حزب الله لا رئيس ولا من ينتخبون
باسمة عطوي/المستقبل
يترجم «حزب الله» قراره بإبقاء منصب الرئاسة الاولى شاغرا قولا وفعلا، سواء من خلال وضع شروط ومعايير خاصة لدعم وصول المرشحين إلى سدة الرئاسة الاولى أو من خلال تصريحات مسؤوليه وغيابهم المتواصل عن جلسات إنتخاب رئيس جديد للمرة العاشرة على التوالي، وصولا إلى كلام نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الاخير، «بأن عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان غير مرتبطة بحدوث تطور ما في الإنتخابات الرئاسية اللبنانية، وأن مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية معروف وعلى الفريق الآخر التفاهم معه». وفي الوقت الذي يتزخم فيه الحراك الداخلي لإخراج إنتخاب رئيس جديد من عنق الزجاجة، إلا أن كلام قاسم يحمل دلائل واضحة عن رؤية الحزب للموضوع الرئاسي والتي يبدو أنها لن تتفاعل إيجابا مع هذا الحراك الهادف للخروج من حلقة الشغور المفرغة. هذا ما يؤكده وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج بالقول:« كلام الشيخ قاسم يعني أن «حزب الله» متمسك بالعماد ميشال عون كمرشح رئاسي، وبالتالي فهم لا يريدون إجراء إنتخابات إذا لم يضمنوا وصول حليفهم إلى سدة الرئاسة»، ويضيف: «نحن لا ننتظر من «حزب الله» أن يقول لنا ماذا على الرئيس الحريري أن يفعل، لأنه (أي الحريري) يعلم جيدا أن التعطيل آت من حزب الله، بل أتى لتأمين الدعم المادي للجيش اللبناني لمواجهة الارهاب، وهو لا يملك عصا سحرية لحل أزمة الرئاسة في لبنان، فهذه العصا موجودة عند الحزب الذي حين يتلقى الضوء الاخضر الاقليمي لإنتخاب رئيس سيقوم بذلك بسرعة البرق وحينها نسمع من الشيخ قاسم كلاما آخر».
يوافق عضو كتلة المستقبل النائب أمين وهبي على كلام دو فريج، ويلفت» إلى أن كلام قاسم يدل بوضوح على أن «حزب الله» والتيار الوطني الحر، هم السبب في عرقلة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، فالقرار متخذ من قبل السلطات الايرانية بعدم إجراء إنتخابات رئاسية قبل البت في ملفاتها الاخرى في المنطقة، ويدعم هذا التوجه هوس الجنرال عون للسلطة».
ويضيف: «هناك قرار لدى قوى 14 آذار و«تيار المستقبل» بالتهدئة الاعلامية، والبعد عن التوتر الطائفي والتعصب لكن كلام قاسم يدل على أن الحزب والتيار يتحمل مسؤولية عدم إنتخاب رئيس وتطيير النصاب، لأنهم يريدون إنتخاب رئيس بطريقة أقرب إلى التعيين». لا يحبذ عضو كتلة القوات اللبنانية النائب جورج عدوان الدخول في رد مباشر على كلام قاسم، لكنه يشير «إلى أن غياب نواب «حزب الله» والتيار الوطني عن الجلسة العاشرة لإنتخاب رئيس للجمهورية، يظهر بوضوح أن الحزب داعم لحليفه في الوصول إلى سدة الرئاسة، وفي حال لم يتمكن من ذلك فيجاريه في تعطيل الانتخابات، لكن من الضروري تجاوز هذا الموضوع لتحصين الدولة، من خلال إيجاد طريقة لوقف التعطيل والخروج من هذه الازمة عبر إنتخاب رئيس جديد للجمهورية».
يعتبر عضو كتلة القوات اللبنانية النائب طوني أبي خاطر «أن الجلسة العاشرة لإنتخاب رئيس جديد، هي حلقة من حلقات اللاديمقراطية من النواب المقاطعين الذين غابوا بهدف عدم إكتمال نصاب»، ويلفت إلى «أن كلام قاسم يظهر عدم حماسة الحزب لإنتخاب رئيس، فالشغور الرئاسي يناسب مشروعهم الهادف إلى التدخل في الشأن السوري والعراقي، من دون أن يكون هناك مؤسسات دستورية تطالبهم بالعمل ضمن نطاق الدولة». ينبه عضو كتلة الكتائب النائب إيلي ماروني «من أن السيناريو الذي يريد «حزب الله» والتيار الوطني الحر تنفيذه هو إفراغ المؤسسات الدستورية، بدءا بالرئاسة الاولى ثم المجلس النيابي لتعطيل دوره وسلطته في إنتخاب رئيس»، ويعتبر «أن كلام قاسم يضع عراقيل أمام الايجابية التي سجلتها عودة الرئيس الحريري، والتي ترجمت فعليا بتأجيل الجلسة إلى 2 أيلول المقبل، وليس لأيام حتى يتم التشاور سريعا في كيفية الخروج من الازمة، أنهم يريدون إحباط اللبنانيين مجددا وإيصال رسالة بأن إنتخاب رئيس لا يزال بعيدا». ويجزم عدوان أنه «لا شك أن عودة الحريري هدفها الأساسي خلق أجواء وطنية لدعم الاعتدال ومحاربة الارهاب، وإذا كان «الحزب» و«التيار» يريدان التصدي للإرهاب فهذا الامر لا يتحقق إلا من خلال دعم الدولة والمؤسسات وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، فمحاربة الارهاب يبدأ بإنتخاب رئيس للجمهورية وخلق مناخات إيجابية «. يشير أبو خاطر» إلى عدم إنزعاج «التيار» و«الحزب» من الفراغ الحاصل، بل هو نتيجة تحالفهما القائم بحيث يربط التيار مصير الرئاسة الاولى بإنتخاب العماد عون رئيسا، ويسانده «الحزب» في الوصول إلى مبتغاه لأن لديه أهدافا أكبر من وجود لبنان والمحافظة على مؤسساته الدستورية».