حان الوقت لصفقة ترامب الكبرى مع إيران د. مردخاي نيسان/نيوزماكس وورلد/23 نوفمبر 2024 (ترجمة الياس بجاني من الإنكليزية بحرية تامة)
دونالد ج. ترامب، الرئيس الـ 45 لأمريكا، والذي يعود الآن كرئيسها الـ 47، يمتلك القدرات اللازمة لإجبار إيران على الامتثال لإيقاف عدوانها وإرهابها.
يشار هنا إلى أن انتخابه وحده أثار الخوف والقلق عالمياً على أقل تقدير.
تلوح في الأفق معادلة سياسية جديدة…ترامب حازم ومركز.
من موقع كرئيس (أعيد) انتخابه، سيتخذ ترامب الخطوات الضرورية لإجبار إيران على تفكيك صناعتها النووية وإنهاء دعمها لوكلائها الإرهابيين في العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن. وليس خافياً على أحد أن هدف الرئيس دونلد ترامب هو القضاء على التحالف الشيعي تحت قيادة إيران وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. وفي هذا السياق دار في الآونة الأخيرة، الكثير من الحديث عن وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله لتنفيذ ترتيبات أمنية جديدة للجنوب اللبناني، ولكن بالنظر إلى المشهد الإقليمي الأوسع، فإن هذه الصفقة ستكون صغيرة ومبكرة ويمكن للظروف الجديدة القادمة أن تدفع نحو صفقة أكبر بكثير.
من خلال عزمه الشخصي والقوة العسكرية الأمريكية، يمكن لترامب تقديم معضلة مؤلمة للنظام الإسلامي في إيران..ولهذا فإن الاستعداد لمواجهة القوة العسكرية الأمريكية التي تهدف إلى بتدمير هائل لاقتصاد إيران ومجتمعها ومستقبلها السياسي؛ يجعلها تختار إما التخلي عن البرنامج النووي ودفن طموح الهلال الشيعي المسيطر على الشرق الأوسط، أو المخاطرة بصدام عسكري مع الولايات المتحدة.
الرئيس ترامب لن يكتفي بتكثيف العقوبات الاقتصادية، بل سيظهر استعداده لتوجيه ضربة قاتلة ضد إيران. هذا وينبغي لواشنطن ألا تكتفي بسياسة الردع لمنع إيران من مهاجمة إسرائيل أو السعودية؛ بل يجب أن تتبنى استراتيجية “الإجبار” اي خيار القوة التي تجبر إيران للتخلي عن هدف الهيمنة والإمبريالية، وربما ستفرض على حكام إيران الواقع نفسه، بدلاً من سياسة الأوهام.
فيما يخص لبنان، فإن الهدف الأمريكي الفوري الآن هو تفكيك حزب الله وفقًا لقرارات الأمم المتحدة 1559 و1701.
وعندما يوضح ترامب أن إدارته ستغير قواعد اللعبة، فإن حسابات إيران ستضع مصير بقاء نظامها قبل السعي للغزو والتوسع… وهذا سيكون قراراًعقلانيًا للحفاظ على الذات من قبل حكام الجمهورية الإسلامية.
الأمر المستجد سيتطلب من إيران قطع قطع علاقتها مع حزب الله وحماس.
لقد كان حلفاء إيران مثلها أيضاً عرضة لهجمات القوة الجوية الإسرائيلية الفتاكة في حين أن قصف بيروت ودمشق كان جزءً من السيناريو العسكري.
إن التحالف السياسي الإيراني العربي الذي ظهر مع الثورة الإسلامية في 1979 يعيش أيامه الأخيرة، وذلك بعد تعرضه لهجوم إسرائيلي شديد في 26 أكتوبرالمنصرم، وتلقيه رسالة أمريكية مدوية في الخامس من الشهر الجاري، مما جعل إيران تشعر بالضغط السياسي الجدي والصارم. وفي سياق أخر يمكن القول أن لقاء المبعوث الإيراني في الأمم المتحدة مع إيلون ماسك، كان مؤشراً للتغيير السياسي القادم دون شك.
إن المجال كما الفرص الآن مهيئة لتهديد أمريكي موثوق به لمواقع إيران الاستراتيجية ومواردها، وذلك لا يقل أهمية في أطار آخر عن احتمال اندلاع انتفاضة شعبية إيرانية ضد نظام الملالي من الداخل…كما أن استسلام إيران للأمر الواقع ولميزان القوة لن ينهي فقط حرب حزب الله مع إسرائيل، بل سيمهد أيضًا الطريق لاستعادة سياسية سيادية في بيروت، ومن المحتمل جداً أن المسيحيون والسنة والدروز ستعود أدوارهم السياسية إلى موقعها الفاعل مع تراجع أدوار الشيعة المهزومين في المعادلة السياسية اللبنانية الجديدة.
إن الصفقة الكبرى – على عكس الصفقة الصغيرة المبكرة والمحدودة على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية – ستُحرر إسرائيل من تهديد الإبادة النووية وجزئيًا من الإرهاب الإسلامي، كما ستثبت في الصراع المرير الذي دام عقودًا بين إيران وأمريكا أن كسب الحرب لا يتطلب بالضرورة خوضها..ونعم ستفتح الاستراتيجية الحكيمة لواشنطن الطريق أيضًا لتوسيع قوس اتفاقيات أبراهام للسلام والاستقرار في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط.