المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 22 آب/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.august22.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَخَفْ، يَا بُولُس، يَنْبَغي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَر وهَا هُوَ ٱللهُ قَدْ وَهَبَ لَكَ حَيَاةَ جَميعِ ٱلمُسَافِرِينَ مَعَكَ

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/هوية لبنان هي لبنانية وفقط لبنانية منذ  7000 سنة وما يزيد

الياس بجاني/خطر حزب الشيطان الملالوي على لبنان هو خطر وجودي ويستهدف ثقافته وقيمه ونظامه وتاريخه ونمط حياة أهله

الياس بجاني/متاحف نصرالله الجهادية السياحية هي تجسيد لثقافة الخرافات والأساطير الوهمية

الياس بجاني/فيديو/قراءة في إطلالة أبو أرز الإعلامية الأخيرة المميزة...أبو أرز الصدق والجرأة والوطنية والإيمان في مقابل تعاسة قادتنا الموارنة كافة

الياس بجاني/أبو أرز مدرسة بالوطنية والعلم والنضال والأهم بالإيمان بلبنان السيد والحر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة لليوم الأحد 21 آب/2022/مع فيديو قداس الديمان

معلومات إسرائيلية عن موعد توقيع إتفاق الترسيم مع لبنان

ملف الترسيم... عرضٌ إسرائيلي جديد!

عن ملف الترسيم... هل سيتبلور الحل الأربعاء؟!

إستنفار إسرائيلي... ما علاقة الحزب؟!

الراعي... إذا أردتم المثالثة، فهذه الصيغة التي أريدها!

سيمون أبو فاضل/الكلمة أونلاين

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 21 آب 2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عرضٌ إسرائيلي جديد لـ لبنان يتعلّق بملف الترسيم!

بالأرقام التفصيلية... لمن منحت الطوائف المسيحية أصواتها؟

لقاء حاسم بين عون وميقاتي لتشكيل الحكومة... والفراغ يتقدّم وإصرار رئاسي على تعيين وزيرين خلفاً لسلام وشرف الدين

"طويلة ع رقبته"... أعنف هجوم من وزير المهجرين على ميقاتي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تطمئن إسرائيل بأنها لن تقدم تنازلات لطهران

غانتس: لدى إيران اقتصاد كبير ولكن تحكمها نخبة متعصبة تدعم الإرهاب

إيران تتخلى عن مطلب رفع «الحرس» من قائمة الإرهاب ومسؤول أميركي يؤكد وجود «نقاط شائكة أخرى»

طهران تتمسك بـتوسيع برنامجها النووي مع اقتراب إنجاز المحادثات

قادة الرباعي الغربي شددوا على رد أنشطة إيران الإقليمية

الإمارات تعيد سفيرها إلى إيران والسفير الزعابي سيباشر العمل خلال الأيام القادمة

أربعة قادة غربيون يدعون إلى «ضبط النفس» حول المحطة النووية في أوكرانيا

أوكرانيا تنفي تورّطها في مقتل داريا دوغينا/لجنة التحقيق: الجريمة مدبّرة ومخطط لها مسبقاً

ألكسندر دوغين... مؤلف «النظرية الرابعة» الذي أخطأته العبوة الناسفة

وصف بأنه «عقل بوتين» وطور لسنوات استراتيجية «التكامل الأوراسي»

صواريخ روسية تضرب أوديسا مع اقتراب مرور نصف عام على الحرب

استنفار في العراق لإنقاذ عالقين في انهيار مزار ديني والدفاع المدني ينقذ 3 أطفال وينتشل 4 جثث

أطراف في «الإطار» العراقي تستجيب بحذر لـ«مناظرة» الصدر

عباس إلى أنقرة اليوم للقاء إردوغان بدعوة تركية رسمية لطمأنة الفلسطينيين بعد عودة العلاقات مع إسرائيل

اليابان لزيادة قدراتها الصاروخية في مواجهة التهديدات الصينية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اوقفوا البلف، الانتخابات الرئاسية الوهمية/شارل الياس شرتوني

المغترب يصرخ: "استروا ما... شفنا منكم"/ جان الفغالي/أخبار اليوم

في صبيحة اليوم ال1039 و1040 على بدء الثورة الكرامة./حنا صالح/فايسبوك

قلق يساور حزب الله/د. حارث سليمان/جنوبية

الاتفاق مع إيران/عبد الرحمن الراشد/الشّرق الأوسط

لبنان... في مستنقع الانتظار العبثي/إياد أبو شقرا/الشّرق الأوسط

التقمص الساذج والهزّة الكاذبة/علي العميم/الشّرق الأوسط

السياسة الخارجية الأميركية سذاجة أم إدراك تام؟/سوسن الشاعر/الشّرق الأوسط

البحر الأبيض المتوسط: أجندة تحديات/د. ناصيف حتي/الشّرق الأوسط

مصالحة تركية سورية في الأفق؟/عمر أنهون/الشّرق الأوسط

 بالعودة إلى شابّ اسمه هادي مطر/حازم صاغية/الشرق الأوسط

بوتين ودوغين .. والحلم الإمبراطوري/توفيق شومان/فايسبوك

المنطقة تتحضّر لمرحلة «إدارة الأزمات» سواء اتسمت بـ«توقيع النووي» أو «اللاتوقيع»/رلى موفّق/القدس العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي: نطالب برئيس يرسم حدود الدولة مع قوى لبنانية تتصرف كأن لا منعة ولا حدود ولا كرامة للدولة والشرعية والجيش

المطران الياس عوده: نرى الأكثر فسادا يحاضرون بالنزاهة والمتهربين من العدالة ينصبون أنفسهم قضاة ومستبيحي الدولة وسيادتها يدعون وطنية مزيفة

مكتب ميقاتي ردا على رد باسيل: الحكومة لن تؤلف إلا وفق الأصول الدستورية بالتعاون بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف حصرا

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَخَفْ، يَا بُولُس، يَنْبَغي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَر وهَا هُوَ ٱللهُ قَدْ وَهَبَ لَكَ حَيَاةَ جَميعِ ٱلمُسَافِرِينَ مَعَكَ

سفر أعمال الرسل 27,1-4.8a.14-15.18-21a.22-26./“يا إِخوَتِي : لَمَّا تَقَرَّرَ أَنْ نُبْحِرَ إِلى إِيطَالِيَا، أُسْلِمَ بُولُسُ وأَسْرَى آخَرُونَ إِلى قَائِدِ مِئَة، ٱسْمُهُ يُوليُوس، مِنْ فِرْقَةِ أَغُسْطُس.وَرَكِبْنَا سَفِينَةً مِنْ أَدْرَمِيتَ مُتَّجِهَةً إِلى شَوَاطِئِ آسِيَا، وأَقْلَعْنَا. وكَانَ يَصْحَبُنَا أَرِسْطَرْخُس، وهُوَ مَقْدُونِيٌّ مِنْ تَسَالُونِيكِي.وفي ٱليَومِ ٱلتَّالي، نَزَلْنَا في صَيْدَا. وكَانَ يُولِيُوسُ يُعَامِلُ بُولُسَ مُعَامَلَةً إِنْسَانِيَّة، فأَذِنَ لَهُ أَنْ يَذْهَبَ إِلى أَصْدِقَائِهِ فيَحْظَى بِعِنَايَتِهِم.وأَقْلَعْنَا مِنْ مينَاءِ صَيْدَا، وَسِرْنَا مِنْ خَلْفِ جَزيرَةِ قُبْرُسَ شَمَالاً، لأَنَّ ٱلرِّيَاحَ كَانَتْ مُخَالِفَةً لَنَا.وَسِرْنَا بِجَهْدٍ جَهِيدٍ بِمُحَاذَاةِ كِرِيتَ جَنُوبًا، فَوَصَلْنَا إِلى مَكَانٍ يُدْعَى «ٱلمَوَانِئَ ٱلجَمِيلَة»، عَلى مَقْرُبَةٍ مِنْ مَدينَةِ لاسِيَّة.وبَعْدَ وَقْتٍ قَليلٍ هَبَّتْ عَلى كِرِيتَ رِيحٌ عَاصِفَةٌ شَمَالِيَّةٌ شَرْقِيَّة، تُدْعَى أُورَاكْلِيُون.فَٱنْدَفَعَتِ السَّفينَةُ لا تَقْوَى عَلى مُقَاوَمَةِ ٱلرِّيح. وتَرَكْنَاهَا تَسِيرُ بِنَا عَلى غَيْرِ هُدَى.وفي ٱلغَدِ ٱشْتَدَّتْ عَلَيْنَا ٱلعَاصِفَة، فَأَخَذُوا يُلْقُونَ ٱلحُمُولَةَ في ٱلبَحْر. وفي ٱليَوْمِ ٱلثَّالِث، رَمَى ٱلبَحَّارَةُ في ٱلبَحْرِ عِدَّةَ ٱلسَّفِينَة.ولَمْ تَظْهَر ِٱلشَّمْسُ ولا ٱلنُّجُومُ أَيَّامًا كَثِيرَة، وٱلعَاصِفَةُ لَمْ تَزَلْ على شِدَّتِها، حتَّى ٱنْقَطَعَ كُّلُ أَمَلٍ في ٱلنَّجَاة.وبَعْدَ إِمْسَاكٍ طَويلٍ عَنِ ٱلطَّعَام، وقَفَ بُولُسُ في وَسَطِهِم وقَال: «أَيُّهَا ٱلرِّجَال، كَانَ يَنْبَغي أَنْ تُطِيعُونِي، فَلا نُقلِعَ مِن كِرِيت، ونَسْلَمَ مِنْ هذَا ٱلضَّرَرِ وهذِهِ ٱلخِسَارَة.وٱلآنَ أَنَا أُنَاشِدُكُم أَنْ تَتَشَجَّعُوا، فَلَنْ تَكُونَ خِسَارَةُ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ مِنْكُم، بَلْ خِسَارَةُ ٱلسَّفينَةِ وَحْدَهَا.فقَدْ وقَفَ بي في هذِهِ ٱللَّيْلَةِ مَلاكٌ مِنْ عِنْدِ ٱلله، ٱلَّذِي أَنَا لَهُ، وَإِيَّاهُ أَعْبد،وقَالَ لي: لا تَخَفْ ، يَا بُولُس، يَنْبَغي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَر. وهَا هُوَ ٱللهُ قَدْ وَهَبَ لَكَ حَيَاةَ جَميعِ ٱلمُسَافِرِينَ مَعَكَ. لِذَلِكَ تَشَجَّعُوا، أَيُّهَا ٱلرِّجَال، لأَنِّي أُؤْمِنُ بِٱلله، وسَتَجْرِي ٱلأُمُورُ كَمَا قِيلَ لِي.إِنَّمَا عَلَيْنَا أَنْ نَجْنَحَ بِٱلسَّفينَةِ إِلى إِحْدَى ٱلجُزُر».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

هوية لبنان هي لبنانية وفقط لبنانية منذ  7000 سنة وما يزيد

الياس بجاني/21 آب/2022

الهوية اللبنانية هي هوية المؤمن بلبنان. نحترم هويات الآخرين من عرب وإيرانيين وغيرهما، ولكن مطلوب من الجميع التعاطي معنا كلبنانيين

 

خطر حزب الشيطان الملالوي على لبنان هو خطر وجودي ويستهدف ثقافته وقيمه ونظامه وتاريخه ونمط حياة أهله

الياس بجاني/20 آب/2022

ثقافة الإرهاب والمذهبية المسرطنة والتأليه للذات وشيطنة الآخرين هي أخطر بمليون مرة من صواريخ شيطان الملالي المكلف تدمير لبنان.

 

متاحف نصرالله الجهادية السياحية هي تجسيد لثقافة الخرافات والأساطير الوهمية

الياس بجاني/19 آب/2022

متاحف حزب الله الجهاية ب مليتا وجنتا تجسد ثقافة الجهل والدجل والتعصب والإرهاب وخرافات الإنتصارات التي تناقض ثقافة لبنان الرسالة

 

الياس بجاني/فيديو/قراءة في إطلالة أبو أرز الإعلامية الأخيرة المميزة...أبو أرز الصدق والجرأة والوطنية والإيمان في مقابل تعاسة قادتنا الموارنة كافة

19 آب/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/111349/111349/

العناوين التي تناولها أبو أرز خلال إطلالاته والتي هي موضوع التعليق

*العلاقة المشرفة والندية بين "الجبهة اللبنانية" ودولة إسرائيل

*مفهوم العمالة ومن هم العملاء ومن هم الخونة والعملاء

*تقصير القيادات المارونية في القيام بواجبهم المقدس الذي هو الدفاع عن لبنان

*بطولة ووطنية أهل الجنوب الذين رفضوا الإحتلالات الفلسطينية والسورية حتى العام 2000 يوم انسحبت إسرائيل الجنوب جراء اتفاقية مع إيران برعاية دولية

*حزب الله لم يحرر الجنوب، بل هو جيش إيراني من المرتزقة اللبنانيين تحتل إيران لبنان من خلاله.

*اللبنانيون اللاجئين في دولة إسرائيل هم الوطنية بكل معانيها وقيمها وأبطال ومقاوميين شرفاء.

https://www.youtube.com/watch?v=rETtx_NBUf0&t=37s&ab_channel=EliasBejjani

 

أبو أرز مدرسة بالوطنية والعلم والنضال والأهم بالإيمان بلبنان السيد والحر

الياس بجاني/17 آب/2022

لازم جعجع وباسيل وعون وصهره وباقي القيادات المارونية يحضروا مقابلة أبو أرز ويتعلموا شو يعني قائد وقيادة واحترام للذات ووطنية وصدق

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة لليوم الأحد 21 آب/2022/مع فيديو قداس الديمان

الراعي: نطالب برئيس يرسم حدود الدولة مع قوى لبنانية تتصرف كأن لا منعة ولا حدود ولا كرامة للدولة والشرعية والجيش

عودة: نرى الأكثر فسادا يحاضرون بالنزاهة والمتهربين من العدالة ينصبون أنفسهم قضاة ومستبيحي الدولة وسيادتها يدعون وطنية مزيفة

https://eliasbejjaninews.com/archives/111384/111384/

/21 آب/2022

 

معلومات إسرائيلية عن موعد توقيع إتفاق الترسيم مع لبنان

كشفت "القناة 12" العبرية، أن "توقيع إتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل قد يكون الأسبوع المقبل". ولفتت إلى أن "إتفاق الترسيم سيتضمن تنازلًا إسرائيليًا عن مقطع داخل البحر، مقابل تنازل لبناني عن منطقة أكثر قربًا من الشاطئ".وتابعت "القناة 12" العبرية، "لكن لحين التوقيع على الاتفاق والمتوقع الأسبوع المقبل، تبقى المنطقة في حالة تأهب قصوى".

 

ملف الترسيم... عرضٌ إسرائيلي جديد!

الكلمة أونلاين/21 آب/2022

قالت القناة الرابعة الإسرائيلية, إن "إسرائيل قدمت من خلال الوسطاء عرضا جديدا للبنان لحل أزمة ترسيم الحدود البحرية، وفي الأثناء نشرت هيئة البث الإسرائيلية مقاطع فيديو قالت إنها تظهر تهديدات من قبل عناصر من حزب الله".وذكرت القناة الرابعة, أن "إسرائيل أكدت للوسطاء أنها لن تتنازل في مسألة منصة كاريش، التي بدأت تشغيلها في الآونة الأخيرة لاستخراج النفط والغاز، وسط نزاع مع لبنان". ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا وهي غنية بالنفط والغاز، وخاضا سابقا مفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود بوساطة أميركية ورعاية الأمم المتحدة. ونقل مراسل الجزيرة في بيروت عن مصادر قولها إن لبنان ينتظر عودة المبعوث الأميركي آموس هوكستين، حاملا الجواب الإسرائيلي بخصوص ترسيم الحدود وفق الخط 23 وحقل قانا. وأضافت المصادر أنه رغم ما يشاع حاليا من أجواء إيجابية، فإن التوصل إلى اتفاق يرتبط بمضمون الجواب الإسرائيلي الذي لم يُبلغ به لبنان بعد. في غضون ذلك، نشرت هيئة البث الإسرائيلية مقاطع فيديو قالت إنها لعناصر من حزب الله اللبناني وهم يصبون عددا من الحاويات على الحدود اللبنانية في منطقة قالت إنها محظورة على مدى الشهرين الماضيين. وذكرت الهيئة أن تلك المشاهد تظهر عناصر من حزب الله وهم يهددون الجنود الإسرائيليين المتمركزين على الحدود الشمالية، كما أظهرت الصور مسيرة لعدد من المركبات ترفع أعلام الحزب. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن قوات من الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" كانت موجودة قرب الموقع. وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله قد حذر، أول أمس الجمعة، من أن حزبه سيتجه إلى التصعيد في حال عدم حصول بلاده على حقوقها النفطية، وقال إنه حتى لو تم توقيع الاتفاق النووي الإيراني، فإن ذلك لن يكون له تأثير على محادثات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

 

عن ملف الترسيم... هل سيتبلور الحل الأربعاء؟!

الكلمة أونلاين/21 آب/2022

أفادت مصادر الLBCI، بحصول تطورات بملف تشكيل الحكومة، وتشير الى أننا أمام احتمالين للتشكيل، وهي "إما تغيير بوزيري الإقتصاد والمهجرين على أن يستبدلا من نفس الفريق، وإما إبقاء الحكومة الحالية دون تغيير وإصدار مرسوم لتأليفها".ولفتت المصادر للقناة، الى أنه "إذا اكتملت الإتصالات دون عقبات يمكن القول أن البحث العميق سيتبلور بحلول الأربعاء، أما العقبات فإن حصلت تظهر جديا بأن المسؤولين كمن يلعب بالوقت الضائع". وعن مستجدات ترسيم الحدود البحرية، أفادت معطيات القناة بأن "لبنان ينتظر رد الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، والتواصل معه لم ينقطع على الإطلاق، وعن الرد الذي يحمله فالمصادر لا تفرط بالتفاؤل ولا بالتشاؤم".

 

إستنفار إسرائيلي... ما علاقة الحزب؟!

الكلمة أونلاين/21 آب/2022

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية, اليوم الأحد, عن وجود "استنفار إسرائيلي مرتفع في الشمال وسيستمر كذلك في الأيام القريبة". وأشارت الى أنّ, "سبب الاستنفار هو الخشية من محاولة حزب الله تنفيذ عمل "عدواني" قبيل التوقيع على اتفاق الحدود البحرية".

 

الراعي... إذا أردتم المثالثة، فهذه الصيغة التي أريدها!

سيمون أبو فاضل/الكلمة أونلاين/21 آب/2022

كرر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة يوم الاحد 21 آب ،تخوفه من تعديل النظام اللبناني الحالي، نظرا لكون الصيغة الجديدة التي خرجت الى العلن وهي المثالثة تحمل مخاطر تخل بالتوازن وتهدد الدور المسيحي...

وبعيدا عن جدية الخطوة لتشكيل الحكومة او مدى تحقيقها في ظل التجاذبات المحيطة بها ، فالواضح بأن السعي لحكومة جديدة يهدف لاستدراك الفراغ الرئاسي المتوقع كما مرات عدة في السابق، اذ لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال المهلة الدستورية لهذا الاستحقاق .

واتى كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، صريحا في مضمونه منذ عدة ايام، بإعلانه عن رغبة الحزب بتعديل النظام وصولا الى آخر جديد يعطي هذا الفريق حقه الطبيعي في المعادلة ..

هذا الكلام رفع من هاجس البطريرك الراعي وخوفه على رعيته المؤتمن عليها ،سيما انه حذّر منه مرارا قبيل الانتخابات النيابية رافضا تطييرها يومها ،لاعتباره بأن حزب الله ونتيجة توازنات جديدة يرتكز عليها ينتظر الفرصة لطرح تعديل النظام من باب الفراغ النيابي، اضافة الى قناعته بأن القوى المسيحية وكل من موقعها لا تستطيع او تتجرأ على تعطيل خطوة الاطاحة باتفاق الطائف وصيغة المناصفة لحساباتها الرئاسية . لكن نسف النظام ليطال تعديل كل اتفاق الطائف قد لا يأتي دفعة واحدة ،او من خلال المؤتمر التأسيسي الذي تبدي فرنسا حماسة تجاهه ،كما يقول متابعون لهذا الكلام في الكواليس الغربية ،بل من خلال سلخ مناصب من حصة المسيحيين تحول خلافاتهم دون قدرتهم على حمايتها ،سيما ان العلاقة بين فرنسا وبين الحزب وفق دبلوماسي فرنسي بلغت مرحلة متقدمة لا حدود لها .

لكن اي تعديل جديد للطائف لن يطال حصة الطائفة السنية ، اذ تشدد قياداتها باستمرار على التمسك به خلافا للقوى المسيحية كافة ،عدا ان لقاءات ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ،الموزعة مع كل من الرئيسين الاميركي والفرنسي ،جو بايدن ومانويل ماكرون ،وكذلك جولاته الخليجية والعربية تناولت في بياناتها صراحة الحفاظ على اتفاق الطائف ،حرصا على مصلحة لبنان اضافة الى بنود تؤكد على سيادته .

اي ان الطائفة السنية في لبنان تحظى بغطاء من شأنه وفق المتابعين وفي ظل توافق دولي ،ان يحمي الجانب السني في هذا الاتفاق اذا تم تعديله على حساب الحصة المسيحية ، لصالح الطائفة الشيعية ،مستغربة المصادر تعاطي المسيحيين بانهزام مع هذا الواقع ، و قول عدد من قواهم " اننا لا نملك شيئا بعد اليوم لنخسره وان مصدر قوتهم كانت صلاحيات رئاسة الجمهورية قبل اتفاق الطائف " مشيرة المصادر الى أن رئاسة الجمهورية تمتلك صلاحيات قوية اذا اجيد استعمالها في عدة محطات دستورية ،كما ان المسيحيين وتحديدا الموارنة يتولون مناصب مهمة في هيكلية النظام الحالي ،على ما قال المتابعون هؤلاء لأحد الأساقفة الموارنة ... لكن ارتفاع منسوب قلق بكركي تجاه تعديل النظام ، بات مدّعما بوقائع ناتجة عن اندفاعة ماكرون تجاه ايران وحزب الله وارضائهما لتأمين مصالح اقتصادية لبلاده ولفريقه ، وصولا الى حد تأمين حيازة حزب الله على نفوذ اقوى يكتسب شرعية في هيكلية النظام على حساب الحصة المسيحية ، مقابل مكاسب تجارية لفرنسا وما يشهده مرفأ بيروت من تلزيمات واستثمارات هي اول الغيث ،الناتج عن مثلث ماكرون -حزب الله عبر وزارة الاشغال -نجيب ميقاتي ...

لكن بكركي ستواجه اي تعديل للنظام ،ولن يسجل البطريرك الراعي الذي يحمل تاريخا لعقود من العنفوان والمقاومة حصول هذا الامر ابّان رئاسته للكنسية المارونية ،وهو حسب زواره كان ابلغ ماكرون شخصيا عن رفضه اي تعديل للنظام ،كذلك وسع اتصالاته في اتجاه الفاتيكان وواشنطن ،مكررا رفضه تعديل النظام ، لكنه في الوقت ذاته مع " تنظيم " النظام ليكون نظاما رئاسيا شبيها بالنظام الفرنسي فتشكل هرمية واضحة لادارة البلاد وليست عدة رؤوس او قوى ،وهو الخيار الذي سيواجه به الحماسة الفرنسية اذا ما طرح الامر يومها ..

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 21 آب 2022

 وطنية/21 آب/2022

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

 ينطلق الاسبوع الطالع على وقع المزيد من تفاقم الازمات المعيشية فيما يرتفع منسوب التساجل بين القوى السياسية مع بدء العد العكسي لدخول البلاد مدار الاستحقاق الرئاسي وانطلاق المهلة الدستورية لاستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية الجديد في الاول من ايلول المقبل وقد سجلت الساعات الماضية جولة من الاحتدام حول الاستحقاق بين الكتلتين المسيحيتين الأساسيتين أي "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر".

 السخونة السياسية لم تحجب الانشغال بالدولار الجمركي وارتدادات رفعه حتى على السلع غير المشمولة به نظرا لضعف القدرة على لجم جشع التجار وسط جدل حول المرجعية الصالحة باتخاذ قرار رفع الدولار الجمركي، بعدما تراجعت وزارة المال عن تحملها منفردة قرارا بهذا الحجم وتبعاته على المستوى المعيشي. وبدأ البحث باصدار اعفاءات تشمل السلع الغذائية والحيوية كافة والتعهد بالسعي لوضع آليات للحد من الاحتكار والتهريب.

 بالتوازي حلق الدولار مع عطلة نهاية الاسبوع مسجلا رقما قياسيا جديدا تجاوز عتبة ال 34 ألف ليرة ضاربا ما تبقى من القدرة الشرائية للمواطنين الذين هرعوا لشراء ما أمكن من السلع الغذائية خوفا من موجة غلاء جديدة.

 حكوميا لا مؤشرات حيال اي تقدم في ملف التأليف بانتظار نتائج اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وفي ملف ترسيم الحدود البحرية ينتظر لبنان عودة الوسيط الاميركي آموس هوكشتين حاملا معه الجواب الاسرائيلي على المقترح اللبناني وسط معلومات متضاربة حول ماهية الرد الاسرائيلي بظل الحديث عن ارجاء الحسم الاسرائيلي بملف الترسيم لما بعد انتخابات الكنيست التي ستعقد في الاول من تشرين الثاني المقبل، بالتوازي مع ارجاء العمل في حقل كاريش.

قبل الدخول بتفاصيل سنكون مع نشاطات صيف عنا بلبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

 لأن وضع البلد صعب، ولأن استحقاقات مهمة تنتظرنا، ولأن التوصل سريعا لانتخاب رئيس للجمهورية في المهل الدستورية التي تنتهي في ال31 من تشرين الأول المقبل بعيد المنال، تكثفت الاتصالات بين المعنيين في ملف تأليف الحكومة في الساعات الثماني والأربعين الماضية، حتى بتنا حسب هؤلاء بعيدين من المستحيل وأقرب الى التفاؤل.

 حسب معلومات الـLBCI تتركز الإتصالات على محورين:

إما تغيير يطال وزيري الاقتصاد والمهجرين من دون المس بمعادلة الحصص الحكومية ككل.

وإما ابقاء الحكومة الحالية من دون تغيير وإصدار مرسوم بتأليفها، فتتحول من حكومة تصريف أعمال الى حكومة مكتملة الصلاحيات في حال حصول الفراغ الرئاسي.

 اذا اكتملت الاتصالات في الساعات المقبلة من دون أي عقبات مفاجئة، يمكن القول أن البحث العميق بتشكيل الحكومة سيتبلور بحدود الثلاثاء أو الأربعاء، وقد يتظهر من خلال لقاء الرئيسين ميقاتي وعون. أما اذا طرأت عقبات فيكون المسؤولون فعلا كمن يلعب في الوقت الضائع.

 هذا على صعيد الملف الحكومي، أما ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، فتقول معطيات الـLBCI حوله ما مفاده: إن لبنان لا يزال في مرحلة انتظار الرد الإسرائيلي عبر الوسيط الأميركي آموس هوكستين، وإن التواصل معه لم يتوقف وسط اجواء لا تفرط بالتفاؤل ولا بالتشاؤم، علما أن الوقت لوصول الجواب الإسرائيلي بات ضيقا.

 فهل نحن فعلا أمام تاريخ محدد وضعه حزب الله قبل لجوئه الى التصعيد، كما يتناقل البعض من تاريخ الأول من أيلول الى منتصفه الى ما هنالك من تواريخ؟

 بالعودة الى كلام الأمين العام للحزب، فإن السيد نصر الله لم يذكر يوما تاريخا محددا في أيلول كما أنه شدد أكثر من مرة على أن ليس أمام الرد الإسرائيلي مهلا مفتوحة، وتاليا فإما يحصل لبنان على ما يطالب به من حقوق ليس فقط في الترسيم إنما كذلك في التنقيب وإما نكون أمام تصعيد اكيد، ليبقى السؤال: متى سيأتي الرد الاسرائيلي وكيف سيكون؟ وهل ممكن أن يسحب فتيل التصعيد عبر وقف العمل ولو موقتا في حقل كاريش؟ ومتى سيكون التصعيد من قبل حزب الله، وماذا ستقول الدول اللبنانية، وكيف سيكون شكله ومدته، وهل سيستهدف حقل كاريش أو ما بعد كاريش؟

 في الداخل اللبناني، الكل في الانتظار، وفي العالم والاقليم الكل يترقب تطورات مؤتمر فيينا التي تزامن معها اليوم اعلان الامارات رفع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران الى درجة سفير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

 عشرة ايام بالتمام والكمال تفصلنا عن الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد. عشرة ايام لا تبدو كافية لرسم صورة الرئيس الجديد، خصوصا ان الاجواء الاقليمية والدولية المحيطة بلبنان، وان كانت اليوم اقل تلبدا من الامس، الا انها لم تبلغ بعد درجة الصفاء.

 اما محليا، فيتفرج اللبنانيون على سمير جعجع، مستغربين سقفه العالي في الملف الرئاسي، حيث يوحي بمؤتمراته الصحافية المتلاحقة أنه بات الممثل الوحيد للمكون المسيحي، وأنه صار عمليا رئيس اكثرية نيابية هنأ نفسه بها، قبل ان يتبين انها وهمية، وهو يرفض التصديق.

 فحزب القوات الذي لا ينكر احد انه حقق تقدما معينا على المستوى الشعبي في الانتخابات الاخيرة، لأسباب يرى خصومه انها تبدأ بالتحريض ولا تنتهي بالمال، هذا الحزب بالتحديد، لم يحرز ولا بأي شكل من الاشكال المرتبة الاولى على الخط التمثيلي المسيحي، حيث حافظت كتلة التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي على موقع الصدارة بشهادة عدد النواب الحزبيين او الحزبيين والمستقلين الحلفاء.

 وحزب القوات هذا فشل في ان يكون رأس حربة المعارضة، حيث لم يتمكن في جمع المعارضين الآخرين او المعروفين بالتغييريين حوله، تماما كما فشل في الحفاظ على وليد جنبلاط والبيئة الدرزية، وقبله على سعد الحريري والبيئة السنية، ناهيك عن العلاقة السلبية المعروفة مع حزب الله والبيئة الشيعية.

فلماذا يرفع سمير جعجع السقف الى هذ الحد، ومعركة من يخوض، وعلى ماذا يتكل ليطالب برئيس تحد لحزب الله وجبران باسيل، كما قال، وليرفض كل اشكال الوسطيين والمستقلين فضلا عن 8 آذار والتيار؟ واذا تجاوزنا العامل الداخلي، الا ينظر سمير جعجع من حوله؟

الا يرى المفاوضات الاميركية-الايرانية التي بلغت مرحلتها الاخيرة؟ الا يرى التقارب السعودي- الايراني الذي وصل الى مرتبة متقدمة جدا؟ ام ان رئيس حزب القوات قرر ان يتعامل مع الاستحقاق الرئاسي بوعود فضفاضة ستبقى وعودا وبكلام جميل سيبقى كلاما، تماما كوعود خفض الدولار قبل الانتخابات وكلام اللوحات الاعلانية الجميل ومالها السخي الذي غزا لبنان؟ هذا هو احد الاسئلة الكبيرة التي لن تكفي الايام العشرة المتبقية لتجد لها الجواب الشافي… وللحديث تتمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

  تضيق المهل أمام الصهاينة والاميركيين مع دنو شهر أيلول، ومعادلات الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله لم تترك مجالا للاجتهاد والتأويل أن لبنان يريد حقوقه في نفطه بغض النظر عما يجري في هذا الكون من أحداث.

 والى أن يأتي المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين بالرد الاسرائيلي على مطالب لبنان، تحدثت القناة الرابعة عشرة العبرية أن تل أبيب قدمت من خلال من أسمتهم بالوسطاء عرضا جديدا لبيروت لحل أزمة ترسيم الحدود البحرية.

 وان كان الهدف من هذه التسريبات اشاعة الاجواء الايجابية وكسب الوقت بعد كلام السيد نصرالله الاخير ، فان حزب الله يؤكد مرة اخرى أن لعبة الوقت الاميركية الاسرائيلية لم تنطل على احد.

 عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق يؤكد أن معادلات المقاومة قطعت الطريق على المماطلة الاميركية ، وأن لبنان في معركة استعادة الحقوق والثروات هو الان رباح رابح والعدو خاسر خاسر.

 ورباحا رابحا عاد الى بيروت البطل الملاكم "شربل ابو ضاهر" بعد أن وجه لكمة قوية الى وجوه كل المطبعين. الوالد عبر عن افتخاره بما قام به نجله بالاحجام عن مواجهة لاعب من الكيان الصهيوني في بطولة العالم للفنون القتالية في أبو ظبي، شاكرا السيد نصرالله على موقفه.

 اما في روسيا، فقد كانت تمارس لعبة خطرة في قلب العاصمة موسكو ربما تخرج عن قواعد اللعب في الحرب الاوكرانية، فقد نجا من يصفه الغرب بعقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الاغتيال، المفكر الكسندر دوغين أفلت من محاولة للتصفية بعدما انفجرت سيارة كانت تقودها ابنته داريا ما أدى الى مقتلها، وان نجا الفيلسوف الروسي من الفخ المميت، فقد شكلت العملية دليلا آخر على الاساليب القذرة التي قد يلجأ اليه الغرب للتخلص من أعدائه حتى بالفكر والرأي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

 الأسبوع الطالع حافل بالإستحقاقات. فالحكومة ومجلس النواب مطالبان ببت أمرين ملحين أساسيين: الموازنة العامة والدولار الجمركي، وقد أصبحا مترابطين إلى حد بعيد. لكن المشكلة أن التخبط سيد الموقف في الملفين، لأن عدم اتخاذ قرار بالنسبة إلى سعر الدولار الجمركي يجعل الموازنة دفترية ترتكز على أرقام وهمية إفتراضية لا على أرقام حقيقية. فهل تتخذ السلطات المعنية القرارات المناسبة، وخصوصا أن الوضع لم يعد يحتمل التأجيل؟ في موازاة التسويف والمماطلة، الدولار لا يزال يحلق في فضاء ال 34 الف ليرة . ووزير الإقتصاد "أمين سلام" قال اليوم لل "ام تي في" إنه مقتنع بأن الدولار الجمركي يجب أن يرتفع لكن بشكل تدريجي متصاعد. فهل يشكل طرح سلام الحل المناسب للتجاذبات القائمة بين أركان الحكومة والحكم حول النسبة التي يجب أن يرتفع بها سعر الدولار الجمركي؟ والتجاذبات الحكومية لا تقتصر على الملف المالي بل تفرض نفسها أيضا على ملف المهجرين، إذ واصل وزير المهجرين عصام شرف الدين هجومه على رئيس حكومته نجيب ميقاتي، فقال "طويلة كتير على رقبة أي واحد بدو يحجمني أو بدو ياني زيادة عدد". فأي صورة تقدمها حكومتنا، رئيسا ووزراء للعالم ؟ وهل بالمناكفات والهجومات والتصريحات النارية تحقق الحكومة شعارها "معا للانقاذ"؟

 في الترسيم عودة هوكستين لا يزال موعدها ملتبسا، اذ لا معلومات دقيقة متى يزور لبنان. آخر المعلومات تشير الى ان الوسيط الاميركي سيكون في بيروت قبل نهاية شهر آب، وانه قد يقدم تصورا متكاملا مكتوبا يعرضه على اللبنانيين والاسرائيليين. فاذا سارت الامور كما يجب يمكن الترسيم ان يتحقق رسميا قبل نهاية شهر ايلول. اما اذا "تشربكت"، فان تعقيدات كثيرة ستطول الوضع اللبناني بدءا من رئاسة الجمهورية. اذ لا شيء يؤكد حينها ان الانتخابات الرئاسية ستحصل حكما في موعدها الدستوري المحدد. وهو ما نبه منه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظته اليوم، اذ اعتبر انه من المعيب حقا انه، ومنذ سنة 1988، امسى تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان عادة. من جهة ثانية جدد الراعي الحديث عن المواصفات، معتبرا ان الرئيس المقبل يجب ان يرسم الحدود ليس مع الدول المحيطة بلبنان فقط بل مع قوى لبنانية تتصرف كأن لا منعة ولا حدود ولا كرامة للدولة والشرعية والجيش. كلام سيد بكركي مفهوم، ومعروف من المقصود به. فهل يكون رئيس الجمهورية المقبل على قدر آمال اللبنانيين التائقين الى دولة حقيقية، ام يستمر التخبط والضياع، ويستمر عهد ميشال عون لكن باسم مختلف هذه المرة؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

 لم يأت الوضع الحكومي المأزوم "على قد الشوق"، والثلث المعطل أطفأ ناره وتفيد معلومات الجديد أن الاجتماع الأخير بين الرئيسين عون وميقاتي خرقته "مسيرات" جبران باسيل المتحكمة بقمرة القيادة وتضيف المعلومات أن الرئيس المكلف طرح على رئيس الجمهورية استبدال ما يرغب من الأسماء التي كان عون قد وضع علامة "إكس" عليها، شرط أن تنال أيضا موافقة المرجعيات التي يمثلها الوزراء.

 وفيما أبدى عون مرونة لناحية التبديل بحسب رغبته عاد عن قراره قبل مغيب شمس نهار اللقاء ليتضح أن رئيس التيار جبران باسيل صعق المسعى الإيجابي للتشكيل وحول الأشواق إلى أشواك واشترط ستة وزراء مسيحيين زائد وزراء آخرين يتممون العدد الضامن للثلث المعطل ولغاية الآن لم يكشف ميقاتي أسرار التخريب الحكومي، بل ذهب إلى توضيحات عائلية تتصل باستفادته من الدولار الجمركي وقرر إقامة الحد على من يوجه اتهامات مباشرة هو يعرف مصدرها وإذا كان الضرب بالميت حرام فإن الذي ضرب أخماسا بأسداس كان ميقاتي نفسه وهو يستمع إلى مطالعة وزير المهجرين عصام شرف الدين القانونية والمدعمة بالوثائق والمستندات والتواريخ دفاعا عن خطته الجاهزة نصا وفعلا، لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم.

 ولبرنامج الحدث عبر الجديد كشف شرف الدين أن ميقاتي لا يكترث لعودتهم وأنه بعد نجاح الخطة وزيارة سوريا بعلم وموافقة رئيسي الجمهورية والحكومة تغيرت الأمور وبدأ ميقاتي يقوض صلاحيات الوزير ومع النفي المتكرر لمستشار رئيس الحكومة، ضاعت طاسة العودة ودخلت نفقا جديدا تسيره المؤسسات الدولية والأمم المتحدة وفي حال الضياع هذه، ماذا عن الناس؟ خياران لا ثالث لهما: إما عصفورية ميقاتي، وإما جهنم عون وللشعب أن يختار هو الذي توحد على تطبيق "واتساب" ذات تشرين بسلسلة بشرية ربطت شماله بجنوبه وباليد نفسها يملك اليوم زمام المبادرة، بأن يوجه الضربة القاضية إلى الحكام في بيوتهم، برفض تطبيق الدولار الجمركي واستيفاء ضرائبه من جيوب الناس على مدى الأزمات المتراكمة، والتي توجت بالانهيار الكبير لم تأخذ المنظومة الحاكمة أي قرار يحد من القفزة الحرة نحو الانفجار الكبير، فلا هي لجمت تحليق الدولار، ولا لاحقت منصات الصيرفة غير الشرعية، وأكثر طوبت الأملاك البحرية على مد الساحل والنظر بإسم المعتدين عليها ولم تتجرأ على استيفاء الرسوم منهم أرهقت خزينة الدولة بتوظيف الآلاف من الزبائنية والمحازبين، لزوم انتخابات نيابية وبلدية ورمت تقرير ديوان المحاسبة الذي وثق هدر ستة مليارات دولار على موجات الخلوي، في سلة المحفوظات، وها هي اليوم تهرب إلى الأمام برفع الدولار الجمركي إلى عشرين ألف ليرة لتأمين رواتب موظفي الدولة من جيوب الناس الفارغة أصلا. أما ما جرى تهريبه من أموال السياسيين وبعض أصحاب المصارف إلى الخارج، أو إعادة أموال الخزينة المسروقة من السياسيين وأزلامهم. فعفا الله عنها، وكفى الناس شر السارقين بنيتم دولة من فساد وتربعتم على ثرواتها.

 لكم جهنمكم وللبنان شربل أبو ضاهر، الفتى الذي رفع اسم لبنان وعاد من الإمارات متوجا بأرفع لقب في الفنون القتالية للناشئين بانسحابه من بطولتها لعدم مواجهة لاعب إسرائيلي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

  الآمال التي ارتسمت في الأفق الحكومي في بحر الأسبوع تراجعت في نهايته وتعبير "للحديث صلة" الذي أطلقه الرئيس نجيب ميقاتي بعد اجتماعه الثالث مع رئيس الجمهورية الأربعاء الماضي ينتظر ترجمات عملية فهل تظهر في الإجتماع الرابع الذي لم يضرب له موعد حتى الآن أو ربما يطير حتى إشعار آخر.

 غياب الإنفراجات حكوميا يوازيه حضور الإنفجارات المعيشية والإقتصادية والمالية ممثلة على وجه الخصوص بتحليق الدولار حول الأربعة والثلاثين الف ليرة في السوق السوداء مع ما يترتب على ذلك من فلتان أسعار.

 في سوق النفط والغاز والترسيم لا موعد رسميا محددا لعودة الوسيط الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت لكن (سبوتنيك) توقعتها قريبة نقلا عن مصدر لبناني.

 وفي الإنتظار سوق الإعلام العبري لتقارير عن تسوية وشيكة بشأن الترسيم البحري  وعن تنازلات مؤلمة ستقدمها تل أبيب.

 واللافت للانتباه أن هذا الترويج يناقض في مضمونه تقارير كثيرة عن محاولات العدو عرقلة هذا الملف رغم مخاوفه من مسيرات المقاومة.

 في فصل آخر من فصول مواجهة هذا العدو حط في مطار بيروت اليوم مقاوم بطل هو الفتى شربل أبو ضاهر الذي سطر أروع ملحمة ضد التطبيع عندما انسحب من بطولة رياية في أبو ظبي رفضا لمواجهة لاعب إسرائيلي.

 هذا الموقف البطولي والوطني حصد التفافا واسعا وفخرا كبيرا بالشاب الذي ثبت احترامه لهويته الوطنية بأفضل طريقة فكان موقفه أكبر انتصار بأمضى سلاح.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عرضٌ إسرائيلي جديد لـ لبنان يتعلّق بملف الترسيم!

الجزيرة/الاحد 21 آب 2022

قالت القناة الرابعة الإسرائيلية, إن "إسرائيل قدمت من خلال الوسطاء عرضا جديدا للبنان لحل أزمة ترسيم الحدود البحرية، وفي الأثناء نشرت هيئة البث الإسرائيلية مقاطع فيديو قالت إنها تظهر تهديدات من قبل عناصر من حزب الله". وذكرت القناة الرابعة, أن "إسرائيل أكدت للوسطاء أنها لن تتنازل في مسألة منصة كاريش، التي بدأت تشغيلها في الآونة الأخيرة لاستخراج النفط والغاز، وسط نزاع مع لبنان". ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا وهي غنية بالنفط والغاز، وخاضا سابقا مفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود بوساطة أميركية ورعاية الأمم المتحدة. ونقل مراسل الجزيرة في بيروت عن مصادر قولها إن لبنان ينتظر عودة المبعوث الأميركي آموس هوكستين، حاملا الجواب الإسرائيلي بخصوص ترسيم الحدود وفق الخط 23 وحقل قانا. وأضافت المصادر أنه رغم ما يشاع حاليا من أجواء إيجابية، فإن التوصل إلى اتفاق يرتبط بمضمون الجواب الإسرائيلي الذي لم يُبلغ به لبنان بعد. في غضون ذلك، نشرت هيئة البث الإسرائيلية مقاطع فيديو قالت إنها لعناصر من حزب الله اللبناني وهم يصبون عددا من الحاويات على الحدود اللبنانية في منطقة قالت إنها محظورة على مدى الشهرين الماضيين. وذكرت الهيئة أن تلك المشاهد تظهر عناصر من حزب الله وهم يهددون الجنود الإسرائيليين المتمركزين على الحدود الشمالية، كما أظهرت الصور مسيرة لعدد من المركبات ترفع أعلام الحزب. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن قوات من الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" كانت موجودة قرب الموقع. وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله قد حذر، أول أمس الجمعة، من أن حزبه سيتجه إلى التصعيد في حال عدم حصول بلاده على حقوقها النفطية، وقال إنه حتى لو تم توقيع الاتفاق النووي الإيراني، فإن ذلك لن يكون له تأثير على محادثات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

 

بالأرقام التفصيلية... لمن منحت الطوائف المسيحية أصواتها؟

ليبانون ديبايت/الاحد 21 آب 2022   

لا يختلف اثنان على أن النقاش حول الطعون الإنتخابية، يخفي في طياته رهانات حول تبديل المعادلة القائمة في مجلس النواب، بدلالة عودة "التيار الوطني الحر"، إلى الحديث عن امتلاكه حصرية التمثيل المسيحي وامتلاك أكبر كتلة نيابية ونيله ثقة المسيحيين كأكبر حزبٍ ممثّل لهم.

لكن هذه الرهانات، وبصرف النظر عن الفريق الذي يضعها، ليست دقيقة بحسب ما يشير الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين، والذي يستبعد أن تكون لدى المجلس الدستوري اتجاهات نحو إبطال نيابة أو إعلان نيابة أي نائب أو مرشّح خاسر. ويؤكد الباحث شمس الدين لـ "ليبانون ديبايت"، أن بعض الطعون تملك حيثيةً، إذا كانت مرتبطة بوجود خطأ مادي في احتساب الأصوات فقط، مع العلم أن الأمر يتمّ إلكترونياً ما ينفي وجود مثل هذه الأخطاء. ويضيف شمس الدين، أن قبول أي طعن يعني تكرار الإنتخابات، وهذا ما درجت عليه المجالس الدستورية في العالم، وبالتالي فإن المجلس الدستوري، لن يكرر بالتالي "الفضيحة" التي حصلت عندما صدر قرار بفوز النائب السابق غسان مخيبر، بدلاً من إعادة إجراء الإنتخابات، وهو ما شكّل نقطة سوداء في تاريخ المجلس الدستوري. ويعتبر إنه من المبكر الحديث عن قرارات وشيكة، مؤكداً أنه من الممكن صدور القرارات في الطعون في أواخر تشرين الأول المقبل أو في تشرين الثاني. لكنه يستدرك بأنه من الصعب حصول أي تغيير في عدد وحجم الأصوات الإنتخابية التي حصل عليها كلّ من "القوات" و"التيار الوطني"، بسبب الفارق الكبير في عدد الأصوات التي حصلت عليها لوائح "القوات"، والتي لن تتغير وستبقى بالتالي الأقوى، في حال تمّ قبول اي طعن من الطعون الأربعة التي تملك حيثيةً . وكانت دراسة لـ "الدولية للمعلومات" قد بيّنت أنه لدى الموارنة، نال "التيار" 75,499 صوتاً مقابل 113,633 لـ"القوات"؛ ولدى الروم الأرثوذكس، نال "التيار" 20,783 مقابل 23,607 لـ"القوات"؛ لدى الروم الكاثوليك، نال "التيار" 12,246 مقابل 19,314 لـ"القوات" ولدى بقية الطوائف المسيحية، نال "التيار" 3,751 مقابل 7,052 لـ"القوات". وعليه، يشير الباحث شمس الدين، إلى أن قرار المجلس الدستوري لن يبدّل في الأرقام، حيث أنه في إجمالي أصوات المقترعين المسيحيين، نال "التيار" 112,279 ما نسبته 21,14٪؜ مسيحياً مقابل 163,606 لـ"القوات" ما نسبته 30,8٪؜ مسيحياً، ليتبيّن بأنّ "القوات" تفوّقت على "التيار" مارونياً وأرثوذكسياً وكاثوليكياً ولدى بقية الطوائف المسيحية كما في الرقم الإجمالي بفارق 51,327 صوتاً.

 

لقاء حاسم بين عون وميقاتي لتشكيل الحكومة... والفراغ يتقدّم وإصرار رئاسي على تعيين وزيرين خلفاً لسلام وشرف الدين

بيروت: محمد شقير/22 آب/2022

كشف مصدر سياسي لبناني بارز أن اللقاء المرتقب هذا الأسبوع بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي يشكّل الفرصة الأخيرة لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود الذي من خلاله يتقرر مصير المساعي الرامية إلى تشكيلها، وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن ميقاتي يفضّل الإبقاء على الحكومة الحالية مع إدخال تعديلين عليها بتعيين وزيرين للاقتصاد والمهجرين بدلاً من الحاليين أمين سلام وعصام شرف الدين من دون أن يغلق الباب أمام اقتراح عون بتشكيل حكومة موسعة من 30 وزيراً من بينهم 6 وزراء دولة شرط ألا تؤدي التشكيلة الوزارية إلى توزير أسماء فاقعة يصعب عليه تسويقها لدى البرلمان طلباً لمنحها ثقة المجلس النيابي. ولفت المصدر السياسي إلى أن ميقاتي عرض على عون الإبقاء على الحكومة الحالية مع استبدال وزيرين باثنين آخرين هما سلام وشرف الدين، وقال إن عون استمهله لبعض الوقت بذريعة دراسة الاقتراح على أن يودعه جوابه لاحقاً، لكن المفاجأة كانت بإيفاده المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير للقائه حاملاً ردّه على اقتراحه مشترطاً بأن يسمّي الوزيرين البديلين وهذا ما رفضه ميقاتي. وأكد أن ميقاتي اقترح صيغة بديلة تقوم على أن يحل مكان سلام أحد النواب من كتلة الاعتدال الشمالية بذريعة أنها كانت سمته لتشكيل الحكومة، في مقابل أن يؤتى بوزير درزي يدور في فلك «اللقاء الديمقراطي» بدلاً من شرف الدين الذي ينتمي إلى «الحزب الديمقراطي اللبناني» الذي لم يعد له أي ممثل في البرلمان بعد رسوب رئيسه النائب طلال أرسلان في الانتخابات النيابية.

ورأى المصدر نفسه أن ميقاتي قدّم تنازلاً بعدم استبداله وزير الطاقة وليد فياض المحسوب على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لأنه ليس في وارد استفزازه من جهة وعدم الدخول في اشتباك سياسي مع عون من جهة ثانية، واعتبر أن إصرار الأخير على تسمية الوزيرين البديلين لسلام وشرف الدين يأتي استجابة لوريثه السياسي باسيل الذي يتحسّب منذ الآن لحصول فراغ رئاسي إذا ما تعذّر انتخاب رئيس جمهورية جديد قبل انتهاء الولاية الرئاسية للحالي.

وسأل المصدر هل يريد عون فعلاً الوصول بتشكيل الحكومة إلى بر الأمان؟ أم أنه يريد تعطيل الجهود لتأليفها ليقحم البلد في اشتباك دستوري تحت عنوان أن صلاحيات رئيس الجمهورية لا تنتقل بالوكالة إلى حكومة تتولى تصريف الأعمال بدلاً من حكومة مكتملة الصلاحيات؟

وقال إن السؤال نفسه ينسحب على باسيل الذي لن يسهّل ولادة الحكومة ما لم تأتِ على قياسه وتتيح له عبر «صقوره» الإمساك بمفاصلها الرئيسة بأن يكون شريكاً في إدارته للفراغ الرئاسي، وأكد أن عون يتمسك ولهذه الاعتبارات بتشكيل حكومة موسعة من 30 وزيراً يترك لباسيل اختيار وزراء من العيار الثقيل بغية السيطرة عليها. وكشف المصدر نفسه لـ«الشرق الأوسط» أن عون في اجتماعه الأخير بميقاتي بعد طول انقطاع تخلّله تبادل أعنف الحملات السياسية بين ميقاتي وباسيل بمشاركة وإعداد الفريق السياسي المحسوب على رئاسة الجمهورية، يواجه حالة من الإرباك والتخبّط على خلفية تباين هذا الفريق مع فريق آخر كان انسحب منه ويتمثل بأهل البيت الذين ينصحون بعدم إقحام البلد في فراغ رئاسي ويدعون إلى تمرير المرحلة الانتقالية بهدوء إفساحاً في المجال أمام انتخاب رئيس قبل انقضاء المهلة الدستورية المحددة لانتخابه.

ورداً على سؤال، أوضح المصدر أن عون يتصرف على أن الحكومة الثلاثينية الموسعة هي وحدها الجامعة وتتمتع بصلاحيات متكاملة، ما يعني أنه يتحسّب منذ الآن لاحتمال حصول فراغ رئاسي يسمح لباسيل بتعويم نفسه من خلال ضم وزراء من الصقور إليها بذريعة أن ميقاتي تمكن من استيعاب معظم الوزراء المحسوبين عليه.

وأكد أن عون يصر على تشكيل حكومة ثلاثينية، وهذا ما دفعه إلى تمسكه بتسمية الوزيرين البديلين لسلام وشرف الدين وهو يعرف مسبقاً بأن ميقاتي ليس في وارد التسليم له بشروطه، وقال إن عون لم يدخل في الأسماء، وهذا ما أفصح به أمام ميقاتي الذي يرفض توزير من هم من الصقور الذين يدينون بولائهم المطلق لباسيل. ونفى المصدر أن يكون عون قد لمح إلى إمكانية توزير باسيل ليكون في عداد وزراء الدولة، لكن يُشتمّ من طرحه بأنه يريد استرضاء وريثه السياسي بتوفير الضمانات له ليكون شريكاً ولو بصورة غير مباشرة في إدارة الفراغ بعد أن خسر رهانه في السباق إلى رئاسة الجمهورية، لكن لا شيء يمنع عون من أن يطرح اسم صهره في التشكيلة الوزارية الموسّعة في لقائه مع ميقاتي برغم أن اجتماعهما السابق لم يتطرق إلى الأسماء؟ واعتبر أن اللقاء المرتقب بين عون وميقاتي سيتناول إصرار الأول على تشكيل حكومة ثلاثينية ليكون في وسع الرئيس المكلف بأن يبني على الشيء مقتضاه مع أن الطريق ليست سالكة أمام ولادتها، ويبقى من الأفضل العودة على تعويم الحكومة الحالية بإدخال وزيرين جديدين، وقال إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يحبّذ اقتراح ميقاتي وقد لا يعترض على تشكيل حكومة موسّعة شرط ألا يجتاحها باسيل.

كما أن «حزب الله»، وبحسب المصدر نفسه، يدعم تشكيل حكومة جديدة لدرء الأخطاء المترتبة على حصول فراغ رئاسي يفتح الباب مشرعاً أمام إحداث انقسام داخلي لا يمكن السيطرة على مفاعيله السياسية والدستورية، وإن كان في الوقت نفسه يتطلع إلى مراعاة حليفه باسيل وعدم تركه يغرّد وحيداً.

وعليه، فإن ميقاتي، الذي يتقن تدوير الزوايا ولا يخضع للابتزاز والتهويل، يكون في تصديه للاتهامات الموجّهة إليه يحتفظ بالتكليف في جيبه ولا يريد التأليف، قد نأى بنفسه عن الإحراج مبدياً انفتاحه الإيجابي للسير في عملية تأليف الحكومة بالتوازي مع وقوفه بالمرصاد لكمائن باسيل وفريقه السياسي.

لذلك يحرص ميقاتي، كما تقول مصادره لـ«الشرق الأوسط»، على تفادي أخذ البلد إلى انقسام وهو يصر على إبطال كل الذرائع والاتهامات الموجّهة إليه بتعطيل تشكيل الحكومة محمّلاً باسيل وفريقه إحباط الجهود لإخراج تشكيلها من التأزّم الذي يحاصرها.

ويبقى السؤال، هل يبقّ عون البحصة ويعيق تعويم الحكومة ويصر في المقابل على تشكيل حكومة بديلة موسّعة استجابة لشروط باسيل؟ هذا إذا كان الأخير يدعم ولادتها ولا يريد جر البلد إلى صدامات تبدأ باشتباك دستوري، لكن لا يمكن التكهن إلى أين ستنتهي بذريعة أن الضرورات تبيح المحظورات، وأن ما ينطبق على حكومة تصريف الأعمال يجب أن ينسحب على الرئاسة بذريعة عدم ترك المرفق العام شاغراً، مع أن عون كان أعلن مغادرته لبعبدا فور انتهاء ولايته؟

وأخيراً فإن اشتداد الصراع حول تشكيل الحكومة بدأ يشكل قلقاً من ارتفاع منسوب المخاوف من أن البلد يقف على مشارف إيقاعه في فراغ رئاسي ما لم تبادر القوى الكبرى والإقليمية المعنية بانتخاب الرئيس في موعده للنزول بكل ثقلها لقطع الطريق على من يراهن بأن الفراغ سيكون مديداً.

 

"طويلة ع رقبته"... أعنف هجوم من وزير المهجرين على ميقاتي

الكلمة أونلاين/21 آب/2022

شنّ وزير المهجّرين في حكومة تصريف الأعمال، عصام شرف الدين، هجوماً عنيفاً على رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، على خلفية الأزمة الأخيرة بين الجانبين حول ملفّ النزوح السوري وعود النازحين. وقال شرف الدين في حديث لبرنامج “الحدث” عبر قناة “الجديد”: “الرئيس نجيب ميقاتي لا يجمع اللجنة الوزراية لمتابعة عودة النازحين السوريين”، مضيفا: “ما بدو ياني كون فاعل وبدو ياني زيادة عدد وهيدي طويلة كتير على رقبة اي واحد بدو يحجمني”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تطمئن إسرائيل بأنها لن تقدم تنازلات لطهران

غانتس: لدى إيران اقتصاد كبير ولكن تحكمها نخبة متعصبة تدعم الإرهاب

تل أبيب/الشرق الأوسط/22 آب/2022

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن أن رئيس الوزراء، يائير لبيد، تلقى تطميناً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأنها لن تقدم أي تنازلات جديدة أمام طموحات إيران النووية، وأن الاتفاق النووي ليس وشيكاً. ولم يقنع الرد الأميركي المسؤولين الإسرائيليين الذين ردوا على نظرائهم الأميركيين بأنهم «غير مطمئنين». وجاء هذا الموقف، وفقاً لموقع «واللا» الإخباري في تل أبيب (الأحد)، رداً على رسالة كان وجهها لبيد أعرب خلالها عن قلقه البالغ من مسودة اتفاقية الاتحاد الأوروبي التي تجري يتم مناقشتها مع إيران، وعدّها «لا تقل سوءاً عن الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة»، وقالت إن هذه المسودة «تحتوي بنوداً لا تتماشى مع الخطوط الحمر لإدارة الرئيس جو بايدن». وقد أرفقت إسرائيل رسالة لبيد بحملة دولية ضد مسودة الاتفاق وضد التصريحات التي صدرت في واشنطن وبدا منها رغبة أميركية في التجاوب مع الأوروبيين. وقال مسؤولون إسرائيليون في حينها إن «إيران باتت قريبة من اتخاذ قرار للتقدم نحو توقيع اتفاق نووي، بدافع الحاجة الماسة والأزمات الداخلية» ولكنها «تخبئ سلسلة عمليات خداع للغرب». كما قام لبيد بالتحدث إلى المستشار الألماني أولاف شولتز (الخميس) ليؤكد موقف إسرائيل المعارض لخطوات إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015. وقال: «أرجو نقل رسالة حادة وواضحة من قبل أوروبا، مفادها بعدم تقديم مزيد من التنازلات إلى الإيرانيين ومعارضة أوروبا أسلوب المماطلة الذي تتبعه إيران في المفاوضات». وتكلم لبيد كذلك إلى تيد دويتش، رئيس «لجنة الشرق الأوسط» المنبثقة عن «لجنة الشؤون الخارجية» بمجلس النواب الأميركي، ومع توم نايدز، السفير الأميركي لدى إسرائيل.

وحتى وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، المعروف بقربه من الموقف الأميركي، أكثر من بقية المسؤولين، قال لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» إنه «إذا تم التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، فيجب أن يكون اتفاقاً جيداً يسد جميع الثغرات، لا اتفاقاً فارغاً». وأضاف: «إيران بالنسبة إلى إسرائيل مشكلة عالمية وإقليمية وتشكل خطراً على إسرائيل. وأنا قلق للغاية. إن لدى إيران اقتصاداً كبيراً، في ظل واقع تحكمه نخبة دينية متعصبة من الطراز الإيراني، تدعم منظمات الإرهاب. ومع اقترابهم من قدرات نووية، فهذا الأمر مقلق للعالم وبالطبع يقلقنا». وقال موقع «واللا» إن هذه الحملة ولدت بعض أجواء التوتر في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب. لكن لبيد سارع إلى إرسال مستشاره الأول لشؤون الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حالوتا، هذا الأسبوع إلى واشنطن لعرض الموقف وما تعتقد إسرائيل من شروط أساسية ينبغي أن تضعها واشنطن بشأن الاتفاق.وقال مسؤول رفيع المستوى لموقع «أكسيوس» إن «سياستنا ليست الوصول إلى مواجهة عامة مع الولايات المتحدة كتلك التي حدثت عام 2015. ولن ندمر العلاقات مع إدارة بايدن كما فعل نتنياهو مع إدارة أوباما». وقال مصدر أميركي رفيع المستوى لموقع «وللا»: «إننا قد نكون قريبين من إبرام صفقة أكثر مما كنا قبل أسبوعين، لكن لا يزال هناك عدم يقين بشأن نتائج المفاوضات، ولا تزال هناك فجوات في المواقف مع إيران. على أي حال؛ التوقيع على الاتفاق النووي ليس وشيكاً». وكان موقع «أكسيوس» الأميركي قد نقل عن مسؤولين أميركيين اعتقادهم أن «إسرائيل تحاول الآن من خلال محادثات خاصة ورسائل عامة التأثير على المناقشات الحاسمة التي تجري هذه الأيام داخل إدارة بايدن حول ما إذا كانت ستعود إلى الاتفاق النووي بناءً على مسودة الاتحاد الأوروبي». لكن الموقع نقل عن مسؤولين في إسرائيل أنه «رغم أن المناقشات مع الولايات المتحدة حول إيران أصبحت أكثر صرامة في الآونة الأخيرة، فإن لبيد ليس لديه أي نية لشن حملة عامة ضد بايدن حول الاتفاق النووي مع إيران». وأكد مصدر إسرائيلي أن «لبيد وغيره من القادة الإسرائيليين يعرفون أنهم لن يستطيعوا منع الولايات المتحدة من العودة إلى الاتفاق النووي. ولكنهم يمارسون الضغوط أولاً للتأثير قدر الإمكان على مضمون اتفاق كهذا، وثانياً يحاولون الإبقاء على الخيار العسكري حاضراً في الأفق لممارسة ضغط على إيران». وتفاقمت المخاوف الإسرائيلية بسبب حقيقة أن إسرائيل تخوض حالياً حملة انتخابية. ونوه موقع «أكسيوس» بأنه إذا تم الإعلان عن اتفاق نووي قبل انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، فقد يعطي ذلك قوة سياسية لزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو لاستخدامها ضد رئيس الوزراء يائير لبيد. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أكدت أنها تختلف مع إسرائيل تقنياً بشأن الاتفاق النووي الإيراني بينما تتفق معها على منعها من امتلاك سلاح ذري. وأضافت: «لدينا اختلافات تكتيكية مع شركائنا الإسرائيليين إزاء العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران». وقدمت إيران رداً رسمياً هذا الأسبوع على اقتراح «نهائي» من الاتحاد الأوروبي، الذي يتوسط بين الولايات المتحدة وإيران. وزاد ذلك من التكهنات بأن اتفاقاً يمكن أن يكون قريباً، وأدى إلى خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل التي تعارض استعادة الاتفاق النووي لعام 2015. وقال المتحدث باسم «الخارجية» الأميركية نيد برايس، الجمعة، إن بلاده لا تزال تدرس الرد على المقترحات التي قدمتها إيران لإحياء الاتفاق النووي، وإنها تتشاور مع حلفائها الأوروبيين بشأن الرد الإيراني، مشدداً على أن واشنطن كانت صادقة في التزامها بالعودة المتبادلة للاتفاق.

   

إيران تتخلى عن مطلب رفع «الحرس» من قائمة الإرهاب ومسؤول أميركي يؤكد وجود «نقاط شائكة أخرى»

واشنطن- لندن/الشرق الأوسط/22 آب/2022

صرح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية بأن إيران أسقطت رسمياً أحد خطوطها الحمر التي كانت تشكل إعاقة رئيسية أمام الجهود الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني. وقال المسؤول الأميركي لشبكة «سي إن إن»، إن إيران، في ردها على مسودة الاتفاق النووي المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي، التي وصفها الاتحاد بـ«النص النهائي»، لم تطالب برفع «الحرس الثوري» الإيراني من قائمة وزارة الخارجية الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وأضاف: «النسخة الحالية للمسودة الأوروبية - وما تطالب به إيران - لم تتطرق لهذا الأمر (موضوع الحرس الثوري)»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة رفضت ذلك المطلب مراراً وتكراراً، «لذا، إذا كنا أقرب حالاً إلى الاتفاق، فهذا هو السبب». وأضاف المسؤول الأميركي أن الجانب الإيراني أسقط أيضاً المطالب المتعلقة بشطب أسماء العديد من الشركات ذات الصلة بـ«الحرس الثوري»، قائلاً: «كان الرئيس الأميركي حازماً وثابتاً على موقفه بأنه لن يرفع تصنيف التنظيم الإرهابي عن الحرس الثوري الإيراني». إلا أن المسؤول استطرد قائلاً إنه على الرغم من أن الاتفاق أصبح الآن أقرب مما كان عليه قبل أسبوعين «فإن النتيجة لا تزال غامضة مع وجود بعض الثغرات. ولن يوافق الرئيس بايدن إلا على اتفاق يُلبي مصالح أمننا القومي». وأكد المسؤول الكبير أن التقدم من هذه المرحلة فصاعداً قد يكون بطيئاً، لكن يبدو أن الدفع نحو التوصل إلى اتفاق أصبح الآن أكبر مما كان عليه في العام الماضي. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تشعر بالفعل بأن إحدى العقبات الرئيسية قد أُزيلت أمام التوصل إلى اتفاق، فلا تزال هناك بعض النقاط الشائكة الأخرى، من بينها رغبة طهران في ضمان التعويض المناسب إذا ما انسحب رئيس أميركي قادم من الاتفاق في المستقبل، وأيضاً مطالبتها بوقف التحقيق الذي تباشره الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ ثلاث سنوات بشأن برنامجها النووي.

وبحسب ما قاله مسؤولون لشبكة «سي إن إن»، فموقف إدارة بايدن من هذه القضايا ثابت لم يتغير، وهو أنه لا يزال يتعين على إيران أن توضح للوكالة الدولية للطاقة الذرية سبب العثور على آثار مواد نووية من اليورانيوم - غير مُعلن عنها - في مواقع إيرانية عام 2019، كما أوضحت الولايات المتحدة لإيران أنها لا تستطيع إلزام الإدارات الأميركية القادمة بالاتفاق، أو الوعد بسداد تعويضات في حالة انسحاب رئيس الولايات المتحدة القادم من الاتفاق. ويصر الرئيس بايدن، منذ شهور، على أنه لن يرفع تصنيف «الحرس الثوري» كمنظمة إرهابية من أجل إحياء الاتفاق النووي، المعروف باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة». ورداً على سؤال في يوليو (تموز) خلال مقابلة مع «القناة 12» الإسرائيلية، عما إذا كان لا يزال ملتزماً بوجود «الحرس الثوري» على القائمة المذكورة، حتى لو كان ذلك يعني وأد الاتفاق النووي إلى الأبد، أجاب بايدن بـ«أجل».

وهذا القرار هو واحد من عدة قرارات ذات صلة بالسياسة الخارجية اتخذها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وحافظ بايدن عليها، إذ صنّفت إدارة ترمب «الحرس الثوري» منظمة إرهابية في عام 2019 كجزء من «حملة الضغط الأقصى» التي فُرضت على إيران، إثر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، كما واصلت إدارة بايدن فرض عقوبات جديدة على إيران طوال أشهر تعثر المحادثات بشأن الاتفاق النووي. ومن العقبات التي يواجهها الاتفاق النووي في الولايات المتحدة، هي معارضة الجمهوريين القوية للاتفاق، حتى ولو لم يكن شطب الحرس الثوري من لائحة الإرهاب جزءاً من الاتفاق. وقد ازدادت هذه المعارضة خلال الأسابيع الأخيرة مع توجيه وزارة العدل الأميركية اتهامات بحق مواطن إيراني خطط لاغتيال مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، والهجوم على الكاتب سلمان رشدي الذي أثنى عليه مسؤولون إيرانيون في الإعلام. وتمسك الجمهوريون بأنهم سوف يحاولون منع أي تخفيف للعقوبات قد تحصل عليه إيران بسبب عودتها إلى «خطة العمل الشاملة المشتركة». وقال السيناتور الجمهوري تيد كروز لشبكة «سي إن إن»، إن «الاتفاق يقضي بتفكيك العقوبات المفروضة على الاقتصاد الإيراني، وبالتالي تدفع مئات المليارات من الدولارات على النظام في طهران التي ستواصل محاولاتها في مطاردة وقتل المسؤولين الأميركيين السابقين والمعارضين الإيرانيين على الأراضي الأميركية». وأضاف كروز أنه لذلك سيكون «ملتزماً بعرقلة وعكس اتجاه هذا الاتفاق الكارثي». في الوقت الراهن، تباشر الولايات المتحدة نقل ردود الفعل والتعقيبات إلى الأوروبيين، لكنها لم ترد رسمياً بعد على مسودتي الاتحاد الأوروبي وتعيب إيران عليها. وقال أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية: «إننا في إدارة بايدن نقوم بواجبنا... نتشاور مع خبرائنا في الوكالات المشتركة، وعندما تكتمل لدينا الاستجابة المطلوبة، سوف نباشر إرسالها إلى الأطراف المعنية». وكانت المحادثات النووية قد انطلقت في فيينا في أبريل (نيسان) العام الماضي 2021، إلا أنها توقفت في يونيو (حزيران) لتستأنف لاحقاً في نوفمبر (تشرين الثاني)، وتعود لتعلق ثانية في مارس (آذار) الماضي، قبل أن تشهد حلحلة خلال الأشهر الأخيرة، بعد جهد أوروبي وحرص أميركي على التوصل لاتفاق.

 

طهران تتمسك بـتوسيع برنامجها النووي مع اقتراب إنجاز المحادثات

قادة الرباعي الغربي شددوا على رد أنشطة إيران الإقليمية

لندن - طهران/الشرق الأوسط/22 آب/2022

أبدى رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، تمسك طهران بمواصلة التوسع في برنامجها النووي، والحفاظ على التقدم الذي أحرزته في معدات التخصيب بعد التحلل من التزامات الاتفاق النووي، وسط دعوات في البرلمان الإيراني برفع العقوبات عن «الحرس الثوري»، فيما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاؤه في الترويكا الأوروبية على أهمية ردع أنشطة إيران الإقليمية. وقال محمد إسلامي إن الدول الكبرى «بدأت الاتفاق النووي بتخريب والتشكيك في البنية التحتية للبرنامج النووي»، مضيفاً أن «الدول الغربية طلبت منها تدمير جميع طاقاتنا النووية وأن يأخذوا منا إنجازات مثل عام 2015... نواجه وجهات نظر غير منطقية ومتغطرسة من هذا النوع». وتابع: «تمتلك الجمهورية الإسلامية في إيران أقل من 2 في المائة من القدرة النووية في العالم، ولكن 25 في المائة من عمليات التفتيش في العالم تجري في إيران»، حسبما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية. وصرح إسلامي في مؤتمر لوزارة التعليم الإيرانية أن «الطاقة الذرية لا علاقة لها بالقنبلة». واعتبر دورة إنتاج الوقود النووي من عناصر «زيادة القوة»، متحدثاً عن خطة إيرانية تمتد على عقدين لتدريب ما لا يقل عن 20 ألف اختصاصي في المجال النووي، وقال إنها تشمل إقامة مدارس «الطاقة النووية» للمرحلة الابتدائية في المدن التي توجد فيها منشآت نووية.

وكان إسلامي يشير ضمناً إلى الخطوات المحتملة التي تطالب الأطراف الغربية من إيران الامتثال لها إذا توصلت المفاوضات النووية إلى صفقة لإحياء الاتفاق النووي. ومن بين القضايا المطروحة مصير مئات أجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي أقدمت على تشغيلها إيران في منشأتي نطنز وفوردو، إضافة إلى مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة و20 في المائة وكميات أخرى تفوق نسبة 3.67 في المائة التي تفوق الحد المسموح به في الاتفاق النووي، كما يتعين على إيران إتاحة ورشة تصنيع أجهزة الطرد المركزي لمراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتوقف عن تصنيع تلك الأجهزة.

تأتي تصريحات إسلامي التي فصل فيها بين الطاقة النووية والقنبلة، بعد ثلاثة أسابيع من تصريحات قال فيها إن «إيران لديها القدرة التقنية على إنتاج قنبلة ذرية لكنها لا تنوي القيام بذلك».

وخلال الأيام الماضية، أطلقت إيران حملة بشأن الامتيازات المحتملة التي تحصل عليها خلال 120 يوماً من العودة إلى الاتفاق النووي، دون التطرق إلى الالتزامات النووية التي يتعين على طهران الامتثال لها. وبحسب رواية المواقع الإيرانية فإن المسودة الحالية للاتفاق المحتمل تأتي في 30 صفحة.

وبعد محادثات متقطعة وغير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران استمرت 16 شهراً، قام خلالها الاتحاد الأوروبي بجولات مكوكية بين الطرفين، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي في الثامن من أغسطس (آب)، إن التكتل قدم عرضاً «نهائياً» يهدف لإنجاز تفاهم في مباحثات إحياء اتفاق. ويتوقع رداً في غضون «أسابيع قليلة جداً». وردت طهران على المقترح الاثنين الماضي. وقالت واشنطن إنها تدرس الرد. وناقش الرئيس الأميركي جو بايدن، في اتصال هاتفي مع قادة الترويكا الأوروبية أمس، الجهود المشتركة لمنع الانتشار النووي والملف النووي الإيراني، مشددين على ضرورة ردع أنشطة إيران الإقليمية المزعزعة للاستقرار. وبدا في مارس (آذار) أن الطرفين يقتربان من إحياء الاتفاق بعد 11 شهراً من المحادثات غير المباشرة بين طهران وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في فيينا. لكن المحادثات انهارت، لأسباب على رأسها مطالبة طهران بأن ترفع واشنطن «الحرس الثوري» من قائمة الإرهاب وهو ما رفضه الولايات المتحدة. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لشبكة «سي إن إن» الجمعة إن إيران في ردها على مسودة الاتفاق النووي المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي «لم تطالب برفع الحرس الثوري من قائمة الوزارة الخارجية الأميركية للمنظمات الإرهابية». قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني فدا حسين ملكي إن بلاده «لن تسمح باستمرار العقوبات على الحرس الثوري» في المفاوضات النووية، متهماً الولايات المتحدة بإثارة العقوبات على «الحرس الثوري» في المفاوضات النووية «بهدف إثارة قضايا أخرى وهو ما عارضته إيران». وقال ملكي إن «إزالة الحرس الثوري من قائمة العقوبات الأميركية تطرح بين الحين والآخر خلال المفاوضات بين إيران والغرب، رغم أن الحرس الثوري أعلن رسمياً أنه لا ينبغي الربط بين مفاوضات الاتفاق النووي وبحذف اسم هذا الجهاز، لكن من جانب آخر فإن بعض مسؤولي بلادنا يعتقدون أن الغرب يسعى وراء قضايا أخرى عبر فرض العقوبات على الحرس الثوري». وأشار ملكي إلى أنه بعد تبادل الرسائل بين الطرفين، «أعلن بعض المسؤولين المقربين من إيران أن قضية حذف اسم الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية لم تكن شرطاً مسبقاً في الاتفاق النووي». ومع ذلك، صرح: «من المؤكد إيران لن تسمح باستمرار العقوبات على الحرس الثوري». مضيفاً أن «رفع العقوبات عن الحرس من أولويات إيران في المفاوضات»، وتابع أن «الحرس سيعمل بواجباته المنصوص عليها في الدستور ولن يلتفت إلى العقوبات».

وتطالب إيران بالحصول على ضمانات أميركية بحصولها على تعويضات إذا انسحب أي رئيس أميركي مستقبلي من الاتفاق النووي. وقال رئيس لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان، النائب محمد صالح جوكار إن «من المهم ضمان مستقبل الاتفاق... من غير المقبول أن يكون مستقبل الاتفاق غير واضح وشفاف». وأضاف: «الاتفاق يجب أن يوفر مصالح الشعب الإيراني، وأن يكون مستقبله شفافاً وواضحاً لكي يعود بفوائد اقتصادية للبلاد». ورأى أن خصائص الاتفاق الجيد تكمن «في خفض سعر العملة والأسعار الأخرى عندما يفتح باب التفاوض، وهذا ما يظهر أن الاتفاق مؤثر على حياة الناس لكن النقطة المهمة هي أن الاتفاق يجب أن يتم بطريقة حقيقية وعملية». وإضافة إلى الضمانات، قال جوكار إن «قضية التحقق (من رفع العقوبات) تحظى بأهمية... يجب أن نبيع نفطنا بسهولة وأن نعيد موارده، يجب أن تكون إيران حاضرة في أسواق النفط بسهولة». وبعد يومين من إرسال الرد الإيراني الأسبوع الماضي، اطلع نواب البرلمان على مجريات المفاوضات في جلسة مغلقة حضرها أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان. وتباين نواب البرلمان الأسبوع الماضي، حول ضرورة مصادقة البرلمان على الاتفاق المحتمل. وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية جواد كريمي قدوسي لوكالة «إيسنا»، إنه «لا حاجة للمصادقة على الاتفاق المحتمل». وبحسب التسريبات الإيرانية، طلبت طهران من أطراف الاتفاق إدراج 60 يوماً بعد توقيع الاتفاق النووي من وزراء خارجية أطراف المحادثات، قبل أن تدخل مرحلة تطبيق الاتفاق.

 

الإمارات تعيد سفيرها إلى إيران والسفير الزعابي سيباشر العمل خلال الأيام القادمة

أبوظبي/الشرق الأوسط/22 آب/2022

أعلنت الإمارات، اليوم (الأحد)، إعادة سفيرها إلى إيران، وذلك في إطار حرص القيادة الإماراتية على تعزيز علاقاتها مع طهران، وتنفيذاً لقرارها السابق في رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى درجة سفير، وبعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بتاريخ 26 يوليو (تموز) 2022 بين الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي والدكتور حسين أمير عبد اللهيان وزير خارجية إيران. وأفادت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بأن سيف الزعابي سفير الإمارات في طهران سيعود خلال الأيام القادمة، مشيرة إلى أن ذلك يأتي بناءً على التنسيق الجاري مع وزارة الخارجية في إيران؛ وفق الأعراف الدبلوماسية المعمول بها بين الدول. وأكدت الوزارة أن السفير الزعابي سيعود لممارسة مهامه الدبلوماسية في سفارة الإمارات في إيران خلال الأيام القادمة، وذلك للمساهمة في دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام بالتنسيق والتعاون مع المسؤولين في طهران؛ بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الجارين والمنطقة.

 

أربعة قادة غربيون يدعون إلى «ضبط النفس» حول المحطة النووية في أوكرانيا

برلين: /الشرق الأوسط/22 آب/2022

دعا قادة الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، اليوم (الأحد)، إلى «ضبط النفس» حول محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، الأكبر في أوروبا والتي يحتلها الجيش الروسي. وقال المتحدث باسم المستشار أولاف شولتس إن الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وشولتس ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون طلبوا أيضاً بعد مشاورات هاتفية «الإسراع» في إرسال بعثة من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المكان. وتوافق القادة الغربيون الأربعة خلال مشاوراتهم على «الاستمرار في دعم أوكرانيا في دفاعها ضد العدوان الروسي». وأحيا تجدد المعارك في محيط المحطة النووية الواقعة في جنوب أوكرانيا المخاوف من كارثة أسوأ من تلك التي وقعت في تشيرنوبيل، مع تبادل موسكو وكييف الاتهام بالمسؤولية عن الهجمات. وأكدت الرئاسة الفرنسية الجمعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على أن يقوم مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة المحطة.

 

أوكرانيا تنفي تورّطها في مقتل داريا دوغينا/لجنة التحقيق: الجريمة مدبّرة ومخطط لها مسبقاً

موسكو - كييف - لندن/الشرق الأوسط/22 آب/2022

نفت أوكرانيا علاقتها بمقتل ابنة المفكر والفيلسوف الروسي البارز ألكسندر دوغين خارج موسكو، مساء السبت، في الوقت الذي أكّدت فيه لجنة التحقيقات الروسية أن البيانات التي تم الحصول عليها تشير إلى أن الجريمة «مدبرة ومخطط لها مسبقاً». ونقل موقع «روسيا اليوم» العربي عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قولها إنه إذا ثبتت فرضية «الأثر الأوكراني» في مقتل داريا دوغينا، فإننا سنتحدث عندئذ عن «سياسة إرهاب الدولة». وأضافت زاخاروفا أن مثل هذه الفرضية تحدث عنها رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشيلين، مشيرة إلى أنه يجب التحقق من ذلك من قبل السلطات المختصة. وتابعت بأن حقائق ومعطيات كافية تراكمت، كلها ترجح هذه الفرضية، وفق الموقع الروسي. في المقابل، قال مستشار الرئاسة الأوكراني ميخايلو بودولياك في حديث للتلفزيون الأوكراني: «أؤكد أن أوكرانيا بالطبع ليس لها علاقة بهذا؛ لأننا لسنا دولة إجرامية، مثل روسيا الاتحادية. وعلاوة على ذلك، لسنا دولة إرهابية». وبدا أنه يُنحي باللائمة في مقتل ابنة دوغين على صراعات داخلية على السلطة بين «الفصائل السياسية المختلفة» في روسيا، وفق وكالة «رويترز». وقال محققون روس، أمس، إن داريا دوغينا (29 عاماً)، قُتلت مساء السبت على أثر ما يشتبه بأنه انفجار قنبلة في سيارة «تويوتا لاند كروزر» كانت تقودها. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن أندريه كراسنوف، وهو شخص يعرف دوغين، قوله إن السيارة مملوكة لوالدها، وإنه ربما كان المستهدف. بينما ذكرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الحكومية الروسية، أن الأب وابنته كانا يحضران مهرجاناً خارج موسكو، وأن دوغين قرر تبديل سيارتيهما في اللحظة الأخيرة.

وأظهرت لقطات تلفزيونية مصاحبة لبيان صادر عن محققي منطقة موسكو، مسؤولين وهم يجمعون الحطام والشظايا من موقع الانفجار. وذكر البيان الذي وصف داريا دوغينا بأنها صحافية وخبيرة سياسية، أن المحققين فتحوا قضية قتل، وسيُجرون فحوصاً جنائية. وأضاف أن المحققين يأخذون في الحسبان كل الاحتمالات خلال العمل على تحديد المسؤول. وأمر رئيس لجنة التحقيق الروسية الفرع المركزي لمؤسسته بتولي التحقيق. وقالت اللجنة في بيان: «تم وضع عبوة ناسفة أسفل مكان السائق في السيارة... داريا دوغينا التي كانت خلف عجلة القيادة، ماتت في مكان الحادث». وألكسندر دوغين، والد داريا، هو فيلسوف ومفكر وكاتب روسي بارز، يدعو منذ أمد بعيد إلى توحيد المناطق الناطقة بالروسية وغيرها من المناطق في إمبراطورية روسية جديدة واسعة النطاق. ويريد أن يشمل هذا التكتل أوكرانيا؛ حيث تنفذ القوات الروسية حالياً ما تسميها موسكو «عملية عسكرية خاصة»، لنزع السلاح من جارتها. وتأثير دوغين، المدرج على قائمة المستهدفين بالعقوبات الأميركية، على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موضع تكهنات، إذ يرى بعض مراقبي الشأن الروسي أن نفوذه كبير، بينما يصفه البعض الآخر بأنه ضئيل.

 

ألكسندر دوغين... مؤلف «النظرية الرابعة» الذي أخطأته العبوة الناسفة

وصف بأنه «عقل بوتين» وطور لسنوات استراتيجية «التكامل الأوراسي»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/22 آب/2022

ما زال التحقيق في خطواته الأولى، لكن الفرضية الأكثر ترجيحاً أن تفجير العبوة الناسفة في سيارة ليل الأحد كان يستهدف الفيلسوف الروسي البارز ألكسندر دوغين. كان من المقرر وفقاً لشهادات ضيوف فعالية حضرها في إحدى ضواحي موسكو أن يستقل السيارة المفخخة لكنه غير رأيه في اللحظة الأخيرة وغادر الحفلة في سيارة أخرى، لأن ابنته داريا التي سرعت في السنوات الأخيرة مسيرتها المهنية على خطاه، كانت قد اضطرت لمغادرة المكان في وقت أبكر قليلاً من المحدد سابقاً، لتكون على موعد مع العبوة الناسفة القاتلة.

مقتل ابنة «عقل بوتين» إثر انفجار سيارتها بموسكو

لكن السؤال الذي برز مباشرة، من قد تكون له مصلحة في قتل دوغين؟ وهو برغم تأثيره الواضح مسار «التفكير» الروسي خلال أكثر من عقدين، إلى درجة أن كثيرين في الغرب أطلقوا عليه صفة «عقل بوتين»، ومع أنه مدرج على لوائح العقوبات الغربية لاتهامه بالتحريض ونشر «دعايات كاذبة»، لكنه لم يلعب في الفترة الأخيرة أدواراً بارزة، وخصوصاً في شأن المواجهة المتصاعدة مع الغرب، والصراع الذي تفجر في أوكرانيا. هنا، تضع إشارة رئيس إقليم دونيتسك الانفصالي دينيس بوشيلين الذي سارع إلى الإعلان عن أن «عملاء أوكرانيا قتلوا داريا دوغينا» علامات استفهام أكثر من أن تقدم أجوبة. لأن إثبات فرضية أن التفجير استهدف دوغين الأب، سوف يعني فقط أن الهدف من العملية توجيه رسالة إلى بوتين نفسه، باقتراب أيدي الاستخبارات إلى شخصيات تعد مقربة منه.

من هو ألكسندر دوغين؟

هو مؤلف «النظرية السياسية الرابعة»، التي، في رأيه، يجب أن تكون الخطوة التالية في تطور السياسة الدولية بعد الليبرالية والاشتراكية والفاشية. قامت فكرته على الدعوة إلى إنشاء قوة عظمى أوراسية عبر دمج روسيا مع الجمهوريات السوفياتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد. تنضم إليه لاحقاً بلدان أخرى مهمة ويشكل مركز قرار دولي وقوة اقتصادية وسياسية ضاغطة. ودوغين ليس مفكراً سياسياً فحسب، بل هو أيضاً مدرس وعالم معروف. ترأس في 2009 - 2014 قسم علم الاجتماع للعلاقات الدولية في كلية علم الاجتماع في جامعة موسكو الحكومية. وهو أستاذ فخري في الجامعة الوطنية الأوراسية وفي جامعة طهران. وأستاذ زائر في الجامعة الفيدرالية الجنوبية، وزميل باحث أول في جامعة فودان (شنغهاي). وهو يكتب و«يفكر»، كما يقال بالروسية والإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية.

في استطلاع الرأي الذي أجري عام 2009 احتل دوغين المرتبة 36 بين أكثر المثقفين نفوذاً في روسيا. وفي عام 2014. أدرجت النسخة الأميركية من مجلة فورين بوليسي الفيلسوف الروسي في قائمة أبرز 100 «مفكر عالمي» في العالم الحديث في فئة «المحرضين».

لم يكن هذا الوصف غريباً على الرجل الذي وصف أميركا بأنها «ورم سرطاني».

عملياً، شكلت إصدارات دوغين لفترة سنوات انعكاساً عالي الصوت لـ«خطط السياسة الخارجية لبوتين». لكن هذا لا يعني صدق التعريف المرتبط بكونه «عقل بوتين»، ففي الواقع، قال دوغين في مقابلة عام 2014، إنه لا يعرف الرئيس الروسي بشكل شخصي. قد تكون تلك مبالغة ما، لكن التصريح يحمل دلالات. كما أن إقالته من جامعة موسكو الحكومية عكست أنه لا يحظى بدعم كامل من السلطات. رغم ذلك، لا يمكن إنكار أنه لعب أدواراً مهمة في تطوير آليات التفكير السياسي الروسي، وإن كانت النخب السياسية لم تأخذ دائماً أفكاره إلى سكة التنفيذ. في عام 1998، كان مستشاراً لرئيس مجلس الدوما، غينادي سيليزنيوف، ومنذ عام 1999. كان رئيساً لقسم مركز الخبرة الجيوسياسية التابع لمجلس الخبراء الاستشاري المعني بقضايا الأمن القومي تحت رئاسة مجلس الدوما. ومنذ مارس (آذار) 2012 عضو في المجلس الاستشاري لرئيس المجلس. في عام 2014 بعد ضم شبه جزيرة القرم تم إدراج دوغين على لائحة عقوبات الاتحاد الأوروبي، وفي العام التالي أدرج على اللائحة الأميركية وفي عام 2016. وصف الخبير السياسي الأميركي غلين بيك دوغين بأنه بين «أخطر رجال في العالم».

نظرية الاتحاد الأوراسي

لكن «خطورة» دوغين لا تكمن في كونه من الكتاب القوميين الداعين بصوت عالٍ لمواجهة الغرب بتحويل روسيا إلى مركز تحالف أوراسي ضخم. لأن أفكار دوغين في هذا المجال لم تتحقق على أرض الواقع، وبدلاً من الاتحاد الأوراسي الشامل الذي قصده، والذي كان يعني إحياء الاتحاد السوفياتي على خلفية آيديولوجية جديدة، ظهر في عام 2014 الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الذي ما زال لا يعد لاعباً بارزاً بسبب تباين أهداف أعضائه وتنوع مصالحهم. عموماً، فقد ظهرت فكرة الاتحاد الأوراسي التي طورها دوغين منذ وقت طويل. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي في نهاية القرن العشرين انتشرت فكرة استعادة التكامل الوثيق في فضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي. وكان من أشهر مؤيديها في وقت لاحق، رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف والرئيس الروسي، وكان دوغين على رأس علماء السياسة الذين روجوا للفكرة. استند الفيلسوف في فكرته إلى رؤية كانت في عشرينات القرن التاسع عشر حول الحاجة إلى إنشاء اتحاد أوروبي آسيوي يشكل تحولاً تدريجياً للاتحاد السوفياتي إلى اتحاد أوراسي واسع، عن طريق تغيير الآيديولوجية الشيوعية إلى الأوروآسيوية. ومع انهيار الدولة العظمى ظن مروجو الفكرة أن الفرصة سانحة، لإعادة تأهيل الفكرة، لكن الطموحات السياسية للبلدان «المستقلة»، حديثاً حالت دون إنشاء «اتحاد كونفدرالي» على أساس الجمهوريات المنحلة، وبدلاً منه ظهرت رابطة الدول المستقلة التي تعد كياناً رمزياً أكثر من تكون اتحاداً سياسياً. في كل الأحوال ظل المشروع الذي دافع دوغين عنه طويلاً، في إدراج الكرملين، حتى احتاج بوتين في عام 2010 إلى طرح «آيديولوجية جديدة» تشكل انعكاساً لروح الهوية الروسية التي ظلت ضائعة لسنوات بعد انهيار الدولة الكبرى. في تلك الفترة برز الحديث في أوساط علماء السياسة وبينهم دوغين عن «الآيديولوجية الاجتماعية المحافظة»، كبديل عن «الليبرالية الديمقراطية الغربية»، وبرز أيضاً مجدداً مشروع «الاتحاد الأوراسي». في خريف عام 2011، تلقى مشروع الاتحاد الأوروبي الآسيوي زخماً جديداً بعد نشر رئيس الوزراء الروسي آنذاك فلاديمير بوتين مقالة حملت عنوان «مشروع تكامل جديد لأوراسيا - المستقبل الذي يولد اليوم»، تبنى فيها بوتين وجهة نظر دوغين، وجادل بأن إنشاء الاتحاد الأوراسي على أساس روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وعدد من بلدان آسيا الوسطى وبلدان محيطة، سيسمح لروسيا بأن تصبح قطباً أساسياً واسع النفوذ. لكن موسكو لم تنجح بالترويج للفكرة بإبعادها كاملة، ورفض رؤساء بعض الجمهوريات وبينهم بيلاروسيا وكازاخستان فكرة «الاتحاد السياسي الكامل»، مما أسفر عن تراجع فكرة دوغين عن أولويات السياسة الخارجية والاكتفاء بنسخة مصغرة منها برزت في تأسيس «الاتحاد الاقتصادي الأوراسي».

 

صواريخ روسية تضرب أوديسا مع اقتراب مرور نصف عام على الحرب

لندن/الشرق الأوسط/22 آب/2022

سقط وابل من قذائف المدفعية على مدينة قريبة من أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا خلال الليل، وأصابت صواريخ روسية أهدافاً بالقرب من ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود، وهو مركز لتصدير الحبوب، وذلك مع اقتراب مرور نصف عام على بداية الحرب يوم الأربعاء.

ويوافق 24 أغسطس (آب) أيضاً ذكرى مرور 31 عاماً على استقلال أوكرانيا عن الحكم السوفياتي. وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته الليلية المصورة أمس السبت على توخي الحذر قائلاً إن موسكو يمكن أن تحاول في هذه المناسبة القيام بشيء «بشع للغاية».

وقالت السلطات الروسية اليوم الأحد إنها تحقق فيما يشتبه بأنه هجوم بسيارة ملغومة خارج موسكو أودى بحياة ابنة المفكر الروسي القومي المتطرف ألكسندر دوجين الذي يدعو إلى ضم أوكرانيا إلى روسيا. وفي حين قال المحققون إنهم يأخذون في الحسبان كل الاحتمالات خلال العمل على تحديد المسؤول، تكهنت وزارة الخارجية الروسية بأنه قد تكون هناك صلة لأوكرانيا بالحادث، وهو ما سارع مستشار زيلينسكي بنفيه. وقال المستشار الرئاسي ميخائيلو بودولياك في تصريحات للتلفزيون الأوكراني: «أوكرانيا، بالطبع، لا صلة لها بهذا لأننا لسنا دولة إجرامية مثل روسيا الاتحادية، والأكثر من ذلك أننا لسنا دولة إرهابية». لكنه أشار إلى أن الواقعة قدر عادل لأنصار الغزو الروسي. وبينما تستعد أوكرانيا للاحتفال بعيد استقلالها في ظل حرب سوت بلدات ومدنا بالأرض وأودت بحياة الآلاف وأرغمت الملايين على النزوح عن ديارهم، أعلن مسؤولون عسكريون ومحليون عن توجيه روسيا المزيد من الضربات لأهداف في شرق وجنوب البلاد. ومما يثير القلق بشكل خاص قصف مدينة نيكوبول، التي يفصلها نهر دنيبرو عن محطة زابوريجيا، أكبر محطة نووية في أوروبا. وتسيطر روسيا على المحطة منذ مارس (آذار).

وتعرضت نيكوبول للقصف خمس مرات خلال الليلة الماضية، حسبما ذكر حاكم المنطقة فالنتين ريزنيتشينكو على تيليغرام. وأضاف أن 25 قذيفة مدفعية أصابت المدينة وأدت إلى نشوب حريق في منشأة صناعية وانقطاع الكهرباء عن ثلاثة آلاف من السكان. وتجددت المخاوف من وقوع حادث نووي بسبب القتال قرب المحطة، كما أن الهجوم الصاروخي الذي وقع أمس السبت على بلدة فوزنيسنسك بجنوب أوكرانيا ليس بعيداً عن ثاني أكبر محطة نووية في البلاد.

في غضون ذلك، عقد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس محادثات هاتفية أكدوا خلالها أهمية ضمان سلامة المنشآت النووية وشددوا كذلك على «التزامهم الصارم» بدعم أوكرانيا.

وأعلنت السلطات المحلية أيضاً عن وقوع هجمات صاروخية خلال الليل على منطقة أوديسا التي تضم موانئ على البحر الأسود لها أهمية بالغة في اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة للسماح لصادرات الحبوب الأوكرانية، التي عرقلتها الحرب، بالوصول إلى الأسواق العالمية مجدداً.

وأطلقت روسيا خمسة صواريخ كاليبر من البحر الأسود على منطقة أوديسا خلال الليل، وذلك وفقاً لما نقله متحدث باسم الإدارة المحلية عن معلومات من القيادة العسكرية الجنوبية. وأسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية صاروخين بينما أصابت ثلاثة صواريخ أهدافاً تابعة للقطاع الزراعي دون أن يسفر ذلك عن وقوع ضحايا. لكن روسيا قالت اليوم الأحد إن صواريخها دمرت مستودعاً للذخيرة يحتوي على صواريخ هيمارس أميركية الصنع بينما قالت كييف إن الصواريخ أصابت مخزناً للحبوب. ولم ترد تقارير جديدة عن وقائع في شبه جزيرة القرم في البحر الأسود بعد سلسلة من الانفجارات وقعت في الآونة الأخيرة وتصدرت عناوين الأخبار. وضمت روسيا شبه الجزيرة من أوكرانيا في عام 2014. وأشار زيلينسكي في خطابه بشكل غير مباشر إلى الانفجارات التي وقعت في شبه جزيرة القرم. ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن الهجمات، لكن محللين قالوا إن بعضها على الأقل أصبح ممكناً بفضل العتاد الجديد الذي تستخدمه قواتها. وقال زيلينسكي: «يمكنكم أن تشعروا... أن الاحتلال هناك (القرم) مؤقت فقط وأن أوكرانيا ستعود». وفي أحدث واقعة بالمنطقة، قال ميخائيل رازفوجاييف حاكم شبه جزيرة القرم المعين من روسيا، الذي لا يعترف به الغرب، على تيليغرام إن هجوماً بطائرة مسيرة على مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود تم إحباطه صباح السبت. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في إفادة يومية على «فيسبوك» إن القوات الروسية نفذت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عدة محاولات اعتداء في دونباس. وكانت تلك المنطقة الشرقية التي يسيطر عليها جزئياً انفصاليون موالون لموسكو هدفا رئيسيا للحملة الروسية خلال الأشهر الماضية. وفي الجنوب، قالت القوات الروسية إنها نفذت هجوماً ناجحاً على قرية على الحدود بين منطقتي خيرسون وميكولايف. وقال فيتالي كيم حاكم منطقة ميكولايف عبر تطبيق تيليغرام إن مدينة ميكولايف تعرضت للقصف بصواريخ متعددة من أنظمة إس - 300 في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد. وقالت وزارة الدفاع الروسية أيضا إن قواتها دمرت اثنين من مدافع هاوتزر إم777 في مواقع قتالية في منطقة خيرسون ومستودعا للوقود في منطقة زابوريجيا.

 

استنفار في العراق لإنقاذ عالقين في انهيار مزار ديني والدفاع المدني ينقذ 3 أطفال وينتشل 4 جثث

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/22 آب/2022

انتشلت فرق الإنقاذ العراقية جثث 4 أشخاص، بينهم امرأة ورجل، من تحت الأنقاض، إثر انهيار تلّ ترابي على مزار ديني في محافظة كربلاء في جنوب العراق، بينما تواصل فرق الدفاع المدني استنفارها عبر الحفر بالجرارات والمعدات اليدوية لانتشال الأشخاص الذين لا يزالون عالقين في المكان. ويترقب كثير من العراقيين؛ خصوصاً في محافظة كربلاء، بقلق، عمليات إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض. وقالت مصادر الدفاع المدني إنها نجحت في إنقاذ طفلين وسحبهما من تحت الأنقاض، وانتشلت 4 جثامين، وتتحدث عن احتمال وجود ما لا يقل عن نحو 8 أشخاص ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض، بينما تحدثت بعض المصادر عن صعوبة إخراج من تبقى من العالقين أحياءً، نظراً لكثرة الصخور ومواد البناء التي انهارت. ومزار «قطّارة الإمام علي» عبارة عن ينبوع ماء يقع في الصحراء الغربية لمحافظة كربلاء، ويبعد عن مركزها نحو 28 كيلومتراً بالقرب من بحيرة الرزازة. وشدد رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح، يوم الأحد، على ضرورة استنفار الجهود لإنقاذ المحاصرين بحادث انهيار المزار الديني المعروف بـ«قطّارة الإمام علي». وقال صالح في تغريدة عبر «تويتر»: «تلقينا بألم الحادث المفجع الذي تعرّض له أهلنا في انهيار طال مزار قطارة الإمام علي (عليه السلام) في كربلاء المقدسة». وأضاف: «نشد على يد فرق الدفاع المدني البطلة، والمتطوعين، في إنقاذ العالقين وإسعافهم»، مشدداً على «ضرورة استنفار الجهود لإنقاذ بقية المُحاصرين».

وعقب تغريدة الرئيس صالح، أصدر مكتب رئاسة الوزراء بياناً قال فيه، إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي: «تابع حادث الانهيار، ووجَّه وزير الداخلية بالإشراف المباشر والميداني في محل الحادث على أعمال الإنقاذ، واستنفار أجهزة الدفاع المدني والأجهزة الصحية؛ لتأمين سلامة المصابين وإنقاذ المواطنين المحاصرين تحت الأنقاض». وقدم الكاظمي «تعازيه الحارة لذوي الضحايا وأهاليهم، وتمنى سيادته السلامة وسرعة التشافي للمصابين». وشدد رئيس الوزراء «في اتصال هاتفي مع محافظ كربلاء المقدسة والمسؤولين فيها، على أهمية بذل الجهود فوراً من قبل فرق الإنقاذ في الدفاع المدني، وأداء الواجب على أتم وجه» بحسب البيان.

وقال الجيولوجي صباح حسن عبد الأمير، من محافظة كربلاء، على صفحته على «فيسبوك»: إن المزار «يقع في المنطقة المنبسطة التي تشكل منخفض بحيرة الرزازة، تحدها تلال بارتفاع 7- 8 أمتار عن مستوى سطح بحيرة الرزازة، وتتكون من طبقات صخرية رملية تتخللها شرائح من طبقات كلسية تتخلل أيضاً طبقات الرمل، وهي عرضة للتعرية بواسطة الرياح من الأعلى والجوانب، والتحلل وذوبان الشرائح الكلسية، عندما يرتفع مستوى المياه في بحيرة الرزازة». وأضاف أن «سبب نضوح المياه في هذه المنطقة ناتج عن تغلغل مياه الأمطار فيها، ودخولها بين شقوق الرمل وخروجها من قاعدة التل في المنطقة المسماة بالقطارة. وكانت المياه تنقطع فيها صيفاً».

ويؤكد عبد الأمير أن المنطقة «كان يرتادها سابقاً رعاة الأغنام للراحة والوقاية من حرارة الشمس، واستغلها أيضاً سواق نقل الرمل أو حجر الكلس المتناثر على رصيف بحيرة الرزازة مكاناً للراحة والانتظار، وكان المكان عبارة عن منصة بأبعاد 3 في 3 أمتار، نبتت بجانبها نخلة كانت تسقط دائماً عندما تكون رطوبة الأرض عالية». ويعتقد عبد الأمير أن «الانهيار الأخير سببه استغلال صاحب المشروع الأخير للقطارة، بعد أن قام بمد أنابيب في أسفل التلال لديمومة خروج المياه، وهو ما سبب تفتت تربة المنطقة بفعل نضوح الماء منها، ثم قامت عليها منشأة خرسانية لم تتحملها الطبقات الرملية الهشة فانهارت».

من جهته، نأى الوقف الشيعي في كربلاء بنفسه عن مسؤولية الانهيار الذي حدث في مزار القطّارة. وقال مدير الوقف فارس الطيار، لوكالة «شفق نيوز» المحلية، إن «المزار لا يعود للوقف الشيعي وغير مسجل لديه، ولا الأرض التي أُقيم عليها والمنشأة التي فيه، فهو مبني دون موافقة الوقف؛ لأنه لم يثبت تاريخياً حتى الآن». وأكد أن «مسؤولية ما حصل تقع على الشخص الذي قام ببنائه واستغلاله لهذه الأرض». وأضاف الطيار أن «قطارة الإمام علي، مزار يعود لجهات أهلية ولا يحتوي على قبر، وإثباته يحتاج إلى مراجعة أصحاب العلاقة، فإذا ثبت أنه مزار تتم مخاطبة الجهات الرسمية وتُستملك الأرض القائم عليها، وبالتالي سيكون هناك إشراف وإدارة وحماية من ديوان الوقف الشيعي». وانتشر في العقدين الأخيرين، بشكل لافت، كثير من المزارات الدينية في وسط وجنوب العراق رغم عدم صحتها وموثوقيتها من الناحية التاريخية، ويعتقد كثيرون أن البعض يقوم باستغلالها بهدف الحصول على المال.

 

أطراف في «الإطار» العراقي تستجيب بحذر لـ«مناظرة» الصدر

بغداد/الشرق الأوسط/22 آب/2022

دعمت أطراف داخل قوى الإطار التنسيقي الشيعي، بحذرٍ، دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى مناظرة علنية مع قيادات «الإطار»، طبقاً لتغريدة بهذا المعنى. وفيما تنوعت ردود الفعل داخل قوى الإطار التنسيقي حول دعوة الصدر، التي بدا أنه قصد بها خصمه الأول داخل قوى «الإطار»، زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي. وبينما تجاهل «ائتلاف دولة القانون» دعوة الصدر إلى المناظرة العلنية، فإن كتلة «صادقون» التابعة لـ«عصائب أهل الحق»، أعلنت تأييدها لمبدأ المناظرة العلنية، وذلك عن طريق الناطق باسمها محمود الربيعي، الذي قال في تغريدة على «تويتر»، إن «المناظرات العلنية المباشرة من أكثر الأساليب الديمقراطية وضوحاً للجمهور وكشفاً للمخفي من الأمور». وأضاف: «وأنا أؤيد الدعوة لها بين ممثل لقيادة (التيار) وممثل لقيادة (الإطار)، لنضع النقاط على الحروف، على أن تكون ثمرة المناظرة التسليم بالحقائق والاحتكام للدستور والقانون وإنهاء الأزمة». في السياق نفسه، أعلنت رئيسة كتلة «إرادة» في البرلمان العراقي حنان الفتلاوي، وهي إحدى قيادات «الإطار التنسيقي»، استعدادها لقبول مناظرة علنية. وقالت في تغريدة لها، «أقبل المناظرة التي دعا إليها السيد مقتدى الصدر شريطة أن يضمن السيد سلامتي بعد المناظرة». كما أعلن أبو كلل، القيادي في تيار «الحكمة» بزعامة عمار الحكيم، تأييده للمناظرة العلنية التي طالب بها زعيم التيار الصدري. ودعا أبو كلل كلاً من التيار الصدري والإطار التنسيقي إلى اختيار ممثل عنهما لإجراء مناظرة علنية أو أكثر، على غرار مناظرات انتخابات الرئاسة الأميركية. كان الصدر قد أعلن أن المقترح الذي قدمه مؤخراً إلى الأمم المتحدة أثناء لقائه المبعوثة الأممية جينين بلاسخارت، في مقره بمدينة النجف، لم يلق تجاوباً من الإطار التنسيقي. وقال الصدر، في بيان، إن «الجواب كان عن طريق الوسيط، ولم يتضمن شيئاً عن الإصلاح، ولا عن مطالب الثوار ولا ما يعانيه الشعب، ولم يعطوا لما يحدث أي أهمية على الإطلاق»، مضيفاً: «لن أجالس الفاسدين».

في السياق نفسه، عدّ صالح محمد العراقي المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ويُعرف بوزيره، أن «اشتداد الخلاف» داخل الإطار التنسيقي حال دون تشكيل حكومة مجربة، على حد قوله. وأضاف في تغريدة له على «تويتر»، أن هناك تطورات حصلت خلال الفترة الأخيرة عدها من مخرجات «ثورة الإصلاح» التي يتبناها منذ فترة، من بينها خوف البعض من هيئة النزاهة، وكشفها عن بعض ملفات الفساد البسيطة «وننتظر رؤوس الفساد الكبيرة، واستقالة وزير متهم بالفساد (في إشارة إلى وزير المالية المستقيل علي علاوي) والتستر على الفاسدين، والمجرب لا يجرب». كما عد وزير الصدر أن من ثمرات ذلك «التسريبات المؤكدة (في إشارة إلى تسجيلات المالكي) التي يحرض فيها على القتل والتخريب والاقتتال والفتنة، لينكشف ديدنه عند طلابه قبل مناوئيه». وكشف الصدر عن موافقة «الكتل الكبرى السنية والكردية، بل بعض الشيعية، على حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، ومحاسبة الفاسدين، وإجراء بعض التعديلات الدستورية»، حيث عد ذلك من مؤشرات نجاح دعواته للإصلاح، بالإضافة إلى «إفلاس الكتل الفاسدة، وعدم تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم إلا عن طريق تقليد خطى المصلحين بالمظاهرات والاعتصامات من جهة، وذهابهم إلى دول الجوار للتوسط من جهة أخرى» (في إشارة إلى الزيارة التي قام بها زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم إلى المملكة العربية السعودية). كما عد أن رفضهم المناظرة العلنية أدى إلى «فضحهم أمام الشعب، وإضعاف موقفهم، وازدياد التعاطف مع الثورة»، كاشفاً عن «اشتداد الخلاف بينهم، بحيث لم يتمكنوا من تشكيل حكومة مجربة نهت عنها المرجعية ورفضها الشعب مقدماً».

 

عباس إلى أنقرة اليوم للقاء إردوغان بدعوة تركية رسمية لطمأنة الفلسطينيين بعد عودة العلاقات مع إسرائيل

رام الله - أنقرة/الشرق الأوسط/22 آب/2022

يبدأ الرئيس الفلسطيني الاثنين زيارة إلى تركيا بعد أيام قليلة على إعلان استئناف العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، تستهدف جلب دعم للتحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة للحصول على عضوية كاملة، والاستفادة من العلاقات الإسرائيلية التركية في دعم احتياجات الفلسطينيين.

وأعلن السفير الفلسطيني لدى الجمهورية التركية، فائد مصطفى، أن الرئيس عباس يبدأ الاثنين، زيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة، تستغرق ثلاثة أيام، بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وأضاف السفير مصطفى أن الرئيسين سيبحثان في العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، إلى جانب إطلاع القيادة التركية على تطورات القضية الفلسطينية، إضافة إلى مشاورات في العديد من القضايا الإقليمية والدولية. وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن الأتراك يسعون لطمأنة عباس بأن استئناف العلاقات مع إسرائيل لن يكون على حساب دعم أنقرة للفلسطينيين، وأن عباس يريد الاستفادة من هذه العلاقة من أجل حث الأتراك للضغط على إسرائيل، لوقف لأعمال الأحادية من جهة ودفع العملية السياسية من جهة ثانية. وحسب المصادر، سيناقش عباس مع إردوغان دعم تركيا لمحاولة فلسطين الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وهي جهود اصطدمت بحملة إسرائيلية ألمانية ضد عباس بعد تصريحات مثيرة للجدل حول الهولوكوست، عندما شبه عباس الجرائم الإسرائيلية في الضفة بأنها محارق، وهو تصريح تراجع عنه تحت ضغط انتقادات إسرائيلية ودولية، مؤكداً أنه لم ينوِ التقليل من خصوصية المحرقة. وبدأ الفلسطينيون حملة للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، رداً على غياب أفق سياسي، وهي خطوة من بين خطوات أخرى لوحوا بها من بينها سحب الاعتراف بإسرائيل. واستقبل عباس الأحد في الرئاسة في مدينة رام الله، ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفن كون فون بورغسدورف، وبحث معه استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية في ظل غياب أي أفق حقيقي للسلام. وأعرب عباس عن أمله في مواصلة الجهود الأوروبية من أجل وقف الممارسات الإسرائيلية التي من شأنها تقويض حل الدولتين، والعمل مع الاتحاد الأوروبي وأطراف المجتمع الدولي لحماية حل الدولتين. وهي قضايا ستكون محل نقاش بين عباس وإردوغان، الذي يستعد كذلك لزيارة إسرائيل. وتعمل الطواقم الإسرائيلية والأميركية على تنظيم زيارة للرئيس التركي، إلى إسرائيل، خلال الفترة القريبة المقبلة. وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، إن هذه الزيارة ستكون الخطوة التالية في إطار المساعي لتثبيت التطبيع الجديد للعلاقات بين البلدين. وينوي إردوغان أيضاً زيارة رام الله، وربما زيارة القدس الشرقية والمسجد الأقصى. وكانت أنقرة وتل أبيب قد قررتا استئناف العلاقات الأربعاء، عندما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، أن حكومته ستستأنف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع تركيا بعد سنوات من التوتر بين الدولتين، بما في ذلك إعادة السفراء والقناصل العامين من البلدين.ومقابل ذلك، حرصت أنقرة على لسان وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو، التأكيد بأنها لن تتخلى عن القضية الفلسطينية، رغم استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل. ويقدر السياسيون الإسرائيليون، بأن هناك دوافع قوية لدى إردوغان لتحسين العلاقات مع إسرائيل، أهمها رغبته في مد أنبوب ينقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، فضلاً عن حرصه على التخفيف من الأزمة الاقتصادية الكبيرة في تركيا.

في الاثناء، عبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن رفضها لكل أشكال التطبيع مع إسرائيل، بما في ذلك تبادل تعيين السفراء. ونفت، في بيان الجمعة، صحة بيان منسوب إليها تداولته مواقع إخبارية يؤكد تأييدها لخطوة تبادل السفراء بين تركيا وإسرائيل، ووصفته بأنه «مزعوم ومفبرك».

وقال المكتب الإعلامي للحركة، إن ذلك البيان «مفبرك تماما»، وإن الحركة تجدد التأكيد على موقفها الثابت برفض كل أشكال التطبيع بما في ذلك خطوة تبادل السفراء، داعيا المؤسسات الإعلامية إلى تحري الدقة والمصداقية، والتأكد من الموقع الرسمي للحركة في نشر البيانات والتصريحات الرسمية لها.

كما أدانت حركة الجهاد الإسلامي، بشدة، استمرار تركيا في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم الحركة، طارق سلمي، إن «تبادل السفراء مع كيان الاحتلال وتطبيع العلاقات معه في ظل ما يرتكبه الاحتلال من عدوان وإرهاب وجرائم قتل يومية سيشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من العدوان».

 

اليابان لزيادة قدراتها الصاروخية في مواجهة التهديدات الصينية

طوكيو/الشرق الأوسط/22 آب/2022

في مسعى لتعزيز قدراتها أمام الصين، تدرس اليابان نشر أكثر من ألف صاروخ «كروز» بعيد المدى لتعزيز قدرتها في مواجهة تهديدات بكين الإقليمية المتزايدة، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية ودولية عن صحيفة «يوميوري شيمبون» أمس. وتخطط طوكيو لتطوير صواريخ مضادة للسفن لزيادة مداها من مائة كيلومتر إلى نحو ألف كيلومتر، وهو ما سيكون كافياً للوصول إلى مناطق الصين الساحلية وكوريا الشمالية، وفق ما نقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها. كما سيتعين القيام بعمليات تحديث لتمكين السفن والطائرات التي تملكها اليابان حالياً من إطلاق صواريخ جديدة يمكن أن تضرب أهدافاً على البر، بحسب الصحيفة؛ التي ذكرت أيضاً أن الصواريخ ستنشر في منطقة كيوشو ومحيطها وعلى الجزر الواقعة في جنوب غربي اليابان قرب تايوان. وأضافت الصحيفة أن اليابان تسعى بذلك إلى سد «فجوة الصواريخ» مع الصين؛ التي لديها نحو 300 صاروخ «كروز» و1900 صاروخ باليستي.وأطلقت اليابان قبل سنوات قليلة برنامجاً لتعزيز قدراتها الصاروخية في مواجهة التهديدات المحتملة من الصين وكوريا الشمالية؛ وفقاً لوكالة «بلومبرغ» للأنباء.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اوقفوا البلف، الانتخابات الرئاسية الوهمية

شارل الياس شرتوني/22 آب/2022

الجنرال شارل دوغول: "المؤسسات والدستور هي غلاف، السؤال ماذا يحوي في داخله".

ان اطرف ما في ترهات الكلام السياسي في هذا البلد المحتضر، هو الحديث عن الاستحقاقات الدستورية في دولة اسمية قامت منذ ٣٢ سنة على نقطة ارتكاز وهمية تمحورت حول سياسات النفوذ الاقليمية المتعاقبة ومتكاءاتها الداخلية، المتمثلة بالاوليغارشيات المافيوية التي حكمت على خط التواصل بينها وبين اوليائها الاقليميين (بدءا بسوريا ومرورا بسياسات النفوذ السنية ووصولا الى السياسة الانقلابية الشيعية التي تديرها ايران على المستوى الاقليمي). لقد انقضت الانتخابات النيابية وتلاها الفراغ الحكومي والاستحقاق الرئاسي المزعوم، الذي يدور بمعظمه حول كيفية تثبيت سياسة السيطرة الشيعية من خلال رئاسة صورية، أو من خلال احالة البلد الى حالة من الفراغ المؤسسي في حال التعذر عن الاتيان بصنو لميشال عون وسلسلة الرؤساء المتواطئين والمستخدمين  الذين عرفتهم جمهورية الطائف الصورية (الياس الهراوي، اميل لحود، ميشال سليمان).

التداول يجري بين اقطاب الاوليغارشيات السياسية المهيمنة بتحكيم نهائي من قبل اقطاب الفاشيات الشيعية، وبمعزل عن أية إشكالية تطال الازمات الحياتية والسياسية التي عطلت الدولة وجعلتها اداة، ليس الا، في خدمة مراكز النفوذ على تنوع محاورها الداخلية والخارجية. كما أن اداء المرشحين فلا يعدو كونه مناورات وايحاءات باهتة لمصلحيين آتين من الوسط الاوليغارشي المالي والعائلي-المافيوي والحديث النعمة والانكشاري (نعمة افرام، سليمان فرنجية، ميشال معوض، وجبران باسيل)، وبضعة اسماء من الوسط المهني المالي والحقوقي (سمير عساف، جهاد ازعور، زياد بارود).

اين الانتخابات الرئاسية من المسائل المحوريةً التي تدور حولها الازمات الكيانية والحياتية في البلاد، سؤال لا جواب عليه لان معالجتها ليست في دائرة الاهتمامات الاوليغارشية التي تدور حول مشاريع السيطرة والقضم والمحاصصة -بين قوارض تتصرف على قواعد سلوكية ايتولوجية (علم سلوك الحيوانات) تنأى عن السلوك الاجتماعي الذي يدرسه علم الاجتماع- التي افضت الى هذه الهمجية التي تسود الحياة الاجتماعية التي تتماثل مع المثل الانجليزي "عالم الكلاب التي ينهش بعضها البعض"،  ومع مفهوم الداروينية الاجتماعية (Social Darwinism).

كفى تزويرا للواقع عبر استعمال مبتذل للمفاهيم الدستورية والديموقراطية من قبل هذه الاوليغارشيات الدنيئة في قدرها المعنوي والاخلاقي والثقافي. ما الذي يمكن توقعه من نبيه بري، ووليد جنبلاط ونجيب الميقاتي، وسعد الحريري ، وميشال عون وجبران باسيل وحسن نصرالله والفاشيات الشيعية واصناؤهم من اعضاء الاوليغارشيات المافيوية التي نهبت البلاد، والمصرة على المضي في توسيع حيازات النهب والسيطرة والزبانية في بلد بات بفتقد الاصول الاولية للعلاقات السوية بين البشر. ان الاحجام على مدى ثلاث سنوات عن معالجة الازمة المالية عبر الاصلاحات الهيكلية في القطاعات المصرفية والمالية والاشغال العامة، واليات الحوكمة والتدقيق الجنائي المالي، واستعادة الاموال الخاصة والعامة المنهوبة، ليس من باب الصدفة بل يقع على خطين متقاطعين: خط متابعة سياسة القضم الشيعية وسياسة حماية مكتسبات النهب الذي قامت به الاوليغارشيات على مدى عقود ثلاثة.

اختم هذه المراجعة السريعة بالكلام على تثبيت موضع لبنان كدولة رهينة ومنصة للمواجهات الاقليمية البديلة والتمدد السكاني السوري مع كل تداعياته الديموغرافية والسياسية، وموقعا لادارة الجريمة المنظمة التي تديرها المافيات الشيعية واجرامها انطلاقا من لبنان، وسياسات استهداف الاستقرار الاقليمي والتسوية الديموقراطية للنزاعات.

انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان استحقاق وهمي لا مضمون له، ولا مجال للبلف بعد اليوم، لقد انتهت جمهورية الطائف وانتهى معها المشروع الاستقلالي والليبرالي اللبناني.

 

المغترب يصرخ: "استروا ما... شفنا منكم"

 جان الفغالي/أخبار اليوم/الأحد 21 آب 2022

يُقسِم مغتربون على ان عطلاتهم المقبلة لن تكون في لبنان، هل وصلت الرسالة إلى "النهَّابين"؟

المثل يقول "استروا ما شفتو منَّا"، لكن في الحال اللبنانية يصبح: "استروا ما شفنا منكم".

وهي صرخة المغترب في وجه بعض المؤسسات السياحية، من منتجعات ومطاعم وأماكن سهر وصولًا إلى "الفاليه باركينغ".

يعود المغتربون إلى "أوطانهم الثانية" حاملين صورًا وذكريات ووقائع سيئة حيث تعرضوا لعملية "نهب" منظمة ومبرمجة تحت شعار "هذا مغترب اسلخوه" ... هذا المغترب لم يجمع ماله "بالرفش" بل بعرق جبينه وبالقهر وتحمُّل قساوة الغربة بعيدًا من الأهل والعائلة، فيأتي كل سنة حاملًا معه ما يحتاج إليه المقيم، وقد بات يحتاج إلى كل شيء، من ادوية الامراض المستعصية وصولًا إلى حبة "البانادول"، ويشعر بفخر لأنه يقوم بعمل من أجل عائلته ومن أجل وطنه الذي هو "العائلة الكبيرة" أو هكذا يُفترض ان يكون.

ولكن ماذا يلقى في المقابل؟ قطَّاع طرق في المنتجعات والمطاعم وأماكن السهر والمحلات التجارية:

تبدأ عملية النهب من "الفاليه باركينغ" حيث وصلت التسعيرة في بعض الاماكن إلى مليون ليرة لبنانية.

في المنتجعات السياحية وصل سعر قنينة المياه الصغيرة إلى مئة الف ليرة.

في بعض المطاعم وصلت إحدى الفواتير إلى خمسين مليون ليرة.

هذا غيضٌ من فيض، ولكن على أي أساس يكون الإحتساب؟

ببساطة كلية، على أساس غياب الرقابة الرسمية، من شرطة سياحية ووزارة الاقتصاد، وعلى أساس غياب ضمائر اصحاب هذه المطاعم والمنتجعات والفنادق، فعندما لا يكون هناك حسيب أو رقيب، "تفلت الأسعار" إلى مستوياتٍ جنونية.

لم يعد المغترب، كما يصنِّفه بعض المقيمين، "مش شايف الزفت"، فالآتي من أوستراليا أو كندا أو أوروبا، أو الخليج، آتٍ من بلدان المدينة فيها بحجم لبنان، يعرف القوانين وكيفية احتساب الأسعار لأنه يتعب في جنيِ كلِّ "سنت"، فيأتي المقيم لينهبه!

أعرف ان هذا الكلام سيذهب سدى، ولكن حبذا لو تستحدث وزارتا السياحة والاقتصاد موقعًا لتلقي رسائل الشكاوى من المغتربين، تفصِّل عملية "النهب النظمة" التي تعرَّضوا لها، ويكون الرد على الناهبين بالتشهير بهم لئلا يعلق ضحايا آخرون.

هذه الصيفية نجح البعض في نهب المغتربين، ولكن هل فكَّر هؤلاء البعض في الصيفية المقبلة؟

يُقسِم مغتربون على ان عطلاتهم المقبلة لن تكون في لبنان، هل وصلت الرسالة إلى "النهَّابين"؟

استعدّوا للصراخ من الآن، لكن المغتربين لن يسمعونكم لأنه سيكونون في مناطق سياحية على حوض المتوسط، من تركيا إلى فرنسا مرورًا باليونان وأيطاليا، والحق عليكم لأنه "على نفسها جنت براقش".

 

في صبيحة اليوم ال1039 و1040 على بدء الثورة الكرامة.

حنا صالح/فايسبوك/21 آب/2022

في أواخر آذار الماضي، تجاوز سعر صرف الدولار الأميركي ال36 ألف ليرة، فتدخل مصرف لبنان في سوق الصرف وتراجع السعر إلى نحو ال26 ألف ليرة، وكان واضحاً أن "منظومة النيترات" قررت لجم الإنهيار في قيمة الليرة لتمرير الإنتخابات العامة يوم 15 أيار بأقل قدر من النقمة، وخداع الناس بأن "أرانب" السلطة ستفعل فعلها..وهدر سلامة أكثر من مليار دولار من الودائع المتبقية خلال هذه الأشهر القليلة.. واليوم عاد الدولار يلامس سقف ال34 ألفً وال36 ألفاً وما بعدها لم تعد بعيدة!

أهدرت حكومة ميقاتي خلال أشهر قليلة نحو 4 مليار دولار، رغم أن حكومة "الثورة المضادة" رفعت الدعم عن كل السلع تقريباً.. وقبل آذار وبعد آذار وحتى اليوم، السمة العامة تراجع في قدرة المواطن على الإستمرار، وغياب مستفحل لكل الخدمات – الحقوق، وخصوصاً الكهرباء والماء والإستشفاء، وآخر بدع سلطة اللصوص التخطيط لفرض ضرائب على ألواح الطاقة الشمسية! يعني لا يكفي حرمان المواطن من الكهرباء بل ملاحقته بالضرائب بتهمة الحلول مكان السلطة بتأمين بعض إحتياحاته من الطاقة!

آخر فضائحهم، لا بل جرائمهم، كان طرح رفع الدولار الجمركي إلى 20 ألف ليرة. أدى الطرح غايته لجهة رفع المحتكرين الأسعار، والتسعير على سعر 40 ألفاً. فطارت سعار السلع واشتد الخناق على الناس وتراجعت بقوة السلة الغذائية للأسر! الطرح فعل فعله، فتم رفع الأسعار، وتباعاً حقق كارتل الإحتكار المزيد من الأرباح يتقاسمها مع حماته السياسيين. وعندما تبين إستحالة تسويق المشروع الخطير، بدأ الهزء بالناس، فادعوا الخلاف حول نسبة رفع الدولار الجمركي، وزعموا أن هاجسهم الفقراء، تماماً كما إدعوا أن الودائع مقدسة! فيلم جديد يحمل الكثير من ضروب الكذب والإحتيال! لكن ما من جهة رسمية توقفت أمام مأساة إضراب القطاع العام، وإضراب القضاة، وإنهيار الجامعة الوطنية وتقلص التعليم الرسمي، وأمام صراخ الناس حيال تكاليف الكهرباء والنقل والصحة والتعليم إلخ ..!

في هذا التوقيت ضرب وزير طلال إرسلان شرف الدين ضربته وأعلن أن ميقاتي هرّب خلال الأزمة نحو 500 مليون دولار كاش إلى حساباته في الخارج! والأكيد أن ميقاتي لم يكن وحيداً في هذه العملية التي توصف بالجرم!  فالذين منعوا حتى اليوم إقرار قانون "كابيتال كونترول"، يتقدمهم نبيه بري، نقلوا المليارات إلى الخارج وغطوا دعماً مشبوهاً وأداروا الظهر للتهريب عبر الحدود السائبة التي يسيطر عليها حزب الله. فالتهريب واحد من وسائل تمويل الدويلة وتمويل ميليشيات نظام الأسد من جيوب الناس !

وبعد، بلغت الوقاحة حداً لا يوصف، مع الإستمرار في مخطط زيادة الرسوم، والإمتناع القصدي عن أي خطوة توقف الإنهيار أو حتى تخفف من إندفاعته! ويواصلون الهروب إلى الأمام . رفع الدولار الجمركي بدون إصلاحات أساسية مطلوبة سيعني تفاقماً في الأزمة، زيادة في التضخم، وإتساعاً في التهريب كما أنه سيقلص الإقتصاد ويضرب الإنتاج، فتتسع الهجرة لمن لديه القدرة!

قبل 10 أيام على تحول المجلس النيابي إلى هيئة إنتخابية، وحصر مهامه بانتخاب رئيس للجمهورية، الأمر الأكيد أن ضجيجهم يهدف إلى الإتيان برئيس لن يحكم، وبحكومة مهمتها الفعلية تغطية الجهة الممسكة بالقرار: حزب الله وحوله كمٌ من الكومبارس! لذا يبقى الأساس التكاتف لخلق ظروف تعديل ميزان القوى الداخلي فهو المحدد، وكل الظروف الشعبية مؤاتية لمبادرة ومبادرات تطلق مرحلة قيام شبكة أمان للناس، من خلال الدفع إلى قيام "الكتلة التاريخية" حجر الرهى في مشروع التغيير، مشروع إستعادة الدولة واستعادة الجمهورية، فيكون للبنان الرئيس الذي يخدم تطلعات اللبنانيين ومصالح البلد!

لا تضيعوا البوصلة، الظرف مؤاتٍ لتحرك من خارج الصندوق، ومن خارج التراتب المعروف والرهانات البائسة!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

قلق يساور حزب الله

د. حارث سليمان/جنوبية/21 آب/2022

هل على حزب الله ان يساوره القلق؟، ومرد القلق هذا تطورات بنيوية عميقة، جعلته بعد اربعين سنة من ولادته، لا يشبه الرموز الوراثية التي طبعت نشأته!!

 فدوره في مقاومة اسرائيل يخبو ويتقلص، ليصبح موسميا، ثم تذكيريا، ثم افتراضيا، وهو أمر طبيعي وواقعي فرضته المستجدات على ارض الصراع بعد تحرير الجنوب اللبناني سنة ٢٠٠٠ واصبحت قضية مزارع شبعا ملف خلاف حدودي يمكن حله بواسطة تبادل خرائط ووثائق مع الجانب السوري والامم المتحدة...

 وقد تأكد هذا الامر بعد صدور القرار ١٧٠١ بعد حرب تموز سنة ٢٠٠٦ ليعلن نهاية العمليات العسكرية في جنوب الليطاني، ولتنحصر وظيفة حزب الله وسلاحه بتهديدات اعلامية، تبغي اجتراح دور للسلاح وتفترض قدرة على ردع اسرائيل او اقلاقها.

لكن الخسارة الأساسية لحزب الله ليس بتراجع دوره العسكري، وندرة اشتباكه مع العدو، على اهمية ذلك  وفداحته، ولا في اسقاط شعارات بداياته التي كان يهتف بها مناصروه ؛ " زحفا، زحفا نحو القدس"  او "يا أقصى انَّا قادمون"، بل في تبدل صورته السياسية في عيون الجمهور اللبناني والعربي، وتحوله تدريجا منذ سنة ٢٠٠٧ بعد احداث ٧ ايار الشهيرة، من سلاح مشهر في وجه اسرائيل الى سلاح يستعمل في الداخل اللبناني، من أجل زيادة نفوذه في الصراع على السلطة ومفاتيحها وصولا الى جني عوائدها ومغانمها.

القفزة النوعية في توهين صورة حزب الله، كانت اشتراكه بالحرب السورية، التي نقلته من موقع الاشتباك مع اسرائيل عدو العرب والمسلمين، الى موقع الاشتباك مع شعب سورية دعما لنظام الاسد  واجهزته الاستبدادية، السقطة السورية كانت مريرة ومكلفة سياسيا لأمرين؛ الأول ان حزب الله ينخرط في صراع دعما للأقلية العلوية في السلطة في مواجهة الاكثرية السنية الثائرة على النظام، وهو انخراط في احتراب اهلي طائفي ومذهبي، لا يندرج في اجندة المقاومات المسلحة ضد عدو اجنبي محتل، وهو محظور استدرجت اليه منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ودفعت ثمنه خسارة سياسية صافية، الأمر الآخر ان الطرف الذي اراد حزب الله الانحياز اليه، كان حكما وراثيا مستبدا اعتقل سورية وشعبها على مدى اربعين عاما، وغرس خناجره في خواصر شعب لبنان وفلسطين وطبعا سورية، على مدى سنوات حكمه جميعا. ولم تنفع قصة داعش ومواجهتها، كما الدفاع عن المراقد المقدسة او حماية جسر امداد المقاومة، في تبرير الخطيئتين او تخفيف مخاطرها واستساغة ارتكابها. خاصة وان الحزب ما زال ينوء بحجم الخسائر التي تحملها مقاتلين وكوادر قيادية في الحرب السورية.

القفزة الثالثة نحو الوراء، هي حرب اليمن وما رافقها من قصف للمدن السعودية ولشركة ارامكوا ولمدينة مكة قبلة المسلمين ومركز الكعبة المشرفة، وهي قفزة في مجهول وضع لبنان وشعبه في موقف حرج ومدان، بحيث تحول بلد الارز الى قاعدة للعدوان على العرب ليس على السعودية فقط، بل في الكويت والبحرين والامارات العربية بعد قصف دبي، ولم تكن الاعلانات المتكررة عن ضبط كميات هائلة من المتفجرات أو المخدرات والكابتاغون في السعودية والكويت والاردن واليونان وايطاليا وافريقيا ومصر، ومصدر هذه المخدرات سورية ولبنان، الا اشارة صارخة تتهم حزب الله في ممارسة الجريمة المنظمة والسعي لزعزعة الاستقرار في المجتمعات العربية المستهدفة.

على مدى ستة عشر سنة مضت منذ حرب تموز ٢٠٠٦ ولتاريخه، لم يمارس حزب الله اشتباكا كبيرا وحقيقيا مع اسرائيل، بل كان في حالة اشتباك مع الداخل العربي، ينخرط في الفتن الداخلية و الإحتراب الاهلي، كان ذلك يشكل مصلحة للولي الفقيه، من اجل توسيع نفوذ ايران ومد سطوتها على دول المشرق العربي، ولتحسين اوراقها التفاوضية مع الغرب واميركا.

في المرحلة المنقضية تلك،  كان التوازن الدولي بين اميركا وروسيا والصين يصنع الاستقرار ويحاول ادامة مفاعيله، ويتجنب المواجهات العنيفة والحروب الكبيرة، كانت اوروبا مجالا رحبا لتأسيس عالم دون حروب، والاكتفاء بتنافس اقتصادي حر ومفتوح، كانت ايران تمارس تصعيدها وحروبها الصغيرة، مستندة الى حقيقة ان العالم المتقدم يمكن ان يدفع ثمن الاستقرار، مكاسب تسجل لإيران ونظامها، وان يغض النظر عن بعض من تمدد نفوذها، وكان حزب الله هو رأس الحربة في عمليات ايران الخارجية وأجندتها الإقليمية.

مع الحرب الاوكرانية تبدل الوضع الدولي الذي نعيش، وظهر ميل أميركي مستولد لتطبيق استراتيجية "الإطباق الشامل" على خصوم اميركا روسيا والصين تحديدا، ودفعت الحرب الروسية الاوكرانية اوروبا مجتمعة الى الانخراط الفعال في المواجهة والحرب ضد روسيا، فيما ظهرت الصين حائرة مترددة ازاء الاندفاعة الاميركية لتفجير الازمة مع تايوان، ولدفع كوريا الجنوبية واستراليا واليابان الى صفوف المواجهة مع الصين والتضامن مع فرموزا، التصعيد الاميركي الجديد يجعل العالم ساحة مواجهة، عالية التوتر، ويزج بدول عدة في اوروبا والشرق الاقصى في اتون مواجهات كانت مستبعدة ومنسية لعشرات السنين الماضية، وعلى ضوء هذه المتغيرات الهامة يصبح السؤال مشروعا ؛ هل المواجهات ستمتد الى منطقة الشرق الاوسط بحيث نشهد مواجهة شاملة مع ايران تخوضها اميركا دافعة مجموعة الدول المتحالفة معها، ابتداءً بالدول العربية وصولا الى اسرائيل.؟ وبكلام آخر اذا كانت اميركا تقود المواجهة مع روسيا في حرب اوكرانيا، بدعم اوروبي وتخوض المواجهة مع الصين، لحماية تايوان، بدعم اليابان واستراليا وكوريا الجنوبية، فما المانع من ان تخوض مواجهة ايران بدعم من اسرائيل والدول العربية وتركيا!؟ الاحتمال ليس مرجحا في قريب عاجل، لكنه لم يعد يصح استبعاده بالمطلق!

واول دلالات التغيير في منطقة الشرق الاوسط تكيفا مع السياسة الاميركية الجديدة، هو اعادة ترتيب الاصطفافات الاقليمية التي تجري بين دول المنطقة كل دول المنطقة.

فهذه ايران تسقط خطوطها الحمراء التي كانت تطالب بها، والتي تقضي برفع الحرس الثوري الايراني عن لائحة العقوبات الاميركية،سعيا لتسهيل استعادة الاتفاق النووي مع دول الغرب، و ها هي الهدنة اليمنية تصمد اشهرا عدة، لتحصر الازمة اليمنية بصراع على السلطة بين فئات يمنية مختلفة، ولتتوقف عمليا عمليات قصف السعودية التي كانت تجري بخبرات حزب الله ومشاركته، وتتوقف بالمقابل غارات طائرات التحالف على مدن اليمن وجبهاته، وعند هذا الحد يظهر ان مهمة حزب الله في اليمن هي في طور النهاية والختام . من جهة أخرى ها هي ايران تواجه موقفا حرجا في العراق حيث يواجهها تيار الصدر متحالفا مع كتل نيابية سنية وكردية، ويطالبها برفع يدها ونفوذها عن العراق، ويخشى المراقبون للوضع العراقي ان ينفلت الصراع على حرب شيعية شيعية، يكون عنوانها تحرير العراق من قبضة ايران، ويعلم حزب الله ان دخول صراع كهذا في العراق سيكون ضرره فادحا وخسارة صافية... المرجح أن المهمة انتهت في اليمن وانتهت أيضا في العراق ماذا عن سورية!؟

 اوضح محاولات التكيف واوسعها مدى، مع الوضع الدولي الجديد هى اعادة النظر التركية في موقع تركيا وشبكة علاقاتها وتحالفاتها، فقد بنت تركيا استراتيجيتها ووظيفتها الاقتصادية لتكون عقدة تمر بها وتتلاقى كل خطوط امداد الطاقة والغاز، سواء كان ذلك من تركمانستان او اذربيجان او روسيا او ايران او العراق وقطر، وقد حصلت الحرب الاوكرانية الروسية و ادت الى وقف امداد روسيا لاوروبا بالغاز والطاقة، كما أدى قيام كونسرتيوم شرق المتوسط للغاز بين مصر وقبرص واسرائيل، الى حرمان تركيا من هدف سعت طويلا لان تناله، وهو السيطرة على خطوط امداد الطاقة الى اوروبا.

لذلك تعيد تركيا تموضعها في كافة الازمات العالمية، دور ناشط في اذربيجان في مواجهة ارمينيا، علاقة مميزة مع اوكرانيا مع حرص كبير للعب دور وسيط وبناء مع روسيا، وضمان حل ازمة تصدير الغذاء الى العالم من روسيا واوكرانيا، انفتاح على ايران وسوريا في لقاءات سوتشي لمعالجة الازمة السورية، مع سعي دائم لضرب الانفصاليين الاكراد في العراق وسورية، وتحسين العلاقات بحلف الناتو والالتزام بموجباته، تطبيع للعلاقات مع اسرائيل واستعادة فتح السفارات، وتفادي انجرار حركة حماس الى تصعيد عسكري نصرة للجهاد الاسلامية، اضافة للانفتاح على نظام الاسد ومطالبته باستقبال النازحين السوريين، وبسحب المقاتلين الايرانيين والميليشيات الشيعية من شمال سورية، وهو امر سيعيد خلط الاوراق والاحجام في ظل انحسار الدور الروسي في سورية على وقع الحرب الممتدة الاوكرانية...

المنطقة على باب مفترق حاد، ومهمات حزب الله في الاقليم قد تكون في طور النهاية اذا اتجهت الامور للتهدئة، او للحرب الشاملة، فقد انتهى شهر العسل الاميركي الايراني، والدور الذي وصل الى خواتيمه، لا يجدده زعم بتكليف الاهي،  ولا بطاعة لصاحب الجلالة.

 

الاتفاق مع إيران

عبد الرحمن الراشد/الشّرق الأوسط/21 آب/2022

المعلومات المتسربة عن «الاتفاق الشامل» بين الدول الكبرى وإيران تقول إنه إلى حد كبير مماثل للاتفاق السابق، ولا يدفع إلى التفاؤل. وإن كانت هناك بنود سرية يتكتم عليها الطرفان، فلن يطول الوقت حتى يفضحها سياسي غاضب، أو صحافي مجتهد، كما حدث في الاتفاق السابق الذي صدم نشر تفاصيله السرية الكثيرين في عام 2015. مضى نحو عام ونصف والأميركيون والإيرانيون يتفاوضون في فيينا ولم يتبق سوى بضعة أسابيع أمام المرشد الأعلى الإيراني ليحسم أمره. فالوقت يمضي وشبح دونالد ترمب والجمهوريين يخيم على انتخابات الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وبعدها سيصبح صعباً، وربما مستحيلاً، توقيع الاتفاق في حال خسر الديمقراطيون الأغلبية في المجلسين النواب والشيوخ، وهو احتمال وارد. مع هذا الاستعجال، تحولت فيينا إلى غرفة ولادة قيصرية وتوقف ماراثون المفاوضات. فالقضايا الرئيسية، تقريباً، متفق عليها، وتبقت التفاصيل حيث تكمن الشياطين.

المرجح أن النتيجة مولود مشوه، مهما كانت التوافقات، سواء تنازلت إيران عن رفع العقوبات عن «الحرس الثوري»، أو سلمت كوريا الجنوبية سبعة مليارات دولار لإيران، أو أطلق الأوروبيون سراح كل المجرمين المدانين المحسوبين على النظام. في رأيي، هذه التنازلات معيبة في الاتفاق لكنها ليست خطيرة عند مقارنتها بالتهاون مع نشاطات طهران العسكرية خارج أراضيها، في العراق ولبنان واليمن وغزة وسوريا وأفغانستان التي سترمي بالمزيد من الحطب في النار.

توقيع الاتفاق ورفع العقوبات، مع السكوت عن عمليات إيران العسكرية الخارجية، سيؤدي إلى رفع مستوى التوتر والعنف في المنطقة، وسيطول أذاه الولايات المتحدة والأوروبيين، وسيعيد الخلاف الإقليمي والاصطفاف الدولي، وسيحفز توسيع النشاط الروسي والصيني في المنطقة.

يفسر أحد المهتمين بالمفاوضات سبب قصور الاتفاق، بأن الفريقين رهينة الوقت القصير، فيحاولان التوصل إلى اتفاق عملي، غير مثقل بالتزامات غير قابلة للتنفيذ. نفس مشكلة فريق أوباما عندما فاوض في عام 2013 وعينه على ضرورة تحقيق اتفاق في عشرين شهراً فقط، وجرى تصميم التفاوض لينتهي قبل أن تنتهي فترة رئاسة أوباما، بخلاف طهران التي يستمتع فيها المرشد الأعلى، بأنه ملك مدى الحياة، ولديه كل الوقت والصلاحيات للتفاوض والاتفاق. نفس المفهوم والظروف للمتفاوضين اليوم، رسموا أهدافاً محدودة لتلائم الوقت المحدود أمام إدارة بايدن حتى يسبق الانتخابات النصفية. وفي حزبه الديمقراطي من يعارض أي اتفاق ضعيف، حيث سبق أن أعلن 18 نائباً ديمقراطياً أنهم لن يجلسوا صامتين، إن لم يحقق الحد الأدنى من المتطلبات ضد الإرهاب المؤسسي، وضد الحروب الإيرانية في المنطقة. وجاءت محاولة اغتيال المؤلف سلمان رشدي، من قِبل لبناني الأصل، الأرجح أنه من ذئاب «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله»، ليحرج الإدارة الأميركية رغم إنكار طهران علاقتها بالجريمة.

ماذا عن فرضية، أن إيران هي التي لا تريد الاتفاق، وأنها تدخل المفاوضات عازمة على المماطلة، تجعلها طويلة ومضنية، وقدماها في مياه باردة؟

لكن فشل الاتفاق سيعني إطالة معاناة إيران وحصارها، إلا في حال هبت دولة، مثل الصين، لدعم اقتصادها، بعقود طويلة الأمد لشراء نفطها وتمويل مؤسساتها العسكرية. وفي كل الحالات، الاتفاق الناقص مثل الاتفاق الفاشل؛ كلاهما يتسبب في تصاعد الصراع.

الاتفاق الضعيف له ارتداداته. فالصين، اليوم، على علاقة جيدة بكل أطراف النزاع في المنطقة، لخدمة مصالحها الاقتصادية. لكن خلافها المتصاعد مع واشنطن سيجعلها تقدم حساباتها السياسية على مصالحها الاقتصادية الآنية. ومع أن بكين شريك تلقائي لطهران، لكن ليس مستبعداً أن تقترب أكثر من دول الخليج العربية التي قد تعتبر الاتفاق يهدد أمنها، في حال وقع الإيرانيون الاتفاق وانفتحوا على الولايات المتحدة. هذا الانقلاب في العلاقات مرهون بالتطورات المنتظرة.

ضمن ارتدادات الاتفاق، تأثيره على مستقبل النظام، حيث يوحي الوضع الداخلي بترقب شيء من التغيير في النهج أو القيادة. فقد أوقع انسحاب ترمب من الاتفاق الإيرانيين في خلافات علنية، وكال المحافظون الإيرانيون تهم «الغباء» و«الخيانة» للرئيس السابق روحاني، ووزير خارجيته ظريف، مع أن الاتفاق تم بموافقة المرشد الأعلى ومباركته.

 

لبنان... في مستنقع الانتظار العبثي

إياد أبو شقرا/الشّرق الأوسط/21 آب/2022

بعد بضعة أسابيع من المراوحة، سمع اللبنانيون فجأة عن بوادر «انفراج» قد ينهي حالة الجمود بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي. وبالتالي، يتيح إنهاء المأزق الحكومي على أبواب نهاية عهد عون في قصر الرئاسة.

ثمة كلام تطاير هنا وهناك عن «كلمة سر» جاءت من جهة أوروبية ذات اهتمام بالوضع الداخلي اللبناني عن ضرورة تذليل العقبات والإفراج عن حكومة أصيلة - لا حكومة تصريف أعمال - يحق لها دستورياً ومرحلياً تولي الحكم في حال تعذر انتخاب رئيس جديد هذا الخريف... لأي سبب من الأسباب.

اللافت أن في ذلك التطور، الذي سرعان ما خفتت ضوضاؤه بعد لقاء فاتر بين عون وميقاتي، أنه تزامن مع تزايد الكلام عن توصّل واشنطن وطهران إلى صفقة تتصل بملف إيران تنطوي على تنازلات ومكافآت أميركية سخية، لا يمكن لعاقل إلا أن يتوقع منها دفعة كبرى لمشروع طهران التدميري فالاحتلالي للمنطقة العربية. المنطق، ولن أتكلّم عن السوابق منذ 2003، يقول إن الأموال التي ستذهب إلى خزانة النظام في طهران، سواءً كانت من الأرصدة أو من خسائر المقاطعة والحصار الاقتصاديين، لن تذهب إلى سد حاجات ملايين المواطنين الإيرانيين الفقراء والأبرياء، بل سترصد لترسانات «الحرس الثوري» ومطابخ التآمر ومنابر التحريض على القتل والفتن الطائفية. لقد كان من الممكن إنفاق المليارات من الدولارات على الشعب الإيراني ورفاهه... بدلاً من أن تنفقها طهران على تمويل حروبها الاحتلالية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ومؤامراتها الفتنوية في دول الخليج وباقي الدول العربية... وصولاً إلى الجزائر والمغرب.

كان ممكناً جداً لبلد له تاريخ إيران وحضارتها وثقافتها وشعبها الحي وإمكاناتها الاقتصادية وثرواتها الطبيعية العظيمة أن تتبوأ اليوم مكانة رائدة بين دول العالم... إلا أن أولويات النظام، بملاليه وميليشياته، مختلفة تماماً.

فبدلاً من التنمية والتقدم، كانت الغاية الأولى، ولا تزال وستبقى، تمكين ثيوقراطية مقاتِلة وتوسّعية... غايتها إخضاع الداخل وإذلال الخارج. أولم يقل أحد جلاوزة النظام ذات يوم إنه أفضل لإيران أن تقاتل أعداءها في شوارع بغداد وبيروت ودمشق من قتالها في شوارع طهران وأصفهان وشيراز؟!

هذا هو نمط التفكير السائد في طهران، وهذه هي نيات النظام التي ما عادت مبيّتة إطلاقاً... بل إنها تترجم عملياً ويومياً في الإلغاء المرحلي الممنهج لمؤسسات «الدولة» في كل مكان تحكمه ميليشياته الطائفية، جنباً إلى جنب مع التغيير الديموغرافي وتبديل الهوية وتزوير الثقافة ونهب الثروات الوطنية و«ترئيس» الدمى من محاسيبه وأتباعه.

بالأمس قرأت مقالة جميلة يقول فيها الكاتب إن «الغزو الأميركي للعراق عام 2003 ألغى نتائج الحرب العراقية الإيرانية»، التي فرضت على طهران تجرّع السم... وتأجيل التطبيق الكامل لـ«تصدير الثورة». ومعلوم أن «تصدير الثورة» تعبير يعني فعلياً غزو إيران للمنطقة واحتلالها، تماماً كما يعني تعبير «المقاومة» مصلحة إيران بعدما صادرته قيادتها وتاجرت به حتى اليوم. لقد كان مفهوماً، بالطبع، كيف أن إسقاط نظام بغداد عام 2003 أطلق يد طهران وأتباعها داخل العراق، وصولاً إلى هيمنة إيرانية دائمة حلّت محل الهيمنة الأميركية المؤقتة. وكيف أن العبث التدميري بالمسألة المذهبية ما كان خافياً عن بول بريمر، الحاكم الأميركي الاحتلالي، الذي هنأ نفسه - وكأنه أبراهام لنكولن - «بتحرير الشيعة من هيمنة سنّية امتدت لقرون». ولكن الحقيقة أنه كانت للغزو تداعيات وآثار ثبت بمرور الزمن أنها لم تكن على سوريا ولبنان أقل منها على العراق.

فالنظام السوري كان قد أعاد تأهيل نفسه إزاء واشنطن، وأيضاً داخل لبنان، عام 1990 بعد «مشاركته» في «حرب تحرير الكويت». ولذا تغاضى المجتمع الدولي، وبالذات الولايات المتحدة وإسرائيل، عن تنامي نفوذ دمشق من جديد داخل لبنان رغم اغتيال الرئيس رينه معوض، أول رئيس لبناني يُنتخب بعد «اتفاق الطائف»... والتلميح بقوة إلى أن النظام السوري كان وراء الاغتيال. بعد 1990 صارت سوريا «جسراً برياً» استراتيجياً - لوجستياً يصل بين «عراق» تهيمن عليه طهران و«لبنان» تهيمن عليه دمشق... ولكن أسست فيه طهران بجهود علي أكبر محتشمي، سفيرها في دمشق بين 1982 و1986، ميليشيا «حزب الله». وهكذا ترسّخت منظومة التمدّد الإيراني المتوسّعة غرباً نحو البحر المتوسط. ولم «يهز» هذا التمدد - من دون أن يعطِّله - سوى حدثين هما:

1 - اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في بيروت عام 2005، وهي جريمة أثبتت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لاحقاً ضلوع أفراد من «حزب الله» بها. وفي أعقاب الجريمة اضطر النظام السوري إلى سحب قواته من لبنان، والاكتفاء بعلاقاته الوثيقة الخاصة بالحزب.

2 - الانتفاضة الشعبية السورية عام 2011، التي أكدت طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين طهران ودمشق، إذ شاركت ميليشيا «حزب الله» باكراً في معظم المعارك الكبرى وعمليات «التطهير المذهبي» داخل سوريا، قبل أن ترفدها القيادة الإيرانية بميليشيات مذهبية عراقية وإيرانية وأفغانية وباكستانية تابعت مهمة إنقاذ النظام وضرب الانتفاضة وتكثيف عملية التغيير الديموغرافي لسوريا.

هنا لا بد من القول إنه لا واشنطن ولا تل أبيب، ولا حتى القيادة الفرنسية في باريس، كانت جاهلة بما يحصل، أو متفاجئة به، بل على العكس كان ثمة رصد وثيق في هذه العواصم لكل التطورات الحاصلة في سوريا ولبنان، بل وكذلك في قطاع غزة واليمن اللذين امتد إليهما نفوذ طهران وحرسها الثوري.

مع ذلك، باستثناء رد فعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، المُعادي - أقله لفظاً - لسياسات طهران ونظام الأسد، فإن أي شيء لم يتغير على الأرض في كل المناطق المذكورة. بل حتى خلال سنوات ترمب الأربع في البيت الأبيض، كان لتحالفه الاستراتيجي مع اليمين الإسرائيلي، وأيضاً علاقاته الخاصة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تأثير في رفضه إسقاط نظام دمشق... وأيضاً في إبقاء العداء لطهران تحت سقف العقوبات الاقتصادية لا غير.

اليوم أصدقاء طهران استعادوا مواقعهم في واشنطن، و«الليكود» يتأهب للعودة إلى حكم إسرائيل، وباريس متحمسة لتمتين علاقاتها بطهران، وبوتين يسعى لاستغلال انتخابات منتصف الولاية في أميركا...

في أجواء صفقات وابتزاز كهذه، لا يعود لإنقاذ ما تبقى من وجود لبنان وسوريا والعراق أي أهمية في عواصم القرار الكبرى.

أساساً، دول ما عادت بالفعل موجودة... لماذا تحتاج إلى حكومات؟!

 

التقمص الساذج والهزّة الكاذبة

علي العميم/الشّرق الأوسط/21 آب/2022

بعد حديث محمد حسين هيكل عن كتاب (وجهة الإسلام) في ثلاثينات القرن الماضي، قرأ أنور الجندي عند محمد محمد حسين حديثاً موسعاً ومكرراً عن هذا الكتاب في كتابه (الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر)، وفي الطبعة الثالثة لكتابه (حصوننا مهددة من داخلها)، وفي كتابه (الإسلام والحضارة الغربية)، فمحمد محمد حسين، يستند إلى هذا الكتاب بوصفه وثيقة تكشف خطة تغريب العالم الإسلامي! وهو يعتمد في الإحالة إليه والاستشهاد به على نصه الأصلي باللغة الإنجليزية، لا على ترجمته باللغة العربية التي قام بها محمد عبد الهادي أبو ريدة، وقد ترجم عنوانه (Whither islam?) بقدر من التصرف الموفق (إلى أين يتجه الإسلام؟)، ما جعل عنوانه ذا معنى واضح باللغة العربية. في ثمانينات القرن الماضي، كان أنور الجندي قد اشتهر عند جماهير الصحوة الإسلامية في العالم العربي، بأنه كاشف مؤامرات ومخططات (الاستشراق والتبشير والتغريب)، فرأى أن يتصرف بقصة محمد حسين هيكل مع كتاب (وجهة الإسلام) بقدر كبير من التزوير. في القصة التي كررها وضخمها أنور الجندي يُنسب للكتاب أثر في تحول محمد حسين هيكل الفكري مع أن علاقة محمد حسين هيكل بالكتاب كانت لا تتعدى النطاق الذي حددناه في المقال السابق. فأنور الجندي لم يشأ أن يزعم أنه مر بتحول فكري من العلمانية إلى الإسلام، وأن لهذا الكتاب أثراً في هذا التحول، كما ادعى ذلك على محمد حسين هيكل، فعدل في فحوى هذا الأثر عليه، وجعله انكشافاً لخطة التغريب لناظريه حين قرأ ترجمة الكتاب إلى العربية، وعمره – كما قال - كان سبعة عشر عاماً.

في رواية ثانية ذكرها في كتابه (المدرسة الإسلامية على طريق الله ومنهج القرآن) قال: «بدأت أواجه الخطر في السابعة عشرة عندما ترجم الدكتور محمد عبد الهادي أبو ريدة كتاب (وجهة الإسلام) الذي ألّفه المستشرقون الخمسة، هاملتون جب وزملاؤه عام 1934، حين لخصه الدكتور محمد حسين هيكل في السياسة الأسبوعية، وأنا غض الإهاب أتطلع إلى فهم حركة الفكر الإسلامي فهز نفسي هزاً أن وجدت هؤلاء الجماعة يكشفون للمرة الأولى عن هدف مبيت ضد الشرق والإسلام هو تغريب هذه الأمة، وقد قالوا:... وقد ظل السؤال معلقاً في نفسي عشر سنوات كاملة حتى لقيت الرجل الذي أجابني ودلني على الطريق لمواجهة هذا المخطط. كانت رسالة صغيرة ألّفها الأستاذ الإمام حسن البنا تحت عنوان (بين الأمس واليوم) أعتقد أنها هي مفتاح هذا العمل كله الذي وجهت إليه نفسي منذ ذلك اليوم إلى اليوم: أربعون عاماً كاملة».

إن أنور الجندي حوّر في هذه الرواية ونسبها إلى نفسه، لأنه أراد بوصفه عند جماهير الصحوة الإسلامية في العالم العربي كاشف مؤامرات ومخططات (الاستشراق والتبشير والتغريب) أن يضفي على كشفه المزعوم لمسة غربية استشراقية مباشرة. فهو تعرف على تلك المؤامرات والمخططات في عمر مبكر، بطريقة مباشرة وليس عبر كتاب إسلامي.

إن الصحافي محمد الباز – كما قلت في المقال السابق – صدق هذه الرواية، رغم أنه ليس من الإسلاميين، بل من نقادهم الليبراليين. صدقها مع أنه أوحى في كتابه (صحافة الإثارة: السياسة والدين والجنس في الصحافة المصرية) برجوعه إلى بعض كتب أنور الجندي الأدبية.

إن كتب أنور الجندي الأدبية أعدادها كثيرة، لكنه لو رجع إلى أشهر كتاب أدبي له، وهو كتاب (المعارك الأدبية)، لوجد فيه الرواية بصيغتها غير المعدلة. وصدقها مع أنه قال في كتابه – وما قاله هو صحيح - : «وينتمي أنور الجندي لجماعة الإخوان المسلمين، فقد التقى بمؤسسها حسن البنا في بداية حياته وبايعه على السمع والطاعة، وبلغ به الأمر أنه كان يضع أمام سرير نومه صورة لوالده وجده وحسن البنا». وما ليس بصحيح هو قوله بعد ذلك مباشرة: «يمكن أن يصبح طبيعياً بعد ذلك ما أنتجه أنور الجندي في كتابه عما سماه الصحافة المسمومة، فهو ينتمي إلى تيار لديه وجهة نظر ليس في الصحافة فقط ولكن في الحياة كلها، وهي وجهة نظر تقوم على المنطلق الديني في تقييم الأشياء، وهو المنطق الذي ينحصر بين ثنائيات الحلال والحرام وافعل ولا تفعل...».

فلو كان ما قاله محمد الباز عن أنور الجندي صحيحاً لما كان أنور الجندي في مقدمة كتبها تحت عنوان (عشرون عاماً: 1932 – 1953) بتاريخ 5 ديسمبر (كانون الأول) 1954، طمس تجربته الإسلامية مع الإخوان المسلمين وأخفاها، وانسل من كتاباته الإسلامية.

ففي هذه المقدمة قال: «ثم تحولي إلى الإسلاميات واندفاعي فيها»! وقال: «وفي فترة ما غلبت علي الروح الإسلامية بل الدينية، ثم تحررت منها».!

في الكتاب الذي أومأ إليه محمد الباز، وهو كتاب (الصحافة والأقلام المسمومة) الصادر عام 1980 أفرد أنور الجندي مساحة من النقد الديني لآراء أمينة السعيد التحررية، وفي كتابه (أضواء على حياة الأدباء المعاصرين) الصادر عم 1955 والذي كتبت له مقدمة العشرين عاماً، أشاد بريادتها في ميدان التحرر النسائي!

إن مقدمة العشرين عاماً لأنور الجندي التي اقتبست منها قولين له، ومؤلفات أنور الجندي الإسلامية الأولى ومؤلفاته الأدبية منذ منتصف أربعينات القرن الماضي إلى منتصف سبعيناته تنقضان تفسيره للأفكار الدينية بمنطقها الداخلي، وذلك حينما اتخذ من أنور الجندي مثالاً لهذا التفسير.

إن عودة أنور الجندي إلى الكتابة الإسلامية بشراسة وعدوانية في السبعينات ليست بسبب – حسب تعبير محمد الباز – انحصار المنطلق الديني بين ثنائيات الحلال والحرام وافعل ولا تفعل، فأحد أسبابه قد قاله في مقدمة العشرين عاماً.

قال في هذه المقدمة: «حقاً لقد قدمت إلى القارئ عدداً من الكتب في النقد والسياسة والاجتماع والإسلاميات، ولكني اليوم أنكر ماضيّ كله، ولا أحسب هذه المؤلفات ذات قيمة في تكوين شخصيتي الأدبية. فقد كنت أصدرها تحت ضغط رغبة واحدة، هي أن أظهر على المسرح الأدبي...».

وبالاستعانة بهذا الاعتراف الذاتي، أقول: إن عودته الشرسة والعدوانية إلى الكتابة الإسلامية والتي لم تكن معهودة في كتاباته الإسلامية الأولى، أفسرها بأنها كانت تصدر تحت رغبة واحدة، وهي الظهور والبروز على مسرح الصحوة الإسلامية.

قد يكون في مطالعة كتب أنور الجندي الأدبية عنت ومشقة على محمد الباز، لأنه مؤلف مكثر، لكن لو طالع – على الأقل – كتاب (وجهة الإسلام) المترجم إلى اللغة العربية، لعرف أن في حديث أنور الجندي عن هذا الكتاب تهويلاً ومبالغة.

يختلف الأمر مع تصديق حلمي القاعود لرواية أنور الجندي، لأنه ملمّ بمؤلفاته الأدبية وبمؤلفاته الإسلامية، ولأنه استصحب كتاباته من منتصف الستينات الميلادية، كما روى هو ذلك في كتابه (الزاهد: في صحبة الأستاذ أنور الجندي)، بالإضافة إلى أنه أديب وناقد، هو أكاديمي إسلامي ومنظر في مجال الإسلاميات.

وبموجب هذه الاعتبارات كلها، سأكون صارماً في مناقشته.

الفكر الإسلامي الحديث منذ نشأته انطوى على سجال مع الاستشراق. وكُتب في ذلك بعض المقالات. نجد هذا عند رائدين من رواده، جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده. ونجده عند تلميذ الأخير رشيد رضا. وكرس نفسه أكثر لهذه القضية تلميذ محمد عبده الآخر عبد العزيز جاويش. وكانت في مصر صحف ومجلات معنية بمواجهة الأفكار الغربية. وفي هذا السياق أذكر بسلسلة مقالات (الغارة على العالم الإسلامي) التي منذ أن جمعت في كتاب لا تزال تقرأ إلى يومنا هذا.

ومن المصادفات أنه قبل ثلاثة أيام من نشر محمد حسين هيكل مقاله عن كتاب (وجهة الإسلام) في ملحق (السياسة) بتاريخ 14 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1933 الذي عرض فيه بعض ما جاء في هذا الكتاب مع شيء من المناقشة، قاد حسين الهراوي مفتش صحة مصر القديمة حملة في جريدة (الأهرام)، احتجاجاً على تعيين المستشرق الهولندي فينسنك عضواً في المجمع اللغوي الملكي. يقول حسين الهراوي: «بعد نشر الفصلين السابقين في (الأهرام) تحدث جناب وزير هولندا المفوض بالنيابة إلى مندوب (الأهرام)، وقال: إن فينسنك اتصل به وكتب إليه أنه يحترم الإسلام، ولم يطعن فيه، وأنه لا حرج على البحث العلمي أن يتحرر من القيود. ومما يثبت احترام فنسنك للإسلام عنايته بعمل فهرس للأحاديث كلها». وعلى إثر هذه الحملة صدر مرسوم ملكي بتعيين عضو آخر عوضاً عنه.

وكان الاستشراق في أول القرن الماضي عند طائفة من المثقفين أصحاب النزعة الدينية يقرن بالتبشير، قبل أن يفعل ذلك الإسلاميون في كتاباتهم عن الاستشراق.

كيف لا يعرف هذا أنور الجندي وهو من أول نشأته كان طلعة في القراءة. وفي الإفادات التي كتبها هو لمحمد المجذوب ليضع له ترجمة في كتابه (علماء ومفكرون عرفتهم)، والتي نقلها حلمي القاعود في كتابه، أفاد أنور الجندي بأنه نشأ في بيت علم ودين، وأن عينيه تفتحتا على كتب التراث، وأن والده إلى جانب عنايته بهذه الكتب كان متابعاً للحديث من مقالات المعاصرين. وممن قرأ لهم أنور في صغره محمد فريد وجدي. وهذا المفكر الديني ذو الثقافة الحديثة صرف قدراً غير يسير من عنايته في مقارعة الأفكار الغربية بأسلوب عصري.

ومن غير المجدي أن نتمنى على حلمي القاعود لو طالع كتاب (وجهة الإسلام)، ليتأكد من صحة ادعاءات أستاذه حوله. فسيان عنده طالع الكتاب أم لم يطالعه. فلقد رأيته بعد أن فرغ من نقل كلام أنور الجندي الطويل العريض عنه من كتاب (علماء ومفكرون عرفتهم) طفق بقول كلام على أنه له، ثم اكتشفت أنه نقل حرفي مما قاله أنور الجندي في الموضوع نفسه، في أوراق قيل إنها وجدت بخطه وعليها توقيعه. لكن قد يكون من المفيد لفت نظره، أن مفكراً إسلامياً له مقام في عقله ووجدانه، هو مالك بن نبي استوحى عنوان كتابه (وجهة العالم الإسلامي) من عنوان ذلك الكتاب الاستشراقي. وفي كتابه هذا ثمّن كثيراً كتاب هاملتون جب (الاتجاهات الحديثة في الإسلام)، واعتبره مرشداً ثميناً لكتابه في دراسة الأمراض شبه الصبيانية في العالم الإسلامي. اعتبره كذلك بعد أن أورد ما يختلف فيه معه من آراء.

يقول حلمي القاعود: «ويرتبط بكتاب (وجهة الإسلام) كتاب آخر أشار إليه أنور الجندي في تشكيل اتجاهه نحو الاغتراف من أصول الإسلام الصحيحة ليواجه المخطط التغريبي هو كتاب (كيف صححت إسلامي؟) لكاتب مسلم يعرفه (لم يقل لنا اسمه!)، فقد كشف له عن أن الإسلام ليس ديناً تعبدياً، وإنما هو منهج حياة ونظام مجتمع كامل، والعقيدة والعبادة جزء منه، ولكنها ليست الإسلام كله...».

لنأت بالنص الأصلي:

في أوراق يقول موقع الإخوان المسلمون إنها وجدت بخط أنور الجندي وعليها توقيعه، يدعي أنور الجندي أن أول أمر شكل حياته «ذلك الكتاب الذي أصدره خمسة من المستشرقين حول الإسلام والذي قص فيه رائدهم (هاملتون جب) تلك القضية الخطيرة:... ثانيهما: كان موضوعاً لكاتب مسلم أعرفه تحت عنوان: (كيف صححت إسلامي؟). فقد كشف لي عن أن الإسلام ليس ديناً...». ما كان «موضوعاً» عند أنور الجندي صار بين يدي حلمي القاعود «كتاباً»! وليزيد هذا الأخير هذا الأمر الغامض غموضاً، فتح هلاليين، وكتب ما بينهما هذه الجملة: لم يقل لنا اسمه، مصحوبة بعلامة تعجب.

لا يوجد كتاب اسمه (كيف صححت إسلامي) - والذي كان بالنسبة لأنور الجندي ــ المحطة التالية لمحطة كتاب (وجهة الإسلام). «الموضوع»، هو مقال قصير لزميله اللدود في جماعة الإخوان المسلمين أحمد أنس الحجاجي حمل هذا العنوان (كيف صححت إسلامي؟) يحكي فيه – مفاخراً - كيف اعتنق الدين التصحيحي، دين الإخوان المسلمين، عن طريق نبي هذا الدين حسن البنا، وليس عن طريق أتباعه. وهذا المقال معاد نشره في موقع الإخوان المسلمين. وفي بيانات نشره في هذا الموقع مذكور أنه نشر في مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد 215، السنة السادسة 2 سبتمبر (أيلول) 1948!

إن أنور الجندي في أوراقه الأخيرة يهذي بهذه الرواية. فما كشفه له الكاتب المسلم عن شمولية الإسلام كان يعرفه سلفاً منذ عام 1944. وذلك حين قرأ رسالة البنا (بين الأمس واليوم). هذا إذا اعتمدنا تزمينه لتعرفه على كتابات البنا في روايته الثانية التي قالها في كتابه (المدرسة الإسلامية على طريق الله ومنهج (القرآن). ثم إنه منذ منتصف الأربعينات كان من كتبة الإخوان المسلمين.

في الرواية الأولى اقتصر أثر قراءته لكتاب (وجهة الإسلام) عليه في رفع الغطاء عن خطة التغريب. وفي الرواية الثانية زاد فيها، بأن رسالة من رسائل البنا دلته على الطريق المفضي لمواجهة التغريب. وفي الرواية الثالثة نسب هذا الفضل لمقال كتبه أحمد أنس الحجاجي بعد أربع وعشرين سنة من ترجمة كتاب (وجهة الإسلام) إلى العربية. ولا يتوقف اضطراب روايته على ما ذكرته، فهو في رواية قرأ ترجمة الكتاب عام 1934، وفي رواية أخرى قرأها عام 1940! والأعجب أن حلمي محمد القاعود ينقل عنه هاتين الروايتين في صفحتين تفصل بينهما صفحة واحدة بسطور غير مضطربة!

وأنور الجندي حيناً قرأ تلخيصاً لكتاب (وجهة الإسلام) – يقصد تلخيص هيكل له – وحيناً قرأ ترجمته! في الاقتباس الذي نقلته من كتابه (صفحات مجهولة من الأدب العربي المعاصر) في المقال السابق، قال عن (وجهة الإسلام) وقد لخصه محمد حسين هيكل في (السياسة الأسبوعية)، فقد «هزته» ما في هذا الكتاب من فقرات فهم منها ما يريده الغرب من حركة تغريب الشرق. في هذه الرواية التي ادعاها على هيكل، كان هيكل هو «المهزوز» بالكتاب. وفي هذه الرواية بعد أن تقمصها وأزاح هيكلاً منها، صار هو «المهزوز» بالكتاب. انظر إلى قوله أعلاه في روايته الثانية «فهز نفسي هزاً». وللحديث بقية.

 

السياسة الخارجية الأميركية سذاجة أم إدراك تام؟

سوسن الشاعر/الشّرق الأوسط/21 آب/2022

أعاد مقال روبرت فورد، الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن والسفير الأميركي السابق لدى سوريا والجزائر، طرح السؤال التقليدي حول ما إذا كانت السياسة الخارجية الأميركية حسنة النية وفقاً لأهدافها المعلنة، أم أن سبب الفشل هو سوء تقدير للموقف فقط؟ أم أنها ليست فاشلة أبداً، بل ناجحة وفقاً للأهداف السرية، وليس في الأمر سذاجة، وهذا ما يتبناه أصحاب نظرية المؤامرة. نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة في لندن، أكثر من مقال لروبرت فورد يقر فيها بأن فشل الولايات المتحدة في العراق كان بسبب السذاجة وقلة المعرفة وسوء التقدير، وفق تعبيره «الأمر الأكثر أهمية، هو أن الأميركيين ارتكبوا خطأين استراتيجيين كبيرين في السنوات الأولى من الجمهورية العراقية الجديدة. أولاً، كان الأميركيون، وأنا من بينهم، ساذجين بشأن مشكلة الميليشيات. ففي سبتمبر (أيلول) 2003، عندما كنت ممثلاً لبول بريمر في النجف، اعتقلني (فيلق بدر) تحت تهديد السلاح لمدة أربع ساعات قبل إطلاق سراحي. لذا، عندما عملت في السفارة الأميركية منذ 2004، كنت أعرف خطر الميليشيات على الأمن والاستقرار في العراق. بيد أن الأميركيين ركزوا جهودهم على استئصال تنظيم (القاعدة) تماماً من العراق، وليس القضاء التام على الميليشيات العراقية المختلفة. ومن ثم، وبينما كنا نحارب ميليشيات مثل (جيش المهدي) بقيادة مقتدى الصدر، فقد رحبنا أيضاً بأعضاء الميليشيات، سواء من الأنبار أو صلاح الدين أو الحلة أو مدينة الصدر أو البصرة، للانضمام إلى العملية السياسية. وشجعناهم على الانضمام إلى الأحزاب السياسية أو تشكيل الأحزاب والتنافس في الانتخابات. كان تفكيرنا، الذي كان ساذجاً، أن قادة الميليشيات سيتخلون عن أسلحتهم وسيعملون فقط داخل البرلمان ومع مجلس الوزراء، لتأمين المشروعات لمجتمعاتهم. بيد أن الميليشيات احتفظت بأسلحتها، ولم تبذل الحكومة العراقية أي جهد مُجدٍ لنزع سلاحها. وتقبّل الأميركيون الأمر، لأننا لا نريد مواجهة حرب أوسع نطاقاً أو أطول زمناً. وبعد عودة القوات الأميركية إلى العراق سنة 2014، سعى الأميركيون إلى تدمير (داعش) فقط، وقبلنا بالتحالفات التكتيكية مع الميليشيات الموالية لإيران في قضية تدمير (داعش)»، انتهى الاقتباس وانتهى مصير العراق في يد الإيرانيين.

أما عن سوريا، فقال روبرت فورد، في مقال نُشر عام 2017، إن الجميع كان يعتقد أن الحرب ستكون قاسية على الحكومة السورية، وأنها ستتفاوض على صفقة وحل تفاوضي بدءاً من عام 2013، وستطلب عفواً من الشعب السوري، وسيذهب الأسد إلى الجزائر أو روسيا أو كوبا، وتكون هناك حكومة ائتلافية، لأن الجيش السوري سيكون ضعيفاً آنذاك. وقال فورد، في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»، إن ما حدث هو العكس تماماً، «لأننا (الولايات المتحدة) لم نتوقع أن ترسل إيران وحزب الله آلاف المقاتلين لأجل الأسد».

وأضاف روبرت فورد: «في بداية 2013، توقعت ذهاب الأسد، ثم حصلت معركة القصير، ودخل حزب الله بشكل كبير وغيَّر دينامية الحرب، وبدأ الإيرانيون في التدخل أكثر، والعراقيون يأتون إلى سوريا». انتهى الاقتباس وانتهى مصير سوريا في يد الإيرانيين، فهل يعقل أن من شهد النهاية في العراق يتوقع غيرها في سوريا وهو الشخص ذاته ويتبع السياسة ذاتها؟

السياسة الخارجية للولايات المتحدة في سوريا والعراق تدخلت في رسم مستقبل هاتين الدولتين تحت عنوان مرفوع هو دعم الديمقراطية وتخليص العالم من أنظمة ديكتاتورية، والقضاء على الشر المتمثل في تنظيم القاعدة وأسلحة الدمار الشامل في العراق، وفقاً لهذا العنوان يقر الأميركيون بفشلهم ويعزون السبب إلى سذاجتهم وسوء تقديراتهم، إنما وفقاً لأصحاب نظرية المؤامرة، ليس في الأمر سذاجة، إنما المقصود فعلاً كان تدمير العراق وسوريا، وقد نجحت الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها وبجدارة!

في كلتا الحالتين أجابت مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، عن سؤال للصحافية ليزلي شتان في برنامج «60 دقيقة»: «سمعنا أن نصف مليون طفل عراقي ماتوا، وهذا عدد أطفال أكثر من الذين ماتوا في هيروشيما، هل الثمن يستحق؟»، فقالت أولبرايت: «أعتقد أن ذلك خيار صعب جداً، ولكن نعتقد أن الثمن يستحق ذلك». فإن كان ثمن المصالح الأميركية الذي تدفعه شعوب العالم موتاً لملايين الأطفال أمراً عادياً جداً، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل مَن يملك هذا الحس وهذا التقدير نقول عنه ساذجاً، لم يقدر الأمور كما يجب ولهذا (فشلت) سياسته في تحقيق الرخاء والاستقرار وازدهار الديمقراطية في الدول التي تدخلت فيها؟ أم أن تدميرها كان هو الهدف منذ البداية؟ وفي هذا السياق، هل بهذا الإقرار يدرك روبرت فورد الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة لدى سوريا من 2010 إلى 2014، وقبلها عمل مع بريمر في العراق من 2004 إلى 2010 نتائج القرارات، وهدف تدمير العراق وسوريا وتسليم إيران مقاليد الأمر في هاتين الدولتين هو المطلوب وهو ما حدث؟

نترك الإجابة لعقولكم.

 

البحر الأبيض المتوسط: أجندة تحديات

د. ناصيف حتي/الشّرق الأوسط/21 آب/2022

ساهمت كل من الجغرافيا والتاريخ (من استعمار وصراع وتعاون) عبر عوامل السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة، في صياغة وتعزيز شبكة معقدة ومكثفة من علاقات الاعتماد المتبادل ولو غير المتوازن بين ضفتي المتوسط في عمقهما العربي والأوروبي بشكل خاص. تشهد على ذلك أطر التعاون المختلفة التي نشأت في هذا السياق، منها 5 زائد 5 (دول المغرب العربي مع الدول الأوروبية المتوسطية)، والحوار العربي الأوروبي، والشراكة الأورومتوسطية ثم الاتحاد من أجل المتوسط الوريث المؤسسي للشراكة المشار إليها. يدل ذلك كله رغم تراجع الاهتمام حيناً ووجود تحديات تفرض أولويات مختلفة أحياناً، كما يظهر من مدى فاعلية دور الأطر التعاونية المشار إليها في فترات متعددة، أن هنالك تحديات مشتركة أساسية وكثيرة تستدعي التعاون بين دول المتوسط ولو بصيغ وسرعات مختلفة بسبب طبيعة بعض الصراعات القائمة في المنطقة.

التطورات على صعيد النظام العالمي دلّت على زيادة الأهمية في الجغرافيا السياسية وكذلك في الجغرافيا الاقتصادية للبحر الأبيض المتوسط. يدل على ذلك ازدياد أهمية المتوسط، الذي يربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، للقوى الدولية الكبرى وأيضاً لدول الخليج العربية ولإيران في سياساتها وعلاقاتها وأطر التعاون التي تعمل على نسجها أو تعزيزها.

يعد شرق المتوسط بمثابة ممر بحري للصين الشعبية نحو أوروبا، إنه جزء من استراتيجية «مبادرة الحزام والطريق» الصينية. كما أن شرق المتوسط يحتوي على كميات هائلة من الغاز والنفط. يزيد من أهمية هذا المخزون الغازي والنفطي قربه من أوروبا التي تحاول بسبب الحرب في أوكرانيا من تخفيض اعتمادها على الغاز الروسي. ومن أبرز الدلائل على الأولوية التي يحظى بها الغاز في شرق المتوسط منذ ما قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا إنشاء منتدى الغاز لشرق المتوسط (ثماني دول) كإطار للتعاون بين دول أساسية في المنطقة بشأن هذا الملف الاستراتيجي، إلى جانب بالطبع ما نشهده من حراك، عبر الوساطة الأميركية، لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. شرق المتوسط يشهد أيضاً دبلوماسية ناشطة تشارك فيها قوى من خارج المنطقة المعنية بغية بلورة أطر مختلفة للتعاون في شأن تسييل الغاز وإيجاد أفضل الطرق لنقله إلى أوروبا.

من التحديات الأساسية التي تعيشها منطقة المتوسط وجود نقاط نزاعية ساخنة تشكل عناصر جذب لصراعات بالوكالة بين قوى إقليمية ودولية تريد تعزيز نفوذها في المنطقة (منطقة تلاقي القارات الثلاث). أهم هذه النقاط الساخنة من دون شك سوريا وليبيا حيث يختلط الخارجي (الدولي والإقليمي) بالداخلي في الحروب القائمة نظراً للموقع الاستراتيجي المهم لكل من الدولتين على المتوسط وكبوابة عبور نحو العالم العربي بالنسبة لسوريا ونحو أفريقيا بالنسبة لليبيا.

كما أن من أخطر التحديات التي تواجهها منطقة البحر المتوسط أنها من أكثر المناطق تلوثاً في العالم مع تداعيات ذلك على الصحة والاقتصاد. أضف إلى ذلك أن جميع الدراسات تشير إلى أن سرعة ازدياد درجات الاحتباس الحراري هي من الأعلى في العالم مما يؤثر على نسبة الأمطار وازدياد الحاجة إلى المياه مع ما لذلك أيضاً من تداعيات اقتصادية واجتماعية وبالتالي سياسية وأمنية على الدول المعنية. وهذه كلها تحمل تداعيات سلبية تعزز من الهجرة اللاشرعية نحو أوروبا، مع الإشارة إلى أن الدول العربية المتوسطية المعنية هي ممر، وليست فقط مصدراً لهذه الهجرة.

إن المقاربات الجزئية والمرحلية تبقى ضرورية لمعالجة هذه التحديات الشاملة والمترابطة. لكن يبقى من الضروري اعتماد مقاربة استراتيجية مختلفة من «الاتحاد من أجل المتوسط» تندرج ضمنها بفاعلية أكبر تلك المقاربات الجزئية والمرحلية... مقاربة تكون مفتوحة لدول أخرى غير أعضاء ولكنها معنية، إذا ما شاءت، للمشاركة في هذه المقاربة بشكل أو بآخر. مقاربة تقوم على ما يمكن وصفه بالأرجل الأربع لطاولة حوار وقرار متوسطي. تتكامل هذه الأرجل فيما بينها مما يعزز استقرار «الطاولة المعنية» لاتخاذ القرارات. وهذه الأرجل هي: السياسي، والاقتصادي، والثقافي والتعليمي، والمجتمع المدني (منظمات وشخصيات غير حكومية).

هذه المقاربة الشاملة والتدريجية تهدف لبلورة أفكار ومقترحات عملية تمثل أبعاداً متكاملة للتعاون في معالجة التحديات القديمة والجديدة والمتجددة. التحديات التي تطال الجميع ولو بدرجات وأشكال وأوقات مختلفة على ضفتي المتوسط وفي العمق الجغرافي لهاتين الضفتين.

عقد ونصف من الزمن تقريباً قد مر على ولادة الاتحاد من أجل المتوسط (يوليو - تموز 2008). فهل نعتمد هذه المقاربة، غير السهلة طبعاً، في خضم التحديات القائمة والأولويات المختلفة؟

هذا هو السؤال الذي نحن بحاجة للإجابة عنه.

 

مصالحة تركية سورية في الأفق؟

عمر أنهون/الشّرق الأوسط/21 آب/2022

في طريق عودته من «سوتشي» في 6 أغسطس (آب)، كشف الرئيس رجب طيب إردوغان أن أجهزة استخبارات تركية وسورية تعقد اجتماعات في ذلك الوقت. وصرح وزير خارجيته، مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي في 11 أغسطس بأن تركيا تدعم المصالحة السياسية بين المعارضة السورية ونظام الأسد، مشيراً إلى أنه قبل نحو عام، عندما كان في بلغراد لحضور مؤتمر دولي، أجرى محادثة سريعة في الأروقة مع وزير الخارجية السوري فيصل مقداد الذي كان هناك أيضاً للمشاركة في المؤتمر نفسه. انخرط الصحافيون والمعلقون والسياسيون المعارضون في تركيا على الفور في نقاشات حول ما حدث بالفعل، وإيجابيات وسلبيات التعاون مع نظام الأسد. وبالأمس، في طريق عودته من زيارته لأوكرانيا، أدلى الرئيس إردوغان ببيان رائد آخر. ومن دون الإشارة مباشرة إلى المصالحة مع الأسد، قال إن تركيا مستعدة للمضي قدماً في التعاون مع نظام الأسد. وفي إشارة إلى ما قاله شريكه غير الرسمي في التحالف، السيد دولت بهجلي (زعيم حزب الحركة القومية)، أوضح إردوغان أنه مستعد لنقل الاتصالات مع سوريا إلى مستوى أعلى، أي إلى مستوى سياسي. وكان من المذهل سماع إردوغان يقول إن الولايات المتحدة هي التي «غذت الإرهاب في سوريا، وزودت المنظمات الإرهابية بآلاف الشحنات من الأسلحة والمعدات، واستقبلت الإرهابيين في البيت الأبيض». كما أدرج إردوغان الحلفاء ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى على أنهم من مؤيدي الإرهاب، من خلال الإشارة إليهم على أنهم «قوات تحالف».

من ناحية أخرى، أشاد إردوغان بروسيا كشريك في مكافحة الإرهاب. وقال: «في كل خطوة نتخذها في سوريا، تكون قواتنا الأمنية ووكالات المخابرات ووزارة الدفاع جميعها على اتصال». في هذه المرحلة، يجب التذكير بدور روسيا والعلاقات التركية - الروسية. فروسيا هي الدولة الرئيسية في سوريا؛ فقد كان دعم روسيا في المجال السياسي، ولا سيما في مجلس الأمن الدولي، وتدخلها العسكري المباشر في عام 2015 هو الذي غير مسار الحرب في سوريا لصالح الأسد. ويدرك الأسد جيداً أنه من دون روسيا ستكون فرصه في البقاء ضئيلة. وحقيقة أن روسيا رسخت نفسها جيداً في سوريا بكل قواعدها وعتادها العسكري، تجعل من أي حل غير ذلك أمراً غير وارد. وتتمتع تركيا وروسيا بعلاقة معقدة، مع اختلافات حادة ومصالح متبادلة أيضاً؛ فقد تطورت «العلاقة الخاصة» بين تركيا وروسيا، والتي كانت موجودة هناك خلال السنوات القليلة الماضية، لتتعزز أكثر وأكثر حتى بعد الحرب في أوكرانيا. ويبدو أنه يتعين على البلدين أن يميلا بقوة إلى خيار تنفيذ المهام في سوريا من دون مواجهة بعضهما. لماذا قرر الرئيس إردوغان اعتماد سياسة سورية مختلفة بشكل حاد في هذا التوقيت؟

بادئ ذي بدء، تبقى أقل من عام على موعد الانتخابات. ويواجه إردوغان عدداً من المشكلات في تركيا، بما في ذلك الوضع الاقتصادي الخطير والصورة الرمادية حول فرص إعادة انتخابه، ولذلك فهو يتطلع لأن يحرر نفسه من أكبر عدد ممكن من المشكلات.

أهم قضية في السياسة الخارجية ذات تداعيات داخلية هي الأزمة في سوريا والأمن، ويتصدرها وجود 3.7 مليون سوري في تركيا.

وبغض النظر عن كيفية تطورها، وما إذا كانت ستكون هناك نهاية سعيدة أم لا، من الواضح أننا أمام حقبة جديدة في العلاقات التركية - السورية. الطريق إلى الأمام طريق صعب ووعر. وها هي نظرة سريعة على بعض المشاكل الرئيسية:

- هناك الكثير من الجهات الفاعلة الخارجية، بما في ذلك روسيا وتركيا والولايات المتحدة وإيران وإسرائيل والدول العربية. وغالبيتها لديها أجندات مختلفة ومصالح وأولويات متضاربة.

- تمثل إيران على وجه الخصوص إشكالية في طموحاتها وسياساتها الآيديولوجية / الاستراتيجية.

- هناك عشرات الجماعات المسلحة وعشرات الآلاف من الميليشيات والأسلحة في سوريا. وهناك أيضاً مجموعات جهادية وميليشيات شيعية من لبنان (حزب الله) وإيران والعراق وأفغانستان. وهذا، في حد ذاته، عنصر يمكن أن يطيح أي جهد سلام بطرق عديدة.

- تسيطر «وحدات حماية الشعب» (الكردية في أغلبها) على نحو 35 في المائة من الأراضي السورية التي تضم غالبية حقول النفط والأراضي الزراعية في سوريا. وفيما يتعلق بالنظام السياسي الإداري المستقبلي في سوريا، فإن هذه الوحدات تصر على ما لا يقل عما لديها الآن.

- غالبية السكان في شمال سوريا، وفي أجزاء أخرى من البلاد، وأولئك الذين فروا من سوريا، يقاتلون النظام منذ سنوات، وقد فقدوا أحباءهم وممتلكاتهم، وجرى استهدافهم بالأسلحة الكيماوية وتعذيبهم في سجون النظام. هؤلاء الناس لا يرون الأسد كشريك في السلام، بل مجرم حرب تجب محاكمته.

وكان غضب المتظاهرين في شمال سوريا للاحتجاج على تصريحات وزير الخارجية التركي شهادة على وجود تلك الحساسيات.

- من جانب الأسد، فإن خوفه من فقدان قبضته المطلقة على السلطة أمر ضار. وبالعودة إلى عام 2011 فقد جرى تشجيع الأسد على إجراء بعض الإصلاحات وإدماج أشخاص من المعارضة في النظام السياسي، لكنه لم يسِر على هذا النحو بسبب الخوف. وانقضى أحد عشر عاماً مرت حتى الآن ولم يتغير نهجه. ومن بين العديد من الأمثلة الأخرى على هذا النهج «عدم الإنجاز» في عمل اللجنة الدستورية السورية. فقد أوضح مراقبون مستقلون على اطلاع جيد، ومشاركون في اجتماعات اللجنة، أن النظام موجود هناك ليس بهدف الانخراط في مفاوضات هادفة وموجهة لتحقيق النتائج، لكن لإرضاء الرعاة الروس وعدم الظهور كطرف يأبى الجلوس على طاولة المفاوضات.

باختصار، لا يزال نظام الأسد يخشى أن يؤدي أي ترتيب لأي نوع من تقاسم السلطة في النهاية إلى فقدانه السلطة تماماً.

مع كل هذه الصعوبات المعلنة، هل هناك قاعدة لحل سياسي في سوريا؟

أعتقد أن هناك قاعدة لحل. وتتكون هذه القاعدة من مجموعة من المبادرات الدبلوماسية على مدار الـ11 عاماً الماضية.

بدأت هذه المبادرات الدبلوماسية باجتماع جنيف في يونيو (حزيران) 2012 وانتقلت إلى ما يعرف بـ«بيانات فيينا» عام 2015، وتطورت إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254 ثم عملية أستانا ومنتجاتها.

لقد وقعت جميع الأطراف ذات الصلة، بما في ذلك روسيا وإيران ونظام الأسد، على هذه المبادرات الدبلوماسية في مرحلة أو أخرى، بطريقة أو بأخرى.

ويشتمل قرار المفوضية رقم 2254، رغم اعتماده قبل 7 سنوات، على المعايير والمبادئ الرئيسية، بالإضافة إلى خريطة طريق لحل سياسي كما يلي:

- الحفاظ على وحدة أراضي سوريا.

- إقامة نظام سياسي قابل للاستمرار، وشامل ومقبول للمعارضة وأنصار النظام والمحايدين على حد سواء.

- محاربة الإرهابيين.

- تفكيك الميليشيات المسلحة من جميع الجهات.

- تمكين عودة اللاجئين السوريين.

- تحسين الوضع الإنساني.

- الانخراط في الانتعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار.

والعناصر الرئيسية لخريطة الطريق هذه هي على وجه الخصوص:

- إقامة حكم ذي مصداقية وغير طائفي (فترة انتقالية).

- صياغة دستور جديد.

- إجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها جميع السوريين، بمن فيهم من هم خارج سوريا.

الأزمة في سوريا مكلفة للغاية من نواحٍ كثيرة. وأتردد في قول كل شيء، لكن الغالبية العظمى من الجهات الفاعلة تدرك جيداً الحاجة إلى إنهاء الأزمة. ومن أجل إحراز تقدم، فإن المطلوب هو وجود إرادة سياسية من جانب الأطراف السورية المعارضة، ودعم حقيقي من المجتمع الدولي. وسيكون للتحرك الإيجابي في العلاقات التركية السورية جانب مهم في هذا المسعى.

 

 بالعودة إلى شابّ اسمه هادي مطر

حازم صاغية/الشرق الأوسط/21 آب/2022

هادي مطر، الشابّ اللبنانيّ الأصل الذي قال إنّه قرأ صفحتين فقط من «آيات شيطانيّة»، طعنَ الروائيّ سلمان رشدي عشر طعنات متتالية. لحسن الحظّ أنّ مطر لم يقرأ الرواية كلّها (546 صفحة)، وإلاّ لكان قد طعنه 2730 طعنة. هذا ما تقوله عمليّة حسابيّة بسيطة.

لكنّ المسألة لا علاقة لها، في آخر المطاف، بالقراءة. لهذا يخطئ الذين يطالبون كارهي رشدي بقراءة الرواية أو بـ«محاورة» كاتبها بدل الدعوة إلى قتله (وكيف «يُحاوَر» روائيّ في روايته؟!). بقراءة عمله أو بغير قراءته، ينبغي، وفق بيئة عقائديّة ما، قطع رأس سلمان رشدي. ذاك أنّ الأديب الهنديّ - البريطانيّ، الذي يخضع اليوم للعلاج، يطرح علينا التعامل مع عمل إبداعيّ مؤسّس على الخيال، أي أن نفكّر بوصفنا أفراداً أحراراً في موضوع لم يفكّر به السابقون، وأن نقيّمه بصفته هذه وبصفتنا هذه. التحدّي هذا يفاقمه تحدٍّ آخر ملازم له وأشدّ منه قابليّة للانفجار وللتفجير: ارتباط مسألة رشدي بالعيش في مجتمعات تعدّديّة وديمقراطيّة يندر مثيلها في بلداننا العربيّة والإسلاميّة. هادي مطر الذي أُعطيت له هذه الحرّيّة، حيث يقيم في الولايات المتّحدة، خاف منها لأنّها ترتّب عليه مسؤوليّة ما، والحرّيّةُ لا تأتي إلاّ مصحوبة بالمسؤوليّة.

إريك فروم، عالم النفس وعالم الاجتماع الألمانيّ، تناول هذه الظاهرة في كتابه الشهير «الهروب من الحرّيّة»: حين يكون الفرد حرّاً فهذا يجعله أكثر قلقاً وأقلّ شعوراً بالأمان لأنّ عليه أن يتّخذ قرارات ومواقف لم تعد تتّخذها العائلة أو السلطة السياسيّة أو المرجعيّة الدينيّة نيابةً عنه. هذا عبء لا يحتمله الكثيرون، بحيث يهرب أولئك الذين لا يحتملونه من الحرّيّة ومن مسؤوليّاتها إلى تبنّي ما سبق أن فكّره الآخرون وأن قالوه. هكذا يعودون رمزيّاً إلى عهد ما قبل سنّ الرشد الذي غنموا فيه حرّيّتهم، حيث كان آخرون يفكّرون عنهم، بل يعودون إلى ما قبل ولادتهم، أي إلى يومٍ كانوا فيه أجنّةً فحسب. ذاك أنّ الجنين الذي في رحم أمّه هو وحده الذي يعيش الراحة والهناءة المثاليّتين: فهو لا يفكّر ولا يعمل ولا يُضطرّ إلى عقد المساومات مع سواه، بل لا يبذل أيّ جهد بما فيه جهد الحصول على غذائه. هنا، في ذاك الرحم، يكمن الأمان المطلق وانعدام كلّ قلق لدى الجنين.

هادي مطر عثر على الرحم الرمزيّ هذا في تسليم نفسه لـ«إجابة» جاهزة هي إجابة آية الله الخمينيّ التي لم تعبأ أصلاً بالتفاعل مع أيّ جديد أو طارئ، أكان أدباً خياليّاً أو عيشاً في مجتمعات تعدّديّة وحديثة. إجابة الخميني البسيطة والمتوقّعة التي تبنّاها مطر هي التالية: لقد أساء سلمان رشدي إلى ديننا وإلى مقدّساتنا فاقتلوه، ومن يقتله يُكافأ في هذه الدنيا وفي ما بعدها أيضاً! الحلّ سهل إذاً، يزيد في سهولته عدم الاكتراث بالآخر الأميركيّ الذي يعيش مطر على مقربة منه، وعدمُ التفكير به وبطريقة حياته وبحساسيّته، فضلاً عن قوانينه. هنه أرنت، عالمة السياسة الألمانيّة - الأميركيّة، كانت قد نبّهتنا في تقريرها ذائع الصيت عن محاكمة النازيّ أدولف أيخمان في إسرائيل، إلى خطورة عدم التفكير، لا سيّما غياب التفكير بالآخر ومع الآخر. فأيخمان، في كتابها الذي حمل كعنوان فرعيّ «عاديّة الشرّ» (أو ابتذال الشرّ)، لم يدرك طبيعة أفعاله بسبب عجزه عن التفكير من موقع الآخرين. هذا الافتقار، الذي يفسّر ارتكابه جرائمه، تنعدم معه كلّ قدرة على تمييز الصحّ عن الخطأ. عند أرنت، هذه هي بالضبط العاديّة المبتذلة في الشرّ.

فإذا قارنّا نظريّة فروم بنظريّة أرنت تحصّل لنا التالي: إنّ أهمّ نتائج العودة إلى ما قبل الولادة أن نكون وحدنا، لا شركاء لنا في هذه الدنيا، وليس هناك ما يملي علينا أن نأخذ في اعتبارنا آخرين، أو نحسب لهم حساباً.

يبقى فصل ثالث لا يبدو بدوره قليل التأثير: حين يزور هادي مطر لبنان ويشاهد بعينيه قوّة «حزب الله» المستفحلة، غير العابئة بأيٍّ كان، يتأكّد من صحّة الإجابة الخمينيّة: إنّها توفّر لنا التمكين والقوّة اللذين لا نحتاج معهما إلى التفكير المستقلّ، أو التفكير بالآخر، كما لا تُضطرّنا إلى تحمّل عبء الحرّيّة وعبء المسؤوليّة التي تصاحبها. بهذه المعاني جميعاً، يصيب التخلّص من سلمان رشدي أهدافاً أخرى على رأسها التخلّص من مشكلة، أو من همّ، الحرّيّة والمسؤوليّة وأعباء العيش مع آخرين مختلفين. لأسفهم، يُرجَّح أن يعيش رشدي، وأن تبقى المسائل التي طرحتها قضيّتُه حيّةً تُرزق.

 

بوتين ودوغين .. والحلم الإمبراطوري

توفيق شومان/فايسبوك/21 آب/2022

يُنسب للمفكر الروسي ألكسندر دوغين تأثيره في صياغة العقل السياسي والإستراتيجي للرئيس فلاديمير بوتين ، وإذ يذهب كثيرون إلى القول بأن دوغين كان " ملهم " بوتين في وقت من الأوقات ، فالرجوع إلى كتابات هذا المفكر وخصوصا كتابه " أسس الجيوبولوتيكا " ، يُعتبر أبرز المداخل والمقدمات لمعرفة عوالم الأفكار التي شكلت عقل فلاديمير بوتين .ثلاثة عناوين إشكالية وجدالية يطرحها الكسندر دوغين في كتابه " أسس الجيوبولوتيكا " وهي : الشعب الروسي ورسالته العالمية والحضارية ونقد مفهوم الدولة ـ الأمة ولا معنى لروسيا بدون إمبراطورية ، وشروحات ذلك على الشكل التالي :

ـ الشعب الروسي ورسالته العالمية : يرى ألكسندر دوغين أن للشعب الروسي خاصية رسالية حضارية على مستوى العالم ، " فالشعب الروسي ينتمي إلى عداد الشعوب ذات الرسالة ، وله أهميته الكونية التي تشمل الإنسانية كلها ، والتي لا تتنافس فقط مع الأفكار القومية ، بل ومع أنماط الصيغ الأخرى من العالمية الحضارية " ، وهذا الشعب " وبغض النظر عن الفتن والمراحل الإنتقالية والجوائح السياسية بقي محتفظا بهويته الرسالية ".

ما هي هذه الرسالية ؟

بحسب دوغين " أن الشعب الروسي وُهب نمطا خاصا من التدين والثقافة اللذين يختلفان اختلافا حادا عن الغرب الكاثوليكي ـ البروتستانتي وعن تلك الحضارة بعد المسيحية التي نمت هناك ، وبصفة النقيض الثقافي والجيوبولوتيكي يجب أخذ الغرب بمجموعه لا واحدة من الدول المكونة له ، والحضارة الغربية المعاصرة ذات توجه عالمي ، أما العالمية الروسية ، فتتباين بصفة جذرية عن الغرب في جميع نقاطها الأساسية ، فهما نموذجان متناقضان ينفي كل منهما الآخر ، وعلى هذا ، فالمصالح الإستراتيجية للشعب الروسي يجب أن توجه ضد الغرب " .

وفي قائمة " الرسالية الروسية " على ما يقرأ دوغين في خاصية شعبه " أن الشعب الروسي ينطلق في وجوده من أفق لاهوتي خلاصي يكتسب في النهاية معنى مسكونيا عاما ، والحديث لا يدور حول اتساع المجال الحيوي الروسي ، بل حول فرض النمط الروسي الخاص برؤية العالم ، النمط المتشدد في مسألة الآخرة ، وهذه هي المهمة الأسمى للأمة كشعب متوشح بالله ، ويتجلى ذلك بصفة خاصة في إيمان الروس الذي لا يتزعزع بالإنتصارالنهائي للحقيقة والروح والعدالة ، ليس فقط في إطار الدولة الروسية ، بل في كل مكان ، وحرمان الروس من هذه العقيدة الغيبية الخلاصية مرادف لخصائهم الروحي ".

وبناء على ذلك " لم يهدف الشعب الروسي ـ قط ـ إلى إقامة دولة إثنية ومتجانسة عرقيا ، فرسالة الروس تميزت بطابع عالمي ، ولهذا السبب بالذات ، كان الشعب الروسي يسير بطريقة منهجية نحو بناء الإمبراطورية التي كانت حدودها تتوسع وتحتضن خليطا أكبر فأكبر من الشعوب والثقافات والأديان والأراضي والأقاليم ، ومن العبث أن تُعد هذا التوسعية المنهجية صدفة تاريخية ، فهي تمثل جزء لا يتجزأ من الوجود التاريخي للشعب الروسي ورسالته الحضارية ".

ـ الدولة ـ الأمة لا تناسب روسيا : يُقر ألكسندر دوغين بأن نموذج الدولة ـ الأمة ظهر لأول مرة في فرنسا خلال المرحلة الملكية وجرى تثبيته بعد الثورة الفرنسية ، وظهرت هذه الدولة في أوروبا خلال مرحلة السقوط النهائي للوحدة الإمبراطورية الأوروبية ، ويؤكد بأن " الدولة ـ الأمة لا تدار بالفكرة الإلهية ولا بالشخصية الإرستقراطية البطولية ، وإنما من خلال دكتاتورية القانون ، وهو ما يمنح سلطة هائلة لعلماء القانون والبيروقراطية الحقوقية ".

وهذا النموذج وفقا لدوغين لم تعرفه روسيا ، إذ " لم تظهر الدولة ـ الأمة في التاريخ الروسي ، وعندما بدأ هذه النموذج يتجذر في أوروبا منذ القرن الثامن عشر، جاهدت روسيا لمناهضته جهاد المستميت ، وبغض النظر عن إصلاحات بطرس الأكبر(1672 ـ 1725) الموالية لأوروبا ، فقد ناهضت العفوية القومية هذا التحلل للإمبراطورية وانقلابها إلى دولة ـ أمة " ، وكردة فعل على الإصلاحات الليبرالية ، فإن الروس ونخبتهم العليا " كانوا يتحولون إلى المشاريع الغيبية والتجديد لعادات قديمة ، وتجلى ذلك على أوضح صورة في تسلم العرش من طرف الكسندر الأول ـ 1777ـ 1825ـ مؤسس الحلف المقدس " بين روسيا والنمسا وبروسيا . وعلى ما يقول دوغين " فقط في بداية القرن العشرين اقتربت روسيا اقترابا شديدا من تحقيق الدولة ـ الأمة ، إلا أن هذه العملية أوقفت هذه المرة ايضا ، بسبب دفقة ثورية حملت في اعماقها احتجاجا وطنيا عميقا ضد هذا النمط من بناء الدولة ، والذي ما كان ليتوفر فيه مكان لظهور الرسالة الشعبية الروحية ".

كيف نظر الروس إلى النظام السوفياتي ؟

يقول ألكسندر دوغين " من خلف الخطابية الحداثوية البلشفية ، تعرًف الروس بصورة غامضة على مُثلهم الغيبية الخاصة ، انتصار الفكرة والعدالة والحقيقة ، واستُقبلت الدولة السوفياتية من طرف الشعب كبناء للإمبراطورية الجديدة ، مملكة النور ومغانم الروح ، لا كوعي لبناء أكثر عقلانية للإدارة والحُكم ، ولم يصبح الإتحاد السوفياتي دولة ـ أمة ، فقد كان استمرارا للتقاليد الإمبراطورية الوطنية المكتسبة بأشكال ظاهرية مضخمة " كما أنه " من المستحيل إنكار الحقيقة القائلة بأن البنية المحورية للإمبراطورية السوفياتية كانت باالذات الشعب الروسي الذي جسًد عالميته الخاصة في الأنموذج الإيديولوجي والإجتماعي ـ السياسي السوفياتي " . وهذه التقاليد الإمبراطورية بمختلف مراحلها القيصرية والسوفياتية يعتبرها دوغين قوانين وسُنن تاريخية روسية ، ذلك " أن ثمة قانونا في التاريخ الروسي ، يرى أن الأمور عندما تصل إلى تحويل روسيا إلى دولة ـ أمة تنزل الكوارث " ، وفي الطريق إلى صد تلك الكوارث والجائحات " فالروس مستعدون للسير نحو ما لا يمكن تصوره من الضحايا وألوان الحرمان لتحقيق وتطوير الفكرة القومية ، الحلم الروسي الكبير" .

أي حلم هو ذاك ؟

يجيب ألكسندر دوغين على ذلك السؤال ويقول " أما حدود هذا الحلم فتراه الأمة ، وفق أقل تقدير في الإمبرطورية " .

ـ لا معنى لروسيا بدون إمبراطورية : هذا العنوان الذي يشكل صُلب الفكرة الإستراتيجية والجيوبولوتيكية لألكسندر دوغين ، مأخوذ من أحد العناوين الرئيسة لكتابه ، واستنادا إلى ذلك يقول " إذا لن تبدأ روسيا بإعادة بناء المجال المكاني الكبير، أي تلك الآماد الأوراسية المضيعة ، فإنها تلحق الكارثة بنفسها ، ويمكن بسهولة استشراف مسيرة الأحداث إذا اختارت روسيا طريقا آخر غير طريق تجميع الإمبراطورية " وفي هذه الحالة تغدو الآماد الأوراسية هدفا لكل من :

ـ أ: أن تقفز الصين قفزة يائسة بإتجاه كازاخستان أو سيبيريا الشرقية.

ـ ب : أن تتحرك أوروبا الوسطى بإتجاه الأراضي الروسية الغربية، أي نحو أوكرانيا وبيلاروسيا .

ـ ج : أن يقوم المعسكر الإسلامي بالتكامل مع آسيا الوسطى .

وعلى هذا الأساس " فإن مجرد التردد في تجميع الإمبراطورية يُعًد تحديا ـ حافزا ـ كافيا لتقوم الآماد الجيوبولوتيكية البديلة الكبرى بالتحرك بإتجاه الحدود الروسية ، وتوحيد الأراضي الروسية لحماية روسيا كمحور للتاريخ محفوف بصعوبات محددة ، إلا أن هذه الصعوبات زهيدة جدا أمام تلك الكوارث التي تحدق إذا لم يجر البدء بتجميع الإمبراطورية " .

وفي سرد تاريخي ، يقول دوغين " لا دولة وحيدة الإثنية ، لادولة ـ أمة ، فمنذ أول البدايات ، كانت صورة الدولة الإمبراطورية في طيات روسيا ، بداية من توحد القبائل السلافية وحتى الإتحاد السوفياتي ، وكان الشعب الروسي يسير دون توقف عبر طريق التكامل السياسي والمكاني ونحو بناء الإمبراطورية والتوسع الحضاري " ، وهذا التوسع كما يقررالكسندر دوغين " كان يحمل معنى حضاريا بالذات ، ولم يكن على الإطلاق توسعيا مصلحيا يسًيره السعي وراء المستعمرات أو الصراع في سبيل المجال الحيوي ، والنقص في الأراضي لم يكن ـ قط ـ السبب الأصلي لإقامة الروس للإمبراطورية ، فالروس توسعوا كحاملي رسالة خاصة " .

ويقارن الكسندر دوغين بين روما القديمة وروسيا الحديثة من حيث الأبعاد الحضارية والرسالية ، ليخلص إلى نتيجة مضمونها " خلافا لروما ، تملك موسكو في ثنايا دافعها الإمبراطوري مغزى ثيولوجيا ـ لاهوتيا ـ عميقا ، ولقد طور هيغل نظرية طريفة بأن الفكرة المطلقة في وضعها الغيبي يجب ان تتجسد في صيغة الدولة البروسية ، لكن بروسيا وحتى ألمانيا غير كافيتين جيوبولوتيكيا لأخذ هذه النظرية بعين الجد ، أما روسيا روما الثالثة ، تستجيب دينيا وثقافيا استجابة رائعة لهذه النظرية " .

ويعتقد دوغين " أن النكوص عن بناء الإمبراطورية يعني نهاية وجود الشعب الروسي ، كواقع تاريخي وظاهرة حضارية ، ومثل هذا النكوص يمثل انتحارا قوميا " ، وفي سبيل تحقيق الإمبراطورية التي تمنع ذاك الإنتحار " سار الشعب الروسي خطوة بعد خطوة إلى تحقيق هذا الهدف ، وخلال كل مرحلة من مراحل توسيع دولتهم ، كان الروس ينتقلون إلى درجة جديدة من عالميتهم الرسالية ، وذلك بتوحيد السلاف الشرقيين في بادىء الأمر، ثم بإحتضانهم السهوب التركية وسيبيريا ، ثم بزحفهم نحو الجنوب، وانتهاء بتكوين مجمع سياسي هائل بسط سيطرته في المرحلة السوفياتية على نصف العالم ".

ما السبيل إلى إعادة بناء الإمبراطورية الروسية ؟

الطريق واضحة أمام الكسندر دوغين ، وحيال ذلك يقول " إن وجود الشعب الروسي يرتبط بمواصلة هذه العملية ـ البناء الإمبراطوري ـ وتطويرها وتفعيلها "، وأما إذا جرى " قطع الخط الإرادي الجيوبولوتيكي لإقامة دولة الفكرة المطلقة ، نطعن الروس في سويداء القلب ونجردهم من الهوية القومية بتحويلهم إلى بقايا تاريخية ، ونقطع العملية الثيولوجية الغيبية الكونية على مستوى العالم " ، وللوصول إلى الغاية الإمبراطورية يجب تحليل " أسباب إفلاس الإمبراطورية السوفياتية " كما يقول دوغين حرفيا ، و " نقد الأنموذج القيصري " اعتمادا على الآتي :

ـ أولا: أمام الإمبراطورية الروسية الجديدة أربعة بنود لتحاشي الوقوع في النموذج السوفياتي :

ـ أن تكون لا مادية ـ لا إلحادية ـ ذات اقتصاد لامركزي .

ـ أن تكون لها إما حدودها البحرية أو الأحلاف الصديقة على الأراضي القارية المجاورة .

ـ أن تتميز بالبنية الإثنية التعددية المرنة .

ـ إضافة المرونة على مشاركة الدولة في توجيه الإقتصاد ، فلا تمس إلا آفاقه الإستراتيجية .

ـ ثانيا : أمام الإمبراطورية الروسية الجديدة خمسة بنود مرتبطة بنقد المرحلة القيصرية :

ـ شحن المعادلة الدينية القيصرية بالمضمون الصافي المقدس الذي ضاع تحت تأثيرالغرب العلماني على أسرة رومانوف ، وتحقيق ثورة ارثوذوكسية محافظة من أجل العودة إلى منابع النظرة المسيحية الحق .

ـ تحويل مصطلح الشعبية إلى أفق مركزي ، ومعارضة التصور العضوي للشعب عن طريق المعايير الكمية للقانونية الليبرالية والإشتراكية.

ـ التوجه إلى المشاريع الأوراسية التي ترفض سياسة روسيا المعادية للألمان في الغرب وسياستها المعادية لليابانيين في الشرق ، والتخلص من التوجه نحو الأطلسي.

ـ الحيلولة دون عمليات الخصخصة والرسملة والبورصة .

ـ الإنتقال من مبدأ المحافظات إلى إقامة الإثنية ـ الدينية ذات المستوى الأعلى من الإستقلال الذاتي والثقافي واللغوي والإقتصادي، وتحديدها في استقلالية سياسية وإستراتيجية وجيبولوتيكية وإيديولوجية واحدة .

وانطلاقا من ذلك تسير روسيا نحو بنائها الإمبراطوري ، ذلك أن " معركة روسيا من أجل السيادة على العالم ، لم تنته بعد " ، هكذا يقول الكسندر دوغين .

ثلاثة إضافات قبل الختام :

ثمة ما يلفت النظر في علاقات روسيا مع آسيا الوسطى وتركيا ، وهذه ثلاثة آراء وتفسيرات :

ـ المفكرالروسي نيقولا سافيتسكي (1895 ـ 1968) لا يعتبر الروس مجرد فرع من السلاف الشرقيين ، وإنما تكونوا من الجذرين الأساسيين السلافي والتركي ، ولذلك " لولا التترية لما كانت روسيا ".

ـ المؤرخ الروسي ليف غوميليوف ( 1912 ـ 1992 ) إبن الشاعرة المعروفة آنا أخماتوفا ، يرى أن أصول الفكرة الأوراسية تكمن في التذاوب الإثني بين الأتراك والسلاف ، ومن هذه الأصول تنبثق إثباتية السيطرة الروسية على تلك الأراضي الأوراسية .

ـ الكسندر دوغين ، يدين الحروب الروسية ـ العثمانية التي تعدت الثلاث عشرة حربا ، ويقول " كان النظام القيصري يقوم دوما بتقويض أسس الدولة الروسية ويسير بها إلى الإنتحار الجيوبولتيكي ، وإلى هذا تنتسب الحروب التركية والحرب مع اليابان ، شيء ينطوي على المفارقة ، لكن يبدو أن روسيا كانت تتوجه بالطريقة الأمثل لخدمة المصالح الأطلسية لفرنسا وإنجلترا " وهذه إدانة واضحة لمجمل الحروب الروسية ـ العثمانية ، وحول ذلك يعلق دوغين قائلا " الحروب التركية ـ الروسية ، ما جنى ثمارها الترك ولا الروس " ، ولعل ذلك يعطي تفسيرات لكيفية تطور العلاقات الروسية ـ التركية الراهنة .

في الختام ، بعض المقاطع الشعرية عن روسيا والكنيسة والإمبراطورية ، وقد أنشدها الشاعرالروسي فيودور تيوتشييف (1803 ـ 1873 ) فقال :

مجددا ستستضيف قباب آيا صوفيا مذبح المسيح

إركع أمامها أيها القيصر الروسي ومن ثم أنهض قيصرا على سائر الشعوب السلافية.

 

المنطقة تتحضّر لمرحلة «إدارة الأزمات» سواء اتسمت بـ«توقيع النووي» أو «اللاتوقيع»

رلى موفّق/القدس العربي/21 آب/2022

ليس الاتفاق النووي الإيراني في سلم الأولويات بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فالحرب الروسية على أوكرانيا وأزمة تايوان مع الصين تتقدمان على الملف النووي الذي أضحى في ظلالهما بعد التغيُّر في المشهد الدولي. وصول محادثات فيينا إلى نهاية سعيدة بالعودة إلى اتفاق 2015 الذي انسحب منه دونالد ترامب سيعطي «سيد البيت الأبيض» إنجازاً أمام ناخبيه في الانتخابات النصفية لجهة وفاء الرئيس بواحدة من تعهداته في حملته الانتخابية الرئاسية، بما يُعزِّز من موقع حزبه في استحقاق تشرين الثاني/نوفمبر المقبل والذي يشكل امتحاناً لسياسته ويرسم معالم مستقبله وحزبه في «البيت الأبيض» لولاية ثانية. لكن ضياع هكذا فرصة لن تكون انتكاسة كبرى أو سقوطاً مدوياً لا يمكن للإدارة الحالية التعايش معه.

هذه الحال تنطبقُ، إلى حد كبير، على إيران اليوم التي استفادت من التحولات الدولية الجديدة ومفاعيل حرب أوكرانيا وأزمة تايوان والقدرة على الالتفاف على العقوبات لخلق توازن في مشهدها الجيوسياسي. يقول لصيقون بـ«محور إيران» إن مسألة العودة إلى الاتفاق ما عادت ضاغطة على طهران بشكل تضيق معه هوامش المناورة. فهي تتعامل مع هذا الملف على قاعدة أن العودة إلى الاتفاق أمر جيد، ولكن عدم حصول ذلك لن يكون كارثياً بعدما رتَّبت وضعها على التعايش مع التداعيات. لا حديث فعلياً عن إعلان رسمي وصريح بالفشل. كلا الطرفين سيُبقيان الباب مفتوحاً. في التداعيات، يغيب «سيناريو الحرب « لدى أي من اللاعبين، أقله في المدى المنظور- القريب والمتوسط. أمريكا لا تريد الحرب وإيران لا تريدها، وإسرائيل غير جاهزة لها ولا غطاء لديها. سيدخل مصطلح «إدارة الأزمات» ومصطلح «تعليق الأزمات» إلى أدبيات المرحلة المقبلة سواء اتسمت بـ«توقيع الاتفاق» أو «اللاتوقيع».

الاحتمالان لهما انعكاسات على المنطقة. في المبدأ، لا بدَّ من ذهاب الطرفين إلى ربط النزاع في مناطق وساحات الصراع في حال «اللاتوقيع» ما دامت خيارات التصعيد نحو الحرب مُستبعدة، إنما مسار التطورات على المشهد الإقليمي ربطاً بلعبة التوازنات الدولية قد تدفع إلى تقدم مصطلح «إدارة الأزمات» تحت سقوف متفق عليها على ربط النزاع، تماماً كما أن توقيع الاتفاق في ظل التحوّلات الدولية وغياب الضمانات الأمريكية سيجعل الرهان على إمكان الحلول المستدامة مستبعداً وسيخفضها إلى مستوى تعليق الأزمات أو إدارتها.

ساحات الصراع

لا شك أن توقيع الاتفاق سيؤول إلى تعزيز حضور إيران الإقليمي في المنطقة، لكن يحكمه قلق الانسحاب منه مجدداً. فالفترة الزمنية التي يمكن ضمان استمرارها هي ما تبقى من ولاية بايدن حتى الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2024. سنتان غير كافيتين لتأسيس نظرية الحلول وخلق مناخات لتعزيزها وتكريسها لآجال طويلة. مع التوقيع، سينعكس مناخ التلاقي الأمريكي – الإيراني على الملفات في ساحات لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن، وبنسبة أقل في فلسطين، إذ لا يمكن أن تتلاشى الارتدادات الإيجابية وقوة الدفع التي يخلقها نتيجة عدم اليقينية من المستقبل الزمني للاتفاق، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن التوهم بإمكان التأسيس لتسويات حقيقية. جل ما يمكن الذهاب إليه هو إعطاء فرصة للمناخات حتى تُعبِّر عن نفسها في الملفات المفتوحة، بحسب اللصيقين بـ«محور إيران» الذين لا يغفلون تأثير الانفتاح الذي تشهده المنطقة في العلاقة مع طهران، ولا سيما الحوار الإيراني – السعودي، على المسار الذي ستخطه سياسة «إدارة الأزمات» في الدول التي تتواجد فيها «أذرع إيران». كما لا يغفلون تأثّر هذا المسار بانعكاسات الموقف العربي عموماً ولا سيما الخليجي وقاطرته الرياض المغادر لموقع الاصطفاف في المحاور على خلفية المواجهة الأمريكية المفتوحة مع روسيا والصين.

الاقتناع السائد بأن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة في ساحات الصراع تحمل بذور الانفجار الداخلي الذي بدأ يطفو على السطح، كما أن انسداد الأفق السياسي في تلك الدول بات يتطلب التوصل إلى نوع من ترتيب لواقع الازمات والتخفيف من حدتها وخلق منظومة تعايش تفتح كوة في قلب الأزمة دون أن يكون المطلوب منها معالجة أصل الأزمة. وبالتالي، فإن توقيع الاتفاق سيرخي حكماً بظلاله الإيجابية في هذا الاتجاه. من هنا، الترقب الذي تعيشه الساحات في العراق ولبنان وسوريا واليمن وفلسطين، وهي ساحات مأزومة قررت إيران عبر أذرعها العسكرية أن تجعلها ساحات مترابطة، معلنة عن «وحدة الساحات» في المواجهة المنتظرة مع إسرائيل، والحتمية في السردية الإيرانية المبنية على تنظير عقائدي معطوفاً على لعبة المصالح والنفوذ التي يجسدها نظام المرشد في خياره الاستراتيجي في الصراع الكبير الذي يصطف فيه في الحلف الصيني- الروسي في المخاض الدائر لتشكل النظام العالمي الجديد.

ليس في إمكان أي من أطراف الصراع، لا حلفاء إيران ولا حلفاء أمريكا، حسم المعركة لصالحه في المنطقة. في الأساس، باتت التحالفات التي كانت في الأمس محسومة على هذا المحور أو ذاك عرضة للتقلبات وإعادة الحسابات دون الحاجة إلى التمرس الكلي مع هذه الكتلة أو تلك. على مدى السنتين المقبلتين، سيتحكم عامل الانتظار بالمشهد، إلى أن تتبلور معالم الآتي الجديد إلى «البيت الأبيض» وما يمكن أن يحصل في خلال الفترة الفاصلة في الحرب الروسية على أوكرانيا التي تريد واشنطن أن تكون حرب استنزاف، وفي كيفية تطور المواجهة مع الصين، والمدى الذي يمكن لسياسة «تعليق الازمات وإدارتها» أن تنجح في تسكين الساحات النازفة في المنطقة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي: نطالب برئيس يرسم حدود الدولة مع قوى لبنانية تتصرف كأن لا منعة ولا حدود ولا كرامة للدولة والشرعية والجيش

وطنية -  الديمان/21 آب/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/111384/111384/

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، يعاونه المطران حنا علوان، الاب فادي تابت والقيم البطريركي في الصرح الاب طوني الآغا، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية، وعدد من الراهبات والمؤمنين.

 وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة قال فيها: "إن المرأة الكنعانية، من نواحي صور وصيدا، ومن غير اليهود والمعتبرة من الوثنيين أي الأمم، راحت تصرخ إلى يسوع ليشفي ابنتها من شيطان يعذبها، ونادته باسمه وفقا لنبوءات الأنبياء: يا ابن داود، ارحمني! هذا الصوت وقع في قلب يسوع، ليس فقط لمشاعر الرحمة التي تملأ قلبه، بل وبخاصة لأن الكنعانية نادته بالإسم النبوي الذي يتضمن رسالته: فهو بالنسبة إلى تلك المرأة: إبن داود المسيح-الملك الجديد الموعود؛ وهو حامل رحمة الإله إلى العالم. أراد يسوع أن يعلن إيمانها المميز للعالم كله. فامتحنها بمواقف سلبية، وبكلمات جارحة، فبان جوهر إيمانها كالذهب في النار. عندئذ امتدح يسوع إيمانها أمام الجمع كله وقال: عظيم إيمانك، أيتها المرأة! فليكن لك كما تريدين. ومن تلك الساعة شفيت ابنتها (متى 15: 28)".

 وتابع: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية. ويطيب لي أن أرحب بكم جميعا، مع توجيه تحية إلى عائلة المرحوم عبدالله يوسف عزيز الذي ودعناه بالأسى الشديد وصلاة الرجاء مع إبنه عزيزنا روجيه، وشقيقيه وشقيقاته ومن بينهن الأختين الراهبتين في جمعية راهبات الصليب: الأخت لور والأخت غريتا، ومع سائر أنسبائه في زوق مصبح العزيزة. نصلي في هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفسه في الملكوت السماوي، ولعزاء أسرته وأحبائه. كما ارحب بمجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية بشخص الرئيس ونائبه، مثمنين لهذا المجلس نشاطه وعمله على تعميق العلاقات بين لبنان والسعودية لخير البلدين والشعبين. الإيمان هو لغة الإنسان مع الله، إذا كان مجبولا بالرجاء الصامد، وبالحب الصادر من القلب. هذا هو إيمان المرأة الكنعانية الوثنية. فالثلاثة: الإيمان والرجاء والمحبة عطية من الله لكل إنسان يولد لإمرأة في العالم. إنها عطايا متكاملة ومترابطة. يقول عنها القديس أغسطينوس: من يؤمن يرجو، ومن يرجو يحب. الإيمان يعطى للعقل والرجاء للإرادة، والمحبة للقلب. وهكذا يكون الإنسان إنسانا حقا وكاملا. أما بدون هذه العطايا، فينحاز العقل إلى الكذب، والإرادة إلى الشر، والقلب إلى البغض. وعندئذ يفقد الإنسان إنسانيته".

 أضاف: "إمتحن يسوع إيمان المرأة بمحنتين: الأولى، عدم الإكتراث لصراخها: يا ابن داود، ارحمني. إبنتي يعذبها شيطان (الآية 22)، فلم يعرها أي اهتمام، وكأنه لم يسمعها. بل قال بشيء من التمييز العنصري، عندما ألح عليه التلاميذ ليلبي مطلبها: لم أرسل سوى إلى الخراف الضالة من بيت إسرائيل (الآية 24). الثانية، الإساءة إلى كرامتها البشرية. فلما سجدت على رجليه وقالت: يا سيد، ساعدني (الآية 25)، أجاب: لا يحسن أن نأخذ خبز البنين، ونطرحه للكلاب (الآية 26). فانتصرت على المحنة الأولى بالثبات في إيمانها والرجاء بأن يسوع لن يرفض طلبها فهو رسول الرحمة؛ وانتصرت على الثانية باحترامها الكبير ليسوع وحبها له وبجوابها المتواضع: نعم يا سيدي، وجراء الكلاب تأكل الفتات المتساقط عن مائدة أسيادهم(الآية 27). فامتدح يسوع إيمانها العظيم وشفى ابنتها للحال(الآية 28). إيمان المرأة الكنعانية المجبول بالرجاء والمحبة دعوة ومثال لنا جميعا، ولكل إنسان. دعوة ومثال لشعبنا في محنته الإقتصادية والمعيشية والمعنوية والروحية. دعوة ومثال للمسؤولين المدنيين والسياسيين عندنا لكي ينحنوا بالرحمة على شعبنا المتألم، ويتخلوا، ولو لمرة، عن مصالحهم ومكاسبهم غير الشرعية، ويخرجوا من ذواتهم وأنانيتهم وكبريائهم، ويتواضعوا.

لو فعلوا ذلك مرة، لما أوصلوا الدولة إلى التفكك، والشعب إلى البؤس وحالة الفقر المدقع".

وقال: "بالنسبة إلينا يبقى إيماننا ثابتا وراسخا بأن الله هو سيد التاريخ، لا النافذون. وهو يتدخل ساعة يشاء وكيفما يشاء. من واجبنا الكنسي أن نخاطب ضمائر المسؤولين ونحضهم على تشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات تتحمل مسؤولياتها الدستورية في كل يوم. ونحضهم على إنتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية من دون زيادة يوم واحد. من المعيب حقا أنه منذ سنة 1988 أمسى تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان عادة، كأن المعطلين يسعون إلى إيهام اللبنانيين بأن الرئاسة الاولى منصب شرف لا ضرورة مطلقة له، فالدولة تسير بوجود رئيس أو بدونه. فهل هي المرحلة النهائية في مخطط تغيير النظام والانقلاب على الطائف وإسقاط الدولة؟ لا يظننن أحد بأن الأمر بهذه السهولة. وليتذكر الجميع أن رئاسة الجمهورية هي ركيزة نشوء الكيان اللبناني ورمز وحدة لبنان. فبدون رئيس لا رمز ولا وحدة لبنانية. ولذلك أيضا نطالب برئيس يكون على مستوى الكيان والشعب والرمزية الوطنية، يبعث روح النهضة بالشعب ويرسم حدود الدولة ليس مع الدول المحيطة بلبنان فقط، بل مع قوى لبنانية تتصرف كأن لا منعة ولا حدود ولا كرامة للدولة والشرعية والجيش.

عندما نقول: لا نريد رئيس تحد، لا نعني أبدا أننا نريد رئيسا يتحداه الجميع. إن قدرة الرئيس على مواجهة التحدي والتحديات تنبع أساسا من أخلاقه ومناعته أمام الإغراءات وصموده أمام الترهيب واحتكامه إلى الدستور ورجوعه إلى الشعب في المفترقات المصيرية. وقدرته هي خبرته في الشأن العام والوطني، وفي كونه لا يأتي على أساس دفتر شروط هذا الفريق أو ذاك، بل على أساس رؤيته هو لمصير لبنان. ولذا، نطلب من جميع الأطراف المعنية بهذا الاستحقاق الرئاسي إطلاق حركة اتصالات ومشاورات علها تتفق على مرشح يتميز بهذه الصفات".

 وختم الراعي: "يتحدث العديد من المسؤولين عن تحديد دولار جمركي بسعر 20 الف ليرة، مما سوف يزيد الكلفة على المواطنين، لتغطية زيادة رواتب في القطاع العام. إن العدالة لا تستقيم بأن تأخذ الدولة من أناس منهكين لتعطي أناسا منهكين أيضا، فالعطاء العادل يجب أن يكون من النمو الاقتصادي المستدام إستنادا الى خطة تعاف وعدنا بها ولا نزال ننتظرها منذ أشهر لا بل منذ سنوات. ونتساءل أين قانون الكابيتال كونترول؟ وأين قانون الموازنة وقد انقضى من السنة ثمانية أشهر؟ أيها الإخوة والأخوات الأحباء، امام كل ذلك ورغم العتمة، لنجدد إيماننا بالله القادر على تغيير وجه الكون ومجرى التاريخ. ولنثبت في الرجاء كفعل حب لله الذي يعتني بكل إنسان، أيا يكن، من أجل أن يبلغ إلى الحقيقة وينال الخلاص (راجع يو 10: 9). لله الواحد والثالوث، الآب والإبن والروح القدس، كل مجد وشكر وتسبيح، إلى الأبد، آمين".

 

المطران الياس عوده: نرى الأكثر فسادا يحاضرون بالنزاهة والمتهربين من العدالة ينصبون أنفسهم قضاة ومستبيحي الدولة وسيادتها يدعون وطنية مزيفة

وطنية/21 آب/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/111384/111384/

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، قداسا إلهيا في كاتدرائية مار جاورجيوس في بيروت بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى عوده عظة قال فيها: "وقعت حادثة شفاء الشاب المصاب بالصرع بعد تجلي الرب على جبل ثابور ونزوله منه. فبعد أن أظهر المسيح مجد ألوهته لمختاريه الثلاثة، ها هو يواجه عدم إيمان الكون، وعجزه عن معرفة خالقه. حتى التلاميذ اعتراهم عدم الإيمان. لقد أخذ الأب الحزين ابنه المصاب بالصرع إليهم، لكنهم عجزوا عن شفائه. ومع أنهم نالوا موهبة إخراج الشياطين باسم المسيح، إلا أنهم لم يستطيعوا في هذه الحالة أن يعملوا بالموهبة. حدث هذا لعدم إيمانهم. فالصلاة باسم المسيح تتطلب إيمانا حيا بشخصه. لقد أظهر الله نفسه بعدة أسماء، وفي حين تأنسه أظهر لنا نفسه باسم "يسوع" الذي يعني "الله يخلص". إذا، في صلاتنا، نحن نلفظ أسماء الله باعتراف حقيقي بالإيمان، وبخوف وتقوى ومحبة. لا نعطي الألفاظ التي تحمل اسم الرب قوة سحرية، لكن عندما نتلفظ بها بإيمان وتقوى نمتلك الله مع لفظنا أسماءه، كما يقول القديس المعاصر صفرونيوس، وعندئذ ننال ما نطلبه".

 أضاف: "الإيمان هو قوة تنقل الجبال، وتحول الإنسان الضعيف إلى ملك على الخليقة، كلي القدرة. يقول القديس إسحق السرياني إن الإيمان يجعل الإنسان مشابها للإله الخالق. هذا يعني أنه يمده بقوة مسيطرة على الخليقة، وأكثر من ذلك، يجعله خالقا من العدم، لأن "للإيمان سلطة إبداع خليقة جديدة كما يفعل الله... ومرارا يستطيع أن يصنع الكل من العدم"، كما يقول القديس إسحق. إذا أخذنا بهذا الوصف للإيمان، لا يمكن أن يكون مكان لعدم الرجاء لدى المؤمن، الذي لن يتزعزع إذا واجهته أية مشكلة، لأن القوة التي تنظم سير الأمور تكمن في داخله".

وتابع: "نسمع، في إنجيل اليوم، أن المسيح يربط الإيمان بالصلاة والصوم. في البدء قال إن التلاميذ تعذر عليهم شفاء الشاب بسبب عدم إيمانهم، ثم علم أن هذا الجنس من الشياطين لا يخرج إلا بالصلاة والصوم. حالة التشتت والإنقسام الداخلي في النفس لها تأثير على صلاة الإنسان. فعندما يكون إنساننا الداخلي غير موحد، يتشتت إنتباهنا ولا يتسمر في إسم الله، بل يرتعد وينغلب أمام الأفكار التي يزرعها عدو خلاصنا. أما الصلاة، فتوحد الإنسان داخليا عندما يلهمها الإيمان، الذي هو يقين القلب، بأن الله كلي القدرة، ورحوم، ويفيض محبة. إنه حس قلبي، رؤيا وإدراك في القلب. هذا النوع من الإيمان القلبي يأتي نتيجة العمل الداخلي على النفس، الذي يبدأ بالتسليم لعقائد التقوى. هذا يعني أنه ينطلق من الإيمان العقلي الذي يدفع المرء إلى الجهاد ضد الأهواء والخطيئة. الإيمان المستقيم الرأي يقود الإنسان إلى جهاد التوبة والتطهير، ويرفعه إلى المثال، ويمكنه أن يولد فيه الإيمان القلبي. إن الصلاة، إذا مورست بالاستقلال عن الإيمان، تصبح ممارسة ذهنية وتأملا، على نحو ما تفهمها جماعة اليوغا وما شابهها. أما الصلاة المستقيمة الرأي فهي حوار مع الإله الحي. الإيمان القويم يهدي مسيرة ذهننا، فيما الإيمان الخاطئ يحول ذهننا نحو أصنام مشوهة لله، ولا يتيح لنا أن ننشئ حوارا حيا معه. كثيرون من المؤمنين يشكون في فاعلية صلاتهم، لكن المسيح يقول لنا في إنجيل اليوم إنه إذا كان لنا إيمان بمقدار حبة الخردل نستطيع أن ننقل الجبال. غالبية البشر تشك في دقة هذا الكلام عندما تواجه المشاكل، وقد عاينا هذا مع شك الرسول بطرس الأحد الماضي. يقول القديس يوحنا كرونشتادت: "إن الشك هو تجديف على الله، حيث يكذب القلب بوقاحة"، لذلك يجب أن نخافه خوفنا من أفعى سامة، وألا نعيره أي انتباه".

 وقال: "الصوم مرتبط بالصلاة، وبتجديد الإنسان، وكلاهما نتيجة عمل الإيمان. ممارسة الصوم بما يوافق الإيمان القويم شرط لاكتساب سائر الفضائل التي تجعل الإنسان إناء صالحا للمعزي. الصوم في الكنيسة يرتبط بالإيمان مباشرة. نحن نصوم لأننا بذلك نتبع مثال المسيح ورسله ونطيع كلمته. نقوم بهذا العمل لأننا نبتغي تنقية ذهننا من الخيالات التي يولدها الاستعباد للملذات المادية، حتى يكتسب الذهن إحساسا مرهفا بمفاعيل النعمة الإلهية. نصوم لأننا نريد الوصول من الإيمان العقلي إلى القلبي. عندما نفصل الصوم عن الإيمان، نجعله عملا بشريا، وترويضا للإرادة لا يخرجنا من دائرة الموت. يصبح حمية غذائية فقط، لا تهدف إلى علاقة شخصية مع الله. كل الضلالات تنشأ بسبب الفصل بين الحياة والإيمان، وبين السلوك اليومي والإعلان الإلهي. أما الإيمان القويم، المترافق مع الصلاة والصوم، فيبيد كل الضلالات، ويطرد الشياطين التي تخلقها".

 أضاف: "ما حدث في بلادنا في الآونة الأخيرة، ولا يزال يحدث، يحتاج من الجميع صوما وصلاة، عل شياطين الأنا والطمع والتسلط والمصلحة تخرج إلى غير رجعة. علينا أن نتشبث بالإيمان، وأن نتوب إلى الرب، حتى يسمع صوت تضرعنا. يجب ألا نعبد الأوثان المتمثلة بشخص أو منصب أو ماديات. مهما علا صراخنا، لن يجد آذانا صاغية إن لم يكن متوجها إلى الرب، لأن أوثان الأمم لها آذان ولا تسمع، ولها عيون ولا تبصر، كما نقرأ في الكتاب المقدس. إذا، "صلوا كل حين ولا تملوا" (لو 18: 1). وليكن سلوكنا جميعا إنعكاسا لإيماننا العميق. مشكلتنا في لبنان أن الأفواه تنطق بما لا يؤمن به القلب. ما أكثر الشعارات التي نسمعها، وما أحلى الوعود. لكن السلوك اليومي لمطلقيها يتنافى مع ما يقولون. هكذا نرى الأكثر فسادا يحاضرون بالنزاهة والعفة ويدينون الفاسدين، والمتهربين من العدالة ينصبون أنفسهم قضاة ديانين، وممارسي الحقد والضغينة يبشرون بالتسامح والمحبة، وأولئك الذين يستبيحون الدولة ودستورها وسيادتها وقوانينها يدعون وطنية مزيفة ويعيرون الآخرين بانتماءاتهم".

وختم: "أملنا أن يصحو الضمير في أهل لبنان وسكانه، وأن يصوب الله سلوك كل مسؤول وزعيم  وقائد لتصبح أفعالهم مرآة لكلامهم، أو ليكون كلامهم مترافقا مع أعمالهم الصالحة، ومع إيمانهم بالله ومحبتهم لوطنهم لأن "الإيمان بدون أعمال ميت" كما يقول يعقوب في رسالته (2: 20)، آمين".

 

مكتب ميقاتي ردا على رد باسيل: الحكومة لن تؤلف إلا وفق الأصول الدستورية بالتعاون بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف حصرا

وطنية/21 آب/2022

أصدر المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاتي: "تعقيبا على تعقيب النائب جبران باسيل، ينبغي الايضاح والتأكيد ان على باسيل ان يفهم ان الحكومة لن تؤلف الا وفق الاصول الدستورية وبالتعاون بين فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف حصرا. وابتداء من هذه اللحظة فليساجل باسيل نفسه في المرآة. وانتهى الكلام".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 21-22/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 21 آب/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/111380/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1515/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For August 21/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/111382/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-august-21-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/