رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن: المعتقلون في السجون السورية هم ثروة إنسانية ضائعة/معرض يحاكي المعتقلين المنسيّين في سوريا

100

رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن: المعتقلون في السجون السورية هم ثروة إنسانية ضائعة/معرض يحاكي المعتقلين المنسيّين في سوريا
صونيا رزق/موقع الكتائب/الثلاثاء 26 حزيران 2018

سنوات وسنوات مرّت وملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية قيد الكتمان والنسيان ومصيره مؤجل الى اجل غير مسمى، لكن الى متى…؟ هو السؤال البديهي الذي يطرحه الاهالي والانتظار يبقى سائداً… لان آمل الامهات باق والحق لا بدّ ان ينتصر في النهاية كما يرددن دائماً.

فبعد مضّي عقود على المطالبة بحلول لهذا الملف الانساني من دون اي نتيجة، بات الاهالي يشعرون بأن ابناءهم اصبحوا مسجونين في ذاكرة النسيان من قبل دولتهم التي لا تبحث في ملفهم وكأنهم لا ينتمون الى ارضها.

لكن البعض لا يزال يتابع هذا الملف ويبحث عما يعيده الى الواجهة بحيث يُفتتح معرض عند السادسة من مساء هذا الخميس 28 الجاري ويستمر حتى السبت 30 منه من الساعة الثالثة بعد الظهر حتى الثامنة مساءً( الجمعة والسبت) ضمن هذا الدوام ، لمحاكاة قضية المعتقلين اللبنانيين في سوريا ولكل مَن له أب أو أخ أو ابن او قريب معتقل هناك بدعوة من جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وجمعية أمم للتوثيق وجمعيةHenrich boll stiftung الألمانية التي تملك مركزاً لها ضمن منطقة الحمراء.

وللاطلاع اكثر على تفاصيل هذا المعرض اجرى موقعنا اتصالاً برئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن الذي وجّه دعوة عامة الى كل اللبنانيين لحضور هذا المعرض الذي سيقام في الأشرفية – شارع مونو – قاعة crypte كنيسة السان جوزيف إعتباراً من الخميس، وسيتناول شؤون وشجون المعتقلين بحيث ستعرض صورهم واسماؤهم كما سيتم البحث في ملف المخفيين قسراً في المعتقلات السورية.

وقال:” هي لفتة منا لإعادة وضع قضيتنا الإنسانية المحقة على السكة من جديد، اذ مرّت سنوات والملف منسيّ خصوصاً في السنوات الأخيرة، وهدفنا عدم موت هذا الملف لانه سيبقى في ضمائرنا مهما جرى”. لافتاً الى ان صور 600 معتقل ستكون حاضرة مع أسمائهم ، على ان يتضمّن المعرض مشاهد لخمس دقائق من فيلم “تدمر”. ونعني بذلك سجن تدمر الذي سُجن فيه بعض المعتقلين، وهو فيلم شارك فيه ثلاثة وعشرون معتقلاً سابقاً تحدثوا عن معاناتهم الصعبة جداً هناك، لكن الامن العام اللبناني لم يسمح لنا إلا بعرض خمس دقائق فقط من الفيلم مع ان مدته تقارب الساعة والأربعين دقيقة، وهو سبق ان عُرض في مهرجان للأفلام في “سنتر صوفيل ” لكن ضمن فترة صباحية باكرة لا حشود فيها، كما عُرض في المركز الثقافي الفرنسي في بيروت وفي 23 دولة ، ونلنا خمس جوائز عالمية جرّاء نجاحه الباهر، لكن في لبنان ممنوع ان يشاهده اللبنانيون…”!

وعن إمكانية ان يحقق هذا المعرض شيئاً لهذه القضية الإنسانية، آسف أبو دهن لعدم مطالبة احد بها فلا رئيس الجمهورية ولا سواه ، وهدفنا الإضاءة من جديد لعّل هذه اللفتة تحقق شيئاً. وتابع:” سنبقى نطالب بحل نهائي لهذا الملف ولن نتوقف لأننا نحمل بعض الامل طالما لم نرَ جثث هؤلاء الشهداء، مع التمنيّ بأن يكونوا على قيد الحياة ومن ضمنهم رفيقكم بطرس خوند ، فالامل موجود دائماً وإلا فليُرسلوا لنا جثث الشهداء لندفنهم بكرامة.

وفي هذا الاطار أشار الى ان ابنة احد المعتقلين بعثت له رسالة مؤثرة تحدثت خلالها عن والدها المعتقل في سوريا منذ العام 1987، وتابع:” حوت الرسالة كلمات محزنة جداً بحيث اعتبرتني والدها وقالت :” انت أصبحت بالنسبة اليّ والدي وبيّ الكل لانك تنادي بقضيتنا”.

ورداً على سؤال حول الدعوات التي وُجهت لحضور المعرض، لفت الى ان الدعوة عامة للجميع، لكني علمت بأن عدداً من السفراء سيشارك في الحضور إضافة الى أهالي المعتقلين وكل من تهمه هذه القضية ونأمل مشاركة الجميع. مشيراً الى ان بعض رفاقنا من المعتقلين السابقين سيشرحون معاناتهم وسيرّدون على كل أسئلة الحضور خلال المعرض.

وعن العدد الرسمي للمعتقلين، قال: أبو دهن” العدد شبه الرسمي هو 627 معتقلاً وانا سلمت الأسماء الى رئيس الحكومة سعد الحريري في العام 2009 قبل سفره الى الشام حينها، وهذا الرقم موثق إشتغلت عليه كملف مع الراحليّن غازي عاد وكمال البطل، مشدّداً على ضرورة إنهاء هذا الملف لانه ثروة إنسانية ضائعة.

وجول مصير خيمة المعتقلين في وسط العاصمة، ختم:” لا تزال موجودة مع عدد قليل جداً من الأهالي، لكن العلم اللبناني مرفرف عليها مع صور المعتقلين وهذا هو المهم بالنسبة لنا”.