الياس بجاني/فيديو ونص:ماذا يعلمنا مثال عودة وتوبة الإبن الشاطر

372

الأحد الرابع من الصوم الكبير
الياس بجاني/فيديو ونص: ماذا يعلمنا مثال عودة وتوبة الإبن الشاطر

من أرشيف عام 2011

اضغط هنا لقراءة التأملات التي في أسفل باللغة الإنكليزيةClick here to read this faith piece in English

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تاملات إيمانية في مثال وعبرعودة وتوبة الولد الشاطر/اضغط على العلامة في أسفل إلى يمين الصفحة للإستماع للتأملات
بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تاملات إيمانية في مثال وعبرعودة وتوبة الولد الشاطر/

تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر
الياس بجاني/03 آذار/2024
الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة والرجوع إلى الجذور الإيمانية ومراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات. أن الله الذي هو أب رحوم وغفور ومحب قادر على تحويل كل شيء وتبديله فهو الذي حول الماء إلى خمر وهو إن طلبنا منه التوبة قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا من مسالك الخطيئة إلى الخير والمحبة والتقوى، وهو وقادر في الوقت عينه أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة. هذا الأب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا حول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلبت التوبة بصدق وإيمان وثقة.

بقدرته ومحبته أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات وهو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في بيته السماوي حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة. تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور.

في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء. وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران. من هذه الواقعة الإنجيلية نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
[email protected]
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com

تفسير لوقائع مثال الإبن الشاطر
جوهر الخطيئة والميراث والعطايا
الخطيئة تبدأ بالتعلق بخيرات الله من إرث ومال وسلطة وثقافة ومعرفة وقوة وجمال وذكاء ونسيانه. ننسى أن الله هو الذي أعطانا كل ما نملك وكل ما على الأرض وفي السماء وفي البحار. ننسى الله ونعبد خيراته فنقع في الخطيئة. الابن الضال أصر على أخذ الميراث وعلى ترك العائلة وترك الوطن والحقول والناس وقرر الابتعاد والذهاب إلى عالم آخر(عالم الشيطان) حيث لا قيود ولا شروط أي حرية فالتة وحيث الملذات. كسر الشراكة مع الأب الذي هو الله وخرج من دائرة الحياة معه ودخل دائرة الخطيئة لأن الابتعاد عن الله هو ابتعاد عن النور والدخول في الظلام والتوقف عن ممارسة فرائض العبادة والصلاة. إن جوهر الخطيئة هو التعلق بالذات وبمقتنيات الأرض والأشخاص والمال والعلم والثقافة والابتعاد عن الله، والمشكلة تتكون عندما تصبح عطايا الله آلهة نعبدها وننسى من هو العاطي.
الأنانية المفرطة
في هذه الحالة تصبح الذات (الأنا) محور كل حياة وفكر الإنسان فينسى الأساس ويكسر الشركة مع الله
الابتعاد/الخروج من البيت
كسر الشراكة يقوده إلى الابتعاد عن الوصايا والإنجيل والقداديس والأسرار والوقوع في شراك الخطيئة التي هي موت.
كسر الشراكة مع الجماعة
الابتعاد هو الخروج من الكنيسة التي هو عضو فيها وكسر الشراكة معها. الخطيئة تخرج الإنسان من هذه الشراكة التي تؤمن الحياة والفرح والسلام والدفء
العيش على الأهواء الذاتية
التفلت من الشرائع وكسر الشراكة والابتعاد عن الله وعبادة عطاياه توقع الإنسان في الخطيئة
الخطيئة تنتج الفقر الروحي/الجوع والعوز
الابن ابتعد عن الله، استهتر به مارس التبذير وأعمال السوء، عاشر الخطيئة ودخل عالمهم وتفلت من الإيمان والقيم الروحية والضوابط ومن كل أواصر العائلة والمسؤولية. تحجر قلبه وقتلت العاطفة ومعها الأحاسيس بداخله.
حياة الذل
حياة الذل هذه نتيجة الفقر القيمي والأخلاقي والإيماني والغربة عن الله وبسبب الابتعاد عن تعاليمه وشرائعه. فقد الابن الشاطر كرامته الشخصية وعمل مع الخنازير وكان يتمنى أن يأكل ما يقدم لها. وعندما نعلم أن الشريعة اليهودية تعتبر الخنزير نجس ورمزاً لها ندرك وضعية الذل التي وصل إليها هذا الابن الذي ضل وانحرف وكسر الشراكة مع أبيه الله وترك العنان لشهواته.
التوبة الندامة والأسف والتواضع والرجولة في اتخاذ القرار
التوبة تبدأ بالوقفة الوجدانية وبعملية فحص الضمير المستنير، والضمير هو صوت الله بداخل كل إنسان. لقد عاد إلى نفسه وعاد بذاكرته إلى بيت أبيه فعرف أنه أخطئ ولم يحسن التصرف ولا التقدير فأخذ مما أصابه عبرة وقرر التوبة والندم على ما فعل والعودة إلى بيت أبيه ليستغفره ويطلب الصفح منه. تخلى عن كبريائه وتعجرفه وأنانيته وقال سأعود وسأعمل أجيراً في بيت والدي إن هو غفر لي وقبل عودتي واعترف بذنوبي وأقول له يا أبتي أنا أخطئت وأهنتك ولا استحق أن ادعى ولدك. وقام راجعاً إلى بيته وهذا هو عمل الرجوع عن الخطيئة بعد الاعتراف بذنب ارتكابها وتغيير المسار الذي أوصله إليها. اعترف الابن واقر بالخطيئة التي هي استكبار وإساءة لله وكسر لتعاليمه ووصاياه وصمم على التوبة أي العودة إلى الله. الخطيئة ترتكب بالقول والفعل والفكر والإهمال. الرجولة تكمن في اتخاذ قرارات التوبة والندامة والعودة إلى شريعة الله وطلب الغفران ومن ثم عمل الكفارات.

البطريرك الراعي: ما إن ندم الإبن الأصغر، وعاد إلى أبيه بتوبة كاملة على ما فعل، حتى لاقته محبّة والده ورحمته التي هي أكبر من جميع خطاياه.
وطنية/03 آذار/2024
“وفيما كان بعيدًا، رآه أبوه، فتحنّن عليه” (لو 15: 20)”، “ما إن ندم الإبن الأصغر، وعاد إلى أبيه بتوبة كاملة على ما فعل، حتى لاقته محبّة والده ورحمته التي هي أكبر من جميع خطاياه. وبالفعل لـمّا عاد الإبن إلى نفسه، تذكّر حالة البحبوحة التي كانت له في بيت أبيه، ورأى حالة البؤس التي بلغها بسبب ابتعاده عن شركة الحياة مع والده وأهل بيته، فقرّر العودة والإقرار بخطيئته والإستعداد للتعويض عنها. “فنهض ومضى إلى أبيه، وفيما كان بعيدًا، رآه أبوه، فتحنّن عليه، وأسرع فألقى بنفسه على عنقه وقبّله” (لو 15: 20). بهذا المثل تكلّم الربّ يسوع عن مفهوم الخطيئة والتوبة والمصالحة وثمارها. الخطيئة والتوبة هما عمل الإنسان، فيما المصالحة وثمارها هما من رحمة الله. فنستطيع القول إنّ هذا المثل يحمل عنوان: الرحمة الإلهيّة. فيسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة التي تشكّل ذروة رحمة الله الذي بذبيحة الإبن على الصليب افتدى خطايا البشر أجمعين، وفيها أعطانا وليمة جسده ودمه كدواء للعيش في حالة النعمة، ولعدم الموت الروحيّ بخطايانا”.
“الخطيئة في جوهرها هي الإبتعاد عن الله، ودائرة العيش معه التي هي الكنيسة، والتعلّق بعطاياه، بدءًا بالذات وصولًا إلى خيرات الأرض كبيرة كانت أم صغيرة نتعلّق بالعطيّة وننسى معطيها. هذا ما فعله الإبن الأصغر بأخذ حصّته من ثروة أبيه وسافر إلى بلدٍ بعيد، كاسرًا شركة البنوّة معه وأهل البيت. وظهرت في المثل نتيجة حالة العيش في الخطيئة، وهي فقدان كرامة البنوّة، والإنحطاط الروحيّ والأخلاقيّ والإجتماعيّ، المعبّر عنها بالجوع ورعاية الخنازير والأكل من خرنوبهم. أمّا التوبة فتبدأ بالوقفة مع الذات أمام الله، المعروفة بفحص الضمير، وإدراك حالة البؤس بنتيجة الإبتعاد عنه. فتولّد في القلب الندامة والأسف للواقع الأليم. وحينئذٍ يكون قرار العودة إلى الله والكنيسة، والإقرار بالخطايا، ومقاصد الهروب من أسبابها، والتعويض عنها بأعمال الخير والرحمة. هذا ما فعله الإبن الأصغر، إذ قام ورجع إلى أبيه”.
“هنا كانت المصالحة النابعة من قلب الآب السماويّ الذي ينتظر برحمته اللامتناهية رجوع الخطأة لكي يمارس حنانه ومحبّته ورحمته. هذا ظاهر في المثل الإنجيليّ بتعبير بليغ. إذ فيما كان الإبن بعيدًا، رآه أبوه، فشمله بحنانه ولاقاه وقبّله طويلًا. ولم يدع إبنه يتلفّظ بإقرار خطاياه إلّا متقطّعة برحمة أبيه اللامتناهية. فكم من مرّة عبّر الربّ يسوع في الإنجيل عن فرحة الآب السماويّ بخاطئ واحد يتوب. وأتت ثمار المصالحة التي دلّت عليها الرموز المستعملة في المثل الإنجيليّ، وهي:
أ- الحلّة الفاخرة وترمز إلى ثوب النعمة الذي لبسناه أصلًا يوم المعموديّة. وقد لطّخته خطايانا.
ب- الخاتم في إصبعه ويرمز إلى البنوّة لله المستعادة. وتدلّ على أمانة الله التي تفوق خطايانا، وعلى أمانتنا لله. إنّه خاتم الأمانة.
ج-الحذاء الجديد يرمز إلى الطريق الجديد الذي يفتحه الله أمامنا لنسير حياة مستقيمة تليق ببنوّتنا لله.
د- العجل المسمّن وفرحة العائلة المجتمعة يرمزان إلى وليمة الإفخارستيا والقدّاس الإلهيّ. ما يعني أنّ التوبة الحقيقيّة تؤهّلنا للجلوس إلى مائدة عرس الحمل: أي المشاركة في الذبيحة الإلهيّة وتناول جسد الربّ ودمه”.
“تبقى مسألة الإبن الأكبر الذي رفض مصالحة أخيه، والجلوس إلى مائدتها، بسبب حقده على أخيه، ورفض طيبة أبيه، وبسبب أنانيّته وحسده. إنّه يمثّل كلّ إنسان لا يعرف طعم المصالحة. ولكنّ الإنسان الذي لم يختبر المصالحة مع الله وثمارها، لا يستطيع أن يمارسها ويعيشها مع الناس. هنا يأتي دور الكنيسة الأساسيّ وهو مساعدة الناس على المصالحة مع الله بتغيير مجرى حياتهم وبالتالي على المصالحة بين الناس

معاني أحداث المثال
المصالحة مع الله/تمت من خلال العودة
رجوع الابن إلى أبيه هي عودة للشراكة ولحالة الاتصال مع الله، الله برره وغفر له حين رجع إليه.
لقاء الأب العاطفي/الله ينتظر عودة كل ضال بفرح ويقبل توبة من يسعى إليها
قول الأب كان ميتاً وعاد إلى الحياة/كان ميتاً بالخطيئة وعاد إلى الفضيلة فعادت له الحياة الأبدية
الخاتم والحلة الفاخرة/رمز تجديد عهد أبوة الله مع الإنسان الذي كسر بفك الشراكة
الصندل (الحذاء)/هو الطريق الجديدة ليخرج للعمل المكلف به
العجل المثمن/هو مائدة القربان/مائدة الرب/رمز للفرحة والاحتفال
موقف الأخ الكبير/العناد وعدم القدرة الذاتية على فعل الغفران

قراءات اليوم الكنسية/الأحد الرابع من الصوم الكبير
مثال توبة الولد الشاطر

إنجيل القدّيس لوقا 11/15-32/:”وَقَالَ يَسُوع: «كانَ لِرَجُلٍ ٱبْنَان. فَقالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيه: يَا أَبي، أَعْطِنِي حِصَّتِي مِنَ المِيرَاث. فَقَسَمَ لَهُمَا ثَرْوَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، جَمَعَ الٱبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسَافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعِيد. وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَالَهُ في حَيَاةِ الطَّيْش. وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيء، حَدَثَتْ في ذلِكَ البَلَدِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَة، فَبَدَأَ يُحِسُّ بِالعَوَز. فَذَهَبَ وَلَجَأَ إِلى وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ البَلَد، فَأَرْسَلَهُ إِلى حُقُولِهِ لِيَرْعَى الخَنَازِير. وَكانَ يَشْتَهي أَنْ يَمْلأَ جَوْفَهُ مِنَ الخَرُّوبِ الَّذي كَانَتِ الخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، وَلا يُعْطِيهِ مِنْهُ أَحَد. فَرَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَال: كَمْ مِنَ الأُجَرَاءِ عِنْدَ أَبي، يَفْضُلُ الخُبْزُ عَنْهُم، وَأَنا ههُنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا. فَٱجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ! فَقَامَ وَجَاءَ إِلى أَبِيه. وفِيمَا كَانَ لا يَزَالُ بَعِيدًا، رَآهُ أَبُوه، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَأَسْرَعَ فَأَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ طَوِيلاً. فَقالَ لَهُ ٱبْنُهُ: يَا أَبي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا… فَقالَ الأَبُ لِعَبيدِهِ: أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه، وٱجْعَلُوا في يَدِهِ خَاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذَاء، وَأْتُوا بِالعِجْلِ المُسَمَّنِ وٱذْبَحُوه، وَلْنَأْكُلْ وَنَتَنَعَّمْ! لأَنَّ ٱبْنِيَ هذَا كَانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد. وَبَدَأُوا يَتَنَعَّمُون. وكانَ ٱبْنُهُ الأَكْبَرُ في الحَقْل. فَلَمَّا جَاءَ وٱقْتَرَبَ مِنَ البَيْت، سَمِعَ غِنَاءً وَرَقْصًا. فَدَعا وَاحِدًا مِنَ الغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ فَقالَ لَهُ: جَاءَ أَخُوك، فَذَبَحَ أَبُوكَ العِجْلَ المُسَمَّن، لأَنَّهُ لَقِيَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُل. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه. فَأَجَابَ وقَالَ لأَبِيه: هَا أَنا أَخْدُمُكَ كُلَّ هذِهِ السِّنِين، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ يَوْمًا أَمْرًا، وَلَمْ تُعْطِنِي مَرَّةً جَدْيًا، لأَتَنَعَّمَ مَعَ أَصْدِقَائِي. ولكِنْ لَمَّا جَاءَ ٱبْنُكَ هذَا الَّذي أَكَلَ ثَرْوَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ العِجْلَ المُسَمَّن! فَقالَ لَهُ أَبُوه: يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي في كُلِّ حِين، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ. ولكِنْ كانَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَعَّمَ وَنَفْرَح، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد».

أَيُّهَا الإِخْوَة، إِفْرَحُوا، وَٱسْعَوا إِلى الكَمَال، وتَشَجَّعُوا، وكُونُوا عَلى رَأْيٍ وَاحِد، وعِيشُوا في سَلام، وإِلهُ المَحَبَّةِ والسَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم
“رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس13/من05حتى13/:”يا إخوَتِي، إِخْتَبِرُوا أَنْفُسَكُم، هَلْ أَنْتُم رَاسِخُونَ في الإِيْمَان. إِمْتَحِنُوا أَنْفُسَكُم. أَلا تَعْرِفُونَ أَنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ فِيكُم؟ إِلاَّ إِذَا كُنْتُم مَرْفُوضِين! أَرْجُو أَنْ تَعْرِفُوا أَنَّنا نَحْنُ لَسْنا مَرْفُوضِين! ونُصَلِّي إِلى ٱللهِ كَيْ لا تَفْعَلُوا أَيَّ شَرّ، لا لِنَظْهَرَ نَحْنُ مَقْبُولِين، بَلْ لِكَي تَفْعَلُوا أَنْتُمُ الخَيْر، ونَكُونَ نَحْنُ كَأَنَّنا مَرْفُوضُون! فَإِنَّنا لا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْعَلَ شَيْئًا ضِدَّ الحَقّ، بَلْ لأَجْلِ الحَقّ! َجَلْ، إِنَّنا نَفْرَحُ عِنْدَما نَكُونُ نَحْنُ ضُعَفَاء، وتَكُونُونَ أَنْتُم أَقْوِيَاء. مِنْ أَجْلِ هذَا أَيْضًا نُصَلِّي لِكَي تَكُونُوا كَامِلِين. أَكْتُبُ هذَا وأَنا غَائِب، لِئَلاَّ أُعَامِلَكُم بِقَسَاوَةٍ وأَنا حَاضِر، بِالسُّلْطَانِ الَّذي أَعْطَانِي إِيَّاهُ الرَّبّ، لِبُنْيَانِكُم لا لِهَدْمِكُم.وبَعْدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، إِفْرَحُوا، وَٱسْعَوا إِلى الكَمَال، وتَشَجَّعُوا، وكُونُوا عَلى رَأْيٍ وَاحِد، وعِيشُوا في سَلام، وإِلهُ المَحَبَّةِ والسَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم! سَلِّمُوا بَعْضُكُم عَلى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة. جَمِيعُ القِدِّيسِينَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْكُم. نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، ومَحَبَّةُ ٱلله، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ القُدُسِ مَعَكُم أَجْمَعِين”!