الاحتلال ومخاطر الصراع. ادمون الشدياق/15 آذار/2021
– رئاسة الجمهورية اللبنانية محتلة – رئاسة مجلس الوزراء محتلة – المجلس النيابي محتل المحتل واحد ومعروف.
الكل في لبنان من اصغر طفل الى اكبر فيلسوف في لبنان. يعرف المحتل. والكل يؤدلج ويتعامل معه على القطعه وحسب المصلحة.
الثورة مقسمة وفاشلة ولا رأس لها كما كانت الثورة السورية ضد النظام الوحشي السوري وستسقط تحت ثقل حملها لأن اي تحرك في التاريخ لا يقوم وينجح بدون فكر، مطالب عملية ومعروفة ،قيادة ملهمة ومواجهة مع الاحتلال.
سامي الجميل ركب مركب الثورة وهو من لا وزن له والذي بقصر نظره حجم حزب الكتائب اكثر مما كان اصلاً محجم. وقدم استقالته بشعبوية فاضحة ليبعص القوات التي هي عقدة اوديب عنده وخصمه اللدود (وليس حزب الله او ايران ). وبحسب منطقه سبب كل مشاكله والشماعة التي يلقي عليها كل محدودياته وتقصيره الواضح والفاضح.
حزب الوطنيين الأحرار وكثير من المستقلين نيتهم حسنة ولكن لا وزن لهم على الأرض ليسببوا اي تغيير في او اثر على الوضع اللبناني.
وليد جنبلاط يغازل ويهاجم سمير جعجع والحريري حسب السوق ليقبض من بري وحزب الله الثمن مضاعفاً ويتصرف كرئيس قبيلة بني معروف وكأنه في غيتو درزي وبمواقفه، حجم الدروز الذين كانوا من اول مؤسسي الدولة اللبنانية ومن قواها الرئيسية الى قبيلة صغيرة تستعطف نبيه بري ليساعدها على البقاء ولو كطائفة درجة ثانية تعيش على التأرجح بين المواقف والركض بين النقط لتنجو من الغرق.
اما السنة فبعد أن كانوا العامود الثاني الذي قام عليه لبنان برجالات دولة على حجم الوطن والمنطقة مثل رياض الصلح ورفيق الحريري اصبحت طائفة على ثانوية على حجم سعد الحريري الذي أثبت انه ليس قادر على اخذ قرار حاسم ولو سلم له على طبق من فضة. اراد ان يلبس لباس الشهيد رياض الصلح ولباس والده الشهيد رفيق الحريري فجأة البدلة مبهبطة بطريقة مضحكة حتى أصبح مسخرة السياسة اللبنانية والعربية. وكان شواذ المثل القائل من خلف ما مات ، فهو كل يوم يغمق قبر ابيه الذي يتحرك في قبره من الغيظ والخيبة. سعد الحريري اليوم هو بلبل في يد الحزبالهية السياسية تحركه عندما تريد .يفرح وكما البلبل بالخيط الطويل هو لا يدري بأنه كلما طال الحبل كلما كان البلبل يحقق رغبت سيد البلبل فبلا الحبل الطويل لا حركة او حرية للبلبل الاسير.
اما القوات اللبنانية فهي التي تواجه اكبر مشكلة على الساحة اللبنانية فهي تعلم أنها الفريق الوحيد المؤهل والمنظم كفاية ليواجه حزب الله والاحتلال الايراني ان دارت الدوائر ولكنه لا يريد أن يبداء المواجهة هو، فالمواجهة يعرف كيف تبداء ولكن لايعرف كيف تنتهي خاصة وأن ليس هناك من حليف اساسي له دولياً قادر على امداده بلوازم الصراع فهو جاهز ان اجبر لحرب دفاعية وليس لحرب هجومية مكلفة على الصعيد المادي والبشري.
مع هذا فهو ليس مستعد ان يتخلى عن الصراع وان يرفع العلم الأبيض والا خسر قاعدته ونفسه وتاريخه ومبرر وجوده ولذلك قرر المواجهة من الداخل في اللعبة السياسية والتي هو ليس مقتنع بها وهو أول العارفين ان المجلس النيابي هو جسم محتل ولو كان للقوات ١٢٨ نائب فلن يغير شيء طالما سلاح الحزب والحزب يمتلكون مقدرات البلاد ويتحكمون بها، وهم قادرون غداً على إعلان ولاية الفقيه ولن يواجههم احد على الصعيد السياسي، الا اذا قامت القوات اللبنانية بمقاومة عسكرية للاحتلال. لكن تسعى القوات حتى يأتي الانفجار الكبير (برأيي) على إبقاء المجتمع المسيحي متأهب بربح معارك وانتصارات صغيرة حتى تأتي ساعة الصفر التي ستفرض عليها وعلى البلد المواجهة.
القوات تلعب لعبة الوقت الخطيرة والتي وان طالت ستعمل على تأكل رصيدها الشعبي الذي هو يأتي من خلفية مقاومتية نضالية استشهادية وليس تعليق المواجهات عندما يدعو الواجب وتتحفز للمواجهة ان دعى داعي.
الدكتور سمير جعجع اليوم هو بين مطرقة المواجهة التي برأيه لم يحن وقتها ولم تفرض عليه بعد وسندان شارعه المتحفز للمواجهة.
دكتور جعجع يواجه هذه المصاعب وعلى ظهره ينطنط عدة سعادين أولها شعبوية الكتائب وأسلوب المواجهة المباشر الذي تتبعه معه وكانه صليب لبنان. الكتائب تصرخ في وجه حزب الله ولكنها في الميدان تحارب القوات (والقوات فقط ). ويواجه تلون مواقف وليد جنبلاط الذي يبيع ويشتري حسب سعر السوق ليصل بطائفته الى بر الامان ولو على حساب الاخرين. ويواجه عدم فاعلية سعد الحريري واستحالة إمكانية تحالف مبدأي لا يتزعزع مع الشيخ سعد الذي لا يدري هو نفسه موقفه ليقف عليه.
القوات اللبنانية نشأت كمقاومة وما زال كل من عاش مقاومتها واشترك بها ويحمل تراثها ولو من خلال ارث والدي او عائلي يفكر بها كمقاومة برغم تحولها إلى حزب سياسي وبمعظمهم يريدون منها ان تكون رأس حربة في مقاومة الاحتلال ولو من خلال عصيان مدني عابر للطوائف وتكون هي الثورة الفعلية بدل الثورة الهزيلة، ثورة الكفيات التي تنحر الثورة الحقيقية وتشرزمها بعدم تنظيمها وعدم وجود قيادة فعلية لها..
القوات اليوم ضائعة بين الحزب السياسي والمقاومة ولو كان الزمن زمن سلم وبحبوحة لكان الانتقال سلس وهين ولكن بهذه الظروف الاستثنائية هل ستقدر على القيام بهذا الانتقال بدون خسارة شارعها الذي يتطلع اليها وسيظل كمنقذ ورافعة للبنان، والمقاومة كل الاحتلالات. اليوم الشارع يتقبل الوضع لأنه يغرف من رصيد الدكتور جعجع الذي هو كبير وكبير جداً عند قاعدته ولكن هل ببقأءه ضمن المنظومة السياسية الفاسدة والتي هو ليس منها ستخسر القوات ارثها لدى المجتمع المسيحي غير الملتزم أولاً والمجتمع اللبناني ثانياً وستدمغ بدمغ المنظومة التي تتمسك بها وبمؤسساتها كنوع من أنواع المقاومة الصورية التي لا تؤمن بها هي ذاتها ولا الدكتور سمير جعجع.
الحقيقة لا احسد الدكتور جعجع على خياراته في هذه الأيام الصعبة التي ستحدد مصير الحزب الموصوم بالمقاومة والذي هو اليوم يبقى العامود الوحيد الذي يقف عليه هيكل المجتمع المسيحي واللبناني ولكنه عامود يترنح تحت ثقل خياراته وأرثه التاريخي وتحت ضربات أعدائه البعيدين والقريبين واحياناً من قلب البيت.