أبو أرز – اتيان صقر: إنقلاب المعادلة… السمكة الصغيرة تأكل الكبيرة

0

أبو أرز- اتيان صقر: إنقلاب المعادلة… السمكة الصغيرة تأكل الكبيرة.
بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية
18 حزيران/2025
في خضمّ الحرب الدائرة حاليًا بين إسرائيل والنظام الإيراني، تبرز حقيقة لا يمكن إغفالها: نحن أمام حرب وجودية للطرفين.
بالنسبة لإيران، فهزيمة هذا النظام تعني انهياره التام، وسقوط مشروعه التوسعي في المنطقة، وزوال أذرعه العسكرية الموزّعة في لبنان وبلدان المنطقة.
أما بالنسبة لإسرائيل، فالهزيمة تعني تهديدًا مباشرًا لكيانها، ما يجعلها مضطرة إلى الإنتصار تحت طائلة الزوال، ويمنعها من وقف القتال قبل تحقيق أهدافها كاملة.
ومن يتابع سير المعركة وتطوراتها الميدانية، يتبيّن له أن إسرائيل تخوض هذه المواجهة بلا تراجع، وبحزم غير مسبوق، ما يُرجّح كفّتها بالحسم والإنتصار.
لقد علّمتنا حروب إسرائيل، منذ نشأتها إلى اليوم، دروسًا كثيرة، لعلّ أبرزها:
إنّ الدول الصغيرة لا يُكتب لها البقاء ما لم تكن قوية، حيث لا مكان للضعفاء في هذا العالم المتوحش. وعلى الأمم الصغيرة أن تبني قواها الذاتية بنفسها، لا فقط في المجال العسكري والأمني، بل في كافة المجالات، لا سيما في العلوم والتكنولوجيا، التي أصبحت عنوان التقدّم والإنتصار في هذا القرن.
كما علّمتنا أن التهاون مع الأعداء، والقبول بأنصاف الحلول، لا يؤديان إلا إلى المزيد من الانكسار والانهيار. تمامًا كما هو الحال مع النظام الإيراني، الذي يماطل منذ عقود في مفاوضات عبثية مع الغرب بشأن برنامجه النووي، ويستغل كل فرصة ليزرع الفوضى والإرهاب والفساد في لبنان ودول المنطقة، ورغم ذلك ما زلنا حتى اليوم نسمع أصواتًا من عواصم الغرب تُنادي بإمكانية احتواء هذا النظام وتدجينه، بدلاً من إسقاطه واجتثاثه. وها نحن اليوم نعيش كابوسًا إقليميًا حقيقيًا، أصبحت فيه بلداننا مرتهنة لهذا المشروع التوسّعي الارهابي.
لقد قالوا يومًا: “السمكة الكبيرة تأكل الصغيرة”…لكن ما يجري اليوم على أرض الواقع أثبت العكس:
السمكة الصغيرة قرّرت أن تأكل الكبيرة، وتتحدّى قانون الغاب، وتثبت أن الأحجام الكبيرة ليست هي الفيصل، بل الإرادة والقدرة والتصميم.
واليوم، وبينما طائرات ال ف ٣٥ تعربد في سماء طهران وتتحدّى المستحيل، وترسم خرائط الشرق الأوسط الجديد، نرى حكامنا يتخبّطون في مستنقعٍ من الضحالة والجبانة واللاقرار، وشعبُنا غارقٌ في بحرٍ من اليأس والقنوط والقلق على المصير.
نحن اليوم أمام لحظةٍ تاريخية مفصلية، إمّا أن نستفيق فنُقدم، وإما أن ننام فنندثر.
لبيك لبنان

Share