. لبنان ليس بلدا مفلسا رغم انعدام السيولة، المجلس النيابي أقر قانون الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص والذي رب ضارة نافعة انه لم يطبق كما تم اقرار وقانون الشراء العام وهما قانونان مهمان جدا، فلبنان لا يزال يملك كل أصوله وقطاعاته لبنان يحتوي على بلوكات نفطية وغازية مهمة وعلى قول المثل ” بس يطلع صيتك انك حصاد بتحط منجلك وبتستريح”، وقال:”المطلوب فقط ان نبادر وان نثبت بالنيات الصادقة، إننا عازمون على الاستثمار على هذه الثروة التي يخطىء من يظن ان احدا في العالم لا يريد للبنان الإستفادة منها ناهيك عن ثروة لبنان المغترب.

وقال: هناك 13 بلدا في العالم اقتصادها بيد اللبنانيين واقتصاد لبنان غير موجود، المطلوب قبل اي شيء آخر استعادة ثقة اللبنانيين المقيمين والمغتربين وطمأنتهم وضمان ودائعهم كاملة في المصارف بذلك يمكن اعادة الثقة بلبنان وبنظامه المصرفي وإنقاذ اقتصاده”، وجزم رئيس المجلس بالقول:” نعم المجلس النيابي يطلب ضمانات لحفظ حقوق المودعين قبل اقرار الكابيتال كونترول. وعن مصير اتفاق الطائف وما يحكى عن انتهاء صلاحياته، قال الرئيس بري:”علينا ألا ننسى ان الطائف قد عبد الطريق وأوقف الحرب بين اللبنانيين نعم هناك ملاحظات عليه وهو ليس انجيلا ولا قرآنا كريما، هو إتفاق يمكن تطويره او تعديله لكن علينا اولا ان نطبقه وعلى البعض ان يقتنع ان لبنان لا يمكن ان يتطور اذا بقينا طائفيين الحفاظ على الطوائف شيء والطائفية شيء آخر. فهل الجميع مستعد لتطبيق كل ما هو منصوص عليه في إتفاق الطائف لا سيما البنود الإصلاحية من إقرار قانون إنتخابات خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس شيوخ وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية”. وختم بري: “فلنطبق الطائف مع قليل من المرونة وبيمشي الحال”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 15– 16 كانون الأول/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 15 كانون الأول/2021

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/104806/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1270/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/December 15/2021

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/104808/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-december-15-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin