لبنان حزين واضحى ربما لأول مرة في تاريخه يتيما بعد ان فقد صرح بكركي مكانته وهيبته التاريخية سمير نصر/فايسبوك/06 تموز/2024
صادفني ، ولعدة مرات ، وانا اعبر في رواق المستشفى لعيادة صديق ، ان وقع نظري على سرير مريض وقد عُلِقت عليه لوحة صغيرة كُتِبت عليها عبارة :
A.N.P.R
لم أفهم معناها، فلجأت إلى طبيب صديق فأفادني ان معناها هو : à ne pas réanimer
استوضحت اكثر ، فقال لي ان المريض ميؤوس من شفائه وهو متوفي سريريا ، لذلك في حال حدوث اي مضاعفات له ، لن يبادر الطاقم الطبي إلى انعاشه بل سيتركونه يرحل بهدوء وسلام.
سوف استعير هذه اللوحة لأعلقها وبألم كبير على مدخلِ صرحٍ لطالما كان مفخرة في هذا الشرق طوال الفٍ ونيف من السنين قبل ان يتحول إلى مضرب عصا ومتنفس لعقد نفسية دفينة ، تبرر اللا-إنتماء والإنتهازية الخبيثة ، ومعرضٍ لعرض عضلات من ورق ومنصة لإطلاق مسيرات القوة المزيفة المضحكة-المبكية ،
لكل شذاذ الآفاق في هذا اللبنان الحزين والذي اضحى ربما لأول مرة في تاريخه يتيما بعد ان فقد هذا الصرح مكانته وهيبته التاريخية التي تراكمت على دموع ودماء الشهداء والقديسين والتي لا يحق لأحد ، كائنا من كان تسخيفها او القفز فوقها وتجاهلها ، وإلا … فالرحيل بما تبقى من كرامة انسانية .
A ne pas réanimer