بقلم أحمد الأسعد/ المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني
إذا كان السيد حسن نصرالله يفتخر، كما قال ذات مرة، بأنه “جندي صغير في حزب ولاية الفقيه”، فالواضح أن هذا الجندي منضبط تمام الإنضباط، سياسياً كما عسكرياً، في تنفيذ أجندة النظام الإيراني، وفي التزام سياسته. وكما لا يتردد السيدّ حسن في التضحية بأرواح الشباب اللبنانيين لتنفيذ التوجهات الإيرانية في سوريا والعراق واليمن، كذلك يكون أول المندفعين بحماسة إلى الجبهات السياسية الأقليمية للنظام الإيراني، ويحشر نفسه مثلاً في الإشتباك الإيراني-السعودي الراهن. وفي الحالتين، يأخذ معه لبنان الى مواجهات مجانية ومغامرات متهورة وعداوات مضرّة، ليس منها طائل ولا فائدة وليس فيها مصلحة لبلده ولشعبه.
وكما إن صواريخ “الجندي الوفي” السيد حسن هي في خدمة النظام الإيراني، كذلك هي صواريخ خطاباته، بها يطلق النار على من يريد هذا النظام استهدافه، واتهاماته الأخيرة للمملكة العربية هي ابلغ دليل، تماماً كما كان مدحه للولايات المتحدة عندما كانت العلاقات بين طهران وواشنطن جيّدة.
“فالجندي المخلص” هو ايضاً “ناطق مخلص” باسم النظام الإيراني. ويعزف السيد حسن ما يلحّنه هذا النظام، ولو كان على وتر تأجيج الخطاب المذهبي. وإذا صادق النظام الإيراني، كان السيد حسن السبّاق إلى امتداح الصديق، أما إذا عادى هذا النظام فيكون السيّد حسن في طليعة المتبرعين بالمهاجمة. في الواقع، بات واضحاً أن “حزب الله” ليس سوى استنساخ مصغّر للنظام الإيراني. إنه حقاً فرع…صغير.