
Claude A. Hillar Hajjar: Open Letter to President Joseph Aoun – A Reminder of the Aishiyeh Massacre
March 4, 2025
Mr. President, General Joseph Aoun,
We heard your speech yesterday at the Arab Summit, and without a doubt, the Gazan Palestinians must have been immensely proud. No one could have represented them better than you. As for us, the Lebanese, we expected much more. We expected you to stand before the Arab leaders and demand that they lift the Palestinian burden off Lebanon’s shoulders and take them to their vast, empty lands. We expected you to remind them of the massacres, rapes, and kidnappings they inflicted upon the Lebanese people—atrocities that stained every village and city with innocent blood. At the very least, we expected you to tell them about your own town, Aishiyeh—how it suffered under Palestinian occupation, how its people were brutally slaughtered, and how you and your family barely escaped.
If you have forgotten, allow me, Mr. President, to remind you—because we have neither forgotten nor forgiven:
Between October 19 and 21, 1976, the Palestinian militants launched a barbaric attack on Aishiyeh in South Lebanon, committing mass murder and unspeakable atrocities. Most of the victims were women, children, and the elderly. Women and girls were raped, then butchered inside the church. Newborns were torn apart. Children were decapitated with hatchets. Homes were set ablaze. The few who survived fled to nearby villages for safety. One of the most horrifying crimes was the murder of Francis Alfred Nasr, who was burned alive in front of his father’s eyes.
The Victims Included:
1. Francis Alfred Nasr (burned alive).
2. Alfred Youssef Nasr
3. Fouad Gerges Najem (plus his wife and
four children).
4. Elias Fouad Najem
5. Amale Fouad Najem
6. Therese Fouad Najem
7. George Fouad Najem
8. Georgette Fouad Najem
9. Loutfallah Youssef El Chaar
10. Joseph Loutfallah El Chaar
11. Attallah Youssef El Chaar
12. Philippe Sleiman Chedid
13. Albert Chahine Milane
14. Ibrahim Ephrem Nasr
15. Sleiman Ephrem Nasr
16. Tony Ibrahim Nasr (14 years old).
17. Jamil Elias Nasr
18. Nassim Jamil Nasr
19. Selim Jamil Nasr (16 years old).
20. Youssef Selim Nasr
21. Youssef Nasr Nasr
22. Antoinette Nasr Nasr
23. Simon Youssef Nasr
24. Fouad Youssef Nasr (newborn).
25. Toufic Nasr (70 years old).
26. Melhem Ephrem Ephrem (45 years old).
27. Sleiman Ephrem (25 years old).
28. Ibrahim Selim Aoun
29. Raymond Ibrahim Aoun (15 years old).
30. Melhem Mansour Aoun (73 years old)
31. Soldier Youssef Elias Abu Kheir (executed in the church).
32. Sleiman Ajjaj El Hajj (15 years old,
33. Pierre Naamtallah Jabbour (13 years old, executed in the church).
34. Therese Fayez Najem
35. Najat Fayez Najem
36. Fayez Najem and his two daughters (five and three years old).
37. Mountaha Rizk Najem
38. Karim Selim Najem
39. Youssef Tannous Abu Eid
40. Tannous Youssef Abu Eid
41. Ibrahim Elias Aoun
42. Jean Khalil Aoun
43. Gerges Maroun Aoun
44. Sleiman Ajjaj Aoun.
45. Tammam Abu Kheir Aoun
46. Assaad Melhem Anid
47. Elias Youssef Anid
48. Aziz Youssef Anid
49. Boulos Anid
50. Elias Assaad El Kesserwani
51. Youssef Assaad El Kesserwani
52. Boutros Fares Fares
53. Gerges Ibrahim Nasr
54. Ibrahim Selim Nasr
55. Joseph Farid Nasr
56. Khalil Gergi Nasr
57. Khalil Sleiman Nasr
58. Salwa Youssef Mezher
59. Philippe Toufic Afif
60. Majid Elias Afif
61. Melhem Chekkri Honeiny
62. Nemr Rashid Abu Samra
63. Youssef Elias Noura executed in the church).
Mr. President, when you stood before the Arab world yesterday, did these voices echo in your mind? Did their cries reach your conscience? What could be seen more valuable than the truth?
Lebanon has bled enough. Its people have suffered enough. If you will not speak for them, then step aside for those who will.
Mr. President, the past will never fade, and our scars are eternal.
Long Live Lebanon Phoenicia
Claudia Hillar Hajjar, We, the Free People
كلود هيلار حجار: رسالة مفتوحة إلى الرئيس جوزيف عون تذكره بمجزرة بلدة العايشية
4 آذار 2025
السيد الرئيس، العماد جوزيف عون،
سمعنا خطابك بالأمس في القمة العربية، وبلا شك، فأن الفلسطينيين في غزة كانوا فخورين بما قلته للغاية. لم يكن هناك من يستطيع تمثيلهم أفضل منك. أما نحن، اللبنانيين، فقد كنا نتوقع منك أكثر بكثير، كنا ننتظر منك أن تخبر القادة العرب أن الوقت قد حان لرفع العبء الفلسطيني عن كاهل لبنان، ونقلهم إلى أراضيهم الواسعة الخالية. كنا ننتظر منك أن تذكرهم بالمجازر والإبادات والاغتصابات والخطف التي ارتكبوها بحق الشعب اللبناني في كل قرية ومدينة. على الأقل، كنا نتوقع منك أن تخبرهم قصة بلدتك انت، بلدة العايشية، وكيف عانت تحت الاحتلال الفلسطيني، وكيف ذُبح أهلها، وكيف نجوت أنت وعائلتك بالكاد. إذا كنت قد نسيت، اسمح لي يا سيادة الرئيس أن أذكّرك، لأننا لم ننسَ ولن نغفر:
بين 19 و21 تشرين الأول/أكتوبر 1976، شنّ الفلسطينيون هجومًا على بلدة العايشية ي جنوب لبنان وارتكبوا مجازر وحشية. كان معظم الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن. النساء والفتيات تعرضن للاغتصاب ثم ذُبحن داخل الكنيسة. قُطّع الرضّع إربًا. الأطفال قُطعت رؤوسهم بالفؤوس. أُحرقت المنازل. وهرب بقية سكان القرية إلى المناطق المجاورة. فرانسيس ألفريد نصر أُحرق حيًا أمام عيني والده.
ضحايا المجزرة هم:
فرانسيس ألفريد نصر (أُحرق حيًا).
ألفريد يوسف نصر
فؤاد جرجس نجم (وزوجته وأطفاله الأربعة)
إلياس فؤاد نجم
أمال فؤاد نجم
تيريز فؤاد نجم
جورج فؤاد نجم
جورجيت فؤاد نجم
لطف الله يوسف الشعار
جوزيف لطف الله الشعار
عطا الله يوسف الشعار
فيليب سليمان شديد
ألبرت شاهين ميلاني
إبراهيم إفريم نصر
سليمان إفريم نصر
طوني إبراهيم نصر (14 عامًا)
جميل إلياس نصر
نسيم جميل نصر
سليم جميل نصر (16 عامًا)
يوسف سليم نصر
يوسف نصر نصر
أنطوانيت نصر نصر
سيمون يوسف نصر
فؤاد يوسف نصر (رضيع)
توفيق نصر (70 عامًا)
ملحم إفريم إفريم (45 عامًا)
سليمان إفريم (25 عامًا)
إبراهيم سليم عون
ريمون إبراهيم عون (15 عامًا)
ملحم منصور عون (73 عامًا)
الجندي يوسف إلياس أبو خير (أُعدم داخل الكنيسة)
سليمان عجاج الحاج (15 عامًا)
بيار نعمت الله جبور (13 عامًا، أُعدم داخل الكنيسة)
تيريز فايز نجم
نجاة فايز نجم
فايز نجم وابنتاه (5 و3 سنوات)
منتهى رزق نجم
كريم سليم نجم
يوسف طنوس أبو عيد
طنوس يوسف أبو عيد
إبراهيم إلياس عون
جان خليل عون
جرجس مارون عون
سليمان عجاج عون
تمام أبو خير عون
أسعد ملحم عنيد
إلياس يوسف عنيد
عزيز يوسف عنيد
بولس عنيد
إلياس أسعد الكسرواني
يوسف أسعد الكسرواني
بطرس فارس فارس
جرجس إبراهيم نصر
إبراهيم سليم نصر
جوزيف فريد نصر
خليل جرجس نصر
خليل سليمان نصر
سلوى يوسف مزهر
فيليب توفيق عفيف
ماجد إلياس عفيف
ملحم شكري حنيني
نمر رشيد أبو سمرا
يوسف إلياس نورة (أُعدم داخل الكنيسة)
سيادة الرئيس، عندما وقفت بالأمس أمام العالم العربي، هل ترددت هذه الأصوات في ذهنك؟ هل وصلت صرخاتهم إلى ضميرك؟ ما الذي قد يكون أثمن من الحقيقة؟ لبنان نزف بما يكفي. شعبه عانى بما يكفي. إذا كنت لن تتحدث باسمه، فتنحَّ جانبًا ودع من لديه الشجاعة يتحدث.
سيادة الرئيس، الماضي لن يُمحى، وندوبنا أبدية.
عاش لبنان فينيقيا
**كلوديا هيلار حجار… نحن الأحرار
****************************************
من الأرشيف: مقالة لجومانا نصر تحكي مآسي مجزرة بلدة العيشية…54 شهيدا في التهجير الأول و47 في الثاني.. العيشية هل تتذكرون؟
من أرشيف 2023/العيشية حكاية صمود… هل تتذكرون؟
جومانا نصر/المسيرة/الخميس 26 تشرين أول 2023
العيشية ملحمة متكررة تشرين الأول 1976. تاريخ قد لا يتذكره إلا أبناء بلدة العيشية الجنوبية. يومها يروي التاريخ أن مجزرة حصلت في تلك القرية التي كانت تشكل قطبة مسيحية في وجه الطغاة. يومان وسقطت العيشية ليسجل على لوحة الشهداء سقوط 52 من أبنائها. لكن سيرة المقاومة والعنفوان التي خطها هؤلاء الشهداء شكلت خارطة طريق لمفهوم الصمود والبقاء في أرض كانت ولا تزال محط أطماع القوات المشتركة سابقا، وقوى الأمر الواقع اليوم.
21 تشرين الأول 2023، 47 عاما على مجزرة العيشية وكأنها اليوم، كيف يتذكر من عايشوا وقائعها لحظات الجحيم القاتلة؟
قد يكون التاريخ وحده حافزا لحك الذاكرة وسكبها من جديد في قالب يحاكي الأجيال التي لم تتعرف إلى العيشية بعدما عاد إليها أهلها ولو بتواضع.
صحيح أن أجراس كنيستي سيدة “الحبل بلا دنس” ومار أنطونيوس عادت لتقرع إما فرحا بولادة طفل أو مناسبة دينية، لكنها تنشد حزنا في كثير من المرات مع وصول جثمان أحد أبنائها من وراء الحدود، وربما على بعد مرمى حجر من بيت القرميد ورائحة الأرض، في صندوق خشبي محكم الإقفال، وفي سيارة الصليب الأحمر الدولي ليدفن في أرض العيشية إلى جانب أهله ورفاقه في الشهادة.
يقولون إن قدر العيشية هو البقاء كما أبناؤها. لكن لا شيء يعزز مفهوم البقاء في هذه الأرض إلا قوة الإيمان والشجاعة. ما عداهما… الرحيل أو الخضوع لقوى الأمر الواقع. لماذا نكتب سيرة العيشية اليوم؟ الجواب في حكاية المجزرة.
يروي الخوري بولس عنيد الذي عايش فصول المجزرة في كتابه “ملحمة العيشية”: “…في 21 تشرين الأول من العام 1976 كانت المجزرة. وتشردت العيشية… ذاك الهجوم البربري على العيشية لا ينسى. وإذا كنا نروي اليوم روينا فصول الملحمة التي عشناها، إنما لاستعادة الأحداث والتذكير بالتاريخ لئلا يضيع هول المذبحة في ذاكرة الأجيال. تلك المذبحة التي حولت وطن الأرز برمته إلى غرف للتعذيب”.
منذ التاريخ شكلت العيشية مع المزارع المحيطة بها، بوابة المتصرفية في القرن التاسع عشر. فكانت المدخل الجنوبي لقضاء جزين من خلال الجرمق أو ما يعرف بجبل الريحان، والمعبر الأساسي نحو منطقة البقاع الغربي. وحتى تاريخ سقوطها يحكى أن الهدف من الأحداث الاستفزازية التي سبقت المجزرة، كان تأمين خط عبور آمن للقوات المشتركة بين البقاع والجنوب ومن دون مقاومة. حتى جاءت الساعة الصفر.
فجر التاسع عشر من شهر تشرين الأول اخترقت سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني تقل عددا من المسلحين مدخل البلدة وفتحت النار على المواطنين. فقتل من قتل، وأصيب العديد. وعند محاولتها التقدم إلى داخل البلدة، قاومها الأهالي فتوقفت وقتل من فيها، ووقع السائق أسيرا في أيدي الأهالي الذين تولوا نقله وتكليفه إسعاف الجرحى كونه كان يعمل ممرضا. لاحقا شن المسلحون هجومات متتالية على البلدة لكن المواجهة مع الأهالي دفعتهم إلى الاندحار خلف أسوارها من جديد.
يروي احد ابناء البلدة الذي عايش فصول المجزرة أنه في ليل 20 تشرين الأول كثفت القوات المشتركة هجوماتها براجمات الصواريخ وكافة أنواع الأسلحة الثقيلة. لكن قرار أبناء العيشية كان الدفاع عن وجودهم حتى الرمق الأخير، وبما توافر من عتاد وعديد. حتى الصغار تولوا نقل الذخائر والطعام. ومع انبلاج الفجر توضحت الصورة: “جيش لبنان العربي” في أرض المعركة! كان هذا الجيش غطاء للمسلحين الفلسطينيين وأحزاب الحركة الوطنية. كانوا بالآلاف استعمالهم سلاح المدفعية من نوع (106) أسقط المتاريس الترابية التي أقامها على عجل أبناء بلدة العيشية للدفاع عن أنفسهم.
يروي الخوري عنيد “كانت اللحظات أشبه بيوم القيامة. أو كأن إعصارا عصف بالبلدة أو ما يشبه التسونامي. الأطفال والنساء والشيوخ لجأوا إلى أقبية البيوت. فقتل من قتل من الشباب الذين هبّوا للدفاع عن بيوتهم وحرماتهم. منهم من حمل الأولاد وفر في الأودية شرقا إلى بلدة القليعة أو شمالا نحو جزين. لكن على الجبهات خطَ الرجال والنساء والأطفال سطورا من البطولة. فالمتراس الذي كان يتولى الأب الدفاع من خلاله عن أهل القرية، كان يحتضن أيضا الزوجة التي تحمل الطعام إلى الشباب. أما الأطفال فكانوا يتولون نقل الذخائر إلى المواقع غير آبهين بأزيز الرصاص وأصوات الراجمات التي كانت تتساقط على البلدة”.
انتهى القصف لتبدأ عمليات الإبادة والتصفية. ويضيف شاهد عيان: “كنا مجموعة من النساء والشيوخ والأطفال. وصلنا إلى أحد الأقبية. لكن القصف كان يلاحقنا. بقينا حيث نحن ننتظر وصول “الجزارين”. فجأة سمعنا صوت الكاهن يردد: “إذا كان لا بد من الموت فلنستقبله واقفين متكلين على الله الذي لا يهمل عبيده عند ساعات الخطر» رددنا فعل الندامة. ومنحنا الخوري البركة”.
وفي صباح 21 تشرين الأول جاء القرار بتجميع الأهالي أو من بقي منهم، وسوقهم كالنعاج الى الكنيسة. ويروي الشاهد بحرقة: «كان مشهد الجثث مقززا. وكنا نتعرف إلى بعضها من دون أن نصدر أي رد فعل. هذه جثة فؤاد نصر الذي استمر في مقاومة المعتدين حتى الموت وأمام أنظار والدته. وهناك جثة جرجس عون، وأخرى للشهيد خليل نصر التي تشلعت أطرافها وفصل الرأس عن الجسد».. مشهد لن ينساه الراوي الذي لم يكن يتجاوز الحادية عشرة من عمره. وقد لا يكون وحده الذي حفره في الذاكرة ليكون عبرة لحكايات الأجيال اللاحقة.
قرار تجميع الأهالي في الكنيسة لم يكن بدافع حمايتهم أو ترحيلهم. فالكنيسة كانت مزنرة بالألغام، وكان القرار بتفجيرها وهدمها على رؤوس الأهالي وعددهم نحو 300 حتى لا يبقى من يخبر سيرة العيشية. ويضيف الراوي: “أمضينا الوقت في الصلاة في انتظار الساعة الصفر. لكن علمنا لاحقا أن مفاوضات حصلت على أعلى المستويات بين قياديين من القوات المشتركة وشخصيات سياسية وروحية أسفرت عن فك الألغام المزروعة حول جدران الكنيسة”.
ويتابع: “في هذا الوقت كان المسلحون يعبثون بالبيوت ويحرقونها بعد سرقتها، ويستبيحون الأرزاق. أما داخل الكنيسة فكانت حرب إبادة. إذ كان يتولى مسلحون المناداة على الرجال الذين تمت الوشاية بهم، ومنهم عمي جرجس فرحات نصر الذي وشى به أحد المواطنين من الطائفة الشيعية لأنه أراد الانتقام منه بعدما منعه ذات مرة من التقدم إلى داخل البلدة بسيارته حيث كان يشارك جرجس في تحرك تضامني مع الجيش اللبناني. فاقتاده المسلحون إلى أمام عتبة منزله وأمطروه بوابل من الرصاص مزق جسده. وبعد الكشف على الجثة تبين أنه تعرض لإطلاق النار أيضا على أصابعه انتقاما كونه رمى حجرا كبيرا يومها على سيارة المخبر لمنعه من الدخول عنوة إلى العيشية. ثم نادوا على والدي، وأخذوه إلى نفس الموقع وطلبوا من شقيقي الأكبر أن يطلق النار على والده. فصرخ أحد المسلحين: “بيكفَي قتلنا خيّو. اتركوه”. واستكملت عمليات الإبادة لتشمل أيضا الجرحى الذين لم ترأف بهم إصاباتهم فتمت تصفية البعض على مرأى من أولاده أو أهله.
بعد يومين على انتهاء المجزرة أعطي الأمر للكاهن وبعض الأشخاص لسحب الجثث من الطرقات والأحراج. فتمت الإستعانة بجرار زراعي “تراكتور” لتجميع الجثث ونقلها على دفعات إلى الكنيسة. وكان يطلب من الأهالي الخروج «لملاقاة» الأحبة جثثا مكدسة في السيارة. كانت لحظات أقسى من الجحيم. وسمح للكاهن أن يتلو صلاة الأبانا والسلام بعد تدوين الإسم في سجل الوفاة قبل نقل “الحمولة” إلى مدافن البلدة ورميهم بطريقة عشوائية. وبعد مرور نحو الأسبوعين تم إجلاء الأسرى أو من بقي منهم بعدما خرج البعض من خلال تدخل بعض الوساطات. وكان التهجير الأول”.
ولاحقا كتب على اللوحة الرخامية: 54 شهيدًا سقطوا في مجزرة العيشية.
لكن جلجلة أبناء العيشية لم تنتهِ. فالشهداء الذين سقطوا بين العامين 1982 و2000 تاريخ انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وصل عددهم الى 47 شهيدا.
ذنبهم أنهم رفضوا أن تتكرر مأساة التهجير، فقرروا البقاء لكن الثمن كان مزدوجا: مرة في الإستشهاد، ومرة في ترحيلهم عن قريتهم إلى ما وراء الشريط ولصقهم تهمة العمالة.
من أصل 5000 نسمة، ثمانون فقط يعيشون اليوم في حنايا أشجار الصنوبر التي تكلل البلدة.
وحتى لا يصير التاريخ مجرد حكاية أو فصلا من كتاب، تعود الذكرى في كل سنة في قداس ولقاء مع أحبة حملوا البندقية والسلاح الأبيض ذات يوم ودافعوا عن أغلى ما لديهم: بلدة العيشية.