دلائل على إيرانية “داعش”
زيد الجلوي/السياسة
23 أيلول/14
المخابرات التي تترك أدلة على تورطها, ليست مخابرات محترفة, ولا يمكن اعتبارها جهاز مخابرات من الأصل, ومن يطلب منك دليل على إيرانية “داعش”, أو قطرية الجبهة الإسلامية السورية, أو نسبة أي جماعة سياسية لأي دولة, يحكم على نفسه بالجهالة, لذا قلنا دلائل ولم نقل قرائن, أو أدلة على إيرانية “داعش”, والدلائل أقل من القرائن في حجيتها, وهي غير قليلة في إثارتها الشكوك المنطقية حول دور إيران في دعم الجماعات الإرهابية, السنية منها والشيعية, وذلك تحت شعار يخفي مآرب سياسية, لا فارسية ولا شيعية, ولا حتى إسلامية, اذ أراد الملالي من وراء تبني دعم الحركات الثورية في العالم, المحافظة على استمرار النظام الكهنوتي, الذي تخفى خلفه حكم جنرالات الحرس الثوري الإيراني, بابتزاز الدول العظمى على دور أقليمي لها في الشرق الأوسط. ويمكن ذكر هذه الدلائل على سبيل المثال لا الحصر, وأولها تعاون عمائم قم, مع “داعش” عبر البعث السوري, بحكم أن البعثيين العراقيين هم من يديرون دولة البغدادي, ويشرفون على معظم شؤونها, ما لم يكن أدق تفاصيلها, وفي هذا رد على من لا يتصور آلية التقارب بين البعثيين القوميين, والإيرانيين المعممين الذين هم من ألد أعدائهم, إلا أن عامل القومية لا يعتد به في الحسابات المصلحية, فالنظام السوري البعثي العربي, كان يسلم العرب الأحواز للإيرانيين, وهو تصرف في قمة الامتهان للعروبة, كما أن صدام حسين قد سلم طائراته لإيران, وذلك قبل سقوط نظامه خشية من تدميرها, وهي التي استعمل بعضها في ما بعد بقصف المقاومة السنية العربية.
وثاني هذه الدلائل أن بعد تصريح ال¯”داعشي” أبي محمد العدناني بفترة وجيزة, عن ان تنظيمهم لم يستهدف المصالح الإيرانية, حفاظا على خطوط الإمداد, سقطت قاعدة “سبايكر” الجوية الحصينة, بعديدها وعدتها وعتادها, بأيديهم في مهزلة عسكرية لا ترتقي إلى مستوى المسرحيات التافهة الأداء. وكلنا يعلم أن إيران لها اليد الطولى في ما يسمى قوات المالكي, الذي لا سلطة له على قياداته وأركانه, كما ثبت من عمليات تهريب سجناء البعثيين من سجونه من قبل, ليلتحقوا في صفوف “داعش”. أما ثالث هذه الدلائل صمت إيران عن تفجيرات البعثيين وإسلامييهم في بغداد وغيرها, والذين اتهم فيها المالكي نظام دمشق, داعيا إلى تسليمه أحد كبارهم, وهو الضابط المخابراتي يونس الأحمد, لأن طهران لا تريد بقاء الأميركان في بغداد, لذا كانت وراء عمليات تسلل الإسلاميين إلى العراق عبر سورية, حين تحولت إيران فجأة إلى وجهة سياحية للسلفيين الجهاديين, وهم من يمتنعون عن أكل أطعمة الشيعة وشربهم ولباسهم. كل ذلك لأن هؤلاء السلفيين كانوا “قاعديين”, يتلقون تعليماتهم من قيادات “القاعدة”, الذين أسرتهم إيران بعد سقوط نظام “طالبان”, وصاروا متفقين على معاداة عدوهم المشترك, والمتمثل بالأنظمة العربية. أما رابع هذه الدلائل رفض طهران ضرب “داعش”, ليس بسبب إبعادها عن التحالف الدولي لمحاربته, بل لأن الدلائل عديدة وقوية على إيرانية ال¯”دواعش”, وبالتالي حظر على طهران المشاركة في الحرب على دولة البغدادي, خشية من توهين فاعلية القتال ضده, وإن كان لا بد من مشاركتها, فإن لها دوراً يضمن فيه ضبط مشاركتها, لأن من غير المعقول, أن يؤتى بإيران لمقاتلة “داعش” ذات الصلة بها. إن ما تقدم من دلائل ليس سوى بعض الدلائل, اذ لا تتسع المقالة لسردها وتفصيلها, وكنا قد فصلنا بعضها في مقالات سابقة, وسوف نفصل ما تبقى في مقالات لاحقة, ونسلط فيها الضوء, إن شاء الله, على العلاقة الإيرانية بحركات المقاومة في العالم, حماية لمصالحها المتمثلة في ديمومة حكم جنرالات الحرس الثوري.