المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 03 كانون الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.december03.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء. مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/حزب الشيطان يحتل لبنان وكل من يتعامى عن هذا الإحتلال اسخريوتي ومكتر

الياس بجاني/عن خبر حوار الكتائب مع حزب الكبتاغون، وعن تعتير أصحاب شركات أحزابنا المارونية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

إلى آخر لبناني بِ آخر ضيعا بلبنان، وبِآخر بلد بالإنتشار اللبناني، مش صحيح لبنان انتها/أبو أرز-اتيان صقر

جلسة لمجلس الوزراء الاثنين

لبنان بعهدة فرنسا… هل ستُحرّر قصر بعبدا من قبضة الشغور؟

الراعي يُشرِك “العونيين” في مسؤولية تعطيل الرئاسة

الخارج على مقاربته السلبية للنزوح: واقع مقلق يفرض الانتخاب!

جديد قضية المطران

دفاعات خصوم حزب الله تتهاوى.. ومعركة معوّض شارفت النهاية؟/منير الربيع/المدن

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 2 كانون الأول 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 02/12/2022

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

لبنان حاضر في واشنطن ولكنْ... السياديون غائبون وحظوظ مبادرة البطريرك كبيرة/رولان خاطر/النهار

الراعي يوجّه رسالة الى "المعطلين"

الدولار الجمركي دخل حيّز التنفيذ... ماذا عن قطبة الـ"TVA" المخفية؟

المعارضة لتوحيد الصف الرئاسي: لا مفرّ من التوافق!

معوض: مستمر بالترشح من دون إقفال الباب على التوافق حول مرشح سيادي واصلاحي بامتياز

السفارة الأمیركیة في بیروت أطلقت مشروع U.S. POP UP SPACES بالتعاون مع جمعیة "تطویر بلدنا" في مدرسة العرفان - صوفر

الفاتيكان “قلق”: للتوافق على اختيار الرئيس بأسرع وقت

تعليق لافت من نائب كتائبي... "اتفقنا مع حزب الله على توحيد الحزبين"!

سقوط ترشيح معوض سيُجهض ترشيح فرنجية وباسيل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس: الصراع الأوكراني تسبب في تداعيات جسيمة في دول شمال إفريقيا

النظام الإيراني يكثف جهوده للإيقاع بمعارضيه في الخارج

استخبارات أميركية وأوروبية وشرق أوسطية تكشف مؤامرات وتحبطها

كندا توسع عقوباتها على إيران بسبب «انتهاكات حقوق الإنسان

باريس تستنكر استدعاء سفيرها في طهران

رئيسي من كردستان: أعداء إيران مخطئون بظنهم أنّ بإمكانهم زرع الفوضى

بايدن وماكرون يتفقان على بناء منظومة دفاعية أوروبية قوية

تأكيد أميركي ـ فرنسي على منع إيران من تطوير سلاح نووي وإشادة بشجاعة المتظاهرين... وتسليم كييف مضادات جوية متقدمة

أنقرة ترفض طلب واشنطن إلغاء العملية البرية... وروسيا تفاوض «قسد» على الانسحاب

«الأمن القومي» التركي ناقش بحضور إردوغان التفاصيل المحتملة في شمال سوريا

أوكرانيا: روسيا تسحب قواتها من خطوط جبهة خيرسون على نهر دنيبرو

الكرملين: بوتين منفتح على المفاوضات لكن إيجاد أساس متبادل لها صعب

بوتين يرفض شروط بايدن للمحادثات حول أوكرانيا... ويتمسك بالأراضي المحتلة ويبلغ شولتس أن ضرب البنى التحتية الأوكرانية «لا مفر منه»

حرب أوكرانيا تقوّض آخر مواقع الزعامة الروسية للعالم الأرثوذكسي والصراع يكرس الانقسام التاريخي وانتهاء حقبة هيمنة موسكو على الكنيسة

الكرملين: بوتين أبلغ شولتس أن ضرب البنى التحتية الأوكرانية «لا مفر منه»

السعودية تحبط تهريب 2.4 مليون حبة كبتاغون

واشنطن تُشدد الخناق على «القاعدة» مع تعثر اختيار «خليفة الظواهري» وأدرجت قادة جدداً على «قوائم الإرهابيين»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا تسوية خارجًا عن المواجهة مع الفاشيات الشيعية/شارل الياس شرتوني

الملهاة الجديدة والفراغ ورئاسة الحكومة/وليد شقير/نداء الوطن

سلاحُ المعارضة وحدتُها/بسام أبو زيد/نداء الوطن

مناوراتٌ قبل الحسم الرئاسيّ/أسعد بشارة/نداء الوطن

هذه "الميثاقية"… احذروها!/نبيل بومنصف/النهار

ميقاتي المُولَع بالسراي: "ما خلّوني"!/كلير شكر/نداء الوطن

اعتراف أميركي: فشلنا مع إيران/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

عهد التنصّت... والتنصّل "بعبدا غيت"/جان الفغالي/نداء الوطن

«إنذارات» للقوى المسيحية: تنازلوا!/طوني عيسى/الجمهورية

«القوات» إن بادرت وفاجأت؟/طارق ترشيشي/الجمهورية

خمس حالات تُنهي الأزمة/شارل جبور/الجمهورية

في صبيحة اليوم 1144 على بداية ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

تنظيم «الإخوان» وخلاف النهاية/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

سقراط الإسلام أم مخادع؟/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي: من حق لبنان أن يكون له رئيس ولا يحق لأحد التعطيل ويبدو ان لا توافق حتى الآن على اسم مرشح في انتظار الخارج

بري عرض مع وزير المالية والعريضي وزوار الاوضاع

الفرزلي: الوفاق مسألة أساسية في إنتاج رئيس ونأمل ذهاب النواب الى الحوار

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء. مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة

إنجيل القدّيس لوقا05/من27حتى32/:”خَرَجَ يَسُوعُ (من كفرناحوم)، فأَبْصَرَ عَشَّارًا ٱسْمُهُ لاوِي، جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، فقَالَ لَهُ: «إِتبَعْنِي!». فَتَرَكَ كُلَّ شَيء، وَقامَ وَتبِعَهُ. وأَقَامَ لَهُ لاوِي وَليمَةً عَظِيمَةً في بَيْتِهِ، وَكانَ مُتَّكِئًا مَعَهُم جَمْعٌ كَبيرٌ مِنَ العَشَّارِينَ وَغَيرِهِم. فَتَذَمَّرَ الفَرِّيسِيُّونَ وكَتَبتُهُم، وَقالُوا لِتَلامِيذِ يَسُوع: «مَا بَالُكُم تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ العَشَّارِينَ والخَطَأَة؟». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء. مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

حزب الشيطان يحتل لبنان وكل من يتعامى عن هذا الإحتلال اسخريوتي ومكتر

الياس بجاني/01 كانون الأول/2022

فهموها: أي صاحب شركة حزب ما بدو يشوف احتلال حزب الشيطان وأسياده الملالي بسبب الخوف أو المصلحة هو ذمي وأخطر من عمو الإسخريوتي وما الو عازي.

 

عن خبر حوار الكتائب مع حزب الكبتاغون، وعن تعتير أصحاب شركات أحزابنا المارونية

الياس بجاني/29 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113703/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%86-%d8%ae%d8%a8%d8%b1-%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a6%d8%a8-%d9%85%d8%b9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8/

بداية، خبر لقاء الكتائب وحزب إيران منو جديد، ان كان صحيح او مفبرك، والنائب السابق إيلي ماروني كان قبل تهميش دوره الحزبي يقوم بمهمة الحوار مع الحزب وعلناً.

يبقى، أنهم بيبرموا وبيدوروا وبيرجعوا ع اجنداتهم الشخصية والسلطوية.

للأسف كلن أصحاب شركات احزابنا المارونية متل بعضون.. نفسية وحدي، خامي وحدي، وتعتير واحد، وغباء واحد!!

فهم، من غير شر وصيبة عين، تجار بكل ما في الكلمة من معنى، ويفتقدون للثوابت الوطنية، ولمناعة المغريات الترابية، وللأسس الإيمانية، ولمبادئ التجرد في ممارساتهم ومواقفهم، ولغياب الرؤية بالكامل.

ع كل حال السيد سرج داغر، ومن زمان بيعتبر حزب الكتائب منظمة يسارية، وبيدعي بأن حزب الكبتاغون هو من نسيج الوطن، وأن ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة، قانونية ومشرعتها البيانات الوزارية.

عشرات من مقابلاته قبل الثورة يلي فشلت ع الآخر، كان فيها واضح في هذا السياق، وبالتالي ان صح خبر حواره مع حزب إيران فلا جديد في الأمر.

ع فكرة كل احزابنا المارونية تتملق حزب الكبتاغون وتجهد لإسترضائه، وبهبل وبذمية فاقعة.

ومن كم يوم  كان عمنا المعرابي اتحفنا برؤيته الإنكشارية، معتبراً ان شعار احتلال إيران للبنان شعار فضفاض، وهو منو  شايف الإحتلال.. وحل معضلة حزب إيران هي من خلال البرلمان… أما الصهر الباسيلي فمقاوم جبار ومن قلب وكلاوي محور المقاومة، وهيك كمان وضعية المردي الزغرتاوي تبع الخط.

وع فكرة، كل أصحاب شركات أحزابنا المارونية يعادون القرارات الدولية الخاصة بلبنان، ونادراً ما يأتون ع ذكرها، وذلك لإسترضاء حزب ايران.

باختصار مصايبنا وبلاوينا مش بس من ارهاب وإحتلال حزب الكبتناغون، بل من جبن ونرسيسية أصحاب شركات أحزابنا، وكلن يعني كلن، ومعن وبضهرون القطعان.. وقمح بدها تاكل حني.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

إلى آخر لبناني بِ آخر ضيعا بلبنان، وبِآخر بلد بالإنتشار اللبناني، مش صحيح لبنان انتها

أبو أرز-اتيان صقر/02 كانون الأول/2022

بيان صادر عن حزب حرا الأرز-حركة القوميّي اللبنانيي.

https://eliasbejjaninews.com/archives/113776/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a2%d8%ae%d8%b1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%90-%d8%a2%d8%ae%d8%b1/

حبّينا اليوم نكتب هالبيان باللغا اللبنانيي لحتّا يفهمو آخر لبناني بِ آخر ضيعا بلبنان، وبِآخر بلد بالإنتشار اللبناني.

كل يوم منسمع ناس عم يقولو: لبنان نتها وسقط، وصار لازم نفتش عَ وطن تاني...الخ.

اول شي لازم نعرف نفرِّق بين لبنان الدَوْلي ولبنان الوطن.

١- لبنان الدولي هوّي السلطا الحاكمي مع مؤسساتا السياسيي والإداريي، وهالدولي هيّي يلّي سقطت اليوم ويلّي كان لازم تسقط من زمان لأنا دولي مهتريّي وفاسدي من راسا لكعب إجريا، ومؤسساتا مفكّكي، والمنظومي الحاكمي كنايي عن عصابي فاجرا حْترفت السرقا وخيانة الوطن وبَيْعو للأمم الغريبي... لها الاسباب، هيك دولي لازم تسقط لأن ما بقا فيا تكفّي، ولا فيا تنقُذ الوطن من أزماتو لكتيري ولكبيري؛ من شان هيك لازم ننبلّش نفكّر نبني دولي جديدي، بأوّل فرصا سانحا، ونبنيها من اول وجديد، وعَ اساسات علميّي حديثي وحضاريي بتشبه لبنان الحقيقي والدول الراقيي، وبتتناسب مع طموحات واحلام اجيالنا الطالعا؛ وما نحاول ابدً نعتمد سياسة الترقيع بِ توْب ها الدولي المِهتِري متل ما عملت هلْ منظومي السياسيي الفاشلي على مدا العُقود الماضيي.

٢_ اما لبنان الوطن ما سقط متل ما بيعتقدو كتار، ولا رح يسقط لا هلق ولا بعدين، وهلْ كلام مش مبني عَ خيال وأوهام، ولكن عَ وقايع وبراهين ساطعا وسابتي:

 البرهان الأول، لبنان الوطن صار عمرو الآف السْنين، ومرق عليه ازمات اكبر من الازمات الحاليّي، وغزوات اشرس من يلّي مارقا علينا بهاالأيام، وقِدر دايمن يتغلّب عليا كِلاّ، ويبقا لليوم شامخ متل جبالو الشامخا على الصحاري الطامعا فيه، وعلَى البحر المتوسط يلّي استعمرناه ميات السنين... وكل الشعوب يلّي غزت لبنان إما إندحرت أو إنسحبت أو إندثرت... وبقي لبنان ...

البرهان التاني؛ لحتَا ما نروح بِالتاريخ لبعيد رح نعطي براهين عن احداس مُعاصرا عشناها نحنا وياكن من خمسين سني لليوم.

ببداية السبعينات من القرن الماضي قررت المنظمات الفلسطينيي احتلال لبنان وإلغاء كيانو، وبناء كيان فلسطيني محلّو ليكون بديل عن فلسطين؛ وهل قرار كان مدعوم من كل دُول العالم وكل الأنظمي العربيّي وعلا راسن اميركا والإتحاد السوفياتي، والهدف كان إنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي على حساب لبنان.

كلنا منتزكّر كمان انو جيشنا وقتا تفكّك ونهار وقعد بالبيت، ونص الشعب اللبناني، ازا مش اكتر، وقفوا مع الفلسطيني وحُلفاؤن يلي هني من اخطر المنظمات الأرهابيي بالعالم متل: منظمة بادر ماينهوف الإلمانيي والألويي الحمرا الطليانيّي والجيش الأحمر الياباني ، ومرتزقا من دول العالم الثالث متل بنغلادش والصومال وبوليساريو... الخ، مُضاف إلن الألويي الفلسطينيي يلي إجت من بلاد العرب لتدعمن متل لواء عين جالوت من مصر، لواء القادسيي من العراق، ولواء اليرموك من الاردن، وجيش التحرير الفلسطيني ومنظمة الصاعقا من سوريا... وقتا بقينا لوحدنا بوج (هاجوج وماجوج) عم نقاتِل بنسبة واحد ضد ميّي وأمرار أكتر ...وما مرقت سنتين على هل الحرب حتا إنهزمت كل هالجيوش واندثرت ودابت متل كمشة ملح بالمي... وبقي لبنان.

البرهان التالت؛ ما لحقنا نفرح بالإنتصار على "هاجوج و ماجوج" وتحرير المناطق الشرقيّي من الشويفات للأرز من  الأحتلال الفلسطيني وعصاباتو الارهابيّي، حتى إجانا احتلال ألعن وأخطر اسمو الإحتلال السوري مع جيش جرار من ٤٠ الف جندي ودبابات ومدافع تقيلي، وراجمات صواريخ، وإنتشر بكل لبنان وبالمناطق الشرقيّي المحررا، وهل الإحتلال تم كمان بضو اخضر أميركاني، والهدف، قال، نشر الأمن والسلام بلبنان !!!

فات الجيش السوري عَ لبنان بتشرين ١٩٧٦، وطردناه من مناطقنا الشرقيي بحرب الميت يوم سنة ١٩٧٨،  ورجعنا طردناه من كل لبنان سنة ٢٠٠٥ بثورة ١٤ اذآر الشعبيي المعروفي بثورة الإرز، مع العلم انو هل احتلال يلي  بقي ٣٠ سني ع ارضنا زكّرنا بِ همجيّة هولاكو ووحشيّة المغول، يعني ما خلّا جرايم ما ارتكبا، ولا بيت ما دمّرو ، ولا مرا ما لبّسا أسوَد، بالأضافي الى انو لغى النظام الديموقراطي العريق بلبنان، وصار يعيّن رؤسا الجمهورية والحكومات والوزرا والنواب ...الخ حتى انو كتار من اللبنانيي فكّرو وقتا انو لبنان سقط وانتهى وصار ولايي سوريي، ولكن سوريا مش بس فلّت مهزومي، ولكن تقسّمِت كمان و تدّمرت وصارت ولايات مشتّتي ... وبقي لبنان.

اليوم عنا إحتلال جديد إسمو الاحتلال الإيراني ومسيطر علبنان من خلال مجموعا مسلحا بتسمي حالا "حزب الله" ومدعومي، متل العادي، من عُملا محلّيين ...واليوم كمان متل مبارح صار في ناس بلبنان معتقدين إنو لبنان انتهى وصار ولايي ايرانيي.

خلاصة الحديس, ومن خلال البراهين يلي ذكرناها هلّق، فينا نأكد لكل لبناني ايمانو ضعيف بهل البلد انو كل شعب او دوْلي أو أمّي مدّت إيدا ع َلبنان انكسرت وانتهت...  وبقي لبنان، ومتل ما بقي الاف السنين بالماضي، رح يضل باقي اليوم وبكرا وبعدو حُصرمي بعين الطامعين وشوْكي بِقلبُن.

#لبيك_لبنان

#اتيان_صقر #ابو_ارز

 

جلسة لمجلس الوزراء الاثنين

الجديد/02 كانون الأول/2022

أفادت “الجديد” بأن “رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي دعا الى جلسة لمجلس الوزراء عند الحادية عشرة من قبل ظهر الاثنين المقبل في السراي الحكومي”. ووفقاً لمصادر الـ”nbn” أبلغ وزراء التيار الوطني الحر مقاطعتهم الجلسة الحكومية الذي دعا إليها الرئيس ميقاتي”.

 

لبنان بعهدة فرنسا… هل ستُحرّر قصر بعبدا من قبضة الشغور؟

لارا يزبك/وكالة الانباء المركزية/02 كانون الأول/2022

في ثلاثة سطور صغيرة لا اكثر، اختُصر الموقف الأميركي – الفرنسي من الملف اللبناني. اثر لقاء الرئيسين الأميركي جو بايدن، والفرنسي ايمانويل ماكرون في واشنطن امس، أكد بايدن ان “فرنسا واحدة من أقوى شركائنا وأكثر حلفائنا قوة، ولدينا أجندات مشتركة مع فرنسا، لكن هناك بعض الاختلافات البسيطة معها”. وثمّن بايدن، خلال مؤتمر صحافي “الجهد الفرنسي في إتمام الاتفاق البحري بين إسرائيل ولبنان”، مشيرًا الى “أننا نعمل مع فرنسا من أجل دعم الإزدهار في الشرق الأوسط”. وأوضح بيان عن البيت الأبيض أنّ بايدن وماكرون أكدا “التصميم على مواصلة الجهود المشتركة لحضّ قادة لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية والمضيّ قدماً في الإصلاحات الجذرية”. وتقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، إن هذا الاقتضاب يدل على ان لبنان لم يعد من أولويات الولايات المتحدة اليوم. فشؤونه وشجونه السياسية لا تعنيها كثيرا. هي أخذت ما تريده من لبنان، أي اتفاق ترسيم الحدود البحرية، الذي يناسب تماما مصالح حليفتها اسرائيل وأصدقائها الاوروبيين، ومن بعد ذلك، هو تراجع في سلّم أولوياتها درجات. وفق المصادر، الاجتماع الرئاسي انتهى الى تفويض اميركي لماكرون بمواصلة اتصالاته في ما يخص لبنان عموما وانتخاباته الرئاسية خصوصا. فواشنطن ليست مهتمة بما يحصل في الاستحقاق ولا بهوية الرئيس الذي سيتم انتخابه، ولا بالجهات التي ستتواصل او لا تتواصل معها باريس في لبنان والمنطقة والعالم لإخراجه الانتخابات من عنق الزجاجة، الا انها بطبيعة الحال، ترفض رئيسا يُمسك حزب الله بقراره، أو رئيسا لا يحسن الاصلاح ومحاربة الفساد او عليه شبهات فساد او عقوبات اميركية مثلا. على أي حال، لم يكن أدل على تمسّك البيت الابيض بهذا الشرط، من تزامن البيان الاميركي – الفرنسي المشترك، مع إصدار الخزانة الاميركية رزمة عقوبات جديدة في حق داعمين لحزب الله. فقد قالت الوزارة الاميركية في بيان “ان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة اتخذ إجراءات ضد شخصين وشركتين مقرهما لبنان بسبب تقديم خدمات مالية لحزب الله، إلى جانب شخص آخر شارك في تسهيل شراء أسلحة للجماعة. ومن بين الأشخاص الذين فُرضت عليهم عقوبات عادل محمد منصور، الذي كان يقود مؤسسة شبه مالية يديرها حزب الله، وحسن خليل، الذي عمل على شراء أسلحة لمصلحة الحزب، وناصر حسن الذي عمل مع جهة قدمت خدمات مالية للجماعة”. بناء على هذا المعطيات، تعتبر المصادر ان لبنان في عهدة فرنسا التي سيتعين عليها إقناع اللبنانيين والقوى الاقليمية برئيس معين لملء الشغور.. فهل ستجد المعادلة السحرية التي ستحرر قصر بعبدا من قبضة الشغور، أم انها ستخفق كما أخفقت في كل وساطاتها اللبنانية منذ انفجار 4 آب؟!

 

الراعي يُشرِك “العونيين” في مسؤولية تعطيل الرئاسة

نجوى ابي حيدر/وكالة الانباء المركزية/02 كانون الأول/2022

بصمت الناسك ، تعمل الدوائر الفاتيكانية مع المعنيين في العواصم الكبرى على محاولة معالجة اوضاع لبنان  المهترئة لانتشاله من مستنقع الازمات القاتلة الغارق فيه. وقد شهدت الساعات الماضية زخما على هذا الخط من خلال وجود البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هناك، في مهمة مزدوجة روحية سينودوسية وسياسية تتمحور حول الخطر المحدق بلبنان واستحقاقه الرئاسي  العالق بين فكي كماشة امر عمليات خارجي يأسر المسار الدستوري لمصالحه وعجز وارتهان داخليين يحولان دون انتخاب رئيس اثر ثماني جلسات متتالية. ومع دخول الاستحقاق شهره الثاني، من دون ان تلوح في افقه بوادر انفراجية، على امل ان تُنتج قمة المكتب البيضاوي في واشنطن جديدا يضع حدا لمسار التعطيل الممنهج، في ظل تواصل فاتيكاني -فرنسي -اميركي استبق انعقادها، صدر موقف حاسم من البطريرك الراعي، يكاد يكون الاول من نوعه لجهة وضوحه في تسمية الاشياء بأسمائها،  من خلال رسالة وجهها اليوم الى معطلي جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، اذ سأل: “ماذا يعني انكم تأتون الى المجلس النيابي ويتأمن النصاب ثم بعد الدورة الانتخابية الاولى تغادرون القاعة ويُفقد النصاب، فلو لم يتأمن هذا النصاب في الدورة الاولى “محلولة” ولكن ما معنى أن تؤمنّوا النصاب في الجلسة الاولى وتغادرون في الجلسة الثانية؟” وأضاف في حديث عبر اذاعة “لبنان الحر”: “لماذا تفعلون هكذا فقط برئيس الجمهورية المسيحي الماروني فيما رئيس مجلس النواب يُنتخب بجلسة واحدة ورئيس الحكومة يُكلف فور انتهاء الاستشارات النيابية. كأنكم تقولون إنكم تستطيعون الاستغناء عن رئيس الجمهورية”.

ليس الكلام البطريركي طائفيا او مذهبيا، كما يحلو للبعض تصنيفه، ولا هو فئوي يغلّب مصلحة فريق سياسي على آخر، انما منطق كل وطني، يؤمن بقوة القانون والدستور لا بفائض قوة السلاح، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. قبله اطلق الراعي مواقف كثيرة في شأن الاستحقاق الرئاسي، داعيا الى انتخاب رئيس سريعا، بيد ان ما قاله من قلب عاصمة الكثلكة بالذات، جاء اشد وطأة واكثر حزماً، اذ شخّص بدقة العطل البنيوّي في المشهد الرئاسي العريض فعرّى المعطلين والمستثمرين في الرئاسة وصوب نحوهم، وهي فئة معروفة، يجمعها عنوان 8 اذار الممانع، ويضم في شكل اساسي الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، ونواب الفريق هذا، هم الذين يعطلون النصاب بخروجهم من الجلسات النيابية المخصصة لانتخاب رئيس، لدى انتهاء الدورة الاولى في الجلسات، ورئيس المجلس نبيه بري يعرف قرارهم سلفا، لدرجة انه يعلن فقدان النصاب حتى قبل خروجهم من القاعة.

واذا كان نواب الفريق الشيعي، يعطلون جلسات الانتخاب لعدم رغبتهم في انتخاب الرئيس المسيحي، كما المح البطريرك، فماذا اذا عن نواب ” لبنان القوي” المسيحيين “الاقوياء”الذين يهرولون من القاعة، ما ان تنتهي عملية فرز الاصوات؟ وهل لهؤلاء دور ايضا في تعطيل الرئاسة ام ان اصوات جمهور الحزب التي امنت وصول معظمهم الى الندوة البرلمانية في انتخابات ايار 2022 تحتّم عليهم الامتثال لأمر طاعة قائد الجمهور اياه؟

وتسأل المصادر المعارضة هل تعمّد الراعي، بعدما عجز عن اقناع هؤلاء بوجوب انتخاب رئيس، كسر الجرة، والاضاءة على دورهم التعطيلي الخطير من خلال تصويب سهامه المباشرة نحوهم، وهو ما يذكّر عمليا بحقبة تاريخية مشابهة تماما، في نهاية ثمانينات القرن الماضي حينما “هاجم” العونيون بكركي عام 1989 واقترفوا ما اقترفوا في حق سيدها انذاك البطريرك الراحل نصرالله صفير،لان مواقفه لم تعجبهم، والتاريخ ما زال يشهد على الواقعة؟ تربط  المصادر المشار اليها هنا، بين الكلام الراعوي، بما تضمن من انتقاد مباشر وبين مكان صدوره تحديدا من روما التي يتواجد فيها ايضا وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، وقد التقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي أبدى قلقه الشديد لعدم توصل البرلمان اللبناني الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية،  لتؤكد ان الموقف لم يطلق هباءً، وليس صدفة اطلاقه خلال وجود الراعي في الفاتيكان بعد جولة مشاورات سياسية ودبلوماسية اجراها مع المسؤولين هناك، انما يعكس  رغبة وتصميما على نقل الاستحقاق الرئاسي من حال المراوحة السلبية الى التفعيل، لان ما تمر به البلاد اليوم خطير لدرجة تفرض حتمية الكفّ عن مراعاة الخواطر ومسايرة كل من يتحمل مسؤولية المشاركة في “جريمة” منع انتخاب رئيس جمهورية للبنان، مهما كانت العواقب، تختم المصادر.

 

الخارج على مقاربته السلبية للنزوح: واقع مقلق يفرض الانتخاب!

 لورا يمين/وكالة الانباء المركزية/02 كانون الأول/2022

مرة جديدة، أكدت زيارة المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي الى لبنان في الساعات الماضية، على موقف المجتمع الدولي غير المتحمس حتى الساعة، لخيار اعادة النازحين السوريين الى بلادهم. وقد دل ما قاله الدبلوماسي على ان الخارج لا يزال ينتظر عوامل عدة قبل الانتقال الى محطة التشجيع على العودة، مكتفيا في الوقت الراهن بدعم النازحين والمجتمعات المضيفة في آن. هو قال “نعبّر عن تقديرنا الكامل للتحديات الهائلة التي تعانيها البلاد في هذا الوقت، وفي هذا الإطار فإن استضافة مئات ألوف السوريين وغيرهم من اللاجئين مسؤولية ضاغطة جدا على البلد. ناقشنا مع الرئيس نجيب ميقاتي الآفاق المستقبلية، وعبرت له مع المنسق الخاص للأمم المتحدة ان الأمم المتحدة ستستمر في دعمها، بما في ذلك الدعم الإنساني للشعب اللبناني وكل من يعيش في البلاد، وستزيد دعمها للشعب اللبناني”. اضاف “ان المفوضية السامية لحقوق الانسان مسؤولة عن اللاجئين ونحن نواصل حشد الموارد الدولية لهم وللأشخاص الذين يرغبون منهم في العودة إلى سوريا، وهناك دفعات عادت منذ أسابيع، ونحن نواصل تقديم الدعم لهم”. وقال “نحن نقدر احترام لبنان للعودة الطوعية لسوريا وهو جانب مهم من هذه العملية. كما نعمل مع الجانب السوري ومع الحكومة السورية على إزالة العوائق الجدية التي تراكمت على مر السنين والتي تمنع الناس من العودة. حققنا بعض التقدم ولكن لا يزال هناك المزيد من العمل من أجل أن يكون الناس واثقين من اتخاذ القرار بالعودة. وبالمناسبة، فان اجهزتنا تستمر في الإشارة إلى أن معظم الناس يريدون العودة، ولكن يجب التغلب على العديد من العقبات، ونحن سنستمر في العمل عليها، بعض العقبات هي في التجهيزات والمنازل المدمرة، والوضع الاقتصادي الصعب جدا، وهناك تحديات كثيرة في سوريا أيضا، ولطالما أشرت إلى قرار مجلس الأمن الذي نص على ضرورة التعافي المبكر في سوريا وعلينا العمل مع المانحين في هذا الصدد”.

رفعُ الصوت من قِبل أهل الحكم في لبنان، أكانوا من الموالاة او المعارضة، تحذيرا من تداعيات ملف النزوح اقتصاديا وحياتيا وامنيا على الواقع اللبناني المهترئ اصلا، وإصرارهم على البدء بمسار العودة اليوم قبل الغد، لم ينفع اذا، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، ولم يتمكّن بعد من تحقيق اي تبدّل إيجابي في موقف المجتمع الدولي من هذه القضية.

فرئيس مجلس النواب نبيه بري اكد امام الموفد الاممي “أن حجم الاعباء التي يتحملها لبنان من جراء أزمة النازحين السوريين باتت كبيرة وكبيرة جداً وهي تنذر بعواقب خطيرة على لبنان وعلى اللاجئين”. ميقاتي بدوره، جدد امام غراندي المطالبة بالتعاون لانهاء أزمة النزوح السوري التي تضغط على لبنان على الصعد كافة. وأبلغه “وجوب تنسيق المفوضية وسائر المنظمات الدولية المعنية مع الحكومة اللبنانية عبر أجهزتها المختصة لحل هذه المعضلة، لانه لا يجوز أن يبقى هذا الملف ورقة تضغط على الواقع اللبناني، في وقت لم تعد للبنان القدرة المالية والخدماتية والسياسية على تحمل تداعيات هذا الملف”. وشدد على أن الاولوية في هذه المرحلة هي لاعادة النازحين السوريين تباعا الى بلادهم بعد استقرار الاوضاع في سوريا”. فكيف كان رد غراندي؟! هو اكتفى بابداء “تفهّم” لحجم المخاطر، وأعلن في المقابل “أن المجتمع الدولي مستعد لزيادة حجم مساعداته في هذا المجال”، أي ان مسألة العودة ليست واردة في أجندة الخارج اليوم، والبديل منها هو مزيد من المساعدات، في توجّه سيكون له التأثير السلبي على قافلات العودة الطوعية، الخجولة اصلا، التي ينظّمها الامن العام اليوم. انطلاقا من هنا، تشير المصادر الى ان قضية النازحين، وقد اقر مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم في مؤتمره الاخير ان عددهم فاق المليونين بعدما كانت الارقام الرسمية تشير كلها الى ان العدد يناهز المليون ونصف مليون نازح، يجب ان تشكل حافزا على انتخاب رئيس جديد للجمهورية على ان تكون معالجة مسألة النزوح من أولوياته القصوى، ذلك ان عدم حماسة الخارج لاعادة هؤلاء الى بلادهم مقلقة، ومن الملح الا تلقى مصير “اللجوء الفلسطيني”، ذلك ان لبنان المنهار في غنى عن مزيد من الازمات والقنابل الموقوتة.

 

جديد قضية المطران

الكلمة أون لاين/02 كانون الأول/2022

علمت "الكلمة اونلاين" ان الامن العام سيقوم اليوم بتعديل المذكرة الصادرة عام ٢٠٠٦ والتي تلحظ التنقل عبر معبر الناقورة على ان يتم استبدال اسم المطران بولس صياح الوارد فيها برئيس اساقفة حيفا والاراضي المقدسة للموارنة، ما سيسمح للمطران موسى الحاج بالتنقل مجددا عبر المعبر ومن بعده اي مطران يتسلم مهامه هناك. وقالت المصادر ان اليونيفل تنتظر وصول المذكرة معدلة للعمل وفق مقتضياتها علما ان المطران الحاج لن ينتقل الى الاراضي المحتلة قبل الحادي عشر من الشهر الجاري بانتظار عودة الوزير السابق ناجي البستاني من السفر باعتباره هو من صاغ هذا الحل ومن سيتابع التحقيقات القضائية وملف الاموال المحتجزة.

 

دفاعات خصوم حزب الله تتهاوى.. ومعركة معوّض شارفت النهاية؟

منير الربيع/المدن/02 كانون الأول/2022

ما كان متوقعاً بدأ بالتبلور. حزب الله على موقفه مع حلفائه إلى جانب "الورقة البيضاء"، والتي تحسّنت أرقامها في الجلسة الأخيرة لانتخاب الرئيس، في مقابل تضعضع الطرف المقابل والداعم لميشال معوض، الذي تراجع عدد أصواته إلى 37 صوتاً. أي أقل من الثلث المعطّل لانتخاب الرئيس. طبعاً، لا يعني ذلك أن خصوم حزب الله كلهم قد خسروا ورقة الثلث المعطل لتعطيل النصاب، في حال قرر الحزب وحلفاؤه اتخاذ خيار المواجهة في المعركة الرئاسية. لكن مع طول الوقت، فإن هذا الثلث سيكون في حالة تراجعية، على غرار تراجع أصوات معوض، الذي أصبح بينه وبين نفسه على قناعة بأن مسار ترشيحه وصل إلى مشارف النهاية.

سياسة الصبر

ليس هذا الاختلاف الوحيد بين خصوم حزب الله، إنما التباين في الآراء بين القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع، الذي اعتبر أن الحوار غير مجد مع حزب الله، في مقابل ردّ وليد جنبلاط على هذا الكلام، رافضاً وواصفاً إياه بالعبثي، هو أحد المؤشرات على التضارب في وجهات النظر. وهنا لا يمكن فصل المشكلة التي طرأت بنتيجة لقاء حزب الكتائب مع حزب الله، والذي نفاه الكتائب بداية، فيما عمل لاحقاً على وصفه باللقاء الاجتماعي. كل ذلك يعني أن خصوم حزب الله ليسوا على موجة واحدة، وهذا يعني أن الحزب يحقق التفوق بالنقاط، من خلال اعتماد الصبر الذي يستمر عليه، مراهناً على تراجعات كثيرة في صفوف الخصوم، طالما أن التواصل بينهم لا يؤدي إلى بلورة موقف سياسي موحد ينمّ عن قناعة لديهم، وليس تفاهماً بحكم الظرف والأمر الواقع، ولأن لا خيارات بديلة.

في البيئة السنّية

ما سيضاف أكثر على هذا التضعضع، هو انتقال التنافس إلى البيئة السنية خصوصاً، بعد فوز فيصل كرامي بالنيابة، وعودته حاملاً راية "التوافق". وهو الذي سيكون حزب الله قادراً على تجميع كتلة نيابية له، يتمكن من خلالها تطويع الآخرين. هذه الحالة التي سينجح الحزب في إقامتها سيكون هدفها دفع الكثير من النواب السنّة إلى التسابق والتزاحم والتنافس في فتح الخطوط "الأحادية" معه. إذ سيذهب هؤلاء إلى منافسة كرامي على العلاقة مع الحزب. وما سيعطي انطباعاً أقوى لهذه المنافسة، أن كرامي دخل إلى المجلس النيابي معززاً بلقاء مع السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، إثر زيارة قام بها الأخير إلى منزل كرامي في طرابلس. هذا أيضاً سيؤدي إلى خلق المزيد من الشروخ بين خصوم حزب الله. لا يمكن أيضاً إغفال الدعوة الرسمية التي تلقاها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لزيارة المملكة العربية السعودية، والمشاركة في القمة العربية الصينية التي تنظمها الرياض للرئيس الصيني. رُزق ميقاتي من حيث لا يحتسب، وهو الذي كان يتوق إلى إجراء زيارة رسمية إلى السعودية، لم تحصل خلال ولايته بين العامين 2011 و2013، ولم تحصل خلال توليه حكومته الثالثة، على الرغم من محاولاته الكثيرة. طبعاً، في العلاقات بين الدول وفي المسار الديبلوماسي، لا بد للبنان أن يتمثل في هذه القمة، إلا أن وقع الدعوة الرسمية لميقاتي بالإضافة إلى دخول كرامي إلى اللعبة مجدداً، سيؤدي إلى تراجعات كثيرة في صفوف حلفاء المملكة المتخاصمين مع حزب الله. فبعضهم سيذهب إلى البحث عن فرص التوافق مع الحزب طالما أن المملكة منفتحة على حلفاء الحزب، والبعض الآخر سيجد نفسه في حيرة من أمره أو في حالة ضياع، قد تبقيه خارج المسرح. كل ذلك من نتاجات سوء التنسيق وانعدام حسن الإدارة، لا سيما على خط التواصل بين الحلفاء المفترضين، للاتفاق على شخصية معينة قابلة لخوض المعركة والوصول إلى سدة الرئاسة، أو تحديد سقف سياسي موحد لهؤلاء، يتمكنون من خلاله الدخول في حوار أو تفاوض غير مباشر ولكن جدّي مع الحزب. إلا أن ما يجري هو سيناريو مكرر للوقوع في الأخطاء نفسها.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 2 كانون الأول 2022

وطنية/02 كانون الأول/2022

النهار

ينقل بأن حجوزات الأعياد تفاعلت في الأيام الماضية، وعلى وجه الخصوص من قبل جنسيات عراقية واردنية وإن بنسبة لا تفي بالغرض المطلوب في ظل معاناة كل القطاعات.

أكدت سفيرة أوروبية لمرجع سياسي، بأن الإستحقاق الرئاسي، هو أولوية لدى حكومة بلادها ، وهذا ما ستظهر بوادره في غضون الأسابيع المقبلة.

لفت تأكيد اكثر من جهة معنية ان الفيضان الذي شهدته منطقة كسروان الساحلية أدى الى انكشاف الجهات السياسية التي كانت تمثل المنطقة في العقد الأخير نيابيا وفي بعض الوزارت المسؤولة.

الجمهورية

عبّر قيادي في تيار بارز عن قلقه من التطورات التي تلت مواقف رئيسه التصعيدية والتي يمكن أن يدفع ثمنها غالياً.

يُحيط رئيس تيار سياسي بارز تحركاته الداخلية والخارجية بكتمان شديد.

تسود بعض الأوساط التي تعمل على استحقاق حسّاس معطيات تفيد أنّ الإتصالات الداخلية والخارجية حقّقت تقدماً ملموساً في اتجاه إنجاز هذا الإستحقاق.

اللواء

نصح مرجع بالتعامل بواقعية مع بعض المؤشرات الايجابية في الموقف العربي من ضرورة إنقاذ لبنان من التخبط والإنهيار!

أصرَّ نائب من كتلة وازنة على تحديد جلسة سريعة للاتهام في ملف الاتصالات، فكان أن تقررت على عجل.

يتريث مسؤول نقدي في طباعة أوراق نقدية من فئة تفوق المائة ألف، منعاً للتضخم المخيف الذي يلوح في الأفق إذا تأخر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

نداء الوطن

طلبت جهة أممية من لبنان نقل ملف حسّاس من الوزارة المعنية به إلى جهة أمنية.

يبدي وزير الطاقة وليد فياض أمام الكثير ممّن يلتقيهم امتعاضه ممّا ورّطه فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لجهة الضغط عليه من أجل إتمام المناقصات لشراء الفيول والغاز أويل لصالح كهرباء لبنان، في حين أنّ الأموال لم تؤمن بعد وأن كل ما يحكى في هذا الإطار ما زال حبراً على ورق وينطبق عليه القول "عا الوعد يا كمون".

شدّد مصدر ديبلوماسي لبناني على ضرورة مخاطبة المجتمع الدولي عبر وسائل إعلام أجنبية بشأن أزمة النزوح باللغة الانكليزية لأنه السلاح الأنجع وذلك كي لا تذهب الجهود اللبنانية سدى.     

البناء

قال خبير إعلامي إن التنافس القيمي والأخلاقي بين الشرق والغرب كان أشدّ من التنافس الكروي في مونديال قطر، حيث شكلت فلسطين وعلمها القيمة الأخلاقية لشعوب الشرق ورايتها بينما كانت المثلية وعلمها قيمة الغرب الأخلاقية ورايته. و هذا تعبير واضح عن المستوى القيمي والحضاري والأخلاقي.

لاحظت مصادر مالية بداية حملة إعلامية للترويج لنقص العملات الصعبة لدى مصرف لبنان لإخفاء التحويلات غير المشروعة والتذرع بتضاعف الاستيراد الى 16 مليار دولار يتم توزيع أرقام عنها من جمعية المصارف بينما الرقم الحقيقي للمستوردات لم يتجاوز الـ 8 مليارات دولار هذا العام.

الأنباء

تضارب كبير بين أهل الاختصاص في تقييم اجراءات مالية جديدة سيكون لها تداعياتها على أكثر من مستوى.

تطور لبناني أخير أخذ حيّزاً مهماً من لقاء ثنائي دولي لا سيما لجهة كيفية مقاربته.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 02/12/2022

وطنية/02 كانون الأول/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

قد يصح تصنيف شهر تشرين الثاني لسنة 2022 من بين الأسوأ بتاريخ لبنان من حيث مدى العقم في عمل المؤسسات فالعطب الذي أصاب موقع الرئاسة الأولى انسحب على عمل المجلس والحكومة وأمام هذا التصحر المؤسساتي لم يعد أمام حكومة تصريف الاعمال إلا الانعقاد من هنا لم تكن دعوة رئيس الحكومة لعقد جلسة لمجلس الوزراء بالمفاجئة فكفى مصالح الناس لا بل كفى صحة مرضى السرطان ضروب النكد السياسي أو دعوات المقاطعة. 

إذا تسلح رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بعدة اعتبارات قبل دعوته للجلسة وأولى هذه الاعتبارات طبعا الضرورات المتعلقة بصحة المواطنين ومصالحهم وانتظام سير المرفق العام لا سيما الخدماتي والامني إذ تضمن جدول عمل الجلسة من بين ما تضمن بندا يتعلق بشراء أدوية للامراض المستعصية وآخر يتعلق بتوزيع اعتمادات الاستشفاء على نفقة وزارة الصحة وثالث لزيادة الاعتمادات لصالح شركة سومو العراقية لزوم شراء فيول لمعامل الكهرباء.

ومن الاعتبارات التي تسلح بها ميقاتي دعم رئيس المجلس النيابي لانعقاد مجلس الوزراء والرهان على مشاركة بعض الوزراء المحسوبين على التيار الوطني الحر في الجلسة بالرغم من دعوة رئيس التيار جبران باسيل لمقاطعتها.

إذا ترقب لتطور المواقف السياسية خصوصا لدى التيار الحر قبل انعقاد الجلسة الاثنين المقبل وبعدها وماذا عن تنفيذ قررات الجلسة وانعكاس قرار المقاطعة.

وفي ضوء الخطوة الحكومية بات السؤال مطروحا عن خطوة مثيلة لها مجلسيا فهل ضرورات تصريف الاعمال حكوميا ستفتح أمام المجلس كوة لتشريع الضرورة قبل انجاز انتخاب الرئيس وهل يسهل تفاهم بري ميقاتي الثانية مثلما سهل الأولى؟.

في الخارج دينامية فرنسية جديدة تجاه الملف اللبناني تمثلت في القمة الاميركية  - الفرنسية في واشنطن حيث كان تأكيد من قبل الرئيسين بايدن وماكرون على مواصلة الجهود المشتركة لحض قادة لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية والمضي قدما في الاصلاحات الجدية وتلك الدينامية الفرنسية ترجمت سريعا باستدعاء السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا الى واشنطن لتكون حاضرة في حال طلب اليها إبداء الرأي بالملف الرئاسي اللبناني.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

هو قدر اللبنانيين ان يستفيقوا صبيحة كل يوم على مادة تشغلهم وتضاف إلى لائحة إنشغالاتهم اليومية.

بين عشية وضحاها أصبح الدولار الجمركي مالئ لبنان وشاغل ناسهولا سيما وان لائحة السلع المستثناة من التعرفة الجديدة لا تزال في مرحلة الإعداد لكن المؤكد ان سبعين بالمئة من السلع الغذائية ستكون مستثناة من التعرفة الجديدة.

وبغض النظر عن تحييد السلع الغذائية الأساسية وبعض المواد الأولية التي تستخدم في الصناعات المحلية من الرسم الجديد إلا ان العبرة تكمن في التطبيق لقمع المخالفين ومراقبة الأسعار لاسيما ان بعض التجار يستغلون الضعف الرقابي لدى الإدارات العامة.

اما المفارقة فان السلع المستثناة من الضريبة إذا ما نفذت من الزيادة الضريبية فهل ستنفذ من سعر صرف دولار السوق السوداء الذي على إيقاعه يتم تحديد وتسعير السلع؟؟.

الجهات المعنية وعدت بتشديد المراقبة والذهاب إلى إلزام التجار بتوقيع تعهد باستمرار البيع للسلع المخزنة على الإستيفاء الجمركي على سعر 1500 ليرة وها هي اليوم امام تحد وإمتحان لعله يستعيد ثقة المستهلك من جهة وينقذ المواطن من قبضة المحتكرين وتجار الأزمة؟.

وفي غمرة الملفات الملحة دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مجلس الوزراء إلى الإنعقاد يوم الإثنين المقبل بموازاة توجه لوزراء التيار الوطني الحر نحو المقاطعة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

نجيب ميقاتي لوح ونفذ. هو أعلن منذ أيام انه سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء، فظن كثيرون انه يجس النبض لا اكثر ولا اقل، وان الموقف السلبي للتيار الوطني الحر من الدعوة سيمنعه من تنفيذ ما يريد. لكن ميقاتي لم يكترث، ووجه دعوة عصر اليوم الى جلسة يعقدها مجلس الوزراء قبل ظهر الاثنين في السراي الحكومي. اللافت ان جدول اعمال مجلس الوزراء يتضمن 65 بندا، ما يعني انها جلسة شبه عادية، وان ميقاتي تخطى فيها جدول اعمال الضرورة. فماذا سيفعل وزراء التيار الوطني الحر ووزراء الرئيس السابق ميشال عون؟ هل يحضرون الجلسة ام يقاطعون؟ 

الموقف الرسمي للتيار واضح. فمصادره تعتبر الجلسة غير دستورية، وانها تشكل تحديا له وهو سيقاطعها.  لكن: هل سيقاطع جميع وزراء التيار والرئيس عون الجلسة فعلا؟ وتحديدا اكثر: هل لا يزال التيار والرئيس السابق يمونان على جميع وزرائهما ام ان تسربا وزاريا حصل لمصلحة ميقاتي، وربما لمصلحة قوى سياسية اخرى؟ الاجابة ستتوضح في الساعات المقبلة ، علما ان الجلسة المتفجرة بدأت تلقى ردود فعل قاسية ابرزها من النائب غسان عطالله الذي اكد ان قرار ميقاتي لن يمر.

ففي زمن المونديال: هل ينجح ميقاتي في تسجيل هدف  في مرمى التيار،  ام ان التيار لا يزال قادرا على القيام بهجمة مرتدة؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

خطف الاثنين انظار الخميس، وما ستره رماد جلسات الانتخاب في ساحة النجمة، ظهر لهيبا في السراي..

رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي دعا مجلس الوزراء للانعقاد الاثنين المقبل بجدول اعمال من خمسة وستين بندا، فسبقت دعوته كل الاخبار، وخلطت الاوراق المكتوبة بكل الوان الازمات، والمبرر الحكومي لهذه الدعوة : حاجات الناس – على ما قالت مصادر رئيس الحكومة – من الاستشفاء الى الاتصالات، فالدولار الجمركي وتداعياته..

وفي زمن التشنجات والاجتهادات الدستورية وحساسية الاستحقاقات تصبح هذه الدعوة بتداعيات جمة. اول الرادين التيار الوطني الحر، الذي بعث نوابه بتغريدات ومواقف الرفض للخطوة الميقاتية التي قالوا انها لن تمر، والعين على وزرائه المقربين الذين تقول مصادر التيار للمنار انهم متفقون مبدئيا على عدم الحضور، فيما ترتبط وزاراتهم بالملفات المطروحة على جدول الاعمال وتحمل بحسب مصادر الرئيس ميقاتي صفة الالحاح ..

المكونات الحكومية تتظهر مواقفها تباعا، وجلها عنوانه المشاركة، اما حزب الله فلم يحدد موقفه بعد، مفعلا مشاوراته مع الحلفاء وبقية المكونات الحكومية، والاثنين لناظره قريب..

اما انظار اللبنانيين وهواجسهم فعند مفاعيل الدولار الجمركي . سبعون بالمئة من السلع الغذائية لن تتأثر برفع سعر هذا الدولار بحسب وزير الاقتصاد، وأكثر من سبعين بالمئة قد الهب سعرها هذا الدولار بحسب الاسواق، فيما تسعون بالمئة من اللبنانيين لا يملكون قدرة على الشراء لا قبل رفعه ولا بعده..

فيما اداء المعنيين قبل وبعد يزيد من المعاناة ويصعب وقعه على فقراء الحال، حيث لا لوائح بالمواد والسلع المعفاة بعد الى الآن، والرقابة غائبة عن الاسواق، ووزارة الاقتصاد تعتمد على ضمير التجار كما قال وزيرها.. وكفى الله اللبنانيين شر هذا الضمير ...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

تماما كما كان متوقعا بعدما تعمد منع تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات النيابية الاخيرة، رفع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سقف التحدي عمليا اليوم، من خلال الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء الاثنين المقبل، تحت شعار الاولويات الحياتية والصحية الملحة، التي يعتبر رافضو انعقاد الجلسة أنه يستخدمها شماعة لتبرير مخالفة الدستور في صورة واضحة والخروج على الميثاق في شكل سافر.

فمن الناحية السياسية، لن تضيف الدعوة إلا تعقيدا إضافيا على المشهد، في ضوء الثقة المعدومة بين رئيس الحكومة ومكونات سياسية اساسية في البلاد.

ومن الناحية الميثاقية، لن تؤدي الدعوة إلا إلى رفع منسوب الشعور السلبي لدى المكون المسيحي بأن ثمة ما يدبر للموقع الوطني الاول، والموقع المسيحي الوحيد في المنطقة، عبر الامعان في الخروج على الاصول الدستورية، واصول التعاطي بين الشركاء في الوطن الواحد.

أما من الناحية الدستورية، فما يجري يخالف بشكل صريح المادة 64 من الدستور التي تنص على عدم ممارسة الحكومة صلاحياتها قبل نيلها الثقة، ولا بعد استقالتها او اعتبارها مستقيلة، الا بالمعنى الضيق لتصريف الاعمال… فكيف اذا كانت حكومة فاقدة لثقة المجلس النيابي الجديد ومستمرة بحكم الامر الواقع، استنادا إلى ثقة مجلس انتهت ولايته، ليحل محله مجلس آخر بتوازنات جديدة، لا تعكسها حكومة تصريف الاعمال.

ومن الناحية الدستورية ايضا، تشكل الدعوة خروجا فاقعا على نص المادة 62 من الدستور التي تشير الى ان صلاحيات رئيس الجمهورية تناط في حال خلو سدة الرئاسة لأي علة كانت، وكالة بمجلس الوزراء… وحكومة تصريف الاعمال لا يمكن ان تتحول بين ليلة وضحاها الى مجلس وزراء مكتمل الصلاحيات، فتستيعد بالفراغ الرئاسي الصفة التي فقدتها عند انتهاء ولاية مجلس النواب.

لكن، في كل الاحوال، يسود الترقب في الساعات المقبلة على خطين:

خط التيار الوطني الحر، لمعرفة ردة فعله على الدعوة، وخط القوى السياسية الأخرى، لمعرفة موقفها من المشاركة في الجلسة او المقاطعة.

وفي غضون ذلك، البلاد بلا رئيس، ولا أفق بالحل على هذا الصعيد، بدليل ان اقصى ما خرج به سمير جعجع من طروحات، هو دعوة الرئيس نبيه بري الى الطلب من رؤساء الكتل وفق التعطيل، والتلويح بإجراء. غير ان رئيس القوات الذي يتهم بري بالتعطيل، لم يشرح للبنانيين كيف يدعو رئيس المجلس الى تأنيب كتلته مثلا على تصويتها بالورقة البيضاء.

وفي موازاة التدهور السياسي، الوضع الاقتصادي والمالي والحياتي حدث ولا حرج، على وقع قرارات عشوائية، تعلو الصرخات ضدها بين اليوم والآخر في مختلف القطاعات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

رفع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بطاقة التحدي في وجه من رفضوا انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في ظل حكومة تصريف أعمال، فدعا إلى جلسة الإثنين المقبل ، الخامس من هذا الشهر ، وعلى جدول أعمالها خمسة وستون بندا.

الملاحظ في جدول الأعمال أنه خصص لكل وزارة البنود التي ستبحث، وتأتي في المقدمة وزارة الصحة.

هناك بنود لوزارات يتولى حقائبها وزراء الرئيس السابق ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ، كوزراء الدفاع والعدل والطاقة والخارجية ، فهل سيحضرون ؟ وفي حال عدم حضورهم ، هل ستناقش البنود المختصة بوزاراتهم؟ كيف ستتخذ القرارات ؟ إذا كانت بالإجماع كيف سيحصل ذلك في غياب وزير او اكثر ؟

إنها سابقة تحصل للمرة الأولى، فمجلس الوزراء لم ينعقد منذ ستة أشهر ونصف الشهر ، وعدم الانعقاد كان لتحاشي ان ينفجر من الداخل ، في ظل اعتراض رئيس التيار الوطني الحر على انعقاده ، فكيف سيترجم اعتراضه الإثنين ؟ هل بعدم مشاركة الوزراء المحسوبين عليه ؟ ماذا عن موقف حزب الله ؟ هل يشارك وزراؤه أم يقاطعون ؟ وزير الاتصالات  جوني القرم قال للLBCI: الرئيس نجيب ميقاتي اكد لي تمرير ملف اموال اوجيرو من خارج جدول اعمال الجلسة لاهميته وبالتالي سأحضر جلسة الاثنين.

 في مطلق الأحوال ، هناك ملفات ضاغطة لم تعد تحتمل الإنتظار، ومنها الملف الصحي ، فهل تسلل الرئيس ميقاتي من هذا الملف ليسجل هدفا في مرمى خصمه اللدود الوزير باسيل .

الإثنين لناظره قريب... وأما البداية فمن مونديال المفاجآت.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

مزنرا بحزام ناسف للصلاحيات ومحصنا بخمسة وستين بندا من بنود الضرورة يدخل نجيب ميقاتي منطقة الحظر مع التيار ويعلنها جلسة يوم الاثنين في السرايا الحكومية بمن حضر وتحت طائلة المسؤولية.

أعد رئيس حكومة تصريف الاعمال جدول اعمال يليق بالمناسبة ورتب مواعينه واطباقه الوزارية بهندسة عالية الشهية فقدم للوزراء مشاريع واقتراحات تنوع مذاقها بين الاعتمادات للمستشفيات وعلاجات الامراض المزمنة ودفعات من الهبات للجيش وقوى الامن ورسوم الاتصالات...

ولم ينس قطع الغيار واليات جرف الثلوج والمفروشات وسلامة البناء والدهانات وصولا الى استيراد البرغل باجازة لوزارة الصناعة.

جدول مؤلل يطلب في الكهرباء اقرار التعرفة الجدية مع اتفاقية بين لبنان والعراق، ولكنه لا يشير الى اي تعديل في الهيئة الناظمة.

وفي احدى بنود الخارجية والمغتربين يدرج ميقاتي بندا هو بمثابة الزكاة عن الجلسة طالبا اجراء المقتضى في سفر رئيس مجلس الوزراء مع الوفد المرافق الى السعودية للمشاركة في القمة العربية الصينية.

سارعت اوساط التيار الوطني الحر الى اعلان المقاطعة من دون ان يصدر اي بيان رسمي بهذا الشأن او يتم تبليغ رئاسة الحكومة بقرار وزارء التيار  لكن استطلاعا سريعا اظهر ان المقاطعة ستتمثل بطرق مختلفة بينها عدم الحضور وتبني ذلك علنيا او " تدبير " سفرة عاجلة بداعي التغيب او ان وزراء اخرين رزقوا بسفرة من حيث لا يحتسبون  وهم في الخارج حاليا.

ابرز المقاطعين  المتوقعين والذين يتلقون اذن العبور الوزاري من جبران باسيل هما  الوزيران الوليدان  فياض ونصار ووزير الشؤون  هيكتور حجار اضافة الى غياب وزير المهجرين عصام شرف الدين بداعي الارتياب المشروع مع الرئيس ميقاتي وعلم ان وزير السياحة صاحب شعار " اهلا بالطلة" سيضطر الى تعديل الاغنية  ويحزم حقائبه على متن " سفرني معك ".

وفيما يتواجد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب في روما ضمن زيارة رسمية يبقى هنري خوري وزير العدل هو الوزير الملك  واساسه فهل يشارك في الجلسة ام يعلن لونه السياسي كعضو غير مشارك في التيار ؟ حتى الساعة لم يتبين قرار خوري وان  اغراه ميقاتي بحزمة  قضائية عدلية على جدول الاعمال. 

وفي المعلومات ان وزير الاقتصاد امين سلام أمن نصاب الجلسة بحضوره. ولكن غياب وزير  الطاقة ان وقع فسيشكل.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

لبنان حاضر في واشنطن ولكنْ... السياديون غائبون وحظوظ مبادرة البطريرك كبيرة

رولان خاطر/النهار/02 كانون الأول/2022

دائماً ما أحاط التأثير الدولي والإقليمي ب#الاستحقاق الرئاسي في #لبنان. دولياً #أميركا بالدرجة الأولى ومن ثم #فرنسا، وإقليمياً، اختلفت القوى باختلاف المرحلة والظرف، فانتقل التأثير من سوريا سابقاً إلى #إيران اليوم. وفي خضم المعارك التي تُخاض على جبهة رئاسة الجمهورية، تكثر التحاليل وتتناقض أحياناً بشأن الدور الغربي في هذا الاستحقاق، وموقع لبنان في الأولويات الدولية.

الاهتمام الأميركي بالميزان

كغيره من البلدان، للبنان حيثية لدى المجتمع الغربي وتحديداً لدى الولايات المتحدة الأميركية. فبنظرة على التاريخ الحديث ومجريات الحرب اللبنانية، مروراً باتفاق الطائف وصولاً إلى مرحلة الاستقلال الثاني في الـ2005 وما بعده، يمكن لمس حجم الاهتمام الأميركي بلبنان، والذي عادة ما يكون متفاوتاً، استناداً أولاً للإدارة الموجودة، وثانياً، للمعطيات السياسية التي تحكم المرحلة، وثالثاً، لحجم انخراط اللبنانيين وتواصلهم مع أي إدارة أميركية بخصوص ملف معيّن. وهذا ما يحفّز مطلق أي إدارة للذهاب بعيداً في أيّ إنجاز يكون لمصلحة لبنان، على غرار القرار 1559. يمكن المقارنة بمرحلة الرئيسين الجمهوريين رونالد ريغان وجورج بوش الأب. فالأول كان وإدارته يعملان على التصدي للدورين الإيراني والسوري في لبنان، فيما الرئيس بوش الأول، قايض في العام 1990 عبر وزير خارجيته جيمس بايكر، لبنان، بتدخل سوريا ووقوف حافظ الأسد إلى جانب الحلفاء خلال حرب العراق – الكويت. والسبب بحسب وليد فارس البروفيسور في الاستراتيجيات العالمية والأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية، أن تغيّر السياسة تجاه لبنان، فرضته التطورات الإقليمية والدولية، والأهم، الانفجار الذي حصل في المنطقة الشرقية في الداخل اللبناني، فتم وضع لبنان تحت النفوذ السوري. ولو لم تنفجر الأوضاع في المنطقة الشرقية، برأي فارس، لما تغيّرت السياسة الأميركية تجاه لبنان. من هنا، فإن الاهتمام الأميركي بلبنان متواصل، لكن السياسة تختلف وتتبدّل بحسب الظرف والمعطيات. انحسار الاهتمام الأميركي بقي طيلة عهد الرئيس بيل كلينتون إلى حين وقوع حادثة 11 أيلول الإرهابية، فبدأ التغيير في السياسة الأميركية تجاه لبنان على عهد الرئيس جورج بوش الابن. وثمار هذا التغيير كان القرار 1559، الذي صدر بطلب لبناني داخلي. وينقل فارس عن مسؤولين سابقين في الإدارة الأميركية أنّ السياديين في لبنان آنذاك أُعطوا فرصاً كثيرة ولم يحسنوا استغلالها. لتعود هذه السياسة لتشهد تغيّرات بدأت في الـ2008، لعدّة أسباب، منها أولاً، عملية "#حزب الله" في 7 أيار، استراتيجية الرئيس باراك أوباما ثانياً، والمرتبطة بالملف النووي ثالثاً. لتنقلب مع مجيء دونالد ترامب، ثم تتغيّر مجدداً مع الرئيس الحالي جو بايدن.

 واليوم، تتلخص السياسة الأميركية تجاه لبنان بالمحافظة على الستاتيكو الحالي مع إيران و"حزب الله"، لأنّ الأهم هو الاتفاق النووي.

 الدور الفرنسي...

انطلاقاً من هنا، يتخوّف قسم من اللبنانيين من السقوط مجدداً، والوصول إلى لحظة يُسمح فيها بانتخاب رئيس من محور "حزب الله". كما تُطرح تساؤلات عن مدى قدرة الدور الفرنسي على تحقيق المعالجات لبنانياً من دون واشنطن.  لا يرى فارس أيّ دور مستقل وقادر غير الدورين الأميركي والإيراني في لبنان. الأول هو لإيران عبر "حزب الله"، والثاني هو لواشنطن عبر قدراتها المباشرة. أمّا الحراك الفرنسي فيكون من ضمن الدور والإرادة الأميركيين، نظراً لعلاقات فرنسا التاريخية مع لبنان. وفرنسا اليوم تعمل على الملف اللبناني بالتنسيق مع الأميركيين، الذين بحسب فارس، من غير المستبعد دخولهم على خط المعالجات بشكل مباشر أكثر في حال الشعور بخطورة فشل المساعي الفرنسية، ضمن تصعيد محدود السقف تجاه ايران و"حزب الله"، على خلفية الاتفاق النووي بشكل أساسي، وبسبب امتناع ايران في الوقت نفسه عن القيام بأي عمل عدائي يفجّر الوضع في لبنان، بسبب عدم الاستقرار في طهران، والخوف من أيّ ردّة فعل غربية وعربية، على رغم أنّ هناك فريقاً في إيران يرى أنه من المفيد تصليب الموقف الإيراني في الداخل اللبناني لتحصيل المكتسبات ومنها رئاسة الجمهورية. مع العلم، بحسب ما يؤكد فارس، أنّ الرئاسة ليست هي الأهم بالنسبة للإيرانيين و"حزب الله" بقدر ما سمّاه فارس "الأرض". وهذا يعني أنّ فريق "حزب الله" يمسك باللعبة البرلمانية، وبالقرار اللبناني.  والأكيد ان هذا الأمر سيؤثر على انتخابات رئاسة الجمهورية. تلخيصها أنه لن يكون هناك رئيس جمهورية في لبنان لن يرضى عنه "حزب الله". الإدارة الحالية والاتحاد الأوروبي يأملان بتوقيع الاتفاق النووي، وانطلاقاً من هذه المعادلة لن تفتح الإدارة الحالية حرباً أو تمارس ضغوطاً على الحزب اذا حاول أن يفرض رئيساً من طرفه، من أجل المجيء برئيس سيادي والدفاع عن المعارضة، التي لم تطرح حتى الآن أي مشروع على الكونغرس أو على الإدارة يطالب بمواجهة سيطرة "حزب الله" على لبنان.

لا تغيير في السياسة الأميركية

انطلاقاً من كل هذه المعطيات، يرى فارس أن مجيء سليمان فرنجية أو جبران باسيل يبقى بمثابة تفاصيل ثانوية بالنسبة للولايات المتحدة، والمعادلة الآن الحفاظ على الستاتيكو الحالي، لسببين:

 الأول، لا سياسة بديلة للإدارة الأميركية.

ثانياً، غياب التنسيق بين الفريق السيادي في لبنان والأميركيين.

 فالسياسة البديلة يمكن أن تحصل إذا تحرّك الوضع داخل لبنان في حركة مقاومة أو معارضة ضد "حزب الله"، أو اذا تغيّرت الأوضاع في إيران. وإلاّ فإنّ السياسة القائمة ستبقى ولو أننا سنشهد في الأشهر المقبلة ضغوطاً من داخل الكونغرس على الإدارة لتغييرها.

ويرى فارس أنّ "حزب الله" يستفيد من التغيرات الحاصلة وسيصلّب تمسكه بـ"الأرض"، وهو ما يظهر من خلال عمليات استيطان يقوم بها وتهريب للسلاح وتجهيز ميليشيات خارج مناطق نفوذه، وهذا ما يُسمى بـ"المواجهة العددية".

 رئيس يحمي المقاومة

أمام هذه السطوة لـ"حزب الله"، والمصالح الأميركية والأوروبية لجهة الرغبة في الانتهاء من التوقيع على الاتفاق النووي الجديد، يسعى الحزب إلى انتخاب رئيس يحمي المقاومة، وهو أمر غير مستبعد أن يحصل، خصوصاً أنّ الحديث عن وجود أسماء تريدهم واشنطن او غيرها غير صحيح وهو فقط سائد في العقلية اللبنانية. علماً أن طرح اسم قائد الجيش اذا اتفق عليه اللبنانيون لا تعارضه واشنطن ولو أنها تفضل وصول رئيس مدني. 

دعوة البطريرك

هذا النزف اللبناني، له سبيل واحد للحلّ بحسب بكركي، هو "المؤتمر الدولي من أجل لبنان". واللافت أنّ دعوة البطريرك لها مؤيدوها داخل الكونغرس ممّن ينادون بتدويل الأزمة اللبنانية وتطبيق القرار 1559. ولكن، كما هو معلوم، السياسة الخارجية تضعها الإدارة ويموّلها الكونغرس. وهذا يعني، بحسب فارس، أنّ واشنطن ستشهد في المرحلة المقبلة توازناً داخل الكونغرس، ومبادرة البطريرك ستكون لها حظوظ كبيرة لأن تلقى آذاناً صاغية وأن تتحوّل إلى واقع. وجلّ ما هو مطلوب أن يقوم فريق لبناني بإرسال مذكرة إلى الكونغرس والمطالبة بالبت بما يريده البطريرك بشارة الراعي. ويقول فارس: "اقترحنا دعوة البطريرك إلى الكونغرس ليلقي خطاباً حول أهداف المؤتمر والأزمة اللبنانية، واذا حصل هذا الأمر سيكون له دعم لامحدود من نصف الأميركيين". ويرى فارس أن "المطلوب في الأشهر المقبلة، استراتيجية واضحة من الفريق السيادي بالنسبة للبنان، وهذا يمكن أن يثير الرأي الدولي والأميركي وينتج توازناً يستفيد منه لبنان. المطلوب منهم الصمود والمبادرة. ويحذر من أنه إذا لم يحصل التحرّك المطلوب من الفريق السيادي فسيربح الطرف الآخر، وفي واشنطن أيضاً".

 

الراعي يوجّه رسالة الى "المعطلين"

المركزية/02 كانون الأول 2022

وجّه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي رسالة الى معطلي جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، وسأل: "ماذا يعني انكم تأتون الى المجلس النيابي ويتأمن النصاب ثم بعد الدورة الانتخابية الاولى تغادرون القاعة ويُفقد النصاب، فلو لم يتأمن هذا النصاب في الدورة الاولى "محلولة" ولكن ما معنى أن تؤمنّوا النصاب في الجلسة الاولى وتغادرون في الجلسة الثانية؟" أضاف الراعي في حديث إذاعي: "لماذا تفعلون هكذا فقط برئيس الجمهورية المسيحي الماروني فيما رئيس مجلس النواب يُنتخب بجلسة واحدة ورئيس الحكومة يُكلف فور انتهاء الاستشارات النيابية. كأنكم تقولون إنكم تستطيعون الاستغناء عن رئيس الجمهورية".

 

الدولار الجمركي دخل حيّز التنفيذ... ماذا عن قطبة الـ"TVA" المخفية؟

المعارضة لتوحيد الصف الرئاسي: لا مفرّ من التوافق!

نداء الوطن/02 كانون الأول 2022

رغم التكرار المملّ لسيناريو الجلسات الرئاسية العقيمة، تبقى أهمية يوم الخميس أنه تحوّل إلى محطة أسبوعية لتظهير صورة "جبهة الشغور" النيابية على حقيقتها أمام الرأي العام بما هي من تحالف تعطيلي للاستحقاق الرئاسي يرهن البلاد للإرادات الخارجية وينتظر التسويات العابرة للحدود والمصالح الوطنية لصالح "تخصيب" أوراق التفاوض في يد المحاور الخارجية على حساب لبنان وأبنائه. وبانتظار الضوء الأخضر الإقليمي إيذاناً بـ"تقريش" الورقة الرئاسية اللبنانية مع الغرب، يلتزم "حزب الله" وحلفاؤه دكّة "الاحتياط" على الملعب الرئاسي فارضين تمديد الوقت الضائع في شوط الشغور والاستمرار في مراوغة "الورقة البيضاء" في صناديق الاقتراع وتطيير النصاب فور انتهاء الدورة الانتخابية الأولى، بينما على الجبهة المقابلة تواصل قوى المعارضة معركتها في سبيل "لبننة الاستحقاق" وتحييده عن مضمار التسويات الخارجية، ولا يزال ترشيح ميشال معوّض يتصدّر هذه المعركة مع بروز معطيات في كواليس الاتصالات السياسية تفيد بأن "المسافات بدأت تتقارب بين التكتلات الداعمة لترشيح معوّض وعدد من نواب التغيير والاعتدال في سبيل توحيد الصف الرئاسي، انطلاقاً من أنّ الخيارات باتت واضحة وضيّقة ولا مفرّ من توافق القوى المعارضة في ظل إمعان الفريق الآخر في حجب اسم مرشحه ومنع اللعبة الديمقراطية من أن تأخذ مجراها".

وفي حين لفت تأكيد معوّض إثر انتهاء جلسة الانتخاب الثامنة في مجلس النواب أنّ هناك "حواراً جدّياً ومتقدماً مع كتلة "الاعتدال الوطني" وحلفائها، والأمور ذاهبة باتجاه تعميق الحوار للوصول إلى خارطة طريق" رئاسية مشتركة، أوضحت مصادر نيابية معارضة لـ"نداء الوطن" أنّ "حركة الاتصالات بدأت بالفعل للتوصل إلى أرضية جامعة تتيح التوافق على اسم مرشح رئاسي يحظى بأكبر دعم نيابي معارض"، مشيرةً إلى أنّ "الأمور تتم بروية لأنّ الوضع دقيق جداً فلا يمكن التخلي عن ترشيح يحظى بتأييد نحو 50 صوتاً قبل التأكد من تأمين التوافق على مرشح آخر بالمواصفات السيادية والإنقاذية نفسها ويحظى أقله بتأييد 60 صوتاً". وشددت المصادر على أنّ "ما يعزز فرص التوافق وتحريك الأمور للوصول إلى هذه النتيجة، هو أنّ العديد من النواب التغييريين بدأوا يستشعرون خطر الاستمرار بدوامة المراوحة والتعطيل بما يصب في نهاية المطاف في مصلحة قوى 8 آذار ويتقاطع مع هدفها في منع إجراء الاستحقاق الرئاسي"، ولذلك فإنّ التركيز ينصب راهناً على "إيجاد الاسم التوافقي الذي يمكن أن تتبنى ترشيحه الكتل الداعمة لترشيح معوض، ومعوض نفسه، إلى جانب تكتل الاعتدال وأكثرية نواب التغيير، وحالياً لا تزال الاتصالات في دائرة البحث عن الاسم الذي يتمتع بالمواصفات السيادية والانقاذية والتوافقية المطلوبة".

في الغضون، وبالتوازي مع فرض وزارة الخزانة الأميركية حزمة عقوبات جديدة على المتعاونين مع "حزب الله" مستهدفةً أمس شركتين في لبنان "قدّمتا خدمات مالية" للحزب، أبدى كل من الرئيسين الأميركي والفرنسي، جو بايدن وإيمانويل ماكرون، ترحيبهما بالاتفاق "التاريخي" الذي تم إبرامه لترسيم الحدود البحرية الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، مؤكدين "عزم فرنسا والولايات المتحدة على العمل بشكل وثيق لدعم السلام والازدهار في الشرق الأوسط"، مع إبداء "التصميم على مواصلة الجهود المشتركة لحضّ قادة لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية والمضيّ قدماً في الإصلاحات الجذرية". أما على أرض الواقع اللبناني، فتواصل السلطة انتهاج سياستها العشوائية في مقاربة الخطوات الإصلاحية المطلوبة من صندوق النقد الدولي، لا سيما في ما يتصل بعملية توحيد سعر الصرف ورفع الرسوم الجمركية والضرائبية، فدخلت بالأمس تسعيرة الدولار الجمركي الجديدة حيز التنفيذ بواقع 15 ألف ليرة للدولار، واتجهت الأنظار تالياً إلى قدرة الوزارات المعنية والجهات الرقابية على ضبط تفلت الأسعار في الأسواق تحت وطأة جشع التجار الذي أرهق المواطنين وأجهز على قدراتهم الشرائية. لكن وإذا كان الرسم الجمركي الجديد كما تُطمئن الأوساط الرسمية "لن يطال 95% من السلع الغذائية على أن تقتصر الزيادة على نسبة 5% على بعض المواد الغذائية المستوردة من الخارج"، لفتت مصادر اقتصادية الانتباه إلى أنه ورغم أنّ هناك العديد من البضائع المستقدمة من الدول الأوروبية غير خاضعة للرسم الجمركي نظراً الى الإتفاقية الموقعة مع لبنان في هذا الخصوص، يبقى هناك عبء جديد سيضاف إلى أعباء المواطنين وهو ما يتمثل بضريبة الـTVA التي ستشكل قطبة مخفية في زيادة الأسعار بمعزل عن البضائع الخاضعة للرسم الجمركي الجديد وتلك التي لا تخضع لهذا الرسم"، موضحةً أنّ "احتساب القيمة المضافة على أسعار السلع سيتم بالليرة اللبنانية بزيادة 10 أضعاف عن السعر السابق الذي كان معتمداً لـ"TVA" على أساس سعر 1500 ليرة للدولار فور تغيير سعر الصرف الرسمي إلى 15 ألف ليرة في شباط المقبل، وهذا الأمر ينطبق أيضاً حتى على بعض المواد التي يستقدمها الصناعيون من الخارج"، وعلمت "نداء الوطن" في هذا السياق أن لجنة من جمعية الصناعيين ستجتمع الأسبوع المقبل لدراسة الإنعكاسات الضريبية على الصناعة الوطنية والآثار السلبية عليها.

 

معوض: مستمر بالترشح من دون إقفال الباب على التوافق حول مرشح سيادي واصلاحي بامتياز

وطنية/02 كانون الأول 2022

غرد رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض عبر "تويتر": "‏أشكر الكتل والنواب الـ42 الذين صوتوا لي أو أيدوا ترشيحي بالأمس. وتوضيحا للحملات الاعلامية المنظمة في وجه ترشيحي، أؤكد استمراري بالترشح طالما أحظى بالدعم من أكثرية وازنة من المعارضة من دون إقفال الباب طبعاً على التوافق حول مرشح سيادي بامتياز وإصلاحي من دون أي لبس".

 

السفارة الأمیركیة في بیروت أطلقت مشروع U.S. POP UP SPACES بالتعاون مع جمعیة "تطویر بلدنا" في مدرسة العرفان - صوفر

وطنية/02 كانون الأول 2022

أطلقت السفارة الأمیركیة في بیروت، بالتعاون مع جمعیة "تطویر بلدنا"، في مدرسة العرفان - صوفر، مشروعU.S. Pop Up Spaces  الھادف إلى تدریب الطلاب والأساتذة في المدارس على مھارات ریادیة وإبداعیة ودعم الشباب وتمكینهم وإشراكھم في التنمیة المحلیة، بالتعاون مع مؤسسات تربویة وسلطات محلیة من مختلف المناطق.

حضر القائم بالأعمال في السفارة الأمیركیة في بیروت ریتشارد مایكلز، رئیس مؤسسة العرفان التوحیدیة الشیخ نزیه رافع وأعضاء من الھیئتین الإداریة والتربویة في المؤسسة، رئیس الجمعیة ھیثم صعب وأعضاؤها وفاعلیات بلدیة وثقافیة وتربویة واجتماعیة.

بعد النشیدین اللبناني والأمیركي، تحدث مستشار رئیس مؤسسة العرفان مدیر العلاقات العامة الدكتور رامي عز الدین عن "التعاون المثمر مع الجمعیة من خلال برامجھا المدعومة من السفارة الأمیركیة"، مركزا على "دور المؤسسة التربوي الثقافي والاجتماعي في بناء الأجیال الناشئة".

شلق

وأكدت مدیرة البرامج في الجمعیة زینة شلق أن "البرنامج یتوزع على 4 محافظات في لبنان ویطال 13 منطقة: منھا حاصبیا، راشیا، زحلة، البقاع الغربي، صیدا، النبطیة، طرابلس، عكار، الكورة، الشوف، وعالیه"، مشيرة إلى أن "البرنامج سیعمل على تدریب 500 أستاذ وأكثر من 1000 شاب وشابة من عمر 11 إلى 29 سنة في كل أنحاء لبنان".

صعب

بدوره، أكد رئیس الجمعیة أن "البرنامج صمم لیحاكي ھواجس الشباب والمجتمعات عبر تقدیم برامج تعلیمیة تتماشى مع متطلبات العصر وتعمل على تعزیز الأمل عند الشباب"، مؤكدا "العملیة التشاركیة بین السفارة والجمعیة وكل المدارس والشركاء على القیم الاجتماعیة المشتركة، وكل ذلك بھدف جعل العالم مكانا أفضل للجمیع".

فرج

وأكد مدیر مدرسة العرفان صوفر الشیخ عماد فرج "الحرص على العلاقة المشتركة مع الجمعیة والسفارة الأمیركیة وأھمیة التعاون في كل المشاریع منذ عام 2019"، وقال: "إن العمل على المشاریع، الذي كان مقتصرا على فرعین أو ثلاثة فروع، توسع الیوم لیشمل كل فروع مدارس العرفان برغبة من الطرفین".

وتحدث عن "دور المدارس خلال جائحة كورونا في مواكبة أحدث الأسالیب التكنولوجیة في التربیة والتعلیم"، شاكرا ل"السفارة والجمعیة كل المشاریع والبرامج التربویة والثقافیة والاجتماعیة".

مایكلز

وأثنى مایكلز على "برنامج U.S. Pop Up Spaces  والنجاح الذي حققه"، مؤكدا "أھمیة ھذا البرنامج في تنمیة قدرات الشباب في مناطقھم على ریادة الأعمال واكتساب المھارات التقنیة التي تساعدھم على دخول سوق العمل".

وتحدث عن "قيم المجتمع الأمیركي وثقافته"، مؤكدا "دور الشباب في تقدم لبنان وازدھاره على كل الصعد""، وقال: "إن الكل مسؤول عن إحداث الفرق".

 

الفاتيكان “قلق”: للتوافق على اختيار الرئيس بأسرع وقت

الوكالة الوطنية للإعلام"/الجمعة 02 كانون الأول 2022       

أبدى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين عن قلقه الشديد “لعدم توصل البرلمان اللبناني الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد جلسات عدة، عقدت لهذه الغاية”. وحث بارولين، خلال لقائه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، المتواجد في إيطاليا، “المسؤولين اللبنانيين على التوافق بالسرعة المرجوة على اختيار الرئيس العتيد”. كما عبّر عن تفهمه “هواجس لبنان في مسألة النازحين السوريين، لا سيما في ظل الازمة الاقتصادية المتفاقمة، ووعد بتقديم كل مساعدة ممكنة لفتح أبواب الحوار مع مجتمع الدول المانحة للتوافق على خارطة طريق للمعالجة.”

 

تعليق لافت من نائب كتائبي... "اتفقنا مع حزب الله على توحيد الحزبين"!

"ليبانون ديبايت"/الجمعة 02 كانون الأول 2022       

أكّد النائب سليم الصايغ، بمسألة نصاب الثلثين في دورات الإنتخاب التي تلي الأولى، بأن العرف هو عندما يكون هناك اجماع في المجلس النيابي على أمر ما ويبنى على توافق جامع من النواب على أن تفسير هذه القاعدة هو على هذا النحو".

وقال لـ "ليبانون ديبايت"، مسألة الثلثين لا إجماع عليها لتصبح عرفًا، وحتى الدكتور سمير جعجع قال عكس موقف كتلة القوات إذ أكد أنه مع طرح البطريرك بشارة الراعي (الذي قال أن الدستور أقوى من العرف) وأنه ليس لديه موقف نهائي من موضوع النصاب. وعن ما يُشاع أن بكركي تدعم اسمين للرئاسة وهما روجيه ديب وجورج خوري، قال الصايغ، "الكتائب لن تدخل بالأسماء الأخرى، إذ يُحكى بأسماء عديدة، ويجب أن تُقدّم كل هذه الأسماء الى المجلس النيابي، وثم ننتخب، ومن يربح يربح". وعن مسألة اللقاء مع حزب الله، قال ساخرًا، "اتفقنا على توحيد الحزبين وسننخرط بالمقاومة". وقال، "لا لقاء كما رُوّج له، ونلتقي مع نواب الحزب بالمجلس دائمًا، ونحن مع الحوار ولكن بعد وجود رئيس للجمهورية يقوم هو بالحوار". وأكّد أن الكتائب لا تُقيم حوارات ثنائية، وقال، "نحن ضد الثنائيات، فثنائية معراب دمّرت لبنان وثنائية مار مخايل أيضًا والثنائية الشيعية كذلك الأمر".

 

سقوط ترشيح معوض سيُجهض ترشيح فرنجية وباسيل

"ليبانون ديبايت"/الجمعة 02 كانون الأول 2022       

إنقضى الشهر الأول من الشغور الرئاسي، في جوٍ مقفل وملبّد بالتعقيدات والخلافات السياسية والأزمات والإنهيارات المتسارعة، فيما تستمر المشهدية في ساحة النجمة على حالها من فشل كل محاولات انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية، وكأن "الهروب" من الإستحقاق بات حتمياً بانتظار بلورة الحلول أو التسوية الرئاسية. ويوصّف الكاتب والمحلل السياسي علي حماده، فشل مجلس النواب و للمرة الثامنة في انتخاب رئيس الجمهورية، بأنه "مقصود" من الناحية العملية، في ضوء قناعة لدى جميع الكتل النيابية، بأنه حتى الآن، ثمة استحالة لانتخاب رئيس جديد. وعن مصدر هذه الإستحالة، يقول المحلل حماده ل"ليبانون ديبايت"، أنه في الأساس، مرتبط بانتظار نضوج واقعٍ داخلي وإقليمي وخارجي، يؤدي إلى ملء هذا الشغور الرئاسي. ويوضح حماده، أنه "تقليدياً، فإن انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، هي انتخابات داخلية وخارجية، يتقاطع فيها العامل الداخلي والتوازنات الداخلية، مع العامل الخارجي الإقليمي والدولي، ومن ثمّ يُولد الإسم".

وعن أسباب الشغور في قصر بعبدا اليوم، يشير المحلل حماده، إلى أنه من العام 2016 إلى 2022، كان "حزب الله" هو "المتمكّن من قصر بعبدا ومن الموقع الرئاسي، ولكن الأمور تبدلت اليوم، وبالتالي لن يكون ممكناً للحزب أن يبقى ممسكاً بورقة رئاسة الجمهورية، وحده من دون شريك كما في عهد ميشال عون، لأن هذا الأمر لم يعد قائماً". ومن هنا، يُضيف حماده، يأتي الحديث عن تسوية ولكنها "ليست تسوية شبيهة بتسوية العام 2016 ، حيث استطاع الحزب أن يفرض تسويته الخاصة، وأن يفرض الإسم الذي يريده وأن تكون هذه التسوية لصالحه دون سواه". وفي الشكل، يلاحظ حماده، أنها كانت تسوية، إنما في العمق، كانت "عملية فرضٍ لمرشّح الحزب"، مؤكداً أن "الأمور مختلفة ولذلك يعمد حزب الله إلى استخدام سلاح الورقة البيضاء، وجزء من هذا السلاح يُستخدم لتأجيل المشكلة داخل صفوفه بين باسيل وفرنجية، وجزءٌ آخر، يوظّف لأنه غير قادر على إيصال رئيسٍ بنفس المواصفات كالعام 2016". ويتوقع المحلل حماده، أن "تسقط الترشيحات، ويجب أن تسقط ترشيحات باسيل وفرنجية أو أي مرشّح من المرشحين المستترين لحزب الله، ومقابلها يسقط أيضاً المرشّح السيادي، للوصول إلى خلاصة بترشيح شخصية وانتخاب رئيس جمهورية، يكون جامعاً لكنه لن يكون رئيس جمهورية حزب الله". ويلفت إلى أنه "يُحكى كثيراً أنه في النهاية حزب الله سيتمكّن من إسقاط مرشّح السيادة ميشال معوض ويمنعه من الوصول، وبالمقابل فإن سقوط ترشيح معوض يُجهض ترشيح باسيل وفرنجية، وقد يكون الحلّ ربما بوضع إسم قائد الجيش جوزف عون، وفق السيناريو المحتمل، وإن كان ما من شيءٍ مؤكد في الحياة السياسية اللبنانية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس: الصراع الأوكراني تسبب في تداعيات جسيمة في دول شمال إفريقيا

وطنية/روما/02 كانون الأول/2022

صرح البابا فرنسيس  "أن الصراع الأوكراني في الواقع تسبب في تداعيات "جسيمة" في دول شمال إفريقيا"، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.   وأدلى بابا الفاتيكان بهذه التصريحات في رسالة تلاها خلال حفل افتتاح النسخة الثامنة من مؤتمر "حوارات المتوسط" المنعقد في روما، حيث قال: إن "الصراع الأوكراني في الواقع تسبب في تداعيات جسيمة في دول شمال إفريقيا، التي تعتمد بنسبة 80 في المائة على الحبوب من أوكرانيا أو روسيا".  وأشار بابا الفاتيكان إلى أن "هذه الأزمة تحثنا على النظر في مجمل الوضع الحقيقي من منظور عالمي، تماما كما أن آثاره عالمية. لذلك فكما أنه لا يمكن التفكير بمعالجة أزمة الطاقة بمعزل عن الأزمة السياسية، لا يمكن في نفس الوقت حل أزمة الغذاء بصرف النظر عن استمرار النزاعات أو أزمة المناخ دون مراعاة مشكلة الهجرة، أو إلى الاقتصادات الأكثر هشاشة أو حتى حماية الحريات الأساسية".

 

النظام الإيراني يكثف جهوده للإيقاع بمعارضيه في الخارج

استخبارات أميركية وأوروبية وشرق أوسطية تكشف مؤامرات وتحبطها

واشنطن: علي بردى /الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

كشف مسؤولون أمنيون أميركيون وغربيون أن النظام الإيراني كثف جهوده في الآونة الأخيرة للإيقاع بمعارضيه عبر العالم وترهيبهم، بالإضافة إلى استهداف شخصيات أجنبية ناشطة ضده، مستخدماً عمليات القتل ومحاولات الخطف في الولايات المتحدة وكندا والعديد من الدول الأوروبية.

ونشرت صحيفة «الواشنطن بوست» تحقيقاً موسعاً استند إلى وثائق حكومية ومقابلات مع 15 مسؤولاً في واشنطن وأوروبا والشرق الأوسط، تحدثوا طالبين عدم نشر أسمائهم بسبب المعلومات الحساسة حول تصعيد السلطات الإيرانية جهودها لخطف وقتل المسؤولين الحكوميين والناشطين والصحافيين في كل أنحاء العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة. وكشفوا أن أجهزة المخابرات والأمن الإيرانية تعتمد إلى حد كبير على وكلاء لتنفيذ خططها، وتقدم مئات الآلاف من الدولارات إلى لصوص المجوهرات وتجار المخدرات وغيرهم من المجرمين لتنفيذ عمليات قتل مأجورة، موضحين أن بعض العمليات فشل لأن «الأشخاص المأجورين لم ينفذوا الأوامر مطلقاً». وأفاد المسؤولون بأن الأجهزة الإيرانية قتلت بين عامي 2015 و2017 ثلاثة معارضين على الأقل في أوروبا الغربية، أحدهم ناشط سياسي عربي (أحوازي) قُتل بالرصاص أمام منزله في لاهاي. واتهمت السلطات الهولندية طهران بالتورط في مؤامرة اغتيال أخرى ومحاولات تفجير في أوروبا. وعام 2018، قبضت السلطات النمساوية على دبلوماسي إيراني واتهمته بتجنيد زوجين إيرانيين يعيشان في بلجيكا لزرع قنبلة في تجمع حاشد في باريس لمنظمة «مجاهدي خلق» المعارضة.

ولاحظ المسؤولون الاستخباريون أن إيقاع المؤامرات ازداد بشكل كبير في العامين الماضيين. وأدى اكتشاف المؤامرات الإيرانية إلى طرد دبلوماسيين وإصدار تحذيرات لأهداف محتملة من الحكومات. وأوردت الصحيفة الأميركية أن ضباطاً من الاستخبارات الكندية زار الموسيقي والفنان الإيراني الكندي رامين سيد إمامي الذي يعيش في مدينة فانكوفر خلال صيف عام 2021 لإبلاغه بأن الحكومة الإيرانية أعدت قائمة بالأشخاص الذين يعيشون في الخارج وتعتبر أنهم يشكلون تهديداً للنظام في طهران. ولمحت بأن إمامي (41 عاماً) الذي يقدم «بودكاست» شعبي باللغة الفارسية، ويستضيف فيه أشخاصاً من داخل إيران للحديث عن موضوعات محظورة، كان ضمن تلك القائمة. وقال إمامي إن «الشعور العام لدي هو أنهم بدأوا يأخذون هذه القضية على محمل الجد». ومن الواضح أن «الخطر حقيقي للغاية» بالنسبة إلى إمامي، الذي توفي والده ناشط البيئة كاووس إمامي في سجن إيراني في فبراير (شباط) 2018، ومُنعت والدته من مغادرة البلاد لأكثر من عام بعد ذلك. وحذر الضباط الكنديون إمامي من أنه «يجب ألا يسافر إلى أي دولة على الحدود» مع إيران وأن يبقى متيقظاً لمخططات ما يسمى «وعاء العسل»، التي تشير إلى احتمال تعرضه للإغراء من شريك رومانسي يعمل لدى عملاء إيرانيين. ورفض ناطق باسم جهاز الاستخبارات الكندي التعليق على قضية إمامي تحديداً، لكنه أفاد في بيان بأن الجهاز «يدرك أن جهات حكومية معادية، بما فيها إيران، تراقب وترهب المجتمعات الكندية»، مضيفاً أنها «تستهدف مجتمعات الشتات في كثير من الأحيان»، علماً بأن الجهاز «يحقق في العديد من التهديدات للحياة الصادرة عن إيران بناءً على معلومات استخبارية موثوقة». وذكرت أجهزة الأمن وإنفاذ القانون الغربية أنها أحبطت محاولة لاغتيال مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في واشنطن وأخرى لخطف الصحافية الإيرانية الأميركية مسيح علي نجاد في نيويورك، فضلاً عن محاولات عدة لقتل مواطنين بريطانيين وآخرين يعيشون في المملكة المتحدة، وعملية أخرى باستخدام تاجر مخدرات إيراني لقتل الصحافي الفرنسي برنارد هنري ليفي في باريس، ومحاولات لقتل رجال أعمال إسرائيليين في قبرص، وخطة لاستخدام قتلة مجندين داخل سجن في دبي لقتل رجال أعمال إسرائيليين في كولومبيا. بالإضافة إلى عوامل أخرى، قال مسؤولون وخبراء إن المؤامرات الموجهة ضد المواطنين الأميركيين مدفوعة أيضاً بالثأر لمقتل قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) 2020 في بغداد. وفي ذلك الوقت، حذر محللون من أن الضربة الأميركية يرجح أن تؤدي إلى هجمات انتقامية. ولاحظ المسؤول الأميركي السابق في مكافحة الإرهاب ماثيو ليفيت، الذي يعمل حالياً كزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أنه من 124 مؤامرة تنسب إلى إيران منذ عام 1979، حصلت 36 مؤامرة منذ مقتل سليماني «في زيادة غير عادية»، مضيفاً أن أكثر من ربع هذه الهجمات وقع في الولايات المتحدة، مقارنة بأقل من 15 في المائة قبل مقتل سليماني.

ودفع تواتر العمليات وإمكانية تصعيدها الحكومات الغربية إلى رفع مستوى دفاعاتها للخطط الإيرانية المزعومة.

 

كندا توسع عقوباتها على إيران بسبب «انتهاكات حقوق الإنسان»

أوتاوا /الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، في بيان اليوم (الجمعة)، إن كندا فرضت عقوبات إضافية على إيران بسبب «حرمان النساء والفتيات من حقوقهن، وفضلاً عن قمع الاحتجاجات السلمية». وتستهدف أحدث جولة من العقوبات أربعة أفراد وخمسة كيانات قالت أوتاوا إنها مرتبطة «بانتهاكات طهران الممنهجة لحقوق الإنسان» والإجراءات التي «تهدد السلم والأمن الدوليين». وقال البيان الذي نقلته وكالة «رويترز» للأنباء إن «كندا لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتزايد انتهاكات النظام لحقوق الإنسان في نطاقها وشدتها ضد الشعب الإيراني». وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) احتجاجات مستمرة إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران من شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في البلاد.

                       

باريس تستنكر استدعاء سفيرها في طهران

باريس /الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

عبرت فرنسا، أمس (الخميس)، عن استيائها من استدعاء سفيرها في طهران، نيكولا روش، إلى وزارة الخارجية الإيرانية، وجددت «إدانتها الشديدة للقمع المستمر والاعتداءات المتعددة على الحريات الأساسية في إيران». وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: «تستنكر وزارة أوروبا والشؤون الخارجية استدعاء السلطات الإيرانية للسفير الفرنسي في طهران في 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، رداً على اعتماد الجمعية الوطنية في 28 نوفمبر قراراً يدعم الحركة من أجل الحرية في إيران». استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الفرنسي، نيكولا روش، أول من أمس (الأربعاء)، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية «إرنا». وعبَّرت إيران خلال هذا الاجتماع عن «احتجاج شديد على الاتهامات التي لا أساس لها» التي وجهتها السلطات الفرنسية، واستنكرت «التدخلات غير المقبولة لهذا البلد»، كما أشارت «إرنا». تبنت «الجمعية الوطنية الفرنسية» بالإجماع، الاثنين، قراراً «لدعم الشعب الإيراني». والنص «يدين بأشد العبارات القمع الوحشي والمعمم»، بحق «متظاهرين غير عنفيين»، و«يندد بممارسة التعذيب»، و«يؤكد دعمه الشعب الإيراني في تطلّعه إلى الديمقراطية واحترام حقوقه وحرياته الأساسية». إلى ذلك يدعو النص إلى «الإفراج الفوري عن رعايا فرنسيين محتجزين تعسفياً» في إيران. خلال الجلسة، انتقدت وزيرة الخارجية كاترين كولونا «الاستخدام المكثف للاعتقال التعسفي والرقابة والعنف في إيران». وأمس (الخميس)، قالت الخارجية الفرنسية إنها «تؤكد أن تطلعات المتظاهرين لمزيد من الحرية ولاحترام حقوقهم مشروعة ويجب الاستماع إليها». وعلى هامش قمة «مجموعة العشرين»، في إندونيسيا، الشهر الماضي، ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بـ«عداء إيران المتنامي» تجاه فرنسا المتمثل «بالاحتجاز غير المقبول لرهائن»، داعياً طهران «للعودة إلى الهدوء وروح التعاون».

 

رئيسي من كردستان: أعداء إيران مخطئون بظنهم أنّ بإمكانهم زرع الفوضى

لندن /الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم (الخميس)، من محافظة كردستان، مهد المظاهرات التي تهز البلاد منذ وفاة مهسا أميني، إلى التصدي لـ«أعداء» إيران الذين اتهمهم بتدبير الاضطرابات في البلد. وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) احتجاجات إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران من شرطة الأخلاق لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة في البلاد. وتتهم السلطات الإيرانية الولايات المتحدة بزرع الفتنة في البلاد، كما تتهم المعارضة الكردية في الخارج بتحريك المظاهرات، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وقال رئيسي لدى تدشينه مشروعاً لمياه الشرب في سنندج، مركز محافظة كردستان الإيرانية، «خلال أعمال الشغب الأخيرة، ارتكب الأعداء خطأ في حساباتهم بظنهم أنّ بإمكانهم زرع الفوضى وانعدام الأمن». وتابع: «لكنهم كانوا يجهلون أن كردستان ضحّت بدماء آلاف الشهداء وأن سكانها هزموا العدو في الماضي»، في إشارة إلى الحرب الإيرانية العراقية (1980 - 1988). وقال: «الناس يواجهون مشكلات اقتصادية واجتماعية لكنهم يعرفون كيف يتصدون للعدو بتضامنهم». ورأى رئيسي أن أبناء «الجيل الجديد في هذه المنطقة سيتصرفون مثل أمهاتهم وآبائهم الذين أحبطوا خطط العدو، ولن يتبعوا مشيئة الأعداء وخصوصاً الولايات المتحدة». وقُتل عشرات الأشخاص معظمهم متظاهرون وبينهم عناصر من قوات الأمن منذ بدء المظاهرات. وأفاد المقرر الخاص للأمم المتحدة حول إيران عن توقيف أكثر من 15 ألف شخص.ووُجهت التهمة إلى أكثر من ألفي شخص نصفهم في طهران منذ بدء الاحتجاجات، وفق الأرقام الرسمية الصادرة عن القضاء الإيراني.

 

بايدن وماكرون يتفقان على بناء منظومة دفاعية أوروبية قوية

تأكيد أميركي ـ فرنسي على منع إيران من تطوير سلاح نووي وإشادة بشجاعة المتظاهرين... وتسليم كييف مضادات جوية متقدمة

واشنطن: هبة القدسي /الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن استعداده لعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشرط أن يكون لدى بوتين الاستعداد لإنهاء حربه العدوانية على أوكرانيا. وشدد بايدن على أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب هي انسحاب روسيا من أوكرانيا، مستبعداً أن تتمكن روسيا من تحقيق الاتصار في الحرب، وقال: «انتصار روسيا في أوكرانيا أمر غير وارد، ولن أتفاوض مع بوتين؛ لأنه يبدو واضحاً أنه لا يرغب في الانسحاب وإنهاء عدوانه على أوكرانيا». وركز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إظهار الأضرار الفادحة التي مُنيت بها البنية التحتية الأوكرانية ومقتل المدنيين وتأثيرات الحرب على الدول الأوروبية، لكنه تضامن مع الرئيس بايدن في إظهار استمرار الدعم للشعب الأوكراني وضمان صموده في وجه روسيا. وأبدى الرئيسان دعمهما لكييف وتسليم القوات الأوكرانية ما يلزمها من مساعدات مالية وعسكرية تتضمن دفاعات جوية متقدمة، واتفقا أيضاً على دعم دفاعات حلف الناتو وأعضائه، لكن بدت هناك فجوة كبيرة بين رغبة الرئيس ماكرون في بحث سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية عبر المفاوضات، ورغبة الرئيس بايدن في دعم كييف حتى استعادة كل الأراضي الأوكرانية من سيطرة القوات الروسية. وكان ماكرون قد أكد أنه سيُجري محادثات، خلال الأيام المقبلة، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة أجراها معه التلفزيون الأميركي. وقال ماكرون لشبكة «إيه بي سي»: «أردت قبل ذلك القيام بزيارة الدولة وإجراء محادثات معمّقة مع الرئيس بايدن وفريقينا معاً»، مشيراً إلى أنه سيتحدث مع بوتين «خلال الأيام المقبلة». ودعا الرئيس الفرنسي، الخميس، إلى «سلام دائم» لوضع حد للنزاع. وقال: «إن سلاماً عادلاً ليس سلاماً يفرض على الأوكرانيين، إن سلاماً عادلاً ليس سلاماً لا يقبله أحد الطرفين على المدى المتوسط أو البعيد». وأكد ماكرون أن بوتين «ارتكب خطأ». وتابع: «هل أنه من المستحيل العودة إلى طاولة المحادثات والتفاوض في شيء ما؟ أعتقد أن هذا لا يزال ممكناً». وتعود آخِر محادثات رسمية بين ماكرون وبوتين إلى 11 سبتمبر، وكان قد أعلن الرئيس الفرنسي، الأسبوع الماضي، أنه ينوي إجراء «اتصال مباشر» مع الرئيس الروسي «بشأن مسألة النووي المدني أولاً ومحطة زابوريجيا». وأوضح قصر الإليزيه أن ماكرون سيذكّر بوتين بمطالب فرنسا، وهي «خروج القوات الروسية من أوكرانيا، واستعادة أوكرانيا سيادتها ووحدة أراضيها».

وكان هناك تقارب في المواقف من الصين بضرورة الحفاظ على الأمن، وبدا ماكرون أكثر ميلاً لتفضيل تقارب براغماتي مع الصين بما يحقق اختراقاً، سواء في الضغط على روسيا لإنهاء الحرب، أو الحفاظ على الاستقرار في المحيطين الهندي والهادي، بينما تمسّك الرئيس بايدن بسياسة التنافس في بعض القضايا مع بكين، والتعاون في قضايا أخرى. وظهر الاختلاف واضحاً فيما يتعلق بالقضية الأكثر إلحاحاً في أولويات الرئيس الفرنسي، حيث رفض الرئيس بايدن الاعتذار عن سن قانون التضخم الذي يوفر الحمائية والدعم للصناعات الأميركية، خصوصاً في مجال صناعة السيارات، رغم محاولات ماكرون إقناع الرئيس بايدن بالتأثير السلبي لهذه الحمائية على الشركات الفرنسية والأوروبية، مشدداً على أهمية تقوية الاقتصاد الأوروبي بشكل عادل، مع سعي الولايات المتحدة لتقوية اقتصادها.

أما الموقف الموحد الذي تطابقت فيه الرؤيتان الفرنسية والأميركية فكان الموقف من البرنامج النووي الإيراني، حيث كرر الرئيس بايدن عبارته عدة مرات، مؤكداً أن كلاً من الولايات المتحدة وفرنسان سيعملان على منع إيران من امتلاك أو تطوير سلاح نووي. وقال بايدن إن بلاده ستبذل كل الجهد لمكافحة انتشار الصواريخ والمسيّرات الإيرانية. وأشاد كل من بايدن وماكرون بشجاعة المتظاهرين الإيرانيين، وتعهّدا بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في إيران. وفي بيان مشترك صدر قبل المؤتمر الصحافي، حدد الرئيسان الأميركي والفرنسي رؤية مشتركة للأمن الأوروبي عبر الأطلسي واتباع نهج أكثر قوة ضد التهديدات العسكرية وغير العسكرية وبناء دفاع أوروبي أقوى وأكثر قدرة ويكون مكملاً لحلف شمال الأطلسي. وشدد البيان على الإسراع في تسليم أنظمة الدفاع الجوي والمُعدات اللازمة لإصلاح شبكة الطاقة في أوكرانيا، ومواصلة العمل مع الشركاء والحلفاء، خلال المؤتمر الدولي الذي سيُعقد في باريس في 13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ومواصلة تقديم دعم قوي مباشر لميزانية أوكرانيا، ومحاسبة روسيا على ارتكابها جرائم حرب موثقة ومعالجة تأثيرات الحرب على اضطرابات إمدادات الغذاء والطاقة. ونصّ البيان على تعزيز التعاون في مجالات الفضاء الإلكتروني، وتعزيز كفاءة عملية ترخيص التصدير الدفاعي.

واتفقت الولايات المتحدة وفرنسا على تعزيز شراكتهما في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وضمان حرية الملاحة والأمن البحري. وقال البيان إن كلا البلدين سيواصلان التنسيق بشأن المخاوف من تحدي الصين للنظام الدولي، وما يتعلق بحقوق الإنسان والعمل مع بكين في قضايا التغير المناخي والحفاظ على الاستقرار عند مضيق تايوان وإدانة تجارب كوريا الشمالية البالستية. وفيما يتعلق بأفريقيا جدد الرؤساء التعهدات بتحقيق الأمن والأولويات الاقتصادية في القارة الأفريقية ومعالجة تداعيات أزمة المناخ والاستجابة للأوبئة ومعالجة انعدام الأمن الغذائي.

وفيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، ساندت الولايات المتحدة وفرنسا إبرام اتفاق ترسيم الحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية. وشدد البلدان على التصدي للتصعيد النووي الإيراني وإدانة عدم تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإدانة أنشطتها المزعزعة للاستقرار وإسهامها في الحرب الروسية ضد أوكرانيا. وفي مجال الاقتصاد والتكنولوجيا والتجارة اكتفى البيان بالإشارة إلى إجراء مزيد من النقاشات والالتزام بنظام تجاري متعدد الأطراف وتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية. وفي مجال الطاقة رحب الرئيسان بالشراكة في مجال الطاقة النظيفة وتعميق التعاون النووي، مع الالتزام بعدم انتشار الأسلحة النووية وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى تعزيز البنية المالية والأمن الذائي وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.

 

أنقرة ترفض طلب واشنطن إلغاء العملية البرية... وروسيا تفاوض «قسد» على الانسحاب

«الأمن القومي» التركي ناقش بحضور إردوغان التفاصيل المحتملة في شمال سوريا

أنقرة: سعيد عبد الرازق /الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

بينما ناقش «مجلس الأمن القومي التركي» في اجتماعه برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان التطورات في شمال سوريا والعملية العسكرية البرية التي تم الإعداد لها ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا... أكدت أنقرة أنها طلبت من الولايات المتحدة «الوفاء بالتزاماتها بموجب التفاهمات» المتعلقة بشمال سوريا؛ رداً على طلب الأخيرة، عدم القيام بالعملية العسكرية المحتملة. وفي الوقت ذاته، تواصلت المفاوضات بين روسيا و«قسد» من أجل التخلي عن بعض مناطق سيطرتها وإحلال قوات من النظام السوري محلها، في محاولة لإقناع تركيا بالتراجع عن خيار العمل العسكري. وشهد اجتماع «مجلس الأمن القومي» التركي، الخميس، تناولاً للتطورات الإقليمية والدولية ومكافحة الإرهاب، والعمليات العسكرية في شمالي سوريا والعراق، والعملية البرية المحتمل القيام بها ضد «قسد» في شمال سوريا، والتي أتم الجيش التركي مع فصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة، الاستعدادات الخاصة بها، إلى جانب النتائج التي أسفرت عنها عملية «المخلب – السيف» الجوية، التي أطلقتها القوات التركية في شمالي سوريا والعراق ليل 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على خلفية التفجير الإرهابي الذي وقع في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم في إسطنبول في 13 من الشهر ذاته، وخلّف 6 قتلى و81 مصاباً، والذي نسبته السلطات إلى «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات الشعب الكردية».

تباين تركي أميركي

وقبل الاجتماع، أقر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، بأن واشنطن «طلبت إعادة دراسة العملية العسكرية المحتملة ضد الإرهاب شمال سوريا، وأن تركيا طلبت في المقابل الوفاء بالتعهدات المقدمة لها». وأكد «أن الجيش التركي يواصل بكل حزم وتصميم، كفاحه ضد الإرهاب بهدف ضمان أمن شعبه وحدود بلاده في إطار المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على الحق المشروع في الدفاع عن النفس، وبما يتوافق مع احترام وحدة تراب وسيادة جيرانها». وأضاف أن «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «قسد»، زادت من «استفزازاتها وهجماتها بهدف زعزعة السلام والاستقرار» في شمال سوريا. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أعلنت أن وزير الدفاع لويد أوستن، أبلغ نظيره التركي في اتصال هاتفي، ليل الأربعاء-الخميس، «معارضة واشنطن القوية» لعملية عسكرية تركية جديدة في سوريا، معبراً عن قلقه «من تصاعد التوتر في المنطقة». وقالت الوزارة، في بيان، إن أوستن «عبر أيضاً عن قلقه من تصاعد الوضع في شمال سوريا وتركيا، بما في ذلك الضربات الجوية في الآونة الأخيرة التي هدد بعضها على نحو مباشر سلامة الأفراد الأميركيين العاملين مع شركاء محليين في سوريا لهزيمة داعش، ودعا إلى خفض التصعيد، وعبّر عن معارضة البنتاغون القوية لعملية عسكرية تركية جديدة في سوريا». من جانبها، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن أكار بحث مع أوستن «قضايا الدفاع والأمن الثنائية والإقليمية، وأبلغه بأن تركيا تقوم بعمليات مكافحة الإرهاب من أجل ضمان أمن شعبها وحدودها، في إطار حقوقها في الدفاع عن النفس النابعة من المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. وشدد على أن التعاون والتضامن في مكافحة الإرهاب سيسهمان في إحلال السلام والأمن الإقليميين والعالميين، وأن تركيا مستعدة للتعاون في مكافحة داعش وجميع التنظيمات الإرهابية الأخرى». وأضاف البيان أن «أكار أبلغ نظيره الأميركي بأن الهدف الوحيد للعمليات العسكرية التركية هو الإرهابيون، وأن إلحاق الأذى بقوات التحالف أو المدنيين أمر غير وارد على الإطلاق». والتقى أكار المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، في العاصمة أنقرة الخميس، وجرى بحث التطورات في سوريا. وسبق أن وقعت تركيا والولايات المتحدة مذكرة تفاهم في أنقرة في 19 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، لوقف عملية «نبع السلام» العسكرية التي أطلقتها تركيا ضد مواقع «قسد» في التاسع من ذلك الشهر. كما وقعت تفاهماً مماثلاً في سوتشي مع روسيا في 22 من الشهر ذاته. وتضمن التفاهمان تعهدات من جانب الولايات المتحدة وروسيا بإبعاد الوحدات الكردية عن حدود تركيا لمسافة 30 كيلومتراً. وتتهم أنقرة الولايات المتحدة «بعدم الوفاء بالتزاماتها» بموجب التفاهم المشار إليه، وتفاهم سابق بشأن إخراج الوحدات الكردية من منبج. كما تتهم روسيا «بعدم الوفاء بتعهداتها بموجب تفاهم سوتشي إلا أن موسكو تقول من جانبها إن أنقرة هي التي لم تف أيضاً بتعهداتها، وتطالبها بعدم القيام بعمليات عسكرية من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة».

روسيا و«قسد»

وخيم الهدوء الحذر في عموم مناطق شمال وشرق سوريا، الخميس، مع استمرار المفاوضات التي تجري في ريف الرقة الغربي بين القوات الروسية و«قسد» بشأن منطقة منبج وعين العرب (كوباني)، التي تعد إلى جانب تل رفعت أهدافاً محتملة للعملية العسكرية التركية المرتقبة. وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، طالبت روسيا بانسحاب القوات القتالية لـ«قسد» من مركز المدينة، مع زيادة انتشار قوى الأمن الداخلي (الأسايش) في المراكز، وإبقاء وجود قوات النظام في محيط المنطقتين مع القوات الروسية. وقطعت القوات التركية حالة الهدوء بقصفها، ليل الأربعاء-الخميس، العديد من القرى شمال وشرق سوريا، ضمن مناطق وأرياف حلب والحسكة والرقة، حيث استهدف القصف المدفعي قرية ربيعات ومحيط بلدة أبو راسين شمال غربي الحسكة، وقرى بير كيتك وخربة البقر وعريضة وكورحسن وبيرزنار بريف تل أبيض الغربي شمال الرقة، وقرى كوران وخربيسان تحتاني بريف عين العرب (كوباني) الشرقي، بريف حلب الشرقي، إضافة لقرية بينه التابعة لناحية شيراوا في عفرين بريف حلب الشمالي. ورفض الجانب التركي تسيير دورية مشتركة مع القوات الروسية في ناحية الدرباسية في الحسكة، الخميس، حيث وصلت 4 عربات عسكرية روسية إلى معبر شيريك غرب الدرباسية لتسيير دورية عسكرية مشتركة مع القوات التركية، في إطار تفاهم سوتشي، وانتظر الجنود الروس نحو ساعتين قدوم العناصر التركية، ثم عادوا أدراجهم إلى مطار القامشلي، بعد أن ترجل جنود أتراك إلى موقع انتظار القوات الروسية، وأبلغوهم أنهم لن يسيروا الدورية. وكانت الدورية المشتركة الأخيرة بين الجانبين جرت في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قبل يومين من إطلاق تركيا عملية «المخلب-السيف».

استمرار التعزيزات

وتواصل في الوقت نفسه، تدفق التعزيزات العسكرية من أطراف مختلفة على مناطق سيطرة «قسد». وأرسلت القوات الروسية تعزيزات عسكرية في محافظة حلب، تعد الأولى في المنطقة، منذ أن شنت تركيا عمليتها الجوية مع التهديد بتنفيذ عملية برية في منبج وتل رفعت وعين العرب (كوباني). وأفاد سكان في تل رفعت بوصول تعزيزات عسكرية روسية إلى المدينة ومحيطها، وأن القوات الروسية وضعت حاجزاً جديداً عند خط تماس يفصل بين مناطق سيطرة «قسد»، وتلك الواقعة تحت سيطرة تركيا والفصائل السورية الموالية لها. وبدوره، أفاد «المرصد السوري» عن قيام القوات الروسية بتعزيز وجودها في «مطار منغ» العسكري المجاور، الذي تسيطر عليه قوات النظام الحكومية، مرجحاً أن يكون الهدف من تلك التعزيزات هو وقف أو تأخير العملية التركية المحتملة. كما أفاد المرصد بوصول تعزيزات روسية أيضاً إلى محيط مدينة عين العربي (كوباني) الحدودية مع تركيا، فيما قال مسؤول أمني في المدينة لـ«الصحافة الفرنسية» إن القوات الروسية سيرت دورية منفردة في المنطقة رفقة مروحية، بعد أن أوقفت الدوريات المشتركة مع القوات التركية وألغت دورية كانت مقررة قبل 3 أيام.وتنتشر قوات روسية في مناطق سيطرة الأكراد القريبة من الحدود التركية بموجب تفاهم سوتشي في 2019. وكانت «قسد» طالبت، الأسبوع الماضي، روسيا وأميركا بالتدخل لمنع تركيا من تنفيذ تهديداتها بشن هجوم بري جديد ضد مناطق سيطرتها. في الوقت ذاته، استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية، مؤلفة من 5 باصات محملة بعناصر تابعة لها، اتجهت نحو مواقع عسكرية في عين عيسى بريف الرقة الشمالي، على خلفية التصعيد التركي. وسبق أن استقدمت قوات النظام، في 26 نوفمبر الماضي، تعزيزات عسكرية ضخمة، ضمّت 20 آلية على الأقل من دبابات وناقلات جند ومدافع ومواد لوجستية وسيارات مرفقة برشاشات ثقيلة، دخلت مدينة عين العرب (كوباني) وانتشرت في نقاط غرب المدينة. في الوقت ذاته، أفاد «المرصد السوري» بدخول قوافل متتالية تابعة للتحالف الدولي للحرب على «داعش» بقيادة الولايات المتحدة، خلال الساعات الثماني والأربعين، إلى شمال وشرق سوريا قادمة من معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، تضم أسلحة ومعدات عسكرية ولوجستية. وأحصى المرصد أكثر من 240 شاحنة، تحمل على متنها مدافع وأسلحة رشاشة ثقيلة ومعدات عسكرية وذخائر وصناديق مغلقة، بالإضافة إلى صهاريج وقود، توجهت إلى قواعد التحالف الدولي المنتشرة في محافظة الحسكة. وفي 29 نوفمبر الماضي، وصلت قافلة تابعة للتحالف الدولي إلى مناطق شمال وشرق سوريا ضمت نحو 40 شاحنة تحمل ذخائر ومواد لوجستية، إضافة إلى صهاريج وقوة حماية ومدرعات برادلي، ودخلت كلها إلى القاعدة الأميركية في تل بيدر بريف الحسكة، وكانت هي القافلة الثالثة خلال أقل من 10 أيام.

عملية ضد داعش

إلى ذلك، أعلنت المخابرات التركية أنها ألقت بالتنسيق مع «الجيش الوطني السوري»، الموالي لأنقرة، القبض على 5 إرهابيين من تنظيم «داعش»، بينهم شخص يعرف بمسؤول منطقة «نبع السلام». وذكرت وكالة «الأناضول»، الخميس، أن المخابرات قبضت على 5 إرهابيين بينهم محمد خالد علي الملقب بـ«أبو سيف تدمري» مسؤول منطقة نبع السلام، إضافة إلى محمد صالح الملقب بـ«أبو عمر كوراني»، وخالد محمد عيسى الحلو الملقب بـ«أبو إسلام سالو»، وعلي حسين علي الملقب بـ«أبو حسن شامي»، وشادي العلي الملقب بـ«أبو حمزة».

 

أوكرانيا: روسيا تسحب قواتها من خطوط جبهة خيرسون على نهر دنيبرو

كييف /الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

سحبت روسيا بعض قواتها التي كانت موجودة على ضفة نهر دنيبرو المقابلة لمدينة خيرسون، وذلك في أول تقرير رسمي أوكراني عن انسحاب روسي لما أصبح الآن خط المواجهة الرئيسي في الجنوب، وتزامن ذلك مع تصريحات لكييف بأن طائراتها شنت 21 هجوما على مواقع روسية في مناطق متفرقة على طول الجبهة الشرقية. ومنذ أن تخلت روسيا عن خيرسون الشهر الماضي، بعد تسعة أشهر من بداية الحرب أصبح النهر يشكل الآن الجزء الجنوبي الكامل للجبهة. لكن لم يذكر البيان سوى تفاصيل محدودة ولم يتطرق إلى عبور أي قوات أوكرانية لنهر دنيبرو. وشدد مسؤولون أوكرانيون على أن روسيا كثفت القصف عبر النهر، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي مجددا في خيرسون، حيث لم تبدأ استعادة الكهرباء إلا بعد قرابة ثلاثة أسابيع من إخلاء القوات الروسية للمدينة والفرار إلى الضفة الأخرى من النهر. وطلبت روسيا بالفعل من المدنيين إخلاء البلدات الواقعة على بعد 15 كيلومترا من النهر، وسحبت إدارتها المدنية من نوفا كاخوفسكا على ضفة النهر. وقال مسؤولون أوكرانيون في وقت سابق إن روسيا سحبت بعض المدفعية قرب النهر إلى مواقع أبعد أكثر أمانا، لكن حتى الآن لم يصلوا إلى حد القول بأن القوات الروسية تنسحب من البلدات. وقال الجيش: «لوحظ انخفاض في عدد الجنود الروس والمعدات العسكرية في بلدة أوليشكي»، مشيرا إلى البلدة المقابلة لمدينة خيرسون على الجانب البعيد من الجسر المدمر فوق دنيبرو. وأضاف «سحب العدو قواته من بلدات معينة في مقاطعة خيرسون وتم نشرها في مناطق غابات على طول هذا الجزء من طريق أوليشكي - هولا بريستان السريع»، مشيرا إلى مسافة يبلغ طولها 25 كيلومترا من الطريق عبر المدن المطلة على النهر والمنتشرة في الغابات على الضفة المقابلة لمدينة خيرسون. وأردف، كما نقلت عنه «رويترز»، أن معظم القوات الروسية في المنطقة تم حشدها في الآونة الأخيرة من جنود الاحتياط، موضحا أن القوات الروسية المحترفة عالية التدريب غادرت المنطقة بالفعل.

شنت الطائرات الأوكرانية 17 هجوما الأربعاء على مناطق تمركز أفراد عسكريين وأسلحة ومعدات روسية، بالإضافة إلى أربع هجمات على مواقع لأنظمة صواريخ مضادة للطائرات، وفقا لما أعلنته هيئة أركان القوات المسلحة الأوكرانية في منشور على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي. وذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية أن هيئة أركان القوات المسلحة الأوكرانية قالت في المنشور: «العدو مستمر في العدوان المسلح ضد دولتنا. لا يتوقف عن استهداف البنية التحتية المدنية، وانتهاك أعراف قانون الإنسانية الدولية والقوانين. هو يركز جهوده الرئيسية على شن هجمات على محوري باخموت وأفديفكا». وكان مكتب الادعاء العام الأوكراني قد قال عبر تطبيق تليغرام إنه تم تسجيل 68 ألفا و961 جريمة متعلقة بالهجوم الروسي على أوكرانيا. وصدرت إنذارات بشأن الغارات الجوية في جميع أنحاء أوكرانيا أمس الخميس بعد تحذيرات من مسؤولين أوكرانيين من أن روسيا تستعد لموجة جديدة من الضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة. وكتبت خدمة الحدود في البلاد على تطبيق المراسلة تليغرام «إنذار شامل من الغارات الجوية في أوكرانيا. اذهبوا إلى الملاجئ». تدخل حرب أوكرانيا مرحلة جديدة لا هوادة فيها مع بداية أول شتاء منذ الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط). وبعد انسحابها من الجنوب في نوفمبر (تشرين الثاني)، ركزت موسكو قوتها النارية على جزء من خط القتال الأمامي في الشرق قرب مدينة باخموت، حيث يُعتقد أن مئات الجنود يموتون يوميا في بعض من أشرس المعارك وأكثرها دموية في الصراع. ولم يعلن أي من الجانبين عن مكاسب تذكر فيما يتعلق بالسيطرة على أراض جديدة. وأفادت القوات المسلحة الأوكرانية بأن عددا من المدن على خطوط القتال الأمامية بالمنطقة يتعرض لقصف شديد. وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب بثه التلفزيون الليلة الماضية: «نحلل نيات المحتلين ونُعد إجراءات مضادة، إجراءات مضادة أشد مما هو عليه الحال الآن». وذكر دينيس بوشيلين، رئيس الإدارة التي عينتها روسيا في المناطق المحتلة من إقليم دونيتسك، أن من المتوقع حدوث تبادل للأسرى في وقت لاحق من اليوم الخميس بحيث يُطلق كل جانب سراح 50 أسيرا. ولا تجرى محادثات سياسية حاليا لإنهاء الحرب التي شنتها روسيا ووصفتها بأنها «عملية عسكرية خاصة» هدفها نزع سلاح جارتها والقضاء على القادة الذين تصنفهم قوميين خطرين. وتصف كييف والغرب الحرب بأنها استيلاء على الأرض بطريقة استعمارية مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين والجنود من كلا الجانبين. وتشن روسيا أيضا منذ أوائل أكتوبر (تشرين الأول) هجمات ضخمة بصواريخ وطائرات مسيرة كل أسبوع تقريبا في جميع أنحاء أوكرانيا لتعطيل إمدادات الطاقة والمياه والتدفئة. وتقول كييف والغرب إن هذه الهجمات تهدف إلى إلحاق الضرر بالمدنيين، وهو ما يشكل جريمة حرب.

 

الكرملين: بوتين منفتح على المفاوضات لكن إيجاد أساس متبادل لها صعب

موسكو /الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

قال الكرملين، اليوم (الجمعة)، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح على المفاوضات من أجل تأمين مصالح روسيا، لكن إيجاد أساس متبادل للمحادثات صعب، لأن الولايات المتحدة لا تعترف «بالأراضي الجديدة» في أوكرانيا، التي تقول موسكو إنها تابعة لها. وصرح دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن الرئيس الأميركي جو «بايدن قال عمليًا إن المفاوضات لن تكون ممكنة إلا بعد أن يخرج بوتين من أوكرانيا» وهو ما «ترفضه موسكو بوضوح». وأضاف أن «العملية العسكرية مستمرة». وذكر الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس (الخميس)، أنه ليس لديه خطط فورية للاتصال ببوتين، لكنه مستعد للتحدث مع الرئيس الروسي، إذا أبدى رغبة في إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال إنه لن يفعل ذلك إلا بالتشاور مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي.

 

بوتين يرفض شروط بايدن للمحادثات حول أوكرانيا... ويتمسك بالأراضي المحتلة ويبلغ شولتس أن ضرب البنى التحتية الأوكرانية «لا مفر منه»

واشنطن: هبة القدسي موسكو - برلين /الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

رفضت موسكو شروط الرئيس الأميركي جو بايدن لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو ليست مستعدة للدخول في محادثات إذا كان شرط واشنطن أن تغادر روسيا أوكرانيا، وطالب بيسكوف الولايات المتحدة بقبول أن تحتفظ روسيا بالأراضي الأوكرانية التي احتلتها، في حين ندد بوتين (الجمعة) بالسياسات الغربية «المدمرة» الداعمة لكييف، وقال للمستشار الألماني أولاف شولتس، إن الضربات الروسية المكثفة على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا، «ضرورية ولا مفر منها». وقال المتحدث باسم الكرملين، إن الرئيس فلاديمير بوتين سوف يواصل العملية العسكرية في أوكرانيا، لكنه منفتح، في الوقت نفسه، على إجراء مفاوضات. وجاء تصريح بيسكوف خلال مؤتمر عُقد عبر الهاتف، في رد على سؤال بشأن تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن، عن إمكانية إجراء محادثات مع بوتين حال انسحبت روسيا من أوكرانيا.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن بيسكوف القول: «تتواصل العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا)، ولكن في نفس الوقت من المهم أيضاً التأكيد أن الرئيس بوتين كان، ولا يزال، منفتحاً للتواصل من أجل إجراء مفاوضات». وأضاف: «بالطبع أفضل في سبيل تحقيق مصالحنا أن يكون من خلال الوسائل الدبلوماسية». وكان الرئيس الأميركي بايدن، قال إنه سوف يتحدث مع نظيره الروسي بشأن الحرب في أوكرانيا إذا ما كان بوتين جاداً بشأن إنهاء الغزو، بعدما اكتفى بالقول سابقاً إنه يمكن لقادة أوكرانيا أن يقرروا متى يجرون محادثات سلام. وقال بايدن، الخميس، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون: «أنا مستعد للتحدث مع السيد بوتين إذا كان لديه اهتمام بالبحث عن وسيلة لإنهاء الحرب». وأفاد الكرملين، في بيان صدر بعد مكالمة هاتفية بين بوتين وشولتس هي الأولى منذ منتصف سبتمبر (أيلول): «تمت الإشارة إلى أن القوات المسلحة الروسية تفادت لفترة طويلة الضربات الصاروخية العالية الدقة على بعض الأهداف في أوكرانيا، لكن هذه التدابير باتت ضرورية ولا مفر منها بمواجهة هجمات كييف الاستفزازية». وقال الكرملين، في بيان (الجمعة)، إن «الرئيس الروسي دعا الجانب الألماني إلى إعادة النظر في مقارباته في سياق الأحداث الأوكرانية». وجرت المكالمة الهاتفية بين بوتين وشولتس بمبادرة من الجانب الألماني. وجاء في البيان: «تم لفت الانتباه إلى الخط المدمر للدول الغربية، بما في ذلك ألمانيا التي تزود نظام كييف بالأسلحة وتدرب الجيش الأوكراني». وشدد بوتين على أن الضربات الروسية على أهداف في أوكرانيا كانت رد روسيا الحتمي على استفزازات كييف، بما في ذلك الهجوم الإرهابي على جسر القرم.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن القوات المسلحة الروسية امتنعت منذ فترة طويلة عن شن ضربات صاروخية موجهة ضد أهداف معينة على أراضي أوكرانيا، ولكن هذه الإجراءات أصبحت الآن رداً قسرياً وحتمياً على الهجمات الاستفزازية التي تشنها كييف على البنية التحتية المدنية الروسية، بما في ذلك جسر القرم ومنشآت الطاقة الروسية. ونوّه الرئيس الروسي إلى أن حادث تخريب أنابيب خط «نورد ستريم» يجب أن يخضع لتحقيق تشترك فيه الكيانات الروسية المختصة. وأوضح بوتين: «العمل الإرهابي ضد خطوط أنابيب الغاز (نورد ستريم 1) و(نورد ستريم 2) تتطلب ظروفه إجراء تحقيق شفاف بمشاركة الهياكل المتخصصة الروسية». كما ناقش الطرفان «صفقة الحبوب»، وشددا على ضرورة تنفيذها بعناية مع إزالة الحواجز أمام الشحنات والإمدادات الروسية. وينظر المحللون إلى أن استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا قد يدفع لحدوث انشقاقات في الوحدة الأوروبية - الأميركية التي يحرص بايدن على التمسك بها.

وقد وضع كل طرف شروطه لرؤية مسار دبلوماسي تفاوضي؛ إذ تصر واشنطن على الانسحاب الروسي الكامل من أوكرانيا ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب. وكان الرئيس زيلينسكي قد قال في وقت سابق، إنه منفتح على «محادثات سلام حقيقية» مع روسيا، ووضع شروطاً لإجراء المحادثات تتضمن إعادة السيطرة الأوكرانية على أراضيها، وتعويض كييف عن غزو موسكو، وتقديم مرتكبي جرائم الحرب إلى العدالة. وفي المقابل، تضع موسكو شروطها الخاصة بالاعتراف بسيطرتها على الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها في منطقتي زابوريجيا وخيرسون في الجنوب، بالإضافة إلى لوهانسك ودونيتسك.

وقال بوتين، إنه لا يشعر بأي ندم على ما يسميه «العملية العسكرية الخاصة» لروسيا ضد أوكرانيا، ووصفها بأنها لحظة فاصلة مع وقوف روسيا في وجه الهيمنة الغربية المتغطرسة بعد عقود من الإذلال في السنوات التي تلت سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991. وفي حديثه للصحافيين، قال بيسكوف: «إن الولايات المتحدة لا تعترف بالأراضي الجديدة كجزء من الاتحاد الروسي، مما يعقد بشكل كبير البحث عن أسباب محتملة للنقاش المتبادل». وتصر روسيا على أن رفض الغرب الاعتراف بضم تلك الأراضي هو العائق أمام إجراء محادثات سلام والتوصل إلى حل وسط محتمل.

وذهبت تحليلات الخبراء والدبلوماسيين إلى أن الجانبين، الأوكراني والروسي، يعتقدان أنهما قادران على الانتصار؛ فالجانب الروسي مستمر في حملة لاستهداف البنية التحية المدنية في أوكرانيا، وضرب شبكات الطاقة الأوكرانية بالصواريخ، وتعتقد موسكو أيضاً أن بإمكانها إضعاف كييف وتقويض الدعم الغربي لأوكرانيا مع حلول فصل الشتاء. وأفاد الموقع الإلكتروني للحكومة الألمانية، بأن برلين تستعد لتسليم 7 دبابات من طراز «جيبارد» لأوكرانيا، لتضاف إلى 30 دبابة للدفاع الجوي تُستخدم بالفعل لمحاربة الجيش الروسي. وذكرت مجلة «دير شبيغل»، التي كانت أول من أورد عدد الدبابات الإضافية التي كان من المقرر في البداية تكهينها، أنها ستصل إلى أوكرانيا في ربيع عام 2023. وأضافت المجلة أن إرسال الدبابات السبع، التي تخضع حالياً لعملية إصلاح لدى شركة تصنيع الأسلحة «كراوس مافاي فيجمان»، ومقرها ميونيخ، يهدف لمساعدة أوكرانيا في حماية مدنها وبنيتها التحتية من القصف الروسي. ولم تذكر الحكومة متى تعتزم تسليم الدبابات، التي قالت إنها جاءت من مخازن الشركات المصنعة. وأوضحت «دير شبيغل»، أن الحكومة تعتزم إرسال المزيد من الذخيرة لدبابات «جيبارد» مع الدبابات الإضافية. وينطوي توريد هذه الذخيرة على إشكالية؛ لأن سويسرا التي تمتلك مخزوناً من الذخيرة، ترفض توريدها، وتؤكد على وضعها المحايد.

 

حرب أوكرانيا تقوّض آخر مواقع الزعامة الروسية للعالم الأرثوذكسي والصراع يكرس الانقسام التاريخي وانتهاء حقبة هيمنة موسكو على الكنيسة

موسكو: رائد جبر /الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

منذ بداية الحرب في أوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي، كان التساؤل الأبرز الذي يشغل بال كثيرين عن التداعيات المحتملة لما وُصف بأنه «طلاق نهائي» بين روسيا وجارتها الأقرب. حمل أنصار «الحرب الخاطفة» شعاراً يؤكد أن الروابط التاريخية ستكون أقوى من الصراع الطارئ، وأن الزمن كفيل بترميم «الشرخ» الذي تسببت به «نخب قومية متشددة» لا تمثل غالبية الأوكرانيين. لكن التداعيات «الجانبية» للحرب، بدا أنها أكثر تأثيراً وأشد عمقاً من الزلزال العسكري الذي هز بقوة المدن والمنشآت التحتية. وبعد سلسلة خطوات دلت على نزوع الأوكرانيين إلى التخلص من آخر ما تبقى من علامات «الشعب الواحد» و«التاريخ المشترك» جاء الدور لإنجاز مسار تقويض آخر ما تبقى من مؤشرات الهيمنة الروسية على الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا. كانت المقدمات توحي بهذه النتيجة، وعلى مدى الأشهر الماضية نشطت المدن الأوكرانية في إزالة التماثيل والنصب التذكارية المنتشرة بكثرة في الساحات، والتي تذكر بالحقبة السوفياتية أو بالحضور الروسي في أوكرانيا على مدى التاريخ. وبعدما كان الحديث يدور حول توغل الدبابات الروسية في أراضي البلد الشقيق؛ للدفاع عن حق أهالي دونباس في استخدام لغتهم الأم، باتت القوانين تقيد أكثر وأكثر أي علامات إلى حضور ثقافة «الشقيق الأكبر» داخل المجتمع الأوكراني، الذي بات يتقبل بسهولة البيانات الرسمية التي تتحدث عن روسيا بصفة «العدو المحتل». في الطريق إلى تكريس إنهاء النفوذ الروسي في كل مناحي الحياة، جرت حملات التطهير الشاملة في المؤسسات الحكومية ومرافق الدولة، وملاحقة «العملاء» المنتشرين بكثرة فيها. ولم تكن تلك المقدمات لتمر دون أن تصل إلى آخر ما تبقى من نفوذ تاريخي لروسيا على الكنيسة الأوكرانية، التي كانت أطلقت شرارة «التخلص من هيمنة موسكو» في وقت مبكر قبل نحو ثلاث سنوات. وجاءت قرارات الرئيس فولوديمير زيلينسكي، المعلنة في مجلس الأمن القومي الأوكراني لتكرس هذا المسار عبر حظر أنشطة المنظمات الدينية المرتبطة بـ«العدو الروسي». وقال زيلينسكي إن «مجلس الأمن القومي والدفاع، الذي انعقد الخميس، كلف الحكومة أن تقدم إلى البرلمان الأوكراني مشروع قانون يحظر أنشطة المنظمات الدينية التابعة لمراكز النفوذ في روسيا الاتحادية في أوكرانيا».

واعتبر أنه من الضروري في أوكرانيا تهيئة مثل هذه الظروف التي «لن يتمكن من خلالها أي شخص يعتمد على العدو من التلاعب بالأوكرانيين». كانت تلك الكلمات بمثابة الضوء الأخضر، وعلى الفور باشر جهاز الأمن الأوكراني، إطلاق تحقيقات في تسعة مرافق تابعة للكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا في مقاطعات جيتومير وريفنا وما وراء الكاربات. وقالت المخابرات الأوكرانية في بيان الجمعة: «يتم تنفيذ أنشطة مكافحة التجسس في منشآت ومرافق تابعة للكنيسة الأرثوذكسية، ويدور الحديث هنا عن معابد وأديرة للرهبان والراهبات في هذه المناطق». ويقوم رجال الأمن الأوكراني، خلال ذلك، بتفتيش المباني والمناطق المحيطة بها، «لتحديد الأشخاص المتورطين في أنشطة غير قانونية، ونشر المواد المحظورة». والإشارة هنا واضحة. فالمقصود أي إشارة إلى ولاء لموسكو أو لبطريركية الكنيسة الأرثوذكسية. وكالعادة، اتهمت موسكو الغرب بالوقوف وراء مساعي «تقويض الروابط التاريخية» وقال الأسقف نيكولاي بالاشوف، مستشار بطريرك موسكو وعموم روسيا، إن سلطات كييف تتمادى في ملاحقة الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا؛ لأن الغرب يتغاضى عن ذلك. وأضاف بالاشوف: «لم يعد نظام زيلينسكي يخشى التخلي عن أي مظهر من مظاهر النظام الاجتماعي الديمقراطي؛ لأنه لا يشك في أن الرعاة الغربيين لن يوبخوه لانتهاكه حقوق وحريات المواطنين الأوكرانيين». لكن الصراع على هوية الكنيسة الأوكرانية بصفتها كنيسة «مستقلة» وخارجة من عباءة «الهيمنة» الروسية كان قد بدأ مبكراً. وفي 2019 أعلنت الكنيسة الأوكرانية رسمياً ذلك، عبر مراسم توقيع «وثيقة الاستقلال»، في إسطنبول من جانب بطريرك القسطنطينية برثلماوس. ورأت بطريركية روسيا حينها أن الوثيقة «باطلة» و«لها أبعاد سياسية وليست كنسية»، محذرة من أن انشقاق الكنيسة الأرثوذكسية «قد يطول لقرون». تم توقيع القرار الرسمي بإنشاء كنيسة أوكرانية مستقلة عن الكنيسة الروسية، في قداس احتفالي في إسطنبول في حضور الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو. ووصف الحدث في حينها بأنه «تاريخي. كان البطريرك برثلماوس، ومقره إسطنبول، قد أعلن قبل ذلك، في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 القرار التاريخي بالاعتراف بكنيسة أرثوذكسية مستقلة في أوكرانيا، ما أثار غضب الكنيسة الروسية.

وعلى الرغم من أن الخطوة كانت متوقعة، بعدما أعلنت الكنيسة الأوكرانية في مجمع كنسي قبل شهرين من ذلك، انفصالها نهائياً عما وصفته بـ«هيمنة الكنيسة الروسية» التي استمرت 330 سنة وحصلت على دعم من بطريركية الروم الأرثوذوكس في إسطنبول، فإن توقيت مراسم منح الوثيقة وإعلان الانفصال النهائي للكنيسة الأوكرانية عن روسيا، الذي جاء مباشرة قبل أعياد الميلاد وفقاً للتقويم الشرقي (7 يناير/ كانون الثاني) أثار غضباً إضافياً في روسيا. موسكو رأت أن الوثيقة تعد «انتهاكاً لكل القوانين الكنسية، وهي بالتالي لا تتمتع بأي قوة قانونية». بينما أكد القس ألكسندر فولكوف الناطق باسم بطريركية موسكو وسائر روسيا، أن البطريرك برثلماوس «انسلخ بنفسه نهائياً عن الأرثوذكسية العالمية، ووقع في الشقاق». في حين حذر رئيس قسم العلاقات الكنسية الخارجية في البطريركية المطران إيلاريون من «تداعيات تكريس شقاق الأرثوذكسية»، مشيراً إلى «وجود تشابه بين ما يحدث اليوم، وانقسام المسيحية إلى كاثوليكية وأرثوذكسية عام 1054». وكانت بطريركية القسطنطينية ألغت، في وقت سابق، صك إلحاق مطرانية كييف بإدارة بطريركية موسكو الذي أُعلن عام 1686، منهية بذلك تبعية الكنيسة الأوكرانية لروسيا، التي اتهمت بطريرك القسطنطينية بـ«تنفيذ إملاءات سياسية معادية لروسيا وكنيستها». وتم الإعلان بعد ذلك عن تأسيس «الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة». تعود الخلافات بين بطريركية موسكو وبطريركية كييف إلى تسعينات القرن الماضي، عندما سعت الكنيسة الأوكرانية إلى الاستقلال عن موسكو وتأسيس بطريركية مستقلة. لكن المواجهة السياسية والعسكرية القائمة بين البلدين منذ قرار روسيا ضم القرم في عام 2014، ثم اندلاع المواجهات في مناطق شرق أوكرانيا، عززا هذا التوجه، وقاد بوروشينكو حملة واسعة لإنجاز انفصال الكنيسة الأوكرانية قبل انتهاء ولايته الرئاسية. ثلاث سنوات مرت على هذا «الانشقاق التاريخي» تغيرت خلالها معالم أوكرانيا جغرافياً وسياسياً، وتغير معها العالم. وبدا أن الاستحقاق تم تكريسه نهائياً، وأن المدافع والصواريخ الذكية لم تقوض فقط الأبنية ومعالم المدن.

 

الكرملين: بوتين أبلغ شولتس أن ضرب البنى التحتية الأوكرانية «لا مفر منه»

موسكو /الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، للمستشار الألماني أولاف شولتس إن الضربات الروسية المكثفة على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا «ضرورية، ولا مفر منها»، مندداً بالسياسات الغربية «المدمرة» الداعمة لكييف. وأورد الكرملين، في بيان صدر بعد مكالمة هاتفية بين بوتين وشولتس هي الأولى منذ منتصف سبتمبر (أيلول)، أنه «تمت الإشارة إلى أن القوات المسلحة الروسية تفادت لفترة طويلة الضربات الصاروخية العالية الدقة على بعض الأهداف في أوكرانيا، لكن هذه التدابير باتت ضرورية، ولا مفر منها بمواجهة هجمات كييف الاستفزازية». وفي المقابل، طلب شولتس من بوتين سحب قواته من أوكرانيا من أجل التوصل إلى «حل دبلوماسي» للحرب. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبيشترايت في بيان إنه خلال المكالمة التي استمرت ساعة «حض المستشار الرئيس الروسي على التوصل بأسرع ما يمكن إلى حل دبلوماسي يتضمن انسحاب القوات الروسية».

 

السعودية تحبط تهريب 2.4 مليون حبة كبتاغون

جدة /الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

أعلنت السعودية اليوم (الجمعة)، إحباط محاولتي تهريب أكثر من 2.4 مليون حبة كبتاغون مُخبأة في إرساليات وردت إلى البلاد عبر منفذي «ميناء جدة الإسلامي» و«الربع الخالي».وأوضحت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك أنها تمكنت من إحباط محاولة تهريب 1213378 حبة أُخفيت في تجاويف «أبواب»، عُثر عليها داخل إرسالية وردت عبر منفذ الربع الخالي، مشيرة إلى إحباطها في المحاولة الثانية 1215353 حبة مخبأة داخل أكياس شحنة أسمنت. وأضافت أنها نسقت بعد إتمام عمليات الضبط، مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات لضمان القبض على مستقبلي المضبوطات داخل السعودية، كاشفة عن القبض عليهم وعددهم 6 أشخاص. وشددت على مضيها في إحكام الرقابة الجمركية على واردات وصادرات السعودية، مؤكدة وقوفها بالمرصاد أمام محاولات أرباب التهريب، وذلك تحقيقاً لأبرز ركائز استراتيجيتها المتمثلة في تعزيز أمن وحماية المجتمع بالحد من محاولات تهريب مثل هذه الآفات وغيرها من الممنوعات. ودعت الهيئة الجميع إلى الإسهام في مكافحة التهريب لحماية المجتمع والاقتصاد الوطني، من خلال التواصل معها على القنوات الرسمية، والتي تقوم من خلالها باستقبال البلاغات المرتبطة بتلك الجرائم ومخالفات أحكام نظام الجمارك بسرية تامة، مع منح مكافأة مالية للمُبلغ في حال صحة المعلومات.

 

واشنطن تُشدد الخناق على «القاعدة» مع تعثر اختيار «خليفة الظواهري» وأدرجت قادة جدداً على «قوائم الإرهابيين»

القاهرة: وليد عبد الرحمن /الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

شددت الولايات المتحدة الأميركية الخناق على تنظيم «القاعدة» الإرهابي. وأدرجت قيادات لـ(القاعدة) على «قوائم الإرهابيين». في وقت ما زال التعثر في حسم موقع «زعيم القاعدة» الجديد، هو المشهد المسيطر على التنظيم. ويرجح مراقبون «وجود (خلاف) بين الأفرع بشأن اختيار الزعيم الجديد». وذكروا أن «الإعلان عن اسم (الزعيم الجديد) قد يكون تهديداً للتنظيم من قبل الأفرع». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية (الجمعة)، «إدراج قادة من تنظيم (القاعدة) في جنوب آسيا و(طالبان الباكستانية) على لائحتها لـ(الإرهابيين)، وذلك في ظل تزايد التحذيرات بشأن أفغانستان». ووفق وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، فقد قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن - في بيان أوردته قناة (الحرة) الأميركية – (الجمعة)، إن «هذه الخطوة تندرج في إطار الجهود الحثيثة لضمان ألا يستخدم (الإرهابيون) أفغانستان منصة للإرهاب الدولي»، مشيراً إلى «مواصلة استخدام كل الأدوات ذات الصلة للوفاء بالالتزامات والتأكد من أن (الإرهابيين الدوليين) ليسوا قادرين على العمل مع الإفلات من العقاب في أفغانستان». وذكرت وزارتا الخارجية والخزانة الأميركيتان أن «القادة الأربعة مصنفون (إرهابيين عالميين)، ما يجعل القيام بمعاملات معهم (جريمة) إضافة إلى حظر أي أصول لديهم في البلاد». إلى ذلك لا يزال تنظيم «القاعدة» الإرهابي من دون زعيم منذ هجوم الطائرات المسيرة الأميركية، والإعلان عن مقتل أيمن الظواهري (71 عاماً)، في إحدى الشرفات بالعاصمة الأفغانية كابل، أغسطس (آب) الماضي. ورغم تردد أسماء كثيرة كانت مرشحة لخلافة الظواهري؛ فإن الاختيار لم يحسم إلى الآن.

ويعد المصري محمد صلاح زيدان الذي يحمل الاسم الحركي «سيف العدل»، من أبرز المرشحين لخلافة الظواهري. ويُرجح أنه يبلغ من العمر 60 عاماً تقريباً، وبفضل خبرته العسكرية والإرهابية، يُعد تقريباً من قدامى المحاربين في التنظيم الإرهابي الدولي. وصنفه مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي واحداً من أكثر «الإرهابيين» المطلوبين في العالم بمكافأة تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار. وكانت صورة قد انتشرت لسيف العدل، في وقت سابق، رجحت معها احتمالية قيادته لـ«القاعدة».ومنذ أن استقر «سيف العدل» في إيران عام 2001 لم يُغادرها، لكن التنظيم ظل يدعي أنه سجين داخل إيران، حتى وقت قريب، حينما اعترف «سيف العدل» في رسالة كتبها باسمه الحركي الثاني «عابر سبيل» أن «وجوده في إيران جاء بناءً على (تحالف مصالح) وأن الخروج منها بمثابة (القفز من السفينة إلى القبر)» على حد قوله. في عام 2014 ظهرت وثيقة حددت الشخصيات المرشحة لـ«خلافة الظواهري»، وتضمنت أبو الخير المصري، وأبو محمد المصري، وسيف العدل، وأبو بصير الوحيشي؛ إلا أن المتغير الذي طرأ على هذه الوثيقة، هو أنه لم يبق على قيد الحياة من هذه الأسماء؛ إلا «سيف العدل»، لكن «هذا لا يعني حسم الأمر له، لأنه يقيم في إيران». وخلال الفترة الماضية تم تداول أسماء مرشحة لقيادة «القاعدة، مثل محمد أباتي المكنى بـ«أبو عبد الرحمن المغربي»، وكان الشخصية الأقرب للظواهري، كما أنه كان مسؤولاً عن تأمين اتصالات الظواهري والإشراف على إرسال الرسائل «المشفرة» إلى القواعد التنظيمية حول العالم، وكذلك كان مسؤولاً عن مؤسسة «السحاب» الإعلامية الخاصة بالتنظيم. وأيضاً ظهر اسم خالد باطرفي، زعيم فرع «القاعدة» في شبه جزيرة العرب، وانتقلت الزعامة إليه عقب مقتل قاسم الريمي في غارة أميركية في فبراير (شباط) عام 2020، وكذا أبو عبيدة يوسف العنابي، (المعروف باسم يزيد مبارك) وهو زعيم (القاعدة في بلاد المغرب). فضلاً عن عمر أحمد ديري، ويعرف باسم أحمد عمر أو أبو عبيد، وهو زعيم (حركة الشباب) الصومالية، وأبو همام الشامي، أمير تنظيم (حراس الدين) فرع (القاعدة) في سوريا، وأيضاً أبو عبد الكريم المصري. وبحسب الباحث المصري في الشأن الأصولي، أحمد زغلول، فإن «التنظيم يفتقر لـ(الكاريزما التنظيمية والشرعية) التي كانت موجودة عند مؤسس التنظيم أسامة بن لادن ومن بعده بدرجة متفاوتة عند الظواهري»، موضحاً أن «التنظيم يعاني الآن من (أزمة قيادة)، والأسماء التي ترددت منذ مقتل الظواهري يبدو أنه ليس عليها إجماع تنظيمي، خصوصاً أن بعض هذه القيادات (المرشحة) موجودة في دول معينة، ما يثير الشكوك حول أن هذه الدول قد تكون المُسيطرة على التنظيم»، مرجحاً أن «يكون هناك شخصية تُسير الأعمال في التنظيم (أي قائم بأعمال) لأنه من وجهة النظر الشرعية لـ(التنظيمات الجهادية) هناك ضرورة لوجود زعيم، وقد يكون هذا الشخص، يقود التنظيم بشكل مؤقت، أو أنه ضعيف الشخصية، أو ليس عليه إجماع».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا تسوية خارجًا عن المواجهة مع الفاشيات الشيعية

شارل الياس شرتوني/02 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113782/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%b3%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d9%8b%d8%a7-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84/

من الغرابة أن نمضي وقتا على مسألة ايجاد تسوية مع سياسة الابتزاز الشيعية، بعد انقضاء ست سنوات على التسوية التي أتت بميشال عون رئيسا للجمهورية، وما تأتى عنها من تفكيك منهجي للدولة اللبنانية، التي أحيلت الى وجود صوري أفرغ المؤسسات من مضمونها وجعلها غطاءات، ليس إلا، لسياسة القضم الشيعية بكل مندرجاتها. علينا، بادئ ذي بدء، أن نسأل أنفسنا، عن مضمون هذه التسوية التي تختصرها مقولة حزب الله"حماية المقاومة" الذي يودي بنا الى مفارقات دستورية، تؤول الى ربط مصير البلاد والدولة بمصالح فريق مسلح  يدعي لذاته صفة تعلو على المقولات والمؤسسات الدستورية، التي اعطيت صفة رديفة، تجعل منها ملحقات لسياسة النفوذ الشيعية. هذا الاداء يبطل، بالتالي، إمكانية اية تسوية لأن المسماة "مقاومة" لا مكان لها دستوريا، وليست موضع إجماع وطني وسياسي لأنها تمثل مشروعا سياسيا إنقلابيا شيعيًا يقوده النظام الايراني على مستوى المنطقة، يستخدم لبنان امتدادًا جيو-استراتيجيًا لا غير. الانتخابات الرئاسية لها موضوع واحد، هو تأمين التداول الديموقراطي على السلطة، انطلاقا من آليات ومقولات دستورية وميثاقية تؤطر عمل المؤسسات ومفكرات عملها .هذا يعني لا امكانية لأية تسوية حول مسائل غير دستورية، تسعى الفاشيات الشيعية الى فرضها انطلاقًا من كيانها العسكري والسياسي القائم على حساب موضوعية الوجود الدولتي اللبناني بحيثياته القانونية والسيادية.

إن كل المبادرات والتداولات السياسية التي تسعى الى الالتفاف على هذه المفارقات الدستورية والوطنية والسياسية، ما هي إلا محاولات بائسة للهروب من الواقع، وتمديد آجال الأزمة، في وقت تتوالى فيه الانهيارات البنيوية على عدد الساعات والأيام. نحن أمام مفارقات لاغية وغير قابلة للمقايضة، وعلينا الوقوف عندها، كحد فاصل، لأنها تهدد الكيان الوطني والدولتي على حد سواء. على التيارات السيادية تصليب ممانعتها تجاه سياسات الابتزاز الشيعية، وما يرافقها من تدمير منهجي لمفهوم وواقع دولة القانون، وإرهاب معنوي وفعلي، ظهرته سياسات الاغتيالات المتوالية التي استهدفت الاطراف السيادية. إن اية تسوية تنطلق من مبدأ التسليم بواقع الاستثناءات السيادية، والسيادة المحدودة والاستنسابية والمعطلة ،كما هو الحال منذ أواسط الستينات من القرن الماضي، هي تمديد للأزمات بكل أبعادها، وتسليم بمبدأ "تناسل الأزمات" الذي يعتمده حزب الله مدخلا ثابتًا من اجل إنفاذ سياسته الانقلابية، والابقاء على واقع التسيب الأمني والاخلاقي الذي يحمي نشاطات الجريمة المنظمة  والأعمال الارهابية التي يديرها انطلاقًا من لبنان. لا مجال لأية تسوية تخالف الدستور، وموجبات السلم الاهلي، وتؤدي الى ترسيخ عدم الاستقرار ونتائجة المالية والاقتصادية والاجتماعية المدمرة. لا خيار لنا سوى المواجهة، في ظل تبدلات اقليمية ودولية تستحثها الثورات المدنية في إيران والصين، ومفارقات الحرب الروسية في اوكرانيا، وسقوط الشرعية الايرانية، وتهاوي مشروع الإسلاميين الأتراك، وتبلور المناخات الليبرالية داخل المنعزلات الأوتوقراطية والتوتاليتارية. لا تسوية دون أفق ديموقراطي وليبرالي مشترك، ولا مكان لتسويات مشبوهة أو ملتبسة، إذا ما اردنا الخروج على سياسات النسف الإرادية للسلم الأهلي وحيثياته الديموقراطية والاصلاحية.

 

الملهاة الجديدة والفراغ ورئاسة الحكومة

وليد شقير/نداء الوطن/02 كانون الأول 2022

...والجلسة التاسعة لن تحمل جديداً يُذكر في شأن انتخاب الرئيس الجديد. مثل الجلسات السابقة ستنشغل وسائل الإعلام بالعدّ: كم نقصت الأوراق البيض أو زادت وكم نقصت أو زادت أصوات النائب ميشال معوض وعدد الذين صوّتوا للبنان الجديد، إلى غيرها من الأوراق الملغاة أو التي تصبّ لاسم من هنا أو اسم من هناك مع شيء من السخرية السوداء. سيكلّلها توسع دائرة التعطيل للمؤسسات الدستورية. فإبقاء الفراغ الرئاسي لا يعني اقتصار التعطيل على انتخاب الرئيس الجديد، بل يتعداه إلى حاجة البلد لتسيير أموره عن طريق قرارات من مجلس الوزراء سواء في شأن الكهرباء، أو في ما يخص قضايا حياتية تمس المواطن أينما كان، صحياً وفي المستشفيات وتسعيرة غسل الكلى وأدوية السرطان، أو في شأن تحديث التسعيرة في قطاع الاتصالات ورفع السعر الرسمي للدولار، جمركياً كان أم مصرفياً... فضلاً عن أنّ الشغور الرئاسي تسبب بخلاف حول قانونية التشريع في البرلمان، فإن تأكيد بعض الكتل النيابية أنه يجب ألا يشرع لأنه يفترض أن يكون في حال انعقاد دائم لانتخاب الرئيس، قبل أي أمر آخر، حتى لو كان الأمر من أجل تشريع الضرورة، عاد الخلاف على إمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء من أجل اتخاذ قرارات ضرورية إلى الواجهة، مع إعلان "التيار الوطني الحر" رفضه دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المجلس إلى جلسة لاتخاذ قرارات في بعض المسائل الملحة. فقرارات ومراسيم الضرورة في مجلس الوزراء، تخضع للسجال المتوقع سلفاً بحكم عرقلة تشكيل حكومة أصيلة.

سبق انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون الذي جهد من أجل إنهاء تكليف الرئيس ميقاتي تشكيل الحكومة، لعله يقوم بتكليف غيره، لتأليف الحكومة التي يرتاح إليها صهره النائب جبران باسيل، خلال تسلمها صلاحيات الرئاسة أثناء الشغور الذي كان الجميع يتوقعه، اتفاق على ألا يدعو ميقاتي إلى اجتماع لمجلس الوزراء، يستفز أحداً، إلا للضرورة وبعد التشاور مع سائر الفرقاء. دقّت ساعة الضرورة، ويقوم رئيس الحكومة بالتشاور مع الكتل بعدما تداول مع رئيس البرلمان نبيه بري، فلم يمانع هو و"حزب الله"، فعاجله باسيل ببيان أول من أمس بموقفين متناقضين، الأول دعاه فيه إلى أن تمارس الحكومة صلاحياتها، والثاني اتهمه فيه بأنّه "يعدّ لمراسيم غير دستورية ويصدر قرارات غير شرعية بصلاحيات لا يمتلكها"، وبأنّه يمارس "الابتزاز"، باسم القضايا الملحة.

ومع أن "التيار الحر" شدد على أولوية انتخاب الرئيس، فإنّ بعض قادته يقرون بأن لا مهرب من انعقاد مجلس الوزراء مع إطالة أمد الفراغ الرئاسي لأن لا بديل عن اتخاذ بعض القرارات. ولو كانت هناك ضمانات بأن الفراغ الرئاسي قصير لكان أمكن الاستغناء عن اجتماع مجلس الوزراء، فيما كل شيء معطل في البلد، رئاسياً وحكومياً. السجال حول دعوة الحكومة إلى الانعقاد هو فصل جديد من فصول الملهاة عن الفراغ الرئاسي. وربما جاء التشدد في الاعتراض على دعوة ميقاتي إلى أنه أعلن مرتين دعمه ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية للرئاسة، الذي يرفضه "التيار الحر". وفضلاً عن أنّ هذه الدعوة يمكن أن تخضع لبازار القرارات التي ستتخذها، إذا انعقدت، فإنّها أعادت إلى الواجهة أيضاً ما يثار حول مطالبة البعض بأن تشمل التسوية على الرئيس الجديد هوية واسم رئيس الحكومة المقبل. وفي وقت يقول متابعون إن ميقاتي تقصّد دعمه لترشيح فرنجية أملاً بالعودة إلى الرئاسة الثالثة، ولأنه يمكن أن يكون مع رئيس "المردة" نقطة تقاطع فرنسية، تنفي أوساطه ذلك وتحيل السائلين إلى ما قاله في حديثه التلفزيوني الأخير بأنه يفضل البقاء خارج الحكم. في كل الأحوال اقتحم السجال حول رئيس حكومة العهد الجديد الاستحقاق الرئاسي في شكل مبكر مع الحديث عن تفضيل قوى خارجية طاقماً جديداً من الرئاسة الأولى والثالثة والوزراء، رغم أنه استباق لتسلسل الاستحقاقات.

 

سلاحُ المعارضة وحدتُها

بسام أبو زيد/نداء الوطن/02 كانون الأول 2022

من خلال الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية لا يبدو أنّ المعارضة تحقق تلاحماً حول ترشيح النائب ميشال معوض، ويبدو أنّ الأصوات التي كان يحصل عليها قد بدأت بالتراجع بطريقةٍ أو بأخرى. ويبدو أنّ النائب معوض بدأ يدرك صعوبة توحّد المعارضة حول اسمه ولذلك أعلن أنّه سيكون مؤيداً لأي مرشحٍ تجمع عليه المعارضة تحت عنوان سيادي وإصلاحي وسيقود معركته كما قال. إنّ توحّد المعارضة حول مرشح إن كان معوض أو غيره أمر لا مفرّ منه، لأنّه الوسيلة الوحيدة لمواجهة إصرار "حزب الله" على فرض مرشحه لرئاسة الجمهورية، ومن إحدى الركائز التي يتكّل عليها "الحزب" في عملية الفرض هي تشتت صفوف المعارضين واندلاع الخلافات في ما بينهم وعدم الاتفاق على عناوين للمواجهة. إذ إنّ البعض من المعارضين يعتقد وربما عن حسن نيّة، أنّ هناك إمكانيةً للتفاهم مع محور "حزب الله"، وهي في الحقيقة والواقع إمكانية ليست متوفّرةً أبداً ولن تتوفر لأنّ لا خيارات لدى "الحزب" وحلفائه سوى إيصال مرشح تحدٍ من قبلهم. إنّ الوسيلة الوحيدة التي تجعل "الحزب" يتراجع عن هذا الخيار الوحيد، هي أن يحظى مرشح المعارضة بـ65 صوتاً، عندها تصبح الدعوة إلى التوافق دعوة جديةً تتيح إيصال رئيسٍ للجمهورية يختلف عن الرئيس السابق ميشال عون ولو في مقاربة الأمور وطرحها، رئيس يتجرأ مثلاً على طرح ما يسمى بالاستراتيجية الدفاعية، فيعلن أنّ هذه الاستراتيجية هي في غاية البساطة وتنص على أن يكون الجيش هو المسؤول الأول والأخير في الدفاع عن لبنان بوجه أي عدو واعتداء، وأن كل من يرغب مشاركة الجيش في صد اي عدوان عليه أن يعمل بإمرة الجيش وبموجب قراره، وفي هذا الكلام ليس هناك أي "طعن في ظهر المقاومة" إلّا إذا كان في البلد من يشكك بولاء المؤسسة العسكرية لشعبها ووطنها. إنّ المطلوب من المعارضة في هذه المرحلة توافق سريع على مرشّح لأنّ في إطالة الوقت استنزاف لقرارها والمزيد من التشتت في صفوفها، ويجب على كلّ فرقاء المعارضة أن يخطو كل واحدٍ منهم خطوة نحو الآخر فالقواسم المشتركة كثيرة وأولها بناء الدولة والمؤسسات، ولن يتحقق هذا الأمر برئيسٍ مغلوبٍ على أمره وقراره مصادر ويخشى على مصالحه ومصالح حاشيته.

إنّ المعارضة ليست رفعاً للصوت فقط، بل هي ممارسة نابعة من المصلحة الوطنية والشعبية، تضع الهدف نصب عينيها وتتوحد على مسار تحقيقه ولو تنازل أطرافها في سبيل الخلاص، فهو تنازل في المكان الصحيح وهو أفضل بألف مرةٍ من تسويةٍ في مكانٍ وظرفٍ خاطئٍ تستمر في أخذنا إلى جهنم وربما أبعد.

 

مناوراتٌ قبل الحسم الرئاسيّ

أسعد بشارة/نداء الوطن/02 كانون الأول 2022

بعد الجلسات الماراتونية والاستعراضية التي عقدها مجلس النواب حتى الآن من دون التوصّل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تحرّكت عبر فرنسا ومعها الاتصالات الدولية لمحاولة اختراق الانسداد المرشّح للاستمرار إلى وقت ليس بقصير. تصبّ هذه الاتصالات في الملعب الفرنسي الذي يستطيع أن يتواصل مع السعودية وايران في آن، وأن يستمرّ بالتنسيق مع الأميركيين، وأن يحظى بمساندة من الفاتيكان التي تحثّ على سرعة انتخاب الرئيس، خوفاً من تدهور الوضع إلى ما لا يستطيع أحد أن يقدّر نتائجه الخطرة. بعد زيارته واشنطن يستعدّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لزيارة الأردن ولبنان ولم يبتّ بعد جدول أعمال الزيارة لجهة ما إذا كانت ستتجاوز تفقّد الوحدة الفرنسية العاملة في قوات الطوارئ الدولية، أم أنّها ستكون الزيارة التي تسعى فرنسا من ورائها إلى تسريع وتهيئة المناخ لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. يعمل الفرنسيون مع الجميع وأوّلهم، المملكة العربية السعودية التي أبلغت من يجب إبلاغه، أنها لن تدعم أي رئيس حليف لـ"حزب الله" بما يؤدي إلى استمرار مرحلة الرئيس ميشال عون برئيس يشبهه. يسمع من يزور الرياض موقفاً حازماً يؤكد رفض أي رئيس تابع "للحزب"، وينبّه من خطورة استمرار استباحة السيادة اللبنانية لتهريب الكبتاغون الى المملكة، ويشدد على انتخاب رئيس لا يكون تحدياً لأحد، لكن يكون مسؤولاً عن بدء عملية الإصلاح الجدي، الذي هو المدخل إلى تقديم المساعدة للبنان. المطلوب سعودياً استعادة الثقة بالمؤسسات اللبنانية وبالذين يتولون المسؤولية، وإلّا فإن الموقف السلبي سيبقى هو هو طالما لم تتغيّر مسبّباته. في القاهرة يُسمع الكلام نفسه، لكن من دون الذهاب إلى التركيز بشكل كبير على "حزب الله". يقول المسؤولون المصريون إنّ المطلوب انتخاب رئيس توافق عليه القوى اللبنانية يكون قادراً على حمل مشروع إنقاذي لأن الوضع اللبناني لا يتحمل التأخير واستهلاك الوقت، ويشدد المسؤولون المصريون على حفظ الاستقرار ولهذا يولون أهمية كبرى لدعم الجيش اللبناني، مع إبداء الثقة بقيادته التي نجحت في تجنّب مطبات كثيرة وحافظت على المؤسسة العسكرية والاستقرار. تتعاطى الدوائر الدولية مع لبنان باعتباره واقعاً على خطّ زلازل دائم. ولهذا تشدّد هذه الدوائر على سرعة انتخاب الرئيس وعلى ملء الفراغ حتى تبدأ عملية الإصلاح التي هي المدخل إلى تعاون صندوق النقد الدولي وتالياً الدول المانحة التي تنتظر الإشارة الخضراء من "الصندوق"، كي تتحرك تجاه لبنان. من دون الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لن يبدأ مسار المساعدات والقروض ولن يبدأ الاقتصاد اللبناني بالتعافي، وسيبقى يدور في حلقة مفرغة، على ايقاع الفراغ المرشّح لأن يمتدّ، ما دامت الأوراق المطوية في الملف الرئاسي لم تكشف بعد، ما يفتح الطريق إذا كشفت، أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تبتّ الخيار الرئاسي الذي يمكن أن تتقاطع حوله الاعتبارات الداخلية والتوافقات الإقليمية، وهذا الخيار بات فعلاً على طاولة أكثر من جهة دولية وعربية، ويتعاطى معه "حزب الله" بمنطق الاستعداد لممارسة أقصى درجات الابتزاز، مع العلم أنّ القدرة على المناورة لدى "الحزب" قد تضاءلت إلى حدّ، لن يمكّنه من فرض شروطه متى آن أوان الحسم الرئاسي.

 

هذه "الميثاقية"… احذروها!

نبيل بومنصف/النهار/02 كانون الأول/2022

على "وجاهة" اثارة موضوعي انعقاد جلسات استثنائية لمجلس وزراء حكومة تصريف الاعمال وجلسات تشريع الضرورة لمجلس النواب في ظل الفراغ الرئاسي من الزاوية الميثاقية التي تعني بوضوح اعتراض المسيحيين على قيادة أحادية للمسلمين في المؤسسات الدستورية ، ترانا لا نتمالك انفسنا مع الوف مؤلفة من اللبنانيين عن السخرية الى اقصى الحدود من دوامات العقم هذه . ونقول العقم لئلا نتوغل الى الأسوأ في سلوكيات قوى سياسية ما فتئت على رغم انفجار الازدواجية الفاقعة التي تحكم سياساتها واتجاهاتها تمعن في الاستثمار في أزمات غالبا ما تتحمل معظم أسبابها وتبعاتها . يمكن تفهم وتبرير اعتراضات سياسية ونيابية على جلسات حكومية وتشريعية بداعي الضغط لملء الفراغ الرئاسي أولا وكأولوية لا يجوز التسامح مع مسببيها متى جاء وانحصر الاعتراض بقوى معارضة أساسا ومنخرطة تماما في معركة اثبات الطابع الدستوري الكامل لمواجهتها القوى الانقلابية المعطلة لانتخاب رئيس الجمهورية .

يمكن تفهم وتبرير بل وتحفيز الرفض الظرفي "الجراحي" لجلسات حكومية وتشريعية متى استشم منها نزعات استئثار في السلطة من جانب شركاء في الدولة ، ولا نقول مسلمين ولا مسيحيين لان الطابع الدستوري للمعركة يحتم تجنب اسباغ الطائفي الى حدود قصوى لئلا يستفاد منه في اخذ البلاد الى مزيد من تعميق الانقسام وتضييع الهدف المركزي في اسقاط مخطط الفراغ الايل الى تقويض اخر ركائز النظام الدستوري اللبناني .

لكن ان تغدو قضية انعقاد الجلسات الحكومية وجلسات تشريع الضرورة لدواع طارئة تبررها حالات الضرورة الملحة للمواطنين السبيل الأمثل للاستثمار في ازمة الفراغ من بوابة فرز طائفي فهو ما يتعين على قوى المعارضة الحقيقية التي تقود معركة الاستحقاق الرئاسي بكل ما تملك من وسائل متاحة ان تتجنب تقديم خدماتها في هذا الفخ الى القوى الشريكة لتحالف الفراغ . ذلك ان ثمة ما يتجاوز السخرية في نظرة الناس الى منع جلسة حكومية يفترض ان تنعقد لصرف الأموال الطارئة للمستشفيات والأدوية المستعصية وسواها من أبواب انفاق أساسية فيما لا يمنع العبث المتمادي في إبقاء دولة على قارعة الاهتراء المتدحرج تباعا وصولا الى الفوضى الكاملة . ما بين قوى 8 اذار والتيار العوني شراكة "مصير ومسار" في التعطيل من جهة وتوظيف التعطيل ومفاعيله من جهة أخرى . يعطلون "ميثاقيا" بوحدة حال مسيحية – إسلامية وينبري الان التيار العوني لاكمال الافضال "التاريخية" لعهده الافل باطلاق نفير الاستنفار الطائفي حيال جلسة لمجلس الوزراء وكأن الرئاسة الأولى تتهدد فقط عند هذا المفترق ولا احد يسائله من ولماذا والى متى يجري تعطيل الرئاسة حاليا وماذا فعلتم في السابق واللاحق مع شركائكم بمنصب الرئاسة ؟ هذه "الميثاقية" التعطيلية الانقلابية التي يتولاها حلف التعطيل والفراغ يتعين ان تواجه بمنطق مختلف لا يستدرج الى حيث يريد التحالف التعطيلي من المعارضة ان تنزلق اليه أي الى المنزلق الطائفي . حتى المعايير الدستورية الصرفة بات يصعب الاحتكام اليها وحدها بمعزل عن وقائع الانهيار الموروث من العهد الافل . ثمة معايير موجعة ومخيفة تعتصر حياة اللبنانيين ومعيشتهم وسط احدى اشد المآسي التي يكابدها شعب في العالم . "ميثاقية" اللبنانيين اليوم هي في وحدة الكارثة أولا وأخيرا . أي فارق في ميثاقية فوضى وتخلف وفساد يدفع ثمنها الناس تحت طوفان غمر جونية وساحل كسروان وجبيل وفوضى وتخلف وفساد يطبع الضاحية الجنوبية وطرابلس وبعلبك ؟ هذه نماذج يوميات عن لبنان في ظل افدح ازدواجية متفجرة تحكمه …فاحذروا هذه الميثاقية !

 

ميقاتي المُولَع بالسراي: "ما خلّوني"!

كلير شكر/نداء الوطن/02 كانون الأول 2022

سواء تجرأ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وفعلها في عقد جلسة لمجلس الوزراء، أم لم يفعلها... الأرجح أنّ الأمر سيّان بالنسبة للبنانيين. حتى لو خرجت الجلسة ببعض القرارات الترقيعية التي ستساهم في صرف مزيد من مليارات الليرات على مسائل حياتية ومالية ملحّة، فهي لن تغيّر في مسار الواقع المأسوي الذي يعيشونه. وما ستعطيه من جهة ستأخذه من جهة ثانية، سواء بفضل الدولار الجمركي الذي سيطيح بكل الأسعار حتى لو أدعت وزارة الاقتصاد حرصها على مراقبة سلّم الأسعار وحدّدت المواد التي سيطالها، فجميعنا يعرف أنّ موجة الغلاء ستكون ذات تأثير تسوناميّ يطيح بكلّ شيء، أو بفضل سعر صرف الدولار المرشّح للتحليق إلى مستويات قياسية. في الواقع، سينسى كُثر أنّ ميقاتي عاد إلى السراي الحكومي، وفي باله أهداف محددة: الاتفاق مع صندوق النقد الدولي من خلال اقرار سلسلة مشاريع وقوانين وخطط إصلاحية لا بدّ منها للحصول على "فيزا" الصندوق الدولي، تأمين التيار الكهربائي من خلال انقاذ القطاع من براثن المولدات الخاصة وسمسرات الفيول، والأهم خفض سعر صرف الدولار. ولهذا ترافقت عودته مع حملة ترويجية تفيد بأنّه مجرّد أن يضع قدميه في السراي، سينخفض الدولار إلى حدود 12 ألف ليرة... لكنّ الفاجعة كانت ببلوغ الدولار عتبة الأربعين و"طلوع"!

كذلك لن يركّز اللبنانيون على حصيلة "إنجازات" حكومات آخر العهد، ولن يحاسبوها، على ما اقترفته يداها وما لم تنجزه، فهمومهم الحياتية والمصيرية تتجاوز تلك الحسابات الضيقة، والتي يقيسها السياسيون بمسطرة خطّة من هنا، وبرنامج من هناك... وكلها لم تفضِ إلّا لمزيد من البؤس والتدهور.

يقول أحد المتابعين إنّ ميقاتي بدا ملكياً أكثر من ملك صندوق النقد. قام بواجبه "وكتّر" في صفصفة خطّة تعافٍ تتجاوز ما يطمح إليه الصندوق. وأعدّ الخطط والمشاريع المرافقة. من خطّة التعافي إلى مشروع هيكلة المصارف. والباقي صار على عاتق مجلس النواب. لكنّ لبعض الاختصاصيين رأي آخر. اذ أنّ خطة التعافي التي تتباهى الحكومة بوضعها، ليست إلا عبارة عن تجميع ذكي لرزمة بنود اقتصادية ومالية، غير متجانسة، لا ترتقي إلى مستوى الخطة الاستراتيجية المبنية على دراسات علمية تأخذ بالاعتبار تأثيراتها على المستوى الاجتماعي والمدى الطويل. ويقولون إنّ الحكومة، كما مجلس النواب، اتخذا من شروط صندوق النقد "قميص عثمان" ليعلّقوا عليه كلّ حججهم و"لوفكاتهم"، فيما لا يزال مشروع إعادة هيكلة المصارف قيد النقاش والدرس، والبلد إلى مزيد من الانهيار والإفقار.

ومع ذلك لن يضيّع ميقاتي وقته في متاهة ما يريده الجمهور وما لا يريده. تركيزه في هذه اللحظة على ما بعد حكومة تصريف الأعمال، أو بالأحرى على العهد الجديد. أقفل صفحة العهد القديم بإحكام. ولهذا تراه لا يتردد في قول الأمور كما هي حين تصل إلى تفاصيل علاقته الثنائية بالفريق العوني، لدرجة الشكوى من أجهزة تنصّت كانت موضوعة في القصر لتنقل الأحاديث إلى "رئيس الظلّ". ليس من عادات ميقاتي أن يكون فجّاً في كلامه. ولكنه مع جبران باسيل فعلها و"كتّر"، فكسر الجرّة واختار الصدام المباشر، على قاعدة أنّ الأخير احترقت أوراقه، أو لنقل فقدت دسامتها، ولذا لم يعد يحسب حساباً لخطّ الرجعة، وفضّل نسف الجسور على ترميمها. وعينه باتت على العهد الجديد. بهذا المعنى يُفهم اصراره على عقد جلسة لمجلس الوزراء رغم اعتراض الفريق العوني، ولو أنّه متيقّن أنّ معظم الوزراء المسيحيين خرجوا من المحور العوني، وباتوا يغرّدون خارج السرب الباسيلي، ولن يترددوا في المشاركة في الجلسة المطعون بـ"ميثاقيتها المسيحية". اذ إنّ حماسة ميقاتي تتخطى حرصه على اقرار بعض المسائل الحياتية الملحّة، إلى الضغط على القوى المسيحية، وتحديداً جبران باسيل للمضيّ قدماً في الملف الرئاسي. والأرجح أنّ ذلك يحصل بتوافق مع الثنائي الشيعي وتحديداً رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بدأ صبره ينفد من تعرّضه للانتقادات على نحو أسبوعي بسبب فرط النصاب القانوني وتأجيل الجلسات. يريد انهاء ملف الرئاسة بشكل سريع. هو بالأساس، صديق رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، وبالتالي هي فرصته الذهبية لإعادة تقديم أوراق اعتماده للعهد الجديد اذا ما "نقشت" مع فرنجية وانتخب خلفاً للرئيس ميشال عون. ولهذا يجاهر ميقاتي بتأييده لرئيس "تيار المرده" في محاولة لتكريس نوع من الشرعية السنيّة "لقدامى المستقبل" ممن يميلون أيضاً لانتخاب فرنجية. ولهذا أيضاً يسعى إلى تعزيز علاقته بهؤلاء لضمّهم تحت جناحيه خصوصاً وأنّ رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري لا يخاصمه ولا يحاربه ولا يزعجه أن يكون ميقاتي "الراعي الرسمي" للنواب المقربيّن منه طالما أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال لا يطمح إلى تكبير حجر زعامته أبعد من حدود طرابلس. صحيح أنّ عودة ميقاتي إلى رئاسة الحكومة الجديدة مرتبطة بعدّة عوامل، بعضها ليس في متناول يديه، ولكن فعلاً يمكن ضرب المثل بحظّه: الساحة السنيّة شبه متصحّرة، فاقدة للزعامة السياسية الجامعة. الأسماء البديلة قد تكون معدومة. وها هو يسعى للاستفادة من حالة الخواء، من خلال الالتصاق بالأجندة الدولية، وثنائي بري- فرنجية، ليكون كما يقول العونيون، ثالث الترويكا الجديدة. تكاد تنحصر هموم "دولته" في هذه الفترة بشأنين: استعادة رضى المملكة السعودية ولو أنّ التعويل على مشاركته في القمة العربية - الصينية في غير محلّه، ونفض اتهامات التقاعس عن حكومته خصوصاً وأنّ السفراء الغربيين يثقلونه بالانتقادات والتساؤلات حول مصير الاصلاحات، ما اضطره إلى استعارة شعار العونيين، ليجيبهم "ما خلوني"، ويلقي بالتهمة على بعض الوزراء، والنواب، ما دفع بالنائب ميشال معوض إلى تفجير القنبلة.

 

اعتراف أميركي: فشلنا مع إيران

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113784/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%ad%d8%b1%d9%81%d9%88%d8%b4-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%81-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b4%d9%84-%d9%85%d8%b9-%d8%a5%d9%8a/

لم يكن مفاجئاً تعليق المفاوض الأميركي روبرت مالي على مصير المفاوضات التي كانت الإدارة الأميركية قد قررت إعادة إحيائها مع إيران منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، لإنعاش الاتفاق النووي، الذي سبق أن دفنه الرئيس دونالد ترمب. فطريق الدبلوماسية يمكن ألا يوصّل إلى نتيجة، كما أكد مالي، الذي قال إن الخيار العسكري أصبح بين الخيارات المطروحة للتعامل مع إيران مع احتمال فشل المسار الحالي الذي اعتمد سبيل التفاوض، من خلال المسلسل الطويل من جولات الحوار والنقاش مع الوفود الإيرانية التي كانت تذهب وتجيء إلى قصر «كوبورغ» الفخم في فيينا حيث كانت تجري المفاوضات.

لكنَّ المفاجأة كانت أن الإعلان عن المأزق الحالي في المفاوضات مع إيران هو في الوقت ذاته إعلان عن فشل سياسة الإدارة الأميركية الحالية وفشل نظرية مالي نفسه، وهو الخبير في حل النزاعات، والمتهم بمسايرة تيارات وأحزاب في المنطقة لا تمالئ دائماً سياسات واشنطن. فتوصُّل شخص مثل روبرت مالي وفي موقعه إلى هذه القناعة يعني أن الأسس التي قامت عليها سياسة بايدن تجاه إيران لم تكن مبنية على أرض صلبة منذ البداية.

قامت هذه السياسة على قاعدة غريبة في ترتيب العلاقات بين الدول تقوم على الأماني بدل الوقائع أو ما يطلق عليه wishful thinking، فقد راهن بايدن على أن إبداء حسن النية تجاه النظام الإيراني يمكن أن يؤدي إلى تغيير سلوكه، سواء في تعامله مع مواطنيه في الداخل، أو فيما يتعلق ببرنامج التسلح الذي يتابعه، أو التدخل في شؤون دول المنطقة، الذي اعتمده هذا النظام كسياسة ثابتة تطبيقاً لمشروع «تصدير الثورة». كان رأي بايدن أن «هناك طريقة أكثر ذكاء للتعامل مع إيران»، كما قال في مقال نشره على الموقع الإلكتروني لمحطة «سي إن إن» في سبتمبر (أيلول) 2020، قبل شهرين من تاريخ الانتخابات الأميركية التي أدت إلى وصوله إلى البيت الأبيض.

وفي حديث مع الصحافي الأميركي توماس فريدمان في صحيفة «نيويورك تايمز»، انتقد بايدن بعد أسبوع على انتخابه، سياسة ترمب تجاه إيران، انطلاقاً من نقطتين؛ الأولى أن التراجع عن الاتفاق النووي أتاح لطهران العودة إلى تخصيب اليورانيوم من دون رقيب، وبالتالي زادت من خطر برنامجها على جيرانها، وعلى المصالح الأميركية، كما أن هذا التراجع ترك أميركا معزولة حتى حيال حلفائها، الذين رفضوا السير معها والتراجع عن التزامهم بالاتفاق.

إضافةً إلى ذلك، أكد بايدن في حديثه مع فريدمان أنه يتفهم سبب قلق جيران إيران، والدول الخليجية خصوصاً، من عودة سياسة المهادنة التي اتبعتها إدارة باراك أوباما، التي لم تهتم بمخاوف هذه الدول، مع أنها الأكثر قرباً والأكثر تضرراً من تلك السياسة. ووعد بأن يكون جيران إيران على طاولة المفاوضات عندما يتم إحياؤها معها.

لكن ما حصل بعد ذلك أن المفاوضات استؤنفت من دون أي دور لحلفاء أميركا الإقليميين، ومن دون أن تؤخذ مواقفهم من السياسات الإيرانية في الاعتبار. على العكس من ذلك، فقد ظهر على أرض الواقع أن الانكفاء الأميركي في دول مثل العراق وسوريا ولبنان أسهم في تعزيز الدور الإيراني في الدول الثلاث، ما وفّر الفرصة لـ«المرشد» الإيراني علي خامنئي أن يفاخر بـ«الانتصارات» في هذه الدول، رغم إنفاق أميركا المليارات فيها، كما قال.

وأدى شعور الإيرانيين بالانتصار إلى رفع سقف مطالبهم، فأضافوا إلى اللائحة ضرورة رفع «الحرس الثوري» من القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية، وهو ما جمّد أي فرصة لمتابعة المفاوضات بين واشنطن وطهران.

إضافةً إلى ذلك، لم تلتزم إيران بوقف برنامجها النووي أو تجميد تخصيب اليورانيوم، وهو ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي قالت في بيان أخير لها إن نسبة التخصيب في محطة «فوردو» وصلت إلى 60 في المائة، وهي نسبة قريبة من الحد اللازم لإنتاج سلاح نووي، وفي بيان مشترك لبريطانيا وفرنسا وألمانيا (وهي تشارك في مجموعة 5 1 في المفاوضات مع إيران) قالت إن هذه الخطوة الإيرانية ليس لها أي مبرر إذا كانت إيران تزعم أن نياتها في التسلح هي «نيات سلمية».

لكنَّ طهران تنظر إلى برنامج التسلح النووي كوسيلة لفرض النفوذ في مواجهتها مع ما تصفه «الاستكبار العالمي»، وفي طليعته الولايات المتحدة. في هذا الإطار تصبح هذه المواجهة المفترضة مع أميركا والدول الغربية هي هاجس إيران الوحيد. إذا تحرك معارضون في الداخل تكون التهمة جاهزة بعمالتهم للخارج وبتحريكهم من الولايات المتحدة. ويتجاهل النظام أن أصوات الاحتجاج لها أسبابها الداخلية التي تتعلق بسياساته وقواعد السلوك التي يفرضها على المجتمع. وهو ما حصل رداً على مقتل الشابة مهسا أميني وما تبعها من أعمال قتل واغتيالات تجاوز عددها 300 قتيل. وبدل أن ينظر النظام الإيراني إلى الأسباب الدافعة للاحتجاجات كانت تهنئة المرشد علي خامنئي لـ«الحرس الثوري» لأن رجاله تمكنوا من قمعها، بعدما اتهم المحتجين بأنهم مثيرون للشغب وإرهابيون ولا يمثلون صوت الشعب الإيراني.

هذا في الداخل. أما في الخارج، فإلى جانب نشاط الميليشيات المنتشرة في الدول المجاورة والتي يفاخر خامنئي بأنها تحقق «الانتصارات» وتسهم في ضرب المصالح الأميركية، تحولت المسيّرات الإيرانية إلى أدوات لدعم هذه الميليشيات وضرب الاستقرار وإرهاب السكان، كما أصبحت بضاعة صالحة للتصدير إلى مواقع ليست من الساحات التقليدية للنشاط الإيراني، كما يحصل في سماء المدن الأوكرانية، حيث تتدخل طهران إلى جانب موسكو لإثبات وجودها في معركة ليست معركتها، وضد الشعب الأوكراني الذي لا يفترض أن بلاده مستعدة لاستقبال صادرات «الثورة الإيرانية».

 

عهد التنصّت... والتنصّل "بعبدا غيت"

جان الفغالي/نداء الوطن/02 كانون الأول 2022

حين أُطيح بالعميد سليم الفغالي، قائد لواء الحرس الجمهوري، والضابط «اللصيق» بالعماد ميشال عون، والذي أنقذته العناية الإلهية في 13 تشرين الأول 1990، بعد فشل إعدامه على يد السوريين، نُسِجَت أقاويل وأساطير حول أسباب «الإطاحة»، ومنها اتهامه (زوراً طبعاً، كما بيّنت التحقيقات)، بأنّه زرع أجهزة تنصّت في مكتب الرئيس وفي منزله في القصر، ليتبيَّن لاحقاً أن لا أجهزة تنصّت ولا مَن يزرعون أجهزة، وكل ما في الأمر أنّ «عائلة الرئيس» أقوى من قائد لواء الحرس، فدفع العميد سليم الفغالي الثمن، وأُبعِد من القصر الجمهوري إلى وزارة الدفاع. اليوم، بعد انتهاء العهد، يكشف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «أنا عارف أنّ هناك ميكروفونات محيطة بمكتب الرئيس وموجودة وعم تسجل ليسمعوها اللي برا، أنا متأكد أنّ في مكتب الرئيس هناك ميكروفونات حتى يسمعوها ويشوفها وزير الظل». لم ينفِ «السيِّد» السابق للعهد العماد ميشال عون هذه الواقعة، ولا «المتنصِّتون»، ولا مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير. مرَّت الفضيحة وكأنّها عبارة عن أمر عادي، ولم يخطر في بالِ أحد أنّ هذا التنصت هو انتهاك صارخ لأسرار الدولة العليا، فمَن يعرف في أي يد ستقع «محاضر التنصت» خصوصاً بالنسبة إلى الاجتماعات «الاستراتيجية» وليس «لقاءات منح الأوسمة». مسألة التنصّت في عهد الرئيس ميشال عون ليست تفصيلاً على الإطلاق، وُضِعَت تقارير التنصت في خدمة «الحاشية السياسية» و»حاشية التيار». ففي كثيرٍ من الأحيان كان رئيس «التيار» جبران باسيل يُدلي بتصريح يُستشَف منه أنّ «معلومات» التصريح مأخوذة من «تقرير تنصت»، وإذا لم تُسعِف تقارير التنصت، فإنّ «كتبة التقارير» الذين «زرعهم» باسيل في القصر، ومنهم مَن كانوا يحضرون بعض الاجتماعات، كانوا يملأون فراغ تقارير التنصت.

والواقع أن الرئيس السابق ميشال عون كان «مهجوساً» بالتنصّت، أعطى تعليماته بفتحِ تحقيق بعد تسريب وصفِه للرئيس سعد الحريري بالـ»كذاب»، أمام رئيس الحكومة السابق حسان دياب، بعدما لم ينجح في التنصّل مما قاله. قضايا التنصت في العالم تهز عروشاً وتُسقِط رؤساء. فمنذ أربعين عاماً، هزَّت قضية تنصّت الولايات المتحدة الأميركية، والتي عُرِفت بقضية «ووترغيت»، وأدت إلى استقالة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون: قُبض على خمسة أعضاء في الحزب الجمهوري في مقر اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي بمجمع «ووترغيت» للفنادق والمكاتب في العاصمة واشنطن. كان الرجال الخمسة، الذين ادّعوا أنّهم سبّاكون، يركّبون معدات للتصوير الفوتوغرافي وللتسجيل للتنصّت على الديمقراطيين. صباح اليوم التالي، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» على صفحتها الأولى خبر الاقتحام الذي وقع خلال حملة إعادة انتخاب الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون. كان كاتبا التقرير صحافيين شابين، هما بوب وودورد وكارل بيرنشتاين، كشف وودورد وبيرنشتاين عن فضيحة تجسّس وتخريب سياسي واسعة النطاق يقودها الرئيس نيكسون، الذي كان يسعى لإعادة انتخابه. بيّن الصحافيان كيف اختُلست مئات الآلاف من الدولارات من التبرعات لحملة نيكسون من أجل تمويل حملة سريّة تزعزع استقرار المعسكر الديمقراطي بهدف إفشال مرشّحه للانتخابات.

كأنّ التاريخ يعيد نفسه ولكن في لبنان وليس في أميركا، والتنصّت يُزرَع في «المقر الرئاسي الذي كان في خدمة رئيس التيار»، خدمة لـ»نيكسون الصهر» باعتبار أنّ ظروفاً عدة لا تسمح بالتمديد للعماد عون. لكن في واشنطن، الفضيحة زلزلت الإنتخابات الأميركية، وأدّت إلى استقالة نيكسون، ولو بعد حين، إذ اضطرّ إلى الاستقالة في عام 1974، بعد زيارة وفد من رجال الكونغرس الجمهوريين، بقيادة باري غولدووتر، أبلغوه فيها أنّه سيُعزل ما لم يستقل. أمّا في لبنان فإن الفضيحة تمر مرور الكرام: لا مَن يستقيلون ولا مَن يعلِّقون، ولا حتى مَن ينفون الواقعة، كأن التنصّت «لزوم ما يلزم».

 

«إنذارات» للقوى المسيحية: تنازلوا!

طوني عيسى/الجمهورية/02 كانون الأول/2022

كما كان متوقعاً، منسوب الاحتقان الطائفي إلى ارتفاع. فغالبية القوى المسلمة تقترب من التوافق حول العديد من الاستحقاقات الداهمة. وفي المقابل، غالبية القوى المسيحية تمارس منطق الرفض وتتوقف عنده. فإلى أين؟ تتقاطع القوى المسيحية اليوم على 3 لاءات: رفض المرشح المدعوم من الثنائي الشيعي الوزير السابق سليمان فرنجية، رفض جلسات الرقابة والتشريع بعدما تحوَّل المجلس النيابي هيئةً ناخبة، ورفض انعقاد مجلس الوزراء في وضعية تصريف الأعمال والفراغ الرئاسي. فوق ذلك، تجتمع القوى المسيحية على العديد من المسائل، ولاسيما في ما يتعلق بالتشكيلات والتعيينات الآتية، ومنها موظفو الفئة الأولى، والعديد من الملفات السياسية والإدارية والقضائية والأمنية والإنمائية والمالية. وثمة مَن يقول: لا يمكن الاستهانة بهذا الحجم من التقاطع بين القوى المسيحية حول الملفات الأساسية الساخنة. ويمكن البناء عليه لتغيير توازنات القوى القائمة وحسم العديد من المسائل العالقة. ولكن، من المثير أنّ هذه القوى التي يجمعها هذا المقدار من الرفض والاعتراض، لا تتوافق على الملف الأساسي الذي يهمّ المسيحيين حالياً، أي رئاسة الجمهورية. وهنا يكمن تحديداً مأزق بكركي التي سحبت يدها من مساعي التوافق المسيحية قبل سنوات، بعدما أيقنت أنّها عبثية.

اليوم، وصل الملف الرئاسي إلى المأزق الكامل. فالقوى غير المسيحية، التي تمتلك قوة اتخاذ القرار واقعياً، تطرح مرشحاً واحداً هو فرنجية. وأما القوى المسيحية، الفاقدة للقوة واقعياً، فترفض هذا الخيار، على اختلافاتها ونزاعاتها. ولكن، لا القوى المسلمة تجرؤ على تحدّي الغالبية المسيحية وانتخاب رئيس يرفضه المسيحيون، ولا القوى المسيحية قادرة على تحقيق معجزة التوافق في ما بينها. ويبدو المخرج الأقرب هو أن تنجح القوى المسلمة في خرق الرفض المسيحي باجتذاب أحد الطرفين الأساسيين «التيار الوطني الحر» أو «القوات اللبنانية». ولذلك، يسعى «حزب الله» إلى إقناع فرنجية والنائب جبران باسيل بالتوافق على ترشيح موحَّد. ومن جهته، يسعى الرئيس نبيه بري إلى إقناع «القوات اللبنانية» بتأمين «النصاب الميثاقي» للجلسة، على الأقل. ولكن، منطقياً، يُفترض أن تتوافر الميثاقية في الأصوات المسيحية التي سينالها الرئيس المقبل لا في عدد النواب المسيحيين الذين سيشاركون في الجلسة.

وفي تقدير المطلعين أنّ القوى المسلمة بدأت، بعد شهر من الفراغ الرئاسي، مرحلةً جديدة من الضغط في اتجاه القوى المسيحية عموماً: بكركي، «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» وسواها، بهدف الحصول على تغطية ميثاقية للرئيس العتيد. وهي تعتمد مع كل من هذه القوى تكتيكاً مناسباً.

وخلاصة الاتجاه في هذه المرحلة هو الآتي: إذا لم يكن المسيحيون مستعدين للتنازل والقبول بخيارات «واقعية» في موقع الرئاسة، فإنّ القوى الأخرى ستتجاوز موقع الرئاسة وتدير البلد من دونه. وهي تمتلك المبررات والذرائع ما يكفي للقيام بذلك.

وفي الدستور مواد تتحمَّل الاجتهاد والتأويل، ويمكن الاستعانة بها لتحريك العمل التشريعي والرقابي في ظلّ الفراغ الرئاسي، كما يمكن للحكومة أن تتوسّع في استخدام منطق صلاحيات الضرورة إلى حدود يصعب ضبطها، خصوصاً مع تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إلى حدود أكثر خطراً. وأساساً، باتت النصوص في لبنان حبراً على ورق، والدستور وجهة نظر. ولطالما ارتضت القوى السياسية جميعاً بهذا الخلل في الممارسة. وعلى الأرجح، بدأت القوى المسلمة توجيه «الإنذارات» بتحريك العمل في المجلس والحكومة، لدفع القوى المسيحية إلى التنازل عن سقوفها العالية. فكلام الرئيس بري على جلسة رقابية أو تشريعية سيعقدها المجلس الأيام المقبلة هو جزء من عملية الضغط للسير بخيار فرنجية أو أي خيار آخر يحظى بالتوافق. وكذلك، إعلان الرئيس نجيب ميقاتي التوجّه إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء. وفي المرحلة الأولى، سيقتصر الأمر على توجيه «الإنذار»، ولكن، لاحقاً، سيتحرّك المجلس النيابي والحكومة فعلياً بمعزل عن وجود رئيس للجمهورية. وهذه الصيغة ستضع القوى المسيحية في مأزق صعب: إما أن يُدار البلد من دون مشاركتها، وفي غياب موقع رئيس الجمهورية، وإما الرضوخ لخيار الرئيس المقبول «واقعياً». وفي المبدأ، هذا الرئيس يُفترض أن يكون حليفاً لـ«حزب الله»، أو يحظى بثقته.

ماذا ستفعل القوى المسيحية إزاء هذا التحدّي؟ يخشى مرجع مسيحي أن تقود هذه المعطيات إلى ضياع الموقع الرئاسي بفعل الاهتراء وعامل الوقت، ومعه يضيع العديد من أوراق القوة المسيحية في السلطة والنظام. وقد يكتشف المسيحيون أنّ المسؤول عن هذا الضياع ليس القوى المسلمة بل هو هوس بعض قادة المسيحيين بالسلطة والغنائم.

 

«القوات» إن بادرت وفاجأت؟

طارق ترشيشي/الجمهورية/02 كانون الأول/2022

في خضمّ مجريات انتخابات رئاسة الجمهورية وجلساتها النيابية المتلاحقة والتي لم تسفر عن انتخاب الرئيس العتيد بعد، يسأل كثير من المتابعين والمعنيين: أين تكمن مصلحة «القوات اللبنانية» في الاستحقاق الرئاسي في اعتبارها إحدى الكتل الكبرى السياسية والنيابية التي لها تأثيرها فيه؟

ثمة من يعتبر ان «القوات اللبنانية» هي العمود الفقري لجسم ما يسمّى القوى المناهضة لحلفاء «محور المقاومة والممانعة» بحيث اذا تفكك هذا الجسم يبقي عموده الفقري ثابتاً لا يتغير، ولكن في الحقيقة والواقع ان «القوات» في مقاربتها للعمل السياسي في لبنان منذ نشأتها وحتى الآن إنما تعتمد المقاربة البراغماتية للامور في الوقت الذي تُظهر تشبّثها بالشعارات التي تطلقها كل يوم وتعكس من خلالها رؤيتها الاستراتيجية.

وفي نظرة سريعة الى بعض المحطات التاريخية نجد ان «القوات» اكثر مقاربة للواقع بدءاً من انتخاب الرئيس بشير الجميل عام 1982، والذي انقلب فيه الرئيس الراحل على رؤيته التقسيمية التي جاهَر بها مُتّجهاً الى البعد الوطني الخالص في تصوره للعهد الذي لم يكتب له النجاح.

ولا ننسى التقارب الذي حصل اوائل التسعينات من القرن الماضي بين «القوات اللبنانية» وسوريا، وتجلّى ذلك بزيارة رئيس جهاز الامن والاستطلاع للقوات السورية التي كانت منتشرة في لبنان آنذاك اللواء غازي كنعان لغدراس ولقائه قائد «القوات» الدكتور سمير جعجع. وتوّج هذا التقارب لاحقاً بذهاب الاخير الى سوريا لتقديم التعزية للرئيس الراحل حافظ الاسد بنجله الراحل باسل الاسد، ولم يكن دخوله السجن في التسعينات سوى لرفضه ما كان يُطلب منه مِن سَير في التسوية التي رعاها المجتمع الدولي وذلك لأسباب تكتيكية وليس لأسباب تتعلق بـ«اتفاق الطائف» مباشرة، وهو الاتفاق الذي تبنّته «القوات اللبنانية» قولاً وفعلاً. كذلك لا يجب ان ننسى ما حصل من تسوية رئاسية عام 2016 بين خصمين لدودين مع كل ما رافق خصومتهما من دماء وأرواح.

صحيح ان «القوات اللبنانية» هي الآن في حالة انتقال من ضفة ترشيح النائب ميشال معوض الى ضفة ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، إلا أنها تدرك تماماً ان كلام الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الاخير حول الاستحقاق الرئاسي كان بمثابة «فيتو» لا رجوع عنه» على قائد الجيش، وان المجتمع الدولي المتمثّل اليوم بفرنسا يسعى الى عدم إغضاب «حزب الله» لإدراكه انّ ما من استحقاق يسير في المنحى الصحيح من دون رضى هذا الحزب. ومعلوم ان رادارات الرصد السياسي لدى جعجع متقدمة عن سواها لدى بقية السياسيين بفعل الجالية «القواتية» الهائلة والمتعددة الصفات حول العالم، والتي تمتاز بقربها من مراكز القرار خصوصا في الولايات المتحدة الاميركية.

من هذا المنطلق يخطئ من يظن انّ «القوات اللبنانية» ستبقى آخر من يدخل التسوية المتوقعة حول الاستحقاق الرئاسي الحالي، اذ انها تقارب هذا الاستحقاق من الزاوية الاستراتيجية المنبثقة من اللعبة الدولية، خصوصا على خط الرياض ـ واشنطن، اذ انّ هذا الخط هو بمثابة الاوكسيجين السياسي الذي تتنفس «القوات» منه بكل أعماقها ولا يمكن تصور انّ قرارها السياسي سيكون بعيدا من الخيار الذي تأخذه المملكة العربية السعودية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية.

على انّ تَماهي «القوات» مع الرؤية السعودية ـ الاميركية يكون بإخراج شكلي منظّم وغير مُستفَز للقواعد الشعبية التي أيّدتها استناداً الى شعارات لا تتصل بالعمل التسووي بأي صلة، فتكون استدارة «القوات» في هذه الحال مدروسة بنحو تكون فيها على شكل خط مستقيم. فإذا عدنا على سبيل المثال الى التسوية الرئاسية مع العماد ميشال عون عام 2016، نجد انّ الاخراج كان في سير «التيار الوطني الحر» بما يُظهِر انه قد تقرّب من «القوات» اكثر من تقرّبها هي منه. وان العودة الى بنود «تفاهم معراب» تُظهِر هذا الامر بنحو جَلي بِغضّ النظر عن تنكّر «التيار» لهذه البنود، والتي نفترض اليوم استحالة تقاربهما بعد المعارك السياسية العنيفة والخطاب العالي النبرة لِمجمل قياديي «القوات» تجاه «التيار» عموماً وتجاه رئيسه النائب جبران باسيل خصوصاً.

وثمة من يرى انّ الموقف السعودي اليوم بات اقرب الى التسوية، خصوصا وانه لم يُظهِر على الاطلاق اي اشارة سلبية تجاه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، وهذا ما يدعو «القوات اللبنانية» التي حاولت استطلاع حقيقة الموقف السعودي في الامر ولم توفّق حتى الساعة، الى التروي ورصد الفرصة التي تستطيع من خلالها التسلل الى كواليس التسوية، ومَن أقرب الى القوات من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تربطه بها علاقات مقبولة تستطيع من خلالها الدخول في نقاش معه حول طريقة مقاربة الملف الرئاسي بأسلوب آخر تحقق من خلاله اربعة اهداف:

- الهدف الاول، هو تصفية حساب قديم مع باسيل الذي تنكّر لـ»تفاهم معراب» كل التنكر.

- الهدف الثاني، هو التماهي مع الرغبة الدولية الجادة والحثيثة بانتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن، بحيث لا تظهر، أي «القوات»، انها المُعرقل لهذه الرغبة تجنباً لدفع ثمن كذلك الذي دفعته عام 1994.

- الهدف الثالث، هو خلق «ستاتيكو» مقبول مع العهد الجديد يسمح لها بتكثيف حركتها السياسية على الساحة اللبنانية عموما والمسيحية خصوصا، بحيث تصبح القوة المسيحية الأكثر تمثيلاً في منطقة الشرق الاوسط متجاوزة ما حققه الرئيس ميشال عون في زمن «تسونامي» عام 2005.

- الهدف الرابع والذي لا يغيب عن بال جعجع فهو محاولة تحضير الارضية لتولي سدة الرئاسة في العام 2028 حيث تكون فرصته الاخيرة لأنه سيكون على مشارف الثمانين من العمر.

إزاء كل ما تقدم لا يمكن استبعاد ان يكون هناك ثمة اتصالات بين الرئيس بري و«القوات»، حتى ولو أنكر الطرفان هذه الاتصالات، خصوصا ان التواصل مع رئيس مجلس النواب بالمفهوم اللبناني يختلف عن التواصل مع «حزب الله»، اذ ان الامر الاول هو طبيعي، فيما الثاني هو حالة استثنائية لا يمكن لـ«القوات اللبنانية» تبريرها، وما حصل في الآونة الاخيرة من لقاء طويل بين حزب الكتائب اللبنانية و«حزب الله» خير دليل الى ذلك إذا ما أخذنا في الاعتبار الضجة الاعلامية والاحراج اللذين تعرضت لهما القيادة الكتائبية.

 

خمس حالات تُنهي الأزمة

شارل جبور/الجمهورية/02 كانون الأول/2022

واجه لبنان منذ العام 1969 ثلاث أزمات كبرى، أدّت إلى تجميد مفعول الدولة اللبنانية: الثورة الفلسطينية، الاحتلال السوري والثورة الإيرانية. فهل هذه الأزمات متشابهة، وهل معالجتها تكون بالطريقة نفسها؟ لا تختلف انعكاسات الأزمات الثلاث الفلسطينية والسورية والإيرانية على واقع تغييب الدولة في لبنان، فالنتيجة نفسها مع فروقات تتعلّق بطبيعة كل مرحلة من هذه المراحل، التي المشترك فيها، تعليق العمل بالدستور وتشويه ممارسته وتحويل الوطن إلى ساحة، ولكن المختلف فيها انّ الثورة الفلسطينية مكونة من جسم فلسطيني مسلّح يحظى بتأييد بيئة لبنانية معينة، وكان يكفي ترحيل هذا الجسم لتنتهي هذه الأزمة، والاحتلال السوري مكوّن من جيش سوري ويحظى باحتضان بيئة لبنانية، وكان يكفي خروجه من لبنان لإنهاء احتلاله، فيما الثورة الإيرانية مكوِّنة من جسم لبناني يستحيل ترحيله أو إخراجه من لبنان.

ويجب التأكيد أولاً بأنّ المواجهة كانت دائماً لبنانية - لبنانية، وشعار "حروب الآخرين" الهدف منه تجميل الواقع الانقسامي، والقول انّ اللبنانيين باستطاعتهم التعايش والتآلف، ولكن الخارج يمنعهم من ذلك، فيما الحقيقة مغايرة تماماً، وهي انّ الداخل غير المتفق ولا المنسجم في إطار دولة واحدة، يستدعي تدخّلات الخارج من أجل قلب موازين الداخل لمصلحة مشروعه السياسي وقناعاته الفكرية التي تتناقض مع التوجُّه المؤسِّس للبنان. ويجب التأكيد ثانياً، انّه لا الثورة الفلسطينية كانت نجحت بالتغلغل في النسيج اللبناني لولا تأييد فئة لبنانية لهذه الثورة، ولا الجيش السوري كان نجح في ان يكون له موطئ قدم في لبنان لولا تأييد فئة لبنانية لهذا الجيش، ولكن هذه الفئة اللبنانية المؤيّدة سياسياً وعقائدياً للثورة والبعث، حافظت على مسافة، ولو صغيرة، من هذين المكونين، وهذه المسافة بالذات أفسحت في المجال أمام حوار وتقارب وتسوية.

فالفريق اللبناني الخصم للفريق اللبناني الآخر المؤيّد للمشروعين الفلسطيني والسوري، اصطدم عسكرياً وسياسياً بشكل أساسي بالمنظمات الفلسطينية والجيش السوري. والفئة اللبنانية المؤيّدة للمشروعين، دفعت باتجاه تعديلات دستورية تشكّل مدخلاً لإنهاء الحرب اللبنانية، ولم تجد نفسها معنية في مطالبة النظام السوري بتنفيذ ما اتُفق عليه في اتفاق الطائف، وهذا للدلالة فقط بأنّ جوهر الأزمة في لبنان لبناني بامتياز، لأنّه لو كان هناك حرص لبناني على قيام دولة وتطبيق دستور وسلاح واحد، لكانت انتهت هذه الأزمة منذ زمن بعيد، ولكن هذا الحرص، ويا للأسف، غير موجود في ظلّ التبدية المستمرة لفئة من اللبنانيين لمشاريع خارجية على حساب المشروع اللبناني. وهناك من توهّم من اللبنانيين بأنّ خروج الجيش السوري من لبنان يُنهي الأزمة اللبنانية، ولكن هذا الخروج فتح الباب على أزمة أعمق من الأزمتين الفلسطينية والسورية، لأنّه كان يمكن التذرُّع بأنّ الوجود الفلسطيني هو وجود خارجي وينتهي مع رحيله، وانّ الوجود السوري هو وجود خارجي وينتهي مع رحيله، ولكن كيف يمكن ان ينتهي وجود "حزب الله"؟

فلا يمكن موضوعياً ومنطقياً المطالبة بترحيل "حزب الله" من لبنان، شأنه شأن المنظمات الفلسطينية والجيش السوري. ولكن دور الحزب لا يختلف في الجوهر والمضمون عن الدورين الفلسطيني والسوري، في منع قيام دولة وإبقاء لبنان ساحة صراعات ومساحة غير مستقرة، والاختلاف هو في شكل الجسم فقط لا غير، إلّا انّ النتيجة نفسها. وعلى رغم تأييد شريحة لبنانية واسعة للثورة الفلسطينية، والدور السوري في لبنان، إلّا انّ رهان الشريحة الأخرى كان على إخراج الفلسطينيين والسوريين من المعادلة السياسية اللبنانية. فهل يمكن ان ينسحب الرهان على "حزب الله" الذي هو ذراع عسكرية إيرانية وتشكّل الامتداد الأوّل للثورة الإيرانية باعتراف طهران نفسها مراراً وتكراراً، وآخرها على لسان المرشد علي خامنئي الذي قال انّ "امتداد الثورة الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان أصبح فاعلاً، وقد تمّ إنجاز عمل كبير هو هزيمة أميركا في البلدان الثلاثة"؟

وعلى رغم اختلاف المطالبة بين إخراج المنظمات الفلسلطينية والجيش السوري، وبين المطالبة بنزع سلاح "حزب الله" لا إخراجه من لبنان، باعتبار انّ هويته لبنانية، إلّا انّه نتاج الثورة الإيرانية ومشروعه إيراني ويتناقض مع المشروع اللبناني، ويستحيل الوصول معه إلى أي تسوية بشروط الدولة، لأنّه جزء من حالة إيرانية دينية وسياسية، فإما ان تنهزم هذه الحالة وتسلِّم بشروط اللبنانيين، وإما انّ الصراع سيبقى مستمراً.

فإخراج لبنان من أزمته بحلّتها الإيرانية على إثر خروج الجيش السوري من لبنان في العام 2005 غير ممكنة سوى في الحالات التالية: إنهيار النظام الإيراني، وهو أمر طويل الأمد، على رغم انّ الثورة النسائية أكّدت مجدداً انّ قوة النظام الإيراني ليست بالتفاف شعبه حوله، إنما بقوته على إجهاض أي تغيير ديموقراطي بالقوة والعنف.

الحالة الثانية، سقوط النظام السوري ونشوء نظام معادٍ لإيران، فيصبح "حزب الله" في وضعية الساقط عسكرياً، ولكن لا مؤشرات إلى انّ الوضع السوري ينحو باتجاه نظام من هذا القبيل.

الحالة الثالثة، ان "يشمِّر" المجتمع الدولي على سواعده ويقرِّر تنفيذ القرارات الدولية واتفاق الطائف وتحييد لبنان بالقوة، ولكن هذا المجتمع ليس في هذا الوارد أقلّه في هذه المرحلة.

الحالة الرابعة، ان ينزلق الوضع في لبنان إلى حرب وخطوط تماس على غرار الحرب الأهلية، ولكن أحداً من اللبنانيين ليس في هذا الوارد.

الحالة الخامسة، ان يتعطّل النظام السياسي بالكامل ويتواصل الانهيار فصولاً ويتمّ الدفع باتجاه الفصل السياسي والجغرافي مع "حزب الله".

والثابت في كل هذه الحالات، انّ "حزب الله" ليس في وارد تسليم سلاحه الذي يشكّل أداة لمشروعه الثوري، وانّ قيام دولة لبنانية طبيعية في ظل سلاح الحزب ومشروعه الثوري الديني غير ممكن، وانّ الاستمرار في هذا النزف المتواصل خطير للغاية، كون المستفيد منه هو الحزب الذي يراهن على عامل الوقت لقلب ميزان القوى الديموغرافي وإرساء مشروعه الإيراني، وانّ المواجهة التقليدية لهذا المشروع أعطت ما عندها، ويستحيل ان تحقِّق العبور إلى الدولة. وبالتالي، لكل هذه الاعتبارات وغيرها، لا حلّ سوى بالدفع باتجاه مشروع الفصل، لأنّ التمسُّك بمشروع الوصل أصبح يشكّل خطورة على ما تبقى من مكامن قوة للجمهورية للبنانية. وإذا كان من الطبيعي ان تُخاض المواجهة مع الثورة الفلسطينية والجيش السوري على قاعدة إخراجهما من لبنان، فإنّه من غير الطبيعي ان تتواصل المواجهة مع "حزب الله" على قاعدة كلاسيكية قوامها دعوته إلى الالتزام باتفاق الطائف والقرارات الدولية، خصوصاً انّ هذه الدعوة بقيت صوتاً في البرية منذ 17 عاماً إلى اليوم وستبقى إلى أبد الآبدين، ما لم تتبدّل موازين القوى الخارجية. وبالتالي حان الوقت للانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهة قوامها مغادرة أفكار "أم الصبّي" والعيش معاً والـ10452 ووطن الرسالة، وتخيير الحزب بين الوصل على أساس مشروع لبناني مشترك، وبين الفصل والعمل علناً وجهاراً في هذا الاتجاه. فأسلوب المواجهة الذي يفشل بعد سنوات من تحقيق أهدافه، يجب استبداله بأسلوب مواجهة آخر.

 

في صبيحة اليوم 1144 على بداية ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/02 كانون الأول/2022

تزامنت الجلسة النيابية الثامنة لإنتخاب رئيس للجمهورية مع بدء تطبيق رفع الدولار الجمركي إلى 15 ألف ليرة. وتكشف جوانب خطيرة حملتها الموازنة الإجرامية التي أقرها هذا المجلس النيابي بالذات!

لم يكن ما يكوي الناس في أولويات النواب الكرام. وبمعزل عن ترويجات كاذبة في الإعلام والأحاديث عن إعفاءات على الضروريات، فإن الأرقام أفصح من أي كلام! إقتصادي معروف يشرح الأمر كالتالي:

إن معجون الأسنان الذي كان سعره عند الإستيراد 1$ كان يدفع 11% TVA من 1500 ليرة (تكلفة الإستيراد), نفس معجون الأسنان سيرتفع سعره الآن إلى ما بين 1.6 أو$ 2! فالإرتفاع سيكون 10 أضعاف ما كانت عليه، على أساس ال15 ألف ليرة TVA! أليس معجون الأسنان من الضروريات؟ هذه الضريبة سيدفعها المستهلك، وبوضوح فإن الضريبة وقيمتها 11% ستتضاعف السعر 10 مرات على المستهلك! وبوضوح أكبر تبين أن الذين ناقشوا الموازنة وبصموا عليها أو الذين تحفظوا أو طالبوا بتعديلات أو طعنوا بها،  لا يعرفون الفرق بين الجمارك وضريبة القيمة المضافة.الجمارك ضريبة بنسبة مئوية على سعر الإستيراد، في حين أن الTVA تطال سعر التجزئة، فيدفع المستهلك مرتين جمرك وقيمة مضافة!

ليس صحيحا أبداً أن نسبة الزيادة في الأسعار ستكون نحو 5% وأن  الرسم الجمركي لن يطال 95% من السلع، فمثل هذه الترهات تذكر تلك المقولة: الليرة بخير فأوصلوا الناس إلى المجاعة، والأكيد أن النتائج الكارثية على حياة الناس لن تتأخر بالظهور، خصوصاً مع تعدد أسعار سعر الصرف ما بين 15 ألفاً للدولار الجمركي وسعر صيرفة المتحرك وهو اليوم 30300 والسعر الحقيقي في السوق الذي تجاوز ال41 ألفاً!

وكما غابت كارثة الغريق الذي ضرب جونية وما نجم عنها من خراب وأهوال، غاب وجع اللبنانيين عن الجلسة السوريالية التي فاقمت القتامة التي يمر بها البلد. والواضح أن كل المؤشرات تفيد بأن الناس ستكون متروكة أمام تعسف الناهبين وسلبطة الإحتكارات، وكل المسؤولية عن الإذلال اللاحق بالناس يقع على عاتق طبقة سياسية إستولت على الدولة والمؤسسات ودمرتها وسخرتها لأتباعها، فبات المواطن العادي محروم من الوظيفة وعاجز عن تأمين تكلفة الطبابة والتعليم كما العيش المقبول.. إلاّ إذا إرتهن للزعيم في طائفته! والأمر الأكيد فإن هذا التعسف الخطير ما كان ممكناً لولا "نخب" من المتسلقين والإستعراضيين المخادعين تواطأت مع المنظومة الفاسدة وأنخرطت معها وباعت واشترت!

كل الأوضاع المأساوية التي يمر بها البلد والناس غابت عن أولويات النواب "معارضة" النظام و"موالاته" وممانعين و"سياديين" و"مستقلين"، ولم يكسر الغياب إلاّ ما أدلى به النائب إبراهيم منيمنة الذي حذّر من مخاطر أداء حكومة تصريف الأعمال الحالية وريثة "عهد جهنم"، فسياساتها تستهدف سحق الطبقات الوسطى والفقيرة..لكنه بقي صوت في وادٍ، لأن الوضع المريب الذي يعيشه تكتل التغيير بات حائلاً دون تحمل هذه المجموعة مسؤوليتها، فيمعن بعض نوابها بممارسات عشوائية، تضرب عرض الحائط بمصالح مئات الألوف الذين صوتوا عقابياً ضد السلطة كما مصالح الأكثرية الساحقة التي يتم سحق حقوقها وكرامتها!

2- رئاسياً ترسمت الحدود بين الكتل، وكثر لا يستسيغون التفاوض المباشر لتسوية تجمع المتسلطين، وينكشف التفاوض السري بين حزب الله والكتائب بعد إنكار، وترشح معطيات عن جهوزية آخرين للتشاور تحت الطاولة، والكل ينتظر الخارج، ويترافق كل ذلك مع مراوحة الأوراق البيضاء مكانها وتراجع نسبي في مؤيدي معوض، ويتم الإعلان أن مجموعة من نواب بيروت وعكار بصدد مبادرة ما بعد ترشيح معوض، ويعلن الأخير إن تم التوافق على مرشحٍ سيادي وإنقاذي فإنه سيخوض معركته، أي مع بدء إقفال هذه الصفحة قالت النائبة عون(من تكتل التغيير) أنها والنائب ضو إقترعا لميشال معوض، ( يطعمكم حجة)!

بالمقابل بلغ الهزل مرتبة لافتة مع النائب ميشال الدويهي الذي إنتقد التصويت بأوراقٍ بيضاء، لكنه قال: "اليوم نزلت ورقة بيضاء مخزوقة من النص تقول إنه نحن بدنا رئيس سيادي إصلاحي إنقاذي"! وقال الدويهي، الممتنع عن التصويت للدكتور عصام خليفة المرشح الوحيد الذي تنطبق عليه معايير ما أسمي مبادرة نواب التغيير، بدنا رئيس وإستشارات لرئيس حكومة "لنبلش بالإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد لإنقاذ البلد"! هنا يتسع الهزل مع إنتظار الإصلاح والإنقاذ من هذا المجلس النيابي ومن هذه الطبقة السياسية الناهبة التي كان البنك الدولي خير من وصّف ممارساتها الإجرامية بحق اللبنانيين!

ملاحظة ضرورية. يتميز النائب فنج، المسقطة نيابته بضربة من المجلس الدستوري، بأنه خلوق عرفته ساحة النور وعرفه ثوارها كشخصية مميزة ملتصقة بالناس وهمومها، لذلك نال فنج ما يزيد عن 5 آلاف صوت تفضيلي ونالت لائحة "إنتفض" أكثر من 14 ألف صوت. لكن الملاحظ أنه في لقاء التضامن معه كما في مؤتمره الصحفي لم يكن يذكر حضور المؤيدين؟ الأمر ليس طبيعياً أبداً، لكن أغلب الظن أن الناس عزفت عنه نتيجة أداء لن تتسامح حياله. لقد تم إنتخاب فنج في سياق تصويت عقابي ضد السلطة وليس للتحالف أو الإلتحاق بفريق منها.. وعلى الآخرين أخذ ذلك بعين الإعتبار فما من وكالة مفتوحة لأحد والحساب سيكون يومياً! وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

تنظيم «الإخوان» وخلاف النهاية

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

خلافة مرشد «الإخوان» حياً وخلافة نائبه ميتاً، فقد أصبح تنظيم جماعة «الإخوان» برأسين، وربما بعدة رؤوس في بضع سنين، فالتنظيم الدولي يواجه أكبر عملية انقسام غير مسبوقة عبر تاريخه القديم والحديث بين جبهتي ورثة إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام لجماعة «الإخوان» الذي اتهم في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في قضية إحياء التنظيم، فمنير عرف عنه عشقه لإحياء التنظيم كلما انطفأت أو هفتت ناره... منير المتوفى حديثاً الذي دفن في بريطانيا، يتصارع ورثته في جبهة لندن مع جبهة إسطنبول جبهة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة، مما تسبب في انقسام هيكلي كبير داخل التنظيم.

انقسام جبهتي إسطنبول ولندن يؤكد حقيقة أن التنظيم عابر للحدود وليس مجرد جماعة دعوية تتبنى فكرة عامة لجماعة «الإخوان»، فشدة الاستقطاب والاصطفاف بين الفريقين تؤكد أن التنظيم جماعة لها انتماء وولاء وبيعة خارج حدود الأوطان التي تعيش فيها مما تهدد السلام المجتمعي داخل المجتمعات التي توجد فيها؛ جماعة ولاؤها خارج الحدود. التنافس على زعامة التنظيم تفاقم بعد سجن بديع والقبض على محمود عزت، فبدأ الصراع بين إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام لجماعة «الإخوان» ومحمود حسين الأمين العام السابق للجماعة، أي بين جبهتي إسطنبول ولندن.

في ظل تبادل الاتهامات بين جبهة إسطنبول وجبهة لندن بـ«انتشار الكثير من السلوكيات الشائنة، واستمرار الكثير من الممارسات المتعارضة مع أخلاق الدعاة والمصلحين» وهذه الشهادة والمكاشفة جاءت من داخل الجماعة بل من أبرز أقطابها تصف قطبها الآخر وليست من خارجها لكي توصف بـ«أكاذيب وافتراءات» كعادة الجماعة والتنظيم في الرد على منتقديهم من خارج الجماعة والتنظيم. فبمجرد غياب إبراهيم منير أعلنت جبهة إسطنبول تعيين محمود حسين قائماً بأعمال مرشد «الإخوان» ولم تمض ساعات عن إعلان إسطنبول حتى أعلنت جبهة لندن أن القائم بأعمال المرشد خلافاً لإبراهيم منير، هو محيي الدين الزايط ليصبح التنظيم الأفعى برأسين.

الخلافات والانشقاقات قديمة متجددة داخل صفوف الجماعة التي توصف بأفعى تلدغ بمجرد شعورها بالدفء... الخلاف استمر بين الرؤوس رغم وضوح اللائحة التي تنص على أنه «في حال الموانع القهرية للمرشد والتي تَحول دون مباشرته مهامه يحل محله نائبه الأول، ثم الأقدم فالأقدم من النواب، ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد». وفي حال أن تكون جبهة أعضاء الجماعة داخل السجون، تعتبر نفسها الوصي على الجماعة والتنظيم وأنها لا تزال صاحبة الولاية «الشرعية» التي انعقدت لها البيعة بالولاء والطاعة كونها تضم بين صفوفها المرشد الأخير للجماعة محمد بديع، وترى أنها صاحبة البيعة والولاية، وأن الباقين مجرد انقلابيين، بينما جبهة الشباب خارج السجون ترى في عجائز التنظيم السبب في فشل وانهيار التنظيم وأنه لا بد من التجديد. الخلافات والتشظي داخل جماعة «الإخوان»، لأول مرة في تاريخ التنظيم تخرج للعلن وتصبح بارزة، ففي الماضي كانت الجماعة تتكتم على الخلافات وتحاول لملمة الخلاف داخل بيت الجماعة وفي السر. الخلافات أسبابها متعددة، منها بسبب الصراع على الزعامة ومنها الصراع على إدارة الأموال خاصة في ظل اتهامات بسرقة الأموال والمخالفات المالية والإدارية في إدارة ثروة التنظيم التي تضخمت بعد نهب التنظيم لخزائن البلدان التي استطاع تولي السلطة فيها مثل مصر وليبيا وتونس.

ومن حسن الطالع أن تعدد الجبهات؛ جبهة المرشد في السجن وجبهة لندن وجبهة إسطنبول وجبهة صغار «الإخوان» وشبابها، وجميعها جبهات طفت للسطح، إنما يعبر ذلك عن حقيقة واحدة هي تشظي التنظيم وتؤكد سقوط المشروع الإخواني قريباً.

 

سقراط الإسلام أم مخادع؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/02 كانون الأول/2022

هل وقعت الجمهورية الإسلامية في إيران في فخ نصبه مخادع يتنكر بزي فيلسوف؟ كتاب جديد نُشر في طهران وأشاد به المسؤولون باعتباره «أطروحة فلسفية كبرى» قد يوحي بـ«نعم» كإجابة. يجري الترويج لكتاب الأكاديمي الإسلامي جلال سبحاني، بعنوان «من يوم ما قبل أمس إلى يوم بعد غد»، بوصفه رحلة في الأفكار السياسية لأحمد فرديد، المتوفى عام 1994 عن 85 عاماً. وأثبت فرديد أنه فيلسوف البيت الحاكم لآيات الله عبر سلسلة من العروض التلفزيونية والمحاضرات في الثمانينات حول ما سماها «الاستعدادات لعودة الإمام المنتظر» في «نهاية الزمان». وبوصفه فيلسوفاً أليفاً لدى النظام الخميني، جرت الإشادة بفرديد بوصفه «سقراط الإسلام»، رغم أن تشابهه الوحيد مع الفيلسوف اليوناني يكمن في رفضه وضع أفكاره على الورق. من جانبي، تعرفت على فرديد أوائل السبعينات قبل أن يستولى الملالي على السلطة عندما شاركنا في سلسلة من المناظرات المتلفزة في طهران. وكان يتمتع بحس فكاهي حاد وعدّ الحياة سلسلة من الألعاب، إن لم تكن مقالب كوميدية، ولذلك فإنه لا ينبغي أخذها على محمل الجد.

استهزأ فرديد بالملالي وعدّ الدين محاولة لفرض سياج حول الخيال والإبداع البشريين. عام 1979، عشية استيلاء الملالي على السلطة، كان كل من عرفه يصفه بأنه مفكر مناهض لرجال الدين، إن لم يكن مفكراً معادياً للدين صراحةً. بدعوى أنه كان في محادثة مع مارتن هايدغر، الفيلسوف الألماني المنتمي لحقبة فايمار والنازية، كان أحد الموضوعات التي عزف عليها، البحث عن «قائد قوي» لمنح المجتمع العمود الفقري الأخلاقي الذي يحتاج إليه. ومن دون أن يذكر مَن كان يقصده بـ«القائد القوي»، افترضت المؤسسة في طهران أنه يقصد الشاه. وربما كان هذا من بين الأسباب التي جعلته أحد الفلاسفة المفضلين للإمبراطورة فرح داخل «الجمعية الملكية للفلاسفة».

في الوقت ذاته، حذر فرديد من القيم الديمقراطية الليبرالية وصاغ مصطلح «التسمم الغربي» الذي أصبح رمزاً لمن يعتزون بمفاهيم القهوة السريعة. بيد أن المشكلة كانت دوماً أنه لم يكن بإمكان أحد أن يعرف قط متى يكون فرديد جاداً ومتى يخادع الآخرين. ورغم مرور عقدين على وفاته، لا تزال هذه المشكلة قائمة حتى يومنا هذا. جدير بالذكر أن تلاميذ فرديد، ومن بينهم رضا الداوري الأردكاني ومحمد تقي مصباح اليزدي، صوّروه بوصفه صاحب رؤية تنبأ فيها باندلاع الثورة الإسلامية بوصفها بداية جديدة للبشرية. وفي كتابه الجديد، يذهب سبحاني إلى أبعد من ذلك من خلال تصويره فرديد على أنه داعية لأغرب أوهام النظام الخميني. وحسب سبحاني، فإن الراحل يعد بمثابة «سقراط الإسلام»، مشيراً إلى أنه قسّم التاريخ البشري إلى خمسة عهود: أول من أمس وأمس واليوم وغداً وبعد غد. ووفقاً لهذه القراءة، فإن الخلق بأكمله كان مقدمة لعودة الإمام المنتظر (المهدي) التي ستحدث في فترة «بعد الغد» في نهاية الزمان. أما الثورة الإسلامية بقيادة آية الله الخميني بمثابة بداية مرحلة يجري خلالها «إخراج» الشيطان من طريق الإنسانية وتأسيس ولاية الفقيه.

وبعد ذلك، يطلق «ولي الفقيه» قطاراً يتجه نحو المحطة الأخيرة، حيث يصعد إليه الإمام المنتظر. في الطريق إلى تلك الوجهة، تستقل أمة تلو الأخرى القطار حتى تصعد البشرية بأكملها. ويتبلور هذا «المصير الواضح» في الوقت الذي يتولى فيه آية الله علي خامنئي «إمام العصر»، قيادة القطار.

وذكر أحد النقاد أن الكثير من «المؤمنين الحقيقيين» رأوا صورة «الإمام» السابق، آية الله الخميني، في اكتمال القمر قبل أسابيع قليلة من عودته من المنفى في فرنسا. اليوم، يؤكد هذا الناقد أن أولئك الراغبين في رؤية وجه خامنئي يجب أن ينظروا إلى الشمس حيث «تتألق صورته بقوة أكبر كل يوم».

وحسب سبحاني، رأى فرديد أن «الديمقراطية الليبرالية» العدو الأكثر شراسة لمشروع تحقيق «المصير الإسلامي للبشرية». وعليه، يجب على الجمهورية الإسلامية أن تواجه القوى الغربية بحزم، وأن تحرص على أن يكون «إصبعها على الزناد». ويهدف هذا إلى تبرير التقارب المتزايد بين الجمهورية الإسلامية وروسيا والصين الشيوعية، والتي رغم قمع مواطنيها المسلمين، فإنها تعوض عن هذا الخطأ من خلال محاربة الغرب وديمقراطيته الليبرالية.

من جانبي، وبعد أن تحدثت مع فرديد في مناسبات كثيرة، تولَّد داخلي شعور، إن لم تكن قناعة حقيقية، بأنه قرر أداء واحدة من مزحاته الشيطانية على الملالي.

جدير بالذكر هنا أنه قبل استيلاء الملالي على السلطة، كان فرديد راضياً عن وصفه بـ«الأستاذ» أحمد فرديد، الرجل العصري الذي يتباهى بمعرفته الموسوعية بعلم الخمور. وخلال الشهور الـ13 التي شهدت الاضطرابات التي انتهت باستيلاء الخميني على السلطة، عندما اعتقد الكثيرون أن آية الله قد يتحول إلى حصان طروادة بالنسبة للماركسيين اللينينيين، شجع فرديد تلاميذه على مناداته بلقب «دكتور». وبمجرد أن انتصر الملالي وبدأوا في قتل اللينينيين، تذكر فرديد أنه من نسل الإمام علي، وبالتالي أحد أهل البيت وبدأ يوقِّع باسم «السيد أحمد».

وإحقاقاً للحق، لم يهرول فرديد خلف منصب أو مال، وعاش في شقة صغيرة مستأجرة يملكها أحد مراسلينا علي أكبر خيراخة. كما أنه لم ينغمس في «الهوس الشرقي»، المتمثل في السعي لكسب حظوة مع السيدات. الحقيقة أنه عاش حياة، مع أنها لم تكن متقشفة، فإنه لم يكن لها أي علاقة بمكانته كشخصية مشهورة في فترة ما قبل الثورة في إيران. وبعد مرور نصف قرن، قد يرى المرء في فرديد شخصاً وُلد مخادعاً كان ينظر إلى الحياة بوصفها مزيجاً من ضرورات جميلة، لكن دونما معنى، وأخرى بائسة تتجاوز حدود إدراكنا. وكانت فلسفته: إذا كانت الحياة لعبة، فلماذا لا نلعب بها؟ أما الفلسفة، فكانت المجال الأمثل أمامه لفعل ذلك.

اليوم، يذكّرني فرديد بآرييل، الجنّي المخلوق من الهواء وخادم بروسبيرو في مسرحية «العاصفة» لشكسبير. كان آرييل سيد المقالب والأفعال السحرية والمزحات العملية التي لا تستثني أحداً. أما الهدف السري لآرييل، فكان نيل التحرر المطلق من جميع القواعد والعقائد والأنظمة. وثمة شعور لديَّ بأن فرديد سخر من الشاه وآية الله واستمتع بكل لحظة في الخفاء.

والتساؤل هنا: هل كان فرديد آرييل إسلامياً أم سقراط إسلامياً؟

الحقيقة أن فرديد نفسه كان ليضحك من هذا السؤال، لكن ماذا كان ليقول لو أننا أطلقنا عليه أرخيلوخوس الإسلامي، نسبةً إلى الشاعر الساخر اليوناني الأول؟ حتى في هذه الحالة، كان فرديد ليسخر منا نحن أيضاً، مثلما سبق أن فعل مع الإمبراطورة والإمام و«المرشد الأعلى».

على "وجاهة" اثارة موضوعي انعقاد جلسات استثنائية لمجلس وزراء حكومة تصريف الاعمال وجلسات تشريع الضرورة لمجلس النواب في ظل الفراغ الرئاسي من الزاوية الميثاقية التي تعني بوضوح اعتراض المسيحيين على قيادة أحادية للمسلمين في المؤسسات الدستورية ، ترانا لا نتمالك انفسنا مع الوف مؤلفة من اللبنانيين عن السخرية الى اقصى الحدود من دوامات العقم هذه . ونقول العقم لئلا نتوغل الى الأسوأ في سلوكيات قوى سياسية ما فتئت على رغم انفجار الازدواجية الفاقعة التي تحكم سياساتها واتجاهاتها تمعن في الاستثمار في أزمات غالبا ما تتحمل معظم أسبابها وتبعاتها . يمكن تفهم وتبرير اعتراضات سياسية ونيابية على جلسات حكومية وتشريعية بداعي الضغط لملء الفراغ الرئاسي أولا وكأولوية لا يجوز التسامح مع مسببيها متى جاء وانحصر الاعتراض بقوى معارضة أساسا ومنخرطة تماما في معركة اثبات الطابع الدستوري الكامل لمواجهتها القوى الانقلابية المعطلة لانتخاب رئيس الجمهورية .

يمكن تفهم وتبرير بل وتحفيز الرفض الظرفي "الجراحي" لجلسات حكومية وتشريعية متى استشم منها نزعات استئثار في السلطة من جانب شركاء في الدولة ، ولا نقول مسلمين ولا مسيحيين لان الطابع الدستوري للمعركة يحتم تجنب اسباغ الطائفي الى حدود قصوى لئلا يستفاد منه في اخذ البلاد الى مزيد من تعميق الانقسام وتضييع الهدف المركزي في اسقاط مخطط الفراغ الايل الى تقويض اخر ركائز النظام الدستوري اللبناني . لكن ان تغدو قضية انعقاد الجلسات الحكومية وجلسات تشريع الضرورة لدواع طارئة تبررها حالات الضرورة الملحة للمواطنين السبيل الأمثل للاستثمار في ازمة الفراغ من بوابة فرز طائفي فهو ما يتعين على قوى المعارضة الحقيقية التي تقود معركة الاستحقاق الرئاسي بكل ما تملك من وسائل متاحة ان تتجنب تقديم خدماتها في هذا الفخ الى القوى الشريكة لتحالف الفراغ . ذلك ان ثمة ما يتجاوز السخرية في نظرة الناس الى منع جلسة حكومية يفترض ان تنعقد لصرف الأموال الطارئة للمستشفيات والأدوية المستعصية وسواها من أبواب انفاق أساسية فيما لا يمنع العبث المتمادي في إبقاء دولة على قارعة الاهتراء المتدحرج تباعا وصولا الى الفوضى الكاملة . ما بين قوى 8 اذار والتيار العوني شراكة "مصير ومسار" في التعطيل من جهة وتوظيف التعطيل ومفاعيله من جهة أخرى . يعطلون "ميثاقيا" بوحدة حال مسيحية – إسلامية وينبري الان التيار العوني لاكمال الافضال "التاريخية" لعهده الافل باطلاق نفير الاستنفار الطائفي حيال جلسة لمجلس الوزراء وكأن الرئاسة الأولى تتهدد فقط عند هذا المفترق ولا احد يسائله من ولماذا والى متى يجري تعطيل الرئاسة حاليا وماذا فعلتم في السابق واللاحق مع شركائكم بمنصب الرئاسة ؟ هذه "الميثاقية" التعطيلية الانقلابية التي يتولاها حلف التعطيل والفراغ يتعين ان تواجه بمنطق مختلف لا يستدرج الى حيث يريد التحالف التعطيلي من المعارضة ان تنزلق اليه أي الى المنزلق الطائفي . حتى المعايير الدستورية الصرفة بات يصعب الاحتكام اليها وحدها بمعزل عن وقائع الانهيار الموروث من العهد الافل . ثمة معايير موجعة ومخيفة تعتصر حياة اللبنانيين ومعيشتهم وسط احدى اشد المآسي التي يكابدها شعب في العالم . "ميثاقية" اللبنانيين اليوم هي في وحدة الكارثة أولا وأخيرا . أي فارق في ميثاقية فوضى وتخلف وفساد يدفع ثمنها الناس تحت طوفان غمر جونية وساحل كسروان وجبيل وفوضى وتخلف وفساد يطبع الضاحية الجنوبية وطرابلس وبعلبك ؟ هذه نماذج يوميات عن لبنان في ظل افدح ازدواجية متفجرة تحكمه …فاحذروا هذه الميثاقية !

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي: من حق لبنان أن يكون له رئيس ولا يحق لأحد التعطيل ويبدو ان لا توافق حتى الآن على اسم مرشح في انتظار الخارج

وطنية"/الجمعة 02 كانون الأول 2022

جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وصفه جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بـ"الهزلية

وقال لاذاعة "لبنان الحر" من روما: "نرى أن هناك فئة من الكتل النيابية طرحت مرشحها النائب ميشال معوض وتصوت له، وفئة أخرى تصوت بورقة بيضاء، والبعض يصوت لأسماء أو لشعارات، فهل يجوز أن نستمر في هذه الطريقة؟ وتوجه إلى أصحاب الاوراق البيض بالقول: "من هو مرشحكم، لماذا لا تعلنون عن اسمه وتصوتون له؟ واذا كانت هناك من اسماء تستطيعون أن تتفاوضوا عليها، تَدعون الى التفاوض ولا أحد يعرف ماذا يضمر الآخر، وهذا ما وصفته أنا بالجلسات الهزلية، ثم ماذا يعني حضور النواب كل خميس لجلسة انتخاب رئيس، فهذا غير دستوري؟ عندما كنا على مقاعد الدراسة هنا في ايطاليا رأينا لمرات عدة كيف ينتخبون الرئيس: البرلمان يكون مفتوحًا يوميًا، الجلسات متتالية، أسماء تظهر وأسماء تغيب ويصلون أخيرا الى انتخاب رئيس. أما وفق الطريقة التي تحصل في لبنان فيمكن أن نستمر جيلاً بعد جيل وسنة بعد سنة في الأسلوب نفسه، وهذا الأمر لا يجوز". وسأل النواب: "ماذا يعني انكم تأتون الى مجلس النواب ويكتمل النصاب ثم بعد الدورة الانتخابية الاولى تغادرون القاعة ويُفقد النصاب؟ فلو لم يتوافر هذا النصاب في الدورة الاولى "محلولة"، ولكن ما معنى أن توفروا النصاب في الجلسة الاولى وتغادروا في الجلسة الثانية؟ أين الدستور والمفاهيم، اليس هذا يُعدّ استخفافاً بالشعب اللبناني وبشخص رئيس الجمهورية، أياً يكن الرئيس؟ وجدد السؤال: "لماذا تفعلون هكذا فقط برئيس الجمهورية المسيحي الماروني، فيما رئيس مجلس النواب يُنتخب بجلسة واحدة ورئيس الحكومة يُكلف فور انتهاء الاستشارات النيابية؟ كأنكم تقولون إنكم تستطيعون الاستغناء عن رئيس الجمهورية. واذا كنتم تتمسكون بالميثاق فأين هو العنصر المسيحي وأنتم تغيّبون انتخاب الرئيس، وأين هو فصل السلطات؟ فهذا كلُه ضد الدستور واستبداد وظلم في حق لبنان". ورداً على سؤال قال: "لو كانوا يستطيعون حلّ الموضوع الرئاسي داخليا لكانوا انتخبوا الرئيس، وهذا يدل، أسبوعا بعد أسبوع، أنهم بانتظار كلمة السر من الخارج .للاسف، وإن كانوا "رح يزعلو منّي"، فهم لم يصلوا بعد الى النضج في تقرير مصير وطنهم مع بعضهم البعض لانتخاب رئيس للجمهورية"، مشددا على أن "الاكثرية المسيحية طرحت إسمًا للرئاسة فليطرح الآخرون اسمًا ولا يقولوا إن المسيحيين لم يتفقوا، وحتى الآن يبدو أن لا توافق على اسم مرشح في انتظار الخارج، وحتى الآن لن يأتي هذا الاسم، ولكن على المسؤولين اللبنانيين التشاور والتصويت، فهكذا يُنتخب البابا والبطريرك، ولو كنا نتفق قبل الانتخاب لما كان لنا لا بابا ولا بطريرك"   .

"من حق لبنان ان يكون له رئيس"

وهل طرح خلال لقاءاته في الفاتيكان الموضوع الرئاسي ودور الكرسي الرسولي في هذا الموضوع، قال: "نسمع جميعنا نداءات قداسة البابا ودعوته المجتمع الدولي الى مساعدة لبنان للخروج من أزماته، فالفاتيكان يعنيه أمر لبنان، لان هذا البلد هو نموذج وصاحب رسالة في هذا الشرق، كما أعلن القديس الراحل يوحنا بولس الثاني، والفاتيكان ملتزم هذا القول، وفي كل مناسبة يعلن قداسته هذا الموضوع، وهو معني بالعمق ان لبنان يجب أن يخرج من أزمة الرئاسة، ويجب انتخاب رئيس جديد للجمهورية. أنا اقول إن من حق لبنان أن يكون له رئيس، ولا يحق لأحد أن يعطل هذا الاستحقاق فعدم وجود رئيس للجمهورية يعني أن هناك جسماً من دون رأس، ويعني أيضًا تفتيت أوصال الدولة". وعن مساعِي الفاتيكان مع الدول الفاعلة، قال: "أكيد، الفاتيكان يعمل ديبلوماسيا مع الدول، ويبحث عن المفاتيح الدولية لمساعدة لبنان للخروج من هذه الازمة" .

"المؤتمر الدولي لخلاص لبنان ولخير اللبنانيين"

وتطرق إلى "طرح الحياد والمؤتمر الدولي لخلاص لبنان"، قائلا: "الفاتيكان لا يطرح عادة قضايا من هذا النوع بل يعمل عندما يقتنع بالأمر بطريقته الديبلوماسية. لا ننتظر أن يعلن الفاتيكان يوما ما انه مع حياد لبنان أو مع مؤتمر دولي للبنان، فهو عندما يقتنع بذلك يعمل ديبلوماسيًا وليس إعلاميًا، ومن جهتي، كتبت للفاتيكان عن هذه الامور وأترك له أن يقرر هل يريد أن يسير بهذا الموضوع او لا. ولكن أنا كبطريرك من واجبي أن أكتب للفاتيكان عن هذا الموضوع لكي يفهموا مني وليس من غيري ماذا أعني بالحياد وكيف أنه لخير كل اللبنانيين وليس لفئة معينة، وماذا أعني بمؤتمر دولي". وجدد القول: "لكي يفهم الجميع لمرة واحدة وأخيرة، إذا أرادوا أن يفهموا، ما دام السياسيون والفئات والكتل السياسية لا يجلسون الى طاولة للبحث في مشكلة لبنان، وأن يُشّخصوا سبب معاناته، فلا يجوز ترك لبنان يموت على قارعة الطريق وهو عضو فاعل ومؤسس وملتزم في الامم المتحدة وفي جامعة الدول العربية، ولا يجوز أن يترك هذا البلد للموت كما هو الآن، أما أن تنتظروا أن يتفق كل اللبنانيين على هذا الموضوع فهذا غير ممكن، لأن هناك من لا يريد، ويرى أن مصلحته ألا يكون لبنان في حياد.

- إن ما نطرَحُه في موضوع المؤتمر الدولي هو أولا تطبيق اتفاق الطائف نصًا وروحًا ولا نريد تغيير هذا الاتفاق، إذ إن عدم تطبيقِه منذ 30 عاما هو الذي أوصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم، فلا توجد سلطة في لبنان بل عثرات أمام تطبيق الدستور.

- هناك قرارات مجلس الامن وهي الـ 1559- 1680 - 1701 ترتبط بسيادة لبنان وبسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية، وهي لمصلحة لبنان، ولبنان غير قادر على تنفيذها بقوته، لذا على المجتمع الدولي الذي أصدر هذه القرارات أن يطبقها .

- هناك قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين يجب إيجاد حل لهم لأننا لا نستطيع لا نحن ولا هم أن نحلُم بأنه سيكون هناك دولة فلسطينية وإن كنا نرغب في أن يحصل ذلك ولكن في حال لم يتم ذلك ولا يسمح لهم أن يعودوا الى أرضهم، فعلى المجتمع الدولي أن ينظر بشأنهم وايجاد طريقة لهم لكي يعيشوا بطريقة لائقة، لا في المخيمات، فلبنان لا يستطيع أن يكون هناك على أرضه بُقع لا سلطة للدولة عليها، نحن مع القضية الفلسطينية ولكن في حال لم تُحل فيجب ايجاد الحل لهذا الشعب .

 - بالنسبة الى قضية اللاجئين السوريين، لبنان لا يستطيع بعد اليوم أن يتحمل مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أرضه، إضافة الى نصف مليون فلسطيني، وشعبه يهاجر، لذا يجب عودتهم الى بلادهم كما أنه لا يجوز أن يردد المجتمع الدولي أن لا أمن في سوريا ويجب العودة الكريمة والمضمونة، وهذا يعني إرزح يا لبنان تحت كل الأعباء الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، فلبنان استقبل اللاجئين السوريين، ولكن يجب أن يعودوا الى سوريا لا كرهاً بهم، بل لأن سوريا وطنهم وهناك ثقافتهم وتاريخهم .

- لبنان لا يستطيع ان يعيش وهو يعادي الدول، فقيمة هذا الوطن بحياده لأن هويته وتكوينه انه بلد متعدد الديانات والثقافات، منفتح على جميع الدول والحضارات، وهو أول من وقّع وما زال يلتزم حقوق الانسان والحريات العامة، نظامه ديموقراطي، فلبنان ليس أرضًا للحروب بل أرض اللقاء، ومجلس الأمن سبق  له ان أعلن أنه بلد الحوار والتلاقي. يتكلمون على تدويل القضية وعلى سلام مع اسرائيل، فهذا ليس ما أطالب به عبر "المؤتمر الدولي لخلاص لبنان" كما يقول البعض، وأتمنى، ولو لمرة واحدة وأخيرة، ان يفهموا ماذا أعني من طرحي. وأجدد القول :إن هذا كله لخير جميع اللبنانيين من دون استثناء".

 

بري عرض مع وزير المالية والعريضي وزوار الاوضاع

الفرزلي: الوفاق مسألة أساسية في إنتاج رئيس ونأمل ذهاب النواب الى الحوار

 وطنية/الجمعة 02 كانون الأول 2022

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي وجرى  عرض للأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية لا سيما الإنتخابات الرئاسية .

تصريح الفرزلي

وقال الفرزلي بعد اللقاء: "طبعاً زيارة دولة الرئيس واجب للوقوف على رأيه في كافة التطورات على الساحة، وبالتحديد في مسألة إنتخابات الرئاسة. يوما بعد يوم يثبت بما لا يقبل الشك أن الفكرة الاساسية التي طرحها حول ضرورة الوفاق هي مسألة اساسية في إنتاج رئاسة الجمهورية في لبنان".

أضاف: "بعد الإنتخابات النيابية وهذا الإنقسام العمودي الموجود، لا يمكن إنتاج رئاسة جمهورية إلّا على قاعدة الحوار بين اطراف الكتل النيابية، وبالتالي دراسة الأفكار والحوار حول الأفكار التي تؤدي الى إنتاج رئيس جمهورية يجب أن تكون بداية الحوار حول الافكار والمهام التي يجب أن توكل للرئيس. وعندها يتم إنتقاء الرئيس من قبل السادة النواب على قاعدة مدى ومواءمة هذه المهام مع الشخصية التي يجب ان يتم ترشيحها وتسميتها لرئاسة الجمهورية هذه مسألة مركزية وأساسية".

وتابع: "أما التفكير بأن هناك ورقة بيضاء وورقة مكتوب عليها إسم، ما هو الفرق ؟ السؤال الكبير ، فرضا، اين ذهبت الاصوات الخمسين، والاصوات التي سمت  احد الشخصيات لرئاسة الجمهورية ولم يحصل على الاصوات المطلوبة دستورياً لكي يسمى رئيسا للجمهورية، اليس هذا  في النتيجة كالورقة البيضاء . النتيجة واحدة هي أنه لم يتم انتخاب رئيس. فرضا هناك ٥٠ ورقة بيضاء  والآخر نال ٣٧ او ٤٠ صوتا، اي لم يكن بالمستوى المطلوب. لذلك نأمل أن يذهب السادة النواب والكتل النيابية الى الحوار المنشود كي تتم العملية الانتخابية وفقاً لما نطقت بها الخبرة البرلمانية والفهم لحقيقة الأوضاع في البلد خدمة للبلد وضرورة الإسراع بإنتاج رئيس للجمهورية" .

العريضي

كما عرض رئيس المجلس لآخر التطورات والمستجدات السياسية خلال لقائه الوزير السابق غازي العريضي الذي غادر دون الادلاء بتصريح .

اتحاد المقاولين العرب

وإستقبل الرئيس بري أيضاً وفداً من إتحاد المقاولين العرب ضم رئيس الإتحاد رئيس اتحاد المقاولين العراقيين علي سنافي ، ونقيب مقاولي الأشغال العامة والبناء  اللبنانية المهندس مارون حلو ، ونائب رئيس إتحاد المقاولين في الدول الإسلامية  شريف وهبي، وتناول البحث شؤوناً نقابية .

وزير المالية

وبعد الظهر استقبل رئيس المجلس وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل .

وكان قد استقبل الدكتور مروان اسكندر.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 02 و 03 كانون الأول/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 02 كانون الأول/2022

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/113769/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1616/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 02/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/113773/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-december-02-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/