الياس بجاني/نص وفيديو: حزب الله في جميع أشكاله يمثل تهديداً وجودياً على لبنان واللبنانيين عموماً، وعلى الشيعة اللبنانيين والعرب تحديداً، نظراً لإيديولوجيته الدينية المرتبطة بملالي إيران والتابعة لهم

60

الياس بجاني/نص وفيديو: حزب الله في جميع أشكاله يمثل تهديداً وجودياً على لبنان واللبنانيين عموماً، وعلى الشيعة اللبنانيين والعرب تحديداً، نظراً لإيديولوجيته الدينية المرتبطة بملالي إيران والتابعة لهم.
الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2024

Click Here to read & watch the English Video version of this piece
اضغط هنا لقراء ومشاهدة فيديو المقالة بالعربية

Elias Bejjani/Text & Video: Hezbollah in All Its Forms is an Existential Threat to Lebanon and the Lebanese People

تهديد حزب الله الكياني على لبنان هو أبعد من مجرد مقاومة مسلحة
يُعتبر حزب الله، الذراع الإيرانية الجهادية الإرهابية المسلحة، خطراً وتهديداً وجودياً متعدد الأبعاد يتجاوز قدراته العسكرية. إنه يشكل خطراً وجودياً وكيانياً على لبنان، والعالم العربي، وإسرائيل، والنظام الدولي ككل، سواء أكان موجوداً كميليشيا مسلحة، أو كياناً سياسياً مزعوماً. إن تفكيك حزب الله وتجريده من سلاحه، ومحاكمة قياداته كأدوات ومسوّقين لإيديولوجية الإسلام السياسي الشيعي، أمر ضروري للمحافظة على الاستقرار اللبناني والإقليمي والدولي. تكمن خطورة حزب الله في إيديولوجيته الدينية، التي تمثل نسخة للإسلام السياسي في شقه الشيعي، وهي تكاد تكون استنساخاً كاملاً للإسلام السياسي في شقه السني ومنظماته الإرهابية والجهادية، مثل داعش، والقاعدة، وبوكو حرام، وكل تفرعات الإخوان المسلمين. وما لا يجب إغفاله أنه، ورغم الاختلاف المذهبي لجماعات الإسلام السياسي، فإن هذه المنظمات كافة يجمعها هدف فرض أجندة دينية سياسية شمولية تهدد الدول القومية، وتزعزع الاستقرار المجتمعي، وتؤدي إلى اضطرابات عالمية. إن نهج حزب الله الشيعي لا يجعله أقل خطراً أو تطرفاً من نظيراته السنية.

حزب الله لا يمثل الشيعة لا في لبنان ولا في الدول العربية
على عكس الدعاية التي تروج لها إيران وكل ما يسمى “محور المقاومة” في لبنان وخارجه، فإن حزب الله لا يمثل الطائفة الشيعية اللبنانية أو العربية، بل هو عدوها الأكبر. ففي الثمانينيات، وبالتواطؤ بين نظام الأسد الديكتاتوري في سوريا ونظام الملالي في إيران، تم إنشاء حزب الله وتوفير كل الإمكانيات العسكرية والمالية والمذهبية لاختطاف الطائفة الشيعية في لبنان وجعلها رهينة. هذه الحقيقة التدميرية ما زالت قائمة حتى يومنا هذا؛ إذ أعلن حزب الله العام الماضي الحرب ضد إسرائيل بأوامر إيرانية مباشرة، وهو مستمر فيها رغم هزيمته المدوية، دون أي اعتبار للنتائج الكارثية التي انعكست على الشيعة اللبنانيين من تدمير وقتل وخراب وإفقار وذل وتهجير. فبالرغم من الدمار والمعاناة التي تسببها سياساته وحروبه وإرهابه في مناطق نفوذه جراء الحرب الدائرة بينه وبين إسرائيل، يواصل الحزب  حربه العبثية لخدمة أجندة إيران الإقليمية التي تتناقض مع مصالح الشيعة ولبنان واللبنانيين. هذه السياسات الانتحارية تؤكد أن ولاء الحزب لإيران يتفوق على اهتمامه بمصالح المجتمع الذي يدّعي تمثيله والدفاع عنه وما يسميه “البيئة الحاضنة.”

دور حزب الله الإيراني والجهادي في تقويض سيادة لبنان
تمكن حزب الله من ترسيخ وجوده في لبنان كدولة داخل الدولة منذ العام 2005، عقب اجبار الجيش السوري دولياً وإقليمياً ولبنانياً على الإنسحاب من لبنان فسيطر على الحكم وعلى الأحزاب والسياسيين وأخضعهم إما بالإرهاب والإغتيالات أو بشراء ولائهم وضمائرهم، وحول لبنان إلى مخزن أسلحة من كافة الأنواع، وصادر بالقوة قرار الحرب والسلم. ومع ذلك، هناك أكثرية من السياسيين اللبنانيين وأصحاب شركات الأحزاب “المرتهنة”، سواء عن جهل أو انتهازية أو خيانة، يقترحون وبوقاحة السماح له الله بالاستمرار كحزب سياسي بعد هزيمته العسكرية التي أصبحت شبه مؤكدة. هذا الموقف الذمي يفضح قصر نظر أصحابه ولا يخدم سوى مشروع الهيمنة الإيرانية من خلال تجديد دور حزب الله الإيراني فكراً وثقافة ومشروعاً وأيديولوجية، بهدف استمراره كأداة تخدم مصالح حكام إيران الملالي.

هرطقة وخدعة ما يسمى “الإستراتيجية الدفاعية”
في سياق ارتهان الطبقتين السياسية والدينية، بدأت تتعالى الدعوات المطالبة بدمج سلاح حزب الله في إطار “إستراتيجية دفاعية” وطنية أو تطويع الآلاف من عناصره في الجيش اللبناني تحت مسمى “حرس حدود.” هذه الدعوات هي خطايا وطنية تهدف إلى ترسيخ وجود حزب الله ككيان مسلح موازٍ للجيش اللبناني ومهيمن على قادته ومؤسساته، مما يخلق دولة داخل الدولة. هذا النموذج هو عينه الذي عملت إيران على تعميمه من خلال الحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن، والميليشيات التابعة لها في سوريا، مما قوض سيادة الحكومات في هذه البلدان، تماماً كما هو وضع حزب الله في لبنان حالياً.

إيران والفوضى وتفكيك الدول
إستراتيجية إيران تهدف إلى إضعاف الدول القومية وتعزيز الميليشيات المذهبية الموالية لها لترسيخ نفوذها. في لبنان، يُعتبر حزب الله أداة إيران الأساسية لإبقاء قبضتها على البلاد، ووتستنسخ هذه الإستراتيجية في العراق واليمن وسوريا، حيث تعمل الميليشيات الإيرانية على تدمير المؤسسات الوطنية واستبدال الحكم الشرعي بالفوضى والدويلات.

السبل المطلوبة لتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني
إن تفكيك حزب الله وتجريده من السلاح ومنعه من المشاركة في الحياة السياسية هو شرط أساسي لتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني. لهذا يجب على الشعب اللبناني وعلى أطقمه السياسية والدينية والأكاديمية والحزبية إدراك حقيقة مهمة وهي أنه وبأي شكل مهما كان، لا يتوافق وجوده مع الكيان والسيادة والدستور والإستقلال والسلم، والديمقراطية، والحريات ومبدأ التعايش والوحدة الوطنية. وفي نفس الوقت على المجتمع الدولي دعم لبنان من خلال ممارسة أقصى الضغوط على حزب الله ورعاته الملالي لتفكيك الحزب ونزع سلاحه وتحرير الشيعة واللبنانيين من سيطرته الدكتاتورية. يبقى، إن مستقبل لبنان يعتمد على كسر الحلقة المفرغة من الاحتلالات والتبعية للخارج التي ضربت لبنان منذ السبعينيات، ولتحقيق ذلك يجب القضاء كلياً على حزب الله كقوة عسكرية، وحله ككيان سياسي، ومحاكمته كمنظمة تروّج للإرهاب والتطرف والحروب الجهادية.. عندها فقط، يمكن للبنان استعادة سيادته وبناء مستقبل مستقر ومزدهر.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
[email protected]
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninews.com