الاخوان المسلمون يقولون تكالبت علينا الأمم! وان الاقلام الليبرالية والعلمانية تخلت عن التمسك بمبادئ الديمقراطية والحريات العامة واصبحت تضيق ذرعا بالرأي الآخر, بل اصبحت تجاهر بتبني مبادئ تغيير الحريات والاساليب القمعية في التعامل مع الخصوم!
أولا: اذا كان المقصود بالليبرالية القوى الوطنية الديمقراطية, فإن تيار “الاخوان” اول من يعلم ان تيار القوى الوطنية الديمقراطية قد تلاشى ولم يبق منه احد, وان كان هناك من لايزال يعمل في الساحة فهو يعمل بمجهود فردي, والسبب كما يعلمه الاخوان المسلمون وبقية التيارات التي تمارس العمل السياسي تحت شعار الدين, وهو تحالف القوى النافذة في الحكم بعد حل مجلس عام 1976 مع تيارات تمارس العمل السياسي تحت شعار الدين, وفي مقدمهم تيار الاخوان المسلمين حيث تم التآمر على القوى الوطنية الديمقراطية, آنذاك, وتمت محاصرتهم وعزلهم بالقوة عن الساحة من خلال العمل الذي مارسته السلطة آنذاك على اثر حل مجلس 1976 من اجراءات تم على اثرها حل جميع مجالس ادارات جمعية النفع العام التي كانت تدار من قبل عناصر القوى الوطنية الديمقراطية واحلال مكانها عناصر اذا لم تكن ملتزمة مع التيارات التي ترفع شعار الدين فعلى الأقل تنسجم معها في عدائها للتيار الوطني التقدمي!
على مدى اكثر من ثلاثين عاما والاخوان المسلمون مع بقية الاحزاب التي ترفع شعار الدين تنهل من العسل الحكومي وطيلة تلك الفترة لم يلتفت احد من تيار “الاخوان” ولا من غيرهم من التيارات الدينية الى بقية ابناء المجتمع الذين يسميهم تيار الاخوان المسلمين “الليبراليون” وهم الغالبية ليسأل عنهم وعن احوالهم, ولم يتحدثوا عن اصول المبادئ الديمقراطية التي تحرم العزل وترفض الالغاء ولم ينتبهوا الى التضييق على الحريات الذي كان يمارس على القوى الوطنية الديمقراطية من قبل السلطة, آنذاك, حين كانوا الحلفاء لها!
الان حين اكتشفت كل انظمة العالم ومن خلال وقائع ومستندات وممارسات ميدانية على غرار ما يجري حاليا في مصر وليبيا وقطاع غزة ان التيارات التي ترفع شعار الدين وفي مقدمها الاخوان المسلمون هي تيارات تمارس الارهاب وتشكل بالتالي خطرا على الدولة المدنية حيث اصبح الدفاع عن النفس من قبل هذه المجتمعات ضرورة, بل واجب يحتم على حكومات تلك المجتمعات حماية امنها وسيادة بلدانها!
الآن مشكلاتكم ليست مع تيار القوى التقدمية الديمقراطية التي قلنا إن لا وجود لهذه القوى في الوقت الحاضر, بل ان مشكلتكم تكمن فيكم حيث كشفتم ما يفترض انه مستور داخل الصدور, وهو مشروع اخونة الدولة المدنية في العالم, واتضح هذا من رياح السموم التي اثرتموها في بلدان الربيع العربي, وتجلى تماما حين انشق فصيل “الاخوان” في دولة فلسطين في انقلاب على السلطة الشرعية, وبقي يحكم قطاع غزة ثم حين حكمتم مصر برضى وموافقة الشعب المصري, الا انكم ومن اول وهلة بدأتم بالذهاب في مصر الى الدولة “الاخوانية” ولولا ثورة الشعب المصري وخروجه بالملايين ووطنية قواته المسلحة لكانت مصر اليوم ومعها بلدان الخليج تعيش حالة “الاخونة” كاملة فإذا أين التأثير الليبرالي في محاربتكم?