المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november09.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ لا يَدْخُلُ حَظيرَةَ الخِرَافِ مِنْ بَابِهَا، بَلْ يَتَسَلَّقُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَر، فَهُوَ لِصٌّ وسَارِق

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/معاييره ومفاهيم خينا جبران الوطنية مشقلبي فوقاني تحتاني ومؤتمره الصحفي اليوم كان صف حكي فاضي

الياس بجاني/كلن يعني كلن يستحقون 100% عقوبات..عصابة واحدة

الياس بجاني/سعد الحريري التعتير واللاهي بامتياز

الياس بجاني/ثلاثي الكوارث والإستسلام وأبطال الصفقة الرئاسية الخطيئة جعجع والحريري وجنبلاط 

الياس بجاني/العضومية اللاهية في ابشع صورها

الياس بجاني/سرطان لبنان القاتل هو حزب الله وباقي كل الأزمات كبيرة وصغيرة هي مجرد أعراض

 

عناوين الأخبار اللبنانية

حارت بهِ الفكرُ... انه بالفعل صليب لا يطاق ولا يحتمل نجَّرَه الجلادون لأنهم غلاظ الرقاب قتلة/الأب سيمون عساف

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 8/11/2020

استهداف باسيل شكل ضربة لعون... ومشاورات الحكومة تراوح مكانها

سنتان من تدهور العلاقات بين واشنطن ورئيس «الوطني الحر» سبقتا العقوبات

واشنطن «أنذرت» باسيل قبل العقوبات وعون يطلب «أدلة» على الاتهامات

مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: سنحاسب كل المسؤولين الذين لا يهتمون بمصالح الشعب

النهار: مناخات مشدودة حكوميّاً وسياسيّاً بعد العقوبات

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

القوات والحريري يتبادلان التهم..يكفي محاصصات ونحن في قعر الفراغ

الحريري في الزنزانة الأميركية... و نقل إلى عون رفض التخلي عن "الداخلية"، هذا ما اقترحه

 أسماء رنانة من 3 أحزاب ورجال أعمال بخطر بعد باسيل.. والمصارف تحبس أنفاسها حتى شباط

20 اسماً لبنانياً على لائحة العقوبات الأميركية

الإدارة الأميركية أنذرت باسيل قبل “معاقبته”

مروان حمادة: لا يوجد على رأس أحد خيمة، و أسباب خراب البلد هو هذا التعامل الجبان مع حزب الله

أحمد الحريري: ليحلم جعجع بالرئاسة لا بتوقيعنا على جدول أعمال معراب

وفاة بيار فتوش بعد إصابته بكورونا

طهران تطلب من واشنطن “التوبة” و”التعويض عما فات”

القوات” رداً على أحمد الحريري: اتهاماتك باطلة!

في البترون.. تحرك لمناصري “التيار” أمام منزل باسيل تضامنًا معه

أنور الخليل: لفصل موضوع العقوبات الأميركية عن ملف تأليف الحكومة

العقوبات الاميركية تابع.. صحيفة تكشف: قريبون من باسيل لم يتوانوا عن طعنه بالظهر!

ترامب: التزوير يقلقني.. وما حدث يمس الانتخابات برمتها

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

بومبيو لخامنئي: شعبكم جائع ونظامكم فاسد

أذربيجان تعلن السيطرة على مدينة شوشا الاستراتيجية وأرمينيا تنفي

روحاني: على الإدارة الأميركية الجديدة أن تصحح أخطاء ترامب

كوشنر يدعو ترمب إلى الإعتراف بنتائج الإنتخابات

أميركا بعد الانتخابات: مظاهرات مؤيدة ومعارضة بين أنصار ترمب وبايدن/انقسام في الشارع الأميركي حول نتائج الانتخابات... والمعركة تتجه إلى القضاء

فوز بايدن يهدد سياسات «ترمب الاستوائي» في البرازيل

قادة العالم يهنّئون الرئيس المنتخب ونائبته

الجمهوري بوش يهنئ بايدن بالفوز ويعتبر «النتيجة واضحة»

بايدن يكسب معركة الرئاسة… وترمب يحذّر من «فوز مزيّف»/حملة الرئيس الجمهوري متمسكة بالمسار القضائي رغم «طعنة بنسلفانيا»

بعد استقالة "صهر القصر" .. الليرة التركية ترتفع/المعارضة تطلق لقب "صهر القصر" على ألبيرق لتورطه بصفقات فساد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أتعرقل العقوبات الترسيم..وتضرب إسرائيل لبنان بين رئاستي ترامب وبايدن؟/منير الربيع/المدن

جبران باسيل واستغباء أميركا/خيرالله خيرالله/العرب

ربما على الفرنسيين تعلم العيش المشترك/منى فياض/الحرة

سياسة بايدن تجاه لبنان والمنطقة: لا داعي لـ «المقامرة»/ابراهيم ريحان/أساس ميديا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون دعا المجلس الاعلى للدفاع الى الاجتماع الثلاثاء

نص المؤتمر الصحفي لجبران باسيل/باسيل: نحن أصدقاء لا عملاء واخترت حماية لبنان على العقوبات الشخصية أميركا تستطيع معاقبتي لكنها لا تأخذ مني وطنيتي وكرامتي

البطريرك الراعي من طرابلس: نريد عدالة تكشف الفساد والمفسدين ونريدها شاملة لا انتقائية

الراعي شارك بحفل غداء في دير مار يعقوب في كرم سده وأزاح الستارة عن متحف المطران بو جودة الأبرشي ومشروع بيت الفتاة في كفرفو

المطران الياس عودة للسياسيين: تخدمون لبنان إذا تنحيتم وعمر بكامله لن يكفيكم لتتوبوا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ لا يَدْخُلُ حَظيرَةَ الخِرَافِ مِنْ بَابِهَا، بَلْ يَتَسَلَّقُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَر، فَهُوَ لِصٌّ وسَارِق

إنجيل القدّيس يوحنّا10/من01حتى06/”قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ لا يَدْخُلُ حَظيرَةَ الخِرَافِ مِنْ بَابِهَا، بَلْ يَتَسَلَّقُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَر، فَهُوَ لِصٌّ وسَارِق. أَمَّا مَنْ يَدْخُلُ مِنَ البَابِ فَهُوَ رَاعِي الخِرَاف. لَهُ يَفْتَحُ البَوَّاب، وَالخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَيَدْعُو خِرَافَهُ بِأَسْمَائِهَا ويُخْرِجُهَا. وعِنْدَمَا يُخْرِجُ كُلَّ خِرَافِهِ، يَسيرُ قُدَّامَهَا، والخِرَافُ تَتْبَعُهُ، لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ. أَمَّا الغَرِيبُ فَلَنْ تَتْبَعَهُ بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ، لأَنَّهَا لا تَعْرِفُ صَوْتَ الغُرَبَاء». قَالَ لَهُم يَسُوعُ هذَا المَثَل، فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا كَانَ يُكَلِّمُهُم بِهِ.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

معاييره ومفاهيم خينا جبران الوطنية مشقلبي فوقاني تحتاني ومؤتمره الصحفي اليوم كان صف حكي فاضي

الياس بجاني/08 تشرين الثاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/92200/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%8a%d9%8a%d8%b1%d9%87-%d9%88%d9%85%d9%81%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%ae%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7/

*العدالة تقضي فرض عقوبات ليس فقط على باسيل، بل على كل سياسي ومسؤول لبناني استسلم لحزب الله الإرهابي والمحتل وتخلى عن لبنان واستقلاله وسيادته.

*قد لا تكون هناك لدى الشعب اللبناني ادلة موثقة على الفساد المالي للصهر أو لغيره من الزلم والمحاسيب والودائع من شركة حزبه التعتير، إلا أن قمة الفساد واللاوطنية والركوع والخنوع هي كلها مجسدة في ورقة التفاهم مع حزب الله، وهذه حقيقة دامغة ومؤكدة ووحدها مبرر أكثر من كافي في مفهوم ومعايير الأحرار والسياديين واللبناناويين من أهلنا لوضعه على قائمة العقوبات الأميركية … وهذا أقل الإيمان.

****

من حق خينا وحبيبنا جبران أن يدافع عن نفسه ويعتبر العقوبات التي فرضتها عليه الإدارة الأميركية على خلفية الفساد ومساندة المحتل الإيراني والخنوع لحزبه اللاهي هي ظلم وتجني وافتراء واستهداف لمواقفه وخياراته السياسية والتحالفية.

ولكن هل هي فعلاً كما ادعى وتباكي وشقلب من معايير ومفاهيم وعهرها وفصلها على ذوقه وغب اجندته السلطوية في مؤتمره الصحفي اليوم؟

بالطبع لا، وكل ما جاء في مؤتمره هو “اسقاط” وصف حكي فاضي دون معنى أو مصداقية.

كما أن الصهر الفهلوي هذا واهم وعم يهلوس ومشقلبي مفاهيمه الوطنية والسيادية لأن ارتمائه المهين والتبعي في حضن المحتل الإيراني وبضاحيته وبسيدها الأمونيومي ما في شي بيشرف ولا في شي وطني يفاخر به.

أما ورقة التفاهم التي رأي فيها انجازاً وطنياً ومانعاً لحرب أهلية فهي ورقة استسلام من قبل شركته المسماة تيار وطني حر لسيد امونيوم ولحزبه اللاهي، ولا هي بطولة ولا فيها ريحة للسيادة ولا شي من الإستقلال والكرامة والتضحية.

الورقة العار والخطيئة والإستسلام هي قمة في الرضوخ والركوع  وبالتخلي عن كل ما هو لبنان ولبناني من طرف لبناني هو شركة حزب التيار الوطني الحر لقوى احتلال هي إيرانية تحتل لبنان وتأخذ الطائفة الشيعية رهينة وتزور تمثيلها بقوة السلاح.

وسيد امونيوم نفسه يفاخر بأن حزبه إيراني من قمة رأسه حتى أخمص قدميه تمويلاً وسلاحاً وعقيدة ومشروعاً وفكراً وانتماء وثقافة.

ونسي خينا جبران بأن الورقة الخطيئة التي يفاخر بها هي تقدس سلاح عصابة حزب الله الإرهابي المصنف إرهابياً من قبل أكثر من 60 دولة .

ونسي بأن الحزب اللاهي هو عصابة تحتل لبنان ومدان قادة من اعضائها من المحكمة الدولية بالإجرام والإغتيالات وأنها تحترف الإرهاب والمذهبية وكل الأعمال المافياوية.

ونسي أن العصابة هذه هي رأس حربة المشروع الفارسي التوسعي اللاغي للبنان ولكل ما هو لبناني.

كما نسي أن ورقة التفاهم الخطيئة تعتبر الإحتلال السوري القاتل مجرد تجربة شابتها بعض الأخطاء.

وتعامى الصهر في مؤتمره الصحافي المطول الذي كان 100% حفلة تباكي وكذب وصف حكي فاضي وشقلبة حقائق، تعامى عن أن شركة حزبه وعمه وحضرته نكروا وجود المعتقلين اللبنانيين في سجون سوريا وتخلوا عنهم وأنهم ومن أجل كرسي تحالفوا مع الأسد الكيماوي والبراميلي الذي دمر قصر بعبدا ونفى العم وارتكب الفظائع بجيشنا وبأهلنا وبالسيادة وبالإستقلال وبالديموغرافية اللبنانية.

وتعامى الصهر عن أن أميركا هي من اقرت مشروع قانون محاسبة سوريا واستعادة استقلال لبنان الذي كان يفاخر عمه بتبنيه وبوقوفه خلفه.

يبقى بأن العدالة تقضي فرض عقوبات ليس فقط على باسيل، بل على كل سياسي ومسؤول لبناني استسلم لحزب الله الإرهابي والمحتل وتخلى عن لبنان واستقلاله وسيادته

في الخلاصة قد لا تكون هناك لدى الشعب اللبناني ادلة موثقة على الفساد المالي للصهر أو لغيره من الزلم والمحاسيب والودائع من شركة حزبه التعتير، إلا أن قمة الفساد واللاوطنية والركوع والخنوع هي كلها مجسدة في ورقة التفاهم مع حزب الله، وهذه حقيقة دامغة ومؤكدة ووحدها مبرر أكثر من كافي في مفهوم ومعايير الأحرار والسياديين واللبناناويين من أهلنا لوضعه على قائمة العقوبات الأميركية … وهذا أقل الإيمان.

ملاحظة: اضغط هنا لمشاهدة فيديو المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم باسيل والذي هو موضع تعليقنا في أعلى.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

كلن يعني كلن يستحقون 100% عقوبات..عصابة واحدة

الياس بجاني/08 تشرين الثاني/2020

العدالة تقضي فرض عقوبات ليس فقط ع باسيل بل على كل سياسي لبناني استسلم لحزب الله الإرهابي والمحتل وتخلى عن لبنان واستقلاله وسيادته

All Of Them, The Lebanese Politicians Are 100% ought to be Hit With US Sanctions.. They are all One Gang

Justice necessitates the imposition of sanctions not only on Jobran Bassil, but on every Lebanese politician who surrendered to Hezbollah the murderer, terrorist and occupier and sold Lebanon's people, independence and sovereignty.

 

سعد الحريري التعتير واللاهي بامتياز

الياس بجاني/07 تشرين الثاني/2020

منذ الإستقلال لم يعرف لبنان رئيس وزراء خانع وراكع وجاهل للسياسة وكسول وولادي كما هو سعد الحريري المدمن تنازلات وانقلابات على وعوده

 

ثلاثي الكوارث والإستسلام وأبطال الصفقة الرئاسية الخطيئة جعجع والحريري وجنبلاط 

 الياس بجاني/06 تشرين الثاني/2020

العدل يقضي فرض عقوبات ليس فقط على باسيل بل على الحريري وجنبلاط وجعجع على خلفية مداكشتهم السيادة بالكراسي وتسليمهم البلد لحزب الله

 

العضومية اللاهية في ابشع صورها

الياس بجاني/05 تشرين الثاني/2020

العضومية اللاهية في ابشع صورها: هل أصبح القضاء في لبنان أداة بيد حزب الله ويستعمل لإرهاب الأحرار وتلفيق التهم المفبركة لهم؟

 

سرطان لبنان القاتل هو حزب الله وباقي كل الأزمات كبيرة وصغيرة هي مجرد أعراض

الياس بجاني/06 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92127/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%84-%d9%87%d9%88-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7/

واجب كل لبناني حر وسيادي ووطني أكان في لبنان أو في بلاد الانتشار أن يدرك وعن قناعة وإيمان لا يتزحزح أنه في ظل الاحتلال لا قيمة ولا نتيجة لأي معارضة أكانت من داخل السلطة أو من من خارجها لأنها عملياً تغطي المحتل وتعطيه شرعية مزيفة.

وفي ظل الاحتلال فإن المقاومة وليس المعارضة هي الهدف الأول والأخير والخيار الوحيد. المقاومة قد تكون سلمية أو مسلحة والسير بها يعتمد على ظروف البلد وعلى نوعية الاحتلال وعلى عوامل أخرى كثيرة داخلية وخارجية.

المقاومة تفرض على القيادات السيادية أن تقول قولها وتسمي المشكل الإحتلالي وتتعامل معه دون مساومات وصفقات وذمية ونفاق.. والأهم دون دجل إدعاء دور المعارضة بأي شكل من الأشكال.

كما أن سلاح الموقف الواضح والشجاع ومن أهم مكوناته القرارات الدولية الخاصة بلبنان، 1559 و1701 و1680 واتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل، هو بداية طريق المقاومة لمواجهة الاحتلال وربع الطرواديين الذين يخدموه ويتملقوه ويداهنوه مقابل منافع ذاتية.

يبقى أنه وطبقاً للقواعد العسكرية والسياسية والقانونية الحالية والتاريخية المتبعة في تعريف وتصنيف معايير ومقاييس الاحتلال فإن حزب الله هو محتل كامل الأوصاف.

عملياً فإن حزب الله لا هو محرر ولا حرر، ولا هو قاوم ولا هو مقاومة، ولا هو لبناني بأي صفقة من الصفات وإن كان أفراد عسكره يحملون الجنسية اللبنانية.. هؤلاء هم مرتزقة لا أكثر ولا أقل.

حزب الله هو جيش إيراني يحتل لبنان ويجهد بمنهجية شيطانية لتحويله إلى جمهورية ملالوية وجره بالقوة والإرهاب إلى أزمنة القرون الحجرية وما قبلها وإلى حروب عبثية محلية وخارجية.

من هنا فإن واجب القادة السياديين إن وجدوا، وهم قلة قليلة، هو ليس لا المعارضة من داخل السلطة ولا من خارجها بل المقاومة وفقط المقاومة مسلحة أو سلمية.

وألف باء واجبات هؤلاء السياديين أكانوا مواطنين أو قادة أو أحزاب أو ناشطين هو الشهادة للحق والحقيقة بجرأة وعلناً وتسمية الأشياء بأسمائها دون ذمية وجبن وباطنية وتشاطر ونفاق وحربائية.

وبالتالي فإن السيادي كائن من كان وفي أي موقع وجد يجب أن يتعامل مع الحقائق المعاشة على الأرض بشجاعة وأن يسميها بأسمائها الحقيقية ويعلنها دون مواربة.. وإن لم يكن قادراً على هذا العمل الوطني المقدس والرسولي والإستشهادي أن يترك العمل السياسي ويفسح المجال دون تردد لمن هو قادر.

ومن أولويات وأهم أسس النضال المقاوم هو دفن كل الحسابات السلطوية والمالية والشعبوية.

ومرة أخرى… حزب الله هو جيش إيراني يحتل لبنان، وهو لم يحرر الجنوب سنة 2000 بل احتله وهجر أهله. وهو لم يربح حرب 2006 بل دمر من خلالها لبنان. وهو لا مقاومة ولا ممانعة بل شيطان رجيم يقبض على لبنان وعلى أنفاس أهله ويشارك راعيه وسيده الإيراني في قتل وتهجير ليس فقط اللبنانيين بل كل شعوب الدول العربية على خلفيات مذهبية وإرهابية.

باختصار، فإن كل مواطن وسياسي ورجل دين وحزب وناشط لبناني يقول بالتعايش مع إرهاب وفجور واستكبار وسلاح واحتلال ودويلة وحروب حزب الله أكان على خلفية العجز أو نفاق رايات الواقعية هو عملياً عميل طروادي كامل الأوصاف للحزب اللاهي هذا وأداة تدميرية مجيرة لخدمة احتلاله والتسويّق للمشروع الإيراني الإرهابي والإجرامي والتخريبي  والتوسعي والمذهبي.

حمى الله لبنان من سرطان حزب الله ومن القادة والسياسيين والرسميين والإعلاميين والناشطين اللبنانيين الطرواديين والذميين والأغطية والواجهات للحزب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

النظام الطائفي اللبناني هو نموذج يناسب الدول حيث تنوع المكونات المذهبية والعرقية والقومية

الياس بجاني/05 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92093/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87/

إن النظام الطائفي اللبناني هو الأنسب والأفضل  لكل دولة تتكون شرائح مجتمعاتها من مذاهب وقوميات واثنيات متنوعة كما هو الحال في لبنان.

مشكلة لبنان هي في من يزور تمثيل الطوائف ويستغلها ويتاجر بها بفجور وعهر وإبليسية خدمة لمصالحه الذاتية من سلطة ومال وعزوة وهيمنة ودكتاتورية.

وهنا يأتي دور أصحاب شركات الأحزاب المحلية والوكيلة كافة ودون استثناء واحد.

هؤلاء هم أسوأ بمليون مرة من الكتبة والفريسيين والملجميين ويفتقدون بالكامل لكل قيم الأديان ويتاجرين بالناس وبأوجاعهم..وهم المشكلة وليس النظام اللبناني الفذ والعبقري.

دعونا نتصور للحظة أننا ألغينا نظام لبنان الطائفي الحالي العبقري، فما هو البديل، وبأي نموذج نستبدله؟

أنأخذ النظام الشيوعي البائد والذي فشل فشلاً ذريعا؟ أم نأخذ نموذج نظام دولة إسرائيل المتهود؟

أم نأخذ أي نموذج من أنظمة الدول العربية ومعها الإسلامية حيث للدولة دين والدساتير فيها تعتمد على التشريع الإسلامي؟

أم نأخذ نموذج اردوغان العثماني والإخونجي الدكتاتوري والجهادي لنقتدي به؟

في الخلاصة ودون نظريات وأوهام فإن نظامنا الحالي والعبقري هو أفضل نظام يتناسب مع تركيبتنا المجتمعية، وأي خروج منه وعليه سيحول لبنان إلى دول دكتاتورية ومذهبية أو عسكرية كما هو حال معظم دول الشرق الأوسط والعالم الثالث، وبذلك نقضي على دور وحقوق  وحريات كل الأقليات المسيحية والإسلامية (وكل شرائح لبنان هي أقليات) كما هو حال هذه الأقليات في كل الدول العربية والإسلامية وأيضاً في إسرائيل.

بالطبع لا نريد أن نصبح مثل أي من هذه الدول ونقطة ع السطر… وكل ما علينا فعله هو أن نلتزم بدستورنا وننتج طبقة سياسية وحزبية نظيفة  ووطنية من غير التجار الحالين ومن غير ثقافتهم البالية.

**ملاحظة/في أسفل محاضرتين للفيلسوف اللبناني اللبناناوي والسيادي كمال يوسف الحاج يشرح من خلالهما مفهوم وثقافة وأهداف المذهبية اللبنانية الحضارية.
*الفيلسوف كمال يوسف الحج: ابعاد القومية اللبنانية/اضغط هنا لقراءة المحاضرة
*الفيلسوف كمال الحاج/ابعاد الطائفية في لبنان والعالم العربي/اضغط هنا  لقراءة الدراسةPDFفورمات

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

حارت بهِ الفكرُ... انه بالفعل صليب لا يطاق ولا يحتمل نجَّرَه الجلادون لأنهم غلاظ الرقاب قتلة.

الأب سيمون عساف/08 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92208/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%ad%d8%a7%d8%b1%d8%aa-%d8%a8%d9%87%d9%90-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1%d9%8f-%d8%a7%d9%86%d9%87-%d8%a8%d8%a7/

اهل بلادي مساكين يسيرون كالقطعان حالهم حال المساجين والرعيان غافلون.

ينتظرون الفرج كل يوم، وفي النهار القادم الواعد باطلاق سراحهم من السجن الدميم الزري الى الحريه، تصفعهم الخيبات.

أمرُ تسريحهم رهن بالقضاء، والقضاء مفسود لا يربط ولا يحل. كُتب عليهم اذاً العناء والاعتصام بحبل الصبر والانتظار.

ليس في بلادي حكمٌ نزيه وعادل، والطامة الكبرى، في غياب  النزاهة والعدل تكمن المجزرة فيصبح الإنسان الضحية البريئة. ما اكفر ظُلاَّم السجن وظَلامه! وما اجرم السجَّانون العتاق اذ هم لا ينصفون.

ما ذنب لبنان حتى ينوء تحت ضغط هذا الكابوس الثقيل ويرزح كادحا متهالكا على الهلاك منهوكا؟

ما ذنب شعبه يشرب كؤوس الحنظل والعلقم بينما قادته لا يعقصهم نخز ضمير؟

انفلات وفوضى لا يلتفتون الى الغصص المُمض والعراك المُدمّر.

 انه بالفعل صليب لا يطاق ولا يحتمل نجَّرَه الجلادون لأنهم غلاظ الرقاب قتلة.

وكما تُنتهك في السجن كرامة الإنسان كذلك اللبنانيون مُنتهكة كرامتُهم مُحقرة في سجن دولتهم المهترئة.

حكُامها فاسقون وزعماؤها فاسدون قساة قلوب يمسكون بمفاتيح الحكم، ويقفلون ابواب الحلول محولين الوطن الى سجن مظلم. يتفرجون على مآسي الناس وعذابِهم مُعربدين مقهقهين غير مبالين بشعب يعاني من قهر وفقر وفاقة.

هؤلاء ليسوا مسؤولين ولا من الأنس اللطيف لكنهم من الجنّ العنيف المؤذي اللعين. أولئك هم من قرَّعهم المسيح :

"أيها الحيات أنسال الأفاعي، الى اين الهرب من دينونة جهنم" آية (مت 23: 33)، "كيف تقدرون ان تتكلموا بالصالحات وانتم اشرار"؟ ليست هذه شتيمة بل وصف دقيق لوضعهم المريب المعيب.

يكدسون اموالا سرقوها من ودائع واموال المواطنين يتنعمون بها راقصين على تعاسة المعوزين، مُسبِّبين الويل والإفلاس والاذلال والخراب للأمة وللمجتمع.

تحت ظل حكم بني مملوك سيطر الظلم والطغيان واستكمل النهج بنو عثمان حتى ذاق شعبُنا الأمرَّين من القمع والاستبداد، لكن اليوم ندَّعي الاستقلال والحرية ونحن مستعبدون للتعصب الأعمى  واسرى شيوخ العشائر.

ذهنية قبلية كهذه لا يمكن ان تكوِّن امَّة لا انسجام فيها لا رؤيا موحدة لا قراءة موضوعية لقيام الكيان. بات من المستحيل ان ينتصب لبنان له مقومات دولة محترمة تخوله ادراج اسمه بين لائحة الدول المتقدمة. هناك افعَوان يجب قطع راسيهما لتغيير الحال فيركن الوطن الى السلام.

مثلَّث اخترع المطهر الأرضي للأبرار قبل ان يموتوا وهذه لعمري اساليب الأبالسة اخصام الملائكة.

ولكن تبقى النعمة مع سر النار تؤمِّل الصُلاَّح بالخلاص وللسفلة الجحيم والوجع الأليم.

شياطين العصر هم حكام لبنان لا يريدون الإصلاح للدولة ولا القيامة للوطن، غير آبهين بحشرٍ عسيرٍ ساعة الحساب.

سينتصر الحق مهما طال الزمن ويستقيم الوطن وتلحق اللعنة باللصوص الخبثاء.

ربما هي المرحلة لتقديس وجدان انسان لبنان واتمام رسوليته باحتمال ما خطّت المشيئة على الأيام بلسان جبران خليل جبران:

الخَيرُ في الناسِ مَصنوعٌ إِذا جُبرُوا وَالشرُّ في الناسِ لا يَفنى وَإِن قُبرُوا

فإن ترفعتَ عن رغدٍ وعن كدر جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 8/11/2020

الأحد 08 تشرين الثاني 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

التأليف الحكومي ينعطف إلى مسار آخر، غير واضح الأبعاد ودرجات الاستدارة، وسط أجواء ضبابية تعتريها تساؤلات عما إذا كانت العقوبات الأميركية على رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، ستبطئ الملف الحكومي المأزوم أصلا، وتعيد خلط الأوراق، أم أن المفعول سينتج صدمة عكسية، وبالتالي تسرع في التأليف.

باسيل الذي أسهب في مؤتمره الصحافي في سرد خلفيات القرار الأميركي وتفاصيله، لفت إلى ما أعلن أنه مطلب واشنطن: فك العلاقة فورا مع "حزب الله"، وثلاث نقاط أخرى لم يوضحها، مشيرا إلى أنه لم تتم مفاتحته بأمور الفساد، ومتسائلا: "لو قبلت بقطع العلاقة مع حزب الله هل تزال عني هذه التهمة". واستطرد: "ما صدر هو حكي إنشاء وحكي صالونات".

وكلف باسيل مكتب محاماة في الولايات المتحدة متابعة قرار إدراج اسمه على لائحة العقوبات، ورفع دعوى قضائية لدى المحكمة الفديرالية، بهدف إبطال القرار لفقدان الأساس القانوني وطلب التعويض المعنوي والمادي. وزاد باسيل: "موعدي يكون عندها مع القضاء الأميركي، مع علمي أن الذي يأتي بالسياسة، بشحطة قلم بيروح بالسياسة".

كلام باسيل اليوم، حمل رسائل في كل الاتجاهات: إلى الإدارة الأميركية الجديدة، إلى الحليف "حزب الله" كما إلى آخرين، إلى جمهور "التيار الوطني الحر" والمعنويات الحزبية، إلى الخصوم، إلى المعنيين بتأليف الحكومة وسائر الاستحقاقات.

دوليا، جو بايدن الديمقراطي، رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، والإعلان الرسمي يتم بعد أسبوعين وفق الدستور الأميركي من قبل المجلس التشريعي واللجنة المشرفة على الانتخابات. ولقد أبرق الرئيس نبيه بري إلى بايدن مهنئا، وآملاً بأن تكون الولاية محطة جديدة لترسيخ الصداقة والتعاون التاريخيين بين البلدين.

فيما غرد الرئيس المكلف سعد الحريري على حسابه على "تويتر": "تهانينا القلبية للرئيس المنتخب جو بايدن ونائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس. أنا واثق من أن الصداقة التاريخية بين بلدينا ستستمر. طاقة جديدة لتقديم حلول للمشاكل".

بالعودة إلى الداخل، الرئيس عون دعا المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع استثنائي الثلاثاء المقبل، للبحث في الوضع الصحي بعد تطور انتشار وباء "كورونا"، لاتخاذ الإجراءات اللازمة المدروسة لمعالجة هذا الوضع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أقل ما يمكن إستخلاصه من الوقائع الأخيرة للإنتخابات الرئاسية الأميركية، أن الممانعة التي يبديها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، لا يبدو أنها ستكون حبل نجاة له، بدليل شق المرشح الديمقراطي جو بايدن طريقه نحو البيت الأبيض بثقة. هذه الثقة استمدها ليس فقط من الملايين التي انتخبته، بل من الدعم الذي عبر عنه حتى بعض الجمهوريين، وكذلك من زعماء العالم الذين تسابقوا إلى توجيه التهاني إليه.

الرئيس المنتخب تعهد للأميركيين بأنه سيسعى إلى التوحيد وليس إلى التقسيم. أما ترامب فقرر ضرب ضربته الأخيرة: إطلاق دعاوى قضائية للطعن بنتائج الإنتخابات. لكن الضربة جاءته من بيت صهره جاريد كوشينر الذي نصحه بالاعتراف بتلك النتائج. فهل ينصت إليه؟.

إنشداد اللبنانيين إلى الاستحقاق الانتخابي الأميركي، لم يحجب استحقاقاتهم الداخلية الكثيرة. هذه الاستحقاقات تجرجر نفسها في الأسبوع الطالع لمقاربة أولويات ملحة: من الملف الحكومي، وتداعيات العقوبات، مرورا بمفاوضات الترسيم في جولتها الرابعة، وصولا إلى الاستحقاق الصحي المرتبط بكورونا.

ففي الملف الحكومي، لم يطرأ أي إختراق. أما العقوبات فأطل النائب جبران باسيل على نيتها، معلنا أنه سيواجهها عبر القضاء الأميركي. وبين الحكومة والعقوبات، دعوات لعدم الربط، وتشديد على جعل التأليف السريع أفضل رد على تلك العقوبات.

أما على مستوى كورونا، فتتجه الأنظار إلى الاجتماع الذي يعقده مجلس الدفاع الأعلى بعد غد الثلاثاء. فهل يوصي بالإقفال العام؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ليس سليما في أي منطق ولا بحكم التجارب، التسليم بأن صولات الجنون الأميركي قد انتهت بوصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، أو لجوء دونالد ترامب إلى عراضات المحاكم والشوارع رفضا لخسارته.

السلوك الأميركي في مختلف الإدارات السابقة والعميقة يسير بأجندات، وإن بدا وجه بعضها صاخبا ومثيرا للجدل والسجال كحال إدارة ترامب، فللديموقراطيين باع طويل في اختلاق الفوضى وفرض اسراتيجيات تخريبية تستخدم كل وسائل الحرب والخراب، ولا تراعي بشرا ولا حجرا، والأدلة كبيرة في سوريا، والعراق، واليمن وغيرها، وهي الساحات التي يستلمها بايدن رئيسا بعدما كان منظما لضربها يوم كان نائبا لباراك اوباما.

أمام هذه الحقائق، ما يعني دول المنطقة أن لا تراهن على أيام هادئة مع بايدن الذي سيستثمر أولا بمخلفات فوضى ترامب داخليا وخارجيا، قبل أن يكشف اداءه تجاه المواثيق والقوانين والقواعد الإنسانية والأخلاقية في التعامل مع كثير من الملفات القائمة والمقبلة.

في لبنان، الالتفات إلى التحديات التي قد يخلفها الفراغ الانتقالي للسلطة في واشنطن، بات ضرورة لحماية الفرص المتاحة للملمة الوضع الداخلي وتأليف الحكومة، مع الثبات في المواجهة المفروضة على الجميع عبر الدولار وغلاء الأسعار، وعقم التدابير المصرفية، وكثرة المناورات، وأحيانا الألاعيب التي لا تحجب حقيقة المازق وحجم الأزمة.

هي الأزمة التي سيواصل الأميركي تعقيدها، ولن يألو جهدا من أجل ذلك، بحسب ما حمله قرار فرض العقوبات على رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، الذي كشف حجم الضغوط الأميركية التي مورست عليه حتى الساعات الأخيرة قبيل سقوط ترامب انتخابيا، وأسبابها تبتعد عن تهم الفساد، ويتعلق أحدها بالعلاقة مع "حزب الله"، بحسب باسيل.

وإذ جدد رئيس "التيار الوطني" التشديد على مبادئه في العلاقة مع الداخل ونظرته إلى الخارج، وعدم القبول بالعمالة للأميركي، فإنه رأى في فرض العقوبات سببا للتسريع بتأليف الحكومة، إلى جانب احترام معايير وركائز ثلاث، إحداها عدم احتكار تسمية الوزراء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

"العدو الذي كنا نتوقعه من الشرق ومن الشمال، جاء من الغرب". عبارة شهيرة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد هزيمة 1967، لا يزال كثيرون يرددونها اليوم للدلالة على عنصر المفاجأة الذي يكون وقعه ثقيلا على من يحدد أهدافا، ويفشل في الوصول إليها، لسبب أو لآخر، وبغض النظر عن الموقف من تلك الأهداف.

عام 2020، كان البعض ينتظر من العقوبات على جبران باسيل أن تفجر العلاقة بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، أو أن تؤدي أقله إلى سجال بينهما، لكن الانفجار والسجال جاءا على المقلب الآخر، وتحديدا بين تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية".

"يستطيع سمير جعجع أن يحلم بالرئاسة، وأن يطلب المستحيل سبيلا للوصول، لكنه لن يحلم بتوقيعنا على جدول أعمال معراب السياسي وغير السياسي، وسنكون بالمرصاد لأي مشروع يقود لبنان إلى التحلل والتقسيم والخراب". القول للأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، من ضمن سلسلة تغريدات ضمنها هجوما عنيفا على "القوات" ورئيسها ووزرائها السابقين ونوابها، الذين اعتبر أنهم يهاجمون سعد الحريري، ويعولون على الوقوع في فراغ.

أما الرد، ففي بيانين للدائرة الإعلامية في "القوات"، توجها إلى الحريري بالقول: "إن اتهامك سمير جعجع بالسعي إلى الرئاسة هو باطل إلى أقصى الحدود، وإذا كان الرئيس الحريري قد قرر وضع يده من جديد مع الثلاثي الحاكم، فهذا شأنه، ولكننا غير مقتنعين بتاتا بهذه التجربة، ولا يجوز أن تدفعونا ثمن هذه القناعة".

أما على مقلب العلاقة بين "التيار" و"حزب الله"، "فلا يمكن أن نطعن أي لبناني لصالح أجنبي، ولا نطعن بأي حليف أو صديق أو أحد تفاهمنا معه لصالح أحد في الخارج. نحن لا نترك الناس من دون سبب"، قال باسيل، و"أكيد ليس حزب الله، لأننا نتعاطى مع بعضنا بصدق واخلاق. لا نترك بضغط خارجي، وإذا أردنا أن نترك فلأسباب داخلية تتعلق بنا وبمصلحة البلاد، وعلى كل حال كنا عبرنا سابقا أن البلد يحتاج إلى إصلاح حقيقي ولا يمكننا أن نكمل هكذا. واتفقنا أخيرا على إجراء مراجعة وإعادة نظر في وثيقة التفاهم كي نطورها لنقدم شيئا لجمهورنا وللناس المتأملة فينا الخير للبلد".

وأضاف: "نحن لا نتخلى عن صداقتنا مع شعوب بسبب أخطاء ترتكب وتذهب،…لا تعطوا هذه العقوبات أكثر من حجمها، فأنا كنت قادرا على استغلال تهديدنا لفك التفاهم مع الحزب، وأرفع شعبية التيار وأحسن العلاقة مع الغرب والخليج، وأمنع أذية شخصية عني، مادية ومعنوية، ولكن ماذا يحل بلبنان؟"، سأل باسيل.

ليضيف: "نحن لا نهرب ولا ننكفئ ولا نموت سياسيا. ومن حاول دفننا لا يعرف أننا بذور، نقوم من تحت التراب ونزهر ونعطي، لأننا أولاد هذه الأرض وسنبقى مزروعين فيها ولن نرحل،…طمرتونا، قلعتونا، عطشتونا،…مهما فعلتم فينا نعود وننبت من تحت الأرض ونعيش ونعطي بلدنا"، ختم رئيس "التيار الوطني الحر".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

اليوم أيضا العقوبات على جبران باسيل هي الحدث. الجديد مؤتمر صحافي لرئيس "التيار الوطني الحر" فند فيه أسباب ما حصل، مخرجا العقوبات من إطارها القانوني المؤسساتي المرتبط بالفساد، ليضعها في الإطار السياسي الاستراتيجي البحت.

طبعا بعض ما قيل يحتمل الأخذ والرد، كما يحتمل أكثر من تساؤل. لكن الواضح أن باسيل أراد المؤتمر الصحافي مناسبة لتوجيه رسائل في اتجاهات عدة، أبرزها ثلاثة: الأول تجاه "حزب الله". صحيح أن باسيل أكد من جديد التحالف مع "حزب الله"، لكنه أبرز في المقابل بعض التباينات معه، إن على الصعيد الدخلي أو على صعيد الخيارات الاستراتيجية. وخلص في النتيجة إلى ضرورة تطوير وثيقة التفاهم لتلائم التطورات والمتغيرات. فوفق أي مقاربة يريد باسيل تطوير وثيقة التفاهم؟، وهل يتلقف "حزب الله" المبادرة الباسيلية، وهل هو على استعداد أصلا لتطوير الوثيقة؟.

الرسالة الثانية التي وجهها باسيل هي باتجاه الولايات المتحدة، فبعدما روى ما حصل مع المسؤولين الأميركيين، وبعدما اتهم أميركا بممارسة الاغتيال السياسي وبخوض حرب الغاء ضده، أكد أنه مع السلام في المنطقة ووجود اسرائيل. وهو موقف يتلاءم والسياسة الأميركية. كما استفاد باسيل من نتائج الانتخابات الأميركية ليقول حرفيا: إلى اللقاء للعمل مجددا مع أميركا ومع رئيس جديد. وهذا يعني أن باسيل لم يقطع شعرة معاوية مع أميركا، وأنه يعول على تبدل الإدارة الأميركية ليبني على الشيء مقتضاه. فهل نشهد مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض مقاربة جديدة للتعاطي بالملف اللبناني، وضمنها مع "التيار الوطني الحر"؟.

أما الرسالة الثالثة، وهي الأكثر آنية، فتتعلق بتشكيل الحكومة. من تابع مواقف باسيل من الحكومة المنتظرة يتبين له بوضوح أن رئيس "التيار الوطني الحر" وجه رسائل قاسية جدا إلى رئيس الحكومة المكلف، ولو من دون أن يسميه. وبلغ به الأمر إلى حد اتهام الحريري بالعمل على تسمية الوزراء المسيحيين ووضع معايير استنسابية للتأليف. في المقابل أكد باسيل أن لا تنازل عن مبدأ وزير لكل وزارة، وأن تشكيل الحكومة سيتأخر إذا لم توضع معايير واحدة للتشكيل. فكيف سيرد الحريري، الصامت الأكبر، على ما صدر عن باسيل؟، وألا يعني موقف باسيل أن القواعد والمرتكزات التي بنى عليها الحريري تحركه لتشكيل الحكومة انهارت دفعة واحدة، وأن الأمور عادت إلى النقطة الصفر من جديد؟.

حماوة الوضع السياسي تواكبها حماوة على صعيد الكورونا. فالجائحة تواصل تمددها في ظل غياب أي استراتيجية واضحة للمواجهة من قبل الدولة. علما أن المجلس الأعلى للدفاع يجتمع الثلثاء المقبل لدراسة سبل المواجهة. فهل يتخذ المجلس الأعلى قرارا بالإقفال التام، أم أن العامل الاقتصادي سيظل أقوى من العامل الصحي؟.

في أميركا، هدوء ما بعد العاصفة. فلا مواقف جديدة لترامب، ولا جديد من معسكره بالنسبة إلى الدعاوى القضائية للطعن بنتيجة الانتخابات. فهل عطلة نهاية الأسبوع هي السبب، أم أن ترامب في مرحلة إعادة تفكير وإعادة تقييم لما حصل؟، وهل يمكن إعادة التقييم هذه أن تقوده إلى الاعتراف بالهزيمة، وخصوصا أن معركته القضائية ضد "جو الناعس" كما يسمي الرئيس المنتخب، ليست نزهة ومليئة بالعقد والمطبات والمخاطر؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

على قاعدة "أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم"، حول جبران باسيل مؤتمره الصحافي للرد على العقوبات الأميركية عليه، إلى مضبطة اتهام شملت جميع من في الداخل، باستثناء "حزب الله"، كما شملت الولايات المتحدة الأميركية أيضا.

باسيل نبش الدفاتر منذ ثلاثين عاما، نصفها كان "التيار" خارج السلطة، حتى العام 2005، ونصفها في قلب السلطة، من ال 2005 إلى اليوم. سرد مضبطة الاتهام بصيغة الأسئلة: هل أنا من كان مسؤولا عن السياسة المالية بلبنان منذ ال90؟، هل أنا من قام بالهندسات المالية؟، هل أنا من حدد سعر الكهرباء على أساس برميل بترول ب24 دولار وقرر دعم الكهرباء من خزينة الدولة، وأنا من أوقف بناء المعامل وأوقف دفع المال للمتعهدين لبنائها؟.

هل أنا من أخذ 500 دولار على خط خليوي، أو أن جريمتي انني خفضت سعر الخليوي وزدت واردات الخزينة؟. هل أنا من وزع الباسبورات الديبلوماسية والقناصل الفخريين مقابل الأموال، أو أنا من أوقفها وعمل بحسب المرسوم؟. هل أنا من عمر القصور واشترى الطائرات واليخوت؟. "آخر شي طلعنا لوثنا البحر".

في مضبطة الإتهام هذه، يدين الوزير باسيل حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسياساته والوزراء الذين تعاقبوا في حكوماته. لكن ما انتقده الوزير باسيل، لم يلتزمه في مضبطته، فقدم اتهامات من دون براهين، وربما يفعل في الآتي من الأيام سواء بالنسبة إلى الكهرباء أو الخليوي أو توزيع الباسبورات الديبلوماسية والقناصل الفخريين مقابل الأموال، أو من عمر القصور واشترى الطائرات واليخوت.

ويتابع هجومه: افتحوا ملفاتكم، وارسلوا براهينكم وأنا مستعد لأي مواجهة: "اعطوني واقعة واحدة وإثباتا واحدا، سموا شركة واحدة من شركات الواجهة، وحددوا حسابا مصرفيا واحدا".

باسيل لم يكتف بتوزيع الاتهامات في الداخل، بل غمز من بعض الخارج وتحديدا السعودية، من خلال قوله: "قانون ماغنتسكي يتناول قضايا حقوق الانسان متل خاشقجي".

صمت مطبق في الداخل على اتهامات باسيل، خرقها موقف واحد لعضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" هيثم المبيض قال فيه: "كفى محاضرات بالعفة واستغباء الشعب المنهوب، لولا فسادكم وارتباطكم في مشروع الهيمنة والإرهاب في كل المنطقة، لما وصلنا إلى الإفلاس، كنا بألف خير".

السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هو تأثير العقوبات والرد عليها على مسار تشكيل الحكومة؟. لا أحد يملك الجواب خصوصا أن الرئيس المكلف منقطع عن أي نشاط وموقف، ما يشير إلى أن الحكومة ليست سريعة.

وفي تطور يمكن إدراجه بأنه يأتي في سياق أحد الردود على العقوبات، علمت الـLBCI أن رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال كلفا الوزير رمزي مشرفية، تمثيل لبنان في مؤتمر عودة النازحين السوريين الذي سينعقد في دمشق، بعدما كان القرار أن تتم المشاركة على مستوى سفير.

يبقى أن الاستحقاق الداهم هو كورونا، حيث الوباء خرج على السيطرة لجهة اتساع التفشي، ما استدعى الدعوة إلى اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع بعد غد الثلاثاء، لاتخاذ القرار لمواجهة هذا التطور.

قبل كل هذه التفاصيل، وفي متابعة للملفات التي فتحتها الـLBCI حول الفساد وسوء الإدارة على مر السنوات، ندخل اليوم إلى باب ملفات التوظيف العشوائي في إدارات الدولة بشكل يفوق طاقتها وحاجتها، وهو باب من أبواب الفساد الذي تحدثت عنه العقوبات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قدم جبران باسيل استئنافه في وجه الأميركي، وقلب طاولة التأليف في وجه اللبناني. وجهان لرئيس تيار وطني حر واحد. الأول تفوق فيه على أميركا مبارزا في تقديم دليلها. والثاني استطاع من خلاله التفوق على ذاته والمؤلفين من ركني التشكيل، وأدخل العقوبات ورقة بين حقائب الحكومة.

وسجل لباسيل أنه كان مزودا بمضبطة اتهامه ضد الأميركيين، فكشف فحوى اجتماعات واتصالات جرت معهم، وجرت في خلالها مقايضته سياسيا على فك التحالف مع "حزب الله". فكان الوحيد من بين الوزراء والشخصيات يخرج بمؤتمر صحافي معقود على "ماغنتسكي" من صنع ميرنا الشالوحي. وأوضح باسيل أن حديث العقوبات بدأ جديا في صيف 2018 بتأليف حكومة الحريري الثانية، وقال: تبلغت من السفيرة الأميركية مباشرة بضرورة تلبية أربعة مطالب فورا، وإلا ستفرض علي عقوبات بعد أربعة أيام، ومن بين المطالب: فك العلاقة فورا مع "حزب الله"، ولا كلمة واحدة عن الفساد.

وتابع باسيل سرد المجالس التي لم تعد بالأمانات، مضيفا: زاروني بلقاءات طويلة، وقدموا لي ما عدوه مغريات كافية من "النجومية" بلبنان وبأميركا والربح السياسي الشخصي لي ول"التيار" و"ما مشي الحال". وسأل: "لو أنا وافقت معهم أن أقطع العلاقة مع حزب الله، لن أكون فاسدا؟"، مذكرا الأميركيين بأن قانون "ماغنتسكي" يتناول قضايا حقوق الإنسان متل خاشقجي. أما قضايا الفساد الواردة فهي مضحكة مثل أزمة الطاقة والنفايات وتلوث البحر وانفجار المرفأ، متهما البعض بالثرثرة السياسية وقال: "هلق عرفنا بقلم مين مكتوبة العقوبة، هلق عرفنا كيف بتنكتب ال: هيلا هيلا هو بالإنكليزي؟".

باسيل يتحدى واشنطن، ويدعوها إلى إبراز مستنداتها، معتبرا أن ما ساقته ضده هو اغتيال سياسي وإعلان فتنة، وضرب وتهجير لمسيحيي الشرق. وهو بدوره سوف يطعن بالقرار، لكنه لن يطعن ب"حزب الله" ولا يعزل أي مكون لبناني، غامزا هنا من قناة "القوات" و"المستقبل". وبدا أن رئيس "التيار" يمتن العلاقة مع أميركا الجديدة، في خطاب يحمل عبارات الصداقة مع الأميركيين وإدارة بايدن، عل الحلم الرئاسي الذي تكسر على أعتاب إدارة ترامب، يعود إلى استئناف كوابيسه في إدارة الديمقراطيين، فالعقوبات بكل قوتها لم تلغ أحلام القصور.

لكن المستندات التي طلبها باسيل من واضعي العقوبة، لن تقدمها الخزانة أو وزارة الخارجية الأميركية إلى لبنان، فهي لم تفعل ذلك مع "البنك اللبناني- الكندي" الذي أخذ حقه بيده القانونية من القلب الأميركي. ولم تقدم كذلك أي مستندات تتعلق برجل الأعمال مرعي أبو مرعي، أو في مرحلة تصفية "بنك الجمال" الذي لم تثبت التهم عليه. واليوم لن تفعل ما رفضته سابقا، لأنها ترى المستندات قرارا سياديا أميركيا لا يمكن تسليمه لأحد وتبقيه سريا في أدراجها.

وإذا طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تسليمه هذه المستندات، فإن الجانب الأميركي سيعتبر القضاء اللبناني طرفا شريكا في الفساد، وحاميا لكبار السياسيين الذين أخفوا حقيقة الجرائم عن شعبهم، وآخرها جريمة مرفأ بيروت. سوف ترفض أميركا التسليم بقضاء يديره عون وبري والحريري وجنبلاط وآخرون، فيما يحتفظ رئيس الجمهورية بالتشكيلات القضائية في أدراجه منذ شهور، وإلى تاريخه، فإن تأليف الحكومة يوازي حبس التشكيلات القضائية، حتى خرجت الشروط اليوم إلى العلن من قبل رئيس "التيار الوطني"، طارحا العقوبات ورقة ضاغطة، وقال إنها يجب أن تكون سببا في التسريع بالتأليف "إذا كانت النوايا من الخارج تعطيل أو تخريب، فلازم ردنا ما يكون التشدد من ورا العقوبات. بنتشدد بوج يلي بيعتدي علينا، ولكن ما منتشدد بوج بعضنا بتسيير أمورنا وإنقاذ بلدنا؛ إلا إذا حدا بدو إنو يستكمل لعبة الخارج من الداخل، ويسعى لاستهدافنا من دون غيرنا".

عادت لغة المعايير والحكومة الفاعلة والميثاقية، والاتهام بالإرهاب السياسي وإلغاء الذات، سائلا: "هل أحد يصدق أنه وحده يستطيع تسمية الوزراء المسيحيين؟". وعن أي إرهاب سياسي يتحدث باسيل إذا كان رئيس الجمهورية شريكا في التأليف والتوقيع؟. ولماذا يطالب رئيس "التيار" بتوزيع الحقائب على الكتل، اذا كنا أمام حكومة اختصاصييبن؟. وهال رئيس "التيار" أن تكون المداورة على كل الحقائب ما عدا المال للشيعة. ومع أحقية هذا الطرح لكن باسيل نفسه تساكن وتعايش مع حكومات ثبتت وزارة المال للرئيس نبيه بري طيلة حكومات شارك فيها شخصيا، وبارك مشاريعها، ولما اختلف معها، كان خلافا غير عقائدي إنما لقاء ثمن سياسي. جبران باسيل سجل اختراع البراءة في العقوبات الميركية، وفرض على اللبنانيين عقوبات محلية، أولى مفاعليها: وضع التشكيل على لائحة "أوفاك" ميرنا الشالوحي.

 

استهداف باسيل شكل ضربة لعون... ومشاورات الحكومة تراوح مكانها/سنتان من تدهور العلاقات بين واشنطن ورئيس «الوطني الحر» سبقتا العقوبات

محمد شقير/الشرق الأوسط/08 تشرين الثاني/2020

لم تحدث العقوبات الأميركية المفروضة على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل مفاجأة في الوسط السياسي الذي كان يتوقع صدورها، وإن كانت تزامنت مع انصراف الحكم والحكومة إلى حسم الخلاف حول التدقيق الجنائي في حسابات المصرف المركزي والمالية العامة للدولة اللذين ربما فوجئا بتدقيق جنائي من نوع آخر صدر عن الخزانة الأميركية واستهدف باسيل مالياً وسياسياً، مع أن الأخير حاول في أول رد فعل أن يوحي بأن العقوبات جاءت على خلفية خياراته السياسية في محاولة لتمرير رسالة إلى حليفه «حزب الله» كي لا يتركه وحيداً في منازلته مع واشنطن.

فالعقوبات الأميركية المفروضة على باسيل لم تكن وليدة ساعتها وإنما جاءت على خلفية بدء تدهور علاقته بواشنطن التي أخذت تتراكم منذ أكثر من سنتين وتحديداً عندما كان في عداد الوفد الرئاسي إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، إذ لم يلحظ اجتماعه بأي مسؤول أميركي، وتذرع حينها بأنه لم يطلب مواعيد للقاء كبار المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترمب وهذا ما كرره أيضاً في نهاية جولته على عددٍ من دول أميركا اللاتينية التي انتهت بزيارته لواشنطن للقاء أركان الجالية اللبنانية ومسؤولي «التيار الوطني». ولم تنجح المحاولات لرأب الصدع بين باسيل وواشنطن التي بدأت تراقب سلوكه منذ أن أبرز العماد ميشال عون ورقة التفاهم مع الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله في شباط (فبراير) 2006، وصولاً إلى توليه وزارات الاتصالات والطاقة والخارجية التي كانت وراء اتهامه بسوء إدارة المال العام وتلقي الرشاوى واستخدام نفوذه في إدارات الدولة، إضافة إلى تحالفه مع «حزب الله».

حتى أن باسيل كان يتوقع العقوبات، خصوصاً في ضوء امتناع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو لدى زيارته بيروت عن لقائه لتكر السبحة لاحقاً عندما استثني من لقاءات نائب وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل ومساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر، مع أن مصادر مقربة من باسيل حاولت توحي بأن السبب أنه امتنع بناء لطلب هيل عندما التقاه سابقاً عن فك ارتباطه بـ«حزب الله» وهذا ما لمح إليه بصورة غير مباشرة في تغريدته في أول تعليق على استهدافه بالعقوبات.

كما أن رئيس الجمهورية ميشال عون كان أعلم قبل أيام بصدور العقوبات الأميركية على باسيل، وهذا ما أدى إلى تأجيل اجتماعه الذي كان مقرراً مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري الخميس الماضي إلى أول من أمس بسبب انشغاله بمواكبة التداعيات المترتبة على صدور العقوبات.

وفي هذا السياق، قال مصدر سياسي مطلع لـ«الشرق الأوسط» بأنه من السابق لأوانه الغوص في التداعيات المترتبة على العقوبات التي استهدفت رأس القوة الضاربة المقررة سياسياً وذات اليد الطولى في القرارات التي يتخذها عون، ورأى بأن رد الفعل الأولي للأخير ما هو إلا نسخة طبق الأصل عن رد فعله حيال العقوبات التي استهدفت الوزيرين السابقين النائب علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، وبالتالي لا بد من ترقب رد فعله السياسي، وأيضاً رد فعل باسيل الذي سيعلنه اليوم والذي لا يمكن التعامل معه بمعزل عن المواقف السياسية اللاحقة لرئيس الجمهورية.

ولفت المصدر نفسه إلى أن استهداف باسيل شكل ضربة لعون ليس لأنه وريثه السياسي فحسب، وإنما لكونه يلعب دور رئيس الظل الذي يحيل عون إليه كل من يراجعه بالشأن السياسي العام، وهذا باعتراف الحلفاء قبل الخصوم، إضافة إلى أن عون أتاح له السيطرة على التيار السياسي المحسوب عليه والذي يشكل فريقه الاستشاري، وبالتالي إبعاد من يعارضه داخل أهل البيت وهذا ما شمل ابنتيه ميراي عون الهاشم وكلودين عون روكز.

وسأل: هل يذهب عون بعيداً في احتضان باسيل بصرف النظر عن حجم الكلفة السياسية التي سيتكبدها مع دخوله الثلث الأخير من ولايته الرئاسية، أم أنه سيبادر إلى رسم مسافة لنفسه تجنبه ردود الفعل المحلية والخارجية، رغم أن الخسارة التي أصابت باسيل لا تعوض وستدفع باتجاه تراجع طموحاته الرئاسية إن لم تكن أصبحت معدومة. واعتبر المصدر بأن اختبار رد فعل عون سيكون من خلال المشاورات الجارية بينه وبين الحريري لتشكيل الحكومة رغم أن اجتماعهما الأخير لم يحمل أي جديد وطغى عليه طيف العقوبات على باسيل، وبالتالي لم يعرف إذا كانت المشاورات ستستأنف في الأسبوع المقبل، أم أن هناك ضرورة لترحيلها إلى وقت غير محدد. وكشف بأن اجتماعات عون - الحريري لم تحقق حتى الساعة التقدم المطلوب، وقال بأن الإيجابية التي تتحدث عنها باستمرار البيانات الإعلامية الصادرة عن بعبدا والتي تقابل بصمت من الحريري وأوساطه تعكس واقع الحال طالما أن المشاورات لم تقترب من النصف الآخر للطريق وما زالت تراوح مكانها، فيما لن يتراجع الحريري عن موقفه بتشكيل حكومة من 18 وزيراً ويصر على عدم الاعتذار عن التكليف مهما كلف الأمر. وأكد بأنه ليس في وارد التكهن بموقف عون الذي أصيب بتسونامي سياسية مصدرها العقوبات، وسأل ما إذا كان سيدير ظهره لها ويتصرف كما كان قبل صدورها وصولاً إلى تعويم باسيل وإحضاره كطرف ثالث في مفاوضات التأليف، وهل يدعمه «حزب الله» من دون أي تردد ما يعيد التأليف إلى المربع الأول؟ واعتبر بأن هذه العقوبات ما هي إلا رسالة موجهة لغير باسيل وإلى عددٍ من المنتمين إلى الطبقة السياسية الذين تنتظرهم دفعة من العقوبات، وقال إن لبنان يقف مع صدورها أمام مرحلة جديدة غير تلك التي كانت قائمة، وهذا ما يستدعي ترجيح كفة المجيء بحكومة تكنوقراط لقطع الطريق على احتمال ضم وزراء يمكن أن تشملهم العقوبات. وبالنسبة إلى تداعيات العقوبات على الوضع الداخلي لـ«التيار الوطني»، قال المصدر بأن صدورها يشكل انعطافاً في الموقف الأميركي لمصلحة تبني واشنطن لمطالب الحراك المدني، ورأى بأن التيار سيتعرض إلى اهتزاز لا يمكن تقدير مفاعيله، خصوصاً أنه أسقط حاجز الخوف أو المراعاة لدى الذين يتموضعون في الضفة الثانية المناوئة لباسيل، وهذا قد يدفعهم إلى التجرؤ عليه ومن بينهم عدد من النواب والبيت الداخلي لعون الذي كان يحذر من التمادي بلا رادع مع سياسات باسيل التي أدخلت العهد في اشتباكات سياسية لا تعد ولا تحصى.

 

واشنطن «أنذرت» باسيل قبل العقوبات وعون يطلب «أدلة» على الاتهامات/مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: سنحاسب كل المسؤولين الذين لا يهتمون بمصالح الشعب

ثائر عباس/الشرق الأوسط/08 تشرين الثاني/2020

طرحت الحيثيات التي قدمتها الولايات المتحدة في تبريرها العقوبات التي فرضت على أساسها عقوبات بحق رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، علامات استفهام عن تحول أميركي في التعامل مع ملف العقوبات التي كان مبررها الأساسي سابقاً الانتماء إلى «حزب الله» والتعاون معه، فيما أصبح الأمر حالياً يركز على مسألة الفساد. وفي هذا الإطار، أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده سوف تستخدم «جميع السلطات التي نملكها لمحاسبة الزعماء اللبنانيين الذين يضعون مصالحهم الشخصية فوق مصلحة الشعب اللبناني»، فيما طلب الرئيس اللبناني ميشال عون من السلطات الأميركية تقديم «أدلة» على التهم التي وجهتها لصهره، النائب جبران باسيل، وفرضت على أساسها عقوبات بحقه. وعلمت «الشرق الأوسط» أن السلطات الأميركية وجهت «إنذاراً» لباسيل قبل فرض العقوبات، لكن المسؤول الأميركي الذي تحدثت إليه «الشرق الأوسط» رفض التعليق على الموضوع. ونفى الدبلوماسي الأميركي بشدة أن تكون العقوبات مرتبطة بعملية تشكيل الحكومة في لبنان أو بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وقال: «لا، هذا الأمر يتعلّق بتعزيز المحاسبة. نحن لا نستهدف مجموعة معيّنة أو حزباً أو طائفة، بل نستهدف الفساد. يتصرّف كثير من المسؤولين اللبنانيّين كأنّهم يملكون ترف الوقت، لكنّ هذا الأمر غير صحيح. لقد حان وقت التحرّك وعلى الزعماء اللبنانيين أن يستجيبوا لمطالب الشعب اللبناني وينفّذوا الإصلاحات المطلوبة فوراً ويستأصلوا الفساد المستشري». وعما إذا كان من الممكن توقع صدور عقوبات بحق أشخاص آخرين لا يرتبطون بـ«حزب الله» قال: «كما تعلمون، نحن لا نستعرض أسماء الأشخاص الذين سنفرض عليهم عقوبات. يجب على الزعماء اللبنانيين أن يعملوا للمصلحة الوطنية لضمان حماية جميع أطياف المجتمع اللبناني من الفساد والإرهاب. سنستخدم جميع السلطات التي نملكها لمحاسبة الزعماء اللبنانيين الذين يضعون مصالحهم الشخصية فوق مصلحة الشعب اللبناني». إلى ذلك طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة، «إجراء الاتصالات اللازمة مع السفارة الأميركية في بيروت والسفارة اللبنانية في واشنطن، للحصول على الأدلة والمستندات التي دفعت بوزارة الخزانة الأميركية إلى توجيه اتهامات وفرض عقوبات بحق الوزير السابق النائب جبران باسيل»، مشدداً على تسليم هذه الإثباتات إلى القضاء اللبناني لكي يتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بذلك، لافتاً إلى أنه سيتابع هذه القضية مباشرةً وصولاً إلى إجراء المحاكمات اللازمة في حال توفر أي معطيات حول هذه الاتهامات.

ويوم أمس، توجه باسيل بالشكر إلى كل من يتضامن معه طالباً من مناصري «التيار الوطني الحر» الانتباه إلى أي طابور خامس يمكن أن يقوم بالتخريب وإلى أي محاولة للتوجه إلى السفارة الأميركية. وقال خلال لقائه مناصريه من شرفة منزله حيث توجهوا للتضامن معه: «معتادون على الظلم، وسننتصر ونخرج أقوى». وفي بيان لها، كانت اللجنة المركزية للإعلام في «التيار» قالت: «نظراً للمسيرات العفوية التي يقوم بها الناشطون دعماً للنائب باسيل، يطلب التيار من مناصريه عدم التوجه إلى السفارة الأميركية». وجددت الهيئة السياسية في «التيار» رفضها للعقوبات واعتبرتها في بيان لها «افتراء واضحاً واستخداماً لقانون أميركي للانتقام من قائد سياسي بسبب رفضه الانصياع لما يخالف مبادئه وقناعاته وخياراته الوطنية». وكان حزب الله أيضاً شجب في بيان له «القرار الذي اتخذته وزارة الخزانة الأميركية في حق باسيل»، واعتبره «قراراً سياسياً صرفاً وتدخلاً سافراً وفظاً في الشؤون الداخلية للبنان».

 

النهار: مناخات مشدودة حكوميّاً وسياسيّاً بعد العقوبات

النهار: الأحد 08 تشرين الثاني 2020

على رغم إنشداد اللبنانيين الى أنباء الانتصار الانتخابي للرئيس الأميركي المنتخب الـ46 جو بايدن، مساء أمس، فإنّ ذلك لم يحجب ترددات الاستحقاقات الداخلية عشية أسبوع جديد تتزاحم فيه الأولويات الساخنة، بدءاً بالاستحقاق الحكومي العالق بين التعقيدات، ومروراً بالاستحقاق الصحي الوبائي البالغ الخطورة، وصولاً إلى كل مشتقات المشكلات الحياتية والخدماتية والاقتصادية. والواقع أنّ التساؤلات المقرونة بالشكوك المتعاظمة تكثّفت في الساعات الماضية حول مسار تأليف الحكومة في ظل ازدياد القلق من تأخر إضافي وتعقيدات لا تنتهي لا تزال تحول دون إنجاز رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مهمته على رغم الكلام المتواصل عن إيجابيات في كل مرة يعقد فيها لقاء بين الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا. ولكن الشكوك اتخذت بُعداً جديداً ومبرّراً أكثر من السابق غداة إعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل نظراً إلى الخشية من أن تؤدّي خطوة العقوبات في هذا التوقيت الشديد الالتباس إلى تفاقم ردود الفعل لدى العهد "والتيار الوطني الحر" وكذلك " حزب الله" بما يضع مصير الاستحقاق الحكومي برمته على كف عفريت. ومع أنّ بعض الجهات السياسية لا يسقط من الاحتمالات أن يكون رد الفعل العوني على العقوبات معاكساً بما يعني تسهيل تأليف الحكومة من ضمن تفاهم مع الرئيس الحريري على مواجهة ترددات العقوبات، فإنّ بعض التقارير والمعلومات التي سُرّبت في الساعات الأخيرة كشفت أنّ ثمة لائحة تتضمن ما يزيد على عشرين اسماً لسياسيين وشخصيات آخرين أدرجتهم وزارة الخزانة الأميركية على قائمة المرشحين لفرض عقوبات عليهم في المرحلة المقبلة، وإنّ التصنيف يرتكز إلى موجبات قانون "ماغنيتسكي" بما يعني أنّه قد يكون هناك أسماء من اتجاهات سياسية مختلفة وليس من فئة محددة. وهذا أمر، في حال صحته، يعني أنّ المشهد الداخلي سيظلّ عرضة لسخونة ربما تؤثر سلباً وبقوة على الاستحقاق الحكومي ما لم تحصل صدمة إيجابية قريبة تنتشل الاستحقاق من دائرة الضغوط الداخلية والخارجية. وفي انتظار ما ستتكشف عنه الأيام القليلة المقبلة، ذكرت معلومات، أمس، أنّ اللقاء الأخير بين الرئيسين عون والحريري لم يؤدِّ إلى تقدم في أي من النقاط المتعلقة بتعقيدات التأليف ولكن ذلك لا يعني استبعاد انعقاد لقاء جديد بينهما في أي لحظة.

وفي موضوع العقوبات على باسيل، تترقّب الأوساط السياسية رد باسيل على الاتهامات التي طاولته في قرار العقوبات في المؤتمر الصحافي الذي سيعقده ظهر اليوم. وكان الرئيس عون خرج عن صمته حيال هذا التطور فاتخذ الموقف نفسه الذي سبق له أن اتخذه لدى فرض عقوبات أميركية على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، فطلب أمس من وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه إجراء الاتصالات اللازمة بالسفارة الأميركية في بيروت والسفارة اللبنانية في واشنطن للحصول على الأدلة والمستندات التي دفعت بوزارة الخزانة الأميركية إلى توجيه اتهامات وفرض عقوبات في حق رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، مشدّداً على تسليم هذه الإثباتات إلى القضاء اللبناني لكي يتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لذلك، ولفت إلى أنّه سيتابع هذه القضية مباشرة وصولاً إلى إجراء المحاكمات اللازمة في حال توافر أي معطيات حول هذه الاتهامات.

ويشار إلى أنّ الرئيس عون أبرق، مساء أمس، إلى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهنّئاً بانتخابه رئيساً للولايات المتحدة، ومعرباً عن "أمله في أن يعود في عهده التوازن في العلاقات اللبنانية الأميركية لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والأميركي الصديقين".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

القوات والحريري يتبادلان التهم..يكفي محاصصات ونحن في قعر الفراغ

المدن/08 تشرين الثاني/2020

غرّد الوزير السابق ريشار قيومجيان اليوم الأحد 8 تشرين الثاني، رداً على هجوم شنه إمين عام "تيار المستقبل" احمد الحريري على "القوات اللبنانية"، فقال: "العزيز أحمد الحريري شيلو هالمسلة من تحت باطكم والتي يبدو أنها تنعركم نعراً شديداً، يؤثر على تفكيركم السليم والمنطقي. ورهاننا الوحيد على حكومة مهمة من اخصائيين مستقلين لا يخضعوا لمشيئة المراجع السياسية. وجدول أعمال معراب الوحيد ومشروع سمير جعجع، هما بناء دولة فعلية سيدة حديثة وخالية من الفساد. حبذا لو تقفوا بالمرصاد فعلاً ضد من تسايرونهم في مشروع تحلل الدولة واقتسام حصصها وهيمنة حزب الله عليها. اللهم أبعد عنا ظلم ذوي القربى".

أحمد الحريري مهاجماً

وكان  أحمد الحريري قد نشر سلسلة تغديدات هاجم فيها القوات اللبنانية التي قال إنها "تنشط على خط التهجم على الرئيس سعد الحريري، ويتم إدارتها من معراب، من حاصباني إلى قيومجيان إلى الصديقة مي (شدياق) إلى موقع مين قدا".

وأضاف الحريري: "إلى كل الأصوات التي تراهن على الفراغ للوصول إلى كرسي بعبدا، نقول: نحن قدا في كل زمان ومكان، والأخبار الكاذبة لن تبدل من الحقيقة في شيء. يستطيع سمير جعجع أن يحلم بالرئاسة ويطلب المستحيل سبيلاً للوصول. لكنه لن يحلم بتوقيعنا على جدول أعمال معراب السياسي وغير السياسي. وسنكون بالمرصاد لاي مشروع يقود لبنان إلى التحلل والتقسيم والخراب".

القوات ترد

وصدر عن الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية" البيان الآتي: "فاجأنا السيد أحمد الحريري بسلسلة تغريدات من خارج السياق الوطني للأحداث. وحرصاً منا على وضع الأمور في نصابها نؤكد على الآتي: أولا، نتمنى منك يا سيد أحمد  لو تدلنا على تصريح واحد للقوات يهاجم الرئيس الحريري. وفي الواقع ما يفعله وزراء ونواب القوات السابقون والحاليون، هو تأكيد موقفنا الذي يمثِّل الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، ومن ضمنها قاعدة تيار المستقبل بالذات، لجهة أن لا خلاص مما نحن فيه إلا بحكومة جديدة كليا، تُشكّل على أسس مختلفة وبعيدة كل البعد من المحاصصات التي كانت تحصل في السابق".

وأضاف البيان: "المحاصصة بأوجه جديدة لا تعني أبدا بأنها ليست محاصصة، فيما النتيجة ستكون كما رأيناها مع حكومة الرئيس حسان دياب. وفي مطلق الأحوال نحن لا نحكم إلا على النتائج. وموقفنا النهائي من الحكومة سيكون بعد تشكيلها، ولكن المتداول لغاية اليوم لا يطمئن إطلاقا. وانت تخلط بين الموقف السياسي الذي يحق لكل فريق اتخاذه انطلاقا من قناعاته الوطنية والسياسية، وبين التهجم على الرئيس سعد الحريري الذي لم يحصل إطلاقا. فليس كل من اتخذ موقفا سياسيا لا يتلاءم مع موقفك السياسي يعني بأنه هاجم الرئيس الحريري. ونذكرك بأن جدول أعمال معراب هو جدول أعمال قيام الجمهورية القوية الخالية من السلاح والفساد". وعن اتهام القوات بأنها تراهن على الفراغ للوصول الى كرسي بعبدا، سأل بيانها: "قل لنا بربك هل نعيش الملء الآن؟ فنحن في قعر قعر الفراغ، ولم تبق شائبة أو صعوبة أو ملمة إلإ وأصابت المواطن اللبناني من جراء الفراغ الذي نعيشه خصوصاً منذ سنة حتى اليوم. ولو كان جعحع يحلم بالرئاسة فعلا، لكان تموضعه السياسي مختلف كليا عما هو عليه في الوقت الحاضر ودائماً. ولو كان يحلم بالرئاسة لكان أبدى المسايرة على المبدئية، وتحديداً مع الرئيس سعد الحريري الذي هو ثاني أكبر كتلة نيابية. وجعجع بحاجة إليه ولغيره ليتمكن من الوصول إلى رئاسة الجمهورية. بينما يتخذ سمير جعحع المواقف الأكثر وضوحاً، والتصاقاً بالمطالب الشعبية، وابتعاداً من قوانين اللعبة السياسية من فوق. واتهامك جعجع بالسعي الى الرئاسة هو باطل إلى أقصى الحدود". وأخيرا أشار البيان إلى أن الحريري "قرر وضع يده من جديد مع الثلاثي الحاكم. وهذا شأنه. ولكننا نحن غير مقتنعين بتاتا بهذه التجربة، ولا يجوز أن تدفعونا ثمن هذه القناعة".

 

الحريري في الزنزانة الأميركية... و نقل إلى عون رفض التخلي عن "الداخلية"، هذا ما اقترحه

القناة 23 /08 تشرين الثاني/2020

تثبت العقوبات الأميركية على جبران باسيل وقائع سياسية لا يمكن الرجوع عنها، ما يعكس وقوع لبنان في مسار شائك، بمراقبة لصيقة تحت المجهر الأميركي، في مجالات وملفات متعددة. وربما من البديهي القول أن العقوبات لن تقف عند حدود باسيل. شخصيات كثيرة معرّضة لإدراج أسمائها على لوائح العقوبات الأميركية. وهي قفزة جديدة من قبل الأميركيين في التعاطي مع الملف اللبناني، بعد حالة العزلة الدولية التي فرضت على لبنان وحرمانه من أي مساعدات مالية، بالإضافة إلى تشديد المراقبة الدولية والأممية على معابره البرية والمرفأ والمطار، بعد انفجار 4 آب. وللعقوبات أبعاد سياسية متعددة الاتجاهات، ولا تنفصل عن الملفات الأخرى، وعلى رأسها ملف ترسيم الحدود. ما قبل العقوبات طُلب من جبران باسيل خطوات كثيرة يجب القيام بها لتجنّب العقوبات. كان الرجل بين نارين. لا يريد وغير قادر على الابتعاد عن حزب الله، كما لا يريد خسارة الأميركيين. راهن على انتخاب جو بايدن، لعلّ فوز الديموقراطيين يعيد إحياء الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران فيخفّ الضغط على لبنان، وتنجح خيارات باسيل كما نجحت في مرحلة الاتفاق النووي، وأوصلت ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية عام 2016. لكن الأسابيع المقبلة ستكون بالغة الصعوبة، بانتظار خروج ترامب من البيت الأبيض. أسابيع ستحفل بالكثير من التطورات والمواقف التصعيدية بشتى الطرق وعلى مختلف الصعد. لقد حاول باسيل مراراً تقديم أوراق اعتماد. كلها لم تكن كافية بالنسبة إلى الأميركيين. بعد كل ما جرى، أصبح لا بد من طرح سؤال أساسي، هل بدأت معركة إسقاط العهد؟ وهنا لا بد من الوقوف عند تجارب عديدة، كان أولها مع ميشال عون رئيساً للحكومة العسكرية بين عامي 1988 و1990. وهناك محاولة ثانية حصلت لإسقاط عهد إميل لحود. لكن، تم إيقافها من قبل البطريرك الماروني نصر الله صفير. المعركة المقبلة ستكون خليطاً من المعركتين، مع اشتداد صعوبتها ومحاولة الأميركيين منع أي طرف من الوقوف بوجه هذا المسار، وإلا سيكون عرضة للعقوبات. وهنا تفيد المعلومات أن البطريرك الماروني تلقى رسائل عديدة قبل فترة، مفادها أنه لا يمكنه أن يشكل غطاء لرئيس الجمهورية، خصوصاً بعد فرض عقوبات على المحيطين به والمقربين منه.

ما كان مطلوباً من باسيل هو الابتعاد عن حزب الله، في محاولة أميركية لتكريس عزلة الحزب داخلياً، وبالضغط الاقتصادي على بيئته، وتجريده من حلفائه. اليوم أصبح باسيل يتعرض لأسلوب مماثل بعزله، والضغط على حلفائه للإنفضاض من حوله. وبلا شك، فإن الضربة التي تلقاها ستحدث فراغاً كبيراً داخل البيئة المسيحية. وهنا لا بد من التركيز على الجهات التي يفترض أن تسد هذا الفراغ، سياسياً ومناطقياً، ما سيعيد الحياة إلى بيوتات سياسية تقليدية، وشخصيات مستقلة أو شبه مستقلة، تم القفز فوقها من قبل التيار الوطني الحرّ. ولذلك، هناك صمت مسيحي فَرِحٌ إزاء العقوبات، لأن شطراً كبيراً من المسيحيين يعتبرون أن باسيل دخل إلى "النادي السياسي" كطفيلي أراد سحق الجميع. والآن تلقى ضربة قاصمة. كل هذه البيوتات تعتبر أن ثمة نافذة فرج قد فتحت أمامهم، بفرض العقوبات على باسيل. لا تنفصل الأزمة اللبنانية عن الأزمة السورية على مختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية والطبية والسياسة والأمنية والعسكرية. الصعوبات في البلدين ستتزايد في المرحلة المقبلة. بالإضافة إلى ارتفاع منسوب فرض العقوبات على مقربين آخرين من رئيس الجمهورية وباسيل. وما يجري هو جزء من إعداد المسرح لمرحلة جديدة من العلاقات الإيرانية الأميركية، إما تفاوضاً أو تصعيداً. حتى التفاوض سيكون خاضعاً لمعيار أساسي وهو ضرب وإضعاف الأطراف الإيرانية في الشرق الأوسط. كل ذلك سينعكس على ملف تشكيل الحكومة، بالتوازي مع صدور العقوبات. زار الرئيس سعد الحريري قصر بعبدا، في محاولة منه للتفاهم مع عون على إنتاج الحكومة. لكن عون كان غاضباً، واعتبر أن هناك ملفاً أهم من تشكيل الحكومة، وهو متابعة تداعيات العقوبات على باسيل وكيفية الخروج منها. العقوبات على باسيل ستضع الحريري أمام استحقاقات كثيرة متخمة بالشروط، خصوصاً بعدما وضع الأميركيون خطوطاً حمراء في آلية تشكيل الحكومة، أولها عدم تمثيل الحزب، وعدم تسليم وزارات معينة لعون مثلاً، وطبعاً هناك شروط أخرى لم تظهر بعد.

كما تطرقت مصادر لـ "الأنباء" الالكترونية إلى أجواء اللقاء بين الرئيسن ميشال عون وسعد الحريري، كاشفةً أنّ الأخير نقل إلى رئيس الجمهورية، "رفض الفاعليات السنّية، وفي مقدمتها دار الفتوى، التخلي عن وزارة الداخلية بعد أن تنامى إلى مسامعها أن وزارتَي الخارجية والدفاع ستكونان من حصة عون"، معتبرةً أن "هذا الأمر هو إهدار لحقوق الطائفة السنّية التي لم يبق لها الّا رئاسة الحكومة، ما يشكل إجحافاً لها". المصادر كشفت أن، "الحريري اقترح على عون إسناد حقيبة الطاقة إلى شخصيةٍ مسيحية ليست محسوبة على باسيل، لكن عون لم يعلّق على هذا الموضوع، وانتهى اللقاء من دون التوصّل إلى نتيجة، ما يعني أن الأمور عادت إلى المربع الأول، أقلّه إلى حين تبريد التداعيات الناتجة عن العقوبات، وعودة المعنيين بتشكيل الحكومة إلى التفكير بهدوء". المصادر المواكبة لفتت إلى أن "الجو العام في بعبدا لا يميل إلى التصعيد وتعقيد الأمور، وأن عون يرفض مقايضة تعطيل تشكيل الحكومة بالعقوبات على باسيل، ما يؤشّر ربما إلى أن تشكيل الحكومة لن يتأخر كثيراً".

 

 أسماء رنانة من 3 أحزاب ورجال أعمال بخطر بعد باسيل.. والمصارف تحبس أنفاسها حتى شباط

العربية/08 تشرين الثاني/2020

كتبت فيوليت غزال البلعة في "العربية" تحت عنوان " "ماغنتسكي" يطبق على جبران وأخواته!": "حتى قبل أن تستقرّ الانتخابات الرئاسية الأميركية على إعلان رسمي ونهائي، وإن كان المرشح الديموقراطي جو بايدن بات على أعتاب البيت الأبيض، افتتحت واشنطن قبل أيام، أولى حلقات مسلسل "ماغنتسكي --لبنان" بعد تلويح دام أقل من عام، وشكّل ما يشبه الإنذار والرسائل لسياسيين لبنانيين تصنفهم واشنطن "فاسدين"، وتستهدفهم بقانون يخوّلها "فرض عقوبات على منتهكي حقوق الإنسان في كل أنحاء العالم من خلالِ تجميد أصولهم".

صحيح أن رئيس التيار الوطني الحرّ، النائب والوزير السابق وصهر رئيس الجمهورية جبران باسيل، هو الشخصية اللبنانية الأولى المستهدفة بعقوبات "ماغنتسكي"، لكنه حتما لن يكون الأخير، لأنه أطبق على جبران وأخواته. وتقول المعلومات الواردة من الإدارة الأميركية إن القرار اتُخذ بإدراج اسم باسيل في لائحة العقوبات، وهناك أسماء أخرى "رنانة" ستصدر قريبا، موضحة أن التوقيت دُرس بعناية من أجل إلزام الإدارة الجديدة التي ستفزرها انتخابات الرئاسة بالقرار، "لأن الصعوبة تكمن في إدراج الأسماء ضمن قائمة العقوبات، لكن الأصعب أكثر هو إزالتها من القائمة".

ورغم ذلك، تبدو الإدارة الأميركية الحالية مطمئنة لجهة استبعاد أي تغيير محتمل مع إعلان فوز بايدن في الرئاسة الأولى، لأن الحزبين، الجمهوري كما الديمقراطي، ينتهجان السياسة عينها في ملف العقوبات. وهذا ما يدفع مصادر الإدارة الأميركية الى التأكيد أن العقوبات المفروضة على لبنان، سواء على "حزب الله" أو على "الفاسدين"، ستستمر بنفس الزخم، سواء نجح بايدن بتكريس نجاحه الكاسح في الانتخابات، أو إن أقرّت المحكمة العليا بادعاءات ترمب في وجود تزوير، وقلبت بقرار صادم ومفاجئ النتائج بأي صيغة تبقى قائمة ضمن الخيارات الدستورية والقانونية المتاحة.

بوضوح أكثر، تؤكد الإدارة الأميركية بحسب مصادرها، أن ملف عقوبات "ماغنتسكي" فُتح اليوم على استهداف جبران باسيل، وهو لن يتوقف هنا، "إذ ستصدر في القريب العاجل، أسماء رنانة لشخصيات من الصف الأول". وفي لائحة الخيارات القائمة، ثمة استهدافات قد تطال بحسب مصادر الإدارة الأميركية، أسماء من "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" و"حركة أمل"، فضلا عن رجال أعمال، في لائحة يتمّ إعدادها "وستحدث صدمة على غرار قرار تسمية باسيل".

ما هي الانعكاسات الأولية للعقوبات على باسيل؟

لا شك في أن الحكومة التي يعمل الرئيس سعد الحريري على توليدها، ستكون هي الضحية الأولى، وخصوصا بعد التشوّهات التي أصابتها لاستناد الرئيس المكلّف على المبادرة الفرنسية التي " وُلدت ميتة" منذ أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون قبل نحو شهرين. فـ"حزب الله"، أو بالأحرى إيران، لا يهمها التعامل مع الوكيل بل الأصيل. وهذا يعني أنها إن أرادت تسهيل مهمة الحريري الحكومية، فهي لن تعطي باريس ما يمكن أن تنتزعه من واشنطن. وهذا ما دفع الحزب إلى تأخير توليد حكومة جديدة في بيروت بانتظار التطورات القادمة من واشنطن، وتبيان رجحان كفة الخيط الأزرق (الديمقراطي) على الأحمر (الجمهوري).

بكلام أوضح، سيبقى الفراغ الحكومي ضاغطا على بيروت، اقتصاديا واجتماعيا، في انتظار بلورة الموقف الأميركي المستقبلي، بما يعني أن الفترة الانتقالية ستطول لأشهر بعد، وهذا ما يمنح الجميع "فترة تمديد" تسديد المستحقات. ويبدو أن مواصفات هذه الفترة تلائم الجميع. فالعهد يستمهل قبل صدور حكم "الفشل النهائي" بحثا عن إنجازات ولو صغيرة من هنا وهناك تدعم ما بقي من شعارات أثبتت الوقائع تفريغها من مضمونها. أما الحكومة الافتراضية فتبقي في بالها تفادي تجرّع كأس الانهيار الرسمي طالما لديها "حكومة تصريف أعمال" هي مسؤولة في الأساس عن تفجير الأزمة النقدية والمصرفية منذ اتخذت قرارها بإعلان لبنان دولة متعثرة عن الدفع. أما مصرف لبنان الباحث عن متنفسّات تقيه سياسات الدعم المتكاثرة والضاغطة على احتياطاته الأجنبية، فيرغب بدوره في استمهال السقوط الكبير من خلال الإمساك بالليرة اللبنانية حفظا لقدرة شرائية تتهالك تحت ضغوط السوق السوداء وممارساتها الحالكة. وبالانتظار، يفيد القطاع المصرفي من المهلة الممنوحة له حتى شباط 2021 المقبل من أجل تلبية متطلبات الرسملة الجديدة التي تفرض بموجب تعميم البنك المركزي رقم 154، زيادة رأسمال المصارف بنسبة 20% من أسهمها بما يصل إلى 4 مليارات دولار، وتكوين سيولة خارجية خالية من أي التزامات بنسبة 3% من الدولارات المودعة لديها. وحده المواطن اللبناني، يقبع تحت وطأة كمّ هائل من الأعباء التي لم يتحسّب لها، وتاليا لم يدخر ما يمكنه من مواجهتها. فيده لا تطول مدخرات العمر في المصارف، وفرصة العمل مهددة إن لم تكن انعدمت، والقدرة الشرائية تتقهقر تحت زخم "غول" التضخم، فيما جاء انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي ليزيد من الطين بلة، ليس لأبناء العاصمة او لقاطنيها فحسب، بل أيضا، لقطاع الاعمال الذي أصيب بنكسة لم يلق من يعوّض عليه بليرة واحدة... ولا ببيان يفيد بخلاصة تحقيق رسمي، وعد حسان دياب، رئيس الحكومة قبل ان تستقيل، بإصداره في خلال خمسة أيام فقط!.

قبل أيام، اتهم الرئيس السوري بشار الأسد مصارف لبنان بالتسبّب في ازمة سوريا الاقتصادية، من خلال احتجاز ودائع سورية تراوح بين 20 و42 مليار دولار في خزائنها... كلام لم يلق صدى كبيرا في بيروت التي تدرك جيدا أن مسبب أزماتها المتشابكة هي دمشق، التي انتهكت السيادة اللبنانية لعقود، وفتكت بمنظومتها السياسية وعمّمت ثقافة الفساد والسرقة والصفقات والسمسرات، وصولا إلى زجّ نحو مليوني سوري في ملف "النازحين" الذي كلّف الاقتصاد اللبناني أكثر من 25 مليار دولار.

رمى الأسد اتهاماته وتناسى أن "رأس المال جبان". فالأموال السورية هربت من سياسات جرّت العقوبات والحروب العسكرية على موطنها الأم، ولجأت إلى وجهة آمنة ليس طمعا بنقاط فوائد إضافية، بل رغبة منها في المحافظة على ما جناه أصحابها في أيام الازدهار والعزّ وتخشى من أن تسلبه السلطة في أيام القهر والعوز والفقر. ولعل "ماغنتسكي" و"قيصر" وشركاهم يرافقون الأسد في رحلة البحث عن الودائع وغيرها من الثروات التي حرمت اللبنانيين كما السوريين من حقوق دنيا انتهكتها السلطات الحاكمة بالتكافل والتضامن لزمن غابر ما بين دمشق وبيروت".

 

20 اسماً لبنانياً على لائحة العقوبات الأميركية

النهار/الأحد 08 تشرين ثاني 2020

على رغم إنشداد اللبنانيين الى أنباء الانتخابات الأميركية، مساء أمس السبت، فإنّ ذلك لم يحجب ترددات الاستحقاقات الداخلية عشية أسبوع جديد تتزاحم فيه الأولويات الساخنة، بدءاً بالاستحقاق الحكومي العالق بين التعقيدات، ومروراً بالاستحقاق الصحي الوبائي البالغ الخطورة، وصولاً إلى كل مشتقات المشكلات الحياتية والخدماتية والاقتصادية. والواقع أنّ التساؤلات المقرونة بالشكوك المتعاظمة تكثّفت في الساعات الماضية حول مسار تأليف الحكومة في ظل ازدياد القلق من تأخر إضافي وتعقيدات لا تنتهي لا تزال تحول من دون إنجاز الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري مهمته على رغم الكلام المتواصل عن إيجابيات في كل مرة يعقد فيها لقاء بين الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا. ولكن الشكوك اتخذت بُعداً جديداً ومبرّراً أكثر من السابق غداة إعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل نظراً إلى الخشية من أن تؤدّي خطوة العقوبات في هذا التوقيت الشديد الالتباس إلى تفاقم ردود الفعل لدى العهد “والتيار الوطني الحر” وكذلك حزب الله بما يضع مصير الاستحقاق الحكومي برمته على كف عفريت. ومع أنّ بعض الجهات السياسية لا يسقط من الاحتمالات أن يكون رد الفعل على العقوبات معاكساً بما يعني تسهيل تأليف الحكومة من ضمن تفاهم مع الرئيس الحريري على مواجهة ترددات العقوبات، فإنّ بعض التقارير والمعلومات التي سُرّبت في الساعات الأخيرة كشفت عن أنّ ثمة لائحة تتضمن ما يزيد على عشرين اسماً لسياسيين وشخصيات آخرين أدرجتهم وزارة الخزانة الأميركية على قائمة المرشحين لفرض عقوبات عليهم في المرحلة المقبلة، وإنّ التصنيف يرتكز إلى موجبات قانون “ماغنيتسكي” بما يعني أنّه قد يكون هناك أسماء من اتجاهات سياسية مختلفة وليس من فئة محددة. وهذا أمر، في حال صحته، يعني أنّ المشهد الداخلي سيظلّ عرضة لسخونة ربما تؤثر سلباً وبقوة على الاستحقاق الحكومي ما لم تحصل صدمة إيجابية قريبة تنتشل الاستحقاق من دائرة الضغوط الداخلية والخارجية. وفي انتظار ما ستتكشف عنه الأيام القليلة المقبلة، ذكرت معلومات، أنّ اللقاء الأخير بين الرئيسين عون والحريري لم يؤدِّ إلى تقدم في أي من النقاط المتعلقة بتعقيدات التأليف ولكن ذلك لا يعني استبعاد انعقاد لقاء جديد بينهما في أي لحظة.

 

الإدارة الأميركية أنذرت باسيل قبل “معاقبته”

صحيفة الشرق الاوسط/08 تشرين الثاني/2020

علمت «الشرق الأوسط» أن السلطات الأميركية وجهت «إنذاراً» لجبران باسيل قبل أن ترفض العقوبات عليه، وطلبت منه «تغيير سلوكه». لبنانياً، تفاعل القرار الأميركي بقوة، فطلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من وزير الخارجية شربل وهبة، «إجراء الاتصالات اللازمة مع السفارة الأميركية في بيروت والسفارة اللبنانية في واشنطن، للحصول على الأدلة والمستندات التي دفعت بوزارة الخزانة الأميركية إلى توجيه اتهامات وفرض عقوبات بحق باسيل»، مشدداً على تسليم هذه الإثباتات إلى القضاء اللبناني لكي يتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بذلك، لافتاً إلى أنه سيتابع هذه القضية مباشرةً وصولاً إلى إجراء المحاكمات اللازمة في حال توفر أي معطيات حول هذه الاتهامات.

 

مروان حمادة: لا يوجد على رأس أحد خيمة، و أسباب خراب البلد هو هذا التعامل الجبان مع حزب الله

مواقع الأكترونية/08 تشرين الثاني/2020

علّق النائب المُستقيل مروان حمادة في حديث لـ "صوت لبنان 100.5" على العقوبات الأميركية على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وقال حمادة : " لا يوجد على رأس أحد خيمة ولا أحد مستثنى من العقوبات". وشدد على أن "أسباب خراب البلد هو هذا التعامل الجبان مع حزب الله".

 

أحمد الحريري: ليحلم جعجع بالرئاسة لا بتوقيعنا على جدول أعمال معراب

مواقع الأكترونية/08 تشرين الثاني/2020

أشار الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري إلى أن “نوابًا ووزراء سابقين في “القوات اللبنانية” ينشطون على خط التهجم ضد الرئيس المكلف سعد الحريري في حملة يتم ادارتها من معراب، من الحاصباني الى قيومجيان الى الصديقة مي الى موقع مين قدا”.

وقال: عبر “تويتر”: “الى كل الاصوات التي تراهن على الفراغ للوصول الى كرسي بعبدا نقول: نحن قدا في كل زمان ومكان والاخبار الكاذبة لن تبدل من الحقيقة في شيء”. وختم: “يستطيع سمير جعجع ان يحلم بالرئاسة وان يطلب المستحيل سبيلاً للوصول، لكنه لن يحلم بتوقيعنا على جدول اعمال معراب السياسي وغير السياسي، وسنكون بالمرصاد لاي مشروع يقود لبنان الى التحلل والتقسيم والخراب”.

 

وفاة بيار فتوش بعد إصابته بكورونا

الوكالة الوطنية للإعلام/08 تشرين الثاني/2020

توفي رجل الاعمال بيار فتوش، شقيق النائب والوزير السابق نقولا فتوش، بعد معاناة مع مضاعفات فيروس كورونا. وكان فتوش نقل قبل نحو شهر الى المستشفى بعد إصابته بالفيروس.

 

طهران تطلب من واشنطن “التوبة” و”التعويض عما فات”

روسيا اليوم/08 تشرين الثاني/2020

دعت الخارجية الايرانية اليوم الأحد واشنطن لإعلان “التوبة” و”التعويض عما فات” ووقف حربها الاقتصادية على إيران. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في تصريح لقناة “العالم”، إن هناك فرقا واضحا بين معسكري الرئيس الحالي دونالد ترامب وبايدن، لكن طهران تترقب الإجراءات العملية من الإدارة الأمريكية المقبلة. وأضاف: “على بايدن التعويض عما فات وأعددنا لائحة بالالتزامات التي على أمريكا تطبيقها تجاه إيران” مؤكدا أنه “ليس أمام أمريكا سوى انتهاج طريق الاحترام والعودة إلى المسار القانوني”. واعتبر خطيب زادة أن “أمريكا ليست في موقع يؤهلها لفرض شروط على إيران وقد تسببت بخسارة مليارات الدولارات للشعب الإيراني”، وأضاف: “على أمريكا أن تعلن التوبة وتوقف حربها الاقتصادية على إيران”. وشدد المتحدث على أن طاولة مفاوضات الاتفاق النووي لا تزال قائمة وتتسع للجميع “على الرغم من إدراكنا أن الطريق صعبة”.

 

القوات” رداً على أحمد الحريري: اتهاماتك باطلة!

مواقع الكترونية/08 تشرين الثاني/2020

أشارت الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية الى “ان السيد أحمد الحريري فاجأنا بسلسلة تغريدات من خارج السياق الوطني للأحداث”. وأكدت الدائرة في بيان اليوم انه “لقد قلت في تغريداتك يا سيد احمد بان القوات اللبنانية تنشط على خط التهجم على الرئيس سعد الحريري، ولكن نتمنى لو تدلنا على تصريح واحد للقوات يهاجم فيه الرئيس الحريري، إلا انه في الواقع ما يفعله وزراء ونواب “القوات” السابقون والحاليون هو تأكيد موقفنا الذي يمثِّل الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، ومن ضمنها قاعدة تيار المستقبل بالذات لجهة أن لا خلاص مما نحن فيه إلا بحكومة جديدة كليا، تُشكّل على أسس مختلفة وبعيدة كل البعد من المحاصصات التي كانت تحصل في السابق”. واعتبرت الدائرة، ان “المحاصصة بأوجه جديدة لا تعني أبدا بأنها ليست محاصصة، فيما النتيجة ستكون كما رأيناها مع حكومة الرئيس حسان دياب، وفي مطلق الأحوال، نحن لا نحكم إلا على النتائج، وموقفنا النهائي من الحكومة سيكون بعد تشكيلها، ولكن المتداول لغاية اليوم لا يطمئن إطلاقاً، وانت تخلط، يا سيد أحمد، بين الموقف السياسي الذي يحق لكل فريق اتخاذه انطلاقاً من قناعاته الوطنية والسياسية، وبين التهجم على الرئيس سعد الحريري الذي لم يحصل إطلاقاً”. وأضافت “ليس كل من اتخذ موقفا سياسيا لا يتلاءم مع موقفك السياسي يعني بانه هاجم الرئيس الحريري، ونذكرك يا سيد أحمد، بان جدول أعمال معراب هو جدول أعمال قيام الجمهورية القوية الخالية من السلاح والفساد”. وشددت على “انك اتهمت ايضاً في تغريداتك القوات اللبنانية بشكل غير مباشر بأنها تراهن على الفراغ من أجل الوصول الى كرسي بعبدا، ولكن قل لنا بربك هل نعيش الملء الآن؟ فنحن في قعر قعر الفراغ، ولم تبق شائبة او صعوبة او ملمة الا وأصابت المواطن اللبناني من جراء الفراغ الذي نعيشه خصوصاً منذ سنة حتى اليوم”. وتابعت، “ألمحت ايضا في تغريداتك اكثر من مرة بان مواقف “القوات اللبنانية” نابعة من حلم سمير جعحع بالرئاسة، ولو كان جعحع يحلم بالرئاسة فعلا، لكان تموضعه السياسي مختلف كليا عما هو عليه في الوقت الحاضر ودائما، ولو كان يحلم بالرئاسة لكان بدى المسايرة على المبدئية وفتح باب المسايرة يمينا ويسارا وتحديدا مع الرئيس سعد الحريري الذي هو ثاني أكبر كتلة نيابية، وجعجع بحاجة إليه ولغيره ليتمكن من الوصول الى رئاسة الجمهورية، بينما على ارض الواقع، يتخذ سمير جعحع المواقف الأكثر وضوحا، والأكثر التصاقا بالمطالب الشعبية، والأكثر ابتعادا من قوانين اللعبة السياسية من فوق، فان اتهامك سمير جعحع بالسعي الى الرئاسة هو باطل الى أقصى الحدود”. وختمت “اذا كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قد قرر وضع يده من جديد مع الثلاثي الحاكم، فهذا شأنه، ولكننا نحن في القوات اللبنانية غير مقتنعين بتاتا بهذه التجربة، ولا يجوز ان تدفعوننا ثمن هذه القناعة”.

 

في البترون.. تحرك لمناصري “التيار” أمام منزل باسيل تضامنًا معه

مواقع الكترونية/08 تشرين الثاني/2020

احتشد مناصرون لـ”التيار الوطني الحر” أمام منزل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في البترون، لاستقباله تعبيرًا عن تضامنهم معه ورفضهم للعقوبات الأميركية بحقه.

 

أنور الخليل: لفصل موضوع العقوبات الأميركية عن ملف تأليف الحكومة

مواقع الكترونية/08 تشرين الثاني/2020

غرد النائب أنور الخليل على حسابه عبر تويتر قائلًا: “في موضوع العقوبات الأميركية التي تأخذ حيزاً كبيراً من وقت واهتمام فخامة رئيس الجمهورية، يجب ان يُفصل عن  اهمية الاسراع في ملف تأليف الحكومة العتيدة، وان لا يبقى عاملاً مؤثراً في تأخير انتشال الوطن من المستنقع المالي والإقتصادي والإجتماعي،تنفيذا لما ورد في المبادرة الفرنسية”.

 

العقوبات الاميركية تابع.. صحيفة تكشف: قريبون من باسيل لم يتوانوا عن طعنه بالظهر!

مواقع الكترونية/08 تشرين الثاني/2020

كشفت صحيفة "عرب نيور" السعودي أن "رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لن يكون الوحيد الذي يتعرّض لعقوبات أميركيّة بموجب قانون "ماغنتسكي" القاضي بمعاقبة الفاسدين ومنتهكي حقوق الإنسان. ونقلت الصحيفة عن مسوول رسميّ أميركيّ، إنه "تم إدراج 23 فرداً لبنانياً على القائمة السوداء"، لافتة إلى إن "بعض ممن تربطهم صلات وثيقة بباسيل لم يتوانوا عن طعنه بالظهر، معتقدين أن ذلك سيخرجهم من المأزق، ولكن هذا لم ينقذهم".

 

ترامب: التزوير يقلقني.. وما حدث يمس الانتخابات برمتها

سكاي نيوز عربية/08 تشرين الثاني/2020

أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الأحد، ضرورة القيام بتدقيق في أصوات الانتخابية الرئاسية، متحدثا عن وقوع تزوير واسع، فيما أعلن المرشح الديمقراطي، جو بايدن، فوزه رسميا في سباق البيت الأبيض. وأشار ترامب، في تغريدة على موقع تويتر إلى ما اعتبرهُ “تزويرا” في ولاية بنسلفانيا التي منحت بايدن 20 صوتا في المجمع الانتخابي الذي يختار ناخبوه الكبار رئيس الولايات المتحدة. وشدد ترامب على ضرورة النظر في ما أثير بشأن عملية التزوير، قائلا إن الولايات المتحدة شهدت عددا من المشاكل في تاريخها الانتخابي. وأضاف أن قرارا من المحكمة العليا في بنسلفانيا كان قد قضى بضرورة عزل الأصوات التي جرى التوصل بها عن طريق بعد البريد بعد انقضاء الأجل الزمني المحدد. ورأى ترامب أن ما حصل كان “مشكلة منهجية”، لأن الأمر يتعلق بالتحقق والتدقيق في تلك الأصوات، وهذا الأمر يمسُ الانتخابات برمتها، على نحو خطير، بحسب قوله. وأورد ترامب “ما يقلقني هو أنه كان ثمة ما يزيد عن مئة مليون صوت عن طريق البريد في مدن مثل فيلاديلفيا وديترويت”، إلى جانب مشاكل أخرى..

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

بومبيو لخامنئي: شعبكم جائع ونظامكم فاسد

الحدث.نت/08 تشرين الثاني/2020

شهد “تويتر” معركة من نوع آخر بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو والمرشد الإيراني علي خامنئي. فبعد أن وجه خامنئي انتقادًا لما وصفها بـ”الديمقراطية الليبيرالية في أميركا”، رد بومبيو مؤكدا أن “الانتخابات الإيرانية مزحة ومهزلة”، مضيفًا: انتخاباتكم مزحة، بعد استبعاد مئات المرشحين. وتابع بومبيو: “شعبكم يتضور جوعًا لأنكم تنفقون ملايين الدولارات على أذرعكم وحروبكم بالوكالة من أجل حماية نظامكم الفاسد”.

 

أذربيجان تعلن السيطرة على مدينة شوشا الاستراتيجية وأرمينيا تنفي

المنسقية ووكالات/08 تشرين الثاني/2020

أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أن “قوات بلاده أحكمت السيطرة على مدينة شوشا الاستراتيجية في منطقة قره باغ المتنازع عليها” في حين نفت أرمينا هذا الإدعاء. وقال عليف، في كلمة متلفزة وجهها إلى الشعب بأن العلم الأذربيجاني يرفرف فوق شوشا: “تم تحرير شوشا من الاحتلال. شوشا تابعة لنا! وقره باغ تابعة لنا! أهنئ الشعب الأذربيجاني بأسره بهذا الإنجاز”. وتابع: “كانت شوشا تحت الاحتلال على مدى 28 عاما. حققنا هذا الانتصار في الميدان وليس على طاولة التفاوض، لأن المفاوضات كانت عديمة الجدوى”. وأشار إلى أن “القوات الأذربيجانية أحكمت سيطرتها، منذ بداية جولة التصعيد الحالية في قره باغ، على أكثر من 200 بلدة في المنطقة المتنازع عليها”. وأبدى الرئيس الأذربيجاني تصميم بلاده على “مواصلة الحرب حتى الانتصار التام”، موضحا أنه “يقصد بذلك “تحرير كامل أراضي قره باغ والمناطق المحيطة بها”. ولم يعلق الجانب الأرمني على هذا الإعلان بعد.

 

روحاني: على الإدارة الأميركية الجديدة أن تصحح أخطاء ترامب

وكالات/08 تشرين الثاني/2020

اعتبر الرئيس حسن روحاني إلى أنه “على الإدارة الأميركية الجديدة اغتنام الفرصة لتصحيح أخطاء الرئيس دونالد ترامب”. وقال، بعد إعلان فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة: “عارض الشعب الأميركي سياسات ترامب الضارة وعلى الإدارة الأميركية المقبلة اغتنام الفرصة لتصحيح أخطاء الماضي”، مؤكدًا أن “إيران تحبذ دومًا التواصل البناء مع العالم”.

 

كوشنر يدعو ترمب إلى الإعتراف بنتائج الإنتخابات

 سبوتنيك/الاحد 08 تشرين الثاني 2020

كشفت وسائل إعلام أميركية، اليوم الأحد، عن قيام المقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحثه وإقناعه بالاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وكشفت مصادر لوكالة "سي إن إن" الأميركية أن صهر ومستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، يحاول إقناعه بالإعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي فاز فيها المرشح الديمقراطي جو بايدن. وكتبت مراسلة الوكالة الأميركية، كايتلين كولينز، في البيت الأبيض على صفحتها الرسمية عبر "تويتر": "تواصل جاريد كوشنر مع الرئيس ترمب بشأن التنازل عن الانتخابات، بحسب مصدرين". وأعلنت وسائل إعلام أميركية، نقلا عن مراكز أبحاث مختصة، انتصار مرشح الحزب الديمقراطي، جو بايدن، بالانتخابات الرئاسة، ليكون الرئيس الأميركي الجديد. ويأتي بايدن، في ظرف تشهد فيه البلاد أسوأ أزمة صحية عامة منذ 100 عام، وأعمق ركود اقتصادي منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، بالإضافة إلى أزمة اجتماعية تعصف بالداخل الأمريكي بسبب العنصرية وحالات العنف المطبقة من قبل الشرطة، والتي لم تحل بعد.

 

أميركا بعد الانتخابات: مظاهرات مؤيدة ومعارضة بين أنصار ترمب وبايدن/انقسام في الشارع الأميركي حول نتائج الانتخابات... والمعركة تتجه إلى القضاء

واشنطن: معاذ العمري/08 تشرين الثاني/2020

ما إن أعلنت وسائل الإعلام الأميركية فوز جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة في انتخابات 2020، حتى تظاهر الآلاف حول البيت الأبيض في العاصمة واشنطن، وساحات «تايمز سكوير» في مدينة نيويورك، وبقية شوارع المدن الأميركية الكبرى، محتفلين بهذا الإعلان ومعلنين دعمهم وتأييدهم للرئيس القادم الذي نال نسبة تأييد تصل إلى 279 صوتا في المجمع الانتخابي، بحسب توقعات صحيفة «نيويورك تايمز»، وهي أعلى بـ9 أصوات من النسبة الكافية للفوز بسباق الرئاسة. أهازيج الفرح وأصوات الموسيقى العالية والمظاهرات العارمة لمؤيدي جو بايدن طغت على محيط البيت الأبيض، الذي خلا من الرئيس دونالد ترمب، إذ قالت وسائل الإعلام الأميركية إنه قضى يومه في نادي الغولف بولاية فيرجينيا، وفي الوقت ذاته رفض الاعتراف بفوز منافسه جو بايدن في السباق، وغرّد على حسابه في «تويتر» بأنه الرئيس الشرعي للبلاد الذي فاز بأغلب الأصوات «القانونية».

ونظم أنصار بايدن احتفالات واسعة بفوزه في ساعات متأخرة من أمس (السبت) وسط نيويورك، ما تسبب بتعليق حركة النقل في ميدان تايمز سكوير، دون اتخاذ الشرطة أي إجراءات بحقهم. وفي العاصمة واشنطن، نظم العشرات من أنصار حركة «حياة السود مهمة» المناهضة للعنصرية والتمييز العرقي مظاهرة احتجاجية وكانوا يسدون طرقات على مدى ساعات مطالبين بتحقيق العدالة ومرددين شعارات مسيئة للشرطة.

وبدت الصورة العامة للولايات المتحدة منقسمة بين الشعب الأميركي، ما بين مؤيد لفوز بايدن ومعارض له، إذ خرجت بالمقابل مظاهرات لمناصري الرئيس دونالد ترمب في الولايات التي شهدت جدلاً حول نتائج الانتخابات، مثل ميشيغان، بنسلفانيا، أريزونا، وجورجيا، مطالبين بإعادة عملية فرز الأصوات، والتدخل القانوني بعد التشكيك في نتيجة الانتخابات. في غضون ذلك، نظم أنصار ترمب مظاهرات مضادة في مختلف المدن الأميركية تحت شعار «الأمر لم يحسم بعد» و«أوقفوا السرقة»، مكررين الاتهامات بالاحتيال الانتخابي التي وجهها الرئيس الجمهوري إلى خصومه الديمقراطيين.

وتظاهر نحو ألف متظاهر دعماً لترمب أمام مبنى الكابيتول في عاصمة ولاية جورجيا مدينة أتلانتا التي تُعدّ معقلاً قديماً للجمهوريين. ولم تشر أي تقارير عن أعمال عنف في المدينة، لكن وكالة «أسوشيتد برس» أكدت أن الشرطة اضطرت إلى التدخل للفصل بين المتظاهرين المؤيدين لترمب والمعارضين له. الحالة التي تعيشها الولايات المتحدة هي حالة انقسام سياسي وعدم اليقين كما تصفها إيرينا تسوكرمان الباحثة السياسية في الشأن الأميركي، التي قالت إن عمليات فرز الأصوات لا تزال مستمرة، حيث طعنت حملة الرئيس ترمب في النتائج ودعت لإعادة فرز الأصوات في المحاكم. وأوضحت إيرينا لـ«الشرق الأوسط»، أن ترمب قد يخسر فقط ببضعة آلاف من الأصوات، وهو ما يسمح بإعادة فرز الأصوات تلقائياً في الولايات الأخرى، فربما تكون الهوامش متباعدة ولكنها قريبة جداً أيضاً، إذ من المهم أن نتذكر أنه في تلك الولايات التي يهيمن فيها الجمهوريون على المجالس التشريعية، من الممكن تماماً أن يخسر ترمب التصويت الشعبي، لكن أعضاء الهيئة الانتخابية سيظلون يصوتون له، كما أن ترمب جلب إلى هذه الانتخابات ما يقرب من 70 مليوناً من مؤيدي سياساته، مما يدل على أنه تمكن من التعرف على ناخبين جدد في مجتمعات مختلفة يغفلها الحزب الجمهوري تقليدياً أو يصعب الوصول إليها. وأضافت: «الناخبون في النهاية يمكنهم التصويت لمن يرغبون، والشعب له الحق في اختيار من يرغبون أن يكون رئيسهم... إذا كان هناك أي شيء فإن الانتخابات كانت بمثابة رفض لترمب شخصياً، بحسب استطلاعات الرأي، قال 70 في المائة من أولئك الذين أعطوا أصواتهم لبايدن أنهم يصوتون ضد ترمب وليس لصالح بايدن نفسه».

وقالت: «يبقى أن نرى ما إذا كانت المحاكم ستقرر مصير هذه الانتخابات في نهاية المطاف فالعملية القانونية طويلة ويمكن أن تستغرق ما يقرب من شهر مما رأيناه مع إعادة فرز الأصوات مثل ما حدث عام 2000 أثناء آل غور وبوش، وحتى الآن بايدن فاز في الانتخابات، ومقدار القوة التي سينتهي بها في نهاية المطاف على العملية في حالة فوزه سيعتمد أيضاً على نتائج انتخابات الإعادة في مجلس الشيوخ في جورجيا في يناير (كانون الثاني)، التي ستحدد الأغلبية في مجلس الشيوخ».

فيما قال فيصل الشمري الباحث السياسي في العاصمة واشنطن، إن انتخابات عام 2020 اتسمت بالفوضى الناتجة عن الإدخال المفاجئ للتصويت بالبريد في الولايات، حتى لو كانت قانونية، ومن ضمن الدستور الأميركي، فإن العديد من الشعب الأميركي لم يعتد عليها بعد، وهناك حوادث تدل على ذلك؛ إذ دعا ستيف سيسولاك، حاكم ولاية نيفادا الديمقراطي، إلى جلسة خاصة مستعجلة للهيئة التشريعية في نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي، التي تسرعت في أحكام القانون لإرسال بطاقات الاقتراع بالبريد إلى كل ناخب مسجل في الولاية، وهو ما أدى إلى إغراق قدرة نيفادا على العد، وبما أن القانون الجديد ينص على فرز الأصوات إذا تم تسلمها في وقت متأخر يصل إلى أسبوع بعد الانتخابات، فإن احتمالية حدوث مخالفات عالية للغاية. وأفاد الشمري خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بأن عملية فرز الأصوات في أريزونا وجورجيا وميشيغان وبنسلفانيا اتسمت بنوع من الفوضى والشكوك، فقد وصل الأمر إلى كثير من المواطنين باتهام تلك الولايات بالغش والتزوير، مستدلين على ذلك بمقاطع فيديو وصور التقطوها لأعضاء الهيئة الانتخابية وهي تقوم بالفرز، وتقف البلاد اليوم أمام معضلة قانونية شعبية حتى لو نصّبت وسائل الإعلام جو بايدن رئيساً.

وأضاف «لم يحدث منذ انتخابات 1824 المتنازع عليها بشدة - ولا حتى في عام 2000 - كثير من الارتباك والاتهام، وأريد أن ألفت النظر إلى المعلومات التي علمناها من هذه الانتخابات؛ فرغم تصوير الإعلام بأن ترمب عنصري، والاحتجاجات وأعمال الشغب المتعلقة بالعرق في جميع أنحاء البلاد هذا الصيف، فقد تمكن من تحسين نسبته بين الأقليات، وارتفعت حصته من الناخبين السود في الاستطلاعات من 8 في المائة سابقاً إلى 12 في المائة حالياً، ووجد استطلاع أجراه صندوق الديمقراطية في سبتمبر (أيلول) أن الرئيس ترمب يحظى بتأييد بنسبة 21 في المائة بين الناخبين السود تحت سن 45، وارتفعت حصته بين الرجال من أصل لاتيني من 32 في المائة إلى 36 في المائة، وبين النساء اللاتينيات من 25 في المائة إلى 28 في المائة، لكن 58 في المائة فقط من الرجال البيض صوتوا لصالحه، بانخفاض عن 62 في المائة قبل أربع أعوام».

 

فوز بايدن يهدد سياسات «ترمب الاستوائي» في البرازيل

ريو دي جانيرو: «الشرق الأوسط أونلاين»/08 تشرين الثاني/2020

اعتبر محللون أن فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية ستكون له انعكاسات سلبية على الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الذي حمل منذ وصوله إلى السلطة لقب «ترمب الاستوائي» لتأييده الأعمى للرئيس الجمهوري الخاسر، ما قاده إلى عزلة خارج البرازيل، وضعف داخلها. وفي وقت انهالت فيه التهاني على بايدن من غالبية قادة العالم، كان صمت بولسونارو أبلغ من أي كلام، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وبولسونارو الذي انتخب رئيساً عام 2018، ويعتزم الترشح مرة أخرى عام 2022، حذا حذو دونالد ترمب في بناء حياته السياسية وصعوده المفاجئ، ولطالما أبدى إعجابه الشديد بالملياردير الجمهوري. ويتشارك بولسونارو وترمب القدرة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لحشد قواعدهما الشعبية، وتأليبها ضد خصومهما، وقد أصبحا من أبرز وجوه السياسات الشعبوية اليمينية على الساحة العالمية قبل 4 سنوات. ويروج بولسونارو، الضابط السابق البالغ 65 عاماً، بشكل دائم لهذه المقارنة، وقد سعى إلى إقامة علاقة وثيقة مع ترمب إلى حد تجاوز التقاليد الدبلوماسية البرازيلية، عندما عمل على حشد التأييد لإعادة انتخابه. وبما أن أسلوب المواجهة من الأمور التي تجمع بين ترمب وبولسونارو، فقد اشتبك الأخير أيضاً مع بايدن خلال السباق الرئاسي.

فبعد قول بايدن، خلال المناظرة الأولى مع ترمب، إن على الولايات المتحدة حض البرازيل على حماية غابات الأمازون بشكل أفضل، اعتبر بولسونارو أن هذا التصريح «كارثي»، وكتب على «تويتر»: «يا للعار، سيد جون بايدن!»، مخطئاً في كتابة الاسم الأول للرئيس المنتخب في النسخة الإنجليزية من تغريدته. كل هذا يمكن أن يؤسس لعلاقة متوترة مع إدارة بايدن التي ستولي قضية المناخ اهتماماً خاصاً يمكن أن يثير حساسية بولسونارو المشكك بالتغير المناخي الذي زادت نسبة حرائق الغابات والتصحر في عهده بشكل لافت. كما أن خسارة ترمب ستجعل بولسونارو، الوجه الأكثر بروزاً لليمين الجديد في العالم، أكثر عرضة للانتقاد والضغط الدوليين. وقد قال براين وينتر، نائب رئيس مجلس الأميركيتين: «خسارة ترمب تضعف بولسونارو، وتجعله يبدو أكثر عزلة». وأضاف: «هذا يعني مزيداً من الاهتمام السلبي ببولسونارو الذي سيصبح فجأة الوجه الظاهر لنوع معين من سياسات الجناح اليميني، وسيجذب مزيداً من الانتباه لسلوكه في منطقة الأمازون». وتابع: «باختصار، هناك فرصة في أن يتحول بولسونارو وجهاً كريهاً لدى جزء معين من الرأي العام العالمي». وفي حين لا يهتم بولسونارو لرأي بايدن أو بقية العالم بشأن إدارته، فإن هناك لاعبين رئيسيين في البرازيل يفعلون ذلك. وقال وينتر لوكالة الصحافة الفرنسية: «بالنسبة لكثير من الشركات البرازيلية، الخطر واضح جداً... إذا أصبحت البرازيل منبوذة (...) فهذا أمر سيء للأعمال في بلد لا يمكنه تحمل خسارة الزبائن، بالنظر إلى وضع الاقتصاد»، في إشارة إلى توقع أن تواجه البرازيل المتضررة من فيروس «كورونا» ركوداً قياسياً هذا العام. ويتباهى بولسونارو بأنه عزز علاقات البرازيل مع الولايات المتحدة، ثاني أكبر شركائها التجاريين بعد الصين، أكثر من أي وقت في التاريخ الحديث. لكن لماذا قد يخاطر بعلاقة متوترة مع الرئيس الأميركي المقبل؟ قالت كريستينا بيسكيلو، أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة الفيدرالية في ساو باولو: «الأمر لا يتعلق باستراتيجية معينة، يبدو أنه لا يستطيع ضبط نفسه، ويشعر بالحاجة إلى إظهار هذا الدعم المستمر لترمب». وأضافت: «الأمر يتعلق بحيوية العلاقة الشخصية بين بولسونارو وترمب»، رغم أن قاعدتي الزعيمين الشعبية لا تتبادلان الشعور نفسه. وقال باولو سوتيرو، من معهد البرازيل في مركز ويلسون بواشنطن، إن من المرجح أن يسعى بولسونارو إلى إقامة علاقة ودية عملية مع إدارة بايدن، لكنه لاحظ أن «إقامة الحوار ستستغرق كثيراً من العمل». وأشار إلى أنه على بولسونارو «أن يتحرك بسرعة لتغيير بعض المسؤولين الرئيسيين»، لا سيما وزير البيئة المثير للجدل ريكاردو ساليس. وسيكون لإدارة بايدن، من جانبها، مصلحة في الحفاظ على البرازيل شريكاً في ملفات مثل البيئة وفنزويلا والصين. ورغم انتشار وسم «بولسونارو التالي» على «تويتر» في البرازيل بعد خسارة ترمب، سيكون من الخطأ التقليل من قوة بولسونارو في الداخل، فأرقام استطلاعات الرأي لا تزال لصالحه. وقال وينتر إنه بعد أن قلد الرئيس البرازيلي صعود ترمب، لم يعد الآن بحاجة إلى «أجواء الشرعية» التي منحه إياها الرئيس الأميركي. وأضاف: «أحد الدروس التي من المرجح استخلاصها من عام 2020 هو أن هذا النوع من السياسات لن يزول بمجرد خسارة ترمب».

 

قادة العالم يهنّئون الرئيس المنتخب ونائبته

لندن: «الشرق الأوسط»/08 تشرين الثاني/2020

وجّه قادة العالم، أمس، التهاني تباعاً لجو بايدن بعد فوزه في السباق الرئاسي الأميركي، وانتخابه الرئيس الـ46 للولايات المتحدة. وسارع قادة كل من آيرلندا وكندا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا لتهنئة الرئيس المنتخب ونائبته كامالا هاريس، بينما شدد رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية على رغبة الاتحاد الأوروبي في إعادة بناء «شراكة قوية» مع الولايات المتحدة. وهنّأت آيرلندا الديمقراطي بايدن بصفته «رئيساً منتخباً» للولايات المتحدة وصديقاً وفياً لبلاد أجداده، مبدية ثقتها بأنه سيكون داعماً للسلام في آيرلندا الشمالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العمل «معاً» من أجل «مواجهة التحديات الراهنة». وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إنها تتطلع للتعاون مستقبلاً مع الرئيس بايدن. وتابعت في تغريدة: «صداقتنا عبر الأطلسي لا غنى عنها إذا كنا نريد التصدي للتحديات الجسام في عصرنا». كما شددت ميركل على حقيقة أن هاريس ستكون أول نائبة رئيس منتخبة في الولايات المتحدة. بدوره، قال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون: «أهنئ جو بايدن على انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، وأهنئ كاملا هاريس على إنجازها التاريخي». وأضاف أن «الولايات المتحدة أهم حليف لنا، وأتطلع إلى التعاون عن كثب بشأن أولوياتنا المشتركة، من تغير المناخ إلى التجارة والأمن». من جانبه، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: «بالنيابة عن حكومة كندا، أهنئ جو بايدن وكاملا هاريس على انتخابهما رئيساً ونائبة للرئيس للولايات المتحدة الأميركية. تتمتع كندا والولايات المتحدة بعلاقة استثنائية - علاقة فريدة على المسرح العالمي».

وانضم الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ، إلى المهنئين، معرباً عن أمله في تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا. وقال ستولتنبرغ عبر «تويتر» إن «القيادة الأميركية لا تقل أهمية عن أي وقت مضى في عالم لا يمكن التنبؤ به، وأتطلع إلى العمل عن كثب مع الرئيس المنتخب بايدن ونائبة الرئيس المنتخب كامالا هاريس والإدارة الجديدة لتعزيز الروابط بين أميركا الشمالية وأوروبا». وتابع أن «الناتو القوي أمر جيد لأميركا الشمالية ولأوروبا». عربياً، قدم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي التهنئة لجو بايدن الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأميركية ونائبته بفوزهما في الانتخابات الأميركية الرئاسية. وقال في تغريدة على «تويتر»، إن «علاقاتنا منذ خمسة عقود راسخة واستراتيجية مع الولايات المتحدة، وتمنياتنا لهذه العلاقة المزيد من التقدم والرسوخ مع الرئيس المنتخب الجديد». من جهته، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي في «تويتر» أمس: «خالص التهاني إلى جو بايدن بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية وإلى كامالا هاريس نائبة الرئيس، وأصدق الأمنيات بالتوفيق لهما في تحقيق مزيد من التقدم للشعب الأميركي الصديق، الإمارات وأميركا تربطهما علاقات صداقة تاريخية وتحالف استراتيجي قوي، وسنواصل تعزيزهما خلال المرحلة المقبلة».

من جهته، قدم العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، التهنئة إلى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن. وكتب على «تويتر»: «إنني أتطلع إلى العمل معكم على تعزيز الشراكة التاريخية المتينة بين الأردن والولايات المتحدة، لصالح أهدافنا المشتركة المتمثلة في السلام والاستقرار والازدهار».

كما وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى جو بايدن، وأكّد التطلع للتعاون والعمل المشترك من أجل تعزيز العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، بما فيه صالح البلدين والشعبين الصديقين، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن السفير بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية.

وهنّأ الرئيس اللبناني ميشال عون الرئيس الأميركي المنتخب، معرباً عن «أمله في أن يعود في عهده التوازن في العلاقات اللبنانية - الأميركية، لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والأميركي الصديقين»، وفق حساب الرئاسة اللبنانية على «تويتر». من جهته، بعث سلطان عمان هيثم بن طارق ببرقية تهنئة إلى بايدن عبّر فيها عن خالص تهانيه «لحصوله على ثقة الشعب الأميركي وانتخابه رئيساً للفترة الرئاسية المقبلة»، كما ذكرت وكالة الأنباء العمانية. بدوره، كتب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد على موقع «تويتر»: «تهانينا للرئيس المنتخب جو بايدن ونائبة الرئيس المنتخب كامالا هاريس. أطيب تمنياتي لشعب الولايات المتحدة وأتطلع إلى العمل معاً لمواصلة تعزيز الصداقة بين بلدينا».

 

الجمهوري بوش يهنئ بايدن بالفوز ويعتبر «النتيجة واضحة»

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/08 تشرين الثاني/2020

قال الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، اليوم الأحد، إنه تحدث إلى الرئيس المنتخب جو بايدن الديمقراطي لتهنئته بفوزه. وأضاف الجمهوري بوش في بيان أن بوسع الأميركيين أن يثقوا في أن الانتخابات الأميركية كانت «نزيهة في الوقع... ونتيجتها واضحة»، وأن «بايدن رجل جيد سيوحد أميركا»، متعهداً بالمساعدة بأي طريقة يستطيع، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. ووجه بوش رسالة للأميركين بأنه «لا بد لنا من الوحدة من أجل أسرنا وجيراننا وأمتنا ومستقبلها». ومضى يقول إن الرئيس دونالد ترمب له الحق في طلب إعادة إحصاء الأصوات ورفع طعون قانونية. وبعد دقائق على إعلان وسائل الإعلام الأميركية فوز الديمقراطي جو بايدن في السباق المحتدم لرئاسة الولايات المتحدة، رفض الرئيس دونالد ترمب النتيجة مشيراً إلى أنه سيثبت في المحكمة أنه الفائز. وقال ترمب في بيان: «الحقيقة البسيطة هي أن الانتخابات لا تزال بعيدة عن نهايتها». وأضاف: «الأصوات القانونية هي التي تحدد الرئيس، لا الإعلام».

لكن خبراء يشيرون إلى أنه سيكون من الصعب على ترمب تغيير النتيجة، ما لم يقدّم أدلة على وجود تزوير واسع النطاق في فرز الأصوات تسبب بقلب النتائج في عدة ولايات.

 

بايدن يكسب معركة الرئاسة… وترمب يحذّر من «فوز مزيّف»/حملة الرئيس الجمهوري متمسكة بالمسار القضائي رغم «طعنة بنسلفانيا»

ويلمينغتون (دالاوير): علي بردى - واشنطن: هبة القدسي/ رق الأوسط»/08 تشرين الثاني/2020

«أميركا، يشرفني أنك اخترتني لقيادة بلدنا العظيم»، بهذه التغريدة، أعلن المرشح الديمقراطي نائب الرئيس السابق جو بايدن انتخابه رئيساً هو الـ46 للولايات المتحدة، خلفاً للرئيس دونالد ترمب الذي سارع إلى تحذير بايدن من فوز «مزيف»، قائلاً إن الأخير «يسارع في إظهار نفسه بشكل زائف» على أنه الرابح في الانتخابات.وكانت تغريدة بايدن الذي سيكون أكبر الرؤساء الأميركيين سناً عند توليه المنصب في يناير (كانون الثاني) المقبل (78 عاماً)، بمثابة انعكاس لخطاب النصر الذي ألقاه ليلاً في مدينة ويلمينغتون بولاية دالاوير التي ترعرع فيها، وارتقى كل درجات السلم في الحياة السياسية الأميركية. وقال في التغريدة ذاتها، إن «العمل الذي ينتظرنا سيكون صعباً»، مضيفاً: «لكني أعدكم بهذا: سأكون رئيساً لجميع الأميركيين - سواء صوتوا لي أو لم يصوتوا لي»، مضيفاً: «سأصون ثقتكم بي».

بدورها، غرّدت كامالا هاريس، التي دخلت التاريخ باعتبارها أول امرأة أميركية تصل إلى هذا المنصب، علماً بأنها من أصول جامايكية وهندية، بعبارة: «فعلناها يا جو بايدن»، مرفقة هذه العبارة بشريط فيديو قصير تتحدث فيه على الهاتف مع الرئيس المنتخب.

وفور إعلان وسائل الإعلام النتيجة، عمت الاحتفالات في دالاوير وفي كل أنحاء الولايات المتحدة. بينما تظاهرت مجموعات مؤيدة للرئيس ترمب. وجاءت هذه النتيجة بعدما أغلقت عمليات الفرز المتواصلة للأصوات كل الأبواب أمام إمكانات حصول الرئيس ترمب على تجديد إقامته لأربع سنوات إضافية في البيت الأبيض، وبعدما بدا ساعة بعد ساعة أن بايدن يتقدم ويوسع الفارق في أربع من الولايات المتأرجحة، لا سيما في بنسلفانيا التي انقلبت من اللون الأحمر للجمهوريين إلى اللون الأزرق للديمقراطيين، فضلاً عن ولاية نيفادا، ما أعطى بايدن ما يزيد على الأصوات الـ270 الضرورية في المجمع الانتخابي المؤلف من 538 ناخباً كبيراً، التي يمكنها أن تجعله الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.

- فوز بنسلفانيا

وبعدما حصل في بنسلفانيا على 20 ناخباً كبيراً إضافيين إلى الـ253 الذين حصل عليهم من ولايات أخرى، نال بايدن 273 صوتاً من المجمع الانتخابي، علماً بأنه ربما يحصل على المزيد من كل من جورجيا وأريزونا. وهذا ما جعله قاب قوسين أو أدنى عملياً من عتبات البيت الأبيض، علماً بأنه فاز أيضاً بأكثر من 75 مليون صوت في التصويت الشعبي، وهذا أكثر من أربعة ملايين صوت زيادة على نحو 70 مليون صوت حصل عليها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب. ووصف البعض نتيجة بنسلفانيا بأنها «الطعنة» التي أنهت أي أمل لترمب في ولاية رئاسية ثانية. ولم تبقِ التطورات الاستثنائية في أكبر معركة انتخابية تشهدها الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن إلا خيارات ثلاثة: أولها أن يقر الرئيس ترمب بهزيمته وبانتصار بايدن، وهذا ما رفضه ترمب. أو أن ترفض المحاكم الدعاوى القضائية التي تقدمت بها حملته الجمهورية لإبطال النتائج أو إعادة فرز الأصوات، وهذا لم يحسم بعد. أو قبول بعض المظالم عبر المحاكم، بما فيها المحكمة العليا. وهذا الخيار الأخير، ولكن شبه المستحيل، أمام حصول الرئيس الـ45 دونالد ترمب على ولاية ثانية. وأوضح خبراء أن إجراءات التقاضي أمام المحاكم الأميركية تستوجب تقديم أدلة على أي ادعاءات محتملة بشأن حصول عمليات غش أو احتيال أو تزوير خلال العملية الانتخابية أو عند فرز الأصوات. وتنقل إجراءات التقاضي إلى المحكمة العليا، إذا أخفقت الأنظمة القضائية في الولايات المعنية بتسوية المنازعات. واستعد أنصار بايدن للاحتفال بهذا النصر ليل أمس، عقب أيام من الاستعدادات في ويلمينغتون التي تقاطر إليها آلاف الصحافيين، وكذلك عدد كبير من عناصر الشرطة السرية الأميركية التي تتوالى حماية الرئيس ونائبة الرئيس كامالا هاريس، التي دخلت التاريخ باعتبارها أول أميركية تصل إلى هذا المنصب الرفيع، علماً بأنها من أصول جامايكية وهندية. ووزع متطوعون آلاف اللافتات الخاصة بحملة بايدن وهاريس. وورفعوا علماً أميركياً عملاقاً، وزينوا منصة الاحتفال استعداداً لهذه المناسبة التي كانت متوقعة الجمعة، وتأخرت إلى السبت، بسبب بطء عمليات فرز الأصوات.

- دعاوى فريق ترمب أمام المحاكم

وقبل إعلان التوقعات الإعلامية بفوز بايدن، غادر ترمب البيت الأبيض للمرة الأولى منذ اليوم الانتخابي، متوّجهاً إلى نادي الغولف الذي يملكه في ضواحي فرجينيا. وهو كان قد أطلق تغريدة جاء فيها: «أنا فزت بهذه الانتخابات، وبفارق كبير!»، سرعان ما أرفقتها إدارة المنصة بتحذير للمتابعين من عدم دقّتها. ولم يعترف ترمب في الوقت الحاضر بهزيمته، ولا يعرف ما إذا كان يعتزم الاستمرار في نقض النتائج وتوجيه اتهامات بحصول عمليات تزوير. وواصل الجمهوريون ضغوطهم من أجل إيجاد المنافذ القانونية لعرض مظالمهم الانتخابية أمام المحاكم في الولايات الحاسمة، لا سيما في بنسلفانيا وجورجيا ونيفادا وأريزونا، مؤكدين أنهم سيتوجهون أيضاً الى المحكمة العليا الأميركية. وبعدما استمر تراجع ترمب خلف بايدن، الذي بات على أعتاب البيت الأبيض، وأظهرت الدعاوى التي رفعتها حملة ترمب حتى الآن احتمالات ضئيلة لتغيير النتائج، شبّه خبراء قانونيون من كلا الحزبين هذه الجهود بأنها «الرمق الأخير» في حظوظه.

ومع استمرار الاتهامات غير المسندة حتى الآن من الرئيس ترمب وحملته الجمهورية عن «خداع» ومخالفات ارتكبها الديمقراطيون خلال عمليات الاقتراع والفرز بهدف «سرقة الانتخابات»، كرر بايدن مناشداته لأنصاره من أجل «التحلي بالهدوء والصبر» ريثما تنتهي عمليات فرز الأصوات في الولايات الخمس الحاسمة، مؤكداً أن كل صوت سيحسب. ووافقت وسائل الإعلام الأميركية على أنه «لا أدلة» على وجود شوائب في العملية الانتخابية وعمليات الفرز المتواصلة حتى الآن. ورغم ذلك، أطلق الرئيس ترمب العنان السبت، لتغريدات يكرر فيها الاتهامات بشأن مخالفات في الولايات المتأرجحة، معلناً تصميمه على إيصال صوته إلى المحكمة العليا للبت في هذه المنازعات.

وانتقد بعض الجمهوريين من الذين يعارضونه عادة، تصريحاته الأخيرة. وقال السيناتور ميت رومني: «ستفرز الأصوات، إذا كانت هناك مخالفات مزعومة، سيجري التحقيق فيها وحلها في نهاية المطاف في المحاكم». وخاطب النائب آدم كينزينغر ترمب من دون أن يسميه: «إذا كانت لديك مخاوف مشروعة بشأن تزوير، فقدم الأدلة وحولها إلى المحكمة. توقف عن نشر معلومات خاطئة مزيفة». ورغم ذلك، واصل وكلاء الدفاع عن ترمب محاولاتهم لرفع دعاوى وقضايا، أملاً في إبطال بعض النتائج، أو إعادة الفرز، أو وقف إحصاء بطاقات الاقتراع التي وصلت عبر البريد. وقدم الحزب الجمهوري في ولاية بنسلفانيا طلباً طارئاً جديداً إلى المحكمة العليا الأميركية يطلب من القضاة أن يأمروا بفصل بطاقات الاقتراع في الولاية في غضون ثلاثة أيام بعد يوم الانتخابات. واستعد مسؤولو الولاية لاحتمال رفع دعاوى ما بعد الانتخابات، متعهدين بالفعل القيام بذلك. وأمر القاضي صموئيل أليتو المقاطعات الـ67 في الولاية بالامتثال لهذا الأمر. وجاء ذلك بعدما حققت حملة ترمب نصراً قانونياً جزئياً في بنسلفانيا، عندما أعلن قاضي محكمة الاستئناف في الولاية أنه «يجب السماح لمراقبين جمهوريين بإلقاء نظرة فاحصة على إجراءات التصويت».

- من ريف فيلادلفيا إلى صحراء نيفادا

وهدد ترمب ومحاموه منذ الأربعاء، أي اليوم التالي للانتخابات، باتخاذ سلسلة من الإجراءات القانونية - من ريف فيلادلفيا إلى صحراء نيفادا - حين بدأت النتائج تظهر تفوق بايدن عليه. وباشر هذه المحاولات الفعلية في ميشيغان للمطالبة بوقف فرز بطاقات الاقتراع بالبريد. لكن القضاة هناك ردوا الدعوى. وسرعان ما حاول القيام بخطوة مشابهة في جورجيا، فوجد أمامه مصيراً مماثلاً. ونقل معاركه هذه إلى نيفادا، حيث توعدت حملته الجمهورية بدعوى تدعي فيها أن آلافاً من غير المقيمين صوتوا، مستندة إلى ادعاء ناخبة واحدة بأنها لم تصوت بالبريد، خلافاً لما قاله مسؤولو الانتخابات في الولاية. وجاء ذلك أيضاً بعدما تعهد فريق ترمب رفع دعوى قضائية عن مخالفات تصويت في نيفادا، حيث قال المدعي العام السابق آدم لاكسالت، وهو حليف لحملة ترمب: «نعتقد أن هناك أصوات ناخبين متوفين ضمن عملية الفرز». ورد أحد وكلاء بايدن المحامي بوب باور أن الدعاوى القضائية «لا أساس لها من الناحية القانونية»، وهدفها «توجيه رسائل مضللة في شأن ما يحدث في العملية الانتخابية». وكان محامو الرئيس الجمهوري رفعوا عدداً من الدعاوى للطعن في عملية فرز الأصوات وزعم حدوث مخالفات وانعدام الشفافية. وطالبوا بإعادة فرز الأصوات في ولاية ويسكونسن، مستندين إلى أنه يحق لأي مرشح تفصله عن منافسه نسبة أقل من واحد في المائة، أن يطالب بإعادة الفرز. بيد أن بايدن تقدم على ترمب هناك بـ20 ألف صوت، علماً بأن عمليات إعادة الفرز السابقة في الولاية لم تثمر عادة إلا عن فروق ببضع مئات من الأصوات.

- مهمة صعبة

من المتوقّع أن يتولى بايدن منصبه في العشرين من يناير (كانون الثاني)، ليواجه سلسلة من الأزمات، تتقدمها أزمة وباء كورونا، الذي يسقط أكثر من ألف ضحية يومياً في الولايات المتحدة، ويصيب عشرات الآلاف. كما ينبغي على إدارة بايدن إعادة بناء الاقتصاد، وخلق الملايين من فرص العمل، وإعادة بناء علاقات أميركا مع حلفائها المقربين والمنظمات الدولية. ولعل التحدي الأكثر صعوبة هو أن توحيد أمة منقسمة بشدة، بسبب الاستقطاب الحزبي والتوتر العرقي، والحروب الثقافية المستمرة. وسيضطر بايدن على الأرجح إلى العمل مع مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون (حتى اللحظة)، على عكس باراك أوباما الذي كان قادراً على العمل مع الكونغرس وهو بالكامل في أيدي الديمقراطيين. أما ترمب، فهزيمته ستضع رئاسته في صفوف أولئك الذين لم يفوزوا بولاية ثانية في المنصب. لكن من غير المرجح أن يسير على خطى الرؤساء السابقين مؤخراً مثل جورج إتش. بوش وجيمي كارتر وجيرالد فورد، الذين تقاعدوا من الحياة السياسية اليومية. بدلاً من ذلك، من المرجح أن يكون ترمب معلّقاً «غزير الإنتاج» عبر «تويتر»، ومشاركاً نشطاً في تشكيل الجيل القادم من الحزب الجمهوري الذي صاغه في عباءته الشخصية.

 

بعد استقالة "صهر القصر" .. الليرة التركية ترتفع/المعارضة تطلق لقب "صهر القصر" على ألبيرق لتورطه بصفقات فساد

عربية نت/08 تشرين الثاني/2020

بعد استقالة صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بيرات البيرق، الأحد، كوزير للمالية عقب يوم واحد من إقالة رئيس البنك المركزي التركي، وذلك مع استمرار تدهور سعر صرف الليرة أمام الدولار، ذكرت وسائل إعلام بأن الليرة التركية سجلت ارتفاعا بنسبة 1%. في التفاصيل، ارتفع مؤشر الليرة التركية قليلا بعد تراجع لأسابيع وصل عتبة 8,45 ليرة أمام الدولار الأميركي، وذلك بعدما أطاح سيناريو انهيار الليرة التركية وتدهور الاقتصاد بصهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأعلن بيرات ألبيرق استقالته من منصبه كوزير للمالية والخزانة، مرجعاً الأسباب لمشاكل صحية قال إنها باتت تشكل عبئاً على مواصلة مهامه كوزير للمالية. وأتت الاستقالة بعد إقالة الرئيس التركي لمحافظ البنك المركزي مراد أويصال وتعيين ناجي إقبال رئيس إدارة الإستراتيجية والموازنة بالرئاسة التركية بدلا منه، على أمل معالجة التدهور الاقتصادي في البلاد والحد من تراجع العملة.

موجة انتقادات

يذكر أن ردود فعل وزير المالية والخزانة ألبيرق مع التراجع المتواصل لسعر صرف الليرة أمام الدولار الأميركي، كانت غير مطمأنة للشارع التركي، حيث أثارت موجة انتقادات خاصة تصريحاته حول عدم تأثر المواطن التركي بتراجع الليرة كونه لا يستلم راتبه بالدولار.

ولم يفلت أيضا البيرق من قبضة انتقادات المعارضة التركية التي أطلقت عليه اسم "صهر القصر"، لتورطه في الاستيلاء على مناقصات لمشاريع عملاقة في البلاد من خلال شركة تابعة لعائلته، من ضمنها مشروع إنشاء مطار اسطنبول الجديد، والممر البحري لقبرص التركية وبعض الشراكات في شركات الماء والكهرباء.

تركيا لم تشدد السياسة لدعم الليرة

يذكر أن محللاً كبيراً في وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية، كان أكد أن تركيا لم تشدد السياسة بما يكفي لدعم الليرة، التي نزلت إلى مستوى قياسي متدن جديد، الجمعة الماضي، وأن احتياطيات النقد الأجنبي والتمويل الخارجي للبلاد يظلان نقطتي ضعف.

وتوقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تنامي المخاطر المالية والاقتصادية في تركيا خاصة مع بلوغ سعر صرف الليرة مستوى منخفضا جديدا أمام الدولار. إلى ذلك، ذكرت الوكالة أن تركيا لم تشدد السياسة النقدية بما يكفي لدعم الليرة، وأن احتياطيات النقد الأجنبي والتمويل الخارجي للبلاد يبقيان النقطة الأضعف في الاقتصاد. يأتي ذلك بعد أن تراجع سعر صرف الليرة ليتجاوز حاجز 8.5 للدولار، حيث خسرت العملة 30%، من قيمتها منذ بداية العام ونحو 10% في آخر أسبوعين فقط.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أتعرقل العقوبات الترسيم..وتضرب إسرائيل لبنان بين رئاستي ترامب وبايدن؟

منير الربيع/المدن/08 تشرين الثاني/2020

بعد العقوبات على جبران باسيل، لا بد من توجيه الأنظار لبنانياً إلى موضوعين أساسيين: تشكيل الحكومة، في مساره ومآلاته. وترسيم الحدود. هل تستمر أم تتعرقل؟

العقوبات والانتقام الباسيلي

الصريح في كلام باسيل هو تحميله سعد الحريري مسؤولية إسقاطه عنه الحصانة الديبلوماسية التي كان يتمتع بها عندما كان وزيراً للخارجية. فباسيل قال إن الحريري "نصح (ه)، مع تشكيل حكومته الثانية، بأن يكون وزيراً للخارجية، كي يتمتع بحصانة ديبلوماسية تجنّبه العقوبات، فوافق". وأكمل باسيل قائلاً ما معناه حرفياً تقريباً: "بعد استقالته تشدد الحريري برفض مشاركة باسيل في أي حكومة، ليصبح عرضة للعقوبات، ما لم يقدّم تنازلات سياسية قاسية". تحميل باسيل الحريري مسؤولية فرض العقوبات عليه، سيدفعه إلى البحث عن فرص للانتقام منه. وهو انتقام لم يعد متاحاً كالسابق. ولكن العقوبات قد تساعد عون وباسيل في تصاعد دعم حزب الله أكثر فأكثر لهما. وبما أن واشنطن تضع فيتو واضحاً على مشاركة حزب الله في الحكومة، لن يكون من اليسير على الحريري تشكيل حكومة مع الحزب وتجّنب العقوبات. وهناك معلومات سياسية عن بتبلغ المسؤولين السياسيين اللبنانيين بوجود لوائح جديدة للعقوبات، تطال شخصيات من القوى السياسية المختلفة، بما فيها شخصيات في تيار المستقبل على اللائحة السوداء. أما قرار إصدار هذه العقوبات فيرتبط بظرف سياسي ولحظة سياسية. لذا تظل هذه التهديدات سيفاً مسلطاً على أي طرف سياسي في لبنان. ومن أسباب باسيل لعرقلة تشكيل الحكومة والسقف الذي رفعه، إعلانه صراحة عن اعتماد وحدة المعايير في التشكيل، والتمسك بحكومة موسعة. وهذا يعني إسقاط حكومة الـ 18، ومبدأ المداورة، باستثناء وزارة واحدة. أي العودة إلى نقطة الصفر في مفاوضات التشكيل. أما حزب الله فيعتبر أن رئيس الجمهورية وحده يمتلك مفاتيح التوقيع على مراسيم الحكومة. وتشير معلومات إلى أن عون لم يحسم قراره حتى الآن: أيصعِّد مواقفه، أم يعتمد التسهيل؟ لكن كلام باسيل الذي غلفه بنزعة التسهيل لا يوحي بذلك، ويؤكد بأن العقد ستكون كثيرة والعقبات كبيرة.

الترسيم بين عون ونصرالله

الملف الثاني والذي سيكون على المحكّ أيضاً، هو ملف ترسيم الحدود. وجلسة المفاوضات المقبلة يوم الأربعاء المقبل، ستحدد مصيرها، وما إذا كانت ستستمر بشكل بناء، أم أن العقوبات على باسيل ستؤدي إلى تشبث رئيس الجمهورية بمطالبة لبنان بمساحة أكثر من ألفي كيلومتر. أي الخروج عن المساحة المحددة أميركياً، وهي 860 كيلومتر. وهذا يعرقل المفاوضات، فلا يتحقق أي تقدم. ولا بد من الإشارة إلى أن جلسة المفاوضات تتزامن مع موقف سيطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ليحدد ملامح المرحلة المقبلة. وتشير التطورات إلى صعوبات كثيرة محدقة بلبنان، إنطلاقاً من نتائج الانتخابات الأميركية، وخسارة دونالد ترامب. فهناك المزيد من الضغوط والعقوبات الاميركية.

عملية إسرائيلة؟

وسيكون الشهر المقبل شهر الفصل في ملف الاحتياطي المالي لدى مصرف لبنان. ما يعني المزيد من الانهيار المالي والاقتصادي وارتفاع بسعر صرف الدولار. وهذا لا يمكن فصله، في حال تعرقلت مفاوضات ترسيم الحدود، عن احتمال لجوء إسرائيل إلى انتهاز الأسابيع القليلة المتبقية لدونالد ترامب في البيت الأبيض، لتنفيذ عملية عسكرية أو أمنية في لبنان: استهداف مواقع عسكرية لحزب الله أو أية شخصية قيادية فيه.

 

جبران باسيل واستغباء أميركا…

خيرالله خيرالله/العرب/09 تشرين الثاني/2020

أميركا ليست بالغباء الذي يعتقده جبران باسيل

فاسد أو غير فاسد، ليست تلك المسألة مع جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية ميشال عون الذي فرضت عليه الخزانة الأميركية عقوبات بموجب قانون ماغنتسكي. كلّ ما في الأمر أنّ رئيس “التيار الوطني الحر” الذي سعى إلى الدفاع عن نفسه، بعد أقل من يومين من الإعلان عن العقوبات، أكّد بطريقة أو بأخرى أنّه أسير التفاهم بين تيّاره و”حزب الله” أكثر من أي وقت. من السهل الدخول في تحالف مع حزب من هذا النوع، لكنّ الصعب، بل المستحيل، الخروج منه في بلد مثل لبنان.

لا حاجة إلى البحث في فساد الابن المدلّل لرئيس الجمهورية الذي حرم اللبنانيين من الكهرباء بعدما كان وزيرا للطاقة أو مشرفا على هذه الوزارة طوال اثني عشر عاما. لم يكتف بذلك، بل زاد الدين العام في لبنان نحو خمسين مليار دولار بسبب تمنّعه عن السير في أي مشروع ذي جدوى للكهرباء، إن عبر الاستعانة بشركة “سيمنز” الألمانية التي جاء رئيسها إلى بيروت برفقة المستشارة أنجيلا ميركل… أو عبر الصناديق العربية، في مقدّمها الصندوق الكويتي. كانت الصناديق مستعدة لتمويل مشاريع الكهرباء في لبنان بفائدة رمزية ولكن بشرط الإشراف على التلزيمات كي تكون بعيدة عن العمولات.

يكفي حرمان اللبنانيين من الكهرباء ورفع الدين العام إلى ما يقارب مئة مليار دولار، كي يستحقّ جبران باسيل، الآتي من الطبقة المسيحية دون المتوسّطة كلّ هذه العقوبات. يكفيه قبل ذلك وصوله إلى ما وصل إليه بفضل سلّم اسمه “حزب الله” رفعه إلى موقع الرئيس الفعلي للجمهورية في لبنان، لا لشيء سوى لأنّه مستعد لأن تلتقط له صورة مع قذيفة مدفع وإلى جانبه أحد المسؤولين في الحزب. إنّه مستعد لأن يكون صوت إيران في مجلس جامعة الدول العربيّة عندما تولّى موقع وزير الخارجية.

قضت الإدارة الأميركية على المستقبل السياسي لرجل لم يحقّق في حياته كلّها سوى إنجاز واحد. يتمثّل هذا الإنجاز في وثيقة التفاهم بين ميشال عون والأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله في السادس من شباط – فبراير 2006، وهي الوثيقة التي أوجدت غطاء مسيحيا لسلاح تمتلكه ميليشيا مذهبية تابعة لإيران. أوصلت هذه التغطية ميشال عون إلى قصر بعبدا. لم يستطع القائد السابق للجيش اللبناني أن يصبح رئيسا للجمهورية إلّا بعد تحولّه إلى مرشّح “حزب الله”. لم يكن ليصبح مرشّح “حزب الله” لولا جبران باسيل الذي لم يستوعب في أيّ وقت معنى أن تكون إيران من يقرّر من هو رئيس جمهورية لبنان المسيحي.

في النهاية، يدفع لبنان ثمن وصول باسيل إلى مواقع مهمّة في لبنان جعلت منه قادرا على وضع نفسه في موقع مواز لرئيس مجلس الوزراء من جهة والرئيس الفعلي للجمهورية، في الوقت ذاته، من جهة أخرى.

ما يؤكّد ذلك إصرار رئيس الجمهورية على أن يشكل سعد الحريري حكومته بالتفاهم مع جبران باسيل وليس مع أي شخص آخر. قبل ذلك، اضطر مصطفى أديب، سفير لبنان في برلين، بسبب باسيل، إلى الاعتذار عن عدم قدرته على تشكيل حكومة استنادا إلى مواصفات واضحة تقوم على مجموعة من القواعد حدّدتها المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس إيمانويل ماكرون. في طليعة هذه القواعد وجود حكومة اختصاصيين قادرة على تنفيذ إصلاحات محدّدة كي يتمكن لبنان من الحصول على مساعدات خارجية بعدما انهار اقتصاده وتحوّل إلى بلد يتهدّد الجوع شعبه.

في العام 2003، ذهب ميشال عون إلى واشنطن وأدلى بشهادته في الكونغرس تمهيدا لصدور قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان، وهو قانون يفرض عقوبات على نظام بشّار الأسد. كانت زيارته إلى واشنطن برعاية أعضاء في الكونغرس يمتلكون خطا سياسيا واضحا معاديا لما يسمّى “محور الممانعة” الذي كان يضمّ سوريا وإيران. أبرز هؤلاء الأعضاء كان إليوت إنغل النائب (عن الحزب الديمقراطي) عن إحدى الدوائر في نيويورك ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.

من أجل الوصول إلى قصر بعبدا، انتقل ميشال عون من خندق إلى خندق آخر مختلف كلّيا. الأكيد أن الأميركيين الذين راقبوا صعوده وعودته من منفاه الباريسي، بعد اغتيال رفيق الحريري في بيروت في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005، ليسوا بالغباء الذي يظنّه رئيس الجمهورية ولا صهره. انتظر الأميركيون طويلا قبل الذهاب إلى فرض العقوبات والقول لجبران باسيل إن مستقبله السياسي انتهى. انتظروا طويلا قبل أن يقولوا لجبران باسيل إنّهم يعرفون كلّ شيء عنه وإن “حزب الله” لن يتمكن من إيصاله إلى رئاسة الجمهورية يوما.

راهن جبران باسيل على أن إليوت إنغل سيحميه من العقوبات الأميركية. ما حصل قبل أشهر قليلة أن إنغل نفسه لم يستطع الترشّح مجددا للانتخابات في دائرته النيويوركية بعدما هزمه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي مدير مدرسة أسود يدعى جمال بومان.

دفع جبران باسيل إلى نهاية عهد ميشال عون وهو “عهد حزب الله” في لبنان. أنهت العقوبات العهد قبل سنتين من انتهاء الولاية رسميا. لا تزال أمام باسيل خدمة وحيدة يستطيع تقديمها إلى لبنان، في حال تخلّى عن عناده واستطاع القيام بعملية نقد للذات. تتمثّل هذه الخدمة في تسهيل تشكيل حكومة لا تضمّ سوى اختصاصيين. من الصعب تصوّر جبران باسيل يقدم على أي خطوة إيجابية، إلّا في حال أجبر على ذلك. من الصعب تخليه عن رهان أنّ “حزب الله” سيوصله إلى رئاسة الجمهورية. من الصعب، قبل أيّ شيء آخر، منعه من الرهان على وهم جديد اسمه وهم إدارة جو بايدن. هناك موقف واضح من جبران باسيل وآخرين مثله في واشنطن، وذلك بغض النظر عن الإدارة الموجودة.

هذا الموقف لخصه وزير الخارجية مايك بومبيو الذي قال في بيان له إن باسيل شغل “عِدّةَ مناصب رفيعة المستوى في الحكومة اللبنانية، بما في ذلك منصب وزير الخارجية والمغتربين ووزير الطاقة والمياه ووزير الاتصالات. اشتهر باسيل طوال مسيرته الحكومية بالفساد وارتبط اسمه بشراء النفوذ داخل الوسط السياسي اللبناني. عندما كان وزيرا للطاقة، شارك باسيل في الموافقة على مشاريع عدة كان من شأنها توجيه أموال الحكومة اللبنانية إلى أفراد مقربين منه من خلال مجموعة من الشركات الوهمية. يجب على القادة السياسيين اللبنانيين أن يدركوا أنه حان الوقت لهم للتخلي عن مصالحهم الشخصية الضيقة والعمل بدلاً من ذلك من أجل شعب لبنان”. هذا كلام قليل يقول كلّ شيء. أكثر ما يقوله إن أميركا تعرف تماما ماذا يدور في لبنان وتعرف الكثير عن السياسيين اللبنانيين وارتباطاتهم وثرواتهم… وكيف أن السلاح المذهبي يحمي الفساد والفاسدين. أميركا ليست بالغباء الذي يعتقده جبران باسيل! وهذه احتمالات واردة في حسابات القوى السياسية، محلياً وخارجياً، ولا بد من ترقبها ومراقبتها.

 

ربما على الفرنسيين تعلم العيش المشترك

منى فياض/الحرة/08 تشرين الثاني/2020

"المسلمون يقومون بكثير من المشاهد المستفزة يوميا في الغرب. كأن يفترشوا الأرصفة والطرقات لتأدية صلاة الجمعة، ويصرخون "الله أكبر" في وجه ركاب باص عام"

 مؤسف ما يجري في فرنسا، والآن في فيينا. لا شيء يبرر القتل. ومجتمعاتنا مسؤولة ولا داعي لزعم البراءة، ولا لدفن الرأس في الرمل. الإسلام والمسلمون ليسوا بخير، هذه مسلمات. بالطبع ليس الذبح الممارس من إرهابيي الإسلام السياسي وحده يثير الاعتراض، فالمسلمون يقومون بكثير من المشاهد المستفزة يوميا في الغرب. كأن يفترشوا الأرصفة والطرقات لتأدية صلاة الجمعة، ويصرخون "الله أكبر" في وجه ركاب باص عام  كمن يشهر سلاحاً ...!!

مقاربة الموضوع لا تكون بالبحث في خصوصيات الإسلام كدين لتفسير ما يحدث. فالتطرف الديني لا يتعلق بالإيمان ولا بالدين، بل بالبشر وسياساتهم وممارساتهم التي تنسب إلى الأديان

آخر الاستفزازات كان طلب بعض المسلمين في كندا إلغاء تقديم لحم الخنزير في مدارس منطقتهم!! لا يكفيهم امتناعهم عنه، بل يريدون فرض محرماتهم على الجميع! هم الذين "يحفون" كي تقبل هجرتهم ليحصلوا على العيش الكريم بعيدا عن أوطان اضطهدتهم، مع الإشارة إلى أنهم يقسمون اليمين على احترام دستور كندا، مع شرط القبول بقيم المجتمع لدرجة الانخراط في الجيش للدفاع عنه إذا دعت الحاجة. مع ذلك لا تواجههم كندا على الطريقة الفرنسية، كذلك ألمانيا وانكلترا وغيرهما.

مقاربة الموضوع لا تكون بالبحث في خصوصيات الإسلام كدين لتفسير ما يحدث. فالتطرف الديني لا يتعلق بالإيمان ولا بالدين، بل بالبشر وسياساتهم وممارساتهم التي تنسب إلى الأديان. الخطاب الديني المتشدد هو قراءة للنصوص الدينية في مرحلة مأزومة وتأويلها بشكل متطرف. للأديان السماوية مواقف مختلفة من التشدد ومن العنف. الدين المسيحي من أكثر الأديان تسامحا ومع ذلك استطاعت فئة من المسيحيين خوض حروب دينية باسمه في مراحل مأزومة، مبتكرة له وجها متشددا إلغائيا. وهذا يحدث كلما توهم طرف امتلاك الحق واستخدمه لإلغاء الآخر دمويا. ينص الدين الإسلامي على أنه لا يبغي الاعتداء على الآخرين إلا بالحق. أي لرد العدوان فقط. لكن المشكلة تكمن في التأويل المتعدد لمعنى هذا الحق.

من المتفق عليه أن الإرهاب في صيغته المعاصرة بدأ مع القاعدة من أفغانستان إثر التدخل السوفييتي العسكري للقضاء على طالبان. تشكلت هذه "الحركة الإسلامية" من تيارين إسلاميين موجودين منذ بدايات القرن العشرين (الوهابية وأفكار قطب والبنا، أي الإخوان المتحالفين الآن مع إيران،) وحظيت بتشجيع أميركا وحلفائها العرب لمواجهة الإلحاد السوفييتي. ولقد تزامن ذلك مع قيام الثورة الإيرانية.

والخميني أفتى بقتل سلمان رشدي.

قدمت مجتمعاتنا الأرضية الخصبة والركيزة العقائدية التي استغلها الغرب بجناحيه منذ البداية.

من جانب آخر، قدّم الغرب التسهيلات لحركات الإسلام السياسي، قيادات وجمعيات، وحمى نشاط أعضائها، من الخميني وصولا إلى أحمد عطا معدّ تفجيرات البرجين في 11 سبتمبر2001، مرورا بدعم رموز حركة الإخوان المسلمين تحت شعار حقوق الإنسان، فيما تغفل الديموقراطيات، احيانا، عن حماية المعارضة العلمانية والديمقراطية لأنظمة الاستبداد في عقر دارها. ولم تنتبه الدول الغربية سوى مؤخرا إلى إن أنظمة الاستبداد تستخدم القوانين الغربية ومنظومة الإعلام الغربي لتسوق نفسها وتنفذ اجنداتها. فوضعت ألمانيا حزب الله على لائحة الإرهاب فيما امتنعت فرنسا.

وفرنسا تتعرض مؤخرا أكثر من غيرها، لهجمات الجهاديين الذين يذبحون ويقتلون. فينحو المجتمع للوم الإسلام والمسلمين. فلماذا لا يربط ذلك أيضا بسياسات فرنسا، كبلد مستعمِر سابقا، وبنشاطها في عدد من البلدان من شمال إفريقيا إلى مواجهتها مع تركيا أو حضورها في لبنان!؟ ألم تُنسب لحزب الله العراضات الإسلامية براياتها السوداء وتهديدها بحجز ماكرون على طريق المطار؟

لماذا يجب ان يهدّد سلوك قلة من الإرهابين، المدارين من أجهزة وأنظمة الإسلام السياسي، بوسم ملايين المسلمين المسالمين الذين يتعايشون بأمان، يعملون ويحترمون القوانين؟ هل يتوجب عليهم أن يلبسوا ويأكلوا ويؤمنوا كالفرنسيون كي يقبلوهم؟

ردّ العلمانية، على الجهاد التوتاليتاري، كان بالراديكالية العلمانية الجديدة، التي سماها المفكر الفرنسي من أصل إيراني فرهاد خسروخافار بالنيو – علمانية. ويتفق كثر على نعتها بالدين المدني الجديد، بطقوسه وكهنوته وبدعه

وهنا تبرز خصوصية المجتمع الفرنسي تجاه قبوله الآخر المختلف. يرى برونو إتيان أن هناك انقطاعا ثقافيا في فرنسا لا يُظهر تاريخ الأوجه المتعددة لفرنسا، لصالح الاندماج الوطني الذي فرضته الجمهورية بموافقة ومشاركة معظم الممثلين الاجتماعيين. نتج عنه عملية استئصال للثقافات الطرفية، وعالج الاختلاف الثقافي ضمن سؤال: كيف تكون مواطنا في دولة حقوق متضامنا مع إخوتك إو جماعتك الحصرية؟ الجواب: الخروج من التضامن الأولي إلى وحدة التضامن الوطني ما يجعل من كل مواطن متقاسما لنفس الثقافة السياسية.

أدّى هذا المنطق إلى جعل إشكالية المساواة الطريق المؤدي إلى التماثل بين المواطنين بواسطة ترسيخ لغة موحدة أمّنها التعليم والمدرسية الإلزامية. لكن لم يحسب حساب هجرة المسلمين والمسْتَعمَرين السابقين، فأدّى الانتشار الظاهري للمسلمين والإسلام، كظاهرة تسليم بالبقاء في فرنسا، لردة الفعل هذه. وعالجت ذلك في مقال سابق.

ردّ العلمانية، على الجهاد التوتاليتاري، كان بالراديكالية العلمانية الجديدة، التي سماها المفكر الفرنسي من أصل إيراني فرهاد خسروخافار بالنيو – علمانية. ويتفق كثر على نعتها بالدين المدني الجديد، بطقوسه وكهنوته وبدعه. الانقلاب الذي حصل حوّل العلمانية من مبدأ إدارة الدولة بحسب رؤيا اجتماعية مبنية على قبول الاديان إلى جانب الإلحاد في إطار الاحترام المتبادل. لتصبح لا هذه ولا تلك. فلم تعد تكتفي بحياد الدولة، بل صارت تريد الحياد الديني للمجتمع، ولم يعد يكفي عدم إظهار الشارات الدينية عند موظفي الدولة، بل طالت الطلاب في المدرسة الرسمية والنساء اللواتي يعملن في المؤسسات التابعة لها. تحول الأمر إلى تعليمات مقدسة للرد على الدين الإسلامي بشكل أساسي. وبهذا اكتسبت العلمانية معنى جديدا يتعارض مع دورها في حفظ الدولة خارج الدائرة الدينية. وتحول الأمر إلى حرب مقدسة ضد الجهاديين. وتعهدت الدفاع عن أولئك الذين ينشرون الرسوم الكاريكاتورية المبتذلة، كجزء من قوانين علمانية أصبحت محورية. وكلما وضعت قوانين جديدة تستهدف قمع المسلمين كلما شعر هؤلاء بالإهانة.

أمام كل ذلك، قد لا يبدو لبنان واللبنانيين، في انقساماتهم وتشرذمهم وانهيار بلدهم، مؤهلين لإسداء النصح لكائن من كان. لكن بالرغم من افتقارنا إلى جميع مكونات دولة تحمي مواطنيها أو سيادتها، لدينا ميزة منفردة تبدو وحدها الفعالة للجم الشطط الذي يحدو بالبعض، من حين لآخر، بفرض اجندته المستجلبة من الخارج، كي يستقوي بها على الداخل ليجرنا نحو العنف أو يهدد بذلك. وفي كل مرة لا يحمينا إلا العودة إلى العيش المشترك الذي يجمع اللبنانيين بجميع مكوناتهم وطوائفهم. وهو ممارسة يومية تغطي مختلف أوجه الحياة كي يعيشوا معا بسلام. كيف؟

نعرف جميعا أن اللبناني عندما يلتقي بلبناني آخر، قد لا يحمل علامات تدل على انتمائه الديني، يبدأ بالسؤال عن الاسم، وإذا كان الاسم لا يحمل أي دلالة بدوره، يسأل عن الكنية، وأيضا إذا كانت غير دالة، يسأل من أين أنت؟ وهل قريبك فلان أو علان؟

قد يظن البعض أن هذه الأسئلة دليل التعصب. لكنها ليست كذلك. إنها الدليل على أن محدثك يريد أن يعرف هويتك الدينية كي لا "يغلط" أمامك بذكر ما يسيء لمعتقدك، فيتسبب بإهانتك. إنه نوع من الرقابة الذاتية غايتها الاعتدال. العيش المشترك يفترض تحاشى الإساءة للآخر أو إهانته. طورنا ذلك منذ مئات السنين. نتعايش معاً ونحتفل معاً في المناسبات الدينية والاجتماعية والأعياد ونحافظ على مقدساتنا. وأماكن العبادة مفتوحة للجميع. ليس الحب هو المطلوب بل الاحترام المتبادل وقبول الآخر المختلف كما هو. ففي سويسرا أيضا لا يتحاب الألمان والفرنسيون، لكنهم يتعايشون بسلام في ظل المواطنية والمساواة ويثقون بالقوانين وبمن يطبقها. وفي غياب المواطنية الحقة في لبنان، يمارس اللبناني الفرد، من ذات نفسه، تعايشه مع الآخرين، في السلم والحرب، ومنذ نشأة لبنان الكبير. ربما على الفرنسيين التعلم من تجربتنا، في مداراة الآخر واحترام معتقداته ومقدساته. لكن هذا يفترض قبول حقه بالوجود باختلافه.

وبالمناسبة يذكر الناشر أرنو منصوري، أن حرية التعبير حق أساسي في فرنسا، لكن الإهانة والتشهير تعد جنحة. فلماذا الاستماتة في الدفاع عن البذاءة والشتيمة؟

 

سياسة بايدن تجاه لبنان والمنطقة: لا داعي لـ «المقامرة»...

ابراهيم ريحان/أساس ميديا/الإثنين 09 تشرين الثاني 2020

إلى جانب الناخبين الأميركيين، تترقّب دول العالم النتيجة النهائية لسباق الرئاسة الأميركية، مع ارتفاع حظوظ المرشّح جو بايدن بوجه منافسه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الساعي إلى ضمان ولاية ثانية. تبدو النتيجة حتّى الساعة بعيدة المنال عن ترامب، إن لم تطرأ تحوّلات مفصلية على نتائج الانتخابات. وعلى مرّ العهود الرئاسية في الولايات المتحدة، لطالما شكّل الشرق الأوسط محوراً رئيسيًا في السياسات الخارجية  للرؤساء المتعاقبين على المكتب البيضاوي، وهي التي ستشهد تغيّرات واسعة في حال حسم بايدن بشكل رسمي ونهائي نتيجة الانتخابات، وخصوصًا تغيّر السياسات أثناء ولاية دونالد ترامب الذي كان يسير عكس سلفه باراك أوباما.

لبنان: لا انفراج قريباً والعقوبات مستمرة!

لا ينبغي "المقامرة" على أيّ تغيّر استراتيجي أميركي في التعامل مع لبنان. فللولايات المتّحدة مصالحها، وهذا ما يحدّ من قدرة جو بايدن – إن تولّى الرئاسة – على الخروج من السياسات التي أرساها دونالد ترامب خلال السنوات الـ 4 الماضية. وبحال كان بايدن يريد إرساء بعض التغييرات، فإنّ شيئًا لن يتبلور قبل عامٍ على أقلّ تقدير. فإنّ الرئيس لن يستلم منصبه رسميًا قبل حلول 20 كانون الثاني، ومن بعدها ستتوالى الإجراءات الإدارية لتعيين فريق العمل وأركان الإدارة الجديدة الذين سيخضعون لجلسات الاستماع الروتينية في الكونغرس. وفي الإطار نفسه، فإنّ الاستمرار في السياسات الحاليّة هو أمر محتوم حتّى الانتهاء من  "ورشة التعيينات"، واتضاح أيّ نهج سيسير الرئيس، على الرغم من الخلافات التي ستشهدها أميركا، كما الحال اليوم، كنوع من هزّات ارتدادية بعد الانتخابات. إلّا أنّ المؤسسات تبقى المُقرّر الأوحد لمصالح البلاد. بالإضافة إلى ما سبق، فإنّ لبنان لا يُشكّل "أولوية قصوى" في أجندة الإدارة الأميركية. وعلى الرغم من زيارة "الديفيدين" هايل وشينكر مؤخرًا إلى لبنان، فإنّ موضوع ترسيم الحدود الذي  يسير وفق ما هو مرسوم له حتى الساعة، مفصولٌ عن أيّ مسار آخر يتعلّق بلبنان. وهذا ما أكده أكثر من مسؤول أميركي، وآخرهم ديفيد شينكر الذي أشار في الوقت نفسه إلى استمرار سياسة الضغط بالعقوبات على حزب الله وحلفائه، وأنّ هذا الأمر لن يتوقّف في المستقبل القريب. وحتّى إن تولّى بايدن الرئاسة، فهو لن يتخلى بسهولة متناهية عن سياسة الضغط على حزب الله، وذلك لكون العقوبات تحلّ مكان العمليات العسكرية. بل إنّه قد يستغلّ هذه العقوبات للوصول إلى نتيجة في وقت لاحق.

ويرى المراقبون أنّ بايدن العارف بتفاصيل السياسة اللبنانية، يختلف في الملفّ اللبناني على نقطة واحدة مع إدارة ترامب، وهي أنه لا يرى مصلحة لانهيار لبنان بشكل كامل. إلا أنّ هذا الخلاف لا يعني أنّ بايدن سيُغدق المليارات على لبنان، بل إنّه قد يتعاطى بأقل حديّة من ترامب، ولكن ليس بتراخٍ وودّ. فهو يتفق مع ترامب على عدم خوض الحروب في الشرق الأوسط. وعليه، من المُرجّح أن يواصل بايدن العمل ضمن سياسة "المنطقة الرمادية" التي تشمل فرض العقوبات المالية والاقتصادية، والأعمال الأمنية، والهجمات السيبرانية، والعمل من خلال الوكلاء، لكن باختلاف في الأولويات ومستوى أسلوب التنفيذ.

وتجدر الإشارة إلى أنّ وصول بايدن إلى البيت الأبيض يعني عودة وجوه ديمقراطية ضالعة بالشأن اللبناني، وترسيخ أدوارهم السياسية، مثل وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هايل، والذي يُوصف بأنّه كان مكبّلًا مع الهيمنة "الجمهورية" على دوائر الخارجية أثناء قيادتها من قبل المتشدّد مايك بومبيو صاحب سياسة "الضغط الأقصى"، وهي التي كانت تلقى نوعًا من التحفّظ من قبل هايل الذي يتخوّف من الفوضى في لبنان التي يعتبرها الديمقراطيون من مصلحة حزب الله.

ويقول المراقبون إنّ أحد أبرز المؤشرات على تكبيل أيدي" الديمقراطيين" في السياسة اللبنانية، كان استبدال السفيرة السابقة إليزابيث ريتشارد بدوروثي شيا، والتي انتهجت مسارًا مختلفًا من الجذور في التعاطي مع الملف اللبناني. ولعلّ المواجهة الإعلامية مع الحزب قبل أشهر في قضية "شيا-القاضي مازح"، وما رافقها من تصريحات نارية استدعت تدخل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ليعود ويردّ عليه مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر بشكل مباشر وبتصريحات وعبارات غير مسبوقة في عملية "الكباش" بين الولايات المتحدة والحزب. ويتوقّع المراقبون أن تعود ريتشارد للواجهة أيضًا، إلا أنّ عودة "الديمقراطيين" لن تكون سريعة بسبب الإجراءات الإدارية وهيمنة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى عدم أرجحية استبدال ديفيد شينكر من منصبه بسبب الخبرة الواسعة التي يمتلكها في التعامل مع اللبنانيين. وهناك سابقة أيضًا في هذا الشأن، إذ تولّى السفير السابق الجمهوري جيفري فيلتمان منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى أثناء ولاية الديمقراطية هيلاري كلينتون في الخارجية. ما يعني أنّ لبنان سيكون مع "كوكتيل دبلوماسي" في الخارجية بين الجمهوريين والديمقراطيين، أي عدم تغيّر السياسة الأميركية تجاهه بشكلٍ جذري، وهذا كان محور كلام ديفيد شينكر بعد فرض العقوبات على النائب جبران باسيل. لبنان لا يُشكّل "أولوية قصوى" في أجندة الإدارة الأميركية. وعلى الرغم من زيارة "الديفيدين" هايل وشينكر مؤخرًا إلى لبنان، فإنّ موضوع ترسيم الحدود الذي  يسير وفق ما هو مرسوم له حتى الساعة، مفصولٌ عن أيّ مسار آخر يتعلّق بلبنان

الملف الفلسطيني- الإسرائيلي

بعد عامين من توليه مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، نفّذ الرئيس دونالد ترامب واحدة من أكثر قرارات إدارته المثيرة للجدل بنقله سفارة بلاده إلى القدس من تل أبيب، وهو ما أثار سخط العالمين العربي والإسلامي يومها، تبعه عرض لـ "خطة السّلام" أو ما يُعرف بـ"صفقة القرن" التي يرى كثيرون حول العالم أنها تضرب كلّ آمال التوصّل لاتفاق سلام عادل قائم على حلّ الدولتين، ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني. سياسات ترامب المنحازة لإسرائيل أدّت إلى رفض السلطة الفلسطينية أيّ وساطة للولايات المتحدة في أيّ مفاوضات مستقبلية. وفي الوقت نفسه، لا تبدو إسرائيل عازمة على الدخول في محادثات تغيّر من وضع ما بعد توقيع ترامب و"صديقه" نتنياهو على صفقة القرن. موقف بايدن بخصوص الملف الفلسطيني – الإسرائيلي، كان واضحًا لجهة أنّه لن يقوم بأيّ  تعديلات على قرار ترامب بنقل السفارة إلى القدس، إلّا إنّه أكّد أنّ السلام لن يكتمل أو يتحقّق سوى بحلّ الدولتين، وهو سيسعى لعودة الحوار بين واشنطن ورام الله، وإعادة فتح قنصلية بلاده في القسم الشرقي من مدينة القدس، ومكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن اللذين أغلقا خلال عهد الرئيس دونالد ترامب. موقف بايدن بخصوص الملف الفلسطيني – الإسرائيلي، كان واضحًا لجهة أنّه لن يقوم بأيّ  تعديلات على قرار ترامب بنقل السفارة إلى القدس، إلّا إنّه أكّد أنّ السلام لن يكتمل أو يتحقّق سوى بحلّ الدولتين

الملف الإيراني

لعب جو بايدن دورًا محوريًا في الاتفاق النووي الذي وقّعته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عام 2015 مع طهران إلى جانب باقي أعضاء ما يعرف بـ"الدول الـ5 + ألمانيا"، إلا أنّ انسحاب ترامب أحادي الجانب من الاتفاق، أعاد خلط الأوراق فيما خصّ الملف الإيراني برمّته. إذ أدّى لإعادة فرض العقوبات الأميركية، وتشديد وتيرتها بشكل غير مسبوق، ما أسفر عن توتر كبير في العلاقات بين واشنطن وطهران، وصل إلى تصعيد و"تبادل للكمات" في دول شرق أوسطية كسوريا والعراق واليمن. والنتيجة كانت قتل قائد قوّة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بغارة أميركية قرب مطار بغداد، واستهداف إيران لقاعدة عين الأسد الأميركية في الأنبار، بالإضافة إلى القصف المتكرّر للمواقع العسكرية ومحيط السفارة الأميركية بصواريخ  الكاتيوشا من قبل ميليشيات موالية لطهران في العراق. ولطالما انتقد نائب الرئيس السابق سياسة ترامب تجاه إيران مشيرًا في أكثر من مناسبة إلى أنّها لا تؤدي إلى نتيجة سوى "تملّص" النظام الإيراني من التزاماته بالاتفاق الذي يعتقد بايدن  أنّه كافٍ لمنع طهران من امتلاك قنبلة نووية. وقد أكّد بايدن أكثر من مرة أنّه في حال انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، فسيقوم بـ "تقديم طريق موثوق" به إلى طهران للعودة إلى الدبلوماسية. وفي حال عادت إيران إلى الامتثال للاتفاق النووي، فستعاود واشنطن الانضمام إليه كنقطة انطلاق لمفاوضات المتابعة. ويعتقد المراقبون أنّ طريق بايدن نحو طهران لن تكون سهلة، وأنّه لن يكون متراخيًا معها،  فالأوضاع في الشرق الأوسط بشكل عام، وفي الخليج  بشكل خاصّ، اختلفت عمّا كانت عليه  قبل 4 أعوام، إذ إنّه سيأخذ بعين الاعتبار، توقيع دولة الإمارات ومملكة البحرين معاهدة  "أبراهام" مع إسرائيل. كما أنّه سيطالب بتقييد برنامج إيران الصاروخي وسحب الميليشيات المنتشرة في أكثر من بقعة جغرافية في الشرق الأوسط لتخفيف وطأة  العقوبات على  طهران. وفي حال خروج ترامب من البيت الأبيض، فسيكون قد ترك الملف الإيراني أكثر تعقيدًا مما  كان عليه قبل عام 2015، وسيكون على بايدن إذا دخل البيت الأبيض، أن يفكّك العديد من الألغام في طريقه نحو طهران، عبر التشدّد تجاهها، وعدم التراخي في ملفات البرنامج النووي، والصواريخ الباليستية، والأذرع التابعة لها، التي تتوزّع في الشرق الأوسط، إنّما بشروط أخفّ من تلك التي فرضها دونالد ترامب. وذلك لكون بايدن، ومعه الحزب الديمقراطي، لا يرى الأمن الأميركي من منظار إسرائيلي مع أخذه بعين الاعتبار المصالح الإسرائيلية، بعكس ما هو الحال مع إدارة ترامب. وفي الوقت عينه، فإنّ أيّ تسوية مع الإيرانيين ستستدعي تكثيف الأميركيين الضغوط على أذرع طهران كي لا تستفيد من تداعيات أيّ انفتاح محتمل عليها، ما يعني أنّ وصول بايدن لا يعني توجّه أميركي للتساهل مع حزب الله.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

الرئيس عون دعا المجلس الاعلى للدفاع الى الاجتماع الثلاثاء

وطنية - الأحد 08 تشرين الثاني 2020

دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع استثنائي الثلاثاء المقبل، للبحث في الوضع الصحي بعد تطور انتشار وباء كورونا، لاتخاذ الاجراءات اللازمة لمعالجة هذا الوضع.

 

نص المؤتمر الصحفي لجبران باسيل/باسيل: نحن أصدقاء لا عملاء واخترت حماية لبنان على العقوبات الشخصية أميركا تستطيع معاقبتي لكنها لا تأخذ مني وطنيتي وكرامتي

الأحد 08 تشرين الثاني 2020

وطنية - عقد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، مؤتمرا صحافيا اليوم، بعد العقوبات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأميركية بحقه. وقال: "لا العقوبات أخافتني ولا الوعود أغرتني. لا أنقذ نفسي ليهلك لبنان. لم أجد فكرة معبرة أبدأ بها كلمتي اليوم أفضل من هذه، وهي تلخص ما مررت به في الفترة الأخيرة في علاقتي مع اميركا تجاه حزب الله ولبنان. والحقيقة أن الطريق مع اميركا كانت دائما صعبة ولكن نحن مجبرون على ان نمشيها، ونتحمل الظلم لنبقى أحرارا في وطننا ونحمي لبنان من الشرذمة والاقتتال، مع الاصرار أن نبقى أصدقاء للشعب الاميركي مهما ظلمتنا ادارته".

أضاف: "العقوبات تأتي وتذهب، ولكن علاقة الشعوب التي تجمعها قيم واحدة تبقى. العقوبات توضع وترفع، ولكن التفريط بالسلم الأهلي والوحدة الوطنية جريمة تنهي لبنان، ولا شيء ينقذه منها. لذا، بين عقوبات تطالني شخصيا، وحماية سلامنا الداخلي الذي يحفظ لبنان... الخيار لم يكن صعبا، اخترت حماية لبنان، وهذا أقل ما أقدمه مقابل أناس ضحوا بروحهم وجسدهم. شهداء سقطوا من اجل لبنان، وأناس ناضلوا وتعذبوا وسجنوا، وابرياء كثر هدرت دماؤهم وآخرهم ضحايا انفجار المرفأ في 4 آب. وهذا أقل ثمن أدفعه أمام أثمان دفعوها أجدادنا ليبقوا في هذا الوطن، ولنبقى نحن من بعدهم حاملين رسالة السلام والمحبة بإيماننا، وحاملين قضية لبنان بقناعتنا".

وتابع: "سأخبركم رواية. في العام 1990، أخرج العماد عون من الشرعية في لبنان برعاية اميركية ووصاية سورية، وعاد في العام 2005 بعد خروج سوريا، ليجد نفسه في الانتخابات النيابية (Elections now) محاصرا من التحالف الرباعي، وتم استبعاده من الحكومة والرئاسة، على الرغم من حصوله على 73% من أصوات المسيحيين. بعد ذلك، طلب منه الدخول في حلف لعزل حزب الله، مما يعني حربا أهلية، فرفض وقرر أن يتلاقى مع الحزب على وثيقة تفاهم مكتوبة من بنود، يفترض أن كل اللبنانيين لا يعترضون عليها. بعد ذلك، شن الاسرائليون حرب تموز 2006 التي انتصر فيها لبنان، وكانت وثيقة التفاهم من أهم عناصر الانتصار لأنها حصنت الجبهة الداخلية. استمرت اميركا بضغوطها من وقتها لفك التفاهم، وما نجحت لغاية ما أدخلت أخيرا موضوع العقوبات وبدأت تهددنا بها".

وقال: "كلكم تتذكرون زيارة الوزير بومبيو لبنان، وقوله لي في وزارة الخارجية إن حزب الله إرهابي، وجوابي الطبيعي له كان أن حزب الله لبناني، تصنيفكم لكم وتصنيفنا لنا. أساسا، عندما طلب مني الوزير الاميركي ترك حزب الله ومواجهته، شرحت له ان هذا يؤدي الى عزل الشيعة، أي يؤدي الى فتنة داخلية، فهل نلاقيك في مطرحك في الخارجية عندما تقع الفتنة لتساعدنا في منع إراقة الدماء؟ اكيد كان جوابه: لا أعرف. وعندما سألت: هل تضمن لنا عدم وقوع الفتنة وتضمن حماية البلد منها؟ اكيد كان جوابه النفي. إذا، الاميركيون يدعوننا الى مشروع لا ضمانة فيه بعدم اراقة الدماء ولا بحماية لبنان واللبنانيين من الفتنة".

أضاف: "حديث العقوبات بدأ جديا في صيف العام 2018، خلال تشكيل الحكومة الثانية للحريري، والتي كنت فيها وزيرا بسبب إصرار الحريري نفسه. جاء وقتئذ أحد العارفين يقول لي انه من الضروري أن أكون وزير خارجية لأن الحصانة الديبلوماسية للموقع، تمنع فرض عقوبات، وعندما استقال الحريري أو طلب منه الاستقالة، ترافق هذا الأمر فورا مع إعلانه عدم موافقته أن أكون معه في أي حكومة، يعني انتقلنا فجأة من أنه لا يقبل بتشكيل حكومة من دوني الى انه لا يقبل بتشكيل واحدة أكون أنا فيها. جاء من ينبهني، انهم يريدون أن ينزعوا عني الحصانة الديبلوماسية، وهكذا دخلنا في موجات من الترهيب والترغيب. مرة زيارة مع تخصيص وأخرى مع مقاطعة. مرة ترحيب بموقف وأخرى تنديد بموقف. في المقابل مع حزب الله، كان واضحا اننا، مع ثبات وثيقة التفاهم، كنا نمر بطلعات ونزلات في العلاقة، بسبب خلافاتنا الكثيرة على الملفات الداخلية والإصلاحات، وبعض المواقف المختلفة على القضايا الخارجية. وتكلمنا سوية وبصراحة ان الحال لا تمشي هكذا، لدرجة انني حكيت في الإعلام عن إمكان الفراق. وفي كتير من المحطات، مثل الفاخوري او الحدود البحرية وغيرها، صار الإعلام والسياسيون يربطون أي طلعة مع الحزب بنزلة مع الاميركيين، وأي طلعة مع الاميركيين بنزلة مع الحزب. بينما أي موقف أخذناه كان نابعا فقط من قناعتنا ومصلحة لبنان، وكنا نفعل المناسب، والآخرون يربطونه بالعقوبات، جاءت العقوبات وذهبت. جاءت الرئاسة وذهبت".

وتابع: "سيقولون غدا، فعل كذا ليرفع العقوبات، أو كذا لأن الرئاسة ذهبت. هنا، أود أن أقول للبنانيين، إننا في كل نقاشاتنا مع الاميركيين، لم يفتحوا مرة موضوع الفساد، لا بل كنا نحن من يطالبهم، من العام 2005 ولقاءات فيلتمان مع العماد عون وصولا إلى اليوم، بوقف مساعدة الفاسدين ودعمهم ومساعدتنا في محاربة الفساد. وأنا طالبت مسؤولين أميركيين ودوليين كبارا، بما أن عندهم اطلاع على التحويلات المصرفية، أن يساعدوننا بحسب القوانين والأصول، في المعلومات اللازمة التي تمكننا من استعادة أموال منهوبة أو محولة إلى الخارج. طبعا، لم يكن هناك رفض، ولكن عدم تجاوب مع تلبية هذه المطالب. وعدد كبير من المحاضر من العام 2005 يشهد على هذا الأمر".

وسأل: "ماذا حصل أخيرا؟ سأروي القليل من التفاصيل، لأن الوضع والوقت لا يسمحان بأكثر، ونترك الأشياء الثانية لأوقات أخرى وللأرشيف. تبلغت من رئيس الجمهورية أن مسؤولا اميركيا كبيرا اتصل به وطلب منه ضرورة فك علاقة التيار الوطني الحر بحزب الله فورا، وطلب منه أن يبلغني بعجالة الأمر. وفي اليوم الثاني، تبلغت من السفيرة الأميركية مباشرة بضرورة تلبية أربعة مطالب فورا وإلا ستفرض علي عقوبات اميركية بعد 4 أيام، أي في 25 تشرين. أما المطالب فهي فك العلاقة فورا مع حزب الله وثلاث نقاط أخرى. وطبعا في المطالب والحديث كله، لا وجود لكلمة عن الفساد. ردة فعلي الطبيعية السريعة، كانت أن الأمور لا تمشي معي في هذا الشكل، واني أرفض هذا الموضوع It doesn't work with me that way، وأن هذا الأمر يخالف مبدأ أساسيا من مبادىء التيار وهو رفضه أخذ تعليمات من أي دولة خارجية، واننا إذا نحن قبلنا بأن تسير العلاقة معنا على هذا الشكل، نصبح كغيرنا، نقبل بأن ننفذ أوامر وتعليمات ونصبح عملاء، بينما نحن نريد أن نكون أصدقاء. I am not your agent, I want to be your friend. نحنا اصدقاء ولسنا عملاء".

وقال: "بعد ذلك، كانت مداخلات معي لإقناعي بأن هدف الاميركيين ليس فرض العقوبات علي، إنما استقطابي لأكون شريكا وصديقا، والبرهان أن غيري لم يتم تحذيرهم، في حين أنهم ارادوا إعطائي فرصة لأخلص نفسي لأنهم يريدونني، وسمعنا على مستويات عدة كلاما أننا لا نريد ان نخسر علاقتنا بباسيل. مر 25 تشرين الأول، وكنت أنتظر أن تصدر العقوبات يومها، ولكن قرر الاميركيون بعد ذلك أن يعطوا مهلة ثانية إلى 4 تشرين الثاني، أي اليوم الثاني على الانتخابات الأميركية، وتخلوا عن البنود 2 و 3 و 4 وحصروا مطلبهم بإعلان قطع العلاقة مع حزب الله، ولكن على قاعدة ثانية هي العصا والجزرة. زاروني في لقاءات طويلة وقدموا لي ما اعتبروه مغريات كافية من النجومية في لبنان وأميركا والربح السياسي الشخصي لي وللتيار. وما مشي الحال. وعقد بعد ذلك لقاء طويل في 4 تشرين التاني، أي الأربعاء، وأعطوني مهلة أخيرة 24 ساعة لأغير رأيي وأفكر بما عرضوه علي لمصلحتي ومصلحة لبنان، ونبهوني من العواقب في حال ساروا بالعقوبات".

أضاف: "مر الخميس طبعا، وطبعا لم يحصل شيء من جهتي، وصدرت العقوبات يوم الجمعة، أي في عز إعلان نتائج الانتخابات الأميركية كان بالهم عندي، وصدرت على أساس الفساد وحقوق الإنسان، وبالكاد ذكروا حزب الله، مع العلم بأنهم لم يتكلموا معي إلا عن حزب الله. طبعا في كل هذا المسار، أنا بلغت المعني الأول بالموضوع وهو "التيار الوطني الحر" عبر الهيئة السياسية التي وافقت بالإجماع على الموقف بالشكل والمضمون. وبلغت المعني الثاني اي "حزب الله" عبر السيد حسن مباشرة الذي أبدى تفهمه لأي موقف يمكن أن نأخذه وأبدى استعداده لأي مساعدة نطلبها منه، وطبعا أنا لم أطلب شيئا في تلك اللحظة".

وتابع: "طبعا هناك الكثير من التفاصيل المهمة ستعرف يوما ما، وأنا أعرف جيدا ماذا فعلت وماذا قلت وأي مواضيع فتحت كي أصل الى الخلاصات التالية:

1 - العلاقة مع أميركا:

فهمت أكثر ماذا يعني يتم تطويع أحد للعمل سياسيا مع دولة كبيرة تحت وطأة الترهيب والترغيب، وتأكدت من أهمية الاستقلال السياسي؛ ورسالتي لكل رفاقي في "التيار الوطني الحر" أن يبقوا أحرارا، وأنا على علم بمحاولات أجهزة وسفارات وجهات داخلية للتلاعب فيهم مثلما حصل مع بعض أعضاء التكتل، ولكن هم أصلب!

وأنا أعرف ضعاف النفوس تماما وأعرف خيانتهم من عيونهم، وأحدهم وقع، لا بل هو واقع أساسا، وهو في الخارج، وسأدعي عليه أمام المجلس التحكيمي في التيار "لخيانته مبادئ الحزب وقواعده وقيادييه، والعمل على هدم كيانه وصدقيته وقوته ومؤسساته بشكل مقصود وممنهج" وفق نص المادة 28 من عقوبات الدرجة الثانية وعقوبتها الطرد.

في المقابل، بالرغم من كل ما حصل مع الادارة الاميركية، هذا لا يمس علاقتنا بالشعب الاميركي وتشاركنا معه بالعديد من القيم. ونعتبر أن الجريمة التي ارتكبتها الادارة الحالية في حقي، وسارعت للاعلان عنها يوم تأكدت من خسارتها للإنتخابات الرئاسية وقبل الإعلان الرسمي عنها، من المفترض أن يتم التحقيق فيها وبأسبابها، ومعرفة من دفع ثمنها. نحن نهنئ الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن ونائبته كامالا هاريس أول مرة نائبة رئيس، ونعتزم، مع الادارة الجديدة، العمل على تطوير العلاقات معها .

2 - استخدام موضوع الفساد من قبل اميركا:

الحديث معي تضمن "حزب الله" وكل شيء الا الفساد، والعقوبة تضمنت الفساد وحقوق الانسان وبالكاد تم ذكر الحزب. لو قبلت معهم بقطع العلاقة مع "حزب الله"، لم أكن فاسدا؟

ثم قانون ماغنتسكي يتناول قضايا حقوق الانسان مثل خاشقجي، أما قضايا الفساد الواردة بخصوصي فهي مضحكة متل أزمة الطاقة بلبنان - أزمة النفايات - أزمة تلوث البحر (عن جد؟) - انفجار المرفأ (انا المسؤول؟) - في الخارجية تعييني فاعلين في الدولة - في الطاقة، استعمال شركات واجهة لمقربين مني للاستفادة! هذا يشبه ثرثرة سياسية لبعض الحراك والسياسيين الكذابين في لبنان. الآن عرفنا بقلم من كتبت العقوبة! عرفنا كيف تكتب الـ هيلا هيلا هو بالانكليزي؟ تأكدنا من الراعي الدولي للاغتيال السياسي الذي أتعرض له! أنا أعرف تماما هذا النمط من الثورات الملونة التي تستعملها اميركا في العالم، وكان آخرها في أرمينيا.

وأنا أعرف ماذا تعني الحرب النفسية والاعلامية وحرب الجيل الرابع وأتابعها جيدا في العالم.

ولكن أنا لم أكن أصدق أن أكبر دولة في العالم والتي تمسك النظام المصرفي العالمي وتحويلاته، ولديها أكبر أجهزة مراقبة ومخابرات لا تقدم ورقة أو دليلا أو اسما أو رقما أو اثباتا.

اذا أرادوا محاربة الفساد فليوقفوا دعمهم لجماعتهم التي تمنع التدقيق الجنائي، وليزودوا لبنان بكل التحويلات المالية منه لتهريب الأموال المنهوبة والمحولة.

انا عندما كنت أتحدى كل دول وأجهزة العالم، كنت أعرف من أتحدى! وأنا ما زلت أتحداهم، النتيجة معهم انشاء وحكي صالونات!. يستطيعون أذيتي وتشويه سمعتي بالتلفيق ولكن بالاثباتات لا يستطيعون أن يخدشوا آدميتي! أنا بقوتي لا استطيع أن أتحدى أحدا، ولكن بآدميتي أتحدى كل العالم....

3 - تحصيل الحق بالادعاء

يقول البير كامو: "لا يكفي أن تفضح الظلم، ولكن عليك أن تعطي كل حياتك لمحاربته".

هذه العقوبة هي الظلم بعينه وسوف أقاومه، وسأدعي بالضرر الذي لحق بي من جرائها.

بدأنا بدراسة الإدعاء وماذا سنفعل:

من جهة أولى، العقوبة هي من منطلق سياسي اعتباطي وهي قرار اميركي محصور بالجغرافيا الأميركية، ولكن نتائجه تتجاوز أميركا لتطال بالتأثير والترهيب القطاع المصرفي بعمليات التعاطي بالدولار، وهذا يطالني أنا وحدي، رغم اني لا املك أي حساب مصرفي خارج لبنان (او أي ملكية أخرى).

سأعمل على تكليف مكتب محاماة بهدف إبطال القرار لفقدان الأساس القانوني وطلب التعويض المعنوي والمادي، وموعدي يكون عندها مع القضاء الاميركي، مع العلم أن ما يأتي بالسياسة، بشحطة قلم يذهب بالسياسة، خصوصا وأن البند الرابع من شروط الغاء العقوبات يحدد امكان الغائها اذا اقتضت مصلحة اميركا ذلك.

من ناحية ثانية، العقوبات الاميركية وقانون ماغنتسكي مخالف لأهم مبادئ القانون الدولي، وهو مبدأ السيادة الوطنية وهو لا يطبق قانونا خارج الاراضي الاميركية لأنه غير مصدق عليه بأي معاهدة دولية ولا بأي معاهدة مع لبنان، وهو مخالف لأبسط مبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان (ويتحدث عن حقوق الانسان!!!) لأنه لا يؤمن حق الدفاع عن النفس ولا يعطي القرينة، والعقوبة لم تصدر عن أي مرجع قضائي بل هو قرار إداري من وزارة، وبالتالي فهو منعدم الوجود قانونا وفق معايير القانون الدولي والقانون اللبناني، لأنه لم تتم الدعوة او الادعاء أمام أي مرجع قضائي، وليس هناك أي ابراز لمستندات مثبتة للمزاعم، وهذا قد يتطلب النظر بأخذ الاجراءات اللازمة للجوء الى المحاكم الدولية.

4 - لمصلحة من العقوبة؟

لدي معلومات أن العقوبة مطلوبة من خارج اميركا، لأني تبلغت رسميا أنها أتت بالادارة من فوق الى تحت، وليس كالعادة من تحت الى فوق. ولكن انا سأتكلم بالتحليل.

اين هي مصلحة اميركا بضرب ومحاولة تدمير أكبر حزب وتكتل طابعه مسيحي في لبنان وفي الشرق؟

اين هي مصلحة اميركا بتنفيد اغتيال سياسي لقادة مسيحيين يدعون علنا، مرارا وتكرارا الى التعاون والصداقة؟

أين هي مصلحة اميركا بضرب المكون اللبناني الذي يرفض الذهاب الى الشرق فقط، ويريد ابقاء لبنان همزة وصل بين الشرق والغرب؟

هذه ليست مصلحة اميركا، هذه مصلحة اسرائيل بضرب المسيحيين في لبنان.

الا اذا كانت اميركا وما زالت، للأسف، بالمخطط القديم نفسه الذي يؤدي بما يؤدي الى هجرة المسيحيين من الشرق.

فمن كيسنجر ومخطط التوطين والتهجير، الى دين براون وترحيل المسيحيين بالبواخر الدولية، الى مورفي وخيار الاذعان او الفوضى، الى فيلتمان وحصار المسيحيين في 2005 وصولا الى توصيته العلنية بالكونغرس بالـ 2019 بضرب أكبر ممثل لهم من أجل اضعاف حزب الله".

وقال: "تشرح لهم أن إضعاف التيار لرفع الغطاء عن الحزب لن يضعف الحزب، بل سيعزله وسيضطره الى الدفاع عن نفسه وسينتصر. وسيكون هناك مشروع فتنة وحرب داخلية في لبنان بين الشيعة والسنة، ومن تسوله نفسه من المسيحيين للتآمر والمشاركة فيها، وسيدفع المسيحيون ثمنها الأكبر بالهجرة الكثيفة؛ وهذا مشروع الفوضى لا يجوز أن يتكرر في لبنان، لأن حصوله في العراق أدى الى هجرة المسيحيين، وحصوله في سوريا ادى الى هجرتهم، والآن اعتماد مشروع لعدم الاستقرار في لبنان على ما هو واضح في بعض اجنحة الادارة الحالية والسماح بالفوضى والتشجيع عليها نتيجة الأوضاع المعيشية الاقتصادية، وتأليب الناس بالمظاهرات الملونة. ضف عليهم وقوع بعض الحوادث الأمنية وانشاء الخلايا كما يحضر في الشمال؛ مثلا حادثة كفتون تبين انها خلية 40 داعشيا يمولون من ادلب - هذا تحضير في الشمال.

في المقابل ضغط مباشر في الجنوب والبقاع وحقن، وضغط وتهديد على من يتفاهم معهم في الداخل لتعريتهم سياسيا وشعبيا بشكل مفاجئ وصادم ... ما نتيجة هذا الشيء في لبنان؟

هذه وصفة حرب، ونحن ولبنان اولى ضحاياها، وتريدون أن أمشي بها؟! الثمن صغير جدا لتفاديها وانا أدفعه طالما هو عقوبات على شخصي - وهذا أرخص شيء!

هذه العقوبات لم تطل غيري، وانا أحملها ولا مشكلة.

هذه العقوبة لمصلحة من وضعها، وغدا تختفي عندما تصبح مصلحة اميركا الدولة اكبر من مصلحة من وضعها لمصلحته.

5 - العلاقة مع الحزب:

نحن لا يمكن أن نطعن أي لبناني لصالح أجنبي، هذا مبدأ سياسي في التيار لا يمكن أن نخل فيه تجاه أحد، وأنا قلت في 13 تشرين الماضي، لأنني كنت أعرف الى أين سنصل: "عزل أي مكون لبناني، لن نمشي به ولو كلفنا غاليا... لا ينفع معنا، لا طياراتكم، ولا تهديداتكم ولا عقوباتكم".

أريد أن أقول أكثر - نحن لا نطعن بأي حليف أو صديق أو أحد تفاهمنا معه لصالح أحد في الداخل.

لا المستقبل غدرناهم ولا القوات خناهم، ونتكلم بالموضوع في الوقت المحدد، فلا يمكن أن نطعن حزب الله.

نحن لا نترك الناس من دون سبب، وأكيد ليس حزب الله لأن نحن نتعاطى مع بعضنا بصدق واخلاق. لا نترك بضغط خارجي! اذا أردنا أن نترك فلأسباب داخلية تتعلق فينا وفي مصلحة البلد.

على كل حال كنا عبرنا سابقا أن البلد يحتاج الى إصلاح حقيقي ولا يمكننا أن نكمل هكذا.

واتفقنا مؤخرا على إجراء مراجعة وإعادة نظر في وثيقة التفاهم كي نطورها لنقدم شيئا لجمهورنا وللناس المتأملة فينا الخير للبلد".

وأضاف: "بالخلاصة الاساسية، نحن نختلف مع اميركا على أمور عدة غير حزب الله، وعقابنا على هذه الخلافات كان بأنها استمرت باتباع سياسة معاكسة لمصلحة لبنان لا بل مدمرة لكيانه ومزيلة لوجوده.

هذه الخلافات هي على موضوع عودة النازحين السوريين، وموضوع توطين اللاجئين الفلسطينيين وصفقة القرن، ومسألة حقوقنا مع اسرائيل بالأرض والحدود والموارد ومسألة العدل والسلام مع اسرائيل، ومسألة الارهاب. اما في مسألة حزب الله، فلأن هناك مصلحة اسرائيل، أدى الاختلاف عن غير حق الى فرض عقوبات غير قانونية ومبنية على افتراءات.

بول فاليري يقول: "نقطة ضعف القوة هي انها لا تؤمن الا بالقوة".

اميركا تستطيع أن تعاقبني ولكنها لا تأخذ مني وطنيتي وكرامتي.

اعرف ان اميركا عملاقة ونحن صغار، ولكن راجعوا تاريخ الشعوب المقاومة، فمستحيل هزيمة شعب مقاوم مهما كان صغره. انتم كبار ونحن صغار، صح، ولكن عندما يطلب منا التنازل عن حقوقنا ووجودنا لا يمكن الا ان نقاوم لآخر نفس.

نحن نختلف مع حزب الله حول أمور اساسية وعقائدية، مثل السلام في المنطقة ووجود اسرائيل. لم نر ايران تضع علينا عقوبات، ولا رأينا حزب الله يقمعنا بالرغم أنني قلت أمامهم في كنيسة مار مخايل في ذكرى وثيقة التفاهم بشباط 2019 على اثر موقفي من امن اسرائيل على قناة الميادين، قلت: على الحزب ان يفهم ان التيار لا يملك الفكر نفسه والخطاب نفسه عن حزب الله، وحقيقة فكرنا ان لبنان دولة مدنية، لا اسلامية ولا مسيحية، دولة تحب أن تعيش باستقرار داخلي قائم على التوافق وسلام خارجي قائم على الحقوق والعدالة والقانون الدولي.

لبنان يريد السلام لا الحرب. السلام يقوم على اساس المبادرة العربية وعلى الحقوق المتبادلة: للعرب الحق بالأرض، ولفلسطين الحق بالدولة ولاسرائيل الحق بالأمن (هذا 1701 وهذا ما نعيشه على الحدود منذ 2006). هذا خلاف كبير، يهاجمني فيه جمهورهم على وسائل التواصل الاجتماعي ولكن لا يقمعني الحزب وتؤدبني ايران بل يقولون نحترم خلافاتنا. اما اميركا فتعاقبني كفاسد ومجرم وارهابي!

انا لست ارهابيا، وليس في تاريخ التيار الا محاربة الارهاب.

وانا لست فاسدا، ولا دولار واحد عمولة او رشوة في تاريخي، ومن أين لكم الحق انتم لتحاكموني بالفساد وانت تدعمون كل الفاسدين؟

وأنا لست مجرم حرب كغيري من الناس ولم أتسبب بمقتل انسان واحد او بهدر نقطة دم.

انا اختلف مع هذه الادارة بالسياسة. منذ فترة اتصل بي دايفيد هيل وكنت في اميركا اللاتينية وطلب مني، عندما اعادوا الحوار مع كوبا، بأن أعلن موقفا مؤيدا كوني كنت دائما اكلمه عن وجوب اعتماد سياسة الانفتاح بدل العزل والعقوبات. فقدمت محاضرة في جامعة سنتياغو في تشيلي بهذا الموضوع.

الادارة الحالية غيرت سياستها وعادت للعقوبات والغت الاتفاق النووي، الا يحق لنا ان نقول انها مخطئة خصوصا ان الادارة التي قبلها والآتية بعدها تقول انها مخطئة؟ يصبح عندها ارهابيا ومعتديا على حقوق الانسان وفاسدا؟

هل انا من كان مسؤولا عن السياسة المالية في لبنان منذ الـ 90؟ هل أنا من قام بالهندسات المالية؟

هل أنا من حدد سعر الكهرباء على أساس برميل بترول بـ 24 دولارا وقرر دعم الكهرباء من خزينة الدولة وانا من اوقف بناء المعامل واوقف دفع المال للمتعهدين لبنائها؟

هل انا من اخذ 500 دولار على خط خليوي، او انا جريمتي انني خفضت سعر الخليوي وزدت واردات الخزينة؟

هل أنا من وزع الباسبورات الدبلوماسية والقناصل الفخريين مقابل الأموال أو أنا من اوقفها بحسب المرسوم؟

هل انا من عمر القصور واشترى الطائرات واليخوت؟

في النهاية نحن من لوثنا البحر!!! عيب! هذه اميركا، تنتهي القصة في أيادي بعض الكتبة الحاقدين!

مئات ملايين الدولارات صرفت لخلق حالة شعبية واعلامية مناوئة، ولم تستطيعوا الاثبات بملف واحد مثبت؟ فقط اتهامات معممة!"

وقال باسيل: "أنا ضد التوطين والنازحين، وليس لدي طائرة ولا قصر ولا يخت ولا حساب في الخارج، أأكون فاسدا؟ وحلفاؤكم لأنهم مع التوطين والنازحين وقاموا بكل الفساد بيطلعوا أوادم؟ أنتم قلتم ستلاحقون كل الفاسدين، أظهروا لنا ذلك، أكشفوا الحسابات والتحويلات وانشروها وهي كلها بامتلاككم، إظهروا لنا عدالتكم ومساعدتكم للبنان، إفتحوا ملفاتكم، وارسلوا براهينكم. أنا مستعد لأي مواجهة، أعطوني واقعة واحدة وإثبات واحد، سموا شركة واحدة من شركات الواجهة التي تحدثتم عنها وحددوا حسابا مصرفيا واحدا. على كل حال، حررتموني، الظلم يكبر النفس الحرة والأبية، وأنا اليوم أكثر حرية وعزة، وإلى اللقاء للعمل مجددا مع أميركا، مع رئيس جديد وإدارة جديدة ومع نفس جديد، ولنحارب الارهاب فعليا ونبني السلام العادل ونعيد الحقوق لأصحابها ليكون الانماء والازدهار والانفتاح بدل التخلف والفقر والانغلاق".

وتطرق الى الموضوع الحكومي، فقال: "العقوبات يجب أن تكون سببا للتسريع بتأليف الحكومة. إذا كانت النوايا من الخارج تعطيلا أو تخريبا فيجب أن يكون ردنا بالتشدد بوجه من يعتدي علينا، وليس التشدد بوجه بعضنا البعض في تسيير أمورنا وإنقاذ بلدنا، إلا إذا أراد أحد أن يستكمل لعبة الخارج من الداخل، ويسعى لاستهدافنا من دون غيرنا، ويسعى لتحجيمنا أو لإقصائنا دون غيرنا. فهذا أمر لن نسكت عنه أبدا".

أضاف: " نحن من البداية قلنا أننا مع التسهيل والاسراع بتأليف الحكومة، ولم نضع أي شرط ولم نتمسك بحقيبة وتركنا حتى مشاركتنا بالحكومة أو عدمها وشكل المشاركة مفتوحة، وما طالبنا به هو اعتماد معايير واحدة للتأليف من أجل الاسراع، لأن غير ذلك يؤخر ويعرقل وهذا ما علمتنا إياه التجربة. ونحن لم نتكلم إلا عن حكومة منتجة وفاعلة ومتخصصة وقادرة على تنفيذ البرنامج الاصلاحي بالمبادرة الفرنسية وعلى وقف الانهيار. والحقيقة أننا، وبقرار منا، لم نتدخل أو نتعاط أو نتواصل مع أحد وتركنا الأمور لرئيس الجهورية ورئيس الحكومة لوضع مبادئ ومعايير واضحة للتأليف لنحدد على أساسها موقفنا من الحكومة، بالمشاركة أو عدمها أو بكيفية المشاركة، وبإعطائها الثقة أو عدمها، وبميثاقيتها أو عدمها لأن التأليف يختلف عن التكليف، وبالرغم من اتهامنا زورا بالتعطيل، سكتنا حتى الآن لاعطاء أكبر فرصة ومجال ممكن من الايجابية مع إحساسنا لكي لا أقول علمنا بأن النوايا ليست كما يجب. ولكن تساهلنا وتسهيلنا لا يصل الى درجة لا نستطيع فيها أن نسأل أو نعطي رأينا أو يتكلم معنا أحد، فهذا إرهاب سياسي وهذا إلغاء للذات إذا قبلنا به".

وأكد أنه "لن تكون هناك عودة الى الماضي ومفرداته، مجرد استعمالي لهذه الكلمات هو مؤشر خطر لاستطياب البعض العودة الى تلك الأيام، أو تخيله أن وضع البلد المنهار والمبادرة الفرنسية يوفران له غطاء للعودة الى ما قبل ال2005، أيصدق أحد أنه لوحده يسمي كل وزراء الحكومة، أو كل الوزراء المسيحيين باسم الاختصاص وبالتبرير بالوضع الاقتصادي المنهار وبالرهان على العقوبات؟" مضيفا "نبهنا من فترة ببيان للتيار من ربط تأليف الحكومة بأحداث الخارج ورهانات عليها، للاسراع بتأليف الحكومة ووقف إضاعة الوقت والاتكال على الضغط الاعلامي لتمرير ما لا يمكن تمريره".

وشدد على أن "ركائز أي حكومة تقوم على 3 أمور يجب تحديد معايير واضحة لكل واحدة منها، وتتألف الحكومة بيومين، والركائز هي:

- عدد الوزراء: لا يجوز جمع وزير بحقيبتين، وإلا يكون هذا الامر ضربا لمبدأ الاختصاص، ومشروع فشل لكل وزير حامل حقيبتين، والاصرار على هذا الأمر، من دون منطق يخبئ استهدافا سياسيا لأفرقاء وطوائف لتحجيمها في الحكومة.

- توزيع الحقائب والاعداد على الطوائف والكتل: من السهل اعتماد معايير لتحديد كيفية توزيع الحقائب على أساس حجمها على الطوائف والكتل، وهذا تمرين صار معروفا.

أما القول بالمداورة لكل الحقائب ما عدا المال، فهذا اعتراف بتثبيت حقيبة المال الى الطائفة الشيعية، يجب إبقاء بعض الحقائب دون مداورة ولا أعني أي واحدة بالتحديد، والا المداورة للجميع كما هو موقفنا، أو مداورة جزئية لعدم الاعتراف بالتثبيت.

- التسمية: يجب اعتماد آلية واحدة لتسمية الوزراء، من اختصاصيين طبعا. ولكن لا أحد يحتكر وحده تسمية الاختصاصيين وكأنه وحده يعرفهم أو يملكهم. كل طرف يسمي وزراءه ويوافق عليهم رئيس الجمهورية والحكومة وهذا هو المنطق، وأي آلية أخرى يجب أن تكون واحدة على الجميع.

إذا لم يتم اعتماد معايير واضحة وموحدة، فالحكومة ستتأخر ومن يؤخرها هو من يضع معايير استنسابية ويخبئها بوعود متناقضة بهدف واحد هو تكبير حصته فقط.

هذا الامر إضاعة للوقت لمصلحة الانهيار، وتضييع للمبادرة الفرنسية كما أضاعوا حكومة مصطفى أديب".

وتوجه الى التيار بالقول: "أريد أن أشكر كل من تضامن معي ببيان أو باتصال أو بتحرك، وشعرت مرة جديدة بعاطفة كبيرة من الناس والتيار، وأطلب من التيار أن يبقى على مستوى المسؤولية والانضباط، وعدم التوجه بأي تحرك الى السفارة الاميركية وأن ننجح بمنع وضبط أي تحرك كما البارحة، ولا نتخلى عن صداقتنا مع شعوب بسبب أخطاء ترتكب وتذهب. لا تعطوا هذه العقوبات أكثر من حجمها - كنت قادرا على استغلال تهديدنا لفك التفاهم مع الحزب وأزيد شعبية التيار وأحسن العلاقة مع الغرب والخليج، وأمنع أذية شخصية عني، مادية ومعنوية، ولكن ماذا يحل بلبنان؟".

أضاف: "نعم نحن استطعنا أن ندفع ونضحي دائما من أجل لبنان، لأننا عندما دخلنا معترك الحياة العامة، دخلناه مع إرادة صلبة ومع مبدئية ووطنية لا نتنازل عنهما.

ولن ننجر وراء الافكار التخريبية، ولن نسمح باستخدام العقوبات ضدي لعرقلة أي مشروع لامكانية النهوض بالبلد، وسنحاول دائما أن نبني الجسور مع اللبنانيين وجسورا للبنان مع الخارج، ولن نقطعها بكيدية أو لمصالح خاصة. نحن لا نهرب ولا ننكفئ ولا نموت سياسيا".

وختم باسيل: أقول لكل المنتظرين والحالمين والمتآمرين: من حاول دفننا لا يعرف أننا بذور، نقوم من تحت التراب ونزهر ونعطي، لأننا أولاد هذه الارض وسنبقى مزروعين فيها ولن نرحل، "طمرتونا، قلعتونا، عطشتونا" مهما فعلتم فينا نعود ونفرخ من تحت الأرض ونعيش ونعطي بلدنا".

 

البطريرك الراعي من طرابلس: نريد عدالة تكشف الفساد والمفسدين ونريدها شاملة لا انتقائية

وطنية - الأحد 08 تشرين الثاني 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداسا في كاتدرائية الملاك ميخائيل في منطقة الزاهرية في طرابلس، عاونه المطرانان جورج بو جوده، ويوسف سويف، النائب العام على الابرشية الخوراسقف أنطوان مخايل، المونسنيور نبيه معوض، والخوري جوزاف فرح، بمشاركة المطران ميشال عون، راعي أبرشية طرابلس وتوابعها للروم الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، وعدد من الكهنة. حضر القداس النواب: جان عبيد، نقولا نحاس، علي درويش، رئيس حركة الاستقلال النائب المستقيل ميشال معوض، قائد اللواء الثاني عشر العميد الركن المغوار فادي بو حيدر، رئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي المطران شارل مراد ممثلا بمنسق اللجنة الأسقفية للحوار في الشمال جوزاف محفوض، الى فاعليات بلدية، اقتصادية، اجتماعية، أمنية، وأبناء الرعية.

في بداية القداس، تحدث الخوري جوزاف غبش، فقال: "صاحب الغبطة، يا من أعطي له مجد لبنان، أنتم الراعي الصالح والأب الجامع، والمدبر الحكيم. كل عيوننا شاخصة إليكم، أنتم الربان الحكيم، لسفينة الكنيسة والوطن، في خضم الازمات والرياح التي تعصف بنا من كل حدب وصوب. فنحن نعول على حكمتكم لتقودوا الوطن إلى ميناء السلام والأمان والازدهار".

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة قال فيها: "حان عيد التجديد في أورشليم" (يو10: 22)، قال فيها: "1. تحتفل الكنيسة اليوم بعيدين ليتورجيين هما: تجديد البيعة، وعيد الملاك ميخائيل شفيع هذه الكاتدرائية. ونقيم احتفالا كنسيا ومدنيا بتدشين شوارع مطارنة لهم آثارهم في خدمة الأبرشية ومدينة طرابلس العزيزة وهم أنطون عبد وأنطون جبير وجبرايل طوبيا ويوحنا-فؤاد الحاج. إنها مبادرة حميدة من سيادة المطران جورج بو جوده ورؤساء بلدية طرابلس المتعاقبين، وصولا الى رئيسها الحالي الدكتور رياض يمق. لأنها تذكر بالتاريخ الطويل الذي عاشه الموارنة مع المسلمين فيها، وبنوا معا عيشا مشتركا على أساس من التعاون والتضامن في إنمائها الإجتماعي والإقتصادي والتربوي، وفي شد أواصر الوحدة الوطنية فيها. وقد ردد الطرابلسيون الأحباء: "الحارة من دون نصارى خسارة". فتحية محبة لعائلات طرابلس العزيزة، ولشخصياتها المدنية والسياسية والدينية، ولتراثها العريق. فمن هنا نتوجه إلى الدولة اللبنانية، وبين مسؤوليها كبار من هذه المدينة، أن تخصها وشعبها بعناية إنمائية فائقة كي تستعيد دورها "كمدينة الفقير"، بدلا من أن تكون، كما أصبحت اليوم مدينة الفقراء.

يسرني أن أحيي معكم هذه المناسبات، وأن أقدم لكم التهاني بعيد الملاك ميخائيل، المكرم في هذه الكاتدرائية والمدينة. إنه رئيس الملائكة وخصم الشيطان، كما جاء على لسان النبي دانيال (10: 13)، وفي رسالة يهوذا الرسول (آية 9). ومعروف أنه "المحامي عن شعب الله". يروي يوحنا الرسول في رؤياه أنْ"حدثت حرب في السماء، ميكائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنين وملائكته، فلم يقو عليهم، ولا بقي لهم مكان في السماء، فألقي التنين الكبير، الحية القديمة ذاك الذي يقال له إبليس والشيطان" (رؤيا 12: 7-9). إن إسم ميكائيل يعني "من مثل الله؟" فإليه كمحامٍ عن شعب الله المؤمن والناصر لله نصلي اليوم كي يحرس الملاك ميخائيل الأبرشية وطرابلس العزيزتين، وينصر لبنان.

2.في هذه المناسبة الجميلة تشكر الأبرشية راعيها سيادة أخينا المطران جورج الذي خدمها بتفانٍ مدة خمس عشرة سنة، وترحب براعيها الجديد سيادة أخينا المطران يوسف سويف الذي هو إبنها، يحبها وتحبه. نصلي على نية هذين الحبرين ملتمسين من الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء، والقديس مخائيل، رئيس الملائكة، أن يحقق أمنياتهما في رسالتيهما الجديدتين.

3.كل هذه الإحتفالات تندرج في إطار التجدد الذي تنطبق عليه كلمة الإنجيل: "حان عيد التجديد في أورشليم" (يو 10: 22). إنه اليوم عيد الدعوة للتجديد في حياتنا الشخصية، وفي مؤسساتنا. وكم نتوق أن يتحقق في دولتنا بوجوه مسؤولين جددٍ فيها، وبنهجها وبمؤسساتها الدستورية كافة. فالمسيح الرب أتى "ليجعل كل شيء جديدا" (رؤيا 21: 5). أجل، لقد "حان عيد التجديد" (يو 10: 22). ويسعدني ان أقدم معكم ومع جالياتنا في مختلف الولايات المتحدة التهاني مع اطيب الدعاء للرئيس المنتخب السيد جو Biden، راجين له النجاح في خدمة اميركا والسلام في العالم وحقوق الشعوب.

في كلام الرب يسوع في سياق جدال اليهود معه، كما سمعنا في الإنجيل، يكشف لنا ربنا حقيقتين أساسيتين يرتكز عليهما إيماننا وكل تجدد. الأولى إعلانه أنه المسيح، المرسل من الآب، ويعمل أعمال الآب. يسمي المؤمنين به خرافه، وهو راعيها الصالح. هم يسمعون صوته ويتبعونه، وهو يعرفهم ويحميهم من الذئاب الخاطفة. الثانية إعلانه أنه إبن الله، المساوي للآب، وهو معه واحد. إلى وحدة الشركة بين الآب والإبن يدعونا ربنا لندخل بالإيمان والصلاة، ونعيشها فيما بيننا وفي المجتمع، ونعمل على شد أواصرها، واضعين حدا للنزاعات والخلافات والعداوات.

4. عندما يتجدد الأشخاص تتجدد المؤسسات والمجتمعات. فالتجدد هو إصلاح العيوب التي شوهت وجه الإنسان والكنيسة والمجتمع والوطن مع مرور الزمن. فلا بد من العودة إلى الهوية الأساسية، إلى نقطة الإنطلاق، ومقابلتها مع الحاضر. وهذا أمر ضروري، لأننا كلنا بشر وعرضة للسقوط. التجدد يوجب عدم ترك الأمور كما كانت. في الكنيسة، هذا التجدد يجب أن يطال الأشخاص والمؤسسات التربوية مدارس وجامعات، والهيكليات الراعوية كالأبرشية والرعية، والحركات والمنظمات الرسولية. فيصبح الجميع أكثر إشعاعا وانفتاحا.

5. لكن التجدد لا يقتصر على الكنيسة فقط، بل يشمل الدولة أيضا، بمواطنيها ومسؤوليها وهيكلياتها ومؤسساتها، لكي يتأمن فيها الخير العام، والسلام الإجتماعي، وبناء شعب تسوده الوحدة والوفاق والتضامن. لا نعني بالسلام الإجتماعي غياب العنف، بل بناءه يوما بعد يوم على أساسٍ من العدالة الأكمل بين المواطنين، كما نعني الإنماء الشامل والمتوازن بين مختلف مناطق البلاد (راجع فرح الإنجيل 218-219).

6. ما يؤسف له حقا، عندنا في لبنان، أن الجماعة السياسية تحارب التجدد في أدائها وممارساتها، وتحارب الإصلاح المطالب به دوليا في الهيكليات والقطاعات. كنا ننتظر، مع الشعب الجائع والمنكوب والمتروك جريحا على قارعة الطريق، حكومة إختصاص على قياس التحديات المصيرية. فنسمع بتشكيل حكومة محاصصة، بدلا من حكومة تعتمد المداورة الشاملة في الحقائب الوزارية من دون استثناءات، وعلى أساس من الإختصاص والكفاية (راجع المادة 95/ب من الدستور). فمن غير المقبول على الإطلاق أن يسيطر على الحكومة فريق، ويقرر شكلها فريق، ويختار حقائبها فريق، ويعين أسماء وزرائها فريق، فيما الآخرون مهمشون كأنهم أعداد إضافية. كفوا أيها السياسيون النافذون عن انتهاك الدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني. ما بالكم ترفعون لواء المبادرة الفرنسية، وتعملون بعكسها؟ أسسوا لسلام جديد، لا لثورة جديدة! أسسوا لوطن الدولة الواحدة، لا لوطن الدويلات!

7. كنا ننتظر من الوزارات المعنية وبلدية بيروت أن تهب لمساعدة منكوبي إنفجار المرفأ وأهالي الضحايا وأصحاب المنازل المتهدمة، فإذا بها في غياب شامل وإهمال كأنهما مقصودان، فيكونا جريمة ثانية إلى جانب جريمة الإنفجار. إننا ننتظر تحقيقا عدليا يشمل الوزراء المعنيين المتعاقبين والمسؤولين الإداريين والموظفين، منذ إدخال كمية ال 2755 طنا من نترات الأمونيوم المحظورة مثل الأسلحة إلى المرفأ وإيداعها في العنبر رقم 12 مع كميات كبيرة من المواد السريعة الإحتراق، من دون أن يجهز هذا العنبر بأي آلية إطفاء، فيا لجرم الإهمال وعدم الإكتراث! إليك أيها الرئيس فادي صوان، المحقق العدلي تتجه جميع الأنظار، وبخاصة أنظار أهالي الضحايا والمنكوبين والمعوقين، وأنظار الكنيسة والمجتمع بعد أكثر من ثلاثة أشهر سادها صمت مطبق يثير القلق. إنها ساعة القضاء النزيه والشجاع:فإما يستعيد الثقة به، وإما يفقدها بالكلية. لا أحد فوق القضاء سوى الله. قال أحد قضاتنا اللبنانيين: يخسر القاضي نصف قوته، عندما يخاف من الأقوياء؛ ويخسر النصف الثاني عندما يظلم الضعفاء!.

إن أهالي ضحايا فوج إطفاء بيروت العشرة، ينتظرون إنصافهم وعزاءهم بإعلان أبنائهم شهداء الواجب، ومعاملتهم والتعويض عنهم مثل شهداء الجيش وعائلاتهم. وهي الآن ساعة إنصاف رجال الإطفاء المعرضين حياتهم دائما للخطر.

وفي المناسبة، لا بد من توجيه تحية شكر وتقدير لنقابة محامي بيروت ولفريق المحامين الذين يتولون مجانا متابعة ملفات المتضررين وقد بلغت 1333 ملف إدعاء. إنها صورة جميلة عن القضاء والمحاماة.

8. نحن والشعب نريد حقا عدالة تكشف الفساد والمفسدين، ولكن نريدها عدالة شاملة لا انتقائية؛ عادلة لا ظالمة؛ حقيقية لا كيدية؛ قانونية لا سياسية. لذا نطالب أن يشمل التحقيق في آن كل المؤسسات المعنية بأموال الدولة والمواطنين: من مصرف لبنان إلى وزارات المالية والطاقة والأشغال العامة والداخلية والإتصالات والبيئة وسواها، ومن مجلس الإنماء والإعمار إلى مجالس المناطق ومجالس إدارات المصالح المستقلة، وصولا إلى جمعيات مختلفة الهويات التي تلقت أموالا وبددتها.

وفي كل ذلك، يجب تجنب العبث بمصير المؤسسات الوطنية،أكانت عسكرية أم أمنية أم قضائية أم مالية، التي هي في أساس منعة لبنان. فإن محاكمة المسؤولين فيها لا تعني إدانتها كمؤسسة عامة بحد ذاتها.

9. إلى الله العادل والرحوم نرفع صلاتنا، بشفاعة أمنا مريم العذراء ومار ميخائيل رئيس الملائكة، كي ينتصر الحق على الباطل، والعدل على الظلم، والرحمة على تحجر القلوب. ونرفع نشيد المجد والتسبيح، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

الراعي شارك بحفل غداء في دير مار يعقوب في كرم سده وأزاح الستارة عن متحف المطران بو جودة الأبرشي ومشروع بيت الفتاة في كفرفو

وطنية - الأحد 08 تشرين الثاني 2020

شارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في حفل الغداء الذي أقيم على شرفه في دير مار يعقوب في كرم سده، في حضور المطارنة جورج بو جودة، يوسف سويف، منير خيرالله وراعي ابرشية طرابلس والكورة للروم الكاثوليك إدوار ضاهر ولفيف من الكهنة.

وألقى النائب العام الخوراسقف انطوان مخايل كلمة قال فيها: "إن هذا المكان يذخر بذكرى رجالات كنيسة ووطن تفانوا في خدمة القطيع: من المطران بولس موسى الذي كان أول من أعاد بناء الدير، وسكن فيه، مرورا بالمطران اسطفان عواد، وأنطون عريضة (البطريرك) القديس، وأنطون عبد، وأنطون جبير، وجبرايل طوبيا، ويوحنا فؤاد الحاج، وصولا إلى المطران جورج بو جودة. كما وتشهد ممرات هذا الدير المبارك وحناياه على مرور سلسلة طويلة من الكهنة القديسين، تاركين فيه بصمات لا تمحى". أضاف: "لقد أردتم، يا صاحب الغبطة، أن تدشنوا في زيارتكم الكريمة هذه "متحف المطران جورج بو جودة الأبرشي" في كرسي مار يعقوب، والذي شاء سيادته أن يتوج به- مع مشروع "بيت الفتاة" في كفرفو- خدمته الأسقفية، تاركا للأجيال القادمة مكانا يحتضن ذاكرة الأبرشية الدينية والوطنية، ويحافظ على إرث الآباء والأجداد، عابقا ببخور الماضي المقدس، وناقلا صدى السنين المباركة. إن حضوركم الأبوي بيننا اليوم لخير دليل على محبتكم لهذه الأبرشية. نصلي إلى الرب، بشفاعة الملاك ميخائيل، صاحب العيد، أن يمنحكم أياما مجيدة، لتبقوا العين الساهرة على رعاية قطيع المسيح الصغير، الذي أوكله الله لكم. أدامكم الله وأبقاكم ذخرا للكنيسة والوطن". وبعد الغداء انتقل الجميع الى صالون الدير حيث حيا البطريرك المدعوين المشاركين في حفل افتتاح المتحف، وبينهم النائبان اسطفان الدويهي وجوزاف اسحاق، النائب السابق جواد بولس، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، رئيسا بلديتي كفرفو ايلي مناسا وكرم سده سليم ساسين ورئيس فرع مخابرات الجيش في زغرتا العقيد الركن طوني انطون. وألقى المهندس روجيه مخول كلمة قال فيها: "لقد بنيت وحميت وجعلت للضال مذبحا، وللمؤمنين كنيسة، ولليتيم ملجأ، وللمسنين راحة، وللعائلة وللمرأة وللطفل وللشباب كيانا، وها انت اليوم تجعل للتاريخ وللتراث ملجأ. لقد كان همك حماية تراث ابرشيتنا الغني بمقتنياته وامجاده، ورغم كل العوائق المادية والسياسية، ورغم جائحة الاوبئة، ورغم كل الظلام المستفحل والمطبق على صدورنا، ها انتم اليوم تضيؤون شمعة في سواد هذا الليل الداكن. فليدون تاريخنا اليوم، ولنهلل فرحا بحضور راعينا صاحب الغبطة والنيافة، ولنتصفح معا صفحات انطوت وازهرت، علنا نستخلص عبرة، علنا نبني المستقبل، ولنبشر".

بو جودة

من ثم كانت كلمة لبو جودة قال فيها: "في أيلول سنة 1977 عينت رئيسا لدير مار يوسف للآباء اللعازاريين في مجدليا، وكان مهدما أثناء حرب السنتين، فإستأجرت شقة في مجدليا للاقامة فيها مع الكهنة الذين كانوا معي، وتفرغنا للعمل الرسولي والتبشيري في مختلف رعايا أبرشية طرابلس وزغرتا ومنطقة الجبة على عادة جمعيتنا التي تحمل رسميا إسم "جمعية الرسالة"، والتي كان الأساقفة يكلفونها القيام بهذه المهمة، فيمضون في الرعايا فترة طويلة من الزمن يرافقهم شخص يهتم بتأمين الطعام لهم، في ختام الرسالة كانوا يؤدون الحساب لمطران الأبرشية عن نتيجة عملهم، فيطلب منهم أسماء الذين لم ينقوا ضميرهم ويعترفوا بخطاياهم. مع تطور الحياة ووسائل التواصل، أصبح بالإمكان التنقل بالسيارات إلى القرى والرعايا والعودة إلى الدير، توفيرا على الأهالي، ولأن معظم الرعايا كانت تفرغ تقريبا من السكان أثناء النهار. وكان يرافقنا في العمل الرسولي والتبشيري عدد من الشبان والصبايا الجامعيين للإهتمام بالأولاد والشبيبة وتنظيم اللقاءات لهم". أضاف: "من الأمور التي لاحظناها، هو أنه في معظم الرعايا كتب ومخطوطات قديمة وقيمة، وكاسات القداس والمباخر وغيرها من الأمور التي تستعمل في الإحتفالات الليتورجية، موضوعة جانبا، غير مستعملة، كالغفارات وبدلات القداس المرصعة بخيطان ذهبية وغيرها. لقد وضعت جانبا لأن الميل إلى التجديد أصبح عاديا وصار بإمكان الرعايا تأمين الكاسات الجديدة إما بالحصول عليها من المغتربين وإما من المحلات التجارية التي تخصصت ببيع الأدوات الليتورجية. المؤسف في الأمر هو أن عددا من المسؤولين في الأوقاف لم يعرفوا قيمة تلك الكتب المخطوطة بالسريانية والملابس البيعية، فتتعرض للإتلاف. وقد رأيت في إحدى الرعايا كتاب الحاش يسند عليه وكيل الوقف السلم ليصعد إلى التتخيتة، فتتشلع أوراقه، ثم يرمى أو يحرق. كنت ألفت الإنتباه إلى ذلك، وأحذر المسؤولين من خطورة ذلك، وأدعوهم ليحافظوا على كل هذه الأمور في الخزانات، حفاظا على قيمتها الأثرية، فيقبل البعض بذلك، ولا يكترث البعض الآخر بها".

وتابع: "وهكذا ولدت عندي فكرة في أن أسعى، بعد أن تسلمت مقاليد الأبرشية، الى إنشاء متحف، ولو صغير، توضع فيه كل هذه الأمور. كما اهتممت بتكريس قسم من بناء الدير هنا في الدار الأولى للمطرانية لترتيب الأرشيف التي كان يهتم بها من أسميه الكومبيوتر الحي الخوري فريد حبقوق، لأن المكان الذي كانت توضع فيه الكتب والمخطوطات كان ضيقا فتكدس فوق بعضها البعض ويأكلها العث والفئران. الأرشيف تنظمت وهي الآن في طور المكننة وهي بحاجة ماسة إلى المتابعة بتخصيص أحد الكهنة أو العلمانيين لمتابعتها مع الخوري فريد، وهي مهمة أسلمها لأخي وخلفي المطران يوسف سويف الذي يعرف جيدا ويقدر قيمة هذه الكتب الليتورجية بما أن ذلك هو اختصاصه ويقوم بتنظيم الليتورجية على أكمل وجه".

وقال: "أما هذا المتحف الصغير الذي تدشنونه اليوم يا صاحب الغبطة، فلقد أردت أن يكون مثلا لمختلف الرعايا لتنشئ هي بدورها المتاحف الرعوية، تحافظ فيها على كل ما فيها من كتب ليتورجية وكؤوس ومباخر وغفارات وشعاعات لزياح القربان وغيرها من الأمور. وفي ختام خدمتي الأسقفية في هذه الأبرشية التي أحببتها والتي أردت وألحيت على الحفاظ على وحدتها نظرا لأهميتها التاريخية، وبعد أن حصلت على مبلغ من المال من خلال خدمتي فيها، في ما يسمى دخل البطرشيل، أردت أن أقدم لها هذا المتحف كتذكار يبقى ويدعو أبناء الأبرشية، كهنة وعلمانيين، للصلاة من أجلي في حياتي، وبعد موتي، ويذكروا معي في الصلاة، كل الآباء اللعازريين الذين خدموا هذه الأبرشية منذ أكثر من مائتي سنة، ولذلك وكذلك قررت أن أسمي المقر الذي بنيته في عكار، في بلدة القبيات، مركز القديس منصور الرعوي، ووضعت في الحديقة المحيطة به شخص هذا القديس الذي عرف بأب الفقراء، والذي كان شعاره: روح الرب علي، فقد أرسلني لأبشر المساكين".

وشكر "إخوتي الكهنة في هذا الدير، وبصورة خاصة الخورأسقف أنطوان مخايل، والخوري عزت الطحش، والخوري سيمون جبرايل، والخوري أنطونيو نفاع الذين تحملوا ويتحملون مسؤولية النشء في إكليريكية مار أنطون البادواني. والشكر الكبير للمهندس الأستاذ روجيه مخول الذي صمم ونفذ وكرس وقته عاملا مع العمال هذا المشروع مجانا، لا بل مساهما ماديا في تكاليفه". وأوضح أن "الطابق الأول من بناء هذا المتحف والذي كان مسكنا للراهبات عندما كن يهتممن بالأولاد يوم كان الميتم الذي أصبح اليوم في كفرفو، قد تحول إلى مركز للإصغاء ومرافقة الأزواج المتعثرين في حياتهم الزوجية، وإلى مركز لاختصاصيين في علم النفس لمرافقة الإكليريكيين والكهنة الذين يعانون من صعوبات في حياتهم الكهنوتية". وقال: "اسمحوا لي، بهذه المناسبة، ومن دون أن أتكلم مرة جديدة بعد انتقالنا من هنا إلى مؤسسة مار أنطون الإجتماعية في كفرفو والمعروفة بإسم الميتم، أن أرجو من غبطتكم مباركة المشروع الملحق بالمؤسسة والذي سيستقبل 14 فتاة ينهين دراستهن حتى الشهادة التكميلية ولا يعود بالإمكان استقبالهن في المؤسسة لأن وزارة الشؤون الإجتماعية لا تعود تتكفل بهن. هذا المشروع أطلقته منذ سنتين، عند إحتفالي باليوبيل الذهبي لسيامتي الكهنوتية، وقد طلبت من الذين يريدون أن يقدموا لي أية هدية، أن يستعيضوا عن ذلك بالمساهمة بتمويل بناء هذا المركز. وقد لبى الدعوة لغاية الآن عدد من المحسنين اسمحوا لي أن أذكر منهم: السيد جورج شبطيني، السيد يعقوب السمور والسيد فرانسوا الشدياق تخليدا لابنته ريا التي استشهدت على يد أحد المجرمين. هذا المشروع أيضا هو من تصميم وتنفيذ المهندس روجيه مخول الذي عمل ليلا ونهارا، وبكل مجانية، مشاركة معنا بهذا العمل الإنساني، والذي أود أن أقدم له عواطف الشكر والامتنان على كل ما قام ويقوم به في خدمة الأبرشية". وختم بو جودة شاكرا "راهبات العائلة المقدسة وأخص بالشكر رئيسة المؤسسة الأخت ماتيلد ساسين على كل ما قمن ويقمن به في خدمة المؤسسة وأولادها بروح التفاني والمحبة".

قص الشريط

بعد ذلك جرى قص الشريط التقليدي لمتحف جورج بو جودة الابرشي، ثم كانت جولة للبطريرك في داخله، القى بعدها كلمة جاء فيها: "ان الحرب في لبنان لم تنته لان هناك أشخاص تريد أن تطوي صفحات التاريخ، ولذلك يكتسي هذا المتحف أهمية كبيرة، واطلب من كل زائر ان يعود إلى جذوره وتصحيح الحاضر والتطلع إلى المستقبل. كما نتأمل من المسؤولين في لبنان ان نرجع لنرى من نحن، وأن نعيش حاضرنا دون ضياع، ولنا عودة إلى هويتنا الأساسية. وبالتالي نتأمل ان يكون هذا المتحف خطوة لمعرفة ذواتنا". وختم الراعي زياراته في مؤسسة مار انطون الاجتماعية في كفرفو، المعروفة باسم (الميتم)، حيث كانت له جولة في اقسام المبنى، واستمع الى شروحات من رئيسة المؤسسة الاخت ماتيلد ساسين، ثم ازاح الستارة عن لوحة تؤرخ لبدء العمل بمشروع بيت الفتاة الجديد، كما استمع الى شرح عنه من مخول.

 

المطران الياس عودة للسياسيين: تخدمون لبنان إذا تنحيتم وعمر بكامله لن يكفيكم لتتوبوا

وطنية - الأحد 08 تشرين الثاني 2020

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت.

بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "أحبائي هذا الأسبوع حافل بالأعياد أولها اليوم مع رئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل وسائر رؤساء الملائكة والقوات الملائكية، وغدا نعيد للقديس نكتاريوس العجائبي أسقف المدن الخمس وبعد غد نقيم تذكار الرسول كوارتس أحد الرسل السبعين مؤسس كنيسة بيروت وأول أسقف عليها. تجتمع في هذه الأعياد الثلاثة أهم صفات المسيحي الحقيقي: المحبة والتواضع وتمجيد الله. وظيفة الملائكة الأساسية هي النظر إلى العرش الإلهي وترنيم تسبحة الظفر المثلثة التقديس: قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت. نسمع في القداس الإلهي نصا يخاطبنا لكي نشابه الملائكة بالتسبيح: أيها الممثلون الشيروبيم سريا والمرنمون التسبيح المثلث تقديسه للثالوث المحيي لنطرح عنا كل اهتمام دنيوي كوننا مزمعين أن نستقبل ملك الكل تحتف حوله مراتب الملائكة بحال غير منظور. يحثنا كاتب القداس الإلهي على ألا نهتم بشيء أرضي زائل وأن نكتفي بالنظر إلى الرب والتحدث معه بلغة الملكوت أي بالصلاة والتسابيح وهو يمجدنا". أضاف: "سمعنا في رسالة اليوم: ما الإنسان حتى تذكره أو ابن الإنسان حتى تفتقده؟ نقصته عن الملائكة قليلا بالمجد والكرامة كللته وأقمته على أعمال يديك أخضعت كل شيء تحت قدميه؛ ففي إخضاعه له كل شيء لم يترك شيئا غير خاضع له. الإنسان الذي هو أنقص من الملائكة قليلا كونه مجبولا من مادة زائلة من الطين جعله الله سيدا على كل شيء إلا أنه خسر هذه السلطة بسقوطه في الخطيئة ومع ذلك عاد الله الآب فأرسل ابنه الوحيد ليعيد الكرامة للانسان فتجسد وخضع للآلام. يتابع الرسول بولس: إلا أننا الآن لسنا نرى بعد كل شيء مخضعا له (للانسان) وإنما نرى الذي نقص عن الملائكة قليلا (بأخذه جسدا ماديا) يسوع مكللا بالمجد والكرامة لأجل ألم الموت لكي يذوق الموت بنعمة الله من أجل الجميع. هذا المجد الذي ناله البشر بتجسد المسيح الخلاصي وموته وقيامته البهية لم تحصل الملائكة على مثله ما يؤكد عظم محبة الله لنا. هذا يجعلنا نشعر بالتميز لكن بتواضع طبعا لأن هذا التميز يحملنا مسؤولية عظمى الأمر الذي يؤكد عليه ما نسمعه في القداس الإلهي: نشكرك أيضا من أجل هذه الخدمة التي ارتضيت أن تتقبلها من أيدينا مع أنه قد وقف لديك ألوف من رؤساء الملائكة والشيروبيم الكثيرو العيون والسيرافيم ذوو الستة الأجنحة متعالين ومجنحين. لقد تقبل الرب تقدمتنا مع أنه لا يحتاجها بوجود ذبيحة التسبيح التي تقدمها له ملائكته بلا فتور. مع ذلك نعود ونسقط في الخطايا مفضلين إياها على اتباع وصايا الرب فيما الملائكة ينفذون أوامر الله بلا تردد. يقول كاتب المزامير: الصانع ملائكته أرواحا وخدامه لهيب نار (مز 104: 4) أما نحن فنريد مجادلة الرب في كل ما يشاؤه من أجل خلاصنا".

وتابع: "كلمة ملاك تعني المرسل، وكل مسيحي مرسل على الأرض لينقل البشرى السارة إلى إخوته. هذا ما قام به القديس نكتاريوس والرسول كوارتس كل منهما بطريقته تجمعهما ميزتان هما التواضع والصبر. فالقديس نكتاريوس ظلم واضطهد وقاسى ألم الشائعات التي حيكت ضده مع ذلك لم يفتح فمه متمثلا بسيده الذي وصفه إشعياء النبي بقوله: ظلم وهو خاضع وما فتح فمه. كان كنعجة تساق إلى الذبح وكخروف صامت أمام الذين يجزونه لم يفتح فمه (53: 7). هذه إحدى ميزات المسيحي الأساسية لأن الظلم إذا جوبه بظلم مثله أتت النتائج كارثية تماما مثلما يحدث حولنا في عالم اليوم. الأسبوع الماضي تعرض كاهن أرثوذكسي لإطلاق نار وهو بعيد عن أسباب النزاعات الأخيرة تلك النزاعات التي أيقظت العصبيات الدينية في العالم أجمع. إن ما حدث مع الكاهن أو في الكنائس الأخرى حول العالم جوبه بالصلاة والتسبيح وليس بإراقة الدماء. ونحن نرفع الصلاة من أجل كل من سقط ضحية للعصبيات لكي يريح الرب نفوس من انتقل منهم إلى الأخدار السماوية ويضمد جراح من نجا. من هنا نفهم رسالة المسيحيين الملائكية رسالة المحبة والفرح القيامي لأن الغلبة والظفر يحصلان بهذه الرسالة فقط لا بالعنف الذي قد ينجر إليه البعض. ألم يعلم المسيح تلميذه الذي قطع أذن عبد رئيس الكهنة في بستان الزيتون قائلا: رد سيفك إلى مكانه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون (مت 26: 52)؟"

وقال: "القديس نكتاريوس مثال معاصر لكل المسيحيين الذين يظنون أن عليهم أن ينتقموا لأنفسهم من أجل رد الاعتبار إلى المسيحية أو من أجل تقويم عمل الآخرين. لو كان فكر القديس نكتاريوس هكذا لما وصل إلى مبتغاه أو إلى هدف المسيحية الأسمى أي التأله. نرتل لرؤساء الكهنة القديسين كالقديس نيقولاوس والقديس نكتاريوس قائلين: لأنك أحرزت بالتواضع الرفعة وبالمسكنة الغنى. القديسون هم الذين ساروا على خطى الرب بصبره على الآلام فنالوا القيامة والحياة الأبدية ونحن مدعوون لكي نفعل مثلهم. الرسول كوارتس مثال آخر يحتذى به في الحياة الروحية المسيحية. هذا الرسول الذي يعود إليه الفضل في تأسيس كنيسة بيروت هو من الرسل السبعين ومذكور في رسالة الرسول بولس إلى أهل رومية (16: 23). يصف الرسول بولس أخاه في الرسولية كوارتس بالأخ وهذه العبارة على اقتضابها تحمل المعاني الكثيرة. فالأخوة المسيحية تحمل في طياتها المحبة الكاملة والتضحية التي لا حدود لها على عكس الأخوة السياسية التي أصبحت مرادفة للمصلحة والمنفعة. الأخ في المسيح يبلسم الجراح ويأوي الغرباء ويطعم الجياع ويروي العطاش. ربما هذا ما فعله الرسول كوارتس في بيروت الوثنية التي حضر إليها حاملا بشرى الخلاص السارة. الوثنيون لا يعرفون المحبة بل يسعون وراء إشباع رغباتهم وملذاتهم. ربما كانت طريقة عيش الرسول كوارتس للمحبة المسيحية بينهم سببا لاجتذابهم إلى المسيح واهتدائهم. الرسولية أحيانا هي عمل صامت فعل محبة يدوي أكثر من الكلام الكثير. هكذا بجهلنا سيرة حياة مؤسس كنيستنا في بيروت نتأكد أن الصمت أبلغ من كثرة الكلام وأن البذار التي زرعها كانت بركة الرب فيها وها هي مثمرة حتى يومنا هذا وثمارها هم أبناء أبرشيتنا المحروسة بالله الذين لا يزالون ثابتين على إيمانهم ورجائهم رغم كل ما حملته إليهم الأيام الصعبة ولا تزال".

أضاف عودة: "أما الأخوة السياسية التي غالبا ما نسمع عنها فهي متقلبة بحسب الظروف والمصالح. فمن كان أخا اليوم أو حليفا يصبح غدا من ألد الأعداء وهذه العداوة تنعكس سلبا على المحيط وعلى الوطن. مشكلتنا في لبنان أن لا أحد يثق بالآخرين لأنه يخشى أن ينقلبوا عليه إذا ما تغيرت ارتباطاتهم أو ظروفهم. أنظروا إلى ما نعيشه اليوم. حلفاء الأمس يتناحرون وينصبون الفخاخ في وجه بعضهم البعض، وإلا ما سر العقد التي تنشأ فجأة عندما تلوح حلحلة في موضوع الحكومة؟ هل يحتمل البلد هدرا أكثر للوقت؟ هل يحتمل اللبنانيون تجاهلا أكبر؟ يبدو أن الفوضى وغياب سلطة حاكمة فاعلة تسائل وتحاسب يناسبان من يعشش الفساد في نفوسهم. يا أيها السياسيون ألا يصم آذانكم أنين اللبنانيين؟ ألا يعذب ضمائركم مشهد العاصمة المدمرة وأهلها الحزانى المشردين والمستضعفين؟ الوقت لا يمكن استعادته وقد أوشك على النفاذ في معركتنا من أجل التغيير والنهوض بلبنان. وإن ضاعت الفرصة فهي الأخيرة كما تقولون أنتم. جميعكم تنادون بالإصلاح. ماذا فعلتم لفرضه؟ كلكم ينعى الحالة التي وصلنا إليها ماذا فعلتم لتداركها؟ معظمكم يشكو من الفساد ويحمل راية محاربته ما هي الإجراءات التي اتخذتموها؟ الجميع يريد حكومة بالأمس قبل اليوم. لم لا تسهلون ولادتها؟ ولم تضعون الشروط والعراقيل؟ كلكم تريدون المداورة فلماذا تتمسكون بالحقائب التي تديرونها وكأنها ملك لكم أو حق مكتسب؟ وإذا كنتم تدعون خدمة الوطن والمواطنين إذا تسلمتم هذه الحقيبة الوزارية دون الأخرى فأنا أقول لكم إن الخدمة لا تكون في مكان دون الآخر ومن أراد الخدمة يخدم في أي مكان. أما الشعب فيقول لكم أنتم تخدمون لبنان إذا تنحيتم وفتحتم المجال أمام أصحاب الخبرة والاختصاص لأنه سئم وعودكم ومل تجاوزاتكم. ألا تدركون أن مصلحة الوطن والمواطن تأتي قبل مصالحكم؟"

وتابع: "ما يعيشه اللبنانيون من وجع وحرمان لا يسمح لكم بهذا الدلع السياسي غير المقبول حتى في مجاهل الغابات. أهكذا تؤلف الحكومات في زمن المآسي؟ هل بتصفية الحسابات والتعطيل حتى نيل المطالب أو بالتقاسم والتحاصص والشروط يكون خلاص لبنان؟ وما هي حصة اللبناني في وليمة التقاسم هذه؟ هل فكرتم بالمشردين والمحزونين والثكالى والجياع؟ هل تدخل في حساباتكم الأوضاع الاقتصادية المنهارة والأوضاع الاجتماعية السيئة وأوضاع الطلاب والمرضى والعاطلين عن العمل وكل ذي حاجة؟ أوقفوا تدمير لبنان بسبب تعنتكم وكبريائكم وأنانيتكم. ألم يكفكم تفجير بيروت؟ هل تريدون تفجير لبنان بمن فيه؟ دعوا الرحمة تدخل قلوبكم وأعلنوا توبتكم عن كل الخطايا التي اقترفتموها بحق هذا البلد وأبنائه. إن عمرا بكامله لن يكفيكم لتتوبوا عن كل أخطائكم. أنتم اليوم على قيد الحياة. هل تعلمون ماذا يخبئ لكم الغد؟ في الماضي خاطبت ضمائركم ولكن دون جدوى. اليوم أخاطب قلوبكم علها تلين. أنتم تنحرون لبنان. ماذا تتركون لأبنائكم ولأحفادكم إن كنتم لا تأبهون للبنانيين؟ ألا تلاحظون الشرخ الكبير بينكم وبين شعبكم؟ لقد فقدتم شرعيتكم يوم نزع الشعب ثقته منكم. أتركوا هذا الشعب الطيب يعيش. إنه يستحق الطمأنينة والسلام والعيش الهانئ الكريم في دولة عادلة ويقظة بعد كل العذابات التي ذاقها ولسان حاله يقول من فجر منازلنا وقتل أولادنا وشردنا وأفقرنا وجوعنا؟ أين نتيجة التحقيق ومن هو المذنب؟ المواطن ما زال خائفا على حياته وأمنه ومستقبل أبنائه وما زال يترقب أي انفجار أو مصيبة ستحل به بعد وأنتم تتلهون بحصصكم غير آبهين لمسؤوليتكم ولحكم الله الآتي عليكم".

وختم عودة: "البلد لا يبنى بالاستئثار واللامبالاة أو الحقد والانتقام أو التدخلات والإملاءات ولا بالتعويل على الخارج أو الارتباط به. البلد يحتاج لرجالات كبار يتحلون بالحكمة والعلم والنزاهة والتواضع والصبر والقدرة على العمل الدؤوب النافع عاملين بأحكام الدستور مترفعين عن كل مصلحة إلا مصلحة الوطن. فمن له أذنان للسمع فليسمع".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 08 و09 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

معاييره ومفاهيم خينا جبران الوطنية مشقلبي فوقاني تحتاني ومؤتمره الصحفي اليوم كان صف حكي فاضي

الياس بجاني/08 تشرين الثاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/92200/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%8a%d9%8a%d8%b1%d9%87-%d9%88%d9%85%d9%81%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%ae%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7/

*العدالة تقضي فرض عقوبات ليس فقط على باسيل، بل على كل سياسي ومسؤول لبناني استسلم لحزب الله الإرهابي والمحتل وتخلى عن لبنان واستقلاله وسيادته.

*قد لا تكون هناك لدى الشعب اللبناني ادلة موثقة على الفساد المالي للصهر أو لغيره من الزلم والمحاسيب والودائع من شركة حزبه التعتير، إلا أن قمة الفساد واللاوطنية والركوع والخنوع هي كلها مجسدة في ورقة التفاهم مع حزب الله، وهذه حقيقة دامغة ومؤكدة ووحدها مبرر أكثر من كافي في مفهوم ومعايير الأحرار والسياديين واللبناناويين من أهلنا لوضعه على قائمة العقوبات الأميركية … وهذا أقل الإيمان.

 

 

نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة لليوم 08 تشرين الثاني 2020/

المطران الياس عودة للسياسيين: تخدمون لبنان إذا تنحيتم وعمر بكامله لن يكفيكم لتتوبوا/الأحد 08 تشرين الثاني 2020

البطريرك الراعي من طرابلس: نريد عدالة تكشف الفساد والمفسدين ونريدها شاملة لا انتقائية/الأحد 08 تشرين الثاني 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92210/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-3/

 

 

حارت بهِ الفكرُ... انه بالفعل صليب لا يطاق ولا يحتمل نجَّرَه الجلادون لأنهم غلاظ الرقاب قتلة.

الأب سيمون عساف/08 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92208/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%ad%d8%a7%d8%b1%d8%aa-%d8%a8%d9%87%d9%90-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1%d9%8f-%d8%a7%d9%86%d9%87-%d8%a8%d8%a7/

 

 

The Challenges of Post-Electoral America and the Abraham Lincoln Paradigm/Charles Elias Chartouni/November 08/2020

شارل الياس شرتوني: تحديات أميركا ما بعد الإنتخابات ونموذج ابراهام لنكولن

http://eliasbejjaninews.com/archives/92212/charles-elias-chartouni-the-challenges-of-post-electoral-america-and-the-abraham-lincoln-paradigm-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%aa/

“ With malice towards none, with charity for all, with firmness in the right as God gives us to see the right, let us strive on to finish the work we are in, to bind the nation’s wound, to care for him who shall have borne the battle and his widow, and his orphan, to do all which may achieve and cherish a just and lasting peace among ourselves and with all nations. ” Abraham Lincoln (2d inaugural address, March 4th 1865 )