المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 أيار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.may11.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هل تَفْتَخِرُ الْفَأْسُ عَلَى الْقَاطِعِ بِهَا أَوْ يَتَكَبَّرُ الْمِنْشَارُ عَلَى مُرَدِّدِهِ؟ كَأَنَّ الْقَضِيبَ يُحَرِّكُ رَافِعَهُ! كَأَنَّ الْعَصَا تَرْفَعُ مَنْ لَيْسَ هُوَ عُوداً

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" الإلغائي وتحقيق هدفه الحقيقي

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/إيران “التمر من ورق” ترد على الغارات الإسرائيلية بصواريخ حوثية على السعودية

الياس بجاني/وجدان غالبية الشرائح اللبنانية سيادي واستقلالي ورافض لاحتلال حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من قناة الحدث للعميد المتقاعد والباحث العسكري والإستراتيجي خليل حلو يقرأ من خلالها بموضوعية في المواجهة العسكرية الإسرانية_الإيرانية في سوري

فيديو مقابلة مهمة وتوعوية من صوت لبنان مع رئيس تحرير اخبار الLbci جان فغالي/قراءة منطقية وواقعية في نتائج الإنتخابات وفي آلية تشكيل الحكومة والإستراتجية الدفاعية

بعض مواضيع وعناوين مقابلة جان فغالي

فيديو مقابلة الدكتور سمير جعجع من تلفزيون المر/بموضوعية

معالم الخريطة المسيحية في الحكومة الجديدة/الياس الزغبي

حزب الله: لا علاقة لنا بالدراجات النارية التي اجتاحت بيروت/خليل حلو/فايسبوك

حانت المعركة الشاملة... لبنان "سيترحّم" على حرب الـ2006!

طلب حزب الله من رئيس الحكومة الجديد

يحيى شمص يعقد مؤتمره رغم التهديدات: وثقنا المخالفات للطعن.. ولسنا تجار دم

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 10 ايار 2018

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 10/5/2018

توتر ينذر بحرب شرق أوسطية إذا لم تنسحب إيران من سوريا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تقدير موقف رقم 200

نزار زكا بدأ إضرابا مفتوحا عن الطعام.. "أحمّل المسؤولين اللبنانيين موتي المحتم"

"الأحرار" يدين أعمال الشغب والمواكب الاستفزازية:الانتخابات أظهرت الحاجة الملحّة لتطوير القانون

"حزب الله" ينفي علاقته بـ"عراضة" 7 ايار 2018: فمتى تسليم الضّالعين؟! والبيان "المتأخر" يوحي برضى "ضمني"..وإظهارُ فائض القوة رسالة للداخل والخارج

لبنان يترقب تداعيات مواجهة إسرائيلية ـ إيرانية/خبير: تل أبيب ملتزمة استراتيجية «معركة ضمن حروب»

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل 8 إيرانيين في الهجوم الإسرائيلي جنوب دمشق بعد قصف استهدف قاعدة الكسوة

المواقع المستهدفة من قبل إسرائيل في سورية

الدفاع الروسية: إسرائيل استخدمت 28 طائرة في الهجوم على مواقع بسورية

اسرائيل تضرب "عشرات" الاهداف العسكرية الايرانية في سوريا

المعارض السوري هادي البحرة رصد المواقع التي تم استهدافها

ماتيس: نعمل على مواجهة نفوذ إيران الخبيث

بوتين يناقش مع نتنياهو «الوضع الحاد» في المنطقة بحث مع مجلس الأمن الروسي ضربات إسرائيل على مواقع إيرانية في سوريا

السبهان: الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي إيقاف للعبث الإيراني في المنطقة وأكد أن نظامهم مارق هو ومن يتبعه من مرتزقته

انسحاب ترمب يعيد السجال في إيران حول الاتفاق النووي

خامنئي يشكك بالأوروبيين... و«الحرس الثوري» يبارك خطوة الرئيس الأميركي... وروحاني يطالب باجتماعات مكثفة مع الأوروبيين لبحث سبل استمرار الاتفاق

برلين تسعى للحد من تداعيات انسحاب واشنطن/وزراء خارجية الدول الأوروبية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا يجتمعون بنظيرهم الإيراني محمد جواد ظريف بعد أيام

لندن متمسكة بالاتفاق... ومحافظون يرحبون بالخطوة الأميركية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ماذا يريد باسيل... وعلى مَن يتَّكِل/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

برِّي لـ«الجمهورية»: أنا جاهز للسلم والحرب/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

«حكومة العهد ـ 2»: كباش الأحجام/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

هل صار سلاح حزب الله شرعياً/حازم الأمين/موقع درج

لا "مبروك" من أميركا على الإنتخابات في لبنان.. كلام متجدّد على العقوبات وتعويل على دور للحريري في تعديل مواقف عون/إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت

الكتل الاساسية ستسمي الحريري والتأليف سريع بسبب تطورات المنطقة/الهام فريحة/الأنوار

سرعة تخطِّي العِقَد بتأليف الحكومة تُعطي للناس أولوياتها/الهام فريحة/الأنوار

إنهم يدمرون الشاطئ"/حلا نصرالله/درج

الاتفاق النووي» في مهب التعديل أو «التطيير»/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

هل الحرب بديل الاتفاق/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لا مقياس آخر شعوباً وأمماً/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الانسحاب من «الاتفاق» يقلل من فرص الحرب/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

لهذا حرب الأسد حربٌ روسية وأيضاً إيرانية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

ماذا يعني إشهار العصا بوجه إيران/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

ترمب وإيران... حديث الزلزال/إميل أمين/الشرق الأوسط

إيران والخيارات الثلاثة لمواجهة ترمب/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون أمام وفد مجلس كنائس الشرق الاوسط: اسرائيل تمارس سياسة التهجير في حق المسلمين والمسيحيين معا

مؤتمر الطاقة الاغترابية واصل جلساته وكلمات اكدت ان اللبنانية هي انتماء وهوية تعلو على الاحزاب وتمتهن الحوار مسارا لها

الراعي استقبل الخازن وافرام وبيروتي أمل ان يكون الموسم السياحي واعدا

سليمان من معراب: كتلة نواب القوات ضمانة لسيادة لبنان ومطلوب منهم إعادة النظر بقانون الإنتخابات

جعجع ترأس اجتماع تكتل الجمهورية القوية: في قاموسنا معادلة واحدة هي شعب ودولة وجيش ولا يحق لاي طرف التلاعب بمصير اللبنانيين

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
هل تَفْتَخِرُ الْفَأْسُ عَلَى الْقَاطِعِ بِهَا أَوْ يَتَكَبَّرُ الْمِنْشَارُ عَلَى مُرَدِّدِهِ؟ كَأَنَّ الْقَضِيبَ يُحَرِّكُ رَافِعَهُ! كَأَنَّ الْعَصَا تَرْفَعُ مَنْ لَيْسَ هُوَ عُوداً

الزوادة الإيمانية/اشعيا10/من01حتى21/"وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَقْضُونَ أَقْضِيَةَ الْبُطْلِ وَلِلْكَتَبَةِ الَّذِينَ يُسَجِّلُونَ جَوْراً لِيَصُدُّوا الضُّعَفَاءَ عَنِ الْحُكْمِ وَيَسْلِبُوا حَقَّ بَائِسِي شَعْبِي لِتَكُونَ الأَرَامِلُ غَنِيمَتَهُمْ وَيَنْهَبُوا الأَيْتَامَ. وَمَاذَا تَفْعَلُونَ فِي يَوْمِ الْعِقَابِ حِينَ تَأْتِي التَّهْلُكَةُ مِنْ بَعِيدٍ؟ إِلَى مَنْ تَهْرُبُونَ لِلْمَعُونَةِ وَأَيْنَ تَتْرُكُونَ مَجْدَكُمْ؟ إِمَّا يَجْثُونَ بَيْنَ الأَسْرَى وَإِمَّا يَسْقُطُونَ تَحْتَ الْقَتْلَى. مَعَ كُلِّ هَذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ! وَيْلٌ لأَشُّورَ قَضِيبِ غَضَبِي. وَالْعَصَا فِي يَدِهِمْ هِيَ سَخَطِي. عَلَى أُمَّةٍ مُنَافِقَةٍ أُرْسِلُهُ وَعَلَى شَعْبِ سَخَطِي أُوصِيهِ لِيَغْتَنِمَ غَنِيمَةً وَيَنْهَبَ نَهْباً وَيَجْعَلَهُمْ مَدُوسِينَ كَطِينِ الأَزِقَّةِ. أَمَّا هُوَ فَلاَ يَفْتَكِرُ هَكَذَا وَلاَ يَحْسِبُ قَلْبُهُ هَكَذَا. بَلْ فِي قَلْبِهِ أَنْ يُبِيدَ وَيَقْرِضَ أُمَماً لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ. فَإِنَّهُ يَقُولُ: ((أَلَيْسَتْ رُؤَسَائِي جَمِيعاً مُلُوكاً؟ أَلَيْسَتْ كَلْنُو مِثْلَ كَرْكَمِيشَ؟ أَلَيْسَتْ حَمَاةُ مِثْلَ أَرْفَادَ؟ أَلَيْسَتِ السَّامِرَةُ مِثْلَ دِمَشْقَ؟ كَمَا أَصَابَتْ يَدِي مَمَالِكَ الأَوْثَانِ وَأَصْنَامُهَا الْمَنْحُوتَةُ هِيَ أَكْثَرُ مِنَ الَّتِي لأُورُشَلِيمَ وَلِلسَّامِرَةِ أَفَلَيْسَ كَمَا صَنَعْتُ بِالسَّامِرَةِ وَبِأَوْثَانِهَا أَصْنَعُ بِأُورُشَلِيمَ وَأَصْنَامِهَا؟ فَيَكُونُ مَتَى أَكْمَلَ السَّيِّدُ كُلَّ عَمَلِهِ بِجَبَلِ صِهْيَوْنَ وَبِأُورُشَلِيمَ أَنِّي أُعَاقِبُ ثَمَرَ عَظَمَةِ قَلْبِ مَلِكِ أَشُّورَ وَفَخْرَ رِفْعَةِ عَيْنَيْهِ. لأَنَّهُ قَالَ: ((بِقُدْرَةِ يَدِي صَنَعْتُ وَبِحِكْمَتِي. لأَنِّي فَهِيمٌ. وَنَقَلْتُ تُخُومَ شُعُوبٍ وَنَهَبْتُ ذَخَائِرَهُمْ وَحَطَطْتُ الْمُلُوكَ كَبَطَلٍ. فَأَصَابَتْ يَدِي ثَرْوَةَ الشُّعُوبِ كَعُشٍّ وَكَمَا يُجْمَعُ بَيْضٌ مَهْجُورٌ جَمَعْتُ أَنَا كُلَّ الأَرْضِ وَلَمْ يَكُنْ مُرَفْرِفُ جَنَاحٍ وَلاَ فَاتِحُ فَمٍ وَلاَ مُصَفْصِفٌ)). هَلْ تَفْتَخِرُ الْفَأْسُ عَلَى الْقَاطِعِ بِهَا أَوْ يَتَكَبَّرُ الْمِنْشَارُ عَلَى مُرَدِّدِهِ؟ كَأَنَّ الْقَضِيبَ يُحَرِّكُ رَافِعَهُ! كَأَنَّ الْعَصَا تَرْفَعُ مَنْ لَيْسَ هُوَ عُوداً! لِذَلِكَ يُرْسِلُ سَيِّدُ الْجُنُودِ عَلَى سِمَانِهِ هُزَالاً وَيُوقِدُ تَحْتَ مَجْدِهِ وَقِيداً كَوَقِيدِ النَّارِ. وَيَصِيرُ نُورُ إِسْرَائِيلَ نَاراً وَقُدُّوسُهُ لَهِيباً فَيُحْرِقُ وَيَأْكُلُ حَسَكَهُ وَشَوْكَهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ وَيُفْنِي مَجْدَ وَعْرِهِ وَبُسْتَانِهِ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ جَمِيعاً. فَيَكُونُ كَذَوَبَانِ الْمَرِيضِ. وَبَقِيَّةُ أَشْجَارِ وَعْرِهِ تَكُونُ قَلِيلَةً حَتَّى يَكْتُبَهَا صَبِيٌّ. وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ بَقِيَّةَ إِسْرَائِيلَ وَالنَّاجِينَ مِنْ بَيْتِ يَعْقُوبَ لاَ يَعُودُونَ يَتَوَكَّلُونَ أَيْضاً عَلَى ضَارِبِهِمْ بَلْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ بِالْحَقِّ. تَرْجِعُ بَقِيَّةُ يَعْقُوبَ إِلَى اللَّهِ الْقَدِيرِ. لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ شَعْبُكَ يَا إِسْرَائِيلُ كَرَمْلِ الْبَحْرِ تَرْجِعُ بَقِيَّةٌ مِنْهُ. قَدْ قُضِيَ بِفَنَاءٍ فَائِضٍ بِالْعَدْلِ. لأَنَّ السَّيِّدَ رَبَّ الْجُنُودِ يَصْنَعُ فَنَاءً وَقَضَاءً فِي كُلِّ الأَرْضِ. وَلَكِنْ هَكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ: ((لاَ تَخَفْ مِنْ أَشُّورَ يَا شَعْبِي السَّاكِنُ فِي صِهْيَوْنَ. يَضْرِبُكَ بِالْقَضِيبِ وَيَرْفَعُ عَصَاهُ عَلَيْكَ عَلَى أُسْلُوبِ مِصْرَ. لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيلٍ جِدّاً يَتِمُّ السَّخَطُ وَغَضَبِي فِي إِبَادَتِهِمْ)). وَيُقِيمُ عَلَيْهِ رَبُّ الْجُنُودِ سَوْطاً كَضَرْبَةِ مِدْيَانَ عِنْدَ صَخْرَةِ غُرَابَ وَعَصَاهُ عَلَى الْبَحْرِ وَيَرْفَعُهَا عَلَى أُسْلُوبِ مِصْرَ. وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ حِمْلَهُ يَزُولُ عَنْ كَتِفِكَ وَنِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ وَيَتْلَفُ النِّيرُ بِسَبَبِ السَّمَانَةِ. قَدْ جَاءَ إِلَى عَيَّاثَ. عَبَرَ بِمِجْرُونَ. وَضَعَ فِي مِخْمَاشَ أَمْتِعَتَهُ. عَبَرُوا الْمَعْبَرَ. بَاتُوا فِي جَبْعَ. ارْتَعَدَتِ الرَّامَةُ. هَرَبَتْ جِبْعَةُ شَاوُلَ. اِصْهِلِي بِصَوْتِكِ يَا بِنْتَ جَلِّيمَ. اسْمَعِي يَا لَيْشَةُ. مِسْكِينَةٌ هِيَ عَنَاثُوثُ. هَرَبَتْ مَدْمِينَةُ. احْتَمَى سُكَّانُ جِيبِيمَ. الْيَوْمَ يَقِفُ فِي نُوبَ. يَهُزُّ يَدَهُ عَلَى جَبَلِ بِنْتِ صِهْيَوْنَ أَكَمَةِ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ يَقْضِبُ الأَغْصَانَ بِرُعْبٍ وَالْمُرْتَفِعُو الْقَامَةِ يُقْطَعُونَ وَالْمُتَشَامِخُونَ يَنْخَفِضُونَ. وَيُقْطَعُ غَابُ الْوَعْرِ بِالْحَدِيدِ وَيَسْقُطُ لُبْنَانُ بِقَدِيرٍ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" الإلغائي وتحقيق هدفه الحقيقي

الياس بجاني/10 أيار/18

الهدف اليتيم الذي تحقق بنسبة 90% من هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" هو إلغاء تمثيل المسيحيين المستقلين واستنساخ الثنائية الشيعية.

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

إيران “النمر من ورق” ترد على الغارات الإسرائيلية بصواريخ حوثية على السعودية/الياس بجاني/10 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%86%D9%85%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%B1%D9%82-%D8%AA%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1/

 

إيران “النمر من ورق” ترد على الغارات الإسرائيلية بصواريخ حوثية على السعودية

الياس بجاني/09 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64515/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%B1%D9%82-%D8%AA%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89/

للعقال وللذين يستعملون عقولهم وليسوا من الحالمين والواهمين والخياليين فقد كدت السنوات الماضية عملياً وفي لبنان وسوريا وغزة وسوريا تحديداً أن الحكام في إيران وكذلك وكلائهم في لبنان (قادة حزب الله) هم أسوأ بمليون مرة، وربما أكثر بكثير من طاقم القادة العرب الدكتاتوريين والقمعيين والعسكر والأباطرة الثوريين والقومجيين المنافقين، ومعهم إعلامهم و”صحافهم العراقي”، و”أحمد سعيدهم المصري” في التسويق بغباء وجهل لأوهام العظمة والتباهي بما لا يملكون والتهديد بما ليس بقدرتهم الإيفاء به ….

وبالتالي فإن قدرات إيران العسكرية كما يتبين كل يوم هي ضعيفة للغاية، ويمكن الاستنتاج بأن جمهورية الملالي هي عسكرياً مجرد نمر من ورق لا أكثر ولا أقل..

كما أن حزب الله الإرهابي والذي هو وكيل هذا النظام في لبنان ليس قوياً كما يدعي ويتباهى، بل أن من يدعي باطلاً معارضته في لبناننا المحتل من طاقمنا السياسي والرسمي والديني هو واهن وضعيف وجبان ولا يصلح ليكون في مواقع القيادة.

وفي هذا السياق الواهم فها هي إيران ترد على غارات إسرائيل المتكررة على قواعدها العسكرية في سوريا..ترد بإطلاق صواريخ حوثية بالية على السعودية.

يبقى إن جنون عظمة الملالي العسكرية في إيران هو وراء تهديداتهم بتدمير إسرائيل والسعودية ودول الخليج العربي خلال دقائق..

هؤلاء الحكام الفرس الملالويين، وكذلك وكلائهم من المرتزقة والطرواديين في كل من لبنان وسوريا وغزة واليمن هم واهمون ومنافقون ويتاجرون بقضايا ومقدسات وشعوب المنطقة ويسوّقون لأوهام جنون العظمة لا أكثر ولا أقل.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

وجدان غالبية الشرائح اللبنانية سيادي واستقلالي ورافض لاحتلال حزب الله

الياس بجاني/09 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64476/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8/

أولاً وقبل الغوص في هرطقات مسرحية الانتخابات النيابية اللبنانية التي جرت يوم الأحد الماضي، فإن لبنان دولة تحتلها إيران بواسطة جيشها المحلي المسمى "حزب الله ".

وعملا بالقوانين الدولية فإن كل انتخابات تجري بظل الاحتلال هي غير قانونية، وبالتالي الانتخابات النيابية اللبنانية الأخيرة لا هي شرعية ولا هي دستورية.

وثانياً فإن يوم الأحد الموافق 06 أيار 2018، وهو يوم م إجراء الانتخابات المسرحية إياها فقد دخل تاريخ لبنان في سجل صفحة سوداء ومخجلة كون غالبية الطاقم السياسي اللبناني بنرسيسية وجبن وعقلية تجارية سلم المجلس النيابي لحزب الله، وذلك بعد أن رضخ واستسلم للقانون الانتخابي الهجين الذي فرضه الحزب الملالوي والإرهابي على البلاد والعباد بقوة فائض السلاح، ومن خلال الاستغلال الرخيص لكل أساليب الإفساد والفساد وشراء الضمائر والذمم واللعب على التناقضات كافة.

إن خطيئة استسلام غالبية أفراد الطاقم السياسي الذين يفرضون تمثيلهم بالقوة على غالبية الشرائح المذهبية اللبنانية جاءت بنتيجة حسابات شخصية و100% أنانية، وذلك مقابل فتات من موائد السلطة والمنافع والنفوذ.

كيف لا وهو طاقم في سواده الأعظم داكش بفجور ووقاحة السيادة بالكراسي، وصادر ثورة الأرز ومن ثم فرط تجمع 14 آذار، وقفز فوق دماء الشهداء، وتخلى عن قضية أهلنا اللاجئين في إسرائيل.

وكذلك بغباء وجبن وموت ضمير غض الطرف عن مصير المعتقلين والمغيبين في السجون السورية، كما تنكر للدستور، وتعامى عن القرارين الدوليين 1559 و1701!!

وفي نفس الوقت هلل مباشرو أو مواربة لهرطقة ثلاثية الدجل، "جيش شعب ومقاومة" وقدّس سلاح الاحتلال وأبده.

ولكن، ورغم كل هذا السواد الآني، والذي سيكون درساً للأجيال القادمة للتعلم منه الدروس والعبر.

ورغم كل الاختراقات الطروادية والإسخريوتية والممارسات الإبليسية.

ورغم نتانة الصفقات وتفشي ثقافة التقية والذمية التي طاولت دناءة نفوس، وخور رجاء، وقلة إيمان غالبية القيادات وأصحاب شركات الأحزاب التجارية والعائلية بعد أن امتهنت بإدمان خطاب النفاق والدجل على خلفية دكتاتورية وعقلية إلغائية وباطنية. 

ونعم ورغم كل ما ورد في أعلى من هرطقات وشرود ومظاهر وممارسات الفجور، فإن وجدان غالبية الشرائح اللبنانية اثبت عملياً بأنه لا يزال حياً ويقدس السيادة والحرية والديموقاطية والتعايش ويرفض احتلال وهيمنة واستكبار المحتل الإيراني المتمثل بجيشه المحلي المسمى، حزب الله.
فالطائفة الشيعية الكريمة من جهتها عبرت عن غضبها وعن رفضها لكل ما يمثله حزب الله، وذلك من خلال ترشح عشرات الناشطين الشيعة الأحرار الذين ورغم كل ما تعرضوا له من إرهاب واجهوا وتحدوا الحزب في كافة مناطق تواجده.

مسيحياً تم إسقاط مرشح حزب الله في جبيل الشيخ حسن زعيتر، كما تم انتخاب مرشح القوات اللبنانية في بعلبك الدكتور انطوان حبشي...

وفي سياق مماثل جاء إسقاط زحلة لنقولا فتوش وفوز نديم الجميل في أشرفية البشير.

يبقى أن الوجدان السيادي والاستقلالي اللبناني، ومرة أخرى يؤكد أنه خميرة وطن الأرز والقداسة والقديسين، وأنه باستمرار ورغم كل الصعاب، وعلى ممر الأزمنة والعصور قد خيب وسوف يخيب كل حسابات القوى الإبليسية المحلية والإقليمية والغريبة التي تتوهم أنها قادرة على احتلال وطن الأرز، واستعباد شعبه، واقتلاع تاريخه، وإلغاء هويته، وإبعاده عن قيم الحرية والكرامة والإيمان والتعايش.

وإحقاقاً للحق وشهادة للحقيقة لا بد من توجيه تحية إكبار إلى المعارضة الشيعية الشجاعة والوطنية بامتياز الرافضة تحويل لبنان إلى دولة ملحقة بجمهورية ملالي طهران.

وتحية لكل لبناني حر وسيد رافض بعناد الرضوخ لقوى الاحتلال والأمر الواقع الإحتلالي ورافض تأييد كل سياسي وحزب لبناني طروادي ونرسيسي.

في الخلاصة، ولأن لبنان دولة محتلة، ولأن الانتخابات النيابية برمتها قد أجريت في ظل الاحتلال فهي باطلة وغير قانونية وغير شرعية..ونقطة على السطر.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من قناة الحدث للعميد المتقاعد والباحث العسكري والإستراتيجي خليل حلو يقرأ من خلالها بموضوعية في المواجهة العسكرية الإسرانية_الإيرانية في سوريا والتي انتهت منذ ساعات بتدمير بنى تحتية وعدد كبير من القواعد الإيرانية/10 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=do1sWW1SnAk

 

فيديو مقابلة مهمة وتوعوية من صوت لبنان مع رئيس تحرير اخبار الLbci جان فغالي/قراءة منطقية وواقعية في نتائج الإنتخابات وفي آلية تشكيل الحكومة والإستراتجية الدفاعية

http://eliasbejjaninews.com/archives/64541/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86/

فيديو مقابلة مهمة وتوعوية من صوت لبنان مع رئيس تحرير اخبار الLbci جان فغالي/10 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=j5HzkMMeLsQ&t=1618s

بعض مواضيع وعناوين مقابلة جان فغالي

نتائج الانتخابات النيابية والإفرازات السياسية والتحالفية

المخالفات التي رافقت العملية الانتخابية وهي كثيرة وعلى كل المستويات

همروجة الدرجات النارية وخلفيتها وواجبات الدولة التي لم تنفذ

الإستراتجية الدفاعية ودور الرئيس ومسؤولياته والمؤتمرات الدولية لمساعدة لبنان

آلية تشكيل الحكومة ومفهوم المعارضة والموالاة في لبنان

القتيل في الشويفات بسلاح متوسط والقاتل موجود في منزل وزير وواجبات الدولة المتفرجة واستغراب لعدم اجتماع مجلس الدفاع الأعلى

عبر ودروس مقاطعة 51% من المواطنين للانتخابات النيابية

المؤتمرات الدولية لمساعدة لبنان وواجبات الدولة اللبنانية ومشكلة الثلاثية المقاومتية

أخطار وعواقب قلة المشرعين في المجلس النيابي الجديد

مجلس ال 2018 مركب وهجين على صورة القانون الانتخابي

الخلافات العميقة بين التيار الوطني الحر وبين حركة أمل وانعكاساتها سلباً وإيجاباً

 

فيديو مقابلة الدكتور سمير جعجع من تلفزيون المر/بموضوعية/10 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=Wr2RyBKnPHM

 

معالم الخريطة المسيحية في الحكومة الجديدة

الياس الزغبي/10 أيار/18

تأسيساً على نتائج الانتخابات وتوزّع القوى السياسية وفق موازين جديدة مغايرة لما كانت عليه في المجلس المنقضية ولايته والممدّدة ثلاثاً، يمكن رسم معالم النصف المسيحي ضمن الحكومة العتيدة، في حال تشكيلها ثلاثينية، على الضوابط الآتية:

أولاً - سقوط سابقة حصول رئيس الجمهورية على ثلث الحكومة أو ما يقاربه تحت مقولة الفصل بين حصته وحصة تياره، لأن الخطأ الجسيم الذي ارتكبته إدارة تياره في الانتخابات هو ربط العهد بما سُمّي "تكتل لبنان القوي" بحيث لم يعد ممكناً الفصل بينهما، وتكرار لعبة الحصتين.

ثانياً - لم يعد متاحاً للعهد أن يكون له وزير أو أكثر من غير طائفته، كما هي الحال في الحكومة الراهنة، لأن التوازنات داخل الطائفة السنّية تبدلت ولم تعد تحت السيطرة التامة لرئيس "تيار المستقبل" كي يمنح مقعداً للرئاسة الأولى مقابل مقعد مسيحي أو أكثر بفعل الانكماش الذي أصاب كتلته، كما أن الطائفتين الشيعية والدرزية شبه مقفلتين. وحتى في حال توزير طلال أرسلان فإنه سيُحسب ضمن حصة تيار العهد، بما يُضطره لخسارة وزير مسيحي، فهل يقبل؟

ثالثاً - قياساً على ذلك، يمكن استشراف توزيع ١٥ وزيراً مسيحياً في حكومة ثلاثينيّة على الوجه التقريبي كما يأتي:

- ٦ للعهد وتياره

- ٥ ل"القوات اللبنانية"

- ٢ لتحالف "المردة" مع مستقلين

- ١ لتحالف "الكتائب" مع مستقلين (في حال قبولهم المشاركة)

١ - لتحالف القوميين (هذه المرة سيطالبون بوزير مسيحي بدعم من "حزب الله" طالما أنهم حصلوا على ٣ نواب مسيحيين).

وهنا، يستطيع الفاعلون ضم نائب رابع إلى أي كتلة ثلاثية لمنحها مقعداً وزاريأ على القاعدة السابقة، كما حصل في ضم نائب من بعلبك - الهرمل إلى "المردة"، أو ضم "البعث" و"القومي".

وقد يقبل ثنائي "حزب الله" - "أمل" بتوزير شيعي عن القوميين، فترتفع إذذاك حصة العهد إلى ٧ وزراء مسيحيين.

أمّا في حال تعثّر تشكيل حكومة على هذا النحو، أي أنها تضم الجميع وكأنها مجلس نواب مصغّر تقتل المراقبة والمحاسبة، فإن تشكيل حكومة أكثرية مقابل أقلية معارضة، كما ألمح رئيس الحمهورية، يبدو أمرأً بالغ الصعوبة إذا لم يكن مستحيلاً.

ويبقى أن الهروب من مأزق التشكيل إلى حكومة تكنوقراط أمر محتمل. لكنّ تشكيل الحكومة، في تركيباتها الثلاثة، لن يكون سهلاً وسريعاً، إلّا في حال حدوث تنازلات غير محسوبة.

وفي كل الأحوال، ستصعب تسميتها ب"حكومة العهد الأولى" لأنه لن يكون الطرف الأقوى فيها.

 

حزب الله: لا علاقة لنا بالدراجات النارية التي اجتاحت بيروت

خليل حلو/فايسبوك/10 أيار/18

حزب الله: لا علاقة لنا بالدراجات النارية التي اجتاحت بيروت ... هكذا إذن تتجمع مئات الموتسيكلات في نقطة تم تعميمها على الواتساب بشكل منهجي، وتتوزع ووفق أمر عمليات وخطة سير في أحياء بيروت بدون أن يكون لمن يسيطرون على لبنان أي دور، ولعل المسدسات التي أطلقت منها النيران من قبل سائقي الدراجات هي لتحية المواطنين وتعبير حبهم لمواطني عائشة بكار والأشرفية، والأجهزة الأمنية طبعاً لم ولا ولن تتحرك لأن قرارها في يد من هو ضعيف أمام حزب الله ... أما من كان وراء حفلة الموتسيكلات فهو على الأرجح "راجح" أو "الروح القدس" أو"Casper" أو ربما "جمعية خيرية" من عاداتها هكذا عراضات. لا أعرف إذا كان فخامة الرئيس ووزرائه الأقوياء يدركون أن "الجمعية الخيرية" المذكورة تتصرف معنا كأراضي محتلة. فخامته يحظى اليوم بكتلة نيابية وازنة وقد عبّر أكثر من 170 ألف ناخب عن تأييدهم له لكي يقوى أكثر، فمن هو القوي يا ترى: العهد أو الموتسيكلات؟

 

حانت المعركة الشاملة... لبنان "سيترحّم" على حرب الـ2006!

الشرق الاوسط/10 أيار/18/أعلن مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر أن تحييد لبنان في أي حرب يمكن أن تقع، غير ممكن، لافتاً إلى أن "نتائج الانتخابات كرست نفوذ حزب الله، ومن الطبيعي أن تمتد الحرب إلى لبنان على ضوء ربط الحزب بين الجبهتين اللبنانية والسورية، وعلاقة الحزب بإيران". وقال نادر لـ"الشرق الأوسط": "انطلاقاً من أن المواجهة ستكون شاملة، فإن لبنان سيكون ضمن أتون المعركة، بالنظر إلى أن بيئة الحزب وحاضنته هي لبنانية، وسيمثل ذلك خاصرة رخوة، سيدفع ثمنها لبنان ككل". ورأى أن تداعيات المعركة الشاملة على لبنان "ستكون أقصى مما كانت عليه في حرب 2006".

 

طلب حزب الله من رئيس الحكومة الجديد

جنوبية/ 10 مايو، 2018/كشفت مصادر مطلعة عن توجه حزب الله لطلب توزير احدى الشخصيات السنية المقربة منه في الحكومة المقبلة، لافتة الى انه يعطي اهمية قصوى لهذا الملف وسيصر عليه اعتمادا على نتائج الانتخابات الاخيرة التي أكدت ان رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري لم يعد وحده ممثل السنة في لبنان.

 

يحيى شمص يعقد مؤتمره رغم التهديدات: وثقنا المخالفات للطعن.. ولسنا تجار دم

نسرين مرعب/جنوبية/ 10 مايو، 2018

ماذا كشف المرشح عن المقعد الشيعي في دائرة بعلبك - الهرمل، يحيى شمص، في مؤتمر الصحافي الذي عقده يوم أمس الأربعاء في مطعم الساحة - طريق المطار!

على الرغم من كل الضغوطات التي حاولت عرقلة المؤتمر الصحافي للمرشح الشيعي “يحيى شمص“، والتي وصلت بحسب معلومات لـ”جنوبية” إلى حد التهديد بالتهجم على مطعم الساحة مكان انعقاد المؤتمر، فإنّ المرشح شمص حضر وتمّ انعقاد المؤتمر الصحفي بسلام!

وفيما كان محور المؤتمر هو الانتخابات النيابية في دائرة بعلبك – الهرمل وما تخللها من تجاوزات، ومخالفات، وعملية تزوير، عرضت لائحة “الإنماء والكرامة”، التي يرأسها يحيى شمص شريط فيديو، أظهر الرشاوى، غياب القوى الأمنية، انتشار المحزبين في المدارس، دخول المندوبين وراء العازل، الترهيب، وجود مندوبين باللباس العسكري..

وأشار الفيديو كذلك إلى منع مندوبي لائحة الإنماء والكرامة من الدخول إلى بعض الأقلام، وإلى تنخيب المتوفين.

بعد الفيديو الذي تمّ عرضه في بداية المؤتمر الصحفي، أكّد المرشح يحيى شمص في كلمته، أنّ ما عرض ليس إلاّ نماذج بسيطة مما يمكلونه، متحفظاً على ذكر العديد من الانتهاكات الموثقة والمصورة بغية تقديمها أمام المجلس الدستوري عند التقدم بالطعن.

وأوضح شمص أنّ نسبة الاقتراع يوم الانتخابات تراوحت في أقلام الاقتراع الشيعية بين 38 و43%، مما دفع ماكينة الثنائية إلى إطلاق نداءات استغاثة عبر السيارت التي دعت الناس إلى الاقتراع ونصرة الحسين، إلا أنّ أحداً لم يتواجب، ولم تشهد الأقلام زحمة.

مضيفاً “التزوير أصبح مرساة النجاة الوحيدة، وهنا أطلق الشيخ نعيم قاسم تصريحه الشهير مطالباً بتمديد مهلة الاقتراع ساعتين، طلب التمديد هذا كان بسبب بعلبك – الهرمل إذ لم تواجه الثنائية معارك جدية في سائر الدوائر”.

وتابع شمص “عند الساعة السابعة لم تتجاوز نسبة الاقتراع الـ48%، وأفقلت العديد من صناديق الاقتراع بسبب عدم وجود مقترعين، مما يعني أنّ مجموع المقترعين عند الساعة السابعة قد بلغ 153000، وأنّ الحاصل الانتخابي بعد إسقاط اللوائح التي لم تتأهل والأوراق الملغاة (عددها 7 آلاف) هو 14600”.

وأوضح المرشح عن المقعد الشيعي في بعلبك – الهرمل يحيى شمص أنّ وزير الداخلية والبلديات قد أعلن في اليوم الثاني للانتخابات أنّ نسبة التصويت في دائرة البقاع الثالثة بلغت 50.4% أي 161000، بالتالي الحاصل الانتخابي 15400، وأنّه بموجب هذه الأرقام ولكون لائحة الكرامة قد حصلت على 40000 صوت، فإنّ حصتها من المقاعد هي 2.6 أي 3 مقاعد.

ليتساءل شمص “ماذا جرى بعد ذلك؟ تم إتلاف 6000 صوت للائحتنا مع التركيز على المراكز التي أحظى بتأييد فيها”.

وطالب شمص وزارتي الداخلية والعدل بكشف هذه العملية عبر إجراء تعداد ومقاربة بين عدد أوراق الانتخاب المسلمة لكل الصناديق وبين “مجموع عدد المقترعين+ عدد الأوراق الملغاة + عدد الأوراق التي تمّ إعادتها لعدم استعمالها”.

معتبراً أنّه في حال لم تقم الوزارتان بذلك فإنّ هذه الانتخابات باطلة، إذ تمّ وبحسب الأشرطة المصورة تزوير محتويات الصناديق بحراسة مسلحة، كما هناك صور لأحد عناصر حزب الله وهو يقفل الصندوق ويختمه.

ولفت شمص إلى أن الفارق بين النسبة التي أعلنها وزير الداخلية (50.4%)، والنسبة التي أعلنها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه (63%)، هو 28000 صوت تمّت زيادتهم بعد عملية الاقتراع وبغياب مندوبي لائحة الإنماء والكرامة.

يحيى شمص

هذا وتوقف المرشح يحيى شمص عند الضغوطات التي تعرضوا لها إن من جهة تحالفهم مع القوات اللبنانية، أو من جهة قيام لائحة الثنائي بالطلب من الناخبين أن يقسموا على القرآن بالتصويت لهم، موضحاً أنّ هذه الممارسات وصلت إلى حد القول لبعض الحجاج أنّ “حجتهم” ستعد باطلة إن صوتوا للائحة يحيى شمص، وأنّهم كانوا يقولون للجميع “انتخبوا من تريدون إلا يحيى شمص”.

وبالعودة إلى القوات، أشار شمص إلى أنّ الثنائي الشيعي أتاحوا لمرشح القوات اللبنانية أنطوان حبشي الفوز، إذ لم يدعموا المرشح الماروني على لائحتهم “الأمل والوفاء” النائب السابق إميل رحمة، موضحاً أنّ كل ما يهم الثنائي هو أن لا يصل أي مرشح شيعي وانّ هذا ما قاله السيد حسن نصرالله بشكل واضح في خطابه الأخير.

وتساءل شمص في قراءة لأرقام الانتخابات “كيف ينال غالب ياغي 72 صوت فقط في بعلبك وهو الذي له باع طويل في العمل فيها؟ وكيف ينال جميل السيد في بعلبك 7000 صوتاً شيعياً؟”.

مضيفاً “جميل السيد قال سابقاً أن رئاسة مجلس النواب يجب أن تكون للجنوب وللبقاع، هل هذا السبب الذي أدّى إلى دعمه في بعلبك وإلى منحه أصوات شيعية كثيفة”.

المرشح عن المقعد الشيعي في بعلبك – الهرمل يحيى شمص، وفي إجابه له حول سؤال “جنوبية” عن سبب صمتهم وتحفظهم عن كل الضغوطات التي تعرضوا لها خلال مرحلة التحضير للانتخابات والتي وصلت إلى حد إطلاق النار على المكاتب التابعة لهم، والاعتداء على مناصريهم، قال: “بالنسبة لنا أي خلاف سوف يكون، وأي دم لأي شخص كان سواء من العائلات أو العشائر أهم بكثير من كل الانتخابات ومن كل المنتخبين”.

مضيفاً “همنا الأساسي أن نحافظ على وضعنا و وحدتنا وبيئتنا وعائلتنا، الأحزاب لا يهمها من يموت ومن يعيش من يَقتل ومن يُقتل. نحن كعائلات وعشائر لا يمكن أن نقبل بهذا الشيء لا من قريب ولا من بعيد”.

وتابع شمص “نحن لسنا تجار دم، ولسنا مع سياسة فرق تسد، نحن مع الجمع و وحدة وطنية مسيحيين – مسلمين، سنة وشيعة، بعلبك – الهرمل كانت دائماً نموذجاً للعيش المشترك”.

لافتاً إلى أنّ “الخطاب اليوم من قبل البعض هو سني – شيعي لماذا؟ الرب واحد، القرآن والكتاب الكريم واحد، النبي واحد، لماذا هذه المتاجرة؟ لماذا يهدفون؟ نحن باقون هذا بلدنا وهذه قرانا وهذا لبناننا”.

وأكّد شمص أنّهم قد تعرضوا لاعتداءات، معلقاً “نحن لم نصرح لنتجنب الفتنة، الآخرون كان لهم مصلحة بالفتنة، ونحن لا مصلحة لنا بها”.

وعند سؤاله عن الـ8000 ناخب الذين توافدوا إلى أقلام الاقتراع عند الساعة السابعة، واقترعوا حتى الساعة 11 ليلاً وإن كانوا جميعهم من المجنسين في سوريا، أشار شمص إلى أنّ لا فكرة لديه حول هذه النقطة، موضحاً فيما يتعلق بالعملية الانتخابية بشكل عام أنّ “هناك مجنسين ومسافرين وأموات قد انتخبوا” وأنّهم سيكشفون كل شيء أمام المجلس الدستوري.

هذا وعلم موقع “جنوبية”، من مصادر متابعة لتطورات بعلبك – الهرمل، أنّ هناك توجه لتشكيل حالة اعتراضية جامعة في هذه الدائرة.

http://janoubia.com/2018/05/10/%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d8%b4%d9%85%d8%b5-%d9%8a%d8%b9%d9%82%d8%af-%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1%d9%87-%d8%b1%d8%ba%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%87%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ab%d9%82/

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 10 ايار 2018

النهار

علم أن القوميّين السوريّين في الشوف وعاليه ونتيجة استبعادهم من التيّار الوطني الحر والنائب طلال أرسلان أعطوا أصواتهم التفضيليّة للوزير السابق وئام وهاب.

قال أحد النواب المنتخبين لزملائه في اللائحة خلال الاستعداد لاصدار بيان ليلة الانتخاب انه يفضل ان لا يتناول البيان أمورا سياسية.

بدا مستغربا ان السفير البابوي الجديد لم يحضر الى لبنان بعد، رغم ان انقضاء مدة على تعيينه وتعيين سفير للبنان في الفاتيكان.

البناء

توقفت أوساط سياسية عدة أمام الكلام الذي ورد في رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي وجّهها إلى اللبنانيين بعد الانتخابات، حيث أكد عزمه على الدعوة إلى حوار وطني بهدف استكمال تطبيق اتفاق الطائف ووضع استراتيجية دفاعية تنظم الدفاع عن الوطن وتحفظ سيادته وسلامة أراضيه. لكن الأوساط نفسها لاحظت أنّ الرئيس عون لم يحدّد طبيعة هذا الحوار، وما إذا كان سيحصل من خلال طاولة الحوار أو في الحكومة الجديدة التي يُفترض أن تعكس التركيبة الجديدة للمجلس النيابي المنتخب…؟

توقفت مصادر دبلوماسية أمام التفاوت بين الموقفين الأردني والمصري تجاه القرار الأميركي الانسحاب من التفاهم النووي مع إيران، حيث دعا الأردن إيران للتجاوب مع الدعوة الأميركية لمفاوضات جديدة للتوصل إلى اتفاق جديد، بينما دعت مصر الأطراف المعنية لضبط النفس. وقالت المصادر إنّ المستغرب ليس الموقف المصري المنطلق من القلق من التصعيد الذي يخرج عن السيطرة، بينما لا تفسير لمصلحة أردنية بتشجيع التصعيد الذي قد يحوّل الأردن ساحة من ساحاته...!؟

الجمهورية

قال مسؤول كبير في حزب بارز إننا لن نسامح على كل ما أحاط بمسألة ترشيح أحد مرشحينا في إحدى دوائر جبل لبنان.

لاحظت أوساط سياسية غياب مرجعية لحزب مسيحي عن المعركة الإنتخابية الأخيرة على صعيد الترشيحات ومواقف هذا الحزب.

نُقِل عن أحد الفائزين من تيار سياسي قوله: لم أفز بجهود رئيس التيار بل بجهود جمهور التيار فرئيس التيار كان يعمل لإسقاطي وإنجاح زميلي في اللائحة.

اللواء

أعربت أوساط اقتصادية عن مخاوفها من أن تنعكس قرارات ترامب سلباً على مقررات "سيدر"!

تنهمك سفارات كبرى بالتركيبة المهنية والقانونية للمجلس الجديد، وانعكاساتها على وضعية لبنان في مجال المعاهدات والاتفاقيات.

بدأت الأحزاب مراجعة التجربة الانتخابية، سلباً وإيجاباً، استعداداً لمعركة التمثيل الوزاري.

المستقبل

يقال إنّ التقارير الاستخباراتية الغربية تُجمع على عجز إيران عن القيام بأي رد فعل مباشر على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، وتؤكد أنّ مصدر الخطر الوحيد الموضوع "تحت المجهر" يكمن في احتمال حصول "ردود انتقامية" من أذرعها في المنطقة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 10/5/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

قالت تل أبيب إن ما قامت به في سوريا فجرا هو الأول من نوعه منذ عقود. وقالت طهران إن جيشها لا يمكن ان يخسر الامتحان إذا فرض عليها. وأشارت تل أبيب الى إمكان تطور الأمور الى حرب واسعة.

وأكدت طهران ان الرد سيكون قاسيا إذا لم تتوقف إسرائيل عن عدوانها. وبين هذه وتلك يقف الغرب مع اسرائيل ويحمل إيران المسؤولية عن التصعيد غير ان موسكو دعت طهران وتل أبيب الى الحوار.

وتجدر الإشارة الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه وضع الرئيس الروسي أثناء المحادثات معه في صورة الغارات الجوية قبل حصولها.

وفي رأي متابعين سياسيين ودبلوماسيين أن المواجهة الإيرانية-الإسرائيلية تم توقيتها أميركيا وأوروبيا وحتى روسيا مع خطوات الصفقة ونقل السفارة الاميركية الى القدس.

وكانت المواجهة الايرانية-الاسرائيلية قد بدأت برد صاروخي على الغارة على الكسوة جنوب دمشق ثم توسعت الى حرب جوية شاركت فيها ثماني وعشرين طائرة حربية اسرائيلية قصفت خمسين هدفا كما قال الإعلام الاسرائيلي الذي أضاف إن الغارات أعادت الوجود العسكري الإيراني في سوريا سنوات عدة الى الوراء.

وفيما الأنظار لا تزال مركزة على سوريا وفلسطين المحتلة برزت القنيطرة في الجولان المحتل نقطة حرب حقيقية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

هل تنزلق المنطقة إلى حرب بين إيران وإسرائيل على الأرض وفي الأجواء السورية؟ الداعي إلى هذا السؤال قولُ إسرائيل ان إيران أطلقت من الأراض السورية صواريخ غراد وفجر لم تصل إلى الأراضي السورية المحتلة، فردَّت إسرائيل بضرب بنى عسكرية تحتية ايرانية في سوريا، ولم تكتف بالقصف بل اتهمت فيلق القدس بأنه يقف وراء عملية القصف هذه...

تأتي هذه التطورات قبيل إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب انه تم القبض على أبرز خمسة مطلوبين من قيادات داعش. ورد هذا الخبر في وقت كشفت المخابرات العراقية أنها استخدمت هاتف مساعد البغدادي للإيقاع بأربعة من قادة الدولة الإسلامية...

ليست هذه التطورات هي الحدث الوحيد، فمن الأحداث البارزة ايضا ما كشفه الرئيس الاميركي من أنه سيقابل زعيم كوريا الشمالية في الثاني عشر من حزيران المقبل في سنغافورة...

تطورات متسارعة دولية وإقليمية... إسقاط خصومات ومحاولة بناء تحالفات، ولكن ماذا عن الداخل اللبناني؟

مع إعلان النتائج نهائيا للإنتخابات النيابية، وقبل عشرة ايام من بدء المجلس المنتخب ولايته، بدأت مقاربات تتعلق بالحكومة الجديدة، والعنوان الأبرز في هذا التجاذب هو حقيبة وزارة المال الذي أعلن الرئيس بري تمسك الطائفة الشيعية بتوليها وتحديدا الوزير علي حسن خليل...

وهذا المساء استبق الدكتور سمير جعجع البيان الوزاري للحكومة العتيدة، فأعلن بعد الاجتماع الاول لكتلة نواب القوات أن الثلاثية الوحيدة المقبولة هي "شعب ودولة وجيش".

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

بعد اربعة ايام من انتهاء السباق الانتخابي بدأ المتنافسون يدخلون لحظات الحقيقة، واذا كان للخسارين ملء الوقت للتصالح مع واقعهم الجديد فعلى المنتصرين العمل سريعا لتسييل صحيح لانتصاراتهم بما يخولهم الحصول على مقاعد الى جانب السائق في الباص الحكومي، علما بأن المقاعد الامامية قليلة وتقتصر على بضع حقائب سيادية واخرى خدماتية والشغل لا يبدأ بعد التكليف بل يبدأ قبل الاستشارات.

اما العقدة الاصعب فتكمن في اصرار الثنائي الشيعي على حقيبة المال وسط كلام عن امكان ان يطالب حزب الله بحقيبة سيادية وان على سبيل المناورة.

اللعبة الداخلية على صعوبتها تبدو سهلة امام ما يجري في الاقليم، فالاشتباكات غير المسبوقة بين ايران واسرائيل على الارض السورية لا ضوابط لها حتى الساعة وقد لا يقتصر تأثيرها على حطام الصواريخ التي تساقطت عينات منها على الارض اللبنانية او على استخدام الاجواء اللبنانية لقصف سوريا بل يمكن ان تتطور اكثر لتتحول المنطقة ومعها لبنان الى ساحة معركة ان لم تحسن الدولة اقناع حزب الله بصوابية النأي بالنفس.

في هذه الاجواء انعقد مؤتمر الطاقة الاغترابية والرئيس عون دعا المنتشرين الى الانخراط في الورشة الاقتصادية بعد انخراطهم في الحياة السياسية من خلال الانتخابات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

في حمأة مغامرة دونالد ترامب النووية التي وضعت منطقة الشرق الاوسط وربما العالم على فوهة بركان اشتعلت الجبهة السورية الاسرائيلية على نطاق واسع للمرة الاولى منذ عقود بكل ما يكتنفها من تدخلات وتداخلات اقليمية ودولية.

للوهلة الاولى ظنت اسرائيل ان اعلان ترامب يجعلها تعربد من دون ان ينطق احد ببنت شفة فتبين مرة جديدة وبالدليل الصاروخي القاطع ان عليها ان تفكر مرتين بل ربما ثلاثة واكثر قبل ان تعرض عضلاتها لا سيما انها تلقت صفعة قوية اعادتها الى الواقع.

صحيح ان المواجهة الصاروخية التي امتدت الى الجولان المحتل من جهة والعمق السوري من الجهة المقابلة لم تدم سوى ساعات قليلة لكن الصحيح ايضا انها استدرجت اسئلة كبيرة من قبيل: هل ان ما حصل هو مقدمة لحرب اوسع ام انه مجرد جولة محصورة في المكان والزمان ونقطة على السطر؟

الايام الاتية هي الكفيلة بالرد على هذه الاسئلة، وفي الانتظار يجدر التوقف عند مفارقات وملاحظات من ضمنها صمت ايران واتهامها من جانب اسرائيل باطلاق الصواريخ على الجولان من ثم اعلان مسوؤليها ومن ضمنهم وزير الحرب افيكدور ليبرمان انهم ليسوا في وارد المزيد من التصعيد او الذهاب في الحرب.

لبنان يواكب تداعيات الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي وكذلك تطورات الجبهة السورية الاسرائيلية، هذا الامر عكسه الرئيس نبيه بري باشارته الى ان الامور في المنطقة تتطور وذلك في سياق تأكيده ربطا بهذا الامر انه يفضل ان تتشكل الحكومة اللبنانية الجديدة سريعا.

هذا التمني استبقه رئيس المجلس بالتاكيد على ان التشكيل مهمة لن تكون سهلة وستأخذ وقتا. الرئيس بري كرر انه سيسمي سعد الحريري رئيسا للحكومة لكنه لن يساوم على وزارة المالية التي تكرس محاضر الطائف جعلها من حصة الطائفة الشيعية، اما فصل النيابة عن الوزارة فيحتاج الى تعديل دستوري على ما يوضح رئيس المجلس.

من جانبه ضخ رئيس الجمهورية جرعة تفاؤل بقوله ان صحة التمثيل في القانون النسبي الذي جرت الانتخابات على اساسه تؤمن استقرارا سياسيا يحتاجه لبنان لمواجهة التحديات.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

هو الاشتباك الأخطر منذ حرب ثلاثة وسبعين لكن بسينياريو لم يتخط قواعد الاشتباك بدأت الرواية بتبليغ قدمه نتنياهو لبوتن في الكرملين وعلى ضوء أخضر روسي نفذت إسرائيل ضربات استهدفت منشآت إيرانية في سوريا. موسكو بدورها أعطت دمشق العلم والخبر فتمكنت الدفاعات الجوية السورية من اعتراض عدد من الصواريخ الإسرائيلية وتحت سقف ليل واحد أعلن جيش العدو أن قواعده العسكرية في مرتفعات الجولان السوري المحتل تعرضت لقصف بالصواريخ والقذائف شنته قوات فيلق القدس في سوريا بقيادة قاسم سليماني الذي قاد فيلق النيران. وهو ما نفته إيران ونسبت هذا المجهود إلى الجيش السوري صاحب الأرض والقضية. عند هذا الحد انتهى الاشتباك ووقع على النهايات وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي قال إن إسرائيل ضربت كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا وتأمل أن يكون "هذا الفصل قد انتهى" وأن الجميع قد فهم الرسالة هذه المبارزة الصاروخية الايرانية الاسرائيلية فوق سماء سوريا لم تخرج عن نطاق السيطرة لكون المعركة حصرت في الأرض السورية ولم تتعد حدودها، ذلك أن الجولان جزء محتل من هذه الأرض ولم تتمدد المبارزة إلى داخل الكيان الصهيوني ومن مؤشرات التوقف عند هذا الحد أن رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي حط في العاصمة الروسية قبل ساعات من التصعيد أبقى التفاوض بالواسطة مفتوحا وفي هذا الإطار نقلت مصادر دبلوماسية روسية عنه قوله لبوتين إن إسرائيل ليست معنية بتصعيد المواجهة مع إيران في سوريا. أما إيران التي تسعى لترسيخ وجودها في سوريا والحفاظ على زخم التقدم هناك، فقد لا يكون من مصلحتها الاستدراج الى حرب الآن في ظل عملية شد الحبال الجارية مع واشنطن وإعطاء ذرائع لمهاجمتها لكنها في الوقت نفسه لا يمكنها تجاهل الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة فكان ردها ضمن قواعد الاشتباك المقبولة من كل الأطراف: هدف مقابل هدف، وحصر اللعب بالنار في الأرض السورية واقع هذه الحال يبقي على الاتفاق الروسي الأميركي قائما لكن الطرفين اللذين يتنازعان على أوكرانيا والصين وسوريا ضمنا والكوريتين الشمالية والجنوبية يتنفسان من الرئة السورية ويتبادلان الرسائل على أرضها. أما في النزاع ما بعد الانتخابي على الأراضي اللبنانية فقد أعلنت القوات اللبنانية أنها توافقت على تسمية تكتلها "تكتل الجمهورية القوية" وهو اسم على مسمى "تكتل لبنان القوي" للتيار الوطني الحر لكن من الاقوى؟ وكيف سيجري صرف هذه التسميات في سوق تأليف الحكومة بعد الحادي والعشرين من أيار؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

في جمهوريتنا اللبنانية، حتى الأرقام وجهة نظر. أرقام الكتل، وأرقام المصوتين لهذه الكتلة أو تلك... فما كاد الستار يسدل على نتائج استحقاق السادس من أيار، حتى أخلت ماكينات انتخابية محددة الساحة أمام ماكيناتها الإعلامية والدعائية، لتباشر التفسير والتحليل والقراءة، بما يتناسب مع توجه سياسي وحزبي محدد.

غير أن قليلا من العلم والمنطق والموضوعية والواقعية، يفضي إلى سلسلة من الملاحظات، أبرزها:

أولا، الكتلة النيابية الأكبر في البرلمان الجديد هي "تكتل لبنان القوي"، الذي يضم ثمانية عشر نائبا من حاملي البطاقات في التيار الوطني الحر، إلى جانب ستة مستقلين بينهم "عونيان"، وثلاثة نواب من حزب الطاشناق، مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان، ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، الذي يلتقي غدا الوزير جبران باسيل للبحث في الموضوع. مع الإشارة إلى أن مهرجان الانتصار الذي يقيمه التكتل والتيار في الـ forum de beyrouth السادسة من مساء السبت المقبل في الثاني عشر من أيار، سيكون كفيلا بكشف كل الحقائق حول الأرقام ونسب التمثيل...

ثانيا، بفضل النظام النسبي الذي أقر في العهد الحالي، بتوافق مسيحي جسده تفاهم معراب، ووطني ترجمه إقرار القانون الانتخابي في مجلس النواب، وبفعل قوتها الذاتية من جهة، وتحالفها في غالبية الدوائر مع الكتائب واليسار الديمقراطي وشخصيات مستقلة، نجحت القوات اللبنانية في ترجمة تمثيلها الشعبي المعروف، كتلة نيابية وازنة، وهذا حق لا ينكره عليها أحد، بغض النظر عن ملف المال السياسي الذي طرحت حوله علامات استفهام كثيرة...

ثالثا وأخيرا، ومن دون تعقيدات حسابية أو فلسفات رقمية، يمكن لأي تلميذ في الصف الأول ابتدائي، أن يجمع عدد نواب القوات والكتائب والمردة، ومعهم من فاز من المستقلين الفعليين أو التابعين ضمنا لقوى معروفة، لتبقى حصيلة الجمع البسيط، أقل من عدد أعضاء التكتل الداعم للعهد، الذي يستعد لورشة عمل متكاملة على أكثر من صعيد، بعيدا من أي أخذ ورد، لا طائل منه حول الأرقام.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

كلام الليل الاسرائيلي وعنترياته، محاه النهار السوري ومشاهداته، وبات على الاسرائيليين عدم المبالغة في الثقة، والاعتراف بقوة عدوهم كما قال وزير حربهم افيغدور ليبرمان.. لا نريد التصعيد، هي الخلاصة الاسرائيلية الجديدة، بعد ان رسمت السماء السورية من جديد قوة الردع والتصدي..

صواريخ اطلقت من الاراضي السورية باتجاه الجولان المحتل في ذروة الاستنفار الاسرائيلي، اول ما اصابته الامان الذي ظن الصهاينة انه ثابت في تلك المنطقة، فاصيب العمق الاسرائيلي بمواقعه العسكرية المشخصة امام عشرات الصواريخ، ولم تستطع كل اجهزتهم واجراءاتهم منع عملية اطلاق تلك الصواريخ او تساقطها داخل كيانهم.. وبالاتجاه الآخر فان قوة الردع السورية باتت ثابتة بوجه المحاولات الاسرائيلية ورسائلها الصاروخية، التي لم تستطع حتى الآن فرض معادلاتها، او طمأنة مستوطنيها رغم تكتم الحكومة العبرية عن خسائرها، وتطويقها لاعلامها وكل محلليها..

اما المعلوم لدى الجميع ان ما جرى ليس ملاحة سهلة قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق اهارون زئيفي انما صراع قاس، محذرا من توسيع الحرب الى لبنان، لان كيانه غير قادر على العيش في ظل تهديد صواريخ كالتي يمتلكها الحوثيون ضد السعودية كما قال.

اما عضو الكنيست (يواف كيش) فرأى ان ما حصل عملية دراماتيكية تغير الواقع، ولا يهم اذا كانت الصواريخ اصابت اهدافها ام لا بحسب كيش، فالامر المركزي هو ان هناك من هاجم اسرائيل من سوريا..

ومن سوريا قالت الخارجية ان دخول الكيان الصهيوني في المواجهة المباشرة يشير الى مرحلة جديدة من العدوان بدأت مع الاصلاء بعد هزيمة الوكلاء.

فسوريا على أهبة الإستعداد لمواجهة أي عدوان صهيوني، قال مساعد وزير خارجيتها فيصل المقداد، وعواقب وتداعيات الاعتداءات الصهيونية، ستصيب الاميركيَ لانه هو من يتسبب في انعدام الأمن بالمنطقة والعالم.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

ما بنته ايران في سوريا خلال سنوات قضت عليه اسرائيل ليل امس في اربع ساعات في اطول ضربة عسكرية اسرائيلية منذ فترة طويلة تخللها اطلاق اسرائيل عشرات الصواريخ واستخدامها 28 طائرة حربية تولت قصف القواعد العسكرية واللوجستية والاستخبارية الايرانية في داخل سوريا. وفيما نفت ايران ان تكون اطلقت صواريخ باتجاه اسرائيل محملة المسؤولية لنظام بشار الاسد قال وزير الامن الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان ايا من الصواريخ التي اطلقت من الاراضي السورية لم يصل الى الجولان معلنا انه تم استهداف كل البنية الأساسية للوجود الإيراني في سوريا.

لبنان الذي سقطت على اراضيه في الجنوب والبقاع بقايا صواريخ ارض جو بقي بعيدا عن هذه المواجهات وهو لايزال يعيش اجواء الانتخابات النيابية وفي هذا الاطار يقام عند السادسة من مساء يوم غد احتفال النصر في بيت الوسط بدعوة من الرئيس سعد الحريري.

 

توتر ينذر بحرب شرق أوسطية إذا لم تنسحب إيران من سوريا

العرب/10 أيار/18

الضربات الإسرائيلية على مواقع إيران تحقق مصالح موسكو في سوريا، وإسرائيل لا ترغب في استفزاز الروس.

سهم الإشارة إلى طهران غير موجود

لندن - وسعت إسرائيل وإيران من حدود المواجهة بينهما، ليل الأربعاء الخميس، في خطوة بدت كفرصة لإسرائيل للانقضاض على النفوذ الإيراني في سوريا، من دون أن تدوس على قدم روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران.

ولم يكن اشتباك الأمس فرصة لإسرائيل فقط، بل سعت إيران، عبر وابل من الصواريخ غير الموجهة التي استهدفت منشآت عسكرية إسرائيلية، إلى إظهار أن إسرائيل هي الهدف الرخو الذي تستطيع إيران الرد من خلاله على قرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، الذي أعلن عنه الثلاثاء الماضي. وجاء الهجوم الإيراني بعد يوم واحد من قصف إسرائيلي على قاعدة الكسوة قرب دمشق، قتل خلاله عسكريون إيرانيون.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يزال يقوم بزيارة رسمية إلى موسكو، التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين، عندما اندلعت اشتباكات، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن الجيش دمر خلالها “تقريبا” كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا.

وبعد سلسلة من الغارات الجوية شنتها 26 طائرة إسرائيلية على أهداف إيرانية في الأراضي السورية وعلى بطاريات صواريخ مضادة للطائرات، أرسلت إسرائيل أمس تعزيزات عسكرية كبيرة إلى هضبة الجولان التي تحتلها منذ العام 1967.

وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ”العرب” إن الغارات الإسرائيلية، التي استمرّت أربع ساعات، كانت مؤشرا على حرب شاملة في حال لم تقتنع إيران بأنّ عليها الانسحاب عسكريا من سوريا.

ورغم ذلك يقول محللون كثر إن إسرائيل لم تتخط الخط الأحمر الذي رسمه “جيرانها الجدد” في سوريا، أي الروس. ويبقى من مصلحة روسيا، الدولة الوحيدة المتحكمة في مفاصل النزاع السوري، وفي نفس الوقت تملك علاقات مع إيران وإسرائيل معا، الحفاظ على توازن استراتيجي بينهما.

وأي توازن مثالي يحقق مصالح روسيا، سيتمثل في غض الطرف عن ضربات إسرائيلية تبقي التواجد الإيراني في سوريا دون الحد المقبول في موسكو، لكن لا يجب أن تؤثر هذه الضربات على قوة الميليشيات التابعة لإيران، بحيث يفقد نظام الأسد القدرة على الاستمرار في تحقيق المكاسب العسكرية بشكل متسارع.

وفي نفس الوقت ليست هناك نية في موسكو لخسارة إسرائيل، التي أصبحت الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تمثل حجر زاوية بالنسبة لنفوذ تسعى روسيا لمده عبر المنطقة، منذ تدخلها في الصراع السوري في سبتمبر 2015.

ويقول الجنرال ياكوف ناجيل، الذي كان يعمل مستشار الأمن القومي لنتنياهو حتى عام 2017، “لا أتصور أن هناك زعيما في المنطقة يتحدث بشكل دائم إلى بوتين كنتنياهو”.

الجنرال ياكوف ناجيل: ليس هناك زعيم يتحدث بشكل دائم إلى بوتين كنتنياهو

وقال سفير إسرائيلي، عمل سابقا في موسكو وكييف، إن “إسرائيل تقاتل ضد الإيرانيين. الروس يستطيعون التعايش مع ذلك، لكن إلى مدى معين”، مضيفا أن “موقع الروس مميز لأنهم يستطيعون التحدث إلى كلا الطرفين، وهذا مهم ليس فقط للحرب، لكن للسلام أيضا”.

لكن بعد رد الفعل الروسي الرافض لضربات عسكرية نفذتها إسرائيل على قاعدة التيفور الجوية السورية الشهر الماضي، بدأت إسرائيل تشعر بأن الصبر الروسي على سلوكها في سوريا بدأ ينفد. وعلى الفور أجرى نتنياهو اتصالات ببوتين.

لكن هذه الاتصالات لم تأت بنتيجة تذكر بالنسبة لإسرائيل، التي عرضت على الروس ابتعاد مقاتلي الميليشيات الإيرانية ومقاتلي حزب الله عن الحدود بين مرتفعات الجولان المحتلة والأراضي السورية، لمسافة 50 كيلومترا. وتجاهلت روسيا الاقتراح الإسرائيلي.

وقالت تقارير نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية إن “القضاء على جاسوس يعمل لصالح إسرائيل في سوريا، بعد ساعات من إبلاغ إسرائيل الروس بمعلومات عن نقل إيران أسلحة متطورة إلى سوريا، علمنا أننا إذا كنا نريد إيقاف شيء فليس أمامنا سوى التحرك لإيقافه بشكل منفرد”.

ومع ذلك، لا يزال الإسرائيليون والروس يحملون أجندة أهداف مشتركة في ما يتعلق بالنفوذ الإيراني في سوريا. فالطرفان لا يريدان لإيران أن تتحكم في القواعد الجوية السورية الكبرى، إذ سيتسبب ذلك في منافسة روسيا لاحقا على التحكم المنفرد بالمجال الجوي السوري، كما سيساعد الإيرانيين على تعزيز الجسر الجوي الذي يسهل نقل الأسلحة جوا من إيران. كما يريد الطرفان منع إيران من الوصول إلى الساحل السوري واكتساب موطئ قدم داخل القواعد السورية المنتشرة على طول الساحل. وإلى جانب عدم استخدام الأراضي السورية كمنصة لإطلاق صواريخ عالية الدقة على إسرائيل، لا يزال نتنياهو يصر على إنشاء منطقة “خفض تصعيد” من ريف دمشق الجنوبي الغربي والقنيطرة، وصولا إلى حدود الجولان المحتل. وتحتاج إيران إلى البقاء في سوريا لأطول فترة ممكنة، إذ يعلم المسؤولون الإيرانيون أن النظام السوري لن يسمح بإنشاء “حزب الله سوري” يكون ولاؤه لإيران وليس للأسد. وأغلب المقاتلين المنتمين إلى الميليشيات الموالية لإيران في سوريا هم أفغان أو عراقيون، أو مقاتلون إيرانيون في صفوف الحرس الثوري، إذ لم تتمكن إيران إلى الآن من تجنيد سوريين في ميليشيا سورية خالصة نظرا لمعارضة النظام.

ولا يرغب النظام في اندلاع حرب واسعة على الأراضي السورية. ويتفق الروس والإسرائيليون على ضرورة تنفيذ أجنداتهم أيضا دون اندلاع حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وإيران. كما لا تملك إيران البنية التحتية العسكرية الكافية للدخول في حرب شاملة ضد إسرائيل على الأراضي السورية، إذ لا تملك التفوق الجوي أو البحري، كما أنها تحتمي بتكنولوجيا دفاع جوي سورية متهالكة. وقالت المصادر الدبلوماسية لـ”العرب” إنّ إسرائيل وضعت إيران أمام خيارين؛ إمّا أن تبقي على قواتها وقواعدها في سوريا، مع ما يعنيه ذلك من تحمّل لضربات مستمرة على هذه القوات والقواعد، وإما أن تذهب إلى حرب شاملة في ظلّ تفهّم أميركي لما تقوم به إسرائيل وموقف روسي ملتبس يميل إلى توفير غطاء للحرب. ورجّح مصدر دبلوماسي عربي في بيروت أن تكون إيران تسعى بدورها إلى التصعيد نظرا إلى أنها لم تترك لنفسها خيارات كثيرة بعد كل المليارات التي استثمرتها في دعم بشّار الأسد ونظامه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تقدير موقف رقم 200

10 أيار/18

في السياسة

* منذ العام 1969 وجبهة الجنوب اللبناني مشتعلة، في حين بقيت جبهة الجولان باردة بفضل القرار 242، وتعاون حافظ الاسد المباشر وغير المباشر من اجل تأمين سكينة الجبهة!

* ونُقلت الحرب من سوريا إلى لبنان!

* أي اصبح الجنوب اللبناني أرض انطلاق "رسائل" عسكرية وسياسية في اتجاه اسرائيل والعالم!

* تعاقبت على الجنوب ثلاث حركات "مقاومة"!

* المقاومة الفلسطينية والمقاومة الوطنية والمقاومة الإسلامية (حزب الله)!

* عمل الاسد الأب ومن بعده الابن على إدارة تلك الحركات "المقاوِمة" لكي يوحي للغرب أنه ضابط الإيقاع في الجنوب، وأن على العالم الإعتراف بقدرته والعمل على حمايته لأنه "يمتلك مفتاح أمن المنطقة"!

* اليوم نعيش وضعاً مشابهاً في الجولان!

* مع فارق أن من يملك "مفتاح الأمن" ليس طرفاً سورياً أو لبنانياً أو حتى عربياً،

* إنه فيلق القدس!

تقديرنا

* من يدّعي حمايتنا يحمي مصالحه!

* ويستخدمنا أكياس رمل في معركة تحديد نفوذه!

* الدستور والطائف والقرار 1701 ثلاثية ذهبية لا رجوع عنها!

* وندعو الكتل النيابية المنتخبة الالتزام بها!

* وإلا فـ"من جرّب المجرّب كان عقله مخرّب"!

 

نزار زكا بدأ إضرابا مفتوحا عن الطعام.. "أحمّل المسؤولين اللبنانيين موتي المحتم"

المركزية/10 أيار/18/ بدأ نزار زكا، المواطن اللبناني المخطوف في ايران، صباح اليوم الخميس إضرابا مفتوحا عن الطعام  في زنزانته في سجن إيفين، بسبب سوء حالته الصحية وطلب طبيب السجن إجراء جراحة عاجلة وطارئة له منذ 4 أشهر بسبب نزيف أصابه، في حين لا تزال إدارة السجن ترفض إجراءها.

وقال نزار في رسالة الى المسؤولين اللبنانيين إنه قرر الإضراب المفتوح عن الطعام بسبب هذا التقاعس الفاضح عن تقديم العلاج اللازم له والتعذيب المستمر، لافتا الى أنه يفضّل أن يموت من الجوع على أن يموت بسبب النزيف لكي لا يدّعي لاحقا المسؤولون الإيرانيون أنه مات ميتة طبيعية.

وطلب التدخل السريع من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري وكل المعنيين، “وإلا سيحمّلون ضميرهم تدهور حالتي الصحية وصولا الى موتي المحتّم في حال عدم مبادرتهم الى ما يعيد إليّ حريتي وحياتي”.

 

"الأحرار" يدين أعمال الشغب والمواكب الاستفزازية:الانتخابات أظهرت الحاجة الملحّة لتطوير القانون

المركزية/10 أيار/18/ أعلن حزب "الوطنيين الاحرار" أن "الإنتخابات النيابية أظهرت بما لا يقبل الشك الحاجة الملحّة لتطوير قانون الانتخاب بسد الثغرات فيه ومعالجة الشوائب التي تشوبه"، لافتا الى أن "في ضعف نسب المشاركة برهانا على ذلك وحافزا لعدم المماطلة في إيجاد الحلول التي تحض الناخبين على المشاركة الكثيفة". عقد المجلس الأعلى لـحزب "الوطنيين الأحرار" اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. وقال في بيان بعد الاجتماع "إننا ثابتون على اقتناعنا ان القانون الأمثل هو الاكثر وضوحا والأبعد عن التعقيدات. من هنا خيارنا الدائرة الفردية والاقتراع على دورتين بما يكفل إقبالا كثيفا على الانتخاب وضمانة أكيدة لصحة التمثيل". أضاف: "ندين أعمال الشغب والمواكب الاستفزازية التي أصبحت ممارسة عادية عند الذين تعودوا الاستقواء على الدولة باسم الدويلة. ولا يمكن التصديق - والتكرار خير شاهد - انها كانت عفوية وغير منظمة، كما لا يمكن الاقتناع بالموقف المتنكر لها والذي يصرّ على عدم مسؤوليته عنها. ويهمنا ان نؤكّد ان الرسالة وصلت وهي في عهدة أصحابها حتى ولو تنكروا لأعمال الشغب والاستفزاز. وعلى صعيد متصل نعتبر انه كان لزاما على الاجهزة الأمنية منع هذه الممارسات وهي مطالبة بتطبيق القوانين للمحافظة على سلامة المواطنين وكرامتهم".

ورأى الحزب ان "موازين القوى في المجلس النيابي تجعل من التجاذبات والانقسامات أمرا واقعا سواء بالنسبة الى الملفات الداخلية او الى الخيارات الإقليمية"، مشيرا الى أن "هذا الأمر سينعكس حتما على الاستحقاقات المقبلة وخصوصا تشكيل الحكومة العتيدة فيما المطلوب الاسراع في التصدي للتحديات الكثيرة على شتى الصعد". وفي سياق متصل، أكد ان "اتفاق الطائف لم يكرّس المواقع الوزارية إنما ذهب باتجاه المداورة في تولي الحقائب على قاعدة العدالة في توزيعها، ولا يمكن ان تكون ثمة تفسيرات مغايرة لهذه الحقيقة إلا إذا كان المقصود إثارة مزيد من الإشكاليات والتسبب في الانقسامات".

أخيرا تقدم الحزب بالشكر "من كل الذين اقترعوا لصالح مرشحي الحزب بصرف النظر عن النتيجة الصادمة"، معاهدا على "الاستمرار بحمل الثوابت الوطنية في ضمائرنا وأعمالنا في أي موقع كنا". ودعا المحازبين الى "أخذ العبرة مما حصل لمضاعفة نشاطهم وبذلهم وعطائهم"، لافتا الى "مطبات السياسة وخفاياها ومفاجآتها"، خاتما: "لنا في مراحل سابقة من تاريخنا امثلة على ما حصل معنا اليوم وسنتجاوزه كما تجاوزناه في الماضي".

 

"حزب الله" ينفي علاقته بـ"عراضة" 7 ايار 2018: فمتى تسليم الضّالعين؟! والبيان "المتأخر" يوحي برضى "ضمني"..وإظهارُ فائض القوة رسالة للداخل والخارج

المركزية/10 أيار/18/ بعد أكثر من 24 ساعة على التحرّكات التي شهدتها شوارع العاصمة بيروت ليل الاثنين والتي توسعت أمس الى القليعة ومرجعيون جنوبا والى الدكوانة والزلقا شرقا ايضا، حيث جابت مواكب درّاجة وسيّارة الطرق والاحياء رافعة أعلام حزب الله وحركة أمل وصور الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، ولم تتردد في "لصقها" على "رموز" سياسية أخرى، أبرزها تمثال الرئيس رفيق الحريري في السان جورج، أصدر "الحزب" عصر امس بيانا حدد فيه موقفه من "العراضة" التي وصفها مراقبون كثر بـ"ميني" 7 أيار. وجاء فيه "تعليقاً على المواكب السيّارة والدرّاجة التي جابت مدينة بيروت وبعض المناطق وما رافقها، وتأكيداً على الموقف الذي صدر عن دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري باسم حزب الله وحركة أمل يؤكد حزب الله على ما يلي: أولاً، ينفي حزب الله أي علاقة له بهذه المواكب، لا قراراً ولا إدارةً ولا توجيهاً . ثانياً، ندين التصرفات الخاطئة والشعارات المسيئة إلى كرامات الناس بشكل قاطع . ثالثاً، إن الحديث عن أن هذه التحركات والمواكب الجوّالة تهدف إلى فرض شروط سياسية، هو كلام سخيف وتافه ومرفوض .رابعاً، نطالب الجميع بالتوقف الكامل عن تسيير أي موكب مهما كان شكله أو المشاركة فيه، وعدم الاستجابة لأي دعوة من هذا النوع تصدر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونعتبرها دعوة مشبوهة ومرفوضة .خامساً، ندعو القوى الأمنية والأجهزة المعنية إلى تحمل مسؤولياتها كاملة حفاظاً على الاستقرار وكرامات الناس وحقوقهم. "غسل الأيدي" مما حصل، على حد تعبير مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، أتى متأخرّا، ما يدل في رأيها الى رضى ضمني من قِبل الضاحية على "الشغب"، والا لكانت تدخّلت منذ اللحظات الاولى. كما ان ما جاء في البيان غير مقنع، دائما بحسب المصادر. فالكل يعرف كيف ان "الحزب" ممسك بجمهوره وبيئه من رأس الهرم حتى أسفل القاعدة، والكل يدرك كيف يضبط الوضع في الضاحية الجنوبية بقبضة من حديد. ما يعني ان خروج الدراجات بالعشرات، او السيارات بعد قرار منع سير الداراجات، من مناطقه، ومن دون علمه، أمر مستحيل. وتضيف المصادر "نفي الحزب علاقته بما جرى وادانته التصرفات "الخاطئة"، لا يكفيان. وقد يكون أفضل طريق لإقران القول بالفعل وإبراز جديته في رفض ما حصل، في تسليم من شاركوا في هذه التحركات الى السلطات الامنية المعنية، خصوصا ان وجوههم كلّهم معروفة وظاهرة بوضوح من خلال الفيديوهات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما ان هذه الخطوة ضرورية للحزب ايضا، اذ ان هذه العناصر "غير المنضبطة" تشوّه صورته أمام الرأي العام اللبناني، إن كانت هي فعلا، تستخدم اعلامه وشعاراته في أعمال شغب، من دون الاستحصال على اذن مسبق منه..والا، واذا كان الحزب حقا "جديا" في بيانه، فليقدم شكوى امام السلطات القضائية المختصة في حق هؤلاء، باعتبارهم يتسببون بأذى مباشر للحزب. لكن الى حين اتّخاذ "حزب الله" تدبيرا كهذا، تتابع المصادر، سيستمر الربط بين مجريات 7 ايار 2018 من جهة والمرحلة السياسية الجديدة التي انطلقت في الداخل بعيد الانتخابات النيابية، وفي الخارج مع انسحاب الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي وتصعيدها، مع تل أبيب، في وجه ايران، من جهة ثانية. وستستمر قراءة "استباحة" شوارع العاصمة، على أنها رسالة "سياسية" الى اللبنانيين بأن "الحزب"، صاحب فائض القوة، هو من يدير اللعبة السياسية المحلية، ورسالة الى الخارج أيضا، بأن "حزب الله" قادر على تحويل لبنان في اي لحظة، ومتى تدعو الحاجة "الايرانية"، الى منصّة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية.

 

لبنان يترقب تداعيات مواجهة إسرائيلية ـ إيرانية/خبير: تل أبيب ملتزمة استراتيجية «معركة ضمن حروب»

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/10 أيار/18

يترقب لبنان تداعيات المواجهة المحتملة بين إيران وإسرائيل على لبنان، بعد خروج الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، والتصعيد الإسرائيلي في سوريا، وكان آخره الضربات التي استهدفت مواقع عسكرية، قال ناشطون سوريون إنها قوافل إيرانية، ليل الثلاثاء.

وتزامَن الترقب مع حالات استنفار إسرائيلية على الحدود الشمالية، بدا أنها مرتبطة بتوقعات إسرائيلية بأن يكون الرد الإيراني على ضربة مطار الـ«تي فور»، الشهر الماضي، بعد الانتخابات اللبنانية، فيما رأى خبراء أن إسرائيل ملتزمة بتنفيذ استراتيجيتها «معركة ضمن حروب»، أي الردود المحدودة من غير أن يتدهور الوضع إلى حرب شاملة. ورأى مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر، أن تحييد لبنان في أي حرب يمكن أن تقع، غير ممكن، لافتاً إلى أن «نتائج الانتخابات كرست نفوذ (حزب الله)، ومن الطبيعي أن تمتد الحرب إلى لبنان على ضوء ربط الحزب بين الجبهتين اللبنانية والسورية، وعلاقة الحزب بإيران». وقال نادر: «انطلاقاً من أن المواجهة ستكون شاملة، فإن لبنان سيكون ضمن أتون المعركة، بالنظر إلى أن بيئة الحزب وحاضنته هي لبنانية، وسيمثل ذلك خاصرة رخوة، سيدفع ثمنها لبنان ككل».

وإذ لفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تداعيات المعركة الشاملة على لبنان «ستكون أقصى مما كانت عليه في حرب 2006»، أكد أن «مخاطر الضربة المحتملة هي اقتصادية، لأن الاقتصاد اللبناني وصل إلى مرحلة دقيقة والوضع المالي والاقتصادي لا يحمل خضات كبيرة، وهو أمر تدركه إسرائيل، فهي بذلك قادرة على الاستثمار في نقطة الضعف تلك لتنفيذ ضغط على الداخل اللبناني يضغط بدوره على (حزب الله)».

ورأى نادر أن شبكة الأمان الأوروبية التي يحاول الأوروبيون إيجادها للبنان، «لها حدودها»، موضحاً أنه في الشأن السياسي «لا يستطيعون أن ينفذوا الكثير من إجراءات الحماية إذا كانت المواجهة شاملة»، لافتاً إلى أنه في الأصل «هم رهائن الألوية الأوروبية العاملة ضمن قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)». ويراهن اللبنانيون على دور أوروبي لتجنيب لبنان الصراع المباشر مع إسرائيل، في حال امتدت أي حرب محتملة بين إسرائيل وإيران إلى لبنان، علماً أن روما كانت استضافت مؤتمراً في شهر مارس (آذار) الماضي، لتمكين الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، وطالب المؤتمر بتعزيز وجود الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية. وقال أستاذ القانون الدولي في جامعة «باريس الجنوب» الدكتور خطار أبو دياب، إن تحييد لبنان عن أي مواجهة مباشرة «ليس معروفاً حتى الآن»، مشيراً إلى أن الأوروبيين «سيبذلون جهداً بالاجتماع مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، هذا الأسبوع، كما بالاجتماع بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين لمنع أي مواجهة محتملة»، مشيراً إلى أن «الأوساط الأوروبية تخشى عدم القدرة على احتواء مواجهة آتية لن تبقى في سوريا، بل ستتمدد حكما إلى لبنان».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لطالما كان لبنان في دائرة الاختبار الإيراني - الإسرائيلي، وهو ما اتضح منذ حرب 2006 حتى اليوم، غير الامتداد الاستراتيجي بين لبنان وسوريا والوجود الإيراني المباشر في سوريا، سيجعل امتداد النزاع حتمياً»، لكنه لفت في الوقت نفسه، إلى أنه «بوجود تداعيات لقرار ترمب أو من دونه، لبنان موجود في فك الكماشة». وعن تقديراته بمواجهة في سوريا، رأى أبو دياب أن الأمر «سيتوقف على إمكانية المساومة بين نتنياهو وبوتين»، بالاستناد إلى اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه في يوليو (تموز) 2017، والوجود الإيراني في سوريا. وقال أبو دياب: «إذا لم تكن هناك ضمانات لمنع الوجود الإيراني في الجنوب السوري، فإن ذلك من الممكن أن تنتج عنه مواجهة إسرائيلية - إيرانية في سوريا». غير أن الحديث عن ربط عسكري بين الاتفاق النووي والوضع في المنطقة «يحتاج إلى تدقيق ومراجعة زمنية»، بحسب ما رأى الباحث اللبناني في الشؤون الاستراتيجية علي شهاب، معرباً عن اعتقاده أن «جغرافيا الصراع حالياً تتركز في سوريا، وليس هناك مصلحة أو حاجة لدى أي من الأطراف بتوسيع نطاقها». ويستند شهاب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى استراتيجية إسرائيل المعروفة باسم «معركة ضمن حروب»، وهي استراتيجية بدأت مع الحرب السورية، حيث كان على إسرائيل البحث عن حل تستطيع من خلاله «المناورة تحت سقف الحرب»، خصوصاً في ظل خشيتها من وصول «أسلحة كاسرة لتوازن الردع إلى (حزب الله)»، من غير أن تتدحرج الضربات إلى حرب شاملة. وقال شهاب: «لا تزال إسرائيل ملتزمة بنظرية (معركة بين الحروب)، لكن اللافت في العام الماضي، أن حركة سلاح الجو الإسرائيلي تشي بأن هناك تفكيراً بتطبيق النظرية على الأراضي اللبنانية. وإذ لفت إلى أن الإشكالية في استمرار إسرائيل في اعتناق هذه العقيدة تتمثل في مستوى الرد عليها، كما حصل أخيراً عند تفعيل أنظمة الدفاع الجوي السورية»، قال إن «الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مستعدة بعد للحرب عند كل مفصل أو غارة إسرائيلية في الأراضي السورية».

وقال شهاب: «تكاد التقديرات الإسرائيلية تتقاطع في أن أي حرب مقبلة ستكون (متدحرجة)، لتجد تل أبيب نفسها وسط حرب شاملة»، مضيفاً: «في هذه المرحلة هناك عنوان رئيسي تقول إسرائيل إنها لن تسمح به، ويتعلق بـ(وجود قاعدة إيرانية في فنائها الخلفي)».

وإذ جزم بأنه «لا يمكن لإسرائيل أن تتصرف بمفردها إزاء إيران»، فإن التوقعات باندلاع الحرب «يتطلب دراسة ما يجول في عقول حلفائها».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل 8 إيرانيين في الهجوم الإسرائيلي جنوب دمشق بعد قصف استهدف قاعدة الكسوة

بيروت - القدس - لندن/الشرق الأوسط/10 أيار/18»

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأن هجوما إسرائيليا على منشآت عسكرية إيرانية جنوب دمشق أسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل؛ بينهم 8 إيرانيين. وجاءت أنباء الهجوم الإسرائيلي على منطقة الكسوة في وقت متأخر من مساء أول من أمس بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني. وقال «المرصد»؛ ومقره بريطانيا، إن الضربات الصاروخية أصابت مستودعات ومنصات إطلاق صواريخ وأسفرت عن مقتل 15 شخصا؛ منهم 8 إيرانيين. ولم تستطع «رويترز» التحقق من صحة التقرير بشكل مستقل. وقال قائد في تحالف إقليمي يقاتل في صف دمشق إن إسرائيل قصفت قاعدة تابعة للجيش النظامي السوري ولم يسقط قتلى أو جرحى. ورحبت إسرائيل بموقف ترمب المتشدد من الاتفاق النووي، لكن الموقف أثار مخاوف من احتمال تفجر مواجهات إقليمية. وبعد بضع ساعات من إعلان البيت الأبيض الانسحاب من الاتفاق مساء الثلاثاء ذكرت وسائل إعلام سورية حكومية أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت صاروخين إسرائيليين. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على التقارير بعد فترة وجيزة من قوله إنه رصد «أنشطة مخالفة» للقوات الإيرانية في سوريا، وأعلن حالة تأهب.

وأمر الجيش السلطات المدنية في هضبة الجولان بإعداد الملاجئ للوقاية من القنابل ونشر دفاعات جديدة، وقام بتعبئة بعض من جنود الاحتياط. وساعدت إيران و«حزب الله» المتحالف معها قوات النظام السوري بتقديم دعم حاسم في الحرب الدائرة في البلاد منذ 7 سنوات. ويثير ازدياد نفوذ إيران في سوريا قلق إسرائيل التي قصفت ما وصفتها بأنها تشكيلات لجنود إيرانيين أو عمليات نقل سلاح لـ«حزب الله» عشرات المرات أثناء الصراع. وفي الشهر الماضي أصابت غارة جوية قاعدة قرب مدينة حمص السورية وقتلت 7 إيرانيين. وألقت طهران المسؤولية في الهجوم على إسرائيل، وقالت إنها سترد.

وقال خبراء إنه من المتوقع أن تظل المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية محدودة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، لكن الصراع بين العدوين سيتأجج في سوريا. وتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى روسيا للضغط على رئيسها فلاديمير بوتين لاحتواء الإيرانيين على امتداد الجبهة السورية. وقال محلل قريب من النظام السوري إنه يتوقع أن يتبادل العدوان «ضربات محدودة... مدروسة» في إطار الحرب السورية كوسيلة ردع. وأضاف: «واضح أن مخاطر المواجهة الكبرى يدركها الجميع... المواجهة الكبرى لا تريدها إيران، وإسرائيل تعرف عواقبها». وساد الهدوء مرتفعات الجولان المحتلة التي سيطرت عليها إسرائيل في حرب عام 1967. وقالت ديتي غولدشتاين، وهي مسؤولة سياحية محلية: «الأطفال في رياض الأطفال وجامعو المحاصيل في الحقول... كل الأعمال الزراعية مستمرة بشكل طبيعي، وكان هناك عدد محدود فقط من إلغاء الجولات السياحية». لكن الخبراء ما زالوا يقولون إنهم يتوقعون تفجر الأوضاع. وقال غاري ساموري، الذي عمل نائبا لمستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جورج بوش الابن: «إسرائيل لديها التفوق العسكري وحرية تنفيذ مثل هذه الهجمات». وأضاف ساموري في مؤتمر أمني سنوي قرب تل أبيب، أن المقاتلين الذين نشرتهم طهران في سوريا سيقدمون إن عاجلا أو آجلا على شن هجمات على مواقع عسكرية إسرائيلية قرب الحدود. لكنه تابع أن روسيا، وهي حليف رئيسي للأسد وذات نفوذ في سوريا، تريد أن تبقى الأمور «تحت السيطرة» وتجنب «حرب كبيرة بين إسرائيل وإيران» على الأراضي السورية. وفي عام 2015 فتحت روسيا وإسرائيل خطا ساخنا لمنع وقوع اشتباكات على سبيل الخطأ بين قواتهما في سوريا.

وقال وزير المخابرات الإسرائيلي إسرائيل كاتس في حديث مع الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، (واي نت)، إن استراتيجية الحكومة هي «إخراج إيران من سوريا دون بدء حرب». وأضاف: «نريد أن يضطر الإيرانيون لاتخاذ القرار بالانسحاب استراتيجيا من سوريا».

وقال موقع «روسيا اليوم» إنه تحت العنوان أعلاه، كتب زاؤور كاراييف، في «سفوبودنايا بريسا»، حول أمل إسرائيل في موافقة موسكو على مهاجمة الإيرانيين في سوريا. وتساءل: «هل توافق موسكو على كل احتمالات التصعيد؟». وأضاف: «يطير نتنياهو إلى موسكو للمشاركة في (استعراض النصر). وعلى الأرجح سوف يستغل الفرصة للحديث مع فلاديمير بوتين حول مسائل مختلفة؛ بما فيها المسألة الإيرانية» ودور طهران في سوريا. وأشار «روسيا اليوم» إلى أن إسرائيل «أعلنت عودة الحياة إلى طبيعتها في هضبة الجولان، بعد أن كانت قد استنفرت قواتها إثر رصد تحركات عسكرية قالت إنها إيرانية في سوريا». وقالت إسرائيل إنه «في ختام تقدير الموقف بالقيادة الشمالية العسكرية، تقررت العودة إلى الوضع الاعتيادي في البلدات في هضبة الجولان، خصوصا في ما يتعلق بالدوام الدراسي وأعمال المزارعين». وأوضحت أن الرحلات ستسير بشكل طبيعي كالمعتاد بالتنسيق مع الجيش، مشيرة إلى أنه سيتم إغلاق عدة مواقع سياحية بشكل محدد. وكانت إسرائيل قد أعلنت حالة الاستنفار أول من أمس بعد أن رصد الجيش الإسرائيلي «نشاطات غير عادية للقوات الإيرانية في سوريا».

 

المواقع المستهدفة من قبل إسرائيل في سورية

السياسة/10 أيار/18/أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عشرات الأهداف العسكرية التابعة لفيلق القدس الإيراني داخل سورية هي مواقع استخبارية إيرانية يتم تفعيلها من قبل “فيلق القدس”، ومقرات قيادة لوجستية تابعة لفيلق القدس، ومجمع عسكري ومجمع لوجيستي تابعيْن لفيلق القدس في الكسوة، ومعسكر إيراني شمال دمشق، ومواقع لتخزين أسلحة تابعة لفيلق القدس في مطار دمشق الدولي، وأنظمة ومواقع استخبارات تابعة لـ”فيلق القدس”، وموقع استطلاع ومواقع عسكرية ووسائل قتالية في منطقة فك الاشتباك. وذكر موقع “العربية نت” الإلكتروني نقلا عن وسائل إعلام للنظام السوري أن إسرائيل، استهفت مواقع الدفاع الجوي السوري وموقع رادار ومستودعاً للذخيرة، وأشار ناشطون إلى انفجارات بمواقع ميليشيات موالية للنظام في الفوج 116 والقاعدة الجوية 122، وارائق بمحيط طبريا، واستهداف مطار المزة، ومطار الشعيرات، ومطار خلخلة الكسوة، والزبلطاني (برج التجارة)، وجمرايا (البحوث)، والفرقة الرابعة فوج جباب ازرع اللواء 60 الريف الغربي، والفرقة الـ10، ومواقع ايرانية شمال غرب السويداء، والتل الكبير غرب محجة، ومدينة البعث، وخان ارنبة، وتل مانع، القصير، وريف حمص.

 

الدفاع الروسية: إسرائيل استخدمت 28 طائرة في الهجوم على مواقع بسورية

 الديار/10 أيار/18/أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت أكثر من نصف الصواريخ التي أطلقها الجيش الإسرائيلي على مواقع داخل سوريا الليلة الماضية.

الدفاع الروسية: إسرائيل أطلقت على المواقع السورية 10 صواريخ أرض-أرض تكتيكية

الدفاع الروسية: الهجوم الإسرائيلي استهدف مواقع مرابطة الوحدات الإيرانية والدفاع الجوي السوري

الدفاع الروسية: إسرائيل استخدمت 28 طائرة في الهجوم على سوريا

الدفاع الروسية: الطيران الإسرائيلي أطلق نحو 60 صاروخا على مواقع في سوريا

 

اسرائيل تضرب "عشرات" الاهداف العسكرية الايرانية في سوريا

LBC/May 10/18/ضرب الجيش الاسرائيلي ليل الاربعاء الخميس عشرات الاهداف العسكرية الايرانية في سوريا، ردا على اطلاق صواريخ نسبته الى ايران ضد مواقعها في هضبة الجولان المحتلة، بحسب ما أعلن متحدث.

واسفرت الضربات الاسرائيلية عن مقتل نحو 23 مقاتلا بينهم خمسة من قوات النظام السوري و 18 عنصرا من القوات الموالية له، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.  واستهدفت العملية التي تمت ليلا وتعتبر من بين الاهم للجيش الاسرائيلي في السنوات الاخيرة والاكبر ضد أهداف إيرانية مصدر اطلاق صواريخ ومنشآت استخباراتية ولوجستية ومستودعات، بحسب ما اعلن اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس لصحافيين قائلا: "نحن لا نسعى الى التصعيد العسكري". واتهمت إسرائيل الجنرال الذي يقود الذراع المسؤولة عن العمليات الخارجية التابعة للحرس الثوري الإيراني بتدبير هجوم صاروخي الخميس على قواعد للجيش الإسرائيلي في مرتفعات الجولان من داخل سوريا.  وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان: "قاسم سليماني هو من أمر بتنفيذه وقاد الهجوم الصاروخي ولم يحقق غرضه".

ليبرمان: آمل أن يكون القتال مع إيران في سوريا قد انتهى

 من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إنه يأمل أن تكون أحدث جولة من العنف مع إيران على الحدود السورية قد انتهت. واشار ليبرمان الى أن إسرائيل ضربت كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا وهي لن تسمح لإيران بتحويل سوريا إلى قاعدة أمامية ضدها.

وأكد ليبرمان انه لم تسقط أي صواريخ إيرانية داخل أراض تحت سيطرة إسرائيل.

 

المعارض السوري هادي البحرة رصد المواقع التي تم استهدافها

/10 أيار/18/يبدو مع موجة اللغارات الصباحية انتهت موءقتا بروفة الحرب الإسرائيلية الإيرانية فوق المسرح السوري."المواقع التي استهدفت هي ‏مطار المزة و‏مطار الشعيرات و‏مطار خلخلة ‏الكسوة و‏الزبلطاني (برج التجارة) و‏جمرايا (البحوث) و‏الفرقة الرابعة و‏فوج جباب و‏ازرع ‏اللواء 60 الريف الغربي و‏الفرقة ال10 و‏مواقع ايرانية شمال غرب السويداء (الكوخ) و‏التل الكبير غرب بلدة محجة و‏مدينة البعث و‏خان ارنبة و‏تل مانع و‏القصير وريف حمص"

 

ماتيس: نعمل على مواجهة نفوذ إيران الخبيث

الحرة/09 مايو، 2018/قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إن واشنطن ستواصل العمل مع حلفائها وشركائها للتأكد من عدم قدرة إيران على امتلاك سلاح نووي على الإطلاق. وأضاف في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأربعاء أن الإدارة الأميركية ستواصل أيضا العمل مع الآخرين لمواجهة نفوذ طهران "الخبيث" في المنطقة. وأوضح الوزير أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبقى ملتزمة بإعطاء الأولوية القصوى لسلامة ومصالح الأميركيين. وتأتي تصريحات ماتيس غداة إعلان الرئيس ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض العقوبات الأميركية على نظام طهران.

 

بوتين يناقش مع نتنياهو «الوضع الحاد» في المنطقة بحث مع مجلس الأمن الروسي ضربات إسرائيل على مواقع إيرانية في سوريا

موسكو: رائد جبر تل أبيب - لندن: «الشرق الأوسط»//10 أيار/18

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جولة محادثات، أمس، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تركزت على ملفي النووي الإيراني والوضع في سوريا على خلفية استياء روسي متصاعد بسبب الضربات الإسرائيلية على مواقع في سوريا.

ورغم أن الكرملين تكتم على نتائج المحادثات ولَم يصدر، خلافاً لعادته في زيارات مماثلة، بياناً يوضح تفاصيل المناقشات، فإن مؤشرات برزت إلى أن الطرفين بحثا ملفات خلافية، وأن موسكو نقلت إلى الجانب الإسرائيلي استياءها بسبب تكرار الضربات الجوية على مواقع في سوريا.

وبدا ذلك واضحاً في مستهل اللقاء؛ إذ تعمد بوتين، الإشارة في شكل غير مباشر إلى تزايد الملفات الخلافية بين الطرفين وخاطب ضيفه بعبارة: «سنستفيد من زيارتكم اليوم لبحث العلاقات الثنائية والقضايا في المنطقة، التي تمر، للأسف، بأوضاع حرجة»، مضيفاً أنه يأمل «في أن نتمكن ليس فقط من مناقشة الموقف، وإنما أيضاً البحث عن حلول تؤدي إلى تخفيف حدة الوضع». وزاد بوتين: إن على الأطراف تكثيف جهودها لإيجاد تسويات سياسية للأزمات التي تعصف بالشرق الأوسط.

وأكد نتنياهو رغبته في «التفكير سوية في الخطوات الصحيحة التي يمكن أن نتخذها لإزالة التهديدات الحالية في المنطقة، بصورة مسؤولة وعقلانية». وبدا واضحاً أن نتنياهو سعى إلى عدم منح الحوار عن سوريا صفة علنية؛ فهو تعمد في الجزء المخصص لحضور الصحافيين أن يقتصر في حديثه على إيران، وقال لبوتين: «إن هذا الأمر من الصعب التصديق به، لكن بعد مرور 73 عاماً على المحرقة يوجد في الشرق الأوسط بلد، هو إيران، يدعو علنا لتدمير دولة إسرائيل». وأشار إلى ضرورة «التصدي للآيديولوجيات الفتاكة في وقت مناسب»، في إشارة إلى سياسة السلطات الإيرانية.

لكن مصدراً قريباً من الكرملين، قال في وقت لاحق، إن الجزء الأكبر من الحوار ركز على الوضع في سوريا و«مساعي إيران تعزيز وجود واسع ونشر أسلحة فتاكة تهدد إسرائيل». وزاد أن الطرفين لفتا إلى أهمية تعزيز التنسيق بهدف عدم وقوع حوادث غير مقصودة. وحملت هذه العبارة مغزى لافتاً؛ لأن التنسيق لم ينقطع بين الطرفين في سوريا، وفقاً لمصدر عسكري؛ ما يعني أن المقصود منها ضرورة إجراء مراجعة لآليات التنسيق بعدما زاد امتعاض روسيا من التحركات الإسرائيلية أخيراً.

وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، إن نتنياهو سعى لدى بوتين لضمان «حرية الحركة» وضرب أهداف إيرانية في سوريا لمنع تثبت وجودها وإقامة قواعد أو مصانع صواريخ أو تسليم صواريخ إلى «حزب الله»؛ ذلك من دون الاصطدام بالجيش الروسي الذي يتحكم من قاعدة حميميم بالمنظومة الجوية السورية. ويعتقد أن موضوع صواريخ «إس300» طرح في الاجتماع؛ لأن روسيا شحنت المنظومة إلى قاعدة حميميم، لكنها لم تسلمها بعد إلى دمشق، علماً بأن تل أبيب تعترض على ذلك. وكان لافتاً أيضاً، أن بوتين استبق لقاءه مع نتنياهو بعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي، كرّس جزءاً منه لمناقشة الضربات الإسرائيلية على سوريا. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن أعضاء مجلس الأمن «ناقشوا بإسهاب جوانب هذا الموضوع قبل لقاء بوتين مع نتنياهو». وزاد: إن الرئيس الروسي وأعضاء مجلس الأمن قاموا بـ«التبادل المفصل للآراء حول هذه القضية». وكان نتنياهو استبق زيارته بتأكيد أنها «تحمل رسالة خاصة، على ضوء ما يجري الآن بسوريا، علينا ضمان مواصلة التنسيق الأمني الجاري بين الجيش الروسي وجيش الدفاع الإسرائيلي».

في تل أبيب، قال السفير الإسرائيلي الأسبق في موسكو والخبير في الشؤون الروسية، تسفي مغين، الأربعاء، إن الهجمات التي تشنها إسرائيل على سوريا ليست بالضرورة سيئة بالنسبة للروس، ويبدو أنها تخدم مصالحهم. وأضاف مغين في حديث إذاعي: إن «روسيا تحتفل اليوم، التاسع من مايو (أيار)، بذكرى الانتصار على النازية عام 1945، وهو يوم رمزي ومعقد. فبوتين يجري الاحتفالات وهو يواجه الأزمات في أوروبا وكذلك في سوريا. فصحيح أن إيران وروسيا حليفتان في سوريا، لكن يوجد خلافات بينهما بشأن السيطرة المستقبلية في هذا البلد، ومن يحصل على غنائم أكثر». ورداً على سؤال حول حقيقة أن الهجمات الإسرائيلية في سوريا تخدم روسيا، أجاب مغين «يبدو أن الأمر كذلك، فليس بالضرورة أن يكون ذلك سيئاً بالنسبة لها». وأضاف: إن «الإيرانيين ليسوا في وضع جيد اليوم، فهم في وضع حساس، ولا يعرفون كيف يتصرفون، وبخاصة إزاء إسرائيل».

وقال مغين، إنه يعتقد أن محادثات نتنياهو وبوتين «محاولة لخلق تسوية مستقبلية مع الإيرانيين في سوريا. اللاعبون الإسرائيليون والروس والإيرانيون سيضطرون إلى التفاهم بينهم، ومناقشة مستقبل سوريا؛ ولذلك يجري اللقاء من أجل محاولة تحقيق تقدم في مبادرة بوتين». وعن إصرار بوتين في أن يشاهد نتنياهو، معه، العرض العسكري، اليوم، قال مغين: إن «بوتين يواجه ضغوطاً، اليوم؛ فهو منبوذ، وفرضت عليه عقوبات شديدة بسبب أوكرانيا وسوريا. الغرب لا يجري محادثات معه، والآن يأتي إليه زعيم معروف (نتنياهو) في العالم الغربي ويحترمه، وهذا أمر مهم بالنسبة له».

 

السبهان: الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي إيقاف للعبث الإيراني في المنطقة وأكد أن نظامهم مارق هو ومن يتبعه من مرتزقته

 مسلّم الهواملة – الرياض/10 أيار/18/أكد وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان أن الانسحاب من اتفاق إيران النووي هو إيقاف للعبث الإيراني اللامسؤول في المنطقة. وقال السبهان في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على تويتر: "نظام إيراني مارق هو ومن يتبعه من مرتزقته، الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الضعيف هو إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وإيقاف العبث الإيراني اللا مسؤول في المنطقة".

 

 انسحاب ترمب يعيد السجال في إيران حول الاتفاق النووي

خامنئي يشكك بالأوروبيين... و«الحرس الثوري» يبارك خطوة الرئيس الأميركي... وروحاني يطالب باجتماعات مكثفة مع الأوروبيين لبحث سبل استمرار الاتفاق

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/10 أيار/18

لم يحرق المرشد الإيراني علي خامنئي الاتفاق النووي غداة «تمزيقه» من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مطالباً الدول الأوروبية بتقديم ضمانات إلى الإيرانيين للبقاء في الاتفاق النووي، رغم تأكيده على عدم الوثوق بتلك الدول، وذلك في حين أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون شروط بلاده للبقاء في الاتفاق، محذراً الأوروبيين من خسارة الوقت. وأوضح خامنئي أن قرار ترمب «لم يكن مخالفاً لتوقّعاتنا»، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي يتابع مسار رؤساء سابقين في التعامل مع إيران.

ووجه خامنئي انتقادات لاذعة إلى إدارة روحاني من دون التطرق إلى اسمه، وقال: «لقد قلتُ منذ اليوم الأول بألا تثقوا بأميركا، قلتُ ذلك في الجلسات العامّة وفي الجلسات الخاصة أيضاً»، وصرّح: «قلتُ لهم: إذا أردتم عقد اتفاق فينبغي عليكم الحصول على الضمانات الضروريّة ولتعقدوا الاتفاق بعد ذلك. لقد كان أحد الشروط التي قلتها إنه يجب على الرئيس الأميركي أن يوقّع (على الاتفاق)»، مشيراً إلى أن المسؤولين الإيرانيين «لم يستطيعوا تحقيق ذلك».

وحول إعلان حكومة روحاني استمرار إيران في تنفيذ الاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن، قال خامنئي: «يُقال إننا سنواصل (الاتفاق النووي) مع ثلاثة بلدان أوروبية. لستُ واثقاً بهذه البلدان الثلاثة أيضاً، لا تثقوا بهم أنتم أيضاً. إذا أردتم عقد اتفاق، فلنحصل على ضمانات عمليّة، وإلا فإنَّ هؤلاء سيقومون جميعاً بما فعلته أميركا». واشترط خامنئي استمرار بلاده في اتفاق ناقص واشنطن أخذ تلك الضمانات «الحتمية والحقيقية»، وقال: «إذا عجزتم عن أخذ ضمانات حتميّة وحقيقيّة فلن يكون مقدوراً مواصلة تنفيذ الاتفاق».

وحاول خامنئي التخلي عن مسؤولية تنفيذ الاتفاق النووي، مشيراً إلى أنه قال لبعض مسؤولي البلاد: «لماذا تصرون على الاحتفاظ (والاستمرار بالملف النووي)، دعوه جانباً... طبعاً كلامهم هذا كان كلاماً خاطئاً (بشكل كامل)، الملف النووي أمر تحتاج إليه البلاد، ووفقاً لما أعلنه الخبراء فسوف تحتاج البلاد بعد عدة سنوات 20 ألف ميغاواط من الطاقة الكهروذرية».

وخاطب خامنئي الرئيس الأميركي قائلاً: «إنك ترتكب الحماقات»، مشيراً إلى أن الملف النووي «ما هو إلا ذريعة تتذرع بها الولايات المتحدة لتمارس عداءها ضد إيران»، لافتاً إلى حتى لو قبلت بلاده بمناقشة وجودها في المنطقة وصواريخها فإنّ هذا العداء لن ينتهي، وسوف يختلقون ذرائع أخرى لمتابعة عدائهم.

وعن خطاب ترمب للانسحاب من الاتفاق النووي، وصف خامنئي تصريحاته بـ«السخيفة والواهية»، وقال: «لقد تضمنت تصريحاته أكثر من عشر أكاذيب. لقد هدّد النظام وهدّد الشعب الإيراني أيضاً بأنه سوف يفعل ويفعل. وأنا أردُّ عليه بالنيابة عن الشعب الإيراني: يا سيد ترمب، خسئت!».

على خلاف ذلك، أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن بلاده «تواصل تنفيذ الاتفاق النووي». وقال روحاني إن «أوروبا في ظل الظروف الراهنة أمام فرص محدودة لحفظ الاتفاق النووي»، مطالباً تلك الدول بـ«إيضاح موقفها الصريح والحازم من تعهداتها في الاتفاق النووي».

ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن روحاني قوله إن إيران «ملتزمة بتعهداتها في الاتفاق من أجل مصالحها القومية»، نافياً أن تكون بلاده سعت لإنتاج أسلحة نووية.

ودعا روحاني إلى اجتماعات مكثفة بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وإيران لبحث سبل حفظ الاتفاق النووي.

ونقل روحاني مطالب إيران إلى ماكرون وقال إن «الضمانات الصريحة يجب أن تشمل مجال بيع النفط والعلاقات البنكية والاستثمار والتأمين». إضافة إلى ذلك، طالب بأن «يكون قرار الشركات الخارجية والمستثمرة في إيران لمواجهة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي واضحاً وصريحاً».

ولعب روحاني على وتر إغراء نظيره الفرنسي بامتيازات اقتصادية وعلاقات أوسع إذا ما تدخلت بشكل مؤثر في هذا المجال.

وقال روحاني إن ترمب «ارتكب خطأ كبيراً»، كما وجه انتقادات إلى الدول الأوروبية وقال: «من المؤسف أن أوروبا ضيعت مهلة من أربعة أشهر لحفظ الاتفاق النووي»، مضيفاً أنها خلال تلك الفترة «حاولت استرضاء أميركا للبقاء في الاتفاق النووي».

ونقلت «رويترز» عن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أن «منظمة الإدارة والتخطيط في إيران أعدت خطة تتناسب مع شروط انسحاب أميركا من الاتفاق النووي»، من دون أن يذكر تفاصيل حول الخطة.

وقال إن الحكومة الإيرانية حددت ميزانيات للتعامل مع السيناريوهات المختلفة المتعلِّقة بالاتفاق النووي.

وذكر نوبخت أن قرار الانسحاب من الاتفاق النووي سيؤدي إلى فقد ثقة المجتمع الدولي في الولايات المتحدة. وقال: «لا يمكن لأي بلد الآن أن ينسق خططه بناء على الثقة في أنه سيتوصل إلى اتفاق مع أميركا».

على خلاف ذلك، رحب نواب في البرلمان وقائد الأركان المسلحة وقائد الحرس الثوري الإيراني بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، مطالبين بخطوة مماثلة من الجانب الإيراني تقضي بالانسحاب من الاتفاق.

وبارك قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي معتبراً خطوة ترمب «فأل خير»، وقال في بيان تناقلته وكالات أنباء «الحرس الثوري»: «إنني أبارك انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي الذي كان فاقداً للقيمة». وفي الوقت ذاته، أبدى شكوكاً حول قدرة الدول الأوروبية على الاستمرار في تنفيذ الاتفاق النووي في غياب الولايات المتحدة الأميركية.

وردَّ جعفري على تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، بعدما طالب الأوروبيين بتقديم ضمانات إلى الإيرانيين لاستمرار الاتفاق النووي وقال: «من الواضح أن الأوروبيين لا يمكنهم اتخاذ القرار بشكل مستقل بين إيران والولايات المتحدة، وإنهم تابعون لها، ومصير الاتفاق النووي واضح».

واعتبر قائد «الحرس الثوري» أن انسحاب الولايات المتحدة دليل على أن تخصيب اليورانيوم ذريعة في الاتفاق النووي، لاستهداف القدرات العسكرية الإيرانية.

في السياق ذاته، قال قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي إنه «يشكر الله» على انسحاب ترمب واعتبر «عدم التزامه بالاتفاق أكبر مكاسب إيران من الاتفاق».

بدوره قال قائد الأركان المسلحة، محمد باقري إن «الاتفاق النووي لم يكن ما تطمح إليه إيران لكنها أرادت إتمام الحجة مع العالم بالاتفاق»، متهماً واشنطن بشن حرب اقتصادية على إيران.

في غضون ذلك، أحرق عشرات من نواب البرلمان الإيراني علم الولايات المتحدة الأميركية، وورقة ترمز للاتفاق النووي، احتجاجاً على الانسحاب الأميركي فوق منصة البرلمان.

وتناقلت وكالات أنباء رسمية صوراً تُظهِر إيرانيين غاضبين وطلاباً يحرقون العلمين الأميركي والإسرائيلي في عدد من الجامعات، وأمام مقرِّ السفارة الأميركية (سابقاً) وسط العاصمة طهران.

وبعد فترة طويلة، عاد شعار «الموت لأميركا» إلى مقر البرلمان الإيراني، وتوجه رئيس اللجنة النووية النائب المحافظ مجتبى ذو النور، الذي أحرق بدوره نسخة من الاتفاق النووي ويصيح: «أحرقنا الاتفاق النووي»، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان دفاع رئيس البرلمان علي لاريجاني عن سياسة حكومة حسن روحاني بحفظ الاتفاق النووي بدعم من الدول الأوروبية الثلاث تسبب في غضب النواب المعارضين للاتفاق النووي.

وقال لاريجاني إن «خطوة (روحاني) تظهر أن إيران لا تريد المقامرة والردّ الانفعالي» على خطوة ترمب. ومع ذلك وجَّه لاريجاني انتقادات إلى ترمب كما أبدى شكوكاً حول بقاء الدول الأوروبية في اتفاق ينقص الولايات المتحدة الأميركية، وقال إن «أمامها عدة أسابيع لإثبات حسن النية لإيران».

من جانب آخر، شكك لاريجاني بالصحة العقلية لترمب وقال إن «لغة التهديد مجدية مع هذا الشخص». بناء على ذلك، اقترح استئناف المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية نشاطها النووي بشكل محدود بهدف دعم المشاورات التي ينوي وزير الخارجية القيام بها مع الدول الأوروبية.

وأشارت وكالات أنباء إيرانية إلى مزاح لاريجاني الذي طالب النواب بعدم التسبب في إحراق البرلمان (في إشارة إلى محاولات النواب لإحراق العلم المرسوم على ورقة) وقال إنه لا يحترق بسهولة.

 

برلين تسعى للحد من تداعيات انسحاب واشنطن/وزراء خارجية الدول الأوروبية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا يجتمعون بنظيرهم الإيراني محمد جواد ظريف بعد أيام

برلين: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/10 أيار/18

دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، إلى عدم التشكيك في الاتفاق النووي مع إيران فيما أعربت عن أسفها جراء قرار ترمب الانسحاب من الاتفاق إلا أنها أقرت بوجود قلق ناجم عن برنامج إيران للصواريخ الباليستية ونفوذها في سوريا والعراق.

وأكدت برلين التزامها بالاتفاق النووي الإيراني «بشكل كامل» رغم انسحاب واشنطن منه. وقالت ميركل إنه «لا يجب أبدا التشكيك بالاتفاق»، مضيفة أن أوروبا ستواجه مسؤولية متزايدة لكي تضمن بقاء الأمن وتعمل على حلول سياسية في منطقة الشرق الأوسط.

وتعهدت ميركل بقيام برلين وباريس ولندن «بكل ما يلزم» لضمان بقاء إيران في الاتفاق النووي وقالت: «هذه أمور تتجاوز الاتفاق (النووي) علينا الحديث عنها». وستناقش ألمانيا «الضمانات» التي يمكن تقديمها للشركات الأوروبية العاملة في إيران مع فرنسا وبريطانيا. ويعتبر بقاء الشركات الأوروبية في إيران أساسيا لإبقاء إيران ملتزمة بدورها بالاتفاق رغم خروج الولايات المتحدة منه. وسيعقد وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث اجتماع الاثنين المقبل مع نظيرهم الإيراني محمد جواد ظريف. ووصف الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير، قرار ترمب بأنه «انتكاسة خطيرة» بالنسبة لدبلوماسية السلام.

من جهته، دعا وزير الخارجية الألماني هيكو ماس إلى تجنب «تصعيد لا يمكن ضبطه» في الأيام المقبلة في الشرق الأوسط. وقال إن على إيران أن «تتصرف بحكمة» وأن تبقى ملتزمة بالاتفاق النووي. وبدأت الحكومة الألمانية بدراسة آثار العقوبات الأميركية المحتملة على الشركات الألمانية، التي هددت واشنطن بفرضها على الشركات الأوروبية العاملة في إيران. وقال وزير المالية أولاف شولتز إنه سيجري اتصالات مع نظرائه في واشنطن لمحاولة إيجاد حلول لتخفيف الآثار السلبية على الصناعات الألمانية. وحاولت الحكومة الألمانية طمأنة الشركات الألمانية الكبرى العاملة هناك، وقال المتحدث باسم الحكومة باسمها إن الحكومة بدأت بدراسة آثار العقوبات المحتملة على الشركات الألمانية العاملة في إيران. ومن أكبر الشركات الألمانية العاملة هناك شركتا دايملر وسيمنز. من جهته، قال رئيس السياسات الدولية في حزب ميركل نوربرت رويتغن إنه سيكون من الصعب الالتزام بالاتفاق دون الولايات المتحدة، نظرا إلى أن الشركات الأوروبية التي تواصل تعاملاتها التجارية مع الجانب الإيراني قد تتعرض لعقوبات أميركية قاسية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول الألماني قوله إن أي جهة «تستثمر في إيران ستواجه عقوبات قاسية من قبل الولايات المتحدة، ولا يمكن تعويض ثمن ذلك». وحذر: «لذلك فإن الشركات المتأثرة ستتراجع على الأرجح سريعا عن استثماراتها أو تنسحب من البلد تماما». ورفضت جمعية الصناعيين الألمان الدعوات الأميركية بالانسحاب من السوق الإيرانية، ودعت في بيان الاتحاد الأوروبي إلى حماية الشركات الأوروبية العاملة هناك. ووصفت العقوبات التي قالت واشنطن إنها ستفرضها على الشركات العاملة في إيران في غضون 3 إلى 6 أشهر إن لم توقف أعمالها هناك، بأنها عقوبات «غير قانونية». وأضاف البيان أن الشركات الألمانية يجب أن تبقى قادرة على العمل في إيران ما دام الاتفاق الدولي قائما.

وضمت جمعية المصارف الألمانية صوتها إلى جمعية الصناعيين ودعت إلى حمايتها من العقوبات الأميركية المحتملة. وجاء هذا رغم أن معظم المصارف الألمانية كانت ما زالت ترفض تمرير تحويلات ومعاملات مع إيران خوفا من تعرضها لعقوبات.

وكان السفير الأميركي الجديد في برلين ريتشارد غرينفيل قد تسببت بجدل كبير في ألمانيا بين الصناعيين والسياسيين كذلك، عندما دعا في تغريدة على «تويتر» الشركات الألمانية إلى الانسحاب فورا من إيران بعد دقائق من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي.

وتسلم غرينفيل أوراق اعتماده من الرئيس الألماني قبل ساعات، بعد 15 شهرا من فراغ منصبه في برلين. ويعد غرينفيل من المقربين من ترمب الذي يشاطره أفكاره حول إيران وملفات كثيرة أخرى. وكان تحدث بخطاب شبيه قبل يوم من تسلمه مهامه، في مقابلة أدلى بها لقناة «فوكس نيوز»، داعيا الشركات الألمانية إلى وقف العمل في طهران.

وتعد ألمانيا من أكبر الشركاء التجاريين الأوروبيين لإيران، وحجم الصادرات الألمانية إلى هناك يتزايد كل عام منذ عام 2015. وبحسب أرقام غرفة التجارة بلغ حج التجارة مع إيران العام الماضي 3 مليارات ونصف المليار تقريبا.

من جهة ثانية، رد وولفغاغ إيشنغر، رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، على غرينفل في تغريدة على «تويتر» وجهها له ينصحه فيها بأن يفسر سياسات بلاده من دون إعطاء أوامر وكتب: «لا تقل للدولة المضيفة أبدا ما عليها القيام به إذا لم تكن تريد أن تقع في متاعب، الألمان يحبون الاستماع ولكنهم سيشعرون بالإهانة».

كما نقلت الصحف الألمانية ردودا عن سياسيين ألمان من مختلف الأحزاب رفضوا «اللهجة» التي استخدمها السفير الأميركي ووصفوها بأنها لهجة «تهديد». ورغم الانتقادات السياسية والاقتصادية الحادة لقرار ترمب في ألمانيا، وأفراد الصحف الألمانية لمساحات كبيرة خصصتها للحديث عن الاتفاق النووي الإيراني والمخاوف من إيقاف العمل به، فقد نشرت صحف مؤثرة مقالات تنتقد الموقف الألماني. صحيفة «بيلد» الشعبية الأكثر انتشارا في البلاد، كتبت مقالا تحت عنوان: «لماذا إلغاء الاتفاق النووي خبر سار للعالم؟». ومن ضمن المقال تصف الصحيفة النظام الإيراني بأنه يمتلك أمرين: النفط والإرهاب. وتضيف بأنه نظام «لا يلتزم بأي معايير أو اتفاقات». ووصفت الاتفاق النووي بأنه سمح لإيران بالحصول على المليارات من الأموال وأنه كان «أكبر برنامج لتمويل الإرهاب والعالم وأكثرهم غموضا».

ونشرت صحيفة «تاغس شبيغل» مقالا عنوانه «على ميركل أن تكشف كيف ستوقف إيران». ويعتبر المقال أن الخطاب في ألمانيا فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني «أحادي الجانب»، ويقول إن ميركل توافق ترمب في كثير من ملاحظاته على الاتفاق النووي وهو ما أبلغته به عندما التقته في واشنطن. وتحدث المقال عن النقاط التي تشعر ميركل بالقلق منها في الاتفاق النووي، وهي عدم تطرقه لبرنامج الصواريخ الباليستية التي يمكن لإيران أن تطورها لتصبح قادرة يوما على أن تطال أوروبا. ونقطة ثانية تشاطر ميركل قلق ترمب فيها هي المدة الزمنية التي يلزم الاتفاق فيها إيران بوقف تخصيبها النووي (حتى عام 2030)، وبأن ميركل تريد إلغاء المدة الزمنية. ونقطة ثالث تتعلق بتدخل إيران في الصراعات في منطقة الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أن «ترمب وميركل ليسا على مفترق طرق بل العكس، وهما يختلفان فقط في الأسلوب»، تدعو الصحيفة ميركل أو وزير خارجيتها إلى شرح هذا الموقف «غير المعروف» بوضوح.

 

لندن متمسكة بالاتفاق... ومحافظون يرحبون بالخطوة الأميركية

لندن: نجلاء حبريري/الشرق الأوسط/10 أيار/18

بعد 48 ساعة منذ عودته خاوي الوفاض من واشنطن، أكد وزير الخارجية البريطاني أمام نواب مجلس العموم أن بلاده باقية في الاتفاق النووي مع إيران الذي قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب منه أول من أمس (الثلاثاء). وقال بوريس جونسون، أمس، إن لندن ستعمل على «الحفاظ على مكتسبات» الاتفاق الذي أُبرِم في 2015 بين بلاده وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين وأميركا وإيران، ورُفعت بموجبه العقوبات الأممية والأوروبية والأميركية المفروضة على طهران مقابل وقف أنشطتها النووية. وتابع جونسون أنه «على الإدارة الأميركية أن تحدد الآن رؤيتها للمضي قدماً»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، مضيفاً أنه «ما دامت التزمت بريطانيا بالاتفاق... يمكن لبريطانيا أن تبقى طرفاً في خطة العمل المشترك الشاملة»، مشدداً على أن بريطانيا «ستبذل جهوداً حثيثة للمحافظة على المكاسب التي حققتها من الاتفاق». وكانت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي قالت في وقت سابق أمام البرلمان: «نوافق أن هناك مسائل أخرى متعلقة بسلوك إيران في المنطقة. وهي تحتاج لأن تتم معالجتها، ونحن نعمل على ذلك مع حلفائنا الأوروبيين وغيرهم». ودعا جونسون الولايات المتحدة من منبر البرلمان البريطاني بعد أن فشلت محاولاته مع كبار المسؤولين في واشنطن، إلى «عدم إعاقة تطبيق الآخرين الاتفاق النووي مع إيران»، الذي وصفه بـ«الحيوي لأمن بلاده». وتابع وزير الخارجية البريطاني أن الرئيس الأميركي يتحمّل الآن مسؤولية توضيح خطته للوصول إلى تسوية جديدة، موضحاً أن بريطانيا مستعدة لدعم هذه الجهود، لكن مع الحفاظ على مكتسبات الاتفاق النووي. وفي خطوة نادرة في حكومة تيريزا ماي، انضمّ نواب من حزب العمال المعارض إلى جونسون في إدانة القرار الأميركي، ووصفوا انسحاب واشنطن بـ«العمل المتهور»، و«غير المنطقي» و«التخريب الدبلوماسي»، وفق هيئة الإذاعة البريطانية. في المقابل، خرج نواب محافظون بارزون عن موقف حزبهم، ورحّبوا بإعلان ترمب معتبرين الاتفاق ضعيفاً، ولا يواجه سلوك إيران المزعزِع للاستقرار في الشرق الأوسط. وكان بين هؤلاء وزير الدفاع في حكومة ديفيد كاميرون، مايكل فالون الذي قال إن الاتفاق «بدل تقييد سلوك إيران، أتاح للنظام استخدام حريته المالية للتدخل في سوريا والعراق، خصوصاً في اليمن حيث يرعى هجمات الحوثيين على أصدقائنا في السعودية».

من جانبه، اعتبر روبرت هالفون وهو وزير دولة سابق أن بريطانيا يجب أن تدعم الولايات المتحدة بدل «مهادنة إيران». ودعت بريطانيا وحليفيها الأوروبيين، فرنسا وألمانيا، إيران إلى الوفاء بالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي في مسعى للحفاظ عليه. وتعتبر لندن أنه وفقاً لتصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني وموقفي الصين وروسيا، تبدي كل الجهات المشاركة في الاتفاق اهتماماً بالبقاء جزءاً منه والحفاظ عليه، بعد الانسحاب الأميركي. كما ترى لندن أنه من مصلحة إيران البقاء في الاتفاق لعاملين اثنين؛ الأول دبلوماسي يتيح لطهران مكاناً على طاولة مفاوضات جديدة محتملة، والثاني اقتصادي يُجنّبها عودة العقوبات الأوروبية.

ويشجع المسؤولون البريطانيون الشركات الأوروبية على مواصلة التجارة مع إيران في إطار الاتفاق النووي، إلا أنهم يتفهّمون حاجة قطاع الأعمال لإعادة مراجعة مواقفه بعد تهديد واشنطن بفرض عقوبات قاسية. وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية، وفق وكالة «رويترز»، إن بريطانيا تواصل العمل من أجل تعزيز التجارة مع إيران، لكن الشركات قد تريد دراسة تداعيات العقوبات الأميركية على أنشطتها والسعي إلى مشورة قانونية. وأبلغ المتحدث الصحافيين بأن «المملكة المتحدة مستمرة في أن تكون طرفاً في خطة العمل الشاملة المشتركة (التي استند إليها الاتفاق النووي مع إيران)، وعليه فإن حكومة المملكة المتحدة مستمرة في أن تدعم بشكل كامل توسيع علاقتنا للتجارة مع إيران، وتشجيع الشركات في المملكة المتحدة على الاستفادة من الفرص التجارية التي تظهر». واستدرك: «لكن مع إعادة فرض عقوبات أميركية فإن الشركات في المملكة المتحدة قد ترغب في دراسة التداعيات على أنشطتها للأعمال في إيران وتسعى حيثما يكون ضرورياً للحصول على المشورة القانونية المناسبة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ماذا يريد باسيل... وعلى مَن يتَّكِل؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 11 أيار 2018

أمّا وقد هدأت العاصفة، وسارَع الجميع إلى إحصاء الخسائر والأرباح، تبقى ماثلةً صورةُ الوزير جبران باسيل على حِصانِه، مرتدياً الدرع الفولاذية، ممتشِقاً السيف، ومنازلاً كلَّ شيء أمامه والناس، دائراً في دوّارة الدوائر من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، مروراً بالجبل وبيروت والبقاع. ويبقى السؤال مُحيِّراً: لماذا قرَّر باسيل خوضَ المعارك دفعةً واحدة في مواجهة الجميع؟ وهل حقَّق انتصارات حقيقية أم نازَع طواحين الهواء؟ في تقدير العارفين أنّ باسيل لم يكن ليغامرَ بعلاقاته مع حلفائه في «التفاهم» - «حزب الله»- إلى حلفائه في «التفاهم الآخر» - «القوات اللبنانية»- إلى حليفه في «التفاهم الآخر»- الرئيس سعد الحريري- لولا أنّه وجد في الأمر ما يستأهل المغامرة. وهذه «الفَجعنة» في الحصول على المقاعد النيابية - كما وُصِفَت - ليست عبثية، ولها ما يبرِّرها عند باسيل. بدا باسيل زائدَ الحركة (hyperactif) سياسياً، وفي حال غليانٍ خلال الانتخابات. و»مِنَ الآخِرْ»، أرادها فرصةً تجعله «الزعيم الماروني»، بالمعنى المطلق، أي بلا منازع، لا في داخل «التيار» ولا مسيحيّاً. والمسألة ليست متعلّقة فقط بتصوير أرجحيةٍ لـ»التيار الوطني الحرّ» على «القوات اللبنانية» في البيئة المسيحية، بل أيضاً إظهار الفارق الشاسع بين زعامتِه وزعامة الحليف الآخر لـ«حزب الله» النائب سليمان فرنجية، الذي يشكّل المنافسَ الأقوى على رئاسة الجمهورية. وفي اختصار: أراد باسيل أن يكونَ «الجنرال عون» الآخر.

مع انتهاء أزمة الفراغ الرئاسي، في تشرين الثاني 2016، وصَل عون إلى بعبدا متجاوزاً منافسَين اثنين قويَين، الدكتور سمير جعجع كزعيم مسيحي وفرنجية كحليف لـ«حزب الله»:

1 - اليوم، بات جعجع يشكّل منافساً أقوى لباسيل على الزعامة والشعبية المسيحية. لكنّه، في ظلّ المعطيات السياسية القائمة على الأقلّ، لا يشكّل منافساً قوياً على رئاسة الجمهورية، بعدما اقتنَع الشريك السنّي، الحريري، بأنه لا يمكن أن يكون هو في رئاسة الحكومة وأن يكون جعجع في رئاسة الجمهورية. فليس منطقياً أن يكون رئيسا الجمهورية والحكومة من 14 آذار.

وإذا بقيَ الحريري في رئاسة الحكومة، فسيتمّ استبعاد فكرة وصول جعجع إلى الرئاسة. وستتمّ الصفقة مع مرشّح من 8 آذار... مبدئياً. وفي انتخابات 2016، وقع الاختيار على عون لأنّ الأمر يناسب «حزب الله»، وإن لم يكن خياراً مثالياً. ففي أيّ حال، «الجنرال»، مهما ابتعد، سيبقى ضِمن جدران «مار مخايل» لا سواه.

2 - يشكّل فرنجية منافساً حقيقياً في رئاسة الجمهورية، ولكن ليس في الزعامة على المسيحيين، لأنّ زعامته تبقى مناطقية لا مسيحية شاملة كجعجع. ومعروف أنّ غالبية القوى الكبرى، غير المسيحية، كانت - وربّما لا تزال - تفضّل التعاملَ مع فرنجية، لا مع عون في بعبدا. فالحريري اختار تسميته باكراً، وقبل تسمية عون. وبري يؤيّد وصوله، وكذلك يرى «الحزب» أنّ «هذه عَين وهذه عَين».

ويَعتقد العارفون أنّه كان دائماً أقرب إلى «ترئيس» فرنجية لولا أنّ الأمر يثير غضَب عون «غير المستحَبّ». إذاً، في الانتخابات، أراد باسيل أن يُفهِم الجميع ما يأتي: «أنا الزعيم المسيحي لأنّ القواعد الشعبية منَحتني أكبر كتلة نيابية مسيحية. وتالياً، ليس لأحد سواي أن يطالب بخلافة الرئيس عون»، خصوصاً أنّ باسيل هو أيضاً «الخليفة» السياسي لعون في قيادة تياره.

وأساساً، الحجّة التي رَفعها عون في 2016 لمنعِ انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية هي أنه لا يمثّل القواعد المسيحية. أراد باسيل أن تكون الانتخابات ضربة مزدوجة لجعجع وفرنجية. أمّا مواجهة بري وجنبلاط فكانت لتثبيتِ الحضور. ومواجهة الحريري كانت انتقائية. وفي النهاية، هو يتّكل على هالة عون لتوفّرَ له التغطية في إصلاح ما تَخَرَّب، ويعتقد أنّ «حزب الله» لن يتخلّى عن عون، مهما حصل.

هل الأرباح التي حقّقها باسيل في الانتخابات، في الأرقام والنتائج وفي السياسة، توازي حجمَ المغامرة التي خاضها في وجه الجميع؟

في الأرقام والنتائج، حقّقَ جعجع صدمةً لباسيل. فقد حصَد 16 نائباً «قوّاتياً صافياً»، بقوّة «القوات» الذاتية، ومن دون اللجوء إلى تحالفات سوريالية تَجمع ما لا يُجمَع. وقد واجَه جعجع، كما كلّ القوى المسيحية والمرشحين المسيحيين المستقلين، في كلّ الدوائر، ضغوطَ الترغيب والترهيب المعنوي والمادي التي مارسَتها قوى السلطة، ومحاولات العزل والشعارات المثيرة للأحقاد.

في المقابل، وعلى رغم «التفحيش»، حصَل باسيل على مقاعد لـ«التيار» موازية تقريباً. وأمّا بقية النواب فليس واضحاً إلى أيّ حدّ سيَستمرون في التحالف مع «التيار»، عندما يصِلون إلى المفترقات الصعبة. فالجميع له حساباته.

في الموازاة، استطاع باسيل أن «يفكّ العقدة»: أن يصل إلى المجلس النيابي بعد انتظار مرير. والفضل كبير للحريري. وأساساً، استحسَن باسيل قانوناً رديئاً للانتخابات لأنه يقدّم له الإغراء بدخول المجلس وتطيير اثنين من 3 منافسين تاريخيين في البترون: «القوات» وبطرس حرب والكتائب. وفعلاً، طار الأخيران.

وثمّة مَن ينظر بكثير من الاهتمام إلى الأرقام التي فاز بها الأقربون وأقطاب «التيار» في عدد من دوائر الجبل - ولا سيّما منهم شامل روكز في كسروان- الذين حلّوا في مراتب متأخّرة إجمالاً. فمِن المثير أن ينجح هؤلاء مرشحين عاديين، لا نجوماً، فيما تتألق نجومية باسيل داخل «التيار».

وأمّا في السياسة، فأدّى استخدام باسيل «كلَّ الأوراق» إلى تعميق الهوّة بينه وبين الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. وليس مضموناً أن يقفَ «حزب الله» معه في الأزمات المقبلة. والانتخابات النيابية كانت نموذجية في تحالفِ الثنائي الشيعي. وأمّا توريط العهد في مزيد مِن المعارك فأمر يَأكل من رصيد العهد أكثر فأكثر. البعض يقول: لكنّ باسيل يلعب ورقةً أكبر، هي تقديم أوراق الاعتماد دولياً لبلوغِه موقعَ الرئاسة. ومِن البراهين على ذلك مواجهتُه مرشّح «حزب الله» وحركة «أمل» في جبيل. فهو أراد إفهامَ الذين يَعنيهم الأمر- في الخارج - أنّ «التيار» لا يتعاون مع مرشّحٍ لـ«الحزب» حيث يستطيع ذلك. وإذا كان هذا الأمر صحيحاً، فستكون له مستتبعاته في العلاقة بين الشريكين في «تفاهم مار مخايل»، خصوصاً أنّ مرشّح «الحزب» لم يَخسر بالأصوات، بل حظيَ بغالبية ساحقة من الأصوات الشيعية، أي أنّ شيعة جبيل يؤيّدونه، لكنّه اصطدم بعقدة تقنيّة هي «الحاصل الانتخابي».

في ظلّ هذه النتائج، في الأرقام وفي السياسة، سيُقال لباسيل: أنت لستَ أقوى زعيم مسيحي، و«التيار» ليس أكثرَ تمثيلاً مسيحياً من «القوات»، أو على الأقلّ، هو ليس أكثر تمثيلاً في المجلس من «القوات» وحزب الكتائب معاً. وهذه المعادلة توقَّعها محلّلون قبَيل الانتخابات.

بعد هذه النتائج، لا يستطيع باسيل أن يرفعَ شعار الزعيم المسيحي المطلق- كما يتمنّى - كذلك لا يمكنه استتباعاً أن يطالب بأحقّية الوصول إلى بعبدا، لاحقاً. وحتى نظرية الحريري في حتمية القبول برئيس من 8 آذار ستوافق فرنجية هذه المرّة، أو ربّما سواه، ولكن لن يكون لباسيل أيُّ امتياز على سواه في رئاسة الجمهورية، خصوصاً أنّ خصومَه المسيحيين وغير المسيحيين ازدادوا عدداً وقوّة. عمّقَ باسيل خلافاته مع حلفائه القدامى ولم يَربح حلفاء جُدداً. وقصّته تُذكِّر بالطرفةِ المتداولة عن رَجل أمضى عمرَه زاهداً بالنساء، لإيمانه بأنّه في ذلك يعمل الصالحات ويَحجز مكانَه في الجنّة. وذات يوم، على حافةِ الشيخوخة، همَسَ في أذنِه رفيقٌ له «في الصالحات»، قائلاً: «إذا لم نوفَّق في العثور على الجنّة، فسنكون أكلْنا الضرب... هون وفوق»! مع التنويهِ طبعاً بأنّ «صالحات» باسيل لا علاقة لها بالزهد بل بالطموحات!

 

برِّي لـ«الجمهورية»: أنا جاهز للسلم والحرب

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الجمعة 11 أيار 2018

فور عودته من مصيلح، «عاصمة» النصر الانتخابي في الجنوب، استأنف الرئيس نبيه بري «التمشاية» المسائية التي اشتاق اليها، في القاعة الفسيحة في عين التينة، بمشاركة القريبين الذين لاقوه جميعاً بكلمة واحدة: «مبروك». لكنّ رحلة العودة الى مقر الرئاسة الثانية لم تكن سهلة هذه المرة، بعدما «حاصر» محبّو «الاستاذ» مقر إقامته في مصيلح ليومين متتاليين، بغية تقديم التهاني له بالفوز الكاسح الذي حققته لائحة «الامل والوفاء».

كان بري يمضي ساعات طويلة في مصيلح وقوفاً يستقبل المهنئين المتدفقين من كل الأعمار والأمزجة، الى درجة انه كان يستعصي عليه التكلّم مع الزوار الرسميين. ليل امس الاول، قرر بري العودة الى بيروت.

طلب من فريقه الامني واللوجستي الاستعداد للمغادرة، إلّا انه سرعان ما تبلّغ من المعنيين أنّ المغادرة غير ممكنة في هذا الوقت لأنّ سيارات المواطنين المصطفة في كل مكان تقفل الممر الى الخارج، وبالتالي يتعذّر التحرّك الآن. وعليه، لم يكن امام بري سوى الانتظار بضع ساعات اضافية، الى حين فرغت الباحة ومحيطها من المواطنين، فانتهز الفرصة و«انسَلّ» الى عين التينة، ترافقه على الطريق صوَر أبناء الجنوب الذين عبّروا بكثير من العفوية والطيبة عن عاطفتهم حيال رئيس المجلس.

ولكن، كيف يفسّر بري الفوز الباهر الذي حققته لائحتا «الامل والوفاء» في الدائرتين الجنوبيتين، الثانية والثالثة، وبفارق شاسع عن اللوائح الأخرى؟

يقول بري لـ«الجمهورية»، كاشفاً عن «سر المهنة»: «لقد تعاطيتُ مع الانتخابات وكأنها تجري على اساس القانون الاكثري، لا النسبي، ووضعت هدفاً لنفسي وللائحة وهو منع ايّ مرشح منافس من الاستحواذ على حاصل انتخابي، وهكذا كان.

وماذا عن جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي؟ يوضح بري انه اتصل برئيس السن النائب ميشال المر وتشاوَر معه في الامر، مشيراً الى أنّ تحديد تاريخ انعقاد جلسة الانتخاب هو من اختصاص رئيس السن الذي سيتسلّم مهماته في 21 ايار الحالي بالتنسيق مع الامين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر. ويضيف مبتسماً: «النائب المر سيكون رئيس المجلس في الفترة الفاصلة بين 21 ايار وتاريخ انعقاد جلسة الانتخاب، وعلى البعض من خصومه ان يستعدوا نفسياً منذ الآن لهذا الامر».

ويشيد بري بالمرّ «الذي لم أختلف معه منذ عام 1991، حيث كنّا ولا نزال على الموجة ذاتها، تجمعنا مقاربة مشتركة للاستحقاقات السياسية والوطنية»، مضيفاً: «اقول على راس السطح إنني منحتُ ميشال المر اكثر من 1600 صوت شيعي في انتخابات المتن، لأنه يستحق ذلك».

ويؤكد بري «انّ من حق أيّ نائب ان يترشّح الى رئاسة مجلس النواب، حتى لو كان مسيحياً»، لافتاً الانتباه الى «انّ الترشيح يمكن ان يحصل قبل جلسة الانتخاب او خلالها».

ومن تفضّل أن يكون في موقع نائب الرئيس؟

يشير بري الى «انّ هناك اسماء عدة متداولة على هذا الصعيد، انما وبمعزل عمّن أفضّل شخصياً، فإنّ الواقعية السياسية تقتضي منّي القول انّ «التيار الوطني الحر» يملك الارجحية في اختيار اسم نائب الرئيس الارثوذكسي، كونه يمثّل ثاني اكبر كتلة نيابية بـ 18 نائباً، بعد كتلة تيار «المستقبل».

وحين يقال لبري انّ «التيار الوطني الحر» يعتبر انّ تكتله يساوي 29 نائباً، يبتسم ويرد: «أنا أقصد النواب المنتمين الى التيار وليس أولئك الذين تمّ تبنّيهم او استعارتهم. أما إذا أردنا ان نتكلم عن تكتلات واسعة، فأنا استطيع إنشاء تكتل يضم أكثر من 50 نائباً».

ولدى سؤاله: هل أنت بصدد تكوين مثل هذا التكتل قريباً؟

يتجنّب بري إعطاء رد جازم وحاسم، تاركاً كل الاحتمالات مفتوحة، بقوله: «إذا أرادوا السلم انا له، وإذا ارادوا الحرب (السياسية) أنا لها».

وعندما نسأل رئيس المجلس عمّا إذا كان قد تمّ الاتفاق، خلال تأليف الحكومة الحالية، على اعتماد مبدأ المداورة بنحو دائم في توزيع الحقائب الوزارية؟ يجيب: «ليس هناك ايّ اتفاق سابق من هذا القبيل، وانا أجزم بذلك».

وما ردّك على قول الوزير السابق وئام وهاب انك تتحمّل جزءاً اساسياً من المسؤولية عن خسارته في الانتخابات؟

يستغرب بري بشدة هذا الاتهام «المُجافي للحقيقة»، مؤكداً عدم حصول أي اتصال او صفقة بينه وبين النائب وليد جنبلاط في شأن نتائج انتخابات الشوف، كما رَوّج رئيس حزب «التوحيد العربي». ويتابع ضاحكاً: «أصلاً، إحتجتُ الى نحو عام حتى تمكنتُ من حفظ اسم وئام وهاب، وانا لم أكن أعلم أنه ترشّح حقاً». ثم لا يلبث ان يستعيد جديته، مشدّداً على انه قرر منذ البداية «أن تَصبّ الاصوات الشيعية التي يَمون عليها في الشوف للمرشّح نعمة طعمة، وهذا ليس سراً، تماماً كما جاهرت بأنّ أصواتنا في المتن ستذهب الى لائحة ميشال المر».

وما قصة منح أصوات حركة «أمل» التفضيلية في البترون لبطرس حرب؟

لا يتردد بري في الإجابة بصراحة ممزوجة بحسّ فكاهي: «نعم... لقد طلبتُ من مناصري الحركة في البترون دعم بطرس حرب نكاية بالبعض ممّن حاول أن يعبث بساحتنا في الجنوب». ويتابع: «لقد ذهب أحدهم الى مغدوشة على رغم من انه ليس لديه أيّ مرشح حقيقي على اللائحة المنافسة لنا في دائرة صور - الزهراني، وتبنّى مرشحاً ينتمي الى المجتمع المدني، فقط للتشويش، فكان لا بد من ان نردّ في البترون ولَو من باب النكاية».

وبينما يعتبر بري انّ عدم فوز نقولا فتوش في زحلة «يشكّل خسارة لمجلس النواب»، يلفت الانتباه الى «انّ حركة «أمل» دعمت بصدق وبقوة المرشح حسين زعيتر في جبيل»، مشيراً الى «انّ أوّل اجتماع انتخابي ترأسته في عين التينة، خَصصته لملف جبيل - كسروان، وقد أبلغت يومها الى المعنيين في الحركة انّ حسين زعيتر يعادل نبيه بري، إلّا انّ الخطاب الطائفي والتحريضي الذي تمّ استخدامه في المنطقة حال دون تَمكّنه من نيل الحاصل الانتخابي».

وعن تعليقه على إعلان الوزير جبران باسيل عن نيته استبدال اسم وزارة «الخارجية والمغتربين» بـ«الخارجية والمنتشرين»، يشير بري الى «انّ تعديلاً من هذا القبيل يحتاج الى قانون»، موضحاً أنه يفضّل «ان تكون هناك وزارة خاصة بالمغتربين»، ولافتاً الانتباه الى «انّ الأصح هو الابقاء على هذه التسمية، لأنّ معنى «المغترب» انه في غربة عن وطنه، بينما «المُنتشر» يعكس دلالة أخرى توحي بأنه يضيع في الجغرافيا الواسعة».

 

«حكومة العهد ـ 2»: كباش الأحجام

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الجمعة 11 أيار 2018

إنتهت الانتخابات النيابية، لكنّ تحليل نتائجها لم ينته بعد. لن يكون الأمر تفصيلاً طالما أنّ مفاوضات تأليف الحكومة ستستند الى «داتا» الارقام وما أفرزته من أحجام. هنا الأرقام حتماً ستكون وجهة نظر، والمفاوضات لن تكون بالسهولة التي يتوقعها البعض خصوصاً مع وجود «شركاء مضاربين» على الطاولة إنتفخت أحجامهم مقارنة بالعام 2005.

لم يُنهَك الرئيس سعد الحريري كثيراً في «مهمّة» تأليف حكومته بعد ان يُكلفه الرئيس المنتخب ميشال عون. في 18 كانون الاول 2016 ولدت حكومة الحريري الثانية بعد شهر وأسبوعين، مسجّلة رقماً قياسياً مقارنة بسابقاتها.

فحكومة الحريري الاولى عام 2009 في عهد الرئيس ميشال سليمان إستغرق تأليفها أربعة أشهر و15 يوماً، وحكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011 أربعة اشهر و19 يوماً، أما حكومة الرئيس تمام سلام فعانت الأمرّين حيث ولدت بصعوبة كبيرة بعد عشرة أشهر و9 أيام!

لا يمكن التكهّن اليوم بالمهلة التي ستستغرقها ولادة حكومة الحريري الثانية في العهد الجديد. ثمّة أصلاً من يحاول أن يوحي أنّ إعادة تكليف الحريري «قيد الدرس»، مستنداً الى حجم الكتلة السنية والنيابية المعارضة للحريري، فضلاً عن تلويح قوى سياسية بأنّ التأليف سيزنّر بالألغام والشروط بناء على الاحجام المنفوخة.

أمّا لناحية تأليف الحكومة فقد صدر موقفان أساسيّان في شأنه يوحيان بعدم الإنسجام. رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قالها صراحة «تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإذا تعذّر ذلك تشكيل حكومة أكثرية، والطرف المعارض يبقى خارجها». في المقابل، عَكَس الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله موقفاً متقدّماً، بتشديده على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية بمعزل عن أيّ خيار آخر.

على المقلب الآخر، دخل الرئيس نبيه بري في صلب الموضوع مباشرة مصوّباً على «عقدة» قد تتكفّل بإطالة أمد تشكيل الحكومة «وزارة المالية للشيعة. تحديداً لـ«حركة أمل» وبالتفصيل للوزير علي حسن خليل»، فيما قابله موقف للحريري يرفض خلاله «تكريس طائفية وزارة سيادية»، مع العلم أنّ عون ورئيس «التيار الوطني الحر» من المُنادين أساساً بالمداورة في الحقائب، كذلك «القوات اللبنانية» والنائب وليد جنبلاط.

عقدة الحقائب السيادية، على رأسها وزارة المال، لن تكون سوى اللغم الأول أمام تأليف الحكومة، فسياسة الاحجام بناء على نتائج الانتخابات تفرض نفسها وهي أكثر تعقيداً، وستكون السقف الذي سينطلق منه التفاوض على «ركاب» الحكومة، مع العلم أنّ «تكتل لبنان القوي» («التيار الوطني الحر» والحلفاء) و«الثنائي الشيعي» و«القوات» والرئيس نجيب ميقاتي إضافة الى النواب المحسوبين على فريق 8 آذار والمستقلين قد ازداد عدد كتلهم في مقابل انخفاض عدد نواب كل من «تيار المستقبل» و«تيار المرده» و«الكتائب» و«القومي» و«الاشتراكي»...

في حكومة عودة الحريري الى السلطة في كانون الاول 2016، في ظل مجلس نواب شَوّهه التمديد المتتالي، لم يتمكّن الحريري من وضع اليد على «الثلث الضامن» فيما تمكّن «حزب الله» وحلفاؤه، ومعهم «التيار الوطني الحر» من نَيل 17 وزيراً، إضافة الى وزيرين لجنبلاط، 3 وزراء لـ«القوات»، وزير لـ«المردة»، وزير لـ«القومي» وزير لـ«الحزب الديموقراطي»، فيما بقيت «الكتائب» خارج التركيبة الحكومية...

كذلك لم يتمكّن يومها الحريري من فرض شروطه بتركيبة من 24 وزيراً فانتفخَت الى 30 لمصلحة فريق العهد، ولا في نَيل حقائب «نَيشَن» عليها من بينها حقيبة وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية، وفشلت «القوات» في استلام حقيبة سيادية أو حقيبة الاشغال التي جَيّرها بري لسليمان فرنجية... كل ذلك في مقابل مطالب متصلّبة حصل عليها «العهد» والفريق الشيعي.

في حكومة الثلاثين وزيراً نال الحريري ستة وزراء. اليوم ثمّة من يشير الى رغبة فريق 8 آذار بحجز حصة للفريق السني المناوئ لرئيس الحكومة الذي خسر 12 نائباً. «كتلة ميقاتي» بلغت 4 نواب، والمحسوبون على فريق 8 آذار 9. الحريري نفسه اعترف: «توقّعتُ نتيجة أكبر وكتلة أوسع»، مع تأكيده «انّ لبنان لا يحكم إلّا بجميع مكوناته السياسية».

وفي السياق نفسه، ستتعاطى «القوات» من الند الى الند مع «التيار» في مفاوضات التأليف «بتنا من الكتل الكبرى، تماماً كما «المستقبل» و«التيار» و«الثنائي الشيعي». وبالتالي، نحن شركاء في صناعة القرار ومن هذا المنطلق سنتمثّل وفق أحجامنا»، كما تقول أوساط معراب.

لكنّ «القوات» تشترط قبل الدخول في أي نقاش حول الحقائب والعدد بضرورة ربط إعادة التكليف بحصول تفاهم سياسي أولاً بين الحريري والقوى السياسية «وبما يعنينا من الضروري أيضاً حصول تفاهم سياسي يسبق عملية التأليف، لأنّ عندنا لائحة من الملاحظات على أداء المرحلة السابقة وطريقة إدارة الحكومة الملتوية وصولاً الى تطبيق مبدأ النأي بالنفس».

إحتمال عدم حصول هذا التفاهم لن يقود «القوات» الى البقاء خارج الحكومة، إذ تقول أوساط معراب: «لدينا تجربة وزارية ناجحة جداً، ولن نقدّم خروجنا من الحكومة على طبق من فضّة لأحد، كما أنّ التوازن الوطني مطلوب داخل الحكومة ونحن لن نتنازل عن هذا الدور».

ومن الآن لا شيء يوحي أنّ حلفاء فرنجية، حتى مع تقلّص حجم كتلته الى ثلاثة، سيقبلون بانتزاع حقيبة وزارية منه، لكنّ «الأشغال» لن تبقى على الارجح في عهدة «المردة». وينسحب الأمر نفسه على جنبلاط الحليف الأول لبري. فكتلته تقلّصت من 11 الى 9، لكنّ «الموجة» التي ارتفعت بعد صدور نتائج الانتخابات ملوّحة بتكتل نيابي عريض في البرلمان سيكون بمثابة الكتلة المعارِضة، أو أقلّه المراقِبة لأداء العهد، تُنذر بتصلّب في حماية «الحقوق» الوزارية لحلفاء الثنائي الشيعي.

وبمثل التشدّد العوني الذي رافق ولادة حكومة العهد الأولى وتكرّس بـ7 وزراء، فبكتلة من 29 نائباً يتوقّع أن يرفع «العهد» و«التيار» من سقف حصتهما حتّى الحدّ الأقصى.

 

هل صار سلاح حزب الله شرعياً؟

حازم الأمين/موقع درج/10 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64564/%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%87%D9%84-%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D9%8B/

اذا أراد المرء أن يحصي من اقترع لحزب الله من اللبنانيين في الانتخابات النيابية التي جرت الأسبوع الفائت، فعليه أن يجدول هؤلاء مراتباً. فثمة مقترع لبناني اقترع للحزب ولسلاحه ولأدواره في مختلف الحروب الداخلية والخارجية، وهذا المقترع هو ذلك الذي أسقط في صندوقة الاقتراع اللوائح التي أعدها له الحزب وحليفه، أي حركة أمل. لكن من اقترع لحلفاء الحزب على اللوائح الأخرى، اقترع أيضاً للحزب، ومن بين هؤلاء لوائح ايلي الفرزلي وعبد الرحيم مراد وفيصل كرامي، وغيرهم ممن يشكل سلاح حزب الله جزءاً أساسياً من هويتهم السياسية.

ثمة مستوى ثالث من التصويت إلى جانب حزب الله وإلى جانب سلاحه، هي تلك اللوائح الكبرى التي لا تشعر أن سلاح الحزب قضيتها، وهي اذ لا يشكل هذا السلاح جزءاً من همها، ستكون إلى جانبه إذا ما طُرح موضوعه على طاولة البحث. هذه حال اللوائح العونية مثلاً، وهذه حال رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي وتكتله الصغير، وأيضاً حال سليمان فرنجية.

ربما كان أسهل على المرء أن يحصي الاقتراع اللبناني ضد حزب الله وضد سلاحه. النتيجة التي سيخلص إليها المرء ستكون أن ثمة مقترِعَين إثنين كباراً اقترعا ضد سلاح حزب الله، وهما المقترع للوائح تيار المستقبل، والمقترع للوائح القوات اللبنانية. ونعني هنا أن مقترع المستقبل توجه إلى الصندوق ليقترع ضد سلاح الحزب بالإضافة إلى غيره من الأسباب العصبوية والطائفية والحزبية، وهذه حال مقترع القوات أيضاً. وهنا علينا أن نلحظ فارقاً بين المُقترعَين المستقبلي والقواتي، وهو أن الأول أشد حماسة من قيادته لخصومة الحزب.

فيما عدا الـ 38 نائباً (من أصل 128 نائباً)، وهو عدد نواب تكتلي المستقبل والقوات، وبعد أن نضيف إليهم نواب حزب الكتائب الثلاث، يمكننا القول أن المقترعين للـ 78 نائباً المتبقين صوتوا إلى جانب سلاح حزب الله، مع تفاوتات تتعلق بدرجة الحماسة لهذا السلاح. من اقترع لميقاتي في طرابلس، لا يحب سلاح الحزب لكنه على استعدادٍ لأن يجري صفقة يقبل بموجبها بهذا السلاح وهو سبق أن فعل ذلك، ومن اقترع للوائح التيار العوني لطالما قبل بسلاح الحزب ولطالما دافع عنه، وهو اليوم ليس في الخندق الآخر.

الكتلة النيابية المتأرجحة هنا، والتي يصعب فعلاً أن نحسم موقعها في هذا الإنقسام هي كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي وحلفاؤه، ذاك أن حسابات وليد جنبلاط يجب قياسها وفق وقائع قد تستجد ووفق وعي أقلوي تتقدم فيه مصلحة الجماعة على الخيارات الكبرى. وهذا ما جرى اختباره أكثر من مرة، وهذا ما لا يؤخذ على صاحب القرار الدرزي.

والحال أن الذهول الذي أصاب المراقبين جراء صب الأصوات الشيعية بمعظمها لحزب الله ولحركة أمل بحيث تمكنا من حصد كل مقاعد الشيعة، باستثناء مقعد واحد خسراه جراء خطأ في اختيار المرشح، هو ذهول في مكانه، لكنه أنسانا حقيقة أخرى، وهي التصويت السني لحزب الله. فاسامة سعد فاز باصوات تفضيلية سنية، وجهاد الصمد حليف النظام السوري وحليف حزب الله فاز في الضنية أيضاً بأصوات السنة وهذه حال نجيب ميقاتي وعبد الرحيم مراد وعدنان طرابلسي وفؤاد مخزومي، لا بل أن النائب السني عن حزب البعث في منطقة العرقوب قاسم هاشم تمكن أيضاً من استقطاب أصوات ناخبين سنة في تلك المنطقة. وبهذا المعنى حزب الله اليوم شريك المستقبل في التمثيل السني.

تملي خريطة الاقتراع هذه شروطاً جديدة على الخطاب الداخلي. فأصحاب مقولة "السلاح غير الشرعي" فقدوا قرينة من حزمة قرائنهم على "لا شرعية السلاح". الأرجح أن عليهم أن يستعيضوا عن هذه المقولة السياسية بالحديث عن "لا قانونية هذا السلاح"، ذاك أن شرعية "ضمنية" تمكن الحزب من انتزاعها لسلاحه في هذه الانتخابات، وهي وان لم تكن شرعية كاملة، لكن صار يمكن للحزب أن يحصي لمساجله عدد النواب الذين انتخبوا إما انسجاماً على نحو كلي مع سلاحه أو انسجاماً جزئياً معه. وهؤلاء يفوق عددهم ثلثي عدد النواب.

السلاح ما زال غير قانوني طبعاً، ذاك أن القانون لا يسمح بأي شكلٍ من الأشكال بأن يتسلح حزب أو تتسلح طائفة. أما مقولة "عدم شرعية السلاح" فهذه جرى تصديعها في الانتخابات الأخيرة. فاللبنانيون في اقتراعهم لمن اقترعوا لهم، قرروا أنهم على الأقل يرغبون في التعايش مع هذا السلاح، وهذه رغبة، إذا ما صيغت اقتراعاً، تُقارب منح السلاح شرعية ما. أما الخوف كل الخوف، فهو أن يكون لدى حزب الله طموحاً في انتزاع بعدٍ قانوني لهذا السلاح، فهو اليوم القوة الأكثر نفوذاً في مجلس النواب، ولا شيء يمنعه من أن يكون طامحاً لأن يُقدم على ذلك. وهنا أيضاً علينا أن نتخيل مشروع قانون يُعرض على مجلس النواب ينص على تأسيس جيش رديف أو موازٍ يشبه جهاز الحرس الثوري في ايران أو الحشد الشعبي في العراق، وأن يكون لهذا الجهاز استقلاليته التامة. ولنتخيل من سيصوت لمصلحة هذا القانون ومن سيصوت ضده. الأرجح أن الحزب وقبل أن يبذل جهداً مشابهاً للجهد الذي بذله في يوم القمصان السود حين أجبر جنبلاط على القبول بنجيب ميقاتي رئيساً، يمكنه اليوم أن يؤمن أكثرية نيابية تصوت إلى جانب هذا القانون.

لا شك أن الانتخابات النيابية الأخيرة صعبت مهمة الإعتراض على سلاح حزب الله، واذا كانت مهمة انتزاع مقاعد شيعية من الحزب قد فشلت، لا بل أن الحزب انتزع ما كان تبقى من مقاعد تلك الطائفة خارج نفوذه، فإن التفكير في أسباب فشل هذه المهمة يجب أن يوازيه تفكير في أسباب حصول حلفاء الحزب على أصوات سنية، وعدد هؤلاء ليس قليلاً، اذ يمكن القول أن بيد حلفاء الحزب من السنة ربع مقاعد طائفتهم. 

http://daraj.com/Article/5966/--

 

لا "مبروك" من أميركا على الإنتخابات في لبنان.. كلام متجدّد على العقوبات وتعويل على دور للحريري في تعديل مواقف عون

 إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت/10 أيار/18 

لم يصدر عن الولايات المتحدة موقف من نتائج الانتخابات النيابية في لبنان، عدا اتصال السفيرة في لبنان أليزابيث ريتشارد بوزير الداخلية نهاد المشنوق وتهنئته على "قيادة العملية الانتخابية التي سمحت للبنانيين بممارسة حقهم في الإنتخاب"، على ما ورد في البيان الرسمي للسفارة. لم يسمع المسؤولون اللبنانيون ولم يقرأوا – ومعهم المواطنون العاديون- كلمة "مبروك" من واشنطن. بل ربما ستعود تتردد في أسماعهم كلمة "عقوبات"، والمقصود "حزب الله" بالطبع.

يقول لـ"الصوت" متابعون لتطورات الوضع اللبناني من واشنطن إن الإدارة لم تلحظ نتائج غير متوقعة لديها، وكانت تعرف منذ توافق "حزب الله" وحركة "أمل" على لوائحهما المشتركة قبل نحو 6 أشهر على قاعدة 13 + 13 أنهما سيقفلان أي منفذ للتغيير في البيئة الشيعية.

أما تراجع كتلة "تيار المستقبل" فيجب أن تقلق "حزب الله" لأن السبب يعود في جزء أساسي إلى عدم رضا الشارع السُنّي على سياسة الرئيس سعد الحريري المهادنة مع "حزب الله"، وبالتالي لا يصب هذا التراجع في مصلحة الحزب.

وقد يكون أفاد من نشوء كتلة صغيرة موالية له في البيئة السنية، لكن القراءة المعمقة في النتائج المحققة لدى المسيحيين والسُنّة والدروز تقود بوضوح إلى الإستنتاج أنها غير جيدة لـ"حزب الله"، وقد يكون حليف الحزب، "التيار العوني" لا يزال ضماناً له بوجود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لكن تقدم منافسه حزب "القوات اللبنانية" في مقابل المؤشرات إلى تضعضع ساد صفوف "التيار" خلال الإنتخابات، يحمل نُذُراً سلبية، خصوصاً إذا سارت الرياح الإقليمية في غير مصلحة إيران ونفوذها في المنطقة، على ما يبدو هذه الأيام.

هل تستعجل إدارة الرئيس ترامب تطبيق قانون العقوبات المشدّد على الحزب بعد ظهور نتائج الإنتخابات التي تناسبه أكثر مما كانت نتائج انتخابات 2009 ، أو هل تتطلّع إلى تدابير أو إجراءات فوق العادة تتعلق بلبنان؟

يجيب المتابعون في واشنطن أن العقوبات المُشدّدة موجودة ويمكن البدء بتطبيقها عندما يشاؤون في الولايات المتحدة، إلا أن المسؤولين المعنيين هناك بالشأن اللبناني يفضلون حالياً الإستمرار في عملية احتواء الحزب التابع لإيران وليسوا مستعجلين أي خطوة تتعلق بلبنان وحده. فهم ينظرون إلى هذا البلد على أنه جزء من بقعة النفوذ الإيراني في العالم العربي، ويريحهم أن "حزب الله" وحلفاءه لا يملكون ثلثاً معطلاً في البرلمان الجديد.

وتعني هذه النظرة أن المسؤولين الأميركيين لا يعتبرون "التيار العوني" جزءاً من كتلة "حزب الله"، إلا أنهم لا يزالون ينظرون إلى الرئيس ميشال عون بتوجّس وحيرة. من جهة يقول بعضهم  صراحة إنه لا يفهم عليه جيداً، ولا يمكنهم التأكد من مكان تموضعه نهائياً، ومن جهة يقول بعضٌ آخر إنه بدأ يقتنع بأن رئيس الحكومة الحريري يمكنه حمل الرئيس عون على تعديل مواقفه من الحزب، ولا ضرورة تالياً لخضات سياسية أو غير سياسية في لبنان ما دام ثمة تقدم يتحقق بين الرئيسين عون والحريري على قاعدة انتهاج سياسة واقعية تأخذ في الإعتبار التغيرات والتطورات الداهمة في المنطقة، لا سيما احتمالات تدهور الوضع بين إسرائيل وإيران في سوريا، وربما أبعد من سوريا، وهذه واردة في أي يوم.

إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

 

الكتل الاساسية ستسمي الحريري والتأليف سريع بسبب تطورات المنطقة

الهام فريحة/الأنوار/10 أيار/18

حين تشكَّلت أول حكومة في هذا العهد، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إنَّ هذه الحكومة ليست حكومة العهد الأولى، حكومة العهد الأولى ستكون بعد إجراء الإنتخابات النيابية والحكومة التي ستنبثق عنها. جرت الإنتخابات النيابية، وفي اليوم التالي، وحتى قبل إعلان النتائج رسمياً، بدأ الحديث عن تشكيل الحكومة، كما بدأت الإتصالات في هذا الشأن بين القصر الجمهوري وعين التينة وبيت الوسط. ما هو متفق عليه في هذا السياق أنَّ الحكومة ستكون حكومة سياسية بامتياز، فبعد إتفاق الطائف ليست هناك حكومات تكنوقراط. لكن ما بدأ يُشكِّل نوعاً من الكباش ومن شدِّ الحبال، هو الحقائب السيادية وفي مقدمها حقيبة وزارة المال، فهل يتمسك الرئيس نبيه بري بهذه الحقيبة؟ المعروف منذ الطائف وحتى اليوم تسلُّم وزارة المالية من قِبَل وزير شيعي هو النائب علي الخليل، لكن بعد ذلك وفي أكثر من مرة كانت هناك مداورة في هذه الوزارة:

تسلَّمها الرئيس فؤاد السنيورة كما تسلَّمها الوزير جهاد أزعور. وكما في المالية، هناك في الحقائب السيادية مرور لوزراء لم يكونوا من الطوائف الكبرى التي تتسلَّم الحقائب الوزارية عرفاً، فوزارة الدفاع تسلَّمها في إحدى المرات وزير كاثوليكي هو الوزير ألبير منصور.

في هذا السياق يُذكِّر خبير دستوري أنَّ الدستور لا ينصُّ إلا على مسألتين، تقسيم مجلس النواب مناصفةً بين المسلمين والمسيحيين وفق المادة 24 من الدستور، وتقسيم حقائب مجلس الوزراء ووظائف الفئة الأولى مناصفة أيضاً، وفق المادة 95، وما عدا ذلك لا مواد دستورية تقول إنَّ هذه الحقيبة لهذه الطائفة أو تلك، واستطراداً ليس هناك في الدستور ما يمكن اعتباره "التوقيع الثالث" على القوانين، أي "التوقيع الشيعي" مع التوقيع الماروني لرئيس الجمهورية والتوقيع السني لرئيس الحكومة. إنطلاقاً من هذه المعطيات فإنَّ تسهيل ولادة الحكومة أو عرقلتها هو بيد الأقطاب السياسية أصحاب الكتل النيابية الكبيرة، فإما حكومة إئتلافية من مختلف الكتل، وإما وفق ما ألمح إليه رئيس الجمهورية بعد الإنتخابات، بأنَّ مَن يريد الإنكفاء وعدم المشاركة في الحكومة فقد تتشكَّل بمَن حضر. الكلام في هذا الإتجاه هو ردٌّ غير مباشر على ما بدأ يُطرَح من وضع للعقد والشروط والشروط المضادة والبدء بالمطالب الوزارية التي من شأنها أن تعرقل تأليف الحكومة، لكن هل يسمح الوضع الداخلي والإستحقاقات المرتقبة على لبنان بتأخير ولادة الحكومة؟ في أيِّ حال فإنَّ الوقت متاح أمام المعنيين ليحددوا مواقفهم، فوفق الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب، يُنتخب رئيس مجلس النواب الجديد خلال 15 يوماً اعتباراً من 22 أيار 2018 تاريخ بدء ولاية مجلس النواب الجديد. وعندها يبدأ حديث المهل عن تشكيل الحكومة، وإلى ذلك الحين فإنَّ الحكومة الحالية ما زالت قائمة.

 

سرعة تخطِّي العِقَد بتأليف الحكومة تُعطي للناس أولوياتها

الهام فريحة/الأنوار/11 أيار/18

على وقع أوضاع عربية وإقليمية غير مستقرة، يجهد لبنان الرسمي والسياسي لطيِّ صفحة الإنتخابات النيابية وما خلَّفته من تداعيات وندوب، ليدخل في المرحلة الجديدة، مرحلة "حكومة العهد الأولى" برئاسة الرئيس سعد الحريري التي بعدها سيدخل البلد في ورشة وطنية كبيرة، حيث سيبادر رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى الدعوة لحوار وطني لاستكمال تطبيق إتفاق الطائف ووضع استراتيجية دفاعية، كما قال في كلمته للبنانيين، بعد تشكيل الحكومة الجديدة التي ستكون حكومة وفاق وطني تتمثل فيها جميع القوى السياسية الأساسية، إنطلاقاً من حرص الرئيس عون أن تعكس الحكومة العتيدة موازين القوى التي أفرزتها الإنتخابات النيابية.

هل ستكون الأمور بهذه السهولة؟

وهل ستكون الطريق معبّدة؟

اعتدنا في لبنان أن تكون كل المسارات السياسية محفوفة بالمخاطر والتعقيدات، فما من مرحلة إلا وكانت لها تعقيداتها وألغامها على رغم جهود المعنيين لتكون الأمور سلسة.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، هل ستتحقق أمنية فصل النيابة عن الوزارة؟

أكثر من مسؤول تحدث في هذا الموضوع وطالب به، ولكن الأمر يحتاج إلى شرط من إثنين:

الأول أنَّه في حاجة إلى تعديل الدستور بما يعني أنَّ هذا الموضوع ليس مطروحاً في تشكيل الحكومة الجديدة.

الثاني أنَّه يحتاج إلى إجماع سياسي، فإذا قرر أحد المكونات الذي سيدخل الحكومة أنَّه سيسمي نائباً للتوزير، فعندها تفرط العملية برمتها.

إذاً، موضوع فصل النيابة عن الوزارة سيبقى على عاتق كل كتلة نيابية على حدا، فلدى كل كتلة الخيار في أن يكون تمثيلها في الحكومة نيابياً أو غير نيابي.

هذه السيناريوهات يمكن أن يبدأ التداول بها جدياً مع أول جلسة لمجلس النواب والتي ستتضمن انتخاب رئيس ونائب رئيس وأعضاء هيئة مكتب المجلس واللجان النيابية.

إذا تفككت عقدة حقيبة المالية بسهولة فإنَّ العقدة الثانية ستكون البيان الوزاري، فهل سيكون هناك إصرار على أن تَرِد ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، في البيان؟

وفي حال حصل تجاذب بين مَن يريد إيراد هذه الثلاثية وبين مَن لا يريد إيرادها، فماذا يحصل في هذه الحالة؟

من شأن هذه العِقدة أن تؤثِّر على إنجاز البيان الوزاري بالسرعة المطلوبة.

في مطلق الأحوال فإنَّ الأوضاع العربية والإقليمية المتسارعة تستدعي التسريع في كل الآليات التشريعية والتنفيذية، للقيام بما يجب القيام به من أجل الإنطلاقة الواعدة للعهد، فالناس لا يتوقفون كثيراً عند البيانات الوزارية وعند ما إذا كان يحقُّ للنائب أن يكون وزيراً أو لا، الناس يريدون أن تُكمِل الحكومة الآتية من حيث ستنتهي الحكومة الحالية بعد عشرة أيام. الناس يريدون تحسُّن التيار الكهربائي على عتبة بداية الصيف. يريدون الإنتهاء من أزمة النفايات، يريدون انتفاء الفساد من الإدارات الرسمية، أما الإستراتيجيات الكبرى فموقعها غير أساسي في بلد صغير مثل لبنان يعتمد في كلِّ شيء على الخارج تقريباً.

 

إنهم يدمرون الشاطئ"

حلا نصرالله/درج/10 أيار/18

"إنهم يدمّرون الشاطئ الصخري، وهو واحد من أهم الشواطئ اللبنانية النادرة في بحر الأبيض المتوسط"، بهذه العبارة استهلت جينا تلج حديثها عن أعمال الحفر على شاطئ طبرجا في كسروان.

ناشطون في المجال البيئي في منطقة طبرجا أكدوا حدوث عملية حفر تقوم بها شركات مقاولة، على امتداد مساحة تتعدى 300 متر على الشاطئ الصخري في منطقة طبرجا الساحلية الواقعة شمال لبنان. وتُظهر الصور تركيب ماكينات لشفط الرمال، وبحسب مصادر مطلعة على مسار ورشة العمل القائمة منذ قرابة النصف عام، فإن الحفر، وصب الباطون هدفهما استحداث منتجع سياحي كبير مع مرفأ ضخم يدخل إلى عمق البحر.

ورشات الحفر مستمرة رغم اعتراض رسمي مقدم بتاريخ 6 أوكتوبر/ تشرين الأول من عام 2017. هذا الاعتراض تقدم به عادل نصري ناكوزي، إلى جانب مدير عام وزارة الاشغال العامة والنقل اللبنانية، وجاء فيه: " نعلمكم أننا نعترض على المخالفات التي تحصل حالياً في الأملاك العامة البحرية في طبرجا ووطى سلام العقاريتين ونرفض رفضاً قاطعاً إعطاء أي تراخيص من قبلكم بصب باطون أو إعمار على شاطئنا بهذا الخصوص".

وجاء في الاعتراض أن عادل ناكوزي سيتقدم بشكوى إلى النيابة العامة ورئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، في حال لم تردع وزارة الأشغال العامة المخالفات.

وإلى جانب ورشة الحفر المستمرة على طول الشاطئ الكسرواني، أنشئ مصب طوارئ بحري للصرف الصحي في ساحل كسروان، بناء على مرسوم رئاسي منشور في الجريدة الرسمية صدر عام 2017 ويحمل رقم 1141، وجاء فيه ترخيص لإنشاء مصب طوارئ بحري للصرف الصحي في ساحل.

تدمير الشواطئ والبحار اللبنانية، سياسة ممنهجة ليست حكراً على الساحل الشمالي بل تمتد إلى بيروت التي تعاني من ضخ مياه الصرف الصحي في أكثر من نقطة إلى البحر، وأدت هذه السياسة إلى القضاء على الثروة السمكية في بحري الرملة البيضاء بسبب مياه الصرف الصحي وفي البقعة البحرية في صيدا المجاورة لمكب النفايات المشهور. كذلك يعاني بحر الكوستا برافا جنوب لبنان من أزمة بيئية بسبب المكب المحاذي للشاطئ الذي توضب فيه النفايات بشكل فوضوي، ما أدى إلى تسرب جزء كبير منها إلى داخل البحر.

بالعودة إلى شاطئ طبرجا، تستمر أعمال الحفر في نقطة تقع في محيطها، أراضٍ زراعية تحتوي على خيم لإنتاج الخضار الموسمية، ومن المتوقع أن يؤدي المشروع السياحي في حال استكماله، إلى ازالة الخيم الموسمية، ونسف الحياة الزراعية القائمة في محيطه.

يتشكل الشاطئ الصخري في طبرجا من الشرفات البحرية، الأكثر ندرة في العالم، فـ"هذه الهياكل الحيوية بمثابة نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي التي ينشأ فيها خلال حواضن طبيعية ومأوى لكثير من الأسماك واللافقاريات الصغيرة"، بحسب الباحثة البحرية جينا تلج.

ويشكل الشاطئ الصخري للمدينة، البالوعة الطبيعية لتنقية المياه والهواء من مادة ثاني أوكسيد الكربون، خصوصاً أن طبرجا منطقة تتمركز حولها مصانع كبرى كثيرة تنتج مواد سامة، وتساهم الشواطئ الصخرية فيها في تنقية الهواء، وإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي عبر احتجازه في الصخر.

بحسب تلج، إن للمدرجات الصخرية الطبيعية دوراً أساسياً، في تشكيل الدفاعات الطبيعية للمناطق الساحلية عبر رد الموجات القوية ومنع تحول العواصف إلى كتل هوائية مدمرة. ومن خلال تغيير المعلم الطبيعي للشاطئ الصخري، فإننا نعرّض المحاصيل الزراعية المنتشرة على الساحل للتلف، ويؤدي ذلك إلى تشكيل عواصف قوية. وتدمير النظام البيئي من طريق إزالة موطن العديد من الحيوانات البحرية والطحالب، يعني تدمير آلاف السنين من المعلومات الوراثية للحياة البحرية التي يمكن من خلالها تشكيل بيانات عن مستوى البحر في السابق وتنبؤ مستواه في السنوات المقبلة.

أما تجريف الرمال من أجل بناء الهياكل الساحلية الصناعية وبناء المرافئ، فيسبب نقصاً خطيراً في الرمال، ويعرض الشريط الساحلي للتآكل ويؤدي ذلك إلى تدمير الشواطئ الرملية بسبب انجراف غير منظم لرمالها. ومن الآثار الأخرى للمراسي على البيئة البحرية، أنها تؤدي إلى اضطراب النظم البيئية الحساسة للحيوانات ويعرض بعضها للانقراض أو الهجرة إلى مواطن جديدة، تؤدي إلى تفاقم الطحالب ما يسبب زيادة مستويات القمامة في المياه.

وفي سياق متصل، يقول المدير التنفيذي لجمعية  نحن" المعنية بمتابعة ملف الاعتداءات على الأملاك العامة للشواطئ اللبنانية، إن كل الشواطئ اللبنانية ملك عام، ومعظم أعمال البناء للمنتجعات والمرافئ الخاصة مخالفة للقانون، ولا يسمح القانون ببناء أي شيء على الشاطئ إلا للمصلحة العامة وبشكل استثنائي. في بيروت استبيحت الأملاك العامة نتيجة مرسوم رقم 169 الذي يبيح التملك على الشاطئ مع الاستغناء عن مساحة 25 في المئة من الملكية كي تكون ملكاً عاماً، وتقدر نسبة الأملاك العامة المستباحة بمشاريع خاصة من المنطقة الممتدة من الروشة إلى الشاطئ الشعبي في منطقة الرملة البيضاء بنحو الثلاثة ملايين متر مربع. عام 2012 أصدرت وزارة الأشغال العامة في لبنان دراسة وثقت فيها 1200 تعدٍ على الشواطئ اللبنانية الممتدة من شمال لبنان إلى جنوبه، وتتألف التعديات من منتجعات سياحية وفنادق وشاليهات مع موانئ خاصة تم بناؤها عبر ردم البحر.

لبنان كان يشتهر بساحله ومياهه لكن اليوم يعد الشاطئ اللبناني من الأكثر تلوثاً في البحر الأبيض المتوسط وهو ما دفع بدول مثل قبرص الى مقاضاة لبنان جراء تدفق النفايات اليها..

 

الاتفاق النووي» في مهب التعديل أو «التطيير»

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/10 أيار/18

حتى نهاية عام 2016 كانت إيران تعيش نشوة الانتصارات على كل الجبهات التي تخوضها، لكن مع بداية عام 2017 ووصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في واشنطن إضافة إلى أوضاع داخلية، دخلت إيران في وضع لم تعشه منذ نجاح «الثورة الإسلامية». إنها باختصار تعيش حصاراً استراتيجياً داخلياً وخارجياً. لذلك من أجل فهم ما يجري في المنطقة يجب أن ننظر إلى إيران، فنرى 5 عوامل تقلق «المرشد الأعلى»:

الأول: الولايات المتحدة؛ حيث لم يكن أحد يعرف ماذا سيقرر الرئيس ترمب بالنسبة للاتفاق النووي، لأن ما سيقدم عليه سيكون له تأثير على المنطقة، ثم إن الضغوط الأميركية ليست فقط بسبب الاتفاق، بل أيضاً بسبب سوريا؛ إذ إن لأميركا جنوداً فيها كما في أفغانستان.

الثاني: هناك صدام صار علنياً بين الرئيس حسن روحاني من جهة ورئيس الأركان محمد باقري وقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني. روحاني ضد التدخل العسكري في سوريا لعدة أسباب؛ على رأسها أنه يضع إيران في خطر، لأنها ستدفع ثمن ما ستقوم به في سوريا، ولأن التدخل يمنعه من إنقاذ الاتفاق النووي.

سليماني مهندس كل تدخل عسكري إيراني في الدول العربية؛ سوريا ولبنان واليمن والعراق، يعتقد أنه يعرف ما يريد المرشد الأعلى علي خامنئي. الأخير يقول شيئاً فيفسره سليماني بأنه دعم لاستراتيجياته العسكرية، وهذا ضد تفكير روحاني الذي يريد الانفتاح على العالم، وانفتاحاً أكثر على الغرب، وتحسين الاقتصاد. في المقابل، لا يزال سليماني يريد تصدير الثورة، وهذا ما يفعله في لبنان واليمن. لكن المهم أن سلطات روحاني محدودة بالنسبة إلى ما يجري في المنطقة. هو يسيطر فقط على الميزانية ويمكنه تهديد سليماني بتخفيض موازنته.

الثالث: الاتفاق النووي... إيران كانت فخورة بأنها نجحت في فصل الملف النووي عن برنامج صواريخها وعن «المنطقة»، حتى جاء ترمب وقال بذكاء إنه من الضروري تعديل الاتفاق ليشمل وقف برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني والتدخل الإيراني في المنطقة. وهكذا بدأت تشعر إيران بأنها محاصرة.

رابعاً: المرشد الأعلى مريض، والكل يعرف ذلك، فبدأ الصراع على خلافته، من سيكون الخليفة؟ قد يكون ابنه مجتبى حسين خامنئي، أو محمود هاشمي شهرودي رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، أو إبراهيم رئيسي الذي خسر في الانتخابات الرئاسية أمام روحاني. هذا الأخير يتطلع أيضاً إلى خلافة خامنئي، لكنه انتخب بدعم من الإصلاحيين، وإذا أراد أن يصبح المرشد الأعلى المقبل، فإنه يحتاج إلى المحافظين، لذلك بدأ الآن تدريجياً بوضع مسافة بينه وبين الإصلاحيين.

الخامس وهو الأخطر: الوضع الداخلي في إيران... المظاهرات مستمرة ويجري التعتيم عليها، أصفهان لا تهدأ... إنها مظاهرات الفقراء حول الزراعة حيث الجفاف، وارتفاع الأسعار. ومؤخراً ارتفعت مجدداً أسعار الأرز والسكر، ثم هناك انهيار الريال: 70 ألفاً لشراء دولار في السوق السوداء رغم قرار الحكومة بألا يرتفع السعر عن 42 ألفاً. إذن هناك، وبشكل مؤكد، أزمة اقتصادية ومالية في إيران تنعكس على كل فرد إيراني. وقد لوحظ أن الجماهير في ملاعب كرة القدم تنادي بعودة ابن الشاه رضا بهلوي، وبإسقاط النظام، وهذه الشعارات لم تكن تُسمع في السابق.

عندما اشتعلت مظاهرات 2009 احتجاجاً على تزوير الانتخابات لمصلحة محمود أحمدي نجاد، أرسل النظام «الباسيج». هذه المرة أمر خامنئي بإغلاق تطبيق «تلغرام»، وهذه خطوة لها دلالة مهمة، فالنظام يريد أن يمنع الإيرانيين من الاتصال بعضهم ببعض للتنسيق حول مراكز التجمع، لقد تعلم من تجربة مصر؛ فالاتصالات عبر «فيسبوك» أدت إلى تغيير النظام. لكن الإيرانيين لجأوا للاتصال فيما بينهم إلى «VPN»، فإيران لا تستطيع أن توقف وسائل التواصل الاجتماعي ما لم توقف الإنترنت بالكامل، وهذا مستحيل.

الآن أضيف إلى هذه المشكلات إحساس النظام بأنه مخترق. لقد اخترقت إسرائيل أهم سرّ لديه، وهذا يؤدي بالطبع إلى عدم ثقة داخلية، فإذا كان المرشد الأعلى لا يستطيع الوثوق بأجهزته الأمنية، فماذا بالنسبة إلى الأسرار الأخرى التي يخبئها، دون أن ننسى الشعور بالإهانة: مائة طن من الوثائق والملفات الإيرانية حطت في جنح الليل في إسرائيل.

لكن يبقى الحفاظ على بقاء النظام العامل الأهم لدى خامنئي، فهو يرى الشعب يثور، ترافقه الضغوط الخارجية؛ خصوصاً من أميركا... يرى أزمة مالية خارقة واقتصاداً منهاراً، ويرى الصراع بين أفراد مؤسساته، وجاءه الآن احتمال المواجهة مع إسرائيل. لأول مرة في تاريخ ثورتها تصل إيران إلى هذه النقطة. تشعر بأنها محاصرة، خصوصاً أن الوسائل التي لديها لمعالجة هذه المشكلات محدودة. لتهدئة، نوعاً ما، الرأي العام الإيراني، أطلق النظام الأسبوع الماضي زهرا راهناورد زوجة مير حسين موسوي من الإقامة الجبرية، ثم قال خامنئي إنه يريد أن يسحب «الحرس الثوري» من الساحة الاقتصادية، فالحرس تقريباً، يسيطر على كل الاقتصاد. خامنئي يريد خصخصة ما يسيطر عليه «الحرس» وهذا ما يريده روحاني، وقد يسبب هذا الفعل خلافاً جسيماً بين الرئاسة و«الحرس».

كانت إيران تنتظر «12 مايو (أيار)»؛ الموعد الذي حدده الرئيس ترمب ليقول كلمته. لكنه استبق الموعد وقال تلك الكلمة يوم الثلاثاء: انسحاب أميركا من الاتفاق. وهدد بعقوبات إضافية صارمة. الآن إذا بقيت روسيا، والصين وأوروبا؛ فسيبقى الاتفاق، وإذا ذهب الأوروبيون مع أميركا، فسينتهي، أما إذا ذهبوا مع روسيا والصين فالاتفاق باق. لكن من الصعب على أوروبا أن تقف ضد أميركا، هناك كثير من المصالح والأعمال والمصارف المتداخلة.

إيران تحاول جاهدة إبقاء أوروبا في الاتفاق، تعرف أنه من دون الأوروبيين (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) فستتعرض لضغوطات مضاعفة، لا سيما إذا انضمت أوروبا في نهاية المطاف إلى أميركا، خصوصاً أن كل دولة غارقة في مشكلاتها الداخلية. المفاوضات حول الاتفاق النووي جرت بين أميركا وأوروبا؛ استبعدوا إيران. كان على أوروبا أن تأتي لأميركا بخطة تتضمن وقف تصنيع الصواريخ الباليستية، وتفكر أوروبا بفرض مقاطعة، خصوصاً على شخصيات إيرانية في سوريا، وقد يكون هذا بمثابة إنذار لشخصيات إيرانية أخرى بأنها قد تتعرض هي الأخرى للحصار.

الدول الأوروبية الثلاث التي التقت ترمب أبلغته بأنها تعتقد بنجاحها في المحاولة، وطالبت بأن يمدد الفترة، حتى يصل الآخرون إلى نتيجة. إيران قالت إنها ترفض أي تعديل في الاتفاق، لكن إذا مورست عليها الضغوط، فإنها ستقبل. والرسالة الآن أن إيران تحت ضغط داخلي وخارجي، ومزيد من الضغوط، تفرض عليها الموافقة على اتفاق أفضل أو اتفاق مختلف. ثم على الغرب وإسرائيل أن يكونوا أكثر حساسية؛ فالضغط الكبير قد يكسر إيران، وقد ينتصر المتشددون ويعاودون تجديد نشاطهم النووي والتجارب الصاروخية وزعزعة الوضع أكثر في لبنان واليمن. هناك من فسر قرار ترمب بأنه البداية لتغيير النظام أو تصرفاته. هو تعهد بعدم المشاركة في حروب شرق أوسطية جديدة، لهذا رأى أن استنزاف إيران اقتصادياً ومالياً لا بد أن يعيد البصيرة إلى قيادتها أو يطيح بها. مهما كان هدف ترمب، فيجب عليه أن يبقي على احتمال نجاح المحاولات الأوروبية، وعليه أن يشرح استراتيجيته بوضوح ليبقي الحلفاء والأصدقاء إلى جانبه، ثم عليه أن يعيد الدور الأميركي الأكبر إلى الشرق الأوسط. إدارته تقول إنها تنتظر الانتخابات العراقية. الأوروبيون يفكرون بالضغوط ويفكرون بالجزرة. إيران لا تملك كثيراً من الأدوات لرد الضغوط عنها... روحاني هدّد السبت الماضي أميركا بأنها سترتكب «خطأً تاريخياً» وقال للإيرانيين إنه «لا شيء سيتغير في حياتنا».

إحدى أدوات الضغط الإيراني «المنطقة»، وهذا سيكون موضوعي الأسبوع المقبل.

 

هل الحرب بديل الاتفاق؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/10 أيار/18

السكوت عن الاتفاق النووي مع إيران، كما هو، كان الخيار الأسوأ مثل بلع الموس. وإلغاؤه الخيار الأقل إيلاماً، وهذا لن يعني انفراجاً وسلاماً سريعاً، بل تحجيم النظام الذي سيحاول التمرد وتهديد دول المنطقة وتخويفها، بنشر المزيد من الفوضى والحروب. علينا أن ندرك أن الآتي لن يمر سهلاً وسريعاً.

إذن... ما المكسب من وراء الإلغاء إن كانت له تداعيات تفتح المزيد من أبواب جهنم؟ إلغاء الاتفاق وإحياء العقوبات الاقتصادية يهدف إلى إعادة الجني الشرير إلى قارورته وحبسه فيها، وحتى نلمس تغييراً في سلوكه فسيتطلب الأمر وقتاً وجهداً. وعلى رائحة الخطر وقبل أن تبدأ العقوبات خسر التومان ثلث قيمته، وانسحبت شركة توتال من تطوير الحقول النفطية الإيرانية، وتتحدث إيرباص الأوروبية عن إلغاء صفقات الطائرات التي فرحت بها وسوقتها حكومة روحاني على أنها انتصار في وجه خصومها. لا تستهينوا بالأزمة التي تواجه حكومة طهران ومخاوف النظام كله. قد تنتكس الأزمة داخلياً وتتسبب في صراع داخلي بين قوى النظام نفسه، وقد تشجع الشعب الإيراني على المزيد من التظاهر، وقد تكون النتيجة في النهاية سقوط النظام بشكل ما! دول المنطقة تحتاج إلى سياسة في مواجهة النظام المجروح، الذي سيحاول تصدير أزمته إلى الخارج ويشغل المزيد من الحروب. دول المنطقة لم تسع إلى نقل الحرب إلى داخله، ولَم تمول فتح جبهات خارجية ضده، وليس لها يد في الاحتجاجات الشعبية المستمرة كل أسبوع في كثير من المدن. إنما من حقها أن تدافع عن أمنها وأمن الإقليم بمواجهته في سوريا واليمن، وإفشال مشروعه في العراق ولبنان.

ونتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في لبنان تؤكد أن طهران تسير بسرعة من أجل الإطباق على المنطقة بكل السبل. تحرير لبنان وسوريا وكذلك العراق من الهيمنة الإيرانية وإخراج النظام من اليمن مرتبطة بمحاصرته اقتصاديا والتضييق عليه.

مواجهة النظام تدور على جبهات، إفشاله في مناطق الحروب، ورفع الثمن عليه غاليا، والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني ودعمه معنويا، وهو الذي يخوض حربا سلمية. والضغط على الدول الأوروبية التي تريد الاتفاق ولا تبالي بالثمن الذي تدفعه دول المنطقة، عليها أن تتخذ موقفا معنا أو مع إيران. لأن ما تفعله يستهدف أنظمة المنطقة واستقرارها. والهدف من مواجهة أوروبا إرسال رسالة واضحة إلى طهران، والمزيد من الضغط على النظام بأن عليه أن يتوقف إن كان يريد البقاء، وأن إرسال صواريخه إلى الرياض وتدمير المدن الحدودية وقتل ستمائة ألف سوري، والتحريض ضد السلطة الفلسطينية، إعلان حرب تستوجب مواجهتها. هل من أمل في سلام بعد هذا التصعيد الخطير مع إيران؟ الهدف من التصعيد والضغط والمقاطعة هو تعديل سلوك النظام، أما تغييره فأمر متروك للشعب الإيراني الأقدر على الحكم عليه ومواجهته إن أراد ذلك. لا نريد أن ننتقد النظام الإيراني على أفعاله ونحذو حذوه بزرع الفوضى وتغيير الأنظمة.

 

لا مقياس آخر شعوباً وأمماً

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/10 أيار/18

يقول المؤرخ بول كنيدي، إنه في منتصف القرن التاسع عشر كانت مجموعة من الجزر الواقعة قبالة الساحل الشمالي الغربي تحتل أهمية الدولة الأولى في شؤون العالم. فقد كان نفوذها يمتد على خُمس أرض العالم، وكان لها مصالح في بقيتها؛ لأنها كانت الدولة البحرية الأولى، كما كانت الأولى في التجارة والصناعة، وما نسميه الآن التكنولوجيا. تلك هي الأسباب التي جعلتها تتقدم على أي مجموعة جزر في العالم بما فيها اليابان. ثمة شيء واحد تصنف به دول وشعوب الأرض: الاقتصاد. ولست أعرف له اسماً آخر. وعندما سلمت بريطانيا هذه المرتبة إلى دول أخرى، كان السبب أنها فقدت سيطرتها على ثروة الأراضي، وتجارات البحار، وتقدمتها أميركا في العلوم، واليابان في التكنولوجيا، والصين في الإنتاج. عندما انهار الاتحاد السوفياتي بكل عظمته، كان لا يزال يستورد القمح من أميركا، والسيارات من إيطاليا، ويقايض بالأسلحة برتقال المغرب. للأسف لم تتغير شروط ووقائع الاستمرار والنجاح في العالم. وهو عالم ظالم لا يغيّر عاداته في الأفراد والأمم. إنه لا يخاف الفقراء إلا كمن يخاف الخارجين على القانون. ويقف في باب الأغنياء، طالباً المساعدات والمنح. ومهما قال الفقراء من حقائق عن الأغنياء، فسوف يكون الرد أنه الحسد والغيرة.

كيم جونغ أون قرر أن يقبل قواعد العالم قبل أن تسبقه كما فعلت قبلاً في أصدقائه السوفيات، ونموذجه الأعلى أنور خوجا. الجنة الماركسية لم تتحقق في أي مكان. حتى الكفاية لم تتحقق وراء الستار. لذلك؛ أسقطته الصين لتتاجر مع أنحاء العالم، وصارت روسيا ترسل السياح إلى مصر بدل «الخبراء».

الرغيف والحرية، بدل الشبع والتنفس. أعطى القذافي ليبيا خُطباً خضراء مثل خُطب ماو الحمراء. الديكتاتور يرتعد من فكرة الحرية، لكنه في الوقت نفسه يخاف أن يتمتع شعبه بالبحبوحة لئلا يتمادى في التفكير والمقارنة. عندما قرر معمر أن الخطب الطويلة لا تجدي مهما حشيت بالإضحاكات الباهتة، واقتنع أن لا فائدة لأحد في الحشو والنووي، وقرر تالياً الانضمام إلى الدول الطبيعية، نسي أن للحياة العادية شروطها أيضاً وخطابها وآدابها: تعابير يمكن حملها، وعباءات يمكن حملها، وتمويلات يمكن تحملها! كيف هو الاقتصاد الإيراني؟ كيف هو حال الطبقة العاملة والمتوسطة في إيران؟ ما هو موقع إيران بين دول الكفاية؟ لا يجدي كثيراً أن تقلق إيران وتزعج شعوب العالم. يجب أن تتذكر موقع شعبها على مقياس الرضا. كيم جونغ أون مثال هائل.

 

الانسحاب من «الاتفاق» يقلل من فرص الحرب

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/10 أيار/18

الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كان يرى أن «إيران بلد معقد مثلنا تماماً»، أما خَلَفه الرئيس الأميركي دونالد ترمب فيرى في النظام الإيراني «مصدراً للشر»، ووفقاً لهذا فقد ثبت عملياً أن الرئيس السابق كان على خطأ، فقد انسحبت الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، بعد ثلاث سنوات كاملة وضح خلالها بالوقائع والأدلة والبراهين أن استمرار الاتفاق يعني أن المنطقة تسير نحو حرب قادمة لا محالة، وعندما نقول إنها خطوة مبررة ومفهومة ومنطقية، ليس لأنه بهكذا كانت تنادي السعودية، أو لأن انهيار الاتفاق يصب في مصلحتها، ولا لأنه من الضروري الوقوف في وجه الشر وعدم مكافأة المعتدي، بل لأن الانسحاب الأميركي وعودة العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني سيقللان من فرص اندلاع حرب في المنطقة، بعد أن واصلت إيران استغلال الثغرات الهائلة في الاتفاق لتصدير ثورتها وإطلاق صواريخها الباليستية وتمويل ميليشياتها.

بالطبع لا أحد يرغب في زيادة منسوب التوتر في المنطقة، وليس من مصلحة أحد أن تكون دول الخليج العربي على حافة حرب قادمة، إلا أن المحافظة على الاتفاق النووي وحدها ما كانت ستفعل ذلك. مثلاً لم تُستهدف السعودية بنحو 135 صاروخاً باليستياً إيرانياً تطلقها ميليشيا الحوثي إلا بعد أن رُفعت العقوبات عن إيران بصفقة نووية سيئة. إذن التوقعات خابت بأن النظام سيغيّر سلوكه، وهو الأمر الذي لا يزال يراهن عليه الأوروبيون ويجادلون بأن ترمب أعلن انسحاب بلاده، وفي نفس الوقت لم يعلن عن استراتيجية بديلة لمواجهة إيران. الحقيقة إن أفضل مواجهة لمحاصرة إيران، إيقاف النبع الذي سمح لها بالتغول في المنطقة، وهو بالتأكيد الاتفاق الكارثي الذي غض النظر عن كل سلوكيات طهران وعربدتها، وعندما تم رفع العقوبات الاقتصادية عنها، ذهبت 150 مليار دولار لتمويل نشاطات الحرس الثوري. فأيُّ عالم أصبح أكثر أمناً واستقراراً بعد ذلك الاتفاق المشؤوم؟!

يمكن القول إن العقوبات الاقتصادية القاسية التي ستُفرض على النظام الإيراني، ستكون الحد الأدنى من استراتيجية تمنع طهران من الوصول بالمنطقة إلى حافة حرب، بعد أن فشلت سياسة الجزرة ولم تُجدِ نفعاً، كما لم يستفد الشعب الإيراني إطلاقاً على مدى ثلاث سنوات من رفع العقوبات، ومن 150 مليار دولار كان يمكن أن تؤكد معها إيران أنها استغلتها لمصالح شعبها، لذلك على طهران أن تستعد جيداً لأيام صعبة عليها وعلى اقتصادها، فالولايات المتحدة تراهن على أن كثيراً من الشركات ذات العلاقة التجارية مع إيران ستحاول تفادي خطر الدخول في مصادمة مع الولايات المتحدة، حتى الشركات والبنوك في روسيا ستكون حذرة لأنها لا تريد الدخول في معركة مع الولايات المتحدة، وقد بدأ ذلك فعلاً بعد أن قال وزير الخزانة الأميركي إنه من المقرر إلغاء التراخيص الممنوحة لشركتي «بوينغ» و«إيرباص» لبيع طائرات ركاب إلى إيران بعد انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، ونحن نتحدث هنا عن صفقة واحدة فقط تتضمن 200 طائرة ركاب من بينها 100 طائرة من «إيرباص» و80 من «بوينغ» إلى جانب 20 طائرة من «إيه تي آر» الفرنسية الإيطالية لصناعة المحركات المروحية، باعتبار أن جميع الصفقات تتوقف على التراخيص الأميركية، نظراً إلى الاستخدام الكثيف للمكونات الأميركية في الطائرات التجارية. أما في ما يتعلق بتصدير إيران للنفط، وهو الجانب الأهم، فإن العقوبات ستقلصها بمقدار الثلث تقريباً، وهو ما يعد كارثة حقيقية على الاقتصاد الإيراني، صحيح أن الصين والهند وكوريا أكبر مستوردين للنفط الإيراني، إلا أن واشنطن حذّرت بالقول إنها ستقوم بملاحقة الدول التي ستستمر علاقاتها التجارية مع إيران، ولا بد من عدم الاستهانة بما قاله ترمب: «سنستعيد أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية. وأيُّ دولة تدعم إيران في بناء الأسلحة النووية ستُفرض عليها عقوبات أيضاً».

قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، كانت المنطقة أشبه ببرميل بارود جاهز للانفجار من أدنى شرارة، والشرارة المشؤومة ربما تتأخر قليلاً، لكن لا أحد يضمن أنها ليست قادمة للاشتعال في أي لحظة، أما مع تصحيح الخلل في ذلك الاتفاق الأعرج، حتى وترمب يخيّر إيران بين التفاوض مجدداً أو «شيء ما سيحدث»، فمستقبل المنطقة وإنْ مرَّ ببعض العراقيل والتوتر، فهو بلا شك أفضل بكثير من انتظار انفجار برميل البارود وحدوث الكارثة.

 

لهذا حرب الأسد حربٌ روسية وأيضاً إيرانية!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/10 أيار/18

المفترض أنه لم يعد هناك أدنى شكٍ بأن هذه الحرب المدمرة المتواصلة في سوريا، منذ سبعة أعوام وأكثر، هي حرب روسية، وأنه لولا التدخل الروسي، السياسي والعسكري والاستخباري وكل شيء، لكان هذا الصراع قد انتهى «باكراً»، ولما كان هذا النظام قد «صمد» حتى الآن، ولكان السوريون قد تمكنوا من تسوية أوضاعهم بالتفاهم، وبالتنازلات المتبادلة، وبالطريقة التي تمت فيها تسوية الأمور في تونس بعد إقصاء الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي وإجباره على الرحيل هروباً إلى خارج البلاد، بالطريقة التي لا تزال معروفة رغم مرور كل هذه الأعوام الطويلة.

وبالطبع فإنه من المعروف أن هناك فروقاً جوهرية كثيرة بين تونس وسوريا، فهذا البلد العربي - الأفريقي لا يعاني لا من حمولة زائدة، ولا قليلة وناقصة أيضا في تركيبته المذهبية والطائفية والقومية على نحو ما تعانيه التركيبة السورية، حيث إنه بالإضافة إلى الأكثرية السنية العربية، هناك المسيحيون (الأرثوذكس) والعلويون والإسماعيليون والدروز والأكراد والتركمان والشراكسة، وهذا هو ما فتح الأبواب على مصاريعها لكل هذه التدخلات الخارجية، ولأن تكون «المعارضة» مشرذمة على هذا النحو، وبكل هذه التشكيلات (الفسيفسائية) التي حالت دون بروز تنظيم رئيسي واحد تكون القيادة الفعلية له، ويكون القرار قراره، وكما كان عليه الوضع في الجزائر خلال حرب التحرير وفي اليمن الجنوبي خلال المواجهة مع الاستعمار البريطاني.

لقد بقيت روسيا تسعى لموطئ قدم لها على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، التي ثبت أنها المستودع الرئيسي للطاقة الجديدة ليس في هذه المنطقة فقط وإنما في العالم بأسره، وحقيقة أنَّ خروج الروس من أفغانستان بتلك الطريقة المهينة التي خرج بها الاتحاد السوفياتي من هذا البلد الاستراتيجي جعلتهم يتجهون بأنظارهم إلى سوريا التي كانوا دخلوها في عام 1949 في عهد الجنرال حسني الزعيم، والتي تراجع نفوذهم فيها بعد زوال الحقبة السوفياتية، وكانت الفرصة لاستعادة هذا النفوذ هي حصول ذلك الذي حصل في عام 2007 والذي بقي متواصلا حتى الآن.

ولعل ما يؤكد أن الروس بعدما أصبحت لهم قواعد عسكرية في هذا البلد العربي وأصبحت لهم فيه كل هذه الجيوش، ما عادوا يفكرون بأي حلٍّ جدي متوازن لأزمته التي غدت مستفحلة وباتوا يتمسكون بهذا النظام التسلطي الاستبدادي، وأنهم للمزيد من تعزيز وجودهم في هذه المنطقة قد بادروا إلى تحالف «استراتيجي» مبكر مع إيران، غدت روسيا تنظر إليها كقوة إقليمية في غاية الأهمية، ورقم رئيسي، إن ليس في المعادلة الدولية كلها فعلى الأقل في المعادلة الشرق أوسطية.

والمشكلة هنا هي أن الأميركيين قد فتحوا حدود العراق الشرقية أمام إيران بعد «حلِّ» الدولة العراقية و«تفكيك» الجيش العراقي، وكأن المقصود هو إيصال النفوذ الإيراني، الذي يتكئ على منطلقات مذهبية وطائفية، إلى بلاد الرافدين، والانطلاق منها للوصول إلى سوريا وإلى لبنان وأيضا لليمن لتحقيق ما أطلق عليه «آيات الله» الهلال الشيعي... الذي يعتبره معظم العرب هلالاً فارسياً هدفه استعادة أمجاد فارس القديمة.

ويقيناً أن الروس كانوا يدركون حقيقة أن الهدف الإيراني من كل هذا التدخل في الشؤون العربية هو هذا الهدف، لكن ومع ذلك فإنهم قد بادروا إلى التحالف مع إيران على اعتبار أنها قوة إقليمية رئيسية، وأنه بالإمكان الاعتماد عليها لتحقيق وجود روسي دائم في سوريا، هو هذا الوجود الاحتلالي الذي استطاع إخراج تركيا من جلدها الأطلسي، وإلحاقها به وكل هذا في حين أن الواضح أن القادم سيكون أعظم.

إن من المعروف أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان قد اتخذ موقفاً متشدداً في البدايات تجاه نظام بشار الأسد وتجاه التدخل الروسي الاحتلالي في سوريا، حيث بادر إلى ترجمة هذا الموقف... أولاً بدعم مميز وغير محدود للمعارضة السورية بفصائلها وتشكيلاتها الرئيسية، ورفع شعار أنه لا بقاء لهذا النظام السوري في هذا البلد العربي، وثانياً بالتصدي للغزو الروسي بعد سبتمبر (أيلول) 2015 وإسقاط إحدى القاذفات الروسية فوق الأراضي التركية، وحقيقة أنه لو استمر هذا التوجه لما كانت الأمور قد وصلت إلى كل هذا الذي وصلت إليه.

كان الروس وما زالوا يعرفون أن «مقْتل» رجب طيب إردوغان، هو دعم الأكراد - الأتراك الذين تشير بعض التقديرات إلى أن عددهم في هذا البلد قد تجاوز العشرين مليوناً، والذين من المؤكد أن انفصالهم سيعرض هذه الدولة التركية إلى التمزق، وبخاصة أن هناك أقليات كثيرة أخرى تنشد الاستقلال وإقامة دولها الوطنية، من بينها عرب لواء الإسكندرون الذي ضمه الأتراك إليهم في عام 1939. أراد الرئيس فلاديمير بوتين أن يمسك رجب طيب إردوغان من ذراعه التي تؤلمه، فدفع حزب العمال الكردستاني - التركي، الذي كان تشكل في حاضنة مخابراتية روسية - سورية بزعامة عبد الله أوجلان، إلى تكثيف عملياته ضد الأهداف التركية الحدودية والداخلية، مما أشعر القيادة التركية بأنه عليها أن تعيد النظر بمواقفها وتحالفاتها، وأن تدير ظهرها لحلف شمال الأطلسي وللولايات المتحدة وإن مواربة وتذهب ركضاً للارتماء في أحضان روسيا الاتحادية، وتصبح عضواً فاعلاً في هذا التحالف الثلاثي الذي بات يضم أنقرة إلى جانب موسكو وطهران.

ثم فقد كان هناك كل ذلك التراجع الأميركي المثير لألف سؤال وسؤال، وكان هناك تحالف «آستانة» الثلاثي الذي كان أهم إنجاز له حتى الآن أن مساحة الأراضي التي باتت تسيطر عليها قوات نظام بشار الأسد قد ازدادت خلال عام واحد من 19 في المائة إلى 60 في المائة من مجموع الأراضي السورية البالغة مساحتها الإجمالية 185 ألف كيلومتر مربع، وهذا يعني، إذا بقيت الأمور تسير على ما تسير عليه، فإنَّ هذه «الثورة» قد تفشل، لا سمح الله، وأنَّ هذا النظام سيتم تكريسه مع بعض الرتوش التجميلية لسنوات طويلة.

لكن إذا ثبت أن الأميركيين قد استفاقوا من غفلتهم وتداركوا الأمور قبل فوات الأوان، ونفذوا ولو بعض التهديدات التي يوجهونها إلى إيران... وأيضاً إلى روسيا فإن هذه المنطقة بمعظم دولها لن تصبح «محمية» روسية - إيرانية، وأن الولايات المتحدة لن تواصل دفع ذلك الثمن الغالي الذي كانت قد دفعته ولا تزال تدفعه منذ بداية الأزمة السورية وحتى الآن.

وهنا يجب أن يكون مفهوماً أن الروس لن يتخلوا لا عن قواعدهم ولا عن وجودهم العسكري الاحتلالي في سوريا، وأيضاً ولا عن هذه الحرب المستمرة التي هي حربهم أساساً والتي من خلالها يريدون تثبيت أقدامهم في «المتوسط» وفي شواطئه الشرقية، حيث مصادر الطاقة الجديدة، إلاّ بتوجيه ضربة قاصمة لحلفائهم الإيرانيين وإخراجهم بأي ثمن من سوريا لأن إخراجهم من سوريا يعني إخراجهم من بلاد الرافدين ومن لبنان ومن اليمن، ومنعهم من التمدد في اتجاه المغرب العربي وفقاً لمحاولاتهم الأخيرة وهكذا. وحتى يتم هذا كله فإنه لا بد من استعادة تركيا إلى وضعها السابق، قبل أن تُستدرج لتصبح ثالث أضلاع هذا التحالف الثلاثي الذي لا يجب أن تكون أحد أضلاعه. وعليه فإنه يجب أن يكون واضحاً ومعروفاً أن عرب المواقف القومية الصادقة ما كانوا يريدون كل هذا التباعد الذي قد اقترب وللأسف من وضعية القطيعة مع روسيا الاتحادية، التي لها كل هذه المكانة الدولية والوزن الدولي، والتي لهم معها ولها معهم مصالح مشتركة رئيسية كثيرة، اقتصادية وسياسية وثقافية وأيضاً عسكرية، لكن ما العمل ما دام أن العلاقات بين الدول قائمة على الرغبات المتبادلة، ومع كل هذا فإن الواضح حتى الآن أن الروس لا يريدون شركاء متساوين معهم في الحقوق والواجبات بل أتباعا وملحقين لنظام بشار الأسد وأنظمة أخرى إن في هذه المنطقة وإن في العالم بأسره!

 

ماذا يعني إشهار العصا بوجه إيران؟

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/10 أيار/18

مثلما كان متوقعاً، نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب تهديده بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وذهب خطوة أبعد بإعلانه عن إعادة فرض عقوبات مشددة على النظام الإيراني، متجاهلاً مناشدات وضغوط حلفائه الأوروبيين، الذين رأوا أن الاتفاقية، وإن احتوت على بعض النواقص، إلا أنها نجحت في عرقلة برنامج طهران النووي، ووضعته تحت مراقبة مشددة لمنع حصولها على قنبلة نووية على الأقل حتى 2030. جادلت هذه الدول بأنه بدلاً من انسحاب أميركا من الاتفاق الذي استغرقت مفاوضاته نحو السنتين واستنفد جهوداً هائلة، يمكن العمل على إدخال تعديلات عليه؛ لكن ترمب تمسك بموقفه الذي يعتبر الاتفاق صفقة سيئة؛ بل كارثية، ولا يمكن ترقيعه؛ بل يجب إعادة التفاوض حوله لتضمينه قيوداً على برنامج طهران الصاروخي، وعلى سياساتها العدوانية في المنطقة.

بإقدامه على خطوة الانسحاب، يكون ترمب قد التزم بوعده الانتخابي، وخطا خطوة أخرى في جهوده لتفكيك إرث أوباما، بعد خطوته الأولى التي استهدفت برنامج الرعاية الصحية. الواقع أنه أيضا لجأ إلى السياسة الوحيدة التي يتقنها، وهي سياسة «فن الصفقات»، في ممارسة أقصى الضغوط والتشدد قبل تقديم بعض التنازلات، للحصول على أفضل صفقة ممكنة. في الوقت ذاته، فإنه فتح المجال لتبادل الأدوار مع الحلفاء الأوروبيين، ضمن لعبة «الشرطي الطيب والشرطي الشرير» لدفع إيران للموافقة على إعادة التفاوض، لإضافة بنود أو ملاحق للاتفاق، تشمل برنامجها الصاروخي وسياساتها الخارجية العدوانية في المنطقة.

ترمب، وإن انسحب بشكل منفرد من الاتفاق النووي، إلا أنه لا يريد شطبه نهائياً، فالغاية هي التعديل لا الإلغاء، لذلك حرص على القول في كلمته أول من أمس، إن أميركا تبقى مستعدة للعودة إلى الاتفاق بمجرد تحقيق التعديلات المطلوبة. بعد الانسحاب يستطيع ترمب القيام بدور «الشرطي الشرير» شاهراً عصا العقوبات، ومتبنياً لهجة التصعيد، تاركاً الأوروبيين لممارسة دور «الشرطي الطيب» لإقناع إيران بتعديل الاتفاقية. فالانسحاب الأحادي يحقق عدة أمور، أهمها أن الاتفاق بقيوده ما زال مطبقاً على إيران ما دامت الأطراف الأخرى ملتزمة به، في حين أن أميركا تستطيع فرض عقوبات وتشديد الضغوط الاقتصادية والسياسية. لكن الكثير سيعتمد على الطريقة التي ستتعامل بها واشنطن في موضوع العقوبات مع حلفائها الأوروبيين، الذين ستحتاجهم لتحقيق التعديلات على الاتفاق. فهناك شركات أوروبية كبرى استثمرت أموالاً ضخمة في إيران بعد رفع العقوبات في إطار الاتفاق، وحماية هذه المصالح الاقتصادية كانت بنداً واضحاً في بيان الاتحاد الأوروبي، عقب إعلان خطوة الانسحاب الأميركي. واشنطن ستحتاج إلى لعب ورقة الانسحاب بمهارة دبلوماسية عالية؛ لأنها لا ترغب في استعداء حلفائها، ولا تريد أن تسمح لطهران باللعب على أي خلافات أوروبية - أميركية.

ترمب وبعض أركان إدارته يرون أن النظام الإيراني، خلافاً للمظاهر، ضعيف، ويواجه نقمة شعبية متزايدة، وبالتالي فإن تشديد الضغوط عليه سيؤدي إلى واحد من ثلاثة احتمالات: فإما أن يشتعل الغضب الشعبي وتعود مظاهرات الاحتجاج فيسقط النظام، أو يرضخ النظام تحت الضغط ويقبل بإعادة التفاوض حول الاتفاقية النووية، ويمتثل للمطالب الداعية إلى تقييد برنامج الصواريخ، أو تتفاقم الصراعات بين المتشددين والإصلاحيين بما يضعف النظام ويشغله بنفسه، ويجعله عرضة للسقوط. لكن في المقابل هناك من يرى أن النظام الإيراني، وإن واجه مشكلات داخلية، إلا أنه لا يبدو على وشك السقوط، وأنه يمكن أن يستخدم الانسحاب الأميركي من الاتفاقية النووية وإعادة فرض العقوبات، كشماعة يعلق عليها مشكلاته، وكورقة لتوحيد الإيرانيين، وتصوير أميركا على أنها تريد إضعاف إيران وليس النظام، وأنها لا تلتزم بتعهداتها، ما جعلها معزولة في موقفها مقابل الأطراف الأخرى في الاتفاقية التي بقيت متمسكة بها.

خروج وزير الخارجية ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر من الإدارة الأميركية، وحلول مايك بومبيو وجون بولتون محلهما، عزز موقف ترمب المتشدد إزاء إيران والاتفاق النووي، وجعل فريقه ينطق بلسان واحد في هذا الملف، وعينه في الوقت ذاته على ملف كوريا الشمالية، قبل اللقاء المرتقب مع رئيسها كيم إيل جونغ. فالرئيس الأميركي يبدو مقتنعاً بأن الخط المتشدد الذي انتهجه مع كوريا الشمالية و«حرب التغريدات» التي خاضها ضد كيم جونغ، هي التي دفعت بيونغ يانغ لتقديم عرض التفاوض مع واشنطن، وبالتالي فإن التشدد مع إيران قد يكون الطريق لتحقيق التعديلات المطلوبة في الاتفاق النووي.

واشنطن تبعث أيضاً برسالة إلى كوريا الشمالية قبل اللقاء المرتقب بين رئيسي البلدين، مفادها أن الاتفاق مع إيران ليس مقبولاً، فلا تفكروا في أن تطلبوا مثله، وأن أي اتفاق معكم بشأن الملف النووي يجب أن يشمل أيضاً موضوع الصواريخ الباليستية، والسياسات الخارجية العدوانية، والسلوك الإقليمي، مثلما هو مطلوب من إيران في ملفها النووي. واشنطن تعرف الحبل السري الذي يربط إيران وكوريا الشمالية، وترى الرابط بين أي اتفاق يتم التوصل إليه في ملفيهما النوويين، بكل ما يعنيه ذلك من تعقيدات. يبقى السؤال: هل تملك إدارة ترمب القدرة والحنكة لتحقيق مطالبها في ملفين من بين أسخن الملفات أمامها؟

 

ترمب وإيران... حديث الزلزال

إميل أمين/الشرق الأوسط/10 أيار/18

يمكن للرئيس الإيراني حسن روحاني أن يحاجج بأن بلاده لن تتأثر جراء الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي أكثر من شهر أو شهرين، غير أن الزلزال الذي ضرب إيران أول من أمس حكماً سيهز عرش الملالي، في وقت يعاني فيه النسيج الاجتماعي الإيراني من تفكك يصل إلى حد التفسخ والانفجار.

الزلزال الأميركي الذي أصاب طهران أثبت أننا أمام رئيس أميركي مثير للتأمل؛ سواء كانت أفكاره من عندياته أم من طرف الدولة الأميركية العميقة التي تمسك بدفة القيادة في غرفة واشنطن العليا التي توجه العالم حتى الساعة.

ترمب رئيس يفي بما يعد به، ويبدو أن عدم وجود رصيد سياسي قديم يخشى عليه يدفعه في طريق التجربة والحكم، كما أنه ليس مديناً لأحد بأي استحقاقات، إلا للشعب الأميركي الذي اختاره، ولهذا نراه يُقدم بغير وجل على تحقيق كل ما وعد به خلال حملته الانتخابية.

إننا أمام رئيس غير متوقع، يتبع «حدسه وحساباته» والتعبير لمدير الاستخبارات المركزية الأميركية السابق الجنرال مايكل هايدن، وإن لم يكن من اليسير الاعتقاد بأن ترمب رجل العقارات منبتّ الصلة بالسياسة وألاعيبها والاستراتيجيات وخطوطها وحظوظها؛ هو من يرسم للإمبراطورية الأميركية المنفلتة في حاضرات أيامنا ملامح ومعالم سياساتها لتعود، ومن جديد، «أميركا أولاً»، أو «أميركا فوق الجميع» إن قدر له القول. قد يكون من المبكر استشراف ما ستؤول إليه مجريات الأحداث بين واشنطن وطهران، غير أن عدة علامات على الطريق لا يمكن للمرء أن يغفلها، وفي المقدمة منها أن التوجه الأميركي الواضح جداً بقيادة ترمب لا يتوقف كثيراً أمام مسألة الانسحاب من الاتفاق أو إعادة العقوبات على النظام الحاكم في طهران، بقدر ما يتطلع إلى زوال هذا النظام الاستبدادي، ولهذا كان ترمب يعزف على أوتار الشعب الإيراني الذي وصفه بالعراقة والثقافة عطفاً على الحضارة.

الإيرانيون عند الأميركيين، وبحسب ترمب، شعب يحترم وله الحق في العيش في ظل حياة كريمة، حياة تتحقق فيها أحلامهم، ويتواصل تاريخهم عبر «كتاب الأحياء» لا في «متن الموتى» عبر الصواريخ الباليستية المهددة لأمن العالم وسلامه، وبعيداً عن القنبلة النووية؛ الحلم الذي يسعى إليه آيات الله لفرض سيطرتهم على الإرادة الدولية قاطبة، من مشارق الشمس إلى مغاربها.

الزلزال ضرب إيران، ولا شك ضربة قاصمة، سيما أن الأوضاع الاقتصادية الإيرانية سوف تتردى إلى درجة غير مسبوقة، مما يعجل بالانفجار الداخلي مرة وإلى الأبد، وبدا واضحاً من الإجراءات التي سرت بعد دقائق معدودات من قرار ترمب، أنها كفيلة بأن تعيد الإيرانيين إلى الوراء لمسافات مرهقة للعقل والنفس الحاكمة. ترمب اتفقنا معه أم افترقنا رئيس يمضي وفقاً لرؤية دوغمائية منطلقها: «المحبة المترتبة تبدأ بالذات»، والتفسير هنا هو أنه يضحي بالأهداف قصيرة المدى كالمصالح الاقتصادية، من أجل أن يجنب بلاده والعالم أهوال حيازة نظام عقائدي أصولي سلاحاً فتاكاً، مما يمكنه من أن يعيد سيرة النازية بأبشع قدر ممكن. لا يهم ترمب أن تلغى صفقات الطائرات لمصانع «بوينغ» و«إيرباص» مع طهران، حتى وإن خسرتا ملايين الدولارات، إنما الذي يهم أكثر طمأنينة شعبه، فلا يخشى من صاروخ طائش في النهار، أو قنبلة نووية مشحونة بالغدر على سفينة ضالة بالليل، وذلك على خلاف المشهد الأوروبي الذي يتعامى عن رؤية رؤوس إيران النووية الممكنة والمحتملة؛ طائرة تدك لندن وباريس وبرلين، خوفاً على «حفنة دولارات». الزلزال تبدى أثره في الكلمة التي ألقاها روحاني بعد خطاب ترمب بدقائق معدودات، فقد شهدنا ما يشبه التراجع الفوري عن الوعود العنترية السابقة التي أطلقها الإيرانيون بشأن الانسحاب الفوري الإيراني من الاتفاقية إن مضى الأميركيون في هذا الطريق، وقد مضوا، فيما تلكأ الملالي إلى أسبوعين مقبلين، سوف تتبعهما أشهر طويلة.

أفقد الزلزال الأميركي النظام الإيراني في غالب الأمر القدرة على تصويب الأفكار والأهداف، وما هو متاح في أياديهم قليل جداً، سيما أن الرهان على موسكو وبكين وبروكسل يتناسى أن البراغماتية السياسية والاقتصادية هي الحاكمة للمشهد الأممي الآني وليست الأخلاقيات.

الروس، في أسوأ الأحوال، سيقايضون الأميركيين على الملف الإيراني من فوق الطاولة أو من تحتها، ملف في مقابل آخر؛ أوكرانيا في مقابل التخلي عن إيران... رفع العقوبات عن موسكو، مقابل تضييق موسكو نافذتها للتعاون النووي مع طهران.

بكين بدورها ليست إناء مختاراً للطهرانية، وحكامها لا ينتمون إلى عالم اليوتوبيا، وفي مقابل معركة تجارية مع واشنطن يمكن أن تكبدهم 60 مليار دولار، هناك الكثير مما يمكن التخلي عنه... مقابل الضغط على طهران.

أما بروكسل فستجد نفسها في نهاية المطاف، ومع الاحترام الكامل للسيدة موغيريني وتصريحاتها، خالية الوفاض، وأفضل ما تحلم به هو أن يكف الأميركيون يد المقاطعة عنها، سيما أن ترمب توعد الجميع بدون استثناء من الذين يدعمون طهران، بعقوبات تكاد تكون مماثلة.

ما الذي يتبقى لطهران إذن؟ قد يفكر بعضهم وفي لحظة عبثية في اللجوء إلى «خيار شمشون»، وربما لن يبدأ المشهد بهدم المعبد دفعة واحدة، بل تدريجياً وعبر الأذرع الأخطبوطية في الشرق الأوسط والعالم، لإثارة القلاقل وتعميق الأزمة، أي الهروب إلى الأمام.

لكن العالم كله ساعتها سيكون ضد إيران إن خُيّل إليها أنها كفء للمجتمع الدولي وفي طريق معاكس. الزلزال يستدعي استدارة إيرانية لجهة العقلانية، وإعادة ترتيب أوراقها، وتقديم تنازلات مؤلمة تقضي على أحلامها النووية، وطموحاتها الصاروخية، ونزعاتها التوسعية... أي القضاء على مشروع الثورة الإيرانية الخمينية عام 1979، وهو ما لا يعتقد المرء أن أحداً سيقدم عليه في طهران. الخلاصة: طهران أمام استحقاقات لما يعرف بـ«الردع السلبي»، وفيه يتحتم عليها أن ترى قوة الآخر وحجمه، وعليها أن تحسب حساباتها وتقرر موقفها، قبل أن تغلق نافذة الفرصة؛ وساعتها ستكون قطعاً أمام وقائع «الردع الإيجابي» المتمثل في العمليات على الأرض (Deterrence).

 

إيران والخيارات الثلاثة لمواجهة ترمب

أمير طاهري/الشرق الأوسط/10 أيار/18

إلى أين نذهب من هنا؟ هذا هو السؤال السائد الآن داخل أروقة المؤسسة الرسمية في طهران حال النظر في رد الفعل الإيراني الرسمي على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي ورثته إدارته عن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

ومن الأمور المؤكدة في هذا السياق، أن الاتفاق النووي كان منسقاً ليتناسب مع استراتيجية إدارة أوباما بشأن إيران، والتي كانت تهدف إلى مساعدة «الفصيل المعتدل» داخل الحكومة الإيرانية على الفوز في صراع السلطة ضد الفصيل المتشدد الذي يتولى مقاليد الأمور ويمسك بالمكونات الأساسية في الدولة الإيرانية، فضلاً عن الشروع في عملية تغيير السلوكيات الإيرانية في بعض المجالات ذات الأهمية. ولم يتسنَّ لإدارة الرئيس أوباما بلوغ هذه الغاية، ويبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة أكثر اهتماماً بتغيير النظام الحاكم في طهران بدلاً من التغيير داخل النظام الحالي.

وانطلاقاً من الجدل الدائر في وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية والتعليقات التي خرجت عن بعض الشخصيات البارزة في البرلمان الإيراني، وحكومة الرئيس حسن روحاني، فإن «الجمهورية الإسلامية» تنظر في الآونة الراهنة في 3 خيارات.

أولاً: هناك ما يمكن وصفها بـ«الاستجابة الصارمة» التي تعني استئناف جهود تخصيب اليورانيوم الإيراني فوق مستوى 20 في المائة، ووقف المحادثات مع روسيا بشأن نقل المخزون المخصب بالفعل من اليورانيوم الإيراني خارج البلاد. كما يمكن لطهران أيضاً تعليق المحادثات مع الصين بشأن إعادة تصميم محطة «آراك» النووية لصناعة البلوتونيوم لضمان عدم استخدامها في إنتاج الماء الثقيل اللازم لصناعة القنبلة النووية.

ويتمثل خيار إيراني آخر في إبطاء عملية التفتيش الدولية المصرح بها في 22 موقعاً من أصل 32 موقعاً نووياً إيرانياً كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد حددتها بوصفها «مواقع ذات أهمية».

وبصرف النظر عن القضية النووية الجامدة في حد ذاتها، فإن الخيار الإيراني الصارم قد يتضمن أيضاً تعزيز الدعم الإيراني للمتمردين في اليمن، وللميليشيات الموالية لها في العراق، ولنظام بشار الأسد في سوريا، وللفرع اللبناني من تنظيم «حزب الله»، وللجماعتين الفلسطينيتين المقربتين من طهران: «حركة المقاومة الإسلامية (حماس)»، و«حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين».

ويمكن للخيار الإيراني الصارم أن يشتمل كذلك على احتجاز مزيد من الرهائن الأجانب، لا سيما الرعايا الأميركيين منهم، بمساعدة من خلايا «حزب الله» النائمة كلما أمكن ذلك، بمن في هؤلاء تلك الخلايا العاملة في قارة أميركا اللاتينية.

ومن شأن الخيار الإيراني الوسط (من حيث الشدة) أن يتضمن الجهود الرامية إلى الاحتفاظ بما تبقى من خطة العمل الشاملة المشتركة (أي الاتفاق النووي) واستخدام الآلية التي توفرها الخطة لتسوية الخلافات التي قد تنشأ بين أطراف الاتفاق. ومن ثم، يمكن لإيران رفع الشكوى خلال مدة زمنية تبلغ 24 يوماً لدى ما تعرف باسم «لجنة الإشراف»، التي تتألف من نواب وزراء الخارجية في مجموعة دول «5+1» بالإضافة إلى إيران، لتناول الشكوى الإيرانية المرفوعة ضد القرار الصادر عن الولايات المتحدة الأميركية أخيراً. فإن أخفقت اللجنة المشار إليها في التوصل إلى حل للمشكلة، فسوف تحال المسألة برمتها إلى اللجنة الوزارية التي تجتمع مرة واحدة كل عامين، ولكن يمكنها أيضاً مباشرة الاجتماعات الطارئة بناء على طلب مقدم من أحد الأعضاء. هذا؛ وإن أخفقت اللجنة الوزارية أيضاً في اقتراح حل مناسب، فيمكن نقل المسألة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ومن شأن كل ذلك أن يجعل العجلة الدبلوماسية في حالة دوران مستمر، على سطح الأحداث بأقل تقدير، في حين أن إيران والدول الخمس الأخرى لا تزال في انتظار الرئيس دونالد ترمب ورد فعله. ويمكن توهين موقف الرئيس الأميركي خلال انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في حال فقد الحزب الجمهوري السيطرة على مجلس النواب أو الشيوخ أو كليهما. وعلى أي حال، يمكن للآلية المنتظرة ضمن خطة العمل الشاملة المشتركة أن تستمر نحو عام ونصف العام، وبحلول ذلك الوقت يمكن للرئيس الأميركي أن يدخل في الفترة الحرجة قبيل إعادة انتخابه لرئاسة البلاد.

ويمكن لـ«الخيار الوسط» أن يساعد الحكومة الإيرانية الحالية، والمؤيدة بالفصيل الموالي للرئيس الأسبق محمد خاتمي، في الزعم بأن إيران قد نجحت في عزل الولايات المتحدة، وأن الصعوبات الاقتصادية المترتبة على العقوبات الأميركية الجديدة سوف تكون مؤقتة وليست مستدامة.

وفي هذا السياق، يمكن للسيد روحاني الاستفادة من الدعم القوي الذي تحظى به خطة العمل الشاملة المشتركة من جانب بعض الساسة الأميركيين البارزين، ومن بينهم الرئيس السابق باراك أوباما ووزير خارجيته الأسبق جون كيري، ناهيكم بذكر السيدة فيديريكا موغيريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن يشرع السيد كيري والسيدة موغيريني في جولة خارجية بالعواصم الدولية الرئيسية لإسناد الموقف الإيراني الحالي وإدانة الخطوة الأخيرة المتخذة من جانب الرئيس ترمب.

وأمس؛ كانت التصريحات الصادرة عن الرئيس حسن روحاني وأقرب مساعديه، بمن في هؤلاء مساعده الأول إسحاق جهانغيري، والمستشار الاستراتيجي محمد باقر نوبخت، تشير إلى أفضلية «الخيار الوسط». وهناك عدد من الأعضاء المتنفذين في البرلمان الإيراني، بمن فيهم نائب رئيس المجلس علي مطهري، ومحمد رضا باهنر، قد أعربوا عن تأييد اعتماد «الخيار الوسط» من قبل الحكومة الإيرانية. وقد انطلق السيد مطهري إلى أبعد من ذلك حين صرح قائلا إنه في دليل على حسن النيات الإيرانية، فسوف تقبل طهران التعامل مع «الشواغل» التي تتعلق بسياساتها في منطقة الشرق الأوسط.

أما الخيار الثالث في السياق ذاته، فيمكن وصفه بـ«الخيار الناعم»، وهو الذي يهدف إلى حرمان السيد ترمب من مظالمه الحقيقية أو المتصورة. وينص المطلب الأول للسيد ترمب على إيقاف تطوير البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية طويلة المدى. وبمعنى من المعاني، فإن إيران قد حققت هذا المطلب بالفعل عبر حزمة من التصريحات العلنية، ومن بينها ذلك البيان الصادر عن رئيس هيئة الأركان الإيرانية الجنرال محمد حسين باقري الذي قال فيه إنه لن يتم تطوير أي صواريخ جديدة يتجاوز مداها ألفي كيلومتر. وحيث إنه لا يوجد موعد نهائي لتجميد برنامج الصواريخ، فيمكن لإيران الزعم بأن الاتهامات الأميركية بأنها تعمل على إعادة إنتاج الصواريخ القادرة على حمل الرؤوس النووية لمسافات بعيدة، تعد أمراً محل شك وتساؤل كبير.

ويمكن لطهران كذلك، كما أشار النائب مطهري، تقديم تنازلات بشأن وجودها العسكري في كثير من الدول العربية. وفي واقع الأمر، أكدت بعض المصادر المطلعة في بروكسل أن طهران قد بدأت في التواصل مع الاتحاد الأوروبي بشأن القضية اليمنية مع عرض مقدم من جانبها بالابتعاد التدريجي عن دعم المتمردين الحوثيين في صنعاء.

وتواجه طهران بعض الضغوط من موسكو بشأن نقل منطقة خفض التصعيد التابعة لها في سوريا من المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية ومرتفعات الجولان، الأمر الذي يثير مزيداً من القلق لدى إسرائيل والولايات المتحدة، إلى دير الزور على الحدود السورية - العراقية.

وفي العراق، من شأن الانتخابات العامة الجارية في البلاد أن تقلص من النفوذ الإيراني من خلال تشكيل البرلمان المعني بإعادة إحياء العراق بصفته قوة إقليمية بدلاً من الإذعان المستمر لطهران.

وفي لبنان، يمكن لطهران توجيه الأوامر إلى «حزب الله» بالتواري عن الأنظار، في الوقت الحالي على الأقل، مما يساعد الجانب الأوروبي على الادعاء بأن «الجمهورية الإسلامية» تعمل على تعديل سلوكياتها.

وقد يتضمن «الخيار الناعم» أيضاً الإفراج عن بعض من الرهائن الـ39 قيد الاحتجاز لدى طهران في الآونة الراهنة، بدءاً بالإفراج عن الرعايا البريطانيين وغيرهم من مواطني الاتحاد الأوروبي. ووفق المصادر الإيرانية المطلعة، فإن السيد جون كيري وبعضاً من أصدقاء إيران الأميركيين الآخرين يحضّون طهران على إظهار «إيماءة» جيدة حيال الرأي العام الأميركي من خلال إطلاق سراح بعض الرهائن الأميركيين.

وعلى صعيد الملف النووي ذاته، من شأن «الخيار الناعم» أن يتضمن إقناع روسيا بإعداد جدول زمني لنقل المخزون المتبقي من اليورانيوم الإيراني المخصب بغية تحويله إلى قضبان للوقود النووي.

ومع ذلك، كانت ثمة إشارات صادرة بالأمس على أن الاستجابة الناعمة سوف تلقى معارضة شديدة من قبل الزمرة الخمينية في إيران، والتي لا ترى لها من زعيم سوى المرشد الأعلى علي خامنئي. وقد حذر السيد خامنئي في غير مناسبة من أنه إذا أسقطت الولايات المتحدة خطة العمل الشاملة المشتركة، فسوف «تحرق» إيران الاتفاق النووي برمته. وخرجت صحيفة «كيهان» الإيرانية اليومية، المقربة للغاية من المرشد خامنئي، تحمل عنواناً رئيسياً يقول: «حان وقت حرق الاتفاق النووي»!!

وحاولت الصحيفة الإيرانية اليومية تقويض الأساس الجوهري لمسار الاستجابة الناعمة، وهو الثقة الكبيرة في الجانب الأوروبي. وزعمت صحيفة «كيهان» في المقالة الافتتاحية أن الجانب الأوروبي يلعب دور «الشرطي اللين» في مقابل دور «الشرطي العنيد» الذي يضطلع به الرئيس دونالد ترمب، وأنه يجب على «الجمهورية الإسلامية» تعزيز موقفها الثوري الراسخ حتى استسلام «الكفار» وإذعانهم للإرادة الإيرانية التي تستند إلى العدالة الممثلة في الإمام الغائب!

وبصرف النظر عن القرار الإيراني، فقد يكون السيد ترمب، ودون أن يقصد، قد قدم للإيرانيين خدمة كبيرة؛ من حيث إجبارهم على تقرير ما إذا كانوا يرغبون في مواصلة امتطاء جواد الثورة الجامح أو الرجوع إلى الحظيرة العالمية كدولة قومية تتصرف كمثل ما تتصرف به الدول القومية في كل مكان. لقد تلاعب الاتفاق المنسوب للسيد أوباما بالقضية برمتها حتى توفر له الإرث التاريخي الذي انزوى وربما انهار. ومن حق السيد ترمب أن يبحث لنفسه عن إرث تاريخي يتركه متمثلاً في كتابة الفصل النهائي والأخير في «حكاية» الثورة الإيرانية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون أمام وفد مجلس كنائس الشرق الاوسط: اسرائيل تمارس سياسة التهجير في حق المسلمين والمسيحيين معا

الخميس 10 أيار 2018/وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الثالثة بعد الظهر في قصر بعبدا، وفد مجلس كنائس الشرق الاوسط الذي ضم رؤساء وممثلي الكنائس في الشرق اضافة الى شركاء وداعمي المجلس من كنائس اوروبا واميركا وكندا.

بشعلاني

وألقت القائمة بأعمال الامين العام للمجلس ثريا بشعلاني كلمة شكرت فيها للرئيس عون استقبال الوفد، وقالت: "ان هذا المجلس الذي يترأسه غبطة بطاركة الشرق وقدس القساوسة، يمثل امامكم برؤسائه او ممثليهم القس حبيب بدر عن العائلة الانجيلية، سيادة المطران جورج صليبا ممثلاً غبطة البطريرك اغناطيوس افرام رئيس العائلة الارثوذكسية الشوفية، سيادة المطران كيال ممثلا غبطة البطريرك يوحنا العاشر رئيس العائلة الارثوذكسية، واخيرا وليس آخرا سيادة المطران صياح ممثلا غبطة البطريرك ساكو رئيس العائلة الكاثوليكية. كما حضر ايضا شركاء وداعمو المجلس من كل كنائس اوروبا واميركا وكندا. انكم، واذ طالبتم بأن يكون لبنان مركزا عالميا لحوار الثقافات والديانات، كما انكم استضفتم عيد البشارة في صرحكم، فإنكم لتدركون ومؤمنون برسالة لبنان والشرق الاوسط وبخاصة دور المسيحيين فيه واهمية حضورهم ورسالتهم". وأضافت: "ان مجلس الكنائس منذ نشأته سنة 1974، يعمل على الحوار المسكوني بين الكنائس والحوار الاسلامي - المسيحي ودعم قضايا العدل والسلام في المنطقة، وبالتالي فهو الى جانبكم والى جانب كل المسؤولين السياسيين والمدنيين في المنطقة الذين يشاركونه اهدافه ورسالته، ويطلب منكم الوقوف الى جانبه في رسالته وعمله".

بدر

ومن ثم تحدث عضو اللجنة التنفيذية للمجلس، القس حبيب بدر شاكرا للرئيس عون الاستقبال ومثنيا على الدور الذي يقوم به من اجل لبنان عموما، ودعمه للوجود المسيحي في المشرق في شكل خاص، مشددا على استعداد المجلس وضع امكاناته في سبيل المساعدة على تحقيق هذه الاهداف.

الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، لافتا الى ان "ازمة مسيحيي المشرق نتجت عن الخلل في التوازن في الشرق الاوسط الذي تسبب به الارهابيون من خلال اشاعتهم اجواء من التعصب شملت المسلمين والمسيحيين على حد سواء، لذلك فان المحافظة على المسيحيين يتم من خلال تشجيع الاسلام المعتدل، ومساعدتهم محليا".  واضاف الرئيس عون: "يعتقد الناس ان التوازن السكاني هو سبب هجرة المسيحيين، الا ان الازمة في اغلبيتها كانت اقتصادية. ان التطهير العرقي لم يحصل في الدول العربية، بل بدأ في اسرائيل. والسؤال هو لماذا هاجر المسيحيون من هناك وكم بقي منهم في القدس، واحد في المئة؟ منذ اقامة اسرائيل في المشرق وهي تمارس سياسة التهجير ليس فقط للفلسطينيين وللطائفة الاسلامية، بل للطائفة المسيحية ايضاً بعد تجريد ابنائها حقوقهم السياسية ومعاناتهم من ازمة اقتصادية، فيما تستمر اسرائيل باضطهادها الاديان، وحاولت فرض ضرائب على الكنيسة السريانية ولكن التحركات المناهضة لهذا التدبير نجحت في احباط الامر، وكل هذه الاسباب تشكل حقيقة ازمة النزوح المسيحي من الشرق."

وتابع رئيس الجمهورية: "ان الوضع الاقتصادي والتمييز العنصري في اسرائيل لا يساعدان على ابقاء المسيحيين في اسرائيل، وفي مصر ايضا، قامت مجموعات متطرفة باستهداف المسيحيين الذين نزح قسم كبير منهم بفعل هذه الاعتداءات، على رغم اصرار الدولة المصرية على محاربة هذه المنظمات الارهابية ومواجهتها. إن استهداف المسيحيين لا يقتصر على الشرق، بل في كل دول العالم، ولكن الشرق يحمل معنى رمزيا اساسيا لهم لانه نقطة انطلاقهم، ولا يمكن تصور الوجود المسيحي اذا اضمحل هذا الحضور في فلسطين، فأي وجود سيكون من دون كنيسة القيامة وكنيسة المهد والقبر المقدس... فهذه هي ينابيع المسيحية، وجفافها يشكل الخطر الحقيقي الذي يواجه المسيحيين اليوم، لان هجرتهم بسبب الحروب قد تنتهي بعودتهم الى ارزاقهم في حال توفر الحل السياسي السريع." وقال الرئيس عون:" ان وضع المسيحيين في لبنان يبقى الافضل في المنطقة، ولكن هناك خطر يتهدده ايضا يتمثل بأزمة النازحين السوريين، وما تشكله من خطر في ظل اصرار الامم المتحدة على ربط عودتهم بالحل السياسي على رغم وجود اكثر من 80 في المئة من المناطق التي يسودها الهدوء في سوريا، وهو امر غير منطقي لان لا مهلة محددة لهذا الحل وقضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خير شاهد على ذلك. لذلك، ادعوكم الى رفع اصواتكم اينما كنتم في العالم، من خلال كنائسكم، للتحذير من ان لبنان في خطر بسبب النازحين السوريين الذين بلغ عددهم مليون و850 الف نازح ناهيك عن اللاجئين الفلسطينيين، ونحن نعمل على حل لهذا الموضوع مع الحرص على عدم وجود اي خطر محدق بالعائدين."

 

مؤتمر الطاقة الاغترابية واصل جلساته وكلمات اكدت ان اللبنانية هي انتماء وهوية تعلو على الاحزاب وتمتهن الحوار مسارا لها

الخميس 10 أيار 2018/وطنية - واصل مؤتمر الطاقة الاغترابية بنسخته الخامسة الذي افتتح اليوم برعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في "سي سايد ارينا - البيال سابقا" جلساته فانعقدت جلسة النقاش الاولى تحت عنوان "إعادة تصنيف وإعادة تقييم وتشكيل الهوية اللبنانية"ادارها حمزة جمال.

وجرى التأكيد خلالها على ان "الهوية اللبنانية تحولت إلى حب للحياة، يمكن أن ينشر للعالم بأسره. لذا تم التشديد على الاشتراك في شبكة اللبنانيين المتنامية باستمرار في سياق إطلاق خطة إحصائية عالمية لإحصاء أعداد المغتربين اللبنانيين في الخارج وإعادة صياغة الصورة السيئة التي تشكلت عن لبنان في الخارج والمساهمة في تحسين الطريقة التي ينظر بها الأجانب والمتحدوين للبنان وإعادة تشكيل مفهوم لبنان من خلال التركيز على جوانبه المختلفة وإبرازها، وأهمها، الجنسية اللبنانية، وكيفية عيش الهوية اللبنانية في الخارج".

وناقش المنتدون مفهوم اللبنانية والاسس التي تقوم عليها. بداية، تحدثت مدير عام المؤسسة المارونية للانتشار هيام بستاني عن عمل المؤسسة ومساهمتها في "اقرار قانون استعادة الجنسية". وشارك في الندوة نائب وزير الخارجية اليونانية الذي تحدث عن "اهمية الديمقراطية والسلام والحوار وتأثيرها في حياة الشعوب". من جانبه، تحدث السفير الايطالي ماسيمو ماروتي عن التجربة الايطالية في سياسة الاغتراب وعن العلاقات التاريخية والمتميزة بين البلدين والشعبين. وسرد المغترب اللبناني فادي بو كرم محطات من تجربته في زيارة ?? بلدة تحمل اسم لبنان في الولايات المتحدة الاميركية واكتشف خلال زياراته لهذه البلدات ان معظمها "سمي كذلك لان اسم لبنان ورد في التوراة عشرات المرات". وينوي كرم العودة في حزيران المقبل الى هذه الولايات حاملا معه غرسات من اشجار الارز لزراعتها. ثم تحدثت الخبيرة بتطبيقات الحكومة الإلكترونية رولا موسى واعلنت عن "فتح برامج خاصة على الانترنت مشابهة للفايسبوك لربط المغتربين مع بعضهم البعض". اما الدكتورة اوغاريت يونان فاعتبرت بدورها ان "اللبناني حتى ولو ترك بلده يبقى في داخله الانتماء العاطفي والسياسي والتمسك بالحضارة التي ينتمي اليها ليكون رسولا لبلده". وطالبت "بوجوب ابقاء حقوق اللبناني حتى ولو ترك بلده".

من جهته اعتبر الدكتور حبيب شمعون ان "اللبنانية ولدت منذ الاف السنين مع الفينيقيين الذين بنوا دولا عدة". بعد ذلك شرح ماريو هاشم عن تطبيق "ليبانون كونيكت" الذي انشأته وزارة الخارجية لتواصل المغتربين مع بعضهم وتعزيز العلاقات بينهم. وتحدثت المغتربة من فنزويللا جيسي ديفو دو روميرو عن تجربة اجدادها في الاغتراب. وخلص المنتدون الى ان "اللبنانية هي انتماء وهوية تجمع اللبنانيين وتعلو على الاحزاب وتمتهن الحوار مسارا لها".

منتدى

ثم انعقد منتدى حواري سياسي للطاقة الاغترابية اللبنانية اداره مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير غادي خوري الذي اكد انه "خلال السنوات الماضية، تزايدت أهمية الجالية اللبنانية ودورها على الساحة السياسية الدولية. واليوم، ومع مجموعة من مجالات السياسة العامة بما في ذلك الشؤون الخارجية، وإعادة تشكيل النظام السياسي العالمي، وظهور تنمية تكنولوجية واقتصادية جديدة، يتعين النظر في دور المغتربين المتزايد". ولفت الى ان "العديد من البلدان مثل اليونان وأرمينيا والهند والعديد من الدول الأخرى تعتبر أن للجالية أصول سياسية ذات أهمية استراتيجية. لذلك، تنعقد هذه الجلسة لتهيئة الساحة وإطلاق وتحضير المنتدى الأول للحوار السياسي بين الدول العربية الذي سينعقد في لبنان قريبا بهدف تشجيع ومناقشة الطرق المثلى لإشراك مجتمعات الجالية اللبنانية والسياسيين في التأثير على سياسة لبنان الداخلية والسياسة الداخلية للدول المضيفة لها فيما يتعلق بالقضايا التي تهم لبنان.

من جهته، عدد رئيس المجموعة العربية البرازيلية في البرلمان البرازيلي والمرشح لمجلس الشيوخ البروفسور سيزار حلوم "انجازات اللبنانيين في البرازيل وعلى رأسهم الرئيس البرازيلي اللبناني الاصل ميشال تامر". واعتبر النائب السويدي روجيه حداد ان "مؤتمرات الطاقة الاغترابية الثلاثة عشر جيدة لكن المغتربين انفسهم لا يستغلون انفسهم في الترويج للبنان في دعمه على صعيد التربية والاقتصاد"، مشددا على "ضرورة تخطي السفارات للدور القنصلي الذي تلعبه لتصل الى العناية بالشؤون الاقتصادية"، وقال: "ان 80 الى 90 بالمئة من السويديين ينتخبون نوابهم ونصف هؤلاء من النساء، كما هي الحال في الحكومة ايضا، لتدعيم المناصفة الجندرية". واشار عضو حزب العمل الاسترالي النائب شوكت مسلماني الى ان "الوفد الاسترالي المشارك في المؤتمر يفوق المئة شخص". وقال: "ان مشاركة اللبنانيين في الحياة السياسية الاسترالية كبيرة رغم العدد الضئيل نسبيا". واضاف: "ان الشبان الاستراليين اللبنانيين يشعرون بحب كبير للبنان وعلى الحكومة اللبنانية ان تتواصل معهم للمجيء والاستثمار في لبنان". اما السفيرة الكندية في لبنان ايمانويل لامورو، فأشارت الى ان "التحدي الكبير في الوقت الراهن هو قدرة استيعاب لاجئين من جنسيات مختلفة، نريد ان يتمكن كل الشعب من الوصول الى مراكز القرار السياسي، لكن الجالية اللبنانية التي تعد 400000 شخص فاعلة جدا في تنمية كندا". من جانبها اكدت النائبة المنتخبة ديما جمالي على "إيجابية التعاون بين القطاعين العام والخاص، وانخراط المنتشرين بفعالية كونهم يمثلون الطاقة الايجابية من اجل دعم الاقتصاد وانعاشه واعطاء الامل للشباب اللبناني". ولفتت الى "ضرورة التوجه الى الطاقات النسائية". وذكر رئيس الجمعية السويسرية للحوار الاوروبي والإسلامي البروفسور حسن غزيري، "بالحوار اللبناني - اللبناني في نيسان 2007 وكان تأكيد الجميع على التمسك بلبنان، وخلصوا الى ان لا قيام للدولة دون تطبيق دستور لبنان والقوانين واقرار السياسة الدفاعية المتكاملة". من جهتها، شرحت النائب السنغالية اللبنانية الاصل سهام ورديني، ظروف الهجرة اللبنانية الى السنغال حيث "عمل اللبنانيون في القطاع الاقتصادي، سواء في مجالي الصناعة والتجارة ولا انخراط فعليا لهم في السياسة".

الطاقة الاغترابية اللبنانية

اما حلقة النقاش الثالثة فتمحورت حول الطاقة الاغترابية اللبنانية للشباب وادارتها الملحقتان الديبلوماسيتان لارا ضو وعلا خضر اللتين، شددتا على ان الطاقة الاغترابية اللبنانية للشباب تضيء على الفرص اللامحدودة التي يمكن للبنان أن يقدمها والمجالات المحتملة التي يمكن للشباب أن يضعونها لإحداث التغيير وإعادة التطورات إلى الوطن، وكذلك السماح لهم باستجواب وتحدي القادة الحاليين، مع التركيز والعمل بشغف على عملية التغيير". وشارك في الحلقة كل من نيكولا حلو من كولومبيا حول التجديد في صناعة الضيافة، والطفل الروماني اللبناني ماركو رحمة المتفوق في الحساب الفوري، والذي تحدث عن مشاركته في برنامج "رومانيا غوت تالنت" ورغم تأهله الى نصف نهائياته، اصر على حضور المؤتمر الذي يتزامن مع تصوير البرنامج، وتميزه في الحساب الفوري حيث قام بعرض مباشر على المسرح اذهل فيه الحضور". اما مخترع الروبوت "ساشا" الذي يقوم بتوزيع المواد الغذائية على المرضى في المستشفيات وسيم الحريري فقال في فيديو مصور عرض على الحضور: "ان الروبوت اختراع لبناني مئة بالمئة، وسيطرح في اسواق الشرق الاوسط والخليج في نهاية العام الجاري". وتناولت الكاتبة المسرحية المنتجة والمخرجة نغم وهبه من "لوس انجلوس" سبل التسويق للبنانية عبر عرض الانتاجات المسرحية والسينمائية اللبنانية في هوليوود. واضاءت على تجربة مسرحية "اعترافات امرأة عربية" التي غيرت النظرة الى المرأة اللبنانية في هوليوود. اما مصممة الازياء سارة هرمز، فروت مسيرتها من الكويت حيث ولدت، ومنها الى نيويورك فكمبوديا ومجددا الى نيويورك والعودة الى بيروت حيث انشأت مدرسة مجانية لتعليم تصميم الازياء.

ومن فنزويلا اعتبرت نير ماري ان "اللبنانيين في بلدها يساهمون بشكل كبير في المجتمع على الاصعدة كافة متوجهة الى ضرورة تفعيل مشاركة المرأة في صنع القرار". بريسيلا شاروق تحدثت بدورها عن "شركة امن المعلومات التي تملكها وعن تفادي سبل القرصنة"، لافتة الى "ضآلة عدد اصحاب الامكانيات في هذا المجال". اما سيباستيان رزق الذي استعاد الجنسية اللبنانية الشهر الماضي، فعرض لأبرز الاعمال التي يقوم بها في جنوب افريقيا، في مجال العقارات والاعمال. وخلصت الحلقة إلى ان "الشباب يعول عليهم في تغيير معنى القيادة وإحداث التأثير اللازم في صنع القرار ويجب أن يكون الشباب جزءا لا يتجزأ من الحوار. وانهم يتمتعون بالقدرة على أن يصبحوا سفراء للمشاريع المبتكرة كما وتقديم الكثير من مواهبهم وخبرتهم".

 

الراعي استقبل الخازن وافرام وبيروتي أمل ان يكون الموسم السياحي واعدا

الخميس 10 أيار 2018/وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، الامين العام لاتحاد النقابات السياحية في لبنان جان بيروتي وكانت جولة أفق حول وضع القطاع السياحي في لبنان. وامل بيروتي في ان "يكون الموسم السياحي في لبنان واعدا لا سيما وسط استقرار امني يكاد يكون الوحيد في الشرق الأوسط،" مطالبا "البرلمان الجديد والحكومة التي سيتم تأليفها ب"ايلاء هذا القطاع اهمية خاصة لأنه يعود بالفائدة على كل فئات المجتمع اللبناني ومن دون استثناء، كما انه يؤمن تطورا ونموا اقتصاديا مهما" وشدد على "ضرورة ان يرافق الاستقرار الأمني في البلد، مع استقرار سياسي يعجل عجلة القطاع السياحي الذي سجل دخله نحو 3 مليارات ونصف دولار لهذا العام بعدما كان نحو 8 مليارات دولار عام 2010،" لافتا الى ان "موسم هذا العام قد استهل بافتتاح مؤتمر "visit Lebanon " الذي تشارك فيه اكثر من 150 شركة عالمية للإطلاع على الواقع السياحي في لبنان وهذا يشكل نموذجا لقدرة لبنان على ان يكون مركز استقطاب وجذب عالميين". ثم التقى النائب فريد الياس الخازن الذي عين سفيرا للبنان في حاضرة الفاتيكان، وكان تشاور حول عدد من المواضيع المتصلة بالعلاقة "العريقة والعميقة بين الكرسي الرسولي ولبنان واهمية تفعيلها وتعزيزها".

وبعد الظهر، التقى البطريرك الراعي النائب المنتخب نعمة افرام.

 

سليمان من معراب: كتلة نواب القوات ضمانة لسيادة لبنان ومطلوب منهم إعادة النظر بقانون الإنتخابات

الخميس 10 أيار 2018 /وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، الرئيس ميشال سليمان، في حضور النائب أنطوان زهرا، على مدار ساعة من الوقت. بعدها، خرج سليمان فوضع الزيارة في إطار "تهنئة الدكتور جعجع بفوز حزب القوات اللبنانية بعدد محترم من النواب، والذي هو دليل ثقة المواطن وتعبير عن موافقة الشعب اللبناني على أداء الحزب وثباته على مبادئه والصدق في التعهدات التي أعطاها للناس". واعتبر سليمان أن "كتلة نواب القوات هي الضمانة لسيادة لبنان، باعتبار أن 16 نائبا في مجلس النواب يستطيعون صناعة الفرق ومنع الخطأ عبر التشريع وتقديم الطعون واقتراح القوانين والمحافظة على وجود الدولة، في حال تم رد أي قانون".  وطلب من نواب القوات "إعادة النظر بقانون الإنتخابات لأنه يتضمن شوائب عدة أدت إلى تدني نسبة المشاركة التي تدل على وجود مشكلة في الديموقراطية التي لا تنجح، إلا إذا إن كانت هناك مشاركة كبيرة في الإنتخابات. ولذلك، يجب دراسة الأسباب ومعالجتها"، وقال: "كتلة نواب القوات ستفرض وزنا وزاريا في الحكومة العتيدة أو وزنا معارضا، وذلك تبعا للكيفية التي سيتم تشكيل الحكومة وفي كلتي الحالتين ستقوم بمراقبة أداء الحكومة وإنفاق المال العام والتعيينات العشوائية والتوظيفات السياسية والإنماء المتوازن وكيفية إدارة المؤسسات في الدولة من دون تسييس، وهذا ما هو مطلوب من حزب القوات اللبنانية من أجل أن نتمكن من رد ما للدولة للدولة وما للأحزاب للأحزاب على قاعدة ما لله لله ولقيصر لقيصر". أضاف: "يجب ألا تمتلك الأحزاب السلاح وينحصر دورها في العمل السياسي، فيما ينحصر السلاح في يد الدولة، وهناك خطوات مدروسة للقيام بذلك تناقشنا الدكتور جعجع وأنا فيها مرارا، كما يجب تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية، وإن كانوا يستحون بكلمة "إعلان بعبدا" لا مشكلة في شطبها، إلا أن تحييد لبنان يجب أن يكون أمرا ثابتا في ظل التطورات في المنطقة". وتابع: "يجب العمل أيضا على إقرار استراتيجية دفاعية وحصر قرار السلم والحرب بيد الدولة من أجل الوصول إلى نزع السلاح في نهاية المطاف". وتمنى سليمان "أن يصل الحوار، الذي دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى خواتم إيجابية"، وقال: "إذا لم يتم العمل على كل ما تقدم، فلن يتحسن الإقتصاد في لبنان، باعتبار أن ال11 مليار التي اقترضناها يمكنها أن تحسن البنى التحتية، إلا أنها لا تأتي بالإستثمارات إلى البلد، فالبنى التحتية شرط أساسي من أجل استقطاب الإستثمارات، إلا أنها ليست شرطا كافيا باعتبار ان قيام الدولة هو الشرط الكافي عبر رسم هيكلية الدولة من أجل تشجيع المستثمرين للقدوم إلى لبنان، ماذا وإلا فالبنى التحتية التي سنحسنها اليوم ستتطلب المزيد من التحسين بعد خمس سنوات. وعندها، سنذهب للاقتراض مجددا ومضاعفة الدين العام باعتبار أننا لم نتمكن من استقطاب الإستثمارات، وهذا شرط أساسي من أجل الاستعجال في بناء الدولة ورسم خريطة طريق واضحة".

 

جعجع ترأس اجتماع تكتل الجمهورية القوية: في قاموسنا معادلة واحدة هي شعب ودولة وجيش ولا يحق لاي طرف التلاعب بمصير اللبنانيين

الخميس 10 أيار 2018 /وطنية - ترأس رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اجتماعا لتكتل "القوات" في معراب، حضره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، النواب: جورج عدوان، ستريدا جعجع، أنطوان زهرا، إيلي كيروز، فادي كرم، أنطوان أبو خاطر، جوزيف المعلوف وشانت جنجنيان، النواب المنتخبون: بيار بو عاصي، إدي ابي اللمع، وهبة قاطيشا، فادي سعد، زياد حواط، شوقي الدكاش، جورج عقيص، طوني حبشي، جان تالوزيان، عماد واكيم، أنيس نصار، سيزار معلوف وجوزيف اسحق، الوزيران السابقان: جو سركيس وطوني كرم، الأمينة العامة شانتال سركيس ورئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور. وأصدر المجتمعون بيانا على الأثر، تقدم فيه "رئيس حزب القوات بالتهنئة من اعضاء التكتل المنتخبين، متمنيا لهم ولاية نيابية مزدهرة ومكللة بالنجاحات يجسدون من خلالها تطلعات اللبنانيين، ويكونون دائما صوتهم والى جانبهم في كل شؤونهم وشجونهم".

كما تقدم التكتل من جميع النواب المنتخبين بالتهنئة، متمنيا لهم "ولاية نيابية مزدهرة ومكللة بالنجاحات". وأشار الى أن "المجتمعين اتفقوا على تسمية تكتلهم "تكتل الجمهورية القوية"، وعلى اعتماد النائب فادي كرم أمين سر التكتل". ووجه رئيس الحزب "تحية خاصة الى الرأي العام البطل في الكورة والذي أعطى الرفيق فادي كرم رقما فاق رقم نائبين من النواب الفائزين، شاكرا للرفيق النائب فادي كرم جهده وسهره ومثابرته، مؤكدا له بأن مسيرته مع القوات اللبنانية لم تبدأ مع مقعد نيابي، بل بنضال طويل على الأرض وفي أصعب الظروف، وستستمر. كما وجه التكتل شكرا خاصا لكل الذين اقترعوا لصالح القوات اللبنانية وحلفائها، فردا فردا، وعاهدهم البقاء على قدر هذه الأمانة الغالية والسعي بكل ما أوتينا من قوة لترجمة هذه الثقة الى افعال سياسية وانمائية ووطنية ملموسة. وشكر التكتل الحكومة اللبنانية ووزارة الداخلية. كما وجه شكرا خاصا للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى على توفيرها كل مستلزمات الاستقرار الأمني لإنجاح الاستحقاق النيابي". وأبدى التكتل أسفه "الكبير لما حصل في بلدة الشويفات منذ يومين"، مطالبا "الجيش والقوى الامنية بالحؤول دون تكرار مثل هذه الحوادث، ومنع تكرار المسيرات الاستفزازية التي حصلت في أكثر من منطقة حتى لا تكون سببا في اشتعال الفتن وحصول حوادث مماثلة".

وأكد ان "أولوياته للمرحلة المقبلة تتمحور بشكل اساسي حول أهداف ثلاثة أساسية وهي:

1- العمل للوصول الى دولة فعلية كاملة الصلاحيات، تبسط سيادتها على كامل ترابها الوطني من دون شريك مضارب، وتعامل بالعدل والمساواة، وتحت سقف القانون، كل ابنائها من دون تفرقة او تمييز، ويرى التكتل ان الدولة الحالية منتقصة الصلاحيات ولا تطبق القوانين على ابنائها سواسية، فلا يمكن لدولة ان تتعايش مع دويلة، فيما تبقى المساكنة الحالية مؤقتة بانتظار ان تستعيد الدولة كامل مقوماتها السيادية. من هذا المنطلق، لا يوجد في قاموسنا غير معادلة واحدة وهي "شعب ودولة وجيش"، فهذه المعادلة الماسية والذهبية في آن، واي معادلة تنتقص من حضور الدولة ودورها مهما كانت التبريرات لا مكان لها في الإعراب في قاموسنا، وعلى الحكومة ان تضع في مرحلة أولى قرار استخدام "حزب الله" لسلاحه على أولويات داخل مجلس الوزراء، على أن يكون هذا السلاح البند الأساس في جدول أعمال هيئة الحوار التي سيدعو إليها فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون.

ويؤكد التكتل في هذا المجال ايضا، التمسك بسياسة النأي بالنفس التي تشكل مصدر حماية للبنان واللبنانيين من اي مغامرات تدفع بلبنان نحو المجهول والخراب، إذ لا يحق لأي طرف ان يتلاعب بمصير لبنان واللبنانيين، والحكومة مجتمعة هي مسؤولة وحدها أمام الدستور والشعب اللبناني والتاريخ.

2- العمل الفوري على تحسين الأوضاع الحياتية والمعيشية للمواطنين، وعدم التهاون مع كل من يعمل على إبقاء الأوضاع الإقتصادية والمالية المتردية على حالها، والاستمرار في اتباع نهج الشفافية والنزاهة، والتشدد مع كل من تسول له نفسه مد يده الى المال العام والتلاعب بلقمة عيش الفقراء وذوي الدخل المحدود. من جهة أخرى، هناك ممارسات ملتوية اعتادت على تجاوز القوانين والأصول، وهي غير مقبولة، وستتم مواجهتها من أجل تكريس ممارسة دستورية وقانونية وشفافة تختلف عن المراحل السابقة. ويعد التكتل الرأي العام بمواصلة النهج المتشدد لجهة الالتزام بالدستور والقوانين المرعية، وسيتمسك كخطوة أولى بتحويل كل المناقصات في الدولة ومن اي نوع كانت إلى إدارة المناقصات كما يقتضيه القانون وبعيدا عن الصفقات التي تعقد من تحت الطاولة ومن فوقها. 3- السعي الى الحفاظ على "تفاهم معراب" والتخلص من الشوائب التي اعترت تنفيذه حتى الآن بما يعزز الأمل والطمأنينة في المجتمع، والعمل بكل نوايا صادقة لإعادة تثبيت وتمتين اسس التفاهم وتنفيذ بنوده كما يجب". ويعتبر التكتل ان "المسيرة السياسية السيادية الإصلاحية الرائدة التي يقودها اليوم، ما هي سوى التتمة الموضوعية للعهد الرئاسي الذي بدأه الرئيس الشيخ بشير الجميل خلال 21 يوما من انتخابه ومنعته يد الاغتيال من متابعته تحقيقا لآمال اللبنانيين التي كانت معقودة عليه. ويؤكد التكتل ان الأمل بقيام دولة فعلية لم ولن يفارقنا يوما، وسنواصل جهودنا ونضالنا من أجل الوصول إلى هذه الدولة والانتقال إلى إدارة رشيدة خالية من اي فساد. وأخيرا، يهدي التكتل هذا الانتصار الى ارواح شهداء المقاومة اللبنانية ويعاهدهم بأن تبقى القوات اللبنانية كما تكتل "الجمهورية القوية" والتكتل العين الساهرة على حماية السيادة والحرية والاستقلال، والسد المنيع بوجه الفساد والرشوة والزبائنية، والحناجر الصادحة بالحقيقة مهما كانت صعبة".

جعجع

وعقب انتهائه من تلاوة البيان، رد جعجع على اسئلة الصحافيين، فأكد أن "تسمية تكتل الجمهورية القوية لم تأت ردا على تسمية تكتل لبنان القوي"، مذكرا بأن "الجمهورية القوية هو عنوان برنامجه الرئاسي عندما رشحه حزب القوات اللبنانية للانتخابات الرئاسية منذ ثلاث سنوات، وبالتالي هذه

وردا على سؤال عما إذا كان يعتبر اليوم حجم "القوات" يوازي حجم "التيار الوطني الحر" شعبيا، قال جعجع: "أترك هذه المسألة للرأي العام والمحللين. أما إذا ما أردنا الإستناد إلى نتائج الإنتخابات النيابية، فبمقارنة الأصوات التفضيلية نجد أن الجواب هو نعم". وعن سبب ثقة الناس ب"القوات اللبنانية التي أظهرت تنظيما وحرفية في إدارة المعركة الإنتخابية"، عزا جعجع هذه الثقة إلى "إرادة الناس في نقل هذا التنظيم والحرفية إلى داخل مؤسسات الدولة". وختم متوجها للقواتيين، بالقول: "كان بدا وبالفعل كنتوا أدا".