سعد الحريري: عُد إلى لبنان
علي الأمين/جنوبية/ 12 فبراير، 2016
في الذكرى الحادية عشر لإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يترقب كثيرون ماذا ستحمل من جديد هذا العام. فهل سيخرج رئيس تيار المستقبل بمواقف تُعيد شدّ العصب المستقبلي وما تبقى من قوى 14 آذار وروحها؟ أم أنّ الأحد المقبل لن يضيف شيئاً على السبت وستمرّ الذكرى ويتلاشى مشهد الحفل من دون أن يغير في الواقع السياسي المحكوم بتعطيل الإستحقاق الرئاسي وغيره؟ ليس سعد الحريري من يتحمل مسؤولية تعطيل الإنتخابات ولا فريق 14 آذار عموماً، الذي صار فِرَقاً، لكن متفقة على النزول إلى المجلس النيابي في كل جلسة انتخاب دعا اليها رئيس مجلس النواب منذ نحو عامين تقريباً. التعطيل يأتي من الجهة الأخرى. هذا ما أثبتته الوقائع، حتى في المشهد الأخير الذي رسمه الحريري عبر اقتراح تسمية الوزير سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، أي تبنّى مرشحاً من الفريق الآخر، ومن الأربعة الذين أضفت عليهم بكركي صفة المرشحين الشرعيين الاقوياء. اقرأ أيضاً: ريفي ينقلب على الحريري؟ أو هي خلافات طرابلسية؟ موقف الحريري هذا كشف إلى حدٍّ بعيد خطة تعطيل الطرف الآخر لإنتخابات الرئاسة. فما بدا أنّه كرم حريري تجاه خصومه، انكشف مع انقشاع غبار تسمية فرنجية أنّ القصة في مكانٍ آخر. أي في ملعب حزب الله الذي لا يجد في تمديد الفراغ الرئاسي ما يعطل من نظام مصالحه الإقليمي والمحلي. لا بل وفّر له الفراغ الرئاسي والتعطيل فرصاً أوسع لحرية الحركة من دون أن يتحمّلَ أعباء تجاوز شروط الدولة، والدولة المعلّقة هي المظلّة الملائمة لحماية دويلة حزب الله وتمددها ولتعزيز نفوذها.ماذا سيقول سعد الحريري في الذكرى الحادية عشر لجريمة اغتيال والده؟ ولأنّ اغتيال الرئيس الحريري ليس جريمةً جنائية بل جريمةً سياسية استهدفت لبنان، فالردُّ عليها كان دائماً تحدٍّ يتصل بمصير الوطن والدولة قبل القضية العائلية أو الشخصية. واليوم أكثر من أيّ وقت مضى فإنّ التحدي أشدّ وأقسى. فكيف سيخاطب الحريري جمهور المستقبل واللبنانيين عموماً؟ وما هي خطته لمواجهة هذا التعطيل المتمادي للمؤسسات الدستورية واستحقاقاتها؟ وما هي خطة المواجهة للمخاطر التي تحيط باللبنانيين من داخلهم قبل الخارج؟ لعلّ ما ينتظره اللبنانيون، وجمهور تيار المستقبل من سعد الحريري، أن يكون بينهم أولاً، أن يبدأ المواجهة باتخاذ قرار العودة إلى لبنان، إذ أنّ من يقدّم نفسه قائداً في معركة استعادة سيادة الدولة واستنهاض الدولة من التداعي والإنهيار، تتطلب حضوراً يومياً، وعملاً دؤوباً، وجرأةً في المواجهة. فالمنقذون لأوطانهم لا يمكن إلاّ أن يكونوا رأس حربة المواجهة، وأن يقدموا الأمثولة للآخرين في التصدي وفي الصمود وفي الإيثار. خمسُ سنوات تقريباً مرّت على خروج الرئيس الحريري من لبنان، وهذا بحدّ ذاته أحدث فراغاً لم يستطع أركان تيار المستقبل ملأه، بل بدا أنّ هذا الغياب القسري للحريري فرصة لمناوئيه وللساعين إلى إبقائه خارج لبنان، فقاعدته يتناتشها حزب الله بسراياه السنية، وبخصومه، من بقاع عبد الرحيم مراد إلى طرابلس نجيب ميقاتي وما بينهما بيروت وصيدا. وبدا أنّ الحريري مستعجل لإنتخاب رئيس أكثر من استعجاله للتواصل مع جمهوره. سعد الحريري، الشاب الطموح، يتيم الأب والوطن، والذي تملأ أخبار إفلاسه، مالياً وسياسياً، صالونات مناصريه قبل خصومه، مطالب بأن يسمع للناس، وأن يفعل ما بوسعه: أن يكسرَ يًتم الوطن بالعودة إلى لبنان، وليصارح ناسه بأنه سيكون بينهم وأنه سيحارب باللحم الحي، وليتوقف عن الاستسلام. لن ينتخب رئيسٌ إلاّ بتعليمة إيرانية، وفي هذه الأثناء عُدْ إلى لبنان يا شيخ سعد، قبل أن تصير العودة مثل قلتها.
حزب الله يهدد كارول معلوف… فهل غادرت لبنان خوفا على حياتها؟
نسرين مرعب/جنوبية/ 11 فبراير، 2016
الأمر لم يتوقف عند حد التحريض على الزميلة كارول معلوف في مواقع مناصرة لحزب الله. فها هو الثلاثاء موقع العهد التابع لحزب الله ينشر مقالاً تحت عنوان “فتاة ’النصرة’.. وأخلاقيات المهنة”. مقال وصف مقابلة معلوف بأنها “استنطاق” وأنّها أجرتها بطلب من “جبهة النصرة” وأنّ الإعلامية قد حققت سكوباً وإنّما على حساب المبادئ القانونية والأخلاقية والانسانية. لم تكتفِ كاتبة المقال ميساء مقدم عند هذا الحد، بل استشهدت بالرؤيا القانونية للدكتور عمر نشابة، وهو الكاتب السابق في جريدة “الأخبار” والاستشاري في المحكمة الدولية، الذي نزعت صلاحياته منذ عامين بتهمة تحقير المحكمة من خلال نشره موادا سرية في الإعلام. المقال انتقد كارول ومهنيتها وانتقد حتى برنامج بموضوعية، وأشار أنّه ليس من حق الإعلام استنطاق الأسرى. كما تضمن تهديدا مبطناً اتهمها بأنّها “تروج للعدو”. هذا العدو الذي يقاتله حزب الله ويحلل دم مقاتليه وإعلامييه. فما حكم المروج للعدو والذي يقف معه “في حربه النفسية”، بحسب مقال حزب الله التحريضي؟ أليس القتل؟ هذا المقال لا بد من التوقف عنده من منطلقين، الأول اتهام كارول بأنّها عاملت الأسرى بعدائية وهذه تهمة أول ما يدحضها الفيديو و “الكيميا” بين الإعلامية والأسيرين والتواصل السلس. الإعلامية كارول معلوف تنشر مقابلة الأسرى أما الثاني فهو الفبركة واختلاق البدع لأجل إدانة كارول بدلا من شكرها، فكارول صنعت ما عجز عنه الحزب خلال ما يقارب ثلاث أشهر مضت، وطمأنت أهالي الأسيرين عنهما، والأحق بالكاتبة “ميساء مقدم” أن تتوجه لحزب الله وأن تسأله عن الأسير موسى كوراني وعن مصيره؟ فالتصويب على كارول من قبل إعلام الحزب لن ينفع، التقرير قد عرض والحقائق قد ظهرت، وبدلاً من انهماك مناصري وإعلاميي حزب الله في إنتاج المانشيتات السينميائية ضد معلوف، فليأتوا أولاً بخبر واحد عن كوراني وعن المفاوضات ومن ثم ليتحدثوا عن التقرير ما شاؤوا. ولكن للأسف هذه استراتيجية الحزب وهذه سياسة من معه، فحينما لا يملكون حجة يرجمون من يقول لهم “حجتكم ها هي هنا” وهذا ما قالته معلوف وما أثارته. وقبل الطعن بمهنية معلوف كونها ذهبت الى مناطق خاضعة لجبهة النصرة، نذكر الحزب وذاكرة الحزب وذاكرة إعلامه، أنّ الزميلة ندى أندراوس وفريق عمل LBCI قد سبق توجهزا وقاموا بتغطية صحافية في منطقة أعزاز حيث كان المخطوفون الشيعة لدى الحيش السوري الحر، وأيضاً قناة “الجديد” قد سبق وأرسلت كل من المراسلتين يمنى فواز ونوال بري إلى أعزاز… لكن في جمهورية الموز الخاضعة للولي الفقيه والمرشد الأعلى لجمهورية لبنان السيد حسن نصر الله، كن مع حزب الله وقاتل من شئت، لكن إذا خاصمته أمامك إما النفي، أو التهديد الذي قد يصل حد القتل.