الياس بجاني/فيديو ونص: ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة

589

الياس بجاني/نص وفيديو: ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة
الياس بجاني/26 نيسان/2025

“ونظر موسى الى الشمال، نحو جبال لبنان وقال: وهذا الجبل؟ اجاب الله وقال: اغمض عينيك. هذا الجبل هو وقف لي. لن تطأه قدماك لا انت ولا الذي سيأتي من بعدك»(العهد القديم/سفر التثنية)

فقد نُقل عن كعب الأحبار قوله: “جبل لبنان أحد الأجبل الثمانية التي تحمل العرش يوم القيامة” . كما نُقل عن أبي الزاهرية قوله: “جبل لبنان أحد حملة العرش الثمانية يوم القيامة”

Click here to read the English version of this statement/اضغط هنا لقراءة المقالة بالإنكليزية

ليس 26 نيسان 2005، مجرد يوم للذكرى فحسب، بل هو عبارة عن خاتمة لذكريات أليمة بدأت منذ عام 1976 نتيجة دخول الجيش السوري إلى لبنان ومحاولة نظامه الهيمنة على القرار اللبناني الحرّ.
يتذكر شعبنا اللبناني اليوم انسحاب جيش نظام الأسد الجزار من لبنان يجرّر الهزيمة والخيبة والانكسار بضغط سلمي وحضاري ومشرّف من ثوار الأرز وثورتهم، وبدعم دولي وإقليمي. إلا أن الجيش الإيراني، الذي هو حزب الله الإرهابي والمذهبي والغزواتي، حلّ مكان الجيش السوري ويُبقي لبنان محتلًا ومصادرًا قراره ومضطهدًا أحراره والسياديين من قادته ومواطنيه.
إن الفارق الوحيد بين الاحتلالين الغاشمين هو أن الاحتلال السوري البعثي كان بواسطة جيش غريب تحالفت معه جماعات طروادية من الداخل، وقد سقط الأسد ونظامه وانكشفت جرائمه حتى بحق شعبه. أما الاحتلال الإيراني فهو لا يزال قائمًا للأسف عن طريق جيش أفراده كافة هم من أهلنا من أبناء الطائفة الشيعية المغرر بهم، إلا أن قرارهم ومرجعيتهم وتمويلهم وسلاحهم وثقافتهم وأهدافهم ومصيرهم هم بالكامل بيد ملالي إيران العاملين بجهد وعلى مدار الساعة ومنذ العام 1982 على إسقاط النظام اللبناني واستبداله بآخر تابع كليًا لمفهوم ولاية الفقيه الملالوية.
حزب الله، ورغم كل القرارات الدولية والإقليمية والعربية، ورغم الضربات الإسرائيلية القاتلة والمدمرة شبه اليومية، فهو لا يزال في حالة من الإنكار المرضي ومن الاستكبار الغبي رافضًا الالتزام بالاستسلام الذي وُقّع عليه من خلال اتفاقية وقف إطلاق النار. يعاند ويهدد ويتوعد فيما أهل الحكم الجديد رئاسة وحكومة مترددون ويهادنون ويسترضون دون قرار حاسم لوضع جدول زمني لتسليم الحزب أو تجريده بالقوة من سلاحه الموجه ليس ضد إسرائيل، بل ضد اللبنانيين.
لهذا فإن الاحتلال الإيراني الذي يتم عن طريق حزب الله الطروادي والمجرم والجهادي والفارسي هو أخطر بكثير من الاحتلال السوري الأسدي. رغم أن الحزب هُزم في مواجهة جيش دولة إسرائيل وانكسر وتعرّت كذبة مقاومته الوهمية، ومن هنا يتوجب على كل لبناني يؤمن بلبنان التعايش والرسالة والسلام أن يرفض هذا الاحتلال ويعمل بكل إمكانياته على التخلص منه، وكذلك يرذل كل مسؤول وسياسي ورجل دين يسوّق لبقائه.
ويبقى أنه في النهاية الشر لا يمكنه أن ينتصر على الخير، ولأن لبنان هو الخير وقوى الاحتلال الإيرانية والجهادية هي الشر، فلبنان ومهما طال الزمن سوف ينتصر، وكل قوى الاحتلال هي إلى الانكسار والهزيمة والخيبة.
أما الأخطر لبنانيًا من الاحتلالين السوري والإيراني على المدى الطويل في أطر المفاهيم الوطنية والثقافية والمستقبلية فهي الممارسات الإسخريوتية والنرجسية لقادة وسياسيين ورجال دين ورسميين مُلجَمين لبنانيين حاليين وسابقين، أين هم من الجحود والحقد “لوسيفر” رئيس الأبالسة الذي كان من أجمل الملائكة، لكنه وبنتيجة كفره بالعزة الإلهية كان مصيره الطرد من الجنة إلى جحيم جهنم ونارها.
نعم، الجيش السوري انسحب في 26 نيسان عام 2005، إلا أن أيتامه من المرتزقة المحليين وفي مقدمهم حزب الله الإرهابي وجماعة اليسار الحاقد والغبي، والعروبيين الحاملين لوثة عبد الناصر، وجماعات دجل المقاومة والتحرير، هم الخطر الوجودي على لبنان واللبنانيين. هؤلاء يعيشون في غيبوبة عن الواقع وغارقين بغباء وجهل الغرائز والإبليسية والحقارة والعبودية ومتلحفين نفاقًا ودجلًا وتجارة شعارات المقاومة والممانعة والتحرير ورمي اليهود في البحر. هؤلاء كانوا ولا يزالون على وضعيتهم الخيانية والطروادية، وهم بوقاحة وسفالة وحقارة ينفذون قولًا وعملًا وفكرًا وإفسادًا كل ما هو ضد لبنان وشعبه، ويمنعون بالقوة والاغتيالات والغزوات وكل وسائل الإجرام والإرهاب والمافياوية استعادة السيادة والاستقلال والحريات.
إن لبنان الرسالة والقداسة والحضارة هو نار كاوية دائمًا ومنذ 7000 سنة وما يزيد، تحرق كل الأيدي التي تمتد إليه بهدف الأذية، وهي دائمًا، ولو بعد حين، تدمر وتعاقب بعنف كل من يتطاول على كرامة وحرية وهوية شعبه.
في هذا اليوم المشرّف والوطني بامتياز، دعونا بخشوع نصلي من أجل راحة أنفس شهداء وطننا الحبيب، ومن أجل عودة أهلنا الأبطال والمقاومين الشرفاء اللاجئين رغماً عن إرادتهم في إسرائيل، ومن أجل عودة أهلنا المغيبين قسرًا في سجون نظام الأسد المجرم.
في الخلاصة، إن هذا اللبنان المقدس باقٍ رغم كل الصعاب والمشقات، لأن الملائكة تحرسه، ولأن أمنا العذراء هي شفيعته وسيدته وترعاه بحنانها ومحبتها، وكما كانت نهاية الاحتلال السوري ونهاية كل المارقين والغزاة الذين سبقوهم، هكذا ستكون بإذن الله نهاية الاحتلال الإيراني طال الزمن أو قصر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
عنوان موقع الكاتب الألكتروتي
https://eliasbejjaninews.com

Share