عملية “حزب الله” تفاجئ المسؤولين وتوصيف نتنياهو يطرح علامة استفهام
خليل فليحان/النهار
8 تشرين الأول 2014
حرّك “حزب الله” جبهة الجنوب بعملية عسكرية ناجحة ضد الجيش الاسرائيلي، ففجّرت مجموعة علي حسن حيدر في “المقاومة الاسلامية” بعد ظهر امس عبوة ناسفة في دورية مؤللة عند مرتفعات شبعا مما أدى الى جرح جنديين. فاجأت هذه العملية التي هي الأولى من نوعها منذ حرب تموز 2006 ليس فقط الاسرائيليين، بل المسؤولين الذين أعربوا عن تخوفهم من ردة الفعل الاسرائيلية، وكذلك قيادة “اليونيفيل” التي سارعت الى تكثيف الاتصالات منعا للتصعيد، معتبرة الأمر خرقاً لوقف العمليات العسكرية وفقاً للتسمية الواردة في مستهل القرار 1701. إلا أن أوساط المسؤولين نقلت عنهم ارتياحهم الى طبيعة الرد بإطلاق سبع قذائف مدفعية في محيط منطقة تلال كفرشوبا، وفقاً للمكتب الاعلامي للقوة الدولية دون تسجيل اصابات، ووصفها خبير عسكري بأنها بمثابة رد تقني يتبعها الجيش الاسرائيلي المرابط في الجهة المقابلة للحدود اللبنانية. ولاحظ مسؤول غير مدني طلب عدم ذكر اسمه، أن اكتفاء الجيش الاسرائيلي بهذا القدر لا يدعو الى القلق، لأنه يدرك أيضاً أن أي تصعيد عسكري إسرائيلي سيقابله توجيه الحزب صواريخه الى الداخل الاسرائيلي، كما حصل في مواجهات حرب تموز 2006 وما كان يحصل قبلاً، على الرغم من تهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه سيردّ “بشدة على كل محاولة للمس بنا”.
وتوقفت الأوساط عند قول نتنياهو إن “الجيش الإسرائيلي أحبط عملية تخريبية في مزارع شبعا”، وطلب لبنان من القوة الدولية التبليغ عما قصده المسؤول الاسرائيلي بـ”العملية التخريبية” من خلال التحقيق الدولي الذي بوشر وسيُستكمل اليوم الاربعاء. ولم يعرف بعد سبب زرع الحزب تلك العبوة في هذا الوقت بالذات، فيما مقاتلوه خاضوا أشرس المعارك الأحد الماضي على محور بريتال ضد مسلحي “جبهة النصرة”، أم إنه رد على الجيش الاسرائيلي الذي أطلق النار على شخصين حاولا التسلل الى إسرائيل من لبنان يوم الأحد الماضي وعادا أدراجهما”.
وتجدر الإشارة الى أن تفجير العبوة أمس يعيد الى الذاكرة النمط الذي كان يتبعه الحزب قبل تموز 2006.
وأشارت مصادر وزارية الى أن طول الحدود مع إسرائيل يبلغ 80 كيلومتراً، وما ينبغي للمسؤولين أن يذكروه أيضاً أن “لا حدود مرسّمة بوضوح بين لبنان وإسرائيل في تلك المنطقة، بل تحتل الدولة العبرية منذ حرب حزيران 1967 منطقة مزارع شبعا المتاخمة للبلدة، والتي يدّعي لبنان ملكيتها، بينما تقول الأمم المتحدة أنها عائدة الى سوريا. وذكرت أن الجيش الاسرائيلي في حالة تأهب على الحدود مع لبنان من أجل منع أي امتداد للمواجهات في سوريا المجاورة. ودعت الى “عدم الارتياح بعد تلك العملية، لان الجيش الاسرائيلي يستوعب أي ضربة، لكنه يفضل أن يكون رده ليس فقط اطلاق قذائف عدة على مصادر النيران لهدف معين، بل شن هجمات غير متوقعة ضد هدف ما، لإيقاع أكبر عدد من القتلى والجرحى وتدمير المنازل واتلاف المزروعات.
وتوقعت أن تقدم تل أبيب شكوى الى مجلس الأمن على هذا الخرق للقرار 1701، متهمة الحزب بتوتير الوضع الذي كان هادئاً. كما أن وزارة الخارجية تنتظر معلومات موثّقة من وزارة الدفاع الوطني عن الخرق الاسرائيلي للقرار 1701 بإطلاق قذائف مدفعية على الأراضي اللبنانية، ورفع ذلك الى مجلس الأمن الذي هو أميركي للشهر الجاري، وتوزيعها على الأعضاء الدائمين وغير الدائمين للمجلس، محتفظاً بحقه في تقديم شكوى ضد الدولة المعتدية في الوقت الذي يختاره.