الكولونيل شربل بركات: هل سينسحب الإيرانيون من لبنان مقابل الابقاء على النظام؟/Colonel Charbel Barakat: Will the Iranians Withdraw from Lebanon in Exchange for Preserving their Regime?
Will the Iranians Withdraw from Lebanon in Exchange for Preserving their Regime? Colonel Charbel Barakat/November 17/ 2024 (Freely translated from Arabic and quoted by Elias Bejjani, editor and publisher of the LCCC website)
هل سينسحب الإيرانيون من لبنان مقابل الابقاء على النظام؟ الكولونيل شربل بركات/17 تشرين الثاني/2024
الحرب المستمرة في لبنان اليوم وكل الدمار الذي ينتج عنها هو بسبب تعنّت النظام الإيراني وتمسكه بآخر أوراقه الفاعلة، ألا وهي الورقة اللبنانية أي ورقة حزب الله، فهو خسر الورقة الفلسطينية في غزة، ويستعد لخسارة الورقة اليمنية، التي لا بد من التنازل عنها كونها تؤثر على طريق رئيسي من طرق المواصالات الدولية يتضرر منها الكل؛ من الصين إلى الهند وتجارة شرق آسيا مع أوروبا، دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح دول المنطقة خاصة مصر والسعودية وبقية دول الخليج زيادة على تجارة النفط والغاز العالمية، وهذه ستنتهي بالمزيد من الضغط إذا ما ظهر أي تقدم في العلاقات السعودية الاسرائيلية تحت مظلة الرئيس ترامب مستقبلا. تبقى إذاً الورقة اللبنانية التي إن سقطت قد تطيح أيضا بالورقة العراقية، ولو أن العراق جار قريب لإيران حيث بسط النفوذ والسيطرة أسهل، لا بل هناك سوابق تاريخية لها منذ ما قبل الفتح العربي، فقد كانت “المدائن” عاصمة دولة “كسرى” تقوم فيها، وكانت عقدة فرض الاسلام على الفرس مؤلمة لا بل أثرت كثيرا في حركة التاريخ، منذ الفتح إلى ثورة العباسيين والدولة البويهية وحتى الحركة الصفوية أيام الشاه اسماعيل.
من هنا تمسّك إيران بورقة حزب الله والتحضيرات الكثيرة، لا بل الآمال الكبيرة التي بنيت عليها منذ ايام الامام الخميني صاحب نظرية استعادة الهيمنة والتوسع. ويقول البعض بأن فكرة تمدد النفوذ الإيراني كانت بدأت زمن الشاه، حيث أُرسل الامام موسى الصدر لتنظيم الوجود الشيعي في لبنان وزيادة التأثير على الساحة التي كانت تسيطر عليها القوى اليسارية المرتبطة بشكل أو بآخر بالاتحاد السوفياتي، خاصة مع تنامي قوة المنظمات الفلسطينية والتي ارتكز تسليحها على الكتلة الشرقية.
اليوم وبعد الضربات الشديدة التي أطاحت بتنظيم حزب الله هذا من رأسه حتى أخمص قدميه، ومن ضمنها مخازن اسلحته وتحصيناته ومراكز تمويله، اضطر الحرس الثوري للنزول إلى الأرض والسيطرة على قرارات الحزب الفعلية، لا بل استقدم بعض عناصر المليشيات من سوريا لدعم صمود مواقع الحزب ومنع ظهور أي نوع من أنواع الاستسلام أو الهزيمة لكي يمرر المرحلة المقبلة ويقطف أي نصر ممكن، ولو كان فقط التفاوض مع النظام في طهران على الترتيبات المستقبلية. وهو مستعد إن أُعطي استمرار سيطرته داخل إيران أن يقبل بأي شروط تطلبها اسرائيل وشركائها من القوى الغربية، لا بل وحتى اجراء اصلاحات داخل النظام نفسه وارضاء المجتمع الدولي مع محاولة استيعاب تحركات الشعب الإيراني المستقبلية.
ولهذا نرى التصريحات المتلاحقة ثم التراجع عنها، وكثرة الوفود التي تزور لبنان، ومحاولات الظهور بمظهر الساعي للسلم والغير معني بالحرب مهما كان الثمن، وحتى لو كان من ضمنه التنازل في موضوع المواقع النووية والعودة إلى فتحها أمام المراقبين الدوليين كما أعلن مؤخرا.
زيارة لاريجاني إلى لبنان، والتي سُرّب بأنها كانت لمساعدة الحزب ببعض الأموال من أجل تخطي المرحلة الدقيقة التي يمر بها ودعم أجزاء من بيئته المهجّرة والتخفيف من حركات الرفض فيها بعد كل الدمار والمعاناة التي تجتازها، جاءت أيضا للظهور بمظهر القادر على التأثير بمجريات الأمور، ولفهم ما يدور بين اللبنانيين والقوى الفاعلة والتي تؤثر على ما ستقوم به اسرائيل، وتأكيدا على دور طهران وفعاليتها في مجريات الأحداث، لا بل جهوزيتها للتفاوض والتنازل بما أنها لا تزال قادرة على حسم الأمور. وما تمرير قضية تفتيش الوفد التي قام بها عناصر الأمن في المطار بدون ضجيج أو اعتراض كبير إلا من قبيل هذا التغيير.
ولكن هل إن قدرة اسرائيل على وقف خطر مستقبل المشروع النووي الإيراني اليوم، وخلال هذه الفرصة الفريدة وحتى بدون ضربه، سيمنع أعادة إحياء دور نظام الملالي، ممول الإرهاب العالمي وداعم نظريات الرفض التي لا تزال تسيطر منذ قيام دولة اسرائيل على علاقات دول الشرق الأوسط؟ أم أن تقديم التنازلات والقبول بالشروط الدولية سيسمح بامكانية نشر السلام الحقيقي والتعاون بين مركبات المنطقة وشعوبها، كما باستمرار هذا النظام، على أن ينضم إلى حركة التطور ويتخلى عن طروحاته التوسعية ومشاريع التسليح الصاروخي والنووي، لتصبح المنطقة واحة نمو وازدهار قادرة على اللحاق بالحركة الاقتصادية العالمية والانضمام إلى قطار المدنية الجديدة؟
إن أي تعنت من قبل نظام طهران سيجره إلى الصدام الفعلي الذي يحتّم التخلص منه نهائيا، وبذلك أيضا من كل افرازاته، في لبنان أولا، وفي اليمن والعراق وسوريا تباعا. وما الحرب الدائرة اليوم إلا للتخلص من الترسانة العسكرية التي كدّسها “محور الشر” هذا خلال الأربعين سنة الماضية بهدف فرض سياسته على المنطقة بأسرها ومنها على العالم. ولكننا نرى نهاية لعهد التوسع الارهابي وبداية لمشروع السلام الحقيقي الذي تسعى إليه الدول والشعوب. وكل من لا يزال يؤمن بحلول العنف سيتأخر عن الركب ولن يقدر على مجاراة التطور ولا على الانضمام إلى المجموعات المتنافسة على الانتاج وتقاسم الثروة.
إن هؤلاء الذين أقاموا نظام القوة وتجارة الممنوعات واعتمدوا على نشر الذعر والخوف من مخططاتهم التدميرية، سيسقطون في شر أعمالهم، وسينتهون إلى مزبلة التاريخ. لذا نحن، وإذ نعتب على من نحب من اللبنانيين، خاصة جيراننا من الطائفة الشيعية، الذين سمم حزب الله حياتهم وقهر أولادهم ونكّل بالاحرار بينهم، نطلب منهم أن يستفيقوا من ثباتهم ومن سكرتهم بالعز المؤقت، ويروا ما حل بهم وإلى أين يسيرون، فيتقوا الله ويوقفوا الحرب اليائسة، ويعملوا على الالتزام بقواعد وشروط بناء الدول. فسرقة أموال الناس التي اعتادوا عليها لن تجدي نفعا، ولا تجارة الممنوعات أو التهرّب من الرسوم ستنجح بعد اليوم، ولن يتكرّم علينا من استعديتم بدون سبب لاعادة البناء. وها كل ما بني بالقهر والهوان يزول خلال هذه الحرب وقبل نهايتها. فلماذا يهدم ما كان نما بالجهد وما بذلت من أجله طاقات الأهل والجدود الذين اقتنعوا بضرورة العمل من أجل تحسين الظروف الحياتية والعيش بكرامة وجيرة حسنة مع كل المختلفين من حولنا. ولماذا يذهب “الصالح بعزى الطالح” ونتبنى سياسات لا أمل لها ولا مستقبل، ونصرّ على اجترار أقوال وأفكار هي من زمن العهر السياسي، زمن التشاوف والتلطي خلف نظريات الاستعلاء والتجبّر التي لم تكن مرة من شيم أهلنا ولا من تقاليد منطقتنا.
يا شيعة الحق ثوروا فإن الأحرار بانتظاركم والعالم لا يزال يؤمن بوجودكم ولو طغى هؤلاء القتلة، فلا تدعوهم يسيطرون إلى ما لا نهاية، ولا تتركوهم يبيعون ويشترون أولادكم في أسواق النخاسة، ولا تستسلموا للوهم المسيطر عليكم بأن يقودكم إلى القاع الذي يصعب الخروج منه. فلنسارع إلى طلب الحلول المعقولة قبل فوات الأوان، ولنلتجئ لما تبقى من شكل الدولة التي يمكنها حماية الجميع إذا ما التزمنا بمساندتها ولم نملي شروطا تعجيزية عليها. فالعالم ينتظرنا للتدخل بعد رفض مشاريع الهيمنة والعداوة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه.
إن نظام الملالي المستعد لبيع لبنان بكل ما فيه مقابل الابقاء على سيطرته في إيران سيبيعكم بأسرع مما تتصورون، فلتكن المبادرة منكم وليكن وقف القتال وتسليم السلاح هو مطلبكم، ولننتهي من مشاريع التوسع والسيطرة، فلا هذه نجحت ولا مساندة نظام الملالي قدر على الصمود. ولنتحد لبناء لبنان أفضل يقوم على المطالبة بالسلم والحياد وتنظيم الادارة الذاتية والتعاون مع الكل من أجل شرق أوسط منفتح يعج بالفرص ولا يوئد الطموحات المتحفزة بل يدفعها إلى الانطلاق ويساندها فتنمو مجددا وتزهر استقرارا ورفاهية يحلم الكل بالعيش في ظلها.
نحن لن نتوقف عند طلب وقف اطلاق النار وتسليم الأسلحة وترك مهمة حماية الحدود ومصالح اللبنانيين للجيش والقوى الأمنية الشرعية وتنفيذ القرارات الدولية، ولا فقط لاستعادة العمل باتفاقية الهدنة. ولكننا نطالب بالسلام الكامل وفتح الحدود والمشاركة ببناء مستقبل المنطقة. وليكن جبل عامل الجار الأقرب لدولة اسرائيل أول المستفيدين من هذا الانفتاح، لا بل أول العاملين على حماية السلام الدائم والمتين، وليكن أبناءه في مقدمة المستفيدين من الثراء والبحبوحة الحقيقية الناتجة عن الجهد والرؤية لا عن المتاجرة بالحقد وافرازاته أو العمالة لأنظمة الشر وسياسات التوسع على حساب مصالح الآخرين.
إن صناعة المستقبل تبدأ بقرار صحيح والتاريخ سيذكر هذه المرحلة على أنها المخاض الحقيقي لولادة دولة لبنان الحديث فليكن لنا أبناء الجنوب شرف المشاركة بفعل الخير واسكات المدافع والتخلص من الحقد ومشاريع التزلم لمن يريد استعمالنا في تجاربه وليكن وطننا محصنا وابناءه متعاونون على الخير والبناء لا على الهدم والدمار…
Will the Iranians Withdraw from Lebanon in Exchange for Preserving their Regime? Colonel Charbel Barakat/November 17/ 2024 (Freely translated from Arabic and quoted by Elias Bejjani, editor and publisher of the LCCC website) Introduction
Colonel Charbel Barakat, a retired Lebanese Army officer, historian, terrorism expert, and author of numerous works on Lebanon, the Iranian regime’s schemes, and jihadist movements, has testified multiple times before the U.S. Congress on critical issues, including Iranian and Syrian terrorism, the Syrian occupation of Lebanon, jihadist threats, and the pursuit of Middle East peace.
In his analysis today, Colonel Charbel Barakat provided an in-depth examination of whether Iran might abandon Hezbollah, its terrorist proxy in Lebanon, in exchange for preserving its regime. He also issued a powerful call to the free Lebanese Shiites, urging them to unite in condemning Hezbollah’s war and its allegiance to Iran. Barakat emphasized the need for decisive and patriotic stances to save their community, bring them fully under the constitutional authority of the Lebanese state, and join other Lebanese as active partners in fostering Middle East peace with Israel and all regional countries.
Barakat started his analysis by saying,”The ongoing war in Lebanon today and the destruction it causes stem from the Iranian regime’s obstinacy and its grip on its last effective card—the Lebanese card, represented by the terrorist and Jihadist Hezbollah. Iran has lost the Palestinian card in Gaza and is preparing to lose the Yemeni card, which it will inevitably relinquish as it impacts a critical global trade route affecting everyone from China to India, along with East Asia’s trade with Europe. These stakes also include the interests of regional countries, especially Egypt, Saudi Arabia, and the Gulf states, as well as global oil and gas trade. Pressure will increase further if progress materializes in Saudi-Israeli relations under President Trump in the future. Thus, the Lebanese card becomes pivotal. If it falls, it may also jeopardize Iran’s grip on Iraq, though Iraq’s proximity and historical ties to Iran make maintaining influence easier. Historically, this proximity was seen during the Sassanid Empire, where the Persian capital ‘Ctesiphon’ stood, and the subsequent imposition of Islam on Persia left an enduring historical wound, shaping events from the Abbasid Revolution to the Safavid era under Shah Ismail.
Barakat emphasized Iran’s attachment to its armed well equipped and well trained Hezbollah proxy, rooted in the ideological ambitions of Ayatollah Khomeini, who envisioned dominance and expansion. He explained that the seeds of this expansionist agenda were sown even during the Shah’s reign when Imam Musa al-Sadr was sent to organize the Shiite presence in Lebanon and bolster influence in a region dominated by leftist forces aligned with the Soviet Union and the rising strength of Eastern Bloc-armed Palestinian factions.
Today, after severe blows have dismantled Hezbollah’s organization from its leadership to its logistical backbone—including its weapons caches, fortifications, and funding sources—the Revolutionary Guard has been forced to intervene directly. Barakat noted that Iran has deployed militia elements from Syria to bolster Hezbollah’s resilience, attempting to prevent any semblance of surrender or defeat. This is likely a strategic move to position itself for potential negotiations about future arrangements while ensuring its grip on power in Iran. If assured of its regime’s survival, Tehran may accept any conditions proposed by Israel and its Western allies, including internal reforms and accommodating international demands, while attempting to placate future Iranian uprisings.
Barakat observed a pattern in Tehran’s behavior—frequent declarations followed by retractions, numerous delegations visiting Lebanon, and efforts to present itself as a peace-seeker uninterested in war. He highlighted the regime’s willingness to compromise, even reopening its nuclear sites to international inspectors, as recently announced.
He elaborated on Iranian Parliament Speaker Ali Larijani’s recent visit to Lebanon, noting that it ostensibly aimed to provide limited financial support to Hezbollah to address its dire situation, mitigate discontent among its displaced supporters, and alleviate rejection within its base. Barakat viewed this visit as an attempt to project influence and gauge the dynamics among Lebanese factions and influential actors that could shape Israel’s actions. The ease with which Larijani’s security checks at the airport were handled, without significant objection, further demonstrated Tehran’s intent to adapt its tactics.
Barakat questioned: ‘Will Israel’s ability to neutralize Iran’s nuclear threat today, during this unique window, prevent the revival of the Mullah regime’s role as a global terrorism sponsor and an opponent of peace in the Middle East? Or will the concessions and acceptance of international conditions enable true peace and regional cooperation while allowing the regime to survive, provided it abandons its expansionist rhetoric and missile and nuclear ambitions?’
He predicted that any Iranian intransigence will inevitably lead to direct confrontation, requiring the regime’s ultimate elimination alongside its manifestations in Lebanon, Yemen, Iraq, and Syria. Barakat stressed that the ongoing war serves to dismantle the arsenal amassed by this ‘Axis of Evil’ over four decades. However, he expressed optimism, seeing the end of the era of terrorist expansion and the dawn of genuine peace sought by nations and peoples alike.
He urged the Lebanese Shiite community, victimized by Hezbollah’s control, to awaken from the delusion of fleeting power and recognize the devastation brought upon them. Barakat implored them to abandon the hopeless war and embrace the principles of state-building, asserting that illicit profits and criminal enterprises will no longer suffice to sustain them.
Barakat concluded: The Mullah regime is willing to sell Lebanon to preserve its power in Iran and will readily betray the Shiites of Lebanon faster than they might imagine. Therefore, he urged them to take the initiative, demand Hezbollah’s disarmament, and work tirelessly to end the ongoing futile war. He also called on the Shiites to unite in building a better Lebanon rooted in neutrality, good governance, and cooperation, paving the way for an open and prosperous Middle East.