الجنرال يعرب صخر: العقيدة العسكرية الإسرائيلية، بين الثابت والمتغير/لمن لا يزال يصدع رؤوسنا ليلا نهارا بأنه سيسحق ويمحق ويزيل إسرائيل، وأن الرد حاصل وحاسم وغير مسبوق

77

العقيدة العسكرية الإسرائيلية، بين الثابت والمتغير/لمن لا يزال يصدع رؤوسنا ليلا” نهارا” بأنه سيسحق ويمحق ويزيل إسرائيل، وأن الرد حاصل وحاسم وغير مسبوق.

الجنرال يعرب صخر/موقع أكس/05 آب/2024

منذ نشوء الكيان الصهيوني ١٩٤٨ وحتى ٧ اوكتوبر ٢٠٢٣، كانت عقيدته العسكرية تقوم على أربع ركائز:
١- الحرب الوقائية: ضرب الخصم قبل أن يبني قوته. مثلا”:
أ) حرب ١٩٤٨ التي استدركت فيها ضرب العرب حيث كانوا يستعدون لتجهيز قواهم لطرد إسرائيل ورميها بالبحر.
ب) ضرب موقع اوزيراك الذي كان العراق يعتزم تشييده لبناء مفاعل نووي في تموز ١٩٨١.
٢- الحرب الاستباقية: ضرب الخصم المستعد والمهيأ قبل أن يضربك. مثلا: حرب ١٩٦٧ التي سحقت فيها اسرائيل الطيران المصري وهو جاثم على الأرض، وما ترافق معها وتبعها من الانقضاض على الجيوش العربية قبل أن تتحرك…
وفي الحالين (الحرب الوقائية والحرب الاستباقية) عامل النجاح كان في إجادة استعمال عناصر (المباداة، السرية، والمباغتة).
٣- الحرب السريعة والخاطفة ( في ستة أيام من ٤ حزيران ١٩٧٦ استطاعت إسرائيل مضاعفة مساحتها الجغرافية واكثر، محتلة” سيناء والجولان والضفة الغربية).
٤- نقل المعركة إلى أرض الخصم، لتجنيب أرضها وشعبها تبعاتها.
المتغير:
بعد ٧ اوكتوبر ٢٠٢٣، وبسبب التهديد الوجودي لإسرائيل ككيان وتعرض أمنها للخطر الحقيقي، ولأن حماس قد باغتتها في عقر دارها وأحدثت فيها تصدعا” وزعزعة في منظومتها الدفاعية… استبدلت إسرائيل مبدأ الحرب الخاطفة بمبدأ الحرب مهما طال الزمن؛ لأن هاجسها بات استعادة عقيدة التفوق وإعادة ترسيخ أمنها للسنوات والعقود المقبلة، وصار حتميا” ووجوديا” إنهاء هذا الخطر واي خطر لاحق قد يقلد طوفان حماس فيما فعله بها..وبسبيل ذلك تكرس إسرائيل كل الوقت والمجهود والقدرات، وتكرس في خدمة العسكريتاريا كل قواها البشرية والسياسية والاقتصادية والمجتمعية.
الثابت:
بقيت المباديء الثلاث ( الحرب الوقائية، الاستباقية، السريعة، ونقل المعركة لأرض الخصم.

ولمن لا يزال يصدع رؤوسنا ليلا” نهارا” بأنه سيسحق ويمحق ويزيل إسرائيل، وأن الرد حاصل وحاسم وغير مسبوق…
ماذا تنتظر؟ لقد سقت لك كيف يفكر العدو وما هي استراتيجياته، وهو ينتظرك، لأنك تخليت عن عنصر المباغتة، لكن يبقى بإمكانك ان تبادر قبل أن يستبقك، وقبل أن ‘تقدم عليه ‘يقدم هو عليك و’يفقدك المباداة.

لكننا نعرف انك فوق الطاولة تكابر، لكنك من تحتها تقدم العروض وتستجدي الصفقات. لذلك اتحداك: اذا لم يكن من ردك بد، فاتبع الجد واجعل الرد محتد، لانه اذا أتى ردك دون جد، فسوف ياتيك الرد على الرد ولسوف يكون أشد، ولن يعود بوسعك الرد على رد الرد. .. وأنت تبرق وترعد وترغي وتزبد، انتبه من أن يستبقك بالصد ويضربك بالمهد، فيكون قد وضع لك نهائيا” الحد.