المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 27 تشرين الثاني/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.november27.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عِنْدَمَا تُعَامِلُونَ النَّاسَ بِالانْحِيَازِ وَالتَّمْيِيزِ، تَرْتَكِبُونَ خَطِيئَةً وَتَحْكُمُ عَلَيْكُمُ الشَّرِيعَةُ بِاعْتِبَارِكُمْ مُخَالِفِينَ لَهَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص: لا المشاورات ولا الحوارات هي الحل لإحتلال حزب الله للبنان، بل المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية والإلتزام بالدستور وبالشرعيتين العربية والدولية

الياس بجاني/بالصوت والنص/أي مقاربة لاحتلال حزب الله بغير القرارات الدولية والدستور هو مجرد خدّاع واستسلام لواقع الاحتلال

الياس بجاني/العهد ومسلسل المسميات

الياس بجاني/س- س والفشل الأكيد الأكيد

الياس بجاني/حملة الأزرق والأورونج الإعلامية ضد السعودية هي غباء وانتحار

الياس بجاني/ليكن كلامنا دون ذمية وتشاطر بكل ما يتعلق باحتلال حزب الله وبسلاحه الإرهابي

الياس بجاني/الذمي يلي بيخاف يقول ان حزب الله ارهابي لا هو سيادي وشامم ريحتها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/مقابلة مع النائب عقاب صقر من تلفزيون ال بي سي/برنامج نهاركم سعيد/الأحد 26 تشرين الثاني/17

فيديو مقابلة من ال او تي في مع (برنامج حوار اليوم ) بيار ابي صعب - نائب رئيس تحرير صحيفة الأخبار/الأحد 26 تشرين الثاني/17

فيديو/مقابلة من تلفزيون ال او تو في مع السفير عبدالله بو حبيب (سفير لبنان السابق في واشنطن) والاعلامي بقناة المنار محمد شري/الأحد 26 تشرين الثاني/17

فيديو مقابلة من تلفزيون الجديد مع الصحافي سركيس نعوم ضيف برنامج الحدث حلقة كاملة/الأحد 26 تشرين الثاني/17

مشاورات مكثفة للرئيس اللبناني مع الأطراف السياسية للخروج من الأزمة/صقر: جعجع لم ولن يخون الحريري

د.فارس سعيد/مارسيل غانم شجاعة من دون وقاحة صلابة من دون قساوة و الأهم اذا نالوا من كرامته سيعلّمون كل أحرار لبنان درساً نحن معك ما تخاف منهم

الطبقة السياسية اللبنانية الحالية/خليل حلو/فايسبوك

الحريري: لن نقبل بمواقف «حزب الله» التي تستهدف استقرار أشقائنا وقال إن شروطه الأساسية تحييد لبنان وإبعاده عن الحرائق

شاعر المقاومة مصطفى سبيتي... يؤله نصر الله ويسيء للعذراء والمسيح

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/11/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لبنان أمام خيارين: إما التسوية السياسية أو الفوضى

ريفي: عدم مشاركة لبنان في مؤتمر التحالف الإسلامي في السعودية تأكيد إضافي على إختطاف حزب الله للقرار الرسمي

حزب الله.. عائد إلى لبنان؟

لقاء مرتقب بين الحريري وجعجع

شمعون من دير القمر: حلفنا طبيعي في الشوف فالمسيحي لا يعيش من دون الدرزي ولا السني

الإمارات: الخليج مع استقرار لبنان

الحريري: حل سلاح “حزب الله” إقليمي وليس داخلياً والسعودية كرّمت الوالد وأكرمتنا ولحم أكتافنا منها"

“القوات” رداً على أحمد الحريري: “إعلان النيات” خريطة الطريق التي تقود إلى نأي فعلي بالنفس

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

محمد بن سلمان: الإرهاب شوّه سمعة الإسلام

الجعفري: لولا داعش لما وحدنا جبهات المقاومة

حان الوقت ان تستغني اسرائيل عن خدمات بشار الاسد/إيدي كوهين/موقع ايلاف

فضيحة تهز الملالي.. قائد الحرس الثوري يعترف: نحن من خلقنا داعش وقد حقق أهدافنا!

الحرس الثوري يتوعّد أوروبا بالصواريخ الإيرانية وأكد قدرته على زيادة مداها لأكثر من ألفي كيلومتر

«التحالف الإسلامي» يُقرّ العمل الجماعي لمحاربة خطر الإرهاب وشدد في بيانه الختامي على أهمية الجهد المشترك

المعارضة دعت للالتزام بمفاوضات مباشرة في جنيف ودمشق وافقت على مؤتمر سوتشي

57 قتيلاً في قصف لنظام الأسد وروسيا استهدف الغوطة ودير الزور

رئيس وزراء البحرين: الإرهاب لادين له ونحتاج إلى الوحدة والحزم والعمل المشترك لاجتثاثه

3 ملفات أمام مفاوضات جنيف... ومؤتمر سوتشي على نار هادئة ودمشق ترفض بحث الدستور في الخارج... وتستعجل طرح ملف الإعمار

عمرو أديب يهاجم الأزهر لرفضه تكفير منفذي هجوم مسجد الروضة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 لحظة إقليمية «مأزقية» لم يتحضّر لها الداخل بعد/وسام سعادة/المستقبل

محمد بن سلمان وسعد الحريري… ولبنان وإيران/خيرالله خيرالله/العرب

صفقة رباعية قيد الإعداد/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الحيوية السياسية رئاسيًا وحكوميًا هل أصبحت الأزمة وراءنا/الهام فريحة/الأنوار

عشرُ عِبرٍ من أزمةٍ واحدة/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

«التيار» لـ«القوات»: «موقفكم فاجأنا!»/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

هـل أخطأ سعد الحريري/عزت صافي/الحياة

أكراد سورية هدية جديدة لطهران/حازم الامين/الحياة

تراجيديا سعد الحريري/حازم الأمين/الحرة

لبنان: قراءة بين «احتلالين»/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

الاستقلال اللبناني… المسرح والساحة/إلياس خوري/القدس العربي

مواجهة «هتلر» الجديد/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

بائع الترمس/سمير عطا الله/الشرق الأوسط/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

محمد بن سلمان... فريدمان واللاءات الثلاث/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

الإخوان المسلمون... كرٌّ وفرٌّ في السياسة والآيديولوجيا/علي العميم/الشرق الأوسط

حتمية العنف لمواجهة الإرهاب/الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح/السياسة

عن الانتقائية الإيرانية للإرهاب/سعاد عزيز/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رعد: قطعنا شوطا كبيرا في إعادة الوضع إلى طبيعته

الساحلي: لبنان تجنب الفتنة بوعي أبنائه وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة

خليل مثل بري في سباق كلنا للوطن في صور: الوحدة الوطنية حمت الاستقرار

فنيش: تجاوزنا مشروع فتنة جديد أريد للبنانيين الوقوع فيه

حسن فضل الله: تركيبة لبنان أثبتت أنها عصية على محاولات الاختراق حميد: الحكمة والوعي والإدارة الحكيمة أحبطت المشروعات الفتنوية

 

تفاصيل النشرة

عِنْدَمَا تُعَامِلُونَ النَّاسَ بِالانْحِيَازِ وَالتَّمْيِيزِ، تَرْتَكِبُونَ خَطِيئَةً وَتَحْكُمُ عَلَيْكُمُ الشَّرِيعَةُ بِاعْتِبَارِكُمْ مُخَالِفِينَ لَهَا

رسالة القديس يعقوب/02/من01حتى10/يا اخْوَتِي، نَظَراً لإِيمَانِكُمْ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، رَبِّ الْمَجْدِ، لاَ تُعَامِلُوا النَّاسَ بِالانْحِيَازِ وَالتَّمْيِيزِ! لِنَفْرِضْ أَنَّ إِنْسَانَيْنِ دَخَلاَ مَجْمَعَكُمْ، أَحَدُهُمَا غَنِيٌّ يَلْبَسُ ثِيَاباً فَاخِرَةً وَيُزَيِّنُ أَصَابِعَهُ بِخَوَاتِمَ مِنْ ذَهَبٍ، وَالآخَرُ فَقِيرٌ يَلْبَسُ ثِيَاباً رِثَّةً. فَإِنْ رَحَّبْتُمْ بِالْغَنِيِّ قَائِلِينَ: «تَفَضَّلْ، اجْلِسْ هُنَا فِي الصَّدْرِ!» ثُمَّ قُلْتُمْ لِلْفَقِيرِ: «وَأَنْتَ، قِفْ هُنَاكَ، أَوِ اقْعُدْ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ أَقْدَامِنَا!» فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤَكِّدُ أَنَّكُمْ تُمَيِّزُونَ بَيْنَ النَّاسِ بِحَسَبِ طَبَقَاتِهِمْ، جَاعِلِينَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ قُضَاةً ذَوِي أَفْكَارٍ سَيِّئَةٍ! فَيَاإِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، أَمَا اخْتَارَ اللهُ الْفُقَرَاءَ فِي نَظَرِ النَّاسِ لِيَجْعَلَهُمْ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَيُعْطِيَهُمْ حَقَّ الإِرْثِ فِي الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ مُحِبِّيهِ؟ وَلكِنَّكُمْ أَنْتُمْ عَامَلْتُمُ الْفَقِيرَ مُعَامَلَةً مُهِينَةً. أَلاَ تَعْرِفُونَ أَنَّ الأَغْنِيَاءَ هُمُ الَّذِينَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ وَيَجُرُّونَكُمْ إِلَى الْمَحَاكِمِ، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَهْزِئُونَ بِالْمَسِيحِ الَّذِي تَحْمِلُونَ اسْمَهُ الْجَمِيلَ؟ مَا أَحْسَنَ عَمَلَكُمْ حِينَ تُطَبِّقُونَ تِلْكَ الْقَاعِدَةَ الْمُلُوكِيَّةَ الْوَارِدَةَ فِي الْكِتَابِ: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ!» وَلكِنْ عِنْدَمَا تُعَامِلُونَ النَّاسَ بِالانْحِيَازِ وَالتَّمْيِيزِ، تَرْتَكِبُونَ خَطِيئَةً وَتَحْكُمُ عَلَيْكُمُ الشَّرِيعَةُ بِاعْتِبَارِكُمْ مُخَالِفِينَ لَهَا. فَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّ مَنْ يُطِيعُ جَمِيعَ الْوَصَايَا الْوَارِدَةِ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، وَيُخَالِفُ وَاحِدَةً مِنْهَا فَقَطْ، يَصِيرُ مُذْنِباً، تَمَاماً كَالَّذِي يُخَالِفُ الْوَصَايَا كُلَّهَا".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص: لا المشاورات ولا الحوارات هي الحل لإحتلال حزب الله للبنان، بل المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية والإلتزام بالدستور وبالشرعيتين العربية والدولية

http://eliasbejjaninews.com/?p=60620

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتMP3/لا المشاورات ولا الحوارات هي الحل لإحتلال حزب الله للبنان، بل المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية والإلتزام بالدستور وبالشرعيتين العربية والدولية/26 تشرين الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias un resolutions26.11.17.mp3

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتWMA/لا المشاورات ولا الحوارات هي الحل لإحتلال حزب الله للبنان، بل المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية والإلتزام بالدستور وبالشرعيتين العربية والدولية/26 تشرين الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias un resolutions26.11.17.wma

 

بالصوت والنص/أي مقاربة لاحتلال حزب الله بغير القرارات الدولية والدستور هو مجرد خدّاع واستسلام لواقع الاحتلال

الياس بجاني/26 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60620

*أي حوار لا يكون هدفه تنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701 والإلتزم بالدستور وبالشرعتين الدولية والعربية وإنهاء احتلال حزب الله ودويلته هو 100% خّداع وفاشل سلفاً.

*حزب الله يحتل لبنان وسلاحه هو أداة الاحتلال والإرهاب كما قمصانه السود.

*كل لبناني فرد أو مجموعة أو حزب يقول أنه سيادي ويتباهى بمعارضته للاحتلال ويخجل من تسمية سلاح الحزب بالإرهابي لا هو معارض ولا من يحزنون ويضبضب.

*المشكلة الأولى في لبنان هي احتلال حزب الله ومشروع إيران التوسعي المعادي للبنان وللعرب وللسلم في المنطقة.

*حزب الله ليس لبنانياً ولا هو من النسيج اللبناني، بل هو جيش إيراني يحتل لبنان ويأخذ بيئته وباقي كل الشرائح اللبنانية المجتمعية رهائن.

*حزب الله هو اليوم ليس فقط محتلاً للبنان، بل تهديد لأمن الدول العربية التي تقف في مواجهة مشروع إيران التوسعي والإرهابي.

*مطلوب من المعارضين لاحتلال حزب الله في لبنان أن يعترفوا أنهم عاجزين بالكامل عن مواجهة الحزب، وبالتالي يطالبون علناً ودون ذمية أو تشاطر بتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701.

*كل حوار مع حزب الله وتحت أي مسمى أكان إستراتجية دفاعية أو غيرها هو مضيعة للوقت وإعطاء الحزب المزيد من الوقت والفرص لإلغاء كل ما هو لبنان من دولة ودستور وتعايش ودور وهوية وتأريخ وحريات وديمقراطية.

*الحملة الإرهابية القضائية التي تطاول مواطنين ومسؤولين وإعلاميين وفنانين تندرج في سياق عملية ارهابية ممنهجة لكل معارض لاحتلال حزب الله للبنان.

*مطلوب قيام جبهة لبنانية وطنية عابرة للطوائف لمواجهة احتلال حزب الله والفريق التابع له.

* من الضرة التنبه إلى أن القانون الانتخابي الذي اقر مؤخراً ربما قد يكون الأداة الدستورية التي ستمكن حزب الله من الهيمنة عددياً على مجلس النواب وبالتالي تشريع احتلاله وسلاحه ودويلته.

*المطالبة بالنأي بالنفس خدعة وملهاة وهراء بظل استمرارية حزب الله

*بمحبة نقول لكل حزبي لبناني تحديداً يدعي انه سيادي ودستوري وضد الصفقة الخطيئة وبنفس الوق ويخاف بذمية وجبن ان يقول بأن حزب الله هو ارهابي..نقول له رجاء يضبضب ويعيرنا سكوته. 

 

ودائع حزب الله داخل تيار المستقبل وراء خذعبلتي قلة وفاء البعض للحريري

الياس بجاني/26 تشرين الثاني/17

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

يروج بدهاء وخبث فريق حزب الله داخل تيار المستقبل وجله من الودائع الطرواديين..يروج ويسوّق هذا الفريق بواسطة ابواق وصنوج إعلام الممانعة وأبواقه وبوقاحة لخزعبلتي خيانة البعض للحريري وكتابتهم تقارير ضده للسعودية ولعدد من السفارات.. العجيب الغريب هنا في أمر هذا الفريق هو الغباء والأوهام وكأن حكام السعودية وغيرهم من المسؤولين العرب لم يكونوا عالمين 100% وغير راضين وغاضبين من تماهي الحريري وبعض فريقه مع مشروع حزب الله الخطير والمعادي للبنان والعرب.

 

العهد ومسلسل المسميات

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/17

لم تعد عباءة العهد تتسع لمسميات جديدة، القوي، بي الكل، الوحدة الوطنية، الحكمة، الإصلاح والتغيير، الانتصارات، التريث، الحزم، الرؤية، الإستراتجية، المقاومة والتحرير والخ..بيكفي .

ارحمونا

 

س- س والفشل الأكيد الأكيد

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/17

الفاشلون عشرات المرات كركني صفقة الخطيئة ال 14 آذاريين المرتدين (س-س) لن يعرفا النجاح لا اليوم ولا في أي يوم وهما كالخريف وأوراقة المتساقطة.. وفالج لا تعالج

 

حملة الأزرق والأورونج الإعلامية ضد السعودية هي غباء وانتحار

الياس بجاني/24 تشرين الثاني/17

هل يتوهم المستقبل والتيار الباسيلي والودائع عندهما انهم انتصروا على السعودية؟ حملتهم الإعلامية العدائية ضدها هي انتحار وغباء 100%

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/مقابلة مع النائب عقاب صقر من تلفزيون ال بي سي/برنامج نهاركم سعيد/الأحد 26 تشرين الثاني/17

https://www.youtube.com/watch?v=UrS-hezlo4M

 

فيديو مقابلة من ال او تي في مع (برنامج حوار اليوم ) بيار ابي صعب - نائب رئيس تحرير صحيفة الأخبار/الأحد 26 تشرين الثاني/17

https://www.youtube.com/watch?v=9VpGqUbSzlM&t=43s

 

فيديو/مقابلة من تلفزيون ال او تو في مع السفير عبدالله بو حبيب (سفير لبنان السابق في واشنطن) والاعلامي بقناة المنار محمد شري/الأحد 26 تشرين الثاني/17

https://www.youtube.com/watch?v=7o3RA6Koup8

 

فيديو مقابلة من تلفزيون الجديد مع الصحافي سركيس نعوم ضيف برنامج الحدث حلقة كاملة/الأحد 26 تشرين الثاني/17

https://www.youtube.com/watch?v=dPwFJQZLsYc

 

مشاورات مكثفة للرئيس اللبناني مع الأطراف السياسية للخروج من الأزمة/صقر: جعجع لم ولن يخون الحريري

بيروت – “السياسة” /26 تشرين الثاني/17/يباشر رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم، سلسلة لقاءات تشاورية مع الأطراف السياسية، في إطار البحث معها في الشروط التي حددها الرئيس سعد الحريري للعودة عن استقالته، في مرحلة التريث التي وضعها لنفسه، على أمل أن ينجح عون في الحصول على موافقة حليفه “حزب الله” على هذه الشروط. وقالت مصادر مطلعة إن الشروط تركز على ضرورة تحييد لبنان والتزام النأي بالنفس والتشديد على مرجعية اتفاق الطائف، على أن يلتقي رئيس الجمهورية في نهاية مشاوراته الأسبوع الجاري، رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس الحريري لوضعهما في الأجواء، ومن ثم يصار إلى اتخاذ الإجراء المناسب بما يتصل بالأزمة الحكومية، سواء بإعادة التأكيد على مضمون البيان الوزاري للحكومة الحالية، أو تشكيل حكومة جديدة وفق بيان وزاري يستجيب لشروط الحريري. وعلم أن عون سيحاول الخروج بتصور مشترك للحل، قبل سفره إلى إيطاليا بعد غد الأربعاء، على أن يضع القوى السياسية في أجوائه، تمهيداً للإتفاق على الصيغة التي سيصار إلى اعتمادها للخروج من المأزق، حرصاً على مصلحة لبنان وشعبه. وكشفت مصادر وزارية لـ”السياسة”، أن الحريري ينتظر أجوبة عون التي في ضوئها سيتخذ قراره الذي لن يكون بعيداً، مشيرة إلى أن لا جلسة لمجلس الوزراء قبل حل الأزمة القائمة.

وقال وزير المالية علي حسن خليل إن “حركة أمل” ستشارك بفاعلية في المشاورات الرئاسية لتجاوز مرحلة تريث الحريري، إلى العودة عنها، مضيفاً إن الأسابيع الأخيرة أثبتت أن الوحدة الوطنية حمت استقرار لبنان . من جهته، شدد النائب عقاب صقر على أن خياراً واحداً يلتزم فيه “تيار المستقبل”، هو خيار الحريري بتجديد التسوية وتقويتها على أساس التسوية، لا الغلبة، وهو خيار يحفظ الاستقرار والسلم الأهلي، مؤكداً عدم وجود صدع في العلاقات بين الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. ودعا المصطادين في الماء العكر إلى التوقف عن الحديث في هذا الموضوع، مضيفاً إن جعجع ليس بخائن ولم ولن يخون الحريري. وأكد في مقابلة مع قناة “ال بي سي” أنهم “بانتظار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، للرد على حديث قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري بشأن سلاح حزب الله”، معتبرا الحديث الإيراني بمثابة “انتكاسة”، وقال “في خياراتنا نأخذ بعين الاعتبار مصالحنا وعلاقاتنا بدول الجوار”، لافتاً إلى أنه لم يسمع أي تعليق من المعترضين على التدخل السعودي، على حديث جعفري. وشدد على أن الرئيس الحريري لم يكن محتجزاً وأنه كان يعبر عن ما كان يقوله له “حرف بحرف”، جازماً بأن كل المصادر التي تتحدث عن مساءلة الرئيس الحريري في السعودية في ملفات مالية هي كاذبة. وأضاف أن “التواصل مع الرئيس الحريري كان يومياً وكل الزعم بأن الاتصال به كان منقطعاً لا أساس له من الصحة”، و”اليوم خرج الرئيس الحريري من الرياض وخرجت عائلته وهو لا يزال يؤكد أن وجوده في السعودية لم يكن احتجازا”. بدوره، اعتبر النائب جورج عدوان أن استقالة الحريري، سببها وجود فريق في لبنان يتدخل في شؤون الدول العربية، وقراره غير مرتبط بالدولة يستأثر بقرار السلم والحرب ويهاجم الدول العربية، مشدداً على وجوب معالجة أساس المشكلة. وقال إن التريث الذي اعتمده الحريري سببه وجود مبادرة داخلية وخارجية تحاول أن تعمل على التطبيق الفعلي لسياسة النأي بالنفس.

 

د.فارس سعيد/مارسيل غانم شجاعة من دون وقاحة صلابة من دون قساوة و الأهم اذا نالوا من كرامته سيعلّمون كل أحرار لبنان درساً نحن معك ما تخاف منهم

تويتر/26 تشرين الثاني/17

*العماد عون الذي فشِل في إرسال وزير دفاع لبنان الى الرياض نزولاً لرغبة حزب الله سيفشٓل في إقناع حزب الله بالإلتزام بالدستور و قرارات الشرعية الدولية استشارات بعبدا إخراج غير موفق

*إلغاء زيارة وزير الدفاع الى الرياض للمشاركة في مؤتمر اسلامي لمكافحة الاٍرهاب من قبل الجانب اللبناني محيّر خاصة ان لبنان خبير في مكافحة الإرهاب

عد تريّث الحريري يتحمّل عون وحده مسؤولية إقناع حزب الله لأنه ١-قوي٢-رئيس٣-زعيم٤-صديق حزب الله......#سنلتقي

*أول إشارة تؤكد ان حزب الله لن يغييّر في سلوكه حتى بعد استقالة الحريري "مونته"على لبنان التي أدّت الى غياب وزير الدفاع في اجتماع التحالف الاسلامي ضد الاٍرهاب في الرياض.إستفيقوا..#سنلتقي

*هناك من يراهن ان التسوية صامدة وانا احترم رأيه  شرط ان يبدّل اسم التسوية و يطلق عليها اسم"الأستسلام لشروط حزب الله" من أجل الإستقرار

*مارسيل غانم شجاعة من دون وقاحة صلابة من دون قساوة و الأهم اذا نالوا من كرامته سيعلّمون كل أحرار لبنان درساً نحن معك ما تخاف منهم

 

الطبقة السياسية اللبنانية الحالية

خليل حلو/فايسبوك/26 تشرين الثاني/17

الطبقة السياسية اللبنانية الحالية بمعظمها هي وليدة من مزيج من 30 سنة من الإحتلال السوري وهيمنة السلاح خارج الدولة وجهل قسم من اللبنانيين لتاريخهم المشرف والفساد الأخلاقي الذي نتج عنه فساد مالي وإقتصادي وسياسي. الطبقة السياسية الفاسدة تمعن في ضرب الدستور والدوس على القوانين وزرع الجهل والتجهيل في عقول المواطنين فادخلت في عقول الناس قناعات سياسية لا علاقة لها لا بالسياسة ولا بالأصول ولا بالأخلاق بحيث أصبح الشواذ قاعدة والقاعدة شواذ. على سبيل المثال:

1) السلاح غير الشرعي خارج الدولة أصبح عادياص ومقبولاً وخارج التداول لدى جيل كامل من الشباب كبر على وجوده وهو بالنسبة له غير مهم وهناك أموراً أهم ... وهذه هرطقة وطنية بإمتياز لأن السلاح خارج الدولة يهيمن ويقوض القرار الوطني.

2) لسنوات طويلة حولت الطبقة السياسية الفاسدة والمتسلحة بالسلاح غير الشرعي والمتظللين بهذا السلاح غير الشرعي مواد الدستور إلى نصوص بحاجة لترجمة بعدما كانت هذه النصوص واضحة منذ العام 1920، وأصبح تطبيق الدستور بحاجة إلى تفسيرات وإلى إثبات ما يسمى بالميثاقية. إستناداً إلى ما سموه الميثاقية أقفلوا مجلس النواب لسنوات، وها هم اليوم يتحدثون عن إحترام الدستور بعدما داسوا عليه طويلاً ووصلوا إلى غاياتهم. بإسم الميثاقية منعوا إنتخاب رئيس جمهورية لمدة سنتين وخمسة أشهر. بإسم الميثاقية منعوا الدولة من بسط سيادتها على الأراضي اللبنانية وما يزالون.

3) بعد إختراع عبارة "الميثاقية" واستعمالها للهيمنة على القرار السياسي راحوا يتكلمون عن حقوق الطوائف بدلاً من العمل على حقوق المواطن، وترسخت ثقافة حقوق الطوائف بحيث ألغي المواطن تماماً.

3) حولوا عبارة النأي بالنفس إلى هدف وطني، وهو أمر سخيف وسطحي ودليل جهل عارم. النأي بالنفس عبارة إستعملت للإمتناع عن التصويت في مجلس الأمن الدولي عندما كان لبنان عضواً في هذا المجلس. الناي بالنفس لا وجود له في السياسة والعبارة الصحيحة هي "حياد لبنان في صراعات المنطقة" أو تحييد لبنان كما يحلو للبعض ... وها هي اليوم عبارة النأي بالنفس تصبح في التداول وتترسخ في عقول المواطنين بسبب بحر الجهل الذي يسبح ويتنعم فيه السياسيون بمعظمهم.

4) التريث ... التريث هرطقة دستورية. لا وجود للتريث في الدستور. إما أن رئيس الوزراء مستقيل أو عاد عن إستقالته. لا يمكن أن يكون رئيس الوزارة مستقيلاً ومتريثاً، هذه هرطقة ...

عودتم الشعب أيها الفاسدون اللاأخلاقيون على شتى أنواع الكذب والتكاذب والإمعان في محو الذاكرة وتمعنون في جعل الجيل الجديد جيلاً بدون ذاكرة وبدون معالم وطنية وتحطمون أحلامه. جعلتموه يركز إهتماماته على فسادكم وشتتم أنظاره عن قضايا اساسية مصيرية جعلها فسادكم وقلة أخلاقكم غير منظورة. الشيء الوحيد الإيجابي في كل ذلك هو أن هذا الجيل الجديد لا يقرأ أحد منكم ويعتبركم سرطاناً في وجه أحلامه وطموحاته ... شكراً لكم، فهذ سيساعد على التخلص منكم يوماً في صناديق الإقتراع.

 

الحريري: لن نقبل بمواقف «حزب الله» التي تستهدف استقرار أشقائنا وقال إن شروطه الأساسية تحييد لبنان وإبعاده عن الحرائق

الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/17/أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أنّه لن يقبل بمواقف «حزب الله» التي «تمس بأشقائنا العرب، أو تستهدف أمن واستقرار دولهم»، وتحدث عن «جدية بالاتصالات والحوارات القائمة للاستجابة لطروحاتنا»، داعياً للبناء عليها.

وجدد الحريري، خلال استقباله أمس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، شروطه الأساسية للعودة عن استقالته، واختصرها بـ«تحييد لبنان، وإبعاده عن الحرائق والحروب بالمنطقة، وتطبيق سياسة النأي بالنفس عملياً؛ بالممارسات والسياسات المتبعة، والالتزام باتفاق الطائف»، وقال: «ما نقوم به من جهد واتصالات هو لخدمة البلد والناس، وخطوة التريث التي اتخذناها بناء على طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هي لإعطاء فرصة لمناقشة وبحث مطالبنا». وشكر الحريري أعضاء المجلس على «مواقفهم الوطنية الجامعة» خلال «الأزمة الصعبة التي مررنا بها، والتي جعلت من دار الفتوى - كما مجلسكم الكريم - مرجعية وطنية لكل اللبنانيين، كما هي لكل المسلمين، وأكدت على توجهاتها وثوابتها في الحفاظ على الوحدة الوطنية»، وأضاف: «لقد كشفت هذه الأزمة نيات وتوجهات البعض لضرب الاستقرار، واستهداف البلد لغايات ومصالح خاصة، ونحن تصدينا وسنتصدى لهؤلاء بكل إمكاناتنا، لأجل الحفاظ على الوحدة والاستقرار والنهوض بلبنان نحو الأفضل». وحذر الحريري من «أقاويل وإشاعات خبيثة تبث بين الناس لاستهداف أهل السنّة، تارة باتهامنا بالتنازلات من هنا، وتارة أخرى بالتهاون بمصالح وحقوق السنة عموماً»، مشدداً على أن هذا كله «كلام سياسي هدفه محاولة هدم هذا الكيان السني الذي تمثله دار الفتوى ورئاسة الحكومة لغايات ومصالح شخصية»، وقال: «من موقعي كرئيس للحكومة، أؤكد لكم حرصي الشديد على حقوق السنّة، كما سائر المذاهب والطوائف الأخرى في الوطن. لنا حقوق سنأخذها، ولن نتهاون فيها، لأن هذا من حقنا».

وتوجه إلى أعضاء المجلس، قائلاً: «واجبي أن أجمع الناس على الخير، وخصوصاً الذين يريدون الحفاظ على مصلحة الوطن العليا ووحدته واستقراره. أما الذين يريدون شراً بلبنان لغايات محلية أو خارجية، سأتصدى لهم وأواجههم بكل قوة»، واعتبر أن «الأعباء الملقاة على دار الفتوى وعليكم جسيمة، وأعتقد أن التفاف اللبنانيين من حولكم يرتب عليكم مهمات ترشيد الخطاب الديني، وتوعية المواطنين لمنع استغلال بعض المنابر الدينية لغايات وأهداف سياسية ضد مصلحة لبنان واللبنانيين، وضرورة محاربة كل أشكال التطرف والغلو من أي جهة أتت، واعتماد الخطاب الديني الجامع لأننا نحن أهل اعتدال وتسامح»، وقال: «نحن مستهدفون بالمنطقة. وإذا لم نكن حكماء بمعالجة الأمور، وتجنب المزايدات والمهاترات، فسندخل البلد بمتاهات صعبة، ونجره إلى الخراب». كما تطرق الحريري إلى المطالبة بمشروع العفو العام، فأكد أن «العمل متواصل بخصوصه لأنه ملف معقد يتطلب عملاً دؤوباً ووقتاً طويلاً لإنجازه»، وأضاف: «أما بالنسبة للتعطيل يوم الجمعة، فهناك مشروع قانون في المجلس النيابي بهذا الخصوص». وفيما يخص موضوع الوظائف العامة، أكد حرصه على «عدم التنازل عن أي وظيفة أو موقع، وهذا حق لنا - كما للآخرين - وسنعمل على توزيع هذه الوظائف على المناطق على أساس الكفاءة».

 

شاعر المقاومة مصطفى سبيتي... يؤله نصر الله ويسيء للعذراء والمسيح !

لبنان الجديد/26 تشرين الثاني/17/بالتأكيد ستحترم خصمك أو من يخالفك الرأي في أي قضية سياسية أو دينية عندما يكون هذا الخصم ملتزما بوحدة معايير لناحية التقييم والأخلاق وقد ترفع له القبعة كإشارة لسمو رأيه وعدم إزدواجيته ونظرته للأمور على قاعدة الحق والباطل لا التلون حسب المصالح السياسية ومعيار القوة والأمر الواقع. لهذا ، يلام حزب الله كثيرا من قبل الأصدقاء قبل الخصوم على تناقضاته في تقييم أي شخصية سياسية أو رأي أو قضية مطروحة ويلتزم بمبدأ " مطاط " وهو أن لا يخالفه أي أحد أو يناقشه في سلاحه وليفعل هذا الشخص أي شيء ويقول أي كلام شرط أن لا يقترب من الحزب وقياديه ولا مانع بأن يقوم هذا الشخص بتأليه السيد حسن نصر الله أو بالحد الأدنى أن يضعه في مقام القديسين والأنبياء. هذا ما حصل اليوم مع شاعر " المقاومة والممانعة " مصطفى سبيتي الذي صدم متابعيه اليوم بستاتس تعرض فيه بالإهانة للسيدة مريم العذراء ( ع ) وللسيد المسيح ( ع ) فكتب عبر حسابه على الفايسبوك :" انا حزين . لماذا لم يكلفني الله بمضاجعة العذراء مريم لكي أنجب عيسى المسيح ؟؟!! " هذا الستاتس الذي يعتبر مسا بالذات الإلهية وتهكما على مقدسات المسيحيين في وطن كلبنان يعتبر فيه هذا الكلام تهديدا للسلم الأهلي مر مرور الكرام لدى جمهور المقاومة وقيادة حزب الله والسبب بسيط وهو أن مصطفى سبيتي هو شاعر هذه المقاومة ويقدس حسن نصر الله ويضعه في مقام الآلهة. الستاتس المستفز لشعور المسيحيين من قبل شاعر المقاومة التي تدعي حماية الأقليات والمسيحيين لاقت إعتراضا كبيرا من المسيحيين الذين طالبوا بمحاسبة هذا الشاعر وسوقه إلى العدالة خصوصا أنه منذ أسابيع فقط طالعنا أحد جهابذة الإعلام في محور حزب الله حبيب فياض بمحاضرة عن الدفاع عن الله وإستنكار المس بالذات الإلهية وإنسحب من برنامج كان يجمعه مع شارل جبور. فهل سيسلم حزب الله مصطفى سبيتي إلى العدالة أو سيكتفي بالطلب منه لحذف البوست كما فعل سريعا؟!

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/11/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تطورات المنطقة تقدمت على مستجدات الوضع المحلي، لكن ينتظر أن يعمم القصر الجمهوري غدا ما يتعلق بمشاورات رئاسية ستشمل الكتل والأحزاب النيابية الممثلة في الحكومة، وتلك غير الممثلة بهدف الوصول لرؤية معينة، ينطلق منها الرئيس ميشال عون لمعالجة الوضع على أن يضع الرئيسين بري والحريري بالتصور.

إلى ذلك، شهدت بيروت موقفا بارزا للرئيس سعد الحريري يركز فيه على أهمية النأي بالنفس، وشن هجوما على "حزب الله" وايران، مشيرا إلى ان الحل بالنسبة لسلاح "حزب الله" هو اقليمي. ورغم كلام الرئيس الحريري قالت أوساط "حزب الله" إن المرحلة محكومة بتفاهمات لبنانية موجودة في الأساس، والمطلوب تثميرها على أن تتم انطلاقة متجددة للحكومة.

وفي المنطقة، أول إجتماع لوزراء دفاع دول التحالف الإسلامي بمشاركة نحو أربعين دولة، انتهى ببيان فيه عزم على التصدي للارهاب الذي يشوه صورة الإسلام. أما في اليمن فقد رست أول سفينة تحمل الدقيق في ميناء الحديدة، بعد أسبوعين من حصار التحالف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في يوم الإستقلال، وبين وسط بيروت وبعبدا، نقاش على متن سيارة، فتمن رئاسي، ثم تريث حريري.

ومن بعبدا إلى بيت الوسط، قطار تشاور تطلقه غدا الرئاسة الأولى وتسهم فيه الرئاسة الثانية بفعالية، بحسب ما أكد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل في نصف ماراتون الاستقلال، فهل يصل التفاهم إلى خط النهاية ويفوز لبنان؟. كل المؤشرات تدل على ذلك، اللهم إلا إذا حصل ما لم يكن في الحسبان، فجميع القوى التي ستشارك في التشاور ستجدد تأكيدها التضامن والالتزام الوطنيين، للتوصل إلى تفاهم تظلله المصلحة الوطنية وبيانها الوزاري.

كل ما تقدم ظهره الإصرار اللبناني على احتواء الوضع الحكومي المتموج، والعبور بسفينة الوطن نحو بر الأمان، وبقوة دفع محلية، مع حديث عن أشرعة دولية ينحصر دورها بتسهيل التسوية الداخلية.

تجاوز القطوع الذي مر به لبنان، تؤكده بعض المواقف والتصريحات التي تصوب على التريث والتفاهم، ولكن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء.

التقدم السياسي لا يقتصر على لبنان بل يترجم في سوريا أيضا، بقمة ثلاثية الدفع، وتشاور الإثنين لبنانيا يتبعه تحاور الثلاثاء سوريا في جنيف ضمن جولة ثامنة. هذا في وقت خرج فيه اجتماع وزراء دفاع دول إسلامية في الرياض، بالالتزام بتأمين القدرات العسكرية لمنع التنظيمات الإرهابية من تنظيم صفوفها. فهل هي خطوة كافية؟.

كالداخل بين البصلة وقشرتها، "تحركش" دونالد ترامب بقناة CNN، فغرد قائلا إن "فوكس نيوز" أهم منها بكثير، وهي تمثل الولايات المتحدة بشكل ضعيف جدا، فردت CNN على التغريدة بتغريدة تقول: "ليس واجبنا أن نمثل الولايات المتحدة بل واجبك، وعملنا نقل الأخبار". بإختصار تم قصف الجبهة وفق المصطلح الشائع في العالم الافتراضي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أسبوع سياسي ناشط يفترض أن يشهده لبنان، طالعه استشارات سيدعو إليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غدا.

خطوة إضافية على طريق اعادة الأوضاع إلى طبيعتها وتمتين الوحدة، بعد القطوع الذي كاد أن يكبل البلد في أزمة لم يعهدها من قبل، وتلحقه بأزمات المنطقة لولا حكمة المسؤولين فيه.

مصادر القصر تؤكد أن "مشاورات اليوم الواحد"، ستشمل كل القوى السياسية المتمثلة في الحكومة بالاضافة إلى حزب "الكتائب"، وستتوج بلقاء الرئيس عون برئيسي المجلس النيابي والحكومة، والهدف استعادة الحياة السياسية التي احتجزت مع غياب الحريري في الرياض، العاصمة التي استضافت اليوم أربعين وزير دفاع دولة تحت عنوان محاربة الارهاب، إلا ان المفارقة غياب وزراء الدفاع في الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق وسوريا ولبنان عن الاجتماع. فما جدوى لقاء لاداء مهمة شارفت على نهايتها، وبدون الجهات التي حاربت فعلا الارهاب على الأرض وهزمته؟، أليس من الأجدى للحضور عوضا من القاء الخطابات والتلطي وراء الشعارات، الاصغاء إلى تجربة هذه الدول في القضاء على الآفة والجرثومة التي نمت وتطورت في مختبرات دول تزعم الريادة في الحرب على الارهاب؟.

ثم ان سلمنا جدلا أن هؤلاء احتشدوا لمحاربة ارهاب الجماعات، فمن يحارب ارهاب الدول؟، أليس ما يجري على اليمن من حرب وابادة ارهابا؟، أليست الحرب على الطفولة ارهابا؟، الا يعتبر تجويع شعب بأكمله وتدمير بلد ارهابا؟.

"اليونيسيف"، المنظمة التابعة للأمم المتحدة، وصفت ما يجري في اليمن بأنها حرب على الطفولة، وان هذا البلد بات من أسوأ المناطق في العالم بالنسبة للأطفال، وان احد عشر مليون طفل بحاجة لمساعدات عاجلة.

ألم يطرق مسامع هؤلاء أو تقع أبصارهم على مشاهد لأطفال يخبرون عن مجاعة العصر؟. أقل ما يقال إن الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم. والساكت عن الحق شيطان أخرس. فما أكثر الشياطين الخرس والمثرثرين في عالمنا اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

غدا أسبوع جديد ومرحلة جديدة في الأزمة الحكومية، رئيس الجمهورية ميشال عون سينتقل من المرحلة الأولى التي ارتكزت على استيعاب صدمة استقالة الحريري سياسيا وأمنيا واقتصاديا، إلى المرحلة الثانية. وتقضي المرحلة الجديدة بإجراء مشاورات مكثفة مع الكتل النيابية، توصلا إلى تسوية جديدة بين الأفرقاء اللبنانيين.

المشاورات ستستمر يومي الاثنين والثلاثاء، يسافر بعدها الرئيس إلى روما في زيارة تستمر إلى يوم الجمعة المقبل. وبالتالي فإن القرار المنتظر بالنسبة إلى الحكومة لن يتبلور قبل نهاية الأسبوع الطالع أو بداية الأسبوع الذي يليه.

احتمالات ما بعد المشاورات تنحصر بأربعة، الأول العودة عن الاستقالة، الثاني الاستقالة وتشكيل حكومة جديدة، الاحتمال الثالث تعديل الحكومة الحالية، أما الرابع فتحول الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال واجراء انتخابات مبكرة.

توازيا عاد الهم الاجتماعي- المطلبي إلى دائرة الضوء، مع تأكيد العلمين تنفيذ الاضراب في 28 و29 الجاري.

اقليميا، الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الاسلامي المنعقد في السعودية، استأثر باهتمام استثنائي، لأنه يأتي في وقت دقيق محليا واقليميا. واللافت ان لبنان سحب مشاركته فيه، بعدما كان قرر المشاركة عبر وزير الدفاع. وقد ذكرت مصادر رسمية، ان سحب المشاركة جاء بعدما تبين للحكومة ولو في وقت متأخر، ان لبنان ليس عضوا في التحالف لمحاربة الارهاب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إذا كانت الكلمة تعني "تكريس ما هو طبيعي"، فالتطبيع عنوان المرحلة الراهنة حكوميا، ورفضه مع العدو الإسرائيلي عنوان جميع المراحل وطنيا وسياسيا وثقافيا وقضائيا.

فعلى المستوى الأول، وعلى وقع تبشير كل من "حزب الله" وحركة "أمل"، وبضع الفاعلين في تيار "المستقبل"، بقرب عودة العمل إلى ما كان عليه، يطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غدا يوما طويلا من المشاورات مع أركان المشهد السياسي اللبناني، تحت عنوان عريض واحد، هو تكريس خطاب القسم الذي أجمع على الإشادة بمضمونه اللبنانيون، وانبثق منه البيان الوزاري لحكومة استعادة الثقة، التي تتأهل لاستعادة الدور.

فبحسب معلومات ال"أو تي في"، النقاش المفتوح والمنفتح في القصر الجمهوري غدا سيدور بين حدين: الأول، الدفاع كما دائما عن حرية وسيادة واستقلال لبنان، وتأكيد رفض أي تدخل خارجي بالشأن اللبناني. أما الثاني، فتحييد الوطن الصغير عن صراعات الإقليم مهما كان شكلها، تمهيدا لمعاودة مسيرة الإنجازات التي تكللت في الذكرى الأولى لانتخاب الرئيس.

أما على المستوى الثاني، فلا يزال توقيف الممثل زياد عيتاني يتفاعل في مختلف الأوساط، طارحا مجددا على بساط البحث بعض المفاهيم ومعاني الكلمات، مثل: "العدو" و"العميل" وما بينهما أو قبلهما أو بعد. علما أن في أي بلد طبيعي، يفترض أن تكون تلك الأمور من المسلمات التي لا تخضع لنقاش.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

"واستعيضوا عن الاستشارات النيابية الملزمة، بالمشاورات النيابية غير الملزمة". الاستشارات النيابية الملزمة تجري لتكليف شخصية تأليف حكومة. في وضع البلد الحالي لا لزوم لمثل هذه الاستشارات لأن هناك حكومة قائمة، لديها بيان وزاري نالت الثقة على أساسه، فلم المشاورات إذا؟.

يقال من أجل تثبيت النأي بالنفس وتحييد لبنان عن الصراعات العربية، ولكن وفق أي صيغة سيأتي هذا التوافق، إذا كان هناك توافق؟. في واقع الأمر، وفي حقيقة ما يجري، فإن الذي يجري هو لتمهيد الطريق للعودة بالوضع إلى ما كان عليه في الثالث من تشرين الثاني الجاري، أي قبل رحلة استدعاء الرئيس الحريري إلى الرياض وتلاوة بيان الاستقالة.

العودة بالوضع إلى الثالث من تشرين الثاني، تعني ما يلي:

الحكومة قائمة، بيانها الوزاري هو الذي نالت الثقة على أساسه، فلا إضافة فاصلة إليه ولا حذف فاصلة منه، وفي ما عدا ذلك باطل وهرطقة وأرانب تولد ميتة، وكل ما عدا ذلك "تسلية سياسية" في أمور استراتيجية خطيرة".

الحكومة القائمة تعني أن الرئيس الحريري، بإمكانه ان يوجه الدعوة إلى انعقادها ساعة يشاء، أما مسألة "التريث في تقديم الاستقالة" فمصطلح سياسي يراد منه الحفاظ على ماء الوجه، على الرغم من ان الأزمة أبعد بكثير من مسألة ماء الوجه، وتكاد تكون مستعصية.

إذا كان النأي بالنفس، ولتقل الأمور بكل صراحة، مطلوبا تحديدا من "حزب الله"، لا من حزب "الطاشناق" أو "الحزب الديموقراطي اللبناني"، على سبيل المثال لا الحصر، فهل سيقدم الحزب ورقة النأي؟، ولماذا؟، وفي مقابل ماذا؟، وإذا كان قادرا على تقديمها اليوم فلماذا لم يقدمها قبل استفحال الأزمة؟.

يخشى ان يكون المأزق الواقع فيه البلد اليوم يقوم على المعادلة التالية: لا "حزب الله" قادر على تقديم ورقة النأي بالنفس، في عز انخراطه في صراعات المنطقة، والتجارب أثبتت ذلك، ولا الرئيس الحريري قادر على انتزاع ورقة النأي بالنفس لأنه ليس في وضع يستطيع فيه انتزاع أي شيء، والتجارب أثبتت ذلك.

لذا لا عيب في القول إن الجميع يدورون في حلقة مفرغة: فعلى رغم كل محاولات حفظ ماء الوجه، فإن ما بعد 4 تشرين الثاني غير ما قبله: التحالفات تبدلت داخليا وخارجيا. لقد دخل الجميع في نفق الغموض غير البناء الذي يؤدي إلى البلبلة، ومن عوارضها ان وزير الدفاع يعقوب الصراف كلف حضور مؤتمر وزراء الدفاع لمكافحة الإرهاب في الرياض، ثم سحب الخبر وسحب التكليف من دون إعطاء أي تفسير، ليتمثل لبنان على مستوى السفير في المملكة، فيما الوزير الصراف توجه إلى رومانيا.

والسؤال الكبير هو: على أي مسافة يقف الرئيس سعد الحريري من السعودية؟، على أمل ألا يأتي الجواب عموميا وعاطفيا وإنشائيا، وفيه: "سعد ابن المملكة"، فالعلاقات بين الدول باتت أكثر تعقيدا من تبسيطها على مستوى "أب وإبن"، وما بين لبنان الرسمي والمملكة، أزمة كبيرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

غدا انطلاقة المشاورات التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون، للبحث في الثوابت التي وضعها الرئيس سعد الحريري للعودة عن التريث في موضوع استقالة حكومته، وستشمل المشاورات الكتل والأحزاب النيابية الممثلة في الحكومة وغير الممثلة.

وكان الرئيس الحريري، وعشية انطلاق المشاورات، قد أكد أن خطوة التريث هي لإعطاء فرصة لمناقشة وبحث الشروط الأساسية المتصلة بتحييد لبنان وإبعاده عن الحرائق والحروب بالمنطقة، وتطبيق سياسة النأي بالنفس. وبانتظار ما ستحمله نتائج المشاورات، فإن المواقف السياسية في البلاد تركزت على أهمية تجنيب البلاد أي أزمة سياسية جديدة.

إقليميا، برز اليوم البيان الختامي لاجتماع مجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري، الذي شدد على أن الإرهاب يمثل تحديا للأمن والسلم الدوليين، يتجاوز حدود الدول، كما أكد المشاركون في الإجتماع على أهمية تنسيق الجهود الرامية للتصدي للارهاب من خلال العمل الجماعي المنظم لوضع حد لمن يؤجج التطرف والطائفية.

إقليميا أيضا، وفي سياق التهديدات الإيرانية المتلاحقة فإن سهام هذه التهديدات طاولت أوروبا هذه المرة، وقال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي؛ إن بلاده تشعر أن أوروبا لا تمثل تهديدا، ولذلك لم تزد إيران مدى صواريخها، ولكن إذا كانت أوروبا تريد أن تتحول إلى تهديد، فسنزيد مدى صواريخنا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أحيت السعودية عظام التحالف الإسلامي وهي رميم. ما يربو على أربعين دولة كانت قد جمعت في المملكة قبل عامين وعقدت العزم على محاربة الإرهاب، ومنذ ذلك الحين غادرت البلاد المؤسسة إلى ديارها ولم يسمع عنها آداؤها شيئا في هذه الحرب إلى أن عثر عليها اليوم في بلاد الحج "والناس راجعة"، والإرهاب مهزوم كليا في العراق، وجزئيا في سوريا، ومنظفا في لبنان.

وزراء دفاع الدول المشاركة غاب عنهم الوزير اللبناني يعقوب الصراف، المقاطع بعذر واعتراض ضمني على تصنيف الإرهاب. وقد جاء البيان الختامي ليحمل عناوين تدين دول المنشأ نفسها، حيث دعا المؤتمر إلى تجفيف منابع الإرهاب وقطع أي تغذية مالية لعملياته. وبناء على هذه التوصيات لا يعتقد أن أيا من ماليزيا أو الصومال أو جزر القمر، قد ضبطت بتمويل المجموعات الإرهابية وتغذيتها بالمال أو حتى بالفكر.

ومن زمن الرهاب السياسي في المملكة، صدرت تصريحات جديدة اليوم للرئيس سعد الحريري أسدى فيها كل الامتنان إلى السعودية، ووضع علامات الإعجاب بملكها وولي عهدها، وقال إن سبب عدم استقرار لبنان هو لعبة إيران التي تستخدم "حزب الله" كذراع لها في المنطقة. ويرجح أن يكون هذا الكلام من ترددات وتداعيات فترة الاحتجاز، لأن الخطاب اليوم ما عاد يسلك منحى التحدي، فيما تتجه البلاد غدا إلى مرحلة تشاور تقوده بعبدا، وتنضوي تحته كل المكونات السياسية من دون شروط، وحصيلته سوف تؤسس لعمل الحكومة في المرحلة المقبلة، والتي ستكون على الأرجح من حواضر البيت الموجود.

في وقت برز كلام لنائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، يؤكد فيه أن بوصلة المقاومة هي فلسطين فما زلنا نعتبرها أولوية. والتجديد على جهة البوصلة المقاومة وتصويبها نحو الأرض المحتلة، يعزز توجه "حزب الله" من تخفيف الحمل العربي بإنجاز المهمة. لكن بالنسبة إلى بعض العرب فإن فلسطين قد تسبب لهم الأرق أكثر من المنطقة نفسها، لأن جزءا من الخليج أصبح ضنينا على أمن إسرائيل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لبنان أمام خيارين: إما التسوية السياسية أو الفوضى

العرب/26 تشرين الثاني/17/بيروت- أثار تجاوب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، مع تمني رئيس الجمهورية ميشال عون، بشأن التريث في تأكيد استقالته، ردود فعل إيجابية في الداخل اللبناني، بعد أزمة عصفت في البلد لمدة 18 يوماً. والأربعاء الماضي، أعلن الحريري، أنه سيتريث في تقديم استقالته من منصبه رئيسا للحكومة؛ بعد أن أعلنها مؤخرا من العاصمة السعودية الرياض، وذلك تجاوبًا مع طلب عون، لإعطاء الفرصة أمام مزيد من التشاور. خطوة الحريري طرحت سؤالا حول ما إذا أصبحت الكرة في ملعب رئيس الجمهورية، ليقرر مع "حزب الله"، حليف إيران والمتهم بالتورط في الصراعات التي تشهدها سوريا والعراق واليمن وغيرها من البلدان العربية، كيفية الالتزام بـ"النأي بالنفس قولاً وعملاً". النائب السابق سليم عون، والقيادي في "تيار الوطني الحر"، الذي تزعمه الرئيس عون قبل وصوله إلى سدة الرئاسة، رفض أن تكون الكرة في ملعب رئيس الجمهورية. وقال إن "هناك صلاحيات موزعة على الرؤساء الثلاثة (الجمهورية والنواب والحكومة)، خصوصا حين يمر البلد بأزمة فعلى الجميع تحمل مسؤولياته". وإذ شدد على أن الكرة في ملعب جميع مكونات الشعب، أكد النائب سليم على أن الدور الأول يكون لرئيس الجمهورية. ورداً على سؤال حول قدرة رئيس الجمهورية في الضغط على "حزب الله" للالتزام بمبدأ النأي بالنفس، اعتبر أن الجميع يلعب الدور المناط به، لكن عون يستطيع أن يلعب دوراً إيجابياً لإيجاد حلول و"كلنا ثقة به". و"النأي بالنفس"، سياسة أقرتها طاولة الحوار للقوى السياسية اللبنانية في 2012، عقب اندلاع الحرب السورية في مارس 2011، وتتمثل في تحييد لبنان عن جميع الصراعات الإقليمية. وأشار سليم عون، إلى أن "رئيس الحكومة أصبحت لديه الخبرة والقوة الشعبية والقناعة الكافية للخروج من الأزمة". وأعرب عن ثقته بإيجاد حل أو مخرج يرضي الجميع، خصوصاً أن جميع الفرقاء في البلد رحبوا بتريث الحريري عن الاستقالة، التي لاقت أثرا إيجابيا على الوضع الاقتصادي أيضا. وأضاف النائب سليم، "رغم أننا اعتقدنا أن الحريري سيقدم استقالته (وتريّث)، فنحن اليوم أقرب إلى مخرج يرضي الجميع".

خطوة حكيمة

أما كتلة "المستقبل" النيابية وأعضاء المكتب السياسي والتنفيذي في "تيار المستقبل" الذي يتزعمه الحريري، فعقدوا اجتماعا برئاسته، واعتبروا خطوته "حكيمة" لأجل المزيد من التشاور، حول الأسباب والخلفيات، وإعادة الاعتبار لمفهوم النأي بالنفس. وقال راشد فايد، عضو المكتب السياسي للتيار، الذي شارك بالاجتماع، إن التريث في الإستقالة أدى إلى ارتياح عام، وأنعش السوق الاقتصادي والمالي في لبنان، وأبعد الشعور بالضياع. وأشار فايد في حديث للأناضول، إلى أن التريث سيسمح بإعادة تجديد مضمون التسوية السياسية التي استغلها "حزب الله" ليمضي قدما في توجهاته. وأوضح أن "التريث هو فترة سماح محدودة في الزمان لأسبوعين أو أكثر، تتيح لكل الفرقاء أن يتفاهموا". وتابع: "الأمر متروك لرئيس الجمهورية الذي لن يعقد طاولة مستديرة أو حوار؛ بل سيجري محادثات ثنائية مع الفرقاء الآخرين كل على حدا، ليستخلص منهم نقاطا مشتركة تؤدي إلى تفاهم يطور التسوية باتجاه الاستقرار الأعمق والأفضل". وشكك فايد، في قدرة رئيس الجمهورية على انتزاعه أي تنازل من "حزب الله" لا يريده. ورأى أن التصريحات المتكررة للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، حول إنجاز مهمة مقاتليه في العراق وسوريا، هو تمهيد للقول إنه سيسحب قواته من هناك ويعيد الأمر إلى رئيس الجمهورية. أما بالنسبة لليمن، فلاحظ فايد، أن نصرالله تدرج من القول إن دوره في اليمن ليس موضوع نقاش، إلى نكران أي دور له هناك، ثم اعترافه بأنه أرسل مدربين أو خبراء إلى هناك. يشار أن كتلة "حزب الله" النيابية أشادت بعودة الحريري إلى البلاد، وبالتصريحات الإيجابية التي صدرت عنه، ورأت أن المسار الايجابي للمشاورات يبشر بإمكانية عودة الأمور في لبنان إلى طبيعتها. وفي 4 نوفمبر الجاري، أعلن الحريري استقالته في كلمة متلفزة، من السعودية، وأرجع الاستقالة من الحكومة، التي تشارك فيها جماعة "حزب الله" إلى "مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعد تمكن حزب الله من فرض أمر واقع".

 

ريفي: عدم مشاركة لبنان في مؤتمر التحالف الإسلامي في السعودية تأكيد إضافي على إختطاف حزب الله للقرار الرسمي

الأحد 26 تشرين الثاني 2017 /وطنية - غرد اللواء أشرف ريفي عبر "تويتر": "عدم مشاركة لبنان في مؤتمر التحالف الإسلامي ضد الإرهاب في السعودية تأكيد إضافي على إختطاف حزب الله للقرار الرسمي اللبناني لمصلحة الوصاية الإيرانية. معركتنا مستمرة لتحرير الوطن الأسير وإستعادة موقعه ودوره وعلاقاته العربية والدولية".

 

حزب الله.. عائد إلى لبنان؟

"الراي الكويتية" - 26 تشرين الثاني 2017/يراوح لبنان الآن بين مَنْزلتيْن... اقترابُ الصراعِ عليه من الأمتار الأخيرة قبل الانفجار، وهو ما عبّرتْ عنه استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض قبل أن يتريّث بتقديمها في بيروت، والمَخارج المُمْكِنة لاستقامة الواقع اللبناني المستجدّ في إطار ِمعادلةٍ خَطُّها الأحمر الاستقرار وخيارُها الحاسِم النأي بالبلاد عن المنازعات الاقليمية. ولم تكن مصادفة فتْح الملف اللبناني بأبعاده الاقليمية على مصراعيه بالتزامن مع ملامح "ترتيبات جديدة" في المنطقة عنوانها "ما بعد داعش"، كما هو الحال في العراق وسورية وعلى طول خطّ التنافس الروسي - الأميركي، كما خط التماس اللاهب في المواجهة المتعاظمة بين إيران والسعودية في أكثر من ساحة في الإقليم ورماله المتحرّكة. فالعالم بأسْره كان أخيراً أمام "عنوانٍ واحد بأحداث كثيرة" مع تَدافُع الجميع لإعلان وفاة "داعش" بعد تَوسُّعه الهستيري في العراق وسورية وتصديره ذئابه المنفردة إلى شتى أصقاع المعمورة، تضرب في عواصم الغرب والشرق بلا رحمةٍ، في أعنف ظاهرة وأكثرها دموية. ما بعد "داعش" يتّجه العراق الى حلّ ميليشيات "الحشد الشعبي" الموالية لإيران بعدما نجح رئيس الوزراء حيدر العبادي في تحقيق إنجازاتٍ جعلتْ منه الرقم الصعب، فهو أجهز على ترْكة سلَفه نوري المالكي - اي "الدولة الاسلامية في العراق والشام" - وأعاد الأكراد إلى القمقم، وأرسى سياسةً متوازنة مع دول الجوار، كما مع دول العالم. وما بعد "داعش"، ارتمى الرئيس السوري بشار الأسد على كتف فلاديمير بوتين، "المايسترو" الذي يدوزْن عملية انتقال سوريا من حربٍ لم تنته تماماً إلى حلٍّ يشق طريقه عبر تفاهماتٍ صعبة مع اللاعبين الاقليميين تجعل الجميع رابحين وخاسرين في آن، كإيران والسعودية وتركيا واسرائيل، بضمانةِ روسيا ورضى الولايات المتحدة. ومع انتقال المنطقة من حروبٍ، عملتْ فيها "داعش" كـ "فرق سبّاقة"، الى عملياتِ "حصْر إرثٍ" للنتائج، وُضِع اليمن ولبنان على الطاولة... "باليستيّ" ما بعده ليس كما قبله، و"استقالةٌ" لا يمكن الرجوع عنها ولا المضي فيها، فـ"اللعبة الخشنة" صارتْ على المكشوف رغم ما يحوطها من ملابساتٍ وتَموُّجاتٍ... فالأهمّ هو النتيجة.  ويكاد أن يَختصر عنوان "النأي بالنفس" في بيروت تراجيديا اللحظة السياسية الصعبة، وهو العنوان الذي يرتبط حصْراً بدور "حزب الله" الإقليمي كذراعٍ إيرانية، ما استدرج أخيراً "العين الحمراء" السعودية بعد الأميركية، فاهتزّت التسوية السياسية في الداخل وبلغ الاستقرار الهشّ حافة الهاوية. فالحريري المتريّث الآن، يقف في منتصف الطريق بين استقالةٍ لم يتراجع عنها ولم يقدّمها، في انتظار ما ستؤول إليه اتصالاتٌ باشرها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لـ "جس نبض" الأطراف المعنية، لا سيما "حزب الله" في شأن صوغ موقفٍ جديد من "النأي بالنفس"، يكون مُلْزِماً ويتجاوز الأقوال الى الأفعال وينعكس ترجماتٍ حقيقية. وثمة مَن يعتقد في هذا السياق أن "حزب الله" الذي أدرك ما ينتظره من ضغوطٍ، فتح "نصف الباب" أمام مَخرج محتمل حين نفى، وفي شكل حاسم، تدخّله في اليمن، وكشَفَ عن قُرب عودته من العراق، إضافة الى الإيحاء بأن الإجهاز على "داعش" في سوريا يحدّ من الحاجة إلى استمرار وجوده بالثقل الحالي هناك. فرغم محاذرة "حزب الله" إظهار عودته من "حيث يجب أن يكون" بعدما أنجز مهمّته، على أنه كسْبٌ معنوي للضغوط الإقليمية عليه، فإن بلوغ لبنان "عين العاصفة" قد يجعل الحزب أكثر واقعية في تبني خيار الدولة بـ"النأي بالنفس"، فهو قدّم للحوثيين ما بحوزته من خبرات، وينتظر طلباً عراقياً بمغادرة بلاد الرافدين، وقد يعمل على تجميع قواته في معسكراتٍ على الحدود السورية - اللبنانية.

 

لقاء مرتقب بين الحريري وجعجع

"السياسة الكويتية" - 26 تشرين الثاني 2017/مع تلبد الغيوم في سماء العلاقات بين تيار "المستقبل"، وحزب "القوات اللبنانية"، على خلفية تراكم ملفات قديمة جديدة، ازدادت ضبابية بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، بات من الضروري برأي مقربين من الفريقين إجراء مراجعة نقدية مشتركة، تعيد وضع هذه العلاقات على السكة الصحية وتخرجها من أزمتها التي لم تعد خافية على أحد، بالرغم من سعي قيادات الطرفين لإبقاء الأمور تحت السيطرة ومنع تفاقم الخلافات التي من شأنها أن تزيد من عمق الهوة بين "بيت الوسط" و"معراب"، في وقت شهدت العلاقات بين مكونات ما كان يُعرف بقوى "14 آذار" تراجعاً كبيراً برز من خلال إطلاق النار المباشر على التسوية الرئاسية التي أدت إلى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. وكشفت المعلومات لـ"السياسة" الكويتية، أن اتصالات تجري بعيداً من الأضواء لعقد لقاء بين الحريري ورئيس "القوات" سمير جعجع في الأيام المقبلة، سعياً لتوضيح كل الأمور وإزالة نقاط الخلاف العالقة، بعد اتهامات "قواتية" لـ"التيار الأزرق"، بشن حملة على جعجع لدوره في التحريض على الحريري لدى السعوديين، وهو ما نفته دوائر معراب. وأكدت أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة، حيث أشارت المعلومات إلى أن تفاقم الخلافات بات يستدعي تحركاً عاجلاً لإعادة تصويب الأمور بين الحليفين السياديين، وهذا الموضوع لا يمكن حسمه إلا من خلال لقاء الحريري وجعجع، حيث ينتظر أن تبدأ حركة موفدين بين بيت الوسط ومعراب، تمهيداً لعقد اللقاء المنتظر.

 

شمعون من دير القمر: حلفنا طبيعي في الشوف فالمسيحي لا يعيش من دون الدرزي ولا السني

وكالات/26 تشرين الثاني/17/اقام حزب الوطنيين الاحرار احتفالا في قاعة جامعة سيدة اللويزة في دير القمر، بمناسبة عيد الاستقلال، والذكرى ال30 لغياب الرئيس كميل شمعون، في حضور وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، رئيس الحزب النائب دوري شمعون، رئيس جامعة سيدة اللويزة الاب بيار نجم، وعدد من الشخصيات والفاعليات والطلاب. النشيد الوطني استهلالا، والقيت كلمات لكل من الدكتور الياس رزق معرفا، ومدير فرع الجامعة في دير القمر الاب ناجي خليل مرحبا، ورئيس منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الاحرار جورج ناصيف، ومفوض الشوف في الحزب فادي معلوف تناولا المناسبة.

حمادة/وتحدث الوزير حمادة، فقال: "كان الجبل يختصر في فترة بكلمتي الكميل والكمال، أتستطيعون ان تروا اسم كميل غائبا عن بعقلين او الباروك او برجا او شحيم، عنوان الوحدة الوطنية كان يختصرهما الزعيمان لو على خصام او تحالف بينهما، فلو بقي الرئيس شمعون في عز عطائه عندما وقعت احداث لبنان لما كانت حصلت، وكذلك جرائم ومأساة الجبل. عايشت مظاهرات الاستقلال في ال43 بدنا بشارة وبدنا رياض، لكن كان كميل زينة الحزب الدستوري، الذي اتى باستقلال لبنان لا شرقا ولا غربا عكس ما هو واقعنا اليوم، وقد وصف مفوض الاحرار حالة التخبط التي نحن فيها، ولن ادخل فيها، ورأيي يعرفه زميلي دوري من ثورة الارز وقبلها وبعدها". وتابع: "كلما مررت من دير القمر، اتذكر تلك الشرفة التي اطل منها على اللبنانيين زعماء الجبهة الوطنية الذين اعادوا الصواب للنظام اللبناني بثورة بيضاء لا عسكر ولا تشبيح بسبعة نواب مقابل اكثرية مفبركة، وجاؤوا بكميل شمعون رئيسا للجمهورية فتى العروبة الاغر، ولكن ملك اللبنانية. وكذلك كلما كنا نحتاج الى نصيحة وحدوية نتوجه الى الرئيس شمعون، ومن ابرز تلك المحطات اجتماع لوزان، عندما التقينا بعد احداث اليمة وكانت فاتحة مصالحة الجبل التي لم نكن قد احتجنا اليها لو كان يومها ممسكا بالقرار، وترافقنا في محطات صعبة جدا من خلال ابن اختي جبران تويني مع داني حاملين العلم اللبناني، وكان الجيش قد تبخر، واتذكر دخولنا دير القمر حاملين نعش داني وعائلته في يوم ممطر كانت سماء لبنان تبكي شهيد الاستقلال الثاني داني شمعون، وانخرطنا الى جانب دوري في معركة اليمة وصعبة، تخللتها ايام جميلة واحيانا نكسات، ونحن باقون على العهد معك يا دوري ورفاقنا في حزب الوطنيين الاحرار واهل الدير والشوف".وشدد حمادة على "الثقافة الواحدة التي كانت ولا تزال تجمع ابناء الشوف بلا خلافات، باستثناء بعض عثرات السياسة، واليوم محطة لاستكمال العلاقة معا على مساحة هذه الارض، ولبناننا هو الحريات والاستقلال الناجز والعلاقات العربية وانفتاح لبنان على العالم، ولا احد يستطيع خطفه منا لا شرقا ولا غربا".

شمعون/والقى النائب شمعون كلمة قال فيها: "كميل شمعون كان رجلا ناضجا واذا تكلم فعل، على عكس ما يجري اليوم كله "حكي بحكي...وما في شي"، دعم الانتاج اللبناني وانشئت بعهده معامل ومصانع كثيرة، كان قريبا للناس. نملك في دير القمر اليوم مؤسسات ومدارس وغيرها ومعا مع ابناء الجبل بتعايش وثقافة واحدة، كما كنا نلتقي معا ومع ابناء بعقلين والقرى المجاورة نتلقى العلم سنبقى معا، وللدير تاريخ مجيد وسيبقى". اضاف: "مررنا بقطوع كان من الممكن تفاديه في استقالة رئيس الحكومة، ودارت الامور دورتها وعادت الى نقطة الصفر، وكان لفرنسا الام الحنون دور في ترتيب بعض الامور، على امل في المستقبل الا يتكرر الامر، حيث نفتخر في لبنان ببلدنا واستقلالنا وحرية رأينا، لكن يبدو اننا ما زلنا نرتدي "بنطلون قصير وليس طويلا"، نتأمل من الشباب التفكير واعطاء الامور الاهمية المطلوبة، كي لا يتكرر ما جرى. وشكري لجميع من رافقنا، والى الحزب (الوطنيين الاحرار) لنفكر الى اين ذاهبون، لكن حلفنا طبيعي هنا في الشوف، فكما المسيحي لا يمكن ان يعيش من دون المسيحي، كذلك لا يعيش من دون الدرزي ولا السني، واقعيتنا تستوجب تعاطيا ملموسا كي لا يشعر احد بالانزعاج، ولو سار لبنان بهكذا طريق فيكون بلدنا بألف خير وعظيما".

 

الإمارات: الخليج مع استقرار لبنان

بيروت – «السياسة/26 تشرين الثاني/17/أكد السفير الإماراتي لدى لبنان حمد سعيد الشامسي أن «دولة الإمارات والخليج مع لبنان والاستقرار في لبنان»، مشدداً على أن «أي كلام غير ذلك غير صحيح». وجاء تصريح الشامسي رداً على التحريض الذي يمارس ضد الدول الخليجية، بأنها تقف موقفاً سلبياً تجاه لبنان وشعبه.

 

الحريري: حل سلاح “حزب الله” إقليمي وليس داخلياً والسعودية كرّمت الوالد وأكرمتنا ولحم أكتافنا منها"

السياسة/26 تشرين الثاني/17/أكد رئيس الحكومة سعد الحريري، أن سبب عدم استقرار لبنان هو “لعبة إيران التي تستخدم حزب الله كذراع لها في المنطقة”، معتبراً أن تصريحات الرئيس الايراني حسن روحاني حول علاقة بلاده بلبنان مرفوضة، ومؤكدا في الجانب الاخر ان السعودية ساعدت لبنان في كل المراحل ولم تفرق بين شيعي وسني. وفي حوار مع مجلة “الرجل”، أكد الحريري أنه “ليس لدى حزب الله القدرة على ادارة البلد، وقوته تأتي من السلاح الممول إيرانياً”، مشيراً الى ان “الحل بالنسبة لسلاح حزب الله هو حل اقليمي وليس داخلي، ونحن لا يمكننا فعل شيء بهذا الخصوص”. وفيما يتعلق بالحرب الدائرة في سورية، أكد الحريري أنه “لولا التدخل الروسي لسقط بشار الاسد”، مشيرا إلى إن “الايرانيين هم من طلبوا هذا التدخل بعد فشلهم في انجاز المهمة ”، مستطرداً “وعدَنا الروس بعدم السماح لنظام الاسد في سورية، بضرب الاستقرار والسيادة في لبنان”. وعن علاقته بالسعودية، أكد أنها “ساعدت لبنان بكل المراحل ولم تقف مع فريق ضد فريق اسلامي او مسيحي أو غيره”، وضرب مثلاً على ذلك “في حرب تموز 2006 عندما ساعدت المملكة لبنان بمليار دولار، قدمتها الى كل لبنان ولم تفرق بين سني وشيعي”، مشيراً الى أننا “نتفهم مواقف المملكة فيما يخص ما يصرح او يقوم به البعض”، وهذا شيء من حقها بأن يكون عندها بعض الاجراءات، وخاصة عندما يكون هناك فريق سياسي يحاول اللعب باستقرار المنطقة وخاصة الخليج وهو “حزب الله”. ونوه بشخصية ولي العهد الامير محمد بن سلمان، قائلاً إنه “صاحب رؤية ورجل لديه الامكانية للتحدي”، مضيفا “في اي وقت تحاول الاتصال بالامير محمد تجده في جبهات العمل فهو يعمل دون كلل او ملل، اتساءل متى ينام ومتى يرتاح!”. واعتبر أن السعودية “جزء من حياته، وقال “المملكة أكرمت الوالد واكرمتنا ولحم أكتافنا منها، وهذا الوفاء سنحافظ عليه”.

 

“القوات” رداً على أحمد الحريري: “إعلان النيات” خريطة الطريق التي تقود إلى نأي فعلي بالنفس

النهار/الأحد 26 تشرين ثاني 2017/استغربت الدائرة الإعلامية في “القوات اللبنانية” كلام الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري في حديث إلى “النهار”، عن ان “إعلان النيات” في معراب لم يذكر النأي بالنفس”، وان التسوية بدأت مع ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون”، وحيال هذا الكلام تسجل الدائرة الملاحظات الآتية:

أولا، النأي بالنفس هو مجرد مصطلح او عنوان جميل، فيما تطبيقه يستدعي اللجوء إلى سياسات واضحة المعالم وفي طليعتها الالتزام بالدستور، وهذا ما تم التأكيد عليه في ورقة “إعلان النيات”.

ثانيا، لا يكفي التغني بالنأي بالنفس، إنما يجب التقيد بالنصوص التي تقود إلى النأي الفعلي بالنفس، وهذا بالذات ما نصت عليه ورقة “إعلان النيات”.

ثالثا، وضع “إعلان النيات” خريطة الطريق التي تقود إلى نأي فعلي بالنفس ترتكز إلى الآتي: التأكيد على محورية الدولة ومركزيتها ودورها، وضرورة الالتزام بالدستور وروحيته والتقيد بوثيقة الوفاق الوطني، والعمل على تعزيز مؤسسات الدولة وتشجيع ثقافة الاحتكام الى القانون والمؤسسات، ودعم الجيش على الصعيدين المعنوي والمادي بصفته المؤسسة الضامنة للسيادة والأمن القومي وبهدف بسط سلطة الدولة وحدها على كامل الأراضي اللبنانية، واعتماد المبادئ السيادية في مقاربة المواضيع المرتبطة بالقضايا الإقليمية والدولية، وضرورة التزام سياسة خارجية مستقلة بما يضمن مصلحة لبنان ويحترم القانون الدولي، وذلك بنسج علاقات تعاون وصداقة مع جميع الدول، ولاسيما العربية منها، مما يحصن الوضع الداخلي اللبناني سياسياً وأمنياً، ويساعد على استقرار الأوضاع.

رابعا، كل ما تقدم يقود إلى تحييد فعلي للبنان وقيام دولة فعلية، إذ يستحيل الوصول إلى التحييد الحقيقي بمعزل عن قيام الدولة، لأن النأي بالنفس سقط مع سقوط الدولة، وإعادة العمل بالنأي يستدعي إعادة الاعتبار لمشروع الدولة، وهذا بالذات فحوى بنود “إعلان النيات”.

خامسا، إنعاشا للذاكرة فقط التسوية بدأت مع حكومة الرئيس تمام سلام التي لم تشارك فيها “القوات”، واستكملت مع تنقل “المستقبل” بين خيار العماد ميشال عون ومن ثم النائب سليمان فرنجية، الأمر الذي دفع “القوات” إلى تبني ترشيح العماد عون وفق أسس وثوابت سياسية تجنبا لترشيحات لا تأخذ في الاعتبار الجانب المبدئي، وحرصا على تعزيز التسوية السياسية وتحصينها، وما تلويح “القوات” بالاستقالة مرارا وتكرارا إلا حرصا على المرتكزات التي قامت عليها وأدى الخروج عنها إلى استقالة الرئيس سعد الحريري.

وشددت الدائرة أخيرا على ان لبنان من خلال استقالة الحريري أمام فرصة تاريخية لدفع مشروع الدولة قدما بالوصول إلى نأي فعلي بالنفس وحسم ازدواجية السلاح عن طريق وضع الآليات التي تقود إلى ذلك خلال فترة معقولة، لأن المعضلة الأساس كانت وستبقى سلاح “حزب الله” ودوره.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

محمد بن سلمان: الإرهاب شوّه سمعة الإسلام

الحياة/27 تشرين الثاني/17/أكد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، أن أكبر خطر شكّله الإرهاب هو تشويه سمعة الدين الإسلامي وعقيدة المسلمين، مشدداً على أنه ستتم ملاحقة الإرهاب، حتى ينتهي من وجه الأرض. وقال في كلمة له خلال افتتاحه الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي عقد في الرياض أمس ولم تحضره قطر، إن «ليس أكبر خطر حققه الإرهاب والتطرف قتل الأبرياء أو نشر الكراهية، أكبر خطر عمله الإرهاب هو تشويه سمعة ديننا الحنيف، وتشويه عقيدتنا، لذلك لن نسمح بما قاموا به من تشويه لهذه العقيدة السمحة ومن ترويع للأبرياء في الدول الإسلامية وفي جميع دول العالم بأن يستمر أكثر من اليوم، فاليوم بدأت ملاحقة الإرهاب، واليوم نرى هزائمه في كثير من دول العالم، خصوصاً في الدول الإسلامية، واليوم سنؤكد أننا سنكون نحن من يلحق وراءه، حتى يختفي تماماً من وجه الأرض». وأضاف بن سلمان: «اليوم تُرسل أكثر من أربعين دولة إسلامية إشارة قوية جداً بأنها ستعمل معاً، وسوف تنسق في شكل قوي جداً لدعم جهود بعضها بعضاً، سواء الجهود العسكرية أو الجانب المالي أو الجانب الاستخباراتي أو الجانب السياسي، فهذا الشيء سوف يحصل اليوم، وكل دولة سوف تقدم ما تستطيع في كل مجال وفق قدراتها وإمكاناتها». وأكد الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الفريق عبدالإله الصالح، أن وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب أكدوا عزم دولهم على تنسيق الجهود وتوحيدها لدرء أخطار الإرهاب والوقوف ضده، كما شددوا على أهمية الجهد المشترك والعمل الجماعي المنظم والتخطيط الاستراتيجي الشامل للتعامل مع خطر الإرهاب، ووضع حد لمن يسعى إلى تأجيج الصراعات والطائفية ونشر الفوضى والفتن والقلاقل داخل دولهم. وقال لدى إعلانه البيان الختامي للاجتماع، الذي أقيم تحت شعار «متحالفون ضد الإرهاب»، إن وزراء دول التحالف يؤكدون أن الإرهاب أصبح يُمثل تحدياً وتهديداً مُستمراً ومتنامياً للسلم والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، إذ تخطى حدود الدول وتجاوز جميع القيم، وأضحى أشد فتكاً من ذي قبل، لا سيما في عالمنا الإسلامي الذي يُعاني من جرائم الإرهاب وما تخلفه من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ووأد لأحلام قطاع عريض من المجتمعات التي تعيش بسكينة وسلام.وشدد الوزراء على أهمية تأمين دول التحالف ما يلزم من قدرة عسكرية تضمن إضعاف التنظيمات الإرهابية وتفكيكها والقضاء عليها وعدم إعطائها الفرصة لإعادة تنظيم صفوفها، وتكون مشاركة دول التحالف وفقاً للإمكانات المتاحة لكل دولة، ووفق رغبتها في المشاركة في أي عملية عسكرية في إطار عمل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.

كما أبدى الوزراء عزمهم على مضاعفة الجهود لتعزيز العمل المشترك في أي عملية أو برنامج أو مبادرة ضمن إطار التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب. وتم الاتفاق على تأمين مقر لـ «مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب» في الرياض، على أن تقوم السعودية بتأمين حاجاته واستكمال جميع المتطلبات القانونية والتنظيمية اللازمة لتمكينه من ممارسة المهمات المنوطة به، ويتولى رئيس مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الأمير محمد بن سلمان تعيين الأمين العام للتحالف (رئيس المركز) والقائد العسكري للتحالف واعتماد النظام الداخلي للمركز ولوائحه وموازنته السنوية، واتخاذ الترتيبات اللازمة في شأن قيام دول التحالف بتسمية منسقيها، وتمكين التحالف من بناء شراكات مع المنظمات الدولية وإبراز دوره دولياً. وأوضح القائد العسكري للتحالف الفريق أول متقاعد راحيل شريف أن التحالف سيعمل على مسارات ومستويات مختلفة، تتضمن تبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب العسكري، واكتساب خبرات مختلفة في هذا الإطار، كما سيجمع المعلومات عن الجماعات والمنظمات الإرهابية للاستفادة منها في التدريب العسكري الذي سيشهد تنفيذ سيناريو واقعي على أرض الميدان، كما سيركز على تحديد وفهم التعامل الأمثل مع الإرهاب. وشدد على أن هذا التحالف سيكون ضد الإرهاب فقط، ولن يتعامل مع غير ذلك، مبيناً أن التحالف سيلتزم دعم الدول الأعضاء المحتاجة إلى مكافحة الإرهاب، سواء كانت محتاجة

 

الجعفري: لولا داعش لما وحدنا جبهات المقاومة

جنوبية/26 تشرين الثاني/17/أكّد قائد الحرس الثوري الإيراني محمد الجعفري أنّ ترك “داعش” يتمدد في المنطقة كان مفيداً. مشيراً بحسب ما نقلت صحيفة الجمهورية إلى أنّ نتائج وجود “داعش”   تمثّلت بالهيكليّة الحاليّة لجبهة المقاومة، وأضاف الجعفري “ربّما لم نكن لنستطيع أن نصل إلى هذا المستوى من الجهوزيّة في جبهة المقاومة، لولا الظروف التي أدّت إلى إيجاد تنظيم داعش”. موضحاً: “لو تمّ تدمير “داعش” منذ البداية، لم تكن أمام إيران أيّ فرصة لتشكيل وتنظيم الجماعات الكبيرة والصغيرة المسلّحة، في كافة أنحاء المنطقة، وتوحيد جبهة المقاومة”.

 

حان الوقت ان تستغني اسرائيل عن خدمات بشار الاسد

إيدي كوهين/موقع ايلاف/26 تشرين الثاني/17

هل تسمح إسرائيل بإسقاط الأسد؟

يتذمر القادة الاسرائيليون مؤخرا من الوجود الايراني الذي حل مكان داعش في الحرب مع سورية ولكن على ما يبدو ان الاخطاء التي ارتكبتها اسرائيل في تعاملها مع الملف السوري هي التي اوصلت ايران على ابواب الجولان. كان يجب على اسرائيل ان تتدخل في الحرب في بداية الثورة والقضاء على الاسد. كان لدى اسرائيل فرصة للقضاء على هذه الطاغية قبل ان تسمح لداعش ان يحتل سورية وقبل التدخل الروسي الذي حقق النصر لبشار.

حقيقة الامر ان القادة الاسرائيليين لم يعوا انعكاسات التدخل الروسي وسقوط داعش. هذا التدخل الذي افترض به تحجيم النفوذ الإيراني ، نجح فقط في الساحل ، بينما اعتمد كليا على ميليشيات ايران في بقية المناطق وعندما استكمل تدمير وإخضاع داعش والحركات الارهابيةالمتطرفة ، قوض سياسة الاستنزاف وأهدى نصرا كبير للأسد وإيران التي استبدلت قوات داعش.

عندما كانت الدول العربية تسعى للقضاء على اسرائيل عسكريا ، بحسب ايديولوجيتها القومية في زمن المد القومي ، عملت اسرائيل على تقوية قوتها العسكرية والاستخباراتية، وبعد عدة هزائم منكرة حاولت اسرائيل أن تعقد اتفاقيات سلام مع هذه الدول بواسطة ذات الأنظمة المستغرقة بالفساد والاستبداد ، ولكن عملية السلام الشكلي التي نجحت في مصر والأردن ، فشلت مع سوريا المحكومة من قبل أقلية طائفية لا تعطيها الشرعية لتوقيع مثل هذا الاتفاق التاريخي والتي أرادت ضمانات لبقائها في السلطة مقابل توقيع هكذا سلام حيث فشل لقاء كلينتون مع الأسد في نهاية القرن الماضي بالتوصل لاتفاق تاريخي مع الأسد الأب الذي كان يقترب من الموت . وتكونت قناعة عند الحكام في اسرائيل أن السلام مع سوريا بعيد المنال لكن المفاهيم التي ربطت اسرائيل مع نظام الاب بقيت على حالها مع نظام الابن وهي

عدم المطالبة بتحرير الجولان من اسرائيل وفي المقابل حظي بضوء اخضر بالتدخل في شؤون لبنان وبدعم امريكي. بمعنى اخر ال الاسد باعوا الجولان مقابل كرسي الحكم وهكذا حرصت اسرائيل على دعمهم وعدم اسقاطهم.

لكن بعد اندلاع الثورة السورية المباركة تغيرت المفاهيم وبدا الاسد يفقد قوته في الساحة وها هو الان يعطي الروس وإيران معظم المناطق السورية كغنيمة نتيجة تدخلهم الذي حقق له النصر.

فعندما فشل الأسد في القضاء على داعش واخواتهاسمح لحزب الله وإيران بالدخول لسوريا لاستنزافهم أيضا ، وهذا كانت نتائجه هو دمار الشعب السوري ، وتزايد عنف وقوة المتطرفين ، وهيمنة ايران وميليشياتها على مناطقالنظام .

إن الإبقاء على بشار في السلطة سيعطي الفرصة لترسيخ النفوذ الإيراني ، وتوهم أن روسيا والأسد سوف يخرجون ايران من سوريا هو مجرد حلم ، وفي حال حدوث محاولات جدية من النظام وروسيا لإخراج ايران ، فإن ذلك سيضع ايران في خندق معاداة الأسد وسيهيء الأرضية لتحالف ايران مع المنظمات السنية المتطرفة وفق نموذج حماس حزب الله، ضمن خيمة التفاهم التركي الإيراني وعرابه الإخوان المسلمون الذين تربطهم علاقات وطيدة مع الخميني الذي استفاد من خبراتهم وأدبياتهم وبشكل خاص حسن البنا وسيد قطب ، وهذا أكبر خطر وجودي على إسرائيل ، تقوم هي بيدها بصناعته لذلك يجب على اسرائيل التخلص من بشار الاسد بأي طريقة ممكنة حتى لو استغرق الامراغتياله لان اي رئيس سوري سيحكم سورية بعد الاسد سيكون بالطبع معادي لإيران ولحزب الله ان نظام الاسد بعد ان خدم في الماضي هو وأبيه مصالح اسرائيل طوال اربع عقود بات يشكل الان تهديدا على امنها القومي.

*كاتب ومحلل سياسي اسرائيلي

 

فضيحة تهز الملالي.. قائد الحرس الثوري يعترف: نحن من خلقنا داعش وقد حقق أهدافنا!

موقع بغداد بوست/26 تشرين الثاني/17

جعفري: عدم القضاء على تنظيم داعش في بدايات الثورة السورية سمح لنا ببناء العصابات والميليشيات!

مراقبون: اعترافات جعفري تؤكد الارتباط العضوي بين داعش وإيران

ليس هناك أغبى من جزاري إيران، وليس هناك أوقح منهم.

إنهم جميعًا لا يزيدون عن مجموعة مرتزقة تنفق عليهم دولة، ويشغلون مناصب في أجهزتها، والدليل هو التصريحات الأخيرة الفاضحة التي صدرت عن قائد الحرس الثوري الإيراني، والتي اعترف فيها بالفضل لداعش على قيام إيران بالانتهاء من خططها في تجهيز الميليشيات، وفي إعداد العصابات لغزو دول المنطقة.

داعش مخلوق إيراني

فتنظيم داعش قدم للملالي خدمة العمر، كما أن عدم القضاء عليه في أول سنوات الثورة السورية -على حد قوله- سمح لهم في الحرس بأن يحققوا كافة أهدافهم ويستغلوه!. إنهم إرهابيون بالسليقة، لا أكثر ولا أقل، ولا بد أن يحاكم جعفري وخامنئي وقاسم سليماني بتهم ارتكاب جرائم حرب.

وكان محمد علي جعفري (قائد الحرس الثوري الإيراني) قد اعترف بعد 6 سنوات من التدخل العسكري في سوريا، بأن طهران لم يكن من مصلحتها على الإطلاق أن يتم القضاء على تنظيم "داعش" منذ بداية تشكيله. وأوضح جعفري خلال مؤتمر صحفي -يتم تداوله على نطاق واسع من قبل الناشطين الإيرانيين عبر مواقع التواصل- أنه منذ ظهور "داعش"، وخلال فترة 4 إلى 5 سنوات الماضية من الأزمة في سوريا، سنحت الفرصة لإيران بأن تقوم بتشكيل وتجهيز الميليشيات في سوريا والعراق، والمقاتلين الذين جاؤوا من سائر البلدان، في إشارة إلى المجندين الأفغان والباكستانيين وغيرهم بصفوف الحرس الثوري الإرهابي الإيراني.

تشكيل الميليشيات

وأضاف قائد الحرس الثوري الإيراني أنه "لو تم تدمير داعش منذ البداية، فلم تكن أمام إيران أي فرصة لتشكيل وتنظيم الجماعات الكبيرة والصغيرة المسلحة في جميع أنحاء المنطقة، وتوحيد جبهة المقاومة"، حسب أكاذيبه. وتابع جعفري: "كانت لوجود داعش نتائج أخرى تمثلت في الهيكلية الحالية لجبهة المقاومة -الإرهاب عزيزي- وربما لم نكن لنستطيع أن نصل إلى هذا المستوى من الجهوزية في جبهة المقاومة لولا الظروف التي أدت إلى إيجاد تنظيم داعش".  هذا بالرغم من أن ماكينة إعلام الحرس الثوري ووسائل إعلام التيار المتشدد في إيران، تروج هذه الأيام للاحتفال بهزيمة تنظيم "داعش" وتنسب الفضل في ذلك لإيران وحلفائها وميليشياتها، وقد ألغت دور التحالف الدولي بقيادة أميركا في دحر التنظيم المتطرف في العراق وسوريا. كما تجاهلت الدعاية الإيرانية دور الحرس الثوري وميليشياته في ظهور داعش نتيجة قمع ثورة الشعب السوري السلمية، وإطلاق يد الجماعات المتطرفة وتغذيتها، حيث فقدت إيران أكثر من 3500 قتيل ضد المعارضة السورية منذ تدخلها لإنقاذ بشار الأسد، بينا لم تخسر بمعارك ضد داعش سوى 5 عسكريين قتلوا أخيرًا في البوكمال، وضابط واحد لقي مصرعه في هجوم شنَّه تنظيم داعش الإرهابي على تجمع لقوات الحرس الثوري الإيراني بمنطقة التنف، قرب الحدود السورية - العراقية، في أغسطس/آب الماضي.

وقال مراقبون لـ"بغداد بوست" إن تصريحات قائد الحرس الثوري، محمد علي جعفري، تشير إلى ثلاثة شواهد:

أولها أن إيران كانت سعيدة بوجود تنظيم داعش الإرهابي، ولم تسع للقضاء عليه كما كانت تقول.

وثانيها أنها عملت من خلال أبواب خلفية على دعم التنظيم وقياداته حتى يظل أطول فترة ممكنة علي قيد الحياة.

وثالثها أن قصة بناء الميليشيات والعصابات الإيرانية كانت هدفًا استراتيجيًا إيرانيًا، سواء كان داعش موجود أم غير موجود، وأنها لن تتخلى عنها.

والخلاصة، تصريحات جعفري جريمة حرب متكاملة، فالملالي هو من خلق داعش باعترافهم هم، وهم من أعطوه حق الاستمرار في الحياة.

 

الحرس الثوري يتوعّد أوروبا بالصواريخ الإيرانية وأكد قدرته على زيادة مداها لأكثر من ألفي كيلومتر

الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/17/أكد الجنرال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، قدرة الحرس الثوري على زيادة مدى الصواريخ الإيرانية لأكثر من ألفي كيلومتر، متوعداً أوروبا في حال "تماديها" في تهديد طهران، على حد قوله. وقال الجنرال سلامي محذراً أوروبا: «إذا كنا نبقي مدى صواريخنا عند 2000 كيلومتر، فهذا ليس بسبب الافتقار للتكنولوجيا.. إننا نلتزم بمبدأ استراتيجي». وأضاف سلامي وفق ما نقلته «رويترز»، أن طهران تشعر حتى الآن أن «أوروبا لا تمثل تهديداً، ولذلك لم نزد مدى صواريخنا. ولكن إذا كانت أوروبا تريد أن تتحول إلى تهديد فسنزيد مدى صواريخنا».

 

«التحالف الإسلامي» يُقرّ العمل الجماعي لمحاربة خطر الإرهاب وشدد في بيانه الختامي على أهمية الجهد المشترك

الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/17/أكد الأمين العام للتحالف الاسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الفريق عبدالإله بن عثمان الصالح، أن وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب أكدوا عزم دولهم على تنسيق الجهود وتوحيدها لدرء مخاطر الإرهاب والوقوف ضده، كما شددوا على أهمية الجهد المشترك والعمل الجماعي المنظم والتخطيط الإستراتيجي الشامل للتعامل مع خطر الإرهاب ووضع حد لمن يسعى لتأجبج الصراعات والطائفية ونشر الفوضى والفتن والقلاقل داخل دولهم. وقال لدى إعلانه البيان الختامي للاجتماع في مؤتمر صحافي عقد في ختام أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي عقد في الرياض اليوم (الاحد) ، تحت شعار "متحالفون ضد الإرهاب" ، بمشاركة وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ، ووفود دولية وبعثات رسمية من الدول الداعمة والصديقة: إن دول التحالف تؤكد أن الإرهاب أصبح يُمثل تحدياً وتهديداً مُستمراً ومتنامياً للسلم والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، حيث تخطى حدود الدول وتجاوز جميع القيم وأضحى أشد فتكاً من ذي قبل، ولاسيما في عالمنا الإسلامي الذي يُعاني من جرائم الإرهاب وما تخلفه من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ووأد لأحلام قطاع عريض من المجتمعات التي تعيش بسكينة وسلام.

وفيما يلي نص البيان :.

البيان الختامي للاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب (3/8/ 1439هـ) الموافق (11/26/ 2017م) إن وزراء الدفاع لدول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في اجتماعهم بمدينة الرياض في المملكة العربية السعودية يوم الأحد الموافق (3/8/ 1439هـ) الموافق (11/26/ 2017م)، استناداً إلى البيان الصادر في (3 ربيع الأول 1437هـ) الموافق (14 ديسمبر 2015م) المتضمن الإعلان عن تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، واستناداً إلى ما جاء في البيان الختامي الصادر عن اجتماع رؤساء الأركان في دول هذا التحالف في مدينة الرياض خلال الفترة من (17-18 جمادى الآخرة 1437هـ) الموافقة للفترة من (26-27 مارس 2016م).

يُعربون عن بالغ تقديرهم لجهود المملكة العربية السعودية في تشكيل هذا التحالف وشكرها على استضافتها لإجتماع مجلس وزراء الدفاع لدول التحالف، كما يُعربون كذلك عن شكرهم لوزير دفاع المملكة العربية السعودية على ترؤسه لهذا الاجتماع وإدارته لجلساته وما تحقق من نتائج إيجابية بناءه خلاله.

ويؤكد وزراء الدفاع في هذا الصدد على أن الإرهاب أصبح يُمثل تحدياً وتهديداً مُستمراً ومتنامياً للسلم والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، حيث تخطى حدود الدول وتجاوز جميع القيم وأضحى أشد فتكاً من ذي قبل، ولاسيما في عالمنا الإسلامي الذي يُعاني من جرائم الإرهاب وما تخلفه من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ووأد لأحلام قطاع عريض من المجتمعات التي تعيش بسكينة وسلام. كما يؤكدون عزم دولهم على تنسيق الجهود وتوحيدها لدرء مخاطره والوقوف ضده, ويُشددون على أهمية الجهد المشترك والعمل الجماعي المنظم والتخطيط الإستراتيجي الشامل للتعامل مع خطر الإرهاب ووضع حد لمن يسعى لتأجبج الصراعات والطائفية ونشر الفوضى والفتن والقلاقل داخل دولهم.

وإدراكاً منهم لأهمية تفعيل محاربة الإرهاب في مجالاته المختلفة , فقد اتفقوا على الآتي :

أولاً: محاربة الإرهاب في المجال الفكري:

1. أكدً الوزراء عزمهم على العمل بكل ما يُمكن من وسائل لمواجهة التطرف والإرهاب بجميع مفاهيمه وتصوراته الفكرية، وكشف حقيقته وفضح أوهامه ومزاعمه وأساليب زيفه وخداعه في توظيف النصوص والأحداث. وذلك إدراكاً منهم لاستلهام الإرهابيين العميق لمنهجي الغلو والتطرف من الأفكار المغلوطة والتفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية، وإيماناً بخطورة التطرف الفكري وانتشاره وتمدد جغرافيته وعميق آثاره على الفرد والمجتمع.

2. التصدي للإرهاب بالوسائل العلمية وإبراز المفاهيم الإسلامية الصحيحة، وصولاً إلى إيضاح حقيقة الإسلام المُعتدل الذي ينسجم مع الفطرة السوية ويتعايش مع الآخر بأمن وسلم وعدل وإحسان.

ثانياً: محاربة الإرهاب في المجال الأعلامي:

1. أكًد الوزراء على الدور الرئيسي للإعلام والأولوية القصوى في استثماره في محاربة الإرهاب وإيضاح حقيقته، والعمل على مواجهة الدعاية الإعلامية الإرهابية وتقويض مرتكزاتها وسلب عوامل تأثيرها وتبيان شناعة أفعالها وأثرها الخطير، والحيلولة بين الإرهابيين واستخدام الإعلام في إيصال الرسائل الإرهابية.

2. شدد الوزراء على أهمية توظيف الإعلام بجميع وسائله وأشكاله لمحاربة الفكر المتطرف من أي مصدر كان، والتصدي للدعايات الإرهابية، ورموز الفكر المتطرف وكشف أساليبهم في الترويج لأفكارهم المنحرفة, وذلك من خلال توجيه الجهود الإعلامية لتقديم الصورة الحقيقة لواقعهم وفضح معتقداتهم الداعية للموت والدمار وتعرية تصوراتهم ومناهجهم، وتفكيك آلتهم الإرهابية التي يستخدمونها.

3. أكًد الوزراء أهمية استثمار الإعلام الجديد في توعية أفراد المجتمع وتفادي التغرير بهم.

ثالثاً: محاربة تمويل الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله:

1. أكد الوزراء على أهمية تجفيف منابع تمويل الإرهاب وقطع أي تغذية مالية لعملياته وأنشطته، من خلال تعزيز الجهود والمسارعة في اتخاذ جميع التدابير والإجراءات اللازمة لمكافحة تمويله بما يكفل قطع مصادره، وتطوير السياسات والتشريعات الوقائية والرقابة المالية، وتحسين مستوى الإلتزام بها وبالمعايير الدولية.

2. شدد الوزراء على زيادة التنسيق والتعاون الفني والأمني في تبادل البيانات والمعلومات، ونقل المعارف والخبرات في مجال مكافحة تمويل الإرهاب.

3. أكد الوزراء على أهمية التأكد من كفاية النظم والإجراءات وفعاليتها في التضييق على تمويل الإرهاب، وزيادة مستوى الوعي بالطرق والأساليب والإتجاهات المتنوعة لتمويل عملياته، وذلك وصولاً إلى أفضل الحلول وإنجحها وأسرعها في القضاء على تمويله.

رابعاً: محاربة الإرهاب عسكرياً:

1. أكد الوزراء على أهمية الدور العسكري في محاربة خطر الإرهاب وتعزيز الأمن والسلم في دول التحالف الإسلامي والمساهمة في الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

2. شدد الوزراء على أهمية تأمين دول التحالف ما يلزم من قدرة عسكرية تضمن إضعاف التنظيمات الإرهابية وتفكيكها والقضاء عليها وعدم إعطائها الفرصة لإعادة تنظيم صفوفها، وتكون مشاركة دول التحالف وفقاً للإمكانيات المتاحة لكل دولة وبحسب رغبتها في المشاركة في أي عملية عسكرية في إطار عمل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.

3. اتفق الوزراء على أهمية دور (مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) في تنسيق الجهود العسكرية وتكاملها وتبادل المعلومات والاستخبارات وعقد الدورات التدريبية والتمارين المشتركة اللازمة.

خامساَ: آلية عمل التحالف :

نوه الوزراء بجهود المملكة العربية السعودية بقيادة هذا التحالف واتفقوا على ما يلي:

1. تأمين مقر لـ(مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) في الرياض، على أن تقوم المملكة العربية السعودية بتأمين احتياجاته واستكمال جميع المتطلبات القانونية والتنظيمية اللازمة، لتمكينه من ممارسة المهمات المنوطة به.

2. يتولى رئيس مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب تعيين الأمين العام للتحالف (رئيس المركز), والقائد العسكري للتحالف، واعتماد النظام الداخلي للمركز ولوائحه وميزانيته السنوية، واتخاذ الترتيبات اللازمة في شأن قيام دول التحالف بتسمية منسقيها في المركز، وتمكين التحالف من بناء شراكات مع المنظمات الدولية وإبراز دوره دولياً في مجال مكافحة الإرهاب، واتخاذ ما يراه محققاً لمصلحة التحالف.

3. يعقد مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب اجتماعاته برئاسة ولي العهد السعودي سنوياً أو عند الحاجة، وذلك لمتابعة ما يتخذ من استراتيجيات وما يقرر من سياسات وخطط وبرامج لتحقيق أهدافه، ومراجعة التقارير التي يقدمها (مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) في هذا الشأن، إضافة إلى متابعة الجهود التي تُبذل في المجالات المختلفة لمحاربة الإرهاب.

4. عزمهم على مضاعفة الجهود لتعزيز العمل المشترك في أي عملية أو برنامج أو مبادرة ضمن إطار التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ووفقاً لتنظيم المركز وآلياته.

وفي الختام يُشيد الوزراء بروح التفاهم والتعاون التي سادت الاجتماع، والتوافق في الرؤى والمواقف حيال ضرورة القضاء على الإرهاب عبر جهد إقليمي ودولي موحد ودائم، يحترم مبادئ الشرعية الدولية، ويتبنى معالجة شمولية متعددة الجوانب لهذه الظاهرة., كما يُعبرون عن آمالهم وتطلعاتهم في أن تتكاتف الجهود وتتكامل الرؤى للوصول إلى تحقيق الأهداف التي يتوخاها التحالف لمحاربة الإرهاب.

 

المعارضة دعت للالتزام بمفاوضات مباشرة في جنيف ودمشق وافقت على مؤتمر سوتشي

57 قتيلاً في قصف لنظام الأسد وروسيا استهدف الغوطة ودير الزور

عواصم – وكالات السياسة/26 تشرين الثاني/17/قتل 23 مدنياً أمس، جراء قصف لقوات النظام السوري استهدف الغوطة الشرقية المحاصرة، آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق والمشمول باتفاق خفض التوتر. واستهدف القصف مناطق مسرابا ومديرا ودوما، وذلك بعد تصعيد قوات النظام منذ منتصف نوفمبر الجاري قصفها لمناطق في الغوطة ما رفع حصيلة القتلى خلال أسبوعين لتبلغ “123 قتيلاً مدنياً بينهم 26 طفلاً”. ورداً على هذا التصعيد، قصفت الفصائل المعارضة بالقذائف مناطق في دمشق، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى. كما قتل 34 مدنياً بينهم 15 طفلاً في قصف روسي استهدف محافظة دير الزور شرق سورية حيث تخوض قوات النظام معارك ضد تنظيم “داعش”. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن “القصف الروسي استهدف قرية الشعفة التي تقع بمحاذاة الضفة الشرقية لنهر الفرات”، واسفر أيضاً عن سقوط عدد من الجرحى. وفي تطور ميداني آخر، تمكنت قوات سورية الديمقراطية “قسد” من إحراز تقدم كبير في شرق الفرات تمثل بوصولها إلى الحدود السورية-العراقية انطلاقا من حقل الكشمة النفطي. وذكر المرصد إن قوات النظام تمكنت من حصار تنظيم “داعش” الإرهابي داخل جيبين منفصلين شرقي الفرات بعد أن تمكنت “قسد” من شطر التنظيم في المنطقة إلى محورين.

وأضاف إن قوات النظام السوري مدعوما بميليشيات موالية لها تواصل معاركها ضد ما تبقي من مسلحي “داعش” شرق مدينة الميادين وغرب مدينة البوكمال. وأعلن الرئيس المشترك لـ”مجلس سورية الديمقراطية” رياض درار، أن “قسد” ستنضم للجيش السوري الذي سيتكفل بتسليحها عندما تتحقق التسوية السورية.

وأضاف درار، في تصريح لشبكة “رووداو” الكردية “إذا كنا ذاهبين إلى دولة سورية واحدة بنظام فيدرالي نعتقد أنه لا حاجة للسلاح والقوات، لأن هذه القوة ستنخرط في جيش سورية ولأن الوزارات السيادية مثل الجيش والخارجية ستكون لدى المركز، وقوات سورية الديمقراطية هي قوات سورية وليست قوات محلية”.

وفي ريف حماة الشمالي الشرقي، استمرت المعارك العنيفة لليوم الـ33 بين القوات النظامية ومسلحي هيئة “تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا) في محور الشطيب والبليل والرهجان في محاولة من الجيش السوري للتقدم هناك، بالتزامن مع قصف جوي وصاروخي، أسفر عن مزيد من الخسائر البشرية بين طرفي القتال، إذ ارتفع عدد قتلى القوات النظامية إلى 94، وقتلى جبهة “تحرير الشام” إلى 138 عنصرا. إلى ذلك، اعترف النظام بمقتل العميد الركن علي محمد بدران الملقب بـ”أسد القوات الخاصة” في معارك بمدينة حرستا مع فصائل المعارضة.

على الصعيد السياسي، تبدأ اليوم الوفود المشاركة في محادثات الجولة الثامنة بشأن الازمة السورية من الحكومة والمعارضة في الوصول إلى جنيف استعدادا لبدء الجولة الجديدة غدا الثلاثاء برعاية الامم المتحدة ومبعوثها الخاص ستيفان دي ميستورا.

وستبحث هذه الجولة ملفي الانتخابات والدستور الجديد من بين أربعة ملفات اتفقت الاطراف من الحكومة والمعارضة في الجولات السابقة على أن تكون محل تفاوض وتشمل أيضا ملف مكافحة الإرهاب والحوكمة. وستشهد وللمرة الأولى الجولة الجديدة للمحادثات حضور وفد موحد للمعارضة، وهو ما كان يمثل أحد العقبات الكبرى في الجولات السبع الماضية نحو مناقشة قضايا التفاوض بشكل جدي في ظل الخلافات التي كانت بين منصات المعارضة المشاركة وهي منصة الرياض (الهيئة العليا للمفاوضات)، ومنصة موسكو، ومنصة القاهرة. ويأمل دي ميستورا أن يتمكن من تحقيق اختراق على صعيد الملفين المطروحين بهدف تسريع عملية التفاوض باتجاه انتقال سياسي في سورية. من جانبه، قال المتحدث باسم المعارضة السورية يحيى العريضي في بيان، إن المعارضة ترحب بالدعم الدولي لقرار تشكيل وفد موحد للمعارضة في مفاوضات جنيف، مضيفا أن الرسالة واضحة ولامزيد من الاعذار للوصول إلى طاولة المفاوضات والحديث عن الانتقال السياسي. وأكد أن “الوقت حان لجلوس الحكومة السورية والمعارضة الى الطاولة وبدء الحديث عن الإنتقال من الدكتاتورية الى الحرية”. وشدد على أن الحل العسكري لم يعد صالحا وأثبت فشله بامتياز، داعيا النظام السوري للانخراط في العملية السياسية، مضيفاً إننا نحمل معنا شرعية دولية وهو القرار 2254 ووجوب تطبيقه، ووقف السعي نحو التهرب من الالتزام بها. إلى ذلك، رحبت الحكومة السورية بعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في ديسمبر المقبل بمدينة سوتشي الروسية لمناقشة مواد الدستور وإجراء الانتخابات التشريعية بعدها. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الروسية “ترحب حكومة الجمهورية العربية السورية بمؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد في سوتشي بمشاركة واسعة من شرائح المجتمع السوري”. وأضاف “تعلن الحكومة موافقتها حضور هذا المؤتمر، وبما سيتمخض عنه من لجنة لمناقشة مواد الدستور الحالي، وإجراء الانتخابات التشريعية بعدها”.

 

رئيس وزراء البحرين: الإرهاب لادين له ونحتاج إلى الوحدة والحزم والعمل المشترك لاجتثاثه

المنامة – وكالات:السياسة/26 تشرين الثاني/17/أكد رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان، أن ما تشهده المنطقة من تطورات “تتطلب مزيدا من التمسك بالوحدة الوطنية، وأن نكون أكثر حزمًا في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره”. وقال خلال استقباله أمس عددا من أفراد العائلة المالكة وكبار المسؤولين والنواب والفعاليات الاقتصادية والإعلامية والصحافية والمواطنين، “علينا أن نكون في هذه المرحلة عونا لبعضنا البعض، وأن نجتمع على كلمة سواء تعزز من قدرتنا على تحقيق ما نرجوه للبحرين وشعبها من نهضة وازدهار”، لافتا إلى أن أي عمل إرهابي مهما أبعدته الجغرافيا تظل تداعياته تلقي بظلالها على الجميع ، لذلك يجب أن تكون عقوبة الإرهاب على مستوى الجرم دون أخذ وعطاء فالأمن لا مناقشة فيه. وأبدى أسفه الشديد للحادث الإرهابي البغيض الذي شهدته مصر يوم الجمعة الماضي، قائلا “إن الجميع تأثر بما جرى، وهذا العمل الشنيع يؤكد أن الإرهاب لا يمت للدين ولا للوطن بصلة”، مؤكدا أن ما حدث يعزز أهمية العمل المشترك واتخاذ إجراءات قوية وصارمة لاجتثاث الإرهاب وتجفيف منابعه، لافتا إلى أن قادة دول مجلس التعاون والدول العربية حريصون على العمل من أجل أمن واستقرار بلدانهم وحمايتها من الإرهاب ووقف مصادر دعمه وتمويله، ومشددا على ضرورة أن “تكون مجتمعاتنا أكثر وعيا بما يحاك ضدها لتقويض الأمن والاستقرار وهدم الأسس الأساسية التي لا غنى عنها لنهوض أي مجتمع”. على صعيد آخر، أكد الأمير خليفة بن سلمان أن التوجيهات والتوجهات الملكية نبراس للحكومة في تحقيق غاياتها وأهدافها الرامية الى الوصول بالمجتمع الى مستويات عالية من التقدم والنماء، لافتا الى أن الحكومة عملت وستعمل من أجل تقديم الخدمات التي تسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتحفظ في ذات الوقت للوطن أمنه واستقراره مرتكزة في ذلك على سواعد أبنائها الذين أثبتوا في كل المواقف أعلى درجات الوطنية والإخلاص. من جهة أخرى، بحث مساعد وزير الخارجية البحريني عبد الله بن فيصل بن جبر الدوسري، أمس، مع وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة السيناتور جان ماري بوكل، العلاقات الثنائية وآخر المستجدات على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأشاد الدوسري خلال الاجتماع الذي عقد بديوان عام الوزارة، بعلاقات الصداقة والتعاون المتميزة التي تربط البحرين وفرنسا، وما تشهده من تطور ونماء في مختلف المجالات، مؤكدا أهمية تعزيز وارتقاء هذه العلاقات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. من جانبه، أثنى رئيس الوفد الفرنسي على العلاقات المتميزة لبلاده مع مملكة البحرين ودورها في تعزيز الأمن والسلم الدوليين في المنطقة، مشددا على ضرورة تعزيز هذه العلاقات خاصة في الشأن البرلماني بين البلدين الصديقين.

 

3 ملفات أمام مفاوضات جنيف... ومؤتمر سوتشي على نار هادئة ودمشق ترفض بحث الدستور في الخارج... وتستعجل طرح ملف الإعمار

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/17/تبلغت دمشق نصيحة من موسكو بأن يوافق وفد الحكومة السورية على بحث ملفي الدستور والانتخابات وإقرار المبادئ السياسية للحل السوري لدى بدء الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف الثلاثاء المقبل. أما دمشق، فإنها تراهن على طهران وبكين لنقل التركيز إلى إعادة الإعمار والاستمرار في محاربة الإرهاب وتأجيل التسوية، في وقت تُجري فيه موسكو مشاورات لترتيب الأرضية لعقد مؤتمر «الحوار الوطني السوري» في سوتشي على نار هادئة وشرعنة مسار سوتشي بغطاء اقليمي. وانتقل أمس السفير رمزي عز الدين رمزي، نائب المبعوث الدولي إلى دمشق، بعد إجرائه والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا محادثات في موسكو تناولت تسهيل توحيد المعارضة وإنجاح مؤتمر الرياض وتمهيد الأرضية لمفاوضات جنيف والبحث في العلاقة بين عملية جنيف ومؤتمر سوتشي.

وهناك رهان على أن تضغط موسكو على دمشق للموافقة على «مفاوضات جدية مباشرة» مع وفد المعارضة لبحث ملفي الدستور والانتخابات ومبادئ الحل السياسي، ذلك أن الأنباء أفادت بأن دمشق ترفض بحث الدستور خارج الأطر الرسمية، أي البرلمان الحالي، إضافة إلى أنها تريد تأجيل بحث التسوية السياسية «ما دام هناك إنش خارج سيطرة الدولة». وبدا تحفظ دمشق واضحاً على بحث الدستور في جنيف أو سوتشي، على عكس موسكو التي تستعجل الحل السياسي بعد التقدم في العملية العسكرية وهزيمة «داعش». وبعد لقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في دمشق، أمس، قال رمزي: «نحن في حوار مستمر مع الجانب الروسي، ونتمنى أن يحصل اختراق في الجولة القادمة وهذا ما نتمناه، لكن يجب أن نكون واقعيين، فالعملية السياسية صعبة ومعقدة».

وينطلق رهان المبعوث الدولي من نجاح مؤتمر المعارضة في الرياض، في الخروج بوفد موحد، وتوحيد مجموعات المعارضة. وقال دي ميستورا، في بيان هو أشبه ببرنامج عمل لمفاوضات جنيف، أمس، إنه «اطلع على نتائج مؤتمر المعارضة السورية الموسع في الرياض»، و«أحيط علماً بالمشاركة الواسعة والشاملة في هذا المؤتمر، بما في ذلك جميع مكونات المعارضة المحددة في قرار مجلس الأمن 2254، ومجموعة واسعة من العناصر الأخرى من داخل سوريا وخارجها».

ولم يستخدم دي ميستورا عبارات «الترحيب» بمخرجات المؤتمر، لكنه أشار في البيان إلى أنه «لاحظ رفض المجتمعين القاطع للإرهاب وتأكيد أن حل الأزمة سياسي» و«أُحيط علماً على وجه الخصوص بأنه تم اختيار فريق للمعارضة السورية للتفاوض في جنيف دون أي شروط مسبقة، وأن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة يعتبر المرجع الوحيد للمفاوضات» التي سيقودها وفد مفاوض برئاسة نصر الحريري ضمن «الهيئة العليا للمفاوضات» التي تضم 36 عضواً برئاسة الحريري ونيابة جمال سليمان وخالد محاميد.

دي ميستورا ينوي توجيه الدعوة إلى وفد المعارضة إلى جنيف. وقال رمزي إن الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف ستتناول «السلال الأربع» في إشارة إلى «الحكم» والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب، بموجب بنود القرار 2254. لكنه أعرب عن اعتقاده أن التركيز خلال الجولة المقبلة سينصب على الدستور والانتخابات إلى جانب مناقشة جميع القضايا الأخرى وورقة المبادئ العامة حول مستقبل سوريا. ولوحظ أن التفاهم بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في 11 من الشهر الجاري، تجاهل الحديث عن «الحكم» وركز على ملفي الإصلاح الدستوري والانتخابات. كما أن البيان الختامي لقمة بوتين ونظيريه التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني، تجاهل عملية جنيف ورعاية الأمم المتحدة للعملية السياسية، لكن دعم جهود روسيا لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.

وبدا أن هناك سباقاً بين عملية جنيف التي تدعمها واشنطن وتنوي إيفاد مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد إلى جولتها المقبلة وعملية سوتشي التي تدعمها موسكو وتحشد لها في أنقرة وطهران لجهة إطلاق مسار الإصلاح الدستوري. وكان أحد المقترحات أن تُستأنف مفاوضات جنيف الثلاثاء المقبل ثم تعلَّق إلى حين مشاركة الأطراف السورية في مؤتمر الحوار السوري في 2 من الشهر المقبل، على أن تُستأنف الجولة الثامنة من جنيف في 9 من الشهر المقبل. لكن الامور تغيرت حالياً وباتت الاولوية لمفاوضات جنيف بحيث تعقد الجولة الثامنة في الايام المقبلة.

وإذ تواصل موسكو وشخصيات سورية مقربة منها الاتصال بسوريين لحضور مؤتمر الحوار في سوتشي، بمشاركة أكثر من ألف شخص، بدا أن قمة سوتشي الروسية - التركية - الإيرانية أبطأت من سرعة المؤتمر، باعتبار أن قائمة المدعوين باتت أسيرة التوافق الثلاثي. صحيح أن إردوغان حصل على فيتو لمنع دعوة «الاتحاد الديمقراطي الكردي» إلى المؤتمر السوري، ويأمل حالياً بوفاء ترمب بوعده وقف تسليح أكراد سوريا الماضين في الانتخابات المحلية لفيدرالية الشمال بدءاً من الشهر المقبل. صحيح أن روحاني حصل على خفض سقف التسوية السياسية السورية لدى إزالة مبدأ «الانتقال السياسي»، وبحث «الحكم الجديد»، وإسقاط عملية جنيف ورعاية الأمم المتحدة. صحيح أن بوتين أطلق بدعم إقليمي مسار سوتشي الداعم لمسار أستانة الذي لا تُبدي واشنطن حماسة له، لكن الأنباء تفيد أن شروط انعقاد مؤتمر الحوار في سوتشي تتطلب المزيد من المشاورات... وموسكو مصممة على المضي في عقده.

وكان لافتاً أن الجانب الروسي سعى إلى طرح البيان الثلاثي لقمة سوتشي في أروقة مجلس الأمن بعد أيام على استخدام روسيا حق النقض (فيتو) ضد تمديد آلية التحقيق باستخدام الكيماوي في سوريا. كما أنها تستعد لمعركة جديدة إزاء تمديد القرار 2165 الخاص بالمساعدات الإنسانية عبر الحدود الذي تنتهي ولايته بداية العام المقبل. ويُعتقد بصعوبة حصول التحرك الروسي لـ«شرعنة» مسار سوتشي على آذان صاغية في مجلس الأمن. لكن جهود الشرعنة قائمة، إذ إن الرئيس رجب طيب إردوغان اتصل بنظيره الفرنسي إيمانول ماكرون. كما أن الرئيس حسن روحاني اتصل بالرئيس بشار الأسد، أمس، لإبلاغه بنتائج القمة الثلاثية، في حين بدا أن واشنطن تعترض على تحويل «الحوار السوري» في سوتشي من مؤتمر واحد إلى عملية سياسية منافسة لمفاوضات جنيف.

ولوحظ مدى تركيز الجانب الروسي على طرح ملف إعادة الإعمار الذي يكلف نحو 220 مليار دولار أميركي، ما تقاطع مع موقفي دمشق وطهران على عكس موقف واشنطن ودول غربية تربط الإعمار بالحل السياسي الجدي. إذ أفادت وكالة الأنباء الصينية بأن وزير خارجية الصيني وانغ يي أبلغ، مع بثينة شعبان المستشارة السياسية في الرئاسة السورية، بأن بلاده ستساعد في إعمار سوريا، علماً بأن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون نجح في التوصل مع وزراء خارجية 18 دولة عربية وغربية إلى اتفاق في سبتمبر (أيلول) الماضي على أن دعم إعادة الإعمار في سوريا يعتمد على «عملية سياسية جادة تفضي إلى انتقال سياسي حقيقي يمكن أن يحظى بتأييد غالبية السوريين». وقالت الخارجية الصينية: «نأمل أن يتمكن الجانب السوري من انتهاز الفرصة وإظهار مرونة وتعزيز الحوار والتفاوض للوصول إلى نتائج جوهرية». أما روحاني، فإنه أكد للأسد أن «إيران ستقف بجانب الحكومة السورية في الحرب ضد الإرهاب. طهران مستعدة لأن يكون لها دور فاعل في إعادة إعمار سوريا». وأضاف أن قمة سوتشي الثلاثية «خطوة صحيحة في التوقيت المناسب» لمستقبل سوريا.

 

عمرو أديب يهاجم الأزهر لرفضه تكفير منفذي هجوم مسجد الروضة

السياسة/26 تشرين الثاني/17/انتقد الإعلامي المصري عمرو أديب، التصريح الذي أدلى به وكيل الأزهر عباس شومان، خلال مداخلة هاتفية على قناة “الحدث اليوم” حول منفذي الهجوم على مسجد الروضة بسيناء. وقال أديب في برنامجه الذي يبث على قناة “اون تي في”، “طول ما انت يا مولانا رافض ان لهم فكر، وعلى فكرة دول مسلمين، دول قائلين لا إله إلا الله، نعم احنا بنقول أن ده مش الإسلام ولكن هو مسلم، من الدين الإسلامي مش من دين تاني، وعنده فكر وعنده شريعة وعنده آيات وعنده أحاديث وعنده إمام عنده كل حاجة، وانت مش عارف! طيب لو انت مش عارف حتعالجه ازاي؟” وتابع قائلا: “الفكر جاي من شيخ من شيوخ الإسلام الموجودين المعتبرين اللي انت بتدرسهم في الأزهر مش حد من الي انت مانعه، هو والتلميذ بتاعه، الاثنين بتدرسهم في الأزهر، انت مش عارف ايه هي المشكلة! انت مش عارف هم دول مين؟..” وكان شومان جدد رفض الأزهر إصدار حكم بتكفير مرتكبي المجزرة، وقال إن “مؤسسة الأزهر لا يمكنها تكفير منفذي حادث مسجد الروضة، فالأزهر لا يصدر أي أحكام، لأن ذلك يفتح أبواباً لا يمكن غلقها”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 لحظة إقليمية «مأزقية» لم يتحضّر لها الداخل بعد

وسام سعادة/المستقبل/27 تشرين الثاني/17

الوضع اللبنانيّ في مفترق. فبعد شهور طويلة من محاولة تمرير غلبة «حزب الله» كما لو كانت واقعة محسومة نهائية، ليس على اللبنانيين من خارج جهاز الحزب وبيئته غير التطبّع معها، وبعد الترويج لإنطباع مختصره أنّ ثمّة إجماعاً ضمنيّاً بين كافة الدول الإقليمية والدولية، أيّاً كان موقفها من الحزب، وأيّاً كان خطابها بصدده، بالتسليم بسيطرته على لبنان، دخلنا في لحظة دولية – إقليميّة جديدة، تسلّط الضوء أكثر من الفترة الفائتة على الأوضاع اللبنانيّة، وتتطور باتجاه «تعريب وتدويل» المشكلة التي يرمز اليها لبنانياً بعنوان «السلاح»، إنّما لتكثيف مضامين كثيرة.

من جهة، تأتي هذه اللحظة لتظهر ما يخالف الجو الذي ساد في الفترة الأخيرة، بأنّ كوكب الأرض تطبّع بشكل لا رجعة فيه مع سيطرة «حزب الله» على لبنان، ومن جهة أخرى، لا تحتوي اللحظة الدولية – الإقليميّة الحاليّة على إطار واضح يطرق باب هذه المشكلة، أو مجموع المشكلات التي عنوانها «السلاح» وحروبه العربية وارتباطه الإيرانيّ، بالتوازي مع وعي الحيثية الأهلية والجماهيرية لـ «حزب الله»، يطرقها بالشكل الذي يمهّد السبيل للخطوات الأولى على طريق معالجتها وحلّها.

وهذا ما يجعلها «لحظة مأزقية» بامتياز بالنسبة إلى الجميع. فقبل السؤال اليوم «الكرة في ملعب من؟» يبدو الملعب بكرات متعددة، إنما لا يظهر أنّ فيه أي مرمى. ليس بمستطاع أحد، الحزب أو من حالفه أو من في موازاته من القوى، المكابرة على أنّنا في لحظة، مع نهايات هذا الخريف، لا تقارن بما انتهى عليه الصيف الماضي. لن يسحب موضوع «حزب الله» وتدخلاته في الإقليم من مساحة الضغوط العربية والدوليّة ما لم يتم الدفع نحو إعتماد مبدأ «النأي بالنفس» وآليات فعلية لتطبيقه وصيانته. صحيح أنّه ليس هناك حتميات في هذه المسائل، لكنّ الطرف الأكثر صعوبة على تقبّل أي تنازل في هذا الشأن اليوم هو طرف «حزب الله»، وايران من ورائه، في ما يعني دعمها وإمدادها له. فلا أحد يتراجع إلا في واحدة من حالتين، إمّا أن يكون مرغماً بالفعل على التراجع، وإمّا أن يحصل في مقابل تراجعه على ثمن لهذا التراجع، أو على ضمانات تجعل هذا التراجع أقلّ وطأة في صورته الخارجية. وكلّ هذا يقارب المستحيل في الظروف الراهنة. ما يمكنه أنّ يفتح ثغرة في «جدار المستحيلات» هو خروج القوى التي عندها «مشكلة» بوتائر مختلفة مع الحزب في الداخل اللبناني من حالتها الراهنة.

فهذه القوى، وبعد أن ظهر لسنوات طويلة أنّها تجتمع على مناوأة خط غلبة الحزب على البلد، صارت تفتقد، لنقل منذ الإختلاف على قانون الإنتخاب و»التاكتيكات» المختلفة لوضع حد لحالة الشغور الرئاسي، إلى استراتيجية موحدة في موضوع «حزب الله» وكيفية التعاطي مع انعدام التوازن المتعاظم لصالحه، وكيفية التأسيس لخطاب جديد، قادر على الربط بين مشكلة «حزب الله» وبين برنامج وطني لحل المسألة اللبنانية التي لم يكن بإمكان الجلاء السوريّ وحده أن يحلها. فبدلاً من الربط بين منطق المواجهة وبين نظرة متمسكة بفكرة «المصالحة بين اللبنانيين» كي تشمل كذلك الأمر المصالحة بين كل هذه الحالة التي يمثلها «حزب الله» وبين باقي اللبنانيين، إنّما على قاعدة تعيد الإعتبار لمفهوم الدولة، ومركزية قواتها المسلحة الشرعية، وضرورة استعادتها لحصرية السلاح في منظار برنامجي جديّ، يتكامل بسدّ كل الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها أي تهديد لأي جماعة لبنانية، وخصوصاً من جانب العدو الإسرائيلي، بدلاً من الربط بين منطقة المواجهة وبين مشروع المصالحة الشاملة والسلام اللبناني الدائم، أي معالجة كل من الشرخ الحاصل في المجتمع اللبناني، وحالة الغلبة الفئوية على المجتمع والدولة، والمتدخلة فئوياً أيضاً في أوضاع بلدان عربية أخرى، فقد حدث العكس. بدلاً من تطوير استراتيجية موحدة، يمكن بعدها أن تميّز في الناس بين صقور وحمائم، دخلنا في دهاليز لا آخر لها من المزايدات هنا، ومن الإستسهال هناك. والأسوأ، الناس، والنخب الأهلية أي آلاف الكوادر الفاعلة في سنوات الحراك الجماهيري لـ 14 آذار، تراجع دورها في الفترة الماضية، وإعادة الإعتبار لدورها اليوم، بدلاً من حصر «السياسة في الكواليس» بات حيوياً إذا ما أريد البحث عن استراتيجية جديدة للقوى التي عندها مشكلة مع سلاح «حزب الله»، والتفاهم تحت إطار هذه الإستراتيجية على أنّه يمكن أن يكون هناك صقور وحمائم فيها، وأنّه لا بدّ أن تتسع لمستويات عدّة من التعاطي. هي الحالة «المؤتمرية» المفقودة اليوم، والتي إن جرى التحرّك نحوها، فتحت بالفعل ثغرة داخلية حقيقية في جدار المستحيلات، وأصبح للملعب مرمى.

 

محمد بن سلمان وسعد الحريري… ولبنان وإيران

خيرالله خيرالله/العرب/26 تشرين الثاني/17

كلام الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في الحديث الذي أدلى به إلى 'نيويورك تايمز' يختزل الأزمة اللبنانية وأسباب تقديم سعد الحريري استقالته.

يشير “التريّث” في تقديم الرئيس سعد الحريري استقالة حكومته إلى رغبة في امتحان قدرة رئيس الجمهورية ميشال عون و“حزب الله” على الدخول في تسوية جديدة بشروط واضحة… أو العودة إلى الأسس التي قامت عليها التسوية التي سمحت بتشكيل الحكومة الحالية.

في مقدّم هذه الأسس مبدأ “النأي بالنفس” الذي لم يحترمه “حزب الله” في يوم من الأيّام، خصوصا في ضوء تورّطه في الحرب على الشعب السوري، وتدخله السافر في اليمن إلى جانب الحوثيين (أنصار الله). يلعب الحزب في اليمن، منذ سنوات طويلة، دور الراعي للحوثيين والوصيّ عليهم بتكليف من إيران. كلّ كلام آخر عن دور “حزب الله” في اليمن هو محاولة للالتفاف على الحقيقة لا أكثر.

لعلّ كلام الأمير محمد بن سلمان وليّ العهد السعودي في الحديث الذي أدلى به إلى “نيويورك تايمز” يختزل الأزمة اللبنانية وأسباب تقديم سعد الحريري استقالته. قال محمد بن سلمان “الخلاصة أن سعد الحريري لن يواصل تقديم غطاء سياسي لحكومة لبنانية تدار أساسا من “حزب الله” الذي تسيطر عليه إيران”. تقول هذه العبارة الكثير، وتضع حدا لكل ما أثير عن ظروف تقديم الاستقالة ثم دخول مرحلة “التريّث” السائدة الآن في لبنان. ليس سرّا أنّ “حزب الله”، المشارك في الحكومة اللبنانية، متورط أيضا في العراق وفي البحرين والكويت وفي كلّ النشاطات التي تصبّ في أعمال تخريبية تتولاها ميليشيات مذهبية تابعة لإيران. كل ما عدا ذلك استغباء للبنانيين والعرب، خصوصا أهل الخليج. تكمن مشكلة “حزب الله” وأمينه العام السيّد حسن نصرالله، الذي يعتقد أنّ كل اللبنانيين ينتمون إلى أولئك الذين يصفقون له ويصدّقون ما يقوله، في أنّ العرب ليسوا أغبياء.

معظم اللبنانيين ليسوا أغبياء وسذّج أيضا. عندما يتحدث وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد الأحمد بالطريقة التي تحدّث بها في الاجتماع الأخير لمجلس جامعة الدول العربية، فهذا دليل على أن أهل الخليج يعرفون عن نشاطات “حزب الله” أكثر بكثير مما يعتقده الحزب وأولئك الذين يدافعون عنه. اختارت إيران تأكيد كلّ ما يصدر عن المسؤولين الخليجيين في شأن “حزب الله” ودوره التخريبي في لبنان وعن أنّه ليس سوى ذراع لها. أدان الإيرانيون نفسهم بنفسهم عندما أكّد قائد “الحرس الثوري” محمد علي جعفري أن “سلاح حزب الله غير قابل للتفاوض”. من الواضح أن إيران ترفض استعادة لبنان لحريته وسيادته وأن يكون بلدا مزدهرا. مطلوب من لبنان أن يكون ورقة إيرانية في تفاوضها مع “الشيطان الأكبر” الأميركي و”الشيطان الأصغر” الإسرائيلي، في حين أن هم رجل مثل سعد الحريري هو لبنان، “لبنان أوّلا” ومصلحة كل لبناني…

ماذا يعني “التريّث”؟ إنّه يعني بكلّ بساطة أن على لبنان اعتماد لعبة الانتظار في انتظار معرفة على ماذا ستستقرّ عليه الأوضاع في محيطه. هذا لا يعني، في طبيعة الحال، السكوت على ما يقوم به “حزب الله” في الداخل اللبناني وفي المنطقة وعلى استفزازات إيران التي يقول قائد “الحرس الثوري” فيها أن رجاله “باقون في سوريا” من أجل الإشراف على وقف للنار. هل سوريا في حاجة إلى “قوّات ردع” إيرانية تشبه ما كانت عليه “قوات الردع” السورية في لبنان. هل سوريا في حاجة إلى احتلال إيراني مثلما كان لبنان في حاجة إلى احتلال سوري كان الهدف منه وضع البلد تحت الوصاية؟

في كلّ الأحوال والظروف، على لبنان السعي إلى تفادي كل ما يمكنه أن يؤدي إلى مزيد من التدهور. والتدهور ليس مرتبطا بالعلاقات بين اللبنانيين أنفسهم وسعي “حزب الله” إلى نشر البؤس في كلّ أرجاء الوطن الصغير فحسب، بل هو مرتبط بسلوك عام أيضا يصبّ إلى الإساءة إلى دول الخليج وعزل لبنان عن محيطه العربي. ليست أمام سعد الحريري خيارات كثيرة. عليه السعي إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه بالتعاون مع رئيس الجمهورية ومع رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي.

من فوائد الاستقالة أن سعد الحريري عاد إلى لبنان مسلّحا بدعم فرنسي وعربي. لا يمكن الاستهانة أيضا بالدعم الأميركي الذي لعب دوره في إظهار أن رئيس الوزراء اللبناني يمتلك شبكة علاقات دولية لا يمكن الاستخفاف بها. عاد سعد الحريري إلى بيروت بعد قرار ذي سقف عال اتخذه مجلس جامعة الدول العربية الذي كشف أن العرب يعرفون تماما ما الذي تفعله إيران، وما الدور الذي يقوم به “حزب الله” في المنطقة كلّها. أكثر من ذلك، ظهر جليّا أن مصر على استعداد لمساعدة لبنان ودعمه، فيما لا تزال فرنسا، السائرة إلى استعادة وزنها أوروبيا، تقيم علاقة من النوع المتميّز مع سعد الحريري. في مرحلة تبدو فيها المنطقة مقبلة على أحداث كبيرة، خصوصا أن الكلام عن دخول سوريا مرحلة انتقالية حقيقية، ليس أمام لبنان سوى “التريّث”. هذا لا يمنع التساؤل عن أنجع الوسائل كي يصدّ لبنان الهجمة الإيرانية التي يتعرّض لها والتي تستهدف كلّ مؤسسة من مؤسساته والنسيج الاجتماعي للبلد. ليس أمام لبنان سوى المقاومة. مقاومة من يسمّون أنفسهم “مقاومة” والذي ينشرون البؤس باسم “المقاومة”. إنهم ينشرون البؤس عن سابق تصوّر وتصميم من أجل منع لبنان من استعادة موقعه على خريطة الشرق الأوسط.

مرّة أخرى، ما يواجهه لبنان في الوقت الراهن هو معركة مصيرية. هذه معركة الاستقلال الثالث، بعد الاستقلال الأوّل في 1943، والاستقلال الثاني في 2005 حين اضطر الجيش السوري إلى الخروج من الأراضي اللبنانية إثر اغتيال رفيق الحريري. من أجل تحقيق الاستقلال الثالث، يُفترض الانتصار على سلاح “حزب الله”، وهو سلاح إيراني موجه إلى الصدر العاري لكل لبناني شريف. في معركة الاستقلال الثالث التي يخوضها سعد رفيق الحريري، ليس “التريّث” عيبا. على العكس من ذلك، إنّه ضرورة من ضرورات هذه المعركة الكبيرة التي باتت مرتبطة بأحداث تتجاوز لبنان. في النهاية إن معركة لبنان جزء من المعركة الإقليمية التي قرّر العرب الواعون خوضها من خلال معرفتهم العميقة لطبيعتها وللنتائج التي ستترتّب عليها. الأكيد أن إيران لن تخرج منتصرة، لا لشيء سوى لأنّها دولة متخلّفة لا تمتلك الوسائل التي تسمح لها بتنفيذ أحلامها المريضة. إنّها بكل بساطة بلد من بلدان العالم الثالث يعتقد أنّ هناك فراغا إقليميا يستطيع ملؤه على حساب كلّ ما هو عربي في الشرق الأوسط والخليج. صحيح أن العرب ضعفاء في هذه المرحلة، لكن الصحيح أن تغييرا حقيقيا يحصل في السعودية ورغبة في المواجهة ووضع النقاط على الحروف. تخلّصت المملكة التي هي رأس الحربة في المواجهة مع إيران من عقد كثيرة. من كان يتصوّر أن محمّد بن سلمان سيقول الكلام الذي قاله في “نيويورك تايمز”، خصوصا عن الإسلام وعن احترام اليهود والمسيحيين وعن أن “خامنئي هتلر جديد في الشرق الأوسط وقد تعلّمنا من أوروبا أن التهدئة لا تفيد. لا نريد من هتلر الجديد في إيران أن يكرّر في الشرق الأوسط ما حلّ في أوروبا”.

 

صفقة رباعية قيد الإعداد

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 27 تشرين الثاني 2017

من الخطأ التسرّع في القول إنّ الحريري هرع إلى أحضان حلفاء «حزب الله» في لبنان

في لحظة ما، راهن البعض على أنّ الرئيس سعد الحريري سيأتي من السعودية إلى لبنان لمواجهة إيران و»حزب الله». وعندما جاء متهاوِناً معهما، راهن آخرون على أنه سيمشي معهما ضد السعودية، أو أنه سيتحدّاها مستقوِياً بفرنسا أو إيران، أو أنه سيدير شؤون رئاسة الحكومة وتيار «المستقبل» والطائفة السنِّية خلافاً لإرادة المملكة. فهل حظوظُ المراهنة الثانية أفضل من حظوظ الأولى؟ تردّدت في الأيام الأخيرة معلومات عن صفقة إقليمية قيد الإعداد تمتدّ مفاعيلُها من اليمن والعراق وتبلغ بيروت ودمشق. وفي تفاصيلها أنّ موسكو، بعدما تمّ القضاءُ على «داعش» في سوريا والعراق، بدأت رعاية تسوية سياسية للملف السوري، ستترجمها اجتماعاتُ سوتشي ثمّ جنيف. وهذه المهمة استدعت أن يغادرَ الرئيس بشار الأسد دمشق للقاء الرئيس فلاديمير بوتين. والصفقة، وفق المعلومات، نالت موافقة القيادة السعودية التي تلقّت تطمينات، أكّدتها واشنطن أيضاً، إلى أنّ إيران لن تكون مُمسِكة بالقرار في سوريا ولا في لبنان بعد التسوية. ولذلك، أخذت المملكة على عاتقها توحيدَ صفوف المعارضة السورية بحيث تكون هناك مرجعيّة لهذه المعارضة تتحمّل المسؤولية عن التنفيذ.

وكان التوافقُ الدولي - الإقليمي على منع قيام دولة كرديّة مستقلّة في شمال العراق، بعد الاستفتاء، جزءاً من هذه الصفقة. ولذلك، كان موقفُ الولايات المتحدة المفاجئ بالتخلّي عن الأكراد، على رغم التعهّدات المقطوعة لهم بكيانٍ مستقلّ. فالإدارة الأميركية طمأنت إيران في الملف الكردي، فيما كانت تعلن تجاهَها استراتيجيّةً متشدّدة وتُبدي رغبتَها في إبطال الاتفاق النووي الذي استغلّه الإيرانيون للحصول على مليارات من الدولارات تمّ استخدامُها لتوسيع النفوذ في دول الشرق الأوسط. لقد بادرت واشنطن وموسكو إلى تطمين إيران إلى أنّ استقرارَها الوطني لن يهتزّ بنشوء دولة كرديّة تُضعف الحكومة العراقية الحليفة لطهران وتثير المخاوف من انفجار الوضع الكردي في الداخل الإيراني. لكنّ الثمنَ هو اعترافُ إيران بإقامة توازن سياسي في سوريا ولبنان، في مقابل أن توقف محاولاتِها زعزعة استقرار الخليج العربي، بدءاً من اليمن. إذاً، ما يريده السعوديون هو استقرار الخليج العربي بحيث تبقى المنظومةُ الخليجية تحت رعايتهم، وإبعاد الأصابع الإيرانية.

والآن، وبعدما حرّك السعوديون والإيرانيون- على حدّ سواء- حجارتَهم على رقعة الشطرنج بكاملها، وأيقنوا أنهم عاجزون عن تحقيق الانتصار الكامل، من اليمن إلى بيروت، فإنهم وحلفاءهم المحلّيين باتوا في انتظار التسوية التي ستُخرِجهم من المأزق بأكبر مقدار من المكاسب، أو بأقل مقدار من الخسائر إذا تعذّر تحقيق الأرباح. وفق هذه المعطيات يجب النظر إلى عودة الحريري و»تريُّثه» في الاستقالة والنهج السياسي الذي سيسلكه في المرحلة المقبلة على أنها كلها جزءٌ من مناخ تسووي متكامل في الشرق الأوسط، يحظى بتغطية دولية، وقد يصل إلى انطلاق مفاوضات سعودية - إيرانية مباشرة تؤدّي إلى التطبيع.

الأكثر إدراكاً لهذه المعطيات هو «حزب الله» الذي سارع إلى تلقّف الأزمة الحريرية بمواقف إيجابية واستيعابية عبَّرت عنها قيادتُه وأركانُه، ونجحت في احتواء الأزمة والحريري وشعبيته والطائفة السنّية. ومن الخطأ التسرّع في القول إنّ الحريري هرع إلى أحضان حلفاء «حزب الله» في لبنان!.

فـ«حزب الله» هو أكثر العارفين أنه لا تجوز المبالغة في استيعاب الحريري وتجاوز الحدود، لئلّا ينقلب ذلك نقمةً عليه من جانب الحريري و«المستقبل» والسنّة. ولذلك، لا يريد «الحزب» الوصول إلى حدّ «مصادرة» الحريري وشعبيّته، كما يريد بعض حلفائه من فريق 8 آذار والحكمة تقتضي إدراك أنّ من غير الممكن إطلاقاً المراهنة على عزل الحريري و»المستقبل» والسنّة اللبنانيين عن مداهم الحيوي الطبيعي، أي المملكة العربية السعودية أولاً، ثمّ مصر ثانياً، أو خلق عداء معه.

العارفون يتحدثون عن خُرافتين في «الأزمة الحريرية»:

- الأولى هي خرافة أنّ الحريري الذي قدَّم «استقالةً تفجيريّة» في الرياض سيعود إلى بيروت ليقاتلَ إيران و«حزب الله». - الثانية هي خرافة أنّ الحريري العائد من الرياض إلى بيروت سيتحالف مع إيران و«حزب الله» وحلفائهما ويتحدّى القيادة السعودية. كلا الخيارين قاتل. ولا يمكن للحريري أن يلجأ إليه. وهو يعرف ذلك، و»الحزب» كذلك، والسعودية وإيران. والأرجح أنّ الصدمة التي ستصيب حلفاءَ «حزب الله» المراهنين على خرافة العزل أو العداء بين الحريري والسعودية، سيصابون بصدمة شبيهة بتلك التي أصابت حلفاء الحريري في مراهنتهم على خرافة العزل أو العداء بينه وبين «حزب الله».

والكلمة الفصل ستكون الآتية: ما هي حدودُ النفوذ المسموح به لكل من السعودية وإيران في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن وسواها في المرحلة المقبلة؟ وهل صحيح أنّ المقايضة المطروحة هي: لبنان مقابل اليمن؟ «السيفُ أَصْدَقُ إِنباءً من الكُتُبِ» ومن المراهنة على «دونكيشوت». وسيتأكّد الجميع، من حلفاء السعودية وحلفاء إيران، أنّ السياسة تقوم على الوقائع والحسابات الدقيقة وليس على الخرافات.

 

الحيوية السياسية رئاسيًا وحكوميًا هل أصبحت الأزمة وراءنا؟

الهام فريحة/الأنوار/27 تشرين الثاني/17

يبدو من خلال المعلومات الموثوقة انه تمت الإستعاضة عن التئام طاولة الحوار في بعبدا باجتماعات منفصلة يجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اعتبارًا من اليوم الاثنين مع القادة السياسيين ورؤساء الكتل النيابية والأحزاب، من أجل بلورة عناوين أربعة ستتم صياغتها في بيان متفق عليه أو إعلان جامع أو حتى نواة البيان الوزاري في حال تم الذهاب الى حكومة جديدة، علمًا ان هذه الفرضية مستبعدة. العناوين التي سينطلق منها "الحوار المنفصل" في بعبدا اليوم، هي التالية:

- النأي بالنفس

- والتمسك باتفاق الطائف

- والحرص على العلاقة مع الدول العربية

- والابتعاد عن الصراعات الاقليمية.

العناوين، إذا ما تم تبسيطها، فإنها موجودة، بصيغة أو باخرى في البيان الوزاري في الحكومة الحالية، ما يعني ان العبرة في التنفيذ وليس في صياغة بيان جديد أو وثيقة جديدة، لكن ربما المطلوب الدخول في "الآلية التطبيقية" لهذه العناوين، بمعنى معرفة كيفية ترجمتها وتنفيذها وليس الاكتفاء بإبقائها كعناوين.

بهذا المعنى، ربما وفق ما هو مرسوم، يباشر رئيس الجمهورية لقاءاته اليوم، ثم يعلقها بسبب مغادرته الى ايطاليا لثلاثة أيام، على أن يعاود اللقاءات إما يوم الجمعة المقبل وإما مطلع الاسبوع المقبل. والمشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، سيواكبها رئيس الحكومة سعد الحريري من خلال حركة لقاءات واجتماعات ومشاورات يجريها في بيت الوسط، ليشرح لمن يلتقيهم من قيادات ووفود سياسية وشعبية، حقيقة ما جرى ويجري، تمهيدا للإنطلاق الى المرحلة الثانية، مرحلة ما بعد 4 تشرين الثاني بكل مفاعيلها.

رئيس الحكومة سعد الحريري جاهز لأي نقاش في أي سيناريو:

فإذا كان التوافق على ان الحكومة الحالية قائمة، فهو جاهز لتوجيه الدعوة اليها الى الإنعقاد، وموضوع ان الحكومة قائمة يحظى بموافقة رئيس مجلس النواب الذي يعتبر ان "الحكومة قائمة وفي وسع مجلس الوزراء الاجتماع بدعوة من رئيسه"، وهذا الموقف لرئيس مجلس النواب نابع من إصراره على ما يصفه "إنهاء الوضع المتموج". رئيس الحكومة سعد الحريري غير مستعجل على العودة الى جلسات مجلس الوزراء ما لم تتم بلورة هذه النقاط الأربع الآنفة الذكر لأنه يريد أن يطبق البيان الوزاري الذي في مندرجاته واضحة هذه النقاط، وحين يتم التوافق عليها فإن العودة الى البيان الوزاري تكون مسألة عادية وروتينية لتحريك عجلة البلد. في هذه الحال، ماذا عن الانتخابات النيابية؟ موعد الانتخابات النيابية بعد ستة أشهر، فلا لزوم لحكومة جديدة، اذ ان هذه الحكومة هي التي تجري الانتخابات، لكن هل يتم تقديم موعد الانتخابات النيابية الى آذار المقبل للإفادة من "الزخم السياسي" الناجم عن الأزمة الأخيرة؟

ثمة مَن يطرح هذا السيناريو، ولكن لم يُعرَف ما إذا كان "بالون اختبار" أم هو اقتراح جدّي؟ الجواب الأبرز على هذه التساؤلات ان الإنتخابات ستجري سواء في موعدها أو في حال تم تقريب الموعد. اسبوع يبدأ بحيوية سياسية، سياسيًا وحكوميًا لدرجة ان البعض بات يعتبر ان الأزمة أصبحت وراءنا

 

عشرُ عِبرٍ من أزمةٍ واحدة

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 27 تشرين الثاني 2017

حتّى في السياسةِ، الحقيقةُ تَسكُن الأعماقَ. تُفضِّلُ أنْ تَخرجَ ريثما يُصبحُ لها مَرقَد. غَنيٌّ ما حدثَ في الأسبوعين الماضيَين. يُحرَزُ أنْ نُقيِّمَه بعيداً مِن الحساسيّات.

1- عظيمٌ لبنان: لا يزالُ بلدُنا يُثير اهتمامَ العالَم. في اللحظةِ الصَعبةِ استُنفِرَ الغربُ والشرقُ لحمايةِ استقرارِه. تَخطَّت الدولُ الغربيّةُ مصالحَها الاقتصاديّةَ الهائلةَ مع المملكةِ السعوديّةِ دفاعاً عن حرّيةِ رئيسِ حكومتِنا سعد الحريري.

حتى ألمانيا، التي قلّما تَتحمَّس، تصاريحُ وزيرِ خارجيّتِها أثارت استياءَ الرياض، فاستدعَت السفيرَ الألمانيَّ مُحتجّةً. جميعُ المواقفِ التقَت على عدمِ جوازِ تحميلِ لبنانَ كلَّ خطايا الشرق. هذه الظاهرةُ تُحيي الأملَ بثباتِ لبنانَ وسْطَ الأعاصيرِ وتُعزِّز الثقةَ بالمستقبل.

2- رائعون الموارنِةُ أحياناً: تَمكّنَ رئيسُ جمهوريّةِ لبنان المسيحيُّ المارونيُّ مِن أنْ يستعيدَ رئيسَ وزراءِ لبنانَ السُنيَّ من قلبِ أرفعِ مرجِعيّةٍ سُنيّةٍ عربيّةٍ وعالميّة. إنّها الميثاقـيّةُ بامتياز، بل الكرامةُ الوطنيّةُ التي جَسّدها العماد ميشال عون، وهي توازي الصلاحيّاتِ الضائعة.

لولا موقِفُ الرئيسِ اللبناني لما تَحرّك العالمُ، ولما كان الرئيسُ الحريري عاد إلينا بعد. مفارقةٌ أن يُحييَ المارونيُّ مِن لبنانَ «الصغير» دورَ المسيحيّين الكبير في الشرقِ، بينما المسيحيّون يُضطهَدون في سوريا والعراق وغيرهِما ويُفرَّغُ الشرقُ منهم.

3- صامدٌ سعد: كشَفت الأزمةُ ـ المعاناةُ أنَّ سعدَ الحريري يَعرِف كيف يَتجاوزُ الصعوباتِ والمِحنَ ويَصمدُ بوجهِ الضغوط. حَكى من دونِ أنْ يَتكلم. استعادَ حركتَه من دونِ إغضابِ السعوديّة، ونفّذَ حُكمَ استقالتِه بوِجدانيّةٍ عوَّمَت شعبيَّته.

جُزءٌ كبيرٌ من هذه الشعبيّةِ العائدةِ هو أقربُ إلى التعاطُفِ منه إلى التأييدِ الثابت. ودورُ سعد الحريري أنْ يُحوِّلَ هذا التعاطفَ المرحليَّ حالةً سياسيّةً دائمةً، بالرجوعِ التدريجيِّ إلى ينابيعِ «ثورةِ الأرز» بنُسخةٍ مُنقَّحةٍ تأخذُ في الاعتبارِ ما لنا وما علينا، فيُبعِدُ المَشبوهين والمداهنين ويُقرِّبُ الأشخاصَ ذوي الصُدقيّة. اغتيالُ رفيق الحريري عَزَّز لدى شركائنا السنّة الإيمانَ بـ»لبنانَ أولاً»، ومعاناةُ سعد الحريري خَلقَت عَصَباً سنّياً لبنانيّاً اسمُه: «الكرامةُ أولاً» على حسابٍ عروبةٍ ما.

4- حيّةٌ الدولةُ: لأوّلٍ مرّةٍ منذ... (بلا تحديد)، تُثبِتُ الدولةُ اللبنانيّةُ وجودَها، يَضرِب رئيسُها على الطاولة، يجوبُ وزيرُ خارجـيّتِها العواصمَ العربيّةَ والدوليّةَ، وتُطِلُّ موحَّدةً تُطالِب بحقِّها من دونِ حساباتِ الربحِ والخِسارة.

5- جليلةٌ الأزْمةُ: خِلافاً للانتكاسةِ الشكليّةِ، سجَّلت السعوديّةُ نُقطةً هامّة. فمِن خلالِ الأزمةِ الحكوميّةِ اللبنانيّةِ التي فَجَّرتها، فَتحَت الرياض بابَ إعادةِ النظرِ بتمدُّدِ إيرانَ وحزبِ الله في الشرقِ الأوسط، فسارعا إلى التَنصُّلِ من حربِ اليمن، وأعلنَ حزبُ الله عدمَ ضرورةِ بقائِه في العراقِ وبراءَتَه من الصاروخِ الباليستي على مطارِ الرياض. على أنَّ هذه الايجابيّةَ تحتاجُ إلى ترجمةٍ وإلى أنْ تَشمُلَ الدورَ الإيرانيَّ في سوريا وسلاحَ حزبِ الله في لبنان.

6. نبيلةٌ فرنسا: في الليلةِ الظلماءِ لا تُفتَقدُ. هي هنا. رئيسُها، إيمانويل ماكرون، يَستَقِلُّ الطائرةَ مرّتين من أجلِ لبنان. يَتكَّلمُ بنبرةٍ واضحةٍ مع وليِّ العهدِ السعوديِّ الأميرِ الإصلاحيِّ محمد بن سلمان.

يُرسِل سفيرَه لزيارةِ سعد الحريري في «مُربَّعِه». تَطَّلعُ ديبلوماسيّتُه واستخباراتُه على وضْعِ رئيسِ الوزراء اللبنانيّ. يَكشِفُ إِعلامُ فرنسا الحقيقةَ فيكبُر حجمُ القضيّة. ثُمّ يَدعو الحريري إلى باريس ويَستقبلُه في «الإيليزيه» حرّاً، بعاطفةٍ قَلَّ نظيرُها: «هذا هو أخي الحبيب الذي به سُرِرت».

7- ثابتةٌ مِصر: دولةٌ لا بديلَ عن زعامتِها في العالمِ العربيّ ولا عن حِكمتِها في تصويبِ الأمورِ وسحبِها نحو الاعتدالِ والواقعيّة. هكذا كانت مع لبنان على العمومِ منذُ سنةِ 1959 حتّى اليوم. سنةَ 1969 نَصحَ عبدُ الناصر لبنانَ بعدمِ توقيعِ اتفاقيّةِ القاهرة.

 لسوريا والعربِ وإسرائيل: «ارفَعوا أيديكم عن لبنان». وطَوالَ سنواتِ المحنةِ كانت مِصرُ حاضرةً تتوسَّطُ بين اللبنانيين، وبينَهم وبينَ سوريا والفِلسطينيّين. واليوم يُضيفُ الرئيسُ السيسي لؤلؤةً إلى لآلئّ الديبلوماسيّةِ المِصريّة.

8- مفيدٌ الثنائيُّ الجديد: بَلوَرت الأزمةُ اللبنانيّةُ مِحوراً مِصريّاً ـ فرنسيّاً بموازاةِ المِحورِ السعوديِّ ـ الأميركيّ. المِحوران يَتمايزان من دونِ تناقُضٍ ويتكاملان من دون استِنساخ. ولبنان، الصديقُ للمحورين، يَرتاح إلى المحورِ المِصري ـ الفرنسيِّ لأنه يُعطيه فُسحةَ خِياراتٍ وتوازناً في عَلاقاتِه العربيّةِ والدوليّة، ولأنَّ المِحورَ الجديدَ قادرٌ على الحوارِ مع جميعِ دولِ المِنطقةِ ومَحاورِها خِلافًا للمِحور السعوديِّ ـ الأميركيّ.

9- خبيثةٌ إسرائيل: من على شُرُفاتِ الجليلِ والجولان كانت إسرائيلُ تَتفرَّجُ على ما يجري. تُثيرُ هذا وتُوهِم ذاك. ظنّ الواهِمون عندنا أنَّ إسرائيلَ رهنُ إشارتِهم ففوجِئوا بالفارقِ في التوقيت: حِساباتُ إسرائيل غيرُ حساباتِهم ومَخطِارُها غيرُ مخطِارِهم وحلفاؤها المستَترون هم بين أعدائها المُعلَنين.

إسرائيل تُفضِّلُ قَطفَ الثمارِ بعدَ نضوجِها. وأصلاً، إن ما يجري الآن هو جُزءُ من صراعٍ إسرائيليٍّ ـ إيرانيٍّ بدأ على أرضِ لبنان وسوريا أكثر مِمّا هو جُزءٌ من الصراعِ السعوديٍّ ـ الإيرانيّ التقليديّ.

10- جيّدٌ التغيير: أكّدت التطوّراتُ الأخيرةُ أنَّ السياسةَ التقليديّةَ اللبنانيّةَ تحتاج إلى تَكيُّفٍ مع التحوّلاتِ الاستراتيجيّةِ في الشرقِ الأوسط. فمن دونِ التخلّي عن الأصدقاءِ التاريخيّين، لا بُدّ من إقامةِ شبَكةِ علاقاتٍ مفتوحةٍ على كلِّ المحاوِر من دونِ التورّطِ فيها. انتهى عصرُ التحالفاتِ الإحاديّة.

العولمةُ تَعني عولمةَ التحالفاتِ أيضاً. المتخاصِمون في الإعلامِ متواطئون على الأرض: في سوريا يحارِبُ الأميركيّون والروس والإيرانيّون وحزبُ الله العدوَّ نفسَه (داعش) مع أنَّ أميركا تَتّهمُ إيران وحزبَ الله بممارسةِ الارهاب.

في العراق تَنتقدُ واشنطن الهيمنةَ الإيرانيّةَ وتدعمُ الحكومةَ والجيشَ العراقيَين، الإيرانيَيْ الهَوى. وفي لبنان تَفرِضُ واشنطن العقوباتِ تِلوَ الأخرى على حزبِ الله ثم تدعو إلى الاستقرارِ المرتَكِزِ أساساً على تعاونِ حزبِ الله مع القوى القريبةِ من أميركا.

الأزمةُ الحكوميّةُ المستمرَّة، والمُنفتحةُ قريباً على تطوّراتٍ أخرى، يُمكِنُ أن تكونَ عمراً جديداً للعهدِ لا للحكومة. بعدَ أزمةِ الرابعِ من تشرين الثاني ليس حُلمُنا العودةَ إلى الثالثِ منه. غيرُ مفيدٍ أنْ نُداوى «بالتي كانت هي الداءُ».

 

«التيار» لـ«القوات»: «موقفكم فاجأنا!»

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الاثنين 27 تشرين الثاني 2017

موقفَ «القوات اللبنانية» إثرَ استقالة الحريري جاء مستغرَباً ويدعو للتساؤل

يترقّب اللبنانيون اللقاءَ المفترَض بين الحليفَين «الاستراتيجيَين» رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجج، فيما يطرح عدم حصوله حتى اللحظة تساؤلاتٍ وفرضيات عدة، أبرزُها ما قيلَ أو ما يُشاع عن «تقارير سرّية قوّاتية إخبارية معترضة على السلوك الحريري في لبنان، سُرّبَت إلى السعودية وتَرافقت مع حملات تحريضية مكثّفة إثرَ عودةِ الحريري إلى لبنان، قادها حسبَ البعض، خصومُ حزبِ القوات التاريخيّون، كذلك الحلفاء الحاليّون المفترضون الذين حاوَلوا صبَّ الزيتِ على النار للإمعان في إحداثِ خرقٍ ثابت في علاقة الحريري - جعجع واستطراداً «القوات»- «المستقبل».

وفي هذا السياق كشفَت مصادر قيادية في «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية» أنّ «موقفَ القوات اللبنانية إثرَ استقالة الحريري جاء مستغرَباً ويدعو للتساؤل، سيّما بعدما كشَفت «القوات» عن نواياها ولم تخفِ الأمر، وخصوصاً حين أكّدت على نهائية استقالة الحريري مع تأييدِها الكامل لموقفه، في الوقت الذي استنكرَت فيه الدولة اللبنانية بموقفها الرسمي هذه الاستقالة.وتؤكّد المصادر أنه «في الوقت الذي استهجَنت فيه الدولة اللبنانية التعاملَ المتعالي مع سيادة لبنان وحاولت ثنيَ الحريري عن الاستقالة وعملت بجهدٍ داخلي وخارجيّ للإقناع بأنّها جاءت بالإكراه وحاولت بشتّى الطرقِ والوسائل الإثباتَ للمجتمع الدولي أنّ الاستقالة باطلةٌ وقام بها الحريري مكرَهاً، وفي الوقت الذي سعَت الدولة اللبنانية وبكلّ ما أوتيَت مِن قوّة داخليّاً وإقليميّاً للقيام بأقصى ما يمكنها لإرجاع الحريري إلى لبنان وعن الاستقالة، كانت القوات تفاجئ الجميع في المقلب الآخر وتصِرّ على أنّ الاستقالة كانت موجِبة وضرورية، وحصولُها كان يجب أن يتمّ منذ زمنٍ طويل وليس اليوم، واعتبَرت أيضاً أنّ الحريري تأخَّر لتقديم استقالته. وفي الوقت نفسِه جزَمت «القوات» للّبنانيين المتأمّلين بعودةٍ مظفّرة للحريري بأنّ هذه الاستقالة نهائية ولا أملَ بالرجوع عنها».

وشدّدت المصادر على أنّ أنصار الحريري ومحبّيه توقّعوا موقفاً قواتيّاً مغايراً للواقع، كما توقّعوا أيضاً أن تقفَ القوات إلى يمين الدولة اللبنانية وتسندها لِما تُمثّل، وليس فقط لأنّ الحريري حليفُها السياسي! إلّا أنّ القوات لم تكتفِ بعدم الوقوف معهما بل كشَفت بنفسِها عن نفسها».

وكشَفت المصادر أيضاً عن وجود تقارير سرّية قواتية معترِضة على الحركة الحريرية، وقد وصَلت إلى المملكة وكان من شأنها تأزيمُ صورةِ الحريري، وساهمَت في توسيع الهوّةِ واشتداد الأزمة. بالإضافة إلى الدور الذي لعبَته القوات بإصرارها على حثِّ الحريري لعدمِ التراجعِ عن الاستقالة كان مشبوهاً وغيرَ عادلٍ ولم يتضمّن رؤيةً سياسية، موضحةً أنّ «الأمور التي علمناها والإثباتات كثيرةٌ، غير أنّنا لسنا بوارد خلقِ أزماتٍ جديدة، احتراماً لأمورٍ كثيرة... .»

المستقبل – التيار الوطني

عن علاقة «التيار الوطني الحرّ» مع تيار «المستقبل» تقول مصادر «التيار الوطني الحر» إنّ العلاقة اليوم متلاحمة أكثرَ مِن أيّ وقتٍ مضى. وعند الاستفسار عمّا إذا أصبحَت وثيقةً لدرجةٍ متوازية لوثيقة مار مخايل (حزب الله – التيار الوطني الحر) تلفتُ المصادر نفسُها إلى أنّ «التشبيه ليس بهاجسٍ لدى التيار الوطني الحر، إنّما المؤكّد في صفوف أنصاره شعورُهم وثِقتُهم بأنّ أواصرَ اللحمةِ تشتدّ بين «المستقبل» و«التيّار الوطني الحر» إلى أقصى درجة، لا سيّما بعد الجهد المكّوكي المميّز الذي أظهرَه تحرُّك رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل، بحيث استطاع انتزاع مواعيدَ مِن رؤساء ووزراء خارجية في مدّة لا تتجاوز سبعة أيام، وأظهَر اندفاعاً لم يتوقّعه البعض، فشهد له خصومُه السياسيون قبل الحلفاء. فيما لفَتت المصادر إلى أنّ الحريري والمخلِصين في تيار «المستقبل» ثمّنوا موقفَه غالياً. وبالإضافة إلى حديثها عن المخلصين في تيّار «المستقبل» عرّجَت المصادر في الوقت نفسه على الذين طعَنوا الحريري في تيّار «المستقبل» نفسِه، مشيرةً إلى وجود مجموعات قيادية في تيار المستقبل غَدرت أيضاً بالحريري، وهو يَعرفهم فرداً فرداً، ومكشوفون، وهم من كشَفوا عن أنفسِهم بأنفسهم في ما يُطلَق على الجبهة المعترضة على حركة الحريري، حسب المصادر، تسمية «السبهانيين اللبنانيين».

 

هـل أخطأ سعد الحريري؟

 عزت صافي/الحياة/27 تشرين الثاني/17

يوم وجد رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري نفسه محاصراً بجو سياسي داخل حكومته، مناقض لخطه وللمبادئ التي ورثها من والده الشهيد رفيق الحريري، غادر بيروت إلى المملكة العربية السعودية، ومن هناك، من العاصمة الرياض، أعلن استقالته عبر الشاشة التلفزيونية. كانت تلك الاستقالة بموقعها، وبمضمونها، حدثاً استثنائياً في تاريخ لبنان. وكانت أسبابها واضحة ومحددة من دون شرح مطوّل: الحكم بات صعباً بالضغوط على الحريري من داخل ومن خارج. وجاءت تلك الاستقالة بعد ساعات من زيارة وفد إيراني رسمي على مستوى عال برئاسة مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية الدكتور علي أكبر ولايتي في اليوم الثالث من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. ولم تكن لتلك الزيارة غاية سوى وضع علامة على أن إيران حاضرة في مركز القرار اللبناني، وكان لا بدّ للزائر من إطلاق «صاروخ» سياسي من ردهة ديوان رئيس الحكومة اللبنانية على إسرائيل. لم يكن رئيس الحكومة اللبنانية، ولا لبنان، بحاجة إلى ذلك «الدعم» الإيراني، ففي الخطب والكتابات والتصريحات اللبنانية والعربية ما يكفي ويزيد من تلك «الصواريخ» الإيرانية وسواها. لذلك اختار الحريري اللجوء إلى المملكة العربية السعودية لمراجعة حساباته الحكومية والسياسية قبل اتخاذ قراره. أي أنه لجأ إلى جدار يحميه. وهو إذ عاد بعد 19 يوماً إلى بيروت فاجأ اللبنانيين والأوساط الخارجية بقبوله تمني رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون الاحتفاظ بالاستقالة، وقد قبل التمني، وبات «رئيس الحكومة اللبنانية المعلق على الاستقالة المعلقة». هل كانت خطوة الحريري موفقة؟.. يُرجى أن يكون الجواب أنه عاد من أجل سلامة لبنان والحفاظ على مصالح اللبنانيين، ولهذه الأسباب وافق على الاحتفاظ بالاستقالة. وسؤال آخر: هل نال سعد الحريري وعوداً من رئيس الجمهورية، ومن رئيس مجلس النواب، بأنه سيتمكن مع حكومته، وفيها وزراء العهد ووزراء «حزب الله»، من تنفيذ برنامج الحكومة الإصلاحي، الإنمائي، الاقتصادي، الاجتماعي، والمالي؟

وهل سيتمكن من ضبط سياسة وزير الخارجية لتتلاءم مع سياسة لبنان التقليدية بالحفاظ على سلامة العلاقات مع الدول العربية على قاعدة احترام سيادة واستقلال كل دولة، وعدم التدخل في شؤونها، مع التزام بنود ميثاق الدفاع العربي المشترك في مواجهة إسرائيل؟

إن هذه القاعدة التي استقرّ عليها لبنان لا تحول دون تصديه منفرداً لأي عدوان إسرائيلي عليه، خصوصاً أن جيشه وقد بات محصناً ومدرباً ومتمكناً من خبرته، وعتاده وعديده، واستعداده لحماية وطنه وشعبه، كما لا يحول دون انخراط مقاومته الشعبية المنظمة والشجاعة المدربة والمجربة في التصدي لإسرائيل؟

ثمّة تساؤلات مطروحة على رئيس الحكومة العائد إلى ديوانه لاستئناف مهماته ومسؤولياته. فاستقالته كانت خطوة كبيرة وخطيرة، والاحتفاظ بها مبادرة كبيرة وخطيرة، والمهم سلامة لبنان واستقراره وسلامة علاقاته مع الدول العربية، وضمان صموده، وتنفيذ ما أمكن من بنود برنامج الحكومة، وأهمها: الإصلاح، وأول الإصلاح تأمين الماء والكهرباء والصحة العامة، وسلامة الليرة، والعمل للفقراء ومتوسطي الحال، وقد باتوا الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني. وكم ستطــول فــترة الاحتفاظ باستقالة الحكومة؟ قسم كبير من اللبــنانيين يتــنى على الحــريري اختصار المهل لكي يمتلك السلطة والقدرة على تنــفيذ وعوده، ثم إن المطلوب ليس «النأي بالنفس» إنما «النأي بلبنان» عن سياسة التهور والارتجال، وعن تعمد الشهرة على حساب حريات اللبنانيين ومصالحهم ومتطلبات عيشهم وأمنهم واستقرارهم. المطلوب «النأي بلبنان» لتفادي أخطار التهوّر في الداخل، وفي المحيط العربي المتفجر، وإذا كان لا بد من «النأي بالنفس» فليكن النأي عن التخاذل والفساد، والإفساد في الدولة وبين الناس.

تعب اللبنانيون من الوصايات. بل ضعف إيمانهم بموطنهم. ففي مراحل سابقة كان الأخ العربي الجار قد فرض نفســه وصياً عليهم، إلى درجة أن هذا الوطن العليل فقد قراره الــحرّ منــذ أن أطبق النظام السوري قبضته على بيروت، وصادر مفاتيح إدارتها السياسية والعسكرية وشؤونها المـــحلية بكل تفاصيلها، بدءاً بالمختار، وصولاً إلى السرايا ومجلس النواب، فالقصر الجمهوري. حدث ذلك في الربع الأخير من القرن الماضي، وتحديداً في السنة الخامسة من ولاية الرئيس الأسبق سليمان فرنجية (1970–1976). لم يبق من أقطاب تلك المرحلة سوى عدد قليل. لكن الذين عايشوا زمن الردع ومـــعاهدة «الأخــوة والتــعاون والتنـــسيق» لا يزال منهم مئات الألوف الذين يتابعون تطوّر أوضاع وطنهم عبر الانتقال من مرحلة إلى مرحلة، ومن نكبة إلى نكبة، ومن شــهيد إلى شهيد، وصولاً إلى يوم رحيل الحاكم العسكري السوري الملقّب بـ «رئيس جهاز الأمن والاستطلاع»، وقد غادر بيروت في ذلك اليوم من شهر آذار (مارس) 2005، حاملاً بندقية المقاومة تذكاراً مهدى إليه من جبهة المقاومة اللبنانية. وبرحيله انتهى زمن الوصي السوري على لبنان. ولأن الزمن لا يفصل بين وصي وآخر، إلا بالتاريخ، لم يشعر اللبنانيون بأنهم استردوا حرية قرارهم بالكامل، لأن ثلاثين سنة من الوصاية الـــثقيلة علـــيهم كانت قد أخذت قسطاً طويلاً من أعمار أجيالهم الشـــعبية والسياسية والأمنية والثقافية، خصوصاً أن الوصي كان قد ترك بينهم مصطلحات ثقيلة للوطنية والقومية والعروبة، وحتى الديموقراطية، والحرية، والمدنية، ولا تزال قيد التداول والالتزام.

ويتذكر اللبنانيون وسواهم من العرب والفرنسيين وسائر الأوروبيين تلك الحملة التي رافقت سعد الحريري من بيروت إلى الرياض، وما رافقها من معلومات وعناوين: الحريري سجين، ومعزول، ومحبط، وممنوع من السفر، ومن استقبال أفراد عائلته، ومن الاتصال بهم، أو الاستعلام عنهم، حتى أنه لا يعرف شيئاً عن أحوالهم... إلى أن ظهر في باريس، وفي باحة قصر الإليزيه، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في استقباله بمراسم الرؤساء للضيف الآتي من عاصمة المملكة العربية السعودية في طريقه إلى مدينته وعاصمته بيروت. ما فعله الرئيس ماكرون كان تعبيراً عن مضمون ميثاق مدني حضاري بين فرنسا ولبنان عبر التاريخ القديم، حتى في زمن الانتداب، أو الاستعمار. ولعلّ ماكرون عثر في أرشيف «الإليزيه» على وثيقة فرنسية- لبنانية يعود تاريخها إلى زمن الانتداب، وهذا مقطع منها مترجماً إلى العربية: «التــكرّس للــخير الــعام ضرورة لكم، يا شباب لبنان، وأنتم اليوم في مرحلة إعادة البناء. وهذا الواجب العظيم يتخذ معنى مباشراً، وملحاً، لأن أمامكم وطناً عليكم أن تبنوه على هذه الأرض الرائعــة المــجبولة بالتاريخ، إذ يجدر بكم أن تبنوا دولة، لا لتتقاســموا وظائفها فقط، وتمارسوا رموزها، بل لتعطوها خصــوصية حـــياتية وقــوة داخـــلية، فمــن دونها لن تكون إلا مجموعة مؤسسات فارغة. لذا يجب أن تعمــلوا لتخــلقوا وتنــمّوا شــعوراً عــاماً هو الانصياع الإرادي من كل واحد منــكم للمــــصلحة العامة. هذا هو الــشرط الموجب لسلطة الحكام وللعدالة الحقيقية في المحاكم. وللنظام العام في الشارع، وللضمير المهني للموظفين. فلا دولة من دون تضحيات، ومن التضحيات خرجت دولة لبنان». هذا الكلام ليس لبنانياً. إنه مقطع من خطاب للجنرال شارل ديغول وجهه إلى شباب لبنان زمن كان في بيروت ممثلاً لسلطة الانتداب الفرنسي، وكانت المناسبة رعاية حفل تخرّج دفعة من طلبة الجامعة اليسوعية في بيروت. وقد جاء ذلك الخطاب في زمن كانت عبارات الحرية والديموقراطية والعدالة تغيب عن خطب المسؤولين الفرنسيين واللبنانيين. والواقع أن نخباً من القيادات السياسية اللبنانية الوطنية كانت قد درست وتخرّجت في زمن الانتداب الفرنسي ثم ثارت عليه، وكرّست شطراً كبيراً من حياتها لقضايا لبنان والعروبة.

اللبنانيون يناضلون ويصمدون كي لا يكون حظ وطنهم من سوء حظ فلـــسطين وقضيتها الحية منذ نحو سبعة عقود، كانت ولا تزال، ذخيرة حية للسياسة وللجهاد وبناء الزعامات والقيادات والاستثمار في بعض الدول والأنظمة والأحزاب، حتى صارت مثل «مسمار جحا» يحق لحامله أن يدخل به البيوت التي تستهويه فيغرز مسماره في صدور جدرانها ويعلق عليه «القضية»، ومعها السلاح والخطاب الثوري. بذلك المسمار، دخل الوصي الإيراني لبنان، وصار من أهل البيت. بل رفع ما يسمى «الكلفة» بينه وبينهم. لكن الإيراني يدرك أن ذلك النوع من التصريحات لا يفيد لبنان، ولا يفيد إيران، بل يبني جدراناً من الشك والبغضاء بينها وبين اللبنانيين الذين، بمعظمهم، ينشدون الصداقة والتعاون مع من يتفهم قضيتهم ويحترم وطنهم وشعبهم، ودولتهم، حتى وإن كان بعضهم ضد سياستها في الداخل والخارج. فاللبنانيون اليوم لا يحتاجون إلى صواريخ حربية، ولا إلى صواريخ سياسية تأتيهم من إيران، أو من أي جهة أخرى. كل ما يحتاجون من إيران حسن العلاقات والاحترام المتبادل.

 

أكراد سورية هدية جديدة لطهران

 حازم الامين/الحياة/27 تشرين الثاني/17

الاتصال الهاتفي الأخير بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان يوحي بأن الأميركيين بدأوا التخلي عن دعمهم أكراد سورية. قالت أنقرة بعد الاتصال إن ترامب تعهد بذلك، وقالت واشنطن إنها قررت أن تعدل دعمها على الأرض لحلفائها في سورية. إنها واشنطن نفسها التي سبق أن انكفأت عن حلفائها الأكراد في العراق، وعن أي دعم للتشكيلات السياسية والعسكرية للمعارضة السورية بعد أن كانت وضعت «خطوطاً حمراً للأسد» تحولت خضراً بعد أيام قليلة. وهي واشنطن أيضاً التي لم تبد اكتراثاً بمسيحيي لبنان ووضعتهم بين يدي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، وهي فعلت مع الفلسطينيين في مفاوضاتها كل صنوف التخلي مجتمعة. واشنطن تؤسس لانعدام ثقة كبير في موقعها، على رغم أنها تطرح نفسها مرجعاً أخيراً في أي قرار يتعلق بالمنطقة، فاليوم إذا أضفنا الاتصال الهاتفي بين أردوغان وترامب إلى سلسلة التحركات التركية، فسنخرج بنتيجة سبق أن اختبرناها في مواقع سابقة، وتتمثل في أن طهران هي من سيتقاضى ثمن تخلي الأميركيين عن أكراد سورية، والغريب أن ذلك يجري في سياق مواجهة كبرى بين الأميركيين والإيرانيين. أردوغان ذهب إلى سوتشي وفاوض حسن روحاني وفلاديمير بوتين على سورية كلها في مقابل ضمانات في الموضوع الكردي. وعاد إلى أنقرة وتوّج ذلك باتصالٍ مع ترامب. طهران ستأخذ في سورية وتعطي في روج آفا، وفي المقابل تولى أردوغان تأمين غطاء أميركي لهذه المبادلة في ظل انسداد قنوات التواصل بين واشنطن وطهران. السياسة الأميركية تشتغل على خطوط منفصلة تماماً عن خطوط خطاب واشنطن. في العراق حققت طهران انتصارات ميدانية هائلة لم تكن واشنطن بعيدة عنها. خاضت طهران معركة الموصل بغطاء جوي أميركي. تم هزم «داعش» هناك، وفي هذه الحرب كان ثمة مهزومون كثر ومنتصر واحد هو طهران. صحيح أن القضاء على «داعش» كان هدف الجميع، لكن الجهة الوحيدة التي استثمرت في هذا النصر كانت طهران. وبعد ذلك جاء دور الأكراد في العراق. فما جرى أن الاستفتاء أثار في طهران حفيظة مختلفة عن تلك التي أثارها في واشنطن. الاستفتاء بالنسبة إلى طهران كان إعلان انفصال عن إقليمها العراقي، وبالنسبة إلى واشنطن كان تصديعاً لجبهة الحرب على «داعش». تم القضاء على الاستفتاء، ودفع الأكراد أثماناً باهظة عن خطأ التوقيت، منها كركوك والمناطق المتنازع عليها. طهران وحدها من تقاضى هذه الأثمان، وما فعلته واشنطن كان مجرد دفع للأكراد إلى أحضان طهران.

يبدو أن التجربة ستتكرر في سورية، أو في روج آفا تحديداً، ذاك أن شعور الأكراد هناك بسحب الغطاء الأميركي عنهم سيدفعهم إلى البحث عن بديل يقيهم وطأة الغضب والانتقام التركي. أمامهم موسكو وطهران، وإذا كانت للأخيرة حساسية حيال التعاطي مع ظاهرة انفصالية كردية تمت بعلاقة بحزب العمال الكردستاني، فإن خبراتها المستجدة على هذا الصعيد تساعدها على التخفف من أثقال الخبرة الداخلية. العلاقة مع «بي كي كي» التركي والسوري اختبرت في سورية وفي العراق أخيراً، وجرى تعميدها في الحرب على مسعود بارزاني تارة وخلال احتقان العلاقة وتنظيمها بين النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردي في مناطق شمال سورية. لا ينتظم الحضور الأميركي في المنطقة مع المهمة الرئيسة التي تطرحها واشنطن على نفسها في إقليمنا. المواجهة مع طهران تحصل في ظل إفساح هائل في المجال للأخيرة لكي تتحصن بشبكة نفوذ عسكري وأمني وسياسي. اليوم ثمة حلف دولي مثلث الأضلاع يضم طهران إلى أنقرة وموسكو، فيما هي منخرطة في حلف آخر يضمها إلى موسكو مع النظام في سورية، والصين أيضاً ليست بعيدة، ناهيك عن الجماعات السياسية والأهلية التي تستمر واشنطن في قذفها إلى أحضان طهران، بدءاً من الأكراد ووصولاً إلى المسيحيين في لبنان، ومروراً بمرارات الجماعات السنية في علاقتها مع الدولة العظمى.

 

تراجيديا سعد الحريري

حازم الأمين/الحرة/26 تشرين الثاني/17

كشفت المحنة التي مر بها رئيس الحكومة اللبنانية العائد عن استقالته سعد الحريري أن المضمون العاطفي لزعامته يفوق المضمون السياسي، وهذا استنتاج لا ينتقص من قيمة وتأثير زعامة الرجل، ففي بلادنا غير الدافئة يمكن للعاطفة أن تحل في السياسة، وأن تعوض خسائرها. فالحريري فعلا نال عطف اللبنانيين عندما شاعت قصة احتجازه في السعودية. والقول إن رئيس حكومة لبنان محتجز في الرياض قد يستدرج السياسة لتفسير هذا الحدث، لكن في حالة الحريري استدرج تضامنا شخصيا وعائليا قبل أن يكون سياسيا. ونحن هنا لا نتحدث عن خصوم السعودية في لبنان الذين استثمروا في الواقعة ليحرضوا على دولة خصم لهم، وهم استعاضوا بالعواطف عن السياسة طالما أنهم لا يلتقون مع الحريري فيها، إنما نتحدث عن جمهور الحريري الذي من المفترض أن تربطه بزعيمه علاقة سياسية قبل أن تكون عاطفية. فمن راقب لافتات التأييد للحريري التي علقتها عائلات بيروتية، لن يعثر فيها على كلمة سياسية واحدة. "نحنا معك"، و"قلبنا معك"، و"لا نستطيع العيش من دونك"... ثم أن الصور المعلقة له كشفت عن ملامح حزن خاص على وجهه، هي من ذلك النوع الذي لا يرتسم على وجوه السياسيين. والحال أن الحريري الابن بدأ حياته السياسية "يتيما"، وكان يتمه كبيرا، ذاك أنه فقد أبا كان مهيمنا على المشهد اللبناني وأحيانا العربي، وهو إذ فقده، جيء به ليكون شريك شرهاء في السياسة وهم اختبروها وتعلموها على أيدي عبد الحليم خدام وعلي ولايتي وياسر عرفات. تعثر الرجل أكثر من مرة. تارة لم تسعفه خبرته، وتارة أخرى لم يسعفه لسانه. وفي غمرة هذا التعثر قذف به رعاته إلى قصر المهاجرين، حيث يقيم من كان يَفترِض أنه قاتل أبيه، ثم ما لبث أن عاد أدراجه واستأنف خصومة بشار الأسد بعد اندلاع الثورة في سورية. وفي هذا الوقت أو بعده بقليل أصيب بانتكاسة مالية ترنح بفعلها تياره ومؤسساته واضطربت علاقاته الخاصة والعامة. يمكن لواحدنا أن يصاب بالصداع لمجرد استعراض الوقائع التي حفت بتجربة سعد الحريري من خارجها، فما بالك بمكابدها، وهو قادم إلى الشأن العام من تجربة في إدارة شركة والده.

امتحان تلو امتحان، راح الحريري الابن يستقبل الانتكاسات من دون أن يتخفف من فكرة اليتم، التي رافقت تراجيدياه طوال السنوات العجاف. إنه اليتيم سياسيا وشخصيا، وهو إذ راح يُراكم العثرات وجد دائما "ربا غفورا" في غابة الغربان هذه، وغالبا ما كنا نحتار بالسر غير السياسي الذي كان يلتقط الرجل من عثرته. فاز على حزب الله بدورتين انتخابيتين، وانقلب عليه حلفاؤه وخصومه أكثر من مرة لم يكن آخرها إطاحته في يوم القمصان السود، ثم عادت الأقدار لتدفعه إلى التصدر. لكن محيط الحريري الابن لم يُعجبه موقع رئيسه. فسعد لم يتخلص بعد وراثته الزعامة من "ديناصورات" تركهم رفيق الحريري في محيط ابنه، وهذا أحد شروط نجاح الوراثة. فمن يعتقد نفسه أكفأ من سعد بقي في محيطه وراح يمارس تفوقه عليه. زوار سعد في منزله الجديد "بيت الوسط" كانوا يلتقون على ضفاف المنزل وفي محيطه بسكان قصر قريطم، ويُرى على وجوههم علامات التحفظ، وابتسامات العارفين.

بالأمس تقاطر آلاف من أنصار الحريري إلى منزله في وسط بيروت. كانت مسيرة مؤيدة له، لكنها شديدة الغرابة. فالناس قدموا ليقولوا لسعد الحريري "نحنا معك"، من دون أن يكون متاحاً لهم القول إنهم معه بمواجهة من؟ كانت تظاهرة "إيجابية" على رغم مناسبتها غير الإيجابية. جاء الناس إليها ليقولوا إنهم مع سعد الحريري. هم يعرفون لماذا أرادوا أن يقولوا له ذلك، وفي الوقت نفسه لا يعقل أن يقولوا له إنهم معه لأن ثمة من احتجز حريته، ومن أراد لهم زعيماً آخر. كان ثمة اختناق في الحناجر. ثمة من قال إن سنة بيروت والمدن اللبنانية لم يسبق أن تظاهروا ضد أحد، بل غالبا ما كانوا يتظاهرون تأييدا لأحد، باستثناء تظاهرة 14 آذار 2005، والتي يصعب القول إن السنة هم من ذهبوا فيها إلى تحديد وجه الخصم، ذاك أن وليد جنبلاط وشركاء مسيحيين لهم تولوا مهمة تحديد وجه الخصم. ثم إن المناسبة، أي التظاهرة، وما سبقها من عودة عن الاستقالة، شهدت ما لا يحصى من الإشارات غير المعهودة في الحياة السياسية اللبنانية. فالعودة عن الاستقالة كانت مستبعدة تماما. كاتب هذه السطور التقى بأحد المقربين جدا من الحريري قبل نصف ساعة من تصريح الأخير، وقال المقرب بلغة جازمة: الرئيس سيسلم الاستقالة خطيا ويعود إلى منزله! الخطوة كانت صادمة على نحو ما كانت الاستقالة مفاجئة وصادمة. احتار المحللون في تفسيرها! هل فتح الحريري باب مواجهة مع الرغبة السعودية؟ وماذا جرى في قبرص التي هبطت فيها طائرة الرئيس لوقت صغير قبل وصولها إلى لبنان؟ ولا يبدو أن أحدا كان يملك تفسيرا. الأكيد أن ثمة من رتب السيناريو من خارج الحدود، وفي الأيام القادمة سنعرف ماذا جرى، فالرئيس لا يحتفظ بأسراره لوقت طويل.

 

لبنان: قراءة بين «احتلالين»

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60617

أمر واحد يبدو محسوماً هذه الأيام هو أنه ما عاد ثمة مجال لـ«الكلام المزدوج»، ولا لتمرير شعارات لا علاقة لها بالواقع على الأرض. إننا أمام استحقاقات خطيرة في غير مكان من عالمنا العربي. وأزعم أن العقلاء باتوا على بيّنة من التحدّيات ولذا ما عادوا ينخدعون بسهولة.

«كيانات ما بعد 1920»، و«الإسلام السياسي بعد 1979» (بوجهيه الشيعي والسنّي)، والعلاقة بين الدولة والسلاح خارجها وخارج مؤسساتها، وطبعاً شعارات التحرير والثورة من مختلف الأصناف... كلها باتت على المحكّ.

الزميل أمير طاهري أماط اللثام، بالأمس في «الشرق الأوسط»، عن جانب مهم من الأزمات التي تتصدّر التحديات الإقليمية، لعلها تُختصر جميعاً بظاهرة الدور الإيراني الخميني - الخامنئي على امتداد العالم العربي. وكاتب هذه السطور عاش فترة 1982، أيام تأسيس ما بات يُعرف بـ«حزب الله» في «مطبخ» السفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق على يد - السفير يومذاك - علي أكبر محتشمي... قبل أن يعود إلى طهران ليصبح وزيراً للداخلية. وقبل أن تتحول دمشق حافظ الأسد إلى «كفيل» و«حضن» له في المنطقة.

الزميل طاهري أصاب في تذكير مَن لا يتذكرون، أو ما كانوا شهوداً على تلك الحقبة، بأن الحزب الذي يصوّر نفسه تجسيداً لـ«المقاومة» ضد إسرائيل وأميركا كان في واقع الأمر حركة مذهبية تابعة لملالي طهران مهمتها الأولى ليست مقاومة إسرائيل، بل التصدّي للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل.

كان قطاع من البيئة الشيعية في جنوب لبنان، يومذاك، قد أخذ يضيق ذرعاً بعمليات الكفاح المسلح الفلسطيني من المنطقة التي وافقت الدولة اللبنانية على تركها للمقاومة الفلسطينية، وعُرفت في حينه بـ«فتح لاند». وكانت إسرائيل تتعمد الرد على عمليات الكفاح المسلح الفلسطيني بقصف قرى الجنوب لإثارة نقمة شعبية على الفلسطينيين. ومن جانب آخر، كان تقاطع المصالح الضمني بين تل أبيب وطهران يقضي بضرب قوى اليسار والقوى القومية المنضوية في «الحركة الوطنية اللبنانية» والمتضامنة مع الفلسطينيين... وفي حينه كان الشيعة يشكلون نسبة عالية من حركييها.

والحقيقة، أن إيران كانت تعارض انجذاب الشباب والمثقفين الشيعة، في جنوب لبنان خصوصاً، إلى الأحزاب القومية واليسارية منذ أيام الشاه. واستمر تقاطع المصالح الإيرانية الإسرائيلية بعد ثورة الخميني، إذ بينما كانت تل أبيب - إبان الحرب الباردة - معادية لليسار وحريصة على تجريد الفلسطينيين من حاضنتهم اللبنانية عملت الثورة الخمينية على الاستثمار في المذهبية وتعزيزها. وكان هذا في صميم المصالح الاستراتيجية لإسرائيل المستفيدة من التناقضات الدينية والمذهبية في الأقطار العربية المحيطة، كونها المقدمة البديهية والحتمية للانقسام والتناحر وتحالف الأقليات.

أصلاً بدأ اللبنانيون المشاركة في المقاومة ضد إسرائيل بعد «نكسة يونيو (حزيران)» في السنة التالية للنكسة، عندما استشهد خليل عز الدين الجمل عام 1968. وبعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1982 أطلقت شرارة المقاومة أحزاب علمانية قومية ويسارية بينها الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي اللبناني.

شباب هذه الأحزاب قاوموا من أجل التحرير وفلسطين ولم يضيّعوا البوصلة الجغرافية، ولا آمنوا بالتبعية لمشروع مذهبي إقليمي غير عربي مع أن بعضهم من الشيعة (مثل سناء محيدلي وأنور ياسين). لقد كانت أولويات التحرير عند هؤلاء غير أولويات «المرشد الأعلى» في طهران. وما ناضلوا وضحوا من أجل استبدال «احتلال» بـ«احتلال».

واليوم تعرف تل أبيب وواشنطن الحقيقة... عندما يزايد قادة الحرس الثوري الإيراني في موضوع «مسح إسرائيل عن الوجود»، وتتردد أصداء تهديداتهم ومفاخراتهم في الضاحية الجنوبية لبيروت وجبال صعدة حجة في اليمن، ناهيك من معسكرات الحشد الشعبي في العراق ووسائل إعلام نظام دمشق.

إنهما تعرفان الحقيقة جيداً. ولا سيما أن القوى التي تشكل الحشد الشعبي كانت المستفيد الأول من الغزو الأميركي للعراق، كما أن «الخط الأزرق» الحدودي مع إسرائيل في جنوب لبنان أقرب بكثير لمعاقل حزب الله اللبناني من حلب والبوكمال ودير الزور. ومع ذلك، نسي «حزب الله» مزارع شبعا «المحتلة» التي ظل يبرّر باحتلالها احتفاظه بسلاحه، كما نسي حكاية «شهود الزور» التي استخدمها لإسقاط حكومة سعد الحريري في مطلع عام 2011.

ثم إن سلاح «حزب الله»، الذي احتفظ به وحده من دون باقي الأحزاب اللبنانية بعد «اتفاق الطائف» (1989) بذريعة تحرير الجنوب، حوّل إلى الداخل اللبناني عام 2006، ثم داخل سوريا منذ انتفاضة الشعب السوري. وبعدها وزّع «خدماته» التفجيرية إلى اليمن والبحرين وما وراء البحار. وإن ننسى لا يجوز أن ننسى قول أمين عام الحزب علناً بأن «أشرف شيء وأفضل شيء وأعظم شيء» فعله في حياته هو خطابه (دفاعاً عن الحركة الحوثية) في ثاني أيام «عاصفة الحزم»، مضيفاً أنه يشعر «أن هذا هو الجهاد الحقيقي!».

هذا الكلام ينسف أي صدقية لأولوية مقاومة إسرائيل ومحاربة أميركا، ويؤكد أن المهمة الموكلة لحزب الله وغيره من الميليشيات المذهبية التي شكلتها وترعاها وتأمرها طهران في العالم العربي... ليست سوى تنفيذ مشروع إيران الإقليمي.

هذا المشروع، وفق الحسابات الاستراتيجية، أمامه احتمالان: الأول، أن ينجح مرحلياً، فتهيمن إيران على منطقة شاسعة غالبية سكانها من غير الشيعة وغير الفرس، ما سيؤدي لاحقاً إلى فتن وحروب أهلية لا تنتهي. والثاني أن يفشل، فتلجأ إيران إلى بدائل تدميرية أخرى... إلا إذا سقط نظامها وتغيّرت بنيته «الثيو - عسكرية». في الحالتين، لا الغرب خاسر ولا إسرائيل خاسرة. الحقيقة أن نظام طهران أدى، بنهجه الطائفي وتدخلاته العسكرية، «خدمات» لا تقدّر بثمن للقوى التي يزعم أنه يعاديها. وهو، سواءً عبر استثارته أو رعايته جماعات سنّية متشدّدة، خلق ظاهرة إرهاب عالمية غذت قوى اليمين في عموم دول الغرب. أما فيما يخص تحرير فلسطين، فلقد أدى دعمه تيارات في حركة حماس و«الجهاد الإسلامي» إلى ضرب وحدة الصف الفلسطيني، وتعزيز قوة الليكود والأحزاب الإسرائيلية المتطرّفة المصرّة على توسيع الاستيطان، ورفض أي حوار من أجل السلام.

 

الاستقلال اللبناني… المسرح والساحة

إلياس خوري/القدس العربي/نشرت بتاريخ 21 تشرين الثاني/17

عام 1943، لم يكن لبنان ساحة للصراعات بين الحليفين اللدودين: الفرنسي والبريطاني، أو بين الصديقين العدوين: إميل إدة ورياض الصلح، بل كان مسرحا لصراع غير متكافئ انتهى بسرعة على إيقاع كؤوس الشمبانيا التي شربتها مود فرج الله مع أصدقائها البريطانيين والدستوريين.

كانت لعبة شطرنج واضحة المعالم، يعرف اللاعبون قواعدها جيدًا، ولم يكن بمقدور الفرنسي الخاسر أن يقلب الطاولة لأنه كان ضعيفًا ومهزومًا في بلاده.

يومها احتل المسرح اللبناني الجنرال البريطاني سبيرز بـ«فرنسيته المتقنة وهوسه بالبيوت الشرقية وتمتعه بحياة بيروتية تظللها السكينة وأشجار الصنوبر، وتحتل صدارتها سيدات شارعي سرسق وزقاق البلاط، بأذواقهن الافرنجية وجمالهن وغواياتهن.

كان يكفي لبضع تظاهرات في بيروت وصيدا وطرابلس، أن تعلن نهاية عهد كولونيالي وبداية عهد آخر. ولقد نجح الثنائي بشارة الخوري ورياض الصلح في صوغ ميثاق وطني مليء بالالتباسات والفخاخ أوحى به فيلسوف «الحقيقة اللبنانية» ميشال شيحا.

نستطيع أن نقرأ الاستقلال من منظور حكايات سيدة المجتمع مود فرج الله التي كانت صديقة مقربة من المفوض البريطاني الجنرال سبيرز، التي قيل والله أعلم إنها كانت إحدى عشيقات الرئيس كميل شمعون، وكيف ذهبت إحدى المظاهرات الاستقلالية إلى منزلها في زقاق البلاط لمطالبتها بحث صديقها البريطاني على دعم قادة الاستقلال المعتقلين في قلعة راشيا.

كما نستطيع أن نقرأ من خلال مصير بطليه: رياض الصلح الذي قضى اغتيالا عام 1951 على أيدي الحزب السوري القومي انتقاما لإعدام أنطون سعادة، وبشارة الخوري في سقوطه البائس بعد الثورة البيضاء التي أطاحته عام 1952 وأتت بكميل شمعون رئيسًا.

كان المسرح اللبناني منذ تأسيسه على أيدي الاستقلاليين تراجيديا بمقدار ما كان كوميديًا، وكانت مصائر أبطاله تمزج هذين العنصرين بشكل مدهش، بحيث صار الفصل بينهما بالغ الصعوبة. وتأسست دولة اللّا دولة التي تعيش في المؤقت، ويتلاعب بمصيرها السفراء والقناصل.

لكن زمن الجنرال سبيرز وصالونات بيروت سرعان ما تلاشى عندما بدأت الامبراطورية البريطانية تترنح في المشرق العربي بعد العدوان الثلاثي الفاشل على مصر، ولم يبق من ذلك الزمن سوى تماثيل قادة الاستقلال التي تهاوت في معظمها خلال الحرب الأهلية قبل أن تنصب من جديد بعدما فقدت بريقها.

تحول المسرح إلى ساحة دموية بعد وصول التناقض التناحري بين الهاشميين في العراق ومن خلفهم البريطانيين ومصر الناصرية إلى ذروته عام 1958، في حرب أهلية لبنانية صغيرة، لم يكن لها أن تنتهي الا بعد سقوط الهاشميين في العراق وحلول النفوذ الأمريكي بدل النفوذ البريطاني.

نهاية الساحة تحققت في مشروع فؤاد شهاب الرئاسي الذي رفع شعار الانتقال «من استقلال الدولة إلى دولة الاستقلال». نجحت الشهابية كمشروع لغوي وثقافي بفضل الندوة اللبنانية التي أدارها ميشال أسمر وفشلت كمشروع سياسي. يمكن للمراقب أن يرى بصمات وحذاقة منح الصلح، وهو آخر سلالة آل الصلح وحامل تراث رياض وتقي الدين، في صوغ الشعار الذي يستهين ذكاؤه المفرط بذكاء الآخرين.

إن إعادة تركيب الدولة على توازنات الطوائف وعلى استقرار نسبي في ظل المرحلة الناصرية، ومجموعة الاصلاحات في جهاز الدولة، ما كان لها أن تحمي المسرح اللبناني من التهاوي بعد هزيمة مصر الناصرية في حرب حزيران- يونيو 1967.

تهاوى المسرح السياسي لمصلحة ساحة دموية جعلت من الحرب الأهلية اللبنانية 1975- 1990، تلخيصا لحروب المنطقة.

وفي المنعطفات كلها، حتى في زمن الهيمنة السورية المديدة، كانت الساحة اللبنانية تعيش على إيقاع توازنات المنطقة، فالهيمنة السورية لم تكن ممكنة لولا تقاسم النفوذ مع السعودية، الذي انتهى بشكل دموي وتراجيدي بعد اغتيال رفيق الحريري.

غير أن لبنان في ظل هيمنة آل الأسد انتقل من خبث السفراء ولطفهم ولياقاتهم الكاذبة إلى جلافة المفوض السامي السوري في عنجر، وإلى زمن الفجاجة والتصفيات والدم.

بقي لبنان ساحة في ظل الهيمنة السورية، وكانت خشبة المسرح السياسي التي بنيت على عجل كاريكاتورية مضحكة، ولم تنكسر إلا عام 2005، حين أطل احتمال الاستقلال من جديد الذي حوّله الصراع السنّي الشيعي وارتباطه بشعارات المقاومة، التي فرض النظام السوري أن يتولاها حزب الله منفردا، إلى سراب.

وبقي لبنان بعد الخروج السوري ساحة صراعية مفتوحة على الاحتمالات، ولم يتجنب الوقوع في مصيدة الحرب الأهلية المدمرة الا بسبب مظلة دولية من جهة وغياب توازن عسكري داخلي، من جهة ثانية.

وكانت محاولة استعادة المسرح السياسي بدل الساحة عبر توافق بين تيار المستقبل وحزب الله والتيار العوني مجرد تسوية رئاسية وحكومية هشة، لأن نار الصراع الإيراني- السعودي كانت لا تزال بعيدة عن الوصول إلى توازن إقليمي. نجحت السعودية في إنهاء التسوية هذه بشكل ميلو درامي يشبه مسلسلا تلفزيًا صنع على عجل، من خلال احتجاز الحريري واستقالته الملتبسة. وهي ميلو دراما اصطدمت بسد شعبي أعاد تعويم الزعامة الحريرية، وسمح للمساعي اللبنانية الرسمية أن تجد في المبادرة الفرنسية خشبة خلاص مؤقتة.

الأفق يبدو مسدودا، المنطقة تعيش فراغا كبيرا، سياسات هوجاء من النواحي جميعها، وإصرار على الهيمنة المطلقة على لبنان، وأوامر سعودية قاطعة وموقف إيراني حاسم.

كأن لبنان ولا يزال يعيش إيقاعات زمن الحرب وجلافة لغتها، وهذا ما يجعل من محاولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي نجح في إخراج الحريري من السعودية، مزيجا من أمل باستعادة زمن غابر ومن احتمالات تهدئة اللعبة قبل أن تطيح الوطن الصغير.

منذ أربعة وسبعين عامًا نال لبنان استقلاله عن الانتداب الفرنسي، ومنذ أربعة وسبعين عامًا والطبقة السياسية اللبنانية، برغم التغييرات كلها التي طرأت عليها، لا تزال أسيرة الدول الأجنبية، ومنذ أربعة وسبعين عامًا لا يزال لبنان يبحث عن استقلاله.

 

مواجهة «هتلر» الجديد

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/17

هل فوجئ الغرب بوصف الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي للمرشد الإيراني بـ«هتلر الجديد»؟! هل يمكن أن يستوعبوا أين تكمن خطورة نظام طهران على المنطقة؟! الرسالة كانت واضحة وصريحة وبلا أي مواربة، فخطر إيران على المنطقة كما كان خطر أدولف هتلر على أوروبا منذ تعيينه في منصب المستشار من قبل الرئيس الألماني آنذاك فون هندنبورغ في يناير (كانون الثاني) 1933، حيث بدأ هتلر بوضع أساس الدولة النازية التي غزت أوروبا، وتسببت في أعظم كارثة للبشرية في الحرب العالمية الثانية، وهكذا تصح المقارنة مع نظام الملالي الذي بدأ منذ وصوله للسلطة عام 1979 في إنشاء ثورة حلت محل الدولة، وتسببت في توتير المنطقة ونسف استقرارها، وإدخالها في حروب غير مباشرة، جميعها كانت إيران طرفاً فيها.

بالنسبة للمنطقة، فهي تعي الضرر البالغ القادم من الضفة الشرقية للخليج العربي، غير أن العواصم الغربية ما زالت تعتقد أن الخلاف هو خلاف مؤقت وسياسي وقابل للحل بالتهدئة، وهو الأمر الذي تراه الرياض، وهي تقود مشروعاً عربياً هو الأول من نوعه لمواجهة إيران، غير ذي جدوى، كما قال الأمير محمد بن سلمان: «تعلّمنا من أوروبا أن التهدئة لا تنفع. لا نريد أن يكرر هتلر الإيراني الجديد في الشرق الأوسط ما حدث سابقاً في أوروبا».

سنوات طوال والرياض تسعى لإقناع العالم بخطورة ما تفعله إيران بالمنطقة، وأن ترك الأفعى تتحرك دون قطع رأسها، تكون نتائجه وخيمة على كل دول المنطقة والعالم؛ ماذا كانت النتيجة؟ اتفاق نووي كافأ المعتدي على أفعاله، وسمح له باستمرار سلوكياته العدوانية، عندها علمت السعودية أن استيعاب الغرب لحقيقة الخطر الإيراني لن يحدث أبداً؛ تحركت المملكة بدورها للتصدي وإيقاف المد القادم من الثورة الإيرانية، اعتمدت على نفسها وعلى حلفائها بالمنطقة في إنجاح مشروعها، بالطبع لا يمكن إغفال أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحدها تساند وتدعم المشروع العربي لمواجهة إيران، بينما العواصم الأوروبية ما زالت على المدرسة القديمة المعتمدة على المزيد من المحاولات والمساعي الدبلوماسية لاحتواء إيران، بالطبع لا تسأل إلى متى يستمر هذا الاحتواء؟ هل بعد اعتراف إيران بسيطرتها على أربع عواصم عربية؟ هل مع انتظار عاصمة خامسة تسقط؟ هذا السيناريو المريع الذي لا تستوعبه العواصم الأوروبية، وربما لا تكترث له لو حدث، هو الذي أفضى إلى أن تتحمل الرياض دورها في قيادة المواجهة العربية ضد إيران. لن تنتظر السعودية طويلاً اقتناع الغرب بمشروعها، هي قادرة على المضي فيه بقناعة أوروبية أو من دونها.

لم تعد المنطقة تتحمل انتظار هدية غربية تساندها في مواجهة التغول الإيراني، هذه الهدية قد تأتي وقد لا تأتي، والأسوأ أن تأتي متأخرة جداً، بعد أن تسقط العواصم العربية بشكل متتالٍ، كما فعل هتلر عندما احتلت ألمانيا معظم قارة أوروبا (عدا بريطانيا) وثلث مساحة الاتحاد السوفياتي، وربما من إيجابيات ثماني سنوات قاتمة لولايتين للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، أن دول الخليج عرفت أن اعتمادها على أدواتها وقوتها هو المعادلة الحاسمة لمواجهة التحديات التي فرضت عليها، وهي المرة الأولى التي نشهد هذا التحول الاستراتيجي في اعتماد السعودية وحلفائها العرب على أنفسهم بالدرجة الأولى، وربما السؤال الذي يطرح هنا: هل تقبل أوروبا بتكرار تجربة هتلر مرة أخرى؟ والإجابة طبعا هي: لا، إذن لماذا يراد لدول الخليج أن تتعايش مع نظام نازي وهتلر جديد يهدد استقرارها ويريد العبث بأمنها؟!

 

بائع الترمس

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/17

مضى أربعون عاماً على ذهاب أنور السادات إلى القدس. لم يصدق أحد التكهنات بالزيارة، ولم يصدق العالم عينه وهو يرى رئيس مصر يترجل بخطى واثقة سلم الطائرة، لكنه أيضاً يمسح تعرّق وجهه بتوتر طوال الوقت. أكثر من كان يشكك فيما يرى، زعماء إسرائيل الذين اصطفوا لاستقباله.

روى نجيب محفوظ في مذكراته إلى رجاء النقاش أن السادات كان قد هاجم توفيق الحكيم ومجموعة من الكتّاب (بينهم محفوظ) الذين أصدروا بياناً دعوا فيه إلى التفاوض مع إسرائيل، «وكانت غولدا مائير تعتبر السادات أعدى أعداء إسرائيل، وقالت ذات مرة إنه أكبر ممثل شاهدته في حياتي، ويستحق جائزة الأوسكار».

وكان محفوظ من دعاة التفاوض «من أجلنا لا من أجل إسرائيل»، وأعطى مقابلة إلى «القبس» الكويتية حول هذا الأمر، نشرتها الصحيفة وفتحت الباب للنقاش. وشارك البعض في النقاش على طريقة المفكرين، والبعض الآخر على طريقته، وقال أحدهم عن أهم روائي عربي: «أحسن لك تروح تبيع ترمس».

ولم يأخذ محفوظ بالنصيحة، بل مضى يكتب الرواية إلى أن حاز نوبل الآداب. وهنا، قال أصحاب بيع الترمس إن سبب منحه إياها هو موقفه من إسرائيل. وقال الترامسة أنفسهم إن بطرس غالي أصبح أميناً عاماً للأمم المتحدة بسبب تأييده إسرائيل. ومن ثم، طردته أميركا من المنصب مستخدمة الفيتو في وجه 14 دولة بسبب موقفه من مجزرة قانا في جنوب لبنان. قال محفوظ: «لو كان لدى هؤلاء ذرة من التفكير المنطقي الموضوعي لفهموا أنني أنشد السلام من أجل أولئك البسطاء الذين طحنتهم الحروب. لو كنا أنفقنا نصف الأموال التي اشترينا بها السلاح على التنمية، لكانت تكفي، إن لم يكن لإزالة إسرائيل، فعلى الأقل لتحجيمها. فليس شرطاً أن تستعيد حقوقك بالحرب، فقد يكون من الأفضل والأجدى أحياناً استعادتها بالتنمية، كما فعلت ألمانيا واليابان. الدولتان هُزمتا هزيمة منكرة في الحرب العالمية الثانية، واستطاعتا أن تردا على الهزيمة بغير سلاح وغير دمار، وحصلتا على حقوق ما كانتا لتحصلا عليها بالحرب».

لو أمدَّ الله بعمر نجيب محفوظ، لرأى الإرهاب يقتل عسكر مصر في سيناء، ويخرب حياتها واقتصادها، ويزعزع استقرار مصر، ويعكر آمالها ويَمكُرُ على أمنها.

 

حظر علماء المسلمين المتطرفين

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/17

أضافت السعودية ومصر والإمارات والبحرين منظمتين إسلاميتين متطرفتين مع إحدى عشرة شخصية متطرفة إلى قائمة الإرهاب. الحقيقة، إنها خطوة متأخرة تصنيف «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الذي أسسته جماعة الإخوان المسلمين واحتضنته قطر، وكذلك شقيقه «المجلس الإسلامي العالمي». كان يفترض أن يحظر التعامل مع الاثنين خصوصاً «الاتحاد العالمي» قبل ذلك. فهو منذ تأسيسه كان يمثل خطراً على المجتمعات الإسلامية في أنحاء العالم. وجاء توقيت ولادته مع ظهور «القاعدة»، ومقره، وشخصيات قياداته كلها، مثل إعلان حرب صريحة ضد الإسلام التقليدي المعتدل في المنطقة والعالم.

«الاتحاد العالمي» ولد ضمن مشروع الاستيلاء الذي قادته الجماعات الدينية المتطرفة ضمن نشاطاتها التي عملت على خطوط متعددة، الخطاب السياسي الجهادي التحريضي، والتنظيمات المسلحة، ومؤسسات دينية موازية تعطي الشرعية لخطابها وأعمالها وتلغي المؤسسات المعتدلة.

ففي الوقت نفسه الذي كانت فيه «القاعدة» تفجر وتقتل، وأبو مصعب الزرقاوي يقطع الرؤوس باسم الإسلام، ولد «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» في قطر عام 2004 تحت هدف المشروع الإسلامي المتطرف نفسه. من أجله هيأ أعضاؤه الفتاوى، وبرروا العنف، ودخلوا في حرب فكرية تجرد المفتين والعلماء التقليديين من قيمتهم في بلدانهم وتسفه من فتاواهم. ولا ننسى أن علماء السعودية، من السلفيين التقليديين، أفتوا بتحريم العمليات «الجهادية» منذ التسعينات، باعتبارها خارجة عن طاعة ولي الأمر، أي الدولة، مما أغضب مفتي «الاتحاد العالمي»، التابع لـ«الإخوان» وقطر، الذين برروا «العمليات الاستشهادية» وسعوا لتأصيلها فقهياً. وعمل «الاتحاد» على هدم مؤسسات دينية شرعية كبرى في العالم الإسلامي، مثل «هيئة كبار العلماء» في السعودية و«الأزهر» في مصر. تاريخياً مشروع الإرهاب، المتدثر بالإسلام، بدأ تقريباً في الفترة نفسها مع تأسيس مجاميع الفتوى الدينية المتطرفة. ومثل «القاعدة» و«داعش»، أعلنت هذه الجماعات «الفقهية» أنها ترفض المحلية وتعتبر نفسها عالمية، عابرة للقارات. وتزامنت ولادة «القاعدة» في أفغانستان، مع ولادة «المجلس الأوروبي للإفتاء»، عام 1997 في لندن. وهل هي مصادفة أن يرأسه يوسف القرضاوي، ونائبه علي قرة داغي، الشخصيتان نفسهما اللتان نراهما في الفكر المتطرف في العشرين سنة اللاحقة؟

ومثلما تفرعت «القاعدة» في أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا، ظهرت فروع للاتحادات والروابط الفقهية المتطرفة في الخليج، والعراق، ولبنان، وشمال أفريقيا، وفرنسا، وألمانيا، وبلجيكا، وبريطانيا، وآيرلندا. من عنوانه، وتنوع جنسيات المنتمين إليه، ومن فحوى مواقفه وبياناته ونشاطاته، نرى كيف قام بلعب دور المرجعية الدينية التي تحتاجها الجماعات المتطرفة، خلال سنوات الاضطراب الخطيرة، التي قامت على دعوات التطرف والجهاد والتغيير. وإذا أدركنا أن أخطر ما في الإرهاب هو الفكر المتطرف، فإن علينا أن ندرك أنه ما كان للفكر المتطرف أن يولد وينتشر ويتحول إلى جماعات مسلحة في أنحاء العالم لولا هذه الشخصيات الدينية، ولولا هذه الاتحادات والهيئات الحاضنة للعلماء المتطرفين، ولولا قطر الدولة التي أعطتهم المقر واستمرت تمولهم بمبالغ خيالية سهّلت عليهم الانتشار إعلامياً وفكرياً، وشراء ذمم حتى بعض الذين قد لا يتفقون معها أو يخافون سطوتها.

 

محمد بن سلمان... فريدمان واللاءات الثلاث

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/17

«لأنني أخشى أنه في يوم وفاتي، سأموت دون أن أحقق ما يدور في ذهني. إن الحياة قصيرة جداً، وقد تحدث الكثير من الأمور، كما أنني حريص جداً على مشاهدته بأم عيني - ولهذا السبب أنا في عجلة من أمري» كان هذا جواب ولي العهد السعودي على سؤال الصحافي الأميركي توماس فريدمان عن سبب استعجال الأمير في حسم كافة الملفات في وقتٍ متقارب. الأمير محمد بن سلمان لم يبهر الصحافيين الذين يلتقيهم بين فينة وأخرى فحسب، بل لقد بهر قادة العالم من كبار السياسيين بخططه ومشاريعه، وأبهر كبار المستثمرين في العالم بأحلامه وطموحاته التي لا يحدها سقفٌ، ولغة فريدمان في هذه المقابلة تبدو مليئة بانبهارٍ أراد عدم إظهاره بشكلٍ صريحٍ، ربما بحثاً عن مزيد مصداقية لدى القارئ الغربي. ولي العهد مدمنٌ على العمل والإنجاز وهو بالفعل يحفز بهمته العاملين معه كثيراً، لأنه يريد من الجميع أن يعمل بنفس السرعة والتطلع والشغف الذي يتملكه شخصياً، والسعوديون يشاركون الأمير تخوفه على نفسه، بل ربما أكثر منه، لأنهم يريدون له أن يحقق أحلامه وآماله العراض لخدمتهم وخدمة استقرار الوطن وتنميته، ونقل الأجيال الحالية والقادمة إلى مستوى جديد من التحضر والتقدم.

كبيرٌ لا يفكر إلا بشكل واسعٍ وشاملٍ وكبيرٍ، هو عرّاب رؤية السعودية 2030 والمشاريع العديدة التي تخدمها وتدفع باتجاهها، وعلى رأسها مشروع التحول الوطني 2020، وهو غير بالفعل غير الفكرة النمطية عن السعودية وعزز مكانتها منذ تسنمه مهامه كولي لولي العهد ثم ولياً للعهد بخطواتٍ كبرى باتجاه المستقبل، كان الجميع يتخوف منها ويخشى اتخاذ قرارٍ فيها، وهكذا تبنى الدول من جديد، بالتطوير المستمر والتنمية المستقرة ووضوح الرؤية والهدف والشجاعة في اتخاذ القرار.

ثلاثة مشاريع كبرى تقدم أمثلة على طريقة تفكير الأمير، مشروع القدية شرق الرياض العاصمة، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع نيوم في أقصى الشمال الغربي للبلاد، إنها مشاريع اكتسبت ثقة كبار المستثمرين في العالم للمشاركة في رؤى الأمير وطموحاته والاستثمار معه.

مسألتان حاسمتان كانتا تشكلان الخطر الأكبر على مستقبل السعودية وعلى صورتها حول العالم، الفساد والتطرف، أما الفساد فقد كان حديث الأمير في المقابلة صريحاً، وواضحاً بأن القضاء على الفساد يجب أن يتم من الأعلى للأدنى بخلاف كل التجارب السابقة التي فشلت، لأنها كانت تبتدئ من الأدنى للأعلى، وهي شجاعة غير مسبوقة في محاسبة كائن من كان قولاً وفعلاً.

أكثر من مائتي موقوفٍ تمّت تبرئة بعضهم لعدم كفاية الأدلة، ووافق خمسة وتسعون في المائة على التسوية وإعادة الأموال لخزينة الدولة، والأمير ينقل عن النائب العام أن المبالغ التي يتم استردادها تقارب المائة مليار دولار، وأن النائب العام مستقلٌ تماماً في عمله، وسخر من أي تفسيراتٍ غير موضوعية في تفسير هذا الحدث الكبير، وأن التأييد الشعبي للأمير غير مسبوقٍ في حجمه وسعته، وأكثر من هذا فقد كان الملك سلمان بنفسه خلف هذه الخطوة الكبيرة، وأن السعودية لا يمكن لها أن تستمر في دول العشرين G20، مع كل هذا الحجم من الفساد، فضرب الفساد اليوم هو محاسبة للماضي وضمانة للمستقبل.

أما التطرف، وهو المحضن الطبيعي للكراهية وصناعة السخط والإحباط والإرهاب، فقد كانت رؤية الأمير تجاهه واضحة وحازمة، ألم يقل صراحة بأننا «سنقضي على التطرف وندمره اليوم وفوراً» وحجم الإصلاحات في هذا الاتجاه التي قام بها الأمير لا يتصوره كثيرون حول العالم، بل لا أحد يصدق في السعودية أنه تم القضاء على أي دورٍ سلطوي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقرارٍ واحدٍ، وأن المرأة نالت حقها في قيادة المرأة للسيارة، وهي المسألة التي لطالما تم التهجم على السعودية بسببها، ضمن منظومة متكاملة لتمكين المرأة السعودية في كافة المجالات والمناصب، وأكثر من هذا لقد تحدث الأمير بنفسه عن العودة إلى ما كانت عليه البلاد قبل العام 1979، أي قبل انتشار وتفشي خطاب وجماعات وتنظيمات الإسلام السياسي في السعودية مثل الإخوان المسلمين والسرورية والقطبية وحزب التحرير وأحزاب الأمة وتنظيم القاعدة وتنظيم داعش وأمثالها، إنها صفحة طويت، وستتم ملاحقة فلولها بكل ما تحتاجه من وقتٍ وقوة قرارٍ.

إنها رؤية يحكمها حديث الأمير لفريدمان بقوله: «لا نقول إننا نعمل على (إعادة تفسير) الإسلام - بل نحن نعمل على (إعادة) الإسلام لأصوله، وأن سنة النبي (محمد) هي أهم أدواتنا، فضلاً عن (الحياة اليومية) في السعودية قبل عام 1979»، وهو ما يعني القضاء كلياً على خطابات التطرف والإرهاب والعودة للإسلام التقليدي في السعودية، قبل أن يتلوث بخطابات التطرف، وهي عملية تحتاج جهداً ووقتاً لازمين لإنجاحها.

لا يفهم كثيرٌ من الغربيين مدى خطورة نظام الولي الفقيه في إيران، ورعايته للإرهاب بشقيه السني والشيعي على مدى عقودٍ، وقد قال الأمير لفريدمان: «أن المرشد الأعلى (الإيراني) هو هتلرٌ جديد في منطقة الشرق الأوسط». وأضاف قائلاً: «غير أننا تعلمنا من أوروبا أن الاسترضاء في مثل هذه الحالة لن ينجح. ولا نريد أن يُكرر هتلر الجديد في إيران ما حدث في أوروبا (هنا) في الشرق الأوسط». فتشبيه خامنئي بهتلر من قبل الأمير هو تشبيه صادق وصادم في الوقت ذاته، وهو ما ينبه العالم أجمع الذي يعرف جرائم هتلر إلى جرائم النظام الإيراني ومستوى خطورتها.

هذا نموذجٌ للنهج الجديد في السياسة الخارجية السعودية التي باتت تقود الدول العربية لمواجهة الخطر الإيراني، والشواهد لا تحصى على الأرض في كافة الملفات الكبرى في المنطقة، من اليمن إلى العراق ومن سوريا إلى لبنان، فضلاً عن دول الخليج العربي والسعودية تحديداً، لا مهادنة بعد اليوم ولا إقرار لأي تدخلات إيرانية في دول المنطقة، فطول الخطأ والخطيئة الإيرانية لا يمنحها أي مشروعية. إنها ثلاث لاءاتٍ سعودية تعبر عن السعودية الجديدة خير تعبير، لا للفوضى واستقرار الفوضى الذي تقوده إيران، ولا للتطرف والإرهاب جماعات وأحزاباً ورموزاً وأفراداً، ولا للفساد بكافة أنواعه إن بالسرقة والاختلاس وإن بالولاء للأجنبي وشق الوحدة الوطنية. أخيراً، تضمن تقرير فريدمان حديثاً متكرراً عن «الهوية» الجديدة للسعودية، وهو موضوعٌ جللٌ وبالغ الأهمية ويستحق كل ذرة جهدٍ تبذل باتجاهه، ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة.

 

الإخوان المسلمون... كرٌّ وفرٌّ في السياسة والآيديولوجيا

علي العميم/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/17

أستاذة دلال البزري...

قلتِ في مقالكِ (موضوع المناقشة): «إن مرارة الصراع على السلطة بين الإخوان المسلمين وبين جمال عبد الناصر منحت الحياة لجناحهم المتطرف المتمثل بسيد صاحب (معالم في الطريق)... وهذا التيار سوف ينتعش بعد وفاة عبد الناصر، ويرفد (الغاضبين) من فشل الإخوان بتسلم السلطة، بمجموعة من العمليات، عرفتها مصر في عهدي أنور السادات وحسني مبارك... والإخوان وسط ذلك يسيرون بخطى حثيثة نحو العمل النقابي...». ألحظ على قولكِ هذا أنكِ تعمّدتِ فيه شطب فقرة مفصلية في ذلك التاريخ، وهي تحالف الحكومة المصرية مع الإخوان المسلمين في عهد أنور السادات ودعمها للجماعات الدينية المغالية. لأنها كانت تخلّ بثنائيتك البسيطة والتبسيطية التي يكون الإخوان المسلمون فيها ضحايا ومظلومين، وتكون السلطة فيها، جانية وظالمة، أبداً ودوماً. وفي ثنائيتك هذه قدمتِ سيد وأفكاره بصورة اعتذارية مجلَّلة بهالة من الرومانسية الفكرية. وقدمتِ جماعات العنف الديني المؤتمّة بفكر سيد بصورة الشباب الثوري الغاضب، وتلك -كما لا يخفى- صورة نضالية يسارية رومانسية، براقة وخلاَّبة. وبررتِ دخولهم في دوامة عنف طويلة مع الحكومة المصرية منذ سبعينات القرن الماضي -وبررتِ قبلها «منح الحياة للجناح المتطرف في الإخوان المسلمين... وانتعاشه بعد وفاة عبد الناصر»- بفشل التنظيم الأم، تنظيم الإخوان المسلمين في تسلم السلطة. وهذا التبرير يقرّ ضمناً بحق الإخوان المسلمين الشرعي في الاستيلاء على السلطة في محاولتهم الانقلابية التي دبّروها سنة 1954، ويرى أن فشلهم في الاستيلاء عليها حينها كان فشلاً في نيل مطلب عادل، وهو انتزاع سلطة هم أحق بها من أصحاب الشرعية الثورية.

تفسيرك هذا مبنيٌّ على مقدمات خاطئة، فالإخوان المسلمون -وفق أكثر من مقياس وشاهد- يعدّون جماعة دينية سياسية متطرفة. والفارق بين تطرف تنظيمات سياسية مصرية -إلى حد ما- ذات مرجعية إسلامية في النصف الأول من القرن الماضي، وبين تطرف الإخوان المسلمين، أن تطرف الأولى كان يغلب عليه التطرف الوطني، ولم يكن محفزه محفزاً دينياً، كما هو الأمر في حالة الإخوان المسلمين. حينما قرر سيد أن ينضم إلى الإخوان المسلمين سنة 1953، بعد سنوات من الممانعة في ظل اقترابهم منه، اختار أن ينضمّ إلى جناح سياسي في الإخوان المسلمين، كان يصنّف آنذاك بأنه الجناح السياسي المتطرف. وهذا الجناح كان يقوده المرشد حسن الهضيبي. اختار أن ينضم إلى هذا الجناح نكايةً في عبد الناصر!

لا يوجد في الإخوان المسلمين، قبل اقترابهم من سيد وقبل انضمامه إليهم، منظِّر معتبَر. وهذه كانت معضلة الإخوان المسلمين، فالتنظيم نشأ قبل وجود تنظير سياسي فكري إسلامي محدد -وإلى حد ما- متماسك، يستند إليه فكر التنظيم. وسيد ابتداءً من مطلع الستينات عبّأ هذا الفراغ عند الإخوان المسلمين بالاتكاء على المودودي وقبله على الندوي. وهذا من وجوه الاختلاف بين نشأة الجماعة الإسلامية في القارة الهندية، وبين نشأة جماعة الإخوان المسلمين في مصر وبعض البلاد العربية، فالتنظير في الأولى سبق إنشاء التنظيم بسنوات عديدة، وتنظير سيد ووصفائه من رواد الفكر الإسلامي الأصولي العربي، تنظير مستعار من فكر المودودي والندوي. ومنذ أن عبّأ سيد ذلك الفراغ التنظيري عند الإخوان المسلمين أصبح يتعذّر الفصل -على نحو جوهري- بين الخطاب القطبي والإنشاء الإسلامي السائد لدى مثقفي ومنظِّري وكتاب الإخوان المسلمين، ولدى كثرة كاثرة من الإسلاميين من اتجاهات مختلفة. فادعاء الإخوان المسلمين والإسلاميين عامةً أن ثمة تمايزاً ومغايرة بين فكرهم وفكر سيد، ما هو إلا كر وفر في السياسة والآيديولوجيا، فرضته نوازل فكر سيد وكوارثه.

إن سيد هو بمثابة اللُّحمة التي تشدّ أواصر القربى والرحم بين جماعة الإخوان المسلمين وجماعات العنف الديني المنشقة عنها، وهذا ما يفسر لنا تواني الجماعة الأم في الحوادث التي عدَّدْتِها أنتِ، كحادثة الفنية العسكرية، والتكفير والهجرة (اختطاف الشيخ الذهبي ثم اغتياله)، واغتيال السادات... عن مواجهة أفكار تلك الجماعات وممارساتها بنقد قوي وواضح وصريح في إعلامهم داخل مصر وخارجها، وفي كتبهم وفي محاضراتهم وفي الندوات التي كانوا يعقدونها.

وعلى عكس ما قلتِ، فإن الإخوان المسلمين استفادوا من انتعاش جماعات العنف الديني وحضورها في ساحة العمل الديني والسياسي بعد وفاة جمال عبد الناصر. فمع إفساح مجال العمل لها ولـ«الإخوان» المسلمين، صارت الحكومة وقطاعات عدة في المجتمع المصري، تصنفهم على أنهم تيار ديني وسياسي معتدل، وكانت الحكومة تتعامل معهم على هذا الأساس. كما استفادوا من أعمال جماعات العنف الديني الإرهابية في السبعينات والثمانينات والتسعينات. وكانت كلما زادت هذه الأعمال واتسعت استفادوا أكثر في تقوية موقعهم التفاوضي مع الحكومة، لنيل المزيد من المكتسبات وسعياً وراء إعطائهم رخصة بتأسيس حزب سياسي، من منطلق أنهم هم التيار الديني السياسي الأعرض في مصر وفي البلدان العربية والإسلامية وفي أوروبا وأميركا، الذي بمقدوره أن يهذّب تطرف تلك الجماعات ويروّض عنفها.

وحتى إنهم كانوا يستفيدون مما سموه نقداً لتلك الجماعات، بتعزيز موقعهم بوصفهم معارضة في الماضي الناصري، ومعارضة في عهد السادات وفي عهد مبارك، وتأكيد صواب أطروحتهم الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية، التقليدية والقطبية، في تلك العهود الثلاثة.

فهم يعزون فيما يسمونه نقداً لتلك الجماعات، نشأة التطرف الديني في مصر، إلى زج عبد الناصر بالإخوان المسلمين في المعتقلات وتعرضهم للقمع والعنف والتعذيب النفسي والبدني فيها، ويعزون تفشيه في عهد السادات -وهو العهد الذي هو مضاد لعهد عبد الناصر- إلى صعوبة الحياة الاجتماعية والاقتصادية وفساد الحياة السياسية والثقافية. وكذلك في عهد مبارك كانوا يعلقونها على هذا المشجب. والناظم لهذه الأسباب وأسباب أخرى يقولونها، هو النأي عن الحل الإسلامي، والحل الإسلامي -كما يدعون إليه- لا يقتصر على الشأن السياسي والاقتصادي، بل يشمل جميع شؤون الحياة، صغيرها وكبيرها.

وإذا ما تأملنا في هذه الأسباب نجد أنها لا تمس محتوى فكر جماعات العنف الديني ولو من بعيد. ذلك لأن مس محتوى فكرها فيه مس بالمشتركات الآيديولوجية ما بين فكرها وفكرهم، ومس بصميم فكرهم. هذه مسألة.

والمسألة الأخرى أنهم يحدبون عليها عاطفياً وروحياً وعقدياً، لعلمهم أن ما فعلته ليس سوى دفع فكرهم -نظرياً وعملياً- إلى حدّه الأقصى من دون مخاتلة ومراوغة، كما يفعلون هم. إن الإخوان المسلمين منذ السبعينات إلى سنوات متأخرة، كانوا الظهير المالي والقانوني والإعلامي والثقافي لجماعات العنف الديني، للأسباب التي ذكرت أهمها سابقاً. وكانت الاستفادة من انتعاش وحضور جماعات العنف الديني تسير جنباً إلى جنب مع الاستفادة من فكر سيد الإسلامي في فترته الأولى والأخيرة ومن حادثة إعدامه، وبخاصة في عقد السبعينات. ونظراً إلى أن حجم الاستفادة كان عظيماً وهائلاً، وأنه من الصعوبة بمكان التمييز الجوهري بين ما يقوله سيد، وما يقوله سواه من الإخوان المسلمين كانوا يمنعون أي نقد إسلامي داخلي لفكره المتطرف في (معالم في الطريق) و(في ظلال القرآن) في نسخته الأخيرة المنقحة. لقد حصلت أول محاولة نقدية من داخل فكر الإخوان المسلمين في مقال نُشر في مجلة «الشهاب» الإخوانية الصادرة في بيروت باسم مستعار (صاحب الاسم المستعار كان عبد الله أبو عزة) سنة 1973، في هذا المقال وجّه الكاتب نقدات صائبة إلى معالم سيد، فنشب سجال على أثر مقاله بينه وبين آخرين من الإخوان المسلمين ينتمون إلى أكثر من بلد عربي. ومع أن نقده كان رفيقاً وليناً وفيه تثمين عالٍ لسيد، وأن أحداً لم يناصره في رأيه، إلا أن السلطات العليا في الإخوان المسلمين أصدرت قراراً يقضي بقفل السجال وإنهائه بانتصار تلك المجلة لرأي الرادّين على الكاتب، وانتصارها لحاكمية سيد وجاهليته. هذه كانت هي المحاولة النقدية اليتيمة، التي -يا للأسف الشديد- وُئدت في مهد السبعينات. وكانوا لعقود طويلة يصدون أي نقد لفكرتَي الحاكمية والجاهلية عنده بمرافعة اعتذارية، ملخصها -كما قلت عنها ذات مرة: «سيد لم يُفهم، كما يجب! حُمِّل كلامه أكثر مما يحتمل! مات قبل أن يقول كل ما يريد!». هذه المرافعة وما شابهها قالوها في ادعاء الفصل بين فكر سيد، وبين فكر جماعات العنف الديني، وقالوها إزاء النقد المحسوب على الفكر التاريخي العقلاني وعلى الفكر الإسلامي العقلاني. وقالوها إزاء نقد ديني مختلف ذي طابع عقدي سلفي، معني بنقاء العقيدة واستقامتها، ينتمي إلى مدرسة أهل الحديث، وللحديث بقية.

 

حتمية العنف لمواجهة الإرهاب

الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح/السياسة/26 تشرين الثاني/17

لا يخفى علينا جميعا ما تواجهه منطقتنا العربية في ربيعها العربي المشؤوم من خطر الإرهاب، والذي يتستر بالدين، زوراً وإجراماً، مستغلا العاطفة والحماسة الدينية لدى قطاع كبير من الشباب يعاني الفقر والجهل تارة، أو الانعزال والدونية تجاه الحياة المدنية الحديثة تارة أخرى.

لكن دعونا نتحدث في صلب الموضوع، وهو كيفية التعامل الإعلامي مع هذه الظاهرة الخطيرة والكارثية، التي استفحل خطرها بتقدم تكنولوجيا الاتصالات اذ تصل المعلومة بسهولة الى بيوتنا، بل هواتفنا النقالة في بضع ثواني، وبخاصة أن الإعلام يقع في مأزق بين حياديته ونقله للحدث، بكاميرا المصور، وبين استغلال الاعلام في الترويج للأحداث الارهابية، وتضخيمها، حتى وان كان الحادث الارهابي صغيراً، لكنه يكبر في وسائل الاعلام وينتشر ويعطي نتيجة اكبر من الواقع الحقيقي، ويقع في نفوس الناس، وكأنه نجح في هدفه، وهو التأثير والإمتلاك والسيطرة على مجريات الأحداث.

وبوضوح علينا أن نعترف بصعوبة المواجهة الإعلامية للإرهاب في ظل خطاب ديني متشدد من بعض دعاة التطرف يتم دسه منذ سنوات وأدى بفعل التراكم إلى تبرير الارهاب بأنه جهاد ضد الكفر مجتزئين بعض الاحاديث النبوية الشريفة من سياق أحداثها التاريخية وتأويلها بالشكل الذي يخدم الأهداف الارهابية الدنيئة، ورسولنا الكريم بريء من هذا الفقه الإجرامي لهؤلاء. كذلك يواجه الإعلام العربي منذ سنوات تحديات أخرى، تتمثل في مفهوم الارهاب على المستوى الدولي، والتفريق بينه وبين الكفاح المشروع للدفاع عن الاوطان المُحتلة، والتي حاولت بعض القوى الإمبريالية خلط الأوراق فية لتحقيق أهداف توسعية بغرض الهيمنة والسيطرة وتشتيت الإنتباه عن التعريف المحدد للإرهاب خصوصاً أن بعض الأنظمة الغربية تكيل بميكيالين وفق سياساتها الخارجية المتغيرة، ورغم قيام الأمم المتحدة بواجبها في التفريق بين إرهاب التنظيمات المتطرفة وبين الكفاح المسلح لجبهات التحرير الوطنية ضد المحتل إلا أن قراراتها لا تؤثر في الواقع الذي تفرضه القوى العظمى، والتي تقدم مصالحها الخارجية على حقوق الإنسان في العيش بأمن وسلام وحق تقرير المصير .

وبأي حال من الأحوال، وأي كانت الطريقة السلمية التي نواجه بها تلك الأيديولوجيا العنيفة فإن على الحكومات العربية والإسلامية أن لا تكتفي بالمواجهة الإعلامية وأن تقابل العنف بالقبضة الأمنية ولا تكترث لمنظمات حقوق الإنسان المتواطئة مع الإرهاب فالإرهاب ليس حق من حقوق الإنسان ولكنه دمار للحضارة ووصمة عار في جبين الإنسانية، كذلك نأمل أن تضرب الحكومات على أيدي الفاسدين في كل المجالات، وأن تشدد عقوبة الفساد من سرقة ورشوة وإختلاس المال العام لأن بوجود هؤلاء الشرذمة الفاسدة سيغيب العدل، وهو أساس المُلك وبغياب العدل وتطبيق القانون تختل موازين المجتمع وبالتالي سيفقد الناس إنتمائهم للأوطان ويكون ذلك ذريعة وحجة لتقبل فكرة العنف ضد دولة القانون ، وأخيراً نتمنى إيجاد صيغة موحدة لعمل عربى مشترك في كل المجالات يكون أساسها فتح المجال للنخبة المثقفة من الباحثين المستنيرين لتفكيك هذه الأيديولوجية الإرهابية وفضح أهدافها الخبيثة للناس وعرض ما نتج عنها من خراب ودمار وإبراز الوجه الحقيقي للإسلام دين الرحمة والسماحة من منظور قرآني، علينا أن نحيى معاني ومقاصد الشريعة من القرآن الكريم ، فهو أصدق الحديث و يهدى للتي هي أقوم ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد.

*كاتبة كويتية

 

عن الانتقائية الإيرانية للإرهاب

سعاد عزيز/السياسة/26 تشرين الثاني/17

ليس جديدا أو طارئاً على الجمهوريـة الاسلامية الايرانية إستعجالها للأحداث والتطورات وإستباقها لها، ولاسيما بعد أن استحوذ رجال الدين المتشددون على مقاليد الحكم في إيران وقاموا بإقصاء كل الاطراف الفعالة المشاركة في تحقيق إنتصار الثورة الايرانية، إذ هناك في طهران فوبيا المستقبل، فالنظام السياسي القائم يشعر بحالة من الخوف والقلق من المستقبل وتطوراته وتداعياته، ولذلك فإنه يعمل مابوسعه من أجل إستباقها بالطرق والاساليب التي يراها مناسبة له. الضجة والصخب السياسي والاعلامي الذي جرى في طهران خلال الايام الماضية بشأن الاعلان عن الانتصار على «داعش» حيث تم إعلان ذلك من جانب الرئيس الايراني روحاني، وكذلك تلك الرسالة التي بعثها قاسم سليماني، قائد «قوة القدس» الارهابية للمرشد الاعلى يهنئه فيها بالانتصار على «داعش»، وهو مايعتبر اختصار الانتصار على «داعش» في النظام القائم بإيران، وحرسه الثوري، وإقصاء دور الجيش العراقي والاكراد والتحالف الدولي، وهذا ما يؤكد ويثبت مرة أخرى حقيقة بالغة الاهمية، وهي كيف ان هذا النظام يغتنم الفرص ويقفز على الحقائق والوقائع، فمثل ما إنه صادر وألغى بجرة قلم الدور الاساسي والمشهود له لمنظمة «مجاهدي خلق» في إسقاط نظام الشاه، وانتصار الثورة، فإنه يعود اليوم لكي يؤدي الدور نفسه في ما يتعلق بالحرب على «داعش» والذي هو في الاساس متورط بالعلاقة والتنسيق معه! سعي إيران الحثيث من أجل إختصار الانتصار على «داعش» في الدور الايراني الذي كان من خلال «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري(المتورط في الارهاب)، يمكن تفسيره على إنه محاولة مفضوحة وبائسة الى أبعد حد من أجل تجميل الوجه القبيح جدا للحرس الثوري، وللجنرال قاسم سليماني المطلوب دوليا كإرهابي، وإن الاستعجال الايراني يوازي التسارع غير العادي في الاحداث والتطورات الاقليمية والدولية والتي كلها تسير في إتجاه لايتناغم ويتفق مع الاتجاه الايراني.

محاولة تضخيم دور الحرس الثوري في الحرب ضد “داعش” والذي هناك ظلال شكوك كثيفة تحوم حول علاقة طهران بهذا التنظيم، والتنسيق معه منذ عام 2013، لن يحقق أبدا الاهداف التي تسعى إيران لتحقيقها من وراء ذلك، فقد كشف الغطاء عن الدور المشبوه لطهران إقليميا، وبخاصة من حيث دعم التطرف والارهاب في المنطقة، وإن تنظيمات إرهابية نظير «حزب الله» اللبناني والحوثيين والميليشيات الشيعية العراقية التابعة لإيران، صار العالم كله على اطلاع بدورها المشبوه والمرفوض، وإن الانتقائية التي تسعى لها طهران بالسعي لجعل الارهاب محصورا في المذهب السني إنما هو سعي خائب، ذلك إن مركز ومحور وبؤرة الارهاب في العالم كله هو النظام القائم في إيران بحد ذاته!

*كاتبة جزائرية

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رعد: قطعنا شوطا كبيرا في إعادة الوضع إلى طبيعته

الأحد 26 تشرين الثاني 2017/وطنية - شدد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد على "قطع شوط كبير في إعادة الوضع إلى طبيعته المرجو،ة وأملنا خلال الأيام المقبلة بالمشاورات التي سيبدأها فخامة رئيس الجمهورية الذي تصرف بالفعل بعقلانية وحكمة استثنائية ومميزة لمعاجلة هذه الأزمة ووقف بجانبه الشعب بكل قواه السياسية متضامنا مع نفسه، ففرض إرادته على كل من أراد الإخلال بأمنه واستقراره". وقال خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" وأهالي بلدة كفرصير في حسينية البلدة: "نحن في المقاومة إذ نبقي على جهوزيتنا العالية إزاء أي تحرك عدواني سواء من إسرائيل أو من التكفيريين، نرصد أن أثر هزيمة "داعش"، إذ سيفكر من تبقى ومن لاذ بالفرار إلى هذا الجحر أو ذاك بأعمال إرهابية ربما كرد فعل على الهزيمة". وختم: "علينا أن نتصرف بحذر ونتيقظ جيدا أجهزتنا الأمنية والعسكرية من أجل صون استقرارنا ومنع أي عبث بأمننا وإن كان عبثا فرديا لا يستطيع أن يقلب طاولة في هذا البلد".

 

الساحلي: لبنان تجنب الفتنة بوعي أبنائه وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة

الأحد 26 تشرين الثاني 2017/وطنية - رأى النائب نوار الساحلي، ان لبنان "الذي يعيش في محيط ملتهب في سوريا والعراق وما حصل مؤخرا في مصر، استطاع تجنب مخاطر الفتنة بفعل وعي أبنائه، وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي قدمت الغالي والنفيس ليبقى البلد".

واحتفال تأبيني في الهرمل، حضره أيضا قائمقام الهرمل طلال قطايا، المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" في البقاع مصطفى الفوعاني، مفتي الهرمل الشيخ علي طه، رجال دين وفاعليات بلدية واختيارية وحشد من الأهالي، تابع الساحلي: "المقاومة رأت ان من الواجب مقاتلة الإرهاب التكفيري، بعد ان وصل إلى الحدود وهدد الآمنين في قرى البقاع الشمالي، ولم يكن خيار الا القتال لحماية لبنان، وعلى كل لبناني شريف ان يعترف بالأمر، وقوة لبنان بقوة مقاومته وجيشه والشعب الذي يحتضنه".

واستغرب "موقف بعض الساسة من المشاريع التي كان تراد للبلد".

 

خليل مثل بري في سباق كلنا للوطن في صور: الوحدة الوطنية حمت الاستقرار

الأحد 26 تشرين الثاني 2017 /وطنية - رعى رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بوزير المال علي حسن خليل سباق نصف ماراثون الاستقلال بعنوان "كلنا للوطن" الذي نظمه مكتب الشباب والرياضة في حركة "أمل" - إقليم جبل عامل، بإشراف الاتحاد اللبناني لألعاب القوى ومشاركة المؤسسات التربوية والرياضية والمؤسسات الصحية في الجنوب والجيش والقوة الدولية في الجنوب، في حضور النائب علي خريس، المدير العام لوزارة الشباب والرياضة زيد خيامي، الرائد علي حلاوي ممثلا المدير العام للامن العام، النقيب حسن سرور ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي، رئيس الاتحاد اللبناني لالعاب القوى رولان سعادة، رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق، مسؤول الحركة في اقليم جبل عامل علي اسماعيل وفاعاليات. انطلق السباق من الحديقة العامة في صور وتوزع بحسب الفئات العمرية على مسافات مختلفة بين 21 كلم و4 كلم و2كلم، واقيم احتفال بدأ بالنشيد الوطني ونشيد الحركة.

خليل

وألقى وزير المال كلمة قال فيها: "بين صور والاستقلال حكاية طويلة معمدة بدماء الشهداء وتضحيات القادة وشعارات اطلقها الامام السيد موسى الصدر الذي صرخ في برية هذا الوطن أن "دافعوا عنه وذودوا عن ارضه وحدوده". واليوم في صور يحتشد هذا الجمع في عرس وطني بعنوان "كلنا للوطن"، وهو شعار جسده ابناء هذه الارض بالانتماء الحقيقي وبوعي استثنائي لقيمة الوطن الذي دافعنا عنه في مواجهة العدو الاسرائيلي". أضاف: "اليوم في مدينة صور نرى الابناء من كل الجنوب وكل المناطق والطوائف والانتماءات يلتقون تحت عنوان يعزز ثقتهم بوطنهم لبنان، هذا الوطن الذي اكدنا استقلاله بالدم وزرع أبناؤنا اجسادهم لينبت التحرير وهو الشعار عينه الذي اطلقه راعي هذا المهرجان الرئيس نبيه بري يوم عز النصير وكان الوطن تحت الاحتلال، فصرخ امام الجميع اننا شعب يزرع جسده في الارض من اجل حرية الوطن واستقلاله. هكذا نفهم استقلالنا الحقيقي شعب واع حيوي يمارس الرياضة والمقاومة، هذه المقاومة التي كانت ولا تزال تشكل ضرورة لحماية الوطن الى جانب جيش وطني مقدام حمى الحدود كما حمى سيادة الوطن واستقراره في مواجهة الارهاب التكفيري، وما زلنا نعيش المواجهة عينها، لذا علينا ان نبقى على استعداد لمواجهة كل من يريد ان يمس سيادتنا وكرامتنا واستقلالنا".

وتابع: "كما انتصر لبنان بوحدته الوطنية، أثبت في الاسابيع الاخيرة ان هذه الوحدة حمت استقراره ومسيرته السياسية وحصنت قواه في مواجهة كل التحديات، واستطاع لبنان بالموقف الاستثنائي الذي أجمع عليه كل القادة السياسيين من فخامة رئيس الجمهورية إلى دولة الرئيس نبيه بري الذي بادر منذ اللحظة الاولى للازمة السياسية الاخيرة الى تأكيد الموقف الوطني الموحد الداعي الى حماية المؤسسات والاستقرار وتعزيز قدراتنا الداخلية للحفاظ على المسار السياسي الذي ارتضيناه جميعا. واليوم نجدد القول إننا على المنطق عينه الذي استطعنا فيه تجاوز الأيام الاخيرة وسنواجه المرحلة المقبلة بانفتاح ونقاش حرصا على استقلالنا وسيادتنا وحرية قرارنا والقدر الذي نحمي به علاقاتنا الخارجية مع الدول العربية وكل العالم". وقال: "دفعنا ثمن حرية وطننا وقرارنا وسنبقى نحمي هذا القرار ونحرص على الانطلاق بوطننا نحو بر الامان، وقال الرئيس نبيه بري منذ بدء الحراك السياسي الاخير ان هذا الوطن باستطاعته ان يتجاوز الازمات كما تجاوزنا ازمات اكبر واستطعنا ان ننقل وطننا بوحدة موقفنا من وطن منقسم المؤسسات الى وطن تتوحد مؤسساته تحت راية وطنية واحدة، واليوم ما زلنا نأمل ان تستعيد المؤسسات السياسية عافيتها من جديد ويعود الانتظام الى عمل مجلس الوزراء، وسوف نشارك بفعالية وإيجابية كما في الايام الماضية بجلسات التشاور التي سيدعو اليها فخامة رئيس الجمهورية بدءا من الغد، وسيكون لنا الموقف عينه المؤكد لتضامننا وحرصنا على اعادة العمل بمؤسسات الدولة ولا سيما مجلس الوزراء". وختم: "نتطلع الى مرحلة من العمل الجاد لنحمي الانجازات التي تحققت ونحقق من خلالها مصالح الناس في حياتهم ومعيشتهم لكي نعزز ايمانهم بهذا الوطن. ونصر على ان نحضر المناخات والاجواء الملائمة لانجاز الاستحقاق النيابي في موعده على اساس القانون الجديد ليكون محطة انطلاق نحو حياة سياسية جديدة نجدد معها روح هذا الوطن وروح أم المؤسسات، المجلس النيابي". وختاما وزعت الميداليات والكؤوس والمكافآت المالية على الفائزين من جميع الفئات العمرية.

 

فنيش: تجاوزنا مشروع فتنة جديد أريد للبنانيين الوقوع فيه

الأحد 26 تشرين الثاني 2017 /وطنية - رأى وزير الشباب والرياضة محمد فنيش "أننا نمر بمرحلة تجاوزنا فيها مشروع فتنة جديد أريد للبنانيين أن يقعوا فيه، ولكن حكمة القيادات والموقف القوي والصلب لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ودور دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري والقوى السياسية الواعية، أحبطت هذا المخطط، وتمكنا من أخذ البلد إلى مرحلة فيها الحرص على الاستقرار السياسي، وبالتالي فإن المرحلة المقبلة، هي البحث السياسي من أجل تثبيت هذا الاستقرار، وتجنيب لبنان ما يحاك له من أجل إلحاقه بتداعيات أزمات المنطقة". وشدد فنيش خلال رعايته حملة تشجير في بلدة طيرفلسية الجنوبية، والتي تأتي ضمن مشروع أخضر على الحدود، على "أننا حريصون على استقرار البلد ومصالح اللبنانيين جميعا، ولكن مع حفاظنا بالتأكيد على ثوابتنا المتمثلة بكرامتنا الوطنية وعدم المس بها، كما أثبتنا للعالم أننا قادرون على حماية كرامتنا وسيادتنا من خلال تضامن موقفنا السياسي، ومن خلال الحفاظ أيضا على مصادر القوة التي تردع العدو الإسرائيلي وردعته وأحبطت أخطر مشروع تكفيري إرهابي، الذي شاهدنا بالأمس آثار عملياته الإجرامية في مصر الشقيقة، بما يؤكد أن خيارنا كان صائبا، وتصدينا ومبادرتنا لدفع هذا الخطر الإرهابي عن بلدنا كما عن أشقائنا في سوريا، كانت واجبا وطنيا وإنسانيا أدى في النهاية إلى حماية لبنان، وأن ينعم بهذا الاستقرار، وإلى أن ندفع عنه خطر مشاريع أرادت أن تدفع به إلى الفوضى كما حال العديد من الدول". وأشار إلى أننا "بانتظار جلاء الاتصالات الجارية مع كل انفتاحنا وحرصنا مع ما يخدم المصلحة الوطنية، على أمل أن تستأنف الحكومة نشاطها بعد التريث وبعد احتفاظ رئيس الحكومة باستقالته، لأن هذا يعني أن الحكومة لا تزال قائمة دستوريا"، لافتا إلى أن "هناك بعض المساعي السياسية من أجل أن تعود الحكومة لممارسة نشاطها وتحقيق الانجازات التي حققت الكثير منها وما زال أمامها الكثير أيضا، وهي تستطيع أن تفعل ذلك بما أننا باستطاعتنا أن نعالج مشاكلنا بالتفاهم والحوار".

 

حسن فضل الله: تركيبة لبنان أثبتت أنها عصية على محاولات الاختراق حميد: الحكمة والوعي والإدارة الحكيمة أحبطت المشروعات الفتنوية

الأحد 26 تشرين الثاني 2017 /وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "واحدة من المؤامرات التي حيكت لوطننا من البعض هي لضرب الاستقرار والأمان الداخلي فيه، وهؤلاء لا يريدون أن يكون لبنان هادئا وفيه سلم أهلي وتعايش بين الطوائف وحكومة ودولة ومؤسسات، فحاولوا تخريب الوضع السياسي فيه". وقال خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" لحسن حسين حميد في حسينية بلدة بيت ليف الجنوبية في حضور النائب أيوب حميد: "الهدف من وارء الأزمة التي تعرض لها بلدنا في الأسابيع الماضية هو تخريب لبنان وإحداث فتنة فيه، ولكن من التجربة التي أرستها المقاومة في لبنان، أصبح لدينا ثقافة اسمها ثقافة المقاومة والمواجهة والتحدي عند الشعب والمسؤولين، وعليه خضنا مقاومة سياسية وديبلوماسية صلبة وقوية، فكما أن المقاومة العسكرية المسلحة حمت البلد وحررت الأرض من العدوين الإسرائيلي والتكفيري، استطاعت المقاومة السياسية والديبلوماسية بقيادة رئيس البلاد فخامة الرئيس العماد ميشال عون، وبمؤازرة وتضامن من دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ومن اصطفاف وطني لقوى سياسية أساسية، أن تحرر الإرادة السياسية والقرار السياسي في لبنان، والأكثرية الساحقة قالت للمتآمرين ليس لكم مكان في لبنان ولا يمكن ليدكم أن تمتد لتخرب هذا البلد من جديد، فهذا الزمن الذي كان يتلاعب به بلبنان من العدو الإسرائيلي أو من بعض الدول العربية أو من بعض المنظومات الدولية قد انتهى ولا سيما أنه أصبح لدينا في لبنان إمكانية لمواجهة كل ضغط وتحد". أضاف: "استطعنا أن نحبط مشروعا تخريبيا للبنان بفضل هذه المقاومة السياسية التي قالت للجميع كفى تلاعبا وتدخلا ولا سيما أن هذا البلد الذي كان يعتقد البعض أنه منتزه وساحة وملعب ومحل للتسلية على المستوى السياسي والأخلاقي وغير ذلك، أصبح غير ذلك كليا، فهناك لبنان جديد قد ولد في عصر هذه المقاومة والإرادة السياسية، ونسجل هنا أن لبنان استطاع من خلال هذا التعاون بين كل المخلصين أن يتجاوز هذه المرحلة، ونحن اليوم نستعيد الوضع الطبيعي الذي كنا عليه قبل هذا الاعتداء الذي مورس على سيادتنا وكرامتنا الوطنية، وبالتالي نقول، إنه أصبح هناك في لبنان انتماء وطني، ففي البداية كان لدينا هويات متفرقة، ولكن اليوم وأمام هذه الأزمة، أثبتت غالبية القوى والشعب اللبناني أن لديهم انتماء حقيقيا لبلدهم، فعندما مست الكرامة الوطنية، رأينا أن هناك انتفاضة وطنية حقيقية للدفاع عن هذه الكرامة، وعدنا إلى وضعنا الطبيعي بمعزل عن الاختلافات السياسية، وصحيح أن هناك تباينات في الآراء ووجوهات نظر مختلفة عما يجري في الإقليم، ولكننا نعالج هذه الخلافات في الداخل، ولا نقبل بأن يفرض علينا أحد من الخارج أوامر وإملاءات من أجل أن نحدد مسارنا السياسي، وطبيعة التركيبة الداخلية، وتركيبة النظام الداخلي".

وتابع: "هؤلاء الذين حاولوا الاعتداء على كرامة وسيادة لبنان لا يعرفون التركيبة والطبيعة اللبنانية، ويعتقدون أن الأمور سهلة جدا، ويفكرون أنهم بقرار واحد يمكنهم أن يغيروا كل شيء، ولكن أثبتت هذه التركيبة اللبنانية أنها عصية على محاولات الاختراق والتدمير والتخريب، وهذه واحدة من عناصر القوة اللبنانية، وهذه هي ثقافة المقاومة التي كرسناها في لبنان. عندما تجاوزنا هذه المرحلة لنعود إلى أوضاعنا الطبيعية، لا يعني ذلك أن الاختلافات السياسية قد انتهت، أو أن المواقف المتباينة لا تصدر من هنا وهناك، أو أننا عالجنا كل شيء، فالمهم بالنسبة إلينا أننا أعدنا الأمور إلى تحت سقفنا الوطني وسقف الدستور، وإلى أن يكون القرار داخليا وتكون المعالجات داخلية، ونحن كما قلنا منذ اليوم الأول، إننا قدمنا كل إيجابية، وتعاونا وكنا جزءا أساسيا من دعم المقاربة التي قام بها رئيس البلاد، وقلنا إننا نستطيع أن نحل مشاكلنا في لبنان بأنفسنا، ولكن المهم أن يرفعوا أولئك أيديهم عن بلدنا، لنعود من جديد إلى معالجة أزماتنا بإرادتنا الداخلية".

وشدد على أن "الحكومة معنية بأن تجتمع وتعود إلى العمل ولا سيما أنه لا يوجد لدينا أي مشكلة في الصيغة التي يريدون أن يجدوها للخروج من هذه الأزمة، ولكن هناك أولويات لبنانية ووطنية علينا أن نعود جميعا إليها، وكان لدينا مسار يتقدم على مستوى مالي واقتصادي وإنمائي، والتحضير للانتخابات النيابية، وبالتالي علينا جميعا أن نعود إلى مسارنا الداخلي ولا سيما أن هذه الغيمة قد رحلت عن بلدنا، وهؤلاء الذين دخلوا في هذه المشكلة يحصدون نتاج عملهم، والذين راهنوا من بعض القوى السياسية اللبنانية على ما حصل، قد حصدوا الخيبة والخسران، علما أننا قد قلنا لهم منذ اليوم الأول، لا تراهنوا على سراب، على عطاءات أميرية، فكان ذلك كلاما بكلام، وليس له أي تطبيق على أرض الواقع". وختم فضل الله: "الحدث المفجع الذي حدث في مصر هو برهان جديد على صوابية خيار المقاومة في مشاركتها في القتال ضد هذا الإرهاب منذ عدة سنوات، إذ أن ما حصل في مصر هو أن عددا من المصلين كانوا في مسجد هناك، ودخلت إليهم مجموعة من الإرهابيين وقاموا بقتلهم، وعليه فإننا نسأل من كان يعطي لهذه المعركة عنوانا مذهبيا، ومن كان يقول إن قتالنا في سوريا قد استجلب الإرهاب التكفيري إلى لبنان، فما هو تبريره لما حدث في مصر، وهل إن هؤلاء في مصر قد ذهبوا إلى سوريا وقاتلوا حتى يدخلوا إليهم ويذبحوهم بهذه الطريقة، وبالتالي فإننا إذا ما نظرنا إلى ما يحدث في ليبيا والصومال واليمن وغيرها من دول المنطقة، فإنه يثبت للجميع أن الموضوع ليس مذهبيا، وغير مرتبط بالمشاركة في سوريا، وإنما المعادلة هي أن هؤلاء وحوش مفترسة، وإن لم تقتلهم قتلوك".

حميد

بدوره قال حميد: "مررنا في الأسابيع المنصرمة في لبنان بواقع لم يكن سهلا ولا سيما أنه كان يستهدف الأمن والاستقرار الداخلي، ليشغل الناس تحت شعارات مختلفة، وتستثار العصبيات والمذهبيات بكل الفنون والأساليب، وكان سيؤدي ذلك بكل التضحيات وكل ما قدمه هذا الشعب وكل الانتصارات إلى حيث لا يحمد عقباه، ولكن الحكمة والوعي والإدارة الحكيمة أحبطت هذه المشروعات الفتنوية التي أرادتنا أن نعود إلى الوراء عقودا من الزمن". أضاف: "اليوم نمضي بخطى ثابتة نحو تدوير الزوايا والسعي إلى إزالة كل التباس قد يصيب هذا الطرف أو ذاك، لأننا نؤمن بأن هذا الوطن هو وطن نهائي لنا جميعا، ونحن مسؤولون عن قيامته وحفظ كرامته وسيادته، وهذا من أجل أن نحفظ لهذا الوطن ما حققه من إنجازات وانتصارات وتضحيات وصبر". وختم: "القرارات من جامعة الدول العربية قد ولدت ميتة، وهي للأسف باتت تنطق بالعبرية عوضا عن العربية، أو ينطقون بلغة واحدة مع العدو الصهيوني، كما قال أحد قادة العدو: "إنه ليس بالغريب أن ينطق بعض العرب بالعربية ما ينطقونه هم بالعبرية".