ماذا أراد غزالي أن يقول لإعلام الحريري؟ وهل مذكراته في دولة عربية؟
فايزة دياب/جنوبية/ الثلاثاء، 29 نيسان/15
كشف أمس الرئيس سعد الحريري عن تلقيه رسالة من رستم غزالي قبل ضربه ودخوله في غيبوبة الموت،طالباً منه الظهور على شاشة المستقبل، هذه الحادثة التي تذكر باتصال غازي كنعان الشهير قبل «انتحاره» بإذاعة «صوت لبنان»، تطرح سؤالاً عن السرّ الذي كان يريد غزالة كشفه لإعلام 14 آذار. والمعلومات تشير إلى أنه قتل بعدما أخرج مذكراته إلى دولة عربية.
لا يزال الغموض سيّد الموقف في قضية موت رئيس إدارة الأمن السياسي السوري السابق رستم غزالي، كما أنّ ما كشفه أمس رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري خلال جلسة حوار عقدت في ويلسون سنتر في واشنطن تطرح علامات إستفهام جديدة حول سبب وطريقة وفاة غزالي.
فقد كشف الرئيس الحريري أمس عن تلقيه رسالة من رستم غزالي قبيل مقتله يعرب فيها عن رغبته في الظهور على التلفزيون لإعلان أمر ما، قائلاً: «إتصل بنا غزالي قبل مقتله وأراد أن يظهر على التلفزيون ويعلن عن أمر ما لا نعرف ما هو وبعد ذلك مباشرة تم ضربه» وأضاف الحريري: «يوم واحد قبل ذلك اتصل غزالي بشخص أعرفه وأعطيناه رقم تلفزيون “المستقبل” فقد أراد أن يطلّ عبره وأن يقول شيئاً ولكن الفرصة لم تُتح له، كما حصل مع غازي كنعان الذي “انتحر” بخمس رصاصات».
هذه الحادثة التي أشار إليها الحريري تعيدنا بالذاكرة إلى تشرين الأول من عام 2005 ، عندما اتصل وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان وأدلى بتصريحه الأخير للاعلامية اللبنانية وردة الزامل في إذاعة «صوت لبنان»، قبل ساعة تقريباً من «انتحاره».
غازي كنعانغازي كنعان ورستم غزالي هما من أركان النظام السوري، حكما لبنان أيّام الوصاية السورية، عرفا ببطشهم وظلمهما تجاه من يخرج عن طاعتهما، وبعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وانتهاء الوصاية السورية التي أنتجت خروج الجيش السوري من لبنان، وبدء ثورة 14 آذار المعادية للنظام السوري، انقطعت علاقة الضباط السوريين أمثال غازي كنعان ورستم غزالي بلبنان إلاّ من خلال قوى الثامن من آذار.
ويتّهم الرأي العام اللبناني وقوى الرابع عشر من آذار كنعان وغزالي بالتخطيط والمشاركة في إغتيال شهداء ثورة الأرز، لذلك فإن إتصال كنعان قبل «انتحاره» بساعة تقريباً من إعلامية تعمل في إذاعة معروف إنتماؤها لحزب الكتائب اللبناني وهو مكون أساسي في 14 آذار، للردّ على محطّة «نيو. تي. في»، كما أنّ اختيار غزالي للرئيس الحريري وإعلام المستقبل، يطرح علامات إستفهام عن سبب إختيارهما للإعلام المعارض لسياستهما، فهل من أسرار كان يوّد غزالي كشفها عندما شعر أنّ موته أصبح محتّماً؟
هذا السؤال توجهنا به إلى الإعلامية وردة الزامل التي تلّقت إتصال كنعان الأخير، إلاّ أنّها ولأسباب خاصة بها وبموقعها كإعلامية انتقلت الى اذاعة الشرق قبل سنوات لتقدّيم برنامج “صالون السبت” فضّلت “عدم الدخول في هذه النقاشات” كما قالت، ويحترم موقعنا رغبة الزميلة وردة، فربما سوف يسبب إدلاؤها لنا بتصريح ما حول هذه المسألة الحساسة مشاكل مهنيّة مع المحطة التي تعمل بها أو يسبب لها إحراجات مع بعض السياسيين الذين تستضيفهم في برنامجها ويمثلون جميع الاتجاهات.
وعلى الرغم من الأسئلة الكثيرة وعلامات الإستفهام والتعجّب التي تطرح حول وفاة الرجلين، وعن علاقتهما بالنظام السوري في أيامهم الأخيرة، إلاّ أنّ الأكيد أنّ الأجوبة على تلك الأسئلة لم تمت ولم تدفن مع الضباط السوريين الذي تخلّص منهم النظام فور إنتهاء مهامهم، باعتبارهم خطراً على استمرار النظام.
فقد كشفت صحف عربية عريقة أن مذكرات غزالي باتت في دولة عربية، وأن الأيام الآتية ستشهد نشر هذه المذكرات، وستحدث ضجة لأنها تتناول خدمته الطويلة في لبنان كمسؤول أمني سوري كبير، وصولا إلى ترؤسه جهاز الأمن والاستطلاع في العام الذي سبق اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وسوف تضيء هذه المذكرات بشكل مؤكّد على جوانب لها علاقة بهذا الاغتيال.