محمد نمر /قيادي من الجيش الحرّ في القلمون للنهار: سيناريو راهبات معلولا قد يتكرّر مع العسكريين

312

قيادي من “الجيش الحرّ” في القلمون لـ”النهار”: سيناريو راهبات معلولا قد يتكرّر مع العسكريين
محمد نمر /النهار/26 آب 2014

تتلاحق عمليات الكر والفر ونصب الكمائن في جرود القلمون السورية الملاصقة للأراضي اللبنانية، بين فصائل المعارضة المتعددة الانتماء والتوجه من جهة، و”حزب الله” والنظام السوري من جهة. ومنذ ان انتقل المقاتلون المعارضون الى جبال القلمون وجرودها بفعل تسويات أخرجتهم من المدن، بات التهديد أكبر على لبنان وترجمته أخيرا بمعارك عرسال. ولا ينتشر عناصر “جبهة النصرة” و”الدولة الاسلامية” وحدهم في الجرود التي يتنقل فيها اكثر من 5000 مقاتل وتمتد الى أكثر من 70 كيلومترا بعمق 20 كيلومترا، بل هناك حضور لفصائل عدة منها التابعة الى “الجيش السوري الحر”، المعروفة لدى المجتمع الدولي باعتدالها ومنها كتائب “77 – القصير” التابعة لـ”هيئة دروع الثورة” في “الجيش الحر”. “النهار” اتصلت عبر الانترنت بقائد هذه الكتائب التي كانت تنشط في القطاع الجنوبي – الشرقي في معركة القصير، النقيب باسل ادريس المتمركز حاليا في جرود القلمون لمقاتلة النظام والحزب الى جانب بقية الفصائل. البداية كانت قضية الاسرى العسكريين. ويوضح ادريس انه ممن رفضوا دخول المسلحين عرسال، وهو على اطلاع على تطورات المفاوضات. ويقول لـ”النهار” ان “العسكريين يتلقون معاملة ممتازة، كراهبات معلولا، على نقيض تعامل القوى الامنية اللبنانية مع السوريين”، ويرجح اطلاق الاسرى على دفعات لقاء تحقيق بعض المطالب كتحسين وضع اللاجئين السوريين. وتشير مصادر المسلحين الى أن العسكريين المخطوفين موجودون حاليا في جرود فليطة.

مبالغ ومعتقلون

ويتبين من حديث ادريس أن “جبهة النصرة” هي الفصيل الاكبر في القلمون، وقضية الاسرى بادارتها وهو يرجح حل القضية بالطريقة نفسها التي اعتمدت مع الراهبات أي “دفع مبالغ واطلاق بعض المعتقلين، وتعود بعدها الامور الى وضعها الطبيعي”، ويستبعد قتل أي عسكري من المحتجزين قائلا: “ما بظن يصير هالموضوع اطلاقا”. يكرر ادريس انه لم يؤيد دخول المسلحين الى عرسال، ويدعو الى “حل الخلاف لأنه ليس من مصلحة الثورة بل هو لمصلحة النظام والحزب، لكن ما حصل قد حصل وسعينا مع كل الاطراف لحل القضية في شكل سلمي، وغالبية الفصائل لم تتدخل في ما جرى، ولو تدخلت لكانت وصلت الى الهرمل. لكن حربنا مع النظام على الاراضي السورية وحدها، فضلا عن ان الامور كانت تطورت الى ضرب مواقع للحزب في مناطقه”.

أسباب عدم الحسم
ولا يرى النقيب الذي شهد غالبية المعارك، أكان في القصير أم قارة ويبرود أي إمكان لحسم النظام معركته في الجرود، ويوضح ادريس “ان الكتائب المقاتلة منتشرة على مساحات واسعة وفي جبال وعرة يصعب تقدم الدبابات إليها، ولا تنفع القوة النارية فيها بسبب طبيعة الأرض، لذلك تنشط أعمال الكمائن والاغارات التي أتقنها مقاتلونا”. يدور في أذهان كثيرين التساؤل: “بما أن المقاتلين شبه محاصرين في الجبال والجرود، من أين يحصلون على امدادهم العسكري؟ يرد ادريس: “اذا قلت ان لدينا ما يكفي لسنة على الأقل، فهل تصدّق؟”. ويوضح أن المقاتلين يستخدمون “علب الانترنت وأجهزة فضائية (…) واذا اضطررنا فإننا نستخدم الشبكة الخلوية اللبنانية والسورية والـ 3G”. وبات معروفاً أن غذاء المسلحين يصل اليهم من عرسال، ومنهم من يستطيع الحصول عليه من الداخل السوري.

“الحر” في القلمون
بعد توسع دور “النصرة” و”داعش” في سوريا كثر الحديث عن ضعف في صفوف “الجيش الحر”، لكن ادريس يشدد على أنه “لو كان الجيش الحر ضعيفاً لجرته داعش الى فوضى لبنانية تصب في مصلحة الحزب والنظام”. ويؤكد أن “جبهة النصرة هي الفصيل القوي في القلمون، عدة وعتاداً وتمويلاً”، أما فصائل “الجيش الحر” فهي: “لواء أعدوا لأبو محمد الرفاعي، صقور الفتح، أهل الأثر، الفاروق، مجلس الريف الجنوبي لحمص، المغاوير – حمص، وثوار فليطة وقارة وجريجير وعسال الورد ويبرود وغيرها”.

“جاب الدب لكرمه”
الحديث عن “حزب الله” مع مقاتل من المعارضة له طعم “العداوة حتى النخاع”، ويقولها ادريس “بالعربي الفصيح”: “حزب الله جاب الدب لكرمه”، ويضيف: “اخرجونا من القصير والقلمون فأصبحنا على تخوم معسكرات الحزب في بريتال وبعلبك والطيبة، حيث تكبد خسائر فادحة لا يستطيع الاعتراف بها”. ويعيد السبب الى التكافؤ بين الطرفين من ناحية السلاح، “عدا بعض صواريخ الارض – ارض”، لافتاً الى ان “الحزب لا يملك الدبابات والعربات المجنزرة وقوة النظام النارية، لذلك اصبحت الكفة لمصلحتنا، ما دفعه الى المحاولة جاهداً للزج بالجيش اللبناني في المعركة، لانه لا يستطيع الدفاع عن معسكراته الممتدة من القاع الى الفاكهة فاللبوة ورأس العين وبريتال والطيبة، وصار العدد ينقصه”.

أسلحة “حزب الله”
ومن المعلومات المتوافرة لديه عن الحزب انه ينتشر من القاع الى ما بعد الطفيل ولديه نقاط محصنة، في كل منها من بين 20 الى 30 عنصراً، ويستخدم اسلحة من نوع “كورنيت وكونكورس”، صواريخ ارض – ارض، راجمات، رشاشات 23م وط. و14.5 ودوشكا، اما عرباته فهي بيك آب دفع رباعي، ولا يملك دبابات او ملالات”. العدد الذي قدره ادريس لعناصر الحزب الذين يقاتلون في القلمون هو 3000 مقاتل، منهم 1500 في نقاطه في شكل دائم، و1500 يخضعون للتبديل. ويقول: “لذلك حاول الحزب الزج بالجيش اللبناني في المعركة، فضلاً عن تطويعه شبانا من عمر 17 و18 سنة للقتال عبر اغوائهم بالمال وبعض الافكار الجهادية”. ادريس لا ينسق ابداً مع “داعش” في القلمون، ويقول: “جميع العناصر في الجرود يقاتلون الى جانب اي فصيل يقاتل النظام، والعلاقة جيدة مع “الدولة الاسلامية” في القلمون، على نقيض ما يحصل في كل المناطق، ولكن لا تنسيق بيننا”، ويؤكد الجهوزية للعمل “مع اي طرف او فصيل كالدولة او الجبهة”.