المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november01.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/إن كان من سبب واحد جوهري لفشل عون بعد عودته من المنفى فهو “ورقة التفاهم” الخطيئة التي وقعها مع حزب الله/في الذكرى الرابعة لرئاسته نعيد من أرشيفنا لعام 2007 نشر مقابلة بالصوت والنص مع الإعلامي الياس الزغبي تشرح وتعري الورقة /نص الورقة باللغتين العربية والإنكليزية

الياس بجاني/الله والأنبياء والقديسين ليسوا بحاجة البشر للدفاع عنهم، بل العكس هو الصحيح. أما تجار الأديان من جهاديين وأقرانهم فهم كوارث إرهابية

الياس بجاني/نهاية حزب الله ومعه سيد امونيوم حتمية

الياس بجاني/جرائم فرنسا اليوم مستنكرة ولا علاقة لها بالله والحضارة والأخلاق والحقوق والإنسانية. همجية تعود بثقافتها إلى ما قبل القرون الحجرية

الياس بجاني/مرحبا مقاومة والف مرحبا تحرير.. كله نفاق ودجل وتجارة وضحك ع دقون المعترين

الياس بجاني/كفى لبنان واللبنانيين عهر ونفاق وإرهاب تجار المقاومة والتحرير

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الكاتب والوزير السابق سجعان قزي من تلفزيون المر يُقيِّم من خلالها 4 سنوات الهعد ويبدي رأيه في كافة الملفات التي تشغل وتقلق اللبنانيين بدءاً بالحكومة وطبختها وانتهاءً بترسيم الحدود مع دولة إسرائيل

بعض عناوين مقابلة سجعان قزي من تلفزيون المر

تفريغ ونص وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

شبكة اتصالات “الحزب” في لبنان.. معلومات وتفاصيل/جوني فخري/العربية

مشروعٌ تركي استعماريّ في الشمال... لبنان بَين خطر الامبراطوريتين

الحكومة في خبر كان... هذه هي العِقد أمام ولادتها

إسرائيل: حزب الله هو الخطر الأكبر في الجولان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 31/10/2020

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 31 تشرين الأول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: سنة خامسة عونية: تفاقم الانهيارات ورهان حكومي

عهد مثقل بالأثمان في خريف لبنان/رفيق خوري/انديبندت عربية

امكانية كبيرة لتقديم الحريري اعتذاره

كورونا: 12 وفاة و1699 إصابة..ونسب الفحوص الموجبة ترتفع

خلف يجتمع بمجموعات تشرين: مبادرة وطنية لاستعادة الدولة وشرعيتها

طلاب "اللبنانية" في الشمال: إضراب الأساتذة يهدد حياتنا ومستقبلنا

جشع المحاصصة يضعضع اندفاعة “التأليف”

بهذه الشروط تعود السعودية الى لبنان!

تقارير فرنسية: "حزب الله" وراء تظاهرة قصر الصنوبر… جشع المحاصصة يضعضع اندفاعة "التأليف"

فضيحة... بـ "المرسوم" المشهود!

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

الرسوم الكاريكاتورية  التافهة، قد أثبت أن بناءنا العقلي ما زال قاصرا عن تحمل الرأي الآخر/أحمد سويسي

توقيف مُشتبه فيه آخر وإحباط هجوم جديد ولودريان يُحذّر من تهديدات "في كلّ مكان

ماكرون: تم تحريف كلامي ولست مؤيدا للرسوم الكاريكاتورية

اعتقال رجل ثالث على ذمة التحقيق في هجوم نيس

انفجار يهزّ “آطا شهر” بالجانب الأسيوي في إسطنبول

ترامب: الأمة عند مفترق طرق

موسكو جاهزة لمساعدة أرمينيا.. وأذربيجان تعترض

روسيا كانت جددت الدعوة إلى وقف لإطلاق النار في كاراباخ بعد طلب أرمينيا المساعدة

واشنطن: إيران لا تملك سوى 10 مليارات دولار فقط في احتياطياتها!

بومبيو: سنطال أي جهة تساعد إيران في التهرب من العقوبات

السراج يتراجع عن استقالته قبيل انطلاق مسارين ليبيين للتفاوض

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"الزوبعة" في الفنجان/نجم الهاشم/نداء الوطن

تعيين وزيرين ودكتور في ملاكها بمرسوم جمهوري!...متفرّغو الجامعة اللبنانية... دكاترة "بسمنة" ودكاترة "بزيت"؟/مريم مجدولين لحام/نداء الوطن

زمن المساومات والمفاوضات/د. ميشال الشماعي/نداء الوطن

طرد "زين" من "تاتش"... وديوان المحاسبة "يلاحق" الستة ملايين دولار/كلير شكر/نداء الوطن

"القوات" تتصدّى لـ"الصفقة" الجديدة... هل تُشعل الشارع؟/ألان سركيس/نداء الوطن

ضبابية التشكيل تفتح على مناخات ذات طابع تفجيري/غادة حلاوي/نداء الوطن

الرواية الكاملة لـ "المنتديات"... أين القطبة المخفية؟/وليد الخوري/ليبانون ديبايت

سكين "الحزب و"عنق" المبادرة!/احمد عياش/انهار

العهد القويّ وبنك الأهداف/سناء الجاك/نداء الوطن

حكومة الحريري تنتظر مَن يُنزلها عن سلّم التنازلات/نقولا ناصيف/الأخبار

التحاصص يشتد.. عون يريد تكثير الوزراء والأشغال لحزب الله/منير الربيع/المدن

سؤالان لا يُسألان/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

ترسيم في الجولان وشرق أوسط جديد/راجح الخوري/الشرق الأوسط

عالم ما بعد الانتخابات الأميركية/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

الأميركيون إلى أين بعد 3 نوفمبر؟/إميل أمين/الشرق الأوسط

خسائر المسلمين في فرنسا بسبب “غزوة قطع رأس الأستاذ”!/بشير العبيدي/موقع اليوم الثامن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

البيان التأسيسي ل"جامعيون مستقلون من اجل الوطن"

التيار الوطني: للاسراع في تشكيل الحكومة وعدم ربط هذا الاستحقاق بأي تطور خارجي

شلالا في جردة عن السنوات الأربع من عهد الرئيس عون: السنوات الأولى حفلت بانجازات على مختلف الصعد ومن لا يرون أي إيجابيات يريدون تجاهل الحقائق

فيديو ونص عظة البطريرك مار بشارة الراعي في ختام سينودس أساقفة الكنيسة المارونية المقدس الذي عقد في بكركي: ندعو الى تعزيز الشراكة المسيحية الاسلامية في العالم وتبديد أجواء صراع الاديان

بيان السينودس/اختتام أعمال سينودس الكنيسة المارونية في بكركي: تدابير كنسية وراعوية ومبادرات لخدمة المجتمع

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها

إنجيل القدّيس متّى16/من13حتى20/:”جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟». فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء». قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟». فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها. سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات». حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/إن كان من سبب واحد جوهري لفشل عون بعد عودته من المنفى فهو “ورقة التفاهم” الخطيئة التي وقعها مع حزب الله/في الذكرى الرابعة لرئاسته نعيد من أرشيفنا لعام 2007 نشر مقابلة بالصوت والنص مع الإعلامي الياس الزغبي تشرح وتعري الورقة /نص الورقة باللغتين العربية والإنكليزية

http://eliasbejjaninews.com/archives/14442/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81%d9%86%d8%a7-%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%b3%d8%a8%d8%b9/

 

الياس بجاني/من أرشيفنا/مقابلة بالنص والصوت أجريناها من كندا عبر التلفون مع الإعلامي والسياسي والكاتب السيادي الياس الزغبي سنة 2007 في الذكرى الأولى لتوقيع ورقة التفاهيم بين العماد ميشال عون والسيد نصرالله في 06 شباط عام 2006 في كنيسة مار مخائيل.

31 تشرين الأول/2020

*ملاحظة: الياس بجاني/المقدمة بالصوت هي من أرشيف 2014 وبما أن لا شيء تغير فقد ابقيناها دون تغيير أو تعديل

بالصوت/فورماتWMA/من أرشيف موقعنا الألكتروني لسنة 2007/ورقة تفاهم عون-نصرالله/أضغط هنا للإستماع للمقابلة

http://www.clhrf.com/elias.editorials15/zoghby07.2.14.wma

 

بالصوت/فورماتMP3/من أرشيف موقعنا الألكتروني لسنة 2007/ورقة تفاهم عون-نصرالله/أضغط نا للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.interview%20withzoghby02.07.mp3

أهم عناوين المقابلة كمع الياس الزغبي/أجرى المقابلة ولخصها وأفرغها وكتب نصها بحرية وبتصرف كامل الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/14442/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81%d9%86%d8%a7-%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%b3%d8%a8%d8%b9/

*أخطر بنود الورقة هو البند العاشر الذي يتناول سلاح حزب الله، ويصفه بالوسيلة المقدسة.

*التعاطي مع سلاح حزب الله طبقاً للورقة هو تعاط مع الآلهة.

*الورقة لا تطرح أية آلية لمعالجة هذا السلاح وتسليمه للدولة ولا هي تحدثت عن مدد زمنية لإنهاء دوره، بل فتحت له المدى الزمني لسنين غير محددة وهي ربطت مصيره بمصطلح غامض ومطاط هو “الدفاع عن لبنان”.

*الأمر الأخطر في الورقة هو الذي يقول “سلاح حزب الله”، وليس حتى سلاح المقاومة وهنا افتراضاً إذا أراد أي مسيحي لبناني أن يحمل البندقية ليقاوم فالنص لا يشمله، وبالتالي فأمر المقاومة محظور عليه.

*ربط سلاح حزب الله بـ حماية لبنان ونضوج الظروف الموضوعية المبهمين في الورقة هما فخ ومشكلة.

*لا ذكر في الورقة إطلاقاً للجيش اللبناني/وظفت الورقة شرعة حقوق الإنسان لتبرير حمل حزب الله للسلاح بحجة الدفاع عن النفس.

*أستغرب كيف وقع التيار الوطني الحر في فخ حزب الله وهو يعلم أن عقيدة الحزب لا تعترف بشيء اسمه المجتمع الدولي ولا بالأمم المتحدة.

*إن عقيدة حزب الله تعترف بالشريعة الدينية فقط وليس بالشرعة الدولية.

*إن توقيع التيار الوطني الحر على ورقة التفاهم مع حزب الله تعني ببساطة متناهية أنه وقع في مطبات عديدة أخطرها تبنيه عقيدة الحزب الأصولي هذا وموافقته على عدم الاعتراف بالشرعية الدولية وشرعة حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومن هنا غابت كلمة الدولة عن كل بنود نص الورق.

*أمر محزن جداً هو انقلاب على ذاته وكل ما ورد في الورقة يتناقض كلياً مع تاريخ العماد عون وطروحاته الوطنية والنضالية طوال سنين.

*إن عودة اللاجئين من إسرائيل طبقاً لبنود الورقة يعرضهم لمحاكمات أشد هولاً وأكثر ظلماً من تلك التي أجريت لمن بقي من أهل الشريط الحدودي في لبنان سنة الفين ولم يلجأ إلى إسرائيل.

*باختصار إن النص الذي استعمل في صياغة الورقة يعبر عن حالة التحاق كاملة للتيار الوطني الحر بما كان يريده حزب الله.

*الورقة تقر بنظرية الأسد الأب ًشعبين في بلد واحد”.

في الورقة تنازلٌ مطلق من قبل العماد عون لمصلحة حزب الله.

*الورقة تصف الاحتلال السوري بالتجربة.

*لم تقدم الورقة أي حل للمخطوفين والمغيبين في سجون سوريا والعماد عون أنكر وجودهم.

 

الله والأنبياء والقديسين ليسوا بحاجة البشر للدفاع عنهم، بل العكس هو الصحيح. أما تجار الأديان من جهاديين وأقرانهم فهم كوارث إرهابية

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2020

God, prophets & saints do not need people to defend them, rather the opposite is true. As for religious merchants, including Jadeists and their peers, they are mere terrorist disasters

 

نهاية حزب الله ومعه سيد امونيوم حتمية

الياس بجاني/29 تشرين الأول/2020

نهاية حزب الله ومعه سيد امونيوم المنافق أمر حتمي وإن طال زمن الفجور والعهر والإجرام. لبنان بلد قداسة وشهداء ونقيض كل ما هو ملالوي.

 

جرائم فرنسا اليوم مستنكرة ولا علاقة لها بالله والحضارة والأخلاق والحقوق والإنسانية. همجية تعود بثقافتها إلى ما قبل القرون الحجرية

الياس بجاني/29 تشرين الأول/2020

France's crimes of today are condemned and have nothing to do with God, civilization, morals, rights and humanity. This is dire barbarism that traces its education and culture back to pre-stone centuries

 

مرحبا مقاومة والف مرحبا تحرير.. كله نفاق ودجل وتجارة وضحك ع دقون المعترين

الياس بجاني/29 تشرين الأول/2020

واذا كملوا سيد امونيوم وبري الهرولي ع التطبيع والتلميع مع ولاد العم أكيد راح يزوروا دولة إسرائيل المقاومة قريبا بدعوة من حبيبون  المقاوم نيتنياهو

 

أنت في حزب لبناني: إذاً أنت إنسان آلي يتم التحكم بك بريموت كونترول

الياس بجاني/28 تشرين الأول/2020

*إن مشاركة الأحزاب أكانت شركات محلية أو وكيلة  للخارج في أي مجموعة من مجموعات الثورة السيادية واللبناناوية هي غلطة مميتة وانتحارية في حال تمت، ومن الأسلم أن لا يعمل بها على خلفية المثل القائل، “لا تنام بين القبور ولا تحلم بالكوابيس”.

http://eliasbejjaninews.com/archives/91837/91837/

ترى هل في لبنان أحزاب بمعايير ومفاهيم أحزاب الدول الغربية والديمقراطية حيث مبدأ تداول مواقع السلطة والشفافية المالية والانتخابات والمحاسبة والقوانين المؤسساتية الضابطة والأهداف العلنية إضافة إلى قيم وأسس احترام العقل والعلم والحرية والمنطق وخدمة الوطن وليس الأفراد أو الدول الأجنبية أو الجماعات الجهادية؟ بالطبع لا، وما تسمى أحزاب في لبنان جميعها، ودون أية استثناءات هي إما شركات تجارية وعائلية، أو جهادية ووكيلة لمرجعيات أو دول أجنبية.

أهداف هذه الأحزاب الشركات الوكيلة والجهادية تتمحور حول الربح المادي والزعامة والسلطة والنفوذ واستعباد الناس والمتاجرة بهم، أو العبودية للمراجع الأجنبية والدينية بما يخص الأحزاب الوكيلة والجهادية من مثل حزب الله، الوكيل الإيراني.

ففي آلية عمل هذه الشركات الأحزاب كافة، المالك أو ورثته أو المراجع الخارجية (للأحزاب الوكيلة والجهادية) هم دائماً على صواب ومطلوب من الحزبي في أي موقع كان الطاعة العمياء، والتبعية الغنمية المذلة، وتنفيذ الإملاءات والأوامر دون سؤال، وإلا لا مكان له في الشركة-الحزب.. أو في الحزب الوكيل.

من هنا فإن الحزبي للأسف في لبنان هو مواطن تخلى عن حقوقه في المواطنة وكذلك عن حريته، وارتضى العبودية بأبشع صورها، وقبّل لعب دور “الزلمي”، و”التابع” “والهوبرجي” لأصحاب الشركة الأحزاب، أو خادماً ومسلحاً لأجندات شركات الأحزاب الجهادية والوكيلة للخارج مثل حزب الله الوكيل الملالوي.

وبناءً على هذه الحقائق البشعة والمهينة للعقل ولمبدأ الحرية، فإن لا وجود عند الحزبي في لبنان لحاسة نقد ولو جزئية، ولا فسحة في عقله لأي منطق أو رأي مستقل.

الحزبي اللبناني إذاً هو في مفهوم التكنولوجيا الحديثة مجرد “ريبوت”، أي إنسان آلي، يُسَّير عن بعد أوعن قرب بريموت كونترول أصحاب شركة الحزب المحلية أو الوكيلة.

وبنتيجة هذه “الريبوتية”، لا نسمع، ولن نسمع في أي وقت، أن حزبي ما ومهما على شأنه قد اعترض على قرار واحد يتعلق بمواقف أو تحالفات أو معايير عداء أو سلم أو حرب اتخذه صاحب شركة حزب أو وكيل للخارج الذي يزين صدره الحزبي هذا بزرها أو يلف حول رقبته فولارها… من يعترض يطرد ويُخّون وربما يصفى جسدياً.

في الخلاصة، فإن مشكلة لبنان الأساسية هي ليست محصورة حالياً في الاحتلال الإيراني البغيض والمجرم والإرهابي وفي حكام طرواديين ودمة وواجهات، بل تكمن أيضاً في قسم كبير منها في تبعية وغنمية السواد الأعظم من العاملين في المجال الحزبي.

بناء على كل ذكرنا فإن مشاركة الأحزاب أكانت شركات محلية أو وكيلة  للخارج في أي مجموعة من مجموعات الثورة السيادية واللبناناوية هي غلطة مميتة وانتحارية في حال تمت، ومن الأسلم أن لا يعمل بها على خلفية المثل القائل، “لا تنام بين القبور ولا تحلم بالكوابيس”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الكاتب والوزير السابق سجعان قزي من تلفزيون المر يُقيِّم من خلالها 4 سنوات الهعد ويبدي رأيه في كافة الملفات التي تشغل وتقلق اللبنانيين بدءاً بالحكومة وطبختها وانتهاءً بترسيم الحدود مع دولة إسرائيل

http://eliasbejjaninews.com/archives/91933/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d9%82/

بعض عناوين مقابلة سجعان قزي من تلفزيون المر

تفريغ ونص وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

31 تشرين الأول/2020

*ما أنجزه وما لم ينجزه عهد الرئيس عون بعد مرور 4 سنوات وما أتمنى أن ينجزه في الفترة المتبقية.

*لا يحق دستوريا وميثاقياً للثنائية الشيعية السيطرة المطلقة والمؤبدة على وزارة المال، وكذلك ليس من حق الرئيس الحريري دستورياً أن يعطي الثنائية وعود في هذا الشأن.

*تشكيل الحكومة متعثر وفي حال صحت التسريبات فإنها ستكون أسوأ حكومة عرفها لبنان قياساً مع الظروف المأساوية التي تشهدها البلاد. *بشير الجميل لا يقارن بأي زعيم أو رئيس أو سياسي لبناني آخر..هو له وضعية وجدانية  ووطنية خاصة وقد انجر في أيام قليلة رئاسياً ما لم ينجزه أي رئيس.. وهو من جاء بمفهوم الرئيس القوي الذي يمكنه أن يتفاهم مع الغير ويكون ضمانة.

*نتمنى للرئيس الحريري النجاح ولكن ما يرشح من معلومات عن التركيبة الوزارية لا يطمئن ولا يشجع.

*البطريرك الراعي دخل على الخط على خلفية وطنية لينقذ ما يمكن إنقاذه وهو ليس ضد الرئيس الحريري أو معه بل هو مع الدستور ومع الميثاق ومع المعايير الموحدة.

*المبادرة الفرنسية ضرورة ويجب التمسك بها علماً أن بعض مستشاري الرئيس الفرنسي الذين يجهلون لبنان ووضعه قد أساؤوا لها وشوهوها.

*العهد هو من يستهدف المواقع المارونية في الدولة ويهاجمها ويعطل أدوارها من مثل قيادة الجيش وحاكمية البنك المركزي والمواقع القضائية العليا وكأن لا هم له في غير مجالات.

*ترسيم الحدود مهم ولكن كان يجب أن يبدأ على أساس اتفاقية الهدنة وقواعد الحدود المعترف بها دولياً وليس على  أساس اتفاقية نيسان. الخوف هو أن تكون المشكلة مستقبلاً بين الدولة وحزب الله في حال نجحت المفاوضات الحالية مع إسرائيل.

*زيارة السفير الأميركية وأيضاً زيارة ممثل الأمم المتحدة في لبنان للرئيس عون اليوم يشير إلى أن الأولوية هي للترسيم وليس للحكومة.

*هيمنة حزب الله على القرار هو المشكلة  ويجب إعطائها الأولية في إيجاد الحلول والمخارج الدستورية.

 

شبكة اتصالات “الحزب” في لبنان.. معلومات وتفاصيل

جوني فخري/العربية/31 تشرين الأول 2020

في الوقت الذي تتعمق أزمة لبنان السياسية والاقتصادية، يراوح ملف تشكيلة الحكومة مكانه، وسط شروط وشروط مضادة، وهيمنة حزب الله بسلطة الأمر الواقع، على هذا الملف كما غيره من الملفات لا سيما الأمنية في البلاد. فالعديد من اللبنانيين يدركون سطوة حزب الله، وقد أعاد البعض التذكير خلال الأيام الماضية بما حصل في الخامس من أيار العام 2008 ، حين فجّرت شبكة اتصالات حزب الله التي أكد الحزب أنها “سلاح إشارة” وعنصر أساسي في استراتيجية “مقاومته” لإسرائيل، فتيل مواجهات عسكرية بعدما قررت الحكومة آنذاك برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة اعتبارها غير شرعية وغير قانونية وتشكّل اعتداء على سيادة الدولة والمال العام قبل أن تعود عن قرارها بعدما اجتاح حزب الله عسكرياً مدينة بيروت وقرى في جبل لبنان وأدى ذلك إلى سقوط أكثر من مئة قتيل ومئات الجرحى.

وأكد تقرير للحكومة اللبنانية حينها أن تلك الشبكة يمكنها أن تضم حتى مئة ألف خط، وتتيح لحزب الله ربطها بشبكة الهاتف العمومية. وقررت ملاحقة المسؤولين عنها قضائياً، مشيرةً إلى وجود دور إيراني على هذا الصعيد من خلال ما تقوم به هيئات إيرانية.

في المقابل أكد حزب الله أن تلك الشبكة جزء من منظومة حمايته وربطها بسلاحه وبهدف التشويش على الأجهزة الإسرائيلية. كما أنها لعبت وفق الحزب دوراً رئيسيا في قتاله خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف 2006. والأسبوع الماضي أيضا ذكّر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أحداث 7 أيار 2008 التي نتجت عن قرار الحكومة بإلغاء شبكة اتصالات حزب الله.

فمتى مُدّت هذه الشبكة وكيف تعمل؟

بعد انتهاء الحرب اللبنانية الداخلية في أوائل تسعينيات القرن الماضي، بدأ حزب الله بمدّ شبكة اتصالات تابعة له في عدد من المناطق اللبنانية بموازاة شبكة الاتصالات التابعة للدولة. وشكّلت تلك الشبكة (وحدة 4-600) جزء من المنظومة الأمنية تماماً كسلاحه، وبما أن جنوب لبنان شكّل نقطة انطلاق عملياته العسكرية في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة كان لا بد من تعزيز تواصل قادة الجبهات العسكرية والمسؤولين الحزبيين بشبكة اتصالات خاصة تحميهم في حال تعرّضهم لهجوم في الخارج، لاسيما إسرائيل أو في حال وقوع مواجهة مسلّحة مع خصومهم في الداخل. وبحسب معلومات “العربية.نت” فإن حزب الله بدأ بمد شبكة الاتصالات في أوائل العام 1990، حيث ألزم الشركات المتعهّدة أعمال البنى التحتية في البلديات المحسوبة عليه سياسياً، لاسيما في الجنوب والبقاع وجنوب بيروت بتنفيذ أعمال الحفريات لمدّ الكابلات تحت الأرض، مقابل إعطائها تلزيمات أخرى على أن يتولى هو بنفسه مهمة مدّ كابلات الاتصالات. وتمتاز شبكة اتصالات الحزب في مناطق الجنوب، البقاع وجنوب بيروت بأنها شبكة سلكية (تحت الأرض) في حين أن المناطق الأخرى مثل الشمال وبعض المناطق المسيحية في جبل لبنان تم مدّ فيها شبكة اتصالات لاسلكية (أي خطوط معلّقة على عامود كهربائي).

مساعدة إيرانية

وبُعيد حرب تموز في العام 2006، تعرّض جزء كبير من شبكة الاتصالات هذه لأضرار جسمية جرّاء القصف الإسرائيلي، غير أن الهيئة الإيرانية التي ساهمت في إعادة إعمار بعض المناطق المدّمرة في الجنوب، أرسلت بالتوازي عدداً من أعضائها إلى الجنوب بهدف المساعدة في إعادة مدّ شبكة الاتصالات.

تشمل كل لبنان ومنذ سنوات، اكتمل بناء الشبكة في جنوب لبنان والبقاع وبيروت والشمال، فضلا عن بعض المناطق المسيحية في جبل لبنان. وبحسب معلومات لـ”العربية.نت” فإن معظم المسؤولين العسكريين والسياسيين والعناصر والأفراد في حزب الله، خصوصاً أعضاء مجلس الشورى وهو القيادة العليا في الحزب يتواصلون عبر شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب. يُذكر أن مجلس شورى حزب الله يتألف من سبعة أعضاء يتولى كل منهم ملفاً خاصاً، ويرأسه أمين عام الحزب حسن نصرالله.

تشمل مسؤولين رسميين في الدولة

ولا تقتصر شبكة الاتصالات الخاصة هذه على مسؤوليه وقادته العسكريين بل تشمل وفق معلومات “العربية.نت” مسؤولين رفيعي المستوى يتولّون مهمات في شتى المجالات والإدارات العامة في الدولة اللبنانية. وبحسب المعلومات أيضاً فإن مسؤولين في أحزاب حليفة سياسياً لـ”حزب الله” موجودون ضمنها ويتواصلون مع قادة في الحزب من أجل التنسيق في مجالات عديدة. حتى إن وزيراً سابقاً بارزاً (نتحفّظ عن ذكر اسمه) ممن يحضر اجتماعات مع مسؤولين من حزب الله كممثل عن حزبه السياسي موجود ضمن شبكة اتصالات الحزب، ويتواصل معهم في كل شاردة وواردة.

شبكة ناشطة

إلى ذلك، كشف رئيس الحكومة السابق، فؤاد السنيورة، لـ”العربية.نت” “أن شبكة اتصالات حزب الله لا تزال قائمة ويدخل من خلالها الحزب الى شبكة الاتصالات التابعة للدولة لمراقبة كل شيء في لبنان”. ولفت الى “أن الدولة اللبنانية لا تملك سلطة على هذه الشبكة”.

من جهته، كشف وزير الاتصالات آنذاك في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي اعتبرت شبكة حزب الله غير شرعية، النائب مروان حمادة لـ”العربية.نت” أنها باتت موجودة في كل لبنان من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب والبقاع وبيروت وجبل لبنان، لاسيما في المناطق المسيحية”.

تستخدم حفريات الدولة

كما أشار إلى “أهداف كثيرة لهذه الشبكة على رغم أن حزب الله “يدّعي” أنها جزء من سلاحه الدفاعي، فهي تُشكّل اعتداءً على الأملاك العامة، لأنها في بعض المناطق استخدمت الحفريات ذاتها التي نفّذتها مؤسسة “أوجيرو” التابعة للدولة من أجل مدّ الكابلات الخاصة بها”.

بدوره، اعتبر منسّق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” سابقاً النائب السابق فارس سعيد لـ”العربية.نت” “أن شبكة اتصالات حزب الله هي “سلاح الإشارة”، كما سمّاها، ولا تزال قائمة”. ولفت إلى “أن الدولة اللبنانية سلّمت بوجود سلاح غير شرعي إلى جانب سلاح الجيش اللبناني، لذلك هي تُسلّم بأن شبكة الاتصالات هي جزء من هذا السلاح غير الشرعي”.

 

مشروعٌ تركي استعماريّ في الشمال... لبنان بَين خطر الامبراطوريتين

"ليبانون ديبايت/31 تشرين الأول 2020

يقع لبنان بين مشروعَي امبراطوريتين ضاربتين في عمق التاريخ جذورهما، فبعد تَمكّن إيران "الفارسية" من نسج تحالف لها مع حزب الله وزرعه كأداة لتنفيذ سياستها في لبنان وهو ما أعلنته القيادة الايرانية صراحة انها تسيطر على 4 عواصم عربية هي بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، ليتحوّل جنوب لبنان إلى فالق لزلازل عسكرية وامنية. الشمال اللبناني ليس بعيداً هو الآخر عن مشروع توسعي "عثماني"، حيث يبدو أن الخطر التركي الداهم في حال تماديه سيجعل من عاصمة الشمال مسرحاً لتنفيذ مشاريع سياسية وأمنيّة مشبوهة.

معطيات عديدة تؤكّد لـ "ليبانون ديبايت"، "وجود بؤرة مسلحة شمالاً إضافة إلى مشاريع سياسية يتم ترتيب فصولها". وقد ذكرت مصادر أمنية مطلعة لـ "ليبانون ديبايت" في هذا المجال، "بروز شخص يُدعى أبو أحمد القاضي مرتبط بالأجهزة الامنية التركية، والانكى أن الاجهزة الامنية اللبنانية على عِلم بمجموعته المُسلحة التي تتخذ من عيون السمك في شمال لبنان مقرّاً لها، ويُحكى ان عددهم بحدود الـ 250 مسلحاً يحملون جوازات سفر لبنانية ربما تكون مزورة!". وتضيف المعلومات، ان "البعض من هؤلاء المسلحين التابعين لمجموعة أبو احمد القاضي يتّجه للمشاركة في الحرب في أذربيجان وليبيا حيث تنشط المشاريع التركية التوسعية". وأشارت المصادر عينها، الى ان "تركيا تلعب لعبة خطيرة من خلال منح جنسيات لمجموعات سنية في الشمال تارةً بحجة انتماء البعض منهم الى الاثنية التركمانية، وتارةً أخرى بحجة أنهم من أصول تركية وقد بلغ عدد الذين حصلوا على الجنسية التركية ما يفوق الـ 50 الف".

وتتوقف تلك المصادر عند "خطورة هذا الموضوع المُتمثل في إعطاء الحجة لتركيا والاجازة لها بالتدخل في لبنان لحماية الاقلية التركية بحال تعرّض هؤلاء اللبنانيين - الاتراك الى أي اعتداء أمني أو عند حدوث أي خضة أمنية في الشمال".

وتتحدث المصادر الامنية عن "خطر آخر يتمثل بالوكالة التركية للتعاون والتنسيق - تيكا التي نشطت في الآونة الأخيرة من خلالها عملها في ترميم المشافي وتقديم المساعدات وأعمال الاغاثة والطبابة وقامت مؤخراً بترميم مسجد عثمان بن عفان في بيروت، متسائلةً عن أهدافها ومدى إرتباطها بمشاريع تركيا السياسية في لبنان". ولفتت المصادر إلى "الدور الكبير الذي استفادت منه تركيا بعد انفجار مرفأ بيروت"، كاشفةً عن "ممارسة ضغط كبير لتعزيز دور مرفأ طرابلس وهو الواقع ضمن حاضنة سنية وإمكانية تحوّله إلى ممر لها للولوج الى الداخل اللبناني".

وبالعودة إلى انفجار مرفأ بيروت، تشير المصادر الى انّ "جميع التقارير تجزم أن شحنة نيترات الامونيوم التي وصلت الى المرفأ لتنفجر فيما بعد وفق ظروف لا زالت غامضة حتى الساعة، جرى تغيير طاقم الباخرة في تركيا، وهنا تطرح علامات استفهام كبيرة حول الدور التركي في ايصال الشحنة الى مرفأ لبناني لتتفرع منه اسئلة اخرى تتعلق بوجهة تلك الشحنة وايصالها الى الجماعات المسلحة والمتقاتلة في سوريا". وتستشعر تلك المصادر خطر "النشاط التركي البارز في العمل على استقطاب وسائل الاعلام، ولا يخفى انضمام رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي وتحوّله إلى رجل تركيا الاول في الشمال والعمل على استقطاب اخرين ومنهم الوزير السابق أشرف ريفي"، إضافة الى "دخول تركيا الى المؤسسة العسكرية عبر تقديم هبات له". وتشير المصادر الى "فتور في العلاقة بين حزب الله وكرامي نتيجة ارتباطه المستجد بتركيا". أضف الى كل ما تقدّم، الدور المُحرِّض الذي تقوم به تركيا كحامي للمسلمين السنّة في العالم بعد تحويلها كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد ومزايدتها في الدفاع عن إهانة الرسول محمد واعتبار نفسها كمرجعية للدفاع عن المسلمين في مواجهة دول الخليج وتصويرها على انها مُتخاذلة في الدفاع عن المقدسات، فضلًا عن اطلاقها تسمية المُطبّعين على الدول المتعاملة مع اسرائيل في الوقت الذي كانت فيه تركيا أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل عام 1949، أي بعد قيام إسرائيل بشهور قليلة. وهنا يُصبح السؤال مشروعًا، ما هي الإجراءات التي تتخذها الدولة اللبنانية حتى لا نصل إلى المحظور ونقطة اللاعودة وخروج الأمور من السيطرة الأمنية؟

 

الحكومة في خبر كان... هذه هي العِقد أمام ولادتها

"ليبانون ديبايت"/31 تشرين الأول 2020

تُحاصرُ العقد ولادة حكومة الرئيس سعد الحريري، الأمر الذي أطاح بالأجواء التفاؤلية التي طغت على الأيام السابقة وبخاصة بعد اعلان عدد من المسؤولين ومنهم الرئيس نبيه بري عن قُرب ولادتها خلال أيام. ولفتت مصادر مواكبة لعملية التأليف، إلى أنّ "تأجيل ولادة الحكومة إلى ما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية يوم الثلاثاء هو أمر غير مُستحب وقد يحمل مؤشرات سلبية تدلُّ على إطالة أمد عملية التأليف. وعادت خلال الساعات القليلة الماضية، عقدة عدد الوزراء في الحكومة وسط تحفظات أبداها "الثنائي الشيعي" على حكومة الـ 18 وزيراً مطالبين إمّا برفع العدد إلى 20 وزيراً أو خفضه إلى 16 وزيراً. ويُفضل الرئيس الحريري حكومة الـ 18 وزيراً بينما يرفضها "الثنائي الشيعي" بحجة أن تلك الحكومة ستُعطي الطائفة الدرزية مقعداً واحدًا الأمر الذي سيضع حليفهم طلال أرسلان خارج التوليفة، بالإضافة إلى إعطاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورقة اسقاط الميثاقية عن الحكومة في حال سحب الوزير الدرزي الوحيد الذي سيكون من حصته و"الثنائي" ليس في هذا الوارد اطلاقاً. ويُفضل الثنائي حكومة الـ 16 وزيراً او الـ 20 وزيراً كونها ستعطي الطائفة الدرزية مقعدين. وتُشير مصادر مطلعة على عملية التأليف، إلى انّ "اعتراض الثنائي الشيعي على عدد الوزراء يترافق مع تطور مُستجد وهو عدم حماسة هذا "الثنائي" في ولادة الحكومة قبل انتهاء الانتخابات الاميركية ومعرفة هوية ساكن البيت الأبيض". ويرفض الرئيس الحريري حكومة الـ 16 وزيراً لأنها ستعطي الطائفة السنية وزيرين بالإضافة إلى رئيس الوزراء وسيذهب أحد المقعدين السُنيَّين إلى شخصية محسوبة على الرئيس نجيب ميقاتي ولن يتبقى للحريري سوى مقعد وزاري واحد، بينما حكومة الـ 20 وزيراً ستخرق المبادرة الفرنسية التي تُدرج بند حكومة رشيقة. وبالإضافة إلى عقدة عدد الوزراء، ظهرت أيضاً عملية شدّ حبال على الأسماء التي ستتولى الحقائب الأساسية ومنها "الطاقة" و"الاتصالات" بعدما حصل تراجع عن الاتفاق السابق بين الرئيسين عون والحريري والقائل ان" يتم الاتفاق على توزيع الحقائب على الطوائف وأن يتم اختيار الأسماء التي ستتولى تلك الحقائب بينها ولكن هناك من يضغط على ان تُسمّي كل جهة وزرائها بشكل مستقل دون مشاركة الأمر مع الرئيس الحريري. وغمزت المصادر من باب رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل، الذي يريد وضع اليد على حقائب الطائفة المسيحية وبالتحديد وزارة الطاقة من خلال أسماء يقوم بإختيارها. إضافةً إلى كلّ ما تقدَّم، يتعرَّض الرئيس الحريري لضغوطاتٍ من دار الفتوى وشخصيات سُنيّة للتريث في تسليف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون انتصاراً في لبنان من خلال نجاح المبادرة الفرنسية في ظلّ جو الاحتقان بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها فرنسا على خلفيّة ما يسمى "الإساءة للإسلام".

 

إسرائيل: حزب الله هو الخطر الأكبر في الجولان

المدن/السبت 31 تشرين الأول 2020  

أشار قائد الفرقة 210 للجيش الإسرائيلي، اللواء رومان غوفمان إلى أن أكبر خطر على الجيش الإسرائيلي في منطقة الجولان حاليا يمثله حزب الله اللبناني، وليس سوريا. واعتبر هذا الجنرال الإسرائيلي في تصريح لوكالة "تاس" الروسية أن الخطر الأكبر، إذا نظرنا إلى الحدود السورية، فهو بناء جبهة من قبل إيران وحزب الله في جنوب سوريا ضد إسرائيل. وقال: هذا هو الخطر الرئيسي. ونرى الخطر ليس في السوريين أو سوريا بحد ذاتها، التي يجب أن تقوم بإعادة إعمار نفسها كدولة… وإنما في الحقيقة تتسلل إيران وحزب الله إلى المنطقة ويحصنان مواقعهما هناك باضطراد وبشكل متواصل.

وأضاف: هذا خطر كبير بالنسبة إلينا، وبالنسبة إلى الحكومة السورية والمواطنين السوريين الذين يعيشون في جنوب سوريا، موضحاً أن حزب الله يتخذ المواطنين السوريين في الجنوب السوري رهائن. ورأى أن سوريا الآن في حالة تدهور كبلاد وجيشها يتعافى بعد كارثة. ولذلك على الحدود اللبنانية الخطر أكبر بكثير، لأن حزب الله جيش إرهابي حقيقي. لكن في المقابل ترى إسرائيل أن الجيش السوري بدأ يستعيد قدراته وهذا سيستغرق سنوات. ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ خلال الأسابيع الأخيرة عمليات ضد المواقع السورية في منطقة الجولان من دون الدخول في اشتباك مع الجنود السوريين، معتبراً أن الهدف الاستراتيجي بالنسبة لإسرائيل هو منع تواجد إيران وحزب الله في جنوب سوريا وفي سوريا بشكل عام.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 31/10/2020

وطنية/السبت 31 تشرين الأول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في هذا اليوم المصادف بداية السنة الخامسة من عهد الرئيس ميشال عون، سؤال آني مطروح بقوة وهو: هل سنشهد في بداية الأسبوع أو في بحره، تذليلا لآخر العقبات والعراقيل على مسار التأليف الحكومي، فتولد الحكومة الجديدة؟. أوساط مطلعة رجحت أن يحصل في خلال الساعات الست والثلاثين المقبلة، لقاء هو الخامس في غضون عشرة أيام بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري، لعرض ما تم التوصل إليه حتى الآن على مسار التأليف.

في أي حال، الاتصالات وكلها غير معلن، مستمرة في شكل حثيث من أجل الوصول إلى حكومة يعول عليها أن تخترق جدارات الأزمة اللبنانية، في سياقاتها الاقتصادية والمعيشية والسياسية، وأن تحصن لبنان أمام المتغيرات العاصفة في المنطقة. فهل يحصل التأليف قبل ساعات من الانتخابات الرئاسية الأميركية المحددة الثلاثاء المقبل، أم بعد ساعات من تلك الانتخابات؟.

البطريرك الراعي، وفي موقف شديد، استعجل تأليف حكومة تتنحى عنها القوى السياسية التي نعتها بالفشل. في حين رأى السيد نصرالله أن الأجواء التأليفية معقولة.

وعلى خط مواز، وفي خضم الهزة الحاصلة في فرنسا، يطرح السؤال الآتي: هل اهتزت المبادرة الفرنسية حيال لبنان، وهي من أساسات حركة الاتصالات للوصول إلى تأليف "حكومة المهمة"؟.

أوساط سياسية موثوقة معنية بالمبادرة الفرنسية، ردت بتأكيدها أنه على رغم التطورات في فرنسا، فإن المبادرة الفرنسية الإنقاذية قائمة، وهو ما أكدت عليه فرنسا من جديد، بأن التزام المبادرة نهائي، وأنها لن تتخلى عن لبنان، كما لا يوجد رابط بين ما يحصل في فرنسا وبين المبادرة الماكرونية، وبالتالي لا تغيير في السياسة الفرنسية حيال لبنان، الذي تتحضر باريس لعقد مؤتمر الدعم الخاص به خلال تشرين الثاني المقبل، وتأمل في أن تشارك فيه الحكومة اللبنانية الجديدة، التي يحض الفرنسيون على تأليفها في أقرب وقت ممكن.

معيشيا، فرق وزارة الاقتصاد ستنطلق بين الثلاثاء والأربعاء بجولات وأعمال دهم واستقصاء عن التزام هوامش الاسعار، ولمواجهة كارتيلات التجار وجشع الكبار منهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بقيت الأجواء الإيجابية تحكم المشهد الحكومي، وسط ترقب لعودة الحركة على خط "بيت الوسط"- بعبدا خلال الساعات المقبلة، وبالتالي تسييل كل ما يحكى عن إيجابيات.

في المواقف دعوة "التيار الوطني الحر" إلى عدم الربط بين الاستحقاق الحكومي وأي عامل أو تطور خارجي، وتشديد على ضرورة أن يكون الوزراء اختصاصيين في مجال دراستهم، وعدم إسناد أكثر من حقيبة وزارية لوزير واحد لكون ذلك يضرب مبدأ الاختصاص، وفق "التيار" الذي كان لفت في الوقت نفسه إلى ضرورة الإسراع في التشكيل لكون لبنان لا يملك ترف إضاعة الوقت.

الملف الحكومي حضر في سينودس الكنيسة المارونية، الذي دعا لحكومة إنقاذية بعيدة عن الانتماءات السياسية والحزبية والمحاصصة.

إستحقاق آخر يدهم يوميات اللبنانيين، بعدما وصل عداد كورونا إلى أربعين ألفا، مع تفلت أعداد الإصابات من عقالها خلال اليومين الماضيين، حيث بلغت ثلاثة آلاف وستمئة وأربعا وثمانين إصابة. هكذا يعيش لبنان وضعا دقيقا، لاسيما أنه سيدخل موجة ثانية من تفشي الوباء، تتزامن مع نقص في عدد أسرة العناية المتاحة، ما يتطلب علاجا سريعا لهذه المعضلة.

وفي هموم المواطن، مع انخفاض سعر صرف الدولار وبقاء أسعار السلع على غلائها، أعلن المدير العام للاقتصاد محمد أبو حيدر عدم القبول بذلك، كاشفا عن تحرك سيقوم به الأسبوع المقبل في الأسواق، وعن تحويل سبعة وستين تاجرا إلى النيابة العامة المالية. ووفق معلومات الـ NBN، فإن أبو حيدر بدأ بتلقي اللوائح الجديدة بأسعار السلع من التجار، على أن يتم تزويد السوبر ماركت بها بدءا من الإثنين، لتخفيض الأسعار بالتعاون مع نقيبي أصحاب السوبر ماركت نبيل فهد ومستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

التراجع عن الخطأ فضيلة، فالعالم بغنى عن معركة استنزاف جديدة. وتفهم مشاعر المسلمين وإن كان بعد التنكر لها، يقبلها أصحاب الدين السمح إن اقترنت بأفعال لإطفاء نار التطرف والتعصب والعنجهية.

الرسوم المسيئة لنبي الإسلام ليست مشروعا حكوميا فرنسيا، قال الرئيس ايمانويل ماكرون، الذي تفهم مشاعر المسلمين بعد الإساءة لنبيهم، وبعد أن كان دافع عن تلك الرسوم، وأساء للاسلام بإقرانه بالإرهاب.

تراجع فرنسي بعد إشعال نار سيجهد الجميع عسى أن يطفئوها، وبعد شراكة إرهابين بالإساءة للإسلام ونبيه، كما أشار الأمين العام ل"حزب الله" سماحة السيد حسن نصرالله. إرهابان أحدهما حرف مفهوم الحرية وجعلها استنسابية ليضرب مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، وإرهاب حرف تعاليم الإسلام ليقتل باسمه فيما هو يقتل سماحته ورسالته التي جاءت لتتمم مكارم الأخلاق.

ومن أخلاق النبي كان شرح السيد نصرالله عن خطورة ما يجري، وعن الخطأ الفرنسي بالتعاطي مع الفعل ورد الفعل المرفوضين. واللذين اتبعهما طرفا التطرف بالاساءة مجددا لنبي الإسلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام العنف باسم الإسلام كما حصل في حادثة اطلاق النار على كاهن يوناني في مدينة ليون الفرنسية.

في المدن اللبنانية الأزمات على حالها، سوى كورونا المتقدمة إلى حدود الخطر الشديد، والتي باتت تخطف عائلات بأكملها وتجتاح كل القطاعات والفئات العمرية. وجديدها اليوم التسلل إلى الجسم الإعلامي واختطاف الزميلة فاطمة مزنر، الاسم الذي عرفه اثير إذاعة "النور" مؤسسا وصداحا بالحق والحكمة والرسالة المحمدية الأصيلة. فمن قناة "المنار" لروحها الطاهرة الرحمة، ولأهلها ولأسرة إذاعة "النور" وكل الإعلام جزيل الصبر، وللبنانيين رجاء الاتعاظ.

في العظات السياسية لا جديد حكوميا إلى الآن، والأمور على ترنحها، والأيام على تواليها، ما يقفل أسبوعا بلا حكومة، ويرحل الملف إلى الأسبوع الطالع، على أمل أن لا يكثر تسليمه من أسبوع إلى آخر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

نجاح العهود الرئاسية من فشلها، غالبا ما يقاس حول العالم بمحصلة السنوات التي يمضيها رئيس الدولة في منصبه، ليكون الرأي العام هو الحكم. ولكن في لبنان، نجاح العهد، أي عهد، لا يرتبط بشخص الرئيس، بقدر ما يرتبط بأداء المؤسسات السياسية كافة خلال ست سنوات، لأن النظام هنا ليس رئاسيا، ورئيس الجمهورية الذي ينبغي دائما أن يكون قويا بتمثيله الشعبي، لا يتمتع دستوريا بصلاحيات مطلقة تخوله القدرة على الحل والربط، بل صلاحياته مقيدة بحدود النصوص والطوائف والمذاهب.

أما عهد الرئيس العماد ميشال عون، فمختلف، ذلك أن إصدار الحكم له أو عليه لا يرتبط حصرا بسنوات أربع أو ست، بل بمسيرة حياة، بدأت بالمؤسسة العسكرية، وبلغت رئاسة الحكومة، ثم المنفى، فالعودة وترؤس إحدى أكبر الكتل البرلمانية في تاريخ لبنان، انبثقت عن أكبر تيار شعبي، محوره هو شخصه ومجموعة من المبادئ، لا الخدمات الشخصية ولا الدين ولا المال ولا الولاء الخارجي… ووصولا الى رئاسة الجمهورية، واستكمالا بإرث وطني وسياسي ستتوارثه الأجيال.

فبين سنة 1955، تاريخ دخوله المدرسة الحربية، وحتى عام 1990 حين أطاح بحكومته تحالف محلي وإقليمي ودولي قل نظيره، كان عهده في الجيش عهد ضابط مقدام شجاع بطل، لم يتردد في اتخاذ موقف مبدئي، ولم يتهرب من معركة دفاعا عن لبنان، فلم توفره محاولات اغتيال ثلاث.

وبين عامي 1988 و1990، حين تولى رئاسة الحكومة بعدما ألقيت كرة النار بين يديه، كان عهده عهد إعادة تسليط الضوء على القضية اللبنانية بعد طول نسيان، وعهد تثبيت الحق بالحرية والسيادة والاستقلال، وإذا كانوا في النهاية سحقوه عسكريا، فهم في كل الأوقات، لم يأخذوا التوقيع.

بين عامي 1990 و2005، كان عهده في المنفى عهد مقاومة سياسية، فولد "التيار الوطني الحر" في الداخل وبلدان الانتشار، وصار الاهتمام بقضية لبنان يكبر شيئا فشيئا في عواصم القرار، حتى تكونت ظروف خروج الوصاية بعد التحرير، لتأتي العودة عنوانا لعهد جديد على مساحة الوطن.

أما بين عامي 2005 و2016، فكان عهده عهد نضال برلماني في سبيل تطبيق الميثاق من جهة، والإصلاح من جهة أخرى. تحت عنوان الميثاق، أعاد تثبيت الشراكة. وتحت عنوان الإصلاح، معاركه لا تعد أو تحصى، من "الإبراء المستحيل" إلى اقتراحات القوانين، مرورا بالصوت المرتفع، والنبرة العالية متى لزم الأمر.

أما عام 2016، فالانتخاب الرئاسي لم يكن نتيجة تركيبات وتسويات، بقدر ما كان إقرارا بحق سياسي طبيعي، لصاحب أوسع تمثيل شعبي في تاريخ لبنان، وبالأرقام. حق ربحوا معركة إسقاطه عام 2007، لكنهم خسروا حرب إنهائه سنة 2016، ليبدأوا حربا من نوع آخر: حرب تحويل عهد ميشال عون في الرئاسة، نهاية لعهده في الوطن. سخروا في سبيل ذلك كل الأدوات، السياسية والأمنية، ثم الاقتصاد والمال، مرورا بقلة الأخلاق.

ولكن، عام 1990 كان وحده، وكانت معهم دبابات وطائرات. أما اليوم، فليس وحده، وليست لديهم لا دبابات ولا طائرات. قبل ثلاثين سنة أرادوها نهاية، فكانت بداية. أما اليوم، فالنهاية التي يريدون، ستكون بداية مرحلة تجدد، لعهد في الرئاسة لا تحكموا عليه قبل انتهائه، ولعهد في الوطن، عمره مسيرة حياة بقتال ثم نضال في سبيل وطن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

تفاؤل أول الأسبوع تحول شبه تشاؤم في نهايته. التشكيلة التي كان يتوقع أن يقدمها رئيس الحكومة المكلف إلى رئيس الجمهورية أمس أو اليوم، لم يقدمها الرئيس الحريري للرئيس عون. حتى الزيارة التي كانت متوقعة للحريري إلى قصر بعبدا، لم تحصل.

في الدلالات، الأمران غير مريحين، ويشيران إلى أن ثمة ما تغير بين الأيام الأولى لما بعد التكليف والآن. في المرحلة الأولى كانت كل المؤشرات تنبىء أن التأليف سيتم سريعا، وأن العقبات القائمة ستذلل بحكم اندفاعة التكليف و"طحشة" الحريري ودعم من سانده.

اليوم تبدو الصورة مختلفة. العقد عادت للبروز، وما من عقدة فعلية حلت جزئيا أو نهائيا. كأن كل الأمور معلقة بانتظار تدخل طرف ما أو حصول أمر ما. لكن التدخل الفرنسي مستبعد، باعتبار أن فرنسا منشغلة بهمومها الداخلية وبحربها ضد الإرهاب. فهل نكون وقعنا من جديد أسرى انتظار نتائج الانتخابات الأميركية الأسبوع المقبل؟، الأمر مرجح، وخصوصا أن كثيرين يعتبرون أن إيران التي تفكر كالعادة براغماتيا، لا تريد أن تبيع ورقة تشكيل الحكومة إلى فرنسا بل إلى أميركا، كما لا تريد أن تبيع ورقة التشكيل إلى إدارة أميركية قد ترحل بل إلى إدارة ستبقى أو تأتي.

وفي حال استمر الأمر على ما هو عليه، فمن المرجح أن يبدأ الأسبوع المقبل بداية مختلفة. المعلومات القليلة جدا من "بيت الوسط" تفيد أن الرئيس المكلف قد يقدم على تقديم تشكيلة حكومية من ثمانية عشر وزيرا إلى رئيس الجمهورية، ثم ينتظر ليبنى على الشيء مقتضاه. طبعا من المرجح أن ترفض بعبدا التشكيلة، لكنها على الأقل تشكل بداية تفاوض حقيقي، تخرج الوضع الحكومي من رماديته الحالية.

توازيا، جائحة الكورونا تواصل تمددها الخطر، ووصلت إلى مرحلة التفشي المجتمعي. والمسؤولية هنا مشتركة. فأجهزة الدولة لم تطبق الإجراءات بالجدية والحزم المناسبين. كما أن الناس لم يلتزموا الإرشادات والتعليمات المطلوب منهم أن ينفذوها، فيما القطاع الصحي والاستشفائي يعاني مشاكل بنيوية خطرة. فهل يكون الحل بالعودة إلى الإقفال التام من جديد ولو لمرحلة معينة، حتى لا يكرر لبنان التجربة الإيطالية؟.

دوليا، السباق المحموم إلى البيت الأبيض يقوى ويشتد، قبل ثلاثة أيام من فتح صناديق الاقتراع. وفي فرنسا الأعمال الارهابية تتواصل، وآخرها إصابة كاهن أرثوذكسي بطلق ناري في مدينة ليون. فهل الأمور ذاهبة إلى التصعيد فرنسيا، أم أن التصريح التبريري الأخير لماكرون إلى قناة "الجزيرة" يمكن أن يهدىء الأمور ويمنع انزلاقها إلى أماكن خطرة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إنفجرت بين عرابي تأليف الحكومة، بالمباشر أو مداورة، الرئيس المكلف ورئيس "التيار الوطني الحر"، واستخدمت في الانفجار أقسى أنواع المصطلحات. القيادي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش، القريب جدا من الرئيس الحريري، شن هجوما عنيفا على باسيل، فقال: "يبدو أن ولي العهد متخصص في تيئيس الناس بعد كل بارقة أمل، فقد أصر على توسيع رقعة التوزير، ليحافظ على قدرة التعطيل، ويعطل تأليف الحكومة ليكون لكل وزارة غير فاعلة، وزير، يتحكم به، للتعطيل...". لم يكتف علوش بالهجوم على باسيل، بل حمل رئيس الجمهورية جزءا من المسؤولية، وتابع: "إن كان رئيس الجمهورية يريد أن يدمر ما بقي من عهده على رؤوس الناس، فعليه أن يتحمل المسؤولية، أو يردع صهره".

ما لم يقله علوش قاله الصحافي القريب من تيار "المستقبل"، محمد نمر، الذي كتب: "يريد وزارات للتعطيل يواصل فيها فساده. صاحب حكومة دياب الفاشلة، يحسب انه يستطيع أن يكرر تجربته". وخاطبه قائلا: "ولا بأحلامك.. وفي التأليف كما في التكليف نقول له: عمهلك لترضى جبران".

الهجوم على باسيل جاء على خلفية رفض حكومة من ثمانية عشر وزيرا، وهذا ما ظهر في بيان الهيئة السياسية في "التيار" التي انعقدت برئاسة باسيل، والتي جاء في موقفها: "إن إسناد أكثر من حقيبة وزارية لوزير واحد، هو ضرب لمبدأ الإختصاص، لاسيما إذا جمع الوزير بصورة إعتباطية بين حقيبتين لا علاقة لاختصاص الواحدة بالأخرى".

وما لم يقله البيان كشفته مصادر واسعة الاطلاع قريبة من "التيار"، وفيه أن التعقيدات الحكومية التي استجدت في الساعات الأخيرة، هي ناتجة عن تعثر الحريري في إدارة الملف، لاسيما على مستوى عقدتين أساسيتين تتعلقان بتمثيل المكون الدرزي، وتيار "المردة". فالحريري، بحسب هذه المصادر، ليس قادرا على صرف وعده منح "الاشتراكي" وزارة الصحة، بفعل أنه لم يثر الموضوع مع "حزب الله".

وعلى مستوى تيار "المردة" فإن الحريري، ودائما بحسب المصادر واسعة الاطلاع، وعد النائب السابق سليمان فرنجية بوزارة سيادية وأخرى خدماتية، مقابل تخليه عن وزارة الأشغال، وهو وعد، هو الآخر، غير قابل للصرف، ويخل بما توافق عليه الحريري مع رئيس الجمهورية.

ماذا تعني هذه "الخبصة"؟، هل عاد التأليف إلى المربع الأول؟. الجميع في مأزق، فكيف سيخرجون منه؟، وهل يتدخل "ضابط الكل" "حزب الله"، بين الشركاء القدماء- الجدد، قبل وقوع الطلاق مجددا؟.

قد لا يأتي هذا التدخل قبل الأربعاء المقبل، أي في اليوم التالي للإنتخابات الرئاسية الأميركية. وحتى ذلك التاريخ ستشهد ساحة التأليف المزيد من رفع السقوف والمناورات.

في الإنتظار، البلاد غارقة في الملفات، وهي تزداد كزيادة أعداد الإصابات بكورونا، واليوم تم تسجيل 1699 إصابة.

دوليا، لعنة الإرهاب ما زالت تلاحق فرنسا، وجديدها أن مهاجما كان يحمل بندقية صيد أصاب كاهنا أرثوذكسيا في مدينة ليون الفرنسية، قبل أن يفر، وكان الكاهن الذي يحمل الجنسية اليونانية يغلق الكنيسة عندما وقع الاعتداء، وهو في حال صحية حرجة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هي لاءات بيروت اجتمعت في قمة التأليف، وأعادت الأمور إلى نقطة الصفر: لا تفاوض إلا على الوزارات، ولا صلح إلا بالتحاصص، ولا استسلام على ضغط أزمة، كل تأخير في حلها يضيق الخناق أكثر على البلد المحاصر الذي يعاود التطبيع مع السلطة نفسها.

خلافات على الأسماء والبرنامج والمداورة، في حلقة مفرغة، وآخر المعارك استقرت "نقارا" على العدد. أتكون الحكومة من ثمانية عشر وزيرا أم من عشرين؟. واللبيب من الإشارة يفهم، بحسب أنطوان قسطنطين مستشار رئيس "التيار".

الرئيس المكلف سعد الحريري يفكر في إعادة تدوير المداورة، و"التيار الوطني الحر" يطالب بوحدة المعايير، والعقدة الدرزية برزت بالمطالبة بوزيرين اشتراكيين مقابل وزير أرسلاني- وهابي. أما مسؤولية تأزيم المشهد فحملها الاشتراكي إلى من يدور في فلك رئيس الجمهورية. وهنا لا حاجة إلى اللبيب ولا إلى الإشارة.

وإلى تاريخه، فإن الرئيس سعد الحريري ليس في وارد الاعتذار، لكنه إذا ما بدأ بالتراجع أمام مطالب هذا أو ذاك بمن فيهم رئيس الجمهورية وصهره، عندئذ يشكل حكومة سعد دياب وبئس المصير. سرعة التأليف مطلوبة وإن بلغت التسرع قبل الثلاثاء الأميركي الكبير، واستدراكا لما قد يدفع الرئيس الفرنسي إلى سحب مبادرته في ظل ما تعيشه بلاده من أحداث، ليس آخرها إطلاق الرصاص على كاهن في مدينة ليون.

العالم مشغول بأحداثه، ومسؤولو لبنان قتلوا البلد بمرض الفساد، ويغرقونه بشبر تأليف. فيما الليلة يطفئ رئيس الجمهورية نكسته الرابعة على سدة رئاسة وصل إليها بشعبية لا تكاد تضاهى، واستبشر فيها اللبنانيون خيرا، لكن نجمه تهاوى، وبعدد سنوات العهد، ابتعد عنه حتى المؤمنون بشعاراته ووعوده بالإصلاح والتغيير. أربعة أعوام عجاف أفرغت شعارات صاحبها من مضامينها، استبدل محاكمة الفاسد بحماية الفاسدين، وصار والمقربين إليه جزءا من العصابة الحاكمة، وما قبل عون بقي لما بعده، وخلاله قدم جردة براءة لنفسه، تنازل عن صلاحياته ورمى بالمسؤولية عن كاهله بالهروب نحو لا أعرف، ولا أقدر، وليس من صلاحياتي، وحمل الشعب بعضا من هذه المسؤولية، وكاد يقول "ما تشكولي ببكيلكن".

أربع سنوات مرت على انتظار التغيير في بناء وطن ومأسسة دولة، عاشت قبلها البلاد سنتين ونصف من الفراغ كي يأتي عون رئيسا أو لا. أحد سنتان وأكثر كانت كفيلة بتهريب كل الرساميل خارج لبنان، وتفريغ خزينة الدولة ومصرفها المركزي من العملة الصعبة، والليلة يبلغ سنته الخامسة رئيسا مرؤوسا.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 31 تشرين الأول 2020

وطنية/السبت 31 تشرين الأول 2020

النهار

كثرت التساؤلات حول اختفاء الطوابع الأميرية والانعكاسات السلبية على معاناة المواطنين، ويتم التداول عن مافيا كبيرة تتحكم بهذه الطوابع وتبيعها في السوق السوداء.

كثرت الشائعات حول انتشار الكورونا في مدارس محددة ما اضطر اداراتها الى نفي الامر والسؤال عن الاسباب التي بدت اشبه بحملة استهداف

أدت مشاركة وزير ونائب سابق ينتمي إلى تيار سياسي بارز في مؤتمر ضم شخصيات مستقلة ومناهضة للسلطة، إلى قطع الخطوط مع مرجعيته السياسية.

الجمهورية

أقرت شخصية سياسية في مجلس خاص بأن التنظيم الذي تنتمي اليه سيخسر عدداً من مقاعده في مجلس النواب اذا حصلت الإنتخابات الآن.

استنفرت جهات دولية لاستقصاء صحة ما تم تداوله في النية الى إسناد وزارة حساسة الى جهة سياسية معينة.

تدخّل أحد السفراء العرب لثني مسؤول عن خطوة كاد يقوم بها منعاً لتردّداتها السلبية المحتملة على مشروع كامل.

اللواء

تشكك جهات دبلوماسية أوروبية بمدى جدية دولة كبرى بإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم.

شكلت مراسيم إدخال وزيرين إلى ملاك الجامعة اللبنانية، صدمة كبيرة لمختلف الأوساط، بالنظر إلى الشوائب القانونية التي أحاطت بملفهما، لجهة الوضع خارج الملاك أولاً.

يردد مقربون من وزير معني، أن أول قرار قد تتخذه الحكومة الجديدة، هو إعادة إقفال البلد ما لا يقل عن أسبوعين.

نداء الوطن

يتردد أنّ أحد المطروحين لتولي حقيبة بارزة، يوجد بحقه عدد من الدعاوى القضائية على خلفية شراء عقارات بشكل مثير للشبهات.

تحدثت معلومات موثوقة أنّ مسؤولاً فرنسياً زار بيروت لساعات الأسبوع الماضي والتقى الرئيس سعد الحريري ثم غادر عائداً إلى بلاده.

ما زالت قرارات وزير الداخلية وتراجعه عنها تثير البلبلة بين المواطنين وداخل الإدارات، فبعد قرار الاعفاء من رسوم الميكانيك والعودة عنه، يبدو أنه بصدد التراجع أيضاً عن قرار السماح للبلديات بإعطاء رخص بناء.

الأنباء

توحي بعض المعلومات أن حقيبة وزارية أساسية في البنود الإصلاحية المطلوبة من لبنان، ستبقى بإدارة مموّهة من الفريق نفسه.

فيما مئات المستحقين ينتظرون منذ سنوات الحصول على حق أساسي لهم، فإن حكومة تصريف الأعمال منحت هذا الأمر لإثنين من أعضائها وأهملت أصحاب الحقوق.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: سنة خامسة عونية : تفاقم الانهيارات ورهان حكومي

النهار/السبت 31 تشرين الأول 2020

يكتسب مسار تأليف الحكومة الجديدة في هذا اليوم تحديدا بعدا رمزيا ومعنويا وسياسيا استثنائيا من زاويتين متزامنتين ، الأولى تتصل بمصادفة اليوم 31 تشرين الأول الذكرى الرابعة لانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، والثانية تتعلق بترددات الاحداث الخطيرة التي شهدتها فرنسا في الساعات ال48 الأخيرة على لبنان . ذلك انه اذا كانت مصادفة الذكرى الرابعة لانتخاب الرئيس عون اثارت التساؤلات البديهية قبل أيام حول احتمال ان ولادة الحكومة في هذا اليوم بالذات او بعد أيام قليلة على ابعد تقدير فان مسار تأليف الحكومة تلقى جرعة مؤثرات قوية إضافية لا يستهان بدقتها وربما بخطورتها من خلال الارتدادات الأمنية والدينية والمعنوية التي تسللت الى ساحته عقب المجزرة البربرية التي ارتكبت في مدينة نيس الفرنسية قبل يومين والتي أعقبتها تحركات مناهضة لفرنسا عكست تصاعد الصراع الفرنسي التركي وتمددت امس الى لبنان من خلال تظاهرة الإسلاميين الى قصر الصنوبر . ومع ان بلدانا أخرى شهدت ترددات مماثلة لهذه التطورات الخطيرة فان المخاوف اللبنانية حيال المشهد المتوتر الذي برز مع "تنظيم" عمليات نقل إسلاميين من طرابلس الى بيروت لاثارة تحركات ضد فرنسا لم تقف عند شبهة التورط التركي فقط بل تمددت الى الخشية من محاولات لإجهاض المبادرة الفرنسية في لبنان في لحظة انشغال فرنسا على جبهاتها المتعددة في مواجهة الإرهاب الدموي الديني المتطرف . وفي ظل هذه المخاوف من عامل طارئ وخطير يجد لبنان نفسه معنيا به اكثر من سواه من الدول نظرا الى فرادة العلاقة التي تربط واقعه المأسوي بالمبادرة الفرنسية كرافعة خارجية أساسية له بدا بديهيا أيضا اشتداد التساؤلات عن الحجم الواقعي لفرصة انجاز التشكيلة الحكومية في هذا اليوم تزامنا مع ذكرى طي السنة الرابعة من ولاية الرئيس عون . والحال ان هذا الاحتمال بدا غير مؤكد ليلا نظرا الى تواتر معلومات عن عدم اكتمال تعبيد الطريق امام توزيع الحقائب والحصص الطائفية والسياسية كافة بعد بما يفترض مزيدا من الإنضاج ما لم تحصل مفاجأة في الساعات المقبلة تجعل العهد ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يرفعان النخب المشارك لإطفاء الشمعة الرابعة من العهد وولادة الحكومة الحريرية الرابعة سواء بسواء . وواضح تماما في هذا السياق ان سيد العهد الذي لم يبادر الى مخاطبة الرأي العام اللبناني في مناسبة الذكرى الرابعة لانتخابه ولا قام باي اطلالة إعلامية ربما يستشعر حاجته الماسة والملحة الى انجاز الحكومة العتيدة كافضل وسيلة لحرف الأنظار عن الحصيلة الكارثية التي تفجرت خلال السنتين الأخيرتين من عهده من خلال الانهيارات الاقتصادية والمالية والاجتماعية ومن ثم انفجار مرفأ بيروت مع مجمل الإخفاقات والتراجعات المخيفة التي توالى حصولها ووضعت البلاد في أسوأ واقع عرفه عهد من قبل بل لم يشهده لبنان في تاريخه . واذا كانت السنة الحالية المشارفة على الشهرين الأخيرين منها أذاقت اللبنانيين مر الانهيارات التي بدات معالمها السنة الماضية مع علقم كورونا فان ذلك يضاعف الانشداد القلق الى طبيعة التركيبة الحكومية التي يفترض انها ستكون في مستوى الإنقاذ الموعود والذي من شأنه فرملة الانزلاق السريع والبالغ الخطورة للبلاد نحو الانهيار الكبير الشامل كما يمكن ان يشكل "تعويمة" نسبية للعهد مع بداية سنته الخامسة كما يأمل بصمت ومن دون اعتراف بذلك علنا انصار العهد .

تعقيدات التأليف

مع ذلك لم تتضح حتى مساء امس إمكانات الرهان على انضاج نهائي للتركيبة الحكومية في الساعات المقبلة خصوصا ان الستار المتشدد من الكتمان والتزام عدم تسريب أي معلومات من بيت الوسط وقصر بعبدا ظل على حاله . ولكن ما استرعى انتباه الأوساط المعنية والمطلعة على مجريات الأمور بروز ما يمكن ان يشكل عقدة درزية في مواجهة مساعي الرئيس المكلف لانجاز توزيع الحقائب والمقاعد الوزارية بالتوافق مع رئيس الجمهورية . ومع ان الرئيسين عون والحريري باشرا بحسب هذه الأوساط تداول بعض الأسماء المقترحة بما يعني امكان انجاز توافقهما على التوزيع الطائفي للحصص والحقائب فان معلومات توافرت ل"النهار" تفيد بان حركة القصر مع النائب طلال أرسلان ووئام وهاب يبدو انها افتعلت عقدة المقعد الدرزي الثاني باعتبار ان الحصة الدرزية كانت مقررة بالكامل لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فاذا بالعقدة تفتعل في الساعات الأخيرة . كما أفادت معلومات ان الولادة لا تبدو مسهلة بعد لان عقدا قيل انها حلت تبين انها لا تزال عالقة بما فيها حجم الحكومة وحقائب أساسية كالطاقة لم تبت الجهة التي تتولاها .

اما ما استرعى الانتباه في رصد المواقف الخارجية من الاستحقاق الحكومي فتمثل في ما أوردته صحيفة "المدينة" السعودية امس من ان الرياض تريد سعد الحريري رئيسا للحكومة اللبنانية المقبلة من دون الغوص في تفاصيل التشكيل والأحجام السياسية فيها . وقالت انه "ليس مهما ان كانت الحكومة المقبلة مصغرة او متجاوزة للعشرين وزيرا المهم هو ان يتكاتف الجميع مع الحريري لاجتياز النفق الذي أدى بلبنان الى ما هو عليه الآن من تمزق وضائقة اقتصادية ".

نصرالله

ومساء امس ألقى الأمين العام ل"حزب الله " السيد حسن نصرالله كلمة لمناسبة عيد المولد النبوي تطرق خلالها الى قضايا الساعة ولا سيما منها الاستحقاق الحكومي والهجوم الإرهابي في نيس . ووصف نصرالله "الأجواء الحكومية بانها معقولة وإيجابية والوقت ليس للمشاحنات بل للتعاون والانفتاح " .وقال :"نأمل ان يتمكن الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية والكتل من تشكيل حكومة جديدة في اقرب وقت فلا يمكن الاستمرار بحكومة تصريف الاعمال ومعطياتنا ان الأمور جيدة ومعقولة ولا نريد ان نبالغ بالإيجابية ". واكد "اننا سنتعاون ونسهل عملية التشكيل بقدر ما يمكن ". ودان نصرالله جريمة نيس بشدة "التي يرفضها الإسلام ولا يجوز ان يحسبها احد على الإسلام " وقال لا يجوز للسلطات الفرنسية او أي احد اخر ان يحمل الإسلام مسؤولية هذه الجريمة ودعا السلطات الفرنسية الى البحث عن معالجة الخطأ الكبير الذي تم ارتكابه" قائلا"هذه المعركة التي تصرون على الذهاب بها خاسرة بالنسبة اليكم فأين هي مصالح فرنسا اذا ارادت ان تستمر في هذا المسار ؟ اسحبوا الذرائع وعالجوا أساس المشكلة من جذورها ".

 

عهد مثقل بالأثمان في خريف لبنان

رفيق خوري/انديبندت عربية/31 تشرين الأول/2020

المشهد حزين عشية السنة الخامسة قبل الأخيرة من ولاية الرئيس ميشال عون. رئيس يطرح أسئلة الناس الغاضبة بدل أن يقدم أجوبة وحلولاً، ويعلن، "نحن مفلسون ولا أستطيع فعل شيء". ناس تتهيب الاحتفال بذكرى الانتخاب يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2016. وناس تطالبه بالرحيل مع المنظومة السياسية. وليس قليلاً ما يوحي أن خريف لبنان يرافق خريف عهد لم يشهد ربيعاً، مع أنه حمل أحلام الربيع وشعار "الإصلاح والتغيير". فعلى ساعته انفجر ما تراكم من أزمات وطنية وسياسية ومالية واقتصادية واجتماعية على مدى سنوات طويلة. وهو لم يبدأ إلا بعد عامين ونصف العام من الشغور الرئاسي المفروض بقوة حزب الله تحت عنوان، عون رئيساً أو لا انتخابات ولا رئاسة ولا جمهورية. ولا كانت قليلة أثمان وصوله إلى القصر الجمهوري في بعبدا.

ثمن "تفاهم مار مخايل" المكتوب بين التيار الوطني الحر، وحزب الله بحضور العماد عون والسيد حسن نصر الله. ثمن الاتفاق الشفهي بين عون والرئيس سعد الحريري على انتخابه وإدارة السلطة بعد الانتخاب. وثمن "تفاهم معراب" بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية المكتوب والشفهي بحضور عون والدكتور سمير جعجع. وفي كل تفاهم شيء من القيود، وشيء من الفوائد والفرص. لكن بعض القيود بقي، وبعض الفرص ضاع.

ذلك أن "تفاهم مار مخايل" الذي وُصف بأنه "إستراتيجي" صار التزامه جزءاً من موقف الرئاسة، لا من موقف التيار الوطني الحر فحسب، بحيث اختفى الهامش الفاصل بين حزب الله والشرعية الرسمية، من الدفاع عن سلاح المقاومة الإسلامية إلى تكرار قول إن الجيش ليس قادراً على مواجهة اعتداء إسرائيلي على لبنان. لا بل إن الرئاسة تجاوزت التفاهم الذي ينص على حصر دور السلاح في مقاومة العدو الإسرائيلي، عبر تقديم الغطاء لمشاركة حزب الله في حرب سوريا وتدخله في العراق واليمن وتهجمه على الولايات المتحدة والسعودية. وهذا ما قاد إلى عزلة عربية ودولية للشرعية، حتى عند "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان". وليس ما تصورته السلطة "فك العزلة" بعد انفجار المرفأ الذي دمر بيروت سوى تعاطف إنساني مع الشعب اللبناني المنكوب بالانفجار والسلطة وسياساتها وفسادها. حتى عندما قال واحد من نواب حزب الله إن "بندقية المقاومة أوصلت عون إلى بعبدا" فإن رد الفعل كان الصمت.

الاتفاق مع الحريري على الرئاسة ورئاسة الحكومة، أنتج محاصصة مكشوفة في توزيع الوزارات والتعيينات في الإدارات وترتيب الصفقات، حيث الغرام بين الحريري والوزير جبران باسيل. وحين دبّ الخلاف واستقال الحريري من رئاسة الحكومة بعد ثورة 17 أكتوبر، فإن السجال كشف القليل مما كان يحدث في الحكومة. أما "تفاهم معراب" الذي أوجد عاملاً مؤثراً في لعبة التوازنات السياسية بين القوى والطوائف، فإنه لم يعش طويلاً. وفي الأوساط السياسية من يروي أنه سمع كلاماً واضحاً في الأيام الأولى للرئاسة مفاده، "انسَ تفاهم معراب".

ومن السهل تحميل الآخرين المسؤوليات عن الأزمات التي تضرب اللبنانيين. فهذه من الوسائل العادية المألوفة في لبنان وسواه. لكن من الصعب الهرب من المسؤولية أقله عن وقف الانهيار الذي يكاد يكتمل قبل الحديث عن إنقاذ لبنان. والأصعب هو إخفاء ما يراه الناس بالعين المجردة من الجوع إلى المال والسلطة. حتى تعبير "العهد" فإنه لم يعد يحمل المضمون نفسه الذي كان لعهود الرؤساء قبل اتفاق الطائف. ففي الدستور قبل تعديله كانت السلطة تناط برئيس الجمهورية الذي "يعيّن الوزراء ويسمي من بينهم رئيساً". وهو "ملك على جمهورية" كما سماه الرئيس الدكتور سليم الحص. والنجاح أو الفشل محسوب على العهد لا على الحكومات والبرلمانات. بعد الطائف وتعديل الدستور، صار النجاح أو الفشل محسوباً على الحكومات، لا على العهد الذي لا يستطيع صاحبه تنفيذ برنامج رئاسي، ولو تحدث عنه. فالسلطة ومركز القرار في مجلس الوزراء. ورئيس الجمهورية لم يعد صاحب القرار، بل صاحب الفيتو الذي يعترض على القرارات في مواضيع محددة. في مكتب الرئيس عون سيف معلق على الجدار، وتحته عبارة "الشفافية هي السيف الذي يقضي على الفساد". لكن هذا السيف بقي في غمده بفعل ظروف وحسابات معقدة وضغوط مصالح، بالتالي ازداد الفساد بمقدار ما تعمقت الأزمات. ولسنا في ظروف ماكيافيللي والحسابات التي جعلته يقدم النصائح في كتاب "الأمير" بعد كتاب "المطارحات"، ويقول، "على الأمير أن يكون أسداً وثعلباً معاً. الأسد لا يستطيع حماية نفسه من الفخاخ. والثعلب لا يستطيع حماية نفسه من الذئاب. الثعلب لتمييز الفخاخ. والأسد لتخويف الذئاب". وأخطر ما تسمعه من معارضين وموالين هو أن العهد انتهى قبل أوانه من دون أن يبدأ.

 

امكانية كبيرة لتقديم الحريري اعتذاره

أخبار اليوم/السبت 31 أكتوبر 2020

اشار الرئيس سعد الحريري امام احد المقربين منه الى امكانية كبيرة لتقديم اعتذاره عن تشكيل الحكومة، وقال مصدر مقرب من الحريري ان الاجواء التي لمسها خلال الاجتماعين اللذين بقيا بعيدين عن الاعلام مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان لهجة الاخير تبدلت.

وختم المصدر هل يكرر الحريري ما قام به السفير مصطفى اديب.

 

كورونا: 12 وفاة و1699 إصابة..ونسب الفحوص الموجبة ترتفع

المدن/31 تشرين الأول 2020

بعد الارتفاع القياسي منذ يومين في أعداد إصابات كورونا، والتي قاربت الألفي إصابة، عادت الأرقام وانخفضت إلى 1751 يوم أمس، وإلى 1699اليوم السبت في 31 تشرين الأول، وفق ما أعلنت وزارة الصحة العامة، مسجلة 12 وفاة جديدة. لكن رغم انخفاض عدد الإصابات بشكل طفيف، ارتفعت نسبة الفحوص الموجبة إلى 12.6 في المئة من مجمل الفحوص. وذلك مرده إلى ارتفاع عدد الفحوص عن يوم أمس، والذي وصل إلى 14903 اليوم. وأظهرت أرقام التقرير اليومي لوزارة الصحة أن عدد الإصابات الكلي وصل إلى 81228، وبات عدد الوفيات 637، منذ اندلاع الأزمة.

ومُني القطاع الصحي بـ17 إصابة جديدة بصفوف العاملين فيه، ليرتفع عدد الإصابات في القطاع إلى 1423 إصابة. إلى ذلك سجل عدد المصابين في الاستشفاء رقماً قياساً، ووصل مجموع الحالات في المستشفيات لتلقي العلاج  إلى 812 حالة، بينها 276 في قسم العناية الفائقة.

المستشفيات

وبعد إعلان مدير مستشفى صيدا الحكومي إصابته بكورونا، صباح اليوم، أكد مستشفى المعونات في جبيل مساءً أن نتيجة رئيس قسم العناية الفائقة لوباء كورونا أتت موجبة، وهو يحجر نفسه في منزله. وأعلن مستشفى رفيق الحريري الجامعي، عن تحسن حالتي مصابين في العناية المركزة، نقلا إلى وحدة العزل، واستقر عدد الحالات الحرجة على 30 في العناية. وجاء في التقرير اليومي أن عدد المصابين الذين يتلقون العلاج وصل إلى 85 حالة. ووصل عدد الفحوص التي أجريت في مختبرات المستشفى خلال الـ24 ساعة المنصرمة إلى 355 فحصاً. وبلغ عدد الحالات المشتبه في إصابتها خلال الـ24 ساعة المنصرمة 28. وبلغ جموع حالات شفاء مرضى من داخل المستشفى منذ بداية الأزمة وحتى تاريخه 600 حالة شفاء.

إصابات المناطق

وعادت الإصابات لترتفع في عكار، وأفاد التقرير اليومي لغرفة إدارة الكوارث في المحافظة عن تسجيل 3 حالات وفاة جديدة، و43 إصابة، ما رفع عدد الحالات الموجبة إلى 324 حالة. وأعلنت بلدية مشحا العكارية تسجيل ثلاث إصابات. كما أكدت خلية الأزمة في بلدة القبيات، تسجيل أربع إصابات. وأكدت بلدية عيدمون شيخلار، إصابة أحد أبناء البلدة. وفي عكار أخذ فريق طبي ومخبري من الجامعة اللبنانية الأميركية LAU، بالتعاون مع مستشفى رزق، وضمن المبادرة الطبية التي أطلقتها الجامعة على مستوى كل لبنان، عينات دم من فئات عمرية مختلفة من أبناء بلدة شدرا والبلدات المحيطة ضمن نطاق اتحاد بلديات عكار الشمالي، لتحديد نسبة المناعة عند أهالي كل بلدة، ولتبيان مدى قدرتها على مواجهة الفيروس. وشمالا أيضاً أعلنت خلية الأزمة والطوارئ في قضاء المنية ـ الضنية تسجيل حالة وفاة لأستاذ في التعليم المهني، وتسجيل 22 إصابة جديدة. كما أعلنت خلية الأزمة في بلدية كفرعبيدا في البترون تسجيل إصابتين جديدتين. وكذلك أكدت لجنة أزمة كورونا في بلدية رشدبين - الكورة تسجيل ثلاث إصابات. أما جنوباً، فأعلنت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور تسجيل 50 إصابة جديدة جميعها لمقيمين مخالطين، بينهم 4 حالات من التابعية الفلسطينية وحالة واحدة من التابعية الإثيوبية وحالة من التابعية النيبالية - اليونيفيل. كما أعلنت خلية الأزمة في اتحاد بلديات جبل عامل – مرجعيون تسجيل خمس حالات جديدة. تضاف إليها إصابة أعلنت عنها بلدية جديدة مرجعيون.

 

خلف يجتمع بمجموعات تشرين: مبادرة وطنية لاستعادة الدولة وشرعيتها

المدن/31 تشرين الأول 2020

يستمر نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف في مبادرته التي أطلقها منذ شهرين، تحضيراً للمئوية الثانية لنقابة المحامين، بقناعة أن لبنان انهار والدولة تحتاج استعادة الشرعية من خلال إعادة تكوين السلطة. وبعد انضمام نقابات المهن الحرة ورؤساء الجامعات وتبنّيها المبادرة لإعادة تكوين السلطة دستوريا، توسعت المشاورات وشملت المرجعيّات الرّوحيّة، لتحط اليوم السبت في 31 تشرين الأول في لقاء مع مكوّنات المجتمع المدني وقوى التغيير. وعقد اليوم اجتماع مع مجموعات عدة ناشطة وفاعلة في انتفاضة 17 تشرين. وسيستكمل باجتماع أخر مع مجموعات إضافية في بيروت والمناطق. مصادر المجتمعين أوضحت لـ"المدن" أن خلف تشاور مع المجموعات وشرح أهداف المبادرة في المرحلة الأولى. وهي الضغط لتشكيل حكومة مستقلة بصلاحيات استثنائية وتشريعية بمواضيع محددة ولديها أربعة أهداف: خلق شبكة أمان اجتماعية لمكافحة البؤس ومكافحة جائحة كورونا وما خلفته من تداعيات صحية واقتصادية، ومواجهة الوضعين المالي والاقتصادي وإقرار قانون استقلالية القضاء ومكافحة الفساد وإقرار قانون انتخاب خارج القيد الطائفي يترافق مع تأسيس مجلس الشيوخ لتمثيل الطوائف. ووفق المصادر، شملت جولة خلف المرجعيات الدينية، للتشاور معها في هذه المسألة، وأبدت موافقتها على هذه المبادرة.  هذا وتطمح المبادرة في المرحلة الثانية، أي بعد إجراء الانتخابات النيابية وإعادة تكوين السلطة، إلى انشاء صندوق تعاضدي بين المناطق لتنفيذ اللا مركزية الإدارية، ووضع قانون مدني للأحوال الشخصية، لكن بعد تشكيل لجنة وطنية خاصة به، ووضع قانون عصري للأحزاب على أسس وطنية.

ووفق المصادر، يبذل خلف جهوداً مكثفة في هذا الإطار لاستعادة الدولة في لبنان بعدما انهارت شرعية السلطة الحالية. وبدأ بالتشاور مع القطاعات الاقتصادية للانضمام إلى المبادرة. على أن يشمل هذا الحراك كل الفئات الفاعلة في لبنان، ليصار إلى بلورة ديناميّة وطنيّة جدّيّة جامعة لإنقاذ لبنان واستعادة أمل للبنانييّن بدولة المواطنة والتعاضد.

 

طلاب "اللبنانية" في الشمال: إضراب الأساتذة يهدد حياتنا ومستقبلنا

المدن/31 تشرين الأول 2020

بعدما قررت رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الإضراب العام يومي الثلاثاء والخميس المقبلين والأولين من تشرين الثاني، تداعى مندوبو طلاب الجامعة اللبنانية في الشمال إلى اجتماع عبر تطبيق zoom بتاريخ 31-10-2020، وصدر عنهم بيان جاء فيه:

"من حقنا إنهاء العام الدراسي. أيدنا دوماً مطالب الأساتذة المتفرغين في إضراباتهم، ولكن هذه المرة ليس على حساب  مستقبلنا". وتابع البيان الطلابي: "نجد لزاما علينا  كطلاب جامعيين، يرون أن مستقبلهم مهدد فعلا، وهم الذين أيّدوا بقوة مطالب الاساتذة في كل حين،  نجد لزاماً علينا  التأكيد على ما يلي:

تبدو الدعوة للاضراب في ظل هذه الظروف، غير صحيحة ولا مناسبة، في توقيتها. فطلاب الجامعة اللبنانية وجدوا أنفسهم في ظروف صعبة وشاقة منذ أن بدأت جائحة كورونا، وفرضت عليهم وقائع قاسية، تخللها فترات تعطيل استمرت لأشهر، فانقطعوا عن الامتحانات. ومن ثم جاءت القرارات التي قضت بإقفال مناطق وترك أخرى، مما عرض مستقبل الطلاب لخطر كبير، ووضعهم في حالة نفسية ومعنوية متدنية. وتحت أثقال وضغوطات مادية كبيرة، عدا عن أن جزءاً  من الطلاب وأفراد أسرهم وعائلاتهم أصيب بالعدوى، أو وجد نفسه تحت الحجر الصحي. وهذا منعهم من إكمال امتحاناتهم. كل ذلك انعكس على عامنا الدراسي وهدد حياتنا ومستقبلنا، ووقف حائلا دون تحقيق الكثير من طموحاتنا وآمالنا، بل فرض على عدد كبير منا مناخاً خطيراً منعه من الالتحاق بمكان عمل لائق وهدد مستقبله، كما تسبب ذلك بتخلي مؤسسات عدة  عن عقود موقعة مع عدد من الطلاب بسبب غياب الشهادة الجامعية التي تمكننا من إيجاد فرص عمل لائقة". وأكدوا "أن توقيت الإضراب خاطئ جداً، لأنه يتزامن مع إجراء إلامتحانات. لذا تؤكد أن من واجب الرابطة والأساتذة النظر في مصير طلابهم ومستقبلهم. فكما وقفنا إلى جانبكم، عليكم اليوم فعل ذلك، كي لا نشعر وكأننا رهينة في معارك جراء مطالب قلنا أنها محقة وعادلة، فأكدنا على أحقيتها. لكننا نختلف معكم على توقيت الإضراب في سبيلها. إن بيان رابطة الأساتذة المتفرغين تحدث عن الحالة النفسية المزرية للأساتذة المتفرغين والمتعاقدين، وهم يرون مستقبلهم قاتمًا ولا يستطيعون استكمال مهامهم الأكاديمية وهذا صحيح. ولكن بالله عليكم هل تعتقدون أن الطلاب يعيشون في ظروف أفضل؟"

وتابع البيان: "نلفت عناية الرابطة وهيئتها التنفيذية، أنه لا ضمانة في عودة لاقفال طويل آخر يحكى عنه قريبا. مما سيؤجل الامتحانات أسابيع ويقضي علينا كلياً. وهذه المرة على يد رابطتكم. ونؤكد على تلازم قضيتنا وقضيتكم، إذ لا مجال للفصل في القضايا المطلبية، ولا مجال لنجاح أي تحرك مطلبي تربوي وجامعي من دون تضامن الحركة الطلابية - الذراع الأهم لأي حراك اقتصادي واجتماعي. فلماذا ينجر البعض إلى فخ الفصل بين الحركة الطلابية والأساتذة والدكاترة، أكانوا جامعيين أم ثانويين بالاعلان عن إضراب ليس في زمانه الصحيح؟" وطالبوا "بضرورة استمرار الامتحانات. فكل يوم ينتهي هو أمل لنا بالنجاة وانقاذ أنفسنا من مستقبل قاتم. ونعلن أننا سنقف إلى جانبكم في أي تحرك مطلبي في المستقبل. كما  نطالب الرابطة باستثناء الكليات التي تجري فيها الامتحانات، لما تسببه من إلحاق أذى بالكثيرين منا. أي الذين ينتظرون تخرجهم بمادة واحدة، وهم مرتبطون مع جامعات أخرى، بغية السفر والعمل". وأملوا "من الرابطة أن لا يشكل إضرابها المعلن عائقا أمام طلاب عانوا الكثير، لأننا لن نسمح إلا بنهاية ترضي الجميع، ولينال كل طالب حقوقه، وكل استاذ أيضا ما يصبو إليه".

 

جشع المحاصصة يضعضع اندفاعة “التأليف”

نداء الوطن/31 تشرين الأول 2020

ساعات فاصلة تمرّ بها عملية تشكيل حكومة المحاصصة المتجددة، والنقاش بلغ “عقارب التفاصيل” حيث عادةً ما يستحكم تزاحم التباينات والتوجهات بالتوقيت المحلي لولادة الحكومة. الواضح أنّ ركائز الإيجابيات التي سادت عقب التكليف اهتزت لكنها لم تقع، واندفاعة التأليف تضعضعت تحت وطأة جملة من المؤشرات، بدءاً من بيان “التأني” الرئاسي، مروراً بتسريبات وتصريحات ضاغطة على الرئيس المكلف سعد الحريري تضع أحصنة “الشروط والحصص” أمام عربة التأليف، وصولاً إلى فتور بالغ الدلالة في مقاربة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله للملف الحكومي، خصوصاً وأنه أتى فتوراً مقروناً بالدعوة إلى وجوب عدم “المبالغة في الإيجابية” والاكتفاء بإبداء “الأمل” والتمنيات بالتوفيق للرئيس المكلف بأن ينجح مع رئيس الجمهورية في تشكيل حكومته في “أقرب وقت”.

وتحت وطأة “النقزة” من تعقيدات طائفية ومذهبية وتحاصصية آخذة بالتلبّد في الجو الحكومي، لا يزال تقصي أخبار التأليف يتأرجح بين “القمحة والشعيرة” في ظل التأرجح المستمر بين الرغبة في تصغير عديد الحكومة وبين الشهيات المفتوحة على توسعة قالبها ليتسع لأكبر قدر ممكن من جوائز الترضية الوزارية لكتل الأكثرية الفاسدة التي تعد نفسها بمزيد من الهدر والتنفيعات. غير أنّ المتفائلين بوصول الجهود المكوكية على خط بيت الوسط – قصر بعبدا إلى خواتيمها المرجوة، يحاذرون التركيز على النصف الفارغ من الكأس، ويؤثرون التعويل على حاجة جميع الفرقاء إلى وجود حكومة جديدة تحاكي متطلبات المرحلة والتطلعات الدولية عموماً لوقف الانهيار في البلد. وفي هذا السياق، لا تنفي أوساط مواكبة وجود بعض “التنتيعات” من هنا أو هناك لكنها لم تبلغ بعد مستوى المعضلات التي يمكن أن تقوض عملية التأليف، مؤكدةً أنّ الأمور ما زالت “تحت السيطرة” ومن الآن حتى مطلع الأسبوع يفترض أن تتضح الصورة وتتبلور آفاق المساعي الحثيثة التي يقودها الرئيس المكلف بالتنسيق والتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون. أما على مستوى العقدة الدرزية التي طفت على سطح المشهد الحكومي، فأكدت الأوساط “حقّ أي فريق بتحديد موقفه إزاء التأليف كما كان له الحق في تحديد موقفه من التكليف، لكن حسم الخارطة الوزارية يحتاج إلى ترسيم دقيق لمعالم الحكومة ومعاييرها، وهذا ما يجري بعيداً عن تأثيرات التسريبات الإعلامية والخبريات المتناقلة في الصالونات السياسية”.

 

بهذه الشروط تعود السعودية الى لبنان!

وكالة الانباء المركزية/31 تشرين الأول 2020

في غمرة الاهتمام الدولي بلبنان من بوّابة الدعوات الى ضرورة اجراء اصلاحات بنيوية تُنقذ الاقتصاد والمالية العامة، والذي تكثّف عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي، بدا لافتاً استمرار غياب السعودية عن المشهد السياسي اللبناني بعدما كانت في صلبه، ولو انها لم تنقطع عن مدّه بالمساعدات العيّنية الضرورية عبر مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية الذي يعمل في مناطق عديدة. ومع ان المملكة التي لطالما كانت السبّاقة بالوقوف الى جانب لبنان في عزّ ازماته السياسية والاقتصادية والمالية والمبادرة الى وضع ودائع ضخمة بالعملة الصعبة في المصرف المركزي، لم يعد حضورها بالزخم نفسه كما في السابق، غير ان ابتعادها عن الشأن اللبناني ليس قراراً سعودياً بحدّ ذاته وانما نتيجة لممارسات فريق من اللبنانيين بات يضع المملكة في الوعاء نفسه مع العدو الاسرائيلي خدمةً لراعيه الاقليمي الذي دخل بصراع مع السعودية.

وفي الاطار، نقلت اوساط سياسية لـ”المركزية” عن مسؤولين سعوديين قولهم “ان ليس هناك من تخلٍ سعودي عن لبنان، لان المملكة لم تتركه يوماً وكانت اوّل من تهبّ لمساعدته في لحظات الشدّة، لكن الابتعاد سببه معروف ويدركه المسؤولون اللبنانيون جيداً”.

فهؤلاء بحسب المسؤولين السعوديين “لم يلتزموا بما تعهّدوا به لجهة اعتماد سياسة النأي بالنفس والابتعاد عن سياسة المحاور في المنطقة. بل امعنوا في الوقوف الى جانب المحور الايراني و”غرّبوا” لبنان عن عروبته ضاربين عرض الحائط اعلان بعبدا الذي ينصّ على حياد لبنان وعدم توريطه في لعبة المحاور التي سترتدّ سلباً عليه، وهذا ما حصل فعلاً”. ولا يقف “عتب” المملكة على عدم احترام المسؤولين لتوقيعهم على سياسة النأي بالنفس، بل يصل الى بيانات الاستنكار لما تتعرّض له من هجومات متتالية من الحوثيين عبر الطائرات المسيّرة، حيث يغيب الموقف اللبناني الرسمي المُدين لإنتهاك اجوائها وترويع سكانها.

ويستغرب المسؤولون السعوديون وفق ما يُنقل عنهم “غياب الاستنكار اللبناني لما تتعرض له المملكة من هجمات متتالية لطائرات مسيّرة يتم اطلاقها من الاراضي اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين. فالمطلوب من لبنان ان يتماهى مع هويته العربية بالوقوف الى جانب اشقائه والتعبير عن التضامن معهم في وقت ازماتهم”. وفي حين بات معروفاً ان لا عودة سعودية الى المشهد السياسي اللبناني ما دام حزب الله الذي تُصنّفه منظمة ارهابية يتحكّم بالقرار اللبناني ويفرض مشروعه الايراني عليه،  يؤكد المسؤولون السعوديون “ان لا يمكن لدول الخليج، لاسيما السعودية تجاوز موقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عن لبنان وحزب الله في كلمته امام الجمعية العمومية للامم المتحدة الاخيرة التي عُقدت عبر تقنية الفيديو، والذي دعا فيه الى نزع سلاح حزب الله المقوّض للسيادة اللبنانية”. ولفتوا الى “ان لا مساعدات للبنان طالما ارتأى اهل الحكم التسليم بقبضة حزب الله على السلطة. ولا عودة خليجية الى ربوعه ما دام حزب الله ومن ورائه ايران يحوّلانه الى منصة لاطلاق الرسائل النارية والسياسية. فالمطلوب من حزب الله العودة من ميادين المعارك التي يخوضها في المنطقة الى لبنان الدولة والمؤسسات وان يكفّ عن التدخّل في شؤون الدول العربية، لاسيما في اليمن، حيث يُقدّم المساعدات العسكرية واللوجيستية والخبرات التدريبية للحوثيين الذين يُشكّلون خطراً على امن المملكة واليمنيين انفسهم”.

 

تقارير فرنسية: "حزب الله" وراء تظاهرة قصر الصنوبر جشع المحاصصة يضعضع اندفاعة "التأليف"

نداء الوطن/31 تشرين الأول 2020

ساعات فاصلة تمرّ بها عملية تشكيل حكومة المحاصصة المتجددة، والنقاش بلغ "عقارب التفاصيل" حيث عادةً ما يستحكم تزاحم التباينات والتوجهات بالتوقيت المحلي لولادة الحكومة. الواضح أنّ ركائز الإيجابيات التي سادت عقب التكليف اهتزت لكنها لم تقع، واندفاعة التأليف تضعضعت تحت وطأة جملة من المؤشرات، بدءاً من بيان "التأني" الرئاسي، مروراً بتسريبات وتصريحات ضاغطة على الرئيس المكلف سعد الحريري تضع أحصنة "الشروط والحصص" أمام عربة التأليف، وصولاً إلى فتور بالغ الدلالة في مقاربة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله للملف الحكومي، خصوصاً وأنه أتى فتوراً مقروناً بالدعوة إلى وجوب عدم "المبالغة في الإيجابية" والاكتفاء بإبداء "الأمل" والتمنيات بالتوفيق للرئيس المكلف بأن ينجح مع رئيس الجمهورية في تشكيل حكومته في "أقرب وقت". وتحت وطأة "النقزة" من تعقيدات طائفية ومذهبية وتحاصصية آخذة بالتلبّد في الجو الحكومي، لا يزال تقصي أخبار التأليف يتأرجح بين "القمحة والشعيرة" في ظل التأرجح المستمر بين الرغبة في تصغير عديد الحكومة وبين الشهيات المفتوحة على توسعة قالبها ليتسع لأكبر قدر ممكن من جوائز الترضية الوزارية لكتل الأكثرية الفاسدة التي تعد نفسها بمزيد من الهدر والتنفيعات. غير أنّ المتفائلين بوصول الجهود المكوكية على خط بيت الوسط – قصر بعبدا إلى خواتيمها المرجوة، يحاذرون التركيز على النصف الفارغ من الكأس، ويؤثرون التعويل على حاجة جميع الفرقاء إلى وجود حكومة جديدة تحاكي متطلبات المرحلة والتطلعات الدولية عموماً لوقف الانهيار في البلد. وفي هذا السياق، لا تنفي أوساط مواكبة وجود بعض "التنتيعات" من هنا أو هناك لكنها لم تبلغ بعد مستوى المعضلات التي يمكن أن تقوض عملية التأليف، مؤكدةً أنّ الأمور ما زالت "تحت السيطرة" ومن الآن حتى مطلع الأسبوع يفترض أن تتضح الصورة وتتبلور آفاق المساعي الحثيثة التي يقودها الرئيس المكلف بالتنسيق والتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون. أما على مستوى العقدة الدرزية التي طفت على سطح المشهد الحكومي، فأكدت الأوساط "حقّ أي فريق بتحديد موقفه إزاء التأليف كما كان له الحق في تحديد موقفه من التكليف، لكن حسم الخارطة الوزارية يحتاج إلى ترسيم دقيق لمعالم الحكومة ومعاييرها، وهذا ما يجري بعيداً عن تأثيرات التسريبات الإعلامية والخبريات المتناقلة في الصالونات السياسية". وفي مقابل الفتور الذي صبغ كلام الأمين العام لـ"حزب الله" حكومياً، مواقف بالغة الحماوة غلفت رسائله للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد، فحمّل السلطات الفرنسية "المسؤولية الأولى" عن اعتداءات الإرهابيين، وتوجه إلى باريس بعبارات توبيخية على أدائها تجاه العالم الإسلامي بالقول: أوقفوا هذه "المسخرة" أين مصالحكم في المنطقة من هذا التوجه المعادي للمسلمين؟. تزامناً، وفي إطار الأولوية التي توليها فرنسا للمشهد اللبناني، نقلت أوساط إعلامية في باريس أنّ مسؤولين فرنسيين واكبوا أمس التحرك الميداني المناهض لفرنسا في بيروت، وطلبوا تقارير تفصيلية عن أعداد وانتماءات المتظاهرين الذين تجمهروا على مقربة من قصر الصنوبر واستخدموا أساليب عنفية في تحركهم الاحتجاجي ضد فرنسا. وبحسب خلاصة ما توصلت إليه هذه التقارير فإنّ "تنظيم التظاهرة التي انطلقت من طرابلس وتولاها "حزب التحرير" كان وراءه "حزب الله" عبر حلفائه في عاصمة الشمال"، وذلك في إطار ما فُهم على أنه بمثابة "رسالة مشفّرة أراد الحزب إيصالها إلى باريس لتأكيد قدرته على تجييش ساحات وبيئات غير شيعية ضد السياسة الفرنسية".

 

فضيحة... بـ "المرسوم" المشهود!

نداء الوطن/31 تشرين الأول 2020

في زمن الرقابة الشعبية الصارمة وغياب الثقة بحكومة "الدمى"، تفاجأ أساتذة الجامعة اللبنانية بتسريب ثلاثة مراسيم جمهورية، لتعيين"الوزيرين لميا يمين وحمد حسن" والموظف في ملاك وزارة الصناعة الدكتور "ايلي ناجي عوض" في ملاك الجامعة اللبنانية "بالواسطة" في قرارات أقل ما يقال فيها أنها مسيسة، زبائنية واستنسابية كونها لم تشمل الأساتذة المتعاقدين ولا الأساتذة المتفرغين الذين يقفون في طابور انتظار "التوافق السياسي" منذ سنوات. المثير للجدل في هذه الفضيحة، هو أن الدكتور عوض قد قدم استقالته كمهندس من وزارة الصناعة ليُنقل إلى كلية الزراعة، علماً أن موافقة مجلس الوزراء على طلبه حصلت في الجلسة المنعقدة بتاريخ 21 آذار 2019 قبل الثورة، بعكس موافقة مجلس الوزراء التي جاءت للوزيرين حسن ويمين بتاريخ 28 تموز 2020 أي ما قبل انفجار 4 آب وما قبل استقالتهما الرسمية من الحكومة! أما تغييب دور مجلس الجامعة ليُعهد بملفاتها إلى ثنائي وزير التربية والرئيس فؤاد أيوب، تجعل من تورّطهما، مباشرة، في هذه المراسيم محل مساءلة، إذ إنه وبحسب رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور يوسف ضاهر "ليس في هذه المراسيم قدح في كفاءة الدكاترة الثلاثة، ولكن لا غروَ في أنه شكّل انتقاصاً غير مرئي في حيادية الموقّعين على المراسيم ومحسوبية كبرى في تفضيلهم على غيرهم من الأساتذة الذين قدموا سنوات من أعمارهم خدمة للجامعة اللبنانية وتلامذتها".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

الرسوم الكاريكاتورية  التافهة، قد أثبت أن بناءنا العقلي ما زال قاصرا عن تحمل الرأي الآخر!

أحمد سويسي/31 تشرين الأول/2020

فرنسا دولة لم يكن فيها مسجداً واحداً حتى عام ١٩٥١ بخلاف مسجد باريس الكبير ثم سمحت بأن يكون لديها ٢٢٦٠ مسجداً. فيما يجري إقفال الكنائس من قبل الكنيسة الكاثوليكية  لعدم مقدرتها على الانفاق عليها ولعدم الحاجة اليها لتناقص عدد المؤمنين!

دولة عشرة بالمائة من تعداد سكانها من المهاجرين منهم ما يقرب من ٦ مليون مسلم.

دولة استقبلت بكل تسامح من سنة ٢٠٠٠ حتى ٢٠١٧ حوالي ١،٥ مليون مهاجر ٨٧٪؜ منهم من بلدان إسلامية.

دولة تقوم أكبر جامعاتها بتدريس الإسلام وتاريخ

الشرق الإسلامي وتمنح درجات علمية وفيها كبار الإختصاصيين في الموضوع مثل جامعة السوربون و غيرها.

دولة لديها على ضفاف نهر السين معهدا للعالم

العربي والدراسات الشرقية.

دولة استقبلت من القرن التاسع عشر بعثات الدراسة والتعليم من العالم العربي. وتقدم منحا دراسية في شتى فروع المعرفة لأبناء العالم العربي والإسلامي!

دولة يغرق مئات المسلمين كل عام خلال محاولاتهم الإنتحارية

من أجل الوصول إلى سواحلها.

دولة تمتلك رابع أكبر شركة أدوية بالعالم وتمد العالم الإسلامي بمعظم احتياجاته الطبية.

دولة قامت قوات الكوماندوس بها بتخليص الحرم المكي من مختطفيه عصابة الجهيمان في السبعينات.

دولة كهذه تهتم بكسب اسواق العالم الإسلامي وتعاطف الشعوب الإسلامية وليس من مصلحتها ان تقوم بحرب عقائدية ضد الإسلام و غيره من الأديان

حتى الدول العربية والاسلامية تعاني ولا تتقبل ارهاب الإسلام السياسي المجنون فلماذا على فرنسا ان تتقبله وتفتح ابوابها له؟.

كلما وقعت جريمة قتل مرعبة لأبرياء في فرنسا نسمع الأصوات النشاز في بلداننا، التي في أحسن الأحوال، تصرح بأنها تستنكر الجريمة ولكنها ترى في علمانية الدولة الفرنسية السبب في ارتكابها!!!

من المؤسف ان موضوع

الرسوم الكاريكاتورية  التافهة، قد أثبت أن بناءنا العقلي ما زال قاصرا عن تحمل الرأي الآخر!

 

توقيف مُشتبه فيه آخر وإحباط هجوم جديد ولودريان يُحذّر من تهديدات "في كلّ مكان"

نداء الوطن/31 تشرين الأول 2020

بينما تباينت ردود الفعل الدوليّة على الإعتداء الإرهابي الذي استهدف كنيسة "نوتردام دو لاسومبسيون" في نيس، دعت فرنسا مواطنيها المقيمين خارج البلاد إلى الحيطة فيما عزّزت تأمين أراضيها، خصوصاً أماكن العبادة والمؤسّسات التعليميّة. ودعا وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان مواطني بلاده الذين يعيشون في الخارج إلى توخّي الحذر غداة اعتداء نيس الدموي، مشيراً إلى وجود تهديد للمصالح الفرنسية "في كلّ مكان". وقال بعد اجتماع لمجلس الدفاع: "وجّهت رسالة تحذير من احتمال وقوع اعتداءات إلى كلّ رعايانا في الخارج، أينما كانوا، لأنّ التهديد في كلّ مكان". وأضاف لودريان: "ننتقل سريعاً من الكراهية الافتراضيّة إلى العنف الفعلي، وقرّرنا أن نتّخذ كلّ الإجراءات لضمان أمن مصالحنا ورعايانا"، موضحاً أنّ التعليمات أعطيت للسفراء "لتعزيز الإجراءات الأمنيّة" حول الممثليّات الفرنسيّة في العالم من سفارات وقنصليّات، هذا فضلاً عن المدارس. وبعد أسابيع قليلة على قتل المدرّس صامويل باتي بقطع الرأس بعدما عرض على تلاميذه رسوماً كاريكاتوريّة لنبي الإسلام في إطار حصّة حول حرّية التعبير، دعا وزير الخارجيّة الفرنسي إلى الحذر الشديد في محيط المدارس. ولفت إلى "أنّنا اتخذنا قراراً بعدم فتح المؤسّسات التربويّة إلّا بعد اتخاذ الإجراءات الضروريّة والاهتمام بأولياء الأمور والمدرّسين والتلاميذ"، مشيراً إلى أنّ هذه التدابير تتّخذ "بالتعاون مع السلطات المحلّية التي تُساعدنا عموماً".

وبخصوص قتل شاب مسلّح بسكين ثلاثة أشخاص داخل كنيسة "نوتردام دو لاسومبسيون" في قلب مدينة نيس صباح الخميس، أوضح المدّعي العام لمكافحة الإرهاب المسؤول عن التحقيق جان فرانسوا ريكار أنّ منفّذ الهجوم الذي أُصيب بجروح خطِرة على يد الشرطة ونُقل إلى المستشفى، تونسي يُدعى إبراهيم عويساوي، ويبلغ من العمر 21 عاماً، وصل إلى فرنسا في تشرين الأوّل بعدما نزل في جزيرة لامبيدوسا الإيطاليّة في 20 أيلول. وأكد مصدر في وزارة الداخليّة الإيطاليّة هذه المعلومات لوكالة "فرانس برس"، مُضيفاً أنّ الرجل لم يكُن معروفاً لدى الإستخبارات الإيطاليّة. وهو غير معروف أيضاً لدى الإستخبارات الفرنسيّة. وفَتحت نيابة مكافحة الإرهاب الفرنسيّة تحقيقاً في الاعتداء الذي دفع فرنسا إلى رفع التأهّب إلى درجة "طوارئ لمواجهة اعتداء"، وهي الدرجة القصوى في إطار خطّة "فيجيبيرات" لحماية الأراضي. وأعلن مصدر قضائي أنّ رجلاً يبلغ من العمر 47 عاماً، يُشتبه في أنّه كان على صلة بالمهاجم، أوقف قيد التحقيق لدى الشرطة. وبعدما تمكّن فريق من شرطة بلديّة نيس من شلّ حركته، تقدّم المهاجم نحو قوّات الأمن "بطريقة تهديديّة مردّداً "الله أكبر"، ما اضطرّها لإطلاق النار"، بحسب المدّعي العام. وأوضح ريكار أيضاً أنّ المحقّقين وجدوا بالقرب منه مصحفَيْن وهاتفَيْن وسلاح الجريمة وهو "سكين طوله 30 سنتمتراً يبلغ طول شفرته 17 سنتمتراً". وفي الأثناء، أفادت وكالة "رويترز" بأنّ الشرطة الفرنسيّة اعتقلت رجلاً مسلّحاً بسكينَيْن في باريس أمس. ونقلت "رويترز" عن مصدر في الشرطة أنّ الحادث الجديد حصل في الدائرة 15 جنوب غربي العاصمة، حيث هدّد المسلّح ضبّاطاً بسكينَيْه. وأكد المصدر أنّ الشرطيين تمكّنوا من السيطرة على الرجل، من دون وقوع أي إصابات جرّاء الحادث. ودان ماكرون خلال تفقّده الكنيسة في نيس الخميس "الهجوم الإرهابي الإسلامي"، وأعلن تعزيز خطّة "فيجيبيرات" الأمنيّة ليرتفع عدد الجنود الذين يقومون بدوريّات في الشوارع من 3 آلاف إلى 7 آلاف. وعكست صحف الجمعة في فرنسا الصدمة التي سبّبها الإعتداء الجهادي في البلاد، حيث كتبت "لوفيغارو" في عنوانها الرئيسي: "نيس: فلتان الوحشيّة الإسلاميّة في فرنسا"، بينما تحدّثت ليبراسيون" عن "دوامة الإرهاب". أمّا صحيفة "لاكروا" الكاثوليكيّة، فكتبت: "صمود". وفي الغضون، أعلنت وزارة خارجيّة البرازيل أنّ امرأة برازيليّة من بين ضحايا الإعتداء. وقالت إنّ "الحكومة البرازيليّة تُعلن بأسف شديد أنّ واحدة من الأشخاص الذين قُتلوا، امرأة برازيليّة تبلغ من العمر 44 عاماً وهي أمّ لثلاثة أطفال تعيش في فرنسا". وهذه المرأة التي فرّت من الكنيسة، "فارقت الحياة في مطعم قريب، متأثّرةً بجروح متعدّدة" أُصيبت بها. وفي تونس، أكد نائب وكيل الجمهوريّة في المحكمة الابتدائيّة في العاصمة محسن الدالي أنّه "تمّ التعهّد بفتح (تحقيق) في شبهة ارتكاب تونسي لعمليّة إرهابيّة خارج البلاد"، مُضيفاً أنّ "التحرّيات متواصلة". وأوضح أنّ النيابة العموميّة في القطب القضائي لمكافحة الإرهاب أذنت لوحدة أمنيّة مختصّة بالتحرّي في حقيقة وصدقيّة وجود تنظيم يُدعى "المهدي بالجنوب التونسي" تبنّى تنفيذ عمليّة نيس الإرهابيّة، فيما أفادت عائلة العويساوي بأنّ الأخير أصبح متديّناً قبل سنتَيْن تقريباً. وبينما تواصلت التظاهرات العنيفة المناهضة لفرنسا في دول إسلاميّة عدّة، توافد آلاف الفرنسيين إلى كنيسة "نوتردام دو لاسومبسيون" حيث وضعوا الزهور وأضاؤوا الشموع تكريماً لضحايا الهجوم البربري الذي فصل خلاله المهاجم رأس إمرأة عجوز.

 

ماكرون: تم تحريف كلامي ولست مؤيدا للرسوم الكاريكاتورية

الجزيرة.نت/31 تشرين الأول 2020

أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أنه يتفهم مشاعر المسلمين إزاء الرسوم الكاريكاتورية. وشدد في حديث لـ”الجزيرة” على أن “الرسوم الكاريكاتورية ليست مشروعا حكوميا بل هي منبثقة من صحف حرة ومستقلة غير تابعة للحكومة.”

واعتبر أن هناك أناساً يحرّفون الإسلام وباسم هذا الدين يدّعون الدفاع عنه، قائلاً: “أعتقد أن ردود الفعل كان مردها أكاذيب وتحريف كلامي ولأن الناس فهموا أنني مؤيد لهذه الرسوم.”

 

اعتقال رجل ثالث على ذمة التحقيق في هجوم نيس

إيلاف/31 تشرين الأول 2020

أفادت السلطات القضائية الفرنسية بإعتقال رجل ثالث على ذمة التحقيق في الاعتداء على كنيسة نوتردام في نيس، مقرب من المشتبه فيه الأساسي في الجريمة. وكان الرجل البالغ 33 عاما حاضرا خلال تفتيش عناصر الشرطة مساء الجمعة لمنزل مشتبه فيه ثان كان على تواصل مع المنفذ عشية الهجوم.

وقال المصدر “نحاول توضيح دوره في كل ما حصل”.

 

انفجار يهزّ “آطا شهر” بالجانب الأسيوي في إسطنبول

هزّ انفجار  منطقة “آطا شهر” بالجانب الأسيوي في إسطنبول التركية ولا خسائر معلنة حتى الآن. وقال موقع “أوضه تي في” الإخباري التركي، إن انفجارًا شديدًا وقع بحاوية للقمامة في منطقة “آطا شهر” بالجانب والآسيوي من المدينة. وكالات وصوت بيروت انترناسيونال/31 تشرين الأول/2020

وأشار إلى سماع صوت الانفجار بعدة مناطق في إسطنبول، لافتًا إلى أنه لم تصدر أية تصريحات رسمية بعد بخصوص الحادث. ولم تقدم السلطات رسميا أي معلومات حول الانفجار، لكنها فرضت طوقا أمنيا حول المكان. ولم ترتاح تركيا بعد من الهزة التي طاولتها أمس، إذ لا تزال جهود الإنقاذ تجري على قدم وساق في تركيا، لانتشال العالقين والضحايا من تحت أنقاض المباني التي انهارت نتيجة الزلزال القوي الذي ضرب ساحل بحر إيجة التركي، وكانت مدينة أزمير أكثر المتأثرين به، إلى جانب جزيرة ساموس اليونانية. وأسفر الزلزال حتى الآن عن مقتل 26 شخصا في تركيا وإصابة ما لا يقل عن 885 شخصا، بالإضافة إلى مقتل مراهقين اثنين في اليونان، وإصابة 19 على الأقل. وقال معهد كانديلي الذي يتخذ من إسطنبول مقرا له، إن شدة الزلزال بلغت 6.9 درجة، كان مركزه في بحر إيجة شمال شرق ساموس، بينما قالت إدارة الكوارث والطوارئ إن شدته بلغت 6.6 درجة. وضرب على عمق حوالي 16 كيلومترا. وفي تركيا، قال وزير البيئة والتخطيط العمران، مراد كوروم، إنه تم إنقاذ حوالي 100 شخص من بين الأنقاض، مشيرا إلى أن نحو 5 آلاف من أفراد فرق الإنقاذ يعملون على الأرض. وتمكنت قوات الإنقاذ، السبت، من انتشال إنسي أوكان، الذي لا يزال حيا تحت أنقاض مبنى سكني مدمر من ثمانية طوابق، بينما كان الأصدقاء والأقارب ينتظرون خارج المبنى للحصول على أخبار عن ذويهم، الذين ما زالوا محاصرين بالداخل، بما في ذلك موظفو عيادة طبيب أسنان في الطابق الأرضي.

 

ترامب: الأمة عند مفترق طرق

وكالات وصوت بيروت انترناسيونال/31 تشرين الأول/2020

تحدث الرئيس الاميركي دونالد ترامب، السبت، بالقرب من الموقع الذي أقام فيه جورج واشنطن مقره قبل أن يعبر نهر ديلاوير، حيث قال إن الأمة تقف عند مفترق طرق مع اقتراب يوم الانتخابات، وأضاف أن هذه الانتخابات من المحتمل أن تكون كذلك حدثا بالغ الأهمية.

وتابع الرئيس الأميركي أن “هذه الولاية هي التي ستنقذ الحلم الأميركي” في غضون ثلاثة أيام. وتوقع تحقيق الفوز في ولاية بنسلفانيا. وينظم ترامب، الذي فاز بفارق ضئيل في ولاية بنسلفانيا عام 2016، أربع فعاليات في جميع أنحاء الولاية، السبت، حيث يهدف إلى إبقائها في صفه. بدون هذه الولاية، سيصبح طريقه للحصول على270 صوتا من المجمع الانتخابي أكثر صعوبة. وقد فقد ترامب بفارق ضئيل مقاطعة باكس في ضواحي فيلادلفيا عام 2016. ويأمل في الأقل أن يبقي هوامش منافسه الديموقراطي جو بايدن منخفضة في ذلك الجزء من الولاية بينما يحرز النتيجة في مناطق أكثر ريفية. ويخوض بايدن مسار الحملة الانتخابية مع رئيسه القديم لأول مرة من خلال حدثين في ميشيغان، وسينضم الرئيس السابق باراك أوباما إلى بايدن، السبت، في تجمعين بفلينت وديترويت. وبينما كان أوباما نشطا في حملة بايدن خلال الأسابيع الأخيرة، فإن هذا سيمثل اليوم الأول لحملتهما معا. وما تزال ميشيغان هدفا رئيسيا لبايدن في حين يسعى إلى إعادة بناء “الجدار الأزرق”، ولايات محسومة تقليديا لصالح الديمقراطيين، لولايات “حزام الصدأ”، وهو مصطلح يطلق على المنطقة الواقعة على جانبي شمال شرق الولايات المتحدة العليا، بما فيها ويسكونسن وبنسلفانيا، والتي كانت لصالح أوباما سابقا ولكنها حققت فوزا لترامب عام 2016، وذلك بحسب “أسوشيتد برس”.

 

موسكو جاهزة لمساعدة أرمينيا.. وأذربيجان تعترض

روسيا كانت جددت الدعوة إلى وقف لإطلاق النار في كاراباخ بعد طلب أرمينيا المساعدة

عربية نت/31 تشرين الأول/2020

في وقت فشلت فيه الهدنة بين أرمينيا وأذربيجان بالصمود، وسط تراشق الاتهامات بين الطرفين المتناحرين على إقليم ناغورنو كاراباخ حول السبب، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن بلادها مستعدة لتقديم المساعدة الضرورية ليريفان. وأضافت الوزارة، أن روسيا ستوفر ليريفان كل المساعدة الضرورية في حال وقعت مواجهات مباشرة على أراضي أرمينيا. وأتى إعلان روسيا التي جددت الدعوة إلى وقف لإطلاق النار، بعدما طلب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان من الرئيس فلاديمير بوتين بدء مشاورات عاجلة حول المساعدات التي يمكن لموسكو توفيرها ليريفان لضمان أمنها.

أذربيجان تعترض

بالمقابل، اعترض رئيس أذربيجان، إلهام علييف، على إعلان روسيا في تغريدة عبر تويتر مؤكداً أن "السبيل الوحيد لإنهاء الحرب هو أن تتوقف أرمينيا وتعترف بهزيمتها وتخلي أرضنا"، بحسب تعبيره. مضيفاً أن بلاده لا ترغب في إشراك أي دولة ثالثة. كما شدد على أن المعركة الدائرة هي معركة بينهم وبين أرمينيا ويجب على الجميع الابتعاد عنها، وفق قوله. تعليقا على الأمر، أكد سفير أذربيجان في الرياض، أن ناغورنو كاراباخ هي منطقة ضمن أراضي بلاده ولهم الحق في الدفاع عنها، معتبرا أن القوات الأذربيجانية تدافع عن نفسها لا أكثر، معلناً هزيمة أرمينيا في الإقليم.فيما تزيد هذه الإعلانات المخاوف من حصول تصاعد في القتال بين أرمينيا وأذربيجان. ويعرب مراقبون عن خوفهم من احتمال انجرار روسيا حليفة يريفان وتركيا الداعمة لباكو إلى النزاع المستمر منذ عقود.

1250 قتيلاً وهدن فاشلة

يشار إلى النزاع كان تجدد في 27 أيلول/سبتمبر ويتواصل القتال رغم المحاولات الدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وكان الطرفان قد اتفقا على وقف لإطلاق النار 3 مرات خلال محادثات بواسطة روسية وفرنسية وأميركية إلا أنها لم تصمد طويلا.

وأفادت أرقام جزئيّة عن مقتل أكثر من 1250 شخصا، بينهم أكثر من 130 مدنيا منذ استئناف المعارك وهي الأسوأ منذ حرب التسعينيات إلا أن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير.

 

واشنطن: إيران لا تملك سوى 10 مليارات دولار فقط في احتياطياتها!

بومبيو: سنطال أي جهة تساعد إيران في التهرب من العقوبات

عربية نت/31 تشرين الأول/2020

كشف المبعوث الأميركي الخاص لإيران إليوت أبرامز أنه لم يبق لدى طهران سوى 10 مليارات دولار نقدي، بعد تجميد معظم حساباتها الخارجية بفعل العقوبات. وقال أبرامز إن الضائقة المالية الشديدة التي تعاني منها طهران دفعتها لتخفيف نفقاتها على ميليشياتها في المنطقة. وأفاد أبرامز أن طهران اضطرت لضخ مليار دولار لامتصاص شح العملة الصعبة. بومبيو: سنطال أي جهة تساعد إيران في التهرب من العقوبات في ذات السياق، شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن العقوبات الجديدة على قطاع النفط الإيراني تأتي في إطار سياسة الضغط القصوى على إيران التي تعتمدها الإدارة الأميركية. وأكد، في تغريدة له على موقع تويتر، أن واشنطن لن تتوانى عن ملاحقة أي كيانٍ أو فرد يساعد النظام الإيراني على التهرب من العقوبات.إلى ذلك، قال مسؤولون أميركيون إن المتسللين الإيرانيين الذين أرسلوا رسائل تهديدٍ لآلاف الأميركيين في وقت سابق هذا الشهر.. نجحوا في الحصول على بيانات تسجيل ناخبين في ولاية واحدة على الأقل. وكان مسؤولون أميركيون اتهموا النظام الإيراني بإرسال أعداد كبيرة من رسائل البريد الإلكتروني إلى المواطنين الأميركيين بهدف ترويعهم والتحريضِ على الاضطرابات الاجتماعية قبل الانتخابات الرئاسية. ويؤكد مسؤولون في المخابرات الأميركية وشركات التكنولوجيا العملاقة، أن قراصنة من جميع أنحاء العالم استهدفوا انتخابات الرئاسة المقبلة وحملاتِ الرئيس دونالد ترمب ومنافِسه جو بايدن. أبرز الاختراقات التي تم الإبلاغ عنها قبيل الانتخابات هي: آلافٌ من رسائل البريد الإلكتروني الإيرانية المضللة هدفت لترهيب الناخبين وإلحاقِ الضرر بترمب. وفي ويسكونسن، قال الحزب الجمهوري إن قراصنةً إلكترونيين سرقوا مليونين وثلاَثمئةِ ألف دولار من حملةٍ تدعم إعادة انتخاب ترمب. وفي كاليفورنيا وإنديانا، تم استهداف الحزب الديمقراطي من قبل قراصنةٍ روس، كانوا قد اتهموا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016 . وفي أحد التحذيرات المبكرة المرتبطة بالمسابقة الرئاسية المقبلة، حذرت مايكروسوفت في أكتوبر من العام الماضي من أن قراصنة إيرانيين استهدفوا دون جدوى حملة ترمب.

 

السراج يتراجع عن استقالته قبيل انطلاق مسارين ليبيين للتفاوض

انديبندت عربية/31 تشرين الأول/2020

أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج عدوله عن استقالته من منصبه، التي تقدم بها قبل شهرين تقريباً، محدداً زمن تنفيذها نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بعد مطالبات من داخل ليبيا وخارجها، لبقائه على رأس الحكومة في طرابلس حتى نهاية جولات الحوار الليبي، التي وصلت إلى مراحل متقدمة أخيراً. تراجُع السراج عن استقالته، جاء في وقت تستعد الأطراف الليبية للجلوس إلى طاولتي تفاوض جديدتين، واحدة في تونس تتعلق بالمسار السياسي، والثانية داخل البلاد للمرة الأولى بمدينة غدامس، في الجنوب الغربي، لوضع اللمسات النهائية على اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وقعته قبل أيام، في جنيف.

حسم أمره

نقلت مصادر إعلامية مقربة من حكومة الوفاق الليبية، عن رئيس وزرائها، أنه حسم أمره بالعدول عن استقالته، وقال السراج، بحسب المصادر نفسها، إن "تراجعه، جاء استجابة لدعوات مجلسي الدولة والنواب في طرابلس، والبعثة الأممية، والدول الصديقة، وتجنباً لحدوث فراغ سياسي". وكان رئيس مجلس الدولة خالد المشري قد طالب السراج قبل قراره بيوم واحد بـ "الاستمرار في أداء مهامه حتى اختيار مجلس رئاسي جديد، تجنباً لأي فراغ سياسي، ومن أجل استقرار البلاد"، ولفت في خطابه الرسمي الموجه لرئيس حكومة الوفاق إلى أن "طلبه جاء للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، واقتراب ملتقى الحوار السياسي الليبي في تونس، الذي سيناقش إعادة تشكيل المجلس الرئاسي، وإجراء انتخابات وطنية في أقرب وقت ممكن، واختيار سلطة تنفيذية فاعلة"، مشيراً إلى أن "المبادئ الحاكمة في الاتفاق السياسي الليبي الموقع في ديسمبر(كانون الأول) عام 2015، ونص المادة الرابعة منه التي تشير إلى أن استقالة رئيس مجلس الوزراء أو وفاته أو خلو منصبه، لأي سبب من الأسباب، تعني استقالة الحكومة بكاملها، ستؤدي إلى فراغ في السلطة التنفيذية، في توقيت حرج". الدعوات الموجهة للسراج بالاستمرار في عمله رئيساً لحكومة الوفاق، لم تأتِ من الداخل فقط، بل وجهت من جهات دولية فاعلة، في مقدّمها الولايات المتحدة وألمانيا، عبر سفيريهما في ليبيا حيث اعتبرا، في تصريحين منفصلين، أن "استقالة السراج في هذا الوقت الحرج والمهم في مصير الأزمة الليبية، ومسار الحوار السياسي بين أطرافها ستربك المشهد، في وقت تحاول البلاد ترتيب أوراقها بمساعدة دولية".

واعتبر الصحافي الليبي محمد الكواش أن تراجع السراج عن استقالته كان متوقعاً و"الغرض وقت الإعلان عنها، كان امتصاص غضب الشارع، المنتفض ضد الحكومة وفشلها في إدارة الأزمات، التي تراكمت على مدار سنوات عملها، ومع إخماد ثورة حراك طرابلس والسيطرة على الشارع فيها، كان متوقعاً أن يبقى السراج في منصبه". لا يعتقد الكواش، أن بقاء السراج أو رحيله، يشكل فارقاً مهماً في المعادلة، معتبراً أن القرار الفعلي ليس بيده بل بيد الكتائب المسلحة، وعلى رأسها قوات مصراتة، التي تتمثل سياسياً بوزير الداخلية فتحي باشا آغا، الذي أصبح منذ خلافه مع السراج وما صاحبه من أحداث، الحاكم الفعلي في العاصمة".

أشار أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، جمال الشطشاط، إلى دور تركي ملموس في ثني السراج عن قرار الاستقالة، وقال، "منذ إعلانه استقالته، بدا واضحاً الغضب التركي من هذا القرار، لأنه ينعكس سلباً على اتفاقياتها الأمنية والاقتصادية، الموقعة مع حكومته، لذا ضغطت عليه للتراجع عن قراره، وهو ما كان"، وأضاف، "بقاؤه ليس المشكلة، بل تأثيره في الموقف التركي المتعنت من نتائج الحوار الليبي، ورفض نصوصه الصريحة، التي تدعو إلى خروجها وكل القوات الأجنبية في ليبيا، لذا بقاء السراج سيزيد تعنتها، لأن من شبه المؤكد أنه سيدعمها، ويحاول إضفاء الشرعية على بقائها".

وأعرب المستشار السياسي السابق لحكومة الوفاق محمد بويصير، عن ارتياحه لقرار السراج بالتراجع عن الاستقالة، قائلاً، "دائماً ما اعتقدت، أنه لن يتنحى حتى تجرى انتخابات عامة، وهذا أفضل، فالمسؤول الذي تعرفه خير من الذي لا تعرفه، والرجل ليس خبيثاً ولا عنيفاً بطبيعته، وأضاف، "بقاؤه ضروري للاستمرار والوفاء بكثير من الالتزامات والمعاهدات، حتى نذهب إلى صناديق الاقتراع".

البعثة الأممية تفاوض أنقرة

في سياق آخر، التقت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، الجمعة في أنقرة، وزير الخارجية التركي مولود أوغلو للتباحث في آخر المستجدات على الساحة الليبية، والتحضيرات الجارية لملتقى الحوار السياسي المرتقب في تونس، والضغط لدعمها المفاوضات الجارية، والنتائج التي تفضي إليها، وقالت في بيان، "أوغلو أبدى ترحيب بلاده بحل سلمي وسريع للأزمة الليبية، عبر ملتقى الحوار السياسي المباشر، بين الفرقاء". وكانت الحكومة التركية أثارت مخاوف ليبية من عملها على إفشال التفاهمات التي توصلت إليها أطراف النزاع المحلية، بعد مفاوضات عسيرة، خصوصاً الاتفاق المهم الذي أقر بموجبه وقف دائم لإطلاق النار، بعد تصريحات عدة لمسؤوليها عقب الإعلان عنه، شككت في نجاحه، وكشفت عن رفض صريح لنصوصه الداعية إلى وقف التدخلات الخارجية، وإخراج القوات الأجنبية، في مدة لا تتجاوز 90 يوماً. وقالت وليامز في تصريحات صحافية بعد زيارتها أنقرة، "الاتفاق على وقف إطلاق النار الدائم، الذي تم التوصل إليه خلال محادثات جنيف، الأسبوع الماضي، عبر لجنتي الحوار "5+5"، إنجاز جوهري في حل الصراع الليبي"، مشددة على أن "الخطوة المقبلة، ستكون لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد، ودمج بعض المجموعات المسلحة، ضمن قوات الجيش"، وأضافت، "اتفاق وقف النار يتضمن وقف برامج التدريب العسكرية أيضاً"، وأكدت أن "لجنة "5 +5" ستجتمع مجدداً في وقت قريب، في ليبيا". وكانت مصادر ليبية مطلعة أفادت بأن "اللجنة العسكرية، ستجتمع يوم الاثنين المقبل، في مدينة غدامس (جنوب)، من أجل مناقشة تفعيل بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّع في جنيف، يوم 23 من الشهر الحالي".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"الزوبعة" في الفنجان

نجم الهاشم/نداء الوطن/31 تشرين الأول 2020

منذ إعدام مؤسّس وزعيم الحزب "السوري القومي الإجتماعي" أنطون سعاده في 8 تموز 1949 لم يمرّ الحزب بأزمة أسوأ من الأزمة الحالية. على رغم كل المسار الإنحداري لا يبدو أنّه في وارد الخروج من التخبّط والإنقسام وربّما الإنحلال التنظيمي. بالكاد يمكن تذكّر من هو رئيس الحزب مثلًا منذ عدة أعوام. أكثر من الحزب تبقى صورة رئيسه السابق أسعد حردان هي الحاضرة. قاد أنطون سعاده حزبه من الخارج أكثر مما فعل من لبنان. لم تمض خمسة أعوام على إعلان التأسيس في العام1932 حتى غاب في العام 1937 في البرازيل والأرجنتين. بواسطة الرسائل بقي محافظًا على التركيبة الحزبية. ولكن في لبنان كانت هناك قيادة تستطيع أن تتحرّك وتستقطب. بين الفكر القومي السوري الإتجاه وبين اللبنانية الناشئة لم يرُق لسعاده بعض الجنوح في العقيدة نحو اللبننة أكثر، ولذلك عندما عاد إلى لبنان في 2 آذار 1947 بعد عشرة أعوام ألقى خطاباً أعاد فيه التذكير بالثوابت الفكرية الحزبية، وأول القرارات التي اتخذها كانت طرد من اتهمهم بأنهم أرادوا أن يحرفوا العقيدة السورية القومية الإجتماعية وأن يجعلوا من الحزب مسألة لبنانية، وأبرز هؤلاء كان نعمة تابت.

ضياع بين قوميتين

غادر سعاده قبل إعلان الإستقلال وعاد بعده. لم يرق للسلطة الحديثة في تلك المرحلة أن يعود بهذا الخطاب الذي يتجاوز الكيانية اللبنانية ولا يقترب من القومية العربية. ولذلك تمّت ملاحقته وصدرت مذكرة لاعتقاله. توارى في ضهور الشوير ولكنه أراد أن يجري تسوية مع السلطة، من خلال إصدار بيان يعترف فيه بالكيان اللبناني ويكون مدخلًا لإلغاء مذكرة توقيفه. كان فريد صباغ من ضهور الشوير قريباً منه ومنتمياً إلى الحزب. تمّ البحث في كتابة البيان وكان كامل مروّة مؤسّس جريدة "الحياة" يقيم في ضهور الشوير أيضاً. بقلم كامل مروّة تمّت كتابة البيان وبقي القلم مع فريد صباغ. احتفظ بالذكرى وبالقلم طوال خمسين عاماً حتى أعاده إلى عائلة كامل مروّة. إعتقد سعاده أنه يمكنه أن يحكم لبنان عن طريق الإنقلاب. بعد انقلاب حسني الزعيم في سوريا في آذار 1949 أراد أن ينفّذ خطة للإنقلاب في لبنان. كان استطاع أن يعيد شدشدة العصبية الحزبية مستفيداً من تجربة هزيمة الأنظمة العربية في الحرب الفلسطينية في العام 1948، ومن سعي رئيس الجمهورية بشارة الخوري للتجديد ومن اعتباره أن الزعيم ينتمي إلى حزبه، وبالتالي يمكن أن يحكم هذا الحزب سوريا ولبنان معاً ويضع الخريطة الأولى للهلال الخصيب الذي نادى به وآمن. ولكن الثورة التي أعلنها في 4 تموز بعد أيام على اصطدامه مع السلطة في منطقة الجميزة وفراره إلى سوريا انتهت بعد أربعة أيام بالفشل، حيث أن حسني الزعيم سلّمه إلى السلطة اللبنانية التي أخضعته لمحاكمة عسكرية سريعة وأعدمته في 8 تموز 1949.

الحزب والإنقلابات بعد سعاده

على الرغم من حملة الإعتقالات الواسعة التي شملت العديد من القوميين وعلى الرغم من غياب سعاده فقد استمرّ الحزب واستطاع أن يكون له حضور سياسي وأمني في لبنان وسوريا، بحيث بقيت له بصمات بارزة في محطّات كثيرة كانت تشكل انعطافات في تقرير مصير الصراع في المنطقة. هكذا مثلاً استطاع الحزب أن يكون له حضور فاعل في عملية إسقاط حكم الرئيس بشارة الخوري، من خلال المشاركة في مهرجان المعارضة في دير القمر في العام 1952. كما أنّه كان له دور فاعل في الإنقلابات التي حصلت في سوريا. من انقلاب سامي الحناوي على حسني الزعيم وإعدامه، ثم في انقلاب أديب الشيشكلي على الحناوي. ولكن الحزب في هذه المرحلة كان يعتبر يمينياً أو قريباً من السياسة البريطانية ومن محور العراق، في ظل حكم الملك فيصل ووليّ العهد عبد الإله ورئيس الوزراء نوري السعيد. وهذا ما جعله في قلب اللعبة السياسية ومشاركاً في صناعة بعض الأحداث. ولعلّ نجاح مجموعة منه في اغتيال الرئيس رياض الصلح في الأردن في 16 تموز 1951 ألقى الكثير من الظلال على توجّهاته وارتباطاته. لم يحمل الحزب مثلاً مسؤولية إعدام زعيمه للرئيس بشارة الخوري بل للصلح، وإذا كان نجح في اغتياله وهو في سيارته متوجهاً إلى المطار عائداً من الإردن إلى بيروت، فإن تساؤلات كثيرة مثلاً دارت حول من سهّل له هذه العملية التي قُتل فيها أحد المنفّذين وانتحر الثاني وتمكّن الثالث من الفرار والخروج من الإردن؟

ضدّ عبد الناصر

في سوريا مثلاً كان في قلب الصراع مع حزب البعث وهذا ما سهّل عملية اتهامه باغتيال العقيد عدنان المالكي في العام 1955. ولكن تلك العملية التي انتهت بمقتل المالكي وانتحار منفذها يونس عبد الرحيم، تحوّلت زوبعة ضدّ الحزب الذي كان يقوده جورج عبد المسيح. نظّم النظام السوري حملة ضد الحزب واعتقل قياداته وحظّره وزجّ بزوجة أنطون سعاده جولييت المير في السجن، الأمر الذي أدى إلى حملة ضد جورج عبد المسيح، الذي فرّ إلى لبنان، وإلى محاكمته حزبياً، وإلى أول انشقاق. ولكن هذا الأمر لم يمنع من أن يكون الحزب مشاركاً في العام 1956 في التحضير لعملية انقلاب ضد النظام الحاكم في سوريا، الذي كان يحضّر للوحدة مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر. ولكن هذه العملية انكشفت وتمكّنت المخابرات السورية من ملاحقة من وما تبقى من الحزب هناك وصولاً إلى اغتيال عميد الدفاع فيه العقيد غسان جديد في بيروت. تلك المحاولة الإنقلابية تم التحضير لها بالتنسيق مع الحكم الملكي في العراق وفي ظلّ رئاسة كميل شمعون للجمهورية في لبنان، وقد تمّ نقل كميات من السلاح من لبنان إلى سوريا عبر الحدود الشمالية، ولكن انقلاب شاحنة محمّلة بهذا السلاح في حادث عرضي كشف العملية وأحبطها. لم يكن الحزب راضياً عن الوحدة بين مصر وسوريا ولم يكن بعيداً من التنسيق مع الرئيس كميل شمعون حتى أنه كان إلى جانبه في أحداث 1958. العلاقة مع شمعون تعود إلى مرحلة ما قبل عودة سعاده من الخارج في العام 1947، حيث كان شمعون وزيراً للداخلية عندما صدرت مذكرة التوقيف بحق سعاده، وكانت قيادة الحزب المحلّية قريبة منه. ولذلك لم يكن شمعون بعيداً من الشبهة في دعم محاولة الإنقلاب التي نفذها الحزب ضد الرئيس فؤاد شهاب في آخر العام 1961، بعد ثلاثة اشهر على انهيار الوحدة بين مصر وسوريا. فشلت تلك العملية بسبب سوء تنفيذها وبسبب عدم التخطيط الجيّد لها وبسبب اكتشاف حصولها وهي قيد التنفيذ، ممّا ساعد في تمكين العهد الشهابي من الإنقلاب على الإنقلاب. وكما حصل في العام 1949 تعرّض الحزب لحملة اعتقالات واسعة، شملت قياداته ورئيسه عبدالله سعاده وأسد الأشقر والضباط المشاركين من الجيش اللبناني وأبرزهم فؤاد عوض وشوقي خيرالله. ولكن بعدما أثيرت شبهات كثيرة حول داعمي هذا الإنقلاب كان من اللافت أن يستقبل الملك حسين في الأردن القيادة الجديدة للحزب.

التحول والإنحلال

خرجت القيادة الحزبية من السجون تباعاً قبل العام 1970. عشرة أعوام كانت كفيلة بنقل الحزب من ضفة إلى أخرى متأثراً بالتنظيمات الفلسطينية. ضعف القيادة الحزبية والضربات الكثيرة التي تعرّض لها الحزب سهّلت عملية الإستحواذ على عدد من قياداته وعناصره، خصوصاً للعمل ضمن تنظيمات أمنية فلسطينية وهذا ما أدى عملياً إلى أن يكون الحزب، منذ اندلاع الحرب في لبنان في العام 1975، في جانب الحركة الوطنية ومنظمة التحرير. ولكن دخول النظام السوري إلى لبنان سهّل عملية الإنشقاق الكبير داخل الحزب في مرحلة الصراع بين حافظ الأسد وياسر عرفات، بحيث بات الحزب حزبين: حزب مع حافظ الأسد وحزب مع ياسر عرفات. منذ ذلك التاريخ سيبقى الحزب منقسماً فعليّاً بالإضافة إلى وجود طرف ثالث بقي على خط جورج عبد المسيح. أسماء كثيرة مرت في سياق هذه المرحلة ولكن الأبرز فيها كان أسعد حردان. بدعم من النظام السوري استطاع حردان أن يستحكم بقيادة الحزب منذ اغتيال عميد الدفاع محمد سليم وعدد من القيادات القومية. واستطاع حردان أن يمسك الحزب بقوّة مستفيداً من هذا الدعم السوري ولذلك صار حاضراً في كل الحكومات التي كانت بعد العام 1990. ولكنّ تحكّم حردان بالحزب أدّى إلى نشوء حالة قومية رافضة له تتّهمه بأنّه أخذ الحزب وحوّله من حزب أنطون سعاده إلى حزب أسعد حردان. ولذلك صار هناك حزبيون خارج التنظيم الحزبي ولكنّهم لم ينجحوا في خلق حالة حزبية مستقلة. ما حصل في انتخابات 13 أيلول الحزبية شكل ما يشبه الإنقلاب على قيادة أسعد حردان. ولكن الأخير الرافض لأيّ تنازل عمّا بات يعتبره حقّاً مكرساً له نفّذ انقلاباً على الإنقلاب. ووضع الحزب السوري القومي الإجتماعي مرّة جديدة أمام تحدّي الإنقسام مستفيداً من تردّد القيادة المنتخبة. حاول أن يفرض خياراته على القيادة الحزبية الجديدة وأن يمنعها من أن تحكم من خلال تحكّمه بما سمّي قرار الكتلة النيابية القومية، وهذا ما أعطاه نقطة متقدمة علّ معارضيه الذين يحتاجون إلى جرأة أكبر في الخروج من دائرة سيطرة حردان على القرار الحزبي، حتى من خارج موقعه كرئيس للحزب. ولكن حتى لا تبقى مسألة القيادة الحزبية مجرّد صراع على السلطة ربما من الواجب أن تجري القيادة الجديدة، إذا كانت مؤهّلة لذلك، مراجعة لكل مسيرة الحزب لتخرجه من السياق الذي سار عليه منذ السبعينات، على الرغم من كلّ الضعف الذي بات يعيش فيه هذا الحزب على كلّ المستويات ودخول "الزوبعة" في الفنجان.

 

تعيين وزيرين ودكتور في ملاكها بمرسوم جمهوري!...متفرّغو الجامعة اللبنانية... دكاترة "بسمنة" ودكاترة "بزيت"؟

مريم مجدولين لحام/نداء الوطن/31 تشرين الأول 2020

تحركات بداية الاسبوع احتجاجاً على القرار

لعلّ أقلّ المراقبين حصافةً لن يغيب عن نظره قصور الظل الرقابي لمجلس الجامعة اللبنانية المغيّب عما يحدث فيها من تجاوزات وتمريرات وقرارات "مظلّة"... كان آخرها، خروج الوزيرين لميا يمين وحمد حسن والموظف في ملاك وزارة الصناعة الدكتور ايلي ناجي عوض، من طابور انتظار الأساتذة المتفرغين إلى التعيين في ملاك جامعة الوطن عبر خط عسكري بثلاثة مراسيم جمهورية خاصة بهم دون غيرهم، وقع عليها زميلهم الوزير طارق المجذوب الذي يظهر في ملفات ثانية بهيئة "الوزير البطل"!

ولأسباب تتصل بتداعي هيبة الجامعة اللبنانية، وفي وقت تمّ فيه ابطال دور مجلس الجامعة ليُعهد بملفاتها إلى ثنائي وزير التربية ورئيس الجامعة فؤاد أيوب، كان لا بد من تسليط الضوء على ما اعتبر قراراتها من علامات تسييس وزبائنية واستنساب، السؤال: لماذا حرم مئات الأساتذة من حقوقهم وأعطي لثلاثة فقط حق تعيينهم؟ في السادس من تموز الماضي، نوّه أيوب "بجهود الموظفين الذين كلّفوا بإنجاز ملف الأساتذة المتفرغين مستوفي الشروط للدخول إلى ملاك الجامعة اللبنانية". كما أفاد بأن "الموظفين في الإدارة المركزية سيقومون بتدقيق الملف للمرة الأخيرة خلال فترة أسبوع من تاريخه، ليُصار إلى رفع مشروع المرسوم أصولاً". وإذا بالأساتذة يفاجأون بتسريب ثلاثة مراسيم جمهورية، لتعيين حسن في ملاك كلية الطب ويمين في ملاك كلية الفنون الجميلة والعمارة بوظيفة معيد وتعيين ثالث بمرسوم رقم 4683 للدكتور عوض في ملاك كلية الزراعة، مع الإشارة إلى أنه قدم استقالته كمهندس من وزارة الصناعة بناء على طلبه، علماً أن موافقة الحكومة حصلت في الجلسة المنعقدة بتاريخ 21 آذار 2019 أي قبل الثورة، ولكن بعكس موافقة مجلس الوزراء التي جاءت للوزيرين حسن ويمين بتاريخ 28 تموز 2020 أي ما قبل انفجار 4 آب وما قبل استقالتهما الرسمية من الحكومة! "ليس في هذه المراسيم قدحاً في كفاءة الدكاترة الثلاثة، ولكن لا غروَ في أنه شكّل انتقاصاً غير مرئي في حيادية الموقّعين على المراسيم ومحسوبية كبرى في تفضيلهم على غيرهم من الأساتذة، الذين قدموا سنوات من أعمارهم خدمة للجامعة اللبنانية وتلامذتها. بل وضع مجلس الجامعة المغيّب، والذي يقوم بدوره الآن رئيس الجامعة ووزير التربية، في خانة ملتبسة تكرّس أمام حقوق الأساتذة حضوراً باهتاً"، بهذه الكلمات وصف رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة الدكتور يوسف ضاهر الوضع الراهن لـ"نداء الوطن"، وشرح أنه اجتمع مع الأساتذة للدعوة إلى الإضراب الثلاثاء رفضاً للاستنسابية والتهميش والإهمال للجامعة ولأهلها، كما إلى اعتصام حاشد نهار الاربعاء أمام الإدارة المركزية التي وصفها بـ"بيت كل الأساتذة" للمطالبة بـ"إدخال جميع المتقاعدين المتفرغين إلى الملاك، وإعادة العمل بإدخالهم تلقائياً حالما يحالون إلى التقاعد، والإفراج عن الملف الجاهز في وزارة التربية لإدخال الأساتذة المتفرغين الذين في الخدمة إلى الملاك. كما بإدخال المتعاقدين المستحقين إلى التفرغ وإعطاء الجامعة وصندوق التعاضد الموازنة الكافية لتمكينهما من أداء مهمتيهما بشكل كامل. وعدم التهاون في قضية مباراة الدخول إلى الكليات الطبية ومحاسبة من أهمل أو قصر في مهماته".

الدكتور غازي أيوب، متقاعد منذ سنتين، أوضح لـ"نداء الوطن" أن مشروع مرسومه للدخول إلى ملاك الجامعة قد صيغ "ثلاث مرات، يوافق عليه مجلس الجامعة ثم يذهب إلى وزير التربية، وقد مر على ثلاثة وزراء، ومن مكتب الوزير يذهب إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء ويقف هناك لعدم وجود "قرار سياسي" لوضعه على جدول الأعمال، وغيري كثر منهم الزميلان المرحومان المتفرغ المتقاعد علي المعوش والمتعاقد واسيلي بوجي، اللذان توفيا مقهورين مظلومين من دون أن ينالا أبسط الحقوق بالحصول على معاش تقاعدي وضمان صحي"، وهي تجربة "تختصر تاريخاً طويلاً من المواجهة الملتبسة بين مشروعين "تربوي ومحاصصاتي" وخطابات رنانة تعد ولا تحقق وعودها، في وقت بُح فيه صوت الأساتذة في الإضرابات والاعتصامات واللقاءات مع المسؤولين من دون الحصول على الحقوق المطلوبة".

من جهته يقول الدكتور كامل صالح وهو من المتفرغين المستحقين  للدخول الى الملاك والمستثنين منه لـ"نداء الوطن": "لسنا ضد دخول الوزيرين ولا الدكتور عوض الى الملاك، لأن نظام الجامعة ينص على حقهم وحقنا كأساتذة أن ندخل الملاك بعد سنتين على التفرغ... كما أنه وفي العرف، عند بلوغ الأستاذ المتفرغ سن التقاعد يدخل حكماً إلى الملاك، وقد طبق هذا الأمر على عشرات الحالات المماثلة سابقاً من دون مشاكل تذكر. ولكن كان من الطبيعي أن ننزعج بحيث أننا كأساتذة لم نحظ بالمعاملة نفسها التي ميزت الثلاثة المرفوعة أسماؤهم، وعليه تمّ المس بمبدأ المساواة بين الأساتذة. أما كل ما نطالب به كمتفرغين هو العمل بحسب النظام والعرف لا أكثر ولا أقل. ويندرج هذا الموضوع أيضاً، على الزملاء المتعاقدين بالساعة ودخولهم إلى التفرغ، بعد مرور سنتين تعليميتين بنصاب كامل. هذا هو النظام الذي يصار إلى الالتفاف عليه مراراً وتكراراً بهدف ترسيخ التبعية والاستزلام، والمذهبية والزبائنية المقيتة".

 

زمن المساومات والمفاوضات

د. ميشال الشماعي/نداء الوطن/31 تشرين الأول 2020

فيما الصراعات الدولية تحتدم على إيقاع انتظار نتائج الإنتخابات الرئاسية الأميركية، وسط استشراس تركي لدخول شرقي المتوسّط، محاكاة لمجد الأمبراطورية العثمانية الزائل، وعلى وقع حرب قديمة تمّ إيقاظها في إقليم ناغورنو كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان على الكتف الروسية، وفي ظلّ تقهقر الأجنحة الايرانية في العراق واليمن وسوريا، ودخول لبنان في مفاوضات مباشرة مع العدوّ التاريخي، أي إسرائيل، لترسيم الحدود البحرية والبرّية تمهيداً لتطبيع لبناني – إسرائيلي نفطي، يصارع الرئيس سعد الحريري بعد نجاحه في حرب التكليف، لينجح في معارك التأليف.

إلا أنّ الإشكالية الكبرى تبقى في سؤالين أساسيين وفقاً لشكل الحكومة الذي يطالب به الأفرقاء السياسيون في لبنان كالآتي:

- لماذا إصرار "القوات اللبنانية" والكيانيين الأحرار على حكومة اختصاصيين مستقلّين؟

- لماذا يصرّ "حزب الله" وحلفاؤه على حكومة اختصاصيين، ولكن مع الحفاظ على النكهة السياسية؟

لا بدّ من البحث عن الجوهر الذي يعترض طريق الفريق الحاكم في هذه الأثناء، ولا يمكن التغاضي عن الدينامية الثوروية التي أرستها ثورة تشرين، كما أنّه لا يمكن إغفال الدور الذي يؤدّيه حزب "القوات اللبنانية" انطلاقاً من مقاومته الدستورية من داخل المؤسسات. هذان هما السببان الرئيسان اللذان يعترضان عجلة عربة السلطة، لذلك اتّخذ القرار بالقضاء على هذين الخطّين. وممّا لا شكّ فيه أنّ تعدّد الأجنحة داخل الثورة، وعدم قدرتها على الخروج بمجلس قيادي قد أدّيا إلى تفكّكها؛ هذا من دون إغفال الدّور الذي لعبه الفيروسان: فيروس "كورونا" وفيروس السلطة.

أمّا بالنسبة إلى الدور المزعج الذي يؤدّيه حزب "القوات" فحتّم على أهل السلطة كلّهم التكتّل لمواجهته وإعادة تحجيمه، أو على الأقلّ، إرجاعه إلى الحجم الذي كان عليه قبل انتخابات 2018، وذلك لأنّه ثبت لهذه السلطة أن لا مواجهة حقيقية إلا من داخل المؤسسات. من هنا، سيكون على لائحة أولويات هذه السلطة وكلّ الذين تنازلوا للعودة إلى رحابها، ضرب قانون الإنتخابات لاستعادة ما سلبه منهم. وبالتّالي يقدّمون لأوليائهم الجدد رأس "القوات"، كما قدّمت سالومة بناء على طلب أمّها هيروديا، رأس يوحنّا الذي كان يبكّت ضمير أمّها التي طلّقت زوجها وتزوّجت أخاه.

هذه هي الحقيقة الصارخة التي تجيب عن السؤالين المطروحين آنفاً. فسعي الكيانيّين الأحرار، وهم كثر، إلى تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلّين غايته انتشال البلاد من الأتون الاقتصادي الذي يحرقها. ومن دون أيّ غايات شخصية لأنّها تنزّهت عن السعي إلى أي مركز أو منصب. من هنا، يجب تلاقي أطراف هذا الطرح والسير قدماً بالمشروع المتّفق عليه، عوض تقديم رأس يوحنّا على طبق من فضّة، خدمة لطهران.

ستتألّف هذه الحكومة مهما كانت الظروف أو المعطيات، لكن يبدو من النهج الذي بات واضحاً لإدارتها المعركة القادمة أنّها لن تكون على قدر كافٍ من المسؤوليّة للمرحلة القادمة، بل سيستخدمها هؤلاء الحلفاء الجدد لتحقيق مآربهم الخاصّة؛ بعضهم سيستفيد من دخوله نادي الحكم من جديد ليحسّن شروطه التمثيلية، وبعضهم الآخر سيستفيد من تكريسه الأعراف لتثبيت مواقعه الدستورية، مُستغلّاً زمن المفاوضات الدولية والمساومات المحلية الذي دخله لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، من طهران حتّى تلّ أبيب، وما بينهما.

ويبقى العرف الوحيد الذي تمّ تكريسه بعد 18 كانون الثاني 2016 وأوصل القويّ، من ثمّ تمّ تكليف الرئيس الحريري مرّتين على أنّه القويّ، هو الهدف البعيد المدى الذي يتمّ التخطيط لضربه، وذلك كلّه لوضع لبنان أمام واقع تفرضه قوّة السلاح غير الشرعي من جديد، والذي سيكون في هذه الحالة المتغلّب على قوّة القانون والديموقراطية، كما درجت العادة في لبنان. إلا أنّ الحريّة تبقى وحدها أغلى نعمة في الوجود، فلا يجوز مبادلتها بأيّ شيء آخر، مهما زاد ثمنه. من هنا، المساومة مرفوضة، والصفقات على حساب الحرية والوطن مرفوضة، ومن يَعِشْ يرَ.

 

طرد "زين" من "تاتش"... وديوان المحاسبة "يلاحق" الستة ملايين دولار

كلير شكر/نداء الوطن/31 تشرين الأول 2020

ديوان المحاسبة وجّه مذكّرة إلى حواط يطلب معلومات حول الحوافز المطلوبة

بعد مماطلة استمرت أشهراً، وتحديداً منذ قرار الحكومة الصادر في الخامس من أيار المنصرم والقاضي باسترداد الدولة إدارة الخلوي من الشركتين المشغّلتين، "أوراسكوم" و"زين"، وبعد استسلام الأولى مندرجات القرار عبر صياغة تفاهم تسووي مع وزارة الاتصالات أفضى إلى خروجها من السوق اللبنانية، تمكنت الدولة أخيراً، من استرداد ادارة شركة "تاتش" من شركة "زين"، ولكن عنوة! وفق الدعوة التي وجهتها شركة "ميك 2"، كان يفترض انعقاد الجمعية العمومية لاتخاذ عدد من القرارات، أبرزها المصادقات على الحسابات المالية للشركة منذ 2017 حتى أيلول 2020 وإبراء ذمة أعضاء مجلس الإدارة، فضلاً عن إبراء ذمة الشركة المشغلة، وصولاً إلى انتخاب مجلس إدارة جديد، وذلك على الرغم من وجود دعوى جزائية بما يتصل بصفقات تأجير مبنى تاتش وشرائه، وهي دعوى قدمت على خلفية شبهة بهدر عشرات ملايين الدولارات من أموال الشركة التي هي في الحقيقة أموال عامة، إلى جانب شكوى رفعت أمام قاضية الأمور المستعجلة في بيروت كارلا شوّاح، تطالب بشطب بند إبراء ذمة أعضاء مجلس إدارة الشركة والشركة المشغّلة من جدول أعمال الجمعية العمومية، على خلفية وجود الدعوى الجزائية.

تبعاً لتقديم طلب الأمر على العريضة، أصدرت القاضية شواح بتاريخ 28 تشرين الأول 2020 قراراً بإبلاغ شركة "ميك 2" الطلب مع إعطائها ثلاث ساعات للجواب. وقبيل انعقاد الجمعية العمومية، اتخذت القاضية صباحاً قراراً بإلزام الشركة بسحب البند المتعلق بإبراء ذمة رئيس مجلس الإدارة وأعضاء المجلس والشركة المشغلة من جدول أعمال الجمعية، وعدم إدراج مثل هذا البند في أي جدول أعمال لاحق قبل البت بالشكوى الجزائية. في هذه الأثناء، كان أعضاء مجلس إدارة شركة "ميك 2" يعقدون اجتماعاً عند الثامنة صباحاً خلصوا فيه إلى تأجيل انعقاد جمعية المساهمين العمومية، التي كانت مقررة أمس، إلى موعد يحدد في حينه "بالاستناد إلى الظروف التي من شأنها أن تحقق مصلحة الشركة". وبالفعل تمّ تبليغ المساهمين بمضمون القرار.

ماذا يعني ذلك؟

يعني أنّ شركة "زين" قررت في اللحظة الأخيرة، وبعد تبلّغها قرار قاضي الأمور المستعجلة شطب بند منحها براءة الذمة، نسف الجمعية العمومية، بكونها كانت الورقة التي تبتزّ فيها الدولة لتسليمها الإدارة مقابل براءة الذمّة. وهو ما واظبت على القيام به طوال أشهر. لكن هذه المرّة، قرر وزير الاتصالات طلال حواط مواجهة تعنّت "زين" فتوجه إلى شركة "ميك 2" وطلب من المساهم الأكبر، أي بنك عوده، حامل الأسهم نيابة عن الدولة، عقد جمعية عمومية لاقرار جدول الأعمال المحضّر سلفاً، بعد شطب بند منح براءة الذمة. وهذا ما حصل فعلاً، خلافاً لرغبة "زين" التي وضعت نفسها في موقع "المطرود" من قطاع الخلوي. وفق توصيف المطلعين على موقف وزير الاتصالات، فقد حصل الاسترداد كما كان مقرراً، ولكن ضمن ظروف صعبة غير وديّة لكنه كان لا بدّ من تنفيذه، مؤكدين أنّ الوزير لم يكن في وارد السماح بمنح زين براءة ذمة نظراً لكونها موضع مساءلة قانونية بسبب الدعاوى القضائية، كما أنّ التدقيق الذي تجريه الوزارة لم ينته بعد. ومساءً، أعلن حواط رسمياً استرداد كامل القطاع. بالنتيجة، يمكن القول إنّ إدارة قطاع الخلوي صار للدولة اللبنانية، ويفترض أن تكون أولى مهام الوزير الجديد وضع دفتر شروط شفاف يواكب التطورات ويأخذ في الاعتبار مصلحة الدولة، ولو أنّ الانهيار الذي تعاني منه الليرة اللبنانية سيحول دون مخاطرة أي شركة عالمية في دخول السوق اذا لم يتمّ تثبيت سعر الصرف، على اعتبار أنّ فواتير الخلوي لا تزال تدفع بالليرة.

في هذه الأثناء، لم تنته فصول قضية "الستة ملايين دولار" التي تطالب شركة "أوراسكوم" بتحصيلها في الخارج والتي كشفتها "نداء الوطن"، إذ تبيّن أنّ ديوان المحاسبة وجه مذكّرة إلى وزير الاتصالات يطلب فيها معلومات حول هذه الحوافز، مع العلم أنّ دفع هذه الحوافز يحتاج إلى توقيعيّ رئيس مجلس ادارة "ميك 1" جاد ناصيف والمدير المالي، عضو مجلس الادارة رفيق حداد.

وقد طلب ديوان المحاسبة بالتحديد:

أولاً، وجوب التريث في دفع أي مبلغ ومهما كانت قيمته أو تسميته في ظلّ الظروف القانونية والواقعية التي تمرّ بها البلاد، حيث لا يجوز للوزراء القيام إلا بالأعمال التي تدخل ضمن نطاق تصريف الأعمال وليس من بينها دفع حوافز لشركات أو لغيرها.

ثانياً، الطلب إلى وزارة الاتصالات تزويد الديوان خلال أسبوعين من تاريخه الإجابة عن الاستفسارات التالية وتزويدنا بالمستندات المشار إليها أدناه: هل سدّد وزير الاتصالات المبالغ المتعلقة بالحوافز عن العام 2018؟ هل يتمّ اعلام وزارة المالية ومصرف لبنان عندما تعمد الوزارة الى تسديد أي مبالغ في الخارج؟ من هو المرجع الذي يقوم بتحريك حسابات الوزارة داخل لبنان؟ وخارجه؟ ودور وزارة المالية بذلك؟ تسليم ديوان المحاسبة لائحة بالحسابات المصرفية التابعة لوزارة الاتصالات ولشركات الخلوي، التابعة للوزارة في لبنان وخارج لبنان وأرصدة هذه الحسابات. تزويد الديون بنسخة عن العقد الموقع مع شركة اوراسكوم مع ملحقاته اذا وجدت. تزويد الديوان بحساب الحوافز- والمبالغ المترتبة للشركة في ذمّة وزارة الاتصالات (الدولة اللبنانية) عن سنة 2018 وكيفية احتسابها.

 

"القوات" تتصدّى لـ"الصفقة" الجديدة... هل تُشعل الشارع؟

ألان سركيس/نداء الوطن/31 تشرين الأول 2020

إذا ما استمرت الأجواء الإيجابية والنوايا الصافية بين أطراف الطبقة الحاكمة، فإنه من المقرر ولادة الحكومة في الأيام المقبلة. أعادت التسوية الجديدة أركان السلطة إلى مواقعهم الوزارية، وما خسرته القوى الحاكمة بفعل ثورة "17 تشرين" إستردته وزارياً وبرضى دولي، أي إن عقارب الساعة عادت إلى ما قبل الثورة. وكما تبدو الامور، فان حكومة الرئيس سعد الحريري المنتظرة ستكون نسخة طبق الأصل عن حكومته التي استقالت بفعل إنتفاضة الناس، لكن المكوّن القواتي سيكون خارج التركيبة هذه المرة.

وفي السياق، فقد أسديت نصائح عدّة لرئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، من الأقربين والأبعدين، بألا يعارض التسوية الجديدة ويكون داخل السلطة ولا يكرّر تجربة عام 1994 لأن هناك جواً دولياً مع هذه التسوية، لكن جعجع يرفض، ولا يأبه لمحاولة العزل، في حين يرى كثر أن الطبقة الحاكمة تتخوف من بقاء "القوات" خارج المنظومة لأنه سيجلب المتاعب، خصوصاً إذا ما قرّر جعجع تحريك الشارع نظراً لأنه يترأس حزباً منظماً قادراً على الحشد والتحرك في كل المناطق، كما أن الشارع كرة ثلج قد تتدحرج، وربما تكون "القوات" هي من تدحرج الحجر الأول.

ولا تأبه "القوات" لكل التهديد والوعيد، وترى أن الطرف المعزول اليوم هم اللبنانيون، والوطن المأسور هو لبنان وليس "القوات" التي تخوض معركة فك أسر الشعب والبلد من قبضة أكثرية حاكمة أوصلت لبنان الى الإنهيار، ومتمسكة بمواقعها ومناصبها ونهجها المحاصصاتي لتواصل أسر البلد وعزله عن العالم العربي والغربي. من هنا لا تشعر "القوات" أنها في عزلة سياسية بل تؤكد أنها طرف موجود ولديه حيثية شعبية ووطنية واسعة، وتتعامل مع الأمور وفق قناعاتها وتلتقي مع هذا الطرف او ذاك وفق العنوان السياسي المطروح.

وتعتبر أن موقفها من الحكومة ليس جديداً بل تحمله منذ الثورة ومتمسكة به وهي تدافع عن هموم الناس وطروحاتهم وكانت سبّاقة في طرح تأليف حكومة اختصاصيين مستقلة والدعوة الى إنتخابات نيابية مبكرة، وعلى رغم تراجع إنتفاضة الشعب بسبب حرف الثورة عن مسارها إلا أن "القوات" تؤكد انها مستمرة بتمثيل الناس داخل البرلمان وفي الشارع، وستواصل حمل عنوان حكومة إختصاصيين على الرغم من كل ما يحصل اليوم. وترفض معراب طريقة تأليف الحكومة الحالية لأنه حسب رأيها لا تشبه حكومة اختصاصيين وهي نسخة طبق الأصل عن الحكومات السابقة، لكنها تتمهل قبل إطلاق الحكم النهائي وتنتظر التأليف وعندها لكل حادث حديث. لاويهم "القوات" البحث عن حلول، خصوصاً أن التكليف والتأليف لا يشبهان شروط المرحلة، وتواصل الدفع في هذا الإتجاه لتحقيق مطالب الشعب، في حين أن المراوحة تبدّد الوقت، وتصر على بقائها في موقعها برفع عناوين الثورة وستذهب بها حتى النهاية.

اما مسألة الشارع فهي مسألة دقيقة في حسابات "القوات" في ظل وضع مالي مأسوي وإحتقان إجتماعي كبير، وتؤكد "القوات" أن الشارع في هذه المرحلة دقيق للغاية ولا يمكن إستسهال خطوة من هذا النوع، بل التحرّك يحتاج الى دراسة عميقة.

لكن في المقابل فان "القوات" تشدّد على أنها الكتلة الكبيرة الوحيدة التي رفضت تكليف الحريري بهذا الشكل وبهذه الشروط، وسترفض التأليف اذا كان نسخة طبق الأصل عما كان يحصل سابقاً، لذلك تلفت إلى انها ستواجه من داخل المساحة الوحيدة المتبقية للمواجهة وهو المجلس النيابي، وهذا الملعب الأساسي للثورة بعدما أصبحت تُعبّر عن مطالب الثورة في البرلمان، وإذا استدعى الأمر النزول الى الشارع فلكل حادث حديث وهذا خيار غير مستبعد لكن وفقاً للظروف التي تفرض نفسها. أما لجهة الجبهة السياسية الموحّدة للمعارضة، فان "القوات" منفتحة على القوى التي تشبهها من أجل الوصول لإنتخابات نيابية مبكرة تفك أسر الأكثرية وعزلة لبنان.

 

ضبابية التشكيل تفتح على مناخات ذات طابع تفجيري

غادة حلاوي/نداء الوطن/31 تشرين الأول 2020

حملت نهاية الأسبوع مؤشرات تراجع دراماتيكي لمنسوب التفاؤل الذي ساد على امتداد الايام الماضية. وقد توزعت هذه المؤشرات على وجهتين: الاولى وسببها كثرة الوعود التي أطلقها الرئيس سعد الحريري للمكونات السياسية التي سمته، والثانية هروبه الى الامام بمحاولة تجاوز أوزان الكتل النيابية التي لم تسمّه ووضع نفسه شريكاً في تركيبة الوزراء المسيحيين وهذه لن تكون سهلة عليه. كان الأهم في التفاصيل ما تردد خلال الساعات الماضية عن حجم الضغوطات الاميركية على الحريري وعدم السماح له بتسمية أي وزير على صلة من قريب او من بعيد بـ”حزب الله”. وبعد ان كان اغلب الظن ان الاميركيين غير مهتمين بشكل الحكومة اتضح أنهم يرفضون بالمطلق وجود “حزب الله” في الحكومة، ما يخالف وعوداً ضمنية كان تلقاها “الثنائي الشيعي”. والواضح ان معادلة صعبة تتنازع الحريري بين عدم اغضاب الاميركي الذي يلوح له بخطوات بالغة الصعوبة وبين مطالب الثنائي الشيعي.

وعلى وقع هذا المسار ينتهي الاسبوع على ضبابية التشكيل وقد يفتح على مناخات يخشى البعض ان يكون الحريري يولّف لها، كأن يقدم صيغة ذات طابع تفجيري وتقديمها قبل موعد الانتخابات الاميركية ليضع رئيس الجمهورية تحت قوة الامر الواقع.

وبينما تسمّر كل طرف سياسي عند تفاؤله في محاولة للتملص من عقبات الفشل التي تتعزز احتمالاته، سجل المتابعون تغييراً في معطيات الايام الماضية وتبدلاً في موقف الحريري. تراجع الحريري عن التزامه بحكومة من عشرين وزيراً وعاد الى إصراره على حكومة من 18 وزيراً يرفضها “حزب الله” ورئيس الجمهورية، وأصرّ على رفض تمثيل “الحزب الديموقراطي” الذي يرأسه النائب طلال ارسلان. تراجع عن وعد قطعه لرئيس “الاشتراكي” وليد جنبلاط بتمثيل حزبه بحقيبتين حاصراً حصته بحقيبة واحدة، وهو ما اعتبره جنبلاط غير منطقي بينما يتمثل الشيعة بأربع حقائب والسنة بأربع حقائب والارثوذكس بثلاث حقائب. يخيم شبح حكومة حسان دياب على الحريري. لا يريد ان يتشبه به ولو بعدد وزراء حكومته. يعتبر الحريري ان حكومة من عشرين وزيراً تعني زيادة في حصة رئيس الجمهورية من الدروز والارثوذكس، ليكون له الثلث المعطل في الحكومة لن يقبل به بالمطلق. ومن المستجدات ايضاً عودة الحريري الى مربع حكومة مصطفى أديب بتوليه بنفسه تسمية الوزراء وتوزيع الحقائب، وهو ما فاتح به رئيس الجمهورية خلال زيارته الاخيرة مقترحاً تسمية وزراء لا يدورون نهائياً في فلك “التيار الوطني الحر”. كان جواب عون: “انت ايجابي وانا ايجابي، شكّل حكومتك وسنرى”.

لم يحسبها الحريري بدقة وارتكب اكثر من فاول دفعة واحدة. وعد جنبلاط بحقيبتين إحداهما الصحة ولم يحدد البديل لـ”حزب الله”، ولم ينتبه لولا ان جاء من لفت نظره الى عدم امكانية اسناد عدد من الحقائب لـ”الحزب” من منظار المجتمع الدولي بما فيها الأشغال. إستثنى المالية من المداورة ولم يحسب جيداً توزيع الحقائب السيادية بين الطوائف. ومما اعتبره خطأ يوجب التراجع عنه في اللحظة الاخيرة ان توزيعه للحقائب يجعل حصة رئيس الجمهورية موزعة بين الداخلية والدفاع والعدل! وقد حسمها ان لا تمثيل للقاء التشاوري فيما لم يعد تمثيل “الحزب القومي” احتمالاً وارداً.

على ان كل ما تقدم في كفة والوقوف على خاطر الشريك المسيحي الوحيد رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في كفة مقابلة. إذا سحب منه حقيبة الاشغال فما البديل الذي يرضيه إذاً؟ وهل سيقبل بأقل من حقيبتين واحدة منهما سيادية؟

يقول متابعون ان الحريري تراجع عن التركيبة التفاهمية التي كان رفع شعارها منذ تكليفه وأراد العودة الى مربعه الاول يوم كان يدير تشكيلة مصطفى اديب. لم ينتبه بعد ان ما طرأ خلال فترة سنة من غيابه جعل تشكيل الحكومات مهمة بالغة الصعوبة، خصوصاً انه لا يزال مصراً على استثناء كتل نيابية وازنة من مشاوراته. والعقبات التي تعترض خروج حكومته الى العلن جعلته أسير الخيبة. الكل ينتظر تشكيلة حكومته التي لم تجهز بعد لا كمسودة ولا كصيغة نهائية. صار واقع تشكيل الحكومة كالتالي: إما ان يشكل الحريري حكومة من 18 وزيراً يختارها بالاسماء والحقائب ويضعها في عهدة رئيس الجمهورية كأمر واقع يوم غد الاحد وهذا مستبعد، أو ان يزور بعبدا تحت شعار استكمال البحث مع عون. استعجال الحريري لتشكيل حكومته لا يسري بالضرورة على بقية الاطراف التي لا تجد نفسها معنية بالتراجع عن مطالبها، في سبيل تسيير أمره ولا سيما من بينهم من كان مصراً وعبّد طريقه للعودة اي الثنائي الشيعي، لتمسّك “حزب الله” بحكومة عشرينية تمثل كل المكونات السياسية التي يجب ان تشترك بتسمية الوزراء.

 

الرواية الكاملة لـ "المنتديات"... أين القطبة المخفية؟

وليد الخوري/ليبانون ديبايت"/السبت 31 تشرين الأول 2020   

أُثيرت في الشهرين الماضيين، موجة من الشائعات والتكهنات وتضاربت الآراء حول توقّف عمل "المنتدى السياسي الاقتصادي الاجتماعي"، وهو الذي استمد زخمهُ ونشاطهُ مع انطلاقة ثورة 17 تشرين ويقوم أساساً على العمل التطوعي. ما حقيقة ما يجري فعلاً داخل "المنتديات"؟ ومن يقف خلف "البلبة" الحاصلة؟ ولماذا أوقف بهاء الحريري دعمه؟ وما هو حال المنتدى اليوم؟ أسئلة تحتاج إلى الوقوف عند محطات مفصلية مرّ بها المنتدى أكثر منها إلى إجابات... تؤكد مصادر مسؤولة داخل المنتدى، ان "الانفصال قد تمّ مع الشيخ بهاء الحريري منذ قرابة الشهر على خلفية مشاكل تنظيمية تتعلق بإصرار قيادة المنتدى للحفاظ على إستقلالية قرار المنتديات، ثم امتدت إلى خلاف بين قيادة المنتدى والمستشار الإعلامي للشيخ بهاء الحريري جيري ماهر الذي أراد التدخل في الشؤون التنظيمية للمنتديات مما أثار حفيظة المنسقين المؤسسين، لكن جيري ماهر الذي بدأ بتوسيع مشروعه الإعلامي الخاص الممول من الشيخ بهاء الحريري بدأ في المقابل بمحاولات لإضعاف الجهاز الاعلامي للمنتديات عبر المنسق الاعلامي أمير ابو عديلة الذي نجح في تجنيده داخل المنتديات مستثمرًا نقمة ابو عديلة على رئيس المنتديات الذي أقاله من منصبه كمنسق عام للبقاع منذ أوائل الصيف الماضي بسبب تجاوزات تنظيمية خطيرة .

بعد إبعاد ابو عديلة عن البقاع قام رئيس المنتديات المحامي نبيل الحلبي بتعيينه الناطق الرسمي بإسم المنتديات ومسؤول الجهاز الاعلامي، ثم قام الحلبي بتقسيم البقاع الى ثلاث دوائر، فتولى الدكتور رفعت ابو مراد ادارة منتديات البقاع الغربي وراشيا، وتولّى المحامي محمد عراجي إدارة منتديات البقاع الاوسط والسيد مهيب البريدي لدائرة البقاع الشمالي، ليعود العمل التنظيمي إلى زخمه في هذه الفترة، ولكن ابو عديلة الغاضب من كفّ يده عن ملف البقاع عَمد إلى إثارة المشاكل تارةً مع ثوار 17 تشرين وتارةً أخرى مع عدد من شباب البلدات، حيث قوبل بعدها بمنعه من دخول اكثر من بلدة بقاعية".

ما هي الأسباب التي دفعت الى إقالة ابو عديلة من المنتدى بشكل كامل؟

تجيب المصادر: "عمد ابو عديلة الى إستثمار تواصله مع جيري ماهر واتفقا معاً على عدم تغطية المراسلين الإعلاميين التابعين للمنتديات نشاط المنتدى في الذكرى الأولى لانطلاقة ثورة ١٧ تشرين، حيث عمَّم جيري ماهر أيضًا على مراسلي صفحة صوت بيروت بتجاهل حضور المنتديات وعدم إظهارهم أو التحدث معهم. وتضيف المصادر: "ابو عديلة يدّعي انه قدّم استقالته ولكن حقيقة الأمر انه تمّت إقالته نتيجة تعمده منع التغطية الاعلامية للثورة، رغم الحضور البارز للمنتديات في صفوفها، وبطلبٍ من الرئيس نبيل الحلبي جرى التحقيق مع المسؤولين في المكاتب الاعلامية وكان بنتيجته اقفال تلك المكاتب وإقالة المسؤول عنها امير ابو عديلة". إلّا أنّ الاقالات لم تَقف عند ابو عديلة، فقد تمَ فصل منسق بيروت الكبرى فادي غلاييني أيضاً نتيجة تجاوزات تنظيمية، وللمفارقة فإن غلاييني أُقيل في 21 تشرين الاول ليعقد اجتماعاً دون صفة تنظيمية في 27 منه، ويعلن انفصاله عن المنتديات !".

كيف يمكن وصف المرحلة التي تمرّ بها "المنتديات اليوم؟

يعتبر المسؤولون في المنتديات والقائمون عليها، ان "كل المشكلات التي طرأت مؤخراً ومع توقف الدعم المادي له، إلّا أن ذلك لم يؤثر على استمرار المنتديات بفكرها ونهجها التي أُسِّست من أجله كجزء من ثورة 17 تشرين، خاصة وان الدعم المادي الذي كان يقدّمه الحريري والذي توقف منذ شهرين، كان يذهب حصراً الى الجهاز الوظيفي وكمساعدات مادية الى بعض البلدات واللجان". وتذكّر المصادر، انّ "عمل المنتديات يقوم بشكل تطوعي من قبل منسّقين ومنتسبين جلّهم من طلاب الجامعات والاساتذة وأصحاب المهن الحرة، وهم نفسهم يتابعون العمل حالياً في كل المناطق والمحافظات بقيادة الحلبي واضعين نصب أعينهم قناعة راسخة بضرورة تغيير المنظومة الفاسدة وابراز قيادات شابة وواعدة". وأشارت المصادر، إلى انّ "المنتدى سيعقد قريباً جدًا خلوته التنظيمية الثانية يطلق بعدها مشروعه السياسي والاقتصادي لنهضة لبنان"، وتصف مصادر مُقرّبة من المنتديات انّ الورقة السياسة ستكون جريئة في تناول جذور الأزمة في لبنان بإعتبارها "أزمة نظام" وليست "أزمة إدارة" فقط.

 

سكين "الحزب و"عنق" المبادرة!

احمد عياش/انهار/31 تشرين الأول 2020

إطلالة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مساء الجمعة  في ذكرى المولد النبوي ،والتي أُعلن عنها سابقا انها تتناول فيها اخر ‏التطورات السياسية، أتت في  سياق النص الذي كتبته طهران، والذي جرى اعتماده حرفيا في مناطق هلال المرشد الايراني كما فعل بالامس الحوثي .وفي هذا النص تصعيد الى اقصى الحدود في وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ،كما ظهر في المواقف التي فاضت بها وسائل الاعلام الايرانية في الايام الاخيرة وفي مقدمها ،مواقف المرشد والرئيس حسن روحاني وسائر اعضاء الصف الاول في المؤسسة الحاكمة في الجمهورية الاسلامية. كان لافتا، ان المواقع الالكترونية لوسائل الاعلام الايرانية ،وفي زوايا "الاكثر قراءة" او "الاكثر مشاهدة" ، لم يتصدرها ركوب النظام الايراني للموجة الشعبوية التي تجتاح الانظمة الاسلاموية المأوزمة في المنطقة والعالم .فعلى سبيل المثال، تشير هذه الزاويا في الاعلام الايراني الى ان  المواطنين يهمهم اولا مصير إقتصادهم الذي يزداد الخناق عليه بسبب دفعة العقوبات الاميركية الاخيرة عليه. ماذا عن حصة "حزب الله" في هذه الموجة؟ في معلومات ل"النهار" من اوساط بارزة في المعارضة الشيعية ان الحزب يقف بفاعلية وراء التحركات الاحتجاجية الاخيرة على الرسوم المسيئة للرسول في فرنسا، في وقت كان العالم يدين الجرائم التي ترتكب بإسم الاسلام ردا على تلك الرسوم.ولفتت هذه الاوساط الى ان قراءة موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مما يجري في فرنسا يتمايز بوضوح عما صدر عن المفتي الجعفري الممتاز المعروف احمد قبلان بولائه للحزب. ففيما يدعو دريان الى تجنب العنف، يجنح قبلان الى التشدد.

قبل ان يطل نصرالله مساء الجمعة، كانت بعض مواقع التواصل الاجتماعي تعيد نشر موقف له اطلقه في 4 تشرين الاول عام 2000 ، أي قبل عشرين عاما يتعلق بالانتفاضة الفلسطينية في ذلك الزمن يقول فيه:" إن لم تملكوا الرصاص فمن منكم لا يملك السكين، الشاب يضع السكين على جنبه، وعندما يصل الى قرب محتل من المحتلين فليطعنه وليحكم الطعنة وليقتل بعد ذلك".

بالطبع ، ما يدعو اليه نصرالله بإعتباره الفصيل المتقدم للحرس الثوري الايراني في المنطقة هو أخذ الموجة الاسلاموية نحو أغراضها في لبنان. ففي عز ازمة أضطر معها "حزب الله" الى رفع "غصن الزيتون" في المفاوضات الجارية مع إسرائيل، يشحذ في المقابل "السكين" في وجه فرنسا ورئيسها الذي ما زال راعي مبادرة الخلاص اللبناني من ازماته. وفي هذا السياق، كانت مسارعة الحزب لإلتقاط فرصة الرسوم لا ليسقطهاعلى الترسيم الذي هو ملف أميركي، بل لإنزالها على تشكيل الحكومة الجديدة الذي هو ملف فرنسي. وهذا ما ظهر في موقف محلل بارز للحزب ابرزته وكالة "مهر" قال فيه " ان الحکومة اللبنانية ستتشکل وسیکون لحزب الله وجودا فيها من خلال وزراء یسمیهم. " هذه "سكين" نصرالله ، وهذا "عنق" مبادرة ماكرون في لبنان!

 

العهد القويّ وبنك الأهداف

سناء الجاك/نداء الوطن/31 تشرين الأول 2020

طوى العهد القويّ سنته الرابعة مع مزيد من الإنهيارات الإقتصادية والإجتماعية، وطوى معه أمل اللبنانيين بالحدّ الأدنى من حياة كريمة الى غير رجعة. لكن ذلك لا يعني إستسلامه بمواجهة أعدائه، الذين يصرّون على إفشاله وتشويه صورته والنيل منه، لأنّه طاهر ومترفّع عن كل الآفات التي تتحكّم بالمنظومة السياسية اللبنانية. فالعكس هو ما يحصل، وها هو ينتفض كطائر الفينيق، ويسعى الى الإستثمار في السنتين المقبلتين لوضع اليد على ما تبقّى من بنك أهدافه لتحقيق طموحه المقدّس. وللمفارقة، هو يفاوض ويتحاصص، بالتضامن والتكافل مع هؤلاء المصرّين على إستهدافه. وعلى ما يبدو، سيتمكّن من الحصول على مزيد من المكاسب، بالرغم من تدنّي منسوب إنجازاته الى ما تحت أي معدّل منطقي. ولم لا؟ فهو يراهن على الثقة بالنفس، والحمد لله، منسوبها مرتفع الى مستويات لا يبلغها أي عقل بشري، لأنّه يؤمن بأنّ الضربات التي لا تقتله تقوّيه. لذا، تتجلّى هذه الثقة بالسعي الى المثابرة في ملفّ التحقيق الجنائي. لا يرضى العهد القويّ عنه بديلاً. لأجله، هو حاضر لتذليل الصعاب وتعديل قانوني النقد والتسليف والسرّية المصرفية في مجلس النواب. هو يصرّ على أن تصل الشركة العالمية Alvarez & Marsal الى مبتغاه، ومبتغاه إزاحة حاكم مصرف لبنان. لا يرضى بأقلّ من ذلك، ولا يهمّه أكثر من ذلك.

فالهدف ليس محاربة الفساد، حاشا وكلّا، فهو واقعي، ويعرف أنّ من دون هذا الهدف تركيبة محمية وقادرة على لفظه وإلغائه. في هذه المسألة يكفي رفع العنوان والشعار بما يخدم الشعبوية المطلوبة. أما المحتوى فهو يرتبط بالسيطرة على مصرف لبنان، ومعه المؤسّسات التي تبيض ذهباً كشركة طيران الشرق الأوسط... ربّما. ولنا أن نتخيّل الشفافية في الأداء والحسابات الدقيقة التي تكفل النيل من حلقة في المنظومة، واقتطاعها عن غيرها من الحلقات وممّا يرتبط بها إرتباطاً عضوياً. والأمر بالنسبة له أولوية، لا تعرقلها حتّى مفاوضات تشكيل الحكومة التي تسير وفق ما يشتهي، بموجب التسريبات التي ترافق لقاءات رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، وبالتالي لا تستوجب معارك ومنازلات وتحدّيات. المهمّ أن يستعين على قضاء حوائجه بالكتمان، والوعود بمزيد من المكتسبات تلوح في الأفق. ولنا أن نتخيّل السنتين المتبقّيتين من عمر هذا العهد مع مكتسبات، أهمّها السيطرة على حقائب الدفاع والعدل والداخلية تحديداً، اذا طال عمر الحكومة العتيدة لتواكب إستحقاقات إنتخابية من نيابية وبلدية ورئاسية... أو إذا أصبحت هذه الحقيبة من الحصص المصانة بموجب الأعراف الهجينة التي تستبيح الدستور، أسوة بواقع الحال في وزارة المال. لا سيما اذا ما نجح في مبتغاه مع نجاحه في تولّي وزارة الداخلية، وما تمثّله من بسط السيطرة الأمنية بمواجهة أي تحرّكات شعبية محتملة. ويبقى السؤال الأهمّ: من يفتح للعهد القوي الباب لتحقيق طموحاته؟؟ والى أين ستقودنا السنتان المقبلتان إذا ما تمّ له ما أراد؟ هل يسمح رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بتقديم التسهيلات اللازمة لذلك؟

الأرحج أنّه لن يسمح؟ نتمنّى ذلك، فتجرّع السمّ له حدوده ومقاديره.

 

حكومة الحريري تنتظر مَن يُنزلها عن سلّم التنازلات

 نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 31 تشرين الأول 2020

بانقضاء الأسبوع الأول ـ وهو حتى الآن تحت خط المهلة المعقولة لتأليف الحكومة - يتعمّد الرئيس سعد الحريري، ويجاريه رئيس الجمهورية، إحاطة جهوده بصمت كامل، مع دحض أو نفي كل ما يُشاع عمّا بلغه أحدهما، أو كلاهما، حيالها

حينما لا تكون للصمت فائدة، لا يعود سلاحاً ذا مغزى. ما يُراد منه في الغالب، إما إخفاء تقدّم يحتاج إلى المزيد لاستكماله وحرصاً على عدم تخريبه، أو لا تقدّم مطلقاً كأن المحاولة لا تزال في النقطة الصفر. ذلك هو الانطباع المزدوج، المتناقض، عن مراحل تأليف الحكومة ما بين قصر بعبدا وبيت الوسط.

مقالات مرتبطة

ثلاث عقَد تؤخّر تأليف الحكومة الأخبار

خلافاً لما كان يرافق تأليف الحكومة في العقد ونصف العقد المنصرم، قلّة لقاءات الرئيس المكلف برئيس الجمهورية، وكثرتها بالكتل الرئيسية الشريكة ضمناً في جهود التأليف، قبل الوصول إلى محطته الأخيرة. ما يجري الآن معاكس: أربعة اجتماعات بين الرئيسين في أسبوع واحد دونما الإفصاح عن مدى التقدّم الذي أحرزاه، فيما لا ذكر علنياً في أحسن الأحوال لاتصال الرئيس المكلف سعد الحريري بأيّ من الكتل ذات الشأن. في الموازاة تكثر التكهنات والترجيحات بلا أي سند جدّي. بسذاجة فسّر البعض الكتمان بأنه استعادة لحصر التأليف بالرئيسين وحدهما تبعاً لصلاحياتهما الدستورية، بينما أدرجه بعض آخر ـ مصيب إلى حدّ ـ في نطاق أن المتبقي من التأليف الذي أُنجز الأساس فيه باكراً قبل التكليف لم يعد يحتاج سوى إلى الرئيسين.

تفصح عن هذا الغموض وتناقض المعلومات معطيات من خارج دائرة الرئيسين:

أولها، عدم التفاهم نهائياً بين الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون على عدد الوزراء. يصرّ الأول على 18 وزيراً كي يقتصر التمثيل الدرزي على مقعد واحد يحلّ فيه مَن ينتدبه النائب السابق وليد جنبلاط، فيما يتمسّك الثاني بحكومة العشرين كي يكون للدروز مقعدان أحدهما لجنبلاط والآخر وعد عون النائب طلال ارسلان بإعطائه إياه، وقيل إن الوعد هو حقيبة الإعلام، وإن ارسلان ينام على حرير هذا الوعد. لا تكمن الأهمية في الحقيبة، مقدار الدلالة التي ترمي إليها، وهي وجود شريك درزي ثانٍ وتأكيد حضوره التمثيلي في مجلس الوزراء وتنظيم توازن القوى داخله.

لم تعد أسماء الاختصاصيين مهمة للغاية هنا، كون الأصل في التفاوض هو توزيع الحقائب على الكتل التي تسمّي وزراءها. كذلك توزيع الحقائب على الطوائف غير ذي أهمية ـ ما خلا استثناء حقيبة المال ـ كون الكتل تقارب حصصها على أنها ممثلة طوائفها أيضاً.

ثانيها، رغم المعلوم أن الاتصال مقطوع تماماً بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، مباشرة أو عبر وسطاء، إلا أن إبقاء الالتباس من حول الحصة المسيحية، يعزّز الاعتقاد بأن باسيل ليس غائباً عن التفاوض، مستمداً دوره من عون، المفاوض الفعلي للحريري في التأليف.

يشير ذلك إلى تبدّل ملموس في الآلية الدستورية التي ترعاها المادة 53، عندما تقسّم مراحل تأليف الحكومة إلى ثلاث غير متداخلة، كلّ منها منفصلة عن الأخرى ولها توقيتها: أولاها الاستشارات الملزمة لتسمية رئيس مكلف ينشأ في نهايتها كيانه الدستوري الموقت من غير أن يمسي بعد رئيساً لمجلس الوزراء، إلا بعد أن يصدر المرسوم الذي يوقّعه رئيس الجمهورية منفرداً. ثانيتها الدور المنفرد الذي يضطلع به الرئيس المكلف بإجراء مشاورات ثم بانصرافه إلى وضع مسودة حكومته، من غير أن يكون لرئيس الجمهورية أي دور في هذه المرحلة، وإن اقتضى أن يزوره الرئيس المكلف لإطلاعه على مشاوراته تلك، إذ يقتصر وضع التصور على الرئيس المكلف. ثالثتها عندما يحمل الرئيس المكلف مسودته إلى رئيس الجمهورية، فيمسي الدور لكليهما على قدم المساواة، ما يلزمهما الاتفاق كي يقترن صدور مرسوم التأليف بتوقيعهما وإلا لا مرسوم، إذّاك يصبح لرئيس الجمهورية دور مضاعف، مرتبط بموافقته على المسودة أو تعديلها أو رفضها كي يقبل بالتوقيع. سوى ذلك يبقى الرئيس المكلف مكلفاً أو يبادر إلى الاعتذار.

سرّ صمت التأليف: إما الكثير تحقق أو لا شيء

ما يجري اليوم مخالف لدورة المادة 53. قبل أن يضع الحريري مسودته، بات شائعاً أن مفاوضه الوحيد على الحصة المسيحية هو رئيس الجمهورية الذي يمثّل نفسه، مقدار تمثيله حزبه الذي يشكل الكتلة النيابية الأكبر والكتلة المسيحية الأكبر في البرلمان. لأن عون يشغل الآن ثنائية الدور، كرئيس للدولة وكمعنيّ بالحصة المسيحية، لا يعود مهماً بالنسبة إلى باسيل أن يكون في صورة الحدث، ولا يحتاج بالضرورة إلى مصالحة بينه والحريري. تأكيداً على ذلك بدأت تتردد معلومات عن توزير أسماء مسيحيين في حقائب أساسية على صلة مباشرة بعون أو بباسيل، من غير أن يعني استئثارهما بالحصة المسيحية كلها.

ثالثها، يفوت البعض ما يبدو تفصيلاً في المرحلة الأخيرة من التأليف، قبل وقت قصير جداً من صدور مرسوم الحكومة، وهو ليس تفصيلاً مقدار ما أضحى في صلب تقاليد اللعبة: قبل إعلان التشكيلة الحكومية وطبع المراسيم الثلاثة، يقتضي توجه رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى قصر بعبدا للاطّلاع على الصيغة النهائية، خالية من أسماء الوزراء الشيعة التي يحمل بنفسه لائحتهم معه. هو المفوّض باسم الثنائي الشيعي تسليم الأسماء إلى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في هذا الوقت بالذات وليس قبلاً، لئلا تخضع مرة للمساومة وأخرى للمقايضة كأسماء. بذلك تُصوَّر أسماؤهم على أنها لا تُمس أبداً. تقليد كهذا ليس جديداً ولا طارئاً، ولا حتماً شكلياً. يحمل في دلالته مضموناً إضافياً، هو وجود شريك ثالث في التأليف هو الشريك الشيعي يمثّله على الدوام برّي. من دون موافقته المعنوية في أحسن الأحوال، لا مراسيم لأن لا أسماء وزراء شيعة. في خانة التسليم بهذا التقليد وقع الحريري، كما أسلافه جميعاً، وجاروا الدور الشيعي الثالث في التأليف. البعض يتذكّر أن برّي كان أول من غادر قصر بعبدا في 15 شباط 2014، قبل دقائق من طبع مرسوم حكومة الرئيس تمام سلام، وأشرف على التسوية المفاجئة غير المتوقّعة في الدقيقة الأخيرة بإعطاء حقيبة الداخلية إلى النائب نهاد المشنوق والعدل إلى اللواء أشرف ريفي. في ذلك الوقت، كانت الطائرة التي ستقلّه إلى الخارج أدارت محرّكاتها تنتظر وصوله إلى المطار.

ذهب الحريري أخيراً إلى أبعد من ذلك. سلفاً، قبل أن يُكلَّف سدد ثمن التكليف، بأن رضي بإعطاء حقيبة المال إلى حركة أمل وترك تسمية الوزراء الشيعة إلى مرجعيتهم (حركة أمل وحزب الله)، ناهيك بتعهّده حصر التمثيل الدرزي بجنبلاط. ثمرة التنازلين المبكرين هذين - أول درجات سلم التنازلات - أيّد الزعيم الدرزي تكليفه. ليس خافياً ما بين تشرين الأول 2019 عندما استقال، وتشرين الأول 2020 عندما أُعيد تكليفه، أن الحريري صعد على سلالم الشروط والتنازلات مرة بعد مرة، يجرّب واحدة تلو أخرى. أوقع ثلاث «ضحايا» على الطريق هي الوزير السابق محمد الصفدي وسمير الخطيب والسفير مصطفى أديب، ضحاياه هو الذي رشّحها للتكليف ثم تخلّى عنها، كمَن استساغ لعبة ثم ضجر منها كي يطلب أخرى. من حيث قدّم - هو وليس ثالث أولئك - أثمن التنازلات إلى الثنائي الشيعي من أجل الوصول إلى السرايا. أداء كهذا أضحى كافياً له اليوم، وإن مع حكومة اختصاصيين، كي تطلب الكتل الأخرى امتيازاً شبيهاً، أو أقل بقليل من الذي أُعطي إلى الثنائي الشيعي، بتسميتها وزراءها. الحجة التي يتسلّح بها أولاً بأول رئيس الجمهورية.

 

التحاصص يشتد.. عون يريد تكثير الوزراء والأشغال لحزب الله

منير الربيع/المدن/31 تشرين الأول 2020

هل تولد الحكومة يوم غد الإثنين، أو الثلاثاء الذي يليه؟

سؤال يتردد في الأروقة السياسية اللبنانية. والقوى كلها لا تزال تشير إلى العوامل الإيجابية التي ستؤدي إلى ولادة الحكومة.

العونيون لتكثير الوزراء

لكن التكتم لا يزال يسيطر على قصر بعبدا ومواقف التيار العوني وحدهما. وجدد التيار موقفه الرافض تشكيل حكومة مصغرة، ولو من 18 وزيراً، متذرعاً بصفة الإختصاص وسقوطها في حال تكليف وزير واحد بأكثر من حقيبة واحدة. لذا يطالب التيار ورئيس الجمهورية برفع عدد الوزراء إلى عشرين وزيراً كحدّ أدنى، بينما يصر الحريري على 18 فقط.

الذريعة الدرزية

هذه العقدة الأساسية أبطأت مسار التأليف. وحسابات عون في هذا المجال تتطابق مع حسابات حزب الله، لناحية أساسية تتعلق بالثلث المعطّل أولاً، وثانياً بشأن الحصة الدرزية التي ستكون منقوصة في حكومة من 18 وزيراً، لأنها ستصير وزيراً واحداً فقط من نصيب جنبلاط وحده. والحجة في ذلك تتمثل بسقوط صفة الميثاقية عن الحكومة بعد تشكيها واعترض الوزير الدرزي على أمر ما، وتغيبه عن إحدى الجلسات. وهذا يعني أن الحكومة تكون محكومة لأمر وزير واحد يمثّل مكوناً رئيسياً. لكن حزب الله لا يتدخل في التفاصيل. وهو أبلغ الحريري بأن يتفاهم مع رئيس الجمهورية تفاهماً كاملاً، وبعدها يبدأ الحديث معه. في إشارة إلى أن الحزب إياه يريد حلّ العقد مع عون، لتصبح ولادة الحكومة سهلة إلى حدّ بعيد، لأن من السهل الاتفاق على التفاصيل الأخرى.

بيانات القصر وتسريباته

بعض المعطيات تفيد بأن الحريري لا يزال يفاوض على أساس حكومة من 18 وزيراً. وقد دخلت المفاوضات مرحلة تعيين الأسماء على أساس 18، ليقدم الحريري تشكيلته إلى رئيس الجمهورية. فيقع على عاتقه قبولها أو رفضها، أو أن تكون منطلقاً للتفاوض من جديد على أساسها، مع إمكان اشتراط عون توسيعها. يستعجل الحريري إنجاز الاتفاق ليسجل سابقة قياسية في سرعة عملية التشكيل. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن القصر الجمهوري يصدر، بعد كل لقاء بين عون والحريري، بياناً مقتضباً، بينما تعمل دوائر القصر على تسريب خبر عن عدم تقديم الحريري تشكيلة حكومية. وذلك لتتمتع الرئاسة بمساحة واسعة للمناورة لاحقاً، تفيد أن الرئيس المكلف لم يعرض تشكيلة كاملة على رئيس الجمهورية، بل أفكاراً وصيغاً عامة غير نهائية وغير مكتملة.

مفاوضات التحاصص

وبما أن عملية التشكيل دخلت مرحلة الأسماء، فهذا يؤكد أن مفاوضات توزيع الحقائب قد حققت تقدماً. لكن عون لا يزال متمسكاً بالحصول على وزارات العدل والداخلية والدفاع، بينما المفاوضات الأساسية تتركز على إيجاد تسوية لوزارة الطاقة. أما الصحة فستؤول إلى الحزب التقدمي الإشتراكي، والإتصالات لتيار المردة. فيما المالية من حصة حركة أمل، والتربية من حصة المستقبل. أما الأشغال فيطالب بها حزب الله. الأسبوع الفائت طالب الحزب بوزارة الأشغال، لكن مواقف دولية عديدة اعترضت على هذه الخطوة، بعد استغراب كبير لتخلّي الحريري عن وزارة الداخلية. هذا الأمر دفع بالحريري إلى التشدد وإعادة حساباته والمطالبة بالأشغال. لكن الحزب لا يزال مصراً عليها.

الأشغال وحزب الله

في حال حصل حزب الله على وزارة الأشغال، ستكون النظرة الدولية إلى الحكومة سلبية. فالوزارة هذه هي سلطة الوصاية على المرفأ والمطار. وبعد الكلام الأميركي الذي أثير حول أدوار حزب الله في مثل هذه المرافق، يعني أن الحزب إياه ضرب عرض الحائط بذلك الكلام كله، ولم يكترث بالاتهامات الموجهة إليه حول الوضع في المرفأ والمطار. والأهم أنه يكون قد التف على العقوبات التي فرضت على الوزير يوسف فنيانوس، بعد اتهامه بتسهيل أعمال حزب الله في هذه المرافق الأساسية.

 

سؤالان لا يُسألان

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2020

كلما التقيت أو هاتفت مواطني العزيز غسان سلامة، نتبادل قبل أي شيء، سؤالاً واحداً: شو أخبار البلد! والمهاجرون من أجيال سابقة كانوا يسمونه «البلاد». فإذا عاد أحدهم من لبنان سُئل عن «أحوال البلاد»، وإذا عاد إليه فهو راجع عَ البلاد.

وذات يوم أضاف سلامة إلى مهامه الدولية ومقاعده الأكاديمية، منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا. وفي صورة عفوية تلقائية أضاف سؤالاً ثانياً نفسه إلى السؤال الأول في لقاءاتنا أو محادثاتنا: شو أخبار ليبيا. وللسؤالين معنى واحد طبعاً، أو مضمون واحد: ما هي الأخبار الحسنة من هناك. أما الأخبار الأخرى فيحملها أي كان. أي «من لم تزود»، كما أنبأنا السيد طرفة بن العبد في قديم الزمان وسالف العصر والأوان.

رغم أحكام ومخاوف وكآبات «كورونا»، تواعدنا، غسان وأنا، على غداء في أحد مقاهي باريس، في الهواء الطلق، الذي هو في باريس طلق وبارد معاً. وبعدما عاد كل منا إلى منزله، تنبهت إلى أننا تحدثنا في أمور كثيرة: آخر المعارض الفنية التي تشرف عليها ابنته، وآخر مشترياته من سوق الخضراوات؛ لأن هوايته الأولى هي الطبخ، خصوصاً الحلبي منه، الذي تعلمه من زوجته. ولم يفتنا الحديث طبعاً عن صروف الدهر وأنواع القهر. فقد كان ينتظر ساعة الاستقالة من المهمة الليبية لكي يتسكع بين معارض ومكتبات باريس والملاذ الشمسي في جنوب فرنسا، وإذا بالكاسرة الكورونية تغلق كل الأبواب بما فيها أبواب البيوت. وكل ذلك قبل الإغلاق العام الذي أعلن فيما بعد. فما بالك بعدما وقع.

تحدثنا في أمور كثيرة: محاضرات سوف يلقيها في هارفارد، وعرض للتدريس في كولومبيا. ولم يخطر لي إطلاقاً، ولا له، سؤالان، أحدهما قديم من عمر الصداقة، والآخر مهمة ليبيا. لا «شو أخبار البلد». ولا «شو أخبار ليبيا». لا أخبار في البلدان المطحونة، لا طوائف لبنان ولا مناطق ليبيا. لا طرابلس الغرب ولا طرابلس الشام، ولا أمل ولا حياة لمن تنادي.

لذلك؛ أصبح السؤال عن «الجديد» في هذا الصدد نوعاً من العبث، ويثير نوعاً من الضيق في صدور أهل البلد. أو أهالي البلدين. فأي جديد في ليبيا التي اكتشف إردوغان أن له فيها 350 ألف تركي، جاء يستعيدهم بجيوش المرتزقة و«الانكشارية» الجدد. مجرد عادات سلطانية قديمة تأبى الاعتراف بما استجد على هذا العالم منذ خمسة قرون إلى اليوم. أما البلد الآخر، بلدنا، فأخباره لا تتغير. وعنوانها واحد هو عنوان مسرحية شوشو «آخ يا بلدنا».

 

ترسيم في الجولان وشرق أوسط جديد

راجح الخوري/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2020

قبل عدة أشهر، هبط في مطار دمشق، في نطاق من السرية الكاملة، قائد عسكري أميركي بارز، هو كاش باتل، المسؤول عن مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، وقالت تقارير دبلوماسية عالية يومها إنه أجرى سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين سوريين، ورغم أن هذه التقارير بدت محط تشكيك في حينها، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» نهاية الأسبوع الماضي أن كاش باتل جاء سعياً للإفراج عن أميركيين، هما أوستن تايس الصحافي المستقل الذي اعتقل وهو يغطي القتال عند تخوم حلب، ومجد كمالماز، وهو محلل أميركي سوري أصلاً!

رغم أن هذا الأمر بدا مثيراً للاهتمام، بعد مرور عقد على آخر اتصال معلن بين واشنطن والنظام السوري، بعدما قطعت واشنطن علاقاتها مع دمشق عام 2012 ثم انخرط باراك أوباما ومن بعده دونالد ترمب في التهديد بمعاقبته وتغييره، وصولاً إلى استصدار «قانون قيصر» بداية هذه السنة، فما الذي بدّل الأجواء إلى درجة استئناف الاتصالات ووصول مسؤول أميركي بارز إلى دمشق، وهل القصة تتعلق فقط بإطلاق أسيرين، أم أن الأمر هو بمثابة القسم الصغير جداً الظاهر من جبل جليد تحت سطح محيط من الاتصالات الروسية الأميركية السرية التي لا تتوقف عند العلاقات مع سوريا، بل تتجاوزها إلى ما يتصل بالترتيبات الناشطة لرسم الخرائط السياسية الاستراتيجية في المنطقة، والتي كانت محطتها الأخيرة السودان؟

لفهم ما يجري، ربما يتعين العودة إلى يومي 24 و25 يونيو (حزيران) من العام الماضي، عندما عقد اللقاء الثلاثي الأمني المثير وغير المسبوق في القدس، وجمع سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، ونظيره الأميركي آنذاك جون بولتون، والإسرائيلي مئير بن شبات، يومها قال مدير قسم الصحافة في وزارة الخارجية، أرتيوم كوجين، إن أبرز أهداف اللقاء «البحث عن سبل خطوات عملية مشتركة لتسوية الأزمة في سوريا وفي منطقة الشرق الأوسط بأسرها».

ويبدو أن هذا اللقاء المهم شكّل بداية الطريق إلذى تظهر ملامحه جلية الآن، والذي وصفه رئيس البعثة الأميركية في موسكو أنتوني غوديغري بأنه يبلور نهجاً مشتركاً لمعالجة أزمة المنطقة. ومن هذا المنطلق، هل كان اللقاء في القدس بداية مسار جديد مشترك، يبدو أنه سيشكل رافداً أساسياً يلاقي الترجمة السياسية لـ«صفقة القرن» التي طرحها دونالد ترمب، والتي تلاحقت نتائجها أخيراً عبر المصالحات الإسرائيلية مع دولة الإمارات، والبحرين، وأخيراً السودان، في حين تواترت أنباء عن مفاوضات سرية متواصلة على أعلى المستويات بين موسكو وواشنطن، وأنه تم التوصل إلى اتفاق بخصوص ضرورة فتح مسار التسوية بين سوريا وإسرائيل، وأن دولاً خليجية وعربية تلعب أدواراً مشجعة لدى واشنطن وموسكو لدفع المسار السوري، من منطلق الاقتناع بأن النظام السوري، كما يرى الروس تحديداً، بات أقرب إلى نظرية وزير الخارجية سيرغي لافروف بأنه لا يوجد مخرج أكثر فائدة له من ركوب قطار التطبيع مع إسرائيل، والدليل أن موقفه من قرار الإمارات والبحرين والسودان لم يكن سوى كلام لرفع العتب، والعقدة الوحيدة الصعبة التي سيكون على الأميركيين والروس إيجاد حل لها في إعادة رسم الخريطة السياسية لـ«الشرق الأوسط» هي ترتيب مشكلة الترسيم في هضبة الجولان التي كانت إسرائيل قد ضمتها!

تؤكد التقارير التي ترصد عودة الحراك على خط واشنطن دمشق، بالتفاهم مع موسكو، أن هذا من صلب مناخ التسويات المتصاعد في المنطقة، التي كانت نتيجة تفاهم أميركي روسي استراتيجي يقوم على نظرية أن التنافس الإيراني والتركي على بسط النفوذ والسيطرة على الأوضاع في المنطقة وصل إلى درجة باتت تفرض خلق توازنات جديدة. وفي هذا السياق، كانت زيارة كاش باتل مسؤول الإرهاب في البيت الأبيض إلى دمشق نتيجة مساعٍ روسية مركزة قام بها سيرغي لافروف شخصياً، على خلفية تقاطع مصالح متطابقة بين موسكو ودمشق.

وفي السياق نفسه أيضاً، ليس خافياً أن هناك تقاطع مصالح قوياً بين واشنطن وموسكو ودمشق أيضاً، بمعنى أن النظام السوري الذي يرفض التدخل التركي في إدلب الذي يهدف إلى إقامة حزام أمني، يلتقي مع حرص موسكو، ويرتاح إلى إبعاد الأتراك عن الشمال السوري، وهي التي تقصف جماعات أنقرة في المنطقة، وهو ما يريح أيضاً واشنطن التي تريد وقف العدوان والتهديدات التركية لحلفائها في «قوات سوريا الديمقراطية» التي اقتربت أخيراً من النظام، وهذا يريح إسرائيل حيال دعم تركيا لحركة «حماس»!

وكذلك، بمعنى أن النظام السوري بدا منزعجاً ويضيق عملياً من توسيع هيمنة إيران وميليشياتها على المقدرات والمناطق السورية، وخصوصاً المحيطة بدمشق، فهي كما تريد رفع اليد التركية عن الشمال، تريد تخفيف القبضة الإيرانية في الداخل، وهو ما يتلاقى مع مصالح موسكو، التي لا تريد شريكاً مضارباً في سوريا، وكذلك مع سياسة أميركا المعادية للنظام الإيراني.

هنا يبدو الحديث عن أن زيارة باتل هي لإطلاق أسيرين، مجرد تفصيل في موازاة أهداف استراتيجية لإعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة، ومن الضروري ملاحظة الانفتاح الإماراتي حيال دمشق قبل وبعد التفاهم مع إسرائيل، وإذا كان اللواء عباس إبراهيم يتحرك بين دمشق وواشنطن على خط الأسرى، فمن الواضح تقريباً أن سيرغي لافروف يتقاسم الأدوار مع مايك بومبيو في إعادة رسم الخريطة السياسية الاستراتيجية للمنطقة التي لم يعد من المقبول أن تشكل ساحة صراع عنفي بين إيران وتركيا وإسرائيل.

في هذا السياق مع الإعلان عن اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، من المقرر أن يصل لافروف في وقت لاحق إلى دمشق للبحث في الشروط والمطالب السورية والترتيبات التي تضمن بدء مفاوضات تضمن ترسيماً عادلاً للحدود مع إسرائيل التي ضمت الجولان، وكذلك ترسيم حدود سوريا مع لبنان، بما يؤدي إلى استعادة مزارع شبعا عبر مفاوضات الترسيم، التي يفترض أن تشمل أيضاً كل الحدود اللبنانية السورية، فهل هذا يعني أن نقطة زيت المصالحات مع إسرائيل التي تتفشى شمالاً، تتفشى جنوباً إلى ما بعد السودان؟

لكي تكتمل ملامح التطورات يجب التوقف ملياً أمام المساعي المصرية المتصاعدة لإعادة سوريا إلى العائلة العربية، وعدم تركها للتنازع التركي الإيراني، وهنا تشير التقارير إلى أن مصر تجتهد للملمة الصف العربي وقيام جبهة جديدة، تضم مصر والسعودية والأردن والعراق وسوريا ولبنان، كل ذلك بهدف قيام شرق أوسط جديد، ينتشل الدول العربية من التنازع العثماني والفارسي.

 

عالم ما بعد الانتخابات الأميركية

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2020

أوروبا القارة التي لا تتوقف رياحها السياسية عن الحركة متعددة الاتجاهات والقوة، تقف الآن أمام خيارات يحكمها الكثير من العوامل الداخلية والخارجية. تنتظم القارة كلها في عقد سياسي واقتصادي، الاتحاد الأوروبي الذي يجمع كل دولها. غادرت بريطانيا الاتحاد الذي كانت عضواً غير كامل فيه؛ إذ لم تكن داخل نظام الشينغن وعملة اليورو. بريطانيا التي ظلت محكومة دائماً بعقلية الجزيرة، وموروثها الاستعماري وعلاقتها الخاصة بالولايات المتحدة الأميركية، كل ذلك جعلها كياناً وتكويناً يختلف عن بقية الدول الأوروبية. الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول، كان يرى أن روسيا أكثر أوروبية من بريطانيا وأن النظام الشيوعي الذي يحكمها هو الحاجز الوحيد بينها وبين أوروبا. وعندما أسس الجنرال ديغول إبان الحرب العالمية الثانية واحتلال ألمانيا النازية لفرنسا، أسس قوات فرنسا الحرة، والتجأ إلى بريطانيا بقواته، بقيت مسافة العلاقة بينه وبين بريطانيا وتحت قيادة ونستون تشرشل، بقيت واسعة رغم قسوة مجريات الحرب ومعاناة الشعب الفرنسي، ولم تتخلق كيمياء إنسانية بينه وبين تشرشل.

دول أوروبا الشرقية التي أمضت عقوداً تحت أنظمة شيوعية تابعة للاتحاد السوفياتي، لم تندمج عملياً من الناحية السياسية والثقافية والسلوك المدني مع دول أوروبا الغربية التي حققت قدراً كبيراً من الاندماج من حيث السلوك السياسي وبنية المجتمع المدني وحقوق الإنسان وتماثل كبير في منظومات القيم وسيادة القانون وشفافية المحاسبة. الفارق الاقتصادي بين الشرق والغرب الأوروبي ما زال كبيراً. نحن الآن أمام أوروبتين اثنتين في السياسة والاقتصاد والفكر أيضاً.

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وانضواء دول شرق أوروبا تحت لواء الاتحاد الأوروبي، برز واقع سياسي تجاوز القارة إلى منصة المشهد الدولي كله. عالم جديد بتكوين غير مسبوق. أوروبا شرقها وغربها في كيان يجمعها مع الولايات المتحدة حلف عسكري دولي وحيد، حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد زوال الحلف الشيوعي المقابل، وارسو. أوروبا القديمة كانت تقاد برؤوس ثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا. بريطانيا كانت هي الأقرب دائما للتوجهات الأميركية في حين كانت فرنسا تحافظ دائماً على مسافة لاستقلال قرارها السياسي والعسكري. لقد راجع الجنرال شارل ديغول دور بلاده في قيادة حلف الناتو، وعارض الرئيس الفرنسي الديغولي الأسبق جاك شيراك الغزو الأميركي للعراق في حين شاركت بريطانيا بقوة في ذلك الغزو. ألمانيا ظلت تحتفظ بعلاقة خاصة مع الولايات المتحدة الأميركية بحكم نتائج الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة وتقسيمها إلى دولتين شكلتا خطوط التماس بين الشرق الشيوعي والغرب الرأسمالي. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وكتلته في شرق أوروبا وتوحيد ألمانيا وقيام الاتحاد الأوروبي، صار العالم من الناحية السياسية والعسكرية عالماً جديداً. بروز الصين كقوة اقتصادية صاعدة وضاربة، وتراجع دور روسيا على الصعيد الدولي، وضع أوروبا أمام مسار آخر. علاقتها مع الولايات المتحدة الأميركية تجذرت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحافظت على تلك العلاقة في سنوات الحرب الباردة. منذ وصول الرئيس دونالد ترمب إلى سدة الرئاسة الأميركية، طرح رؤى جديدة في العلاقات الدولية شملت أوروبا والصين وروسيا. طرح ما كان مسكوتاً عنه حول المساهمة المالية الأوروبية في حلف الناتو، وشهد مجلس الأمن خلافات بين الدول الأوروبية الدائمة العضوية بمجلس الأمن والولايات المتحدة الأميركية وآخرها تجديد العقوبات على إيران.

المشهد الدولي الذي نراقبه اليوم، تتحرك فوقه أربع قوى أساسية، هي الولايات المتحدة الأميركية والصين وروسيا وأوروبا. لكن هذا الواقع ينتظر حدثاً مهماً وحاسماً وهو نتائج الانتخابات الأميركية الوشيكة. هل سيبقى الرئيس دونالد ترمب على كرسي الرئاسة بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض أم سيكون على سدة الحكم منافسه جو بايدن؟ هذه الانتخابات الرئاسية ستكون مفتاحاً لباب المسار القادم في السياسة الدولية. لو استمر دونالد ترمب في الرئاسة، فسيتحرر من حسابات الانتخابات الرئاسية لولاية قادمة وهواجسها واستحقاقاتها. هل سيواصل موقفه من الصين التي تصعد بقوة اقتصادياً وتطور برامجها العسكرية وتوسع وجودها في آسيا وأفريقيا وخاصة بمشروعها الكبير المتمثل في طريق الحرير، وما هي السياسة التي سيتبناها نحو روسيا، وأين سيكون موقع التحالف التقليدي بين أميركا وأوروبا، وهل سيراجع سياساته من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المهمة مثل تلك المتعلقة بالمناخ وموقفه من المنظمات الدولية؟ وفي حالة فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، هل سيراجع كل سياسات ترمب مع الأطراف التي سبقت الإشارة إليها، وأين سيكون موضع أوروبا الحليف التقليدي لأميركا في خلافاته وتحالفاته؟ تنتقل السلطة في الولايات المتحدة الأميركية دورياً من رئيس إلى آخر، لكن جميعهم يتفقون على التفوق الأميركي ومحورية بلادهم في الفعل السياسي الدولي. لا شك أن أوروبا ستكون قوة لها تأثير خاص في صناعة المشهد الدولي القادم المترتب على نتائج الانتخابات الأميركية. أوروبا لها توجهات سياسية متباينة، هناك دول يحكمها تيار شعبوي يقترب من خطاب الرئيس دونالد ترمب وخاصة في بعض دول شرق أوروبا وكذلك في إيطاليا، لكن هذا التيار له تعاطف مع روسيا. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحرص في سياسته الخارجية على استقلال القرار الفرنسي، فهو يقود بلاداً تمتلك السلاح النووي وعضواً دائماً بمجلس الأمن ولها تاريخ إمبراطوري ثقيل، في حين تقوم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بممارسة السياسة الناعمة المتوازنة كما ظهر ذلك في موقفها من مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب نحو إيران وكذلك موقفها من بعض الدول الأوروبية المتشددة تجاه تركيا بسبب التوتر بينها وبين اليونان. برغم أن ملف السياسة الخارجية ليس من الموضوعات الحاسمة في الانتخابات الأميركية، فإن نتائج الانتخابات القادمة سترسم خطوطا جديدة للسياسة الدولية وتفتح أبواباً على مسارات أخرى في العلاقات الدولية تحددها شخصية الفائز في انتخابات نوفمبر الأميركية.

 

الأميركيون إلى أين بعد 3 نوفمبر؟

إميل أمين/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2020

لعل السؤال الرئيسي الذي يواجه الأميركيون صباح يوم الأربعاء هو: «إلى أين نحن ذاهبون، وهل دروب أميركا معبَّدة للسير عليها في سياق من انتصار الديمقراطية مهما يكن من شأن المرشح الذي ربح السباق، أم أن طرق واشنطن ستكون مليئة بالجراحات والألم المتوقع من جراء اهتراء النسيج المجتمعي الأميركي؟

لا يمكن في واقع الحال للمرء أن يجد جواباً لعلامة الاستفهام المتقدمة بعيداً عن توجهات الرئيس ترمب، والتي أزعجت الأميركيين، وفي مقدمها أنه ليس واثقاً من أن التصويت عبر البريد سيكون نزيهاً، فيما أبدى ثقته تجاه التزوير الذي سيحدث من قِبل الدولة العميقة التي ترفض فوزه وبالتالي استمراره لأربع سنوات أخرى في البيت الأبيض. الأمر الآخر الذي يجعل دروب الأميركيين مليئة بالمخاوف، يتمحور حول تصريحات الرئيس ترمب برفض تسليم السلطة إذا أشار فرز الأصوات إلى أنه قد خسر أمام المرشح الديمقراطي، وإعلانه أكثر من مرة أنه لن يترك موقعه إذا تأكد من حدوث تزوير.

نحن إذن أمام توقع قد يكون هو الأكثر قرباً من الواقع، أي اعتراض حملة ترمب على نتيجة الانتخابات واللجوء إلى المحكمة العليا، بأكثر من ذريعة، أما الأولى فهي ما قد يشوب عملية فرز الأصوات من مشكلات، وقد شهدنا بالفعل محاولات لإحراق بعض الصناديق خلال التصويت المبكر، وتكرار فرص الاقتراع للمرشح الواحد، وجميعها تجعل النتائج إن لم تكن باطلة بالمطلق، فمشكوك في نزاهتها على الأقل.

هنا يمكن للمرء أن يدرك لماذا كان الرئيس ترمب يسعى جاهداً لتعيين إيمي باريت قاضية في المحكمة العليا قبل موعد الانتخابات، وهو ما حدث بالفعل، قبل التصويت بأسبوع، لتكون رمانة ميزان لصالح التيار المحافظ في مواجهة الليبراليين الأميركيين داخل المحكمة.

هل التصويت المبكر وعبر البريد الصوتي يمكن أن يكون بداية سيناريوهات التشارع والتنازع الأميركي؟

يمكن لنتائج التصويت المبكر من نحو 70 مليوناً أن تميل إلى صالح الرئيس ترمب، في حين يتوقع البعض الآخر أن الفرز التالي سوف يزخم بايدن بأعداد كبيرة.

الإشكالية هنا هي أن الديمقراطيين يخشون كل الخشية أن يسارع الجمهوريون ليلة الانتخاب إلى الزعم بأن فوز ترمب قد تحقق، وفي الأيام التالية وإذا أفرزت الصناديق أرقاماً متقدمة لصالح بايدن، فإن ترمب وحملته سوف يدفعون بالتزوير، الأمر الذي يقود حكماً إلى المحكمة العليا، بل إن تقارب النتائج يمكن أن يؤدي إلى التقاضي، والسعي إلى إعادة فرز الأصوات كما حدث في فلوريدا عام 2000 حين فاز بوش الابن على آل غور بفارق 537 صوتاً فحسب.

والثابت أن الاحتكام إلى المحكمة العليا قد بدأ بالفعل وقبل موعد الاقتراع الرسمي، ذلك أن بعض الولايات قالت بأنها ستستمر في فرز الأصوات التي ستصل إليها بالبريد حتى 13 نوفمبر، أي عشرة أيام بعد 3 نوفمبر، الأمر الذي اعترضت عليه حملة ترمب، ورفعت الأمر للمحكمة العليا، لا سيما بعدما وافقت محاكم في ولايات مختلفة على القرار.

الكارثة في المشهد الأميركي وكما تبينت من استطلاع رأي لوكالة «رويترز» للأنباء، أن 4 من كل 10 من الأميركيين لن يقبلوا هزيمة مرشحهم في هذه الانتخابات... الأمر الذي يفتح الباب واسعاً لسيناريوهات الرعب المختبئة بين حنايا وثنايا الديمقراطية الأميركية.

ضمن استطلاعات الرأي المفزعة أن 22% من المستطلعين من الديمقراطيين يقولون إنهم سيحتجون في الشوارع إذا فاز ترمب حتى لو وصل الأمر إلى العنف، فيما 16% من أنصار ترمب أكدوا نفس السيناريو في حال هزيمته...

هل يعني هذا أن انتكاسة كبرى قد تلحق بالحياة السياسية الأميركية الأمر الذي يفتح الأبواب واسعة أمام السيناريو الجهنمي الذي رأى الأميركيون بعضاً من معالمه وملامحه الأشهر القليلة الماضية، أي سيناريو الصدام العرقي والطائفي من جهة، والآيديولوجي المسيّس من ناحية أخرى؟

قبل أسبوع من الاقتراع الرسمي، كان البعض من أنصار ترمب وبايدن يقيمون مخيمات بالقرب من مراكز الاقتراع، حاملين أسلحة آلية، الأمر الذي جعل الخوف يدب في النفوس مما يمكن أن يحدث بعد 3 نوفمبر (تشرين الثاني).

تفتح الانتخابات الرئاسية الأميركية هذه المرة الكثير من الجراحات في الجسد الأميركي، وبعضها غائر إلى عمق عميق، فعلى سبيل المثال يكفل التعديل الثاني للدستور الأميركي للجميع الحق في حمل السلاح، الأمر الذي سمح لقاضٍ في ولاية ميشيغان بالتصريح بالحمل المفتوح للأسلحة النارية في أماكن الاقتراع يوم الانتخابات الرئاسية، ومنع القاضي عينه أمراً من المدعية العامة للولاية منع عرض مثل هذه الأسلحة لمنع تخويف الناخبين، وكانت المدعية العامة لولاية ميشيغان، دانا نيسيل، وهي ديمقراطية، قد تعهدت بالاستئناف فوراً على حكم القاضي، قائلة إن «هذه القضية ذات أهمية عامة ومهمة لعملية انتخابنا».

هل تخشى نيسيل، مما يخشى منه عموم الأميركيين، أي صمت الألسنة وحديث الرصاص؟ واقع الحال يشير إلى أن هناك جماعات عنف عديدة منتشرة في الداخل الأميركي، جماعات ديمقراطية يسارية تؤمن بالعنف طريقاً للحياة، وفي مقابلها تتكاثر جماعات يمينية جمهورية مدججة بالسلاح على استعداد لملاقاتها بنفس القوة والقدرة وربما أزيد. ليس سراً أن هناك جماعات أقرب إلى الميليشيات تُعرف بـ«جيش ترمب»، هذه لديها قناعة تامة بأن رئيسها سوف يحقق انتصاراً ساحقاً ماحقاً ولا تحيد عن أفكارها هذه، ولهذا يتساءل العقلاء: «ماذا ستكون ردّات فعل هذه الجماعات حال قالت الصناديق بفوز مستحق لبايدن؟

الخلاصة المؤكدة هي أن أميركا ومن جديد أمام لحظات مفصلية في تاريخها المعاصر.

 

خسائر المسلمين في فرنسا بسبب “غزوة قطع رأس الأستاذ”!

بشير العبيدي/موقع اليوم الثامن/31 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91943/%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%af%d9%8a-%d8%ae%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d8%a7-%d8%a8/

الرجاء ممن يقرأ هذا النص السّاخر ألا يشيّب ما بقي من شعر أسود خلف أذني ، ويقول لي : فرنسا قتلت مليون جزائري ومليون آسيوي وامتصت ثروات إفريقيا والعالم وخربت الدنيا ! أرجوكم لقد نشرت في ذلك الكثير والفرنسيون يعترفون – بعظام ولحم ألسنتهم – بذلك من دون خجل ولا وجل .. لقد صارت هذه العلكة ماسطة تماما وما بقي في هذه اللوبانة من نكهة ! خصوصًا أولئك الذي يشتمون فرنسا وهم لا يجرؤون على كتابة أسمائهم بلسانهم ويفضلون الكتابة والكلام بلغة فرنسا التي يلعنونها ويعشقونها وينشرون الأدعية لخراب بيتها ! لهؤلاء أقول : أخشى أن تزلقوا في شيء وأنتم تخلطون وتخبطون ! أرجوكم كفى! الاسطوانة انشرخت!

والآن، إليكم باكورة النتائج التي خلّفتها “غزوة قطع رأس الأستاذ الفرنسي صامويل پاتي:

1- نجحت هذه الغزوة – بامتياز – في إخراج ألوف الألوف من الفرنسيين إلى الشوارع تنديدا وشجبًا وغضبا ضد الإسلام والمسلمين في فرنسا والعالم. ومنذ ثلاثين سنة من حياتي في فرنسا ما رأيت الفرنسيين في مثل غضبهم اليوم. وهي مجرد بداية. ومن كان لا يعرف صور شارلي هبدو الساخرة، وهي رسوم رديئة وبذيئة ولا قيمة لها ولم يكن يعرفها الفرنسيون، صار يعرفها سكان كوكب الأرض وربما الجن في المريخ. ويمكن طرح السؤال على محرك البحث التابع للشيخ غوغل للتحقق.

2- أقدمت السلطات الفرنسية على غلق عديد المدارس والجمعيات والمراكز والمساجد، حيث تعلّم فيها ويتعلّم عشرات الألوف من أبناء المسلمين، اللغة العربية والقرآن الكريم. وهي مجرد بداية. كما ساهمت الجريمة في انقلاب الرأي العام في اتجاه مزيد التطرف.

3- فقد عدد كبير من المعلمين والمعلمات وظائفهم، وفيهم نسبة كبيرة يعيلون أسرهم في المغرب الكبير وأفريقيا وغيرها من البلدان.

4- ضيقت السلطات الخناق على الجمعيات بأنواعها، وبدأت في حملة مراقبة غير مسبوقة لحساباتها، ومنع الأموال والتبرعات أو التحجير عليها، ومنع فتح حسابات مصرفية أصلاّ وهي مجرد بداية.

5- قرّرت وزارة التعليم الفرنسية طباعة كتاب فيه جميع الصور والرسوم الساخرة التي سببت احتجاج المسلمين، وجميع أطفال فرنسا سيطلعون على تلك الرسوم على الورق هذا العام والأعوام التي تلي، إضافة لكونها أصلا متاحة في الشابكة. عدد التلاميذ الذين رأوْا الرسوم الساخرة من طرف الأستاذ المقطوع رأسه: 20 تلميذًا. بعد غزوة قطع رأس الأستاذ: إثنا عشر مليون طفل فرنسي (12.000.000) سيجبرون على رؤية الرسوم الساخرة وتكون لهم الكتب المخصصة لذلك في رفوف مكتباتهم، فيها جميع الرسوم الساخرة بأنواعها. ومازال مازال.

6- زادت السلطات الفرنسية من مشاريع القوانين الصارمة التي لم تكون ضمن المشروع الأولي، ولم يعد هنالك من يستطيع الاعتراض بعد شناعة الجريمة المرتكبة ضد الأستاذ الذي تم قطع رأسه.

7- وأخطر نتيجة لهذا الفعل الشنيع لم أذكرها بعد: الذي أقدم على قطع رأس الأستاذ، قطع معه شيئا لم يكن في الحسبان في فرنسا: الآن ممنوع الاحتجاج على الرسوم الساخرة، ومن يفتح منقاره في هذا الموضوع، يكون الرد حاسماً وفي الحين.

لا أعدد هذه الآثار لكي أقوم بتخويف الناس، إذ لا يخاف إلا من ارتكب جرماً أو أخلّ بواجب، أو تجاوز قانوناً مفروضاً. بل أعدّدها لأن أبسط مستوى من الذّكاء يمكنه أن يتوقع مثل هذه الآثار. ويتلافاها.

هذا كلّه والسؤال الجوهري يظل – بلا جواب – محيّراً لعقلي وحارقا لفؤادي:

من هو الأخرق الذي زعم أن الصور الساخرة تمس من عرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يوم يبعثون؟

ومن يقدّر على الوصول لمساس عرض نبيّ أتباعه مليار ونصف المليار؟

ولماذا عفا هذا النبيّ عمّن حاربه وقال “اذهبوا فأنتم الطلقاء،

و”اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون”؟

وقال الله للشيطان الذي عارض خالق الكون “إنك لمن المنظرين إلى يوم يبعثون”؟

كيف يعقل هذا، بينما صحفيّ فرنسيّ، وهو جالس يدخّن حشيش القنّب في مقهى باريسي، ويحتسي كوبا من الويسكي، وفي يده ريشة يخربش بها على ورقة قذرة، استطاع أن يفرض على المسلمين الخروج في مظاهرات صاخبة قتل فيها وجرح الألوف منذ سنوات وتخريب المجتمعات، بجرة قلم، بينما لم تخرج هذه الجموع لأجل عرض النبيّ وأتباعه من الأيغور تطحنهم الصين، وأتباع النبي الروهنغا يحرقهم البوذيون، والقدس تضيع مع التطبيع المخجل، ومئات الألوف من أتباع النبيّ في الجوع والعراء والقتل في اليمن وسوريا وأفغانستان وغيرها من البلاد؟

أليس هذه هي الصورة الساخرة التي ضحك بها علينا صحفيّ فرنسي مخمور؟

والآن: الذين يصرون على العناد ويلبّسون هذه الصور الساخرة ما لا يمكنها أن تلبسه، ويقولون “بلى إنها تمس عرض النبي” هل عرض النبيّ بهذه السهولة ينتهك؟

والذين اتهموا من يعارض هذا الفهم السقيم، وحجزوا لهم مقعدا في جهنّم، ولي مقعد في جهنّم أيضا وفق زعمهم، هل يستطيعون الخروج الآن أمام الناس كي نعرف من هم، ويسجلوا لنا مواقفهم بالصوت والصورة ويشهدوا الناس عليها، وأن يفتوا الشباب بقطع رؤوس الأربعمائة ألف أستاذ فرنسيّ في التعليم الإعدادي والثانوي، وهم الذين فرضت عليهم الدولة الفرنسيّة عرض الرسوم الساخرة على التلاميذ، ويرسلوا أولادهم لتنفيذ الموقف على الأرض؟ وهل سيرسل الذين حجزوا لي مكانا في جهنّم مساعدات من أموالهم لضحايا آثار هذا العمل المخجل، كما يفعلون من سنين نراهم يهبون لمساعدة إخوانهم في فلسطين وسورية واليمن وأفغانستان والروهنغا والآيغور؟

من يتجرّأ ويعملها؟

إن أقوى سلاح في الوجود ضد الرّداءة هو سلاح اللامبالاة وهذا ما فعله اليهود – تحديدا – الذين تنشر الصحيفة الفرنسية عن زعاماتهم وأنبيائهم الرسوم كل أسبوع بنفس الشكل البذيء.

وهذا ما يفعله النصارى الذين تنشر نفس الصحيفة في كل أسبوع رسوما تدعي تعرية مؤخرات البابوات ورسلهم . وهي لا تعرّي سوى الخرء الذي في أدمغة رساميها، فهل يفعل بنا الخرء كل هذا؟

ويحنا .. أين عقولنا؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

البيان التأسيسي ل"جامعيون مستقلون من اجل الوطن"

مواقع ألكترونية/31 تشرين الأول/2020

في ضوء الأزمات الوطنية والحياتية المتراكمة، تداعى للالتقاء، في الفترة الأخيرة، عددٌ من الأساتذة الجامعيين اللبنانيين الغيارى على مصلحة التعليم العالي، يجمعهم الرأي الحر، والموقف المستقل، وحرصهم على الوطن. اعتبروا أن بناء الوطن يرتبط بشكل أساس بتحقيق دولة القانون، وتأمين القضاء النزيه، وتعزيز مؤسسات التعليم بعامة، والتعليم العالي بخاصة.

من هنا اتفق الحاضرون على ضرورة أن تستعيد هذه المؤسسات دورها الريادي في المجال الثقافي والاقتصادي والسياسي، وأن يُسهم الأساتذة والطلاب والموظفون في تعزيز وحدة الوطن، وفي تظهير وجهه اللامع.

رأى المجتمعون أن المحاصصة والتبعية والزبائنية التي أنتجت الفساد والإفلاس وباتت تهدّد وجود الوطن، يجب العمل على إزالتها من مختلف المؤسسات، وبخاصة في ما يتعلّق بالتعليم العالي. من الضروري أن تعتمد هذه المؤسسات معايير الكفاءة والشفافية والديمقراطية في كل مفاصلها الأكاديمية والنقابية.

اتفق الأساتذة على إطلاق اسم "جامعيون مستقلون من أجل الوطن" على تجمّعهم، وأصدروا بالإجماع البيان التأسيسي الآتي:

البيان التأسيسي لـ "جامعيون مستقلون من أجل الوطن".

1- من هم الـ "جامعيون مستقلون من أجل الوطن"؟

نحن تيارٌ نقابيٌّ أكاديميٌّ يعمل على ترسيخ الديمقراطية والاستقلالية، وفق نهجٍ غير إقصائي، وهو يضمّ:

- كل أستاذ جامعي (من كل جامعات لبنان) يؤمن بالقيم الأكاديمية والوطنية ويلتزم بقضايا الوطن الثقافية والتربوية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويعمل من أجل ترسيخ الدولة المدنية.

- كل من يعمل على إبعاد المؤسسات بشكل عام، والتعليم الجامعي بشكل خاص، عن المحاصصة الطائفية وعن أي وصاية سياسية، لكي تكون الصروح الجامعية واحاتٍ علميةً وثقافيةً ترتكز على الكفاءة والقانون في إدارة أعمالها.

- كل من يرفض التبعية بكل أشكالها ويضع مصلحة الوطن وشعبه فوق المصالح الشخصية الضيّقة، ويرفض الخضوع لمنطق المحاصصة السياسية.

- كل من يرى في العمل النقابي واجباً أخلاقياً وأولوية تربوية ووطنية.

- كل من يعمل على تعزيز الجامعة اللبنانية وهي الجيش الثاني للوطن باعتباره الحصن المنيع في وجه الفساد والزبائنية والجهل والتعصّب والتقوقع.

- كل أستاذ في الجامعة اللبنانية (متعاقد، متفرغ، بالملاك، متقاعد) يرى أن الجامعة يجب أن تكون أكثر معاصرة على كل المستويات الفكرية والأكاديمية والعلمية والوطنية.

- كل أستاذ في الجامعة اللبنانية يرى أن رابطة الأساتذة يجب أن تكون حرّة ومستقلة ومجرّدة عن التبعية والمصالح الشخصية.

2- أهداف الـ "جامعيون مستقلون من أجل الوطن".

- العمل على تحرير الجامعات من الذهنية الطائفية عبر جعل الكفاءة والنزاهة والحكمة والتقدّم العلمي المعايير الرئيسة في تقويم عمل أهل الجامعات والركيزة التي تُبنى عليها آلية إداراتها.

- صون الحريات الأكاديمية واعتماد الجدارة على مختلف الأصعدة، واحترام المواثيق الدولية للتعليم العالي.

- الاهتمام بالبحث العلمي وبمستوى المحاضرات والاختصاصات، وبخاصة في نوعية مواضيع الأطاريح وبكيفية الإشراف عليها، إذ لا مجال للمساومة على المستوى العلمي تحت أي ذريعة.

- اعتماد معايير الجودة والعمل على الحصول عليها بجدارة على نحوٍ نهائي وغير مؤقّت.

- الاستجابة للحاجات التعليمية والبحثية كافة ولحقوق الأساتذة والطلاب والموظفين.

- تعزيز التعليم العالي بشكل عام  والحفاظ بشكل خاص على الجامعة الوطنية وعلى موقعها الريادي باعتبارها جامعة كل اللبنانيين على تنوّع انتماءاتهم.

- تفعيل مجلس الجامعة الوطنية تطبيقاً للمادة التاسعة من قانون نظام الجامعة 75 تاريخ 26/12/1967، (يتولّى إدارة الجامعة رئيس ومجلس)، وتحفيز دوره، واستعادة استقلاليته وصلاحياته، من مجلس الوزراء، ومما يسمّى "مجلس العمداء" الذي لم يرد فيه أي نص.

- العمل على توسيع انتشار الجامعة الوطنية في كل المناطق، من خلال مجمّعات جامعية لائقة وكاملة من حيث القاعات، والمدرّجات، والمختبرات، والتجهيزات، ومراكز الأبحاث، والمكتبات الورقية والإلكترونية، والملاعب، والكافيتريات المدعومة، وقاعات التسلية والمطالعة، وغرف المنامة.

- تفعيل العمل الإداري داخل الأقسام والفروع والوحدات في الجامعة الوطنية، والعمل على وضع نظام عصري جديد لها يضمن فاعلية العمل الإداري وشفافيته، ويسهم في تحقيق أهداف استراتيجية علمياً واجتماعياً.

- العمل على زيادة موازنة الجامعة الوطنية.

- حثّ الجامعات على تأمين المنح التعليمية للمتفوّقين والمساعدات الاجتماعية واللوجستية للطلاب الأكثر حاجة.

- استحداث مكاتب اتصالات فاعلة مع أسواق العمل، والشركات، ومراكز الأبحاث المحلية والعالمية، ومع مؤسسات الدولة، لتوجيه الخريجين، أولاً، ولزيادة الواردات الذاتية للجامعة، ثانياً، وللاستجابة لحاجات الدولة الاستشارية في مختلف المجالات، ثالثاً.

- احترام القوانين، وبخاصة قانون التفرّغ في الجامعة الوطنية، لكي لا تبقى الأمور كما هي الآن، حيث لكل كلية منها نظامٌ خاصٌ، مما يخلق شعوراً بالغبن بسبب الكيل بمكيالين.

- العمل على تأسيس شراكة فاعلة بين الأساتذة والطلاب تصبّ في مصلحة الطرفين.

- الاستجابة لحقوق وحاجات الأساتذة والطلاب والموظفين كافة ( القانونية المعنوية والمادية) من أجل تحقيق راحتهم النفسية، وتيسير قدرتهم على العطاء، من أجل تحقيق راحتهم النفسية، وذلك من خلال تأمين الظروف الاجتماعية والأكاديمية المناسبة لتسيير الأعمال العلمية والثقافية.

- التشديد على أهمية صندوق تعاضد أساتذة الجامعة الوطنية، وضرورة الحفاظ على تقديماته.

3- ما يطلبه الـ "جامعيون مستقلون من أجل الوطن" من رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية.

إن الرابطة مؤسّسة ديمقراطية مميزة، صمدت تاريخيا ًعلى الرغم من كل الضغوطات التي تعرّضت لها منذ نشأتها في العام 1975. وقد شهد مجلس المندوبين 2018-2020 على أبهى تجلّيات العمل الديمقراطي الحر في نقض قرار الهيئة التنفيذية في 22 حزيران 2019. وكانت انتفاضة الأساتذة واستمرارهم بإضرابهم الصعب والمجيد بمثابة البطاقة الحمراء التي رفعوها، خمسة أشهر قبل انتفاضة 17 تشرين، في وجه السلطة التي جَرَّت البلد إلى الانهيار الاقتصادي والمؤسساتي والأخلاقي. وكان هذا أكبر فخر للأساتذة و رابطتهم. كذلك، توالى على الهيئة التنفيذية ومجلسها مسؤولون وأعضاء من مختلف المشارب والأحزاب والشخصيات المستقلّة أسهموا وبجدارة في رفع راية النضال النقابي المستقل. كانوا بمعظمهم نقابيين أشدّاء ومتمسّكين باحترام الديمقراطية وحرية التعبير والانتخاب. لذا، على جمهور الأساتذة أن يحرص لدى انتخابه مجلس المندوبين بدايةً، والرابطة تالياً، أن يبقيهما الأداة النقابية القوية المستقلّة لأنها الحصن الوحيد الذي يتّكل عليه الأساتذة للحدّ من انهيار أوضاع الجامعة وأهلها بشكل عام، وأساتذتها بشكل خاص. ولأن الرابطة هي الرافعة لاستعادة الجامعة أولاً، ومن ثم الدولة والوطن، فعلى كل من ينخرط في العمل النقابي أن يمثّل إرادة الأساتذة، وفي حال انتمائه الى أي حزب، عليه أن يحمل صوت الجامعة وأهلها داخل حزبه، لا صوت الحزب داخل الرابطة.

من هنا يجب على رابطة الأساتذة أن تقوم بما يأتي:

- تفعيل دورها كأداة نقابية مدافعة عن حقوق الأساتذة والجامعة، بعيداً عن الضغوط الخارجية، فيأتي أداؤها نقابياً أكاديمياً صرفاً، بعيداً عن التبعية، مساهماً في تطوير الأداء النقابي العام بما يخدم مصلحة الوطن.

- العمل على تحديث النظام الداخلي للرابطة، وتعزيز قيم الشفافية والديمقراطية داخل الرابطة، ومنع أي محاولة للالتفاف على مجلس المندوبين أو تهميشه أو تجاهله كما حصل مراراً.

- تأمين الظروف المناسبة داخل الجامعة لتفعيل الحركة الطلابية، وحماية استقلاليتها، باعتبارها ركناً أساساً من الثالوث الذي يؤلّف بنيان الجامعة البشري.

- الرابطة ليست مكاناً للتجاذبات الطائفية، من هنا يجب اعتماد برنامج نقابي أكاديمي صرف، بعيداً عن التجاذبات السياسية التي أغرقت الوطن والجامعة في أزماتٍ متتالية، أفقدت الشعب والأساتذة القدرة الشرائية، والمدّخرات، وإمكانية العيش الكريم؛ فأودت بهم إلى حافة اليأس والهجرة.

جامعيون مستقلون من أجل الوطن

بيروت في  31-10-2020

لم تعد أسماء الاختصاصيين مهمة للغاية هنا، كون الأصل في التفاوض هو توزيع الحقائب على الكتل التي تسمّي وزراءها. كذلك توزيع الحقائب على الطوائف غير ذي أهمية ـ ما خلا استثناء حقيبة المال ـ كون الكتل تقارب حصصها على أنها ممثلة طوائفها أيضاً.

ثانيها، رغم المعلوم أن الاتصال مقطوع تماماً بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، مباشرة أو عبر وسطاء، إلا أن إبقاء الالتباس من حول الحصة المسيحية، يعزّز الاعتقاد بأن باسيل ليس غائباً عن التفاوض، مستمداً دوره من عون، المفاوض الفعلي للحريري في التأليف.

يشير ذلك إلى تبدّل ملموس في الآلية الدستورية التي ترعاها المادة 53، عندما تقسّم مراحل تأليف الحكومة إلى ثلاث غير متداخلة، كلّ منها منفصلة عن الأخرى ولها توقيتها: أولاها الاستشارات الملزمة لتسمية رئيس مكلف ينشأ في نهايتها كيانه الدستوري الموقت من غير أن يمسي بعد رئيساً لمجلس الوزراء، إلا بعد أن يصدر المرسوم الذي يوقّعه رئيس الجمهورية منفرداً. ثانيتها الدور المنفرد الذي يضطلع به الرئيس المكلف بإجراء مشاورات ثم بانصرافه إلى وضع مسودة حكومته، من غير أن يكون لرئيس الجمهورية أي دور في هذه المرحلة، وإن اقتضى أن يزوره الرئيس المكلف لإطلاعه على مشاوراته تلك، إذ يقتصر وضع التصور على الرئيس المكلف. ثالثتها عندما يحمل الرئيس المكلف مسودته إلى رئيس الجمهورية، فيمسي الدور لكليهما على قدم المساواة، ما يلزمهما الاتفاق كي يقترن صدور مرسوم التأليف بتوقيعهما وإلا لا مرسوم، إذّاك يصبح لرئيس الجمهورية دور مضاعف، مرتبط بموافقته على المسودة أو تعديلها أو رفضها كي يقبل بالتوقيع. سوى ذلك يبقى الرئيس المكلف مكلفاً أو يبادر إلى الاعتذار.

سرّ صمت التأليف: إما الكثير تحقق أو لا شيء

ما يجري اليوم مخالف لدورة المادة 53. قبل أن يضع الحريري مسودته، بات شائعاً أن مفاوضه الوحيد على الحصة المسيحية هو رئيس الجمهورية الذي يمثّل نفسه، مقدار تمثيله حزبه الذي يشكل الكتلة النيابية الأكبر والكتلة المسيحية الأكبر في البرلمان. لأن عون يشغل الآن ثنائية الدور، كرئيس للدولة وكمعنيّ بالحصة المسيحية، لا يعود مهماً بالنسبة إلى باسيل أن يكون في صورة الحدث، ولا يحتاج بالضرورة إلى مصالحة بينه والحريري. تأكيداً على ذلك بدأت تتردد معلومات عن توزير أسماء مسيحيين في حقائب أساسية على صلة مباشرة بعون أو بباسيل، من غير أن يعني استئثارهما بالحصة المسيحية كلها.

ثالثها، يفوت البعض ما يبدو تفصيلاً في المرحلة الأخيرة من التأليف، قبل وقت قصير جداً من صدور مرسوم الحكومة، وهو ليس تفصيلاً مقدار ما أضحى في صلب تقاليد اللعبة: قبل إعلان التشكيلة الحكومية وطبع المراسيم الثلاثة، يقتضي توجه رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى قصر بعبدا للاطّلاع على الصيغة النهائية، خالية من أسماء الوزراء الشيعة التي يحمل بنفسه لائحتهم معه. هو المفوّض باسم الثنائي الشيعي تسليم الأسماء إلى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في هذا الوقت بالذات وليس قبلاً، لئلا تخضع مرة للمساومة وأخرى للمقايضة كأسماء. بذلك تُصوَّر أسماؤهم على أنها لا تُمس أبداً. تقليد كهذا ليس جديداً ولا طارئاً، ولا حتماً شكلياً. يحمل في دلالته مضموناً إضافياً، هو وجود شريك ثالث في التأليف هو الشريك الشيعي يمثّله على الدوام برّي. من دون موافقته المعنوية في أحسن الأحوال، لا مراسيم لأن لا أسماء وزراء شيعة. في خانة التسليم بهذا التقليد وقع الحريري، كما أسلافه جميعاً، وجاروا الدور الشيعي الثالث في التأليف. البعض يتذكّر أن برّي كان أول من غادر قصر بعبدا في 15 شباط 2014، قبل دقائق من طبع مرسوم حكومة الرئيس تمام سلام، وأشرف على التسوية المفاجئة غير المتوقّعة في الدقيقة الأخيرة بإعطاء حقيبة الداخلية إلى النائب نهاد المشنوق والعدل إلى اللواء أشرف ريفي. في ذلك الوقت، كانت الطائرة التي ستقلّه إلى الخارج أدارت محرّكاتها تنتظر وصوله إلى المطار.

ذهب الحريري أخيراً إلى أبعد من ذلك. سلفاً، قبل أن يُكلَّف سدد ثمن التكليف، بأن رضي بإعطاء حقيبة المال إلى حركة أمل وترك تسمية الوزراء الشيعة إلى مرجعيتهم (حركة أمل وحزب الله)، ناهيك بتعهّده حصر التمثيل الدرزي بجنبلاط. ثمرة التنازلين المبكرين هذين - أول درجات سلم التنازلات - أيّد الزعيم الدرزي تكليفه.

ليس خافياً ما بين تشرين الأول 2019 عندما استقال، وتشرين الأول 2020 عندما أُعيد تكليفه، أن الحريري صعد على سلالم الشروط والتنازلات مرة بعد مرة، يجرّب واحدة تلو أخرى. أوقع ثلاث «ضحايا» على الطريق هي الوزير السابق محمد الصفدي وسمير الخطيب والسفير مصطفى أديب، ضحاياه هو الذي رشّحها للتكليف ثم تخلّى عنها، كمَن استساغ لعبة ثم ضجر منها كي يطلب أخرى. من حيث قدّم - هو وليس ثالث أولئك - أثمن التنازلات إلى الثنائي الشيعي من أجل الوصول إلى السرايا.

أداء كهذا أضحى كافياً له اليوم، وإن مع حكومة اختصاصيين، كي تطلب الكتل الأخرى امتيازاً شبيهاً، أو أقل بقليل من الذي أُعطي إلى الثنائي الشيعي، بتسميتها وزراءها. الحجة التي يتسلّح بها أولاً بأول رئيس الجمهورية.

 

التيار الوطني: للاسراع في تشكيل الحكومة وعدم ربط هذا الاستحقاق بأي تطور خارجي

وطنية - السبت 31 تشرين الأول 2020

عقدت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر"، اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، وناقشت جدول أعمالها واتخذت بشأنه القرارات المناسبة وأصدرت بيانا، دعت فيه إلى "الإسراع في تشكيل الحكومة وعدم ربط هذا الاستحقاق الداخلي بأي عامل أو تطور خارجي، فتشكيل الحكومة شأن لبناني وواجب دستوري ولا يملك لبنان ترف إضاعة الوقت". واذ أكدت احترام وحدة المعايير الميثاقية والدستورية في عملية التشكيل، ذكرت ب "أن المبادرة الفرنسية بنقاطها الإصلاحية تحتاج إلى حكومة ‏فاعلة ومنتجة من وزراء قادرين على تنفيذ البرنامج ويكونون إختصاصيين في مجال دراستهم، مما يعني ضرورة وجود وزير متخصص على رأس كل وزارة، وبالتالي فإن إسناد أكثر من حقيبة وزارية لوزير واحد هو ضرب لمبدأ الإختصاص لاسيما إذا جمع الوزير بصورة إعتباطية بين حقيبتين لا علاقة لإختصاص الواحدة بالاخرى". وأعربت عن إصرارها وتمسكها ب "إجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان ‏كخطوة أولى إلزامية على طريق الإصلاح. وعليه لن يقف التيار متفرجا أمام أي محاولة لعرقلة إجراء التدقيق، وكلما برز عائق سيقوم بما يجب لإزالته مع الإدراك المسبق بأن هناك من سيواصل وضع العوائق أمام أي تحقيق من شأنه كشف مصير الأموال المهدورة والموهوبة والمحولة ومسار إنفاقها على مدى السنين الماضية".

وشددت على "ضرورة تحديد أسباب ما وصل إليه لبنان من انهيار نتيجة تراكم الديون وتمادي الفساد وتراجع الاقتصاد إلى حد الضمور والكساد وذلك بهدف تداركها وليس لأي هدف آخر"، مؤكدة أن "التيار ‏سيستخدم جميع وسائل الضغط لكشف الحقائق والتصدي للمعرقلين سياسيا وتشريعيا وشعبيا".

وإذ أعربت الهيئة عن قلقها الكبير لما جرى في فرنسا من أحداث تناقض مبادئ الحرية والحوار والعيش معا بين الثقافات والأديان ورفضها المس بالرموز الدينية والمقدسات لدى الشعوب والأديان وتحذيرها من مغبة وعواقب الإستهتار بها، دانت في المقابل "اللجوء إلى العنف والقتل والإلغاء الجسدي بحجة الدفاع عن المعتقدات ولا يمكن بالتالي الوقوف موقف المتفرج أمام الوحشية وخطاب الكراهية الذي يحرض على قتل الاخر"، معلنة رفضها "الإساءة إلى الدين الإسلامي أو شيطنته ليس فقط ‏من جانب من يتعرضون لرموزه وإنما أيضا باستغلاله من جانب من يدعون الدفاع عنه ‏فيما هم يستخدمونه لتحقيق غايات سياسية وتوسعية كما أصبح معروفا ومكشوفا".

 

شلالا في جردة عن السنوات الأربع من عهد الرئيس عون: السنوات الأولى حفلت بانجازات على مختلف الصعد ومن لا يرون أي إيجابيات يريدون تجاهل الحقائق

وطنية - السبت 31 تشرين الأول 2020

أمل المشتشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، في "أن تكون السنتان المقبلتان من عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منتجتين، كما كانت السنوات الثلاث الأولى من عهده"، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من صعوبات السنة الرابعة المنصرمة فإن "هناك أولويات ومنها الإصلاحات التي يؤمن الرئيس عون بإجرائها، وقد التزم أمام اللبنانيين بانجازها خلال السنتين المقبلتين، على أمل أن يلقى المساعدة في ذلك. وهنالك أيضا مكافحة الفساد الذي سيمضي فيه مهما كانت الظروف والتحديات، كذلك ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، إضافة إلى الاهتمام بمشاريع الرعاية الاجتماعية. وسيتابع رئيس الجمهورية موضوع التنقيب عن النفط والغاز فضلا عن مشاريع تهم المواطنين مباشرة، مع سهره الدائم على حفظ الأمن والاستقرار في البلاد".

وشدد على "أن الجميع يريد ولادة حكومة جديدة اليوم قبل الغد، لكن الجميع يدرك أن تشكيل الحكومات في لبنان يخضع لتوازنات واعتبارات معينة"، كاشفا "أن الرئيس عون يبذل كل جهده لتكون الحكومة المقبلة منسجمة ومنتجة، وقادرة على مواجهة الاستحقاقات الكبيرة والتحديات، والاتصالات بينه وبين الرئيس سعد الحريري يومية لانجاز التشكيلة الحكومية وتذليل العقبات التي تبرز من حين إلى أخر". وأكد "أن رئيس الجمهورية يعول أهمية كبيرة على تشكيل الحكومة المقبلة والدور الذي ستقوم به على مختلف المستويات، استنادا إلى المبادئ التي كان وضعها عشية الاستشارات النيابية، والتي كانت بمثابة خريطة طريق لها".

كلام شلالا جاء في خلال لقاء أجرته معه إذاعة "صوت المدى" عبر برنامج "مانشيت" الذي تعده وتقدمه الإعلامية رندلى جبور، عشية بدء السنة الخامسة من ولاية الرئيس عون ، وتناول جردة في أبرز الانجازات التي شهدتها السنوات الأربع المنصرمة.

في مستهل اللقاء، أوضح شلالا أن "السنوات الأولى من عهد الرئيس عون كانت حافلة بالإنجازات على مختلف الأصعدة، أما في السنة الرابعة فقد تضافرت المعطيات السلبية التي صبت كلها في آن واحد، بدءا من الأوضاع المضطربة في العالم والحرب السورية وانعكاساتها السلبية على لبنان، ثم تفشي وباء كورونا، وما تركه من أضرار لحقت بالمواطنين وبالاقتصاد اللبناني، وصولا إلى الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت.

كل هذه العوامل حصلت في السنة الرابعة التي كانت مليئة بالأحداث السلبية في معظم دول العالم ومنها لبنان، وبالتالي لا يمكن القول إن عهد الرئيس عون كان كله سيئا. حتى في السنة الرابعة، وعلى رغم كل شيء، فقد صدرت قوانين وقرارات ومراسيم تناولت مواضيع تهم جميع اللبنانيين وتفيد الوطن وشعبه. أما الذين لا يرون أي إيجابيات فهم يريدون تجاهل الحقائق، التي لا يمكن تجاهلها لأنها ثابتة ودامغة".

الإنجازات الامنية

وردا على سؤال حول ما تحقق على الصعيد الأمني، قال شلالا: "ان إنجازات عدة تحققت في هذا المجال أبرزها: تحرير لبنان من الإرهابيين وكشف مصير العسكريين المخطوفين، بعد انقضاء فترة طويلة من دون أن يؤدي التقصي إلى أي نتيجة، وذلك باتخاذ القرار بالعمل العسكري ومواكبته على تخومنا الشرقية، وقد سميت العملية " فجر الجرود"، إضافة الى استئصال الخلايا الإرهابية النائمة والقضاء عليها استباقيا بتنسيق استخباري وعسكري وأمني. وكانت آخر هذه العمليات في وادي خالد في الأسبوع الأخير من أيلول الماضي. كما كانت هناك مهمة السهر على تقيد لبنان بالقرار الدولي الرقم 1701 على الحدود الجنوبية، ورصد خروقات العدو الإسرائيلي وتوثيقها وتقديم الشكاوى الموثقة بها إلى الأمم المتحدة. كذلك أنجز الجيش العمل على إقفال المعابر غير الشرعية على تخومنا الشرقية".

واستطرد: "أدى الهدوء الأمني الذي نعم به لبنان، إلى استضافته الكثير من المؤتمرات الدولية في مختلف الاختصاصات، وكان في ذلك مقصدا".

الرعاية الإجتماعية

وعن الرعاية الاجتماعية، خلال عهد الرئيس عون، قال شلالا: "إن ثمة مشاريع عدة في الرعاية الاجتماعية تحققت، ومنها ما هو منتظر التحقيق. ومن المشاريع التي أعدها الرئيس عون: اقتراح قانون الحماية الاجتماعية الشاملة (المعروف بقانون الشيخوخة) منذ العام 2006، والعمل على اعتماد البطاقة الصحية، واعفاء مالكي العقارات حيث أنشئت المخيمات الفلسطينية من رسوم الانتقال والتسوية، إضافة الى اطلاق مبادرات تنفيذية وتشريعية لمعالجة تداعيات الانفجار الكارثي على البشر والحجر في بيروت المنكوبة من جرائه. وأقر أخيرا مشروع الدولار الطالبي في مجلس النواب، ووقعه الرئيس عون قبل أيام، وكان هناك إصرار على سياسة دعم المواد الحيوية والبطاقة التموينية".

في الاقتصاد

وعن الشأن الاقتصادي، قال: "الرئيس عون نادى دائما بالاقتصاد المنتج بدلا من الاقتصاد الريعي، وقد أثبتت التطورات أن الاقتصاد الريعي لم يحقق ما يطور الانتاج اللبناني ويحوله إلى اقتصاد منتج"، مردفا: "أول قرار اتخذه أول مجلس وزراء انعقد برئاسة فخامة الرئيس في بداية الولاية، كان الموافقة على اتفاقات الاستكشاف والتنقيب عن الغاز في بحر لبنان- بعد طول انتظار منذ العام 2013-، وبالتالي صدور المراسيم المتعلقة باطلاق دورة التراخيص الأولى وتلزيم أول بلوكين لتجمع شركات عالمية هي "توتال" الفرنسية و"ايني" الإيطالية ونوفاتيك" الروسية، ما يعكس ثقة دولية بلبنان ودوره الاقتصادي راهنا ومستقبلا. كذلك سجل انتظام المالية العامة بمعاودة إقرار قوانين الموازنات العامة والموازنات الملحقة تباعا، بعد توقف دام منذ العام 2005، والتدقيق في الحسابات المالية العامة كافة منذ العام 1993، ووضع قطوعات الحسابات عنها، وكشف الأموال العامة المهدورة، والمباشرة في عمليات التدقيق لدى ديوان المحاسبة والإحالة لدى النيابة العامة المالية. واليوم هناك التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان".

وتابع: "كذلك أقر قانون الضريبة على الشركات العاملة في قطاع البترول، وقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وهو قانون خاص له أهمية. وهناك أيضا وضع خطة اقتصادية للسنوات الخمس المقبلة بعد تكليف مؤسسة Mckinsey and Company بوضعها، وهي خطة تؤكد لزوم اعتماد نهج الاقتصاد المنتج، على ما نادى به فخامة الرئيس منذ ما قبل توليه الرئاسة، وذلك في أكثر من 48 موقفا علنيا. وتم أيضا تعيين أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي بعد طول انتظار (المرة الأخيرة كانت في العام 1999) وانتخاب هيئة المكتب والرئيس، والموافقة على انشاء ثلاث محطات لاستيراد الغاز الطبيعي المسيل، في البداوي وسلعاتا والزهراني، وإقرار مشروع البرنامج الاستثماري الوطني للبنى التحتية الذي يشكل خطة عمل لمؤتمر "سيدر"، وانعقاد مؤتمر "سيدر" في باريس حيث بلغ حجم القروض والهبات المقدمة للبنان حوالي 10،5 مليارات دولار، إضافة إلى انعقاد مؤتمر روما 2 لدعم لبنان بمشاركة 37 دولة".

في المشاريع الانمائية

وعن متابعة المشاريع الإنمائية، قال: "إن الإنجاز الأحدث هو نفق البقاع بعد تصويب قانونه، إضافة إلى مواكبة انشاء السدود في بقعاتا وجنة والمسيلحة والقيسماني. أما بالنسبة إلى سد بسري، فالأمل كبير بأن يدرك الذين اعترضوا على انشاء هذا السد أنهم كانوا مخطئين وينطلق العمل من جديد في هذا السد. كذلك أعيد إحياء خطة الكهرباء 24/24 التي أقرت في مجلس الوزراء منذ العام 2010، وتحديثها وإعادة إقرارها بصورة متكاملة، على رغم العراقيل التي وضعت في طريقها".

أضاف: "ومن الإنجازات الإنمائية أيضا: افتتاح طريق القديسين في البترون، وإنجاز جسر جل الديب بعد طول انتظار (منذ العام 2012)، وإطلاق 4 مشاريع موازية تسهل الحركة المرورية على مداخل قضاء المتن الشمالي ومخارجه، وإقرار قانون القرض وإنهاء ملف الاستملاكات العائدة لمشروع توسيع اوتستراد نهر الكلب- طبرجا وتطويره، وإقرار مجلس الوزراء مرسوم تخطيط طريق الضبيه- العقيبة (A2)، فضلا عن إطلاق مرفأ جونيه السياحي الذي سينفذ على مراحل عدة. وأقر أيضا قانون الإدارة المتكاملة للنفايات".

في مكافحة الفساد والاصلاح

وسئل شلالا عما تحقق في مجال مكافحة الفساد وتحفيز الإصلاح، فأشار إلى "أن هذين الموضوعين كانت لهما الأولوية لدى الرئيس عون. وقد تحققت مسائل عدة في هذا السياق، وهناك مواضيع أخرى قيد التحقيق". أضاف: "لقد تم وضع الخطة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد وإقرارها، ومشاريع قوانين إصلاحية مختلفة لمكافحة الفساد وتنفيذ "اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد" التي انضم اليها لبنان، وإقرار القانون المتعلق بحق الوصول إلى المعلومات ووضع المرسوم التطبيقي له. وحرك رئيس الجمهورية 20 دعوى عامة بواسطة وزير العدل، وهي تطال مختلف قطاعات الدولة. كما أقر التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، والتعاقد مع شركات تدقيق مالي لهذه الحسابات، ما من شأنه أن ينسحب مستقبلا على سائر قطاعات الدولة من وزارات وادارات ومؤسسات ومجالس وصناديق عامة أو شركات مختلطة. وحظر الرئيس عون الممارسة الممنهجة والسائدة لجهة اللجوء إلى الاتفاقات بالتراضي واستدراج العروض المقتصرة على لوائح مختصرة. كما تم إطلاق عملية المساءلة والمحاسبة في القضاء والإدارات والمؤسسات وسائر المرافق العامة، وإقرار اتفاقية الشفافية في قطاع البترول، ولبنان أول دولة توقع على هذه الاتفاقية قبل الاستخراج".

وتابع: "لقد أحيلت جريمة انفجار المرفأ في 4 آب 2020 إلى المجلس العدلي، وجرت الاستعانة بخبرات دولية لإجراء الكشف الميداني وتحديد مسار السفينة وسائر التفاصيل المتعلقة بحمولتها ووجهتها ورسوها في مرفأ بيروت، تمكينا لتحديد مختلف المسؤوليات من باب المحاسبة والمساءلة".

ولفت "إلى وجود تركيز لتفشيل الخطوات الإصلاحية التي قام بها الرئيس عون لا سيما في ما خص التدقيق الجنائي forensic audit على حسابات مصرف لبنان، لكن هناك تصميم من الرئيس عون على متابعة هذا الملف إلى النهاية، لأنه المفتاح الحقيقي للإصلاح ومكافحة الفساد".

في الالتزام بالدستور

وعن التزام الرئيس عون بالدستور، قال شلالا: "لم يكن قسم الرئيس عون على الدستور شكليا او واجبا دستوريا، بل كان بالنسبة اليه فعل ممارسة لأنه يعيش هذا القسم، وهو ينطلق من كل تصرفاته من خلال الدستور. كما مارس اختصاصات دستورية لم تمارس يوما، كتلك المنصوص عنها في المادة 59 من الدستور، وصولا الى إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية على أساس النسبية. وكانت ممارسته موضوعية وهادفة لاختصاص إعادة النظر بالمراسيم والقوانين، والتوجه الى المجلس الدستوري بمراجعات طعن بقوانين مخالفة للدستور. كما طلب من مجلس النواب تفسير المادة 95 من الدستور تمهيدا لالغاء الطائفية السياسية والتوافق على الدولة المدنية.

وللمرة الأولى،أجريت الانتخابات النيابية في لبنان على أساس النسبية وشملت اللبنانيين في دول الاغتراب وفقا للقانون الجديد، ما راعى الى حد بعيد صحة تمثيل مختلف شرائح الشعب اللبناني وفاعلية هذا التمثيل، وفق ما ورد في "وثيقة الوفاق الوطني".

وتم استكمال مختلف التعيينات في المواقع الريادية القضائية والرقابية والإدارية والعسكرية، ما اوجد ذراعا تنفيذية للسلطتين الإجرائية والقضائية، بعد تعاظم الشغور في المواقع تلك".

ومن الإنجازات أيضا: إقرار المناقلات الديبلوماسية (المرة الأخيرة كانت في العام 2014)، واستحداث 45 قنصلية جديدة في 26 بلدا بالإضافة الى تفعيل 52 قنصلية أقر انشاؤها في وقت سابق، وتعيين مجالس إدارة 6 مستشفيات حكومية ورؤساء مجالس إدارة والمديرين العامين في مؤسسات المياه ومؤسسة كهرباء لبنان وإقرار قانون المياه وإقرار قانون حماية نوعية الهواء.

واستنادا الى المادة 21 من القانون رقم 46/2017 (قانون سلسلة الرتب والرواتب)، طلب الرئيس عون الى الحكومة انجاز مسح شامل للوظائف الملحوظة في الملاكات والوظائف التي تحتاج اليها الإدارة للقيام بالمهام الموكلة اليها وتحديد الحاجات والفائض والكلفة الحالية والمستقبلية وانجاز التوصيف الوظيفي في اطار هيكلة الإدارة وتطويرها.

كما تمت في السنة الثانية من العهد الموافقة على آلية تسجيل المواليد السوريين الذين تجاوزوا السنة من العمر".

في السياسة الخارجية

وعن الحضور اللبناني في الخارج والعلاقات مع الدول، قال شلالا:"ان لبنان غاب نتيجة الفراغ الرئاسي سنوات عن الحضور الدولي، لكن انتخاب الرئيس عون أعاد هذا الحضور فترسخ وجود لبنان على الخريطة الدولية سواء من خلال الزيارات التي قام بها رئيس الجمهورية الى الدول العربية والأجنبية او من خلال زيارات رؤساء دول عرب وأجانب الى لبنان.

وشارك الرئيس عون في قمم مختلفة، واتخذ مواقف متقدمة من النزوح السوري وضرورة عدم ربطه في أي حل سياسي للحرب السورية، ومن اللجوء الفلسطيني وحق العودة، حفاظا على استقرار لبنان ودوره في المنطقة والعالم، نذكر منها خلال المشاركة في الاجتماعات السنوية لمنظمة الأمم المتحدة، والقمة الإسلامية الاستثنائية حول القدس ومؤتمر الحوار الأوروبي-المتوسطي والقمة العربية في السعودية وافتتاح الدورة الأولى للبرلمان الأوروبي والقمة الفرانكوفونية في يريفان حيث تمت تولية الرئيس اللبناني نيابة الرئاسة وموافقة المنظمة الفرانكوفونية على استضافة لبنان المكتب الإقليمي لها ابتداء من العام 2020".

وتابع :"لقد اطلق الرئيس عون مبادرة لانشاء "اكاديمية االانسان للتلاقي والحوار" في لبنان عبر اتفاقية متعددة الاطراف وصدور قرار أممي بشبه اجماع تأييدا لها عن الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعارضت القرار دولتان فقط هما "إسرائيل" والولايات المتحدة الأميركية. ويتم حاليا تنفيذ مراحل انشاء الاكاديمية على أرض قدمتها بلدية الدامور ستكون مقرها.

ونذكر أيضا استضافة لبنان في عهد الرئيس عون القمة العربية التنموية الاقتصادية الاجتماعية في العام 2019 والتي صدر عنها 29 قرارا في مجالات عديدة من بينها البند رقم 15 الذي تقدم به لبنان في موضوع "وضع رؤية عربية مشتركة في مجال التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي والأمن السيبيراني".

كما اطلق الرئيس عون مبادرة هادفة الى "اعتماد استراتيجية إعادة الاعمار في سبيل التنمية"، وفي مقدمها تأسيس مصرف عربي لاعادة الاعمار والتنمية، حيث دعا جميع المؤسسات والصناديق التمويلية العربية للاجتماع في بيروت لمناقشة هذه الآلية وبلورتها عمليا. وقد بادرت دولة الكويت الى انشاء صندوق للاستثمار في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي. ويترأس لبنان القمة حتى سنة 2023".

وقال: "كانت هناك أيضا محطات رياضية دولية حين استضاف لبنان العام 2017 بطولة آسيا لكرة السلة، والتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم لكرة السلة التي حصلت في العام 2019".

في التصدي لملف النزوح السوري واللجوء الفلسطيني

وردا على سؤال، قال شلالا: "ان الرئيس عون تصدى لملف النزوح السوري في كل المحافل الإقليمية والدولية ووضع خطة عودة النازحين السوريين، لما رتبه ويرتبه هذا النزوح في لبنان من أعباء على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية، كما من مخاطر على الوضع الأمني ، وانهاك البنية التحتية على الصعد كافة. وفي كل الخطابات التي القاها رئيس الجمهورية، كانت الصراحة والوضوح من سماتها وهي كانت تميز اجتماعات القمم".

في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية

وعن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، قال شلالا:"ان هذا الموضوع اولاه الرئيس عون اهتماما خاصا لا سيما بعد القرار بالتنقيب عن النفط والغاز، وثمة حقول في المنطقة الاقتصادية الخالصة في الجنوب تقع على تماس مع حقول نفطية في المياه الفلسطينية المحتلة، وتدعي "اسرائيل" ان لها حقوقا في المياه الإقليمية اللبنانية. لذلك دارت مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية انتهت الى توافق على اجراء مفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وتم عقد 3 اجتماعات حتى الآن، والتعليمات الواضحة التي أعطاها الرئيس عون لأعضاء الوفد اللبناني كانت ان المفاوضات تقنية متعلقة بترسيم الحدود البحرية فقط، وكل ما يقال غير ذلك من كلام عن تطبيع او تواصل مباشر لا أساس له من الصحة. ونأمل في أن تصل المفاوضات الى نتيجة كما يتمنى لبنان لجهة استرجاع قسم من المياه الإقليمية اللبنانية المتنازع عليها لتكتمل حقوله النفطية ويمكن اذاك المباشرة في التنقيب".

الحراك الشعبي

وعن الحراك الشعبي الذي حصل منذ 17 تشرين الأول 2019 وحتى اليوم، قال شلالا: "إن لبنان يمر في ظروف اقتصادية صعبة. وعندما بدأ الحراك الشعبي سارع الرئيس عون الى فتح باب الحوار مع المتظاهرين، ووجه الدعوة اكثر من مرة لهم من أجل الحضور الى قصر بعبدا والبحث في المطالب المرفوعة، لا سيما وانه يتبنى غالبيتها. ومع الأسف كانت هذه الدعوات ترفض. لكن ما زال الباب مفتوحا ويمكن في أي لحظة الحضور الى القصر، خصوصا وان المطالب المرفوعة كان الرئيس عون رفعها وعمل على تحقيقها منذ كان نائبا بعد عودته الى لبنان، وقبل ان يحصل الحراك. وهو وضع أولويات السنتين المقبلتين من عهده للاصلاح ومكافحة الفساد".

أضاف: "كلنا يعرف أن الحراك الشعبي شكا من الفساد والممارسات غير القانونية، لذلك وضع الرئيس نصب عينيه مكافحة الفساد منذ اليوم الأول لانتخابه رئيسا للجمهورية. أليس التدقيق الجنائي الذي طالب به الرئيس عون لمعرفة ما آلت اليه الاموال والعمليات المالية ومعرفة الهدر والفساد، وكذلك قانون الانتخاب على أساس النسبية الذي يحقق تمثيلا حقيقيا للبنانيين والذي أقره مجلس النواب بطلب من رئيس الجمهورية. من بين مطالب الحراك الشعبي، الرئيس عون استشرف كل هذه الأمور قبل انتخابه رئيسا، وبعد ذلك سعى الى تحقيق كل المطالب المرفوعة اليوم، لكن أتت ظروف ووضعت عراقيل وعقبات من جهات متضررة من أي اصلاح ومكافحة حقيقية للفساد. وقد تضامنت هذه الجهات مع بعضها البعض وعرقلت تحرك الرئيس عون الإصلاحي.

وفي العودة الى آخر خطاب القاه الرئيس عون عشية بدء الاستشارات النيابية الملزمة في 21 تشرين الأول، تظهر كل النقاط التي شكا منها من خلال التساؤلات التي طرحها. ولكن لا بد من التمييز بين أمرين: بعض الحراك رفع مطالب عادلة ومحقة، والرئيس تبناها وهو يعمل على تحقيقها، وهناك حراك سلبي يندس أفراده بين صفوف المتظاهرين فيهاجمون القوى الامنية والعسكرية ويقومون باعمال شغب وممارسات، الحراك الشعبي المسؤول براء منها. لذلك لا بد من التمييز بين هذين الحراكين".

في أولويات المرحلة المقبلة

وعن أولويات المرحلة المقبلة في السنتين الباقيتين من عهد الرئيس عون، قال شلالا: "الامل كبير، أن تكون السنتان منتجتين كما كانت السنوات الثلاث الأولى من عهد الرئيس عون. هناك أولويات ومنها الإصلاحات التي يؤمن الرئيس باجرائها، وقد التزم امام اللبنانيين بانجازها خلال السنتين المقبلتين، على امل ان يلقى المساعدة في ذلك. وهنالك أيضا مكافحة الفساد الذي سيمضي فيه مهما كانت الظروف والتحديات، كذلك ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية إضافة الى الاهتمام بمشاريع الرعاية الاجتماعية. وسيتابع رئيس الجمهورية موضوع التنقيب عن النفط والغاز فضلا عن مشاريع تهم المواطنين مباشرة، مع سهره الدائم على حفظ الأمن والاستقرار في البلاد".

وردا على سؤال عن أسباب غياب الرسالة الرئاسية التقليدية في مناسبة مرور 4 سنوات على انتخاب رئيس الجمهورية، أجاب شلالا: "الرئيس عون خاطب اللبنانيين منذ 10 أيام عشية بدء الاستشارات النيابية الملزمة. وهو طرح أسئلة مهمة ووضع النقاط على الحروف، في مسائل عدة كانت من الأسباب الرئيسية لعرقلة عمله خلال السنوات الماضية، كما صارح اللبنانيين مصارحة كاملة وشاملة، واعتبر ان ما قاله في الرسالة مادة أساسية توضح للرأي العام حقيقة المعاناة التي مر بها خلال السنوات الماضية. وبالتالي، وجد الرئيس عون ان تكرار هذا الكلام غير مفيد لأن الرسالة الرئاسية تفاعلت بشكل واسع، ووصلت الى جميع المعنيين بدليل اننا نلاحظ تغييرات في عدد من المواقف السياسية الراهنة، إضافة الى أداء يشير الى ما هو افضل من السابق".

الحكومة الجديدة

وعما اذا كانت الحكومة الجديدة هي هدية السنة الخامسة من عهد الرئيس عون، قال شلالا:"ان شاء الله، الجميع يريد ولادة حكومة جديدة اليوم قبل الغد، لكن الجميع يدرك ان تشكيل الحكومات في لبنان يخضع لتوازنات واعتبارات معينة. ويبذل الرئيس عون كل جهده لتكون الحكومة المقبلة منسجمة ومنتجة، وقادرة على مواجهة الاستحقاقات الكبيرة والتحديات، والاتصالات بين الرئيس عون والرئيس سعد الحريري يومية لانجاز التشكيلة الحكومية وتذليل العقبات التي تبرز من حين الى آخر. وحاليا يتم العمل على حل بعض النقاط بالتشاور بين الرئيس عون والرئيس الحريري لا سيما وأن رئيس الجمهورية يعول أهمية كبيرة على تشكيل الحكومة المقبلة والدور الذي ستقوم به على مختلف المستويات، استنادا الى المبادئ التي كان وضعها عشية الاستشارات النيابية، والتي كانت بمثابة خريطة طريق لها".

 

فيديو ونص عظة البطريرك مار بشارة الراعي في ختام سينودس أساقفة الكنيسة المارونية المقدس الذي عقد في بكركي: ندعو الى تعزيز الشراكة المسيحية الاسلامية في العالم وتبديد أجواء صراع الاديان

السبت 31 تشرين الأول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91947/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d8%a8%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9/

https://www.youtube.com/watch?v=avgb0faV7MI&t=5s

وكالة الأنباء الوطنية/وطنية – ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس اختتام أعمال سينودس الكنيسة المارونية في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وبولس الصياح، بمشاركة أساقفة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: “رجل رب بيت نصب كرما” (متى 21: 33). قال فيها: “1.نحتفل معا بذبيحة الشكر في ختام أعمال سينودس أساقفة كنيستنا المقدس. نشكر الله الواحد والثالوث على محبة الآب التي ظللتنا، ونعمة الإبن التي قدستنا، وحلول الروح القدس الذي أنار خطانا. ونرفعها ذبيحة إستغفار عن كل ما صدر عنا من نقص في الواجب، أو إساءة لله بانتهاك رسومه ووصاياه، كما نرفعها ذبيحة إلتزام بالرسالة الموكولة إلينا من المسيح الرب لرعاية “الخراف التي افتداها بدمه”، بالحقيقة والمحبة.

2. إن المثل الذي أعطاه ربنا في إنجيل اليوم يحمل الكثير من المعاني في رموزه. رب البيت هو الله؛ الكرم الذي نصبه هو شعبه؛ السياج هو وصاياه ورسومه وكلامه ونعمة أسراره الخلاصية السبعة؛ المعصرة هي الكنيسة حيث تجمع ثمار البر والقداسة؛ البرج هو ربنا نفسه الظاهر كبرج حصين، وسط الكنيسة المقدسة مع العذراء والقديسين؛ الكرامون هم نحن الذين سلمهم الرب كرمه؛ وأخيرا الخدام الذين أرسلهم ليحملوا إليه ثمار الكرم هم المؤمنون والمؤمنات الذين يأتون ليغتذوا من كلام الله، ويتجددوا بنعمة أسراره، ويحظوا بمساعدة المحبة لهم في حاجاتهم.

3. كشف القديس يوحنا فم الذهب، في هذا المثل، جودة عناية الله الذي دبر كل شيء لخلاص كل إنسان، وهيأ كل شيء، ولم يترك لنا سوى المحافظة على ما أوكله إلينا. لم يهمل أي شيء، بل أتم كل شيء، وأعطانا أن نهتم بثمار كرم الكنيسة الإلهي والكنسي والمادي. وهذا ما يبين مسؤوليتنا الجسيمة تجاه أبناء أبرشياتنا الذين من حقهم أن يتنعموا هم أيضا بهذه الثمار، فلا نقتلهم روحيا وراعويا واجتماعيا.

إن هذين الأسبوعين اللذين قضيناهما معا، كانا في الحقيقة تعبئة روحية وكنسية وراعوية واجتماعية، لكي نفيض منها على النفوس الموكولة إلى عنايتنا.

4. ينطبق هذا المثل أيضا، على الحقل المدني، على المتعاطين الشأن السياسي. فالكرم هو الوطن، كل وطن، المسيج بدستوره وميثاقه وعدالته؛ والكرامون هم السلطة السياسية؛ والخدم هم المواطنون الذين يطالبون المسؤولين في الدولة بحقوقهم الأساسية: الطعام، والتربية، والعمل، والسكن، وإنشاء عائلة، والحصول على فرص عمل تؤمن لهم إمكانية عقد زواج وتأسيس عائلة، والتنعم بالأمن الغذائي، والإستقرار الأمني. لكن السلطة السياسية عندنا قتلت شعبها إقتصاديا وماليا ومعيشيا وإنمائيا. وزجتهم في حالة من الضياع والغضب، واليأس والثورة، والهجرة والبقاء. لكننا نحن ندعوهم للصمود وإنقاذ لبنان وشعبه من المتربصين به شرا.

5. الآن ونحن أمام استحقاق تاريخي دستوري كبير الأهمية هو تأليف حكومة جديدة، يجب على الجماعة السياسية أن تعترف بفشلها في تمثيل المواطنين وكسب ثقتهم وفي إدارة البلاد. فتتنحى من أجل لبنان، ولو موقتا، أمام فريق عمل حكومي متضامن يقود البلاد نحو طريق النهوض. وإذ ننتظر تشكيل الحكومة سريعا، فإنا نريدها مع الشعب كله حكومة اللبنانيين ولبنان، حكومة الدستور والميثاق، حكومة منكوبي إنفجار مرفأ بيروت، حكومة صرخة الأمهات والآباء والبنين، حكومة القدرة على الإنقاذ. وأي حكومة أخرى هي مضيعة جديدة للوقت وللوطن كما كانت الحكومات السابقة. ولست أدري ما ستكون حظوظ بقائها ونجاحها.

6. إننا نلاحظ وجود خطط إقليمية ودولية مكتومة المضمون ومجهولة الأبعاد النهائية يجري تطبيقها يوما بعد يوم وسنة بعد سنة تدريجيا وبالتقسيط، بمنأى عن الأنظمة القائمة وإرادة الشعوب. لذلك نجدد إيماننا بكيان لبنان المستقل بحدوده الدولية، وبوحدة شعبه في إطار شراكة ميثاقية تعددية لامركزية يحصنها الولاء المطلق للبنان ويقودها نظام ديمقراطي ومنظومة حريات وقيم روحية ووطنية وإنسانية.

7. إن كنيستنا تعتبر أن كل شيء يرخص أما الحفاظ على كيان لبنان، والشراكة الوطنية الميثاقية، والديمقراطية والحريات. واستباقا لكل الأخطار طرحنا الحياد الناشط مظلة واقية للبنان في هذه المرحلة العاصفة والمضْطربة. إن قيمة لبنان هي أن يوالف بين حياده من جهة وبقائه حاضرا ناشطا ومتواصلا مع العرب والعالم. فحين لم يكن يوجد بعد كيانات ودول ناجزة، كان لبنان، بجبله التاريخي، محاورا للشرق والغرب للحفاظ على استقلاله الذاتي، فكيف الحال اليوم؟

8. إن الكنيسة المارونية تدعو إلى تعزيز الشراكة المسيحية – الإسلامية في العالم وتبديد أجواء صراع الأديان وبخاصة بعد تقدم الحوار بين مرجعيات الإسلام والمسيحية، وصدور “وثيقة الأخوة الإنسانية” في أبو ظبي في الخامس من شباط 2019. وإذ تشجب كنيستنا بشدة التعرض المقيت للرموز الدينية وإعادة نشر الرسوم المهينة تحت ستار الحريات والعلمنة، تستنكر بشدة في الوقت عينه إقدام عناصر إسلامية متطرفة على قطع رأس معلم أمام مدرسته، وذبح ثلاثة مصلين داخل كنيسة في مدينة Nice بفرنسا، وهم يتضرعون إلى الله من أجل السلام والأخوة. هذه الأعمال المستنكرة لا تجد لها أي مبرر إنساني أو ديني، بل هي إساءة جسيمة إلى الله، سيد الحياة والموت وحده. وإذ نتقدم بأحر التعازي من فرنسا راجين من سفيرتها في لبنان نقلها إلى رئيس جمهوريتها وإلى الحكومة وعائلات الضحايا، نصلي من أجل إحترام الأديان المتبادل، وحفظ العلاقات الصافية وتعزيز حوار الثقافة والحياة بين المسيحيين والمسلمين.

9. يا رب، ارحمنا، والتفت إلى بؤس واقعنا، وشدد إيماننا بأبوتك الشاملة وبالأخوة بين جميع الناس. لك المجد والتسبيح أيها الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

*****

بيان السينودس/اختتام أعمال سينودس الكنيسة المارونية في بكركي: تدابير كنسية وراعوية ومبادرات لخدمة المجتمع

السبت 31 تشرين الأول 2020

وطنية – اختتم سينودس الكنيسة المارونية الذي انعقد في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار، أعماله ظهر اليوم، وصدر عنه بيان ختامي تلاه راعي ابرشية البترون المطران منير خيرالله وجاء فيه:

“بدعوة من الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، اجتمع مطارنة الكنيسة المارونية في الكرسي البطريركي في بكركي للمشاركة في الرياضة الروحية السنوية وفي أعمال السينودس المقدس. وتوافدوا من أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار حاملين معهم هموم أبنائهم وشجونهم وانتظاراتهم وتطلعاتهم. وقد اعتذر عدد قليل منهم بسبب تفشي وباء كورونا في بلدان العالم كافة.

شاركوا في مرحلة أولى، من 21 إلى 24 تشرين الأول 2020، في الرياضة الروحية التي ألقى عظاتها المرسل اللبناني الأب مالك أبو طانوس في موضوع “ثورة التطويبات” تأمل فيها بدور “الأسقف زارع السعادة والرجاء، الأسقف الفقير ومحب الفقراء، الأسقف خادم الرحمة، ومشبع الجياع إلى الحق، وشاهد وداعة وصانع سلام، والثابت في الشدائد والاضطهادات”.

وفي مرحلة ثانية، من 26 إلى 31 تشرين الأول 2020، استمعوا إلى الراعي في كلمة افتتاحية استعرض فيها جدول أعمال السينودس المقدس، وشدد على “أننا في السينودس نعمل بروح ونهج مجمعيين نناقش المواضيع التي تهم كنيستنا وشعبنا في الظروف الراهنة ونواصل معا عمل الرب يسوع بانتخاب رعاة وفق قلب الله، أساقفة خلفاء الرسل للقيام بخدمة التعليم والتقديس والتدبير”.

ثم تدارسوا شؤونا كنسية وراعوية واجتماعية ووطنية وناقشوها بروح الأخوة والمحبة والانفتاح. واتخذوا التدابير الكنسية المناسبة.

وفي ختام المجمع، أصدروا البيان الآتي:

أولا: في الشأن الكنسي

أ- الإصلاح الليتورجي.

2 – اطلع الآباء على أعمال اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية التي قدم رئيسها تقريرا عن أعمالها وعن الكتب المطبوعة ومنها كتاب الإرشادات الطقسية، وعن الكتب الجاهزة للطباعة والاختبار، ومنها كتاب قراءات العهد القديم للقداس في الآحاد والأعياد وكتاب جناز الأحبار والكهنة والشمامسة. وعرض المشاريع المستقبلية، ومنها كتاب صلوات الأزمنة الطقسية (الفرض)، ورتب سيامة الدرجات الصغرى والشماسية، وترجمات الكتب الليتورجية، وكتاب التبريكات وبعض الرتب الخاصة.

توقف الآباء في مناقشاتهم عند بعض الإشكاليات المطروحة في التجديد الليتورجي، ومنها إشكالية التوفيق بين التقليد والتحديث، وبين التراث والتأوين، لكي تحاكي ليتورجيتنا عالم اليوم بحقيقتها ورموزها وتطال الشبيبة التي تحتاج إلى العودة إلى ينابيع روحية ورعوية لكي تتمكن من أن تواجه تحديات ثقافية وإيديولوجية.

وكذلك إشكالية الترجمات التي تنطلق من الأصل السرياني، وبخاصة لأبرشيات الانتشار، حيث أبناؤنا لا يفهمون العربية ويجب التواصل معهم بلغاتهم الجديدة.

واتخذ الآباء القرار بمراجعة دقيقة لكتاب الإرشادات الطقسية وكل الكتب الليتورجية والرتب، قبل إطلاقها، ووضعها في الإختبار في بعض الجماعات والرعايا النموذجية على أن ترافقها لجنة خاصة تتولى شرح المضمون للناس بطريقة تلامسهم وتستمع إلى آرائهم.

ب – التنشئة الكهنوتية

3 – اطلع الآباء على تقارير المدارس الاكليريكية المولجة تنشئة كهنة الغد. ورحبوا بمشروع افتتاح اكليريكية مار مارون في سيدني أستراليا في السنة 2021. وهو مشروع جديد ورائد لقارة أوقيانيا حيث يتكاثر ويتعاظم الحضور الماروني كنسيا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا. ثم اطلعوا على تقرير إكليريكية سيدة لبنان واشنطن الذي يشدد على برامج التنشئة وعلى التعمق في الروحانية المارونية والليتورجيا واللغة السريانية المعبرة عن هوية الكنيسة المارونية.

ثم على تقرير اكليريكية مار أنطونيوس البادواني كرمسده الذي يشدد على برنامج التنشئة في كل محاورها والإنفتاح على الخبرات الرعائية.

ثم على التقرير المفصل عن الاكليريكية البطريركية المارونية في غزير التي تستقبل معظم الطلاب الاكليريكيين الموارنة. وتوقف التقرير عند التحديات المستقبلية، وهي: إغناء فريق الكهنة المنشئين، الانفتاح على واقع الشبيبة في عالم اليوم، التواصل والتنسيق مع كلية اللاهوت الحبرية، والتعاون مع الأبرشيات من أجل التكامل في العملية التربوية.

واستمعوا أخيرا إلى تقرير عن المعهد الحبري الماروني في روما حيث يتابع عدد من كهنتنا دروس التخصص في المجالات التي تحتاج إليها كنيستنا وأبرشياتنا.

شكر الآباء الله على نعمة الدعوات الكهنوتية والرهبانية في كنيستهم وأوصوا بمتابعة الجهود في سبيل إعداد كهنة يلبون حاجات الكنيسة المارونية المنتشرة في العالم ودعوتها ورسالتها في الكنيسة الجامعة.

ج – الشؤون القانونية وخدمة العدالة.

4 – استمع الآباء إلى تقارير خدمة العدالة في المحاكم الكنسية التي تأثر عملها بسبب الإقفال القسري والمتكرر جراء تفشي وباء كورونا.

وقدروا الجهود التي يقوم بها القيمون على المحاكم من أجل تطوير سير العمل فيها بغية تسريع إصدار الأحكام وتخفيض الأعباء على المتقاضين. وقد اعتمدت طريقة جديدة هذه السنة تقضي بقيام جلسات المذاكرة عن بعد، ما سهل التعامل مع الدعاوى وتسريع إصدار الأحكام فيها. وتزايد بشكل كبير الطلب من المتقاضين للحصول على الحسومات على رسوم الدعاوى نظرا إلى الأوضاع المالية والاقتصادية المتدهورة.

وأثنى الآباء على الجهود المضاعفة التي تبذلها الأبرشيات والمحكمة ومكتب راعوية الزواج والعائلة ومكتب راعوية المرأة واللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في شأن المصالحات الزوجية ومراكز الإصغاء والمرافقة والاعداد للزواج.

ثانيا: في الشأن الرعوي

أ – أوضاع الأبرشيات في النطاق البطريركي

5 – استعرض الآباء أوضاع الأبرشيات، مبتدئين بالأبرشيات التي تحتاج إلى انتخاب مطارنة، وأوضاع سائر الأبرشيات في لبنان، وبخاصة أبرشية بيروت بعد الكارثة التي حلت بها على إثر إنفجار المرفأ في 4 آب. وقدروا حملة التضامن الواسعة التي برزت، من كل المناطق وبلدان الإنتشار ومن الشبيبة بنوع خاص، وأسفوا لغياب الدولة ومؤسساتها عن القيام بواجباتها. وتوقفوا عند الرسالة التي تحملها وعند الحاجات المتزايدة التي يواجهها أبناؤهم في ظل الأزمات المتراكمة والخانقة والتي ضاعفت حالة الفقر والبطالة وطلب الشباب إلى الهجرة، والوضع المتردي الذي يعيشه لبنان وبلدان المنطقة والتي لا تزال تدعو إلى القلق إزاء عملية السلام في ضوء النزاعات الإقليمية والدولية وتداعياتها الإقتصادية والإجتماعية.

أثنى الآباء على ما يقوم به مطارنة هذه الأبرشيات بالتعاون مع كهنة الرعايا والعلمانيين من سعي إلى تقديم المساعدات الاجتماعية والانسانية لتثبيت أبنائهم في أرضهم وتشجيعهم على استعادة الثقة وبناء مستقبلهم في أوطانهم. وتقدموا بالشكر من الأبرشيّات المارونيّة في الإنتشار، ومن كلّ المؤسسات العالمية، الكنسية والمدنية، التي تقدم المساعدات لدعمهم في رسالتهم.

ب – أوضاع أبرشيات الإنتشار

6 – تداول الآباء كذلك في أوضاع أبرشيات الانتشار وتقدمها ونموها وحاجات بعضها. وتوقفوا بنوع خاص عند إكسرخوسية كولومبيا والبيرو والأكوادور. وأكدوا أن الحاجة إلى كهنة يخدمون الرسالات في هذه البلدان لا تزال ملحة لجمع أبناء الكنيسة المارونية المنتشرين فيها. وكذلك الحاجة إلى الدعم المادي من أجل إنشاء البنى الأساسية للخدمات الراعوية الضرورية.

وأوصى الآباء من جديد أن تضع الأبرشيات والرهبانيات في لبنان في سلم أولوياتها تنشئة إرسالية لكهنتها ومكرسيها وإرسالهم للخدمة في بلدان الانتشار، وأن تعمل على تقديم المساعدات المادية للأبرشيات الناشئة.

ثالثا: في الشأن الاجتماعي وخدمة المحبة

7 – استعرض الآباء الأوضاع المتردية في لبنان جراء الأزمات المتراكمة الإقتصادية والنقدية والإجتماعية والمعيشية السائدة، خاصة منذ إنطلاق الثورة الشعبية في 17 تشرين الأول 2019، وتفاقم بسبب وباء كورونا، وتردت للغاية بعد إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي. فبات أكثر من نصف الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر، ومعدل البطالة تعدى الخمسين في المائة.

ثم تداولوا في الحالة المعيشية المتدهورة التي وصل إليها أبناؤهم وبناتهم في لبنان وبلدان المنطقة وهم واقفون إلى جانبهم يقدمون المساعدات الممكنة عبر أبرشياتهم ومؤسساتهم الكنسية المختصة والمدارس والجامعات والمستشفيات والمستوصفات والمراكز المتخصصة للمسنين والأطفال والأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين.

8 – أثنى الآباء على المبادرات التي تقوم بها عمليا البطريركية وأبرشياتهم ورهبنياتهم بالتعاون مع اللجنة البطريركية العليا للاغاثة، والمؤسسة البطريركية العالمية للانماء الشامل، والمؤسسة البطريركية للانتشار ومؤسسة “سوليداريتي”، ورابطة كاريتاس لبنان وجمعية مار منصور، وغيرها من المؤسسات الكنسية المسيحية وجمعيات المجتمع المدني.

ومن أهم هذه المبادرات:

– العمل على تأمين منح مدرسية لأكثر من خمسة آلاف تلميذ.

– تأمين حصص غذائية لأكثر من خمسة وعشرين ألف عائلة شهريا في كل المناطق اللبنانية.

– تأمين أدوية ومساعدات إستشفائيّة لأكثر من خمسة آلاف مريض.

– الإسهام في ترميم ثلاثة آلاف شقة في الأحياء المنكوبة من بيروت

– تأمين برامج تمكين وتدريب لآلاف الشباب في القطاع الزراعي والمهني في كل المناطق اللبنانية.

9 – عبر الآباء من جديد عن تضامنهم مع إخوتهم أبناء بيروت وجميع اللبنانيين، وبخاصة المتضررين منهم والمجروحين والمتألمين والمشردين، وعن قربهم منهم ومحبتهم وأخوتهم الإنسانية.

وأعربوا عن شكرهم للدول الصديقة، وبخاصة فرنسا، والمنظمات العالمية الكنسية والمدنية، وبخاصة “مؤسسة الشرق” و”الكنيسة المتألمة” وسواها، على تبرعاتهم السخية لمساندة إخوتهم في كنائس الشرق وفي لبنان بنوع خاص.

10 – تداول الآباء في وضع المدارس الخاصة، لا سيما الكاثوليكية منها، التي تعاني من الأزمة المتفاقمة ومن عدم القدرة على دفع المستحقات للهيئات التعليمية والموظفين، ومن صعوبة الأهل في تسديد الأقساط المدرسية.

لذا يجدد الآباء مطالبتهم الملحة الدولة لتسديد مستحقات المدارس في أسرع وقت ممكن. ويشكرون المؤسسات الكنسية والمدنية، العالمية والمحلية، على الإسهامات التي تقدمها للمساعدة في استمرار المدارس للقيام بدورها الثقافي والإجتماعي والوطني الرائد، ويطلقون النداء إلى أصحاب النيات الطيبة والأصدقاء من أجل دعم المدارس، لاسيما المتعثرة منها، بتأمين منح مدرسية للتلامذة المحتاجين.

رابعا – في الشأن الوطني

11 – بعد تكليف رئيس جديد للحكومة، ينتظر منه الآباء والشعب، كما من رئيس الجمهورية، الإسراع في تأليف حكومة إنقاذية بعيدة عن الإنتماءات السياسية والحزبية وآفة المحاصصة، مع ضرورة منحها الصلاحيات اللازمة لكي تتمكن من إجراء الإصلاحات المنشودة ومكافحة تفشي الفساد، والعمل على إستقلالية القضاء، وإطلاق النمو الإقتصادي، وإعادة تكوين السلطة في مسار دستوري ديمقراطي سلمي وسليم.

وفي إعادة تكوين السلطة، يأمل الآباء بروز أشخاص يتصفون بالنزاهة والشفافية والإختصاص والتكرس لخدمة الشأن العام ويحملون هم بناء السلام لتحمل المسؤوليات الوطنية والسياسية.

12 – لا يمكن أن يسكت الآباء عن تقصير الدولة اللبنانية في مؤسساتها الرسمية من وزارات وإدارات معنية وبلدية بيروت في التعامل مع تداعيات إنفجار مرفأ بيروت الإجرامي، وقد مر عليه ثلاثة أشهر، وخلف الدمار والضحايا والتشريد.

أولا: من حيث التباطؤ في التحقيق وكشف الأسباب والفاعلين الحقيقيين وراء هذه الفاجعة، ومحاكمتهم.

ثانيا: من حيث التعويض على عائلات الشهداء والمصابين بما يحق لها، والإسراع في صرف الأموال اللازمة لترميم الأبنية والوحدات السكنية التي يفوق عددها الستين ألفا حتى لا تفرغ بيروت ممن قدموا الغالي وعلى مدى سنوات للمحافظة على وجهها المميز في لبنان الرسالة. كما يطالب الآباء الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية القيام بما يلزم حتى لا تتكرر المأساة الجريمة فتصيب أبرياء آخرين من مناطق أخرى في لبنان.

13 – يؤكد الآباء على موقف الراعي في إعلان تحييد لبنان تحييدا ناشطا، قناعة منهم أن حياد لبنان هو ضمان وحدته وتموضعه التاريخي في هذه المرحلة المليئة بالتغييرات الجغرافية. وحياد لبنان هو قوته وضمانة دوره في استقرار المنطقة، ويثبت لبنان في دوره السياسي والثقافي والرسالي في الشرق والغرب. ويرى الآباء أن الحياد الناشط يعطي أولوية للشراكة الوطنية الحقيقية ويبعد عن لبنان استقواء أي فريق داخلي بالخارج لتنفيذ أجندات وسياسات لا تتناسب ومصلحة اللبنانيين وسيادة لبنان. ويعلنون عن عزمهم العمل الدؤوب مع شركائهم في الوطن على بناء دولة حديثة تكون في خدمة الانسان، دولة وطنية جامعة، دولة مدنية ديمقراطية حديثة، دولة قانون وعدالة، دولة مشاركة، دولة إنمائية تعتمد اللامركزية الإدارية الموسعة، دولة تطبق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني نصا وروحا.

خامسا: التدابير الكنسية والراعوية

14 – إتخذ الآباء التدابير التالية:

1) إنتخاب رئيس أساقفة قبرص المطران يوسف سويف مطرانا لأبرشية طرابلس خلفا لرئيس أساقفتها المطران جورج بو جوده الذي بلغ السن القانونية.

2) انتخاب النائب العام لأبرشية صور الخوراسقف شربل عبدالله مطرانا لها خلفا المطران شكرالله نبيل الحاج الذي بلغ السن القانونية.

3) إنتخاب المطران مارون العمار، مشرفا على توزيع العدالة في محاكمنا المارونية داخل النطاق البطريركي، وفي الوقت عينه رئيسا لمحكمة سينودس أساقفة كنيستنا المارونية: وانتخاب المطرانين جوزف معوض والياس نصار عضوين في هذه المحكمة.

4) إنتخاب المطارنة يوسف سويف، مارون العمار، وبولس عبد الساتر أعضاء في لجنة النظر في حدود الأبرشيات وتكوين اكسرخوسيات أو أبرشيات جديدة في النطاق البطريركي وبلدان الإنتشار.

5) إنتخاب المطارنة عبدالله الياس زيدان، انطوان عوكر وبولس الصياح أعضاء في إدارة صندوق المطارنة المتقاعدين.

15 – في الختام، يتوجه الآباء إلى أبنائهم أينما وجدوا بالدعوة إلى سماع صوت الروح القدس يتكلم فيهم ليكونوا خميرة في مجتمعاتهم ونورا للعالم. ويلتزمون بأن يعيشوا معهم إيمانهم ورجاءهم بالمسيح القائم من الموت والشهادة بفرح في حياتهم اليومية حاملين رجاء جديدا إلى شبابنا والأجيال الطالعة.

كما أنهم يحثون أبناءهم على التمسك بتراث كنيستهم وآبائهم وأجدادهم ويشاركونهم الصلاة والإبتهال إلى الله بشفاعة والدة الإله مريم العذراء والقديسين شفعائنا من أجل هداية المسؤولين في العالم للعمل على إيقاف الحروب في الشرق الأوسط والعالم وإحلال السلام العادل والشامل والدائم ونشر الأخوة الإنسانية وعودة جميع النازحين والمهجرين والمخطوفين إلى أرضهم وأوطانهم”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 31 شرين الأول و01 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

Message to Biden from the Arab world: No return to appeasing Iran/Baria Alamuddin/Arab News/October 31/2020

بارعة علم الدين/رسالة من العالم العربي إلى جو بايدن تقول: لا عودة إلى استرضاء إيران والتملق لها

http://eliasbejjaninews.com/archives/91959/baria-alamuddin-message-to-biden-from-the-arab-world-no-return-to-appeasing-iran-%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%b9%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%85/

 

 

بيان السينودس الماروني وفيديو ونص عظة البطريرك مار بشارة الراعي في ختام سينودس أساقفة الكنيسة المارونية المقدس الذي عقد في بكركي: ندعو الى تعزيز الشراكة المسيحية الاسلامية في العالم وتبديد أجواء صراع الاديان/السبت 31 تشرين الأول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91947/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d8%a8%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9/

 

 

خسائر المسلمين في فرنسا بسبب “غزوة قطع رأس الأستاذ”!/بشير العبيدي/موقع اليوم الثامن/31 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91943/%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%af%d9%8a-%d8%ae%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d8%a7-%d8%a8/