في ذكرى حرب 2006… تاريخ المواجهات بين إسرائيل ولبنان
حدوث حرب واسعة النطاق أصبح احتمالاً وارداً بخاصة إذا أخطأ أي طرف الحسابات العسكرية أو السياسية
ملخص
خاضت إسرائيل منذ إنشائها سلسلة حروب ضد لبنان كان لها آثارها المدمرة في طرفي القتال، واليوم يتجدد خطر اندلاع حرب جديدة، إذ يصر “حزب الله” على إبقاء جبهة جنوب لبنان مفتوحة إلى حين تتم الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة. تعد الحروب بين لبنان وإسرائيل من أكثر النزاعات المستمرة والمعقدة في منطقة الشرق الأوسط. بدأت هذه الحروب فعلياً منذ تاريخ النكبة عام 1948 وما تبعها من حروب إسرائيل مع الدول العربية المجاورة، ومن بينها لبنان. وفي ذلك العام شارك لبنان مع دول عربية في الحرب على القوات الإسرائيلية، مما دفع بجماعات الـ”هاغاناه” بقيادة مناحيم بيغن في الـ31 من أكتوبر (تشرين الأول) 1948 إلى دخول بلدة حولا، إحدى قرى قضاء مرجعيون في جنوب لبنان، وتنفيذ مجزرة ضمن “عملية حيرام”، انتقاماً من أهالي البلدة لمشاركتهم مع “جيش الإنقاذ العربي”، الذي كان قد حقق بعض الانتصارات العسكرية في تلك الفترة.ووفقاً للمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي، “أعدمت القوات اليهودية أكثر من 80 قروياً في حولا وحدها”. وأسهمت تلك العملية في تشكيل حدود إسرائيل وتعزيز سيطرتها على المناطق الشمالية، وكان الهدف الأساس منها السيطرة على منطقة الجليل الأعلى، التي كانت تحت سيطرة القوات العربية، ونتج منها احتلال نحو 15 قرية لبنانية. تلت ذلك مواجهات وحروب متكررة بين الطرفين، بخاصة بعد حرب 1967 أو “النكسة” التي لم يكن لبنان طرفاً رئيساً فيها، لكنها أثرت بصورة كبيرة في المنطقة، وزادت من تدفق اللاجئين الفلسطينيين إليه. ومن ثم جاء تأسيس “حزب الله” في الثمانينيات كحركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.