LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october05.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّهُم خَرَجُوا مِنْ بَيْنِنَا، لكِنَّهُم مَا كَانُوا مِنَّا، فلَو كَانُوا مِنَّا، لَكَانُوا ثَبَتُوا مَعَنَا. لكِنَّهُم خَرَجُوا لِيَتَبَيَّنَ أَنَّهُم جَمِيعَهُم لَيسُوا مِنَّا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الحل في لبنان والحل الوحيد هو تحرير البلد من احتلال حزب الله

الياس بجاني/أي مقاربة للوضع اللبناني لا يكون محورها احتلال حزب الله هي ضحك ع الناس

الياس بجاني/لا حل لأي مشكل في لبنان بظل احتلال حزب الله

الياس بجاني/بيانات المطارنة الموارنة الفاترة بالمفهوم الإنجيلي

الياس بجاني/المحتل حزب الله والحكم التابع له والأحزاب المستسلمة يدفعون لبنان إلى الهاوية والدمار

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 04/10/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 4 تشرين الأول 2019

نادي الصحافة: تحميل الاعلام وزر اخطاء السياسيين والمسؤولين إغراق في تلك الأخطاء

نقابة المحررين: للتمييز بين الصحافة والإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي المنفلتة من أي قيود بسبب عدم وجود قانون ينظمها

"أمن الدولة" يلاحق الصرّافين في البقاع!/لوسي بارسخيان/المدن

القطاع النفطي يعلن الإضراب: ماذا سيفعل مصرف لبنان؟/خضر حسان/المدن

معامل الكهرباء بين برّي و"العهد": توتر عالٍ

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

شقير: لن أحضر إلى مكتب المدعي العام المالي

بطرس حرب مثل أمام المدعي العام المالي: وضعت نفسي بتصرفه لمؤازرته في التحقيق

القبض على عميل إسرائيلي جديد داخل لبنان

بعد 20 عاماً على الجريمة... المجلس العدلي يصدر حكمه في ملف اغتيال القضاة الأربعة

هل يعود المشنوق الى بيت الوسط بعد حلمه بالسراي؟

ياسمين بوذياب/الكلمة أونلاين

هذا العهد يريد إخراسنا/نور الهاشم/المدن

بعد فشله في زيارة الأمارات العربية كوزير.. هكذا أنقذ الحريري الياس بو صعب

فخامة الرئيس سيدي الرئيس بين الفاسدين والمُغردين من يجب أن يدخل السجن

4.396 مليارات عجزًا تراكميًا في ميزان المدفوعات

بسبب كتابات تناولت عون.. توقيف مناصرَين من «الإشتراكي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

حقوق الإنسان: 60 قتيلا باحتجاجات العراق

بعد تصاعد المواجهات.. الصدر يدعو لاستقالة الحكومة!

السيستاني يدعو الحكومة العراقية إلى تدارك الأمور «قبل فوات الأوان»

بغداد تستيقظ على مئات القتلى والمصابين في أول أيام حظر التجوال

إيران تغلق حدودها مع العراق... والاحتجاجات تمتد لمعظم المدن الجنوبية

موسكو تستدعي سفير إيران بعد توقيف صحافية روسية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل

تقرير: جونسون يتراجع ويقبل بمبدأ طلب تأجيل «بريكست»

وزير الداخلية البحريني يدعو إلى اليقظة لتهديدات «الدرونز» والصواريخ وقال إن أخطر ما تواجهه بلاده هو التقسيم على أساس طائفي

نتنياهو يسعى لانتخابات داخلية سريعة لقطع الطريق على منافسيه في «الليكود»

رسائل تكشف مقايضة ترمب لرئيس أوكرانيا بلقاء مقابل التحقيق بشأن بايدن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ملامح إنتقام من «القوات»/طوني عيسى/الجمهورية

 لا يُمكن أن يكون «العهد قويّاً» في دولة فاشلة/ريمون شاكر/الجمهورية

وقت المصارحة/مروان اسكندر/النهار

لا لقاء بين عون والأسد إذا لم يكن نجاحه مضموناً/اميل خوري/النهار

مستقبل "العهد" وحاضره بين يديّ نبيه برّي/منير الربيع/المدن

الصحافي ليس جندياً يتلقى الأوامر/يوسف بزي/المدن

حزب الله يلاقي إيران والسعودية وينهي خلاف الحريري وعون/منير الربيع/المدن

العونيون والقواتيون في القاع: ثارات قديمة متجددة/محمد أبي سمرا/المدن

حكاية روحاني وإردوغان بين الأقوال والأفعال/أكرم البني/الشرق الأوسط/04

القلنسوة أم العمامة أم القبعة العسكرية... أيها ستنقذ الملالي/أمير طاهري/الشرق الأوسط

العروبة: من الاستتباب إلى التصدع/رضوان السيد/الشرق الأوسط

العراق... الغضب المؤجل الذي سطع/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

تونس والمتاهة السياسية/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

شيراك... الوجه والقناع/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

«فتح» و«حماس»... القطبية المتراجعة/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: لبنان محب للسلام ولا يعارض الانضمام الى معاهدة أوتاوا لحظر الالغام وهو آمن ويشكل مساحة لانعقاد المؤتمرات العالمية سنويا

الحريري نفى تعليق العمل بمشروع قانون الموازنة: لقائي مع باسيل جيد جدا والعلاقة ليست بحاجة لترميمها

الأحرار: لقرارات شجاعة على صعيد مكافحة الفساد بعيدا عن الشعارات

الراعي في عشاء اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام: ما نراه اليوم تشكيك بوطننا ونظامنا واقتصادنا وماليتنا وبيئتنا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّهُم خَرَجُوا مِنْ بَيْنِنَا، لكِنَّهُم مَا كَانُوا مِنَّا، فلَو كَانُوا مِنَّا، لَكَانُوا ثَبَتُوا مَعَنَا. لكِنَّهُم خَرَجُوا لِيَتَبَيَّنَ أَنَّهُم جَمِيعَهُم لَيسُوا مِنَّا

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى02/من12حتى20/:”يا إِخوَتِي : أَكْتُبُ إِلَيْكُم، أَيُّهَا الأَبْنَاء، لأَنَّ خطايَاكُم غُفِرَتْ لَكُم مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ المَسِيح. أَكْتُبُ إِلَيْكُم، أَيُّهَا الآبَاء، لأَنَّكُم عَرَفْتُمُ الَّذي هُوَ مُنْذُ البَدْء. أَكْتُبُ إِلَيكُم، أَيُّهَا الشُّبَّان، لأَنَّكُم غَلَبْتُمُ الشِّرِّير. كَتَبْتُ إِلَيكُم، أَيُّها الأَبْنَاء، لأَنَّكُم عَرَفْتُمُ الآب. كتَبْتُ إِلَيْكُم، أَيُّهَا الآبَاء، لأَنَّكُم عَرَفْتُمُ الَّذي هُوَ مُنْذُ البَدْء. كَتَبْتُ إِلَيكُم، أَيُّهَا الشُّبَّان، لأَنَّكُم أَقْوِيَاء، ولأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ ثَابِتَةٌ فِيكُم، وقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّير. لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا مَا في العَالَم. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُحِبُّ العَالَم، فلا تَكُونُ فِيهِ مَحَبَّةُ الآب؛ لأَنَّ كُلَّ مَا في العَالَمِ مِن شَهْوَةِ الجَسَد، وشَهْوَةِ العَين، وكِبْرِياءِ الغِنَى، لَيْسَ هُوَ مِنَ الآبِ بَلْ هُوَ مِنَ العَالَم. فإِنَّ العَالَمَ وشَهْوَتَهُ يَزُولان، أَمَّا مَنْ يَعْمَلُ بِمَشِيئَةِ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلى الأَبَد. أَيُّهَا الأَبْنَاء، إِنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَة. لقَدْ سَمِعْتُم أَنَّ مَسِيحًا دَجَّالاً سَيَأْتِي، وقَدْ أَتَى الآنَ مُسَحَاءُ دَجَّالُونَ كَثِيرُون، فَمِنْ هذَا نَعْرِفُ أَنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَة. إِنَّهُم خَرَجُوا مِنْ بَيْنِنَا، لكِنَّهُم مَا كَانُوا مِنَّا، فلَو كَانُوا مِنَّا، لَكَانُوا ثَبَتُوا مَعَنَا. لكِنَّهُم خَرَجُوا لِيَتَبَيَّنَ أَنَّهُم جَمِيعَهُم لَيسُوا مِنَّا. أَمَّا أَنْتُم فَلَكُم مَسْحَةٌ مِنَ القُدُّوس، وجَمِيعُكُم تَعْرِفُون ذلِكَ.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الحل في لبنان والحل الوحيد هو تحرير البلد من احتلال حزب الله

الياس بجاني/04 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79125/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%ad%d9%8a%d8%af/

لا تغيير الحكومة واستبدال الوزراء فيها بغيرهم.

ولا إقرار الموازنة مهما زينت وجملت نظرياً وفخخت عملياً وواقعاً لإفقار الناس أكثر وإسقاط الدولة.

ولا تعاظم الوعود والعهود ومعها زجليات وعنتريات العهد القوي وما يقال ويشاع عن نواياه الطيبة.

ولا تبادل الاتهامات بين جماعة الصفقة الخطيئة، أو بينهم وبين غيرهم من السياسيين والإعلاميين أكانوا طرواديين أو ملجميين أو وطنيين.

ولا تهديدات جماعات نفاق التحرير والممانعة والمقاومة والهروب إلى الأمام وإلهاء الناس بملفات يقولون أنها لعملاء لإسرائيل، في حين العمالة والعملاء هم في مكان آخر ومتفلتين من كل حساب ومحاسبة.

ولا مؤتمر وترياق سيدر الفرنسي ومليارته ال 11.

ولا جولات الحريري العربية والدولية التي للأسف تُظهر دوره الجديد الذي هو مبعوث فوق العادة لحزب الله.

 ولا تهديدات أهل الحكم من كبيرهم لصغيرهم وما يرافقها من تخويف واعتقالات للصحافيين والصرافين والمغردين من المواطنين المشحرين والضايعين.

وبالتأكيد أيضاً لا جولات جبران باسيل على المغتربين الرئاسية النوى والهوى والمفضوحة بأهدافها الشخصية والفاشلة سلفاً.

ولا إقالة الحاكم رياض سلامة واستبداله بآخر من جماعة الحكم القوي أو من المحسوبين على الإستاذ نبيه أو حتى من التابعين 100% لحزب الملالي.

ولا تغريدات البيك وليد الإنشائية والساخرة المفرغة من أي عمل جدي.

ولا استمرار البيك منتظراً على ضفاف الأنهر ومسايراته لحزب الله واللعب على النقاط والحبال.

ولا خبث المشنوق وحلمه بكرسي السرايا المزمن ولا تسريبه الغبي التقارير عن غراميات الحريري وكرمه على عارضة أزياء.

ولا مؤتمرات سامي الجميل الرمادية والكلامية التي تحاكي الأعراض وتتجاهل المرض.

ولا تذاكي وباطنية وحربقات وفذلكات ومناورات وأوهام سمير جعجع الرئاسية المعربط بالصفقة الخطيئة ومش مسترجي يفل من الحكومة.

ولا هرطقات وزير الدفاع أبوصعب وتصريحاته المتناقضة.

ولا أي شيء أخر كبير أو صغير سيعيد للبنان سيادته واستقلاله وكرامته وقراره الحر.

وعلى الأكيد لا أحد من الخارج، لا أميركا ولا السعودية ولا غيرهما سيتبرعون ويهبون لتحريرنا وتخليص بلدنا مما نحن غارقين فيه.

الحل الوحيد فقط، والذي من بعده يبدأ العمل الصعب والمضني على حل كل مشاكل لبنان واللبنانيين هو تحرير البلد من احتلال حزب الله.

ولإنجاز التحرير هذا علينا أولاً أن نحرر أنفسنا من الخوف واليأس والاستسلام، ومن سرطانيات السياسيين، ومن نفاق واسخريوتية أصحاب شركات الأحزاب، ومن الغرائزية والأطماع، ونجاهر بالحق والحقيقة ونقول لا سلمية وحضارية وشجاعة ومدوية لحزب الله، ولكل من هو في خدمة مشروعه في أي موقع كان.

يبقى أن تحرير لبنان من احتلال حزب الله الذي يسيطر حالياً على القرار والمؤسسات والحكم والحكام والسياسيين والأحزاب والخلاص من شروره السرطانية هو عمل نضالي مكلف وطويل الأمد، ولذلك مطلوب من كل اللبنانيين السياديين والكيانيين والشرفاء، وكل على قدر وزناته وإمكانياته وموقعه القيام بواجبه وبدوره بتحضر ووعي وبسلمية تامة.

أول خطوة في سياق التحرير والتحرر هي إرسال كل أداوت الحزب من سياسيين وأصحاب شركات أحزاب ومسؤولين وإعلاميين إلى بيوتهم والإتيان بطبقة سياسية شريفة ووطنية بديلة تخاف الله ويوم حسابه الأخير.

هذا عمل بإمكان كل مواطن أن يلتزم به وينفذه دون صعوبة وذلك برذلهم والابتعاد عنهم وعدم السير ورائهم وتركهم كلياً. وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

أي مقاربة للوضع اللبناني لا يكون محورها احتلال حزب الله هي ضحك ع الناس

الياس بجاني/03 تشرين الأول/2019

كل اطلالة اعلامية لأي صاحب شركة حزب تجارية أو سياسي لا تركز على احتلال حزب الله وعلى سرطانه هي أطلالة ذمية ونفاقية وضحك على الناس.

 

لا حل لأي مشكل في لبنان بظل احتلال حزب الله

الياس بجاني/03 تشرين الأول/2019

لا حل لأي مشكل اجتماعي واقتصادي وقانوني وسلطوي وسياسي بظل احتلال حزب الله للبنان الحلول كلها تبدأ بالخلاص من الاحتلال وليس قبل ذلك.

 

بيانات المطارنة الموارنة الفاترة بالمفهوم الإنجيلي

الياس بجاني/02 تشرين الأول/2019

من المحزن بأن بيانات المطارنة الموارنة أمست انشائية وفاترة ومنسلخة عن واقع الناس المعيشي التعتير وفيها الكثير من الرمادية والذمية.

 

المحتل حزب الله والحكم التابع له والأحزاب المستسلمة يدفعون لبنان إلى الهاوية والدمار

الياس بجاني/02 تشرين الأول/2019

قومو تا نهني العهد القوي وربع المقاومة فبفضل جهودهم التحريرية التعتير تم تصنيف جواز السفر اللبناني ضمن المراكز ال10 الأخيرة عالميا.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 04/10/2019

وطنية/الجمعة 04 تشرين الأول 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

بالرغم من الدماء ودعوات المرجعيات لإخلاء الساحات، واضب العراقيون على رفد حراكهم بتصعيد المواجهات ورفع سقوف مطالبهم الى حد المطالبة برحيل حكومة عبد المهدي.

ورغم اتهام طهران كلا من واشنطن وتل أبيب بالوقوف وراء تحريك الشارع العراقي دعا المرجع السيستاني للاستجابة لمطالب المحتجين فيما لاقى مقتدى الصدر المتظاهرين بمقاطعة البرلمان الى أن تبدي الحكومة العراقية جدية بمحاربة الفساد.

في لبنان انفراج سياسي قابله تأزم قضائي.

فقد حسم اللقاء بين الرئيس الحريري والوزير باسيل ما كان أثير أخيرا حول توتر في العلاقة بين الطرفين وما كتب عن هجمة داخلية وخارجية على الحكومة ورئيسها أسماها رئيس الحكومة (هجمة غير طبيعية على البلد) واصفا في الوقت نفسه لقاءه بباسيل بالجيد جدا.

أما قضائيا فبرز رفض كل من وزيري الاتصالات الحالي محمد شقير والسابق جمال الجراح الحضور أمام المدعي العام المالي في إطار التحقيق في ملف الاتصالات لاعتبارهما ان القضية سياسية وليست قانونية، في وقت حضر أمام القاضي علي ابراهيم وزير الاتصالات الاسبق بطرس حرب.

البداية تبقى من العراق حيث الشارع ملتهب لا يستكين رغم تعهدات رئيس الوزراء وحصيلة قتلى التظاهرات حتى الآن 46.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

لم يعد ينطلي على الناس الخلط بين نوعية العلاقات بين أهل الحكم وبين ما يتسبب به هؤلاء من أزمات كارثية أوصلت الوطن الى الحضيض. فعلى سبيل المثال لا الحصر، إن اعتبار رئيس الحكومة أن لا مشكلة لديه مع رئيس الجمهورية، واستقباله الوزير جبران باسيل بعد حرد، لا يعني أن أزمة السيولة انحلت ولا الموازنة خرجت من عنق الزجاجة، وطبعا لم تتحقق الاصلاحات. نقول هذا، لأنه يتبين بالوجه الشرعي أن اتفاق المجموعة الحاكمة، وأيام العسل القصيرة التي جمعت عرسانها لم ينتجا حلولا للأزمات التي نتخبط فيها، فيما تفاقم الخلافات الدائمة الأزمات والكوارث، وقد قطع لبنان شوطا نحو الهاوية قد لا يخرج منه بسهولة في المدى المنظور.

نقول هذا لا لتيئيس الناس بل لحض القيادات على الكف عن الإيحاء للبنانيين بأننا نحتاج الصمود أياما أو اشهرا وتنتهي الأزمة ونعود الى ازدهار سبعينيات القرن الماضي.

لا يا سادة، الأزمة أعمق واصعب فيما الحكومة حتى الساعة لم تنجح في حل مشاكل جانبية شديدة البساطة، فتعميم مصرف لبنان لتنظيم استيراد المحروقات لم يطبق، والمحطات والمستوردون يتجهون الى الاضراب الإثنين.

توازيا علا صراخ الأفران والمطاحن التي تواجه نفس مشكلة قطاع المحروقات، مهددة بالتوقف لاقتراب مخزوناتها الاستراتيجية من الخطوط الحمر. تزامنا، ايدت الهيئات الاقتصادية قرار جمعية التجار التوقف عن العمل ساعة واحدة الخميس المقبل احتجاجا على الضرائب التي تستهدف قطاعاتهم في موازنة 2020 وهذا مؤشر على أن موجة الغاضبين الخائفين الى توسع.

في المقلب السياسي- القضائي، رفض وزيرا الاتصالات، السابق والحالي، جمال الجراح ومحمد شقير، الحضور الى مكتب المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، ترافق موقفاهما مع هجمات عنيفة شناها على من يستهدفهما وطالبا بجلسات علنية لكشف المستور.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

أعادت المرجعية الدينية العليا المتمثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني رسم خارطة طريق قديمة جديدة تأخذ بيد العراق والعراقيين إلى ما فيه خيرهم ومصلحة بلدهم في ظل الاوضاع المتوترة والعنف والعنف المضاد الحاصلين خلال الحركة الاحتجاجية في الشارع.

المرجعية أنعشت ذاكرة السلطات العراقية باقتراح كان مكتبها قد تقدم به قبل أربعة أعوام في عز الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح آنذاك ورأت أن الأخذ به الآن ربما يكون مدخلا مناسبا لتجاوز المحنة وهو يقوم على تشكيل لجنة من عدد من الأسماء المعروفة بالكفاءة والنزاهة في الاختصاصات ذات العلاقة من خارج قوى السلطة وتكليفها بتحديد الخطوات المطلوبة لمكافحة الفساد وتحقيق الإصلاح على أن يسمح لأعضائها بالإطلاع على الاوضاع بصورة دقيقة وبالإجتماع مع الفعاليات المؤثرة في البلد وفي مقدمتهم ممثلو المتظاهرين في مختلف المحافظات وإذا ما أتمت عملها وحددت الخطوات المطلوبة يتم العمل على تفعيلها من خلال المسارات القانونية ولو بالاستعانة بالدعم المرجعي والشعبي.

في لبنان تابعت لجنة الاصلاحات اجتماعاتها اليوم ونفى الرئيس سعد الحريري أن يكون قد تم تعليق العمل بمشروع قانون موازنة2020 بانتظار الاتفاق على الاصلاحات اللازمة، ورأى أن هناك هجمة غير طبيعية على البلاد وقال: نحن نعمل لإيجاد الحلول

وفي دردشة مع الاعلاميين شدد الحريري على لتركيز على الإصلاحات لتضمينها في الموازنة لافتا إلى أنه من الأفضل وقف الحديث السلبي والتعاطي مع الواقع كما هو.

بعيدا من الإعلام وعن الإعلان لقاء جمع رئيس الحكومة بوزير الخارجية جبران باسيل في بيت الوسط وسط تأكيد من الحريري على أن العلاقة جيدة ولم يحصل شيء مع باسيل للقول إنه تم ترميم هذه العلاقة، فيما كانت ردود الفعل على تحميل الجسم الإعلامي مسؤولية ما يحصل على وسائل التواصل الإجتماعي من إشاعة مناخات لا تخدم الصالح العام تلقى المزيد من ردود الفعل الرافضة.

هذا في وقت كانت فيه قضية استدعاء وزراء الاتصالات الحالي محمد شقير والسابقين جمال الجراح وبطرس حرب إلى النيابة العامة المالية تتفاعل وفي هذا الإطار لبى حرب الدعوة لتوضيح ما جرى ويجري في وزارة الاتصالات إيمانا منه باستقلالية القضاء بحسب قوله، فيما أعلن شقير أنه والجراح لن يذهبا إلى مكتب المدعي العام المالي لا لشرب القهوة ولا لشرب الشاي مبديا الاستعداد لاستضافة القاضي علي إبراهيم إذا ما رغب في ذلك.

معيشيا كرت سبحة الإضرابات بعد الالتباس الذي حصل في تطبيق تعميم المصرف المركزي بالنسبة لتسديد المستحقات المتوجبة على قطاعي النفط والقمح بالدولار.

نقابة أصحاب المحطات وموزعي المحروقات أعلنت البدء بإضراب مفتوح الاثنين المقبل إذا لم يحصل أي تطور إيجابي في هذا الشأن فيما لوح اتحاد نقابات المخابز والأفران بالتوقف عن العمل قسرا بعد الدعوة إلى انعقاد جمعيته العمومية في وقت قريب.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

على ضفاف الازمة لا زالت مقترحات الحلول، وان كانت المساعي مكثفة وجدية، ويؤمل الا تطول.. فعامل الوقت ليس لصالح أحد، بل مصلت على السياسيين وواقع المواطنين على حد سواء.

وفي وقائع البحث ان مشاورات سياسية تزامن تلك التي تجريها اللجنة الوزارية لإصلاحات الموازنة، علها تكون رافدا مساعدا لانجاز شيء ما..

لكن المقروء من مكتوب اليوم، يجعل العنوان منسلخا عن واقع الحال، فعلى باب القاعة التي كانت تجتمع فيها اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري اعلن وزيران متناوبان على الاتصالات تمردهما على المساءلة النيابية والقضائية، ومن السراي الحكومي..الوزيران جمال الجراح ومحمد شقير الوصيان بالتتابع على أكبر خزائن الدولة وايراداتها اي الخلوي واوجيرو، فهل هكذا يكون النقاش في الاصلاح؟ وهل هكذا ستعالج الازمة الاقتصادية، وستقفل ابواب الهدر وقنوات الفساد؟ فعن اية دولة يتحدثون وقد اهانوها بالشكل والتغريدات والمضمون؟

في القنوات السياسية لقاء في بيت الوسط بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، وصفته مصادر بالممتاز، وقالت اخرى للمنار انه خصص للبحث في إصلاحات موازنة 2020، لا سيما الكهرباء وقانون المناقصات، من دون ان يغيب عن اللقاء، المستجد في العلاقة بين التيارين سياسيا ووزاريا.

في المستجدات العراقية علا صوت المرجعية فوق كل الضجيج، بدعوة جميع الاطراف الى التعقل ونبذ العنف والعنف المضاد، مع دعوة الحكومة للمضي في مسار الزامي للاصلاح ومكافحة الفساد، ومجلس النواب لتحمل مسؤولياته.. موقف العقل هذا وضع الجميع امام مسؤولياتهم الوطنية، واسمع صرخة الشارع من دون شوائب استغلالها ممن ركبوا الموجة مهددين الاستقرار، وباتت الانظار موجهة تحت قبة البرلمان حيث علت المواقف معلنة تجميد عضويتها في البرلمان، ومطالبة الحكومة بحلول جذرية وسريعة.

مواقف على حدتها تبقى ضمن المحتوى السياسي الذي يسحب الازمة من الشارع ويبعدها عن خطر الانزلاق..

أما الشارع الفلسطيني ففي غير مسار، يقدم شهداءه على طريق العودة، ناشدا المصالحة بين سياسييه وهو المحاصر والمجوع من كل اتجاه، ففي جمعة اليوم شهيد وأكثر من خمسين جريحا برصاص الاحتلال على طريق العودة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

في حمأة الأزمة المعيشية والإقتصادية والمالية ، وفي ظل معاناة الناس من شح الدولار والكباش الحاصل بين شركات المحروقات والمصارف ومصرف لبنان، وفي ظل احتمال تمدد الأزمة إلى الأفران، وفي ظل التململ لدى الصيارفة، إنفجر لغم في العلاقة بين بعض أطراف الحكومة والقضاء، ليخفي وراءه صراعا أبعد من العدلية، ليكون بين قصر بعبدا والسراي .

ماذا في طبيعة اللغم ؟

النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم، إستدعى آخر ثلاثة وزراء اتصال، بينهم الوزير الحالي، للمثول امامه ... رد الوزيرين الأخيرين، الوزير الحالي محمد شقير والسابق جمال الجراح، جاء عنيفا جدا ... الوزير شقير قال : " اذا اراد لقاء وزير في ملف ما، فهذا امر لا يحصل "a la carte" بشكل انتقائي بين الوزراء.

هذا الملف يجب ان يفتح منذ العام 1992، وليس من الشباك، بل من الباب العريض، فلا يتذاكى ولا يهول علينا احد " ... وما لم يقله شقير قاله الجراح، مدخلا الرئيس نبيه بري إلى حلبة الكبا ، فقال : " طلبني القاضي إبراهيم حين كنت نائبا واستشرت رئيس مجلس النواب نبيه بري وقال لي "لا تذهب"... أما الوزير بطرس حرب الذي كان قبل الجراح وجاء بعد الوزير نقولا صحناوي، فقد لبى دعوة القاضي ابراهيم وأصدر بيانا ألقى فيه المخالفات على صحناوي قائلا : " في عهد الوزير نقولا صحناوي تم نقل المصاريف التشغيلية التي كانت على عاتق الشركتين إلى عاتق وزارة الاتصالات، ما سمح للوزير المختص بفرض توظيف مئات الموظفين والمحاسيب في هذه الشركات، وتقرير حجم هذه المصاريف ونوعها وهدفها، ما تسبب بانفلات الأمور وإخضاعها للاعتبارات السياسية والحزبية ... "

إلى اين سيصل هذا الملف ؟ إذا توقف هنا، فكيف سيتم تحريك سائر الملفات، وإذا تحرك، فما هو موقف الرئيس الحريري خصوصا ان الوزيرين الجراح وشقير محسوبان عليه ...

في المحصلة، دولار، ليرة، محروقات، محطات، صهاريج، شركات استيراد، متاجر، أسواق، خلوي، بطاقات ... تتعدد الملفات والمطلوب واحد: الحكومة مطالبة بالشفافية والجرأة في مكاشفة الرأي العام بحقيقة الأوضاع ... لا على طريقة: " إسمع تفرح، جرب تحزن"... الاسبوع المقبل أسبوع مفصلي، فهو الأخير قبل حلول الموعد الدستوري لأحالة مشروع قانون الموازنة للعام 2020إلى مجلس النواب، فهل من معجزة في هذا المجال ؟

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير إلى توقيف مناصرين للحزب التقدمي الإشتراكي على خلفية كتابات على مواقع التواصل الإجتماعي تمس رئيس الجمهورية والوضع النقدي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

في تعاون تشريعي نادر بين القوات وحزب الله أعدت صياغة مشروع قانون في لجنة الإدارة والعدل التي يرأسها النائب جورج عدوان، والاقتراح المقدم من النائب حسن فضل الله كانت غايته إسقاط الحصانة عن وزراء يتمردون على القضاء وعن مديرين عاميين وموظفين يحميهم وزراؤهم حتى لا تتكرر سابقة عبد المنعم يوسف، ولاحقا أصحاب معالي شيدوا حولهم سياجا شائكا يمنع القضاء من مجرد توجيه السؤال إليهم.

اليوم اختبر البلد أهمية تشريع كهذا يعيد الوزير إلى حجمه كموظف يخضع للمحاسبة والمساءلة وليس فوق رأسه خيمة.. فلا تحرسه خرزة زرقا ولا تحصنه برتقالة لكن والى تاريخ إقرار هذا المشروع في الهيئة العامة فإن لكل وزير ربا سياسيا يحميه وعملا بمبدأ الحصانات، أعلن كل من وزير الاتصالات الحالي محمد شقير أنه خارج الخدمة فيما قال خلفه جمال الجراح إنه كان يتعاون لكن الأمور اليوم تغيرت وبين "ما اشربش الشاي" للوزير الحالي و"لسه فاكر كان زمان" للوزير السابق انتهت القضية على تمرد وزيرين وعدم امتثالهما للقضاء، في وقت سجل الوزير الثالث بطرس حرب تعاونا يحسب له فحضر جلسة استماع لدى المدعي العام المالي وخرج من الجلسة كاملا حيث لم تبد عليه علامات فقدان الذات السياسية.

وفي مضمون الاستماع فإن استدعاء الوزراء يأتي على خلفية سؤال قدمه النائب جهاد الصمد كما يؤكد للجديد رئيس لجنة الاتصالات النائب حسين الحاج حسن مؤكدا أن لا استهدف سياسيا لأي جهة واضعا الاستدعاء في إطاره الإصلاحي وتعطي هذه السيرة عينة عن بلد يقارب ملف الإصلاح من زاوية سياسية.. فالعهد يتحفظ عن وزرائه ونأى بهم عن المساءلة كالوزير نقولا الصحناوي، والمستقبل يرى نفسه مستهدفا بالذات ويمتنع عن الحضور وعلى هذه الحال فإن النصف الثاني من عمر العهد لن يجد سوى الإعلام لتحميله المسؤوليات ولن يعثر على موظف واحد فاسد ولا على وزير ارتكب حماقة وصفاقة وكبد الدولة خسارة في قطاع الاتصالات وغيره من القطاعات وهذا العراق بلد حي أمامنا.

ملامح فساده توأم لبنان لكن رئيس حكومته عادل عبد المهدي اعترف بالأزمة وتفهم غضب الناس وبدأ بوضع مسار للمعالجة عبر توقيف ألف موظف فاسد عن العمل في الإدارات الرسمية طرد ألف موظف في العراق وإحالتهم الى المحاكمة بشبهة الفساد .

فيما يجري الاعلان في لبنان عن خمسة آلاف موظف عثر عليهم تنفعية انتخابية ودسوا في الإدارات على زمن الانتخابات النيابية وسرعان ما ارتفع الرقم الى عشرة وبعضهم قدره بعشرين الفا، وحدها وزيرة التنمية الإدارية مي شدياق التزمت حدود القانون وأوقفت بضعة موظفين في وزارتها عن العمل فيما لم تستجب بقية الادارات وظل الموظفون بالرشوة الانتخابية عالة على المؤسسات من وظفهم لا يجرؤ على الاعترف.. وهم باقون على قلب الموازنة وفي متنها اما القضاء "فما باليد حيلة" يقف عاجزا عن استدعاء وزير أو سؤال موظف أو غفير.

* مقدمة نشرة "تلفزيون او تي في"

ماذا يريد اللبنانيون من دولتهم ؟

سؤال تختلف حوله الاجوبة، لتتحد عند مطالب حياتية ملحة تنتظر الحلول المرجوة ...

حلول يضغط يوميا رأس البلاد باتجاهها، فيما يشد اخرون باتجاه إجهاضها خوفا من اْن يسجل لميشال عون انتصار جديد في سجل الانجازات ...

ولذلك، ينقسم المشهد بين من يكد لرفع البلاد ومن يئد لإبقائها في القعر، علما ان اليد ممدودة والكلام واضح: المرحلة اليوم لتجاوز الخلافات والتعالي على الجراح، فيتحقق التضامن الحكومي الكفيل وحده بتحقيق الكثير .

وعلى هذه القاعدة اتى لقاء بيت الوسط بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية والذي وصفته مصادر مطلعة عبر الـ otv بالممتاز ليؤكد مرة جديدة ان لا مشكلة بين الطرفين وقد تخلل اللقاء تنسيق عادي بملفات عدة.

لقاء باسيل - الحريري يأتي في طليعة سلسلة من الاتصالات ‏ يجريها رئيس "تكتل لبنان القوي" لتزخيم العمل الحكومي‏ بهدف إنجاز موازنة العام 2020 على الأسس الإصلاحية المطلوبة و‏وضع خطة الكهرباء موضع التنفيذ علما ان باسيل، ووفق المصادر نفسها،‏بادر منذ عودته من جولته الأمريكية والأوروبية إلى التواصل مع اكثر من طرف وعقد اجتماعات عدة و‏يستكمل مشاوراته لتشمل جميع مكونات الحكومة. مع الاشارة الى ان رئيس الحكومة وفي دردشة مع الصحافيين وردا على سؤال حول ترميم العلاقة مع باسيل قال: "أصلا لم يحصل شيء لهذه العلاقة لكي يتم ترميمها ".

على خط اخر وبعد موجة شح الدولار، وعلى وقع تصعيد مرتقب في قطاعي المحروقات والقمح، وتوتر على جبهة الصيارفة إثر تدخل اجهزة الدولة لوضع حد لحال التفلت القائمة في البيع والشراء، اتجهت الانظار اليوم الى مكان آخر وبالتحديد الى مخالفات الخلوي التي يتولى المدعي المالي القاضي علي ابراهيم التحقيق فيها، وهو للغاية استدعى وزير الاتصالات محمد شقير وسلفيه جمال الجراح وبطرس حرب للاستماع اليهم. هذا الاستدعاء استتبع بجملة ردود معترضة. فالوزير الحالي اعلن انه لن يحضر إلى مكتب المدعي العام المالي لا لشرب قهوة ولا الشاي، كذلك هو الامر مع سلفه المتربع اليوم على كرسي الاعلام والذي استند افي التبرير الى القانون الذي يرعى العلاقة بين الوزراء والقضاء.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 4 تشرين الأول 2019

الجمعة 04 تشرين الأول 2019

  النهار

رد حاكم مصرف لبنان ضاحكا على ما كتبه النائب السابق نجاح واكيم على حسابه على "تويتر" بأنه يعمل لدى المخابرات الاميركية قائلا: ليست موجودة على سيرتي الذاتية!

لوحظ أن تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في ذكرى محاولة اغتيال النائب مروان حمادة، اتسمت بالوجدانية والصداقة القديمة وحملت إشارات سياسية عنوانها الصمود ما يؤكد صعوبة المرحلة المقبلة.

بدأت وزارة الداخلية تتشدد في اصدار رخص جديدة للعازل لأشعة الشمس للسيارات بعد انتهاء مدة الصلاحية المحددة في آخر ايلول الماضي رغم ضغط الطلبات عليها.

الجمهورية

إتصل أحد المراجع بجهة قضائية طالباً التشدد إلى أقصى الحدود مع مَن يحاول التلاعب بالنقد الوطني.

توقع مرجع كبير أن يُشكل مصير بعض الصناديق المالية مادة خلافية تزيد من التجاذب السياسي الحاد.

لفت بعض الوزراء الى أن سرعة النقاش في إستحقاق حسّاس والبتّ به سببهما غياب أحد الوزراء الذي كان في الإستحقاق السابق يضيف مواد خلافية عليه.

اللواء

يتخوف مانحون من عدم جدية إجراءات تتخذ في ضوء مراسيم تصدر خلافاً لمضمون متطلبات سيدر!

تكاد علاقة مرجع مسؤول مع رئيس حزب مسيحي، تدخل في المجهول، لولا أخطاء متمادية لتيار حاكم!

يُعقد في عاصمة قريبة إجتماع مصرفي - مالي للتنسيق في استحقاقات، بعضها يتعلق بلبنان.

البناء

قالت مصادر إعلامية إنّ ردّ وزير سابق على فرضية وقوفه وراء تسريب إعلامي مسيء لرئيس الحكومة لا مبرّر له لأنّ المتهم الحقيقي هو رئيس حكومة سابق ولأنّ مضمون الردّ كان لاستغلال التوضيح من أجل منح الإساءة المتضمّنة في التسريب المذكور معان وردت في التوضيح ولم تكن في التسريب.

توقفت مصادر أوروبية أمام تفاوت اللهجة الروسية نحو الدور الأميركي في سورية عن سائر الملفات حيث تبدو موسكو مستعدة لتشجيع الأميركيين على خطوات في منتصف الطريق في ملفات العلاقة مع إيران والحرب في أوكرانيا والعلاقة مع كوريا الشمالية لكنها لا تكف عن تذكير الأميركيين بدورهم السلبي في سورية وضرورة انسحاب قواتهم التي تصفها البيانات الروسية بغير الشرعية.

نداء الوطن

استغرب مرجع دستوري إثارة موضوع الحريات من باب ملاحقة الشائعات التي تتحدث عن الأزمة الاقتصادية، في وقت يُسمح فيه لمنابر معيّنة بنقل كلام عن مرجعية رئاسية تؤكد جدية وخطورة هذه الأزمة.

قال أحد الوزراء الجدد في مجلس عام: لا أتمنى أن تفرط الحكومة فأنا لم أكمل السنة في حياتي الوزارية بعد.

توافق نائبان من تكتلين مختلفين في السياسة على توصيف الوضع الراهن في البلد بعبارة: "فالج ما تعالج".

 

نادي الصحافة: تحميل الاعلام وزر اخطاء السياسيين والمسؤولين إغراق في تلك الأخطاء

وطنية - الجمعة 04 تشرين الأول 2019

صدر عن نادي الصحافة البيان التالي:"وسط الأزمات المالية والاقتصادية والتوترات السياسية، حاولت جهات تحميل المسؤولية للاعلام والإعلاميين. إن نادي الصحافة وإزاء ما تقدم يؤكد أن تحميل الاعلام وزر اخطاء السياسيين والمسؤولين هو إغراق في تلك الأخطاء، فالإعلام مرآة الأحوال، علما انه يلتزم غالبا الرقابة الذاتية ويتحفظ في الكشف عن الكثير من الامور، حرصا على الوحدة الوطنية وعلى المصلحة العامة وتمسكا بالحد الادنى من المناقبية واحتراما للمقامات". وشدد النادي على أن "لا شيء ينقذ لبنان الا الحقيقة، وما نتوقعه من اهل الحكم والحكومة هو البحث الجدي عن أسباب الازمات المتراكمة والانصراف الى معالجة تلك الاسباب لا الى محاولة احتواء التداعيات وجعل الصحافة والاعلام في موقع الاتهام والشبهة".

 

نقابة المحررين: للتمييز بين الصحافة والإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي المنفلتة من أي قيود بسبب عدم وجود قانون ينظمها

وطنية - الجمعة 04 تشرين الأول 2019

صدر عن نقابة محرري الصحافة اللبنانية البيان التالي:

"إن نقابة محرري الصحافة أعلنت مرارا، وتعلن دائما تقديسها للحريات الصحافية والاعلامية، والحريات العامة، وهي دائما تدعو إلى توظيف هذه الحريات التي يكفلها الدستور اللبناني وترعاها القوانين ذات الصلة في خدمة لبنان وسلامه واستقراره على كل المستويات عبر الصحافة والإعلام، من دون المساس بحريتهما في الإضاءة على المشكلات التي تعصف بوطننا، وإبداء الرأي فيها بكل جرأة وشفافية وقول الحقائق المرتكزة الى معلومات موثقة وموثوقة تجنبا لاتهامات مجافية لدورهما الطليعي، وحرصا على عدم إسناد اتهامات لا يد لهذا القطاع وللعاملين به فيها، خصوصا اذا كان هذا الدور لا ينسجم مع طبيعة الرسالة التي يؤديها.

لا ذنب للإعلام المكتوب والمرئي والمسموع والإلكتروني اذا كانت وسائل التواصل الإجتماعي، أو بعضها على الأقل يسهم في إشاعة مناخات لا تخدم الصالح العام، في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان.

واذا كانت لهذا الإعلام مرجعياته القانونية والنقابية، فإن الثغرة الكبيرة تكمن في عدم وضع الدولة تشريعات خاصة بوسائل التواصل، تحدد الضوابط وتحول دون تحولها إلى أداة سلبية، قد تكون إنعكاساتها مضرة جدا بحق الوطن والمواطن.

إن نظرية المواطن - الصحافي يساء إستخدامها، وأن هذا النمط من الإعلام لا يمكن إدراجه في خانة المهنة، ولا يمكن أن يكون صاحبه مشمولا بالحماية النقابية والمهنية، لأنه يتعارض مع التوصيف الوظيفي للصحافة والصحافي والأخير، سواء عمل أو يعمل في الصحافة المكتوبة، المرئية، المسموعة والإلكترونية، إنما ينطلق من توصيف واضح، وهو أن جميع العاملين في هذه القطاعات الإعلامية هم صحافيون، يجب التعاطي معهم على هذا الأساس. وما يقتضي الإسراع بتحويل مشروع قانون تعديل أحكام في قانون المطبوعات تتصل بقانون إنشاء نقابة المحررين الذي يجيز انتساب العاملين في هذه الوسائل إلى نقابة المحررين، الى المجلس النيابي، وذلك بغرض توفير مظلة قانونية لهم ومرجعية يلوذون بها، بحيث يسهل التعامل معهم ومواكبة أدائهم.

وبمعنى أوضح يجب أن يكون القانون هو الراعي لهم، والهادي الذي يرشدهم إلى الخيارات الصحيحة. أي ان المنطق العلمي يقول أنه يجب النظر الى أن الإعلام بقطاعاته المعروفة، هو طاقة يجب إعتبارها قوة للوطن، ومظهرا رئيسا من مظاهر حياته الديموقراطية، ولا يجوز - في حال مغالاة بعضه أو مخالفته للقوانين - تحميله وزر الأزمات المتناسلة التي تتوالى على لبنان، وكأن الطبقة السياسية معفاة من مسؤوليتها عن الواقع القائم، والبالغ التردي.

إن نقابة المحررين، وتعليقا على النقاشات الجارية حول مسؤولية الصحافة والإعلام في الأزمة الضاغطة تلفت إلى ما يلي:

- من الإجحاف أن تلقى على القطاع الصحافي والإعلامي إتهامات تصوره وكأنه المتسبب الرئيس بالحال التي بلغتها البلاد.

- إن من واجب الصحافيين والإعلاميين أن يتحلوا بقدر عال من المسؤولية في هذه الأوضاع الدقيقة ويبتعدوا عن كل ما يفاقم التوترات، ويثير الحساسيات والمخاوف التي تنعكس سلبا على كل المجالات.

- من البديهي أن يراعي الصحافيون والإعلاميون القوانين المرعية، ولا سيما قانون المطبوعات الذي هو المرجع والحكم في كل قضية تتصل بمخالفات النشر وإجتناب التجريح الشخصي لدى التطرق إلى أداء المسؤولين كافة، مع إحتفاظهم بكامل الحق في ممارسة حرياتهم في النقد وكشف الفساد والمفسدين، والمرتكبين، ومنابع الهدر والمخالفات. وإن النقابة سوف تدافع عن حقهم هذا كما عهدهم بها.

- في كل مقاربة أو مقارنة تصدر عن جهة مسؤولة أو معنية حول شأن ما، يجب التمييز تماما بين الصحافة والإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي المنفلتة من أية قيود بسبب عدم وجود قانون ينظمها، ويحدد مسؤولياتها وواجباتها. لأن معظم الشكاوى تأتي مما يروجه ويكتبه المدونون على "الفايسبوك" و"التويتر" و"الإنستغرام" وبعض المواقع العشوائية التي تنبت كالفطر دون معايير وضوابط. ومعظم هؤلاء هم مواطنون لا يمتهنون الصحافة والإعلام.

- لا بد من التعاطي بجدية وحذر مع محاولة التركيز على مسؤولية الصحافة والإعلام في هذه الأحوال الدقيقة. وكنا نتمنى لو جرى الإلتفات إلى معاناة الصحافة والإعلام والعاملين فيهما، والإقدام على مبادرات غير مكلفة لإنقاذ هذا القطاع وإشعاره أن هناك دولة ترعاه، وأن كلفة دعمه هي أقل بكثير من كلفة الهدر الذي يبرز بألف زي ووجه.

- من أجل تعزيز الشفافية في التعاطي مع الصحافة والإعلام، وإيضاح حدود مسؤولياته، وتمكين أطره النقابية من القيام بدورها بفاعلية وعلى أكمل وجه، لتكون عنصر توازن، ومرجعا قادرا على بت الكثير من القضايا وسحب فتائل التفجير، يتعين وضع قانون عصري للصحافة والإعلام، وفك أسر مشروع القانون الذي أدخل تعديلات جوهرية في متن قانون إنشاء نقابة المحررين.

أن نقابة محرري الصحافة اللبنانية، إذ تدعو الزملاء في أي موقع كانوا إلى وعي مسؤوليتهم التاريخية في هذا الظرف الخطير، والإنكباب على أداء دورهم الوطني بروح هذه المسؤولية، تؤكد أن الحريات في لبنان مقدسة، ولا تمس، وهي عماد فلسفة وجوده، وأن الصحافة والإعلام هما هيكل هذه الحريات، ولن تدع الهيكل يسقط".

 

"أمن الدولة" يلاحق الصرّافين في البقاع!

لوسي بارسخيان/المدن/05 تشرين الأول/2019

21 صرافاً في مختلف أقضية البقاع، وقعوا في قبضة جهاز أمن الدولة صباح يوم الجمعة، بتهمة التلاعب بسعر صرف الدولار، الذي افتتحوا سوقه بسعر 1630 ليرة. وفقاً للمعلومات، فإن مديرية أمن الدولة كانت قد بدأت تحركها بأمر من المدعي العام المالي منذ يوم الخميس، حين قصد عدد من عناصرها مراكز صرافين وردت معلومات حول "طرحهم الدولار في السوق السوداء". إدعى العناصر أنهم يريدون شراء الدولار، وأوقعوا بالصرافين متهمين، ولكن من دون توقيفهم مباشرة. بل اكتفت المديرية بتوجيه الإنذارات إليهم لضرورة الالتزام بالسعر الرسمي المحدد من قبل مصرف لبنان، تحت طائلة توقيفهم عند المخالفة. ولكن بدلا من أن يشكل ذلك رادعاً لهم، تشير المصادر إلى أن عدداً من كبار الصرافين عمدوا إلى طرح مبيع الدولار بسعر 1630 ليرة منذ صباح الجمعة، وهو ما جعل مديرية أمن الدولة تتحرك لتوقيفهم مباشرة بإمر من المدعي العام المالي علي ابرهيم.. ووفقاً للمعلومات، فإن معظم الموقوفين هم من كبار الصرافين، الذين يشترون الدولار من المواطنين مباشرة، أو من صغار الصرافين بسعر يفوق أيضا تسعيرته الرسمية، ما يضمن احتكارهم لكمياته القليلة المتواجدة في الأسواق، وبذلك يتحكمون بسعر المبيع وفقاً لحاجة المشتري. هذه الآلية سمحت، حسب المصادر، لعدد محدود من الصرافين لتحقيق أرباح طائلة على حساب الإستقرار النقدي في البلد.. في وقت لم يكن أحد يتوقع أن تكون هناك ملاحقة جدية للمخالفين. وأكدت المصادر جدية الإجراءات القضائية التي ستتخذ بحق الصرافين، وصولاً إلى ختم مؤسساتهم بالشمع الأحمر إذا إقتضت الحاجة، علما أن الثقل الأكبر للصرافين المخالفين يقع في منطقة قضاء زحلة، وفي شتورا، حيث يتمركز العدد الأكبر من الصرافين الذين تتفاوت تبادلاتهم المالية، لتتخطى الحدود اللبنانية في معظم الأحيان. وقد نفذ هؤلاء مساء الجمعة اعتصاماً احتجاجياً ضد توقيف زملائهم.

 

القطاع النفطي يعلن الإضراب: ماذا سيفعل مصرف لبنان؟

خضر حسان/المدن/05 تشرين الأول/2019

حاوَل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إحداث فجوة في أزمة شح الدولار، عن طريق السماح بفتح اعتمادات مستندية مخصصة حصراً لاستيراد المشتقات النفطية (بنزين، مازوت، غاز) أو القمح أو الأدوية، وعن طريق إلزام مستوردي النفط قبض ثمن المشتقات النفطية بالليرة اللبنانية. لكن المحاولة جاءت بحجم لا يتناسب مع حجم الأزمة.

الموزعون وأصحاب المحطات

أزمة القطاع النفطي لا تنحصر بالمستوردين. فهذا القطاع يضم شبكة واسعة من المستفيدين، وأهمهم أصحاب الصهاريج والموزعين وأصحاب المحطات. وهؤلاء لم تسعفهم قرارات المصرف المركزي، لأن المستوردين "تحفظوا" عن تنفيذها لأسباب كثيرة. عدم التنفيذ هذا دفع نقابة أصحاب الصهاريج ومتعهدي نقل المحروقات ومحطات المحروقات إلى "مناشدة جميع المسؤولين المعنيين لاتخاذ الخطوات العملية لتأمين حقوق جميع العاملين بهذا القطاع فوراً وبالسرعة القصوى، على أن لا تتجاوز المهلة نهار الاثنين المقبل". وفي حال لم تسفر الاتصالات الجارية مع المسؤولين المعنيين عن حلول ترضي العاملين في القطاع، فإن القطاع سينفذ إضراباً يوم الإثنين 7 تشرين الأول. والإضراب هو اعتراض على "الوعود الكثيرة التي أعطيت للقطاع بحلول توشك على الظهور قريباً، وبتنا قلقين من تأخر هذه الحلول، ولم يعد بامكاننا الاستمرار بتحمل الخسائر المالية التي بدأت تؤثر على ملاءة مؤسساتنا"، حسب ما ورد في بيان نقابة أصحاب الصهاريح والموزعين.

الأفران والصيارفة

امتداد أزمة شح الدولار إلى مختلف القطاعات كان أمراً متوقعاً منذ اللحظة الأولى. فبعد القطاع النفطي، لوّح اتحاد نقابات أصحاب المخابز والأفران ونقابة الصرافين بالإضراب. فبالنسبة لأصحاب الأفران "بات صعباً تسديد المستحقات المترتبة بالدولار الأميركي بسبب فقدان هذه العملة من الأسواق"، على حد قول رئيس الاتحاد كاظم إبراهيم، الذي أشار إلى أن "الأفران تبيع الخبز ومشتقاته بالليرة اللبنانية، في حين أنه يتوجب عليها تسديد ثمن الطحين وباقي المواد المستعملة في صناعة الرغيف بالدولار". وأعلن "سيدعو الاتحاد الجمعية العمومية لأصحاب المخابز والأفران للانعقاد قريباً لاتخاذ القرار المناسب لمواجهة هذه الأزمة". من جهة أخرى، استنكرت نقابة الصيارفة "الغبن والإجحاف الحاصلين في حق الصرافين"، ورفضت في بيان لها "النيل من سمعتهم وملاحقتهم من جهات قضائية وأمنية عدة نتيجة تقلب سعر صرف الليرة اللبنانية في مقابل الدولار الأميركي". وفي ظل هذا الواقع، أعلنت النقابة أنها ستتجه نحو "توقف كامل قطاع الصرافة عن العمل وصولاً إلى إقفال محالها إذا إستمر تجاهل حقيقة نشاطها القانوني وإتهامها المجحف، الأمر الذي ينعكس سلباً على أعمال المواطنين ومصالحهم، وبالتالي على الحركة الاقتصادية في البلد عموما".

لا عودة إلى الوراء

ما تشهده الليرة اللبنانية اليوم هو بداية عالمها الجديد الذي يجب على اللبنانيين اعتياده في حال استمروا بتقديم الولاء والطاعة لأحزاب أقرّت في مقدمة مشروع موازنة العام 2020، أن سياساتها أدت إلى الأزمات الاقتصادية والمالية وضرب القطاع العام. أما الاتّكاء على بعض المحاولات اليائسة للتخفيف من الأزمة، فهو إقرار جديد باستحالة الإصلاح، وإعلان واضح أن لا عودة إلى الوراء، خصوصاً في مسألة صرف الليرة مقابل الدولار، والتي تشهد اليوم سوقين للصرف. القرارات التي يتخذها مصرف لبنان، والتي تنحصر صلتها داخل القطاع المصرفي، لم تستطع ضبط الأوضاع إلاّ لبعضة أيام. ويتوقع الخبراء عودة الأزمة إلى نقطة إنطلاقها، وربما تسوء أكثر. فعلى أرض الواقع، ما زال المواطن يصرف الدولار بنحو 1600 ليرة. أما الدعوة لصرف الدولار في المصارف، فهو شعار لا يمكن تطبيقه، لأن المصارف لا تعطي الدولار للمواطنين كما يجب، حتى لأصحاب الحسابات. واللافت أن من يعلن تجربته في عدم امكانية سحب أمواله من حسابه، يتعرض للملاحقة القانونية بفعل قرار رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي اعتبر أن التصريح عن هذا الواقع هو استهداف لليرة وإشاعة جو سلبي حيالها!! فيما وضع الليرة بات عنواناً دولياً لا يستره قرار. وعليه، لا يبدو أن هناك أفقاً للحل الجذري. سعر صرف الليرة تحرر مهما تم إنكار ذلك. ولا عودة إلى الوراء. أما التفكير بترطيب الأجواء، فيمكن من خلال بدء الإصلاح الحقيقي وتخفيف الاحتقان الاقتصادي والمالي وتوفير جو ملائم للاستثمار، يحرك العجلة الاقتصادية. وهذا حتى اللحظة، ضرب من الخيال.

 

معامل الكهرباء بين برّي و"العهد": توتر عالٍ

المدن/05 تشرين الأول/2019

يوم الخميس زارت وزيرة الطاقة ندى البستاني الرئيس نبيه برّي. من الواضح أن إدارة ملف الكهرباء والنفط ليست على ما يرام. ثمة سجال حولها وعنها. رئيس مجلس النواب الذي يعتمد سياسة "تصفير" المشاكل، لا يبدو أنه قادر بعد على كتم تململه وقلقه. من يُواكب خط سير رئيس مجلس النواب، نبيه بري، في العقدين الأخيرين وخلال الأزمات المتتالية التي مرت بلبنان، وتحديداً بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ينتبه أن الرئيس برّي يبرع في "إعادة التموضع" وفي ابتكار المخارج اللائقة للمآزق.

"التغويز"

في الآونة الأخيرة، أدار ورعى حوارات  داخلية لإنهاء التوتر وفض النزاعات، لا سيما بين حزب الله وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي. ورغم ميله إلى صون روح التسوية في كل شؤون البلد، إلا أنه لم يتردد في التعبير عن استيائه واعتراضه عندما تحدث عن تلكؤ في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في لقاء بعبدا الاقتصادي. وهو يُكرر يومياً المطالبة بالبدء بتنفيذ البنود الـ22، التي تم التوافق عليها في هذا اللقاء من أصل 49 بنداً، متسائلاً على ماذا الاختلاف، ولماذا معاودة البحث من جديد في الإصلاحات الاقتصادية؟ من القضايا الملحّة برأي بري هو قطاعيّ الكهرباء والنفط والغاز، والذي ناقش مسارهما ومسار خطة الوزارة حيال هذين القطاعين خلال استقباله في عين التينة وزيرة الطاقة ندى بستاني يوم الخميس. وقد غادرت من دون الإدلاء بأي تصريح. ينطلق برّي دائماً من ثابتة أن الجميع اتفق على أن مشكلة الكهرباء تُشكل ثلث الدين العام. لذا، يبدي استغرابه - بصوت مسموع - التأخير في تفعيل عمل الهيئة الناظمة لقطاع النفط، المعطلة بسبب الخلاف على الصلاحيات. عدا هذا الأمر الحيوي، يلاحق برّي خطة "التغويز" (حسب اجتراحه اللغوي) أي التذكير بالمناقصة التي تمت لتلزيم تحويل معامل إنتاج الكهرباء من الفيول إلى الغاز، والتي رست على شركتي "توتال" و"قطر بتروليوم"، وفقاً لدفتر الشروط. وحتى الآن، لم يتم التلزيم. ما يسجل عائقاً أمام حل واحدة من أهم مشكلات قطاعي الكهرباء والنفط والغاز، وعائقاً في مجمل تطور الوضع الاقتصادي.

سماسرة الفيول

في هذا الملف تقول مصادر "المدن" إن تأجيل تلزيم معمل ديرعمارالثاني غير مبرر حتى الآن، وأن بري لديه "شكوك" ومخاوف من التأخير في معالجة ملف الكهرباء، خصوصاً أنه طرح شراء الفيول من دولة إلى دولة سابقاً ولم يلقَ تجاوباً. وتؤكد المصادر المقربة من عين التينة أن سماسرة الفيول لديهم شركاء في السلطة، وأن أي تأخير في هذا الملف مشبوه ومقصود. وبالتالي، بات السؤال مشروعاً عن المستفيد من البقاء على الفيول. وتضيف مصادر "المدن"، إن الانتقال إلى الغاز يضمن الكثير من المكاسب البيئية ويقلل من أضرار التلوث والأمراض، كما يوفر ما بين 400 إلى 500 مليون دولار سنوياً.

وعلمت "المدن" أن معمل ديرعمار كان يعمل في الأساس على الغاز الطبيعي، ولا يعلم أحد لماذا وكيف تحول إلى العمل على الفيول، الذي يُسبب الكثير من الأضرار البيئية ويفاقم من التلوث ويضاعف من الإصابة بالأمراض السرطانية وما تجلبه من كلفة صحية وعلاجية باهظة، إضافة إلى أن الكلفة المالية للفيول تفوق كلفة الغاز. أي المزيد من هدر أموال خزينة الدولة.

البطاقة الصفراء

كانت الحجة بعدم العودة إلى تشغيل المعمل على الغاز أنه يكلف الدولة مبالغ كبيرة. لكن العكس هو الصحيح. وقد علمت "المدن" أن المعمل عمل لمدة سنة على الغاز الذي كان يؤمن من سوريا، ثم تم إيقافه بحجة أن البواخر المنتجة للكهرباء كانت قد وصلت إلى عرض البحر وهي تنتظر للدخول في الخدمة.

وتقول المعلومات المتوافرة حول هذا الملف، أن وزيراً شمالياً سابقاً كان قد أبلغ بهذه المعطيات منذ سنوات عديدة، وأكد إمكانية إعادة تشغيل المعمل على الغاز بما يوفر مئات ملايين الدولارات على الخزينة ويؤمن الكهرباء لمدينة طرابلس ومحيطها على مدار 24 ساعة. وقد حاول هذا الوزير إثارة الموضوع مع المعنيين، لكنه لم يُفلح. وكان هذا الأمر، إضافة إلى أسباب سياسية أخرى، من الدوافع التي شجعته على الاستقالة من منصبه الوزاري. في الخلاصة، وإذا استخدمنا لغة كرة القدم، أشهر "الحكَم" نبيه بري البطاقة الصفراء بوجه "العهد" .. وإذا أضفنا إلى ذلك تحذيراته في الكثير من القضايا الأخرى، الاقتصادية والسياسية، يمكننا التخمين أنه قد لا يتردد بإشهار البطاقة الحمراء إن استمر الحال على ما هو عليه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

شقير: لن أحضر إلى مكتب المدعي العام المالي

وكالات/الجمعة 04 تشرين الأول 2019

علّق وزير الاتصالات محمد شقير على طلب النيابة العامة المالية استدعاءه مع وزيري الاتصالات السابقيْن جمال الجراح وبطرس حرب، واستثناء الوزير نقولا الصحناوي في ظل ما حكي عن استياء الرئيس سعد الحريري من هذه الخطوة كونها اقتصرت على وزراء مقربين منه.

وقال شقير: “لن أحضر إلى مكتب المدعي العام المالي لا لشرب قهوة ولا الشاي وإذا هو يرغب بذلك فنحن مستعدون لاستضافته وليستمعوا لكل وزراء الاتصالات من العام 92 وحتى اليوم”.

 

بطرس حرب مثل أمام المدعي العام المالي: وضعت نفسي بتصرفه لمؤازرته في التحقيق

وكالات/الجمعة 04 تشرين الأول 2019

أعلن الوزير السابق بطرس حرب انه لبّى دعوة النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم.

وقال حرب في بيان:” استوضحني القاضي ابراهيم حول آليات العمل في وزارة الاتصالات ودور هيئة أوجيرو ووضعها القانوني وعلاقتها القانونية بوزراة الاتصالات، بالإضافة إلى عمل شركات تشغيل قطاع الهاتف الخليوي والتعديلات التي طرأت على عقد تشغيل شبكتي الخليوي الذي يرعى علاقاتها مع الوزارة عند تمديد عقودها عام 2012، وفي عهد الوزير نقولا صحناوي، ونقل المصاريف التشغيلية التي كانت على عاتقها إلى عاتق وزارة الاتصالات، ما سمح للوزير المختص فرض توظيف مئات الموظفين والمحاسيب في هذه الشركات، وتقرير حجم هذه المصاريف ونوعها وهدفها، وما سبب إنفلات الأمور وإخضاعها للإعتبارات السياسية والحزبية، وهو ما حاولت تغييره يوم توليت الوزارة، فوضعت دفتر شروط لإجراء مناقصة لتلزيم تشغيل هذا القطاع، بعد إنتهاء مهل تمديد العقد، ورفع مستوى الشركات التي ستشترك فيها لتحسين القطاع وتطويره لإعادة النفقات التشغيلية على عاتق الشركات ما تمّ رفضه من حلفاء الوزير صحناوي، ولا سيما وزير الخارجية، رغم أنني اعتمدت الأسس والشروط عينها التي أجرى مناقصة تشغيل شبكتي الخليوي على أساسها يوم كان وزيراً للإتصالات، ما حال دون إجراء المناقصة وما فرض بقاء العقد الممدّد ساري المفعول على علاّته حتى يومنا هذا.

كما أوضحت لحضرة النائب العام المالي مضمون خطة 2020 التي كنت أعلنتها في السرايا الحكومية في تموز 2015 والتي كانت ترمي إلى تعميم الألياف الضوئية في كل لبنان قبل نهاية عام 2020، دون تكبيد الخزينة أي نفقات إضافية تزيد عن اعتماداتها في الموازنة، بالإضافة إلى تنفيذ خطة الجيل الرابع 4G للهاتف الخليوي قبل نهاية 2017 في كل لبنان، وكيف بدأنا بالتنفيذ الذي أوقفه الوزير الذي خلفني في الوزارة لأسباب باتت معروفة من الجميع. كما اطلعت حضرة النائب العام المالي على مبررات تخصيص شركات الخليوي ميزانية للدعاية وكيفية توزيعها والأسس الذي اعتمدتها في تخصيصها لتشمل القطاعات الثقافية والرياضية والاجتماعية. كما كانت مناسبة للإضاءة على بعض التساؤلات التي أثيرت في لجنة الاتصالات النيابية وفي وسائل الإعلام لمساعدته في التحقيق في المخالفات الكبيرة التي تمّ ارتكابها ، ولمطالبته كنائب عام مالي بأن يمنع التدخلات السياسية في التحقيقات لحماية أي مرتكب. كما وضعت نفسي، كمواطن وكوزير ونائب سابق مسؤول، بتصرفه لمؤازرته في التحقيق لكشف كل ما يساعد على تبيان الحقيقة والمسؤوليات، مع أملي أن لا تحول الحمايات السياسية دون محاسبة الفاسدين أياً كانوا وأن تطلق يد القضاء لمحاسبة كل من تسبب بهدر الأموال العمومية.”

 

القبض على عميل إسرائيلي جديد داخل لبنان

ليبانون ديبايت/الجمعة 04 تشرين الأول 2019

أحالت مديرية المخابرات على القضاء المختص السوري (أ.و)، لإقدامه على الاتصال بأرقام اسرائيلية والتواصل مع أشخاص من جنسية اسرائيلية موجودين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

بعد 20 عاماً على الجريمة... المجلس العدلي يصدر حكمه في ملف اغتيال القضاة الأربعة

الكلمة أونلاين/05 تشرين الأول/2019

بعد 20 عاماً على الجريمة، أصدر المجلس العدلي حكمه مساء اليوم في ملف اغتيال القضاة الأربعة على قوس محكمة الجنايات في صيدا عام ١٩٩٩. وقضى الحكم بإنزال عقوبة الإعدام بأمير "عصبة الأنصار" أحمد عبد الكريم السعدي و4 أخرين من "عصبة الأنصار"، وتبرئة الموقوف الوحيد في هذه القضية الفلسطيني وسام طحيبش للشك وعدم كفاية الدليل بحسب ما نقلت صحيفة "النهار". وكانت هيئة المجلس بدأت بالتذاكر لإصدار الحكم الثالثة والربع بعد الظهر واستمرت في التذاكر حتى أصدرت حكمها قبل قليل. وتليت خلاصته في قاعة المجلس في قصر العدل في حضور المتهم طحيبش وعقيلة القاضي الشهيد وليد هرموش المحامية غادة جنبلاط والمحامي بلال أبو ضاهر شقيق القاضي الشهيد عاصم أبو ضاهر والمحامي مصطفى قبلان عن الدولة التي تدخلت مدعية في الملف. وبكى طحيبش عندما سمع ببراءته وضرب بيديه على صدره وقال "شكراً للمجلس العدلي"، بحسب صحيفة "النهار".

 

هل يعود المشنوق الى بيت الوسط بعد حلمه بالسراي؟

ياسمين بوذياب/الكلمة أونلاين/05 تشرين الأول/2019

لا شك ان من قرّر تسريب خبر دفع رئيس الحكومة سعد الحريري مبلغ 16 مليون دولار لعارضة أزياء جنوب أفريقيا، قد اختار التوقيت المناسب، خصوصا ان لبنان يمر بأزمة مالية واقتصادية جدّية وخطرة، كما ان تلفزيون "المستقبل"، وهو المنصة الاعلامية الوحيدة التابعة حصرا للحريري، قد أغلق ابوابه منذ أسابيع وشرّد مئات العائلات.أحداث الخبر ليست جديدة، تعود الى عام 2013، ولكن رغم ذلك، استطاع مقال على صحيفة نيويورك تايمز الاميركية أن ينتشر كالنار في الهشيم، بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وعلى المواقع الالكترونية والتقارير الاخبارية التلفزيونية. رغم التزام الحريري الصمت وعدم تعليقه على الموضوع في البداية، الا انه تطرق الى هذا الامر بطريقة غير مباشرة، اذ قال في مستهل اجتماع اللجنة الفنية لتنسيق الخدمات الضرورية للمحافظات: "مهما شنّوا من حملات ضدي ومهما قالوا او كتبوا سأستمر في العمل ولن اتوقف!". من جهة أخرى، أصابع الاتهام توجهت من مناصري "تيار المستقبل" الى وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، اذ اعتبره البعض مسؤولا عن تسريب هذه الاخبار للنيل من موقع رئاسة الحكومة ومن شخص رئيسها سعد الحريري. فالعلاقة بين الأخير والمشنوق "متشنجة" منذ فترة، خصوصا بعد ان تلقى المشنوق "صفعة" من الحريري عقب اختيار الوزيرة ريا الحسن على رأس وزارة الداخلية والبلديات عند تشكيل حكومة "إلى العمل"، واستبعاد المشنوق من هذا المنصب، الذي كان بدوره متأملا باستلام رئاسة الحكومة بدلا من الحريري. المشنوق ردّ على ما اعتبره افتراءات واتهامات باطلة، مؤكدا انه لم يلجأ يوماً لتوظيف الحياة الشخصية في الصراع السياسي مع أحد، مستغربا ربط سمه بمقال صحيفة "نيويورك تايمز". لكن رغم رد المشنوق، فإن لجمهور تيار المستقبل أسلحة أخرى يستخدمها في هذا السياق، اذ لجأ الى تداول حلقة تلفزيونية بثتها احدى القنوات الفضائية منذ اكثر من سنة ونصف، أظهرت تقريرا للاستخبارات البريطانية يكشف ان نهاد المشنوق يتعامل مع النظام السوري وحزب الله، لتُشن بعد ذلك حملة عشوائية على نائب بيروت الذي خاض المعركة الانتخابية على لائحة "تيار المستقبل" واختاره الحريري في حكومته الأولى في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون وزيراً للداخلية، بايعاز من حزب الله، وفقا لتقرير الاستخبارات البريطانية. إذا، هي حرب أقرب إلى صراع داخلي بين طرفين، رئيس الحكومة الحالي من جهة، والطامح بهذا المنصب من جهة اخرى. ولتحقيق الهدف، بات كل فريق يستخدم أشرس الاسلحة وأكثرها ضررا على الصعيدين السياسي والشخصي، للنيل من خصمه، حتى ولو وصل به الامر الى فتح دفاتر الماضي والاستعانة بمنصات الاعلام العالمي والعربي، بدل الاكتفاء بمنصات الاعلام المحلي فقط. وفي النهاية، وبعد الموقف "المحرج" الذي وُضع فيه الحريري، يبقى السؤال: هل ينجح المشنوق بالوصول الى السراي ويحقق مبتغاه؟ ام تعود المياه الى مجاريها وعلاقات الود بين الطرفين؟

 

هذا العهد يريد إخراسنا!

نور الهاشم/المدن/05 تشرين الأول/2019

محاولات التدجين تبدأ بالقوانين ولا تنتهي ببيان نقابة المحررين الملتبس

النكتة التي انتشرت، منذ مساء الخميس في مجموعات "واتسآب"، حول سعر صرف الدولار في "أو تي في"، لا تسخر من القفز الدعائي فوق المنطق، بقدر ما تعلن عن أن جزءاً من الحرية التي يتباهى بها لبنان، دخل غرفة الانعاش. أما الجزء المتعلق بالرد على هواجس اللبنانيين، فبات عرضة للإنكار والتعالي.

والفشل اللبناني في حلّ الأزمة، معطوف أيضاً على فشل في استيعاب هواجس الناس، والتمعّن فيها. أثبتت الأزمة المالية والاقتصادية والنقدية التي يعانيها لبنان أن القدرة على الحل، تكاد تكون معدومة لولا ضغط دولي لتنفيذ اصلاحات يعد المسؤولون بها لاحتواء الضغوط الغربية في هذا الاتجاه.

بينما الفشل في استيعاب الناس، لا ينم عن تعالٍ فحسب في التعاطي مع مخاوف حقيقية، تنامت إثر ارتفاع سعر صرف الدولار حتى كتابة هذه السطور، وتصل الى 1590 ليرة للدولار الواحد. وعوضاً عن تلقف المخاوف، وإعلان الحصول على علم وخبر عنها، ومعالجتها في الأطر الرقابية والقضائية، استخدم القانون لتخويف الناس، ولردعهم عن البوح، ولكتم أنفاسهم، حتى خرجت النكات لتسخر من هذه الآلية التي تقود، في احدى جوانبها، لاعتقاد بأن لبنان عرضة لأن يُحكم كما مصر، بقبضة الدعاية والمواد القانونية الرادعة، والأمن. والمواد القانونية المُشار اليها، هي مواد خرجت يوم الاثنين، بتعميم صادر عن رئاسة الجمهورية، حدد العقوبات التي تنزل بمرتكبي جرائم النيل من مكانة الدولة المالية. وصادق رئيس الحكومة سعد الحريري على التعميم، أمس، على نية مكافحة الشائعات ومواجهة أخبار تمس بالأمن المالي، حيث دعا إلى فرض غرامات مالية على كل من يتناقل إشاعات وأخباراً مغلوطة من شأنها أن تسيء للدولة أو الرئيس أو المال العام. لكن التجربة التنفيذية لتنفيذ القانون، ظهرت على أنها هشّة ومضللة. فالقانون المذكور، يفترض أنه يطاول مروجي الشائعات، كونه يتحدث عن "ناشري وقائع ملفقة او مزاعم كاذبة لإحداث التدني في أوراق النقد الوطنية أو لزعزعة الثقة في متانة نقد الدولة وسنداتها وجميع الإسناد ذات العلاقة بالثقة المالية العامة". غير أنه بتطبيقه، طاول موصّفي الحال. ذهب الزميل عامر شيباني الى المصرف ولم يجد فيه دولارات، فأعلن عن ذلك. فهل تمت مساءلة المصرف عن ذلك؟ هل استقصت الدولة عن فقدان العملة الصعبة من المصارف؟

لم يخرج أي خبر يثبت استقصاء الأجهزة الرقابية في الدولة عن عدم توفر الدولار في المصرف. عوضاً عن ذلك، تمت مساءلة شيباني، لإعلانه عن حادثة لم يفتعلها.

على أن الاستدعاء هنا بغرض المساءلة، يظهر هشاشة دولة تدعي القوة، فلم تظهر هذه القوة في حل الأزمات المالية، بقدر ما استُخدمت لإسكات المعلنين. فهل تخاف الدولة رواد "فايسبوك" الذي وثقوا تجاربهم للتدليل على أزمة؟ لماذا لم يؤخذ المعترضون على دفع بدل فاتورة الهاتف الخلوي بالدولار، المنحسر أصلاً من الاسواق، قبل أن يتحرك وزير الاقتصاد يوم أمس لخميس في جلسة مجلس الوزراء، طالباً من وزارة الاتصالات تغيير التداول القائم؟  والأسئلة هنا، ليست بغرض التشكيك في جهود تُبذل لحل المعضلات الاقتصادية، أو التشويش عليها، بل الاعتراض على استنسابية في الاستدعاءات، تلك المرفوضة، أصولاً ومبدئياً، منعاً لتدجين الناس، وسجن أصواتهم. وهي ممارسات، ولو أنها لا تلقى اعتراضاً من الكثير من النواب تحت القبة البرلمانية الذين يفترض أنهم حماة الديموقراطية في لبنان، ودعائم الاصلاح، إلا أنها مرفوضة بلسان بعض أهل السلطة، ولو أنهم قلة، مثل الوزيرة مي شدياق والنائب بلال عبد الله وغيرهما من رافضي القفز فوق الأزمة لتحويل الناس وأصواتهم الى كبش فداء.

والحال ان الخطر المترتب على الحريات، لا يقتصر على احياء قوانين غبّ الطلب، بل يطاول التدجين القائم في الكيانات المفترض أنها رأس حربة للدفاع عن الحريات. فبيان نقابة محرري الصحافة اليوم، ينطوي على خطرين. أولهما، تقاذف المسؤوليات والتحريض على ناشطي مواقع التواصل، بالقول انه "لا ذنب للإعلام المكتوب والمرئي والمسموع والإلكتروني اذا كانت وسائل التواصل الإجتماعي، أو بعضها على الأقل، يسهم في إشاعة مناخات لا تخدم الصالح العام، في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان". والخطر الثاني، دعوة الصحافة بشكل ملطف لأن تكون لسان حال السلطة التي تكافح الحديث عن الأزمة، وهو ما يُفهم من عبارة "تدعو الزملاء في أي موقع كانوا إلى وعي مسؤوليتهم التاريخية في هذا الظرف الخطير، والإنكباب على أداء دورهم الوطني بروح هذه المسؤولية"، من غير أن تُصطحب العبارة بأي توضيحات عن آليات تنفيذية لوعي المسؤولية التاريخية. ويُسأل هنا عما إذا كانت إشارة مضمرة للنأي بالنفس عن الترويج لهواجس الناس، والاعتماد على تصريحات المسؤولين كبديل ينم عن المسؤولية؟ مع معرفة النقابة بأن دور الصحافة، في الأزمات الوطنية، هو الأكثر تاثيراً للضغط على السلطة للمضي في الإصلاحات واستيعاب الأزمات، ولها في تجربة الصحافة في الولايات المتحدة في الأزمة الاقتصادية في 2008، خير مثال.

أمام الضبابية القائمة، وانفلاش الهواجس، لا بدّ من مبدد للمخاوف المتنامية من أن يكون اللبناني بات محشوراً بين خيارين: الغرق في الأزمة والرضى بها، أو تخويفه بالاستدعاءات بغرض تدجينه، وهما خياران أحلاهما مرّ يضع الديموقراطية اللبنانية على محك الاستنسابيات، ويطرح مخاوف حقيقية من تحويل المسار الديموقراطي اللبناني باتجاه التجربة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأول إشاراتها المقطع الصوتي المتداول في "واتسآب"، الداعي لصرف الدولار في قناة "او تي في" (العَونية) بسعر 1400 ليرة للدولار الواحد... و"على نزول"!

 

بعد فشله في زيارة الأمارات العربية كوزير.. هكذا أنقذ الحريري الياس بو صعب

Lebanon News Online/الجمعة 04 تشرين الأول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79116/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d9%81%d8%b4%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%83%d9%88%d8%b2/

بعد ان فشلت كل محاولات وزير الدفاع الياس بو صعب للذهاب الى الامارات العربية المتحدة في زيارة رسمية، يبدو ان حبل النجاة جاء عبر رئيس الحكومة سعد الحريري الذي سيرأس وفد لبنان الى المؤتمر الاستماري الذي سيقام في الامارات دعما للبنان.

وفي المعلومات ان وزير الدفاع حاول مرارا وتكرارا أخذ موعد لزيارة الامارات كوزير للدفاع الا انه لم ينجح في ذلك، ما سبب له إحراجاً خصوصا بعد معلومات تفيد ان الامارات بصدد توجيه دعوة رسمية الى قائد الجيش العماد جوزيف عون لزيارة الامارات، الامر الذي أثار إستياء بو صعب الذي سعى جاهداً الى إنقاذ الموقف. وفي محاولة منه لحفظ ماء الوجه طلب الوزير بو صعب من رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، أن يطلب من رئيس الحكومة سعد الحريري أن يكون إسمه من ضمن الوفد اللبناني الذي سيرافقه الى المؤتمر الاقتصادي الذي سيقام في الامارات، ونجح باسيل في إقناع الحريري بإدراج إسم بو صعب ضمن الوفد اللبناني ما شكل خطوة بإتجاه تفادي إحراج بو صعب في حال تم توجيه دعوة لقائد الجيش لزيارة الامارات.

 

فخامة الرئيس سيدي الرئيس بين الفاسدين والمُغردين من يجب أن يدخل السجن

خليل مرداس/ Lebanon News Online /الجمعة 04 تشرين الأول 2019

سيدي الرئيس فخامة الرئيس العماد “ميشال عون” نحن في وضع اقتصادي  ليس بألف خير آلاف الطلاب نزحوا من المدارس الخاصة إلى الرسمية، مئات المؤسسات اُقفلت  و آلاف الموظفين اصبحوا في منازلهم ولا نعلم ماذا ينتظرنا بعد؟

الأمن ليس على مايرام فكل يوم نسمع بعملية خطف هدفها  الأول والاخير الإبتزاز المادي،  أما التهريب فَحدث ولاحرج بينما نختلف حول 10أو 11 معبر غير شرعي ونترك القضية الجوهرية وهي أن التهريب قائم وهناك من يدعمه ويستفيد.

.أما البيئة فخامتك وضعها كارثة حقيقية  النفايات في كل مكان و الأنهر تلوثت، تسرطنت عقولنا وصحتنا ونحن ننتظر الغد لعله يكون أفضل ولكن أي غدٍ سيأتي أفضل ومازال الفاسدين يمسكون زمام الأمور.

يا فخامة الرئيس نناشدك نتوسل إليك نريد الكهرباء 24 ساعة فهذه أبسط حقوقنا هل يعقل أننا نعيش وَهم المولدات و المافيات، بالله عليك يا فخامة الرئيس  منذ العام 2005 وأنتم قابضون على الزناد في وزارة الطاقة، لن أقول أن وزراءك فاسدين ولكن أريد أن أسأل لماذا لا يسمون من يعرقل خطة الألف ميل؟

قف يا فخامة الرئيس وحاسب الفاسدين وكافح الفساد وقل لنا من يعرقل.

ماذا عن التوظيف و آفة المستشارين؟

نعم يا فخامة الرئيس نريد أن نتظاهر سلمياً ونعبر عن رأينا بكل احترام دون ملاحقة أحد نريد اسم بي الكل بالفعل وليس بالقول نريد حرية التعبير بعيدة عن الزنزانة

نريد أن لا تقمعنا الاجهزة الأمنية وبالاخص الجسم الإعلامي يا فخامتك!!

 

4.396 مليارات عجزًا تراكميًا في ميزان المدفوعات

المدن/05 تشرين الأول/2019

سجّل ميزان المدفوعات في آب 2019 بحسب إحصاءات مصرف لبنان، فائضًا بواقع 921.5 مليون دولار أميركي، هو الثاني على التوالي في السنة الجارية، بعد فائض في تموز بواقع 72.5 مليونًا.

العجز التراكمي

ولا يعكس فائض ميزان المدفوعات في آب العجز التراكمي منذ 31-12-2018 وحتى نهاية آب 2019 الذي بلغ 4 مليارات و396.8 مليون دولار أميركي. جاء ذلك نتيجة أرقام الموجودات الخارجية الصافية لكل من مصرف لبنان والمصارف والمؤسسات المالية التي يعتمدها مصرف لبنان، لاستخلاص حركة ميزان المدفوعات المتاحة للنشر. بينما لا تنشر تفاصيل حركة المؤشر الموزعة قطاعيًا التي تُظهر مصادر كل العملات الأجنبية من لبنان وإليه في فترة محدّدة ولكل قطاع على حدة. وتوزعت مكونات فائض ميزان المدفوعات في آب، على أساس مليار و586 مليون دولار أميركي زيادة في موجودات مصرف لبنان، 664.5 مليونًا تراجعًا في موجودات المصارف والمؤسسات المالية. بينما جاء العجز التراكمي في الشهور الثمانية حتى آب، حصيلة عجز مزدوج في مصرف لبنان والمصارف والمؤسسات المالية. تجاوز لدى الأول المليار دولار أميركي، وتخطّى لدى الثانية 3 مليارات و395 مليونًا. (الجدول)

المناخ السياسي والسعر المرجعي

يفهم من تراجع موجودات المصارف الخارجية في ثمانية شهور، التحويلات التي تمت منها إلى الخارج. أكان لمجرد التحويلات تبعًا للمناخ العام المالي والسياسي في البلاد أم لأغراض أخرى. بالإضافة إلى شحّ الودائع والتدفقات النقدية إلى الداخل. مع اعتبار التوظيفات التي أجرتها المصارف لمصلحة مصرف لبنان شهادات إيداع وودائع، نتيجة الهندسات المالية. وأدت إلى تغير في خريطة الموجودات الخارجية بين الجانبين فحسب، من دون تأثير على أرقام العجز النهائية لميزان المدفوعات طالما العمليات بينية وتبادلية في الداخل. وكان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة توقع أن يحقق ميزان المدفوعات فائضًا في شهري تموز وآب. الأمر الذي كان تقليدًا في فصل الصيف نتيجة حركة السياحة الخارجية في اتجاه لبنان، وإقبال عدد كبير من اللبنانيين العاملين في الخارج، لاسيما في دول الخليج العربية على قضاء إجازاتهم السنوية في بلدهم. علمًا، أن ازدياد الطلب على السياحة الخارجية من اللبنانيين ارتفع على نحو لافت في 2019 و2018. الأمر يزيد من الضغط على ميزان المدفوعات. والشأن نفسه على صعيد تمويل فاتورة التجارة الخارجية وعجز الميزان التجاري. ويُعتقد أن شهر أيلول 2019، شهد حركة تحويلات خارجية في ضوء تراجع تصنيف لبنان السيادي والدين العام الخارجي. بالإضافة إلى الاشارات التي انعكست سلبًا جرّاء ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي الورقي لدى الصيارفة، بما يتجاوز 1507.5 ليرات السعر المرجعي لمصرف لبنان معدلًا وسطًا منذ أكثر من عقدين. أرقام ميزان المدفوعات عن أيلول 2019 تُنجز في تشرين الثاني المقبل. وتظهّر الصورة على نحو أوضح.

 

بسبب كتابات تناولت عون.. توقيف مناصرَين من «الإشتراكي

جنوبية/04 تشرين الأول/2019

أوقف المناصران من الحزب التقدمي الاشتراكي (س.م) و(م.خ) بسبب كتابات لهما على مواقع التواصل الاجتماعي تناولت رئيس الجمهورية والأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية في البلاد. إقرأ أيضاً: «التقدمي الاشتراكي» يدعو يعقوبيان للتدقيق بمعلوماتها وقد أحالت النيابة العامة الاستئنافية في بيروت (س.م) الى القاضي المنفرد في حين ابقت النيابة العامة العسكرية (م.خ) موقوفا لديها في انتظار اجابة النيابة العامة في جبل لبنان.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

حقوق الإنسان: 60 قتيلا باحتجاجات العراق

دبي - العربية نت/04 تشرين الأول/2019

أعلنت مفوّضية حقوق الإنسان العراقيّة منتصف ليل الجمعة السبت مقتل 60 شخصاً خلال أربعة أيّام من الاحتجاجات الدامية في البلاد، مشيرةً إلى وجود 18 جثّة على الأقلّ في مستشفى واحد في بغداد. ويبدو أنّ هذه الحصيلة مرشّحة للارتفاع مع وجود أكثر من 1600 جريح بحسب المفوضية. فيما دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر الجمعة، الحكومة العراقية إلى الاستقالة كما طالب الصدر بإجراء انتخابات مبكرة. كذلك أشار في بيان له صدر الجمعة، إلى أن استقالة الحكومة ستؤدي لـ "حقن الدم العراقي"مؤكداً على تحقيق أعلى... رئيس وزراء العراق: ملتزمون بتشكيل لجنة لمكافحة الفساد العراق

بدوره، أعلن رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي الجمعة، التزام الحكومة بتشكيل لجنة لمكافحة الفساد، مؤكداً على تحقيق أعلى درجات الشفافية. ودعا عبدالمهدي، السلطتين التشريعية والقضائية لتنفيذ الإصلاحات، مطالباً الكتل السياسية الكبرى بتوفير شروط الإصلاح. وأكد عبدالمهدي أن المرجعية الدينية تبرهن مرة أخرى على أنها صمام أمان للعراق. يذكر أن العراق يشهد منذ الثلاثاء الماضي، تظاهرات غاضبة ضد الفساد، وتفشي البطالة والمحاصصة بين الأحزاب. وأطلقت قوات الأمن طلقات حية وغازا مسيلا للدموع لتفريق المتظاهرين في عدة مناطق، ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلة إلى 44، بحسب ما أعلنت مصادر في الشرطة وأخرى طبية الجمعة، إلا أن العدد ارتفع إلى 60 بحسب مفوّضية حقوق الإنسان العراقيّة.

 

بعد تصاعد المواجهات.. الصدر يدعو لاستقالة الحكومة!

جنوبية/04 تشرين الأول/2019

بعد تصاعد المواجهات بين المتظاهرين العراقيين المطالبين بإسقاط الحكومة وقوات الأمن وبعد سقوط 46 قتيلا، ومئات الجرحى، دعا زعيم التيار الصدري "مقتدى الصدر" لاستقالة الحكومة ويطالب بانتخابات مبكرة باشراف اممي. ذكر الصدر في بيان مكتوب بخط اليد: “أحقنوا الدم العراقي الشريف باستقالة الحكومة، ولنبدأ بانتخابات مبكرة بإشراف أممي”. إقرأ أيضاً: المندسون يخرقون مظاهرات العراق! أضاف أن “ما يحدث من استهتار بالدم العراقي لا يمكن السكوت عليه”.

 

السيستاني يدعو الحكومة العراقية إلى تدارك الأمور «قبل فوات الأوان»

بغداد/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

أكد المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، اليوم (الجمعة)، دعم مطالب المتظاهرين، داعياً الحكومة العراقية إلى «تدارك الأمور قبل فوات الأوان». وفي خطبة الجمعة، قال أحمد الصافي، ممثل السيستاني: «هناك اعتداءات مرفوضة ومدانة على المتظاهرين السلميين وعلى القوات الأمنية»، مؤكدا أنه «على الحكومة أن تغير نهجها في التعامل مع مشاكل البلد وتدارك الأمور قبل فوات الأوان». وأضاف الصافي: «على الحكومة النهوض بواجباتها وأن تقوم بما في وسعها لتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل والابتعاد عن المحسوبيات في الوظائف العامة واستكمال ملفات المتهمين بالتلاعب بالأموال العامة وسوقهم إلى العدالة». وتصاعدت المواجهة بين المحتجين الذين باتوا يطالبون بإسقاط الحكومة وشرطة مكافحة الشغب، اليوم (الجمعة)، في العراق على الرغم من نداءات رئيس الوزراء إلى التحلي بالصبر وعلى الرغم من قطع الإنترنت في اليوم الرابع من المظاهرات التي خلفت 34 قتيلاً.

 

بغداد تستيقظ على مئات القتلى والمصابين في أول أيام حظر التجوال

إيران تغلق حدودها مع العراق... والاحتجاجات تمتد لمعظم المدن الجنوبية

بغداد: حمزة مصطفى - واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

استيقظت بغداد أمس على مئات من القتلى والمصابين، بعد أن أطلقت القوات الأمنية العراقية الرصاص الحي لتفريق عشرات المتظاهرين الذين تجمعوا في وسط بغداد وأشعلوا إطارات في ساحة التحرير في وسط العاصمة رغم حظر التجوال الذي دخل حيز التنفيذ فعليا من الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي (02:00 بتوقيت جرينتش) من صباح أمس وحتى إشعار آخر. وارتفعت حصيلة الاحتجاجات المطلبية التي تشهدها البلاد منذ الثلاثاء الماضي إلى 28 قتيلاً بينهم شرطيان، 17 منهم في محافظة ذي قار الجنوبية وحدها بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي حظر التجوال ليل (الأربعاء ــ الخميس) وفرض حظر التجوال التام للمركبات والأفراد في بغداد باستثناء العاملين في الدوائر الخدمية كالمستشفيات ودوائر الكهرباء والمسافرين من وإلى مطار بغداد وسيارات الإسعاف والحالات المرضية من القرار وقطع شامل للإنترنت. وأوضح أن قرار حظر التجوال في المحافظات الأخرى يترك تقديره للمحافظين حسبما أفادت به وكالة الأنباء العراقية (واع)، فيما أعلن مجلس محافظة بغداد أنّه قرّر تعطيل العمل يوم أمس الخميس في كلّ الدوائر التابعة له، الأمر الذي سيسمح لقوّات الأمن بتعزيز نفسها وتشديد قبضتها في مواجهة المتظاهرين. ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصدر حكومي مسؤول أن «الحكومة العراقية وبالتعاون مع رئاسة البرلمان تعد الآن خططا ومبادرات سيتم إطلاقها خلال الأيام القليلة القادمة لاستيعاب أزمة المظاهرات مع مساع لإيجاد حلول عاجلة لما يمكن تحقيقه من مطالب المتظاهرين». وردا على سؤال فيما إذا كان سيستمر حظر الجوال وقطع الإنترنت أفاد المصدر الحكومي أن «هذا الإجراء طارئ وكان الهدف منه توفير أجواء مناسبة للتهدئة للعمل في مسارين الأول هو محاولة بحث مطالب المتظاهرين مع ممثلين عنهم وقطع الطريق أمام المندسين الذين بدأوا بممارسات ضارة مثل الاعتداء على الممتلكات العامة أو حرق المقرات فضلا عن الجهات التي بدأت تبحث عن فرصة لركوب موجة المظاهرات». إلى ذلك امتدت الاحتجاجات في العراق لتطال معظم المدن الجنوبية، ولكنها لم تمتد إلى المحافظات الغربية والشمالية، خصوصاً المناطق السنية التي دمرتها الحرب ضد تنظيم «داعش»، وإقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي. وتشكل هذه الاحتجاجات اختبارا حقيقيا لحكومة عادل عبد المهدي الذي تولى رئاسة الحكومة منذ عام ويبدو هذا الحراك حتى الساعة عفوياً، إذ لم يعلن أي حزب أو زعيم سياسي أو ديني عن دعمه له، فيما يعتبر سابقة في العراق. لكن ليل الأربعاء، قرر مقتدى الصدر وضع ثقله في ميزان الاحتجاجات داعياً أنصاره الذين سبق أن شلوا مفاصل البلاد في العام 2016 باحتجاجات في العاصمة، إلى تنظيم «اعتصامات سلمية» و«إضراب عام»، ما أثار مخاوف من تضاعف التعبئة في الشارع. وعملت القوات العراقية بالتصدي للمتظاهرين باستخدام الهراوات والعصي الكهربائية والغازات المسيلة للدموع، وإطلاق الرصاص الحي في الهواء. وقال أحد المتظاهرين إنه قضى الليل في الساحة «حتى لا تسيطر الشرطة على المكان»، قبل أن تصد القوات الأمنية المحتجين إلى الشوارع الفرعية المجاورة.

وفي أماكن أخرى من العاصمة وفي مدن عدة، يواصل المحتجون إغلاق الطرقات أو إشعال الإطارات أمام المباني الرسمية في النجف أو الناصرية جنوباً. وفي الناصرية نفسها، التي تبعد 300 كيلومتر جنوب بغداد، قتل تسعة أشخاص منذ الثلاثاء، بينهم شرطي، بحسب ما أعلن مسؤول محلي، في المقابل، قتل متظاهران في بغداد وآخران في الكوت بشرق البلاد، فيما أصيب أكثر من 400 شخص بجروح في أنحاء البلاد. ويبدو أن الحكومة العراقية، التي اتهمت «معتدين» و«مندسين» بالتسبب «عمداً بسقوط ضحايا بين المتظاهرين»، قد اتخذت خيار الحزم، كما بدا الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي صعبا مع بطء شديد في شبكة الإنترنت. ويسعى المحتجون في بغداد للتوجه إلى ساحة التحرير في وسط العاصمة، التي تعتبر نقطة انطلاق تقليدية للمظاهرات في المدينة، ويفصلها عن المنطقة الخضراء جسر الجمهورية حيث ضربت القوات الأمنية طوقاً مشدداً منذ الثلاثاء.

وقال المتظاهر علي، وهو خريج عاطل عن العمل يبلغ من العمر 22 عاماً «نحن مستمرون حتى إسقاط النظام». وأضاف «أنا من دون عمل، أريد أن أتزوج، لدي 250 ديناراً (أقل من ربع دولار) فقط في جيبي، والمسؤولون في الدولة لديهم الملايين»، في بلد يحتل المرتبة 12 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية، أما أبو جعفر، وهو متقاعد غزا الشيب رأسه، فقال «أنا أدعم الشباب. لماذا تطلق الشرطة النار على عراقيين مثلهم؟ هم مثلنا مظلومون. عليهم أن يساعدونا ويحمونا».

وقررت السلطات العراقية التي أعادت في يونيو (حزيران) افتتاح المنطقة الخضراء التي تعتبر شديدة التحصين وتضم المقار الحكومية والسفارة الأميركية إعادة إغلاقها مساء الأربعاء، منعاً لوصول المحتجين. وعادة ما يتخذ المحتجون من المنطقة الخضراء وجهة لهم لرمزيتها السياسية. وكان التحالف الدولي بالعراق أعلن أن انفجارا وقع في المنطقة الخضراء شديدة التحصين ليلة الخميس ولكنه لم يطل أيا من منشآته. جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم قوات التحالف مايلز كاجينز، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء. ولم يتضح على الفور سبب الانفجار، ويجرى تحقيق حاليا في ملابساته، بحسب بلومبرغ.

وفي السياق نفسه، قال الكولونيل باتريك رايدر مساعد رئيس أركان القوات الأميركية المشتركة لشؤون العلاقات العامة، إن القوات الأميركية والعاملين والموظفين الأميركيين في العراق يواصلون عملهم ودورهم كالمعتاد، وإنه لم تصدر أوامر بمغادرة أي منهم.

وأكد رايدر أن الولايات المتحدة لا تتدخل فيما يجري في العراق، نافيا في الوقت نفسه ربط بلاده بما يتناقله الإعلام المحلي في العراق عن وجود خلافات بعد إقالة اللواء عبد الوهاب الساعدي من قيادة قوات جهاز مكافحة الإرهاب من قبل رئيس الوزراء عادل عبد المهدي من منصبه.

وكانت وسائل إعلام عراقية وعربية عدة قد تحدثت عن أن إقالة الساعدي المعروف بعلاقته الجيدة مع القوات الأميركية، تمت بضغط من إيران، في خضم المواجهة السياسية المندلعة بين طهران وواشنطن، وأن إقالته قد تكون من بين الأسباب الرئيسية وراء اندلاع المظاهرات التي يشهدها العراق.

من جانب آخر أعلنت طهران أنها أغلقت معبرا حدوديا من المنتظر أن يستخدمه مئات الآلاف للزوار الشيعة من إيران، وقال مسؤول إيراني كبير في شؤون الزيارات الدينية للتلفزيون الرسمي إنه تقرر إغلاق معبر خسروي لكن المعابر الأخرى ظلت مفتوحة، وقالت وكالة أنباء الإيرانية إن السلطات أعادت فتح معبر جذابة بعد إغلاقه في ساعة متأخرة الليلة الماضية، كما دعت البحرين مواطنيها عدم السفر للعراق في الوقت الراهن بسبب الظروف الأمنية، كما دعت الخارجية البحرينية جميع المواطنين البحرينيين في العراق «إلى ضرورة المغادرة فورا وذلك ضمانا لأمنهم وحفاظا على سلامتهم».

 

موسكو تستدعي سفير إيران بعد توقيف صحافية روسية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل

موسكو/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

استدعت روسيا، اليوم (الجمعة)، السفير الإيراني في موسكو بعد اعتقال صحافية روسية في طهران بتهمة التعاون مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على موقع «فيسبوك» إن «السفير استدعي إلى الوزارة لكي يوضح سريعا ظروف ما حصل، وللتأكد من أنه يجري احترام حقوق الصحافية يوليا يوزيك»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وبحسب الناطق باسم السفارة الروسية في طهران، أندريه غانينكو، فإن الصحافية (38 عاما): «متهمة بأنها عملت لصالح أجهزة الأمن الإسرائيلية». وبحسب الصحافي الروسي بوريس فويتسيكوفسكي، الذي عرفت عنه وسائل الإعلام بأنه زوجها السابق، فإن يوليا يوزيك، أوقفت في طهران في غرفتها في الفندق من قبل «الحرس الثوري» وأودعت السجن، أمس (الخميس)، ومن المرتقب أن تعقد جلسة استماع في المحكمة، غدا (السبت). وقال فويتسيكوفسكي على «فيسبوك»: «إنها تواجه عقوبة بالسجن تصل إلى عشر سنوات». وكانت الصحافية يوليا يوزيك (38 عاما) عملت مع عدة وسائل إعلام بينها النسخة الروسية من مجلة «نيوزويك» الأميركية، كما أنها مؤلفة كتاب حول مأساة احتجاز الرهائن في بيسلان في 2004.

 

تقرير: جونسون يتراجع ويقبل بمبدأ طلب تأجيل «بريكست»

لندن/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

كشفت وثائق قضائية أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بات موافقاً على توجيه رسالة يطلب فيها إرجاء موعد خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي «بريكست» إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الخروج مع بروكسل، بحسب ما أوردته وكالة «برس أسوسيشن»، علماً أنه لطالما كرر أنه مستعد للانفصال بلا اتفاق في الموعد المحدد. يأتي ذلك فيما يواصل رئيس الوزراء جهوده لإقناع بروكسل بإبداء مرونة بشأن الخطة التي تقدم بها للخروج من الاتحاد، خلال المفاوضات التقنية الجارية اليوم مع كبير مفاوضيه ديفيد فروست، والتي في ضوئها يتقرر ما إذا كانت المفاوضات الرسمية يمكن أن تستمر. وقد حدد رؤساء الاتحاد الأوروبي 11 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري موعداً نهائياً لتغيّر لندن مقترحاتها، وإلا لن تكون هناك مفاوضات رسمية قبل قمة المجلس الأوروبي في 17 منه، وفق ما أوردته «برس أسوسيشن». وفي هذا السياق، قال المحامي البارز والناشط ضد «بريكست» جوليان موم لشبكة «سكاي نيوز»: «ما علمناه اليوم هو أن رئيس الوزراء وعد المحكمة (في اسكوتلندا)، باسمه مباشرة، بأنه سيطلب تمديدا بموجب قانون بن إذا كانت الشروط مستوفاة، بمعنى آخر إذا لم يوافق البرلمان قبل 19 أكتوبر على اتفاق للانسحاب».وقانون بن هو النص الذي يحمل اسم النائب عن حزب العمال المعارض هيلاري بن والذي أقرّه مجلس العموم لمنع «بريكست» بلا اتفاق. وفي دبلن، قال رئيس الوزراء الآيرلندي ليو فاردكار إن الاتحاد الأوروبي سينظر حتماً في أي طلب تأجيل تتقدّم به لندن. ونقل عنه موقع صحيفة «الإندبندنت» قوله: «أعتقد أن معظم دول الاتحاد الأوروبي سوف تنظر في الأمر إذا كان وراءه سبب وجيه. لكن التمديد سيكون أفضل من عدم الاتفاق». من جهته، قال وزير الخارجية الآيرلندي سايمون كوفني اليوم إن هناك مشكلات كبيرة بشأن «بريكست»، وإن أمام جونسون عشرة أيام لتحسين خطته لضمان خروج منظم في 31 أكتوبر. وأضاف أن مقترحات جونسون بخصوص مسألة الحدود بين آيرلندا الشمالية وجمهورية آيرلندا تمثل «خطوة إلى الأمام»، لكنه أكد أنها تنطوي على مشكلات كبيرة ولا يمكن تأييدها.

 

وزير الداخلية البحريني يدعو إلى اليقظة لتهديدات «الدرونز» والصواريخ وقال إن أخطر ما تواجهه بلاده هو التقسيم على أساس طائفي

المنامة/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

طالب الفريق أول الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية، باليقظة للمخاطر التي تحيط بالمنطقة، التي تتمثل في التهديدات الإلكترونية والطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، مستشهداً بالحادث الإرهابي الذي تعرضت له منشأتان من منشآت «أرامكو السعودية».

واعتبر الوزير البحريني أن أخطر ما تواجهه بلاده هو التقسيم على أساس ديني وطائفي، مشيراً إلى أنه «مشروع يسعى لتقسيم البحرينيّين»، مشيداً بما تحقق في البحرين من انفتاح وتطور ديمقراطي وسياسي، أرسى دعائمه الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وقال آل خليفة، في كلمة في الحفل الذي أقامته جمعية الصداقة البحرينية البريطانية: «نحتاج إلى أن نكون يقظين للتهديدات الجديدة والناشئة من التكنولوجيا، مثل جرائم الإنترنت واستخدام الطائرات المسيرة لتنفيذ ضربات، ونحن منتبهون ومستعدون للتعامل مع التحديات المعروفة، مثل تهديدات الصواريخ الباليستية». وأضاف: «لقد رأينا الطبيعة الحقيقية لهذه التهديدات في الهجمات الأخيرة على منشآت (أرامكو السعودية)، ونحن في البحرين نقدر تقديراً عالياً وقوف المملكة المتحدة معنا في إدانة هذه الأعمال الفظيعة». كما قال في كلمته: «أعتقد أن أحد أكثر التهديدات تأثيراً على الأمن الوطني هو من أولئك الذين يسعون إلى تقسيمنا، بعضنا ضد بعض، الراغبين ألا نرى أنفسنا مواطنين في أمتنا... ولكن بمنظور طائفي أو ديني أو عرقي». وتابع: «إنني على قناعة بأهمية إعادة تأكيد هويتنا البحرينية، من أجل مواجهة هذا التهديد الآيديولوجي لكي نتذكر ما يربطنا معاً، كمواطنين موالين، وما يجمع بعضنا مع بعض، وإن أكثر أشكال الأمن والازدهار دائماً هي تلك التي تقوم على التعاون المجتمعي والاحترام المتبادل». وأشار في كلمته إلى مبادرة جديدة أطلقتها وزارة الداخلية، بعنوان «الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة»، والتي تهدف إلى تعزيز الإحساس الوطني، ووضع الهوية البحرينية المشتركة كأولوية، عوضاً عن تقسيمها حسب الدين أو الطائفة. كما أكد أن المبادرة تشمل 90 برنامجاً مختلفاً في مجالات تشمل التعليم والإعلام والشباب والرياضة والثقافة، من أجل تحقيق رؤية الملك بأن يرى الناس أنفسهم أولاً وقبل كل شيء بحرينيين. كما أكد أن معدل الجرائم عاد إلى طبيعته، كما كان في عامي 2008 و2009 في البحرين، وأضاف أن البحرين والمملكة المتحدة مرّا على مدى قرنين من الصداقة والشراكة بكثير من التطورات الإيجابية وبقليل من «السلبية».

 

نتنياهو يسعى لانتخابات داخلية سريعة لقطع الطريق على منافسيه في «الليكود»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

افتتح الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) الجديد نشاطاته، أمس، بطقوس رسمية، وأقسم النواب يمين الولاء، وسط زيادة القلق في صفوفهم من ألا يطول عمره عن عمر الكنيست السابق، الذي يعتبر الأقصر. فقد فشل اللقاء الذي عقده رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مع رئيس حزب اليهود الروس أفيغدور ليبرمان. وفشل نتنياهو في تحصيل تعهدات جديدة من حلفائه في أحزاب اليمين بألا يتخلوا عنه. ومع انتشار إشاعات تفيد بأن عدداً من رفاقه في حزب الليكود ينوون التمرد عليه والتفاوض مع حزب الجنرالات «كحول لفان»، باشر نتنياهو العمل على إجراء انتخابات داخلية يتوج فيها من جديد رئيساً للحزب.

وقالت مصادر سياسية في اليمين الليبرالي، أمس، إن نتنياهو يشعر بأن الطوق يشتد حول خناقه من جميع الأطراف، وإن رفاقه في «الليكود» يتململون ويتساءلون: «لماذا نسمح له بأن يغرقنا معه في الهاوية؟». وكانت المفاوضات الائتلافية قد توقّفت، أمس، رسمياً، على جميع الصعد، مع افتتاح الدورة البرلمانية، باستثناء لقاء واحد كان قد بادر إليه نتنياهو مع ليبرمان. وقد اقترح عليه أن ينضم إلى ائتلافه اليميني، فقال له ليبرمان إنه يريد أن يرى حكومة وحدة وطنية علمانية تضم «الليكود» برئاسة نتنياهو، و«كحول لفان» برئاسة بيني غانتس، و«يسرائيل بيتنا» برئاسته. فأجاب نتنياهو بأن غانتس ليس قادراً على إقامة حكومة وحدة؛ لأنه وقع على تعهد لنائبه يائير لبيد للتناوب بينهما على رئاسة الحكومة. وقال: «لبيد يعرف أن تشكيل حكومة وحدة سوف يحرمه من إمكانية التناوب مع غانتس». وتابع: «فقط إذا انضممت أنت إلينا، سيدرك غانتس أن الوحدة أفضل». لكن ليبرمان لم يقبل العرض، ودعا نتنياهو إلى الاهتمام بالتفاوض مع غانتس، كما هدّد بأنه لن يسمح بإجراء انتخابات ثالثة. وانفض الاجتماع بينهما قبل أن يتمما الساعة.

وبعد ساعة من هذا الاجتماع، خرج يائير لبيد بتصريح نسف فيه حجج نتنياهو، إذ أعلن خلال اجتماع الكتلة في الكنيست، بأنه قرر التنازل عن حقه في التناوب مع رئيس الكتلة بيني غانتس، في حال تشكيل حكومة وحدة. وقال لبيد إنه «من أجل حكومة وحدة سأتنازل عن التناوب. فوحدة الشعب عندي، وما نريده منها لإشفاء الدولة ولأم جراحها وتغيير سلم أولوياتها ومكافحة الفساد فيها، أهم بكثير من المنصب؛ خصوصاً أنني أعارض بشدة أن تجرى انتخابات ثالثة». وقال لبيد، في إشارة إلى نتنياهو: «شخص واحد مع ثلاثة لوائح اتهام بالفساد هو الذي يفصل بيننا وبين حكومة وحدة قومية. وهذه الدولة بحاجة إلى حكومة وحدة برئاسة (كحول لفان)، مع (الليكود)، ومع أفيغدور ليبرمان وحزب العمل». وأكد: «نحن لن نجلس تحت رئيس حكومة مع لائحة شبهات أو لائحة اتهام. ومواطنو دولة إسرائيل يستحقون حكومة وحدة مستقرة، مع رئيس حكومة من دون لوائح اتهام. ويستحقون حكومة تنشغل بالصحة والتعليم والأمن، وليس بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة». وقال غانتس إن حزبه كله يبذل الجهود من أجل تشكيل حكومة وحدة واسعة ومستقرة، وإلى جانبها كنيست يؤدي مهامه. وأضاف: «دولة إسرائيل منشغلة منذ مدة أطول مما ينبغي بالانتخابات. وقد التقيت مرتين مع نتنياهو؛ لكن الانطباع هو أنه بدلاً من الاهتمام بمواطني دولة هو يحاول قيادتي إلى لعبة اتهامات». وتابع: «ثمة ما يمكن التحدث حوله مع (الليكود). وهناك خطوط عريضة بالإمكان تشكيل حكومة وحدة بالاستناد إليها، و80 في المائة من مواطني الدولة يوافقون عليها. وهذه فرصة لتشكيل حكومة وحدة، وليس حكومة حصانة لنتنياهو من المحاكمة».

وبما أن غانتس عاد ليتحدث عن حكومة مع «الليكود» من دون نتنياهو، أقدم الأخير على سلسلة اتصالات مع المقربين إليه في «الليكود» لإجراء انتخابات داخلية تسد الطريق على خصومه الداخليين. وحسب مصادر في «الليكود»، فإن نتنياهو ينوي العمل على إجراء انتخابات تمهيدية لرئاسة حزب الليكود خلال أسابيع قليلة، في محاولة لضمان منصبه كرئيس للحزب، في حال أجريت انتخابات عامة جديدة. وفي أعقاب ذلك، كتب منافسه على رئاسة «الليكود»، عضو الكنيست غدعون ساعار، في حسابه في «تويتر»: «أنا مستعد». وقال مصدر مقرب منه إن خطوة نتنياهو هذه تهدف أن يمنع ساعار أو غيره من تهديد مكانته في «الليكود»، وأن يكسر أي تمرد عليه في «الليكود» وينضم لحكومة وحدة من دونه. وكان غانتس قد صرح، صباح أمس، بأن فرص التوصل إلى اتفاق مع «الليكود» لم تنتهِ بعد، مضيفاً قبل افتتاح الكنيست الثاني والعشرين: «ستخبرنا الأيام القليلة المقبلة ما إذا كنا في طريقنا إلى الكنيست الثالث والعشرين قبل بدء الكنيست الثاني والعشرين».

 

رسائل تكشف مقايضة ترمب لرئيس أوكرانيا بلقاء مقابل التحقيق بشأن بايدن

واشنطن/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

نشر الديمقراطيون في مجلس النواب، أمس (الخميس)، رسائل نصية تظهر أن المبعوث الأميركي الخاص لكييف قال للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن عليه فتح التحقيق الذي يطالب به الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذا كان يرغب في تلقي دعوة لزيارة واشنطن، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وترمب متهم بالضغط على زيلينسكي للتحقيق بشأن خصمه المحتمل في انتخابات 2020، جو بايدن، مقابل مساعدات عسكرية قدرها 400 مليون دولار، في فضيحة أدت إلى فتح تحقيق يهدف لعزل الرئيس الأميركي. وتظهر الرسائل التي نشرها النواب الديمقراطيون أن المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا، كورت فولكر، كتب لأندري يرماك، كبير معاوني زيلينسكي، متعهداً بترتيب زيارة إلى واشنطن للرئيس الأوكراني الجديد، مقابل التحقيق. وكتب فولكر، في رسالة بتاريخ 25 يوليو (تموز) الماضي: «وصلني من البيت الأبيض أنه إذا أقنع الرئيس (زيلينسكي) ترمب بأنه سيحقق، ليعرف حيثيات ما حصل في 2016، سنحدد تاريخاً لزيارة إلى واشنطن. حظ سعيد». واتُّهم ترمب بالضغط على زيلينسكي لفتح تحقيق بالفساد بحق بايدن، في اتصال جرى في وقت لاحق من اليوم ذاته، عبر جعل هذه الخدمة شرطاً لتقديم مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا.

وقبل أيام من مكالمة الرئيسين، كتب فولكر في رسالة نصية إلى سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي، غوردون سوندلاند، أنه من المهم للغاية بالنسبة لزيلينسكي «أن يقول إنه سيساعد في التحقيق». وجاء نشر الرسالة النصية في اليوم ذاته الذي تحدث فيه فولكر لأكثر من 8 ساعات مع محامين من مجلس النواب، في مقابلة ركزت على دوره في الجهود المفترضة التي بذلها ترمب، ومحاميه الخاص رودي جولياني، لالتماس التدخل الخارجي في الانتخابات الأميركية المقبلة. وأبلغ شخص، لم يكشف من هويته سوى أنه عنصر في الاستخبارات الأميركية، عن المخاوف المرتبطة بالاتصال الذي جرى بين ترمب وزيلينسكي، مما تسبب بفتح تحقيق يهدف لعزل الرئيس. ودعا ترمب، أمس، كلاً من الصين وأوكرانيا إلى فتح تحقيقات بشأن بايدن، ونجله هانتر بايدن. وأعلن النائب العام الأوكراني، اليوم (الجمعة) أن مكتبه يراجع عدداً من الملفات المرتبطة بمجموعة الغاز «بوريسما» التي كانت لفترة على صلة بابن بايدن. وقال النائب العام، روسلان ريابوشابكا، للصحافيين: «نجري تدقيقاً في القضايا التي أشرف عليها في السابق مكتب المدعي العام»، وأضاف: «نراجع كل الملفات التي أغلقت لاتخاذ قرار حول قانونية ذلك»، مشدداً على أن هذه الملفات لا تعني على ما يبدو ابن جو بايدن.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ملامح إنتقام من «القوات»

طوني عيسى/الجمهورية/05 تشرين الأول/2019

فجأة، فُتِح الدُرج. وُضِع قانون الانتخاب على طاولة النقاش، وبدأ الصراخ «على رأسه»: «هذا يناسبني وذاك يناسبك»! الغريب، في تلك اللحظة، أنّ البلد كلّه كان في مكان آخر. كان يغلي، على مشارف انهيار مُريع لليرة، في استعادةٍ لكابوسٍ سابق. و«على أساس» أنّ أهل السلطة اجتمعوا كهيئة طوارئ لمنع الانهيار، فمِن أين جاءتهم الفكرة الغريبة في هذه «الحَشْرة»: أتركوا الانهيار في حاله، وتعالوا ننظّم الانتخابات المقبلة بعد 3 سنوات! عند التعمّق في السياق السياسي، لا يمكن استغراب ما حصل. فقانون الانتخاب هو الأداة التي ستستعمل بعد 3 سنوات لتركيب السلطة بكاملها، مبدئياً، وفي غضون أشهر قليلة: مجلس النواب (ربيع 2022)، والحكومة بعد ذلك مباشرة، ورئاسة الجمهورية (خريف 2022). وجَد بعض الأقوياء أنّه من الممكن، بدءاً من اليوم، إجراء مساومات وعقد صفقات حول هذا القانون، أي حول مستقبل كل من القوى السياسية في التركيبة الآتية، مع انتهاء عهد الرئيس ميشال عون.

ولكن أيضاً، عند الحاجة، يمكن استعجال الأمر للابتزاز، أو لعقد صفقةٍ تغطّي السنوات الثلاث الباقية من العهد. أي، إجراء تعديلات في تركيبة الحكومة الحالية، بحيث تتمّ تقوية أطرافٍ سياسية فيها، وإضعاف أطرافٍ أخرى، لضمان السيطرة على الانتخابات والاستحقاقات المقبلة.

وهذا الأمر يرتدي أهمية بالغة في هذه المرحلة. لأنّ الأزمة الحالية ليست محض اقتصادية - مالية - نقدية، بل هي سياسية بكل المقاييس، وذات أبعاد إقليمية ودولية. وتحديداً، هي أحد مشاهد «الكِباش» بين الولايات المتحدة وإيران، حيث لبنان ساحة قتال وأداة مواجهة يستخدمها الطرفان.

وتتوزّع خريطة القوى الداخلية المنخرطة في الصراع، كالآتي:

1- «حزب الله» يدير معركة إيران، ويحظى بدعم شريكه الشيعي الرئيس نبيه بري الذي يحاول الاحتفاظ بتَموضع أكثر انفتاحاً. ويتحالف معه الرئيس عون و«التيار الوطني الحرّ» على رغم الضغوط الأميركية القوية لفكّ ارتباطه بـ«الحزب».

2- الرئيس سعد الحريري عاجز عن مواجهة «الحزب» والخروج من التسوية، كما هو عاجز عن مقاومة ضغوط الولايات المتحدة والسعودية التي تدفعه إلى المواجهة.

3- رئيس التقدمي وليد جنبلاط أنجَز قبل أيام مساومة، على مَضَض، مع أركان التسوية، أدّت إلى تهدئة اللعبة التي وصلت إلى ذروة الغليان بعد حادثة قبرشمون. وهو تلقّى دعماً مباشراً ببيان السفارة الأميركية، كما تلقّى تطمينات داخلية إلى أنّ «مستقبل» بيتِه السياسي محفوظ إذا «لم يُشاغب». وهكذا، يتأرجح جنبلاط ضمن الخانة الرمادية، إنتظاراً لما سيأتي.

4- الدكتور سمير جعجع هو الوحيد المعترض من داخل تركيبة الحكم الحالية، ويعتبره الخصوم جزءاً من معسكر الخيارات الأميركية والسعودية. وهو نفسه أكّد أخيراً أنه وحده المستهدف، إذ قال: «وجودنا لا يناسب الآخرين، ومعظمهم على طاولة مجلس الوزراء «بيشوفونا مِتل الصوص الغريب».

5- قوى الاعتراض الموجودة خارج السلطة، كحزب الكتائب وشرائح المجتمع المدني.

يخوض «حزب الله» معركة إيران، واستراتيجيته تقضي بالدفاع عن التركيبة الحالية. وهو مطمئن إلى عون وفريقه السياسي، ومرتاح إلى أنّ الحريري لم يخطئ معه منذ عودته إلى السراي. ويسجّل «الحزب» للحريري أنه، منذ عامين، يُماطِل في استجابة الدعوات السعودية والأميركية الملحّة للخروج من التسوية.

أمّا الولايات المتحدة، التي تعبت من المراهنة على «استقلالية الحَدّ الأدنى» لدى عون وفريقه السياسي، فلا تزال تراهن على أنّ الحريري سيندفع في النهاية - تحت الضغط - إلى خارج المنظومة التي تدعمها إيران.

لكنّ الأميركيين مرتاحون إلى تَموضع جنبلاط وجعجع، والقوى الأخرى غير المنضوية في منظومة السلطة. ومقابل هذه المنظومة التي تدعمها إيران، يحافظ الأميركيون على مؤسستين خطاً أحمر: الجيش ومصرف لبنان.

بناءً على هذه الصورة، يمكن إدراك لماذا سارَع «حزب الله» إلى رَمي قانون الانتخاب على الطاولة في شكل عاجل وخارج السياق. إنه يتعامل مع الأزمة المالية - النقدية باعتبارها أحد أوجُه الهجوم عليه. وهو قرّر الردّ عليها باستهداف مباشر للخصوم، والتلويح بإضعافهم وعَزلهم عن تركيبة الحكم.

في تقدير «الحزب» أنّ تحالف القوى المستفيدة حالياً من تركيبة السلطة سيدافع عنها بشراسة. ومن شأن هذا «الكارتل» السياسي أن يحوّل القوى الأخرى أقليةً مَعدومة القدرات، ولو كانت تتلقى الدعم الأميركي والسعودي.

وأمّا سلاح الشارع الذي تمتلكه قوى الاعتراض، فهو محدود الفاعلية في نظر العديد من المتابعين. وأثبتت التجارب السابقة كلها، وآخرها تجربة الأحد الفائت، أنّ مجموعات حزبية صغيرة تستطيع - عندما تريد - إفشال الحراك المدني وإدخاله في الفوضى، فيسقط، ويُصاب أصحابه بالإحباط.

في هذا السياق، جاء التلويح بقانون انتخاب «انتقامي». والهدف هو إخافة جنبلاط، ولكن خصوصاً استثارة مخاوف جعجع الذي يعرف أنه على رأس لائحة المستهدفين، وأنّ خصومه يتمنون إضعافه وعزله. لذلك، إنّ جعجع هو اليوم أكثر القَلقين من عملية ابتزاز يتعرض لها بتغيير قانون الانتخاب الحالي الذي كان ملائماً له في دورة العام الفائت، فوَفّر له الدخول إلى المجلس النيابي بكتلة قوية قوامها 15 نائباً. المثير أنّ الوزير جبران باسيل هو أيضاً يخشى انقلاباً في قانون الانتخاب، يطيح المكتسبات التي حققها في القانون الحالي. هو طبعاً يريد إضعاف خصمه الماروني اللدود جعجع، ولكن بوسائل أخرى. فأيّ اهتزاز في قانون الانتخاب قد يدفع باسيل أيضاً ثمنه. وهو يدرك أنّ أعداءه كثيرون، في الطوائف كافة، ينتظرونه «على كوع» قانون الانتخاب لإضعافه أيضاً.

هل يُتاح الانتقام من «القوات» وإضعاف جعجع في النصف الثاني من عهد عون، بحيث يفقد الحضور في استحقاقات 2022؟ الجواب رهنٌ بمَدى تَماسك الحريري وجنبلاط مع «القوات»، بحيث يشكّلان معها حدّاً أدنى من الجبهة القادرة على الصمود، بدعم أميركي وسعودي. لكنّ الحريري لا يوفّر مناسبة إلّا ويذكّر فيها بأنّ جعجع كان المُحرّض الأساسي عليه عشيّة أزمة الاستقالة الشهيرة في الرياض، قبل عامين. وسيكون على الجميع أن يفكروا جيداً: مَن هم أعداؤهم الحقيقيون ومَن هم حلفاؤهم، قبل أن يتخذوا أي قرار.

 

 لا يُمكن أن يكون «العهد قويّاً» في دولة فاشلة!

ريمون شاكر/الجمهورية/05 تشرين الأول/2019

منذ الطائف، والنظام السياسي اللبنانـي لا يُـحكَم بدستوره، بـل بالـمواثيق والأعراف وبتقاسـم السلطة الـمبـنـي على الصيغة الطائفية. فعلى رغم النصّ فـي الدستور على فصل السلطات، إلاّ أنّ التداخل بقيَ قائـماً، وبُنيت صيغة الـحكم على موازيـن القوى الطائفية حسب أحجامـها، وأدّى تقاسـم السلطات إلى تعطيل قواعد النظام البـرلـمانـي، وتـحوّلَ الـحُكْم من حُكْم الرأس الواحد إلى حُكْم «الرؤوس الـمذهبية» أو ما يُسـمّى «فيديرالية الطوائف»، التـي لا يـجمعها أيّ هدف أو رؤية. ذه التـركيبة القائـمة على توازنات دقيقة بيـن زعماء الطوائف، وعلى الـمحاصصة وتقاسـم السلطات، فرضت أن يكون القرار السياسي قراراً جـماعياً لا يعالـج الـمشكلات جذرياً، فأخفقت الطبقة السياسية الـحاكمة فـي إيـجاد الـحلول لـما تعانيه البلاد من أزمات على كل الصّعُد.

لبنان فـي خطر حقيقي، وأبناؤه قلقون وخائفون من الآتـي، ليس فقط بسبب الوضع الإقليـمي الـمتفجّر والسلاح غيـر الشرعي الـمتفلّت، ولا بسبب وضعه الإقتصادي والـمالـي وارتفاع سعر صرف الدولار وازدياد نسبة الفقر والبطالة، ولا بسبب تلوّث مياهه وبـيـئـتـه واهتـراء بـنـيـتـه التـحتيّة .. بل بسبب رعونة زعمائه ومسؤوليه، الذيـن يـحاولون التـملّص من مسؤولياتـهم وتقاذف التّـهم وتـحميل الطرف الآخر المسؤولية عن تردّي الأوضاع الـحياتية والـمعيشية والـمالية وفشل تنفيذ الإصلاحات الـمطلوبة لإنقاذ البلد من الإنـهيار. فـي الـحقيقة، وضعنا الـحالـي ميؤوس منه، بفضل هذه الطبقة السياسية الفاسدة والفاشلة، وهذه «التـركيبة» الـمتناقضة التـي تـحكم البلاد. إنّـها مـجموعة قبائل جـمعتـها الظروف والأقدار فـي وطن واحد، وأطلقت على إجتـماعها ما يُسـمّى «العيش الـمشتـرك». فكل قبيلة تعتبـر زعيمها وقائدها قديساً أو نصف إله، وهذا الزعيـم لا يُـمكن أن يُـخطئ أو أن يكون فاسداً أو سارقاً أو عميلاً أو مُستـزلـماً أو شعبوياً أو «مصلحجياً»، وحده الـمُنقذ والـمخلِّص الذي يعمل لـمصلحة الوطن. إن كان مع إيران، فـهو على حقّ، وإن كان مع السعودية، فـهو على حقّ، وإن كان مع سوريا، فـهو على حقّ، وإن كان مع أميـركا، فـهو على حق. أمّا إذا كان مع لبنان، وفقط مع لبنان، فـهو عميل لإسرائيل وللصهيونية العالـمية.

مصائبنا ليست وليدة الأمس، رافقتنا قبل الإستقلال وبعده، وقبل وجود منظمة التـحرير الفلسطينية وبعدها، وقبل الوجود السوري وبعده. فعلى رغم الإزدهار الذي حصل فـي عهد الرئيس كميل شـمعون، إنتـهى عهده بثورة، وعلى رغم الإصلاحات التـي حصلت فـي عهد الرئيس فؤاد شهاب، فقد عارض الكثـيـرون التـجديد له وانتقدوه بسبب رجال «الـمكتب الثانـي».

وعلى رغم التوافق على مـجيء الرئيس ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، فقد انتـهى عهده بالإختلاف على «إعلان بعبدا» وعلى الـحياد عن الصراعات الإقليمية. لـم يُـحسِن زعماؤنا بناء دولة لأنـّهم تلهّوا، كما يـحصل اليوم، فـي الـمحاصصات وفـي تبادل الإتـهامات وتقاذف الـمسؤوليات.

عندما تكون الدولة غيـر قادرة على فرض سلطتـها على ترابـها الوطنـي، وغيـر قادرة على تأميـن حدودها البـرّية ومياهها الإقليمية ومـجالـها الـجويّ، ومعابـرها فالتة لكل أنواع التـهريب، ووجود ميليشيات وقوى مسلّحة خارج الشرعية تسيطر على قرارها، وشعبها منقسم مـجتمعياً ومناطقياً وطائفياً ومذهبياً، والفساد يـنخر مسؤوليها وأجهزتـها ومؤسّساتـها، وتكثـر السرقات والسمسرات والـمحاصصات، والقضاء معطّل والـمحاسبة مفقودة، والأغراب على أرضها يشكّلون نصف عدد سكانـها، ويتنامى الفقر والبطالة والـهجرة، ويتدهور الإقتصاد تدهوراً حاداً، وتنهار قيمة النقد الوطنـي، وتفقد الناس ثقتـها بالدولة ومؤسّساتـها التـي تعجز عن تأميـن أبسط مقوّمات الـحياة والعيش الكريـم.. عندها، لا يـجوز الكلام إلاّ عن دولة فاشلة وحكومة فاشلة ونظام فاشل، وليس عن عهد قويّ ودولة مكتملة الـمواصفات. ولا يُـمكن لأيّ عهد، مهما كثـر عدد مؤيّديه وأتباعه أن يكون قويّاً وناجحاً من دون حكومة متماسِكة ومتضامِنة وفاعِلة.

يقول أدولف هتلر: «عندما تقود الـحكومة الشعب إلى الـخراب بشتّـى الوسائل والإمكانات، يصبح عصيان كل فرد من أفراد الشعب حقاً من حقوقه، بل واجباً وطنياً».

 

وقت المصارحة

مروان اسكندر/النهار/05 تشرين الأول/2019

ان هذا المقال لا يهدف الى النيل من سمعة أي وزير أو رئيس وزراء أو لا سمح الله رئيس الجمهورية، بل يهدف الى تبيان حقيقة المشكلة القائمة والتي تحتاج الى اكثر من جرعات التهدئة، على منفعة هذه الجرعات، لتأمين فرصة لانجاز برامج عملية. لكن السبب الرئيس لنقص الدولار عن الحاجات وخوف الناس من انقلاب اوضاع المصارف هو تبخّر الثقة بلبنان وسياساته الاقتصادية وبرامج تطوير البنى التحتية فيه، سواء على مستوى معالجة ازمة الكهرباء، انجاز الطرق، توسيع المطارات، ضبط التلوث الخ. لا بد من توضيح ادعاء تبخر الثقة. عام 2008، تفجرت الازمة المالية العالمية واصبحت المصارف الكبرى، سواء السويسرية، الفرنسية، البريطانية والاميركية معرضة للافلاس، وقد انقذ عدد كبير من المصارف بدعم من سلطات المصارف المركزية ووزارات المال أحيانًا، وشملت عمليات الانقاذ بنك Crédit Suisse، وبنك باركليز في لندن، والسيتي بنك في الولايات المتحدة، وجرت عمليات شراء اسهم في شركات تعثرت اعمالها مثل شركة التامين على الحياة AIG التي بلغت تكاليف انقاذها 180 مليار دولار، وللاختصار نشير الى تكاليف التدخل والانقاذ في البلدان الرئيسية المتطورة. الشرارة انطلقت من افلاس مصرف بريطاني في أيلول 2007 اقتضى انقاذه 50 مليار جنيه استرليني. وفي تشرين الاول أفلس بنك ليمان براذرز عن 640 مليار دولار، وتبعته شركة استثمارية لبرنارد مادوف الذي كان يدير استثمارات بلغت 62 مليار دولار، وكان يتعالى عن المستثمرين ويشعرهم، ان هو تقبل مساهمات منهم، بانه يحن عليهم، وكل ما ظهر انه نصاب دولي وهو اليوم مسجون، واحد ابنائه انتحر، ولا تزال شؤون مؤسسته خاضعة لإجراءات قانونية.

اذا أردنا اختصار النتائج المالية الكارثية لازمة عام 2007 – 2008، يمكننا الاشارة الى أن مبادرات المساندة المالية من المصارف المركزية، بما فيها المصرف المركزي الاوروبي ووزارتا المال في بريطانيا والولايات المتحدة، بلغت الارقام الآتية:

استناداً الى الاحتياط الفيديرالي الاميركي، بلغت خسائر ثروات الاسر الاميركية (2007-2008) 14 تريليون دولار، وجاء في تقرير الاستقرار المالي العالمي الذي أصدره صندوق النقد الدولي عام 2012 ان المصارف الاوروبية والاميركية خسرت أكثر من 2.8 تريليوني دولار (2007-2008) لعلاج وقع الازمة المالية. وتعهدت الحكومة الاميركية والاحتياط الفيديرالي الاميركي دعماً بلغ 14 تريليون دولار وفقاً لما أورده تقرير تدفق الاموال الصادر عن الاحتياط الفيديرالي.

وجدير بالذكر ان تصنيف ستاندارد أند بورز لشركة التأمين الاميركية التي احتاجت الى 180 مليار دولار لانقاذها، كان على مستوى AAA أي جيد جدًا، وتصنيف شركة النصاب برنارد مادوف كان على مستوى AA أي جيد، وتالياً وليس للتشكيك في مؤسسات التصنيف العالمية، يمكن النظر في المقاييس التي توفرها لمعايير الاقراض في لبنان وسيولة المصارف، التي لا تزال تتعدى النسب المطلوبة في أوروبا وبالتأكيد النسب المطلوبة لسيولة المصارف الكبرى في الولايات المتحدة والتي لا تزيد على 3 في المئة.

خلال تلك الحقبة السوداء عالمياً، حوّل اللبنانيون 24 مليار دولار الى لبنان من حساباتهم في الخارج، اذ كانت الفوائد منخفضة في العالم الصناعي، ولا بأس بها في لبنان، واليوم الفوائد على الودائع سلبية في سويسرا ولا تزيد على 2 في المئة في الولايات المتحدة. واللبنانيون يملكون في الخارج على الاقل 60 مليار دولار في المصارف ولا يحوّلون الى لبنان ، فهل هنالك برهان أوضح على فقدان الثقة؟

منذ ثلاث سنوات والتحويلات الخارجية الى المصارف العاملة في لبنان على تناقض. فالنتائج التي كانت تظهر أن الودائع ارتفعت بنسبة 2 في المئة، كانت دون الفوائد المتحصلة على الودائع، والقدرات على الاقراض انحسرت خصوصاً بعد رفع الفوائد للدفاع عن الودائع، ومع ذلك كان هنالك انخفاض.

وتزيد ملامح الخوف ندرة المعارف الاقتصادية لدى المحللين في لبنان، وبين المتصدين لتفسيرات الازمة ومضاعفاتها معلقون سياسيون بارزون وأحيانًا بينهم من لا يدرك تفاصيل الاشارة الى الودائع، ومن هذه 45 في المئة لدى مصارف لبنانية تعمل في الخارج، والى احتياط مصرف لبنان وهنالك تداخل بين الاثنين الى حد بعيد. ان المشكلة الرئيسية – بعد تبخر الثقة – هي في تغطية عجز انتاج الكهرباء وتوزيعها منذ عام 2008 وحتى تاريخه. فرفيق الحريري انجز انشاء معملين بطاقة 450 ميغاوات لكل معمل ومعملين بطاقة 80 ميغاوات في كل من بعلبك والنبطية، ولم يحتج الى اقتراض أكثر من 1.2 مليار دولار للكهرباء التي وفرها للبنان 24/24 ساعة عام 2002. في المقابل، بلغ عجز الكهرباء منذ عام 2008 وحتى تاريخه بما يشمل مخصصات 2018 و2019، 30 مليار دولار وهذا المبلغ مع الفوائد المتأتية عن اقراضه باتت تشكل نسبة 52 في المئة من الدين العام، وهي القضية الرئيسية التي يجب معالجتها اذا كان لنا ان نتجاوز الازمة قبل انقضاء 2020. والسؤال ما هي برامج الكهرباء التي يبدو انها ضعيفة وغير واقعية وبالغة الكلفة؟

ان الامر الواضح وضوح الشمس هو ان مدخل تفكيك الازمة الخانقة يتمثل في حل قضية الكهرباء. فالكهرباء متوافرة من معامل الدولة والسفينتين التركيتين بما يساوي 1600 ميغاوات، والقطاع الخاص وفر طاقة انتاجية على المستوى ذاته، لكن شراء الكهرباء مع ما يتحصل للمشترك من مصلحة كهرباء لبنان ينتهي بتحميل المشترك كلفة الكيلووات/ ساعة على مستوى 24-25 سنتًا، أي ما يعادل بالفعل كلفة انتاج المعامل المهترئة لدى مصلحة كهرباء لبنان قبل احتساب الخسائر التقنية التي ترفع الكلفة الى 28 سنتاً لكل كيلووات/ ساعة من الانتاج، يضاف اليها على شبكة التوزيع ما يساوي 17 في المئة والنهاية لدى مصلحة كهرباء لبنان تكون بتحصيل 35 في المئة من تكاليف انتاج وتوزيع وفوترة واصلاح اعطال الانتاج والتوزيع.

لقد أكدنا تكرارًا ان استخدام مولدات ذات قدرات متوسطة للانتاج والتوزيع من مناطق قريبة من طرابلس وجبيل وجونية والنبطية وصور بالاعتماد على شركات خاصة، أمر يؤمن الكهرباء 24/24 ساعة لـ90 في المئة من المشتركين، ويحقق جباية بمستوى 99 في المئة مع هدر تقني جد محدود مقابل خسارة حالية للطاقة الموزعة تصل الى 50 في المئة (تقني وسرقة)، والكلفة تكون على مستوى 14 سنتاً لكل كيلووات/ ساعة. والمساهمون في تأمين هذه الوحدات يتحملون تكاليف استيراد اللقيم، أكان من المازوت النظيف، أم من الغاز ان حازوا عقوداً لسنوات، أو غاز البوتان الذي يمكن التعاقد على مشترياته لسنوات في الاسواق المالية.

اذا اقدمنا بشجاعة على هذه الخطوات، لن تكون هنالك حاجة الى سفن لتوليد 1050 ميغاوات كما بشرتنا الوزيرة. وهذا التوجه سيضيف الى العجز على الاقل 1.1 مليار دولار سنويًا، وتكاليف ثلاث سنوات لهذه لسفن اضافة الى السفينتين العاملتين تعني ان العجز سيرتفع الى 1.4 مليار دولار سنويًا على الاقل، وهذا الخيار يعني تراكم عجز اضافي يساوي 4.2 مليارات دولار تكفي لانجاز معامل بطاقة 5000 ميغاوات لو كان هنالك تخطيط. ونعتبر هذا الخيار انتحاراً اقتصادياً، ونعجب كيف ان الرئيس الحريري يمكن ان يوافق عليه و”تيار المستقبل” انجز دراسة موسعة عن الكهرباء اشارت الى مخاطر استمرار العجز عام 2015، والوزير باسيل أعلن منذ أسبوعين انهم لو تنبهوا لمخاطر استمرار عجز الكهرباء منذ 2015 لكانوا حققوا وفرًا على مستوى 10 مليارات دولار. اننا نناشد رئيس الوزراء ووزير الظل لشؤون الطاقة الالتفات الى ضرورة انقاذ الوضع المتأزم، ونشير الى ان انحسار التحويلات والذي يسهم في نقص الدولار عن الحاجات يمكن تعويضه باستدراج استثمارات كبيرة، في تلزيم مرفأ طرابلس، ومطار الرئيس رينه معوض، واستدراج استثمار في اعادة تشغيل مصفاة طرابلس انما بطاقة خمسة ملايين طن بدل ما كانت عليه قبل توقفها أي 1.8 مليون طن.

ان الخطوات المعددة اعلاه تؤدي الى توازن اقتصادي ومالي أفضل، والشريك الانسب يتمثل بالدولة التي تحتل المركز الاول في احتياطها النقدي، وبالتأكيد المركز الثاني ان لم يكن الاول في مجالات التقنيات الالكترونية الحديثة، أي الصين، وما نعرفه ان أي مقاربة لم تحصل مع الصينيين، ولعل المسؤولين ينشغلون بعمليات معالجة الازمات، لا بترسيخ قواعد النمو والازدهار. ويمكن الصينيين الذين يشغلون أكبر مرفأ في باكستان، ومرفأ أثينا في اليونان، ومرفأ حيفا في اسرائيل، بالتأكيد تشغيل مرفأ طرابلس وانجاز حائط حمايته ولديهم القدرة على تأسيس مصرف في لبنان من فروع مصرفهم الصيني الدولي برأسمال ثلاثة مليارات دولار.

 

لا لقاء بين عون والأسد إذا لم يكن نجاحه مضموناً

اميل خوري/النهار/05 تشرين الأول/2019

إذا كان عقد لقاء بين الرئيس ميشال عون والرئيس بشار الأسد يؤمّن عودة النازحين السوريين الى ديارهم، فينبغي أن يُعقد سريعاً لأن تأمين هذه العودة يحل جزءاً من الأزمة الاقتصادية والمالية في البلاد، ويجب ألّا يحول دون عقده اعتراض هذا أو ذاك لأسباب شتى، فمصلحة لبنان ينبغي أن تعلو على كل مصلحة.

لكن السؤال المطروح هو: هل يكون عقد مثل هذا اللقاء ناجحاً ويؤمّن عودة كل النازحين السوريين الى ديارهم، فلا يكون عندئذ موضوع اعتراض أحد لأن هذه العودة تستحق عقد مثل هذا اللقاء، إلا أنه يصبح موضوع اعتراض، وإنْ لغايات سياسية اذا لم يكن ناجحاً واقتصر على التقاط صورة يستغلها البعض من نواحٍ عدة؟ لذلك لا بد من اجراء اتصالات تسبق عقد هذا اللقاء ضماناً لنجاحه وللتأكد من استعداد الرئيس الأسد لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بتأمين عودة آمنة لكل نازح، وللتأكد أيضاً من دور روسيا المؤثر في هذا المجال، خصوصاً بعد ما تردد أنها اقترحت على المفوضية العليا لشؤون اللاجئين اقامة مخيمات لهم داخل الأراضي السورية لتأمين عودتهم اليها، وأن تتولى الأمم المتحدة توفير المال والدعم اللوجيستي لتأمين انتقالهم الى هذه المخيمات. وتنتظر روسيا جواب المفوضية على هذا الاقتراح ورأي الدول المعنية، وان تتولى روسيا أيضاً بوحداتها العسكرية توفير الحماية الأمنية للنازحين السوريين العائدين وعدم ملاحقتهم لأي سبب، ولا تظل الأولوية لتأمين هذه العودة للحل السياسي الذي قد يطول انتظاره.

إن على السلطة اللبنانية قبل أن تقرر عقد لقاء بين الرئيسين عون والأسد وليكون ناجحاً معرفة موقف النظام السوري أولاً من الاقتراح الروسي الذي طُرح بعدما أخذت الخطة الروسية السابقة تراوح مكانها لأسباب شتى، حتى اذا تأكدت من الموافقة على هذا الاقتراح أو على غيره من الاقتراحات، يصبح هذا اللقاء ضرورياً وناجحاً أياً يكن موقف البعض منه. فعودة كل النازحين الى ديارهم تستأهل مثل هذا اللقاء شاء مَن شاء وأبى مَن أبى، شرط أن يكون ناجحاً وليس لمجرد التقاط صورة تذكارية تُستغل سياسياً. لقد سبق أن عقدت قمة بين الرئيس عون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصدر عنها بيان أشار الى “ضرورة توفير الظروف الاقتصادية والاجتماعية لعودة النازحين”. فهل باتت هذه الظروف متوافرة للبحث في الاقتراح الروسي بانشاء مخيمات للنازحين السوريين داخل الأراضي السورية، الى جانب السعي التركي لاقامة منطقة آمنة على الحدود التركية – السورية يعود اليها النازحون السوريون في تركيا؟

إن هذا ما ينبغي على السلطة اللبنانية معرفته قبل عقد لقاء بين الرئيسين عون والأسد ليكون لقاء ناجحاً، لأنه اذا لم يكن كذلك فإن كثيرين في لبنان وخارجه سيستغلّون فشله ويحمّلون السلطة اللبنانية مسؤولية اتخاذ قرار لم يكن في وقته المناسب، في حين أن نجاح اللقاء يسكت كل معترض لأن نتائجه ستساعد على إراحة لبنان من وطأة أزمة اقتصادية ومالية أو من جزء منها، ولم يعد في وسعه تحمّل المزيد، خصوصاً اذا ظل حلّ مشكلة النازحين السوريين ينتظر التوصل الى حل سياسي للوضع في سوريا، أو ينتظر إعادة إعمار ما تهدّم.

إن مرور الوقت ليس في مصلحة لبنان، فعلى السلطة إذاً التحرك بسرعة لمعرفة حقيقة النيات السورية، ومدى قدرة روسيا على جعل اقتراح انشاء مخيمات النازحين داخل الأراضي السورية مقبولاً من النظام السوري ومن المجتمع الدولي، وإلا كان أي لقاء لبناني – سوري بلا جدوى، بل يحدث مزيداً من الانقسام الداخلي الذي قد تكون له تداعياته خصوصاً في الظرف الدقيق الراهن.

 

مستقبل "العهد" وحاضره بين يديّ نبيه برّي

منير الربيع/المدن/05 تشرين الأول/2019

إسم الرئيس نبيه برّي يدل عليه: النباهة. وهو الآن متيقظ تماماً لدوره الذي أناطه لنفسه، أي أن يكون قدر المستطاع الجهة الضامنة لمختلف القوى السياسية. الرجل مغرٍ في ميله إلى الاستيعاب والصبر. ويُحسد على موقعه ودوره ومواقفه. لا يغيب عن باله أن هناك من يطمح إلى تحجيمه خوفاً على نفسه أو تداركاً لخوائه أن وقف إزاءه. وفي أحلك الظروف وأصعبها، كان قادراً على قلب الميمنة على الميسرة. وبات في هذه الفترة أكثر تمسكاً بقناعة أن لبنان لا يحكم من طرف على حساب آخر.

إسم عون رئيساً

هو الآن، باختياره أو بالقدر السياسي، صمام الأمان، كما شهدنا مؤخراً في ملفات ترسيم الحدود، العقوبات على حزب الله، ومن خلفه على الطائفة الشيعية ولبنان، المصالحات بين القوى السياسية. ضبط إيقاع الحياة السياسية انسياباً مع التطورات الخارجية، ورهاناً على مبدأ الحوار.

محاولات حصاره وتكبيل حركته لا تتوقف. لكنّه يثبت دوماً أن من كانوا راغبين بإلغائه يعودون إليه بنهاية المطاف. الرغبة بالإلغاء أو إضعاف دوره توضحت مراراً منذ انتخاب الرئيس ميشال عون. مواقف كثيرة أطلقت في السرّ وفي العلن، هدفها إخراجه من "مطبخ القرار اللبناني". فبدا مرات عدة أن وصفاته وحدها هي التي تنجح.

كان الرئيس ميشال عون أول رئيس للجمهورية لا يسميه أو يرشحه نبيه برّي منذ ما بعد اتفاق الطائف. درجت العادة أن يخرج إسم رئيس الجمهورية بمبادرة برّي أو رعايته. كُسرت تلك القاعدة في 31 تشرين الأول 2016. ولذلك أسباب عديدة، منها مواقف برّي الرافضة لمبدأ الإلغاء، والرافضة أيضاً لمنطق تعطيل جلسات الانتخاب. فهو كان قادراً على ذلك ولم يفعل. التزم بموقف مبدئي حينها بعدم سيره بالتسوية والتصويت لعون. لكنه أيضاً في هذه المعركة التي عدّها كثر معركة شخصية ضده، كان يعمل مع أفرقاء آخرين، لتدوير الزوايا، وعدم أخذ البلاد إلى إنقسام جديد، لا يكون أحد قادراً على التحكم بمساراته. عشية ليلة الانتخاب، أجرى نبيه بري اتصالات بقوى سياسية معارضة للتسوية، وأقنعها بالمشاركة والتصويت، مع التزامه بموقفه المبدئي. وهو حينها الذي داوى جراح المرشح الآخر، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

"شيخ صلح"!

انحنى برّي للعاصفة التي أراد البعض من خلالها اقتلاعه. التسوية الرئاسية وانتخاب عون شكّلاً إيذاناً بإمكانية انكفاء نبيه برّي. فأعلن حينها "الجهاد الأكبر". خبرته بلبنان وتفاصيله السياسية وضعت بين يديه جملة الملفات العالقة، فأوكلت إليه مهمات حلّها. وهو الذي انتُقد ذات يوم أنه يعمل على طريقة "شيخ صلح"، فكانت المفارقة أن لجأ إليه مطلقو هذه الصفة عليه، راجينه التدخل لإنجاز المصالحات. قانون الانتخاب الذي أجريت على أساسه الانتخابات النيابية 2018، بمعزل عن حساباته المسيحية، كان بشكل أو بآخر يستهدف نبيه برّي برمزيته وتمثيله. كان ثمة غيظ من دوره كرئيس لمجلس النواب. إذ يدير جلسات الحوار الوطني، يقدّم المبادرات، يصطنع الحلول، يرعى حوار حزب الله وتيار المستقبل. وفي فترة الانقسام السياسي، كان الطرف الوحيد في قوى الثامن من آذار الذي تلجأ إليه قوى 14 آذار للتشاور، ولا تتخلى عنه. أراد البعض سحب كل مقوماته هذه. استندوا على مبدأ تقدّم إيران على سوريا في لبنان. ففي الفترة السورية كان صاحب القرارات وراعي كل الخيارات. وبعد الانسحاب السوري تراجع دوره لصالح دور حزب الله.

قانونه الانتخابي

تلك المعادلة التي ترسّخت في رؤوس البعض دفعتهم إلى الاستعجال، لعلّهم يتمكنون من إضعافه في قانون الانتخاب، وحاولوا صنع الشرخ بينه وبين حزب الله، متحدثين عن فارق أصوات المقترعين لمرشحيه ولمرشحي حزب الله، وإظهار تراجع قوته التمثيلية داخل الطائفة الشيعية. بالتأكيد، تلك الأرقام أقلقته. لكنها لم تفقده مكانته السياسية، فاحتفظ بدوره المقرر في كل القضايا الأساسية. إلى جانب صيانته للعلاقات السياسية في الداخل، أطلق برّي الحراك الانتخابي باكراً. تقدّمت كتلته النيابية باقتراح قانون نسبي، يكون فيه لبنان دائرة واحدة مع إلغاء الصوت التفضيلي. اقتراحه هذا، يُعتبر من أهم القوانين الانتخابية التي اقترحت في لبنان. متقدّم، ويخرج البلاد من النزعات الطائفية، بحيث تكون اللوائح فيه مقفلة، وتتم عمليات الترشيح والتحالفات على أساس سياسي وليس على أساس طائفي. الأمر الذي يخفف الرشوة أيضاً حول الصوت التفضيلي، وتكون اللوائح مجبرة على ضم مرشحين مسلمين ومسيحيين، وتمثّل كل الأقضية.

القانون يحتاج إلى كثير من النقاش مع الكتل المعترضة عليه، والتي تتمسك بالصوت التفضيلي، لغايات متعددة. لكن برّي من خلال اقتراحه سيمسك مجدداً بزمام المبادرة السياسية، بشكل لا يتحول فيه إلى متلقٍ للقانون الانتخابي كما حدث سابقاً، بل يكون هو صانعه والمفاوض عليه، خصوصاً أن المعركة الانتخابية المقبلة ستكون مرتبطة بمصير انتخابات رئاسة الجمهورية، التي ستكون إما "توريثاً" لهذا العهد أو انصراماً له. 

 

الصحافي ليس جندياً يتلقى الأوامر

يوسف بزي/المدن/05 تشرين الأول/2019

مسيرة ميشال عون منذ مؤتمراته الصحافية أبان "الحرب التحرير" و"حرب الإلغاء" ثم يوم عودته في العام 2005، إلى حقبة إقامته في الرابية المترعة باللقاءات الإعلامية الصاخبة، وصولاً إلى استقراره الآن في قصر بعبدا رئيساً للجمهورية.. هي سيرة غير ودية مع الصحافيين والصحافيات. حافلة بالحوادث التي تعبّر عن سرعة غضبه وتوجسه ليس فقط من محتوى الأسئلة أو من محاولة المساجلة بل أحياناً كثيرة من مجرد النبرة التي يقال بها السؤال الصحافي.

الرئيس بطبيعة الحال، ابن المؤسسة العسكرية التي "ترّبي" ضباطها على نظام الانضباط الهرمي الصارم، ووفق مسلك واحد: إصدار الأوامر من فوق إلى تحت. وهذا الـ"تحت" ينفذ وحسب. ما من سجال أو اعتراض أو تهرب من تنفيذ الأوامر. فهذا "تمرد" وجب قمعه.

"الديموقراطية" دوماً خارج الجيش، حتى وإن كانت واحدة من أهم مهامه الدفاع عن النظام الديموقراطي نفسه. يمكن للضباط احترام الديموقراطية وشروطها لكن لا يمكنهم أن يكونوا في مؤسستهم ديموقراطيين.

إذا أضفنا هذه التربية إلى الطبع الشخصي للرئيس المتوجس، يمكن تفهم صعوبة العلاقة بين العسكري والصحافي. المرات التي أظهر فيها الرئيس استعداده لمخاصمة المراسلين على الهواء مباشرة، كانت كثيرة مقارنة بسياسيين آخرين. وهذا ما رسّخ انطباعاً أن الرئيس إذ يحترم الصحافيين إلى هذا الحد أو ذاك إلا أنه لا يكن مشاعر "الصداقة" تجاههم.

يستأنس المرء مهما كانت صفته للإطراء والمديح، وينفر ويغضب من أي نقد حاد أو ذم أو سخرية. لكن من سمات الأنظمة الديموقراطية أنها تتيح للعموم التعبير عن ميلهم الطبيعي لتناول الشخصيات العامة والمشهورة ورجال السلطة بشيء من السخرية والنقد والنميمة، بل يشغف العموم بكل احتمال فضائحي وكل رواية فاضحة. وينزع الجمهور عموماً إلى تسقّط الأخبار المثيرة وملاحقة الهفوات والزلات والأخطاء مهما صغرت.. وهذا المنزع الأصلي لدى عموم المواطنين هو الوجه الأول لمعنى المراقبة والمحاسبة والملاصق دوماً لمهنة الصحافة والإعلام.

بين رغبة الشخصية العامة صاحبة السلطة بتلقي الإطراء الدائم، ورغبة الجمهور بالمراقبة والنقد والسخرية والكشف والفضح، نجد نوعين من الإعلام. الأول المستسلم للسلطة الفاقد للصدقية بعيون الجمهور. والثاني "المشاغب" على السلطة الذي يحبذه الجمهور. أي هناك إعلام ممالق سرعان ما يتخلى عن مهمة "البحث عن الحقيقة" والاكتفاء بمهمة "الدعاية" للسلطة ولأصحاب النفوذ، وإعلام معارض (وحرّ) لا يهمه سوى إرضاء الجمهور والكشف وقول الحقائق، بل والتحريض أحياناً كثيرة.

أي ميل من السلطة لفرض تربية عسكرية قوامها تسلسل "الأوامر" من فوق إلى تحت على الصحافة والإعلام، هو خروج من الديموقراطية وعليها. أي محاولة لـ"تهذيب" الصحافة والإعلام و"تنظيفهما" من السخرية والكاريكاتورية والمبالغة والنقد اللاذع هي وصاية بوليسية ترهيبية تقيّد الحريات. بل أن شرط الديموقراطية الفعلي وجود صحافة "صفراء" ووجود هوامش للشتيمة نفسها ومتن واسع للسخرية اللاذعة.

من دون الشغب الصحافي ومن دون جمهور سليط اللسان فإن رغبة السلطة للمزيد من السلطة تصبح بلا حد. وعندها بدلاً من أن تكون تحت المراقبة والمحاسبة تصير هي قوة فالتة في "المراقبة والمعاقبة".

الرغبة التي أبدتها السلطة اللبنانية في الأيام الأخيرة لإفلات الأجهزة القضائية والأمنية على الصحافيين والإعلاميين والمدونين والناشطين.. يجب مواجهتها بأقصى درجات التحدي ومهما كلّف الثمن.

 

حزب الله يلاقي إيران والسعودية وينهي خلاف الحريري وعون

منير الربيع/المدن/05 تشرين الأول/2019

كان التوتر الأخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري مختلفاً عن التوترات التي شهدتها العلاقة بينهما سابقاً. الكلام الغاضب الذي قاله الرجلان في مجالسهما ولقاءاتهما بحق بعضهما البعض كان مرتفع النبرة، خصوصاً أن الحريري لم يقبل بهذا الكلام (من نوع "الحكومة غائبة عن الوعي") ما دفعه إلى اتخاذ مواقف مرتفعة السقف نسبياً، نُقلت عبر بعض الوسطاء السياسيين الذين عملوا على معالجة الأزمة. بدأ الإشكال في لقاء الرجلين كل على حدة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. طلب الحريري من الرئيس الفرنسي مساعدته لإقناع "العهد" بوقف العراقيل والخلافات التي تؤدي إلى تعثر المشاريع. وعندما فاتح ماكرون عون بالأمر، لجأ عون إلى شنّ هجوم عنيف على الحريري أمام الرئيس الفرنسي. الهجوم انعكس على العلاقة بين الطرفين، وتفاقم الأمر في الحملة العنيفة التي شنّها نواب التيار الوطني الحرّ ضد سعد الحريري ووالده رفيق الحريري. الأمر الذي دفع رئيس الحكومة إلى إبلاغ عون أنه لم يعد يحتمل هذا النوع من الأساليب، و"هذه المرّة لن تكون كما غيرها". بعض الأوساط القريبة من الحريري اعتبرت أنه لن يسكت على هذه الحملة، ولن يمررها ساكتاً كما في السابق، ولو اقتضى ذلك الرحيل عن رئاسة الحكومة. وبدأ في الكواليس كلام عن تكرار تجربة رفيق الحريري في العام 1998 وخروجه من رئاسة الحكومة وذهابه إلى المعارضة. الأمر الذي دفع كل خصومه إلى الركض خلفه مطالبين بعودته لحاجتهم إليه.

حزب الله يتدخل

قرر سعد الحريري إلغاء اللقاء مع الوزير جبران باسيل في مركزية تيار المستقبل. الأمر الذي دفع حزب الله إلى التدخل، عاملاً على تهدئة الخلاف وتخفيف حدّة التوتر. فأجرى الحزب اتصالات مباشرة وغير مباشرة مع الحريري من جهة، وقصر بعبدا من جهة أخرى، تحت شعار وعنوان أساسي، أن لا بديل عن سعد الحريري، ولا يمكن لغيره أنه يكون رئيساً للحكومة في ظل هذه الظروف، وأي خطأ في الحسابات سيؤدي إلى وضع لبنان في عزلة إقليمية ودولية. يعرف حزب الله أن وجود الحريري يشكل مظلة للاستقرار، وبحال استقالته أو تطيير حكومته، فإن ذلك سيؤدي إلى دخول البلاد بحالة تعطيل، وسط موجة العقوبات والأوضاع الاقتصادية الصعبة، ولا أحد سيكون قادراً على تشكيل حكومة. تدخّل حزب الله أدى إلى تبريد الأجواء بين بعبدا والسراي والحكومي، وهو الذي دفع بباسيل إلى زيارة بيت الوسط للقاء الحريري، وتهدئة الأجواء بدلاً من الاستمرار بالتشنج. ويعتبر الحزب أن الحريري يوفر مصلحة كل القوى اللبنانية في هذه المرحلة. كما أن كل لبنان سيكون قادراً على الاستفادة من مؤتمر سيدر أو من أي مساعدات قد تأتي وتوفر مداخيل مالية بدلاً من الشح الذي تعانيه مختلف البيئات الاجتماعية، لا سيما في ضوء العقوبات.

روحاني، ترامب، ماكرون

هذا التفاهم، يُراد له حالياً أن يكون انعكاساً للاتصالات غير المباشرة المتبادلة بين السعودية وإيران. ولذلك كان المقربون من الحزب في طليعة المدافعين عن الحريري بوجه الحملات التي يتعرض لها. ولطالما كان لبنان ساحة إما للتصارع أو للتحاور بين السعوديين والإيرانيين. وبما أن الصراع يتفجر في أكثر من ساحة، فإن لبنان منذ 2016 هو ساحة التواصل، بفعل التسويات التي حصلت. وبالتالي فإن الوقائع السياسية المحلية، لا تنفصل عن المحاولات المتعددة التي تقوم بها جهات دولية عديدة لإيجاد منافذ للدخول في حوار سعودي إيراني قريب. ثلاث قوى تعمل على توفير مناخات الحوار السعودي الإيراني، وهي نفسها تعمل على إطلاق الحوار الإيراني الأميركي، سويسرا وفرنسا والعراق. الرئيس الإيراني حسن روحاني أطلق من الأمم المتحدة موقفاً تضمن بعض التغيير لصالح الأميركيين بالإعلان عن الاستعداد لإدخال بعض التعديلات على الاتفاق النووي. عندها تنشّط الحراك الفرنسي لتأمين الحوار الإيراني - الأميركي، وطلب ماكرون من روحاني الانتقال إلى مكان آخر لإجراء اتصال آمن بدونالد ترامب. رفض روحاني ذلك قبل الحصول على تنازلات أميركية بشأن العقوبات. بينما كانت الجهات المبادرة قد وصلت إلى أربع نقاط تشكل منطلقاً للحوار: تأكيد إيران التزامها بالاتفاق النووي، والتراجع عن اجراءات تقليص الالتزام، التعهد بعدم امتلاك سلاح نووي، ويكون الاتفاق طويل الأمد، وفق ما يطالب الأميركيون لرفع الحظر عن بيع السلاح الإيراني، وهذا لا تمانعه طهران  حالياً، والنقطة الرابعة هي رفع العقوبات بشكل فوري عن إيران. وعلى هذه النقطة حصل الخلاف.

ما بين الرياض وطهران

لا تشمل هذه النقاط أي اقتراب من الصواريخ الباليستية. وهذا ما دفع السعودية إلى فتح قنوات التواصل، وصولاً إلى موقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باستعداده لوقف الحرب منعاً لتهديد الاقتصاد العالمي، بينما الحوثيون كانوا يقدمون مبادراتهم بوقف استهداف الأراضي السعودية. بانتظار أن يستعاد التفاوض في المرحلة المقبلة. وتتحدث بعض المعلومات عن أن هناك رسائل سعودية إيرانية متبادلة، للبحث في الملفات الأساسية. أولوية السعودية هي الملف اليمني. إذ يحرص على عدم الخروج بتسوية تظهر خسارته. أما لدى الإيرانيين فهناك اهتمام بالملف البحريني، وضمان حماية القوى الحليفة لهم. الموضوع السوري لن يكون على طاولة البحث بين الطرفين، أما لبنان فالطرفان يحرصان على إبقاء الاستقرار فيه، والحفاظ على التسوية.  فيما يخص العراق، فإن إيران لن تتخلى عن نفوذها هناك، بينما السعودية تحرص على أن يكون لها دور على الساحة العراقية.

بأي حال، يبقى لبنان تحت مظلة الاستقرار في ظل هذه الظروف، ويبقى الحريري حاجة في موقعه وضرورة لمختلف القوى.

 

العونيون والقواتيون في القاع: ثارات قديمة متجددة

محمد أبي سمرا/المدن/05 تشرين الأول/2019

تقع بلدة القاع في أقصى البقاع الشمالي الشرقي، غير بعيدة من مدينة حمص السورية. يبلغ عدد سكانها 13 الفاً (مقيمين فيها وفي خارجها)، معظمهم من الكاثوليك، إلى جانب مئتي ناخب ماروني. كانت حياة البلدة زراعية في الأساس، وشهدت تطورا في السنوات الماضية. وبسبب نشاط بلديتها نشأت فيها مشاريع سياحية واقتصادية وزراعية حديثة: بحيرة اصطناعية، شاليهات سياحية في محيطها. وتعمل البلدية على إنشاء سوق للخضر، ممول من الحكومة الألمانية بالتعاون مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والبلدية. وهناك مشروع منطقة صناعية على الطريق. انتماءات أبناء القاع السياسية متنوعة. لكن الحرتقات باتت خبزهم اليومي، بسبب الانقسام القواتي العوني فيها، إلى جانب حضور خجول وفاعل للقوميين السوريين الذين كان لهم نائب منذ انتهاء الحروب اللبنانية في التسعينات، وحتى الانتخابات النيابية الأخيرة.

الحروب وثاراتها القديمة

في شهادات بعض من أهالي لبلدة، بدأ حضور العونيين بين أبناء البلدة، بعد تولي العماد ميشال عون رئاسة الحكومة العسكرية سنة 1988، وخوضه حربيه الشهيرتين بالجيش اللبناني (التحرير والإلغاء). وهم ظهروا بين الجنود القاعيين الكثيرين. لكن العونيين منهم لم يتجاوز عدد أصابع اليدين، وكانوا مقيمين في بيروت وضواحيها، وعاد بعضهم للإقامة في بلدتهم بعد تقاعدهم وتقاضيهم تعويضاتهم، مستمرين في قبض رواتبهم الشهرية، من دون قلق على حياتهم ومستقبلهم. وهذا على خلاف محازبي القوات اللبنانية القدامى والكثيرين، القلقين والخائفين طوال حقبة "الاحتلال" السوري للبنان وسيطرته الثقيلة على البقاع. لكن عودة أولئك الجنود القاعيين العونيين إلى بلدتهم، لم تؤدِ إلى ظهورهم السياسي الحزبي في القاع، إلا بعد جلاء الجيش السوري ومخابراته عن لبنان في 26 نيسان 2005، وعودة الجنرال عون من منفاه في فرنسا. ويتحدر القواتيون القاعيون من حضور حزب الكتائب اللبنانية القديم في القاع، والذي يعود إلى الخمسينات والستينات من القرن العشرين. فبعض العائلات القاعية لديها صور قديمة لرجالها مرتدين زي العراضات المنظمة التي كان يقيمها حزب الكتائب في ساحة البرج ببيروت. وبعض شبان تلك العائلات انخرطوا في الميليشيا الكتائبية منذ بدايات الحرب في لبنان (1975)، وقاتلوا على جبهات الحرب في بيروت وسواها من المناطق اللبنانية. وهم منذ بدايات الحرب، عزفوا عن زيارة أهلهم في القاع المعزولة والعزلاء، بسبب كثرة الحواجز الفلسطينية والسورية المؤدية إليها في البقاع. لكن المنعطف الكبير الأبرز في حياة القاعيين، كان هجرة معظم أهالي البلدة إلى ضواحي بيروت، وخصوصاً إلى النبعة، خائفين هلعين بعد "مجزرة القاع" الشهيرة ليل 27 حزيران 1978، والتي شملت القاع ورأس بعلبك وجديدة الفاكهة. ففي تلك الليلة دخلت إلى تلك البلدات شاحنات عسكرية أقلّت نحو 200 مسلح بلباس مدني، فراحوا يداهمون البيوت ويعتقلون الرجال، في أجواء متوترة نجمت عن مجزرة إهدن في 13 من الشهر نفسه. ويُروى أن الباعث على الثأر من القاع وأهلها، كان العثور على بطاقة محازب كتائبي من القاع، شارك في الهجوم على إهدن وقتل طوني فرنجية وعائلته في معقله الصيفي. لكن حادثة إهدن توّجت صراعاً دامياً على النفوذ في الشمال اللبناني الماروني بين الكتائب وزعامة آل فرنجية العشائرية في زغرتا - إهدن، قبل نشوء القوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل تحت شعار "توحيد البندقية المسيحية"، وميل الزعيم الزغرتاوي سليمان فرنجية إلى مماشاة السياسة السورية، وإنشائه علاقة عائلية حميمة بالرئيس السوري حافظ الأسد، بعد نهاية عهد فرنجية رئيساً للجمهورية عام 1976. ففي تلك الليلة (27 حزيران 1978) عمد مسلحو الشاحنات الذين دخلوا القاع بثياب مدنية (يرجح القاعيون أنهم من أجهزة المخابرات السورية ولفيفهم اللبناني)، إلى خطف 26 شاباً من البلدة، وتصفيتهم بدمٍ بارد، في وادي الرعيان، غير بعيد من القاع. العائلات القاعية التي فقدت رجالاً وشباناً، هجرت البلدة إلى ضواحي بيروت الشرقية، فلاذت والتحمت بالقوات اللبنانية، وصار بعض شبانها مقاتلين أشداء ومتقدمين في صفوفها بعدما تولى قيادتها سمير جعجع. وهناك روايات كثيرة عن عائلات قاعيّة كانت نساؤها في النبعة تغسلن الثياب العسكرية لأبنائهن الموزعين على جبهات الحرب الأهلية المسيحية العونية - القواتية الشرسة في ما سمي "حرب الإلغاء" في العام 1988.

مناكفات بلدية

محطة أخرى تتردد في شهادات بعض شبان القاع: فرحة البلدة بـ"ثورة الأرز" في العام 2005، وبدأ الاعتصام في ساحة الشهداء غداة اغتيال رفيق الحريري. ففي الخيم التي نصبها شبان وشابات نواة حركة 14 آذار في الساحة، قرب ضريح الحريري، كانت كثرة من المحازبين القواتيين القاعيين تنام في تلك الخيم، ليلتين أو ثلاث أسبوعيا، ونادراً ما كان بينهم شاب عوني قاعي. لكن بعد انسحاب الجيش السوري، تداعى العونيون القاعيون وتجمعوا في القاع وأقاموا مهرجاناً رفعوا فيه أعلامهم وشعاراتهم. شارك القواتيون في المهرجان، فرأوا أن معضم المشاركين من عرسال. وبعد ذلك المهرجان بدأ الانتساب إلى التيار العوني ينشط ويزداد.

آنذاك رأى قواتيو القاع أن من المبكر إقامة مثل تلك المهرجانات، لأن البلدة عملياً كانت لا تزال خاضعة لهيمنة حزب الله الذي كان يعادي القواتيين والعونيين، ولا تحتاج القاع إلى مثل تلك الاستعراضات. ولكن القواتيين لم ينجحوا في إقناع العونيين بالعدول عن الفكرة. في المقابل يتهم العونيون القواتيين بأنهم يثيرون عداوات محيط القاع، ولا يراعون شعور الأغلبية في المنطقة، كلما أحيوا نشاطاً يجمع شبانهم في سهرة أو على غداء في بساتين القاع، أو في قداس على أرواح شهدائهم. بعد تفاهم مار مخايل بين العماد عون والسيد حسن نصرالله، ارتاح العونيون واطمأنوا في القاع. فحزب الله أصبح حليفهم. وصارت نشاطاتهم علنية، تُرفع فيها أعلامهم وتصدح أناشيدهم. وسرايا المقاومة التي أنشأها حزب الله لم يعد القواتيون يميزون بينها وبين العونيين القاعيين. وفي رأي القواتيين، العونيون في القاع معظمهم من متقاعدي المؤسسة العسكرية، ولا يجمعهم رابط تنظيمي، بل هم مشتتون، وكل منهم طامح إلى التصدر، ويجمع حوله أقاربه ومعارفه، ويعمل على تنسيبهم إلى التيار. وهكذا تعزّز حضورهم، ودعموا التنظيمات الحزبية المعادية للقوات، مثل حزب البعث والسوري القومي. وفي الأصل نشأ العونيون على كراهية القوات، واستقطبوا كل من يعاديهم. والكراهية تلك تتعدد أسبابها، وتجمعها سردية عونية واحدة: "الحواجز القواتية التي كانت تذلّ المدنيين المسيحيين في الحرب، فتفرض عليهم الخوات، وتسلبهم حتى ربطة الخبز". وهناك ظاهرة لافتة في الحالة العونية في القاع. فإلى الجنود المتقاعدين انضمت بعض الوجوه الطامحة لحجز موقع في المشهد البلدي القاعي. ومعظم أولئك الطامحين لم يكونوا على علاقة سابقة بالتيار العوني، الذي اعتمد بعد عودة العماد عون من منفاه على ضم أصحاب الوجاهة والأثرياء الطامحين إلى مواقع سياسية. وعندما حاول القواتيون في القاع التحاور مع العونيين، تبين لهم أن أصحاب الرأي والقرار بينهم، إما مرتبطين بالأجهزة السورية، أو بحزب الله.

أحلاف انتخابية

في الانتخابات البلدية الأخيرة في العام 2016 عرض القواتيون - بحسب أحد مسؤوليهم في القاع - على العونيين خوضها متحالفين، على أن تكون رئاسة البلدية مداورة بينهما (3 سنوات لكل منهما)، لكن العونيين رفضوا العرض. وبعدما فاز القواتيون في تلك الانتخابات، درج العونيون على إثارة الأهالي ضدهم، علماً "أنني كنت أحاور عشرين شخصا من العونيين، كل منهم برأي، ولا أعلم من منهم مخول البت بموضوع التحالف في الانتخابات البلدية"، قال المسؤول القواتي. التحالفات والتوجهات العونية سريعة التقلبات. ففي الانتخابات النيابية سنة 2005 رشح العونيون العميد سليم كلاس عن المقعد الكاثوليكي في البقاع الشمالي، على لائحة منافسة للائحة حزب الله - أمل. كان كلاس (وهو من بلدة الفاكهة) قائداً للواء الثامن، وخاض معارك سوق الغرب في عهد أمين الجميل الرئاسي، عندما كان العماد عون قائداً للجيش، وعدد كبير من عناصر الجيش القاعيين كانوا في هذا اللواء. دعمت القوات المرشح أنطوان حبشي الماروني (من دير الأحمر) على لائحة أخرى سميت "لائحة إنماء بعلبك - الهرمل" وضمت يحيى شمص وألبير منصور. المرشحان (حبشي وكلاس) ليسا من بلدة القاع، ولكنهما حازا على أغلبية أصواتها، فيما لم ينل ابن القاع، مرشح حزب الله، القومي السوري مروان فارس، إلا نسبة قليلة من أصواتها، وفاز بالنيابة بحكم القانون الأكثري. في انتخابات 2009 تحالف عونيو القاع مع مروان فارس وأعطوه أصواتهم. وفي انتخابات 2017 رشح العونيون أحد أبناء القاع (إميل ضاهر). وهو ابن بيت سياسي تقليدي، شقيقه مرشح سابق للانتخابات، ولم يكن منتمياً إلى التيار، ولا زاول نشاطا سياسياً. عائلته كانت من أكبر ملاك الأراضي في القاع، وباعوا أراضيهم بسبب إفلاس عائلي. وركب ضاهر الموجة العونية، وترشح على لائحة واحدة مع مسؤول حزب البعث فايز شكر، ونالت لائحتهم 5 آلاف صوت، منها 2600 للعونيين في البقاع الشمالي كله. أما أنطوان حبشي القواتي فنال في القاع وحدها 1550 صوتاً.

شعارات متناقضة

يرى بعض أهالي القاع أن العونيين "ظاهرة صوتية" في بلدتهم، على ما قال أحدهم. فهم لا يتوقفون عن الكلام عن التمسك بالأرض والامتناع عن بيعها، لكنهم يستقطبون الذين باعوا أرضهم ويحالفونهم. وهم "ماهرون في البروباغندا الإعلامية، وإطلاق الشعارات ورفع اللافتات"، مرددين أن المصلحة القاعية تتجسد في علاقات حسن الجوار مع محيط القاع الإسلامي السني في عرسال، حتى في حال اعتداء بعض العراسلة على أراضي القاع. لكنهم في مناسبات كثيرة يسارعون إلى اتهام أهالي عرسال بأنهم "داعشيون بالفطرة". وهم في الوقت نفسه يسكتون على تعديات بعض أبناء الهرمل على أراضي القاع، بذريعة أن حزب الله هو من يحمي القاع من الداعشية السنية. ثم انجرف العونيون في موجة سرايا المقاومة التي سلحتهم ودربتهم، وراح جمهورهم وقياداتهم يرددون كلمة المقاومة في أي نشاط ومهرجان يقيمونه. أما القواتي في القاع فلا يقبل أن يحميه سلاح حزب الله، ويدعو أهالي القاع والهرمل وعرسال إلى التكاتف والتضامن خلف الجيش اللبناني الذي عليه وحده حماية الأهالي، حين يلزم الأمر. ويشير أحد عونيي القاع إلى أنهم يتميزون عن القوات بقوة نشاطهم على مواقع التواصل. ويضيف قواتي أن العونيين مرتاحون على وقتهم، ومرتاحون ماديا ولا شيء يؤرقهم. همهم الأكبر هو الدعاية الإعلامية، و"الحرتقة" على البلدية، لأن رئيسها قواتي وصوته مسموع، ولديه شبكة علاقات واسعة محلياً، ويؤسس مشاريع إنمائية في البلدة. ولذا يبحث العونيون عن أي موقع يتيح لهم التصدر، ولو في حجز مقعد أمامي في الكنيسة أثناء القداس.

مهرجان فني عوني

صعُب على العونيين تقبل انتخاب أنطوان حبشي نائباً قواتياً في المنطقة، التي تحسّن فيها وضع القوات المعنوي. في السابق كان رفع علم قواتي على بيت في القاع أو في طرقها يستلزم تأمين حراسته. وكان حضور مسؤول قواتي إلى المنطقة يسبب أزمة. أما النشاطات العونية في القاع، فتختلط فيها الدعاية بالشائعات والمهرجانات. وأقاموا الصيف الماضي مهرجاناً فنياً، هو الأول في القاع في حجمه الكبير. كان منظم المهرجان موظفاً عادياً، وأخذ يتعهد حفلات وعُرف بهذه الصفة، وأنشأ علاقات بالوسط الفني اللبناني، وراحت تربطه علاقة وثيقة ومتينة برئيس التيار العوني جبران باسيل. فقد نشر صوره مع باسيل، ليوهم القاعيين البسطاء أنه صاحب نفوذ وطويل اليد، بحسب شهادة القواتيين. فأي شاب قاعي يريد الدخول إلى سلك الجيش اللبناني، أو الحصول على وظيفة، صار يقصد هذا العوني للتوسط له مع باسيل. المهرجان الفني الذي أحياه هذا العوني ومتعهد الحفلات في الصيف الماضي، أقامه من دون تنسيق مع بلدية القاع، وبدعم من باسيل ورجال أعمال وحديثي نعمة ومتنافسين على حيثية ما في القاع والمنطقة. فتعاقد مع نجوم غناء من الدرجة الأولى، مثل نوال الزغبي وملحم زين. في الليلتين الأوليين كان الحضور قليلاً، فلم يملأ سوى كراسي الصفوف الأولى. معظم القاعيين قاطعوا المهرجان. ومن خارج المنطقة لم يحضر كثيرون. نوال الزغبي غنت أغنيتين وغادرت، لأن المقاعد كانت شبه خالية. لكن ملحم زين في الليلة الثانية جمع جمهوراً من 2500 شخص، بسبب الإعلانات والدعاية التلفزيونية المكثفة على قناة otv العونية.

 

حكاية روحاني وإردوغان بين الأقوال والأفعال!

أكرم البني/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

يستغرب المرء ويتعجب مرتين وهو يتابع أعمال الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ المرة الأولى، من ذاك الحضور الكثيف لرؤساء دول العالم وزعمائه، مع أن غالبيتهم تدرك، صورية هذه المنظمة الأممية والواقع المأزوم الذي تعيشه اليوم، وأنه لا ينتظر من دوراتها الروتينية منفعة أو مردود.

المرة الثانية، من روح التحدي التي أظهرها بعض الزعماء المأزومين، بأصابعهم الاتهامية وأصواتهم المرتفعة، خاصة عند المرتكبين منهم، وكأنهم يراهنون على صراخهم، في ردم هوة التناقض بين أفعالهم المشينة ضد شعوبهم وتجاه الاستقرار الدولي وبين ما يقولونه ويدعونه.

وإذا تجاهلنا مواقف الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، التي تمتلك حق الفيتو، والقدرة على التحكم بالصراعات والنزاعات الإقليمية، وغالباً، على حساب الشعوب الضعيفة، وتجاهلنا أيضاً الحضور الهزيل لممثل النظام السوري، الذي بدا كأنه «لا يهش ولا ينش» في حضرة الأطراف التي مكنته من الاستمرار في الحكم، فلا يمكن أن نغفل الحضور المستفز للرئيسين الإيراني والتركي، وتنافس خطابيهما في الادعاء والسخرية عملياً من الأهداف والمواثيق التي نشأت المنظمة الأممية على أساسها.

بداية، لا نعرف إذا كان الرئيس حسن روحاني الذي نادى من على منبر الأمم المتحدة «بحل نهائي للسلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط عبر خياري الديمقراطية بالداخل والدبلوماسية بالخارج»، ودعا لبناء «تحالف من أجل الأمل والسلام يرتكز على مبدأين أساسيين هما عدم الاعتداء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية»... لا نعرف إذا كان يوافق، وهو «الإصلاحي» المتمرس، على ما يراه الجميع بأن بنية نظامه الديني المغلقة وتراتبية مؤسساته تتناقضان مع أبسط مبادئ الديمقراطية، فكيف الحال مع التغييب المزمن للرأي الآخر، وقمع حرية التعبير، وتواتر موجات اعتقال طالت عشرات الألوف من المتظاهرين الرافضين لاستمرار التسلط والفساد، وسجن نساء إيرانيات لمدد طويلة بسبب اعتراضهن على قيود تخص أغطية الرأس والملابس وتزويج الأطفال، كما ليس حدثاً عابراً لجوء شابة إيرانية مؤخراً لإحراق نفسها خوفاً من زجها في سجن ظالم بعد أن غامرت وخرقت الحظر على النساء وحضرت مباراة لفريقها في كرة القدم!

ونسأل، من هو الطرف الذي لم يتلكأ للحظة منذ إعلان جمهوريته الإسلامية، عن التغلغل في مجتمعات الآخرين والتدخل في شؤونها؟ من الذي يفتنه منطق القوة والغلبة، ودأب على تسعير الحروب ورفض الحوار والتسوية إلا من موقع المسيطر والمهيمن؟ ومن صاحب المشروع المذهبي الذي خلق أذرعاً وميليشيا عسكرية حيث وجد الفرصة لتصدير «ثورته» وتوسيع نفوذه الخارجي؟ ولعل نظرة سريعة لما حل بالعراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين وما يكابدونه، تجيب عن هذا السؤال.

واستدراكاً، لم يأتِ الرئيس الإيراني إلى اجتماعات الأمم المتحدة من أجل الأمل والسلام، بل كي يؤكد أن بلاده لا تزال قوية وقادرة على التخريب والأذى، وأن تهديداته بإغلاق مضيق هرمز والتحكم بخطوط إمداد العالم بالطاقة يجب أن تؤخذ على محمل الجد، وأنه ليس نهاية المطاف تخريب ناقلات نفط واحتجاز أخرى، أو القصف الذي تعرضت له منشأتا نفط في السعودية.

وفي المقابل، ماذا يمكن أن يقال لإردوغان حين يدعو «للحرية والرخاء والعدالة، ولمستقبل سلمي وآمن للجميع، ويغمز إلى الأخطار التي تهدد السلام العالمي بصعود الاتجاهات العنصرية وكراهية الأجانب والتمييز»، وهو الذي يحض قواته العسكرية على التهام مزيد من الأراضي السورية، ولا يتردد في تقديم الدعم لمختلف الجماعات الإسلاموية المتشددة وتوظيفها ضد الأكراد ولتوسيع دوره في سوريا وليبيا وغيرهما؟ ماذا يمكن أن يقال لمن يدعو للحرية عندما يزج مئات الألوف من معارضيه في السجون بذريعة محاولة الانقلاب الفاشلة ضده، ويقمع بشدة كل صوت ينتقده، أو حين يأبى تحقيق أبسط شروط المساواة بين مكونات المجتمع التركي، مصعداً تمييزه واضطهاده للأكراد بصفتهم عدوه الرئيسي، إنْ في بلاده أو في بلدان الجوار؟ وماذا يمكن أن يقال عن إنسانيته وعدالته، حين يستثمر قضية اللاجئين السوريين بأسوأ الأشكال، ويستغل أنينهم وعذاباتهم لابتزاز الغرب.

واستدراكاً، لم يأتِ إردوغان إلى الأمم المتحدة ليدافع عن العدالة والمساواة، بل كي يلعب بورقة اللاجئين السوريين، ففتح قاصداً بعض بوابات عبورهم إلى أوروبا، لتغص بهم الجزر اليونانية، قبل أيام قليلة من «خطابه التاريخي» ما مكنه من مطالبة أميركا وأوروبا بمنحه 27 مليار دولار لإقامة مستوطنات للاجئين، تمنعهم من التوجه غرباً. والحال، ما كان لروحاني وإردوغان أن يدبجا هذا النوع من الخطابات المدعية، لولا العماء الآيديولوجي المشترك بينهما، الذي لا يقيم اعتباراً لحقوق البشر ولأولوية صيانة حيواتهم وكراماتهم، والأهم لولا وجود مناخ عالمي مواتٍ، مع تقدم التيارات الشعبوية في الكثير من البلدان، وتنامي نفوذ جماعات يمينية متطرفة تحكمها مصالحها الضيقة وروح الاستئثار والأنانية، التي ما دامت تتغنى بخصوصيتها وفرادتها، فلا تعنيها الروح التوافقية العالمية لإدارة هذا الكوكب بصورة مفيدة للجميع، وتالياً مع العجز عن نشر ثقافة أممية تحمي فكرة المواطنة وحقوق الإنسان، ربطاً بتصاعد الأزمات الاقتصادية في مختلف المجتمعات، ما أضعف، وإنْ بدرجات مختلفة، إمكانياتها الذاتية في تقديم المزيد لمصلحة خير الإنسانية جمعاء، وربطاً بالتأثير اللافت لسياسة الإحجام والانكفاء لدى القيادة الأميركية، بصفتها القوة الأعظم، وميلها للاهتمام بقضايا الداخل بعد وصول ترمب إلى الحكم، كرد فعل على النتائج المخيبة للآمال التي نجمت عن السياسة التدخلية الخارجية النشطة. وأخيراً نسأل، ألا يصح إدراج مشهد الرئيسين، روحاني وإردوغان، ضمن لوحة تضم قرار انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، والدعوات الإسرائيلية لإقامة دولة يهودية تخرج الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين منها، وظواهر استعار الصراعات الدينية والقبلية والمذهبية لأتفه الأسباب في غير مكان، وضيق الصدر من التعايش مع الآخر المختلف؟ ولنقل إدراجها ضمن سياق العودة إلى الرغبة القديمة التي شاعت لعقود، بتفضيل الأمن والاستقرار على التغيير الديمقراطي واحترام الكرامة الإنسانية، ما مكن أنظمة الاستبداد من استعادة زمام المبادرة للتفرد في الحكم، وإقصاء التعددية والتنوع والرأي الآخر، وفرض ما يتفق مع تسلطها وفسادها من نمط حياة على شعوبها؟!

 

القلنسوة أم العمامة أم القبعة العسكرية... أيها ستنقذ الملالي؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79120/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d9%86%d8%b3%d9%88%d8%a9-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a8/

في الوقت الذي تتجه فيه رئاسة حسن روحاني تجاه ما بدا نهاية أقل من أن توصف بالرائعة، بدأت التكهنات بشأن المرحلة التالية من الصراع على السلطة التي طالما شكلت سمة دائمة للنظام الخميني منذ بداياته. يجادل بعض مراقبي إيران بأن العمود الفقري الحقيقي للنظام يعتمد على المؤسسة الأمنية العسكرية باستخدام «المرشد الأعلى» علي خامنئي كرجل الواجهة. وفي حين أن هذا الرأي يعكس جانباً من الواقع الإيراني، فمن الخطأ أن نستنتج أن القادة العسكريين سيظلون راضين عن الترتيبات الحالية. فطبيعة السلطة السياسية في أي نظام كان هي أن أولئك الذين ضمنوا نصيباً في السلطة دائماً ما يتطلعون إلى المزيد.

القادة العسكريون الإيرانيون ليسوا استثناء. فلأنهم حماة النظام الحقيقيون الذين يزعمون أنهم أكثر نقاءً من الثلج الناصع البياض، فقد ظلوا دائماً يتذمرون من الفساد وعدم كفاءة الملالي ومن البيروقراطيين الذين أداروا الحياة العامة منذ عام 1979. والجديد هو أنهم اليوم يصرخون بصوت عالٍ، ويقدمون أنفسهم على أنهم المرشح الأصلح لحكم البلاد.

لطالما روّج القادة العسكريون، وعلى الخصوص كبار قادة «الحرس الثوري» الإسلامي، لطموحاتهم من خلال الإمبراطورية الإعلامية الواسعة التي يسيطرون عليها داخل إيران وخارجها. الجديد في الأمر هو أنهم اليوم يدفعون في ذلك الاتجاه بشكل مباشر وأكثر صراحة. كانت آخر مناسبة لذلك الاثنين الماضي خلال المؤتمر العام لقادة «الحرس الثوري» والمفوضين السياسيين والدينيين. وعلى الرغم من أن المؤتمر الأخير الذي انعقد عام 2016 لم يكن بالحدث البارز، فقد تلقى التجمع الاثنين الماضي مليار دولار من وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة، وهو التجمع الذي أحياناً يحمل طابع مؤتمر الحزب السياسي.

سلط المؤتمر العام الأضواء على جنرالين لهما طموحات سياسية خفية. فقد جرى تخصيص الخطاب الرئيسي لرئيس الأركان اللواء محمد باقري الذي يُنظر إليه باعتباره المثقف الأكبر في المجموعة، بينما جرى منح اللواء قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس»، دوراً ثانوياً. وقد بدا أن خطاب باقري الذي استمر أكثر من 50 دقيقة، يسعى لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية.

الهدف الأول كان إقناع الناس بأن إيران لا تتجه إلى الحرب، وأن الجيش الذي يقوده قوي بما يكفي لمواجهة أي احتمال. ومن اللافت للنظر أنه يبدو أن تحليله يستبعد أي دور للسلطات السياسية للجمهورية الإسلامية، وأن كل ما تحتاج إليه إيران لتكون في مأمن من الغزو الأجنبي هو المرشد الأعلى وآلته العسكرية.

كان الهدف الثاني لباقري هو إرسال إشارة تصالحية إلى أعداء إيران الحقيقيين أو التخيليين، وبخاصة الولايات المتحدة. وفعل ذلك بادعائه بأنه فيما يتعلق بتأسيس نفوذ إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن، أنها قد أنجزت مهامها، وأن طهران ليس لديها نية لفتح جبهات جديدة أو تكثيف وجودها في المنطقة. وقال إن إيران «تعترف بمسؤوليتها تجاه الأمن والاستقرار الإقليميين، وتلعب دوراً رئيسياً في هذا المجال، وليس لديها أي نية لممارسة العداء أو حتى التفكير في العدوان «والتسبب في انعدام الأمن وقيام حرب».

في رسالة مشفرة، أضاف الجنرال باقري أن طهران «تحاول تعزيز الهدوء من خلال تعزيز التعاون الإقليمي». وللتطرق إلى موضوعه التوفيقي، دعا الجنرال إلى التغلب على العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة «بالصبر والشهامة».

كان الهدف الثالث لباقري هو تقديم «الحرس الثوري» الإيراني بصفته لاعباً رئيسياً في الحياة الاقتصادية لإيران، مدعياً أن وجوده المثير للجدل في الآلاف من الشركات كان في الصالح العام. لقد أشار ضمنياً إلى أنه بينما كان «الحرس الثوري» الإيراني فاعلاً اقتصادياً، كان القطاع العام الخاضع لسيطرة الحكومة يعج بالفساد والمحسوبية وانعدام الكفاءة. كان التفسير الأول هو أنه حال أصبح «الحرس الثوري» مسؤولاً عن كل شيء، فإن معظم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الحالية في إيران ستختفي.

أما بالنسبة للجنرال سليماني، أستاذ العلاقات العامة، فقد تحدث بأسلوبه المبالغ، مدعياً أنه هزم الجيش الأميركي، وكشف عن أن الولايات المتحدة ليست سوى فزاعة. وأثار الجنرال باقري موضوعاً واحداً، هو الادعاء بأن القيادة السياسية، أي روحاني وفريقه، قد فشلت في كل شيء تقريباً، وأوانها قد مر منذ زمن طويل.

هل هذا يعني أنه بات لدينا الآن جنرالات تجس النبض للتقدم في مزاد الحصول على السلطة؟

على عكس ما يسمى بـ«الدول النامية»، فإن إيران ليس لديها تاريخ في التدخل العسكري في السياسة ناهيك عن إدارة الحكومة. لقد شهد النظام الخميني الكثير من الرؤساء، من بينهم ثلاثة «يرتدون القلنسوات». وتمكن واحد فقط، محمود أحمدي نجاد، من البقاء لفترتين كاملتين. اضطر أول هؤلاء الرؤساء، أبو الحسن بني صدر، إلى الفرار إلى المنفى بعد عام للنفاذ بجلده. والثاني، محمد علي رجائي، تعرض للتفجير وتقطع إلى أشلاء في عملية إرهابية بعد أسابيع فقط من أدائه اليمين. وقد وضع الرؤساء الأربعة الباقون العمائم على رؤوسهم. وكان لاثنين منهم عمامتان سوداوان، للدلالة على الانتساب إلى السيدة فاطمة، ابنة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، في حين وضع الاثنان الآخران عمامتين بيضاوين، للدلالة على أصلهما الإيراني الخالص.

يعتقد بعض المراقبين، بما في ذلك قلة من معارضي النظام المخلصين، أن الوقت قد حان لترك القلنسوات والعمائم، وإعطاء «القبعة العسكرية» الفرصة لإنقاذ النظام المحاصر.

خلال الأربعين سنة الماضية، ألقى الكثير من الجنرالات، الناشطين أو المتقاعدين، القبعة العسكرية في الحلبة أملاً في الفوز بالرئاسة. ومع ذلك، لم ينجح أي منهم في التأثير في جمهور الناخبين، ناهيك عن الوصول إلى مرحلة الإعادة.

ومع تشويه سمعة الملالي وشركائهم البيروقراطيين، قد يكون لدى الجيش فرصة أفضل هذه المرة، على الأقل داخل الحركة الخمينية. في الواقع، بدأت مجموعات غير رسمية تروّج لفكرة رئيس عسكري للنظام الخميني في التبلور، حيث يقوم مجموعة للمنفيين في فلوريدا، بقيادة دبلوماسي كبير سابق، بحملة لصالح الجنرال سليماني الذي احتفل به المعلق الفارسي لهيئة الإذاعة البريطانية «كقائد صوفي». هناك مجموعة أخرى يقودها أستاذ بالجامعة الإيرانية الأميركية في نيو جيرسي تقوم بحملة لتلميع الجنرال باقري بمساعدة الكثير من ضباط «الحرس الثوري» المتقاعدين.

الأساس المنطقي وراء هذه الحملات الجديدة هو أنه سيكون من الأفضل السماح لأولئك الذين يمتلكون سلطة حقيقية في إيران بممارستها أيضاً في سياق قانوني شفاف. قد يكون لذلك حجة سليمة، ومع ذلك، أعتقد أن النظام الخميني يدخل مرحلة من التطور التاريخي بسرعة بحيث لا يستطيع أحد أن ينقذه من تناقضاته الداخلية. فالقلنسوة والعمامة والقبعة العسكرية كلها قليلة الفائدة عندما يكون الرأس فاسداً.

 

العروبة: من الاستتباب إلى التصدع!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

للوعي مسارب غريبة. فقد تذكرتُ أخيراً ما أصاب وعينا العربي وواقعنا العربي في ثلاث مناسبات؛ إقبال مجموعة من المسيحيين في لبنان على إقامة مؤتمرٍ للمسيحية «المشرقية» لبحث قضية حماية المسيحيين في ديارنا في الحاضر والمستقبل! والمناسبة الثانية: إقبال النادي الثقافي العربي في بيروت على تنظيم مؤتمر لبحث مسألة تجديد الفكرة العربية. أما المناسبة الثالثة فهي تشكيل اللجنة الدستورية السورية (بمساعي الروس والإيرانيين والأتراك!) بعد تأخر عامين، وأنّ من موضوعات البحث بين أطراف اللجنة تغيير اسم الجمهورية العربية السورية بحيث تزول منها الخصيصة الثانية: العربية، بعد زوال الخصيصة الأولى: الجمهورية في عهد مُلك آل الأسد! أما المسيحية المشرقية التي ينعقد مؤتمرها في أواسط أكتوبر (تشرين الأول) برئاسة جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية في لبنان؛ فإنّ رعاته ينكرون أن يكون هدفه حماية المسيحيين من المسلمين؛ لكنْ من حقهم أن يبحثوا في ضمانات الحاضر والمستقبل بسبب الأعداد المتضائلة، وبسبب الراديكالية الإسلامية الطالعة والتي تهددهم بالقتل والتهجير!

أما مؤتمر النادي الثقافي العربي، والذي يشارك فيه مفكرون من لبنان ومصر والمغرب وفلسطين، فهو لا يكاد يُظهر رجاءً، حتى يعودَ فيضع شروطاً صعبة لا يتوافر معظمها في أي مكان!

بيد أنّ الأعمق والأفدح دلالة بين المناسبات الثلاث هي اللجنة الدستورية السورية لتعديل الدستور الحالي (كما يقول النظام)، أو تغييره (كما يقول المعارضون للنظام). فالذين اختاروا هذا المدخل لحلّ الأزمة، والخروج من الحرب بعد ثماني سنوات مخيفة، هم: الروس والإيرانيون والأتراك! وما تدخلت السلطة العظيمة في سوريا إلاّ أخيراً، وغالباً لإيهام الليونة والانفتاح لا أكثر. بيد أنه إذا كانت المقدمات مخيفة، فلا شكّ أنّ النتائج ستكون مخوِّفة أكثر. والمقدمات تتمثل في أنّ رُعاة اللجنة والفكرة هم الروس والإيرانيون والأتراك. وهؤلاء مختلفو الأهداف والمقاصد. فالروس يهمهم ما حققوه من تقدم استراتيجي بالمشاركة في الحرب في سوريا. والإيرانيون يهمهم جمع العراق وسوريا ولبنان تحت مظلتهم وبواسطة الميليشيات التي خلقوها في الدول الثلاث. والأتراك يهمهم إبعاد الأكراد عن حدودهم. وهناك طرفٌ رابعٌ لا يُذكر لكنه يعتمد على الضمانات الروسية والأميركية وهو الطرف الإسرائيلي، الذي لا يزعجه بقاء بشار الأسد، بل يزعجه الوجود الإيراني المتعاظم في سوريا. وبالطبع، وما داموا جميعاً ليسوا مهتمين بإنفاذ القرار الدولي رقم 2254 للتغيير؛ فهم ليسوا حريصين على أن توسم الدولة القومية في سوريا بأنها عربية. بل إنّ القوميين السوريين الموجودين في لبنان والمعششين في النظام وخارجه بسوريا يسرهم بالطبع أن تختفي صفة العروبة عن إمبراطورية آل الأسد الطائفية وما شئتَ فصِفْ واذكر ولن تكونَ مخطئاً! ما عاد النظام يردُّ يدَ لامِس. وقد سرّه تكاثف المصالح فيه ومن حوله لأنّ ذلك يفيد في بقائه. وبالطبع في هذه الحالة التي هو عليها تصبح القومية نكتة، وبخاصة أنّ الطرف الإيراني المشارك بقوة في وجود النظام وبقائه، عدوٌّ للعروبة، بقدر ما هو عدوٌّ للإسلام السني، وقد قال لي كاتب إيراني معارض قبل سنوات: هناك تماهٍ بين العروبة والعرب والسنة في أذهان ملالي إيران! لقد استفاق الأمين العام للجامعة العربية إلى ضرورة ضبط السلوك الإيراني في سوريا وما وراءها: فهل يسهّل ذلك نجاح خطط أهل آستانة؟ الثمن سيكون هائلاً، وهو ليس مادياً فقط؛ بل لأنّ العرب لن يستطيعوا العودة إلى سوريا مع الحضور الإيراني الهائل. أما الشعب السوري الذي تهجَّر نصفه فلن يستفيد أبداً. وقبل أسابيع كان حسن نصر الله يملي شروطاً على سكان بلدة القصير السورية الذين هجَّرهم عام 2014 من منازلهم بحجة أنهم تكفيريون! فماذا عن حمص وحلب وحماة واللاذقية وطرطوس وإدلب ومعرة النعمان... إلخ.

وعلى أي حال، وفي ظل هذه الظروف، أين ستجد العروبة منفذاً في الجمهورية «العربية» السورية سابقاً؟!

ولنأتِ إلى مؤتمر المسيحية المشرقية. المسيحيون وبخاصة الأرثوذكس هم في الأصل دعاة العروبة الأوائل، ومعظمهم اليوم - بعد أن تغيرت البلاد ومن عليها - في سوريا من أتباع بشار الأسد، وفي لبنان من أتباع التيار الوطني الحر. والطريف أنّ الفكرة المشرقية هي في الحاضر في رعاية جمعية أميركية متطرفة. لكنّ المسيحيين اللبنانيين ولأول مرة في تاريخهم الحديث يعادون الولايات المتحدة وفرنسا، وينضوون تحت لواء إيران و«حزب الله». وأخيراً روسيا. وقد طلب رئيس الجمهورية اللبنانية من الرئيس بوتين قبل شهور أن يشمل بحمايته سائر المسيحيين، كما يحمي الأرثوذكس!

إنّ هذا «الخيار» الجديد هو خيارٌ خاسرٌ حتماً، كما خسر الخيار الإسرائيلي أواخر سبعينات القرن الماضي. إنما هل هناك مسوِّغ لهذا الانقلاب في الوعي والواقع؟ البراغماتيون يقولون لنا صراحة: قد تحطم الوعي العربي للأكثرية السنية تحت وطأة الجهاديات، ونحن خائفون بعد أن تخلى الغرب عنا أيضاً، فلا نجد مظلة للحماية المؤقتة على الأقل إلاّ في جانب ما تسمونه أنتم تحالف الأقليات!

في كل حقبة، تكون هناك مغامرة مارونية فيها مجازفة. ويكون هناك معارضون لها في الوسط المسيحي، أقوياء أو متوسطو القوة. فكميل شمعون كان له معارضون مسيحيون، وكان له أصدقاء عرب. وبشير الجميّل اهتم أول ما اهتم بعد انتخابه بالمصالحة مع العرب. هذه المرة أنصار الخيار العربي بين المسيحيين قلة. وعلى أي حال، فقد كان الدكتور فارس سعيد من الشجاعة بحيث دعا إلى مؤتمر مسيحي عربي بباريس يجمع شخصيات من سائر الدول العربية. وهو يذهب إلى أنه إنما يراعي بذلك الانتماء الحقيقي للمسيحيين، والمصلحة الباقية لهم.

فلنصلْ إلى خلاصة واستنتاج. لقد فشلت تجربة الدولة الوطنية العربية، وفي سوريا والعراق ولبنان على وجه الخصوص. وكان للأنظمة التي تحمل دعاوى البعث الاشتراكي العربي دورٌ بارزٌ في هذا الفشل. وعندما حاولت الشعوب الخلاص من تلك الأنظمة، حمتها في وجه شعوبها - وهي الأنظمة التي تدعي العلمانية - الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وصارت الميليشيات الموالية لإيران وذات الوعي الطائفي والمذهبي سلطاتٍ ودولاً، تفتخر بالتبعية للولي الفقيه، وتنشر القتل والتهجير وتدمير العمران. وما وجدت حرجاً في ادعاء حماية الأقليات في المشرق العربي، بل وحماية القضية الفلسطينية. وهذا كله سمك لبن تمر هندي، كما يقول المَثَل، لكنه قائمٌ الآن، ولا خلاصَ منه في المدى القريب، وبخاصة إذا أضفنا إليه البُعدين التركي والإسرائيلي! لقد أراد النادي الثقافي العربي في بيروت خوض التجربة الصعبة، التي تكاد تدخل في اللامفكَّر فيه، حسب تعبير محمد أركون: تجربة تجديد الفكرة العربية، باعتبارها الإطار الجامع والمشترك والذي لا بقاء للدول الوطنية والمجتمعات العربية من دونه. وهذا هو اقتناع نخبة من الشيوخ والكهول التي يهوّلُها تردّي الواقع العربي. فيا للعرب!

 

العراق... الغضب المؤجل الذي سطع

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

«نشعر باللاجدوى تجاه محاولات إصلاح العملية السياسية، ولهذا رفع المشاركون في المظاهرة شعارات إسقاط النظام». أبو علي، متظاهر عراقي بساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية، الجنوبية. «الآن لا توجد لدينا مطالب، لأنها انتهت في عامي 2015 و2018. المظاهرات الحالية أحرقت جميع المطالب، والآن ليس وقت الإصلاح، بل وقت التغيير الجذري لمنظومة 9 نيسان»، (يقصد مَن حكم العراق عقب سقوط صدام 2003). صفوان عاصم، رئيس نقابة العمال في العراق، وأحد ناشطي المظاهرات. «هذه المظاهرات عفوية شبابية غير مدعومة من أحد، وليست مسيّرة من حزب أو رجل دين. هي مظاهرات وطن». أحمد الوشاح، أحد ناشطي الاحتجاجات في العراق. هذه أمثلة تفصح عن الروح التي تحرك الشباب العراقي الثائر اليوم على رداءة الحال في العراق، ويأسهم من إصلاحه بحلول ترقيعية، تذهب بعمرو، وتأتي بزيد، «وكأنك يا أبو زيد ما غزيت».

فساد عريض، و«فرهود» كبير لمال الدولة العام، وتبعية فاضحة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، لدرجة أن سفير إيران في بغداد، إيراج مسجدي، صديق قاسم سليماني ومستشاره، يصرح لتلفزيون عراقي بأنه من حقّ إيران نقل معركتها للعراق، واستهداف من تشاء... طبعاً بعد اندلاع مظاهرات الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الشعبية، استدعت الخارجية العراقية، السفير الإيراني واحتجت عليه... صحوة متأخرة! هي تراكمات من الغضب والإحباط، وعادل عبد المهدي الذي بالكاد أمضى عاماً في ولايته، لم يصنع سوى تأجيل الانفجار، وعجز عن انتشال الدولة من مخالب الميليشيات الفاسدة غير الوطنية.

كانت إقالة الجنرال عبد الوهاب الساعدي، قائد مكافحة الإرهاب، الذي يحظى بشعبية وطنية، النقطة التي أفاضت الكأس الفوّارة، وتظاهر الآلاف في ميادين بغداد، بل كل مدن الجنوب والوسط العراقي؛ حيث الكثافة الشيعية، وهذه ملاحظة مهمة، في حين نجد المدن السنية هادئة، وهذا أمر لا شك أنه يحرج حكام بغداد ويمنع ترويج دعايتهم عن «دواعش جدد». إقالة الجنرال الساعدي، الذي يرفع المحتجون صوره زعيماً وطنياً، كانت - حسبما قال غالب الشابندر، وهو عضو سابق، ومنشق عن التيارات الشيعية الأصولية - «آخر طعنة في صدر العراق وبداية للقضاء على الجيش العراقي وتسليمه لقيادات (الحشد الشعبي) والفصائل المسلحة». الصورة في العراق، عراق الأحزاب الشيعية الأصولية، لا تسرّ الناظرين، رغم تكرر فرص الإصلاح منذ عهد الجعفري، حتى عهد عبد المهدي، مروراً بالعظيم نوري. العراق يحتل المرتبة الـ12 على لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية، وبحسب تقارير رسمية، منذ سقوط نظام صدام في 2003، اختفى نحو 450 مليار دولار من الأموال العامة، أي 4 أضعاف ميزانية الدولة، وأكثر من ضعف الناتج المحلي الإجمالي للعراق، مع تزايد البطالة وانقطاع الكهرباء وتلوث المياه وتفشي الأمراض، في بلد من أغنى بلدان الشرق الأوسط بثرواته وبشره.

هل تنجح انتفاضة الشباب العفوية، أم تكون جرس إنذار فقط، أم ينقضّ عليها تلاميذ قاسم سليماني والعالم يتفرج، وأولهم الأمم المتحدة والعالم الغربي؟!

 

تونس والمتاهة السياسية

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

بعد غد تلتئم في تونس الانتخابات التشريعية، وذلك في لحظة تتسم بالغموض والمجهول وغياب ما يمكن البناء عليه أو اعتماده منطلقاً للقياس واستقراء الواقع ومفرداته الجديدة خاصة؛ ذلك أن نتائج الانتخابات الرئيسية التي أنزلت عقاباً قاسياً على النخبة الحاكمة قد هدمت البناء السياسي القادم، وبعثت برسالة واضحة صريحة بأن هناك بناءً جديداً لم يكن متوقعاً بصدد التشكل، وينتظر التأكيد في الدور الثاني من الانتخابات الرئيسية. والذي زاد في تشويش الوضع وتعطيله أن السيد نبيل القروي الفائز الثاني في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية لم يتم إطلاق سراحه من السجن رغم أن القانون الانتخابي ينص على ضرورة المساواة في التمتع بالاتصال مع الناخبين وتقديم كل مترشح لنفسه ومشروعه. هذا الوجع أربك الانتخابات الرئاسية وأضفى حالة من الضياع والريبة باعتبار أن عدم إطلاق سراحه ظل رهين قراءات متناقضة بين من يتهم القضاء بعدم تفهم سياق الانتخابات وتأثير عدم إطلاق سراحه على مصداقية الانتخابات، وبين من يرى أن مواصلة وجود السيد نبيل القروي في السجن هو بسبب إصرار شخصيات سياسية تسببت في وضعه الراهن؛ لأن خروجه بما يعنيه من تسهيل الطريق أمامه يمثل مساعدة له لدخول قصر قرطاج، ومن ثمة فإن ذلك يعني نهايتهم سياسياً، وبخاصة أن أهم هذه الشخصيات السياسية قد تكبدت خسارة فادحة في الانتخابات الرئاسية. طبعاً، عدم إطلاق سراح السيد نبيل القروي لا يحل المشكلة؛ فقد يكون ذلك سبباً في فوزه، خصوصاً أنه فاز بالمرتبة الثانية في الدور الأول وهو قابع في السجن. إضافة إلى أن السؤال المحرج المسكوت عنه هو ماذا سيحصل إذا فاز القروي بالمرتبة الأولى وتقدم على السيد قيس سعيد؟ هل ستؤثر مثل هذه النتيجة الانتخابية على موقف القضاء ويتم إطلاق سراحه ويحصل السيناريو الفريد من نوعه: من السجن إلى قصر قرطاج رئيساً؟

هناك شيء سريالي في هذا السيناريو، وكان يمكن أن يكون سيناريو إيجابي الرسالة والمعنى لو كان السيد القروي سجين رأي أو سجيناً سياسياً، لكن هو متهم بالتهرب الضريبي، أي أننا أمام تهمة تتعلق بالمواطنة وبسلوك مواطن في علاقته بالدولة والمجتمع.

أيضاً، هناك مخاوف أخرى يرددها البعض في وسائل الإعلام باعتبار أن عدم إطلاق سراح السيد القروي بعد فوزه بالمرتبة الثانية في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية قد سمح بنوع من تدويل لقصة القروي، حيث عبرت شخصيات في برلمانات أوروبية على رأسها الفرنسي عن احتجاجها عن عدم إطلاق سراح القروي، وتجاوزت ذلك إلى التشكيك في مصداقية الانتخابات إذا لم يتم الإفراج عن القروي للإشراف على حملته الانتخابية والتمتع بحقوقه التي يمنحها له القانون الانتخابي مثله مثل الفائز الأول السيد قيس سعيد. لذلك؛ فإن تردد مثل هذه المواقف في الخارج وبخاصة فرنسا التي يناسبها فوز القروي رئيساً على فوز قيس سعيد قد أدى إلى بروز خطاب يعمل على تخويف التونسيين من سيناريو قدح العالم في شفافية الانتخابات ومصداقيتها، وهو ما لا يصب في صالح الديمقراطية التونسية الناشئة ولا في صالح ارتباط مصالح البلاد الاقتصادية والمالية بالدول التي تراقب ما يحدث اليوم في تونس بعين الريبة وعدم الارتياح.

إن كل هذه المواضيع قد ألهت الإعلام والنخب والشعب عن التركيز الجاد على الانتخابات التشريعية التي ستتم بعد غد والتي هي وفق النظام السياسي لدستور الجمهورية الثالثة في تونس أهم بكثير من الانتخابات الرئاسية؛ إذ النظام برلماني بالأساس وصاحب الأغلبية في البرلمان هو المؤهل بتسمية رئيس الحكومة المراقب هو والفريق الوزاري من البرلمان، دون أن ننسى الوظيفة التشريعية للبرلمان. وهنا نشير إلى أن استطلاعات الرأي تقول بتقدم حزب «قلب تونس» الذي يترأسه السيد نبيل القروي؛ مما يعني أن فوزه في الانتخابات الرئاسية في الدور الثاني يعني هيمنته على قصر قرطاج وعلى الحكومة وعلى البرلمان خلافاً للمترشح قيس سعيد الذي لا حزب وراءه وخاض غمار الانتخابات الرئاسية مستقلاً من دون حزب.

نقطة الضوء التي لا يمكن التشكيك فيها اليوم في تونس هي شفافية صناديق الاقتراع وسيادتها على الجميع؛ لذلك فإن لا أحد يمكنه توقع ماذا ستكشف عنه هذه الصناديق من مفاجآت وسنعرف بعد غد إلى أي مدى نجحت الأحزاب الخاسرة في الرئاسية في التدارك في التشريعية وفي ربح أكثر ما يمكن من مقاعد في البرلمان. كما أن نتائج التشريعية ستؤثر على اتجاه الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية ويمكن أن تحاول بعض الأطراف عقد صفقات في الأسبوع المقبل مع الأكثر فاعلية ووجود سياسي في تونس ما بعد انتخابات 2019.

 

شيراك... الوجه والقناع

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

يوم افتتح الرئيس الفرنسي جاك شيراك متحف «كاي برانلي» عام 2006، كان حريصاً على أن تحمل اللوحة التذكارية التي يزيح الستارة عنها ما يوضح أن المتحف يأتي لـ«يعيد العدالة» إلى الأمم الأفريقية والآسيوية وهنود أميركا، وغيرهم من الشعوب. كان الرجل يؤمن أن الدراسات الإثنولوجية، التي ركزت على العرق واللون، وربطتهما بالذكاء والعطاء والتقدم والتخلف، ظلمت شعوباً كثيرة، وهي تنتصر للحضارة الأوروبية على حساب بقية الأمم. أراد الرئيس أن يكون هذا المتحف مشروع عمره الذي يصحح النظرة، ويغير الذهنيات العنصرية. وهو ما جعل أحد خبراء الفن الأميركيين يعلق يومها بأن المتحف بروحه ومضمونه «صفعة للاستعمار والإمبريالية». على الأرجح أن تعليقاً كهذا أفرح قلب شيراك الذي قال يوم الافتتاح «ليس من حضارة أفضل من أخرى ولا شعب أرقى من آخر». وهو كان يتحدث في تلك اللحظة إلى كل أولئك الذين قاوموا مشروعه بشراسة، وبينهم اختصاصيون وقيمون على متاحف، لم يقتنعوا حينها بإعطاء كل تلك الأهمية لما بات يسمى اليوم «الفنون الأولى» وكانت تعتبر قبل ذلك «بدائية» و«ساذجة»، ولا تستحق أن تجمع في مكان واحد أو ينظر إليها في سياق إنساني، ومن زاوية نقدية فنية.

كسب جاك شيراك الرهان، وضعت مئات آلاف المعروضات في سياق أعاد إليها قيمتها الحضارية ومعناها. بات متحف «كاي برانلي» من أكثر المتاحف زيارة في باريس، دخله أكثر من عشرة ملايين زائر منذ افتتاحه، تذوقوا فنون أفريقيا الرائعة ومنحوتاتها الخشبية والبرونزية وأقنعتها الباهرة في فنيتها، تعرفوا على أثواب أفريقيا الشمالية وفلسطين، وحلي شرق آسيا، وما خلفته حضارات المايا والإنكا والأزتيك من بدائع وفنون. كان شيراك على علم بأن مشروعه يحتاج لمتابعة باحثين، وعلماء وخبراء في الميدان، بعد أن تعرضت مجموعات كلود ليفي ستراوس للتخريب بسبب سوء العناية، والجهل بالترميم في «متحف الإنسان». ليس غريباً أن يجعل شيراك من كلود ليفي ستراوس نفسه، عبقري الدراسات الأنثروبولوجية في القرن العشرين، أحد أهم مستشاريه ويخصه بمسرح يحمل اسمه في متحفه الأثير الذي أسند تصميمه إلى المهندس الشهير جان نوفل.

هذا المتحف - التحدي، لم يكن سوى التتويج المستحق لاهتمام بدأ باكراً عند جاك شيراك. أثناء زيارته وهو لا يزال صغيراً لمتحف «غيميه»، المخصص للشرق الأدنى، كان يتأمل المعروضات ويعود ليبحث عما يكمل معلوماته في الكتب. يافعاً بدأ تعلم اللغة الروسية حتى قيل إنه ترجم يومها لبوشكين أشعاراً عصية، ثم درس اللغة السنسكريتية. لم يتوقف عن الاهتمام بالآخر، وعن البحث عن المشتركات الإنسانية. قرأ حتى الثمالة عن الحضارات وتاريخ البشرية. كان يحمل باستمرار، ما يقرأ فيه حول هذا الموضوع حين تسنح له الفرصة، كي لا يضيع وقتاً.

قيل كثيراً إنه صديق العرب، خاصة بعد موقفه الصارم من الحرب الأميركية على العراق عام 2003. وبسبب تصريحاته التي لم تهادن في ضرورة قيام دولة فلسطينية، وكذلك لتلك الصداقة الوثيقة التي ربطته بصدام حسين حتى قبل أن يصبح رئيساً للعراق. لكنه في الحقيقة كان صديقاً لشعوب كثيرة بينهم الصينيون وكذلك اليابانيون. وتلك قصة أخرى، لكنها لا تنفصل عن إيمانه بأن الحضارة الغربية ليست مركزاً أو مرجعاً وحيداً للبشرية. زار اليابان أكثر من خمسين مرة، أحب رياضة السومو بتقاليدها ومهاراتها وجذورها، وحين مات بكته الصحافة هناك، وتذكرت كثيرا عنه.

لم يكن شيراك بالضرورة طالباً، مثابراً وصبوراً، ويفضل أن يسند إلى صديقته على مقاعد الدراسة برناديت، التي ستصبح زوجته، مهمة أن تكمل بعض المطلوب منه، غير أنه ألمعي، حاذق، ويدرك ما يريد. وهو وإن بقيت غالبية اهتماماته طي الكتمان، ولم يعرف عنه الفرنسيون لوقت طويل، سوى طلته المهابة ولغته الأنيقة، ومواقفه الحازمة، وبعض أخبار مغامراته بين الحين والآخر، فإنه كان يفضل هذه الصورة، على القول إنه يركن كلما سنحت له الفرصة لقراءة الشعر الذي كان يحبه كثيراً.

وإن كان التركيز منذ وفاته، على متحف «كاي برانلي» الذي سيحمل قريباً جداً اسمه تخليداً لذكره، فهذا ليس المتحف الوحيد الذي خلفه. فقد منح شيراك قبل وفاته كل ما وصل إليه من هدايا، في فترته الرئاسية من كتب وأعمال فنية وقطع نادرة إلى متحف بات يحمل اسمه في مسقط رأسه «كوريز»، وصارت جميعها ملكاً للشعب الفرنسي.

شيراك بين الرؤساء الفرنسيين ليس استثناء. فرنسوا ميتران عرف بولعه الشديد بالقراءة، وعشقه للمعمار ولا تزال الأهرامات الزجاجية الشهيرة لمتحف اللوفر شاهدة على ذلك، وكذلك المكتبة الوطنية التي تحمل اسمه وقوس «الديفانس». وفاليري جيسكار ديستان عاشق للأدب ومتيم بكتابات «غي دو موبسان»، وهو عضو في الأكاديمية الفرنسية الشهيرة، أنجز للفرنسيين «متحف كاي دورسيه» البديع وأطلق في عهده مشروع «معهد العالم العربي». والرئيس جورج بومبيدو لا يزال المبنى الذي يحمل اسمه في باريس تحفة معمارية ومركزاً ثقافياً أساسياً. وشارل ديغول لم يكن فاتحة من دعم السياسة بالثقافة، بتعيينه الأديب أندريه مالرو أول وزير فرنسي للثقافة عام 1959. بمراجعة بسيطة، نجد أن لحكام فرنسا إحساساً عميقاً بأن الثقافة هي التي تصنع مجدهم، والجمال سواء في القصور كما في فرساي، أو الحدائق المنتشرة في باريس والمكتبات، من أدوات السلطة أيضاً. مفهوم لعله يتضاءل، مع الرئيسين الأخيرين. لم تعد فرنسا دولة عظمى لكنها لا تزال دولة كبرى ووازنة، وإحدى أذرع سلطتها ووجاهتها هي هذا البعد الفكري الإنساني لرؤسائها المتعاقبين، الذين يؤمّل ألا يكون جاك شيراك آخرهم.

 

«فتح» و«حماس»... القطبية المتراجعة

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

في مقالة سابقة نشرت في «الشرق الأوسط»، تحدثت عن الرسائل التونسية التي أفرزتها المرحلة الأولى للانتخابات الرئاسية، والتي تقدم فيها مرشحان خارج إطار القطبية التي نشأت بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، والتي هي لمجرد التذكير قطبية «النهضة» و«نداء تونس».

لم أقل صراحة إن الرسائل التونسية بدت لي موجهة لقطبي الساحة الفلسطينية «فتح» و«حماس» اللذين ما زالا ينامان على حرير الولاء الشعبي التلقائي لهما مناصفة، وإلى الأبد. التراجع الملحوظ رغم ادعاءات نفيه اعترى القطبين اللذين يسيطران على الحياة السياسية الفلسطينية: «فتح» في الضفة، و«حماس» في غزة.

«فتح» مؤسسة الحركة الوطنية الفلسطينية الحديثة، وصانعة التمثيل الفلسطيني الوحيد والذي لا يناقش، عبر «منظمة التحرير»، تعاني من ظواهر أضعفت وبصورة ملحوظة حضورها الجماهيري داخل الوطن، مع بروز لظاهرة لم تكن موجودة من قبل، وهي المنافسة المتعددة الأوجه على التمثيل الفلسطيني داخلياً وخارجياً، من خلال مؤتمرات حاشدة ترفع شعار إصلاح «منظمة التحرير»، بينما هدفها المباشر، وإنْ لم يكن معلناً، هو إقصاء «فتح» عنها، واستبدال تشكيل مختلف بها، تكون «حماس» ومن يدور في فلكها عموده الفقاري.

تدرك قواعد «فتح» ومعظم كادرها، بمن في ذلك من يحتلون مواقع متقدمة، أن أحد أسباب تراجع نفوذ «فتح» هو اشتداد الصراع الداخلي فيها، وهو صراع تعمق وانتشر في زمن السلطة ووظائفها وامتيازاتها على نحو لا سياسة فيه، وهذا كما بدا جلياً هو آخر أنواع الصراعات الداخلية.

في بداية التراجع، أظهرت الانتخابات الأخيرة التباساً في أمر النفوذ؛ إذ وفق نظام النسبية، أي القوائم، توازت «فتح» و«حماس» في الأصوات، مع فوارق ضئيلة، لا تكاد تذكر، غير أن الكارثة الماحقة حلت بـ«فتح» في انتخابات الدوائر؛ حيث وبفعل صراعها الداخلي الشرس، وتنافسها مع ذاتها، خسرت دوائر بكاملها، باستثناء اختراقات محدودة لم تؤثر على أغلبية «حماس» المتفوقة في المجلس التشريعي. ويا للمفارقة! فالمجلس الذي خسرته «فتح» هي من أسسته ورعت انتخاباته الأولى والثانية.

لقد أهدرت «فتح» فرصاً ثمينة لتحسين أوضاعها وترميم بنيانها، منها مؤتمران عامان، إنْ لم أقل أسهمت نتائجهما في تراجع المكانة والنفوذ، فلم تقدم جديداً إيجابياً على صعيد بنية الحركة ومؤسساتها وحضورها، كما أضاعت فرصة انعقاد المجلس الوطني بدعوة منها ورعاية مباشرة لكل شؤونه جملة وتفصيلاً؛ إذ يجمع أعضاؤه قبل المراقبين، أثناء انعقاده وبعد انفضاضه، على أنه لم يقدم شيئاً على صعيد تطوير النفوذ أو وقف تراجعه. وتكرست ظاهرة أن الخارجين من إطار «المنظمة» أكبر وأفعل من الباقين فيها، هذه الحال لا بد أن تتغير.

أما «حماس»، فحدث ولا حرج. لقد دخلت الحركة الإسلامية تجربة السلطة من بوابة أوسلو التي رفضتها، وخوّنت «فتح» التي أقدمت عليها، وكان أن ثبَّتت «حماس» سلطة مطلقة على جزء من الوطن، ولا أخالها بقادرة على الدفاع عما فعلت خلال فترة هذه السلطة الطويلة الأمد؛ حيث تكرس انقسام الوطن، وتراجعت الحياة من كل جوانبها ومستوياتها في غزة. ولا مغالاة حين يقال إن حياة الغزيين في عهد حكم «حماس» كانت أسوأ مما مر على القطاع منذ الأزل. ورغم ذلك فإن ثقة، لا أراها في محلها، يظهرها قادة «حماس» بشأن حتمية إعادة انتخابهم، كقطب لا غنى عنه في الحياة الفلسطينية. فعلى ماذا يعاد انتخابهم؟!

تجربة جديدة يمكن أن تطور النظام السياسي الفلسطيني، هي فتح الانتخابات القادمة دون الاعتماد المطلق على الاستقطاب الحزبي. فتحها ترشحاً وانتخاباً لكل الفلسطينيين، ومن يفوز بثقة الشعب هو الأجدر بقيادته. وبالتأكيد سيفوز فتحاويون كثر، وحمساويون كذلك، ومستقلون أكثر.

إن الاعتماد على المؤسسات الحزبية لاحتكار تشكيل القوائم وإصدار الأوامر لملايين الناخبين للتصويت، كما لو أنهم خلية حزبية، هو أمر لم يعد واقعياً، ولا الناس في وارد الاستجابة لأوامر وتوجيهات قادة تنظيمات يعتبرون الجمهور مجرد رصيد جاهز لتلقي أوامرهم، والتصويت دون نقاش لهم.

الانتخابات القادمة، إنْ حدثت، وأضع خطوطاً تحت «إن حدثت»، ستفضي إما إلى تجديد في النظام السياسي الفلسطيني، وهذا ما يحتاجه الوطن والمواطن والقضية الوطنية، وإما أن تكون استنساخاً لقطبية متراجعة، يكفي إلقاء نظرة على ما أنجزت خلال العقود الماضية لمعاقبتها في صندوق الاقتراع.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: لبنان محب للسلام ولا يعارض الانضمام الى معاهدة أوتاوا لحظر الالغام وهو آمن ويشكل مساحة لانعقاد المؤتمرات العالمية سنويا

وطنية - الجمعة 04 تشرين الأول 2019

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن "لبنان بلد محب للسلام، لا ينتج الالغام ولا يلجأ الى استعمالها"، مشيرا الى "أننا موجودون الى جانب عدو، هو اسرائيل، يستعمل الالغام كسلاح من دون اي رادع، وقد عانى لبنان ولا يزال الكثير جراء الالغام والقنابل العنقودية التي استعملها العدو الاسرائيلي في اعتداءاته على لبنان خلال حرب تموز 2006". وقال: "لبنان لا يعارض الانضمام الى معاهدة "أوتاوا" لحظر الالغام المضادة للأفراد، خصوصا أنه يطبق كل بنودها ويعمل جاهدا على تنظيف اراضيه المزروعة بهذه الالغام، وهو بحاجة لكثير من المساعدة في هذا المجال"، لافتا الى أن "هذا الموضوع يحتاج الى درس في مجلس الوزراء". مواقف رئيس الجمهورية جاءت في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، سفيرة النوايا الحسنة المبعوثة الخاصة لمعاهدة "أوتاوا" لحظر الالغام المضادة للافراد شقيقة ملك بلجيكا الاميرة استريد على رأس وفد.

وحضر اللقاء وزيرا الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والدفاع الوطني الياس بو صعب، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، والمستشارون العميد بولس مطر والسفير شربل وهبه والاستاذ رفيق شلالا.

استريد

وشكرت الاميرة استريد في مستهل اللقاء، الرئيس عون على استقبالها والوفد، وعلى الاهتمام الذي يبديه رئيس الجمهورية بالعمل الذي تقوم به كمبعوثة لمعاهدة "اوتاوا" لحظر الالغام المضادة للأفراد، معربة عن سعادتها بزيارة لبنان للمرة الاولى وبدءها بلقاء مع رئيس الجمهورية.

واطلعت الاميرة استريد الرئيس عون على اطار عمل المعاهدة، وهنأته على "تأييد الامم المتحدة بالاجماع المبادرة الرئاسية بإنشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان"، مشيرة الى أن "هذه المبادرة حصلت على دعم بلجيكا ودول الاتحاد الاوروبي"، معتبرة أنها "تساهم بشكل فاعل في ترسيخ الحوار وتقارب الشعوب في ما بينها والحد من مصادر النزاع". واشارت الى أن من صلب مهامها "العمل على نزع الالغام من كل انحاء دول العالم"، محذرة من "خطورة هذا السلاح الاعمى الذي يقتل ويجرح الآلاف، كما يحد من التطور الاقتصادي والاجتماعي للدول، ويقف حاجزا أمام عودة النازحين الى بلادهم بعد انتهاء الصراعات والحروب"، كاشفة أن "المعاهدة وضعت عام 1997 وقلصت من خلال انضمام 164 دولة اليها، من معاناة الكثير من الاشخاص في العالم، لا سيما النازحين والاطفال والنساء". وهنأت الاميرة استريد الرئيس عون على "الجهود التي بذلها لبنان ولا يزال في مجال نزع الالغام وتطبيقه لمبادئ المعاهدة، عبر عدم صناعتها واستعمالها، بالاضافة الى الجهود التي يبذلها للتخلص منها، لا سيما الالغام الارضية المضادة للأفراد والقنابل العنقودية التي زرعتها اسرائيل في جنوب لبنان خلال حرب تموز عام 2006". وذكرت ان بلجيكا "ساعدت لبنان على تنظيف اراضيه عبر مساهمة جنودها الذين يشاركون في القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" في عمليات النزع، وقد تم إبطال مفعول أكثر من 14.000 لغم، وتنظيف حوالى 1.77 مليون م2 من الاراضي على امتداد الخط الازرق، وقد سقط 3 جنود بلجيكيين خلال هذه العمليات". وأثنت الاميرة استريد على "عمل لبنان النموذجي في مجال نزع الالغام، لا سيما من خلال المركز الوطني لنزع الالغام، الذي يشكل عمله خطوة مهمة نحو تحسين العمل الدولي المبذول في مجال مكافحة الالغام ونزعها"، مشيرة الى "أهمية تخطي لبنان كل المعوقات وتأييده لقرار الامم المتحدة حول تطبيق معاهدة "اوتاوا" ومشاركته في المؤتمر الخاص الذي سيعقد في اوسلو حول هذا الموضوع".

رئيس الجمهورية

من جهته، رحب الرئيس عون بالوفد، وحمل الاميرة استريد تحياته للملك فيليب"، شاكرا من جهة أخرى دعم بلادها "لمشروع إنشاء "أكاديمية الانسان والحوار" في لبنان"، مثنيا على "العمل الذي تقوم به في مجال نزع الالغام"، لافتا الى أن "لبنان لم ينضم حتى الآن الى هذه المعاهدة على الرغم من حاجته لذلك، لا سيما بعد حرب تموز 2006، وما خلفته من مئات الملايين من الالغام والقنابل العنقودية التي زرعتها اسرائيل في اراضيه، والتي لم يتمكن حتى الآن من نزعها والتخلص من معاناتها". واشار رئيس الجمهورية الى أن فرقا من الجيش اللبناني "تولت مهام نزعها ولكن هذا الامر لم يكن كافيا، خصوصا أن مساحات واسعة من الاراضي كانت قد زرعت بها وهي بحاجة للكثير من المساعدة لمسحها وتنظيفها". وأكد ان "لبنان هو بلد محب للسلام ولا يعارض معاهدة أوتاوا، لا سيما وأنه لا ينتج الالغام ولا يلجا اليها كسلاح"، وقال: "نحن للاسف موجودون على حدود مع العدو الاسرائيلي الذي يصنع هذه الالغام ويستعملها من دون اي رادع، كما حصل إبان حرب تموز 2006، وأصبحت كل الاراضي الحدودية مزروعة بها"، سائلا: "ماذا ستفعلون مع اسرائيل في هذا المجال؟". وأمل الرئيس عون "ان ينضم لبنان الى هذه المعاهدة خصوصا أنه يطبق كل بنودها".

تصريح استريد

بعد اللقاء، ادلت الاميرة استريد بتصريح الى الصحافيين، فقالت: "شرفني واسعدني ان التقي برفقة وزير الدفاع اللبناني، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. واود ان اشكره على استقباله الحار وصراحته في خلال محادثاتنا". اضافت: "بصفتي مبعوثة خاصة لمعاهدة أوتاوا لحظر الالغام المضادة للافراد، شعرت بالتشجيع من خلال مؤشرات الانفتاح والاهتمام التي ابداها لبنان بقضية الالغام المضادة للافراد. ان الدول الاعضاء في هذه المعاهدة الذين يمثلون عائلة كبيرة تضم 80% من سكان العالم، يتمنون بقوة انضمام لبنان اليها. ونتمنى ايضا ان يواصل لبنان سياسة التعاون المتواصل مع المعاهدة، وان يكون حاضرا في المؤتمر المقبل للدول الاعضاء فيها، الذي سينعقد نهاية شهر تشرين الثاني المقبل في اوسلو". واشارت الى ان "الاهتمام والالتزام اللذين ابداهما رئيس الجمهورية، عززا قناعتي بأن لبنان سيواصل مسيرته نحو الانضمام الكامل الى هذه المعاهدة".

الوزير قيومجيان

الى ذلك، استقبل الرئيس عون وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان الذي وضعه في جو عمل الوزارة، ودعاه لاستضافة مؤتمر "القمة الوطنية للاطفال" ورعايته في العشرين من الشهر المقبل الذي يصادف فيه "اليوم العالمي لحقوق الطفل"، الذي تنظمه وزارة الشؤون الاجتماعية بالشراكة مع منظمة "اليونيسيف" احتفالا بالذكرى السنوية لابرام اتفاقية حقوق الطفل "CRC" التي صادق عليها لبنان في العام 1990.

قيومجيان

بعد اللقاء، صرح الوزير قيومجيان للصحافيين، فقال: "تشرفت اليوم بلقاء رئيس الجمهورية ودعوته الى استضافة "مؤتمر القمة الوطنية للاطفال" ورعايته في 20 تشرين الثاني المقبل والذي تنظمه الوزارة مع "اليونيسيف"، ويعالج حقوق الطفل ودور لبنان الرائد في هذا المجال. وقد تكرم فخامة الرئيس بقبول استضافة هذا المؤتمر ورعايته على امل ان يكون لنا لقاء في هذا التاريخ في قصر بعبدا". اضاف: "كذلك بحثت مع الرئيس عون في موضوع الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية التي تقوم الوزارة بوضعها مع عدد من المنظمات الاهلية و"اليونيسيف" بالاشتراك مع عدد من الوزارات. كما وضعت رئيس الجمهورية في اجواء عمل الوزارة والضائقة المالية التي تعاني منها وضرورة دعمها كي تتمكن بدورها من دعم الشرائح الفقيرة والمحتاجة".

سئل: ماذا حل بملف الجمعيات الوهمية؟

اجاب: "لا جمعيات وهمية في وزارة الشؤون الاجتماعية وذلك كما سبق واوضحنا بعدما نشرنا لائحة باسماء كل الجمعيات التي تعنى بالرعاية الاجتماعية وذوي الاحتياجات الخاصة. وتقوم فرق تفتيش الوزارة بعملها كما يواكبنا في العمل كل من التفتيش المركزي وديوان المحاسبة عند توقيع العقود، وبالتالي، ليس هناك من جمعيات فنية او رياضية او وهمية بل لدينا جمعيات تعنى بالرعاية الاجتماعية".

سئل: بالامس كان هناك تقارب بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية " في جلسة مجلس الوزراء حول ضرورة تضمين الموازنة الاصلاحات الضرورية، هل يمكن ان يكون هذا التقارب بداية الطريق لاعادة تنسيق المواقف بين الفريقين؟

اجاب: "ان اي موقف ايجابي نقابله بموقف ايجابي آخر، ونحن شددنا منذ اول يوم بدأ فيه البحث في الموازنة على سلسلة اجراءات واصلاحات من دونها لن نتمكن من تطمين الشعب اللبناني على مستقبله الاقتصادي والمالي. ان الموازنة يجب ان تتضمن هذه الاصلاحات والاجراءات. وكما قلنا منذ البدء فاننا لن نسير في الموازنة من دون هذه الاجراءات. لا بل، ولكي نكون ايجابيين نقول ان هذه الموازنة يجب ان تتضمن اجراءات واصلاحات اصبحنا في أمس الحاجة اليها ونحن نؤجلها من موازنة الى اخرى".

اضاف: "آن الاوان ودقت ساعة الحقيقة والاوضاع المالية والاقتصادية والنقدية لا يمكنها ان تتحمل المزيد، يجب ان نسير بهذه الاجراءات والاصلاحات التي سوف نضغط و"التيار" كي نتوصل مع باقي الافرقاء الى تضمينها، ونتمنى عليهم ان يواكبونا فيها"، لافتا الى أن "هناك اوراق عملية واجراءات فورية واصلاحات تم وضعها فلنبدأ بها لانقاذ الوضعين المالي والاقتصادي".

سئل: ماذا سيكون موقف "القوات اللبنانية" ان لم تتضمن الموازنة هذه الاجراءات والاصلاحات؟

اجاب: "اننا لم نسر بالموازنة السابقة لاننا وضعنا الاجراءات المذكورة على امل ان يتم تطبيقها. ومنذ اقرار الموازنة لم يتم الالتزام بها، وموقفنا اليوم لا يزال هو نفسه، فان لم يتم السير بهذه الاجراءات لن نوافق على الموازنة للعام المقبل ولن نكون شهود زور عليها".

نقابة اطباء الاسنان

واستقبل رئيس الجمهورية نقيب اطباء الاسنان في لبنان - بيروت البروفسور روجيه ربيز على رأس وفد من النقابة، ونقيبة اطباء الاسنان في طرابلس الدكتورة رولا ديب ونقباء الاسنان في عدد من الدول العربية والاجنبية والوفود المشاركة في المؤتمر الدولي الـ 29 لطب الاسنان المنعقد في "البيال" - بيروت، والذي ينهي اعماله غدا السبت.

ربيز

في مستهل اللقاء، تحدث البروفسور ربيز، فشكر الرئيس عون لاستقباله، ووضعه في صورة اعمال المؤتمر والابحاث العلمية التي يتم الاضاءة عليها في خلاله، مؤكدا "اهمية انعقاده في بيروت التي تحولت الى نقطة جذب عالمية للمؤتمرات واللقاءات المتخصصة بفضل ما تنعم به من امن واستقرار".

سيبرغر

ثم تحدث رئيس الفدرالية العالمية لطب الاسنان الدكتور جيرار سيبرغر، فأوضح ان الاتحاد الدولي لطب الاسنان "يضم حوالى اكثر من مليون طبيب اسنان حول العالم واكثر من 140 نقابة طب اسنان واكثر من 30 ممثلا"، لافتا الى ان "احد ابرز اهداف الاتحاد هو الوصول الى العدد الاكبر من الناس حول العالم، فيما تقضي رؤيته بتحسين نوعية العناية بالفم الى اقصى الحدود".

وقال: "لا يمكننا ان نكون على مستوى هذه الرؤية اذا ما استثنيا اللبنانيين منها، لذلك نريد ان نشاطركم ورقتنا الاستراتيجية هذه".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، معتبرا ان "اهمية المؤتمر ليس في انعقاده فحسب، بل بما يتيحه من تبادل للخبرات ومن تقدم مهني وتطور للعلوم والابحاث"، مؤكدا حرصه على "رعاية المؤتمرات الطبية على وجه الخصوص".

واشار الى ان "لبنان الذي ينعم باستقرار امني بات يشكل مساحة لانعقاد عدد كبير من المؤتمرات العالمية سنويا"، متمنيا لاعضاء الوفد "اقامة طيبة في ربوعه وان تعودوا لزيارة لبنان في مناسبات اخرى من هذا النوع مستقبلا".

 

الحريري نفى تعليق العمل بمشروع قانون الموازنة: لقائي مع باسيل جيد جدا والعلاقة ليست بحاجة لترميمها

وطنية - الجمعة 04 تشرين الأول 2019

نفى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن يكون قد تم تعليق العمل في مشروع قانون الموازنة للعام 2020، بانتظار الاتفاق على الإصلاحات اللازمة، وقال: "نحن نعمل على كل الملفات في وقت واحد، ولذلك ترون في هذه الأيام تركيزا على الإصلاحات، لمعرفة ما يمكن إدخاله ضمن الموازنة المقبلة".

وفي دردشة مع الصحافيين، وصف الرئيس الحريري لقاءه مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بـ"الجيد جدا"، وقال: "أنا أرى أن هناك بالفعل هجمة غير طبيعية على البلد. صحيح أنه لدينا مشاكل، لكن الحكومة تعمل لكي تجد حلولا لهذه المشاكل، وأتمنى على من يتحدث بالاقتصاد أن ينطلق من الواقع الذي نعيشه. هناك جهد كبير تقوم به الحكومة، وإن شاء الله سنخرج من هذه الأزمة".

وسئل: هل سيتم ترميم العلاقة مع الوزير باسيل؟

أجاب: "أصلا لم يحصل شيء لهذه العلاقة لكي يتم ترميمها".

 

الأحرار: لقرارات شجاعة على صعيد مكافحة الفساد بعيدا عن الشعارات

وطنية - الجمعة 04 تشرين الأول 2019

أمل المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار، في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون "أن تؤدي الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية الى اتخاذ قرارات شجاعة على صعيد وقف الهدر ومكافحة الفساد، بعيدا عن الشعارات المتداولة"، معولا على "إنجاز موازنة 2020 انطلاقا من هذا الواقع وإلا ستكون التداعيات كارثية يسقط تحت وطأتها مؤتمر سيدر ومعه الاقتصاد اللبناني". ورأى في حركة الشارع "تحذيرا من الوصول الى هذا الدرك وتعبيرا عن معاناة المواطنين الرازحين تحت الفقر. أما المطالب التي رفعها المتظاهرون فهي برسم الحكومة المطالبة بموقف حازم لا يتوقف عند الاعتبارات الشخصية". واعتبر أن "التوصل الى توافق حول الواردات والنفقات في الموازنة وإقرارها قبل العشرين من تشرين وفقا للنص الدستوري لن يكون له تأثير إذا لم تتحقق الانجازات المنتظرة والتي يكررها أصدقاء لبنان. وقد بات حسم ملف الكهرباء عنوانا للإصلاح وللجدية في المعالجات ومدخلا الى وقف الهدر. فهل تنجح الحكومة في هذا المجال؟" وأكد أن "التوصيات والقرارات التي اتخذت في موضوع البيئة تدور في حلقة مفرغة، بينما تتفاقم الأضرار البيئية على مساحة الوطن". ولاحظ "تناقضا في مواقف المعنيين بين استعدادهم لحسم مسألة سد بسري رغم المعطيات العلمية التي تشهد ضد تنفيذه من جهة وتساهلا او ضعفا امام التحديات الضاغطة في ملف النفايات من جهة أخرى. ويتكون لدينا اعتقاد أن القرارات التي اتخذت على هذا الصعيد كما بالنسبة الى المقالع والكسارات، جاءت بمثابة جرعة أمل تعطى وتنقصها الجدية والإجراءات التنفيذية . لذا ندعو المسؤولين الى المضي في وضع قراراتهم موضع التنفيذ لكي يستعيد المواطنون بعضا من الثقة التي فقدوها". وتوقف عند تصريح وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف "الذي أبدى تفاؤلا بتقارب المواقف بين النظام والمعارضة السورية في ما يعود الى التوصل لحل سياسي".وإذ تمنى "أن يكون لهذا التصريح صدقية يعتد بها"، اعتبر أن "المدخل الى الحل هو في وقف التدخل الخارجي، وهذا يبدو مستبعدا في المرحلة الراهنة. وفي المقابل، ندعو المجتمع الدولي الى موقف من معضلة النزوح التي يعانيها لبنان. ونهيب به أن يوجه مساعداته في شكل يحض النازحين للعودة الى المناطق الآمنة في سوريا. اما إذا تعذر ذلك فهو مدعو الى العمل لتوزيعهم مما يؤدي الى خفض الضغط عن الدول المستضيفة وفي مقدمها لبنان الذي استنفذ كل طاقاته ولم يعد قادرا على الاستمرار".

 

الراعي في عشاء اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام: ما نراه اليوم تشكيك بوطننا ونظامنا واقتصادنا وماليتنا وبيئتنا

وطنية - الجمعة 04 تشرين الأول 2019

أقام رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر حفل العشاء السنوي الذي يقام دعما لنشاط المركز الكاثوليكي للإعلام، في فندق ريجنسي بالاس أدما، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وحضوره. كذلك حضر راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال ممثلا بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، المطران شارل مراد ممثلا بطريرك السريان الكاثوليك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، الأب سيبوه كارابيديان ممثلا بطريرك الأرمن الكاثوليك غريغوار بطرس العشرين، راعي أبرشية جونية المارونية المطران أنطوان نبيل العنداري، راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر، نقيب المحررين جوزف القصيفي، نقيب الصحافة عوني الكعكي ممثلا بالصحافي جورج بشير، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، المقدم جورج أبو شعيا ممثلا المدير للأمن العام اللواء عباس إبراهيم،  مديرة "الوكالة الوطنية للإعلام" لور سليمان، رئيس نادي الصحافة بسام أبو زيد، رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العقيد جوزف مسلم ، مدير مكتب مكافحة جرم المعلوماتية المقدم ألبير خوري، رئيس حركة الأرض طلال الدويهي، رئيس تحرير مجلة الأمن العام العميد منير عقيقي، رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في حزب القوات اللبنانية أنطوان مراد وحشد من الفاعليات والشخصيات الإجتماعية والإعلامية.

إستهل الحفل الذي قدمته الإعلامية ربيكا أبو ناضر بالنشيد الوطني، ثم ألقى رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم كلمة قال فيها:"تمر وسائل الإعلام اليوم بأزمتين متلازمتين خطيرتين تؤثران بشكل مباشر على مسيرة الإعلام في لبنان. الأزمة الأولى: أزمة مالية إذ أن معظم المؤسسات الإعلامية تعاني من شح في مداخيلها، وهذا ما دفع إلى إقفال عدد من أعرق الصحف والمحطات الإذاعية والتلفزيونية، وما زالت حقوق عدد كبير من العاملين فيها والزملاء الإعلاميين غير مدفوعة. أما الأزمة الثانية: فهي أزمة أخلاقية، ناتجة عن سوء استخدام شبكات التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية، فتخالط رواد هذه المواقع والشبكات برواد الصحافة، ودأب البعض منهم إلى استثمار هذه الوسائل في سبيل نشر الأخبار الكاذبة والتعرض للمقامات الدينية والوطنية وتحقيرهم وإهانتهم والنيل من كرامتهم، كما أصبحت بعض هذه الشبكات والمواقع مساحة لإثارة العصبيات المذهبية والتنافر بدل من أن تكون ساحة للحوار والتلاقي".

وتابع: "صاحب الغبطة إن هذه الأزمات هي أزمات عالمية، ونحن نتطلع إلى وضع تشريع ينظم ويضبط وضع شبكات التواصل الإجتماعي بما يضمن الحفاظ على الحريات العامة من جهة، ويكفل حسن التعاطي لمستخدميها من جهة أخرى. (توجيه تحية للأمن العام ومكتب جرائم المعلوماتية)، أما من جهتنا، فإننا سنطلق اليوم مشروع برنامج شبيبة المركز الكاثوليكي للإعلام حيث سنسعى مع بعض المدربين ومع أجهزة الدولة، إلى إنشاء دورات تدريبية لشبيبتنا على حسن إستخدام هذه الوسائل والعمل من خلالها على نشر ثقافة اللقاء والسلام من خلال الكنيسة وعلى مساحة الوطن".

مطر

بدوره رحب المطران مطر في مستهل كلمته بالبطريرك الراعي حامل لجنة الإعلام وكنيسته ووطنه في قلبه الكبير وقال: "حضورك هنا يقوي كل إنسان يعمل في الإعلام والكنيسة والوطن. الكنيسة تقول الحقيقة وغبطتك مسؤول عن الحقيقة وأنت تقول دائما لنا أنها وحدها تحرر وتخلص الوطن بكل ما للمعنى من كلمة، الكنيسة تقول بكل محبة أن الإعلاميين مسؤولين عن الحقيقة وليس صحيحا أن الإعلامي يجب أن يكون إلى جانبها عندها يحرف الإعلام. نحن نعلم الناس ونعلمهن ولا نغشهم ولذلك تكرم الكنيسة الإعلاميين لأنهم مسؤولون عن قول الحقيقة وتطوير الناس وإذا لم يتطوروا لا يكون هناك ديمقراطية، يجب ألا يكون الإعلاميون فقط موضوعيين بل يجب أن يسعوا إلى قول الكلمة التي تبني، الإعلام يجب أن يبني، ووطننا اليوم بحاجة إلى تدعيم بنائه. معقول في هذا الوضع الصعب أن نكون مختلفين، الإعلاميون يجب ألا يسعوا إلى زيادة الخلاف بل إلى تقريب الناس إلى بعضهم البعض حتى نبني وطننا بكل معنى الكلمة؟". وختم آملا أن "يوفق الله الإعلام والإعلاميين برسالة أساسية هي بناء الآخر والأوطان".

الراعي

وقال البطريرك الراعي: "نحن موجودون اليوم في عشاء المحبة لتكريم الإعلاميين والإعلاميات، وركز في كلمته على التعليم من خلال وسائل الإعلام. صحيح أننا نعيش أزمة سياسية وإقتصادية ومالية وإجتماعية، أعتبر أن الحل ليس فقط عند السياسيين والمسؤولين،الإعلاميون يستطيعون مع خبراء في عالم السياسة والدستور والإقتصاد والمال إعطاء إقتراحات يساعدون من خلالها السياسيين لإيجاد الحل. أعتبر هذا الدور يستطيع أن يلعبه الإعلاميون أكثر من غيرهم وقادرون أن تلعبوه أكثر من غيركم ووسائل الإعلام لا أحد منا يستطيع الإستغناء عنها كلنا بحاجة للإستماع إليها، إذا كان الإعلاميون قادرين على لعب هذا الدور فسيكون لهم الدور الأساسي بإنقاذ لبنان لأنه مع الأسف كما تعلمون كلما دخلوا إلى جلسة مجلس الوزراء او المجلس النيابي تقريبا يتقاتلون لأنه لا برامج بين أيديهم. أنتم تضعون لهم البرامج وهكذا توضع نقطة نهائية على التشكيك". أضاف: "ما نراه اليوم تشكيك بوطننا وبنظامنا واقتصادنا وماليتنا وبيئتنا ويجب أن نعرف أن الكلام الذي يصدر في لبنان يسمعه كل العالم، فنكون نطعن بلدنا بأيدينا في الوقت الذي يجب أن نعرف العالم على قيمة وطننا. نحن لا نكذب على الناس عندما نتكلم عن قيمة لبنان وعن النظام اللبناني وعن أن لبنان هو الوطن الذي يلتقي فيه المسيحيين والمسلمين وسواهم في عيش مشترك بحياة ديمقراطية في مساواة وحقوق وواجبات بالتعاون والمناصفة ومساواة الحكم والإدارة. هذا الأمر ليس موجودا في أي بلد في عالمنا العربي. أحسن دعاية للبنان عندما نتحدث عنه أنه وطن الحريات العامة الدينية السياسية والثقافية وهي ليست موجودة في أي من بلدان الشرق الأوسط".

وتابع: "نبني وطننا عندما نظهر الوجه الديمقراطي وقيمته وعندما نظهر قيمة تنوع لبنان ووحدته وعندما نؤكد أن لبنان ليس وطنا للتشكيك واليوم بدأنا بالمئوية الأولى لدولة لبنان الكبير وهي ليست لعبة ومهم جدا أن تبث وسائل الإعلام برامج حول الموضوع. سنة 1920 أعلن لبنان دولة لكن لبنان كان موجودا قبلا والشعب اللبناني أيضا وثقة اللبنانيين وتقاليدهم أيضا كانت. لبنان كان طوال عمره تحت كل العهود الصعبة والسهلة كما هو عليه اليوم ما يؤكد أن لبنان عمره أكثر من 100 سنة بحدوده الحالية، الإعلام يجب أن يكون لديه برامج يتحدث فيها مع أصحاب الإختصاص ورجال العلم ما يؤدي إلى المساهمة بإعادة بناء وطننا الحبيب على قلب الجميع ونساعد أولادنا وشبابنا للخروج من التفكير الضيق أن لبنان ليس له قيمة وأنه سيبحث عن وطن آخر. وهنا، على الإعلام دور كبير وليس لعبة أن نقول أنه السلطة الرابعة وهو يوجه كل شيء من الرأي العام إلى كل الأمور. وحيا البطريرك الراعي الإعلاميين كونهم رسل الحقيقة وإعادة بناء لبنان بكل تكوينه وقيمته لا أحد يحب أن يجرح بنفسه وكرامته فكيف أقبل كإعلامي أن أجرح بوطني وأشكك به؟". وختم البطريرك الراعي محييا الإعلاميين "ليس فقط كخدام الحقيقة ورافضي الكذب ولكن أحييكم رسل بناء لبنان الجديد على أسسه الحقيقية. فلبنان اوجد نفسه على مستوى الدول العربية وعلى المستوى الدولي ويكفينا أن يكون القديس البابا يوحنا بولس الثاني سمى لبنان النموذج والرسالة لكل العالم". وفي الختام كرمت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في حضور البطريرك الراعي بدروع تقديرية كلا من الصحافي في جريدة النهار إميل خوري، الإعلامية روز زامل (وردة) الإعلامي نقولا حنا، الصحافية جومانا نصر والإعلامي شربل سعادة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 04- 05 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

الحل في لبنان والحل الوحيد هو تحرير البلد من احتلال حزب الله

الياس بجاني/04 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79125/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%ad%d9%8a%d8%af/

 

القلنسوة أم العمامة أم القبعة العسكرية... أيها ستنقذ الملالي؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79120/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d9%86%d8%b3%d9%88%d8%a9-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a8/

 

 

The Hat, the Turban And the Cap: Which Can Save the Mullahs?
 Amir Taheri/Asharq Al Awsat/October 04/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/79120/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d9%86%d8%b3%d9%88%d8%a9-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a8/

 

القلنسوة أم العمامة أم القبعة العسكرية... أيها ستنقذ الملالي/أمير طاهري/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2019

The Hat, the Turban And the Cap: Which Can Save the Mullahs/Amir Taheri/Asharq Al Awsat/October 04/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79120/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d9%86%d8%b3%d9%88%d8%a9-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a8/

 

Analysis/It’s Tempting to Connect the Dots, but Iran-Israel War Doesn’t Seem Imminent
 
عاموس هاريل/هآرتس: لا حرب وشيكة بين إيران وإسرائيل
 Amos Harel/Haaretz/October 04/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/79122/%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b3-%d9%87%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%84-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d9%84%d8%a7-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d9%88%d8%b4%d9%8a%d9%83%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7/
 
Revolutionary Guards claim that it thwarted an Israeli assassination attempt is questionable, but Israel-Iran tension is increasing

 

 Iran’s attempt to force the US back to the JCPOA failed miserably
 
طوني بدران/العربية: فشلت إيران فشلاً ذريعاً في اعادة أميركا إلى الإتفاق النووي
 Tony Badran/Al-Arabiya/October 04/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/79132/%d8%b7%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%81%d8%b4%d9%84%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%81%d8%b4%d9%84%d8%a7%d9%8b-%d8%b0%d8%b1%d9%8a%d8%b9%d8%a7%d9%8b-%d9%81%d9%8a-%d8%a7/