النازحون، ازمة وجودية. اتيان صقر – أبو أرز/26 نيسان/2023
إن أزمة النازحين السوريين جاءَت لتضيف إلى أزمات لبنان الكثيرة أزمةً قاتلة جديدة تهدد هذا البلد في مصيره وكيانه. أربع جهات تقف وراء هذه الأزمة الخطيرة:
الجهة الأولى، النظام السوري (الأب والإبن) الذي سعى لقتل لبنان مرتين، الأولى، عندما اجتاحه عسكرياً واحتله من العام ١٩٧٦ الى العام ٢٠٠٥، فدمّره تدميراً ممنهجاً ونهبه نهباً منظماً.
الثانية، عندما اجتاحه بشرياً من العام ٢٠١٤ إلى اليوم حين دفع بمئات الآلاف من السوريين للنزوح إلى لبنان في عملية تطهير عرقي غير مسبوقة في العصر الحديث، ورفض وما يزال يرفض إعادتهم إلى ديارهم بفجورٍ فاقعٍ ووقاحةٍ قلًّ نظيرها.
الجهة الثانية، المنظومة اللبنانية الفاشلة التي فتحت حدودها امام اعدادٍ هائلة من السوريين ناهزت المليوني نازحاً، وهو رقمٌ تنوءُ تحت ثقله أكبر دول العالم، إضافةً إلى أنها، أي المنظومة، أهملت كعادتها معالجة هذه الأزمة الوجودية، وتركتها تتفاقم وتتضخّم حتى أصبحت اليوم على وشك الإنفجار.
الجهة الثالثة، المجتمع الدولي أي عواصم القرار والأمم المتحدة بجميع هيئاتها ومنظماتها التي راحت تشجع النازحين على البقاء في لبنان من خلال منحهم مساعدات مالية ومعيشية مغرية، ثم راحت تضغط على السلطات اللبنانية لعدم ترحيلهم بدلاً من الضغط على النظام السوري لإجباره على إعادتهم إلى بيوتهم، ما يشي ان تكون نية توطينهم في لبنان واردة، وهذا لن يحصل ابداً ما دام فينا عرقٌ ينبُض.
الجهة الرابعة، النازحون أنفسهم الذين، على ما يبدو، قد طاب لهم العيش في لبنان، فأحجموا عن القيام بأي نشاط يذكر للعودة إلى بلادهم ما عدا نشاط الإنجاب والتناسل.
إننا نحذر الجهات الأربع المذكورة أعلاه والعالم أجمع من أن لبنان لم يعد قادراً على تحمل أعباء النازحين السوريين ومعهم اللاجئين الفلسطينيين حيث بات اليوم على أبواب حربٍ جديدة شبيهة بالحرب الفلسطينية اللبنانية التي اندلعت شرارتها في منتصف السبعينات من القرن الماضي.
ولكن، على الرغم من مظاهر الضعف البادية عليه، لبنان ليس مشاعاً او أرضاً سائبة، ولبنان ليس يتيماً ولا متروكاً، بل له من يدافع عنه ويحميه.
لبيك لبنان
اتيان صقر- أبو أرز