الياس بجاني/فيديو ونص: الذكرى السنوية لإغتيال حزب الله الإرهابي النقيب الطيار سامر حنا. الحزب مستمر في تدمير لبنان وقتل اللبنانيين

886

الذكرى السنوية ال 16 لإغتيال حزب الله النقيب الطيار سامر حنا: حزب الله المحتل والمجرم والإرهابي والإيراني مستمر في تدمير لبنان  وقتل شعبه
الياس بجاني/28 آب/2024

“ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك. يا رب، تراءف علينا . إياك انتظرنا. كن عضدهم في الغدوات. خلاصنا أيضا في وقت الشدة .” (اشعيا/01/33و02)

الإمام علي: “العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به: شركاء ثلاثة”. “العامل بفعل قوم كالدخل فيه معهم. وعلى كل داخلِ في باطل أثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به”

إن جرائم وغزوات وإرتكابات وحروب عصابة حزب الشيطان المسمى كفراً بحزب الله لا تعد ولا تحصي وهي لا زالت مستمرة حتى يومنا هذا في الجنوب حيث الدمار والتهجير والقتل، وذلك خدمة للأجندة الإيرانية والتي لا علاقة لها لا بلبنان ولا باللبنانيين. اليوم نتذكر النقيب الطيار سامر حنا الذي اغتاله الحزب عن سابق تصور وتصميم وبدم بارد في سماء سجد الجنوبية . القاتل مصطفى حسن المقدم أوقف فقط لأشهر ومن ثم أفرج عنه بكفالة مالية، بتهمة هرطقية ومضحكة هي “التسبب عن غير قصد بقتل النقيب حنا”…
غير أن العدالة السماوية كانت له بالمرصاد حيث قتل وهو يحارب من ضمن عسكر حزب الله الإرهابي في سوريا ويقتل السوريين المطالبين بالعدالة وبحكم عادل وديمقراطي.
يوم وقوع الجريمة كشف مصدر أمني واسع الاطلاع أن النقيب الشهيد سامر حنا وهو طليع دورته كان يتولى تدريب الملازم الطيار محمود عبود على مروحية “غازيل” منزوعة السلاح ولا تحتوي على أي كاميرا للتصوير وان العادة جرت أن تكون تلة سجد واحدة من أهم محطات التدريب للتحليق في الأماكن الجبلية والوعرة . وفق البرنامج المقرر بالاتفاق مع قيادة فوج الطيران انطلقت المروحية من القاعدة الجوية في مطار رفيق الحريري وبدأت التمرين وتوجهت إلى منطقة إقليم التفاح حيث بدأت عملية التدريب على إنزال المروحية على التلة وبالفعل “غطت” المروحية ولكن عندما ارتفعت نحو ستين سنتيمترا لتتمكن من إعادة التحليق فوجئ طاقمها بهبوطها بقوة مجددا على التلة قبل أن يروا بأن قائدها المدرب مُضرج بدمائه.
وقد تم التأكد من أن النقيب الشهيد أصيب برصاصة في قلبه عندما كانت مروحيته تأخذ طريقها إلى التحليق ليعود فيُصاب برصاصة في رأسه بمجرد أن “خبطت “مروحيته على الأرض. وأفيد أن الملازم الذي كان يتدرب وطاقم الطائرة أصيبوا بجروح ناتجة عن تناثر الزجاج, ويؤكد المصدر أن المروحية لم تتعرض للقصف أو لرشقات إنما كان النقيب الشهيد سامر حنا هو المستهدف بواسطة قناص.
في اسفل تعليق يتناول الجريمة كنا نشرناه 2016

من أرشيف عام 2026/دم الشهيد، النقيب، سامر حنا.. إجرام حزب الله وموت ضمير عون 
الياس بجاني/28 آب/2016
في مثل هذا اليوم من عام 2008 اغتال حزب الله عن سابق تصور وتصميم الطيار، النقيب، في الجيش اللبناني سامر حنا، بعد أن اسقط طائرته في الجنوب اللبناني. قاتل سامر حنا لم ينل قصاصه القانوني العادل على ما اقترفه من إجرام، كما هو حال كل عناصر حزب الله الإرهابي والملالوي الذين قتلوا الرئيس رفيق الحريري وغيره العشرات من القيادات اللبنانية.
رفع حزب الله القتلة من أفراده إلى مرتبة القداسة ومنع اعتقالهم ومحاكمتهم وهو لا يزال يمارس بلطجته وإرهابه ويحمي بالقوة والسلبطة كل المجرمين والمهربين والقتلة والفاسدين وتجار المخدرات واللصوص والخارجين عن القانون .
يوم اغتال الحزب النقيب سامر حنا لام النائب ميشال عون الضحية وبرأ المجرم بقوله: “شو كان عم يعمل في الجنوب” ..
وعون هذا الطروادي الفاجر الواقع في كل تجارب الأبالسة لا يزال يغطي إجرام الحزب واحتلاله لوطن الأرز ويعطل عمل المؤسسات ويعيق استعادة الاستقلال والسيادة ويمنع انتخاب رئيس للجمهورية وراض بذل بدور الأداة لا أكثر ولا أقل.
أمثال ميشال عون من المخلوقات، هم ليسوا لا من خامة ولا طينة البشر، بل هم سرطان قاتل ولا يعرفون غير الأذى والكفر والجحود.
نشير هنا إلى عدالة الأرض لم تنصف الشهيد سامر حنا حيث تفلت قاتله العضو في ميليشيا حزب الله، مصطفى حسين مقدم، من العقاب وأفرج عنه بعد فترة توقيف لستة أشهر فقط وبكفالة مالية مقدارها عشرة ملايين ليرة لبنانية، وبتهمة غريبة ومغربة عن العدل والقانون هي “التسبب عن غير قصد بقتل النقيب حنا”… إلا أن عدالة السماء كانت للقاتل بالمرصاد حيث قتل وهو يحارب في سوريا دفاعاً عن المجرم وقاتل الأطفال، بشار الأسد.
يبقى أن كل من يتحالف مع أمثال ميشال عون الإسخريوتي والملجمي، ومع حزب الله الإرهابي، ومع محور الشر السوري-الإيراني، أو يسكت عن أجرامهم، ويتخلى عن القيم والمبادئ، ويستهين بدماء وتضحيات الشهداء، هو وطنياً وإيمانياً وعملياً وواقعاً شريكاً كاملاً لعون ولحزب الله  ولمحور الشر، ولكل أعداء لبنان في إجرامهم أكان في لبنان أو خارجه. ومن عنده آذنان صاغيتان فليسمع ويتعظ قبل فوات الأوان، وقبل يوم الحساب الأخير الذي لا هروب منه، حيث سيكون البكاء وصريف الأسنان، وحيث النار التي لا تنطفئ، والدود الذي لا يستكين.
بخشوع وتقوى نصلي من أجل راحة نفس الشهيد النقيب، الطيار، سامر حنا ومن أجل راحة أنفس كل الشهداء الأبرار الذين قدموا انفسهم قرابين على مذبح لبنان القداسة والقديسن والرسالة.

*من أرشيف عام 2016
*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com

جردة ببعض أفعال حزب الله الجرمية في لبنان حتى عام 2021
نقلاً عن موقع “من بيروت”/21 تشرين الأول/2021
لكل ما تناسى من هو حزب الله، ولكل من خانته الذاكرة، ولكل من يعتبر أنّ الذاكرة اللبنانية تنسى التفاصيل سنعدّد له ابرز ارتكابات حزب الله في لبنان فقط، لعل انعاش الذاكرة في مكان ما قادر على ايجاد الروابط بينه وبين داعش وجبهة النصرة.
– ١٨ نيسان ١٩٨٣: تفجير السفارة الأميركية في بيروت ومقتل ٦٣ شخصاً.
– ٢٣ تشرين الأول ١٩٨٣: تفجير مقر تابع للمارينز في بيروت ومقتل ٢٤٢ جنديًا أميركيًا.
– ٢٣ تشرين الأول ١٩٨٣: تفجير موقع دراكار الفرنسي في بيروت ومقتل ٥٨ فرنسيًا.
– ١٦ آذار ١٩٨٤: اختطف إرهابيو حزب الله وليام باكلي. خضع باكلي للاستجواب وتعرّض للتعذيب والحقن بالمخدرات، واستمر احتجازه لمدة ١٥ شهراً قبل وفاته تحت تأثير التعذيب.
– ٣ كانون الأول ١٩٨٤: اختطف مسؤول مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت، من قبل عناصر حزب الله، بيتر كلبورن. وبعد ان تم اعتقاله لمدة ستة عشر شهراً، تم إعدامه مع أسيرين، ثم ألقيت جثثهم في منطقة جبلية شرق بيروت.
– ٢ حزيران ١٩٨٥: العقيد في الجيش اللبناني سليمان مظلوم “قائد قاعدة رياق الجوية” في البقاع اغتيل على طريق أبلح رياق من قبل حزب الله.
– ١٤ حزيران ١٩٨٥: خطف طائرة تي دبليو أي كانت من المقرّر أن تقوم برحلة من أثينا إلى روما. استغرقت العملية أسبوعين قتل خلالها مواطن من الولايات المتحدة.
– ٢ تشرين الثاني ١٩٨٥: اغتيال الملازم اول في الجيش اللبناني جورج شمعون على يد عناصر حزب الله في رياق.
– ٢٤ شباط ١٩٨٦: اغتيال سهيل طويلة عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني، ورئيس تحرير مجلة الطريق، في المصيطبة على يد عناصر حزب الله.
– ١٢ حزيران ١٩٨٦: قتل المنفّذ العام للبقاع الغربي في الحزب القومي السوري، جورج ابو مراد وناظر الإذاعة كميل بركة بعد خطفهما.
– ١١ آب ١٩٨٦: العقيد في الجيش اللبناني ميشال زيادة رئيس اركان اللواء الأول اغتيل في منزله في رياق على يد عناصر حزب الله.
– أيلول ١٩٨٧ بدأت المعركة مع حركة أمل في الجنوب، لكن سرعان ما امتدت من صور حتى إقليم التفاح وشرق صيدا في نيسان عام 1988. وكانت المعارك تمرّ في خطوط بين العائلات نفسها التي انتمى ابناؤها الى كلا الحزبين، وقد أدت الى وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف التنظيمين. جاءت نتائج الجولة الأولى من المعارك لصالح حركة أمل التي وصفها رئيسها بالانتصار ضد “الراديكالية والخطف والارهاب”.
بعد أسبوعين من بدء المواجهات، سيطر حزب الله على 80 في المئة من الضاحية، ثم انحصرت سيطرة حركة امل على منطقة الشياح. ووقع في معارك الضاحية بحسب تقارير قوى الامن حوالى الخمسمئة قتيل، وكانت جريدة الحياة قد ذكرت في 14 حزيران من عام 1990 ان ضحايا المعارك بين الطرفين بلغت 2500 قتيل بينهم خمسة الآف جريح..
– ١٨ ايلول ١٩٨٦: إغتيال الكولونيل الفرنسي كريستيان غوتيير الملحق العسكري لدى السفارة الفرنسية في بيروت.
– ٢٩ كانون الثاني ١٩٨٧: إغتيال حسن أحمد صباغ.
– ١٩ آذار ١٩٨٧: حسين مروة.
– ٢٤ حزيران ١٩٨٧: اغتيال النقيب كاظم درويش ضابط مخابرات ثكنة صور وضابط ارتباط مع قوات الطوارىء الدولية.
– ١٠ تموز ١٩٨٧: علي ومحمد دياب من حركة امل.
– ٧ شباط ١٩٨٨: اغتيال المقدّم في الجيش اللبناني أمين قاسم مسؤول مخابرات الجيش في بيروت.
– ١٧ شباط ١٩٨٨: خطف العقيد وليام هيغينز من سيارته التابعة لقوات حفظ السلام للأمم المتحدة. وإبان فترة احتجازه كرهينة تعرّض العقيد هيغينز للاجتواب والتعذيب، قبل أن تتم تصفيته.
– ٢٣ أيلول ١٩٨٨: قتل كل من داوود داوود، محمود فقيه وحسن سبيتي المسؤولين العسكريين في حركة أمل في النبطيه.
– ٧ أيار ٢٠٠٨: اجتياح بيروت وبعض مناطق جبل لبنان وقتله أكثر من ٨٠ مواطنًا لبنانيًا.
– ٢٨ آب ٢٠٠٨: اغتيال النقيب في الجيش اللبناني سامر حنا، الذي كان على متن طوافة عسكرية، على يد عنصر في حزب الله يدعى مصطفى حسن المقدم في بلدة سجد الجنوبية.
– ٣٠ حزيران ٢٠١١: أصدرت المحكمة الدولية قرارًا إتهاميًا ومذكرات توقيف بحق 4 عناصر من حزب الله، باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
– العام ٢٠١٢: العثور على وثيقة سرية عائدة لأحد اجهزة المخابرات السورية تشير الى تورّط حزب الله في عملية اغتيال جبران التويني. (الوثيقة مرسلة من رئيس فرع العمليات في المخابرات السورية حسن عبد الرحمن إلى رئيس جهاز الأمن القومي السابق آصف شوكت، ويقول فيها “إنه وبمساعدة عناصر من مخابرات حزب الله اللبناني تم إنجاز المهمة رقم 213 والتي أوكلت إليهم في العاشر من ديسمبر بنتائج ممتازة).
– ٢ شباط ٢٠١٣: إدعاء القضاء العسكري اللبناني على عنصر في حزب الله يدعى محمود الحايك بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب ورفض الحزب ارساله الى التحقيق.
– ٩ حزيران ٢٠١٣: إغتالت عناصر من حزب الله، وأمام الكاميرات المعارض الشيعي هاشم السلمان.
– ٤ آب ٢٠٢٠: انفجر مرفأ بيروت حيث قتل حوالى ٢١٧ شخصاً وجرح الآلاف. ويعتبر حزب الله المشتبه به الأول في عملية تخزين مواد شديدة الخطورة كان قد استعملها في عملياته الإرهابية خارج لبنان، حيث ضبطت بحوزة عناصره في قبرص واليونان وألمانيا وبريطانيا..
– ٤ شباط ٢٠٢١: اغتيال الناشط الشيعي المعارض لقمان سليم. كل الشبهات تشير إلى تورط حزب الله في الجريمة بعد تلقيه رسائل تهديد عدة منه.
هذا غيض من فيض وإن أضفنا اليها الاحداث أعلاه، تجاوزات وارتكابات الحزب في الدول العربية والاجنبية لفاقت افعال حزب الله ما اقترفته داعش والنصرة مجتمعين، الفرق ان معظم ما اقترفه حزب الله وآثامه ارتكبت قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.
في الخلاصة الإرهاب إرهاب، والفكر الوهابي يتبعه سنة وشيعة، ومن يردّد “كرامتنا من الله الشهادة” يضع بيننا وبينه حاجزًا أساسيًا عنوانه الحياة.

لأجلك سامر حنا…
فيرا بو منصف/موقع القوات/الجمعة 28 آب2015
لم تنس جزين ولن تفعل، لم ينس لبنان ولن يفعل، اغتيال النقيب سامر حنا تحت عين الشمس بوضح النهار بوقاحة الشعاع، بوضوح السماء، أسقطوا طائرته وجعلوه متهماً بانتهاك سماء سجد، وأدخلوه قفص الذنب لانه فعل ولم يستأذن أولاً قتلته من “الحزب الالهي”، ولم يطلب مسبقاً السماح له القيام بواجباته كنقيب طيّار في الجيش اللبناني! 28 آب 2008، اغتالوا سامر حنا وقالوا “لم نعلم”! واحدة من تلك الـ “لو كنت أعلم”!!! لم يعلموا حينذاك أن لا محظورات أمام مهمات الجيش اللبناني، وان لا مهمة، لا عنصر، لا ميليشيا، لا حزب، لا أوامر تعلو فوق قيادة الشرف الوحيدة التي تظلل سقف لبنان، أرادوا الا يعلموا كما هي العادة، أرادوا أن يلقنوا القيادة درساً أن لا أوامر تتخطى من يملك الارض والترسانات والجبروت والارض، كل الارض قريباً من يدري، سامر حنا أتذكرون؟ وهل يعقل ألا تفعلوا رغم ايحاءات التناسي والتجاهل، أو لعل الاصح التعمد في التجاهل للتأكيد ان الامر قد يتكرر في أي لحظة مع مئات سامر حنا اذا ما تجرأ أحد وفعل ما فعله الشهيد.
لم تنس تلة سجد دماء الشهيد بعد، ليس لأن التراب فوق عصي على الجفاف، لكن لأن التراب فوق ما زال ينتظر الحق والعدل، لم يعاقب القاتل بعد، دفع فدية الذل المغمّسة بعار الجريمة حين اطلق القاتل ولم يمض داخل القضبان اكثر من ثمانية أشهر!!! كان ثمن الضابط الطيار ثمانية أشهر في السجن، هذه هي “الاسعار” في حزب القاتل، هكذا يصنّف الشرفاء في الجيش اللبناني في مفكرة الحزب غير اللبناني، ثمن سامر حنا بضعة آلاف كادت تودي بقلب الام المفجوعة والاب الذي كلله الحزب بالصمت المثقل بوجع العالم كله.
هكذا يقتل الابطال في لبنان، هكذا يستشهدون عنوة حين يتحولون من شهداء الى قتلى ويدفع ثمنهم من شريان وطن نازف من قلب امّ ما زال يحمل البدلة المرقطة ويستنشق ما تبقى من عطر ايام عالقة على الاكمام والازرار.
هذه ليست حكاية سامر حنا، هذه حكايتنا يا وطن، بعض منها ونحن نتهالك فوق الخسائر، نتعالى على جراح الجراح حين نحمل دمع الشهيد لنمجده بالصلاة والرجاء بالقيامة وكلما لاح لنا اننا نقترب، نجد سامر حنا والاف الشهداء يبتعدون في الخيبة. ما زلنا نناضل لاجل سامر حنا ومن سبقه ومن لحق به، لاجل وطن لا يستقيم الا من جرح قلب ينزف باستمرار وينتفض كلما شعر ان الذل يستهدف الحب الكبير، والحب الكبير لا يستهدف لا يصب بالسهام ولا يقع طالما الايمان والكرامة سلاحه. لاجلك سامر حنا سيرتفع دائماً لبنان…

الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد النقيب الطيار سامر حنا
تخليداً لذكراهم
مجلة الجيش/العدد 290 – 291 – أيلول 2009
إعداد: نينا عقل خليل – جان دارك ابي ياغي
أحيت عائلة النقيب الشهيد الطيار سامر حنا وأهالي بلدة تنورين الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده بقداس لراحة نفسه وإزاحة الستار عن نصب تذكاري له في الساحة العامة في البلدة. وازدانت تنورين بالأعلام اللبنانية وأعلام الجيش اللبناني وصور الشهيد، كما رُفعت اللافتات التي حيّت روح الشهيد وثمّنت استشهاده. ترأس القداس الذي أقيم في كنيسة سيدة الإنتقال في تنورين، راعي أبرشية البترون المارونية المطران بولس إميل سعادة، بمشاركة المطران شكرالله حرب، في حضور اللواء الركن الطيار ميشال منسّى ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، العقيد عدنان الشيخ علي ممثلةً رئيس مجلس النواب نبيه بري، قائمقام البترون الهام الدويهي الحاج ممثلاً رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، النائب هادي حبيش ممثلاً رئيس الحكومة المكلف النائب سعد الحريري، النائبين بطرس حرب وأنطوان زهرا، العميد الركن بانوس منجيان ممثلاً وزير الدفاع الوطني الياس المر، العميد الركن شربل فغالي ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، الرائد سيمون مخايل ممثلاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء الركن أشرف ريفي، الرائد يوسف الشدياق ممثلاً المدير العام لأمن الدولة، الرائد شربل أنطون ممثلاً المدير العام للأمن العام، ممثل قائد القوات الدولية العاملة في لبنان، الى رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات، وممثلي هيئات وجمعيات ومؤسسات، وعدد من الضباط رفاق الشهيد في دورته، وأفراد العائلة وجمع كبير من أبناء تنورين ومنطقة البترون.
عظة المطران
بعد الإنجيل، ألقى المطران سعادة عظة جاء فيها:
«في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد النقيب الطيار سامر حنا نجتمع في رحاب كنيسة سيدة الإنتقال تنورين لنصلي ونضرع الى الشهيد الأول يسوع المسيح أن يتقبّل روحه صحبة الشهداء الأبرار الذين جادوا بدمائهم الزكية فداءً عن الوطن والمواطن، والصلاة والإحتكام الى الله في مثل هذه الحالات هما العزاء الوحيد…
… نشأ الشهيد سامر في بيت تقوى وإيمان بالله والوطن وشبّ وترعرع في رحاب بلدة تنورين، فكان الضابط الشجاع والجندي الباسل والنقيب الذي استهوته الشهادة في سبيل لبنان، ولسان حاله يردد «لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم». في المؤسسة العسكرية تخرّج الشهيد المرحوم سامر ملازماً وأخذ يتدرّج في مدارج الرقي والرتب العسكرية الى أن وصل الى رتبة نقيب وحصل على تنويهات من القيادة العسكرية لمهمات قام بها وسلوك منضبط تميّز به. وكان المستقبل يبتسم له لو قدر له أن يعيش عمراً أطول.
نجتمع اليوم في تنورين الأبية لا إعراباً عن غضبة ولا للبكاء والنحيب. نجتمع للصلاة لراحة نفس الشهيد النقيب الطيار سامر حنا في السعادة الأبدية، ليسكنه الله فسيح جنانه صحبة الشهداء الأبرار. ومن أجل أن يسكب الله بلسم العزاء على جميع القلوب التي فجعت باستشهاده وفي مقدمهم الوالدان والأخوة والأخوات والمؤسسة العسكرية بهدف أن تبقى الضامن الوحيد للأمن والسلام والوحدة الوطنية وخشبة خلاص للبنان الواحد الموحد».
كلمة القيادة
بعد القداس وصلاة رفع البخور، ألقى العميد الركن شربل فغالي كلمة باسم العماد قائد الجيش، هنا نصها:
«لا عطاء أكرم من عطاء الشهيد، ولا فداء أنبل ولا إيثار أعظم، إنه الكبير المتوّج بتضحياته، هو مدماك الحق وطريق الحرية المكلّلة بالعزة والكرامة. البعض يشهد بالكلمة أو بالقلم، أو يقدّم اليسير مما وسعت يداه من مال ورزق ومقتنى، أما الشهيد فهو مَن يبذل حياته ويجود بزهرة شبابه فداءً لشعبه، فيبقى على مرّ الزمان، سيد اللقاء في الوطن، كما سيد اللقاء في المدى الأبعد، حيث شمس الحياة التي لا تغيب، ونهر الخلود الذي لا ينضب.
أيها الحضور الكريم
في تنورين الأصالة والعنفوان، هذه القلعة الوطنية الشامخة بأهلها، كشموخ أرزها الخالد وسندياناتها العتيقة، والتي لم تبخل يوماً في رفد الوطن بنخبة الشعراء والمفكّرين والمبدعين، كما الجيش بخيرة الرجال الأوفياء المخلصين، نلتقي اليوم أهلاً ورفاقاً وأصدقاء، لنتوجّه بتحية إكبار وإجلال الى روح إبن البلدة البار، النقيب الشهيد سامر حنا في الذكرى الأولى لاستشهاده، ولنجدّد العهد والوعد بصون شعلة تضحياته، والإقتداء بمآثره، واقتفاء مسيرته المفعمة بالبذل والعطاء.
لقد اختار شهيدنا الغالي سامر الإنضواء في سلاح الجو اللبناني بملء إرادته وقناعته، يقيناً منه بأن قدراته الجسدية والفكرية من جهة، وشجاعته واستعداده للتضحية بلا حدود من جهة ثانية، هما الكفيلان بالتغلب على مخاطر هذه المهنة الصعبة والدقيقة، فكان دوماً على قدر الأمل والرهان، نسراً لا يعرف التعب والكلل، يأبى حياة الأودية والكهوف، ويعشق الربوض فوق القمم والإستراحة بين الغيوم. ولم يكن يطل صباح حتى يطلق العنان لجناحيه، محلقاً في سماء لبنان التي أحبها وأحبته من الأعماق، الى أن بات بين الإثنين حكاية وفاء وموعد يتجدد باستمرار.
لقد سقط النقيب سامر حنا شهيداً في حادث مأسوي، اهتزت له ضمائر اللبنانيين ولاقى استنكار الجميع، وهو يقوم بمهمة تدريب فوق إحدى تلال الجنوب، استعداداً لمواجهة العدو الإسرائيلي، مدركاً تماماً ما يضمره هذا العدو من نوايا خبيثة ضد لبنان بشعبه وجيشه، لتشكّل دماؤه الزكية، قرباناً طاهراً على مذبح الوحدة الوطنية، وحافزاً لمزيد من الإلتفاف حول الجيش والإيمان بدوره الوطني الجامع.
شهيدنا البطل
من معين إخلاصك وسمو فضائلك، نستقي حب الوطن وشغف التضحية في سبيله، ونجدّد العهد بأننا على القَسم باقون، وعلى دربك ماضون، وأن قافلة شهدائنا لن تتوقف ذوداً عن لبنان الذي افتديته بأغلى ما لديك، وها نحن اليوم نمني أنفسنا ببعض من الإكرام والتقدير لروحك الطاهرة، من خلال إقامة هذا النصب التذكاري، الذي أردناه أن يكون شاهداً على عظمة تضحياتك، ونبل مآثرك، وصوتاً صارخاً يتردّد في أذن كل عابر، أنه بسواعد الأبطال وبدماء الشهداء، يحيا الوطن ويحرر ويصان.باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، أتوجّه بأحرّ التعازي الى ذوي الشهيد ورفاقه وأبناء بلدته، وأشكر كل مَن أسهم في إشادة النصب التذكاري، وإقامة هذا الإحتفال النابض بروح المحبة والمواطنية والوفاء. المجد والخلود لشهيدنا البطل في عليائه، ودامت ذكراه العطرة أثراً طيباً في النفوس، ونبراساً وضاءً في مسيرة الشرف والتضحية والوفاء».
«لبّيك سماء لبنان»
ثم كانت كلمة عائلة الشهيد ألقاها شقيقه مروان حنا، حيّا فيها روح شقيقه الشهيد الذي كان يؤمن أن الجيش ترخص التضحيات لأجله لأنه في معركة وجودية مستمرة كي نبقى أحراراً وأسياداً في أرضنا، وقال: «إن سامر يوم انطلق الى الجنوب كان مطمئناً الى مهماته… واعتبر أن عشق الشهيد للتحليق في سماء الوطن بلغ ذروته لحظة استشهاده فجسّد شعار القوات الجوية «لبيك سماء لبنان». بعد ذلك، توجّّه الحضور الى الساحة العامة لبلدة تنورين. وبعد النشيد الوطني اللبناني، أزيحت الستارة عن النصب التذكاري الذي أقيم للشهيد تخليداً لذكراه. وبعد نشيد الموت تقبّلت العائلة التعازي ووزّعت غرسات أرز تخليداً لذكراه.

سامر حنا. وماذا بعد؟
علي حمادة/النهار/السبت 30 آب 2008
بالامس قتلوا النقيب الطيار سامر حنا وهو يؤدي واجبه الوطني على ما ورد في البيان الرسمي للجيش، ولكنهم كانوا بدأوا قبل وقت بعيد باغتيال الجيش، وفي كل يوم يغتالون الشرعية، تارة بخروجهم عليها، وطوراً باعتدائهم عليها، وتارة ثالثة باستيلائهم على مفاصلها، وتارة رابعة بسلوكهم الميليشيوي ضد الشعب على مرأى ومسمع من الجيش… ولا حسيب او رقيب!
بالامس اغتالوا النقيب سامر حنا، وكل ذنبه انه آمن يوما بأن لا “شرعية” فوق الشرعية، ولا شرعية لكل ما يناقض الشرعية التي خدمها، ومات لاجلها. قتلوه من دون ان يرف لهم جفن. قتلوه لأنهم توهموا انهم صاروا الشرعية، وصاروا الاقوى، وان لا بشر امامهم.
هؤلاء هم القتلة، ونشدد على عبارة “القتلة” ولا نقول القاتل الذي تسلمه القضاء العسكري، ولا نلتفت اليه، ولا الى البندقية التي اطلق منها رصاصات الغدر كما احسن وصفها ذات يوم النائب وليد جنبلاط الذي فهم يوم اغتيل جبران تويني من كان في الحد الادنى يناصر قتلة ابطال الاستقلال من غير ان يرف له جفن.
لا نلتفت الى القاتل، ولا نعيره اهتماما فهو مسيّر وليس مخيّراً، وقد سمموا عقله عندما زرعوا فيه اوهاما جعلته يظن انه صار فوق القانون، والاعراف، والحق في الاختلاف، وحق الآخرين في الحرية، وانه فوق الشرعية، والدولة، لا بل صار فوق البشر له عليهم حق الحياة والموت. أليس هذا هو معنى التمسك بقرار الحرب والسلم ؟
لا نعير الفرد القاتل اهتماماً، لا بل اننا لا نوجّه اليه التهمة بالقتل. بل نوجه اصابع الاتهام الى العقل الواقف خلف ذلك العنصر المغرر به، الى درجة تكاد تجرده من انسانيته. ونتّهم في الوقت نفسه العقلية، والايديولوجيا، والاجندة، وفلسفة تقديم السلاح على البشر. ونتهم هذه العنصرية في الوطنية التي تمارس تارة بالخطاب المعسول، وطورا بالشتائم التي تنهال على اللبنانيين متى اعلنوا انحيازهم الى الاستقلال، والحرية.
لا نقيم وزنا للقاتل كفرد، ولا يهمنا ان كان جرى تسليمه لأن المطلوب ليس تسليم قاتل النقيب الشهيد عن حق سامر حنا، بل المطلوب “تسليم” ذلك المشروع الذي قتل ويقتل اللبنانيين منذ وقت طويل، والذي يحتل عاصمة لبنان بيروت، ويحاول ترهيب المناطق من الجبل الى البقاع الى الشمال لدفع الناس الى الخضوع. وهذا ما لن يحصل لا اليوم ولا غداً، وحتى لو هادن من هادن، او خاف من خاف!
ان المطلوب التصدي لذلك المشروع الذي يعمل على تفكيك بلدنا، واخضاعنا افرادا وجماعات. أليس الهجوم على الجيش مرات ومرات، ومعه على بقية الاسلاك الامنية محاولة لفرض سيادة تلك الميليشيا المسلحة لإنتزاع شرعية لن تكون؟ ألم نتعلم بعد من دروس اغتيال فرنسوا الحاج، ووسام عيد؟ٍ
بالامس ارادوا توجيه رسالة دموية فقتلوا سامر حنا.وماذا بعد؟
متى يفيق النائمون؟ ومتى ينتفض الخائفون؟