ينشغل اللبنانيون في مناقشة موقف الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله من حرب غزة، وكيف له أن يحدد مصير بلد بأكمله وشعبه، وذلك لا يصح في أي دولة سوية تعتمد النظام الديمقراطي. منذ إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله عن حرب المساندة أو المشاغلة التي أطلقها من الجنوب اللبناني، على خلفية اندلاع حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، انشغل الداخل اللبناني في مناقشة ذلك الموقف، وكيف لـ”رئيس حزب” لا يمثل كل اللبنانيين أن يحدد مصير بلد بأكمله وشعبه، مما لا يصح في أي دولة سوية تعتمد النظام الديمقراطي ومن دون العودة بأي شكل إلى الدولة والحكومة اللبنانية في قرار الحرب والسلم. يأخذ كثيرون على نصرالله أنه لم يكلف نفسه حتى عناء مشاورة أو إعلام بقية أطياف المجتمع اللبناني بقرار خوض الحرب، ناهيك عن الدولة اللبنانية التي تظهر دائماً وكأنها “المخدوعة” وآخر من يعلم، وما دام أن قرارات مصيرية تتعلق بالحرب والسلم يجب أن تكون بيد الدولة، وليس حزباً سياسياً أو زعيماً، فكيف لنصرالله أن يتحدث باسم لبنان أو يتخذ مواقف قد تدخل البلاد في حرب أكبر، لا قدرة لها على تحمل تبعاتها. وفي حين يرى بعضهم أنه يتجاهل التعددية اللبنانية ويفرض رؤية واحدة على الجميع، يرى المؤيدون لـ”حزب الله” أنه قام ويقوم بدور رئيس في الدفاع عن لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية وأنه نجح في تحقيق توازن قوى يردع إسرائيل عن شن مزيد من الحروب، لكن غالبية المعارضين يعتبرون أن الحزب إياه أدخل البلد في مغامرات عسكرية من دون حساب للعواقب على لبنان وشعبه، ومنذ أن تدخل في الحرب السورية وغيرها من الصراعات في الإقليم، ساهم في تدمير البنية التحتية وزيادة معاناة اللبنانيين، وأن تدخلاته لا تعدو كونها أكثر من مغامرات سياسية وعسكرية تصب في مصلحة المحور الإيراني، وليس المصلحة اللبنانية.