المعارض الإيراني مهدي رضا/من لبنان إلى اليمن.. خسائر النظام الإيراني تتزايد والمقاومة تشتد…المأزق الداخلي والدولي لخامنئي؛ انهيار من الداخل وعزلة خارجية
من لبنان إلى اليمن.. خسائر النظام الإيراني تتزايد والمقاومة تشتد…المأزق الداخلي والدولي لخامنئي؛ انهيار من الداخل وعزلة خارجية المعارض الإيراني مهدي رضا/15 آذار/2025
يعيش نظام ولاية الفقيه بقيادة خامنئي أزمة غير مسبوقة على الصعيدين الداخلي والدولي. فمن جهة، تزايد السخط الاجتماعي والاحتجاجات الواسعة داخل إيران يهدد أسس الحكم، ومن جهة أخرى، الضغوط الدولية والتغيرات الإقليمية تقيد قدرة خامنئي على تنفيذ سياساته التدخلية. في هذا المقال، سنستعرض أزمات النظام داخليًا وخارجيًا من خلال تحليل التطورات في لبنان وسوريا واليمن، إضافة إلى تبادل الرسائل بين خامنئي وترامب، إلى جانب أنشطة المقاومة الإيرانية ومراكز الانتفاضة داخل إيران.
مواقف رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الجديد في لبنان؛ تراجع نفوذ النظام الإيراني
مع التغييرات السياسية في لبنان، تعرض نفوذ النظام الإيراني وحزب الله لضغوط غير مسبوقة. فالرئيس ورئيس الوزراء الجديدان يسعيان إلى تقليل التبعية للنظام الإيراني وتحقيق توازن في السياسة الخارجية للبلاد. هذه التطورات، إلى جانب الأزمة الاقتصادية والاحتجاجات الشعبية ضد الفساد ونفوذ حزب الله، وضعت خامنئي أمام مأزق جديد. تراجع شرعية حزب الله والضغوط الداخلية في لبنان أضعفت استراتيجية النظام الإيراني للحفاظ على نفوذه في هذا البلد.
سوريا؛ المستنقع الذي غرق فيه خامنئي
كانت سوريا إحدى أهم ساحات نفوذ النظام الإيراني، إلا أن التطورات الأخيرة هناك تصب في غير صالح نظام ولاية الفقيه. فوجود القوات الروسية وسياسات بشار الأسد الجديدة الرامية إلى تقليل الاعتماد على النظام الإيراني، يوضح أن التكاليف الباهظة التي تكبدها خامنئي للحفاظ على الديكتاتور السوري لم تؤتِ ثمارها، بل دفعت النظام إلى مأزق استراتيجي. كما أن تزايد الضربات الجوية الإسرائيلية ضد مواقع الحرس الثوري والضغوط الأمريكية والدولية حدَّت من قدرة النظام الإيراني على التحرك بحرية في سوريا.
اليمن؛ فشل استراتيجية الحرب التوسعية للنظام
في اليمن، لم يعد دعم النظام للحوثيين ذا جدوى. فمع تصاعد الضغوط العسكرية من التحالف العربي والتدخل الأمريكي والبريطاني المباشر في العمليات العسكرية، أصبح النظام الإيراني في موقف ضعيف. ولم تؤدِ الهجمات الحوثية بالطائرات المسيرة والصواريخ على السفن الدولية إلا إلى تصعيد الردود العسكرية ضد مواقعهم. وفي ظل الأزمة الاقتصادية الداخلية، يواجه النظام صعوبات كبيرة في تمويل ودعم ميليشياته في اليمن.
رسالة ترامب إلى خامنئي والرد المتناقض للنظام
كانت المراسلات بين ترامب وخامنئي واحدة من اللحظات المهمة في دبلوماسية النظام. فقد أرسل ترامب رسالة إلى خامنئي تضمنت دعوة للتفاوض وتغيير السلوك، لكن خامنئي رد برسالة متشددة رافضًا أي حوار. ومع ذلك، فإن الواقع أظهر أن النظام كان عاجزًا عن مواجهة الضغوط القصوى التي فرضتها إدارة ترامب، حيث تسببت العقوبات في انهيار الاقتصاد الإيراني وانخفاض الإيرادات النفطية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الداخلية للنظام.
الاحتجاجات الداخلية؛ إنذار خطير لبقاء النظام
في الداخل الإيراني، تتزايد التظاهرات والاضطرابات بشكل ملحوظ. فمن احتجاجات العمال والمعلمين إلى الانتفاضات الواسعة ضد القمع والفساد، كلها مؤشرات على انهيار النظام. الشعارات التي تستهدف خامنئي مباشرةً في الشوارع تعكس مستوى الغضب الشعبي ضد حكم ولاية الفقيه. ولم تؤدِ سياسة القمع الوحشي إلى إخماد الاحتجاجات، بل زادت من السخط الشعبي وزعزعت أسس النظام أكثر فأكثر.
المقاومة الإيرانية ومراكز الانتفاضة؛ تصاعد الهجمات على مقرات النظام
إلى جانب الاحتجاجات الشعبية، كثفت مراكز الانتفاضة والمقاومة الإيرانية داخل البلاد من أنشطتها ضد مراكز القمع التابعة للنظام. فقد استهدفت هجمات متزايدة قواعد الباسيج ومراكز القمع التابعة للحرس الثوري والمنشآت الحكومية، مما يدل على تنامي المقاومة داخل إيران. كما أن هذه العمليات أجبرت قوات الأمن على البقاء في حالة تأهب دائم. على الصعيد الدولي، يعمل الإيرانيون الأحرار الداعمون للمقاومة الإيرانية على تنظيم تجمعات ضخمة وحملات ضغط فعالة لتعزيز الضغوط العالمية على النظام.
النتيجة؛ خامنئي في مأزق لا رجعة فيه
تشير كل هذه التطورات إلى أن خامنئي يواجه عزلة داخلية وخارجية غير مسبوقة. فمع تراجع نفوذه الإقليمي، وتزايد الضغوط الدولية، والانهيار الاقتصادي، والتظاهرات الواسعة، وتصاعد أنشطة المقاومة الإيرانية، أصبح النظام في طريقه الحتمي نحو السقوط. لم يعد بإمكان خامنئي الاستمرار في سياساته القمعية والتوسعية بنفس الزخم السابق، وأي محاولة للحفاظ على الوضع الراهن لن تؤدي إلا إلى تأجيل انهيار النظام المحتوم. وفي هذا السياق، جاءت التظاهرات الحاشدة في 8 مارس بواشنطن، والتي شارك فيها آلاف الإيرانيين الأحرار ونشطاء حقوق الإنسان، لتؤكد مجددًا أن المجتمع الدولي والإيرانيين في الخارج مصممون على دعم المقاومة الإيرانية والنضال ضد نظام ولاية الفقيه. وأرسلت هذه التظاهرة رسالة واضحة للعالم ولرؤوس النظام: خامنئي أمام موجة متصاعدة من الاحتجاجات الداخلية والضغوط الدولية، وليس أمامه سوى الاعتراف بهزيمته الحتمية.