واقع إيران اليوم يجب أن يوقظ العرب ويعيد حساباتهم د. محمد الموسوي/السياسة
23 أيلول/14
ترفعت ايران اليوم كما ايران الامس كثيرا, ولا زالت تترفع على العرب وبداوتهم (بداوة الحال والسلوك والتفكير والتوجه), ورأت ولا زالت ان في ظل هذه البداوة ان كان هناك عالم إسلامي وكانت له قيادة وخلافة فلابد ان تكون من طهران, ولا مجال لها ان تكون من اسطنبول, او من أي مدينة عربية, وفي هذا النهج عنصرية وبداوة وعدوانية وسوء نية وتشويه. نعم, قد تكون طهران محقة في بعض ما تراه في العرب, وذلك من صنع ايديهم التي أوجدت هذا الحق ومنحته لإيران عن طيب خاطر, سواء بالركوع او الخنوع أو عدم التفكير برشد. ايران بدورها استثمرت هذه المنحة ونسجت لها فكرا ونهجا وأدوات وافراد ومؤسسات وأزمات, واتجهت نحو العمل بسيناريوهات كثيرة تفاجئ بها العرب كل حين وآخر. لم يقف الامر عند هذا الحد, عند تركيع ايران للعرب, بل بنى تصورا دوليا ان ايران متواجدة حاضرة, مؤثرة, لها دور واضح وفعال, ولها يد طولى تؤثر في هذه الأزمة وتلك, وانها طرف في هذه الأزمة وتلك, وباختصار فرضت ايران نفسها, بفكرها وارهابها وتطرفها, كرقم في المعادلة الدولية رغم أنف الجميع, ومن هنا لم يعتبر المجتمع الدولي لأمة العرب, ولم يولها اي اهتمام إلا في أوقات دفع تكاليف الأزمات والمصائب, او المشاركة في سناريوهات لا تعرف منها سوى همزة الألف ونقاط أحد الاحرف المفقودة, ويعرض عليها السيناريو بعد بلوغ الاهداف, وحدوث ما كان موجوا من نتائج, عندها يحتفل العرب بانتصارات غيرهم. ايران ستحتفل بنكسات العرب دائما فهي المؤمنة ببداوتهم وعدم وجودهم أو وجودهم غير المجدي, وتستثنى من ذلك حلفاءها في سورية, و”حماس غزة” ويطبل البعض ان نظام سورية شيعي لكنهم لا يجيدون عزف نوتة “حماس عزة”, لم يعزفوها حتى الآن, فهي نوتة صعبة, وما يجب ان يقال لهؤلاء الطبالين أن لا عقيدة لهؤلاء المتحالفين سوى المصالح, فالبعث سلطة غير دينية وغير معرفة سياسيا من الناحية العلمية, سواء كان في العراق او في سورية, وكل ما يجب ان يقال عن البعث انه حزب شمولي هدام, اما العراقيون واللبنانيون واليمنيون وغيرهم فهم أدوات ومحارق بيد ايران بسبب اهمال العرب وتطرف تفكيرهم الذي لا يقل عن تطرق ايران إلا قليلا.
الفئات العربية المتطرفة في السلطات العربية تجاه أحد المكونات في مجتمعاتها هو من أوجد تلك الأزمة, وسمح لإيران باستخدام البعض كأدوات ومحارق, وسمح لها بتصدير تطرفها وارهابها, وحضور كل المشاهد احتواء وتهميشا للعرب وخنقا لتوجهاتهم. فتنة اليوم هي صناعة عربية ايرانية بين صانع, وساكت, وراكع وخانع, وداعم لمضادات فكر الآخر, وحرب باردة بين طرفي الفتنة أوصلتنا الى هذا اليوم الذي خرج فيه كل شيء عن السيطرة واستفحل الدور الايراني, لكن لا يخلو الأمر من ايجابية في اطار ما تقوله العرب “فيها صالح” أي لا تخلو أي خيبة من شيء من الفائدة والايجابية, هنا ضرورة ادراك العرب لضرورة اعادة رؤاهم وحساباتهم في ما يتعلق بالنظام الحاكم في ايران وتوجهاته في المنطقة وليتهم يبدأون بدايات صحيحة يتصالحون فيها مع الشعب الايراني مؤازرين داعمين لمعارضته في مشروعها نحو الديمقراطية متجهين نحو بناء سلام دائم معه وبناء صورة سياسية جديدة للمنطقة وخصوصا منطقة الخليج التي ستحسم شكل الصورة السياسية في باقي الأجزاء العربية الآسيوية. لقد نمت قوى التطرف والظلام في المنطقة متأسية بظلام الخلافة في ايران وبعض المدارس الظلامية الأصلية في المنطقة العربية والعالم, وبمراجعتك التاريخية للخلافة في طهران, ستجد انها لا تختلف كثيرا عن خلافة “داعش” و”القاعدة” اللذين ينتميان الى مدارس التطرف العربية الاصلية, فكل شيء يتم باسم الله, فإيران قتلت معارضيها وحاصرتهم ونكلت بهم وخرجت في نهجها معهما عن حدود الله وكل ذلك باسم الله. بقاء الموقف العربي بهذه السلبية مع المعارضة الايرانية هو إدامة لأزمات العرب وانكفائهم امام ايران? فمتى يفيق العرب ويدعمون مشروع التغيير في ايران?. * كاتب ليبرالي عراقي –