الياس بجاني/نص وفيديو: لا حلفاء في لبنان لقوى الاحتلال، بل مرتزقة وعملاء وطرواديون ومأجورون وتجار

77

الياس بجاني/نص وفيديو: لا حلفاء في لبنان لقوى الاحتلال، بل مرتزقة وعملاء وطرواديون ومأجورون وتجار
22 كانون الأول/2024

Click Here to read & watch the English text and Arabic Video version of this piece
اضغط هنا لقراء المقالة باللغة الإنكليزية

يحفل تاريخ لبنان الحديث بالنماذج التي تُجسد العمالة والطروادية والذمية والانتهازية السياسية والمذهبية والتجارة بالمواقف على حساب مصلحة الوطن وهويته وسيادته واستقلاله وكرامة وحقوق إنسانه. هذه النماذج الحربائية، المجردة من كل ما هو احترام للذات وللقيم وللشرف ولمخافة الله ويوم حسابه الأخير، استثمرت ولا تزال تستثمر في الأزمات والاحتلالات والتدخلات الخارجية على خلفية جحودها وموت ضميرها. مجموعة من الانتهازيين كانت ولا تزال خنجراً مسموماً وسرطانياً في أيدي الإحتلالات، وهي لم تكن يوماً حليفاً حقيقياً لهم، أو مقتنعة بمشاريعهم ومخططاتهم وسياساتهم، بل عميلة وخائنة ونرجسية بهدف كسب المنافع الشخصية والمكاسب الآنية.

فمنذ دخول المنظمات الفلسطينية الإرهابية والعروبية واليسارية إلى لبنان وارتكابها الفظائع ضد اللبنانيين، وسعيها لإقامة وطن فلسطيني بديل لها في لبنان، والتي لا تزال ممارساتها الإجرامية راسخة في ذاكرة اللبنانيين، ومروراً باحتلال نظام الأسد البعثي الجزار والمجرم، ووصولاً إلى احتلال حزب الله الإيراني الحالي للبنان، لم يجد هؤلاء حلفاء حقيقيين بين اللبنانيين، بل اعتمدوا على أدوات محلية من المرتزقة والمنافقين الممتهنين تبديل مواقفهم وولاءاتهم وألوانهم غب الرياح السياسية، وذلك على خلفية مفاهيم الربح والخسارة الذاتية.

في هذا السياق، وبعد الهزيمة المدوّية التي تعرض لها حزب الله الإرهابي والجهادي الفارسي أمام إسرائيل، ومقتل غالبية قادته المجرمين الذين لا يمتّون إلى لبنان بصلة، وبعد سقوط نظام الأسد المجرم وتهاوي نفوذه في المنطقة، وانكشاف إجرامه وسجونه ومسالخه البشرية، بدأت هذه الأدوات اللبنانية من الحكام والسياسيين ورجال الدين والنشطاء السياسيين في لبنان بتغيير مواقفها بشكل فجّ، وكما نقول بالعامية “كوعت 180 درجة” واستبدلت قبعاتها بأخرى دون خجل أو وجل.

بعض نماذج المنافقين الحربائيين
السيد وليد جنبلاط هو المتلون الأول دون منازع في تغيير المواقف والتحالفات والتكويعات، وسجله حافل ولا يضاهيه أحد في هذا المضمار، وهو ملك ساعات التخلي والتجلّي، والجلوس إلى ضفاف الأنهر بانتظار جثث الأعداء.

الوزير الدرزي وئام وهاب هو مثال حي على هذا النفاق. وهاب، الذي كان بوقاً شوارعياً ودركياً إعلامياً لنظام الأسد وحزب الله، والمزايد الأول على محور الممانعة البائد بعدائه لإسرائيل، وصاحب ثقافة “الصرامي”، ظهر مؤخراً بمواقف جديدة تتناقض تماماً مع تاريخه المقاوماتي المسرحي، داعياً الشيعة في لبنان إلى الاعتراف بدولة إسرائيل. إن من يعرف هذا الانتهازي والوصولي الدجال لم يستغرب انقلابه، بل كان يتوقعه.

الوزير السني فيصل كرامي، المجبول بالحقد والكراهية والغباء، يقدم نموذجاً آخر لهذا التلون السياسي والانتهازي. فهو الذي كان حتى الأمس القريب يمدح نظام الأسد وحزب الله، خرج مؤخراً ليهاجم النظام السوري الأسدي مدعياً أنه كان يحارب والده عمر كرامي وعمه رشيد كرامي لسنين. نحك ذاكرة هذا المنافق وذاكرة من هم من ثقافته وخامته الدركية بأن حزب الله تنازل في إحدى التشكيلات الوزارية عن موقع هو من حصة الطائفة الشيعية وأعطاه لفيصل لكرامي بهدف اختراق الطائفة السنية من خلال قادتها. والأستاذ فيصل الذي كان ولا يزال على خلفية الحقد والغباء، يتهم د. سمير جعجع باغتيال عمه رئيس الوزراء رشيد كرامي رغم أنه وكل محيطه يعلمون علم اليقين والإثباتات أن نظام الأسد هو المسؤول الحقيقي عن تلك الجريمة.

الشيخ حسن مرعب هو نموذج آخر لهذه الثقافة الانتهازية، فهو، وبعد أن كان يمدح ويبجل حزب الله ومقاومته الكاذبة، انقلب على الحزب وعلى مواقفه مبرراً انقلابه بحجج واهية وصبيانية، علماً أن هذا الشيخ متهم بتزوير شهاداته الجامعية ومصداقيته صفر مكعب.

وها هو السيد إيلي الفرزلي، رجل نظام الأسد الفاجر، عاد أدراجه إلى لبنان وتنصل من ماضيه الأسدي، مدعياً يوم أمس بأن علاقته وتأييده هما للدولة السورية وليس للنظام.

أما الأكثر حقارة وانحطاطاً من النفعيين والإسخريوتيين الذين تزلموا لحزب الله ولنظام الأسد فقد كان ميشال عون وصهره الفاسد جبران باسيل، وكل من لف لفهما من الدجالين والتجار والانتهازيين. عون وصهره ومعهما مجموعة التجار بالوطن والشهداء والهوية والكيان، الذين كانوا انقلبوا على كل مواقفهم وشعاراتهم ووعودهم وعهودهم منذ توقيع اتفاق مار مخايل عام 2006. وقد جسّد الوزير جبران باسيل وعمه الرئيس السابق ميشال عون قمة الانتهازية السياسية، إذ استغلوا حزب الله ونظام الأسد والحكم الملالوي لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية، وحصدوا من خلال هذا التحالف المشين مقاعد نيابية ووزارية ومواقع مؤثرة في الدولة اللبنانية. في المقابل، باعوا كل ما هو سيادة واستقلال، واضعين مصلحة لبنان الوطنية على مذبح طموحاتهم الشخصية… وها هم اليوم وبعد هزيمة حزب الله وسقوط نظام الأسد يغيرون بوقاحة وفجور يغيرون جلودهم ويتنكرون لأسيادهم، حزب الله والفرس ونظام الأسد.

إن النفاق السياسي الذي ميّز نهج عون – باسيل لم يتوقف عند هذا الحد، فبعد الهزيمة النكراء التي تعرض لها حزب الله في مواجهة إسرائيل وسقوط غالبية قياداته الإرهابية، بدأ باسيل علناً بالابتعاد عن حليفه السابق، محاولاً إعادة تلميع صورته أمام الشعب اللبناني، وفجأة، بدأ يرفع مجدداً شعارات السيادة والاستقلال، في محاولة بائسة لإعادة استعادة رصيد شعبي فقده بسبب ارتهانه لحزب الله وارتباطه بمشروع إيران التوسعي.

إن هذا التلون السياسي الواضح لحربائية باسيل وعون هو نموذج فاضح للذمية والانتهازية، ويشير إلى استعداد كل من هو من خامتهما العفنة تغيير مواقفهم وألوانهم وحتى جلودهم بما يخدم مصالحهم، حتى ولو كان الثمن تخريب الوطن والتفريط بمبادئه وثوابته ونحر وإذلال واستعباد المواطنين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
https://eliasbejjaninews.com