الياس بجاني/نص وفيديو: تهديدات إيران بإشراك حزب الله في حربها مع إسرائيل تؤكد أنه مجرد ذراع إرهابية تخضع لأوامرها

19

الياس بجاني/نص وفيديو: تهديدات إيران بإشراك حزب الله في حربها مع إسرائيل تؤكد أنه مجرد ذراع إرهابية تخضع لأوامرها
إلياس بجاني/20 حزيران 2025

اضغط هنا لقراءة المقالة باللغة الإنكليزية/Click here to read the English version of the below piece

كانت لافتة وقاحة واستكبار وعنجهية وغباء تصريح المسؤول الإيراني قبل يوم أمس، حيث قال: “إذا دخلت الولايات المتحدة الحرب، فسوف ينضم حزب الله إلى المعركة ويهاجم إسرائيل”.

نشير هنا بحزن وخيبة أمل إلى أن ولا أيي مسؤول لبناني كانت عنده الجرأة للرد على هذا الصريح المهين والمذل لكل حكام لبنان وفي، مقدمهم رئيسي الجمهورية والوزراء جوزيف عون ونواف سلام. بلعوا ألسنتهم وصمتوا كصمت أبو الهول.

هذا التصريح المَرَضي عملياً قد أسقط كل الأوهام المتبقية بما يتعلق بنفاق ودجل الادعاءات بأن حزب الله لبناني ومقاومة ويمثل البيئة الشيعية، وقد أعاد التأكيد على ما نكرره ونؤكده منذ سنين مع كثر من أهلنا الأحرار والسياديين، وهو أن الحزب هذا ليس لبنانيًا، ولا هو “حركة مقاومة وتحرير”، بل لواء عسكري متكامل تابع للحرس الثوري الإيراني، أُنشئ ودُرّب ومُوّل وتألج لخدمة أجندة طهران التوسعية في المنطقة.

منذ ولادته عام 1982، لم يكن حزب الله يومًا سوى امتداد للأداة العسكرية الإيرانية. لم يُؤسَّس للدفاع عن لبنان أو “تحرير فلسطين” كما يدّعي كذباً في شعاراته، بل كان دوره المرسوم منذ اللحظة الأولى هو أن يكون خط الدفاع الأول عن نظام الملالي في حال تعرضت إيران لهجوم إسرائيلي أو أميركي.
تصريح المسؤول الإيراني لم يكن رأيًا شخصيًا، بل أمر عمليات معلن يُذكّر الجميع أن ولاء حزب الله ليس لبيروت، بل لطهران.

خرافة “المقاومة” وحقيقة التبعية الكاملة
إن شعارات “المقاومة” و”التحرير” التي يرددها حزب الله ما هي إلا غطاء مخادع لتمرير مشروعه الحقيقي: العمل كأداة طروادية وعسكرية واجتماعية وثقافية في خدمة المشروع الإيراني التوسعي والمذهبي والجهادي والإرهابي. لم يكن لحزب الله في يوم من الأيام قرار لبناني مستقل. كل معركة، وكل تصعيد، وكل قرار كبير، نُفذ بتوجيه مباشر من طهران. ولا ينبغي أن ننسى قائمة العمليات الإرهابية التي نفذها الحزب في لبنان وخارجه بأوامر مباشرة من النظام الإيراني، ومنها:
تفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983
الهجوم على مقر القوات المتعددة الجنسيات في بيروت في العام نفسه، مما أدى إلى مقتل 241 جنديًا أميركيًا و58 جنديًا فرنسيًا
اختطاف طائرة TWA عام 1985
تنفيذ عمليات إرهابية في الأرجنتين وبلغاريا وقبرص والكويت والبحرين ودول أخرى.
حرب 2006 مع إسرائيل التي قام بها بأوامر إيرانية لا دخل للبنان فيها وتسببت بتدمير البلد.

خيانة حزب الله لبيئته الشيعية
بعكس ما يدّعيه، حزب الله ليس حاميًا للشيعة في لبنان، بل هو أكبر خطر عليهم. فقد حوّل أبناء الطائفة إلى رهائن، وجرّ شبابها إلى ساحات الموت في حروب إيران الخارجية، في سوريا والعراق واليمن وغزة والضفة الغربية. قمع كل صوت معارض داخل البيئة الشيعية، وأسس ثقافة الخوف والولاء الأعمى لمرشد الثورة الإيرانية وفرض مفاهيم دينية غريبة عن تاريخ الشيعة وعن الشيعية، وروج لثقافة الموت العبثي دفاعًا عن ولاية الفقيه.

لا بد من التذكير بأن الشيعة اللبنانيين لم يختاروا حزب الله ولا هو يمثلهم. بل فُرض عليهم بقوة السلاح، وبدعم مباشر من النظامين الإيراني والسوري. أحد أبرز الأدلة على ذلك ما حدث في معركة إقليم التفاح في أواخر الثمانينيات، حيث قضى حزب الله، بدعم إيراني مباشر، بل وبمساعدة إسرائيلية موضعية، قضى على حركة أمل عسكريًا، وأُجبر رئيسها نبيه بري لاحقًا على الانضواء تحت العباءة الإيرانية. هذه الوقائع وغيرها المثير تؤكد أن صعود حزب الله لم يكن طبيعيًا، ولا ديمقراطيًا، بل نتيجة احتلال إيراني ممنهج للطائفة الشيعية في لبنان، ثم للبنان بأسره.

سرطان ينهش جسد لبنان
حزب الله لا يشكل فقط تهديدًا للسيادة اللبنانية، بل هو سرطان يفتك بالدولة من الداخل. يمسك بالمؤسسات، يملك حق الفيتو السياسي، يحتكر السلاح، ويتصرف كدولة داخل الدولة، تتبع مباشرة للقيادة الإيرانية. أما تهديداته المتكررة بحرب أهلية داخلية في حال أُجبر على تسليم سلاحه للدولة، ما هي إلا عملية هروب إلى الأمام ناتج عن ضعف، لا عن قوة. فهو اليوم أضعف مما يريد أن يبدو، لكن طالما سلاحه باقٍ، خارج سيطرة الدولة، فستجد إسرائيل نفسها مضطرة إلى إنهاء وجوده إذا لم يقم الجيش اللبناني بنزع سلاحه.

الحل الوحيد هو اقتلاع حزب من جذوره بالسلم أو بالقوة
إن استمرار وجود حزب الله على الساحة اللبنانية يُشكّل تهديدًا وجوديًا للدولة، لا لسيادتها واستقلالها فحسب، بل لمستقبل أجيالها. ولا طريق أمام لبنان سوى تفكيك هذه الميليشيا الإيرانية الإرهابية والجهادية، سواء عبر خيار داخلي سلمي، أو – إن تعذّر – عبر مواجهة عسكرية حاسمة. فلا خيار ثالث، علماً أنه
أذا استمر قادة لبنان في جبنهم وخنوعهم أمام إرهاب الحزب، فحينها سيُجبر الآخرون، وعلى رأسهم إسرائيل، على القيام بمهمة الإقتلاع بدلًا عنهم.

في الخلاصة، إن ثمن السكوت عن احتلال وإرهاب وبربرية وهمجية حزب الله الإيراني هو استمرار الاحتلال، واستمرار الألم، واستمرار الإذلال…وفي المحصلة إن حزب الله ليس مقاومة، ولا لبنانيًا، ولا إسلاميًا ولا عبياً. إنه فيلق عسكري وإرهابي وإجرامي أجنبي تابع لإيران، وسلاح من أسلحة الحرب والإرهاب الإيرانية، ولا بد من اجتثاثه. .. إنها مسؤولية وطنية وأخلاقية لا تحتمل التأجيل.

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي
رابط موقع الكاتب الإلكتروني
https://eliasbejjaninews.com
عنوان الكاتب الإلكتروني
phoenicia@hotmail.com

Share