الياس بجاني/نص وفيديو: قراءة تعريّة لخطاب البوق الإيراني وعدو لبنان واللبنانيين نعيم قاسم

10

نص وفيديو: قراءة في خزعبلات وفارسية وإرهاب خطاب البوق الإيراني وعدو لبنان واللبنانيين نعيم قاسم
الياس بجاني/15 آب/2025

اضغط هنا لقراءة المقالة باللغة الإنكليزية/Click here to read the English version of the below piece

خطاب نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم اليوم هو بيان حربي بامتياز، وقد جاء غداة زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت. لاريجاني، الذي التقى رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، سمع منهما كلامًا دستوريًا وسياديًا واضحًا: لا سلاح خارج الدولة، لا قرار حرب أو سلم إلا بيد المؤسسات، والجيش هو الضامن الوحيد للأمن الوطني.

قاسم المختبئ في جحر تحت الأرض، قد يكون في إيران أو داخل السفارة الإيرانية في بيروت، وبخطاب انقلابيّ مسجَّل أكد أنه بوق ومجرد أداة لملالي إيران، وهو لم يترك مجالًا للشك في أنه نفذ أوامر وتعليمات لاريجاني حرفيًا ومضمونًا. في كلمته، وجّه قاسم تهديدًا مباشرًا للدولة والجيش قائلًا: “إذا قررتم القضاء علينا، فليكن واضحًا أننا سنخوض معركتنا حتى النهاية، ولن نسمح بتكرار كربلاء”، مضيفًا: “إما أن نعيش معًا بشروط المقاومة، أو السلام على لبنان”. هذه العبارات ليست انفعالًا خطابيًا، بل إعلان صريح أن الحزب، وبأوامر إيرانية مباشرة، سيعتبر أي محاولة لبسط سلطة الدولة على سلاحه معركة وجودية، حتى لو كانت ضد الجيش اللبناني نفسه. وهو لم يكتف بالتهديد والوعيد والنعيق المقزز، بل لجأ إلى مخزونه المرضيّ من أوهام العظمة مدعيًا أن حزب الله “منع إسرائيل من تحقيق أهدافها” وأن الجنوب “محمي بسلاح المقاومة”… فيما الحقيقة في مكان آخر، وأن الحزب تلقى في المواجهة الأخيرة مع إسرائيل ضربات موجعة أفقدته معظم قادته الميدانيين وأضعفت بنيته العسكرية، ولم يتمكن سلاحه حتى من حماية حسن نصرالله نفسه. إن سردية الانتصارات الوهمية والكاذبة هدفها إخفاء الفشل وتبرير استمرار السلاح الذي هو غير شرعي وغير لبناني وعدو للبنان وللّبنانيين.

وفي محاولة لإضفاء شرعية شعبية على سلاح الحزب، استشهد قاسم بـ”استطلاع رأي” يزعم أن غالبية اللبنانيين تؤيد “استراتيجية المقاومة”. لكن هذا الاستطلاع أجرته مؤسسة تابعة للحزب نفسه، ما يفقده أي قيمة علمية أو حيادية. الوقائع السياسية والانتخابية والشعبية تؤكد أن أكثرية اللبنانيين، وبينهم شريحة كبيرة من الشيعة، يرفضون استمرار هيمنة وإرهاب وفارسية واحتلال حزب الله وإمساكه بقرار الحرب والسلم وربط البلد بحروب إيرانية عبثية ومدمرة…والأخطر أن مضمون خطاب قاسم التهديدي اليوم يندرج مباشرة تحت مواد قانون العقوبات اللبناني:
المادة 329: التهديد المسلح لمنع السلطات من ممارسة واجباتها.
المادة 314: أعمال تثير الذعر العام وتهدد السلم الأهلي.
المادة 315: أعمال إرهابية تؤدي إلى تعطيل مرافق الدولة.
بهذه المعايير، ما قاله قاسم بوقاحة وفجور وعهر يشكل جريمة مكتملة الأركان، تستوجب توقيفه ومحاكمته فورًا، لأنه حرض علنًا على التمرد المسلح وأعلن استعداد حزب الله الإرهابي لخوض حرب أهلية إذا طُبق الدستور. عمليًا، إن خطاب نعيم قاسم هو الترجمة الحرفية لأوامر إيرانية حملها لاريجاني من طهران إلى حزب الله، وهي مواقف لا علاقة لها بالسيادة اللبنانية والسلم الأهلي، بل هو إعلان ولاء مطلق لمرجعية الملالي الذين يرون لبنان مجرد ساحة لحروبهم، وشعبه أكياس رمل ورهائن ووقودها. وبين ما قاله الرئيسان عون وسلام من لغة الدستور والعقل، وما رد به قاسم من لغة “كربلاء” والعاطفة، يظهر الفارق الفاضح بين من يريد دولة، ومن يريد دويلة إرهاب وجهادية تابعة للحرس الثوري الإيراني.

وفي قراءة لكلام نعيم قاسم، بالإمكان التركيز على النقاط التالية
أولًا: خطاب تهديدي كربلائي ضد الدولة والجيش
خطاب نعيم قاسم، الذي جاء بعد يوم واحد من زيارة الأمين العام للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني للبنان ولقائه به، يكشف بوضوح تبعية حزب الله الكاملة لإيران، وتحركه وفق أجندة الحرس الثوري. ففي الوقت الذي استمع فيه لاريجاني إلى مواقف سيادية واستقلالية مباشرة وصريحة من الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، اختار قاسم أن يرد بلهجة تهديدية مباشرة ضد الحكومة اللبنانية، واصفًا قرارها بأنه تنفيذ لـ”ورقة إسرائيلية وأميركية”، والأشد خطورة هو إعلانه، ضمنيًا وعلنًا، أن حزبه مستعد لمواجهة الجيش اللبناني بـ”مفهوم كربلائي”، في حال حاولت الدولة تنفيذ الدستور ونزع سلاح حزب الله. إن كلام قاسم يمثل إعلان تمرد صريح على الدولة، واستعدادًا لخوض حرب أهلية إذا تعرضت هيمنة الحزب للخطر.

ثانيًا: أكثرية اللبنانيين، وغالبية الشيعة، ضد سلاح حزب الله
خلافًا للأكاذيب والفبركات الوهمية التي يكررها قاسم، فإن الواقع الشعبي والسياسي في لبنان اليوم واضح: أكثرية اللبنانيين، ومن بينهم كثر من أبناء الطائفة الشيعية، يرفضون استمرار سلاح حزب الله. هذا السلاح تسبب في عزلة لبنان، ودمر اقتصاده، وجره إلى حروب خاسرة مع إسرائيل، وأبقاه رهينة قرار إيراني لا علاقة له بمصلحة الوطن. أبناء الجنوب أنفسهم دفعوا أثمانًا باهظة من أرواحهم وبيوتهم بسبب مغامرات الحزب، وهم يدركون أن حماية لبنان الحقيقية تكمن في دولة قوية بجيشها وقوانينها، لا في ميليشيا إيرانية مذهبية.

ثالثًا: نفاق الاستفتاء المزعوم
في محاولة لتلميع صورة حزبه، استشهد قاسم بما سماه “استطلاع رأي” يزعم أن غالبية اللبنانيين تؤيد سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية التي يطرحها. هذه مزاعم باطلة، إذ أن هذا الاستطلاع أجراه “المركز الاستشاري للدراسات”، وهو مؤسسة معروفة بتبعيتها المباشرة لحزب الله، ما يجرده من أي مصداقية. الهدف من هذه الأكاذيب هو صناعة وهم التأييد الشعبي، بينما الوقائع السياسية والانتخابية والشارع تثبت العكس.

رابعًا: أكذوبة منع إسرائيل من تحقيق أهدافها
ادعاء قاسم بأن حزب الله منع إسرائيل من تحقيق أهدافها، ومنها إقامة مستوطنات في الجنوب، هو تحريف للتاريخ. فحزب الله نفسه فشل في حرب المساندة لغزة التي بدأها بقرار إيراني، ونتج عنها اغتيال معظم قادته الميدانيين وتهجير الشيعة من الجنوب والضاحية وتدمير مناطقهم، وسلاحه لم يتمكن حتى من حماية حسن نصرالله شخصيًا، فما بالك بحماية لبنان. هذه الهزيمة هي جزء من الهزيمة الأكبر التي لحقت بإيران خلال 12 يومًا، حين دمرت إسرائيل والولايات المتحدة مفاعيلها النووية ومنظوماتها الدفاعية الجوية، واغتالت عشرات من قادتها العسكريين والسياسيين وعلماء الذرة. الربط واضح: هزيمة إيران هي هزيمة حزب الله، لأن الميليشيا ليست سوى ذراع إيرانية في لبنان.

خامسًا: حزب الله… عدو لبنان
بات من الضروري تسمية الأمور بأسمائها: حزب الله ليس حاميًا للبنان، بل هو عدو لبنان الأول. سلاحه ليس للدفاع عن الحدود أو مواجهة إسرائيل، بل للهيمنة على القرار الوطني، والإبقاء على الاحتلال الإيراني للبنان. هذا السلاح هو أداة فرض إرادة سياسية أحادية، تتناقض مع مبدأ السيادة والدستور والعيش المشترك.

سادسًا: سلاح غير شرعي وعصابة إيرانية مارقة
منذ تأسيسه عام 1982، تورط حزب الله في سلسلة من الجرائم التي يشملها قانون العقوبات اللبناني تحت بنود الإرهاب، والقتل، والتهديد، وتقييد الحريات، إضافة إلى الانخراط في تجارة المخدرات وتصنيعها، وتبييض الأموال، وتهريب السلاح.

سابعًا: التهديد الأخطر
قاسم قالها بصراحة: “لا حياة للبنان إذا قررتم القضاء علينا، إما أن نعيش معًا أو السلام على لبنان”. هذا تهديد وجودي للدولة والشعب، ورسالة واضحة بأن الحزب يعتبر لبنان ملكية خاصة له، وأن بقاء الوطن مشروط ببقاء الميليشيا.

ثامنًا: ضرورة اعتقال ومحاكمة نعيم قاسم
بناءً على مضمون هذا الخطاب، وعملًا بمواد القوانين التي جاءت في بداية النص الذي يتضمن تحريضًا على الفتنة الطائفية، وتهديدًا مباشرًا للحكومة والجيش، وتبجحًا بارتكاب أفعال تجرمها القوانين اللبنانية، فإن الواجب الوطني والقانوني يفرض اعتقال نعيم قاسم فورًا ومحاكمته وفق مواد قانون العقوبات المتعلقة بالإرهاب والتمرد المسلح المذكورة في مقدمة التعليق.
***الكاتب ناشط لبناني اغترابي
رابط موقع الكاتب الإلكتروني
https://eliasbejjaninews.com
عنوان الكاتب الإلكتروني
phoenicia@hotmail.com

رابط فيديو لكلمة الشيخ نعيم قاسم من محطة العربي

النص الكامل لكلمة الشيخ قاسم في ذكرى أربعينية الإمام الحسين
موقع المنار/15 آب/2025
بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي ‏القاسم محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين، إلى ‏قيام يوم الدين.‏
السلام عليك يا أبا عبد الله، وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك. عليكم مني سلام الله ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا ‏جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم.‏
السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين. ‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏
أحيي هذه الحشود الحسينية التي أتت من كل القرى في مدينة بعلبك، وفي منطقة بعلبك – الهرمل، هذه الحشود ‏التي أتت تعبيراً عن إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام، لترفع الراية مجدداً، مؤيدة ومباركة وعاملة ‏من أجل أن تكون على هذا الدرب العظيم.‏
وأحيي الحشود العظيمة الكبيرة المليونية التي سارت على درب الأربعين إلى كربلاء المقدسة، من أجل إحياء هذه ‏الذكرى العظيمة.‏
في هذا اللقاء، سأتحدث عن ثلاثة أمور:‏
الأمر الأول هو عن الذكرى، ذكرى عاشوراء، ذكرى الأربعين، أربعين الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه.‏
والأمر الثاني عن انتصار تموز سنة 2006.‏
والأمر الثالث عن الأوضاع السياسية التي نعيشها في بلدنا.‏
أبدأ بالذكرى العظيمة التي اجتمعنا من أجلها، ذكرى الأربعين. هي إضاءات الإمام الحسين عليه السلام التي لا ‏تتوقف عبر الزمن، بل وتزداد دائماً كلما أحيينا هذه الذكرى، كلما اكتشفنا إمكاناتها، وإضاءاتها، وعطاءاتها، ‏وعظمتها.‏
هذه الذكرى لها إضاءات، سأذكر بعضها في هذا اللقاء.‏
الإضاءة الأولى: أن الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه، بحركته ونهضته وثورته في كربلاء مع أهل بيته ‏وأصحابه، ثبت قواعد الدين الحنيف، ثبت الاستقامة، والعزة، والتمهيد لصاحب العصر والزمان، أرواحنا لتراب ‏مقدمه الفداء. وخرج لطلب الإصلاح: “إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله”. هذا الإصلاح، لإعادة ‏الدين إلى مساره الصحيح، على المستوى العملي، وعلى المستوى السلوكي، وعلى مستوى الحكم، والقيادة، ‏والإدارة.‏
إقامة الدين إنما تكون بعزة، ومعنويات عالية، وموقف قوي في مواجهة التحديات. وهذا ما فعله إمامنا الحسين ‏سلام الله تعالى عليه مع أهل بيته وأصحابه. هي العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، الذين لا يخضعون لباطل ولا ‏لانحراف، مهما كان، ولا يتأثرون بهذه التحديات وهذه الأعمال الشنيعة التي يقوم بها الأعداء لثني المؤمنين عن ‏موقفهم.‏
هي العزة، وهذا الموقف من الإمام الحسين عليه السلام، هيأ الأرضية المناسبة لظهور الإمام المهدي عجل الله ‏تعالى فرجه الشريف، الذي ستسير معه الثلة المؤمنة الطاهرة على مستوى العالم، بعد أن يكون المؤمنون قد ‏محصوا وغربلوا، ومروا بمراحل صعبة ومعقدة، وواجهوا التحديات، ليأتي الفرج.‏
نحن على خط الفرج إن شاء الله، ببركة جهاد وثورة الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه.‏

الإضاءة الثانية: أن شهادة الإمام الحسين عليه السلام، وأهل بيته، وأصحابه، هي شهادة لم تقتصر على ربح الفرد ‏لحياته بعد شهادته. يعني في الآية الكريمة: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ ‏فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ﴾. هذا كسب لمن يستشهد في سبيل الله ‏تعالى.‏
ولكن نحن هنا في الكسب الأعظم: “وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ ‏يَحْزَنُونَ”.‏
يستبشرون بكم، أيها المؤمنون المجاهدون عبر التاريخ، الذين ستصدون بطريقة حسينية، وتقفون بطريقة ‏كربلائية.‏
لقد حول الإمام الحسين عليه السلام الشهادة من الفرد إلى إحياء الجماعة. فشهادته ليست حياة له فقط، ولا ‏لأصحابه. شهادته هي حياة للأمة، تستنهل منها وتأخذ منها لمستقبلها.‏
ثالثًا: كربلاء مدرسة العشق الإلهي، حيث لا معنى للجسد والدنيا، وإنما القيمة للروح والإنسان.‏
هكذا وجدنا أن الإمام الحسين عليه السلام مع أهل بيته وأصحابه عشاق لله تعالى، يُصلون في اللحظة الصعبة، ‏إقامة للواجب، وإقامة للدين، يدعون الله تعالى راجين أن يعطيهم في لحظات الشدة، والعطاءات، يقدمون دماءهم ‏قربة إلى الله تعالى. هم عشاق الله تعالى، الذين اجتباهم واختارهم، ورفعهم إلى المقامات العليا. هذه هي كربلاء.‏
رابعًا: بين اليوم والأمس، كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء، كما قال الإمام الخميني قدّس الله روحه الشريفة. ‏وهذا مستمد من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “وأنا من حسين، حسين مني وأنا من حسين”، ‏بالاستمرارية والعطاءات التي لا تتوقف.‏
اليوم نحن نبني مجتمعنا، ونبني مستقبلنا، ونبني أولادنا وأطفالنا، ونبني حياتنا على قاعدة هذه التربية الحسينية ‏الكربلائية الزينبية، التي تذوب عشقاً لله تعالى. كل أرض عندنا كربلاء العشق، والعطاء، والعزة، والاستقامة. كل ‏زمان عندنا هو زمان النصر، والعطاء، والتضحية، والوصول إلى الأهداف الكبرى. نحن نتربى على هذا النهج ‏العظيم، لنكون في الموقع الإنساني الصحيح. وهيهات من الذلة.‏
الإضاءة الخامسة: نحن بين خيارين، بين خيار أن نكون مع الحسين أو أن نكون مع يزيد، في كل محطة من ‏محطات التاريخ، في هذا العصر، خيارنا أن نكون مع حسين العصر، حسين العصر الذي تجسّد وتمثل بعطاءات ‏ومواقف الإمام الخميني قدّس الله روحه الشريفة، وتابعه الإمام الخامنئي دام ظله، وسار على نهجه الشيخ راغب، ‏والسيد عباس، وسيد شهداء الأمة، السيد حسن رضوان الله تعالى عليه، والصفي الهاشمي، وكل هؤلاء الذين ‏يقدمون في سبيل الله تعالى. هذا الخط يتواصل إلى الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف. نحن مع حسين ‏العصر. نحن مع الاتجاه المقاوم. نحن مع الحق ضد الباطل. نحن مع تحرير فلسطين. نحن مع العطاءات التي تؤدي ‏إلى أن نكون قد قمنا بواجبنا تجاه الله تعالى. وضد يزيد العصر، المتمثل بالطاغية الأمريكي، وبالطاغوت ‏الإسرائيلي، والعدوان الإسرائيلي، وكل أولئك الذين يسيرون على هذا النهج. نحن ضد النهج كائناً من كان من ‏يمثله ومن يقف معه. نحن نحاول أن نقف دائماً لنثبت الحق، مهما كلّفنا ذلك. هذه هي كربلاء.‏
المقاومة اليوم هي نتاج مدرسة كربلاء. هي مؤمنة، عاشقة لله تعالى.هي الحياة للأمة. هي على درب الإمام ‏الحسين عليه السلام. هي الراية التي ستُسلم إلى صاحب العصر والزمان، أرواحنا لتراب مقدمه الفداء. فلنقل معاً ما ‏يؤدي إلى المساعدة بالدعاء لظهور صاحب العصر والزمان.‏
فلنردد معاً، وسأقول دعاء الفرج، لنقوله معاً إن شاء الله تعالى:‏
‏«اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة، وفي كل ساعة، وليًا وحافظًا، وقائدًا ‏وناصرًا، ودليلًا وعينًا، حتى تسكنه أرضك طوعًا، وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين». وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى ‏سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.‏
النقطة الثانية: في 14 آب سنة 2006، احتفلنا بانتصار تموز سنة 2006. خاضت المقاومة وشعبها وجيشها حربًا ‏عدوانية كبيرة لمدة 33 يومًا، وكانت النتيجة أن حققنا النصر الكبير من خلال معركة الوعد الصادق، التي واجهنا ‏بها هذا العدو الغاشم، إسرائيل ومن ورائه. نتيجة هذا النصر هو من بركات المدد الإلهي، المحمدي، العلوي، ‏الحسيني، المهدوي.‏
نصرنا نصرٌ إلهي، لأن الله أعاننا على قلة العدد والعدة، وعلى كثرة المجتمعين ضدنا. الله أعاننا بقوة القلب، وحكمة ‏العقل، وجرأة اليد، وشجاعة الإقدام، والاستعداد للتضحية، وعطاءات الدم، والجرح، والأسر، من أجل أن نحقق ‏هذا النصر الكبير. وقد حققناه بحمده تعالى، واعترف الإسرائيلي بهزيمته.‏
هذا الانتصار في تموز هو انتصار الإرادة، هو انتصار المقاومة، هو التحرير للأرض، هو هزيمة لإسرائيل، منعها ‏من الاحتلال والاستيطان، والتأمل بهذا الواقع اللبناني من أن يأخذوا منه ما يريدون. هو انتصار لثلاثية الجيش ‏والشعب والمقاومة. ‏
حقق انتصار تموز ردعاً لإسرائيل لمدة سبعة عشر عامًا، لم تتمكن إسرائيل خلال هذه الأعوام أن تقوم بعدوان، ‏خشية من حضور المقاومة، وقوة المقاومة، وأهل المقاومة. وخلال هذه الفترة، سهّل النصر عملية الإعمار ‏للجنوب ولبنان، وهذا كان عظيمًا. هنا نذكر دور القيادة الملهمة، لسيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله رضوان ‏الله تعالى عليه، الذي قاد هذه الحرب ببأس وشجاعة وثقة بالله تعالى، واعتقاد وإيمان بالنصر المؤزر. وقد رأى ‏الجميع مواقفه ودوره وأدائه في تحقيق هذا الإنجاز. ‏
هذه القيادة كان معها عماد وفؤاد وكركي وعقيل وأحمد، على درب الشيخ راغب، والسيد عباس، والسيد هاشم، ‏والشيخ نبيل، والمجاهدين، والجرحى، والأسرى، وأهلنا الشرفاء. هذه القيادة استطاعت أن تغير المعادلة.‏
هنا، ومن باب الوفاء، لابد أن نقول، وبالفم الملآن: شكراً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي دعمتنا بالمال، ‏والسلاح، والإمكانات، والمواقف الإعلامية والسياسية، وتحملت إلى جانبنا، وقدمت شهداء: الحاج قاسم رضوان ‏الله تعالى عليه، وباقي الشهداء، في هذه الأرض البعيدة عن أرضهم، ولكنها القريبة من قلوبهم، ومحبتهم، ‏وإيمانهم، ونصرتهم للحق. نشكر إيران، إيران القائد الإمام الخامنئي دام ظله، وإيران الشعب، وإيران الحرس ‏الثوري، وكل القوى الأمنية والعسكرية، وإيران الحكومة والمسؤولين. كلهم كانوا إلى جانبنا، ولا يزالون حتى ‏الآن، وإن شاء الله ستبقى هذه الراية، راية المقاومة، مرفوعة.‏ في تموز سنة 2006، انتصرنا لفلسطين، لأنها معركة واحدة. انتصارنا انتصارهم، وعطاءات دمائنا عطاءات ‏دمائهم.‏
انتصار لفلسطين على عدو الإنسانية: إسرائيل وراعيتها أمريكا.‏
يجب أن يعرف الجميع أن فلسطين ستبقى البوصلة. كل ما تقوم به اليوم إسرائيل من تجويع وقتل وتدمير لأهل ‏غزة والشعب الفلسطيني، وكل ما تقوم به أمريكا من رعاية هذا الانحراف الخطير، والعدوان اللئيم، والغاشم، ‏والآثم، لن يثنِ الشعب الفلسطيني عن الاستمرار، وعن القوة، وعن استمرارية المقاومة. وأقول مجدداً، كما قال ‏القادة العظماء من قبلي ومعي: ستنتصر فلسطين مع كل هذه التضحيات، لأنهم أصحاب الأرض، وأصحاب القضية، ‏وأصحاب الإرادة، وأصحاب الدماء والعطاءات. وهذه هي سنة الحياة، أن يتحقق النصر لهم. وإن شاء الله سنبقى ‏معاً، ودائماً معاً.‏
قبل أن أدخل إلى النقطة الثالثة، لا بد من التعزية بشهداء الجيش اللبناني الستة، الذين قضوا في منطقة الجنوب، ‏في منطقة زبقين، لأنهم في الواقع هم شهداء المقاومة، والجيش، والوطن. هم شهداء الواجب تجاه الإنسانية، هم ‏شهداء الحق. إلى أرواحهم، وأرواح كل الشهداء، نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة، مع الصلاة على محمد ‏وآل محمد.‏
وصلنا إلى الحديث عن النقطة الثالثة، وهي المرتبطة بوضعنا السياسي.‏
المقاومة هي شرف، وعزة، ووطنية، وسيادة. المقاومة تعطي الشهادة، ولا تحتاج إلى شهادات رسمية، ولا ‏شهادات من مستكبرين، ولا شهادات من أحد. المقاومة عطاءات، تعطي نجاحاتها عبر الزمن. هذه المقاومة ‏الإسلامية، وكل المقاومين الشرفاء، إلى أي جهة انتموا، في إطار هذه المواجهة اليوم، هي التي حرّرت الأرض ‏جنوباً سنة 2000، وهي التي حرّرت الأرض شرقاً في سنة 2017، في معركة الجرود، بمساندة الجيش اللبناني، ‏الذي تصدّى لهذه المعركة، كنا معه. هي التي حرّرت خيار لبنان: السيادي المستقل. لا يمكننا أن نتحدث عن سيادة ‏لبنانية إلا وهي مشفوعة بالمقاومة الأبية، التي وقفت. هذه المقاومة منعت إقامة المستوطنات من خلال جيش لحد ‏وحدّاد. هذه المقاومة عطّلت قدرة إسرائيل على فرض خياراتها بالإجتياح أو بالعدوان. هذه المقاومة منعت التوطين ‏الفلسطيني. هذه المقاومة شكلت دعامة قوة لبنان المستقبلي، وقوة لبنان في مواجهة التحديات. هي إنجازات ‏عظيمة، إنجازات مشرفة. ‏
يجب أن نسأل أولئك الذين لم يقاوموا: أين أنتم من احتلال الأرض؟ وأين أنتم من العدوان؟ وأين أنتم من السيادة؟
أما المقاومة فهي نورٌ وضّاء ، وشمسٌ تسطع على الجميع.‏
عقدت الدولة اللبنانية اتفاق وقف العدوان الإسرائيلي في تشرين الثاني سنة 2024. وهذا يعني أن الدولة ‏ستتصدى لحماية أرضها ومواطنيها، وتتكفل بطرد العدوان، إنسجاماً مع الاتفاق من ناحية، ومع وظيفتها التي ‏تبنت أن تأخذها على عاتقها.‏
المقاومة أعانت الدولة لتمسك زمام المبادرة، من خلال تسهيل انتشار الجيش في جنوب لبنان، وثمانية أشهر من ‏الصبر، ونحن مستهدفون كمقاومين، وبيئة مقاومة، بالتحديد، من بين كل الواقع اللبناني. ومع ذلك، صبرنا ‏وتحملنا، لأننا آمنّا بأن مستلزمات بناء الدولة، وتصدي الدولة، والمساعدة في نهضة لبنان، تتطلب صبراً في هذه ‏المرحلة.‏
حسناً، اليوم إذا بدنا نحن نعرف موقع المقاومة من الشعب اللبناني، نذهب إلى استطلاع الرأي الذي أجراه المركز ‏الاستشاري للدراسات. وهذا الاستطلاع منذ أيام، في شهر آب سنة 2025، ماذا يقول؟ 72 بالمئة من المستطلعين ‏يقولون: لا يستطيع الجيش بمفرده التصدي لأي عدوان. 76بالمئة يقولون بأنهم لا يثقون بالدور الدبلوماسي ‏وحده. 58 بالمئة عارضوا سحب السلاح من دون استراتيجية دفاعية.73 بالمئة يقولون: ما يجري في سوريا ‏خطر وجودي على لبنان.‏ إذا أردتم معرفة رأي اللبنانيين بالمقاومة وسلاحها، والهواجس الموجودة، وكيفية التصدي والحفاظ على القوة، ‏ونقاش الاستراتيجية الدفاعية، فهذا هو الرأي الغالب، الذي يقول بأنه مع المقاومة ومع استمرارية المقاومة.‏
جاء قرار الحكومة اللبنانية في 5 آب. هذا القرار يجرد المقاومة وشعب المقاومة ولبنان من السلاح الدفاعي أثناء ‏العدوان. هذا القرار الحكومي يعني تسهيل قتل المقاومين وأهلهم، وطردهم من أرضهم وبيوتهم. كان على ‏الحكومة أن تبسط سلطتها بطرد إسرائيل أولاً. كان على الحكومة أن تعمل على حصرية السلاح بمنع الإسرائيلي أن ‏يكون متواجداً أو أن يكون سلاحه متواجداً على الأرض. لكن هذه الحكومة تنفذ الأمر الأمريكي الإسرائيلي بإنهاء ‏المقاومة، ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية وفتنة داخلية. الحكومة تقوم بخدمة المشروع الإسرائيلي، أكانت تدري أم ‏لا تدري؟ لاحظوا فرح الكيان الإسرائيلي. لاحظوا تعبيرات نتنياهو وغيره. اعتبر نتنياهو أنه ساعد الحكومة على أن تصل إلى ‏هذا المستوى. هل أنتم في هذا الوارد؟ هل سركم أن يشيد بكم نتنياهو؟ قلنا مراراً وتكراراً: أوقفوا العدوان، ‏وأخرجوا إسرائيل من لبنان، ولكم منا كل التسهيلات والإيجابية أثناء مناقشة الأمن الوطني، واستراتيجية الأمن ‏الوطني، والاستراتيجية الدفاعية، ما هي حجة المشاركين في الحكومة في هذا القرار الخطيئة؟ ما هي حجتهم؟ ‏قالوا: إنهم مضغوطين خارجياً. ‏
سأسألكم سؤالًا: لو جاء مهاجم إلى بيتك وقال لك: “إما أن تقتل ولدك، أو أن نقتلك”، هل تقتل ولدك؟ لو جاءك من ‏يهجم على بيتك، وأغراك بأن يعطيك القصور والأموال مقابل أن تقتل ولدك، هل تقبل بأموال الدنيا مقابل هذا الولد؟ ‏ستجيبه بشكل طبيعي: “اقتل وافعل ما تشاء، هذا ولدي، لن أقبل بأن أقتله أو أن أضحي به، ولو كانت أموال الدنيا ‏معه”.‏
هذا هو الموقف النبيل، هذا هو الموقف الصحيح. كيف تقبلون في الحكومة تسهيل قتل شركائكم في الوطن، ‏لتعيشوا حياتكم كما وعدوكم؟ عجيب أمركم والله، أنا أقول لكم: لا تخافوا، لا تخافوا منهم، هم جبناء، هم غير ‏قادرين، هم يعلمون أنهم سيخسرون كل شيء إذا أطاحوا بلبنان. توقفوا أن تعيشوا حالة التهويل، وتقولوا أنكم ‏تحاولون أن تحافظوا على لبنان؟ لا، أنتم لا تحاولون أن تحافظوا على لبنان، أنتم تحاولون أن تعملوا لتحافظوا على ‏حياتكم وعلى حالكم، حتى ولو قضي على شركائكم في الوطن. هل هذه شراكة؟ هل هذه وطنية؟
أنا سأسألكم سؤالاً: هل يبقى لبنان أو يستقر إذا اعتدى بعض شركاء الوطن على بعضهم الآخر؟ يا جماعة، لبنان لا ‏يبقى، لأنه ليس معقولاً أن تأتي فئة أو فئات، يعتدوا على فئة أو فئات، وبالتالي يقدروا أن يعمروا بلداً في حال من ‏التنازع على الأرض، التي هي حق للجميع.‏
أنا أقول لكم: إذا كنتم تحسون بعجز، وأنتم كذلك، اتركوا العدو في مواجهتنا، ولا تتصدوا نيابة عنّا. لا نريد أن ‏تتصدوا، ولا نريد أن تؤيدوا، ولا نريد أن ترفعوا شعار التحرير، ولا نريد أن ترفعوا شعار التصدي. اسكتوا فقط، ‏اجلسوا جانباً، واتركونا نحن. كما فشلت حروب إسرائيل المتكررة على لبنان، ستفشل هذه المرة أيضاً. قولوا لهم: ‏عندما يقولون لكم يجب أن تعملوا كذلك ويصدرون الأوامر. قولوا لهم: لا نستطيع خوفاً على البلد. قولوا لهم: لا ‏نريد، لأننا نريد بناء بلدنا مع شركائنا. قولوا لهم: لن نعتدي على مواطنينا وأهلنا. فلتجتمع الحكومة للتخطيط ‏لمواجهة العدوان. هذه هي وظيفتها: لتأمين الاستقرار، وإعمار لبنان، لا لتسليم البلد إلى متغول إسرائيلي لا يشبع، ‏ولا طاغية أمريكي لا حدود لطمعه.‏
لا أعرف إذا تشاهدون تلفزيوناً أو وسائل اتصال، أو تسمعون أو تشاهدون، لا أعرف. هل سمعتم ورأيتم رئيس ‏الأركان الإسرائيلي يجول على أرض الجنوب المحتلة، ويبارك لجنوده هذا الاحتلال، ويعدهم بالمزيد من أجل ‏إسرائيل؟ ما هو جوابكم؟ يا أصحاب السيادة؟ يا أصحاب حصرية السلاح؟ ماذا تفعلون بهذا العمل؟
سأسأل سؤالاً آخر: هل سمعتم نتنياهو أنه يريد “إسرائيل الكبرى”؟ إسرائيل الكبرى تعني كل فلسطين، وأجزاء ‏من مصر، والأردن، وسوريا، ولبنان. وهو يقولها الآن في نشوة الإنتصار التي يعيشها، وفي دعم الطاغي ‏الأمريكي لهذا الطاغية. ما تعليقكم؟ معقول أنكم تسمعون هذا كله وترونه على الأرض كيف يتوسع وكيف يعمل؟
قال، صدرت بيانات إدانة؟ حط قد ما بدك بيانات الإدانة. لو تجيب كل عشرة كيلو بيانات إدانة، هذه جيدة ‏للاستحمام، يعني ما بيعملوا شي. قل لي على الأرض ماذا تعمل؟ صار عندنا تمنّي من بعض الدول العربية: ليس أن ‏يدينوا، بل أن يسكتوا، يا أخي، بس ما يدعموا إسرائيل بالخفاء، من خلال الاعتداء على المقاومين، والمساهمة في ‏ضرب المقاومين.‏ على كل، الحكومة اتخذت قراراً خطيراً جداً، خالفت فيه ميثاق العيش المشترك، وهي تعرض البلد لأزمة كبيرة.‏ أين سقف الدستور؟ بالفقرة “ي”، يقول: “لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك”. أنتم ناقضتموها ‏الآن؟ بالبيان الوزاري لهذه الحكومة، يقول: “إن الدفاع عن لبنان يستدعي إقرار استراتيجية أمن وطني على ‏المستويات العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية”. أين هذه الاستراتيجية؟ مع من تناقشوها؟ ضربتم ‏الاستراتيجية، ضربتم الأمن الوطني، رفضتم كل شيء. أنتم الآن تريدون نزع الشرعية عن المقاومة من خلال ‏اجتماع الحكومة وهذه القرارات؟.‏
أولاً: الطائف، والبيان الوزاري، وكل المسار، لا يعطيكم هذا الحق، ولا تستطيعون نزع الشرعية.‏
والأمر الثاني: الشرعية للمقاومة تأخذها من الدماء، والتحرير، والحق، والأرض، ولا تأخذها منكم، ولا تحتاجها ‏منكم. اذهبوا استغفروا الله عز وجل، اذهبوا اعملوا ما يساعد على أن تعطوا تعبيراً لشركائكم أنكم شركاء يمكن ‏الوثوق بهم لبناء لبنان معاً.‏
لا تزجوا الجيش في الفتنة الداخلية. الجيش الوطني سجله ناصع، وقيادته وإدارته اليوم لا تريد أن تدخل في هذا ‏المسار. لا تحشروه، ولا تحشروا البلد في هذا الأمر.‏
يمكن أن يسأل البعض: حسناً، بعد ما أخذت الحكومة هذا القرار اللا ميثاقي، لماذا لم تنزلوا على الشارع؟ لماذا لم ‏تعملوا تظاهرات ضخمة؟ وردني أنه بقلب السفارة الأمريكية، متعجبين: كيف ما نزل الشيعة والمقاومين ليعملوا ‏تظاهرات ضخمة؟ ماذا تريدين يا سعادة السفيرة؟ يبدو عندك شيء ما بيركب إلا إذا نزلنا بالتظاهرات.‏
أنا سأقول لكم من الآخر، لأنه كان يوجد بعض الأفكار تتحدث عن ضرورة الاعتراض في الشارع.‏
اتفق حزب الله وحركة أمل أن يؤجلوا فكرة أن يكون هناك تظاهرات في الشارع، على قاعدة أنه يوجد مجال ‏لفرصة، يوجد مجال لنقاش، يوجد مجال لإجراء تعديلات قبل أن نصل إلى المواجهة التي لا يريدها أحد. ولكن إذا ‏فُرضت علينا نحن لها، ونحن مستعدون لها، ولا خيار أمامنا، حينها تحصل تظاهرات بالشوارع، تعم لبنان، تذهب ‏الى السفارة الأمريكية، تقوم بأعمال لها علاقة بنصرة الحق وإبراز الحضور والوجود. هذا يصبح أمراً آخر، ‏لوقته هو بالحسبان.‏
ولكن هذا ليس هو الوقت.‏
حتى بقاءنا في قلب الحكومة، كان باتفاق على قاعدة أننا نعتبر الجلستين، خمسة وسبعة آب ، غير ميثاقيتين، ‏وكأنهما لم يكونا في حياة لبنان ولا في الوضع القانوني، ونستمر، حتى لا نتركهم وحدهم، وحتى نحاول أن نأتي ‏بهم إلى طريق الصواب.‏ تريدون أن تعرفوا موقف حزب الله. يبدو أنه تنتظرونه منذ زمن، مع العلم أننا كررناه بأوقات مختلفة، لكن اليوم ‏سوف أقوله بصريح العبارة:‏
لن تسلم المقاومة سلاحها والعدوان مستمر والاحتلال قائم، وسنخوضها معركة كربلائية إذا لزم الأمر، في ‏مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي الأمريكي مهما كلفنا ونحن واثقون أننا سننتصر في هذه المعركة. وهيهات منا ‏الذلة.‏
تتحمل الحكومة اللبنانية كامل المسؤولية لأي فتنة يمكن أن تحصل، نحن لا نريدها، ولكن هناك من يعمل لها. ‏تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي انفجار داخلي، وأي خراب للبنان. تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية في ‏تخليها عن واجبها في الدفاع عن أرض لبنان وعن مواطنيها. لستم معذورين إذا تصديتم بهذه الطريقة، وأخذتم ‏هذه القرارات، وأديتم إلى خراب البلد.‏
قوموا بوظيفتكم في تأمين الاستقرار والدفاع عن لبنان، وحماية لبنان، وليس المشاركة في العدوان على مكون ‏بأكمله، وعلى كل المؤيدين للمقاومة من مختلف الجهات والطوائف والمناطق.‏
فلنكن معاً في بناء البلد، لنربح جميعاً. لا يُبنى البلد لمكون دون آخر. هذه أرضنا معاً، هذا وطننا معاً، نحيا بعزة ‏معاً، ونبني سيادته معاً. أو لا حياة للبنان إذا كنتم ستقفون في المقلب الآخر، وتحاولون مواجهتنا والقضاء علينا، لا ‏يمكن أن يُبنى لبنان إلا بكل مقوماته. إما أن يبقى ونبقى معاً، وإما على الدنيا السلام. وأنتم تتحملون المسؤولية، ‏وعلى الله الاتكال.‏
وأكرر القول: ما تركتك يا حسين.‏
عظم الله أجوركم وأجورنا في مصاب أبي عبد الله الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه.‏
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلاقات الاعلامية في حزب الله/موقع تلفزيون المنار
الجمعة :15-8- 2025‏

Hezbollah’s Sheikh Qassem: Resistance Will Never Relinquish Arms, Victory Assured
Marwa Haidar/Al-Manar English Website/August 15, 2025
Hezbollah Secretary General Sheikh Naim Qassem affirmed on Friday that the Resistance will never relinquish arms as long as the Israeli occupation and aggression is continuous.
In a televised speech on Arbaeen of Imam Hussein a.s. (an occasion marking 40 days on martyrdom of Imam Hussein), Sheikh Qassem said the Resistance will fight a Karbala fight of necessary, voicing confidence of victory.
His eminence warned the Lebanese Government against the “dangerous” decision to disarm the Resistance, taken earlier this month, noting that the government is implementing the Israeli-US order to end the Resistance.
“The Lebanese Government bears full responsibility for any internal strife and for abandoning its duty to defend the land of Lebanon,” Sheikh Qassem addressed crowds in the eastern city of Baalbeck.He warned: “Either Lebanon stands and we stand united or events will erupt beyond anyone’s control, and you alone will bear the responsibility.”
Occasion of Arbaeen
Sheikh Qassem started his speech by talking about the occasion. He stressed that the Muslim nation is “on the path of salvation, thanks to the jihad and revolution of Imam Hussein a.s.”.
He noted that people “at every milestone have to choice either to be with Imam Hussein (a.s.) or to be with Yazid.”Talking about the recent history, Sheikh Qassem said: “In the living memory, our choice is to stand with the Hussein of our era, represented by the contributions and stances of Imam Khomeini, followed by Imam Khamenei,” referring to the founder of the Islamic Revolution Imam Sayyed Rohullah Khomeini and the Supreme Leader Imam Sayyed Ali Khamenei.
Arbaeen Baalbeck
Mass rally in the eastern city of Baalbeck to mark Arbaeen of Imam Hussein a.s. (Friday, August 15, 2025). In this context, Sheikh Qassem praised late Hezbollah leaders Sheikh Ragheb Harb, Sayyed Abbas Al-Moussawi and Sayyed Hasan Nasrallah, saying they “walked the same path of Imam Khomeini and Imam Khamenei.”Talking more about confronting tyranny, Sheikh Qassem said: “We are for the liberation of Palestine and against the Yazid of the era represented by the US and Israeli tyrants.”“The Resistance today is an outgrowth of Karbala,” the Hezbollah S.G. stressed.
2006 Victory Anniversary
As Arbaeen this year coincides with the nineteenth anniversary of 2006 July War, Sheikh Qassem said that the victory “was one of the blessings of Mohammadi-Alawite support, because Allah helped us despite the large number of the enemy.”“The 2006 victory deterred the enemy for 17 years and prevented it from launching an aggression for fear of the Resistance,” his eminence stated. The Hezbollah leader thanked Iran, saying that the “Islamic Republic is still on our side and will remain so, just as the flag of Resistance will remain raised.”
Lebanon and Resistance Disarmament
Shifting into the Lebanese affairs, Sheikh Qassem offered condolences over martyrdom of Lebanese Army soldiers in an explosion of Israeli war leftover munitions near the southern town of Zibqin. “The martyrs are those of the Resistance, the Army and the entire nation.”
Meanwhile, Sheikh Qassem affirmed that the “Resistance needs no warrants,” noting that “there is no Lebanese sovereignty without the Resistance which prevent Israeli invasion and settlements as well as the naturalization of the Palestinian people in Lebanon.”
In this context, the Hezbollah S.G. addressed anti-resistance parties in Lebanon: “We must ask those who don’t resist “where have you been on the Israeli aggression and occupation?”.
He pointed to the facilitations the Resistance has offered so that the Lebanese Army could deploy across south Lebanon. Citing a poll by the Consultative Center for Studies and Documentation earlier this week, Sheikh Qassem stressed that the majority of Lebanese support the resistance and its continuity. Hezbollah Sheikh Naim Qassem blame the Lebanese Government on decision to disarm resistance in a speech on August 15. 2025
He lashed out at the Lebanese Government saying it “implements the US-Israeli order to end the Resistance” and “serves the Israeli scheme.”“The Lebanese Government decision on August 5th was to strip the Resistance, the people, and Lebanon of their defensive weapons during the aggression. It should have extended its control and expelled the Israelis from Lebanon.” “It’s the Government’s duty to build the country rather than handing it over to the Israeli and US enemies.”Sheikh Qassem stated that the Government “made a dangerous decision violated coexistence, and exposed the country to major crisis.”
He affirmed that the Resistance “will never surrender its weapons while the aggression continues,” vowing that “we’ll fight a Karbala battle if necessary and we are confident that we’ll be victorious.”Sheikh Qassem warned that the Lebanese Government “bears full responsibility for any internal strife and for abandoning its duty to defend the land of Lebanon.”“Either Lebanon stands and we stand united or events will erupt beyond anyone’s control, and you alone will bear the responsibility,” Sheikh Qassem concluded his speech.

Share