عون: إما رئيس أو تقسيم البلد ليصير زعيم كانتون
سهى جفّال/جنوبية/الجمعة، 19 يونيو 2015
لم يعد هاجس عون الرئاسي وطروحاته للوصول الى رئاسة الجمهورية أمرا جديدا. فهذا الحلم الدائم دفع الجنرال الى حد التهديد بالفدرالية أو انتخابه رئيس كما صرّح لجريدة «الجمهورية». فكيف شرح النائب فادي الأعور هذا الطرح؟ وكيف علّق النائب أحمد فتفت عليه؟
يختبئ محور الممانعة دائمًا وراء شعارات مناهضة للتقسيم والتجزئة بل ويتهم الطرف الآخر بها. فبداية شهدنا تقسيم حزب الله لسوريا باقامة خط دفاع علوي، والآن حليفه العوني يطرح الفدرالية كمشروع.
انتخاب الأقوى مسيحياً، وإلّا الفيدرالية
وقد صرح رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون إلى جريدة “الجمهورية” من خلال رفع عنوان الفيدرالية أو التلويح به أقلّه على قاعدة: إمّا انتخاب الأقوى مسيحياً على غرار الطوائف الأخرى، أو سنضطرّ إلى تطوير النظام والتقاطع مع المتحوّلات الخارجية، لأننا “لسنا حرفاً ناقصاً أو صنفاً ثانياً في الجمهورية”. فإما انتخاب الأقوى مسيحياً، وإلّا الفيدرالية.
لم يستغرب فتفت طرح عون هذا المشروع قائلاً إن جميع طروحات عون فئوية
ورأى عضو كتلة تيار المستقبل النائب أحمد فتفت “أن مشروع الفدرالية في لبنان فشل من أيام الحرب الاهلية”. ولم يستغرب فتفت طرح عون المشروع قائلاً “لأنه للأسف طروحاته جميعها فئوية”.
وتابع “نحن دعمنا المركزية لأن لبنان بلد صغير ولتشجيع المؤسسات فيه، بينما الفدرالية يعني انتهاء البلد ويتقسم إلى كانتونات غير قابلة للحياة وبالتالي تعتمد هذه الكانتونات على حماية وداعم خارجي”، مضيفًا أن “الكانتونات مشروع اسرائيلي مبني على التقسيم والشرذمة بينما لبنان مبني على الشراكة والوحدة”.
كما اعتبر فتفت أن “هذا التصريح عملية ابتزاز سياسي ليصبح رئيسا للجمهورية، بينما عملية الانتخابات عملية ديمقراطية ومجلس النواب يقرر من الأقوى فحتّى شروطه للوصول الى رئاسة الجمهورية فدرالية”. مسألة الفدرالية جاءت عرضًا بسياق الحديث مع جريدة “الجمهورية” وكان الموضوع الأساسي يدور حول اللامركزية
وأضاف “مشكلة الجنرال أنه يناقض نفسه فتارة يقول أنه ضد الفدرالية وتارة يدع لها، وهو الذي يقول عن نفسه توافقي وقال لجان عزيز ردا على سؤاله بأنه غير توافقي”. وتابع عون لا مشكلة لديه أن يغير رأيه كل فترة فالمهم بالنسبة اليه أن يصبح رئيسًا، فكما نسف كتاب التيار عند توافقه مع حزب الله تحقيقًا لمصالحه”.
في حين أكّد عضو كتلة التغيير والاصلاح النائب فادي الأعور أن “مسألة الفدرالية جاءت عرضًا بسياق الحديث مع جريدة “الجمهورية” وكان الموضوع الأساسي يدور حول اللامركزية الادارية لتنمية المناطق الّا أن “الجمهورية” عنونت موضوعها عليه”.
ورأى الأعور أن ” الأجواء وما تعاني منه الأقليات” إذا لم تترسخ الوحدة الاجتماعية والوحدة السياسية التي تحفظ كلّ مكوّن حقه ضمن مجتمعه فسنذهب نحو الفدرالية عاجلاً أم اجلاً”. وتوجّه الى الفرق السياسية بالقول “اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله وهذا الكلام موجه الى الطبقة السياسية التي نشأت في لبنان منذ الطائف إلى الآن أمعنت في سرقة الحق الطبيعي للمسيحيين ودورهم في قيادة قوية تضمن لهم حقوقه”.
وحذّر الأعور “اذا لم تتعظ هذه الطبقة السياسية سينشأ شرخ كبير في الداخل اللبناني ونكون أما نوع من الفدرالية، والكل يعلم المشرق العربي أمام تحولات كبيرة أ نخرج منها أكثر وحدة واندماجًا في مجتمعنا”.
فيديرالية عون… تطبيق الطائف ام أكثر؟
كبريال مراد/المدن/ الجمعة 19/06/2015
يفاجىء ميشال عون متابعيه في اغلب الأحيان بمواقفه وخطواته واستراتيجياته. فالرجل الذي وصفه الاميركيون يوماً بالـunpredictable والـuncontrollable، أي الذي لا يمكن توقع ما سيفعله او السيطرة عليه، خرج في مقابلته الصحافية الأخيرة بما وصف “بالقنبلة” الفيديرالية. ووفق معلومات “المدن” أن هاتف الرابية او الحلقة القريبة من عون لم يهدأ منذ نشر المقابلة، والاسئلة تتكاثر كمثل: ماذا قصد بذلك؟ هل هي زلّة لسان؟ ام تراها قنبلة دخانية؟ هل انتقل الى مرحلة جديدة من المواجهة؟ في الساعات الماضية، بدا الباحث عن تفسير واضح لمقولة رئيس تكتل التغيير والإصلاح كمن يبحث عن ابرة في كومة من القش. حتى بدا أن دوائر الرابية قصدت تغليف المسألة بالكثير من الضبابية وافساح المجال امام تفاعل الفكرة وقياس ردود الأفعال عليها.
هل يتحدّث فقط عن اللامركزية التي نص عليها الدستور ام يذهب ابعد؟ تسأل نواب التيار، فيحيلونك الى عون نفسه الذي سيتحدث امام وفود شعبية في دارته في الرابية السبت والأحد، ما سيتيح امامه الفرصة، اذا أراد ذلك، لتفسير ما يقصد وتوضيح ما يهدف اليه. يقول من عايش عون على مدى عقود، ان الرجل يملك النفس الطويل في المعارك، وان الضابط الآتي من سلاح المدفعية، يعرف كيف يوجّه رمياته ليصيب او يحاصر. وهو الذي يخوض معاركه حتى النهاية، فإما يصيب او يخيب، لكنه لا يستسلم.
منذ أشهر والجنرال يرمي في الفضاء السياسي مقترحاته. من يتابعها، يلمس انها تصب كلّها في خانة واحدة، وإن تنوّعت الاساليب المتّبعة خلالها، وهي الحقوق الدستورية للمكون الذي يمثّله في التركيبة اللبنانية، أي المكوّن المسيحي.
منذ أشهر والجنرال يرمي في الفضاء السياسي مقترحاته. من يتابعها، يلمس انها تصب كلّها في خانة واحدة، وإن تنوّعت الاساليب المتّبعة خلالها، وهي الحقوق الدستورية للمكون الذي يمثّله في التركيبة اللبنانية، أي المكوّن المسيحي.