يا عيب الشوم وين صرنا تاريخ من دهب وحاضر من تنك ساندي شمعون/فايسبوك/10 كانون الثاني/2024
كان سكان جبل لبنان فقراء، أنقياء وقديسين، وكانوا يتكلون على الله في كل شيء من أبسط تفاصيل حياتهم اليومية، حتى وجودهم واستمرارهم في تلك النقطة من العالم.
فهم لم يكونوا عباقرة في السياسة كأيامنا هذه، ولم يكن مرض الإقطاع السياسي قد تسلل إلى حياتهم العامة، فالإقطاعية والوراثة السياسية كانت أبعد ما تكون عنهم.
فالمقدم على السبيل المثال لم يكن يخلفه إبنه، والأمير كذلك، بل المتقدم في الخدمة من أبناء الشعب هو الوارق، أما البطريرك فكان الخادم الأكبر ويعيش حياة تقشف هي أقرب إلى حياة الحبساء.
وكانوا مسلّمين أمرهم لله وأوفياء له وواضعين كامل ثقتهم به في كل حين، على خطى معلمهم يوحنا مارون.
غير ان الصفة الأهم التي تحلوا بها والتي استلهموها من يوحنا مارون، كانت عدم الفتور في المواقف، فهم كانوا دائماً حارّين بالروح وبعيدين كل البعد عن الرمادية التي غالباً ما تنعت زوراً بالمحكمة.
ففي المحطات التاريخية والمواقف الوطنية لا مجال للمساومة على حريتهم وقدسية جبل_لبنان.”
من كتاب هوية من تاريخ (تاريخ الشعب المسيحي في لبنان منذ العهد القديم وحتى إعلان لبنان الكبير) للدكتور Fady T. Kayrouz.
من أروع الكتب عن تاريخ كنيستي المقاومة، النبنت عالحرية والمقاومة، وضلت شامخة بوج المحتلين وشياطين الأرض.
منسأل وين البطاركة من المقاومة والنسك والزهد؟
وين الرهبان والخوارنة من هيدا التاريخ الكبير؟
وين الشعب الماشي ورا نرجسية وطمع الزعيم؟
يا عيب الشوم وين صرنا تاريخ من دهب وحاضر من تنك