جولة أفق للطاقم التشاوري لعون مع هيل لا “طبخة” تُحضّر للتعجيل في الانتخاب خليل فليحان/النهار/25 نيسان 2015
كان لقاء السفير الاميركي ديفيد هيل أمس الجمعة مع الطاقم التشاوري للعماد ميشال عون حول مأدبة غداء في منزله، مثار اهتمام الوسط السياسي، على رغم انعقاده وراء الاسوار الاميركية المرتفعة في عوكر وفي اطار هالة من الكتمان. وضم النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي والوزيرين السابقين كريم بقرادوني وسليم جريصاتي والسفير السابق عبدالله بو حبيب ورئيس الرابطة السريانية حبيب افرام والصحافي جان عزيز. وحاول المشاركون وصفه بأنه لقاء خاص ويحصل من حين الى آخر، نظرا الى العلاقة التي تربط الطرفين. وذهب أحدهم الى تصنيفه بأنه قد يكون وداعياً بسبب نقل هيل الى باكستان. ويرتدي هذا الاجتماع أهمية خاصة، لان الطاقم يلتقي عون كل يوم سبت ويتشاور معه في الاستحقاق الرئاسي والتفاوض الجاري مع حزب “القوات اللبنانية” وشؤون متصلة بالتيار وبالوضعين الداخلي والخارجي، وقضايا حياتية ومعيشية ومسألة اللاجئين السوريين وتداعياتها. ويؤكد أكثر من مشارك ان الاجتماع اسبوعي ولا ينقطع. في بداية اللقاء أعرب هيل عن سروره بتعيينه في اسلام اباد نظرا الى اهمية هذه السفارة وحجم موظفيها الديبلوماسيين والعسكريين والاداريين. وهناك أربع قنصليات تابعة لها موزعة في البلاد. وينتظر هيل تحديد موعد لتقديم شهادته امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي. وتوقع ان يغادر مركز عمله نهائيا في آب المقبل. وقال احد المشاركين انه لن يكون هناك حتى هذا التاريخ رئيس للجمهورية وفقا للمعطيات الحالية. وقد لمس المشاركون ان لا مبادرة اميركية لتحريك الاستحقاق الرئاسي. فانتخاب رئيس للبلاد يجب أن يحصل، لكنه شأن داخلي. وواضح ان لبنان ليس أولوية في برنامج الرئيس باراك أوباما الذي ليس لديه اي مرشح. وما يريح واشنطن هو ان يكون الامن مستتباً بشكل عام في البلاد بفعل سهر الجيش الذي اكد هيل ان بلاده توليه الاهمية القصوى وهي مستعدة لدعمه الكامل في أي وقت، وتسليحه بما يلزم لمكافحة الارهاب وتحرير جرود عرسال. ولا يخفي القادة العسكريون الكبار الذين يزورون بيروت شهريا تقريبا، اعجابهم بقدرة الجيش وحرفيته في مواجهة أخطر تنظيمين ارهابيين ينتشران على مدى 56 كيلومترا من جرود عرسال. وبالتالي فإن لواشنطن ملء الثقة بالمؤسسة العسكرية التي اثبتت خلال السنوات الاخيرة قدرتها على توفير نسبة عالية من الاستقرار والسلم الاهلي. وتطرق المشاركون في غداء العمل الذي امتد نحو ساعتين، بدعوة من هيل، الى العقدة الحقيقية للنظام المعمول به حاليا، وتكمن في العلاقة التشاركية. ثمة فريق متمسك باتفاق الطائف من دون ان يطبقه، وهو بالتالي لا يوصل الحقوق الى اصحابها، فيما الفريق المتضرر يؤكد انه لن يتخلى عن حقوقه الدستورية. وطرح خلال اللقاء موضوع رئاسة الجمهورية من زاوية مواصفات الرئيس الذي يجب ان ينتخب، وعلما ان ليس من “طبخة” تحضّر للاسراع في انجاز الاستحقاق. وقال أحد المشاركين انه لم يعد في الامكان القبول الا برئيس قوي يجري التفاهم عليه بين الفاعليات السياسية. فالمطلوب طائف حقيقي ومناصفة حقيقية وقانون انتخاب يؤدي الى صناعة عهد جديد، ولم يعد مقبولا ما سماه “الاستيلاء على السلطة”. وأجمع معظم المشاركين في الاجتماع انه عادي ويحصل بين الفترة والاخرى، لذا يجب عدم تضخيمه. ولم يشأ أحدهم ان يعتبر انه مقرب الى العماد عون، بل اكد أن “لا احد مقربا اليه أكثر من جبران”، والمقصود وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.