المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 آذار/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.march26.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقْولُ لَكُم: سَتَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَة، ومَلائِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ ويَنْزِلُونَ عَلى ٱبْنِ الإِنْسَان».

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/الرئيس "القوي" الذمي والإسخريوتي سيكون بعد يوم الحساب الأخير من ضيوف عمنا لاسيفورس وفي آتون نار جهنمه التي لا تنطفئ

بالصوت والنص/الياس بجاني/ملخص قصة القديسة رفقا المارونية طبقاً لمراجع دينية وكنسية متفرقة )  من أرشيف 2014

الياس بجاني/ميشال عون ومنذ العام 2006 اصبح بوقاً وصنجاً إيرانياً وجندياً في عسكر ولاية الملالي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

 ميشال عون ونهاية الجمهورية الصورية/شارل الياس شرتوني

وزارة الصحة : 378 إصابة جديدة و 5 حالات وفاة

إحباط أكبر عملية تهريب أسلحة ومخدرات من لبنان إلى إسرائيل

"التيار" و"الحزب": "يا نحن يا سلامة"

القاضية عون تبتزّ الحكومة… بطلب من باسيل!؟

الادّعاء على جعجع: “القوات” يشرح خلفيّات القرار

الراعي: هذه صفحة جديدة بتاريخ البطريركية المارونية

أسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الجمعة 25 آذار 2022

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة 25 آذار 2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عبد اللهيان في بيروت عارضاً المساهمة ببناء معملين للكهرباء

سلاح على متن رحلة تركية… ومولوي يوضح

باريس والرياض أنجزتا التحضيرات للصندوق

المرّ أعلن لائحة "معًا أقوى" بالتحالف مع "الطاشناق" و"القومي" ومستقلين

نفاد مخزون معظم الصيدليات... هل نحن أمام أزمة أدوية جديدة؟

المستقبل" يستنكر الادعاء على جعجع: هناك من يريد القضاء "مزرعة حزبية"

صرخة من المصارف... "بعدها لن يفيد الندم"!

"حزب الله" يخوض معركة من نوعٍ آخر... هل ينجح بها؟

هذا ما تشمله المساعدة السعوديّة للبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

محطة أرامكو في جدة التي تعرضت لاعتداء.. 50 فرقة تكافح الحريق

مراسل العربية في جدة: 50 فرقة تكافح حريق محطة توزيع الوقود التابعة لأرامكو.. وتوقعات بالسيطرة على النيران خلال ساعات

الخارجية الأميركية: ندين هجوم الحوثيين على منشآت النفط والبنية التحتية في السعودية

الخارجية الأميركية للعربية: هجوم الحوثيين اعتداء على المدنيين وآلاف الأميركيين في السعودية

السعودية: على المجتمع الدولي أن يعي خطورة دعم إيران للحوثيين

وزارة الطاقة السعودية: محطة توزيع المنتجات البترولية شمال جدة ومحطة "المختارة" في منطقة جازان تعرضتا لهجمات بمقذوفات صاروخية

واشنطن تتجه للتراجع عن إزالة الحرس الثوري من قوائم الإرهاب

البيت الأبيض يشعر بالقلق من ردود الفعل العنيفة من قبل الديمقراطيين والجمهوريين على هذه الخطوة

روسيا تستهدف القيادة الجوية بأوكرانيا.. وتركّز على دونباس

الجيش الأوكراني يعلن أن صواريخ روسية استهدفت مركز قيادة القوات الجوية في

فينيتسيا.. ومسؤول في البنتاغون يؤكد أن روسيا باتت تعطي الأولوية الميدانية للسيطرة على دونباس

الاتحاد الأوروبي يتوصل إلى اتفاق مع الشركات الرقمية لضبط ممارساتها

الولايات المتحدة «لا تنوي استخدام أسلحة كيميائية تحت أي ظرف»

 أوكرانيا: القوات الروسية نجحت جزئياً في فتح ممر بري بين دونيتسك والقرم

الولايات المتحدة «لا تنوي استخدام أسلحة كيميائية تحت أي ظرف»

أوكرانيا: القوات الروسية نجحت جزئياً في فتح ممر بري بين دونيتسك والقرم

بوتين: يحاولون إلغاء ثقافة عمرها ألف عام

البيت الأبيض: كوريا الشمالية ربما تخبئ المزيد بعد الاختبار الصاروخي

الجيش الروسي يقر بمقتل 1351 من جنوده في أوكرانيا وروسيا تركز على «التحرير» الكامل لدونباس

الكرملين: «لن يحدث شيء مروّع» إذا طُردت روسيا من مجموعة العشرين

واشنطن تلغي محادثات مع «طالبان» بسبب حظرها تعليم البنات الأفغانيات بعد حرمانهن من التعليم: «بلادنا أصبحت سجناً»

أوكرانيا تطلب من الاتحاد الأوروبي إغلاق حدوده مع روسيا وبيلاروسيا

إردوغان سيطلب من بوتين أن يكون «صانع سلام»

لقاء رباعي بين الملك عبد الله الثاني ومحمد بن زايد والسيسي والكاظمي في العقبة

مصر تحشد دولياً لدعم «ائتلاف المياه والمناخ»

إسرائيل تنظم «قمة» دبلوماسية بمشاركة الإمارات والمغرب والبحرين والولايات المتحدة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا انتخابات في ظلّ الاحتلالات/بول ناصيف عكاري/الكلمة اولاين

الجامعة اللبنانية "تنزف"... ومصير الطلاب والأساتذة في خطر/جويل الفغالي/نداء الوطن

رسالة هامّة من "حزب الله" إلى مسيحيّي لبنان… والفاتيكان!/"ليبانون ديبايت/محمد المدني

إلى غادة عون: باسيل شريك رياض سلامة وهذه هي الأدلة!/رامي الأمين/موقع درج

أسبوع حاسم لتكامل المشهد الانتخابي/أحمد زين الدين/اللواء

العلاقة السعودية - اللبنانية من "إعلان جدة" إلى الادعاء على جعجع/فارس خشّان/الحرة

الاتفاق النووي ليس حلاً للبنان: صراع الرؤساء والقضاء يشتدّ/منير الربيع/المدن

جبران – رياض سلامة: دروس في الفساد والخيانة/حازم الأمين/موقع درج

أسبوع حاسم لاكتمال المشهد الانتخابي/أحمد زين الدين/اللواء

سلامة باقٍ: "فوضى" تعيينات في حكومة ميقاتي/ملاك عقيل/أساس ميديا

هل تكون الرابعة ثابتة؟/شارل جبور/الجمهورية

بلا توقيت... في مواجهة التوحّش؟!/نبيل بومنصف/النهار

طبخة سعودية - سورية للبنان؟/طوني عيسى/الجمهورية

«القوات» والشارع السنّي.. إنتفاضة معاكسة!/راكيل عتيِّق/الجمهورية

من غيرنيكا إلى ماريوبول/أمير طاهري/الشرق الأوسط

جونسون التشرشلي يمنح وسام تشرشل لزيلينسكي/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

الدولة القوية وعودة الأحلاف/رضوان السيد/الشرق الأوسط

حرب عالمية إلا بالاسم/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

بوتين... «اضرب أولاً وبقوة»/ممدوح المهيني/الشرق الأوسط

المعطيات الأولية لحربين... الشرق الأوسط وأوروبا/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

الاتفاق الجديد مع إيران يتركنا أكثر خنوعاً وضعفاً/بريت ستيفنز/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي ترأس قداس عيد البشارة في بكركي: كانت لدينا لقاءات كنسية ورسمية مثمرة في مصر

الراعي استقبل رئيس اساقفة كانتربري وبحث معه في العلاقات بين الكنيستين المارونية والانغليكانية

الرئيس عون استقبل وزير الخارجية الإيراني: أي إيجابية في مفاوضات فيينا ستنعكس استقرارا في المنطقة والعالم

رئيس الجمهورية التقى رئيس أساقفة كانتربري: لبنان لا يزال يدفع ثمن تداعيات الحرب في سوريا ونشدد على الوحدة بين المجتمعات

القوات: سنتقدم بشكوى ضد جورج أعرج بجرائم القدح والذم وإثارة النعرات

الاحرار: جورج أعرج لا يمت لحزبنا بأية صلة

جريمة قتل أم وبناتها الثلاث في أنصار وتوقيف الجاني

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم
أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقْولُ لَكُم: سَتَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَة، ومَلائِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ ويَنْزِلُونَ عَلى ٱبْنِ الإِنْسَان».

إنجيل القدّيس يوحنّا01/من35حتى52/في الغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وٱثْنَانِ مِنْ تَلاميذِهِ. ورَأَى يَسُوعَ مَارًّا فَحَدَّقَ إِليهِ وقَال: «هَا هُوَ حَمَلُ الله». وسَمِعَ التِّلْمِيذَانِ كَلامَهُ، فَتَبِعَا يَسُوع. وٱلتَفَتَ يَسُوع، فرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَان؟» قَالا لَهُ: «رَابِّي، أَي يَا مُعَلِّم، أَيْنَ تُقِيم؟».

قالَ لَهُمَا: « تَعَالَيَا وٱنْظُرَا». فَذَهَبَا ونَظَرَا أَيْنَ يُقِيم. وأَقَامَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوم، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الرَّابِعَةِ بَعْدَ الظُّهر. وكَانَ أَنْدرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ أَحَدَ التِّلمِيذَيْن، اللَّذَيْنِ سَمِعَا كَلامَ يُوحَنَّا وتَبِعَا يَسُوع. ولَقِيَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَان، فَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا مَشيحَا، أَيِ المَسِيح». وجَاءَ بِهِ إِلى يَسُوع، فَحَدَّقَ يَسُوعُ إِليهِ وقَال: «أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة». وفي الغَدِ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ إِلى الجَليل، فلَقِيَ فِيلِبُّس، فَقَالَ لَهُ: «إِتْبَعْني». وكانَ فِيلِبُّسُ مِنْ بَيْتَ صَيْدا، مِنْ مَدينةِ أَنْدرَاوُسَ وبُطرُس. ولَقِيَ فِيلِبُّسُ نَتَنَائِيل، فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ الَّذي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى في التَّوْرَاة، وتَكَلَّمَ عَلَيْهِ الأَنْبِيَاء، قَدْ وَجَدْنَاه، وهُوَ يَسُوعُ بْنُ يُوسُفَ مِنَ النَّاصِرَة». فَقَالَ لَهُ نَتَنَائِيل: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيءٌ صَالِح؟». قَالَ لَهُ فِيلبُّس: «تَعَالَ وٱنْظُرْ». ورَأَى يَسُوعُ نَتَنَائِيلَ مُقْبِلاً إِلَيه، فَقَالَ فيه: «هَا هُوَ في الحَقِيقَةِ إِسْرَائِيلِيٌّ لا غِشَّ فِيه». قالَ لَهُ نَتَنَائِيل: «مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «قَبْل أَنْ يَدْعُوَكَ فِيلِبُّس، وأَنْتَ تَحْتَ التِّينَة، رَأَيْتُكَ». أَجَابَهُ نَتَنَائِيل: «رَابِّي، أَنْتَ هُوَ ٱبْنُ الله، أَنْتَ هوَ مَلِكُ إِسْرَائِيل!». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «هَلْ تُؤْمِنُ لأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رأَيْتُكَ تَحْتَ التِّيْنَة؟ سَتَرَى أَعْظَمَ مِنْ هذَا!».وقَالَ لَهُ: «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقْولُ لَكُم: سَتَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَة، ومَلائِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ ويَنْزِلُونَ عَلى ٱبْنِ الإِنْسَان».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الرئيس "القوي" الذمي والإسخريوتي سيكون بعد يوم الحساب الأخير من ضيوف عمنا لاسيفورس وفي نار جهنمه التي لا تنطفئ

الياس بجاني/25 آذار/2022

لا نعتقد ان احداً قد صدِّم جراء نتاق وهرار رجل الملالي المدعي باطلاً القوة، والمُنصب رئيساً صورياً في قصر لا سلطة ولا نفوذ له فيه. لم يفاجئ كلام هذا الترابي الفاقد أسس الإيمان والرجاء، خلال زيارته المستنكرة لإيطاليا وحاضرة الفاتيكان، لم يفاجئ اولئك العارفين دواخله وعقليته واسخريوتيته وتاريخه وسقطاته وشروده، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. يبقى أن من شب على الطروادية والتلون الحربائية والإنتهازية، وتمرمغ بهم فرحاً، يشيب فيهم وعليهم، ويكون مصيره يوم الحساب الأخير، وفي الحياة الأخرى، ضيفاً مقيماً في بلاط عمنا لاسيفورس حيث النار والدود والعذاب الأبدي.. وبس هيك

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/ملخص قصة القديسة رفقا المارونية طبقاً لمراجع دينية وكنسية متفرقة )  من أرشيف 2014

23 آذار/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/9167/%d9%86%d8%a8%d8%b0%d8%a9-%d8%b9%d9%86-%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3%d8%a9-%d8%b1%d9%81%d9%82%d8%a7-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88/

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى وفاه القديسة رفقا في 23 ‏آذار‏‏ وبذكرى تطويبها في 17 تشرين الثاني وبذكرى تقديسها في 10 حزيران

 

ميشال عون ومنذ العام 2006 اصبح بوقاً وصنجاً إيرانياً وجندياً في عسكر ولاية الملالي

الياس بجاني/22 آذار/2022

ميشال عون في حديث لصحيفة “ريبوبليكا” الإيطالية بتاريخ 21 آذار 2006 :”ليس لحزب اللّه أي تأثير أمني داخل لبنان”!

http://eliasbejjaninews.com/archives/107215/%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%85%d9%86%d8%b0-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-2006-%d8%a7%d8%b5%d8%a8%d8%ad-%d8%a8%d9%88%d9%82%d8%a7%d9%8b-%d9%88%d8%b5%d9%86%d8%ac%d8%a7/

ليس مستغرباً ولا جديداً شرود ميشال عون الوطني والإستقلالي، ونقضه العلني لقسمه الرئاسي، وكذلك التعامي الفاضح والوقح من إيطاليا على وضعية أرهاب واحتلال ومذهبية ودموية واجرام حزب الله، الذي أوصله إلى موقع الرئاسة.

من يعود إلى أرشيف عون ما قبل 2006 يدرك أن هذا الرجل هو انتهازي ووصولي ومتلون، حيث كان حزب الله يومها في خطابه وشعاراته ومقارباته ارهابي وفارسي ومحتل للجنوب وليس محرره.

غير أنه منذ عام 2006، وعلى خلفية جوعه السلطوي والترابي، تجند ميشال عون بفرح، وبرضاه الكامل ليكون جندياً في خدمة ولاية الفقيه الإيراني، وبوقاً وصنجاً رخيصاً، واداة طيعة له ولحزبه الإرهابي في لبنان، وهو لا يزال في نفس هذه الوضعية الطروادية.

من هنا فهو اعمى بصر وبصيرة  وطنية ودستورية، وعن سابق تصور وتصميم، وبالتالي هو لا يمثل لا الموارنة، ولا المسيحيين، ولا اللبنانيين الشرفاء والإستقلاليين والسياديين، ولا لبنان الإنسان والمواطن والحقوق والإستقلال والحريات والدستور، لا من قريب ولا من بعيد.

بإختصار، هو مجرد أداة ملالوية مأجورة لا أكثر ولا أقل، وكلامه الهرطقي لمجلة “ريبوبليكا” الإيطالية أمس ليس جديداً، ولا هو مستغرباً، كونه ومنذ ورقة تفاهم مار مخايل سنة 2006 تخلى عن لبنانيته وعن ضميره وعن قواعد وأسس الشهادة للحق والحقيقة.

**للأسف عون ومنذ العام 2006 اصبح مجرد مجرد بوق وصنج للمشروع الإيراني الإستعماري والتوسعي والمذهبي لا أكثر ولا أقل فاقد لكل ما هو مصداقية وهذا عادي لوضعية الحكام والمسؤولين والسياسيين في ظل الإحتلال.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية  

 ميشال عون ونهاية الجمهورية الصورية 

شارل الياس شرتوني/25 آذار/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/107318/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%86%d9%87%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac/

هذا الرجل الذي بلغ ال ٨٧ من العمر مازال يفاجئنا بمفارقاته وكذبه وتشبثه واصراره على اختتام مسيرته السياسية بتركات نزاعية مفتوحة على الخارج والداخل، ودون أي إحساس بمآسي المرحلة الحاضرة وأولوياتها.الشك بقدراته العقلية مشروع خاصة وأن هفواته المسلكية تظهر تراجعات ذهنية بينة تنعطف على شخصية عظامية وانقطاعية،تنطوي على انفصامات عقلية بينة يظهرها الكذب المرضي، والهلوسة، والأنومية المسلكية التي تطبع أداءه. هذه الملاحظات حول السيرة النفسية لهذا الرجل، لا تعنينا ألا بقدر انعكاساتها السلبية على الأوضاع العامة في البلاد، خاصة مع تنامي الانهيارات البنيوية على غير مستوى. ليس سرًا أن هذا العجوز القاصر قد أصبح أداة يتصرف بها، جبران باسيل، رجل الظل الرديء الذي يديره من خلف الستار، وحزب الله الذي يتوسله غطاء لسياسة وضع اليد على مؤسسات الجمهورية، ومدخلا لاستتباع المسيحيين، والخوض قدمًا في سياسة قضم البلاد.

إن الوفد الفضفاض والتصريح الذي أدلى به خلال زيارته الكرسي الرسولي في روما ينمان عن لامسؤولية مريعة عبر عنها عندما أحال حق  المسيحيين في الأمن الى وصاية حزب الله، متناسيا واجباته الدستورية والحقوق الطبيعية والدستورية لأي مواطن، أيًا كانت انتماءاته، ضف الى ذلك انتحال صفة تمثيلية وادعاء الكلام باسم المسيحيين. على وقع هذا التصريح الأرعن، يصدر القاضي فادي عقيقي مذكرة توقيف بحق رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، بحجة التحقيق بأحداث عين الرمانة وما نشأ عنها من توقيفات غير قانونية،ومناخات ارهابية تسائل السلم الأهلي، ترسخ النهج الاستنسابي الذي يعتمده القضاة غادة عون، غسان عويدات وعلي ابراهيم وسواهم من القضاة في مجال التعاطي مع الملفات المالية، الأمر الذي يصيب صدقية القضاء اللبناني بالصميم، ويحيلنا الى واقع تسييس العدالة واستخدامها في مجال تصفية الحسابات السياسية، وتزخيم استراتيجيات السيطرة في البلاد.

لا سبيل للخروج من هذه المناخات السيئة ما لم نخرج من السياق الانقلابي والاقفالات الاوليغارشية باتجاه استعادة ثقافة وحيادية وآليات دولة القانون، التي قوضتها تركة جمهورية الطائف الثقيلة بتناقضاتها، من خلال تحكيم دولي يضع حدا للسياسات الانقلابية، ويفسح المجال أمام مراجعات أساسية تطال الاداءات السياسية وأصول الحكم والثقافة السياسية السائدة القائمين على سياسات السيطرة، واستخدام العمل العام من أجل  تنمية المصالح الريعية وواقع الزبانيات المستشرية. غريب أمر هذا العجوز، الذي كما سواه من أعضاء الاوليغارشيات التي حكمت البلاد في ال ٣٠ سنة الأخيرة، ينهي حياته على وقع  تداعي ما تبقى من هذه الجمهورية الصورية، وانهيار ما تبقى من أوهام اللبنانيين وآمالهم.

 

وزارة الصحة : 378 إصابة جديدة و 5 حالات وفاة

وطنية/25 آذار/2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل "378 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1090208، كما تم تسجيل 5 حالات وفاة".

 

إحباط أكبر عملية تهريب أسلحة ومخدرات من لبنان إلى إسرائيل

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/25 آذار/2022

أعلنت الشرطة والجيش الإسرائيليان، الخميس، عن تمكنهما من إحباط عملية تهريب أخرى للأسلحة والمخدرات من لبنان، وإلقاء القبض على 3 تجار عرب من «فلسطينيي48» كان بحوزتهم ما يقدر ثمنه بأكثر من مليون دولار. وقالت الشرطة إن الأسلحة والمخدرات دخلت إلى إسرائيل عبر قرية الغجر المحتلة منذ عام 1967، وهي الواقعة على مثلث الحدود بين إسرائيل وسوريا ولبنان. وقد حاول المهربون الهرب، فطاردتهم قوات كبيرة من الشرطة والمخابرات والجيش من أعالي الجليل وحتى مشارف مدينة الناصرة. وهناك سدت الطريق في وجوههم، واعتقلت الشرطة 3 من سكان قرية طوبا الزنغرية الشمالية، وهم في السيارة رفقة البضاعة، التي شملت 61 قطعة سلاح؛ 58 مسدساً و3 بنادق من طراز «إم16»، إضافة إلى نصف كيلوغرام من المخدرات، تقدر قيمتها مجتمعة بنحو 3.5 مليون شيقل (الدولار يساوي 3.25 شيقل). وقال قائد المنطقة الشمالية للشرطة، شيمعون ليفي، إن هذه كانت أكبر عملية تهريب للأسلحة في التاريخ عبر الحدود اللبنانية، وإنه منذ بداية العام الحالي، جرى إحباط 4 محاولات تهريب؛ ضبطت خلالها 120 قطعة سلاح. وأضاف: «لو لم يُقبض على هذه الشحنة المهربة، لوجدت طريقها إلى المجتمع العربي في إسرائيل، المنكوب بالعنف المجتمعي، وربما تصل إلى قوى إرهاب أيضاً وتتسبب في قتل مواطنين كثر. لقد أنقذنا حياة العشرات بهذه العملية؛ من بينهم مدنيون أبرياء وحتى أطفال قد يتضررون عرضاً جراء العيارات الطائشة». وقال رئيس المخابرات في شرطة الشمال، يارون بن يشاي، إن «حزب الله» اللبناني هو الذي يقف وراء هذه العمليات. وعدّ إرسال 4 شحنات أسلحة ومخدرات في فترة قصيرة كهذه «قفزة في نشاط (حزب الله) وإيران، الذي يأتي ببلوى المخدرات والعنف على الشباب العربي في إسرائيل». وتابع أنه بحجة «تشجيع المقاومة؛ فإنهم يضاعفون هذا النشاط عشرات المرات، ولم يعودوا يخجلون من ربطهم بالمخدرات كما كانوا في السابق».

 

"التيار" و"الحزب": "يا نحن يا سلامة"

نداء الوطن/25 آذار/2022

طغت أجواء الكباش القضائي - المصرفي على لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس في قصر بعبدا، لا سيما في ضوء استياء عون من إعلان ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء أمس الأول عن نيته دعوة حاكم المصرف المركزي إلى جلسة الحكومة المقرر عقدها الأربعاء المقبل.

وحذرت مصادر مقربة من دوائر الرئاسة الأولى من خطورة تداعيات هكذا خطوة على التضامن الوزاري، ملوّحةً عبر "نداء الوطن" بإمكانية "مقاطعة الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية والتيار الوطني لأي جلسة يعقدها مجلس الوزراء ويشارك فيها سلامة، الأمر الذي سيدفع وزيري "حزب الله" حكماً إلى اتخاذ الموقف نفسه"، كاشفةً أنّ "عون أبلغ ميقاتي صراحةً رفضه توجيه أي دعوة لحاكم المصرف المركزي للمشاركة في جلسة مجلس الوزراء باعتباره ملاحقاً أمام القضاء وصدرت بحقه مذكرة إحضار".

 

القاضية عون تبتزّ الحكومة… بطلب من باسيل!؟

جريدة اللواء/25 آذار/2022

اعتبرت مصادر سياسية أنّ من شأن الإجراءات والتدابير اللاقانونية، التي اتخذتها، قاضية العهد غادة عون ضد القطاع المصرفي، تطويق مهمة الحكومة لانجاز خطة التعافي الاقتصادي، وتوجيه ضربة قاسمة للاتفاق المنوي عقده مع صندوق النقد الدولي، لمساعدة لبنان على حلّ الأزمة المالية والاقتصادية التي يواجهها. وقالت ان ما يتخذ من اجراءات واستدعاءات، لرؤساء مجالس ادارة عدد من المصارف، واستجوابهم امام القاضية عون، أصبح مكشوفًا، وهدفه محاولة ابتزاز الحكومة، لإرغامها على مماشاة مطلب رئيس “التيار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل، باجراء، سلسلة تعيينات وتغييرات بالمراكز المهمة بالدولة قبيل انتهاء ولاية العهد العوني، او تعيينات محدودة، وفي مقدمتها تغيير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهو المطلب المرفوض من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري واكثر من طرف سياسي. ولاحظت المصادر ان هناك أهدافاً شعبوية، وراء ما يحدث، وفي مقدمتها، دغدغة مشاعر مؤيدي “التيار الوطنيّ الحرّ”، وايهامهم بانجازات مزيفة، لأجل توظيفها لمصلحة التيار بالانتخابات المقبلة، في حين يظهر بوضوح المنحى التخريبي من هكذا إجراء، بعدما أظهرت الوقائع كذب ادعاءات التيار وكل ما يسوق للاكاذيب. وأشارت المصادر الى ان ممارسة أسلوب الملاحقات الكيدية اللاقانونية على هذا النحو بحق قسم من القطاع المصرفي، استنادا للهوية السياسية للمصارف، وفي ظل صمت مطبق من مجلس القضاء الاعلى، ولا سيما رئيس التفتيش القضائي ومدعي عام التمييز، يطرح جملة تساؤلات واستفسارات عن أسباب هذا الصمت وأهدافه، وتاثيره السلبي على صدقية المجلس وسمعته، وخطورته، وما يمكن ان تتسبب به هذه الملاحقات من احتقان شعبي، قد يؤثر على الوضع العام ككل.

 

الادّعاء على جعجع: “القوات” يشرح خلفيّات القرار

يوسف دياب/الشرق الأوسط/25 آذار/2022

طرأ تطوّر جديد على ملفّ التحقيق في أحداث الطيونة، التي شهدت اشتباكات مسلّحة بين عناصر من «حزب الله» وحركة «أمل» من جهة، وبين مسلّحين من أبناء منطقة عين الرمانة يشتبه بانتمائهم إلى حزب «القوات اللبنانية»، بعد صدور قرار مفاجئ لمفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، ادعى فيه على رئيس «القوات» الدكتور سمير جعجع بـ«التورّط» بالأحداث المذكورة ونسب إليه جرائم جنائية خطيرة منها القتل وإثارة الفتنة الداخلية، وهو ما أثار استياء حزب «القوات» الذي حمّل «حزب الله» المسؤولية الكاملة عن أحداث الطيونة، واتهمه بـ«توتير الأجواء عشيّة الانتخابات النيابية بهدف تطييرها».

فبعد أكثر من خمسة أشهر على أحداث الطيونة، التي أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص من «حزب الله» وحركة «أمل»، ادعى القاضي عقيقي على جعجع ناسباً إليه ارتكابه «جرائم التدخل المباشر بالقتل عمداً وعن سابق تصور وتصميم ومحاولة القتل، وإثارة النعرات الطائفية والحض على الفتنة بين اللبنانيين والاقتتال الداخلي وتعريض السلم الأهلي للخطر، وحيازة أسلحة حربية غير مرخصة واستعمالها في الاشتباكات المسلّحة، والنيل من سلطة الدولة وهيبتها وتخريب ممتلكات عامة وخاصة». وأحال الادعاء على قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوّان، وطلب منه استجواب جعجع واتخاذ القرار المناسب بحقّه.

هذا الإجراء سبق أن مهّد له القضاء العسكري بعد أسبوع على وقوع الأحداث، إذ أوعز عقيقي آنذاك إلى مخابرات الجيش اللبناني، باستدعاء جعجع إلى وزارة الدفاع واستجوابه كمشتبه به في القضية، لكنّ الأخير لم يمتثل لهذا الاستدعاء، فجرى إبلاغه إياه لصقاً على البوابة الخارجية لمقرّه في معراب (جبل لبنان)، ثم أحيل الملفّ على قاضي التحقيق من دون الادعاء عليه. مصدر قضائي في المحكمة العسكرية أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن قاضي التحقيق العسكري فادي صوان «تسلّم ورقة الادعاء على جعجع، ويعكف الآن على دراستها والمعطيات التي استند إليها المدعي العام العسكري (عقيقي) تمهيدا لتحديد جلسة لاستجواب جعجع في المحكمة العسكرية»، كاشفاً أن الادعاء «جاء بناء على معطيات جديدة توفّرت، ومعلومات جمعتها الأجهزة الأمنية تنفيذاً للاستنابات القضائية الخاصة بهذا الملفّ».

وعمّا إذا كان استجواب جعجع سيحصل في مقرّ الأخير في معراب لدواعٍ أمنية، ذكّر المصدر القضائي المطلع على خفايا الملفّ، بأن «القانون واضح لهذه الناحية، فقاضي التحقيق يستجوب المدعى عليهم في مكتبه». وقال: «القانون حدد الحالات التي يستجوب فيها قاضي التحقيق خارج مكتبه، وهو رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، ولم يشمل هذا الاستثناء رؤساء الأحزاب».

وينتظر أن يترك توقيت الادعاء على جعجع تداعياته السياسية على الأرض، إذ اعتبر قيادي في «القوات اللبنانية»، أن «إعادة تحريك هذا الملفّ من زاوية الادعاء على الدكتور سمير جعجع له هدف سياسي، خصوصاً أنه يأتي عشية الانتخابات النيابية». وشدد لـ«الشرق الأوسط»، على أن «هذا الإجراء يأتي في سياق التوتير المعتمّد والمتنقل من ملفّ إلى آخر والذي نشهده بشكل شبه يومي في لبنان». وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه «هذا الفريق (حزب الله) يريد توتير الأجواء من أجل تطيير الانتخابات النيابية، وملفّ عين الرمانة ليس ملفاً فارغاً، لأن المتهم الرئيسي فيه هو حزب الله». ورأى أن «هذا القاضي (عقيقي) وغيره، يسعى لحرف الأنظار عن الحقيقة الثابتة والدامغة التي حصلت في غزوة عين الرمانة». ورفض جعجع اتهام حزبه بالتسبب بقتل الضحايا في الطيونة، وردّ على استدعائه يومذاك للتحقيق أمام مخابرات الجيش، بأنه مستعدّ للمثول أمام أي مرجع قضائي أو أمني، شرط إخضاع المسؤولين في «حزب الله» لهذا التحقيق على قاعدة المعاملة بالمثل. ويشكك حزب «القوات اللبنانية» بحيادية القاضي فادي عقيقي (صهر رئيس مجلس النواب نبيه برّي) وادعاءاته بهذا الملفّ، واعتبر القيادي «القواتي» أن «الادعاء على جعجع غير قانوني، لأن وكلاء الدفاع عن موقوفي أحداث الطيونة تقدّموا في 16 آذار الحالي بشكوى أمام التفتيش القضائي بوجه القاضي فادي عقيقي ردّاً على مخالفات متعددة ارتكبها بهذا الملفّ، وأتبعوها بدعوى ردّ (كفّ يد) القاضي عقيقي أمام محكمة الاستئناف المدنية في بيروت، بسبب الخصومة التي نشأت بين الفريقين». وأضاف: «لقد تهرّب القاضي عقيقي من تبلغ دعوى ردّه، ولازم منزله عن قصد كي يتنصّل من تبلغ طلب دعوى ردّه وذلك عن نيّة مقصودة لعدم رفع يده عن الملف، وقام خلافاً للقانون وأثناء وجوده في منزله بالادعاء على الدكتور سمير جعجع بجرائم جنائية»، معتبراً أن «حزب القوات اللبنانية يرى في هذه الممارسات تدميراً ممنهجاً للقضاء والعدالة، على يد بعض القضاة تنفيذاً لأجندة أطراف سياسية، وعلى وجه التحديد (حزب الله) و(التيار الوطني الحر)، لتصفية حسابات سياسية مع الخصوم».

 

الراعي: هذه صفحة جديدة بتاريخ البطريركية المارونية

وكالات/25 آذار/2022

أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أنه “كانت لنا لقاءات مثمرة في مصر ولقينا حباً جماً للبنان وهمّاً لقضيته واهتماماً بشأنه وبمساعدة شعبه”. وتابع في عظة بمناسبة عيد البشارة: “من التقيتهم في زيارتي الى مصر شدّدوا على دعم لبنان واستقراره وهي تشكّل صفحة جديدة في تاريخ البطريركية المارونية ويجب تطويرها من أجل الخير العام الرعوي والكنسي”. ووجّه الراعي تحية شكر وتقدير لكل “المبادرات التي تقوم بها البطريركية والأبرشيات والأديار ومؤسساتنا التربوية والطبية والاجتماعية ولكن الحاجات المتزايدة تلزمنا بالمزيد من المبادرات”.

 

أسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الجمعة 25 آذار 2022

وطنية/25 آذار/2022

النهار:

تغريدات أقل

لوحظ أن مرجعاً سياسياً يقنّن تغريداته لجملة اعتبارات، من دون أن يعلّق ونوابه وحزبه على أي مسار خلافي في البلد لا سلباً ولا إيجاباً، في انتظار أن يعلن موقفاً شاملاً من التطورات الأخيرة

مرشّح على لائحة سيادية

يحبّذ نائب سابق سيادي ومرجعيات روحية جبيلية أن يكون أحد المرشحين التوافقيين عن المقعد الشيعي على لائحة سيادية وطنية بعد مواقفه الأخيرة التي كانت موضع تقدير من بكركي والكنيسة

تصويب الأمور

نقل عن مسؤول فاتيكاني قوله ان البيان الذي صدر عن الكرسي الرسولي عقب بيان الرئاسة اللبنانية هدف الى تصويب الامور.

شكاوى على دياب

يشكو قريبون من منزل الرئيس حسان دياب من عوائق حديد لا تزال موضوعة في المحيط.

البناء:

كواليس

نقل مسؤولون روس لمسؤولين قطريين احتجاجهم على اللغة المنحازة التي تدير من خلالها قناة الجزيرة تغطية الحرب الأوكرانية وتوليها بث فبركات اعالمية اوكرانية ضمن خطة تجعلها أقرب للإعلام الحربي الأوكراني كما كانت في سورية قناة جبهة النصرة وسط تساؤلات عن سبب العداء لروسيا؟

خفايا

نفت مصادر سياسية ما يشاع عن تسوية رئاسية للملفات القضائية تنتهي بنتائجها الى وقف المالحقات العدلية بحق الوزراء والرؤساء في ملف انفجار مرفأ بيروت ووقف المالحقات الموازية في الملف المصرفي بإنشاء محكمة مالية متخصصة تتولى حصرية هذه المالحقات. وقالت قبل الانتخابات لا تسويات.

اللواء:

همس

خلافاً للتطمينات «الإيجابية» التي حملها وزير زائر لفريقه، فإن معلومات أخرى تتحدث عن مفاجآت، قد ترتد سلباً على لبنان!

غمز

لم يتمكن مرجع كبير من إصلاح ذات البين بين نائب حالي ونائب سابق، على لائحة التيار الذي ينتمي إليه في دائرة حسّاسة في الجنوب.

لغز

بدأت جهات مستفيدة بثّ معلومات خلال الساعات الماضية حول أزمة محروقات، تطال الغاز المنزلي والمازوت، وحتى البنزين.

نداء الوطن:

توقع مصدر مالي ان تنهار المؤسسات العامة وتعجز عن أداء مهامها بعد فرض مجلس الوزراء زيادة غلاء معيشة للمستخدمين تضاف الى المساعدة الاجتماعية مما سيؤدي الى مضاعفة كلفة الرواتب والتعويضات بنسبة 3 اضعاف.

سأل متابعون عن التوقعات التي بنيت على أساس التغيير الكبير في حرب اليمن بعد اعتبار أنه سيتم احتلال مأرب وهزم الجيش اليمني الشرعي، وتوقفت عند الرهان الساقط لـ»حزب الله» على هذا الأمر الذي حصل عكسه تقريباً من خلال استعادة جيش اليمن زمام المبادرة ورد هجوم الحوثيين.

على رغم كل التهويل الحاصل حول التصويت السني توقعت مصادر متابعة ألّا يتمكن «حزب الله» من زيادة عدد نواب «اللقاء التشاوري» وأعطت مثلاً ابتعاد النائب أسامة سعد عن التحالف معه وكذلك «جمعية المشاريع»، واضافت أن الفراغ الذي تركه تيار «المستقبل» بالترشيح والإقتراع سيملأه نواب جدد بعيدون عن «حزب الله» وقريبون من الجو السني المعارض له.

الجمهورية:

تردد أن من بعض طروحات مرجع بارز خلال زيارته دولة مؤثرة الترويج لإسم في استحقاق حساس وقريب.

يسود فتور في العلاقة بين مرجع كبير وجهة سياسية بارزة على خلفية الخلاف حول بعض الملفات الحساسة التي تتعلق ببعض الخطوات الإصلاحية المطلوبة.

ردد مرجع مسؤول أمام بعض معاونيه أن خطوات ملحوظة ستحصل لاحقاً على مستوى علاقات لبنان العربية والدولية.

الأنباء:

*خلو الملف

انزعاج أحد المعنيين من المتابعة الإعلامية التي تكشف خفايا وأهداف ملف قضائي أثير بخلفيات سياسية، يكشف حقيقة خلو الملف من دلائل قانونية.

*إعادة الحسابات

تفاجأت الأطراف المناوئة لحزب سياسي عريق بحجم الالتفاف الذي تجلى حوله في مناسبة شعبية، وبدأت بإعادة حساباتها في العديد من التوجهات.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة 25 آذار 2022

وطنية/25 آذار/2022

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان البلد المعلق على خشبة تناسل النكبات أشكالا وألوانا، البلد الذي اختبر أبناؤه أبشع أنواع الجرائم والاعتداءات الارهابية والذين علقهم مسؤولوهم على خشبة تمرد الدولار واغتيال الليرة وفقدان السيولة واحتكار الدواء ونار المحروقات وحرمان الاطفال من الحليب وحلم الحصول على الرغيف باختصار على خشبة الموت البطيء!

هذا اللبنان وفوق كل ذلك الركام وقف اليوم مصعوقا مذهولا أمام الجريمة التي استفاق على هولها اللبنانيون والجنوبيون خصوصا أم وبناتها الثلاث من بلدة أنصار الجنوبية ضحايا جريمة خطف ثم قتل بقيت ظروفها غامضة حتى الساعة.

والى أن تتكشف أسرار هذه الجريمة المروعة لا بد من طرح السؤال على المعنيين: هل بات الأمن الشخصي والاجتماعي مكشوفا الى هذه الحدود؟ بعدما انكشف اللبنانيون في أمنهم الصحي والغذائي والمالي والاقتصادي وغيره؟ ويصبح السؤال أكثر إلحاحا حين يدرك اللبناني حقيقة المخاطر المحدقة ببيئته سواء لجهة ارتفاع نسب الجرائم من سرقة وتجارة مخدرات وأعضاء مع الحديث عن عصابات عابرة للحدود ولعل إدراج تلك الأخبار المرعبة في ضوء ما حصل اليوم في أنصار تحل شعور الخوف محل شعور الجوع وتطرح كل كلام سياسي أو انتخابي جانبا.

إذا الأم باسمة عباس وبناتها الثلاث منال ريما وتالا ضحايا جريمة غامضة في أنصار الجنوبية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

 ينتهي الاسبوع إلى جريمة مرعبة في الجنوب. وإلى أزمة محروقات في كل لبنان أعادت مشهد طوابير الذل امام المحروقات، والمعالجة التي تم التوصل اليها تخدم اسبوعا على أبعد تقدير، ولكن ماذا بعدها؟ وإلى ازمة متمادية بين القاضية غادة عون والقطاع المصرفي، وإلى انتظار الخميس المقبل حيث موعد استدعاء حاكم مصرف لبنان أمام القاضية عون، فيما طلب شقيقه بنقله من مركز توقيفه في نظارة قصر العدل في بعبدا الى سجن المديرية العامة لأمن الدولة، بسبب الظروف الصحية.

قضائيا أيضا، المواجهة مستمرة في الملف المفتوح بين القوات اللبنانية والمحكمة العسكرية وتحديدا القاضي فادي عقيقي. اليوم أعلنت القوات اللبنانية أنها ستتقدم بشكوى أمام النيابة العامة التمييزية ضد جورج الاعرج، الذي استند اليه القاضي عقيقي في ما عرف بالمعطيات الجديدة عن حادثة الطيونة، بجرائم القدح والذم وإثارة النعرات والفتن والافتراء الجنائي.

المشهد اللبناني ليس على ما يرام على الإطلاق. وما ضاعف من منسوب الإثارة زيارة وزير الخارجية الإيراني، بالتزامن مع ما تردد عن عودة السفير السعودي إلى لبنان، ويأتي هذا التطور في معمعة التحضير للإنتخابات النيابية.

تطورات ميدانية في الخليج، فقد أعلن الحوثيون عن استهداف "منشآت نفطية وحيوية" في عدة مدن سعودية، وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، إن الحركة شنت هجمات على مناطق مختلفة من المملكة العربية السعودية. وتابع ان الحوثيين استهدفوا منشآت تابعة لشركة أرامكو النفطية الحكومية في مدينة جدة بصواريخ، مضيفا أن هجمات بطائرات مسيرة استهدفت مصفاتي رأس تنورة ورابغ. كما أكد أن الهجمات الحوثية استهدفت أيضا "منشآت حيوية" في العاصمة الرياض.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

 لم تكن أنصار الجنوبية تشبه نفسها اليوم، دخيل ما حصل على ثقافة البلدة وأهل المنطقة، جريمة مروعة هزت الجميع، أم وبناتها الثلاث فقدوا منذ ايام، قبل أن تدل خيوط تحقيقات مخابرات الجيش مع احد المتهمين الى مكان دفنهن في احد البساتين في خراج البلدة. وفيما انصار ومعها لبنان لم يخرجوا من هول الصدمة وقساوة الحادثة، اخرجت العائلات المفجوعة كل حكمتها محملة مقترف الجريمة وحده مسؤولية فعلته التي لا تغتفر، دافنة رغم اوجاعها كل رؤوس الفتنة في بحر صبرها.

اما اللبنانيون الصابرون، العالقون في بحار الدجالين والمحتكرين والمرابين، عادوا ليكتووا بلهيب اسعار النفط وطوابيره امام محطات التوزيع، فيما تفيض به خزانات الشركات المحتكرة. وعادت العتمة لتضرب من جديد عبر اصحاب الاشتراكات، فيما كهرباء الدولة تنتظر دورثي شيا.

اما المستعد لتحرير اللبنانيين من الظلمة ومن ظلم الاميركي وادواته، فعاد ليحتل صدارة العروض لانقاذ لبنان كل لبنان. فعروض المعملين الايرانيين لانتاج الفي ميغاواط لا تزال حاضرة وبالليرة، والحجج اللبنانية بالرفض لا تزال واهية، فهذا العراق وهذه افغانستان استحصلا على الاستثناء الاميركي للحصول على الكهرباء الايرانية، فلماذا لبنان لا يعامل بالمثل وهو الغارق في الفقر والعتمة؟

ومثل الكهرباء عرض ايراني لهذا البلد المنهوب والمجوع بامداده بالقمح الايراني، تحدث عنه وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان خلال لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا. لتحتل بذلك ايران لقب البلد الشقيق والصديق الحقيقي للبنان واهله. ففي وقت الضيق يعرف الصديق؟ وليس على المنابر وبالتغريدات او توزيع الكمامات.

موزعة رسالاتها النارية على مناطق متعددة في السعودية، ردت القوات اليمنية على ارتكابات دول العدوان، مصيبة مصافي نفطية ومنشآت حيوية في جدة والرياض.

في اوكرانيا رسائل روسية حملتها صواريخ الكاليبر الباليستية التي اصابت منشآت عسكرية ومراكز تدريب ومخازن اسلحة كما قالت القوات الروسية، ولم تخل من مضامين استراتيجية.

اما الرسائل الكورية الشمالية فقد سمعها العالم كله، عبر الصاروخ العابر للقارات القادر على حمل الرؤوس النووية والوصول الى السواحل الاميركية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كم يبدو حزينا وكئيبا ومحبطا مشهد إعلان بعض اللوائح الانتخابية في عدد من المناطق، بعد اثنين وثلاثين عاما على انتهاء الحرب، واثنين وعشرين عاما على تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، وسبعة عشر عاما على خروج الوصاية السورية، والأهم… بعد عامين ونصف العام تقريبا على أحداث 17 تشرين الأول 2019، التي رأى فيها البعض ثورة أو انتفاضة أو بارقة أمل.

كم يبدو حزينا، مشهد إعلان لوائح الأحزاب التي شاركت في السلطة على مدى ثلاثين عاما، أو على الأقل منذ عام 2005، لتعود اليوم وتتنصل من الانهيار، وتزعم القدرة على اجتراح المعجزات، في خطاب شعبوي، ولوائح إعلانية باهظة الكلفة، والهدف الوحيد خداع الناس، لكسب الاصوات.

كم يبدو كئيبا، مشهد الشخصيات السياسية ذات الولاءات المتعددة والمتنقلة، خارجيا وداخليا، وهي تبدل الأقنعة، وترفع رايات التغيير، فيما ممارساتها السابقة تشهد عليها وليس لها، لكنها رغم كل ذلك، تظل تجد من المصفقين والمستلزلمين ما يكفي، كي تبقى موجودة على الساحة.

كم يبدو محبطا، ولاسيما للشباب الطامح بمستقبل أفضل، والحالم بوطن على مستوى الطموح، مشهد الورثة السياسيين ينقضون على الطموحات ويقضون على الأحلام، ويمننون الناس بما يعتبرونه إنجازات الآباء والأجداد، وكأن كل مصائب البلد والشعب ولدت عام 2016، أو كأن سلالاتهم السياسة لم تكن حاكمة بأمرها وأمر الناس على مدى عقود طويلة ظالمة مجحفة، ندفع جميعنا ثمنها الفعلي اليوم.

لكن، في مقابل مشاهد الحزن والكآبة والإحباط، إيه في أمل… ولأننا على مسافة واحد وخمسين يوما من الانتخابات النيابية، نكرر: "تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

جريمة مروعة في انصار ضحاياها أم وبناتها الثلاث. المتهم في الجريمة حتى الآن واحد، وهو أوقف وادلى باعترافات اولية ابرزها انه ارتكب جريمته لاسباب شخصية. طبعا الاسباب العميقة لم تعرف حتى الان، وقد لا تعرف، او قد تعرف ولا تعلن على الملأ. لكن، بغض النظر عن الاسباب والدوافع والخلفيات، فان الجريمة الرباعية هزت الرأي العام، وخصوصا ان الفتيات تراوح اعمارهن بين 16 و22 عاما. فهل كتب على الوطن الصغير ان يتنقل من جريمة الى جريمة، وكل جريمة ابشع واقسى من الاخرى؟

على اي حال جريمة انصار، على دمويتها، ليست اقسى من الجرائم التي ترتكب يوميا في لبنان، وباسم القضاء في معظم الاحيان. وهو ما تجسد اليوم من خلال استهداف الاعلام الحر عبر الادعاء على ال ام تي في والزميل مارسيل غانم والمحامي مارك حبقة. فهل قرر العهد ان ينتهج سياسة الارض المحروقة وفق نظرية علي وعلى اعدائي يا رب؟ وما الهدف النهائي لهذه السياسة؟ اليس منع اجراء الانتخابات النيابية تحت حجة الفوضى، ما يؤدي حكما الى عدم اجراء الانتخابات الرئاسية، وبالتالي الوصول الى فراغ سياسي ومؤسساتي على كل المستويات؟ وفي حال نجح المخطط الا يكون حزب الله قد حقق ما يريده؟ فاي فراغ في الدولة ستملأه الدويلة حكما او الدولة الرديفة، وهو ما يحصل اليوم في عدة قطاعات. فهل نشهد في العام 2022 تحلل الدولة نهائيا وسقوط  الجمهورية اللبنانية؟

حياتيا، الدولار يحوم في فضاء ال25 الف ليرة، فيما ازمة البنزين الى انفراج بعدما تعهد مصرف لبنان ان يبقي سعر منصة صيرفة ثابتا الى يوم الثلاثاء المقبل بحدود 22 الف و200 ليرة. اي ان انفراجة البنزين قد لا تستمر طويلا، وخصوصا اذا لم تتم معالجة المشكلة جذريا. وهو ما نبه اليه تجمع الشركات المستوردة للنفط. فهل تتحمل وزارة الطاقة المسؤولية، وتعمد الى ايجاد حل جذري لمسألة تسعير البنزين، ام انه مكتوب على اللبناني ان يعيش في خوف دائم من ان يستيقظ ولا يتمكن من الوصول الى مركز عمله؟ على اي حال بالنسبة الى الطاقة على انواعها  معظم الامور فوضى بفوضى. ففي ظل انعدام الكهرباء مثلا المعركة بين اصحاب المولدات والمستهلكين تتفاقم يوما بعد يوم. والشأن الصحي ليس افضل حالا، فثمة صيدليات كثيرة لا تتسلم الطلبيات، الا اذا حققت الطلبية ما تريده شركات الادوية. فهل وزراة الصحة على علم بما يجري؟ مهما يكن المطلوب اليوم كثير، وعلى كل الصعد، فيما العجز يتمدد والفشل. لذلك ايها اللبنانيون كونوا على استعداد لساعة الاستحقاق الكبير. ف"التغيير بدو صوتك، بدو صوتك، وب 15 ايار خللو صوتكن يغير".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في يوم البشارة أمل اللبنانيون أن يحمل العيد الخلاص من جلجلة الأزمات التي تزداد ثقلا وتعقيدا. تعقيدات باتت فيها الملفات متشابكة ومتداخلة في يوميات اللبنانيين. فعود على بدء تجددت أزمة المحروقات ورفعت المحطات خراطيمها في إقفال شبه كامل رغم تأكيد وزارة الطاقة التزام الشركات بتسليم المحروقات إلى الموزعين والمحطات وفقا لجدول تركيب الأسعار وعلى ضوء تثبيت المصرف المركزي سعر الدولار الأميركي المعتمد والثابت لإستيراد البنزين على منصة صيرفة وتحديده ب22 الف و200 ليرة نقدا وذلك لغاية مساء الثلاثاء المقبل فيما دولار السوق السوداء عاود ارتفاعه متجاوزا اليوم ال25 ألف ليرة.

قضائيا لا يزال قرار القاضية غادة عون بمنع ستة مصارف من تحويل أموال إلى الخارج يتفاعل وسجل على هذا الخط تحذير أطلقته جمعية المصارف جاء بمثابة النداء الأخير والصرخة قبل فوات الأوان فبعدها لن يفيد الندم وفق بيان المصارف.

على أن كل الهموم المعيشية والسياسية والمالية تصدرتها اليوم جريمة مروعة هزت لبنان ضحيتها أم وبناتها الثلاث كن قد فقدن منذ أكثر من عشرين يوما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لبنان مسرح جريمة كبير، وفيما يلم أبناؤه دماءهم من أرض محروقة ويكاد اللبناني لا يصلب طوله من جراء الطعنات في خاصرته الاجتماعية والمعيشية، تجد أن في هذا الوطن ذئابا في لبوس إنسان، ومجرما في رداء حبيب، لا بل سفاحا متنكرا بدور فياض.

وعلى الجرائم المتنقلة ماليا ومصرفيا وقضائيا وسياسيا، حلت مأساة على مستوى الإعدام. وعاشت قرية أنصار الجنوبية حزنا داميا، بالعثور على جثث أم وبناتها الثلاث، بعدما فقدن منذ ثلاثة وعشرين يوما. باسمة منال تالا وريما، أسماء من قلب النهار أنزلن الأسى على مدينة أنصار، فهزت الجريمة كل لبنان، وتحسس كل بيت أسرته بعد أن صار الدم ماء، والأجساد الندية ينتهي مصيرها في أودية القرى.

ومفاعيل جريمة الخطف والقتل وإخفاء الجثث، لا تزال محط تعقب أمني. فاستخبارات الجيش فكت ليلا أول الخيوط التي قادتها الى مسرح الجريمة. لكن القضاء كان مرة أخرى محل سؤال واهمال، إن لم يكن أكثر، فمرتين متتاليتين مثل المشبته فيه حسين فياض أمام النائب العام الاستئنافي في النبطية غادة أبو علوان، وأدلى بإفادتين تعارضتا وداتا الاتصالات. رفضت أبو علوان توقيفه وأغلقت ملف التحقيق لكن استخبارات الجيش أبقت على تعقبها للمشتبه فيه، وحاصرته في وادي الجريمة. فكيف اتخذت القاضية غادة أبو علوان قرارا كان يمكن أن يقود إلى الخيط الأول منذ لحظة الخطف، ولماذا لم توقف الرجل المريب ولو توقيفا احتياطا على ذمة التحقيق؟

 غادة القضاء السحيق جنوبا، وغادة لقضاء أصبح في قعر الوادي على ضفة جبل لبنان، حيث جمهورية الاستئناف واستقلالية القضاء الفعلية، لكن بأفعال مغايرة للنص والدستور. ولعل أخطر قرارات المتصرفية القضائية الصادرة عن مدعية جبل لبنان، هي تلك التي حاصرت بها المصارف ومنعت ستة منها من تحويل الأموال الى الخارج. وحيال هذا القرار أوضحت الجمعية أن هذه الأوراق النقدية التي تحولها المصارف، تغذي حساباتها في الخارج، ما يسمح لها بتنفيذ التزاماتها، خصوصا تلك الناتجة عن فتح الاعتمادات للاستيراد. وطالبت الجمعية بوضع حد لقرارات تنم عن قلة خبرة بالنشاط المصرفي ودوره في الاقتصاد الوطني، وتجاهل كامل للقانون، معتبرة أن أول من تضر بهم المودعون الذين لن يحصلوا على حقوقهم إذا انهارت المصارف وانهار البلد.

 لكن وأبعد من أسئلة الجمعية ماذا عن المصارف الأخرى؟ وكيف استثنت القاضية عون بنوكا تخص العهد، ولماذا لم تنتظر استكمال تحقيقاتها مع بقية المصارف لتسطير قرار جماعي؟ أم هي اكتفت بالتحقيقات مع الستة الحاليين وعفت عن مصارف هددوا بدفع الجزية الانتخابية؟ وقرارات القاضية عون الخبط عشوائية اتضح أنها تصدر من دون اطلاع أو تعمق في مجريات العمل المصرفي، وعلم أنها تستعين باستشارات لخبراء ماليين لا يقرؤهم الإعلام، لكون تحليلاتهم صنفت على درجات عالية من الادعاء الأقرب إلى الغباء.

 والجمهورية بكل أصولها وناسها ومودعيها هي اليوم رهن بمجموعة تنفذ أحكاما متخبطة، لا تشمل أيا من السياسيين الذين نهبوا الدولة، وتستهدف فئات غير محسوبة على العهد القوي جدا بقاضية واحدة، والقاضية، القاضية على ما تبقى من صدقية عدلية، تستقل بقراراتها عن كل الجسم القضائي المحكم. تغرد وتهدد. لا تتبلغ أحكاما. وتركل المباشرين. فلا مجلس القضاء الأعلى بالخدمة وقيد التصرف، وليس للمدعي العام التمييزي من قرار وهو لا يتبلغ سوى الغرامات السياسية والتهديدات بعزله، وإن كانت غير صحيحة. وعلى هذا المسار يسلك القضاء الرديف لغادة عون سلوكا مشابها في ملف الأخوين سلامة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عبد اللهيان في بيروت عارضاً المساهمة ببناء معملين للكهرباء

بيروت: «الشرق الأوسط»/25 آذار/2022

وصل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى بيروت أمس آتياً من دمشق، في زيارة تستمر يومين للقاء مسؤولين لبنانيين، قال إنها تأتي في «سياق العلاقات القوية والبناءة بين البلدين الشقيقين»، مجدداً التأكيد على استعداد بلاده للتعاون مع لبنان في مختلف المجالات؛ وتحديداً المساهمة في بناء معملين للكهرباء. ولفت عبد اللهيان إلى أن زيارته «تأتي في ظل تطورات سياسية مهمة وحساسة؛ سواء على المستوى الإقليمي والدولي»، قبل أن يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وكان وزير الخارجية الإيراني؛ الذي تأخر موعد وصوله إلى بيروت بضع ساعات ما أدى إلى تغيير مواعيد لقاءاته، قال إن «الزيارة مناسبة لعقد سلسلة من اللقاءات الرسمية مع المسؤولين اللبنانيين المحترمين، للتباحث وتبادل وجهات النظر حيال مختلف التطورات؛ سواء على المستوى الإقليمي والدولي». ولفت إلى أنه «حصلت تطورات سياسية مهمة وحساسة سواء على المستوى الإقليمي والدولي، ونظراً إلى أن الجمهوريتين اللبنانية والإيرانية تقاربان كل هذه التطورات باهتمام، فهذه الزيارة مناسبة لتبادل وجهات النظر والتشاور بدقة وفاعلية». وقال إن بلاده على «استعداد دائم من أجل مد جسور التعاون مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة في مختلف المجالات؛ لا سيما الاقتصادية والتجارية والإنمائية»، مشيراً إلى أنه منذ شهر، وخلال «منتدى ميونيخ»، التقى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وعرض عليه «استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمساهمة في بناء معملين للكهرباء؛ كل واحد بقدرة ألف ميغاواط، إضافة إلى الاستعداد للتعاون (في) لبنان في المجالات الإنمائية والاقتصادية الأخرى».

 

سلاح على متن رحلة تركية… ومولوي يوضح

وطنية/25 آذار/2022

أوضح مكتب وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي في بيان، بعد ان “تداولت بعض وسائل الاعلام بخبر حول الاشتباه بوجود سلاح مع أحد ركاب طائرة تركية متجهة من بيروت الى اسطنبول صباح اليوم، أنه لدى تفتيش حقيبة مسجلة (شحن) قبل نقلها الى الطائرة والعائدة لأحد المسافرين عند المهبط الشرقي لنظام جرارات الحقائب BHS، عثر على مخزن مسدس (ممشط) وإحدى عشرة طلقة عيار 9 ملم صالحة، لذلك وعلى الفور طلب الى طاقم الطائرة التركية استدعاء الراكب صاحب الحقيبة وتمت احالته مع المضبوط الى فصيلة الضابطة العدلية”. وأضاف: “هذا وقام طاقم الطائرة بعد خروجه بإجراء مسح أمني روتيني للتأكد من عدم ترك المسافر المذكور أي من أغراضه في الطائرة التي عادت وأقلعت في وقت لاحق. وبعد التحقيق مع الراكب، تم اخلاء سبيله بسند إقامة بناءً لإشارة القضاء المختص”.

 

باريس والرياض أنجزتا التحضيرات للصندوق

الجمهورية/25 آذار/2022

التقى رئيس الجمهورية ميشال عون السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو واجرى معها جولة أفق تناولت العلاقات اللبنانية - الفرنسية وسبل تطويرها في المجالات كافة، إضافة الى التطورات الإقليمية والدولية، لا سيما منها الوضع في أوكرانيا وردود الفعل الدولية حياله. كذلك تناول البحث التحرك الفرنسي - الخليجي لدعم لبنان اجتماعيا وانسانيا، إضافة الى مسار التفاوض بين لبنان وصندوق النقد الدولي واهمية إقرار خطة التعافي المالي في اسرع وقت. وعلمت «الجمهورية» انّ السفيرة الفرنسية قد عادت للتو من باريس حيث عقدت لقاءات مع المسؤولين الفرنسيين الكبار وخصوصا في وزارة الخارجية الفرنسية، ونقلت الى رئيس الجمهورية تفاصيل التحضيرات الجارية التي أنجزتها الخارجية الفرنسية ومعها المعنيون بالصندوق الخاص الذي أسّسته مع المملكة العربية السعودية وآلية العمل التي ستعتمد مُرحّبة بالإنجاز الذي تحقق على مستوى الموقفين السعودي والكويتي تجاه الوضع في لبنان، ملمّحة الى دعمها للبنان في هذا الاتجاه كما بالنسبة الى المفاوضات التي يخوضها مع المؤسسات الدولية والأممية ولا سيما منها صندوق النقد الدولي.

 

المرّ أعلن لائحة "معًا أقوى" بالتحالف مع "الطاشناق" و"القومي" ومستقلين

الجمهورية/25 آذار/2022

أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع السابق الياس المر، مساء اليوم في احتفال اقيم في عمارة شلهوب لائحة تحالف المر - الطاشناق والحزب 'السوري القومي الاجتماعي' ومستقلين، 'معا اقوى'، لخوض الانتخابات النيابية في دائرة المتن الشمالي في حضور راعي ابرشية جبل لبنان للسريان الارثوذكس المطران جورج صليبا، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات متنية وحشد من المناصرين. وتضم اللائحة: ميشال الياس المرّ، هاغوب بقردونيان، انطوان خليل، رندا عبود، العميد مارون ابو ديوان، ليا ابو شعيا، مارون رزق الله وجويس الجمال.

 

نفاد مخزون معظم الصيدليات... هل نحن أمام أزمة أدوية جديدة؟

الجمهورية/25 آذار/2022

استغربت لجنة أصحاب الصيدليات في بيان، "سياسة التطنيش التي تتبعها وزارة الصحة في تعاطيها مع مسألة ارتفاع سعر صرف العملات الاجنبية، والذي انعكس سلباً على سوق الدواء وجعل معظم المستوردين يمتنعون عن تسليم الادوية للصيدليات منذ أيام، وخصوصاً أدوية الامراض المزمنة والطارئة، مما يشكل تهديداً للامن الصحي في البلاد وهو أدى بطبيعة الحال إلى نفاد معظم مخزون الصيدليات من الدواء". وتابعت في بيانها: "إزاء هذا الواقع المزري الذي وصلنا إليه، نعيد تذكير معالي وزير الصحة باننا التزمنا تخفيض الاسعار تباعاً في الفترة الماضية والتي إنخفض فيها سعر صرف الدولار من الـ33000 إلى 20650 رغم الخسائر التي لحقت بالصيدليات. فتأمين الدواء بالسعر الرسمي الصادر عن وزارة الصحة هو بنظرنا فوق إعتبارات الربح والخسارة. مع العلم أن معالي الوزير كان يصدر مؤشراً بتخفيض الأسعار فور إنخفاضها حتى لو لم يتعد الإنخفاض 2%". أضافت: "أما اليوم فلم يصدر أي شيء من الوزارة رغم أن الإرتفاع فاق الـ20% عن آخر مؤشر صدر على سعر20650 وهو ما جعل معظم مستوردي الأدوية يحجمون عن التسليم بانتظار صدور مؤشر يحاكي واقع السوق. ومن هذا المنطلق ترى لجنة أصحاب الصيدليات اننا غير قادرين على الإستمرار في ظل هذه الظروف واننا سوف نضطر آسفين للتوقف القسري عن العمل في حال استمرار الوضع على ما هو عليه في ظل عدم تسلمنا للأدوية من الشركات الموردة علماً أن تحركنا سيكون بالتنسيق وبإشراف نقيب الصيادلة جو سلوم". وختمت اللجنة داعية وزير الصحة فراس أبيض إلى "تصحيح الوضع عاجلاً حتى نستطيع أن نستمر برسالتنا وتأمين الأدوية والعلاجات لمحتاجيها".

 

المستقبل" يستنكر الادعاء على جعجع: هناك من يريد القضاء "مزرعة حزبية"

الجمهورية/25 آذار/2022

رأت هيئة الرئاسة في "تيار المستقبل" في بيان، أنه "من المحزن والمؤسف ما وصل اليه الشعب من مآس وويلات نتيجة ممارسات العهد، والمفجع ان تتكرر امام اللبنانيين يوميا مشهدية الانهيار والتحلل السياسي والاقتصادي التي تعانيها البلاد، وان يصل التحلل من كل القيم الى حدود استخدام بعض الاذرع القضائية في انتهاك مفاهيم العدالة والمشاركة في حروب الاستنزاف المالي والمعيشي والاداري وتعريض السلم الاهلي والحريات العامة لابشع التجارب". وتابعت: "لقد سجلت الايام والساعات الماضية مجموعة من السقطات التي تقع في خانة توظيف بعض القضاة في تصفية الحسابات السياسية وغير السياسية، الأمر الذي ينذر بجعل لبنان ساحة مفتوحة على الانتقام العبثي والكيل بمكاييل العدالة الانتقائية التي تجرم من تشاء وتغفر لمن تشاء". واذ استغربت "هذا النهج التخريبي الذي يتخذ من القضاء اداة لتدمير ما تبقى من مقومات النظام العام وهوية لبنان الاقتصادية وهي الاخطر على حياة اللبنانيين"، توقفت بشكل خاص عند ادعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في احداث الطيونة، ورات فيه "خطوة تسيء الى القضاء اللبناني كسلطة تعنى بحماية مقتضيات السلم الأهلي لا باثارة النعرات الطائفية". وحذرت من "الامعان في هذه السياسات العشوائية من منطلق دفاعها عن الحق والعدالة وبعيدا من اية خلفيات تتعلق بالاستحقاق الانتخابي الذي اعلنا بوضوح تعليق مشاركتنا فيه، رغم الخلافات المعلنة والمعروفة مع حزب القوات ورئيسه، وهي تتساءل مع كثير من اللبنانيين، كيف يمكن للقضاء ان يكون عادلا ونزيها ومتجردا، عندما يلجأ الى اتخاذ اجراءات استنسابية انتقامية لمصلحة فريق سياسي، وغض النظر عن جرائم مالية وسياسية وأمنية، ولا يحرك ساكنا تجاه أحكام مبرمة صدرت عن اعلى السلطات القضائية في العالم بحق مجرمين شاركوا بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقضايا مشابهة". وختمت الهيئة: "هناك من يريد القضاء مزرعة حزبية تعمل غب الطلب، وعلى مجلس القضاء الاعلى ان يحسم الأمر وان يقول الأمر لي، وليس لقضاة الحزب الحاكم والغرف القضائية المكلفة اعداد الاحكام المسبقة".

 

صرخة من المصارف... "بعدها لن يفيد الندم"!

وطنية/25 آذار/2022

صدر عن مديرية الإعلام والعلاقات العامة في جمعية مصارف لبنان بيانًا جاء فيه: بعد سلسلة القرارات التعسفية التي اتّخذتها بحقّ المصارف خارج صلاحياتها ودون استنادها إلى أي قاعدة قانونية، أصدرت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان قراراً جديداً". ولفت البيان الى أن القرار "تضمّن إشارة إلى الجمارك بمنع ستة مصارف تشكل 60% من حجم القطاع من تحويل أموال (وهي تعني شحن الأوراق النقدية بالعملة الأجنبية) إلى الخارج". وقال، "ربما تظنّ صاحبة القرار أن الأوراق النقدية التي تشحنها المصارف إلى الخارج تذهب إلى جيوب رئيس و/أو أعضاء مجلس الإدارة، وأنهم يهرّبونها من أمام المودعين، وأن المصارف لا تمسك محاسبة، ولا تخضع للتدقيق ولا للجنة الرقابة…"؟ وأضاف البيان، "إن هذه الأوراق النقدية التي تحوّلها المصارف تغذّي حساباتها في الخارج، ممّا يسمح لها بتنفيذ التزاماتها، خصوصاً تلك الناتجة عن فتح الاعتمادات للاستيراد". وأشار الى أنه "عندما يفتح التاجر اعتماداً لدى المصرف، يلتزم المصرف بدوره تجاه المصرف المراسل أن يدفع الاعتماد الذي يُخصَّص لتسديد ثمن البضاعة المستوردة. وعندما يستحق تسديد الاعتماد، يسلّم التاجر اللبناني الأوراق النقدية إلى المصرف تسديداً لدينه، فيشحنها المصرف بدوره إلى الخارج لتغذية حساباته وتأمين تسديد التزاماته، لا سيّما تلك الناتجة عن هذه الاعتمادات". وتابع، "هذا ما يُطبّق أيضاً وفقاً لنفس النظام على التحويلات التجارية وغير التجارية ومنها الدولار الطلابي". وأفاد البيان بأنه و"ببساطة، منع المصارف من تحويل الأوراق النقدية يحرم المصارف الستة من تغذية حساباتها لدى المصارف المراسلة كما يحرمها من تنفيذ التزاماتها لديها، ممّا يؤدي إلى إقفال حسابات المصارف اللبنانية المعنية ومنع الاستيراد، ويحرم الزبائن من تحقيق اغراضهم التجارية والشخصية الحياتية". وسأل، "هل يخدم هكذا قرار المودعين؟ وهل يخدم الاقتصاد؟ وهل يؤمن استمرار تدفق الأغذية والأدوية وغيرها من المواد الأساسية إلى المقيمين في لبنان؟ وهل يؤمّن وصول التحويلات إلى المرسل اليهم، لا سيّما الطلاب"؟ وتابع، "أما آن الاوان لوضع حدّ لقرارات تنمّ عن قلة خبرة في النشاط المصرفي ودوره في الاقتصاد الوطني، وتجاهل كامل للقانون، وتضرّ أول ما تضرّ بالمودعين الذين لن يحصلوا على حقوقهم إذا انهارت المصارف وانهار البلد؟ إن المصارف تطلق الصرخة قبل فوات الأوان، فبعدها لن يفيد الندم".

 

"حزب الله" يخوض معركة من نوعٍ آخر... هل ينجح بها؟

لبنان 24/25 آذار/2022

أفرزت نتائج الانتخابات في العام 2018، وجوهاً نيابيّة قديمة وجديدة، نالت عدداً قليلاً من الاصوات. منها حاز على أرقام محدودة جدّاً، بفضل لعبة الكسور والحواصل في القانون النسبي. فاستفادت كتل نيابيّة من هذا الموضوع، ووسّعت حجمها في المجلس النيابيّ، على الرغم من أنّ مرشّحين آخرين نالوا أصواتاً أكثر، ولكنّهم خسروا. ولعلّ أبرز دليل على هذه البدعة التي نتجت عن قانون الانتخابات، تتمثل بما حصل في دائرة البقاع الاولى، مع فوز النائب إدي دمرجيان عن لائحة "حزب الله" والنائب السابق نقولا فتوش بمقعد الارمن الارثوذكس في زحلة، بـ77 صوتاً فقط. وهي نتيجة، شكلّت علامة لافتة في الانتخابات النيابيّة. ومن المتوقع بحسب العديد من المراقبين، أنّ يتكرّر هذا الامر، أوّلا، بسبب إنخفاض أعداد الناخبين، وبالتالي، نسبة الاقتراع على إثر الازمة الاقتصاديّة والمعيشيّة. وثانيّاً، بسبب عزوف الرئيس سعد الحريري، وتأييد أغلبيّة مناصري تيّار "المستقبل" لقرار عدم المشاركة في الانتخابات.

في السيّاق، تجدر الإشارة إلى أنّه وعلى الرغم من قوّة "الثنائيّ الشيعيّ" في مناطق نفوذه، إلّا أنّه يُلاحظ أيضاً أنّ لديه ثغرة في لوائحه المتينة. فالنواب غير الشيعة فازوا معه بعدد قليل من الاصوات، وهو ما يطرح هذا السؤال. هل هناك خطرٌ بخرق لوائح "حزب الله" و"حركة أمل" بسبب هذا الموضوع؟

 في الاطار عينه، وعند الحديث عن دائرتي الجنوب الثانيّة والثالثة، وبحسب أرقام نتائج العام 2018، فقد اكتسحت لوائح "الثنائيّ الشيعيّ" الانتخابات، وبفارق هائلٍ عن بقيّة اللوائح المقابلة. وقد نال النواب الشيعة عدداً كبيراً من الاصوات. ولكن، في المقابل، حصد النواب المسيحيون، عددا قليلاً من الاصوات. وهو ما يراه مراقبون ثغرة في لوائح "الثنائيّ" يُمكن إستغلالها، لخرق مقاعده، من قبل المجتمع المدنيّ. ويستبعد مراقبون أنّ تقدر قوى التغيير إنّ أحدثت مفاجأة في الجنوب، بالفوز بمقعد شيعيّ. والمعركة هي على مقاعد "الاقليّات"، إنّ جدر تسميتها. فعلى سبيل المثال، نال النائب الارثوذكسي أسعد حردان 3321 صوتاً، في لائحة تضمّ ركنين أساسيين في "حزب الله"، هما النائبان محمد رعد وحسن فضل الله. وقد نال الاثنين مجموعاً يوازي 83517 صوتاً. ويعمل "الحزب"، ورغم قوّته في دائرة الجنوب الثالثة، على زيادة نسب التصويت، لقطع الطريق أمام الطامحين. ولكن، ينصحه مراقبون بتوزيع أصواته الشيعيّة على المرشحين: السنّي، والدرزيّ والارثوذكسيّ، لحسم المعركة الانتخابيّة، وعدم ترك الفرصة سانحة أمام أيّة لائحة مضادّة. ورغم أنّ موضوع خرق لائحة "الثنائيّ الشيعيّ" غير منطقيّ، يُحذّر المراقبون من أنّ تنسحب الازمة الاقتصاديّة على القرى الشيعيّة، وتتدنّى نسبة التصويت، فينخفض الحاصل، وتزيد حظوظ المجتمع المدنيّ بالفوز بمقعد غير شيعيّ، وخصوصاً إنّ اجتمعت بلائحة موحّدة. فقد نالت في العام 2018، 13526 صوتاً في أربع لوائح. ما يعني، أنّها لو اجتمعت، فهي بحاجة لـ4000 صوتٍ لتحقيق خرقٍ تاريخيٍّ.

 كذلك، في دائرة الجنوب الثانيّة، حاز النائب الكاثوليكي ميشال موسى على 4162 صوتاً، والنائب الشيعيّ علي عسيران على 2203 أصوات فقط، على الرغم من أنّ لائحة "الامل والوفاء" تضّم رئيس مجلس النواب نبيه بري. والجدير بالذكر، أن الحاصل كان حوالى 19 الف صوتٍ، ولائحة "معاً نحو التغيير" التي دعمها الحزب "الشيوعيّ" نالت 11481 صوتاً. ويُشير مراقبون إلى أنّه يجب على قوى التغيير في دوائر الجنوب، التركيز بعد "ثورة 17 تشرين" على المشاريع الاقتصاديّة التي تفضي إلى فرص عملٍ، وتحسين أوضاع المواطنين، وليس التصويب على "حزب الله" و"أمل" وسلاح المقاومة. وبهذه الطريقة، تنال أصوات جديدة، تزيد من فرصها للفوز بمقعدٍ نيابيّ.

 ويبقى "حزب الله" يواجه مشكلة في المقاعد المسيحيّة في دائرة بعلبك – الهرمل. فمع القانون النسبيّ، أصبحت مهمّته صعبة نوعاً ما في مجاراة "القوات اللبنانيّة" بالاصوات التفضيليّة عن المقعد المارونيّ. ويلفت مراقبون إلى أنّ التشنّج السياسيّ بينه، وبين "القوات"، انتقل إلى مواجهة بينهما في دائرة البقاع الثالثة، وبشكلٍ خاص على النائب المارونيّ. فهو و"التيّار الوطنيّ الحرّ" لا يستطيعان تأمين الفوز بالمقعدين المسيحيين من جهة. وتعمل "القوات" على إعداد مفاجأة في الاغتراب، وزيادة حاصل ثانٍ، لخرق مقعد الروم الكاثوليك. وهو ما لا يستبعده مراقبون، مع الزيادة الكثيفة في أعداد المنتشرين المسيحيين في هذه الدائرة. وكما أنّ "حزب الله" يواجه مشكلة في مقاعد "الاقليّات" في مناطق نفوذه، يجد نفسه أيضاً، في موقع الاقليّ في كسروان - جبيل. وهو يسعى مع "الوطنيّ الحرّ" بالفوز بالمقعد الشيعيّ، وضمّه بعد محاولات كثيرة إلى كتلته النيابيّة. وبحسب مراقبين، فإنّ المقعد الشيعيّ ستحسمه أرقام الحواصل والكسور، تماماً كما حدث في العام 2018. فإنّ فاز "التيّار" فمقعدين مارونيين أو ثلاثة، يكون النائب الشيعيّ من حصّة اللوائح الاخرى. وبالتالي، يفشل "حزب الله"، وخصوصاً إنّ تمثّلت "القوات" أو "الكتائب" بنائبٍ شيعيّ. وتجدر الاشارة إلى أنّ النائب الشيعيّ الراحل مصطفى الحسيني نال فقط 256 صوتاً، بفضل لعبة الكسر، على الرغم من أنّ المرشّح الشيعيّ على لائحة "القوات" محمود عواد نال 787 صوتاً، ومرشّح "الحزب" ربيع عواد 891 صوتاً.  إذاً، يخوض "حزب الله" ومعه "حركة أمل" معركة مقاعد "الاقليّات" للحفاظ على حجم كتلتهما النيابيّة، وتنوّعها. والاوّل يعمل بعد انسحاب الحريري، على تعزيز موقعه وحلفائه في الشارع السنّي، للفوز بالاكثريّة النيابيّة، وزيادة تمثيله في مجلس الوزراء، وإيصال رئيس للجمهوريّة من رحم قوى الثامن من آذار.

 

هذا ما تشمله المساعدة السعوديّة للبنان

جريدة الأنباء الإلكترونية/25 آذار/2022

شكّلت استعادة علاقات لبنان مع الدول الخليجية العنوان الأبرز لكلام رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط أمام اللجنة الانتخابية المركزية في الحزب التقدمي الإشتراكي، إذ شدد على أن استعادة هذه العلاقات وفي طليعتها مع المملكة العربية السعودية أمر واجب، مؤكدا أن لا انقاذ للبنان اقتصاديا وسياسيا دون عودة لبنان الى حاضنته العربية. واذا كانت المساعي التي بذلها الحزب التقدمي الاشتراكي في هذا السياق تندرج في المسار الطبيعي الذي يجب أن يسلكه لبنان، فإن المتضررين بدأوا بمحاولات تشويه لهذا المسعى الذي ترك ارتياحا عاما في لبنان يؤمل أن ينعكس ايجابا على مجمل النواحي لاسيما الاقتصادية منها. في هذا الاطار، لاحظ الخبير المالي والاقتصادي الدكتور مروان اسكندر في حديث مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن ما نص عليه الاتفاق الفرنسي – السعودي هو أن المساعدة السعودية للبنان ستنحصر بالشأن الغذائي والمدارس، ولذلك لن نشهد تطورا كبيرا في هذه العلاقات بوجود “حزب الله” المهيمن على القرار السياسي في البلد، وفق رأي اسكندر الذي ربط التطور الإيجابي في العلاقات بأن يتعهد حزب الله بعدم التدخل وإطلاق يد الحكومة بمعالجة الأزمة.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

محطة أرامكو في جدة التي تعرضت لاعتداء.. 50 فرقة تكافح الحريق

مراسل العربية في جدة: 50 فرقة تكافح حريق محطة توزيع الوقود التابعة لأرامكو.. وتوقعات بالسيطرة على النيران خلال ساعات

دبي _ العربية.نت/25 آذار/2022

أفاد مراسل العربية، مساء الجمعة، بأن طواقم الدفاع المدني والإطفاء تعمل على السيطرة على حريق محطة أرامكو في جدة. فيما أظهرت صور مباشرة من محطة أرامكو في جدة التي تعرضت لاعتداء الجمعة، ألسنة اللهب والدخان المتصاعدة. وقال مراسل العربية في جدة إن 50 فرقة تكافح حريق محطة توزيع الوقود التابعة لأرامكو، وأنه يتوقع السيطرة على النيران خلال ساعات. وقال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية، الجمعة، إن محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال جدة، تعرضت عند الساعة 5:25 من مساء اليوم الجمعة 22 شعبان 1443هـ، الموافق 25 مارس 2022، لهجوم بمقذوف صاروخي، كما تعرضت محطة "المختارة" في منطقة جازان، عند الساعة الخامسة من مساء اليوم أيضاً، لهجوم بمقذوف صاروخي، ولم تترتب على هذه الهجمات الإجرامية إصابات أو وفيات. وقد أعرب المصدر عن إدانة السعودية الشديدة لهذه الاعتداءات التخريبية، التي يمثل تكرار ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية، في مناطق مختلفة من المملكة، انتهاكاً لكل القوانين والأعراف الدولية. وأكد المصدر ما سبق أن أعلنت عنه المملكة العربية السعودية من أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، في ظل الهجمات التخريبية المتواصلة التي تتعرض لها منشآتها البترولية من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.

 

الخارجية الأميركية: ندين هجوم الحوثيين على منشآت النفط والبنية التحتية في السعودية

الخارجية الأميركية للعربية: هجوم الحوثيين اعتداء على المدنيين وآلاف الأميركيين في السعودية

دبي _ العربية.نت/25 آذار/2022

دانت الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، هجوم الحوثيين على منشآت النفط والبنية التحتية في السعودية، مؤكدة أن تلك الهجمات الحوثية على السعودية غير مقبولة. وقالت الخارجية الأميركية للعربية، إن هجوم الحوثيين اعتداء على المدنيين وآلاف الأميركيين في السعودية. وأفادت بأن الإدارة الأميركية تعمل على مشروع قرار في الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن. وكان التحالف أعلن عن سقوط مقذوف معاد على محطة لتوزيع الكهرباء في صامطة. وأوضح أن حريقا محدودا اندلع بالمحطة، مشيرا إلى عدم سقوط أي خسائر بشرية. وقال: "نمارس ضبط النفس ونحتفظ بحق الرد بالتوقيت المناسب". كما أعلن التحالف "استهداف عدائي لخزانات الشركة الوطنية للمياه بظهران الجنوب"، مشيرا إلى وقوع "أضرار مادية ببعض المركبات المدنية والمنازل السكنية جراء الهجمات". وكان أعلن في وقت سابق، تدمير الدفاعات السعودية مسيّرة حوثية مفخخة أطلقت باتجاه نجران، كما دمرت الدفاعات صاروخا باليستيا أطلق نحو جازان. يأتي ذلك فيما أعلن المتحدث باسم قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد الركن تركي المالكي، أن الدفاعات الجوية السعودية دمرت 9 طائرات مسيرة دون طيار مفخخة أطلقتها الميليشيا باتجاه المنطقة الجنوبية فجر اليوم الجمعة. وحذر التحالف من محاولة ميليشيا الحوثي الإرهابية إفشال المشاورات المقررة في 29 مارس الجاري في العاصمة السعودية الرياض بين أطراف الصراع في اليمن.

 

السعودية: على المجتمع الدولي أن يعي خطورة دعم إيران للحوثيين

وزارة الطاقة السعودية: محطة توزيع المنتجات البترولية شمال جدة ومحطة "المختارة" في منطقة جازان تعرضتا لهجمات بمقذوفات صاروخية

العربية.نت/25 آذار/2022

قال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية، اليوم الجمعة، إن محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال جدة، تعرضت عند الساعة 5:25 من مساء اليوم الجمعة 22 شعبان 1443هـ، الموافق 25 مارس 2022، لهجوم بمقذوف صاروخي، كما تعرضت محطة "المختارة" في منطقة جازان، عند الساعة الخامسة من مساء اليوم أيضاً، لهجوم بمقذوف صاروخي، ولم تترتب على هذه الهجمات الإجرامية إصابات أو وفيات. وقد أعرب المصدر عن إدانة السعودية الشديدة لهذه الاعتداءات التخريبية، التي يمثل تكرار ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية، في مناطق مختلفة من المملكة، انتهاكاً لكل القوانين والأعراف الدولية. وأكد المصدر ما سبق أن أعلنت عنه المملكة العربية السعودية من أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، في ظل الهجمات التخريبية المتواصلة التي تتعرض لها منشآتها البترولية من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.وأكد المصدر أن السعودية تُشدد على أهمية أن يعي المجتمع الدولي خطورة استمرار إيران في تزويد الميليشيات الحوثية الإرهابية بتقنيات الصواريخ الباليستية والطائرات المتطورة دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة، مبيناً الآثار الجسيمة التي تترتب على قطاعات الإنتاج والمعالجة والتكرير، الأمر الذي سيُفضي إلى التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية، وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها إلى الأسواق العالمية، وهو ما يهدد بلا شك أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية. وشدد المصدر على أنه بات واضحاً أن هذه الهجمات التخريبية الإرهابية، ومن يقفون وراءها، لا تستهدف المملكة وحدها فحسب، وإنما تستهدف زعزعة أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم، وبالتالي التأثير سلباً في الاقتصاد العالمي، خاصةً في هذه الظروف بالغة الحساسية التي يشهدها العالم وتشهدها أسواق الطاقة العالمية، داعياً دول العالم ومنظماته للوقوف ضد هذه الاعتداءات، والتصدي لجميع الجهات التي تنفذها أو تدعمها.

 

واشنطن تتجه للتراجع عن إزالة الحرس الثوري من قوائم الإرهاب

البيت الأبيض يشعر بالقلق من ردود الفعل العنيفة من قبل الديمقراطيين والجمهوريين على هذه الخطوة

واشنطن - بندر الدوشي/العربية/25 آذار/2022

قالت مصادر أميركية مطلعة بشكل مباشر على المحادثات النووية، إن البيت الأبيض أصبح قلقاً بشكل متزايد بشأن التداعيات السياسية للاتفاق مع إيران، خصوصاً فيما يتعلق بالحرس الثوري الإيراني وإزالته من قوائم الإرهاب، وبدأ في التراجع عن هذه الفكرة. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لموقع "أكسيوس" إنه "لم يطرأ أي تغيير" على موقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بتصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية". وبحسب المصادر، لم يوافق المسؤولون الإيرانيون على الالتزام علناً بخفض التصعيد في المنطقة، وهو شرط أميركي لإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، كما قال مصدران أميركيان مطلعان بشكل مباشر على الموضوع ومسؤول إسرائيلي آخر. وانتقد كبار الديمقراطيين بشكل علني هذه الخطوة الخطيرة أي إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، ومن بينهم السيناتوران بن كاردان وبوب مينينديز. كما أعرب الجمهوريون عن غضبهم من هذه الخطوة المحتملة. ووصف ثلاثة من كبار مسؤولي الأمن القومي السابقين في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، هذه الخطوة بأنها "استسلام خطير"، وذلك في بيان مشترك صدر يوم الثلاثاء. من جهته، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "سيعود الرئيس إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) إذا كان ذلك في مصلحة الأمن القومي الأميركي وإذا عادت إيران بالكامل إلى الامتثال بالتزاماتها النووية. ولا يزال هناك عدد من الفجوات العالقة في هذه المفاوضات". وشدد على أن "عبء سد هذه الفجوات يقع على عاتق إيران". واقترب اتفاق لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 من الاكتمال، لكن مطالبة إيران للرئيس الأميركي جو بايدن بالتراجع عن قرار الرئيس السابق ترمب بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية هي واحدة من النقاط العالقة المتبقية. وفي الأسابيع الأخيرة، تفاوض المبعوث الأميركي لإيران روبيرت مالي على ملف الحرس الثوري الإيراني بشكل غير مباشر مع الإيرانيين من خلال المدير السياسي للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا. وكان أحد المقترحات التي طرحتها الولايات المتحدة في المفاوضات هو أن تقوم إدارة بايدن بإزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء مقابل التزام علني من إيران بخفض التصعيد في المنطقة. ولم يوافق الإيرانيون على الطلب الأميركي، وفقاً لما أكدته مصادر أميركية. من جهته، قال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأميركية "إن إدارة بايدن ناقشت منذ فترة طويلة البدائل مع فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسرائيل ودول الخليج للتحضير لسيناريو لا عودة فيه إلى الاتفاق النووي لعام 2015".

 

روسيا تستهدف القيادة الجوية بأوكرانيا.. وتركّز على دونباس

الجيش الأوكراني يعلن أن صواريخ روسية استهدفت مركز قيادة القوات الجوية في فينيتسيا.. ومسؤول في البنتاغون يؤكد أن روسيا باتت تعطي الأولوية الميدانية للسيطرة على دونباس

العربية.نت/25 آذار/2022

أعلن الجيش الأوكراني أن صواريخ روسية بعيدة المدى استهدفت، اليوم الجمعة، مركز قيادة القوات الجوية الأوكرانية في فينيتسيا بوسط البلاد، متسببة بـ"خسائر جسيمة". وقالت قيادة القوات الجوية عبر تطبيق "تلغرام" إن "الروس أطلقوا ستة صواريخ بعيدة المدى أسقط الدفاع الجوي بعضها وأصاب البعض الآخر مباني عدة محدثاً خسائر جسيمة". وأضافت أن "نتائج هذه الضربة الصاروخية للمحتلين يتم تقييمها". يأتي هذا بينما قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" اليوم الجمعة للصحافيين، إن "القوات الروسية تعمل الآن على وصل خطوط الإمداد والقضاء على المقاومة الأوكرانية في منطقة دونباس". وأضاف المسؤول: "الكثير من القصف وحركة القوات الروسية يتركز على هذه المنطقة في الوقت الحالي حيث يعطيها الروس الأولوية"، مضيفاً أن "القوات الروسية لا تتحرك على محاور العاصمة الأوكرانية كييف". وتابع المصدر: "هناك الكثير من القصف على العاصمة وتشيرنييف وماريوبول المحاصرة". وأكد أنه "بعد احتلال خيرسون، تمكنت القوات الأوكرانية من مواجهة القوات الروسية وأصبحت المدينة متنازعا عليها". في سياق آخر، أكد المسؤول أن واشنطن أرسلت اليوم مساعدات للأوكرانيين، مضيفاً أنه سيتم إرسال ثلاث دفعات إضافية خلال الأيام الثلاثة المقبلة. وتتكون المساعدات بمجملها من صواريخ ستينغر المضادة للطائرات وصواريخ جافلين المضادة للدروع. وأكد المسؤول أن "الروس لا يحاولون منع المساعدات من الدخول إلى الأراضي الأوكرانية". وقال المسؤول في البنتاغون إن "القوات الروسية قصفت حتى الآن 1260 صاروخاً على أوكرانيا". كما أكد أن "هناك نسبة معتبرة من الصواريخ الروسية التي تفشل في الإطلاق أو في إصابة الأهداف"، مضيفاً: "القوات الروسية لديها نسبة 85% إلى أقل من 90% من قواتها وعتادها صالح للقتال في أوكرانيا". وكشف أن "القوات الروسية تستدعي جنودا من جورجيا لنقلهم إلى أوكرانيا"، مضيفاً أن "القوات الروسية تعاني من مشاكل اتصال بين القادة الميدانيين. كما أن انخفاض المعنويات يؤثر على فعاليتهم في القتال".

 

الاتحاد الأوروبي يتوصل إلى اتفاق مع الشركات الرقمية لضبط ممارساتها

بروكسل: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 آذار/2022

توصلت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي إلى اتفاق، الخميس، بشأن قانون جديد من شأنه أن يضع حداً لاستغلال الشركات الرقمية العملاقة موقعها المهيمن، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وبعد أشهر من المفاوضات، تم التوصل إلى حل وسط بين المؤسسات الأوروبية بشأن قانون الأسواق الرقمية، الذي يجب أن يفرض على «غوغل» و«أبل» و«ميتا» (فيسبوك) و«أمازون» و«مايكروسوفت» مجموعة من الالتزامات والمحظورات التي من شأنها وضع حد للممارسات المناهضة لقوانين المنافسة. وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الرقمية سيدريك أو، إن هذا القانون يُعد «أهم تنظيم اقتصادي في العقود الأخيرة»، وقد تكون له ترددات دولية. من جانبه، قال النائب الأوروبي أندرياس شواب، مقرر النص، «يطلق هذا الاتفاق عصراً جديداً من تنظيم التكنولوجيا في كل أنحاء العالم. يضع قانون الأسواق الرقمية (الذي يؤمل في أن يدخل حيز التنفيذ مطلع عام 2023) حداً للهيمنة المتزايدة لشركات التكنولوجيا الكبرى». ويستهدف التشريع المواقع الكبرى فقط، وقد يشمل بعض المجموعات الأخرى مثل موقع «بوكينغ» للحجز عبر الإنترنت أو منصة التواصل الاجتماعي «تيك توك». ومن بين القواعد المفروضة بموجب التشريع، حظر المنصات الرئيسية من إظهار تفضيل لخدماتها في نتائج محركات البحث، مثل «غوغل» الذي يتهم بالقيام بذلك مع «غوغل شوبينغ» للتجارة الإلكترونية التابع له.

 

الولايات المتحدة «لا تنوي استخدام أسلحة كيميائية تحت أي ظرف»

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 آذار/2022

أكد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك ساليفان من الطائرة الرئاسية الأميركية، الجمعة، أن الولايات المتحدة «لا تنوي استخدام أسلحة كيميائية تحت أي ظرف»، أي حتى لو استخدمتها روسيا في أوكرانيا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وخلال تبادل مع الصحافة، حذّر ساليفان من أن موسكو ستدفع «ثمناً باهظاً جداً» في حال استخدام أسلحة كيميائية، مشيراً إلى تصريحات للرئيس جو بايدن الذي تعهد في اليوم السابق «بردٍّ» إذا حصل هذا السيناريو من دون توضيح «طبيعة» هذا الرد.

 

 أوكرانيا: القوات الروسية نجحت جزئياً في فتح ممر بري بين دونيتسك والقرم

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 آذار/2022

قالت وزارة الدفاع الأوكرانية اليوم (الجمعة) إن القوات الروسية تمكنت جزئيا من إنشاء ممر بري إلى شبه جزيرة القرم من منطقة دونيتسك الأوكرانية. وقالت الوزارة في منشور على الإنترنت «العدو نجح جزئيا في إنشاء ممر بري» بين القرم وجزء من منطقة دونيتسك، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.   

 

الولايات المتحدة «لا تنوي استخدام أسلحة كيميائية تحت أي ظرف»

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 آذار/2022

أكد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك ساليفان من الطائرة الرئاسية الأميركية، الجمعة، أن الولايات المتحدة «لا تنوي استخدام أسلحة كيميائية تحت أي ظرف»، أي حتى لو استخدمتها روسيا في أوكرانيا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وخلال تبادل مع الصحافة، حذّر ساليفان من أن موسكو ستدفع «ثمناً باهظاً جداً» في حال استخدام أسلحة كيميائية، مشيراً إلى تصريحات للرئيس جو بايدن الذي تعهد في اليوم السابق «بردٍّ» إذا حصل هذا السيناريو من دون توضيح «طبيعة» هذا الرد.

 

أوكرانيا: القوات الروسية نجحت جزئياً في فتح ممر بري بين دونيتسك والقرم

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 آذار/2022

قالت وزارة الدفاع الأوكرانية اليوم (الجمعة) إن القوات الروسية تمكنت جزئيا من إنشاء ممر بري إلى شبه جزيرة القرم من منطقة دونيتسك الأوكرانية. وقالت الوزارة في منشور على الإنترنت «العدو نجح جزئيا في إنشاء ممر بري» بين القرم وجزء من منطقة دونيتسك، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.

  

بوتين: يحاولون إلغاء ثقافة عمرها ألف عام

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 آذار/2022

شبّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الجمعة)، العقوبات التي تستهدف شخصيات وأحداثاً ثقافية روسية في الدول الغربية بعمليات إحراق الكتب التي نفذها النازيون. وقال خلال لقاء مع شخصيات ثقافية: «النازيون، عندما كانوا في ألمانيا قبل 90 عاماً تقريباً، كانوا آخر من نفّذ حملة مماثلة لتدمير ثقافة غير مرغوب فيها. صور الكتب المحترقة في الساحات العامة ما زالت في الذاكرة»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف في اللقاء الذي بثه التلفزيون: «اليوم يحاولون إلغاء ثقافة عمرها ألف عام»، في إشارة إلى إلغاء فعاليات كان سيشارك فيها مفكرون روس في بعض الدول الغربية في الأسابيع الماضية. ورأى أن خصومه «يحظرون بهذه الطريقة الكُتّاب الروس والكتب الروسية».

 

البيت الأبيض: كوريا الشمالية ربما تخبئ المزيد بعد الاختبار الصاروخي

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 آذار/2022

أعلن مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جيك ساليفان اليوم (الجمعة) أن كوريا الشمالية ربما «تخبئ المزيد» بعد تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات هذا الأسبوع. وقال سوليفان للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية الأميركية إيرفورس وان: «نرى هذا كجزء من نهج إجراء تجارب واستفزازات من جانب كوريا الشمالية... من المرجح أنها تخبئ المزيد»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

 

الجيش الروسي يقر بمقتل 1351 من جنوده في أوكرانيا وروسيا تركز على «التحرير» الكامل لدونباس

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 آذار/2022

أقر الجيش الروسي اليوم (الجمعة) بمقتل 1351 من جنوده منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، متهماً الدول الغربية باقتراف «خطأ» عند تسليمها أسلحة لكييف، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال نائب رئيس هيئة الأركان سيرغي رودسكوي خلال مؤتمر صحافي: «خلال العملية العسكرية الخاصة، قتل 1351 جندياً وأصيب 3825 آخرون». واستقبلت روسيا 419 ألفاً و736 لاجئاً من أوكرانيا منذ بداية العملية، بحسب مدير المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع ميخائيل ميزينتسيف. كما نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع والجيش قولهما اليوم إن روسيا ستركز على «التحرير» الكامل لمنطقة دونباس الأوكرانية ولا تستبعد احتمال اقتحام المدن الأوكرانية المحاصرة. وقالت وزارة الدفاع إن روسيا تدرس خيارين لما تصفه بأنه «عملية خاصة» في أوكرانيا، أحدهما يتعلق فقط بالجمهوريتين الانفصاليتين المعلنتين من جانب واحد في دونباس والآخر في جميع أراضي أوكرانيا. وأفادت وزارة الدفاع الروسية أيضاً بأن قواتها «حررت» 93 في المائة من أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية المعلنة من جانب واحد.

 

الكرملين: «لن يحدث شيء مروّع» إذا طُردت روسيا من مجموعة العشرين

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 آذار/2022

قال الكرملين، اليوم (الجمعة)، إنه لن يحدث شيء مروّع إذا نجحت الولايات المتحدة وحلفاؤها في طرد روسيا من «مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى»، لأن العديد من أعضاء المجموعة يخوضون حرباً اقتصادية مع موسكو على أي حال، وفقاً لوكالة رويترز للأنباء. كان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، يعلق على تصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن قال فيها إنه يؤيد طرد روسيا من «مجموعة العشرين»، بعد أن أرسلت عشرات الآلاف من جنودها إلى أوكرانيا. وقال بيسكوف للصحافيين رداً على سؤال حول احتمال طرد موسكو «صيغة (مجموعة العشرين) مهمة لكن في الظروف الحالية، عندما يكون معظم المشاركين في حالة حرب اقتصادية معنا فلن يحدث شيء مروع». وأضاف أن العالم متنوع ولا يتشكل فقط من الولايات المتحدة وأوروبا، وتوقع أن تفشل الجهود الأميركية لعزل موسكو، التي قال إنها لم تنجح إلا جزئياً حتى الآن. وأوضح أن بعض الدول تتخذ نهجا أكثر اعتدالاً مع روسيا، ولا تقطع جسور التواصل معها، مضيفاً أن موسكو ستبني توجهات سياسية جديدة في كل المجالات.

 

واشنطن تلغي محادثات مع «طالبان» بسبب حظرها تعليم البنات الأفغانيات بعد حرمانهن من التعليم: «بلادنا أصبحت سجناً»

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 آذار/2022

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، إن المسؤولين الأميركيين ألغوا اجتماعات كان من المقرر عقدها في الدوحة مع مسؤولين من «طالبان» بسبب رفض الحركة الحاكمة في أفغانستان السماح لجميع الفتيات بالعودة إلى المدارس الثانوية. وقال المتحدث إن «قرارهم كان مخيباً للآمال بشدة ويمثل تراجعاً يتعذر تفسيره عن الالتزامات تجاه الشعب الأفغاني أولاً وقبل كل شيء وكذلك تجاه المجتمع الدولي». وأضاف: «ألغينا بعض ارتباطاتنا بما في ذلك الاجتماعات المزمعة في الدوحة وأوضحنا أننا نرى أن هذا القرار نقطة تحول محتملة في ارتباطاتنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وفي قرار غير متوقع، أمرت «طالبان»، الأربعاء، بإغلاق الكليات والمدارس الثانوية، وبعودة آلاف الفتيات إلى منازلهن، بعد ساعات قليلة على إعادة فتح المؤسسات، بإعلان أصدرته وزارة التعليم منذ فترة طويلة. وقالت ملاحات حيدري (11 عاماً) في اليوم التالي لمغادرتها على عجل مدرسة «الفتح» للبنات في كابل: «أصبحت أفغانستان سجناً لنا». وأضافت «بكيت كثيراً»، وهي تمسح دموعها خلال مقابلة أجرتها معها وكالة الصحافة الفرنسية في منزل عائلتها في منطقة راقية في العاصمة. وتابعت: «نُعامل معاملة المجرمين فقط لأننا فتيات... ولهذا السبب طردونا من المدرسة». وعززت «طالبان» بقرارها مخاوف المراقبين الذين يخشون أن يحظر قادة البلاد الجدد مرة أخرى تعليم الفتيات، كما فعلوا خلال فترة حكمهم الأولى، بين 1996 و2001. وجاءت عودة الفتيات إلى المدرسة الثانوية في أعقاب عودة الفتيان والفتيات إلى المدرسة الابتدائية فقط، وسُمح لهؤلاء باستئناف الدراسة، بعد شهرين من سيطرة الحركة المتشددة على كابل في أغسطس (آب) الماضي. ولم تقدم الحكومة أي تفسير واضح لتغيير توجهها بشأن الفتيات في التعليم الثانوي. ولكن معلومات مسربة من اجتماع سري لكبار قادة «طالبان» في معقلهم الجنوبي في قندهار مساء (الثلاثاء)، أفادت بأن الأسباب تتراوح ما بين الحاجة إلى زي موحد، والرفض الصريح لحاجة الفتيات إلى التعليم. وتكرر الوزارة أن المدارس ستفتح، ولكن فقط عندما يتم تحديد توجيهات جديدة. وقالت أديبة (13 عاماً) شقيقة ملاحات: «حتى أمس، لم أعتقد وحدي (أن طالبان) لم تتغير، لكن كل من يتم سؤاله». وأوردت ملاحات: «عندما أرسلوا الجميع إلى المنزل، أدركنا أن طالبان لا تزال نفسها كما كانت قبل 25 عاماً». وتابعت أديبة: «نفتقد حريتنا... نفتقد زملاءنا في الدراسة والمعلمين». والشقيقتان من عائلة ثرية ووالداهما متعلمان، وتم تشجيعهما دائماً على الدراسة. وتعتبر نرجس جفري (14 عاماً) التي تسكن في ناحية أخرى من المدينة وتنتمي عائلتها إلى الأقلية الشيعية «الهزارة» أن النساء المتعلمات يُشعرن «طالبان» بالتهديد.

وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «يعتقدون أننا إذا درسنا فسنكتسب المعرفة ونحاربهم». وأضافت: «إنهم خائفون من ذلك». وكانت تبكي جالسة خلف طاولة أمام كتبها المنتشرة في منزل العائلة. وأكدت أن من الظلم أن ترى الفتيان في سنها يذهبون إلى المدرسة بينما تُجبر على البقاء في المنزل، وقالت: «إنه أمر صعب حقاً». وفرضت طالبان خلال سبعة أشهر من الحكم منذ الصيف الماضي مجموعة قيود على النساء، فتم استبعادهن من العديد من الوظائف الحكومية، مع مراقبة لباسهن ومنعهن من مغادرة مدنهن بمفردهن.

 

أوكرانيا تطلب من الاتحاد الأوروبي إغلاق حدوده مع روسيا وبيلاروسيا

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 آذار/2022

طلبت كييف من الاتحاد الأوروبي، اليوم (الجمعة)، إغلاق حدوده مع روسيا وبيلاروسيا، حليفة موسكو في الغزو الذي يشنّه الجيش الروسي على أوكرانيا منذ شهر. وقالت وزارة البنى التحتية الأوكرانية في بيان: «تقترح الوزارة على الاتحاد الأوروبي قطع الروابط البرية والبحرية تماماً مع روسيا وبيلاروسيا»، معتبرة أن هذه «التدابير الضرورية لوقف إمداد الدولة المعتدية بسلع قد تُستخدم لأغراض عسكرية»، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وحضّت الوزارة الدول الـ27 كذلك على «منع نقل البضائع والأشخاص» إلى روسيا وبيلاروس «عبر أراضي الاتحاد الأوروبي وعبر حدوده»، مشيرة إلى أنها «أرسلت طلباً رسمياً في هذا الشأن إلى المفوضية الأوروبية». وسيكون إغلاق الحدود بين الاتحاد الأوروبي وروسيا من جهة والكتلة وبيلاروسيا من جهة أخرى، بمثابة تعزيز للقيود التي فرضها الغرب منذ بدء الصراع الروسي الأوكراني قبل شهر. وبحسب كييف، فإن ذلك من شأنه أن «يزيد الضغط الاقتصادي» على موسكو ومينسك، إذ إن «الشركات الروسية تجد طرقاً للالتفاف» على العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي.

  

إردوغان سيطلب من بوتين أن يكون «صانع سلام»

إسطنبول: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 آذار/2022

سيطلب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من نظيره الروسي فلاديمير بوتين أن يكون «صانع سلام»، وأن يوقف الحرب في أوكرانيا، كما ذكرت وسائل إعلام تركية، اليوم (الجمعة)، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. أدلى إردوغان الذي يسعى منذ مدة للتوسط في محادثات سلام بين موسكو وكييف بتصريحاته، أثناء العودة من قمة طارئة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل. وقال إنه سيتصل بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة وسيتحدث إلى بوتين في نهاية الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل، كما جاء في تصريحات نشرتها وسائل إعلام من بينها محطة «إن تي في» الخاصة. ونقلت عن إردوغان قوله: «يجب أن نقول (لبوتين): عليك أن تكون صانع الخطوة التي تتخذ من أجل السلام». وأضاف: «علينا أن نبحث عن طريقة لحل هذه المسألة بأن نقول له: قم بخطوة أولى مشرفة». وسبق أن أجرى الزعيم التركي محادثات مباشرة مع بوتين. تسعى تركيا، حليفة كييف والعضو في الحلف الأطلسي، للقيام بدور وسيط في محادثات سلام، وامتنعت في نفس الوقت عن الانضمام للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا. وقال إردوغان إنه سيراجع نتائج قمة الحلف مع بوتين وزيلينسكي. أعلن الحلف الأطلسي، الخميس، عن نشر مجموعات قتالية جديدة في رومانيا والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا وعن خطة لتعزيز دفاعات قواته الكيميائية والنووية. وأعلن إردوغان أيضاً أن روسيا وأوكرانيا توصلتا على ما يبدو إلى اتفاق حول أربع من نقاط التفاوض الست وهي: عدم انضمام أوكرانيا للناتو، واستخدام اللغة الروسية في أوكرانيا، ونزع الأسلحة، وضمانات أمنية. وأضاف: «أوكرانيا دولة ومن المستحيل (لكييف) أن تقبل بنزع الأسلحة كلياً، لكن الجانب الأوكراني قال إنه قد يتم تقديم بعض التنازلات». لكنه أوضح أن أوكرانيا ليست على هذه الدرجة من المرونة في ما يخص المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا في إقليم دونباس والقرم، التي ضمتها روسيا في 2014. استضافت تركيا وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا في منتجع أنطاليا (جنوب) في وقت سابق هذا الشهر. وأكد إردوغان مراراً أن بلاده على استعداد لاستضافة لقاء بين بوتين وزيلينسكي.

 

لقاء رباعي بين الملك عبد الله الثاني ومحمد بن زايد والسيسي والكاظمي في العقبة

عمان: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 آذار/2022

استضاف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم (الجمعة)، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، ورئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في العقبة بجنوب المملكة. وحضر «اللقاء الأخوي» الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد الأردني، والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء في السعودية، والشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في وزارة شؤون الرئاسة في الإمارات. وتناول اللقاء سبل تطوير العلاقات الأخوية بين الدول الشقيقة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الأردنية (بترا). بدورها، نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن الكاظمي بحث اليوم (الجمعة)، في الأردن، تعزيز العمل العربي المشترك في مختلف المجالات. وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان أن «اللقاء تناول تعزيز العمل العربي المشترك في مختلف المجالات، لا سيما في التخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية في قطاعي الأمن الغذائي، والطاقة، فضلاً عن بحث التنسيق العالي، وتوسيع التعاون الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري وبما يحقق مصالح الشعوب الشقيقة في الازدهار والتنمية». وأشار إلى أن «اللقاء تطرق إلى الأزمات الدولية والإقليمية، وتعزيز الجهود في وضع الحلول لها؛ من أجل أمن المنطقة واستقرارها». وقالت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) إن «اللقاء الأخوي» تناول تعزيز العلاقات الأخوية بين الدول الشقيقة.

 

مصر تحشد دولياً لدعم «ائتلاف المياه والمناخ»

القاهرة: «الشرق الأوسط»»/25 آذار/2022

شدد وزير الموارد المائية المصري محمد عبد العاطي، أمس، على اهتمام بلاده بـ«الائتلاف الدولي للمياه والمناخ»، وحرصها على حشد الدعم الدولي للائتلاف خلال مؤتمر المناخ (COP 27)، والذي تستضيفه مصر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وشارك عبد العاطي، أمس، في اجتماع «لجنة قادة ائتلاف المياه والمناخ» والذي ينظمه منظمة الأرصاد العالمية ضمن فعاليات «المنتدى العالمي التاسع للمياه» بالسنغال، لمتابعة خطة عمل الائتلاف ومنهجية تنفيذ الخطة خلال الفترة القادمة. ويُعد الائتلاف إحدى المبادرات الدولية التي تهدف بشكل رئيسي لتحقيق التكامل بين أجندتي المياه والمناخ، والتعجيل من تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة والمعني بقطاع المياه، والاهتمام بوضع حلول مستدامة، وتبني سياسات رشيدة للتعامل مع قضايا المياه والمناخ. ويضم الائتلاف في عضويته فريقا رفيع المستوى أبرزهم رئيسا المجر وطاجيكستان، وهو الكيان الرئيسي المحرك لهذا الائتلاف. كما يعمل تحت قيادة عدد كبير من المنظمات الأممية المعنية ومنها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وطالب الوزير المصري، في كلمته بضرورة تكثيف الجهود الوطنية بجميع الدول في مجال التكيف مع التغيرات المناخية، وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات التي تُسهم في تحقيق هذا الهدف، فضلاً عن اتخاذ الإجراءات اللازمة للتقليل من الانبعاثات للتخفيف من التغيرات المناخية، مع ضرورة تحويل التعهدات الدولية في مجال التكيف مع التغيرات المناخية إلى إجراءات ومشروعات يتم تنفيذها على الأرض على نطاق واسع وفي أسرع وقت، مشيراً إلى أن مصر قامت بالفعل بتنفيذ العديد من المشروعات في هذا المجال مثل مشروعات حماية الشواطئ التي تهدف للتكيف مع ظاهرة ارتفاع منسوب سطح البحر والناتجة عن ذوبان الجليد في العديد من مناطق العالم، وأن تراجع كميات الثلوج على قمم الجبال أصبح ظاهرة يتم رصدها في مدار أعوام متتالية. وعلى هامش مشاركته في المنتدى، التقى عبد العاطي عددا من الوزراء وكبار مسؤولي المياه بعدد من الدول والمنظمات الدولية، بينهم إيف بازيبا ماسودي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرة البيئة والتنمية المستدامة بجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في مجال المياه، كما تم التباحث حول مشروع محور التنمية بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط.

والتقى كذلك نزار بركة وزير المياه المغربي، حيث ناقشا التقدم المحرز في التعاون المشترك بين البلدين في مجال إدارة الموارد المائية، مع التأكيد على ضرورة تحقيق أقصى درجات التعاون والتنسيق بين البلدين لتحقيق أهداف الشعبين في التنمية المستدامة والوصول للإدارة المثلى للموارد المائية، في ظل ما تواجهه مصر ومعظم الدول العربية من تحديات تواجه مواردها المائية.

 

إسرائيل تنظم «قمة» دبلوماسية بمشاركة الإمارات والمغرب والبحرين والولايات المتحدة

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 آذار/2022

أعلنت إسرائيل الجمعة أنها ستستضيف لقاء «تاريخياً» يومي الأحد والاثنين يجمع بين وزراء خارجية الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين بمناسبة زيارة الوزير أنتوني بلينكن. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان «بناء على دعوة من وزير الخارجية يائير لبيد ستعقد قمة دبلوماسية تاريخية يومي الأحد والاثنين المقبلين في إسرائيل... سيصل وزير الخارجية الأميركي ووزراء خارجية الإمارات والمغرب والبحرين إلى إسرائيل لعقد سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ومن المقرر أن يبدأ وزير الخارجية الأميركي جولة إقليمية السبت يلتقي خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت الذي عرض التوسط في النزاع الأوكراني، ثم يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله. وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس (الخميس) أن بلينكن سيناقش خلال هذه الجولة «الحرب التي تشنها الحكومة الروسية على أوكرانيا وأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار واتفاقات إبراهام واتفاقيات التطبيع مع إسرائيل والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية والإبقاء على احتمال تسوية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني قائمة على حل الدولتين». وسيزور بلينكن أيضاً المغرب والجزائر.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا انتخابات في ظلّ الاحتلالات

بول ناصيف عكاري/الكلمة اولاين/25 آذار/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/107303/%d8%a8%d9%88%d9%84-%d9%86%d8%a7%d8%b5%d9%8a%d9%81-%d8%b9%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d8%b8%d9%84%d9%91-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad/

العمليّة الانتخابيّة كشفت عن عورة "اللبنانيّ النمطيّ" بكلّ تجلّياته. هذا اللبنانيّ، الذي بإمكانه، وببراعة فائقة، أن يلعب عدّة أدوار متناقضة في نفس اليوم من دون خجل أو وجل، ومن دون أي رادع أخلاقيّ أو وطنيّ. بعقله النمطيّ هذا، ما المنصب، بالنسبة إليه، إلّا لتكديس الأموال (غير الشرعيّة والمنهوبة) والنفوذ (التسلبط على أهله...) والمقامة الاجتماعيّة الرفيعة (حاشا) والحصانة للهروب من المحاسبة (الارتكاب والفساد). قامت "الثورة" على مفاهيم وطنيّة ل "قبع" "كلّن يعني كلّن" ولاستعادة الدولة منهم ومحاسبة المرتكبين. وإذ بمعظم "الثوار"، وبسحر الانتخابات، تراهم يتشاركون مع "كلّهم" تحت أعذار وأوهام وتمنّيات لا تمتّ إلى المنطق والواقع بصلة. المهم "قوم تا أقعد محلك"، و "الفخار يكسر بعضه" من أجل الوصول إلى ما توفر من مركز سلطويّ! حاليّاً المقعد النيابيّ هو المرتجى. الانتخابات هذه، ما هي إلّا فخّ من أفخاخ المنظومة المافياويّة التي نصبتها "للثوار"، ومنهم الوصوليّين والمنافقين، ووقعوا فيه ساذجين لأنهم أنانيّين مشرذمين وغير موحّدين؛ والأهمّ أنهم فاقدي للرؤية وللمشروع الوطنيّ.

الأوضاع في لبنان لا تبشّر بالخير لأنّ أفعال وسلوكيات من يدعون نفسهم حكّام البلاد، أو النخبة الفاسدة، التي تُوَصَّف بكلّ ثقة بالمنظومة المافياويّة بقيادة عصابة الستّة، أدّت إلى الانهيارات الماليّة والتجاريّة والاقتصاديّة. حاليّاً، نحن قي قلب الانهيار السياسيّ الذي سوف يؤدّي حتماً إلى الانهيار الاجتماعيّ. ما قيمة أي موقع في الدولة في زمن الانهيارات والاحتلالات؟ وما نفع الجلوس معهم على نفس طاولة الخيانة والفساد والصفقات وشرعنة السرقات؟

"التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل. فإن أردت التحكم في جاهل، لا عليك إلّا أن تغلف كلّ باطل بغلاف دينيّ" (ابن رشد). وعليه، أصدر رجال الدين آنذاك، فتاواهم بحرق جميع كتبه، خوفاً من تدريسها لما تحتويه، بمفهومهم الحاقد، من مفاسد وكفر وفجور وهرطقة. زحف الجهلة من الناس إلى منزله وحرقوا كتبه حرقاً حقوداً... وهذا ما يمعن في فعله عامل الوليّ الفقيه في لبنان في موطن العلم والفكر والإبداع والثقافة والحياة الهنية. ومن أهداف الحزب الأساسيّة ضرب مفهوم الإنسان والحريّة التي قام عليه لبنان وبالتالي المجتمع الحرّ لأنّ بالحريّة لا يحتفظ "السيّد" بولاء الناس. "سيأتي على الناس زمان مساجد المسلمين عامرةٌ، وهي خرابٌ من الهدى، وفقهاء ذلك الزمان شَرُّ فقهاء تحت ظل السماء، منهم تخرج الفِتَنُ، وإليهم تعود"، كأن الإمام علي كان عالماً بما سيحدث في لبنان وإيران. لقد تمكّن الحزب بعقيدته المجوسيّة من إفقار مخيلة أتباعه من كلّ ما هو جميل بحيث يعتبرون أن الدمار والانهيار والقتل والدم هي الأشياء الجميلة على هذه الأرض.

أسوأ ما يمكن أن يحدث لمجتمع هو أن يسيطر من يدَّعون أنفسهم فقهاء وكهّان على المؤسسة الدينيّة وبواسطتها على جمهورهم. يزعمون، بوكالتهم المزيّفة عن الله، أنّهم أوصياء على العباد والبلاد. فيسخّرون بذلك دينهم لمصالحهم السياسيّة والعسكريّة والماليّة، ولإشباع شهواتهم السلطويّة ونزواتهم الدنيويّة، ويتاجرون بدينهم من أجل السلطة المطلقة وتكديس المال الحرام والإبداع في الجريمة المنظّمة. فبتزوير النصوص الدينيّة بتفاسير وشروح ومفاهيم مزيّفة وفتاوى غب الطلب، يتمّ إخضاع عقل الاتباع والأزلام بحيث يصبحون عبيداً لهم ولمشروعهم الشرّير وليس لله. 

هذه الانتخابات هي أيضاً عملية احتياليّة إلهيّة، بمعيّة الوليّ الفقيه، بصبغة دستورية لإضفاء شرعية قانونيّة وضعيّة ل "الثنائيّ الشيعيّ" مضافاً إليه "العونيّة البولانجيّة" ليندمجوا في "الثلاثيّ الممانع". هذا الأخير، طوعاً أو غصباً، سيعود ويسلم شرعيّاً الدولة والسيادة إلى حزب الله من أجل تحقيق مشاريع وأهداف مشغّله. أفعال وسلوكيّات الحزب تبنى وفقاً لمبدأ التقيّة، والربحيّة المستدامة في استثمار الدين والجهلة من الاتباع والجمهور، وإيصال الأزلام إلى أعلى المراكز بواسطة "البندقيّة الإلهيّة". هذا التحوير والتزييف، ما هو إلّا المدخل الشرعيّ إلى تحليل الكذب والنفاق والفجور وقتل الخصوم السياسيين والمفكرين غدراً. كذلك هو الحرام المحلّل في حماية الفساد والفاسدين والتحالف الانتخابي معهم ومع الحراميّة والوصوليّين والانتهازيّين. أمّا تغطية سارقي أموال الأرامل والمتقاعدين والشعب الآمن فهو حلال الحلال.  كلّ ذلك، لصالح سلاح المقاومة ومشروعها التدميري الذي ساهم ويستمر في قتل اللبنانيّين أكثر مما قتلت إسرائيل منذ نشأتها، وتدمير البلد على رؤوس أبنائه أكثر مما خرّبت إسرائيل في غزواتها واحتلالاتها. بكلّ بساطة، من يخالف، عن سابق تصور وتصميم، تعاليم الإمام علي ويستنبط إلهاً عجيباً غريباً من أجل مصالح غير مفهومة في الزمان والمكان، يستسهل عليه وبكلّ طمأنينة أن "يغلي الميثاق والدستور" و"يشرِّبنا زومهما" ويبيع ويشتري البلد في السوق الإقليميّ.  

"لا انتخابات في ظلّ الاحتلالات"، شعار أطلقناه في خضمّ العملية الانتخابيّة من أجل تبيان واقع الأمور السيئ وما آلت إليه، لإعادة توجيه بوصلة "الثورة" نحو الهدف الصحيح، ومن أجل حثّ "الثوار" على العقلنة والرويّة وحسن التدبير. نعني هنا بالاحتلالات المتمثلة بالاحتلال الإلهيّ للوطن، الذي تمكن من السيطرة على السيادة من ضمنها المعابر كافة، وعلى قرار السلم والحرب، وعلى خيارات المواطنين وعلى القرار الوطنيّ. كذلك، أمعن إمعاناً، وبالتواطؤ مع المنظومة المافياويّة بقيادة عرّابها، "مقسم الأرزاق"، من احتلال الدولة ومؤسساتها، والمجلس النيابيّ ومؤسستي القضاء والأمن، والضمان الاجتماعيّ، والاتحاد العمّاليّ والنقابات، والجامعة اللبنانيّة، ومشاعات الدولة، إضافةً إلى حسابات وأموال المودعين. كما تمكن هذا الحزب من احتلال الوعيّ واللّاوعيّ للجماهير، ترهيباً أو ترغيباً، واحتلال المساحة الثقافيّة والفكريّة والعلميّة. والأخطر من كلّ ذلك، ضرب الهويّة اللبنانيّة لتغييرها بما يتناسب مع عقيدة مشغّله.

التغيّير لا يمكن أن يأتي من الخضوع إلى المنظومة المافياويّة ومشاركتها فتافيت السلطة، لانّ أصحاب هذه المنظومة سوف يستشرسون من أجل الحفاظ على مكتسباتهم وامتيازاتهم المافياويّة والسلطويّة والماليّة. المثال الصارخ هو التحالف الرباعي الذي دمّر ثورة الأرز وأدخل أعضائه، المتعطشين للسلطة والمكاسب، في المنظومة. لذلك، نطلب من "الثوار" الشرفاء وكلّ من نزل إلى ساحات الثورة وخصوصاً في 4 آب الفائت، بدل التلهّي في هذه الانتخابات الفخّ، أن يحزموا أمرهم والعمل على بلورة مشروع وطنيّ إتقاذيّ بإمتياز يأخذ على محمل الجدّ كافة هواجس اللبنانيّين وتطلعاتهم من أجل استعادة الدولة وبنائها بما يتناسب مع آمال الأجيال القادمة. وهذا يتمثل، أولاً وقبل كلّ شيء، بإعلان بطلان العمليّة الانتخابيّة لأنّ القانون الحاليّ هو غير شرعيّ ويناقض مبادئ الدستور وأحكامه ويضرب ميثاق 1943 في الصميم. من ثمّ، رفض وعدم المشاركة، ترشحاً واقتراعاً ومساهمةً، في هذه الانتخابات ولتترك الساحة لأحزاب السلطة الآذاريّين كافّة للتناطح في ما بينهم.

الموقف الوطنيّ يتطلب رجالاً مناضلين وثابتين على وطنيّتهم ومواقفهم من أجل تحقيق المشروع المنشود المفترض أن يكون مبني على روحيّة ومبادئ ميثاق 1943...والرجال قلال...

بول ناصيف عكاري

 #عصابة_الستة

#المنظومة_المافياوية

#حزب_الكرتون

#عهد_الخراب

#متلازمة_الموارنة

#لا_انتخابات_في_ظلّ_الاحتلالات

 

الجامعة اللبنانية "تنزف"... ومصير الطلاب والأساتذة في خطر

جويل الفغالي/نداء الوطن/25 آذار 2022

للسنة الثالثة على التوالي، تعمّ الاضرابات والاحتجاجات الجامعة اللبنانية، لعدم إهتمام المعنيين في ملفها. وإن كان طلاب الجامعات الخاصة يدفعون مبالغ باهظة لمتابعة دراستهم، فإن طلاب الجامعة اللبنانية غير قادرين على الالتحاق بالتعليم الجامعي الخاص ويقعون ضحية هذا الإهمال. فما هو مصيرهم؟ وما هو مصير الاساتذة الذين خسروا أكثر من 90 بالمئة من قيمة رواتبهم؟ تتعرض الجامعة الوطنية لأخطر أزمة منذ تأسيسها في العام 1951، فهي لم تتوقف يوماً عن العمل حتى في أشد الأزمات والحروب، بل على العكس تابعت عملها وحافظت على اسمها. ولا يمكن تخيل حجم الخسارة إذا بقي ملف الجامعة معل٘قاً. فبحسب د. علي كمال فارس، وهو عضو في اللجنة التمثيلية للأساتذة المتعاقدين: "إن الجامعة اللبنانية وأساتذتها وطلابها والعاملين فيها بخطر، فهم لا يملكون القدرة على القيام بعملهم والحضور الى الكليات بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة وكلفة التنقل، كما لا يمكنهم العيش في ظل عقود مصالحة تحرمهم أدنى حقوقهم. لذلك فان إقرار ملفات الجامعة اللبنانية أصبح أمراً ضرورياً". ويناشد باسمه وباسم اللجنة التمثيلية، المسؤولين والحكومة، لوقف تهميش قضية الجامعة اللبنانية والعمل على إنصافها لإنقاذ العام الدراسي، فهي جامعة الوطن، والمرفق الحيوي للبلد، وجيش لبنان الثاني، اذ يجب حمايتها والحفاظ عليها".

تحديات الجامعة اللبنانية

وبحسب المدرب في الجامعة اللبنانية موسى سويدان، فإن التحديات التي تمر بها الجامعة هي عديدة ومنها:

 الموازنة: حيث لم يتم التعديل المطلوب في موازنة الجامعة اللبنانية، مع العلم أنه تم التعديل في موازنات المؤسسات العامة الأخرى، ما يهدد إستمرار الجامعة. فعلى سبيل المثال انخفضت مساهمة الدولة في الجامعة بين عامي 2018 و2022 من 386.50 مليار ليرة إلى 364.7 ملياراً. ولا تتعدى النفقات التشغيلية 17.6 بالمئة، ولم تُرفع بما يتناسب مع ارتفاع الأسعار وأزمة المحروقات. وكذلك بقى بند المحروقات على حاله بين العامين 2021 و2022 بينما جرت زيادته في موازنات المؤسسات العامة الاخرى، وكذلك بالنسبة إلى المطبوعات والقرطاسية وما يخص صيانة الأبنية.  الملف الساخن: ونعني بذلك ملف تعيين العمداء من قبل مجلس الوزراء، والمعرقل بسبب التوزيع الطائفي، الذي بدوره يعرقل الملفات الأخرى: ملف دخول الأساتذة المتفرغين في الملاك، ملف دخول الأساتذة المتعاقدين في التفرغ، وملف المدربين".

مصير الطلاب والخوف من المستقبل!

في الواقع، إن طلاب الجامعة اللبنانية هم الحلقة الأضعف وسط هذه الفوضى، خاصة لأنهم ينتمون إلى طبقة محدودي الدخل أو حتى الطبقة الفقيرة. حيث لا خيار أمامهم سوى الانتظار. ومع تأزم الوضع المعيشي، توجه عدد كبير من الطلاب إلى العمل وإهمال دراستهم. فما هو مصيرهم؟ وهل سيكون لدينا جيل جديد غير متعلم؟ يؤكد سويدان "أن أغلبية الأساتذة في الجامعة اللبنانية تفاعلت مع التعليم عن بُعد، "أونلاين". ولكن تبقى المشكلة في تعيين موعد الامتحانات التي علقت في الوقت الحالي حتى إيجاد الحلول. إضافة الى ذلك، يواجه الطلاب مشكلة في النقل بسبب كلفته العالية، فلا أحد يفكر بدفع تعويضات لهم، أو حتى تأمين باصات ووسائل نقل تمكنهم من الوصول الى الجامعة بأقل تكلفة. وكذلك عدم توفر الكهرباء في بعض الفروع ونقص في القرطاسية. إذاً هناك مشكلة تقنية، بعيدة جداً عن إهتمامات السياسين، فكيف لنا أن نبني جامعة الوطن دون وجود المقومات الاساسية؟".

الأساتذة في مهب الريح

"كان الأستاذ الجامعي يعيش بمستوى اجتماعي لائق"، يقول فارس، "أما اليوم فقد أصبح مثقلاً بالهموم المعيشية بعدما أصبح راتبه متدنياً جداً، حيث لا يتعدى الراتب الشهري لاستاذ متعاقد في الجامعة اللبنانية الـ2000000 ليرة لبنانية، إضافة الى غياب بدل النقل والضمان الصحي والمنح الدراسية. والأهم من ذلك غياب الاستقرار الوظيفي. لذلك من المفروض رفع معنويات الأساتذة في الأوقات الصعبة، وتحقيق المطالب التي يرفعونها، وذلك لضمان بقائهم، والحد من هجرتهم بسبب المماطلة في إقرار تفرغهم لأسباب ليس لها علاقة بالكفاءة، وللحفاظ على المستوى التعليمي العالي في الجامعة".

إن الجامعة اللبنانية هي العمود الفقري للمؤسسات العلمية والتعليمية داخل الوطن، لذا على الدولة الحفاظ عليها كونها تمد البلد بأرقى الكفاءات والمهارات. فلماذا حتى اليوم ما زالت مهمشة؟ فهل هناك من يسعى الى ضرب الجامعة الوطنية خدمة لبعض الجامعات الخاصة ولأهداف متماشية مع مصالحهم؟ إن ملف الجامعة اللبنانية هو ملف مصيري، يجب التحرك لإنقاذ الطلاب والاساتذة، وإنقاذ جامعة الوطن الوحيدة.

 

رسالة هامّة من "حزب الله" إلى مسيحيّي لبنان… والفاتيكان!

"ليبانون ديبايت/محمد المدني/25 آذار/2022

غرقت أروقة قصر بعبدا في سيل الإتهامات والإنتقادات التي وُجّهت إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أثناء زيارته إلى الفاتيكان، والسببُ بحسب مهاجمي عون، أنه قال "إن سلاح حزب الله يحمي المسيحيين في لبنان". ولم تنتهِ الحملة على الرئيس حتى الساعة، فكلّ طرف ينتظر الآخر على "مفرق" الأخطاء السياسية وغير السياسية، خصوصاً مع اقتراب الموعد الإستحقاق الأبرز، الإنتخابات النيابية. خلال رحلة عون إلى ايطاليا وزيارته الفاتيكان، التقى رئيس الجمهورية بـ البابا الفرنسيس وكبار المسؤولين في الفاتيكان، وهذا ليس سرًا، لكن ما لا يعلمه معظم اللبنانيين، أن هناك رأيين في الفاتيكان حول موضوع "حزب الله" وسلاحه، الأول يعتبر أن سلاح الحرب غير شرعي ويجب نزعه، والثاني يعتبر أن لا حلاً لسلاح الحزب إلاّ عبر الحوار، ولا شيء غير الحوار. تشير مصادر مقرّبة من رئاسة الجمهورية، إلى أن عون عرض وجهة نظره فيما يخصّ ملف "حزب الله"، وقد صرّح عون عنه خلال لقاءاته الرسمية والإعلامية التي عقدها خلال الزيارة، وما قاله عون بوضوح إن المقاومة في لبنان وُلدت من رحم المجتمع اللبناني عموماً والجنوبي خصوصاً، كردة فعل طبيعية على الإحتلال الإسرائيلي الذي دام لسنوات طويلة كانت صعبة وقاسية على اللبنانيين، فكان طبيعياً أن تُولد من رحم هذه المعاناة، مقاومةٌ مسلّحة هدفها طرد الإحتلال وحماية الأرض والوطن. وبصرف النظر عن تدخّل "حزب الله" في حروب الآخرين وعلى أرضهم، يعتبر عون أن الوقت سيأتي لانتهاء مهمة هذا السلاح، والإستراتيجية الدفاعية لا بدّ من تطبيقها عاجلًا أم أجلًا، والجدير بالذكر أن طوال عهد الرئيس عون، لم يخرج سلاح الحزب عن دوره في تثبيت معادلة الردع مع إسرائيل على الحدود الجنوبية. المصادر نفسها تؤكد أن الرئيس عون لم يقل أن سلاح الحزب يحمي المسحيين في لبنان، بل تمّ تحريف ما صرّح به، في حين أن ما أكده عون هو أن المسيحيين ليسوا بحاجة أحد لحمايتهم، لأنهم أصحاب هذه الأرض. على صعيدٍ آخر، كشفت مصادر مقرّبة من الحزب، أن الأخير يُقدّر عالياً موقف الرئيس عون ويعتبره وطنياً، ويعكس حقيقة الدور الذي يقوم به لحماية لبنان من الإعتداءات الخارجية . وقالت: "أن يسمع الفاتيكان وجهة نظر رسمية موضوعية لهو أمرٌ إيجابي جدًا، حتى لا يؤخذ الفاتيكان بأقوال بعض الدول أو الجهات المعادية للمقاومة التي تعمل على خلق صورة مشوشة أو مُسيئة عن حزب الله في ذهن الكرسي الرسولي. وأن تُنقل الصورة عن الحزب كما هي، ومن مرجع مسيحي رسمي، لهو أمرٌ بالغ الأهمية والإيجابية". لطالما حاول "حزب الله" أن يبيّن للرأي العام المسيحي حقيقة موقفه الوطني، وأنه ليس بصدد إقامة دولة ضمن دولة، وأن دوره لا يقوم على أساس التناقض مع الدور المسيحي في لبنان، وإنما يهدف إلى التكامل مع كل جهة تعمل لتحصين صيغة العيش المشترك، والتنوع الديني وحماية الدولة والمجتمع من العدوان والغلبة العددية أو العسكرية. كذلك، يرى الحزب في الموقف الفاتيكاني موقفًا واقعياً، ويدعو إلى تكثيف الحوار للحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان والشرق، وتجربة "حزب الله" بعد انتصار عام 2000 وخلال الحرب في سوريا، أكبر دليل على حمايته للمسيحيين وإصراره على وجودهم ضمن حياة كريمة ومواطنية متساوية.

 

إلى غادة عون: باسيل شريك رياض سلامة وهذه هي الأدلة!

رامي الأمين/موقع درج/25 آذار/2022

العدالة لا يمكن أن تكون انتقائية، ولا يمكننا إلا أن نلاحظ أن القاضية عون لم تدّعِ يوماً على عوني، ولطالما لاحقت خصوم العونية وانزلقت إلى سجالات مع آل غانم (مارسيل وشقيقه جورج) وغيرهم. وهو ما يشكل خروجاً عن قواعد العمل القضائي. لا ينطلق هذا المقال إلا من حسن الظنّ بالنائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون. فهي تجرّأت على تخطي الخطوط الحمر التي تضعها المنظومة السياسية الفاسدة حول عرّابيها وأهمهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. توقيف شقيقه رجا سلامة يعتبر خطوة تتسم بالجرأة، خصوصاً أن هذا التوقيف يقرّب أكثر فأكثر ما بين يديّ الحاكم والأغلال، ويفتح أبواب السجون على مصراعيها إذا استكملت التحقيقات وسمح للقضاء بمتابعة القضية، خصوصاً بعدما قام قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور، بإصدار مذكرة توقيف وجاهية بحق رجا سلامة، وهي خطوة تعني ذهاب القضاء بعيداً في ملاحقة الحاكم. شُجاعةٌ هي غادة عون، حينما طرقت أبواب شركة مكتّف، بل خلّعتها بحثاً عن الأموال التي تم تحويلها إلى الخارج تحت جنح الظلام. وهنا سنضرب صفحاً عن العراضة الإعلامية التي اصطحبتها معها إلى مقر الشركة، وعن المواكبة العونية الحثيثة لخطواتها “الميدانية”!

وشجاعة حينما ادّعت قبل سنتين على رياض سلامة بتهمة التلاعب بالدولار، في وقت كان الحاكم أشبه بأيقونة لا تمسّ. وهي شجاعة طبعاً حين لاحقت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في ملف قروض الإسكان. كل هذه الخطوات الشجاعة تحسب لها، هي التي تتعرض لأبشع أنواع التنمّر الذكوري فقط لأنها امرأة، أو بسبب مظهرها وتسريحة شعرها. وكلها أمور تزيد من الحاجة إلى دعمها ضد ذكورية المنظومة. إلا أن العدالة لا يمكن أن تكون انتقائية، ولا يمكننا إلا أن نلاحظ أن القاضية عون لم تدّعِ يوماً على عوني، ولطالما لاحقت خصوم العونية وانزلقت إلى سجالات مع آل غانم (مارسيل وشقيقه جورج) وغيرهم. وهو ما يشكل خروجاً عن قواعد العمل القضائي. المنظومة ليست فريقاً سياسياً واحداً. والقاضية عون تعرف ذلك تماماً. تعرف أن المصارف لا تمثل جهة سياسية محددة وحسب، بل هي بمثابة حزب واحد، أو “محفل” إذا جاز التعبير، يجتمع فيه ممثلون عن الأحزاب السياسية والطوائف. والتركيبة السياسية المعقدة للتحالفات والتقاطعات تجعل من فصل المصارف عن المنظومة والعكس بالعكس أمراً شبه مستحيل. والقاضية عون تعلم جيداً أن فريق “التيار الوطني الحرّ” متغلغل في منظومة المصارف، وينتمي عونيون إلى مجالس إدارات المصارف، ويشهر نوّاب عونيون سيف المصارف في وجه اي تشريع يضر بمصالح المصرفيين في مجلس النواب، كما أن هناك مصرفاً شهيراً يحسب بشكل حاسم وواضح على العهد، هو مصرف “سيدروس” الذي له حكاية، عن تورطه في الهندسات المالية، وعن تأسيسه المشبوه المترافق مع صفقة أبرمها العهد مع حاكم مصرف لبنان للتجديد له في أيار/ مايو 2017.

حكاية التجديد لسلامة معروفة ومنشورة في وسائل الإعلام. في جلسة مجلس الوزراء في 24 أيار/ مايو 2017، وقبل أن يرفع رئيس الجمهورية ميشال عون الجلسة، سأل الوزراء الحاضرين: هل هناك اعتراض على التجديد لرياض سلامة؟ ردّ وقتها كل من جبران باسيل ووزير العدل سليم جريصاتي بأن الحديث يجب أن يكون عن تعيينه في ولاية كاملة، وليس التجديد له. لم يعترض أحد. صدّق القرار، الذي طرح من خارج جدول الأعمال، هكذا في أقل من دقيقة واحدة، ونال سلامة ولاية كاملة بمباركة العهد، تنتهي في العام 2023. لكن ما لم ينشر في حينه هو سبب الحماسة العونية للتجديد لسلامة بهذه السرعة وبهذا الحسم، ومن خارج جدول الأعمال، وكيف أن هذا التجديد مرتبط بشكل أساسي، وموضوعياً، بـ”رشوة” قدّمها رياض سلامة للعهد عبر بنك “سيدروس”. كيف؟

في نيسان/ أبريل 2019 كشفت جريدة “الأخبار” أن مصرف لبنان منح في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2018 البنك المذكور تسليفات بالليرة اللبنانية بفائدة متدنية تبلغ 2 في المئة، وفي اللحظة نفسها، وظّف هذا البنك هذه التسليفات لدى مصرف لبنان على فترة 10 سنوات بفائدة تبلغ 10.5 في المئة. وهكذا كسب البنك ربحاً سنوياً من فارق الفائدة (8.5 في المئة) من دون أن يقوم بأي عمل أو يوظّف أي رأسمال أو يتحمّل أي مخاطرة. هذا كان جزءاً من هندسات مالية استفاد منها بنك “سيدروس” لمراكمة الأرباح على حساب الخزينة العامة. والهندسات المالية هي “لعبة” رياض سلامة مع المصارف لتحويل الأموال العامة إلى أموال خاصة، وقد استفادت معظم المصارف من هذه الهندسات، لكنها كلها نالت فارق فائدة لم يزد عن 6 في المئة، فيما بنك “سيدروس” استفاد من فائدة هي الأعلى وبلغت 8.5 في المئة. الجزء الأهم من الهندسات المالية التي استفاد منها “سيدروس” كان عام 2017، وحقق حينها المصرف المذكور، بالأسلوب نفسه، أرباحاً  بقيمة 42.3 مليون دولار. والأهم من كل ذلك هو توقيت هذه العملية المشبوه في العام 2017، حيث أجريت 3 عمليات هندسة مالية لخدمة “سيدروس” بين شهري آذار/ مارس وأيار/ مايو 2017، أي قبل أيام من التجديد لسلامة في جلسة مجلس الوزراء الشهيرة، فيما أجريت 4 عمليات أخرى في السنة نفسها بعد التجديد، فيما كان فريق رئيس الجمهورية يرفع الصوت عالياً ضد التجديد لسلامة، ليتحول الأمر، وبقدرة قادر، مع الملايين التي دخلت إلى خزينة “سيدروس” إلى التجديد له بإجماع مجلس الوزراء وباقتراح من رئيس الجمهورية من خارج جدول الأعمال، وترحيب احتفائي من جبران باسيل وسليم جريصاتي.

كان سلامة قد قدّم قبل ذلك “خدمة” إلى “سيدروس”، عبر السماح بتحويل رخصته من مصرف استثماري إلى مصرف تجاري عام 2017، في وقت كان هذا الأمر أشبه بمستحيل مع حرص المصرف المركزي على عدم إعطاء رخص تجارية ولا حتى رخص لتفريع المصارف التجارية الموجودة أصلاً. وبسحر ساحر، قدم سلامة هذا الاستثناء لمصرف “سيدروس”، ليصير مصرفاً تجارياً ويستفيد من الهندسات المالية المفصّلة على قياسه. وهذه العملية كان لميراي عون، ابنة رئيس الجمهورية، دور أساسي في تحقيقها، وكان عضوان مؤسسان في مجلس إدارة “سيدروس” مقرّبان بشكل كبير من الرئيس ميشال عون، وهما رائد خوري، الذي عيّن وزيراً للاقتصاد في ما بعد، وفادي عسلي، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الخليج العربي. بعد انتخابه مباشرة، اختار رئيس الجمهورية ميشال عون أن تكون زيارته الأولى خارج لبنان إلى المملكة العربية السعودية. حينذاك رافقه وفد كبير، ضمّ الوزيرين حينها جبران باسيل ورائد خوري، وكان فادي عسلي ضمن الوفد. في عشاء أقيم على شرف الرئيس من الجالية اللبنانية في السعودية، كان “سيدروس” عبر خوري وعسلي حاضراً في التنظيم والرعاية، وكان عسلي حينها عريفاً للحفل، فيها ألقى خوري كلمة في المناسبة.

يرى مصرفيون ومحامون على اطلاع على فترة تأسيس “سيدروس” ونيله رخصة مصرف تجاري واستفادته من الهندسات المالية، أن رئيس الجمهورية وفريقه السياسي كانوا يحاولون دائماً العمل على تعزيز مصالح “سيدروس” عبر دعمه بالعلاقات العامة و”الواسطة” السياسية. هذا الأمر حدث أيضاً في زيارة عون العراق في شباط/ فبراير 2018. هناك، فاوض الوفد اللبناني، وكان من ضمنه وزير مكافحة الفساد نقولا تويني، السلطات العراقية لاستعادة أموال لبنانية محجوزة في مصرف إربيل (عاصمة إقليم كردستان) المركزي منذ ما قبل عام 2003. وكان شرط فريق الرئيس أن تودع الأموال المستعادة والتي تبلغ نحو مليار دولار في بنك “سيدروس”. وهذا ما حدث بالفعل، وأموال اللبنانيين التي كانت عالقة في العراق عادت وعلقت في بنك “سيدروس” بعد الأزمة المالية. لكن هذه الحادثة تدلّ على حجم تدخّل فريق العهد في كل ما يخدم مصرف “سيدروس”، خصوصاً قبل الخلاف الذي وقع لاحقاً بين رائد خوري وجبران باسيل. هذه كلها معطيات يفترض أن تكون القاضية عون مطّلعة عليها بحكم متابعتها جريمة الهندسات المالية التي لا يختلف عاقلان على تسميتها بـ”الجريمة”. وإذا كانت غير مطّلعة عليها، فها هي أصبحت في عهدتها وعهدة القضاء، بمثابة إخبار للتحقيق فيه وسوق المشاركين بهذه الجريمة إلى العدالة، مع شريكهم رياض سلامة. خصوصاً أن هذه المعطيات تكشف بوضوح من هم شركاء سلامة في هذه الجريمة، وكيف قام باستخدام الهندسات لرشوة العهد للسكوت عنه وإبقائه حاكماً للمصرف المركزي. ولا يزال هناك من ضمن فريق العهد، من يعمل على حماية الحاكم. بما في ذلك رئيس الجمهورية نفسه، الذي طلب من مدّعي عام التمييز غسان عويدات عدم ملاحقة رياض سلامة، حتى لا يتم تعطيل العمليات المصرفية، بحسب ما كشف المحامي لؤي غندور في مقابلة تلفزيونية. “درج” سأل غندور عن هذه المعلومة الخطيرة، والتي تكشف بوضوح عن تدخل الرئيس في عمل القضاء لحماية رياض سلامة، فأكدها، مضيفاً: “خلّي مدّعي عام التمييز يطلع ينفي”.

 

أسبوع حاسم لتكامل المشهد الانتخابي

أحمد زين الدين/اللواء/25 آذار/2022

فيما لم تشهد وزارة الداخلية بعد الاقبال الكثيف على تسجيل اللوائح رغم أن ما يفصل عن نهاية المهلة لانجاز هذه المهمة هو عشرة أيام فقط، و51 يوما عن فتح صناديق الاقتراع امام الناخبين، الا أن التواصل بين مختلف القوى والتيارات والاحزاب والمجموعات تتواصل بوتيرة متسارعة لتظهير تحالفاتها، وبالتالي لوائحها، التي ينتظر بعضها اللمسات الأخيرة، وبعضها «يفرط» بعد حديث انها صارت على وشك الولادة . بأي حال، العمل والمساعي متواصلان لانجاز اللوائح بصورتها النهائية خلال الأيام العشرة الفاصلة عن اقفال تسجيل اللوائح، وجديدها أمس، اعلان المرشح عن المقعد السني في المنية نبراس بشير علم الدين، ضمن دائرة الشمال الثانية التي تضم طرابلس والضنية والمنية، في بيان، أنه تم التوافق على أن نخوض هذه المعركة الإنتخابية بالتحالف مع النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد وطه ناجي، ويلاحظ في هذه الدائرة ان هناك معضلة بشأن المقعد الماروني، لأن أغلب المرشحين عن المقعد في طرابلس هم من خارج المدينة: من زغرتا أومن بشري أو عكار، وقلة قليلة من طرابلس، علما أن عدد الموارنة نحو أربعة آلاف ناخب فقط . وامس سجل رسميا في وزارة الداخلية لاىحة عن دائرة الجنوب الاولى (صيدا – جزين) حملت اسم «لائحة الاعتدال قوتنا «ضمت:المهندس نبيل الزعتري عن صيدا؛ والنائب ابراهيم عازار وجوزيف سكاف عن جزين. وفي دائرة بيروت الثانية، فيما بات واضحا ان الأمور تتجه نحو أكثر من خمس لوائح، لم ترسو بعد الأمور في دائرة بيروت الأولى المرشحة بدورها لأن تشهد خمس أو ست لوائح، والواضح في التحالفات في هذه الدائرة ان «التيار الوطني الحر» سيكون على تحالف مع حزب «الطاشناق»، بعد افتراقهما في «المتن الشمالي».

اما في دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف – عالية)، لم يحصل بعد أي إتفاق نهائي بين القوى السياسية، وخصوصا بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب «القوات اللبنانية»، فالتقدمي قرر ترشيح شارل عربيد عن المقعد الكاثوليكي في الشوف بدلا من النائب نعمة طعمة الذي عزف عن الترشيح في هذه الدورة، بينما كانت معراب تريد مرشح حزب الوطنيين الاحرار فادي معلوف للمقعد الكاثوليكي. وكما علم من مصادر متابعة فإن التحالف ثابت بين «القوات اللبنانية» و«الوطنيين الاحرار» في دائرتي الشوف-عاليه وبعبدا سواء كانوا ضمن اللائحة المشتركة مع «الإشتراكي» أو لا .

اما بالنسبة للائحة المقابلة التي يجري العمل في سبيلها بين «التيار الوطني الحر» و«الحزب الديمقراطي» و«حزب التوحيد العربي»، لم يحصل اي اتفاق نهائي، لأن التيار يرفض بأي شكل ازعاج النائب فريد البستاني الذي ظل وفيا لتكتل «لبنان القوي» ولم يغادره، بعكس ما فعله كثير من الحلفاء الذين غادروا التكتل . بشكل عام، ووفقا للخبراء، فانه يتوقع، ان يسجل تراجع كبير في عدد المرشحين في بعض الدوائر بعد الرابع من نيسان المقبل مع انتهاء مهلة تشكيل اللوائح، لأن طلبات غير المنضوين في لائحة انتخابية تعتبر ملغاة تلقائيا، كما يرجح أن ينسحب عدد من المرشحين من المعركة الانتخابية بسبب اعتبارات مالية او بسبب تمنيّات حزبية. في الشأن الانتخابي،نبّهت هيئة الاشراف على الانتخابات النيابية من الخدمات أو المساعدات او الالتزامات أو دفع مبالغ للناخبين أو الجمعيات على اختلاف أنواعها لم يدرجوا على تقديمها في صورة اعتيادية منذ ما لا يقل عن ثلاث سنوات قبل بدء الحملة الانتخابية، وذلك مع تزايد حماوة الحملات الانتخابية للمرشحين واللوائح الانتخابية. ونبّهت الهيئة من أن مثل هذه التقديمات تحت أي صيغة تمت، تعتبر من الأعمال المحظورة، مشيرة إلى أنها تعرّض أصحابها إلى العقوبات المنصوص عليها في الفقرة 3 من المادة المذكورة أعلاه، وتشكل جرم الرشوة المنصوص عليه في قانون العقوبات.

 

العلاقة السعودية - اللبنانية من "إعلان جدة" إلى الادعاء على جعجع

فارس خشّان/الحرة/25 آذار/2022

في الرابع من ديسمبر الأخير، أجرى كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اللذين كانا مجتمعين في جدة، اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في خطوة خففت من حدة قطع السعودية ومعها كل من الإمارات والكويت والبحرين واليمن العلاقات الدبلوماسية مع لبنان، في نهاية أكتوبر الأخير. وكانت قد سبقت هذا الاجتماع الفرنسي - السعودي والاتصال الهاتفي الناجم عنه، استقالة وزير الإعلام اللبناني، في حينه، جورج قرداحي، الذي اعتبرت تصريحاته المعادية للمملكة والداعمة لـ"حوثيي" اليمن "النقطة التي أفاضت الكأس".

في حينه، تطلع ميقاتي وفريقه الدبلوماسي إلى أن يؤدي الاتصال الأول في نوعه بين رئيس الحكومة اللبنانية منذ تكليفه تشكيل حكومته وبين ولي العهد السعودي، بوساطة رئاسية فرنسية، إلى إعادة ما انقطع في العلاقات الخليجية - اللبنانية، في مهلة أسبوعين.

لكن حساب البيدر لم يأت متطابقا مع حساب الحقل، إذ سرعان ما دخل "حزب الله" على الخط، حيث رعى مؤتمرا للمعارضة البحرينية، في معاقله، بالضاحية الجنوبية لبيروت. وأثار هذا المؤتمر استياء ميقاتي، وسطر وزير الداخلية اللبنانية المحسوب عليه، بسام المولوي، مذكرات تطلب من القوى الأمنية ترحيل هؤلاء "المعارضين" من لبنان. بطبيعة الحال، بقيت هذه المذكرات حبرا على ورق، ليس لأن المولوي لم يكن جادا في ترجمة استياء ميقاتي، بل لأن "حزب الله"، متى وفر حماية لأي كان، فإن القوى الأمنية اللبنانية تقف مكتوفة الأيادي.

وفيما كانت الدول الخليجية المستهدفة بالخطوات التصعيدية التي اتخذها "حزب الله" تهز رأسها أسفا على ما وصلت إليه حال السلطة اللبنانية من عجز تام، أعادت الرئاسة الفرنسية، مع تراجع تحالف "حزب الله" - "حركة أمل" عن تعطيل اجتماعات مجلس الوزراء، تحريك قنوات اتصالها بالرياض، مستعينة بكل من القاهرة وأبوظبي والكويت. لكن السعودية ذكرت المسؤولين الفرنسيين بأن الاتصال الذي وافق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على إجرائه بميقاتي، لم يكن من دون أسس قوية ولا من دون أفق تنفيذية، على اعتبار أنه سبقه توافق على إصدار "إعلان جدة" الذي "جدد شباب" القرارات الدولية المتعلقة بلبنان والمتمحورة حول وجوب نزع سلاح "حزب الله" وترسيم الحدود اللبنانية - السورية، ناهيك عن وقف تهريب المخدرات إلى الأسواق الخليجية وإجراء الإصلاحات البنيوية ومكافحة الفساد. وافق المسؤولون الفرنسيون على المقاربة السعودية، ولكنهم لفتوا إلى ضرورة الإسراع في وضع الحكومة أمام مسؤولياتها خصوصاً أنها لا تتوقف، من خلال الاتصال برئيسها وبعدد من "مفاتيحها"، عن الإعراب عن حسن نياتها بهدف إصلاح ما أفسده الدهر في العلاقات مع دول الخليج عموما ومع المملكة العربية السعودية خصوصا.

ولم يأت الحض الفرنسي على الإسراع في بت الأمور العالقة مع لبنان من فراغ، بل بنى نفسه على أن التأخير في تقديم المساعدات المرجوة إلى الشعب اللبناني، وفق ما جرى الاتفاق عليه بين ماكرون وبن سلمان في جدة، من شأنه أن يهدم المؤسسات التربوية والاستشفائية والخدماتية المستهدفة بالمساعدة.

وبناء عليه، دخلت الكويت على الخط، بحيث ترجمت "إعلان جدة" إلى ورقة تتضمن نقاطا واضحة. وحازت هذه الورقة على موافقة خليجية وعربية وأوروبية وأميركية، فحملها وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، إلى المسؤولين اللبنانيين في 22 من يناير الماضي الذين صاغوا، من خارج مجلس الوزراء، الرد اللبناني الذي سلمه بعد أسبوع واحد، وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب، على هامش الاجتماع الوزاري التشاوري في الكويت. مرة جديدة، دخل "حزب الله" على الخط ورعى اجتماعين لما سمي بالمعارضة في شبه الجزيرة العربية، من دون أن "توفق" وزارة الداخلية اللبنانية في محاولاتها الرامية إلى تعطيلهما، الأمر الذي أظهر أن الوعود الرسمية لا تتكئ على أي قدرات تنفيذية.

وتجمد كل شيء، ولكن بعد إعطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامره لقواته العسكرية بغزو أوكرانيا، في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، عاد المسؤولون الفرنسيون إلى تحريك ملف العلاقات اللبنانية - الخليجية، على خلفية أن المخاطر على لبنان تضاعفت وتسارعت، ومن شأنها، في ضوء الارتفاع الجنوني في أسعار المحروقات كما في أسعار المواد التي تتشكل منها "السلة الغذائية"، أن تتسبب، في غضون أشهر قليلة جدا، في تجويع نسبة كبيرة من اللبنانيين الذين كانت قد قذفت بهم الكارثة المالية - الاقتصادية إلى ما دون خط الفقر. وقد استغل المسؤولون الفرنسيون زيارة وزير الأشغال اللبناني، علي حمية، المحسوب على "حزب الله"، إلى باريس، من أجل ترسيخ الرسالة التي سبق أن أوصلوها إلى الحزب، في مناسبات دبلوماسية عدة، وتقضي بضرورة عدم إعاقة محاولات ميقاتي الهادفة إلى إصلاح العلاقات مع الدول الخليجية. ولم تكن الرسالة مؤلفة من كلمات فحسب، بل جاءت، وفق تعبير دبلوماسي عربي في باريس، مفعمة بالإشارات أيضا، إذ أن المسؤولين الفرنسيين "فرشوا لوزير حزب الله السجاد الأحمر". في الوقت نفسه، رفع قادة لبنانيون مناوئون لـ"حزب الله" من وتيرة مناشداتهم للمملكة العربية السعودية للعودة إلى لبنان قبل الانتخابات النيابية، وعدم ترك الساحة كليا لإيران، لما في ذلك من انعكاسات على معنويات الشعب اللبناني وعلى أوضاعه المعيشية، وتاليا على خياراته الانتخابية التي يمكن أن تصب، بشكل كبير، لمصلحة "حزب الله" وحلفائه، سواء بالاقتراع أو بالمقاطعة.

وفي خلفية هذه المطالبة اللبنانية أن استقبال قيادات دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث تلعب إيران و"حزب الله" أدوارا عسكرية رائدة، ومهما كانت أسبابه (الاستقبال) الجيو - سياسية، يحتم أن يتم التعاطي الخليجي مع لبنان، بصرامة أخف من تلك المعتمدة، على اعتبار أن في لبنان قوى تحاول، بما تملك من قدرات، أن تواجه "حزب الله"، في حين أن الأسد ينسق معه ويرمي نفسه في أحضان إيران. وهكذا عاد الملف اللبناني - السعودي بوساطة فرنسية إلى التحرك، فزار وفد سعودي رفيع باريس، حيث عقد اجتماعات تنسيقية كان الملف اللبناني على رأسها، وفيها تقرر أن تخصص الرياض الصندوق الفرنسي - السعودي بستة وثلاثين مليون دولار مسحوبة من "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية"، على أن يتم البدء بتوزيعها، بعد صدور مواقف لبنانية واضحة من "إعلان جدة" و"الورقة الخليجية"، على اعتبار أن هناك من سوف يحمل هذه "المبادرة الإغاثية " أبعادا سياسية، ويجد أنها "أول الغيث". وعليه نشطت الاتصالات اللبنانية - الفرنسية التي أسفرت عن إطلالات للرئيس نجيب ميقاتي في بعض الصحف السعودية، قبل أن يكرس مواقفه في بيان رسمي تعهد فيه بأن تلتزم حكومته بكل ما ورد في "الورقة الخليجية". ولأن المملكة العربية السعودية علقت، ولأول مرة على موقف إيجابي يطلقه ميقاتي تجاهها وتجاه مطالبها وتجاه العلاقات اللبنانية - الخليجية، اعتبر كثيرون أن الأمور سوف تسلك مسارها السابق، وسوف يعود السفراء الذين تم سحبهم من لبنان وتم ترحيلهم من الدول الخليجية، إلى مناصبهم، قريبا جدا.

ولكن المسؤولين الفرنسيين يبدون حذرا شديدا حيال التفاؤل اللبناني الكبير، فهم متأكدون من أن السعودية قررت إرسال مساعدة إلى الشعب اللبناني، ولكنهم ليسوا كذلك، بالنسبة لعودة السفراء. وثمة من يدعو إلى انتظار الموقف الذي سوف يصدر عن اجتماع مجلس التعاون الخليجي المقرر في السابع والعشرين من مارس الحالي، حيث سيتم البحث في المسألة اللبنانية كما في الأجوبة اللبنانية الخاصة بالورقة الخليجية.

وبين التفاؤل والاجتماع الخليجي أيام كفيلة بتوضيح السلوك اللبناني وتاليا بانقشاع الضباب عن المدى الذي يمكن أن تذهب إليه الرياض. وكان لافتا للاهتمام، أنه في ظل موجة التفاؤل هذه، وفيما شنت كتلة "حزب الله" النيابية هجوما على "الإجراءات والممارسات التعسفية والإرهابية التي يقوم بها النظام السعودي"، أقدمت المحكمة العسكرية في لبنان التي يضعها كثيرون في عهدة تحالف "التيار الوطني الحر" - "حزب الله" وفي لحظة لا يمكن ربطها منطقيا إلا بمخاوف المتضررين من عودة الاهتمام السعودي بلبنان، على الادعاء بمواد تصل عقوباتها إلى الإعدام، على رئيس "حزب القوات اللبنانية"، سمير جعجع، في ملف الاشتباكات التي شهدتها منطقة الطيونة في الرابع عشر من أكتوبر الماضي، بين مسلحي "حزب الله" و"حركة أمل" من جهة وبين سكان بلدة عين الرمانة الذين ينتمي بعضهم إلى حزب "القوات اللبنانية"، من جهة أخرى. وفي القاموس اللبناني، فإن جعجع الذي ينشط جدا في تجهيز الأرضية الملائمة له بالانتخابات النيابية المقررة في منتصف مايو المقبل، يعتبر، منذ تدهور العلاقة بين القيادة السعودية والرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، رجل المملكة الأول في لبنان. وعليه، هل يمكن أن يعطل الادعاء على جعجع الإيجابيات السعودية المرتجاة؟ أم أنه يسرعها من أجل تفويت الفرصة على كل من يعمل على تعكير المياه للاصطياد فيها؟ إذا تم الركون إلى الأسبقيات، فإن هذا الادعاء المفاجئ، بهذا التوقيت، قد يعيد الأمور إلى الوراء، لأنه يظهر، مجددا، أن في لبنان نوعين من الحكام: الأول يجيد الكلام المعسول، والثاني يحترف الارتكابات الخطرة.

 

الاتفاق النووي ليس حلاً للبنان: صراع الرؤساء والقضاء يشتدّ

منير الربيع/المدن/25 آذار/2022

يستمر العبث اللبناني على وقع التداول بأفكار تتعلق بإنتاج تسويات على الطريقة اللبنانية، لكنها كلها لم تتبلور بعد.

عودة إلى صفقات قديمة

تبدأ الأفكار من إغلاق ملف التحقيق في تفجير مرفأ بيروت، مقابل إغلاق ملف التحقيق والإجراءات القضائية مع المصارف، لإنضاج اتفاق على رزمة تعيينات وتشكيلات مالية وقضائية وأمنية وعسكرية. لكن كل هذه الأفكار لم تصل إلى أي توافق بين الأطراف المتعارضة: الرؤساء الثلاثة والتيار العوني وحزب الله. فرئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة يريدان إبرام صفقة بحدود دنيا، من دون الدخول في تعيينات وتشكيلات، بل لإغلاق ملف تفجير المرفأ، أي الإطاحة بطارق البيطار، وإغلاق التحقيق مع المصارف، ووقف التعقبات في حق حاكم المصرف المركزي، بهدف حماية الاستقرار وعلاقة لبنان مع المصارف المراسلة، والخوف من تداعيات هذه المخاطر على الوضع المعيشي والاجتماعي. في المقابل، يصر رئيس الجمهورية ورئيس التيار العوني على إبرام سلّة متكاملة لينجحا في فرض التشكيلات التي يريدانها، على مسافة أشهر من الانتخابات النيابية. ولذلك نشهد الكثير من التخبط والتصعيد الكلامي في المواقف، واستغلال ما تبقى من مؤسسات رسمية لفرض مسارات مختلفة: كتشكيل لجنة برئاسة وزير العدل لمتابعة الملف القضائي مع المصارف. وهذا ضرب كامل لنظرية استقلال القضاء وفصل السلطات. إضافة إلى عقد جلسات حكومية لمناقشة القضاء والتدخل في عمله. وهناك أيضًا استمرار استخدام سعر صرف الدولار ورفع الأسعار، وتدفيع اللبنانيين ثمن المناكفات والتحاصص.

النووي لا يغير شيئًا

وفي حال عدم الوصول إلى اتفاق يستمر التصعيد. وهذا قد يضع الانتخابات في خطر مؤكد. أما في حال الاتفاق فتبقى كل هذه البهلوانيات في خانة العبث السياسي، واستثمار الوقت الضائع في انتظار متغيرات إقليمية تنعكس على الواقع الداخلي، وتؤدي إلى تسوية جديدة تتعلق باستحقاق الانتخابات النيابية، وتشكيل الحكومة بعدها، وانتخاب رئيس جمهورية، وإجراء تعيينات في المواقع الأساسية والأولى في الدولة. وذلك يحتاج إلى انتظار تبلور الصورة الاقليمية والدولية في المرحلة المقبلة، لا سيما الاتفاق النووي وانعكاسه على الواقع الداخلي اللبناني. ومخاطر الاتفاق ستكون أكبر من تلك التي حصلت بعد توقيع الاتفاق الأول سابقًا. ففي العام 2015 وعندما حصل الاتفاق النووي، لم يكن لدى إيران سوى ملف التخصيب. أما في العام 2022 فأصبح الإيرانيون يمتلكون الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة، وهي تشكل عناصر أكثر خطورة على الوضع الإقليمي من السلاح النووي. لكن الاتفاق لن يؤدي إلى أي تغيير في دور إيران في المنطقة، ولن يخفف من قدرتها على الأذى. فالنووي لا يمكن استخدامه، فيما الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة قابلة للاستخدام. واليوم أصبح لبنان في قلب المعادلة الإقليمية، بعد مواقف أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وتوكيده أن لبنان أصبح قادرًا على تصنيع صواريخ دقيقة وصناعة طائرات مسيرة.

المشكلة اقتصادية

والتطورات السياسية أو العسكرية لا تنعكس سلبًا على إيران في المنطقة. وما يشكل عناصر ضغط عليها هي الأزمة الاقتصادية في الداخل الإيراني، وفي الدول التي تتمتع طهران بنفوذ فيها. وهي غير قادرة على تحسين الوضع لا في سوريا ولا في لبنان أو في اليمن والعراق. لذلك، فإن أي تسوية في المنطقة تحتاج إلى اتفاق إقليمي بين إيران والدول الإقليمية. وهذا يحتاج إلى مزيد من الوقت وفي انتظار وجهة دول الخليج، ولا سيما المملكة العربية السعودية وما تقرره في لبنان في إطار سعيها إلى استعادة التوازن.

 

جبران – رياض سلامة: دروس في الفساد والخيانة

حازم الأمين/موقع درج/25 آذار/2022

لا شيء أوضح من فساد جبران باسيل! إنه حقيقة جلية لا يمكن أن يخطئها أحد. لكن السؤال هو عما إذا كان هذا الوضوح مفيداً لمواجهة هذا الصهر. المعركة التي يخوضها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، تكشف تشابهاً مخيفاً بين فسادي الخصمين، وجبران لا يخبئ وجهه حين يواجه بوقائع الشراكة الموثقة بينه وبين سلامة. ففي أحد الأيام من عام 2016 دخل ميشال عون إلى اجتماع الحكومة، وطلب من خارج جدول الأعمال التجديد لرياض سلامة! أصيب الحاضرون حينها بالذهول، ذاك أن سلامة كان في حينها خصمه، وسئل الرئيس عما إذا كان ما يعنيه هو تمديد ولاية الحاكم، فأجاب ليس تمديد الولاية بل تجديدها! وظهر الثمن لاحقاً عبر حصة وازنة من الهندسات المالية منحت لبنك “سيدروس”، أهداها سلامة للرئيس من ودائع اللبنانيين. ولطالما أبدى الحاكم كرماً خص به أركان المنظومة، على حساب من ائتمنوه على جنى أعمارهم.

هذه الواقعة موثقة بكل تفاصيلها، عبر محضر اجتماع مجلس الوزراء وعبر بيانات الهندسات المالية وتواريخ توزيعها على المصارف ذات العلاقة بأركان السلطة. جبران لا ينفيها، ويقول إن من حقه أن تكون له حصة من الهندسات، مثلما كان من حق سعد الحريري عبر “بنك البحر المتوسط” ونجيب ميقاتي ونبيه بري عبر “بنك عودة”. أما اليوم، فاستهدافه سلامة عبر القاضية غادة عون، ليس من باب مكافحة الفساد، والأرجح أنه لا يهدف إلى حصد أصوات في الانتخابات، بل لأن المنصب عندما يشغر سيكون لماروني يختاره باسيل، والمهمة يجب أن تنجز قبل نهاية عهد ميشال عون، وإلا فإن بري أو ميقاتي قد يسبقانه إليها! لم تعد مجدية مساجلة جبران باسيل بفساده، من دون أن يعني ذلك عدم جدوى مواصلة فضحه كلما سمحت فرصة. الفضح يجب أن يكون في سياق توثيقي، أما المساجلة فقد فقدت مهمتها السياسية. الرجل لا ينكر ما يقوم به، وهو لا يملك من الكرامة الوطنية ما يدفع فضيحة فساد إلى استفزاز شيء فيه. لا بل هو الآن يسعى إلى توظيف الفساد في تظهير صورة له بوصفه أعاد للمسيحيين حقهم في أن يكون زعيمهم فاسداً، ذاك أن هذا الزعيم كان في أسفل سلم الفساد، في ظل هيمنة زعماء المسلمين على مقدرات الدولة وعلى فسادها. نعم جبران أعاد للمسيحيين هذا “الحق”، وها هو الآن يوظف هذا الإنجاز في الانتخابات. هذا ما تعنيه العونية اليوم، وهذا ما تعنيه اللوائح الانتخابية التي انتظم فيها الفاسدون في تحالفات مهينة لجماعاتهم. “حزب الله” و”حركة أمل” والتيار العوني، ثلاثتهم يتصدرون لوائح السلطة غير خجلين من أن هذا الانتظام سبقه إغراقهم جماعاتهم بمشادات مذهبية بذيئة ومقززة تبادلوها، ووصف خلالها جبران نبيه بري بالبلطجي، ورد أنصار الأخير بوصفه بالـ”زمك”! أما اليوم فيجمعهما أمران، “حزب الله” والفساد!

نعم الفساد، وليس مكافحة الفساد، هو المضمون الفعلي للطاقة “الانتخابية” لجبران باسيل! هو العمق الفعلي لخطابه الذي يتوجه به إلى ناخبيه. يقول لهم أنا المسيحي القوي الذي تمكن من مضاهاة فساد نبيه بري، وأنا المسيحي القوي الذي فرض على “حزب الله” أن يسعفنه في حربه على الطائفة السنية. هذا هو تماماً ما يجعل من باسيل قوياً، وما يعطيه فرصاً لتصدر غيره، وبهذا المعنى يجب الانتقال في مواجهته من مستواه السجالي إلى مستواه التوثيقي، ذاك أن المستوى الأخير يتيح لنا بناء قصة، وشق طريق للتأريخ لكارثتنا، أما السجال في ظل انعدام بنية أخلاقية تقيم الحد على من يثبت فساده، فهو صراخ في العدم وفي الفراغ.

لا شيء أوضح من فساد جبران باسيل! إنه حقيقة جلية لا يمكن أن يخطئها أحد. لكن السؤال هو عما إذا كان هذا الوضوح مفيداً لمواجهة هذا الصهر. الأرجح أنه لن يكون مفيداً، تماماً مثلما أصابنا حين توهمنا أن اتهامه بالعنصرية سيحسب عليه، وإذ به يوظفه في صورة المدافع عن حق الجماعة في أن تنعزل وفي أن تكره وفي أن تتعالى، فأطلق عبارته الأثيرة: “أنا عنصري من أجل لبنان”، والأرجح أنه ربح السجال وأحسن توظيفه في الضيق وفي رذائل الجماعات وأوهامها. اليوم جبران يخوض معركة جعل الفساد محموداً ومطلوباً ومنافساً. أنا فاسد لأنني قوي ولأنني أصلح لمنافسة الفاسدين من زعماء الطوائف الأخرى، وها قد فرضت عليهم ضمي إلى لوائحهم، أنا القوي صهر القوي وحليف الأقوياء. وعبادة القوي أمر لطالما حفلت به المجتمعات المهزومة والضعيفة. يعرف جبران أن “القوة” تخاطب بالمسيحيين حساسية راكموها خلال سنوات “الضعف” السورية والحريرية. هو أصلاً مصاب بسيندروم القوي، وحين يملك الشجاعة لمخاطبة حليفه “البلطجي” يخرج صوته من هذا الفصام، ويظهر وكأنه يتحدى ضعفه الخاص، بعدما استبدل قويّه بـ”حزب الله”، وكأني بجبران يقول أن الحزب هو من يستحق الرهبة والخوف، أما غيره فمثله مثلي، فاسد وهو مجرد شريك في الغنيمة. والحال أن هذه الشفافية بالعلاقة مع الفساد تجعل من أي جهد استقصائي عملاً بدهياً لا يرقى إلى مستوى الجهود التي يتطلبها العمل الاستقصائي. فالصحافي لا يحتاج إلى أكثر من العودة إلى محاضر مجلس الوزراء لكي يمسك بخيط الفساد الباسيلي.  سلامة فاسد من دون حماية أهلية، فيما حصن باسيل فساده كما حصّن عنصريته بخطاب مذهبي ستكون الانتخابات اختباراً قاسياً لمدى اشتغاله. ومعادلة “اللهم اضرب الفاسدين بالفاسدين”، لم تعد تصلح في ظل معادلة “الفساد كفضيلة مذهبية”، فالفاسد، حين يضرب فاسداً، سيولد فاسد جديد. هذه المعادلة كرسها انتظامهم في لائحة “الأقوياء” التي تضم فاسدي المنظومة، والتي تخاطب ضعفاء هذه الجمهورية المتهالكة، وما أكثرنا نحن ضعفاء هذه الأرض.

 

أسبوع حاسم لاكتمال المشهد الانتخابي

أحمد زين الدين/اللواء/25 آذار/2022

فيما لم تشهد وزارة الداخلية بعد الاقبال الكثيف على تسجيل اللوائح رغم أن ما يفصل عن نهاية المهلة لانجاز هذه المهمة هو عشرة أيام فقط، و51 يوما عن فتح صناديق الاقتراع امام الناخبين، الا أن التواصل بين مختلف القوى والتيارات والاحزاب والمجموعات تتواصل بوتيرة متسارعة لتظهير تحالفاتها، وبالتالي لوائحها، التي ينتظر بعضها اللمسات الأخيرة، وبعضها «يفرط» بعد حديث انها صارت على وشك الولادة . بأي حال، العمل والمساعي متواصلان لانجاز اللوائح بصورتها النهائية خلال الأيام العشرة الفاصلة عن اقفال تسجيل اللوائح، وجديدها أمس، اعلان المرشح عن المقعد السني في المنية نبراس بشير علم الدين، ضمن دائرة الشمال الثانية التي تضم طرابلس والضنية والمنية، في بيان، أنه تم التوافق على أن نخوض هذه المعركة الإنتخابية بالتحالف مع النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد وطه ناجي، ويلاحظ في هذه الدائرة ان هناك معضلة بشأن المقعد الماروني، لأن أغلب المرشحين عن المقعد في طرابلس هم من خارج المدينة: من زغرتا أومن بشري أو عكار، وقلة قليلة من طرابلس، علما أن عدد الموارنة نحو أربعة آلاف ناخب فقط . وامس سجل رسميا في وزارة الداخلية لائحة عن دائرة الجنوب الاولى (صيدا - جزين) حملت اسم «لائحة الاعتدال قوتنا «ضمت: المهندس نبيل الزعتري عن صيدا؛ والنائب ابراهيم عازار وجوزيف سكاف عن جزين.

وفي دائرة بيروت الثانية، فيما بات واضحا ان الأمور تتجه نحو أكثر من خمس لوائح، لم ترسُ بعد الأمور في دائرة بيروت الأولى المرشحة بدورها لأن تشهد خمس أو ست لوائح، والواضح في التحالفات في هذه الدائرة ان «التيار الوطني الحر» سيكون على تحالف مع حزب «الطاشناق»، بعد افتراقهما في «المتن الشمالي». اما في دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف - عالية)، لم يحصل بعد أي إتفاق نهائي بين القوى السياسية، وخصوصا بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب «القوات اللبنانية»، فالتقدمي قرر ترشيح شارل عربيد عن المقعد الكاثوليكي في الشوف بدلا من النائب نعمة طعمة الذي عزف عن الترشيح في هذه الدورة، بينما كانت معراب تريد مرشح حزب الوطنيين الاحرار فادي معلوف للمقعد الكاثوليكي. وكما علم من مصادر متابعة فإن التحالف ثابت بين «القوات اللبنانية» و«الوطنيين الاحرار» في دائرتي الشوف-عاليه وبعبدا سواء كانوا ضمن اللائحة المشتركة مع «الإشتراكي» أو لا.

اما بالنسبة للائحة المقابلة التي يجري العمل في سبيلها بين «التيار الوطني الحر» و«الحزب الديمقراطي» و«حزب التوحيد العربي»، لم يحصل اي اتفاق نهائي، لأن التيار يرفض بأي شكل ازعاج النائب فريد البستاني الذي ظل وفيا لتكتل «لبنان القوي» ولم يغادره، بعكس ما فعله كثير من الحلفاء الذين غادروا التكتل. بشكل عام، ووفقًا للخبراء، فإنه يتوقع، ان يسجل تراجع كبير في عدد المرشحين في بعض الدوائر بعد الرابع من نيسان المقبل مع انتهاء مهلة تشكيل اللوائح، لأن طلبات غير المنضوين في لائحة انتخابية تعتبر ملغاة تلقائيا، كما يرجح أن ينسحب عدد من المرشحين من المعركة الانتخابية بسبب اعتبارات مالية او بسبب تمنيّات حزبية. في الشأن الانتخابي، نبّهت هيئة الاشراف على الانتخابات النيابية من الخدمات أو المساعدات او الالتزامات أو دفع مبالغ للناخبين أو الجمعيات على اختلاف أنواعها لم يدرجوا على تقديمها في صورة اعتيادية منذ ما لا يقل عن ثلاث سنوات قبل بدء الحملة الانتخابية، وذلك مع تزايد حماوة الحملات الانتخابية للمرشحين واللوائح الانتخابية. ونبّهت الهيئة من أن مثل هذه التقديمات تحت أي صيغة تمت، تعتبر من الأعمال المحظورة، مشيرة إلى أنها تعرّض أصحابها إلى العقوبات المنصوص عليها في الفقرة 3 من المادة المذكورة أعلاه، وتشكل جرم الرشوة المنصوص عليه في قانون العقوبات.

 

سلامة باقٍ: "فوضى" تعيينات في حكومة ميقاتي

ملاك عقيل/أساس ميديا/25 آذار/2022

تعيينات "فوضوية" شهدتها حكومة ميقاتي منذ استئناف جلساتها في 24 كانون الثاني بعد تعطيل دام أكثر من ثلاثة أشهر، الأمر الذي فتح الباب أمام تساؤلات عن احتمال حصول توافق سياسي على تعيينات من "الوزن الثقيل".

لكنّ معلومات "أساس" تؤكّد أنّ كلّ ما يُحكى عن تعيينات قضائية تشمل قضاة كباراً وعن تعيين حاكم مصرف لبنان جديد لا أساس له من الصحّة. حتّى الآن هناك تضارب في المعلومات حول تلبية رياض سلامة "المُدّعى عليه" دعوة عدّة وزراء لحضور الجلسة المقبلة لجلسة مجلس الوزراء.

مرسوم الترقية

منذ ثلاثة أيام صدر مرسوم ترقية عضويْ المجلس العسكري الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع محمد المصطفى والعضو المتفرّغ في المجلس العسكري بيار صعب إلى رتبة لواء. شهر ونحو أسبوعين هي المدّة التي فصلت بين قرار التعيين "المُلتبس" الصادر عن مجلس الوزراء في 10 شباط الماضي بسبب اعتراض الفريق الشيعي على التعيينات، وبين ترقية الضابطين بمرسوم عاديّ وقّعه وزير المال ووزير الدفاع ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، مع العلم أنّ المرسومين يصدران بالعادة في التوقيت نفسه. فَرَض رئيس الحكومة اسم قائد اللواء الثاني العميد المصطفى، من دورة الـ 94، لتعيينه أميناً عامّاً للمجلس الأعلى للدفاع. قرارٌ غير اعتيادي واستثنائي في المؤسسة العسكرية بسبب القفز مباشرة نحو دورة الـ 94 وتجاوز نحو 120 عميداً يسبقونه بالأقدميّة، وهو ما أدّى إلى إرباك كبير على مستوى التراتبية. الأهمّ أنّ القرار أطاح بحقّ عمداء سُنّة، منهم مثلاً العميد خليل يحيى (دورة 85) والعميد وليد السمرجي (دورة 85) والعميد أحمد الأسير (دورة 86)، في اقتناص فرصة التعيين في هذا الموقع. "قَطَع" التعيين بالنهاية مع تجاوز رأي قائد الجيش في الضابطين المصطفى وصعب، وعلى الرغم من اعتراض الثنائي الشيعي على التعيينات التي "دُوزِنت" لاحقاً عبر ملء الشغور في موقع نائب المدير العامّ لأمن الدولة الذي يشغله ضابط شيعي.

 أين مرسوم صليبا؟

يمثّل نموذجاً آخر من التعيينات المُرتبكة تأخّرُ صدور مرسوم تعيين اللواء طوني صليبا مديراً عامّاً لأمن الدولة بصفة مدنية بعد قرار مجلس الوزراء قبول استقالته في 10 آذار الجاري. تكمن مشكلة المرسوم، الذي وقّعه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس بانتظار توقيع رئيس الجمهورية عليه، في أنّه مخالف للقانون بتأكيد أكثر من مرجع قانوني، وهذا ما قد يعرّضه للطعن خلال مدّة شهرين من صدور المرسوم. الجِهة الطاعنة هي كلّ متضرّر من صدور المرسوم من بين موظفي الفئتين الأولى والثانية أو من رتبة عقيد وما فوق الذين يحقّ لهم بالقانون أن يُعيَّنوا، أو من حملة الشهادة الجامعية وفق الفتوى القانونية التي أجازت تعيين صليبا بصفة مدنية على الرغم من مخالفة القرار قانون الموظفين لناحية السنّ. سيُقدَّم الطعن، إذا حصل، أمام مجلس شورى الدولة ورئيسه فادي الياس الذي فَرَز جهاز أمن الدولة عناصر عسكرية لحمايته. يتّكئ فريق القصر الجمهوري على رأي قانوني بأنّ "التعيين من خارج الملاك لا يستلزم سوى شرط الشهادة الجامعية فقط". وهو رأي لا يأخذ بالاعتبار ضرورة توافر شروط التعيين في الموظف وعلى رأسها السنّ.

بديل عن سلامة؟

احتمالُ تعيين حاكم مصرف لبنان جديد يخلف حاكم لم تنتهِ ولايته بعد، حيث تمّ التجديد لرياض سلامة في 24 أيار 2017 لولاية من ستّ سنوات تنتهي في أيار 2023، يجسّد نموذجاً ثالثاً عن تعيينٍ قد يُدخِل حكومة نجيب ميقاتي التاريخ. برّرت محطة "OTV" المحسوبة على التيار الوطني الحر التجديد لسلامة قبل خمس سنوات بهدف "تأمين أفضل استقرار نقدي وماليّ في البلاد، واتّقاءً لعاصفة ممكنة من صوب دونالد ترامب". اليوم اتُّخِذ قرار عوني معاكس للأسباب الموجبة للتمديد لسلامة. لن يترك رئيس الجمهورية ميشال عون قصر بعبدا، كما يُكرّر دائماً، قبل أن يرى رياض سلامة في منزله أو في السجن. بعدما سلّم عون بأنّ سلامة هو العامل "المفجّر" للاستقرار النقدي والمالي، الذي ساهم في انهيار عهده بالتكافل والتضامن مع رموز "المنظومة". لكن وفق مصدر مطّلع فإنّ تعيين بديل عن الحاكم الحالي لن يرى النور. فرياض سلامة، على الرغم من وشوشات الكواليس، باقٍ في موقعه ولن يغادر، وهو لا يزال يحظى بغطاء أميركي وبغطاء رئيسيْ مجلس النواب والحكومة. في هذا السياق بدت لافتةً تغريدةُ وزير الثقافة محمد بسام مرتضى المحسوب على الثنائي الشيعي قاصداً رياض سلامة إذ قال: "يهرب إلى الأمام ويخلق الأزمات من خلال ممارسة التضييق على استيراد المحروقات عبر استبدال آليّة التحويل بأخرى مُربكة، ويضع أسقفاً لسحب الرواتب، كلّ ذلك لفرض أوراق مساومة. لكنّ البلد ومَن في البلد أكبر منه ومن مشغّليه، ومحاولاته المقيتة لن تثمر إلا وبالاً عليه". طرحت هذه الرسالة السياسية القاسية والمباشرة تساؤلات عن مغزاها في هذا التوقيت. يجزم العارفون أنّ الوزير مرتضى يملك هامشاً واسعاً من التعبير داخل مجلس الوزراء وخارجه، وقد وَجَدَ في سياق المعطيات، التي عُرِضت في مجلس الوزراء، أنّ سلامة ينفّذ ما يُشبه الانقلاب ردّاً على التعاطي القضائي معه ومع شقيقه رجا. وفق المعلومات، طَلَب مرتضى والوزيران مصطفى بيرم وعباس الحاج حسن وغيرهم حضور سلامة جلسة مجلس الوزراء المقبلة لاستيضاحه حول تعديله آليّة تحويل الدولارات إلى الخارج والتراجع عن آليّة ضخّ الدولارات للشركات والمستوردين عبر منصّة "صيرفة". الأمر الذي انعكس في عودة الطوابير، خصوصاً أمام محطات الوقود، وارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وخلق أزمة بنزين ومازوت، إضافة إلى تقليص سقف السحوبات للرواتب، والأهمّ عدم معرفة الرقم الحقيقي للاحتياط الإلزامي، وعدم التزام سلامة بقرارات مجلس الوزراء. يُضاف إلى ذلك تحذير وزير الطاقة وليد فياض من "أنّنا أمام أزمة محروقات كبيرة جداً وخطيرة بسبب تغيير آليّة التحويل وتعقيدها". يُقدِّر مراقبون أنّ هذه الرسالة تعكس موقف حزب الله من رياض سلامة وليس نبيه برّي. لكن ليس مؤكّداً بعد أنّ سلامة المدّعى عليه سيحضر الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، خصوصاً أنّه يعتمد تقنيناً قاسياً في تنقّلاته. على الرغم من كمّ الدعاوى التي تحاصره في الداخل وملفّاته القضائية المفتوحة في الخارج، لن يتزحزح رياض سلامة من موقعه لأنّ الغطاء السياسي لاستمراره في الحاكمية ما يزال قائماً.

سخرية المولوي

وصل الاستخفاف بالإجراءات القضائية المتّخذة بحقّ سلامة إلى حدّ سخرية وزير الداخلية بسام المولوي خلال تصريح إعلامي من إمكانية إصدار المدّعية العامّة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون مذكرة توقيف غيابية بحقّ حاكم مصرف لبنان بعد رفضه المثول أمامها. إذ قال القاضي المولوي عن "زميلته" القاضية غادة عون ضاحكاً: "مش مشكل تَعمِل مذكرة". إنّها منهجية التفكير نفسها التي تتحكّم اليوم بأسلوب مقاربة رئيس الحكومة لملفّ رياض سلامة.  يؤكّد مصدر قريب من ميقاتي أنّ "تعيين بديل عن سلامة غير وارد الآن، وإن حصل فليس قبل إجراء الانتخابات النيابية ثمّ الرئاسية".

يتزامن هذا الموقف الثابت لميقاتي وبرّي معاً مع إصدار قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور أمس مذكّرة توقيف وجاهية بحقّ رجا سلامة في الادّعاء الموجّه إليه بجرائم تبييض أموال وإثراء غير مشروع من قبل القاضية عون، واستدعى القاضي منصور حاكم مصرف لبنان إلى جلسة تحقيق يوم الخميس المقبل. هل يؤدّي هذا المسار إلى إصدار مذكّرة توقيف بحقّ رياض سلامة؟ الأرجح أنّ سلامة لن يلبّي دعوة القاضي منصور ولا "شيخ" القضاة ميشال عون إلى مجلس الوزراء.

 

هل تكون الرابعة ثابتة؟

شارل جبور/الجمهورية/25 آذار/2022

أيّ مراقب للمشهد السياسي يخرج بانطباع واضح بأنّ الحضور الإيراني في لبنان ثانوي وهامشي مقارنة مع الحضور الدولي والأميركي تحديداً، ولكن بالمحصّلة الورقة اللبنانية في يد طهران لا واشنطن ولا غيرها. معلوم انّ عواصم القرار تتحرّك وفقاً لأجندتها وأولوياتها، ولا تأخذ في الاعتبار ظروف دولة محددة أو مظلومية شعب معيّن، وما حصل في سوريا ويحصل في أوكرانيا يقدِّم أقوى دليل ان لا قيمة للانسان ولا لمنطق الحقّ، وأن على الشعوب ان تدافع عن قضاياها وألا تتكئ سوى على نفسها. وفي جردة سريعة للموقف الدولي حيال لبنان يتبيّن ان هذا المجتمع لم يتحرّك جدياً لإنهاء الأزمة اللبنانية منذ اندلاع الحرب في العام 1975 سوى ثلاث مرات:

المرة الأولى على أثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من المعادلة اللبنانية، ولكن اغتيال الشهيد بشير الجميل والهجمة المعاكسة لمحور الممانعة أجهضت المساعي الدولية، فاستمرت الأزمة بفصول جديدة.

المرة الثانية على أثر حرب التحرير التي خاضها العماد ميشال عون ضد الجيش السوري في العام 1989 من دون حساب لموازين القوى المحلية والخارجية، فتحرّك العالم لوقف الحرب فكان اتفاق الطائف الذي لو تم تطبيقه في لحظته لما تواصلت الأزمة بحلة جديدة، ولكن شنّه لحرب الإلغاء أسقط ميزان القوى الداخلي، فيما اجتياح الرئيس صدام حسين للكويت أسقط ميزان القوى الإقليمي، فصادرَ النظام السوري القرار اللبناني.

المرة الثالثة على أثر اغتيال الشهيد رفيق الحريري فأدار المجتمع الدولي محركاته لتطبيق القرار 1559، ولكن الضغط الدولي توقّف عند حدود إخراج الجيش السوري من لبنان من دون معالجة إشكالية سلاح «حزب الله» التي تواصلت معها الأزمة لأن الحزب واصل الدور السوري نفسه بحجز قرار الدولة.

وباستثناء هذه المحاولات على مدى 46 عاما اكتفى المجتمع الدولي بالدعوات إلى الحوار وضبط النفس وحفظ الاستقرار، اي المعزوفة نفسها. والخلاصات التي يمكن الخروج بها من إفشال المساعي الدولية لحلّ الأزمة اللبنانية تكمن في رباعية أساسية:

الخلاصة الأولى، نجاح محور الممانعة في الانقلاب على المساعي الدولية من أجل إبقاء لبنان ساحة صراع وقتال ونفوذ، كون إنهاء النزاع اللبناني يُفقد هذا المحور ورقة قوية من أوراقه إن لجهة الصراع مع إسرائيل، أو لناحية تمدُّد دوره وتوسيع رقعة حضوره.

الخلاصة الثانية، على رغم الضربات التي تلقاها محور الممانعة في المحطات الثلاث: 1982، 1989 و2005 نجح في تلقُّف هذه الضربات وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، الأمر الذي أبقى لبنان ساحة متقدمة من ساحات نفوذه.

الخلاصة الثالثة، ضُعف المجتمع الدولي الذي يكتفي بأهداف موضعية من دون استكمال دوره ومهمته في إنهاء الأزمة اللبنانية عن طريق إنهاء تأثير محور الممانعة ومنعه من الانقلاب على ما تحقّق.

الخلاصة الرابعة، ضُعف الداخل اللبناني وعدم قدرته ليس فقط على توحيد صفوفه، إنما على قيادة مواجهة راديكالية تضع الفريق الآخر عند حدوده وتدفعه إلى التسليم بضرورة إنهاء الأزمة اللبنانية.

وفي سياق كل ما تقدّم يمكن الخروج بثلاثة استنتاجات:

الاستنتاج الأول انّ المجتمع الدولي لا يتحرّك جدياً سوى بعد حرب خارجية (إسرائيل في العام 1982)، وحرب ضد سوريا (1989) كانت نتائجها كارثية وفي ظل تهيؤ المجتمع الدولي لإطلاق المفاوضات العربية-الإسرائيلية، واغتيال الشهيد رفيق الحريري الذي حصل بعد صدور القرار 1559 وفي ظل هجمة أميركية على أثر أحداث 11 أيلول 2001.

الاستنتاج الثاني ان المجتمع الدولي لا يُعوّل عليه للتحرُّك من تلقاء نفسه حرصا على شعب او تطبيقا للشرعة الدولية، وأولويته رفع الأثقال عن كاهله على طريقة «بَعِّد عن الشرّ وغَنّيلو»، ولا ضَير عنده إذا كان لبنان محكوما من نظام خارجي ولو على عداء مع النظام الدولي، إنما كل همه ان يبقى الوضع مستقرا، والتجربة منذ العام 1990 إلى اليوم أقوى دليل على ذلك. وبالتالي، الكلام عن مجتمع دولي هو وهم أكثر مما هو واقع.

الاستنتاج الثالث ان المجتمع الدولي لا يتحرّك جديا سوى في حال شعوره بمخاطر تهدِّد وضعية بأكملها وتتجاوز حدود دولة واحدة، ما يعني انه لا يتحرّك إلا عن طريق الاستدعاء ووضعه أمام أمر واقع.

وما لا يجب ان يغيب عن بال أحد انّ للمجتمع الدولي مصالحه التي تجعله يحافظ على مواقع نفوذه في كل الدول التي باستطاعته ان يتحرّك داخلها، ووجوده في لبنان يندرج في إطار الدور الذي رسمه لنفسه، ولكن المشكلة معه انه لا يعتمد سياسة الحسم، إنما يُبقي النزاع مفتوحاً، ويكتفي باللعب ضمن إطار الهامش الذي وضعه لحركته، وهذا ما يفسِّر مراوحة الأزمة اللبنانية بعيدا عن الحلول الجذرية.

وطالما الشيء بالشيء يُذكر فواشنطن لم تنسحب يوما من لبنان، إنما حافظت على وجودها ودورها الذي كان يتقدّم حينا ويتراجع أحيانا تِبعاً لمسار الأحداث وتطوراتها، وعلى رغم اهتمامها الاستثنائي في حقبات معينة على غرار مرحلة الرئيس جورج بوش الابن، إلا ان هذا الاهتمام لم يُفضِ إلى وضع حدّ للتدخُّل الإيراني في لبنان ولا إلى دفع «حزب الله» إلى تسليم سلاحه، وهذا يعني حصر الأمور في سيناريوهين:

السيناريو الأول مواصلة سياسة توازن الرعب مع الفريق الآخر في الداخل عن طريق المؤسسات الدستورية بمنعه من وضع اليدّ عليها، وقد حقّقت هذه السياسة نتائج إيجابية بدليل انّ «حزب الله» لم يتمكّن من «قبع» القاضي طارق البيطار، واضطر إلى العودة إلى مجلس الوزراء، ولم يستطع منع صدور بيان عن الخارجية اللبنانية يدين الغزوة الروسية لأوكرانيا، والأمثلة كثيرة التي تدل على استقلالية معينة مختلفة عن الزمن السوري، وان تأثير الحزب محدود، وبالتالي كيف بالحري في حال نجحت القوى السيادية في تعزيز حضورها داخل المؤسسات الدستورية، الأمر الذي سيقلِّص من نفوذه وتأثيره.

وفي سياق السيناريو الأول نفسه ولكن على مستوى توازن الرعب الخارجي، فإن الحضور الخارجي مهم للغاية من أجل التوازن مع طهران ومنعها من التفرُّد بالقرار اللبناني، فلا تكون الساحة اللبنانية لقمة سائغة لها، بل تحسب ألف حساب قبل ان تقدم على اي خطوة بسبب الحضور العربي والغربي.

وما بين التوازن الداخلي والخارجي يمكن الوصول إلى ربط نزاع جدي، ولكن هذا الربط للنزاع يُبقي الوضع اللبناني على ما هو عليه من دون تقدُّم فعلي يقود إلى حل نهائي للأزمة اللبنانية، والتعويل الوحيد هو على تطورات خارجية تُفضي إلى حل النزاع الإقليمي كمقدمة لحل النزاع المحلي، ولكن من قال ان النزاع الإقليمي سينتهي؟ وهل يجوز إبقاء الساعة اللبنانية معلقة على الساعة الإقليمية؟

السيناريو الثاني يرتبط باستدعاء الخارج وفق خطة داخلية مُعدة سلفاً وليس عشوائية على طريقة العماد عون في العام 1989، وما لم يتم التهيئة لاستدعاء من هذا القبيل فيعني ان الأزمة ستراوِح، واللحظة الحالية أكثر من مواتية لهذا الاستدعاء بسبب الانهيار المالي واستحالة الخروج من هذا الانهيار من دون مؤازرة دولية، والخطيئة التي يمكن ان ترتكب على هذا المستوى تتمثّل في معالجة الانهيار من دون انتزاع تنازل جدي من «حزب الله» يتعلّق بسلاحه، حيث ان الفرصة سانحة اليوم ولن تكون كذلك غدا، خصوصا عندما يستعيد لبنان استقراره ويبتعد الخطر عن الحزب.

فلا حاجة للتهليل لعودة المجتمع الدولي بوتيرة قوية او خفيفة كون النتيجة نفسها استمرار ستاتيكو الأزمة، فيما الخروج من الازمة لا يمكن ان يتحقق سوى من خلال استدعاء الخارج لمؤتمر دولي حان أوانه ويركِّز عليه البطريرك بشارة الراعي خير تركيز، فهل سيتم تفويت هذه الفرصة التاريخية؟

فلا حلّ للأزمة اللبنانية سوى باستدعاء الخارج على ان تكون الرابعة هذه المرة، لا الثالثة، ثابتة ونهائية، وكل ما هو خلاف ذلك يعني استمراراً للستاتيكو النزاعي نفسه والرابح فيه محور الممانعة كونه يصادر قرار الدولة الاستراتيجي ويبقي لبنان ساحة مستباحة لإرادته ومشيئته.

 

بلا توقيت... في مواجهة التوحّش؟!

نبيل بومنصف/النهار/25 آذار/2022

ثير آخر موجات التفلت والفوضى المتصلة بالازمات الدائمة التي باتت تعتصر اللبنانيين وتحولهم الى "وقود بشري" على مذبح دولة تنهار تباعا تساؤلا ملحا عمن تراه سيسبق الاخر: الموعد المحدد المعلوم للانتخابات النيابية ام الموعد المحتمل في أي لحظة لذاك الجرف الأكبر في الانهيار الذي سيطيح كل شيء بما في ذلك الانتخابات؟  لا يتصل هذا التساؤل باي رهان ساذج بعد الان على انتفاضة متجددة او شيء مماثل لتلك الانتفاضة الاجتماعية قبل ثلاث سنوات التي انتهت بنا الى "أم الخيبات "، وانما بمعاينة طبيعة تلقي اللبنانيين لما يمكن ان يشكل تتويجا لاستهداف المواطن فيهم بكم خيالي غير مسبوق حتى في أي بلد شهد ويشهد أسوأ الانهيارات اطلاقا. في الأيام الأخيرة من المقلب المطل على مرحلة تتفاقم فيها على نحو بالغ الخطورة الأوضاع المعيشية والاجتماعية والخدماتية والمالية سجلت وتسجل سقوف جديدة ومحدثة في اجبار اللبنانيين على التكيف القسري بل المتوحش معها بحيث بتنا نقف عند اعتاب اكتمال كل العوامل التي تخيفنا من مجاعة حقيقية شاملة هذه المرة وليس فقط تصنيف اللبنانيين بانهم صاروا من اكثر الشعوب فقرا في العالم . كان ينقص اللبنانيين اخضاعهم لموجات الجنون التي تزج بهم في مواجهة بعض القضاء التابع للعهد مع منظومة المصارف فيما الناس هم الضحايا الأول لكل التفاهة السياسية التي سحقت القضاء من جهة مثلما هم رهائن شراهة وتوحش المصارف من جهة ثانية . وإذ بدا القضاء مرة أخرى للأسف الشديد جدا مستتبعا وخانعا ومتراجعا على نحو دراماتيكي امام عتاة السلطويين القابضين عليه والمتحكمين "باجنحته" فلم يعد غريبا ان يصح التخوف على الإطاحة بواقع العدالة كلا في لبنان بدءا باطاحة التحقيق العدلي في انفجار العصر في مرفأ بيروت. بالمواكبة الحثيثة لهذا الفصل الانهياري الإضافي تحت وطأة الفوضى القضائية المصرفية ، ولا نقول المواجهة فقط ، تقترب معالم أزمات المحروقات والكهرباء والطاقة وكل ما يتفرع عنها من مشتقات حيوية واساسية في يوميات الناس ومن انعكاسات على الأسعار كافة من اشتعال جنوني سيقضي على بقايا البقايا من قدرات اللبنانيين في مواجهة هذا الجنون الفالت من كل الضوابط . والحال ان الاستهانة المرعبة التي تتسم بها فوضى أزمات المحروقات المتعاقبة وسط أسوأ ازمة طاقة عرفها بلد في العالم باتت تشكل النذير المتقدم بان الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية لن تكون اطلاقا فترة "امان" سلمي بل لعلها ستكون الفترة الأشد خطورة في تفلت فوضوي لم نشهده سابقا . حين يتحرك عسكريون ومتقاعدون في اعتصام امام مصرف او معمل لانتاج الكهرباء عليكم ان تفهموا معنى هذه الطلائع الخطرة لانها لن تقف عند حدود تحركات سلمية كهذه لاحقا . وحين يغدو الكلام مباحا عن تسعير البنزين كما المازوت كما الغاز بالدولار الفالت في الأسواق السوداء المفحمة كوجوه طبقة باتت فاقدة الشرعية والمشروعية بعدما تسببت بانهيار لبنان، حينذاك توقعوا أسوأ شغب عرفه لبنان منذ اشتعال الشوارع والساحات فيه قبل ثلاث سنوات. هذا السخف الخيالي الجاري تداوله حول صراع الطبقة السلطوية في شان اركان القضاء وحاكمية مصرف لبنان والقضاة "النجوم" في حرب داحس والغبراء وكل ما يمت بصلة الى حروب المواقع السياسية التافهة لهذه الطبقة الساقطة لن يعني شيئا لاي لبناني متى انفجرت لديه بقايا البقايا من الصمود والتكيف القسري مع كل هذه الوحشية . ولعلنا دخلنا هذه المرحلة من دون اعلان !

 

طبخة سعودية - سورية للبنان؟

طوني عيسى/الجمهورية/25 آذار/2022

هل اقتربت اللحظة التي يدفع فيها الاهتراء الشديد لبنان إلى الاستسلام للتسويات الإقليمية الكبرى، كما يخشى الكثيرون؟ فاللافت في هذه المرحلة التي ينحدر فيها البلد سريعاً في الهاوية المالية والاقتصادية والسياسية بلا ضوابط، أنه تطرأ تحوُّلات سياسية حسّاسة وانقلابات تعنيه مباشرة ويمكن أن ترسم مصيره، من مفاوضات فيينا الى حرب أوكرانيا الى المفاجآت السياسية التي شهدها الخليج العربي في الأيام الأخيرة. يصعب التصديق أنّ المبادرة الكويتية عادت إلى الواجهة لمجرَّد «تعهُّد» الرئيس نجيب ميقاتي بأن لبنان سيعمل على التزام بنودها. فقد سبق للبنان أن «باع» الخليجيين مواقف مشابهة، فلم يصدقوه. وبقيت المبادرة نائمة في الأدراج منذ 22 كانون الثاني. ومنذ ذلك الحين، لم يجرؤ أي مسؤول لبناني على تقديم التزام فعلي بها، لأن فحواها العملي هو فكّ الارتباط بين الدولة اللبنانية و»حزب الله» ووقف أي استهداف للخليجيين من لبنان. وهذا ما لا قدرة لأيّ مسؤول على التزامه.

إذاً، ما يجري اليوم فعلاً هو أن الخليجيين يعملون على تمرير سيناريو معيّن، ويبحثون عن إخراج له. فخلال ساعات قليلة توالت المواقف: اتصال بين ميقاتي ووزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، أعقبه «وَعد ميقاتي»، وكرَّت سبحة المواقف السعودية، وشاعت أجواء الحلحلة مع لبنان سريعاً وفي شكل مفاجئ. الأهم في هذه المسألة هو أن «حزب الله» لم يعترض على موقف ميقاتي. وهذا مؤشّر جديد. وكذلك، إن المملكة العربية السعودية التي لم تتجاوب مع المبادرة الفرنسية في السابق، ولم تتنازل بأكثر من اتصال هاتفي مع ميقاتي، تُبدي اليوم اهتماماً غير مسبوق بإعادة ترتيب العلاقات مع لبنان، مع أن الجانب اللبناني لم يُظهِر أي تبديل في مواقفه السياسية منذ ذلك الحين.

ومعلوم أن المملكة بقيت في الأشهر الأخيرة تشجّع حلفاءها على اعتماد أسلوب المواجهة مع «الحزب»، باعتباره الخيار الوحيد الباقي بعد فشل المحاولات الأخرى. وأرادت الإفادة من فرصة الانتخابات النيابية لإحداث خرقٍ في واقع سيطرته على قرار الدولة. وفي هذا السياق، يأتي انسحاب الرئيس سعد الحريري وتياره من العملية الانتخابية. على الأرجح، تراجع الرهان على الانتخابات. وكل التقديرات «الموضوعية» تؤشّر إلى أن «حزب الله» وحلفاءه سيعودون إلى المجلس بغالبية تفوق تلك التي يتمتعون بها اليوم. وهذا سيمنحهم مشروعية التحكم بالقرار لسنوات أخرى، باعتراف إقليمي ودولي اضطراري.

وحتى انّ الأميركيين سيباركون نتائج الانتخابات التي ستُجرى «ديموقراطياً» (بمفهوم الديموقراطية الشائع في لبنان منذ عقود، والذي وافق عليه المجتمع الدولي ويتعايش مع نتائجه). وإذا توصّل الأميركيون والإيرانيون إلى إبرام الصفقة في فيينا، فسيكون من السهل على إيران تحصيل الاعتراف الأميركي بضمان نفوذ حلفائها في لبنان. في الفترة الأخيرة، وجد الخليجيون أنفسهم في علاقة صعبة مع إدارة الرئيس جو بايدن. وقد ساوَرهم القلق والشكوك من جدّية استعدادها لدعمهم فعلاً في مواجهة إيران والحوثيين. بل إنهم يتَّهمونها بالتزام موقف شجَّع هؤلاء على الضرب بالصواريخ البالستية والمسيَّرات في قلب المدن وزعزعة الاستقرار الاقتصادي والأمن داخل السعودية والإمارات. في العمق، تدهورت العلاقة بين الخليجيين وإدارة بايدن. ويعمد كل من الطرفين إلى معاقبة الآخر. وأجرى الخليجيون مراجعة جذرية للأرباح والخسائر من تحالفهم مع واشنطن. وهذا ما دفعهم إلى انتهاج موقف شديد الدقّة في ملف أوكرانيا، فرفضوا الانصياع لطلب الأميركيين زيادة إنتاج النفط والغاز، بهدف إضعاف الموقف الروسي، مع علمهم بالعواقب المحتملة.

الأرجح أن الخليجيين قرّروا أخذ أمورهم بأيديهم بعد دراسة التوازنات الإقليمية والدولية، وانتهاج استراتيجية جديدة استباقاً للتحوّلات المرتقبة في فيينا وكييف. ومن الواضح أنهم يسعون إلى ضمان موقعهم من خلال علاقات أكثر توازناً على مفترق المصالح بين الشرق (روسيا، الصين) والغرب (الولايات المتحدة وأوروبا)، وفي خريطة التوازنات الإقليمية (إسرائيل، إيران، تركيا). ويسعى الخليجيون إلى لملمة ما أمكن من أوراق واستثمارها. واليمن هو الخاصرة التي يريدون تأمينها أولاً، ومنه ينطلقون للتفاوض على النقاط الأخرى في الشرق الأوسط. وهناك رهان على تحقيق نتائج من الحوار المرتقب بين السعوديين والحوثيين، ومن خلالهم إيران. وعلى الأرجح، سيُستأنف الحوار المجمَّد مع الإيرانيين أيضاً. ولا تقتصر شكوى الخليجيين من بايدن على ملف اليمن والحوثيين، بل تتعداه إلى الدول العربية التي تُمسك طهران بالقرار فيها. ففي العراق يتجرّأ الإيرانيون، وفي آخر الفصول توجيه الصواريخ إلى أربيل. والجسر الذي يقيمونه عبر سوريا يبقى متماسكاً. وأما في لبنان فهم مقبلون على ترسيخ النفوذ لسنوات، بالانتخابات أو من دونها.

في هذا المشهد، جاء تسريع خطوات التطبيع مع الرئيس السوري بشّار الأسد، بتشجيع روسي وعدم ممانعة إسرائيلية. وما يعني لبنان هو ذلك الانفراج المفاجئ في العلاقات الخليجية معه، والإعلان عن عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت، في اللحظة التي كان الأسد يحلّ فيها ضيفاً على الإمارات، وفيما تتردَّد معلومات عن احتمال قيام مسؤول سعودي بزيارة دمشق. هذا الخلط القوي للأوراق يفتح الباب لاحتمال إبرام تسويات بين الخليجيين وإيران. ولكن أيضاً، سيكون لإسرائيل رأي في أي تسوية آتية، بعدما باتت موجودة بقوة داخل المعادلة العربية. ولذلك، سارَع رئيس وزرائها نفتالي بينيت، إلى قمة مفاجئة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في شرم الشيخ. في أوقات سابقة، قيل الكثير عن مقايضة قد يوافق عليها الخليجيون: اليمن مقابل لبنان. وهذا الكلام يتردَّد اليوم أيضاً: إيران تتكفل بوقف استخدام اليمن خاصرةً ضعيفة لاستهداف السعودية والإمارات، وفي المقابل، يسلِّم السعوديون بنفوذ إيراني في لبنان. البعض يقول: صيغة التسوية ربما تقضي بتكليف الأسد دوراً جديداً لتحقيق التوازن ما بين السعودية وإيران في سوريا ولبنان. فالإيرانيون يقبلون بدور الأسد، حليفهم الذي قاتلوا طويلاً من أجله. وأما السعوديون فيفضلون التعاطي معه بدلاً من التعاطي مع إيران. وسبق أن اعتمدوه في لبنان لسنوات. يعني ذلك احتمال التوصُّل إلى تغطية سورية- سعودية لـ«طبخة» معيّنة في لبنان. وفي الترجمة اللبنانية الشائعة، عودة الـ»س-س»، وما يمكن أن تقود إليه لبنانياً، أي اتفاق جديد في حجم الطائف أو في حجم الدوحة. لكن العارفين يقولون: هذه التسوية تبقى رهناً بالتغطية الشاملة إقليمياً ودولياً، لأن أي قوة متضرّرة يمكن أن تعطِّلها بسهولة. فإسرائيل لها مطالبها المعروفة، والأميركيون لهم شروطهم ومصالحهم ولا يمرّ حلّ من دونهم. فهل تتمّ الصفقة التي ترضي الجميع؟ وهل يستثمرها لبنان للنهوض أم يكون ضحيةً لها؟ كل التقديرات «الموضوعية» تؤشّر إلى أن «حزب الله» وحلفاءه سيعودون إلى المجلس بغالبية تفوق تلك التي يتمتعون بها اليوم

 

«القوات» والشارع السنّي.. إنتفاضة معاكسة!

راكيل عتيِّق/الجمهورية/25 آذار/2022

لم تشكّل أصوات مؤيّدي تيار «المستقبل» في الانتخابات النيابية عام 2018 دعماً أو رافعة لمرشحي حزب «القوات اللبنانية» في غالبية الدوائر، والأصوات السنية التي نالتها «القوات» في تلك الانتخابات في دوائر محدودة لم تكن بتوجيه من التيار. بل في تلك الانتخابات خاض «المستقبل» المعركة في لوائح واحدة مع «التيار الوطني الحر» أو جَيّر له أصواته في دوائر أخرى. إنطلاقاً من ذلك لم يشكّل خروج «المستقبل» من المعركة الانتخابية هذا العام خسارةً لـ»القوات» على هذا المستوى، لكنّه يؤثر على المستوى السيادي وعلى شكل المجلس النيابي المقبل والمواجهة مع «حزب الله»، فضلاً عن أنّ قرار رئيس «المستقبل» سعد الحريري أرخى حالة من اللامبالاة في الشارع السني تجاه الانتخابات، إضافةً الى تصويب مسؤولين في التيار على «القوات» واتهامها بالسعي الى «وراثة الشارع السني» ما أثار غرائز هذا الشارع واستفزّه ضدّ «القوات».

في 30 نيسان 2018 قبَيل موعد الانتخابات النيابية في أيار، اختتم الحريري جولته الانتخابية في الشمال لحضّ الناخبين وجمهوره على الاقتراع للوائح «المستقبل» وحلفائه حينها وأبرزهم «التيار الوطني الحر»، بزيارة بلدة راسنحاش في البترون، حيث خاطب الحشود التي استقبلته، وقال: «في هذه الانتخابات، أجرينا تحالفات عدة، وفي هذه المنطقة تحالفنا مع «التيار الوطني الحر». هذا التوافق جعلنا نحقق إنجازات خارجية وداخلية.. وعلاقتنا مع الرئيس ميشال عون مميزة، وهذا ما يهمني. وفي 6 أيار هناك معركة انتخابية، ونحن جزء منها ومن هذا التحالف، لذلك في 6 أيار سنضع اللوائح «زَي ما هيّي»، والصوت التفضيلي سيكون لصديقي جبران باسيل».

هذا الكلام قيل قبل نحو عام على «ثورة 17 تشرين» عام 2019 واستقالة حكومة الحريري، وما تلاها من حروب بيانات وكلام تخطّى كلّ الحدود والسقوف بين رئاسة الجمهورية وباسيل من جهة والحريري و«المستقبل» من جهةٍ ثانية، خصوصاً إبّان مرحلة تكليف الحريري تأليف الحكومة والتي اعتذر عنها متهماً عون وباسيل بعرقلة مهمته. لكن مع تعليق الحريري عمله السياسي راهناً وقراره عدم خوضه وتياره الانتخابات النيابية المقبلة، خفّت الحملات والاتهامات والاتهامات المضادة بين التيارين الأزرق والبرتقالي، فيما استعرَت حملة من «المستقبل» ضدّ «القوات» على خلفية تصريح لجعجع بُعيد إعلان الحريري قراره، قال فيه: «إنّنا إذ نحترم ونقدّر الاصدقاء والاخوة في تيار «المستقبل»، نصرّ على التنسيق معهم ومع جميع ابناء الطائفة السنية...»، وذلك لأنّ مسؤولين في «المستقبل» اعتبروا أنّ هذا الكلام يُراد منه «وراثة جمهور التيار»، مؤكدين أنّ ذلك لن يحصل. وعادت نيران هذه الحملة لتتأجج مع الاستقالات من «المستقبل» وإعلان «مستقبليين قدامى» خوضهم الانتخابات وتنسيقهم مع «القوات». ويعترف مرشحون من هؤلاء أنّهم يواجهون تململاً في الشارع السني وحذراً انطلاقاً من قرار الحريري، «لكننا نحاول إقناعهم أنّ قرارنا لمصلحة الحريري واستمرارية تيار «المستقبل» والخط السيادي».

وفي حين تستمرّ المشاورات والاتصالات بين «القوات» وشخصيات سنية ومنها خارجة من تيار «المستقبل» أو قريبة منه للتنسيق أو التحالف في المعركة الانتخابية النيابية المقبلة، لم تُشكّل وتُعلن اللوائح النهائية بعد، خصوصاً أنّ عاملاً جديداً مؤثّراً على هذا التحالف الانتخابي برز أخيراً، يتمثّل بـ»العودة السعودية الى لبنان»، ويُنتظر تبلور صورته كاملةً، وإذا ما كانت الرياض ستلعب دوراً مؤثراً في الانتخابات فتدعم حلفاءها وتحضّهم على التوحد وخوض الانتخابات معاً، مع تأثير ذلك في الوجدان السني، أم أنّها لن تقارب هذا الاستحقاق الداخلي، مع تأثُّر هذا العامل بدوره بمفاوضات وتطورات إقليمية ودولية، وبالتالي يُرتقب القرار السعودي - الخليجي النهائي، أيكون خوض مواجهة مع إيران و«حزب الله» أم يتجه الى تسوية ما انطلاقاً من التسويات الاقليمية.

وفي موضوع التحالف مع شخصيات سنية وازنة في ظلّ التحريض الجاري على «القوات»، تقول مصادرها: «سنرى كيف ستتطوّر الامور من الآن حتى الانتخابات، لكن بما يعنينا كـ«قوات»، انّ موقفنا سيادي ونجتمع مع كلّ من يلتقي معنا تحت هذا العنوان. ونحن نحترم الرئيس الحريري وموقفه وجمهور «المستقبل»، ومن حق كلّ فريق أن يتخذ القرار أو الموقف الذي يراه مناسباً، لكن الحريري كان واضحاً وحمّل وصوله الى ما وصل إليه لإيران». وتؤكد أنّ «كلّ من يريد أن يشارك ويلتقي مع «القوات»، سيكون هناك تقاطع وتحالف موضوعي معه في هذا السياق». وتشدّد على أنّ «القوات» تعتبر أنّ الانتخابات أساسية من أجل التغيير وإدخال لبنان في مرحلة سياسية جديدة، وعنوان هذه المرحلة هو: «كَف يد «حزب الله» والفريق الملحق به والذي يغطيه، لأنّ هذا الفريق السياسي أوصل لبنان الى الكارثة التي وصل إليها، لذلك نعوّل على الانتخابات كثيراً، ولذلك إنّ «حزب الله» متوتر لأنه يدرك أنّ هناك للمرة الاولى انتفاضة لبنانية إذا صبّت في صناديق الاقتراع ستضع حداً لهذا الفريق ولتوجّهه السياسي». هذا في وقتٍ يسعى «حزب الله» الى الحفاظ على الغالبية النيابية مع حلفائه مركزاً كلّ جهده السياسي والانتخابي على ذلك. ويرى البعض أنّ معركته قد تكون مرتاحة أو رابحة، بصرف النظر عن الغالبية، إذا لم تنجح تحالفات القوى السيادية الانتخابية ولم تنتج كتلة نيابية سيادية متراصّة تواجه مشروع «الحزب». لذلك يُعوَّل على الخيار السني وعلى اللوائح التي يعمل على تشكيلها رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة وشخصيات أخرى مستقلة و»قدامى المستقبل» لمنع الفراغ الكلّي في الساحة السنية واستفادة «الحزب» من ذلك. فهل يتجه الشارع السني الى انتفاضة معاكسة ويختار المواجهة ويصبّ أصواته للسياديين بمعزل عن أي دفع أو تحريض؟ أم أنّه سيختار الانكفاء والاستسلام للأمر الواقع؟

 

من غيرنيكا إلى ماريوبول

أمير طاهري/الشرق الأوسط/25 آذار/2022

بغضّ النظر عن النتيجة التي سيسفر عنها اجتياح فلاديمير بوتين لأوكرانيا، فإن الأزمة التي أشعلها ربما تترك تداعيات دائمة، على رأسها عودة الحرب كأداة روتينية للسياسة على نطاق عالمي. قبل الاجتياح الروسي، كان هناك إجماع ضمني على أن الحرب شيء يجري داخل ما يسمى «العالم النامي»، حيث دخل العرب في حروب مع إسرائيل، وذبح الأفارقة إخوانهم الأفارقة، ووقف الهنود والباكستانيون بعضهم في مواجهة بعض. في الوقت ذاته، كان من المعتقد أن أوروبا أغلقت كتاب الحروب الخاص بها إلى الأبد. أما حروب البلقان التي اندلعت في تسعينات القرن الماضي، فجرى النظر إليها بوصفها حرباً أهلية متعددة الطبقات تشمل أجزاءً من الدولة اليوغوسلافية الفاشلة. اليوم، جاء اجتياح بوتين ليكشف أنه حتى أوروبا، بل ربما حتى أميركا الشمالية غداً، ليست في مأمن من الانجرار إلى الحرب بسبب أمر مزعزع للاستقرار. ومن أجل تبرير عملياته العسكرية، استشهد بوتين بالمطالب الوحدوية إلى جانب مطالبات الأهل وأصحاب صلات القرابة ومصالح الأمن الوطني. وإذا جرى اعتماده كسلوك مقبول، فإن ذلك سيجعل سيناريو بوتين قابلاً للتطبيق على الكثير من الحالات الأخرى في جميع أنحاء العالم.

ويكمن المثال الأوضح على ذلك، في الصين، حيث يمكن للنظام الشيوعي أن يهدد تايوان على أساس أسباب شبيهة بتلك التي ساقها بوتين. إلا أنه يمكن استخدام نفس الحجج والأسباب ضد روسيا من جانب الصين واليابان، نظراً لأنها تحتل أجزاءً كبيرة من الأراضي الصينية إلى جانب الأرخبيل الياباني، كوريل.

ويمكن أن يشكّل السير على نهج بوتين، ذريعة للهند لمحاولة استعادة السيطرة على الجزء من كشمير الذي فقدته لصالح باكستان في وقت التقسيم. وبإمكان الهند كذلك استخدام نموذج الرئيس بوتين لمحاولة استعادة الأراضي الاستراتيجية التي فقدتها لحساب الصين. سيكون لدى فيتنام لاوس كذلك عذر لمحاولة استعادة الأراضي التي فقدتها لصالح لصين، في الوقت الذي يمكن لميانمار أن تتمسك بالمطالبة بأندامان التي قدمها البريطانيون للهند. من جهتها، يمكن لإيران أن تتبنى النهج البوتيني وتحاول استعادة السيطرة على الأراضي التي فقدتها أمام القياصرة في القوقاز وحوض بحر قزوين. كما يمكنها إحياء «حق الإشراف» على «المدن المقدسة» لدى الشيعة في العراق الممنوح إليها بموجب معاهدة قصر الشيري، بل ما الذي يمنع أن تسعى إيران لضم العراق؟ كانت بغداد موقع عاصمة الإمبراطورية الساسانية لقرون، تماماً مثلما يقول بوتين إن كييف شكّلت قلب روسيا. وبوصفها خليفة الإمبراطورية العثمانية، يمكن لتركيا إحياء المطالبات بأحقية السيطرة على أجزاء من شمال العراق وأجزاء من سوريا. أما سوريا، فإنها إذا عادت دولة قومية، يمكن أن تعاود مطالبتها بالإسكندرونة التي سلمها الفرنسيون إلى تركيا بمقتضى معاهدة مجحفة.

وبالمثل، يمكن لسوريا إحياء مطالبتها بمزارع شبعا اللبنانية الخاضعة الآن للسيطرة الإسرائيلية، ناهيك بمرتفعات الجولان التي ضمّتها إسرائيل لأراضيها.

وبإمكان أفغانستان، إذا ما عادت دولة قومية، استغلال الادعاء الذي طرحه بوتين بخصوص محاولة إعادة لمّ شمل الأهل والأقارب، لضم أراضي البشتون الباكستانية.

في الواقع، تحوي أفريقيا فرصاً لا حصر لها أمام هذا النهج البوتيني. على سبيل المثال، فإن إريتريا، دولة أخرى من المؤيدين الثلاثة لاجتياح بوتين، ربما تتضح أمامها البوتينية التي استخدمتها إثيوبيا ضدها والتي سيطرت عليها كمقاطعة على مدار قرون، تماماً مثلما أنه من المفترض أن روسيا امتلكت أوكرانيا.

ويمكن لشمال الصومال استخدام نموذج بوتين في دونيتسك ولوغانسك للمطالبة بالاستقلال عن بقية الدولة الفاشلة التي تتخذ من مقديشو مقراً لها. ويمكن للجزء الناطق باللغة الإنجليزية من الكاميرون أن يتبنى «الجهاد اللغوي» الذي أطلقه بوتين كنموذج يبرر الانفصال عن النصف الناطق بالفرنسية من هذه الدولة غرب الأفريقية. أيضاً، يمكن لما تسمى الكونغو الديمقراطية استخدام حجة بوتين حول حق روسيا في شبه جزيرة القرم وبحر أزوف، لضم كابيندا أخيراً والوصول إلى المحيط... وإذا التفت المرء إلى مزاعم «لمّ شمل الأهل والأقارب» التي طرحها بوتين، فستتعين إعادة رسم خرائط 30 دولة على الأقل في أفريقيا جنوب الصحراء. داخل أميركا اللاتينية، يمكن لبوليفيا استخدام الحجج البوتينية لمهاجمة تشيلي للوصول إلى المحيط. ويمكن أن تخوض تشيلي والأرجنتين حرباً لحل نزاعهما الدائم على تيرا ديل فويغو. وماذا عن المكسيك التي تحاول «تحرير» كاليفورنيا وتكساس من الإمبرياليين الأميركيين؟ علاوة على ذلك، من الممكن أن تُلهم سياسة الانتقام على نهج بوتين كندا لمحاولة استعادة الأراضي التي خسرتها أمام الولايات المتحدة. وربما يحاول بوتين الذي يلوم لينين على «إنشاء» أوكرانيا، تصحيح «الخيانة التاريخية» الروسية الأخرى من خلال إعادة ألاسكا، التي باعها «القياصرة الفاسدون» للأميركيين، إلى أحضان «روسيا الأم». بالعودة إلى أوروبا، ماذا عن استعادة إيطاليا لسافوي، التي ضمّتها فرنسا في سبعينات القرن التاسع عشر؟ ناهيك بكورسيكا التي انتزعها الفرنسيون من جنوة. من جانبها، يمكن لفرنسا، التي انخرطت اليوم في حرب غير دموية، حتى الآن، مع بريطانيا بسبب الصيد في مياه الجزر الأنغلو - نورماندية أن تتّبع النهج الروسي باجتياح جيرسي وجيرنسي. والآن، ما الذي يمنع صربيا من محاولة استعادة السيطرة على كوسوفو، «الأرض المقدسة» الصربية، كما يفترض أن تكون أوكرانيا بالنسبة لروسيا، وضم الجزء من البوسنة والهرسك الذي لم يخضع بعد لسيطرة الصرب؟ يمكن كذلك استخدام الفكرة البوتينية ضد روسيا نفسها في أوروبا وآسيا. ألا ينبغي أن يعود جيب كالينينغراد، قلب بروسيا ومسقط رأس كانط، إلى ألمانيا؟ وماذا لو غزت فنلندا روسيا بحجة استعادة أراضيها المفقودة؟ كل ذلك ناهيك بالرعب الهائل الذي أخذه القياصرة من الخانات في آسيا الوسطى.. ولسيبيريا الحق في المحيط الهادئ. استمرت روسيا في التوسع في كل من الحقبة القيصرية ومعظم الحقبة السوفياتية، وطرح بوتين نفسه بوصفه «الغازي الأكبر» من خلال غزو جورجيا عام 2008، وبدء حربه ضد أوكرانيا عام 2014. وباستخدام الحجج البوتينية، إما أن تعود دول البلطيق إلى الحكم الروسي وإما أن تعود روسيا إلى حكم ليتوانيا أو السويد. وربما تختفي بولندا، مرة أخرى، من الخريطة. وكما قال الساخر الفرنسي ألفريد جاري: «تصبح ما هي عليه حقاً: لا مكان!». خلاصة القول إنه إذا تبنينا مبدأ بوتين، فسينتهي بنا الأمر إلى عالم ينعدم فيه القانون ينطبق فيه شعار هتلر «القوة حق»، ونقطع فيه قفزة عملاقة نحو العودة إلى عصر كانت فيه الحرب هي الحَكَم الرئيسي للعلاقات بين الدول.

في أوكرانيا، أنشأ بوتين نسخة جديدة من غيرنيكا في ماريوبول. لقد تجاهل العالم الدرس المستفاد من غيرنيكا الأصلية، وبالتالي شجع أولئك الذين تسببوا في المأساة. أما النتيجة فكانت أكثر الحروب وحشية في تاريخ البشرية. وسيكون من الحماقة المطلقة تجاهل رسالة ماريوبول وعدم محاولة إيقاف دوامة الجحيم العالمي التي خلقتها حرب لا معنى لها.

 

جونسون التشرشلي يمنح وسام تشرشل لزيلينسكي

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/25 آذار/2022

الحرب العالمية الثانية، التي صنعت مجد وأسطورة السياسة البريطانية، بل الغربية، بل العالمية، ونستون تشرشل، يبدو أنها لا تفارق خيال وذهن رئيس الوزراء البريطاني الحالي بوريس جونسون، في غمار الاشتباك الغربي الروسي المهول اليوم على الحلبة الأوكرانية. أمس (الخميس) قارن جونسون في تصريحاته لمحطة «إل بي سي» اللندنية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي برئيس الوزراء البريطاني الأسبق الراحل ونستون تشرشل، الذي تزامنت ولايته مع الحرب العالمية الثانية. كما قال جونسون، في تصريحاته الإذاعية عن زيلينسكي: «إنه يعلم، كما قال تشرشل عن نفسه، أنه ربما لم يكن الأسد، لكن الحظ حالفه لإطلاق الزئير»، وفقاً لوكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا». وأضاف جونسون: «الشعب الأوكراني هو الأسد، وقد عبّر زيلينسكي عن إرادتهم وشعورهم بالتحدي». وأمس (الخميس)، وصف ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأكثر زعماء العالم عدائية تجاه روسيا. وأضاف بيسكوف أن تصريحات جونسون العدائية ضد روسيا ستتسبب في وصول الدبلوماسية إلى طريق مسدود في نهاية المطاف. الحق أن بوريس جونسون، الذي كان على شفا أزمة سياسية في تاريخه المهني، داخل عصبته من حزب المحافظين، استعاد مركزه على مركبة الحرب الروسية الأوكرانية، وكان بالفعل أشد الزعماء الغربيين ضراوة في مواجهة روسيا وتحريض واشنطن، التي لم تكن تحتاج هذا التحريض، على موسكو. وهو الأمر الذي تسبّب في ما وصفته الرئاسة الروسية (الكرملين) بالهستيريا، قائلة: «معظم دول حلف الناتو تعاني من هيستيريا وعدم فهم لما يحدث في أوكرانيا». ولعل تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، التي وصف فيها الرئيس الروسي بمجرم الحرب، ومعه مطالبة الزعيم البريطاني بوريس جونسون بتحويل الرئيس الروسي بوتين للمحكمة الجنائية الدولية، وصلت بالصدام الغربي مع روسيا لطريق اللاعودة... تقريباً، مع أن دروب السياسة دوماً تملك مخارجها الطارئة. لا تستهن بسحر التاريخ، وخطورة بعض المحاولات للتأسي بالسالفين، من دون وجود السياق الملائم، نقل الجاحظ في «البيان والتبيين» عن الحسن البصري قوله: «تشبّه زياد (يعني الوالي الشهير زياد ابن أبيه) بعمر بن الخطاب فأفرط، وتشبّه الحجّاج بزياد، فأهلك الناس». جونسون مأخوذ بشخصية الزعيم البريطاني الأسطوري، ونستون تشرشل، وكتب عن سيرته الذاتية مؤلفاً صدر في 2014 بعنوان «عامل تشرشل: كيف صنع رجل واحد التاريخ»، وفيه نصّ جونسون في مقدمة الكتاب: «الحقيقة هي أنني أحب الكتابة والتفكير في ونستون تشرشل». التاريخ لا يكرر نفسه، وبوتين ليس هتلر، واليوم غير اليوم، والتحديات كذلك، وقطعاً جونسون ليس تشرشل، ولا بمقدر أحد اليوم أن يكونه، فلكل زمان دولة ورجال... وأساطيره الخاصة. مرّة إثر مرّة، أكرّر هنا، الغرض ليس الدفاع عن بوتين، ولا سياسات روسيا بالمطلق، بل محاولة مقاومة الضجيج الغربي الزاعق.

 

الدولة القوية وعودة الأحلاف

رضوان السيد/الشرق الأوسط/25 آذار/2022

عاد فرانسس فوكوياما في مقالة له للتأكيد على أنّ الأوضاع الداخلية للدول، والأوضاع العالمية، تستدعي وجود الدولة القوية والإدارة السياسية القوية، وهو الأمر الذي يخالف استنتاجه من قبل في كتابه: صعود الدولة أو النظام السياسي وانهياره (2015). بالنسبة له فإنّ الدول الجبارة التي تقوم كروسيا والصين، وذات النزوع العدواني، كلا الأمرين يستدعي وجود الدولة القوية والإدارة القوية من أجل الدفاع عن النظام وعن الديمقراطيات. وَمَنْ لذلك غير الولايات المتحدة؟! الجمهور الأميركي ما عاد يؤيد الحروب في الخارج، لكنّ الإدارة السياسية ما توقفت عن العمل على تنمية القوى العسكرية، وعلى بناء التحالفات من حول الصين وروسيا باليابان وأستراليا والهند، واليوم مع أوروبا ومع الناتو. يوم الأربعاء في 23 - 3 أتى بايدن إلى أوروبا لاجتماع الناتو ثم اجتماع القوى السبع الكبرى. هل هي الحرب الباردة من جديد؟ بدأت الحرب الباردة الأولى في مطلع الخمسينات من حول كوريا، فهل تكون الحرب على أوكرانيا إيذاناً بالحرب الباردة الجديدة؟ الفارق في الوقائع وفي التكتيكات. ففي الحرب الباردة الأولى كانت الدول الكبرى في معظم الأحيان تستخدم الحلفاء، أما اليوم فإنّ الدول العظمى صارت تقاتل بنفسها مثلما تفعل روسيا مع أوكرانيا. والفارق الآخر أنه ليست للحروب الجديدة أي غطاءات آيديولوجية. في الزمن الماضي كان هناك غطاء التحرر والاشتراكية. أما اليوم فكله صراع صريح على الموارد والمجالات الاستراتيجية ولا فرق في ذلك بين الدولة الاشتراكية (الصين) والدولة الرأسمالية (الولايات المتحدة).

منذ ثمانينات القرن الماضي، وحين كان الرئيس ريغان يثير حرب النجوم على الاتحاد السوفياتي، صعد خطاب الدولة ذات الإدارة الصغيرة لدى الحزب الجمهوري. فإذا أُثير السؤال حول قدرات الدولة للحماية والانضباط، تكون الإجابة أنّ السوق هي التي تنظم كل شيء. العالم تحكمه الشركات الكبرى، أما الدولة فلا حاجة إليها، وزاد الأمر اضطراباً بشأن الدولة عندما ذهب منظرو اليمين مثل هنتنغتون وفوكوياما إلى أنّ الديمقراطية الليبرالية فازت فوزاً أنهى «التاريخ» وجعل من الصراعات صراعات حضارية. فحتى روسيا صارت بعد زوال الاتحاد السوفياتي جزءاً من الحضارة الغربية اليهودية - المسيحية. أما الصين الكونفوشيوسية - البوذية فلا يبعد أن تصبح بتقدمها الاقتصادي جزءاً من هذا المتحد الحضاري. فلا يبقى خارج هذا المتحد غير الإسلام الذي لا بد من إخضاعه لقوانين الحضارة الغربية المنتصرة. وفي خضم الصدامات والصراعات ضد الإرهاب الإسلاموي، شنت الولايات المتحدة حروبها في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. كيف ستضعف الدولة أو تصغر إداراتها ما دامت هناك حروب مستعرة من أجل «الهيمنة»؟ الآيديولوجيا الديمقراطية وصراعات الحضارات لا تُستخدم إلا في مواجهة الإسلام. فإذا تصاعد الحديث عن المنافسة مع الصين، اختفت الآيديولوجيا لصالح قوى السوق الأميركية المتفوقة. وحتى روسيا إياها يمكن استيعابها في الناتو أو الحلف الأطلسي. لقد صارت الآيديولوجيات لعبة تُستخدم بطرائق انتقامية مفضوحة. أما دعاوى القوميات ومظالمها التي تلعب الأديان والهويات دوراً فيها (الدولة اليهودية في فلسطين مثلاً) فيقال أنها استثناء ضروري تارة أو لا داعي لها تارة أُخرى.

ما احتاج الأمر أكثر من عقدٍ واحد حتى اختفى النقاش حول الصراع الحضاري، وعاد الكلام عن ضرورات الدولة القوية المجردة من أي آيديولوجيا. فحتى الكلام عن الديمقراطيات وضرورة حمايتها ما عاد أحدٌ يستخدمه بارتياح. المسؤولية في ذلك تقع في نظر المفكرين الاستراتيجيين على عاتق روسيا التي قالوا إنها تستخدم القوة العسكرية حيث يحلو لها ومن سوريا إلى أرمينيا وأذربيجان والآن أوكرانيا.

لا بد إذن من مواجهة الدولة القوية أو القومية الروسية، بدولٍ قوية قومية أو غير قومية. وليس هذا فقط. فقد انقضت سياسات الرئيسين أوباما وترمب للانسحاب من الشرق الأوسط وأوروبا. والثابتة الوحيدة في النقاشات بعد تغير طبيعة الصراعات كانت إيران، التي لا بد من إجراء الاتفاق النووي (2015) معها أو استعادته الآن (2022). بعد الدولة القوية المستعادة، عاد الحديث عن الأحلاف واستعادتها أو تقويتها. فقد صار التحالف الصيني - الروسي واقعاً في السياسات الدولية، والآن يتحدث الطرفان عن الجناح الإيراني للتحالف، وتواجهه الولايات المتحدة بالتحالف العسكري مع أستراليا واليابان والهند. ثم يأتي دور الناتو ليجدد شبابه وقوته بعد أن صارت حدود الدول الوسطى والصغرى وسيادتها موضع تساؤل. وقد برز ذلك في اجتماع الناتو ببروكسل يوم 23 - 3 ويضاف إليه اجتماع الدول السبع، وهي القوى الاقتصادية الغربية الكبرى. وهناك تسابق بين الدول الأفراد، والأخرى التي هي أعضاء في التحالفات. ألمانيا تقوي جيشها، لكنها في الوقت نفسه تزيد من إنفاقها في الناتو، وتخلق مع فرنسا جيشاً أوروبياً قوامه حتى الآن خمسة آلاف جندي. بل وهناك تفكير جديد في معنى الحركات المسلحة في الدول العربية وأفريقيا. لقد كانت الفكرة بل والممارسة السائدة أنها تعبير عن ثوران الإسلام الذي ينبغي إخماده من أجل أمن العالم. أما الآن فيقال إنّ تلك الحركات إنما تظهر وتتمدد إذا ضعُفت الدولة (سوريا والعراق وليبيا ولبنان) أو إذا دعمتها دولة (مثل إيران). فمن أجل الاستقرار ووقف تدفقات اللاجئين، لا بد من استعادة قوة الدولة. أما أمن العالم فتهدده الصين وروسيا... وإيران. هل يرجع ذلك كله إلى الهجوم الروسي على أوكرانيا؟ الهجوم الروسي غيّر استراتيجيات الأميركيين والأوروبيين في عدة نقاط بارزة. إنما ما هو الواضح الآن؟ كان الرهان على الشراكة التي خابت، والآن الأولوية لحفظ الذات والإقليم. وهكذا فإنّ الأولويات لدى الطرفين الأميركي والأوروبي تغيرت، فهل يكون من معالم الحالة الجديدة: العودة إلى سياسات الحرب الباردة، وأين هي منظمة الأمن والتعاون، وهل تنتهي شكاوى الهويات من الوحدة الأوروبية، فيقوى الاتحاد، كما يتجدد حلف الأطلسي؟ وأخيراً فإنّ سياسات الناتو عادت إلى الأوج أو أوشكت فهل تعود سياسات الحرب الدفاعية أو الوقائية، وكيف يجيب الصينيون والروس؟ وهل تتأثر سياسات التهدئة والاستيعاب مع إيران بعد «الصبر الاستراتيجي» الطويل؟!

 

حرب عالمية إلا بالاسم

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/25 آذار/2022

يتجنبون تسميتها «الحرب العالمية» غير أنك حيثما كنت مقيماً على هذه الكرة الأرضية سوف يكون صعباً عليك أن تتجاهل آثار الحرب التي تدور في ذلك الجزء من الخريطة عند حدود أوروبا الشرقية في المنطقة الفاصلة بين ما بقي من الاتحاد السوفياتي وما تمددت إليه الخريطة الغربية في أعقاب ذلك الانهيار.

كيف لا تكون حرباً عالمية وثلاث قمم تُعقد في العاصمة الأوروبية بروكسل في يوم واحد لحلف الناتو وللاتحاد الأوروبي ولمجموعة الدول الصناعية السبع، وكلها لبحث أفضل الطرق للرد على الرئيس الروسي ولمحاولة احتواء الحرب والحؤول دون وقوع كارثة تفوق ما يحصل في أوكرانيا؟!

بصورة مباشرة أو غير مباشرة كل الدول منخرطة في هذه الحرب. في السياسة كما في الاقتصاد والإعلام وفي اتجاه العلاقات الدولية، تبدو آثار الحرب بالغة الوضوح رغم أنه لم يمضِ على اندلاعها سوى شهر واحد. ونادراً ما استطاع قرار يتخذه شخص واحد أن يُحدث مثل هذا التغيير الذي لا مبالغة في القول إنه يطال البشرية جمعاء. سواء كنت تملأ خزان سيارتك بالوقود، أو تشتري ربطة الخبز من دكان الحي، أو تتابع انخفاض قيمة عملتك في سوق التحويلات، أو تفتح شاشة التلفزيون لتتابع أخبار المساء... سيكون تأثير هذه الحرب مباشراً وعميقاً. أسعار النفط ترتفع إلى مستويات قياسية تجاوزت 120 دولاراً للبرميل ومثلها أسعار المواد الغذائية وما يتبع ذلك من نسب تضخم صاعدة بدأت تواجه الاقتصادات الأوروبية وسيلحق بها غيرها من الدول الصناعية. دول تُضطر لخفض قيمة عملاتها بسبب ارتفاع أسعار النفط وسائر السلع الأساسية وتراجع احتياطيها من الدولار فيما تجد دولٌ أخرى منتجة للنفط نفسها في وضع يتنافس المشترون على كسب ودها لتوفير حاجاتهم من الطاقة في ظل العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسي. وفوق كل ذلك وربما قبل ذلك لاجئون بالملايين فاقت أعدادهم بمستويات استثنائية كل أرقام الهجرات السابقة من حروب سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان وسواها. أربعة ملايين فروا من أوكرانيا إلى الدول المجاورة فيما اضطر ربع سكان البلد الذين كان تعدادهم 40 مليون شخص إلى ترك منازلهم والسعي للاحتماء بدول وأماكن أكثر أمناً لم تطلها قذائف الدمار حتى الآن. ولك أن تتخيل حجم التغييرات الديموغرافية والثقافية والاجتماعية التي ستُحدثها هذه الهجرات على دول القارة الأوروبية خصوصاً إذا تفاقمت موجاتها وتفاقم الدمار في المدن الأوكرانية بحيث لا تعود صالحة لاستقبال أبنائها حتى لو قرروا العودة إليها.

حرب وحّدت العالم بمقاييس تقارب ما فعلته جائحة «كورونا». مع تلك الجائحة بدّد اكتشاف اللقاحات الخوف على المصير وفتح نافذة أمل. لكن الحرب الروسية – الأوكرانية التي صار منطقياً أن تسمى الحرب الروسية – الغربية لا توحي مع الأسف بمثل هذا الأمل. لا يتحمل أي طرف من المنخرطين فيها القدرة على قبول الهزيمة لأنها صارت تعني نهاية معسكر وانتصار آخر. وأبواب الوساطات تُقفل واحداً تلو الآخر تحت ضغط التصعيد العسكري من جانب والاقتصادي من الجانب الآخر وانقطاع خطوط التواصل التي ظلت قائمة بين المعسكرين الشرقي والغربي حتى في أسوأ مراحل الحرب الباردة. لا يستطيع العالم الغربي تسجيل سابقة بالقبول بما أقدم عليه جيش بوتين ولا تستطيع روسيا التعايش مع هزيمة أمام الجيش الأوكراني المدعوم بالصواريخ والقذائف الغربية. بوتين يرى أن عالماً من دون روسيا لا يستحق أن يبقى، وقد حذر بوضوح من أن الدول التي ستواجه موسكو «سوف تشهد مصيراً لم تعرفه في تاريخها». وسلفه ديمتري ميدفيديف يحذّر الغرب من مخاطر الهزيمة الروسية، وأن نجاح أميركا فيما يقول ميدفيديف إنه مخطط لزعزعة استقرار روسيا سوف يعني أن أكبر قوة نووية (أي القوة الروسية) ستصبح تحت قيادة سياسية غير مستقرة وسيكون هناك أكبر عدد من الرؤوس النووية موجهة إلى أهداف في الولايات المتحدة وأوروبا.

كيفما كانت الطريقة التي ستضع بها هذه الحرب أوزارها، لن يعود الاطمئنان الذي كانت البشرية ترتاح فيه إلى مستقبلها اطمئناناً مضموناً كما كان. وطبيعة العلاقات الدولية التي كانت قائمة بعدما حُكي عن نهاية الحرب الباردة انقلبت إلى غير رجعة. مفهوم الحياد الذي كانت تتبناه دول مثل فنلندا والنمسا والسويد أصبح يعد مفهوماً ساذجاً. حتى سويسرا التي استطاعت المحافظة على حيادها فيما الحرب العالمية الثانية كانت تلتهم أوروبا تجد نفسها محرجة بوقوفها على الحياد ومسايرة للقرارات الغربية حيال روسيا، وقطاعها المصرفي الذي كان يفاخر بسرّية تعاملاته يتجه إلى تجميد حسابات المودعين الروس في إطار إجراءات العقوبات الغربية. واليابان وألمانيا اللتان كانتا تعدّان الابتعاد عن الالتزامات العسكرية والإنفاق على التسلح مسألة ثابتة في سياساتهما بسبب التبعات التي بقيت من ذيول الحرب العالمية الثانية تقفان الآن بالكامل إلى جانب المواقف الغربية. الحكم الاشتراكي في برلين معارض بالكامل لسياسات بوتين بعدما قرر تجميد خط الغاز «نوردستريم 2»، واليابان التي كانت إحدى الدول الآسيوية الأكثر تقارباً مع موسكو قررت تجميد احتياطيات البنك المركزي الروسي المودعة لديها. أما الصين التي تدور تساؤلات كثيرة بشأن موقفها من هذه الحرب فهي الأكثر حرجاً. لا تمانع في كسر القوة الغربية لكنها تسعى إلى عدم تدهور علاقاتها بأوروبا والولايات المتحدة بسبب مصالحها التجارية والاقتصادية التي تفوق المصالح الروسية، كما لا تستطيع السير وراء بوتين والاعتراف بـ«استقلال» الجمهوريتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا لأن هذا الاعتراف سيحرمها القدرة على الدفاع عن حقها في استعادة السيادة على تايوان.

 

بوتين... «اضرب أولاً وبقوة»

ممدوح المهيني/الشرق الأوسط/25 آذار/2022

رغم أن جيشه يخوض حرباً دامية حتى هذا اليوم، لم يتوقف الرئيس بوتين عن إلقاء الخطابات التي تخلط بين الانتقادات السياسية والثقافية للغرب. في خطاب غاضب قال إن الغرب عبارة عن إمبراطورية من الأكاذيب وتعهد بأن الروس لن يطأطئوا رؤوسهم. ولكنها ليست المرة الأولى، فبوتين منذ أعوام يركز في خطابه ليس على انتقاد النظام الليبرالي الغربي الذي أعلن موته أكثر من مرة، ولا «الناتو» الذي يراه تهديداً، بل أيضاً على القيم الثقافية الغربية التي يرى فيها بلاء هذا العصر. لقد بدا في بعض الأحيان منظّراً ثقافياً يسعى لفرض نموذج من التفكير مناهض للتفكير الغربي. ويبدو هذا أمراً مكرراً من القادة الذين يحققون نجاحاً سياسياً واقتصادياً داخلياً لسنوات ويحظون بتأييد شعبي واسع ويسعون للتوسع عسكرياً (سوريا مثالاً) ولترويج نظرتهم الآيديولوجية والثقافية للعالم. من المستبعد أن يحقق بوتين طموحاته الآيديولوجية على نطاق واسع على الأقل على المدى المنظور، ولكن هذا يجعلنا نفهم أن الحرب على أوكرانيا لا تهدف فقط للحفاظ على الأمن الاستراتيجي الروسي ونزع السلاح من أيدي «النازيين» وتحويل أوكرانيا إلى بلد محايد، كما تقول الرواية الروسية، ولكن هدفها أيضاً تشكيل نظام سياسي وثقافي مختلف.

لقد بدا أن الرئيس بوتين غير مكترث بالعقوبات الغربية القاسية، وظهر في مرات وهو يلقي الدعابات وأحاط نفسه بمجموعة من مضيفات الطيران، ورفض فكرة لقاء الرئيس الأوكراني زيلينسكي. ربما التفسير الوحيد لهذه التصرفات ليس محاولة إظهار الصلابة والتماسك في الأوقات الصعبة، بل هي تعكس قناعة حقيقية بالانعزال عن الغرب ووقف تأثيراته السياسية والثقافية في الطريقة الصينية التي تسعى لأن تعزل نفسها عن التأثيرات الخارجية وتحافظ على النمو الاقتصادي وتماسك النظام السياسي. يسعى الرئيس بوتين لخلق قطب عالمي جديد على الطريقة الصينية؛ منعزل سياسياً ومسور ثقافياً ومتصل اقتصادياً بما يخدم مصالحه. بين كلمات بوتين نكتشف المرارة من الثورات الملونة التي يرى أن خلفها أيادي غربية ويؤمن بأن الهدف النهائي للدول الغربية هو إسقاط نظامه. لقد أراد بوتين مرة اختبار الماء وطلب أن تنضم روسيا لحلف «الناتو» ولكن طلبه جوبه بالرفض السريع. رفض متوقع لأن هدف بوتين كان يعني تقويض الحلف، عدوه القريب، من الداخل. وقال بوتين، مؤخراً، إن مطالب روسيا تمّ تجاهلها على مدى سنوات، واتهم الغرب بمحاولة «حبْس» روسيا كقوة عالمية منبعثة. هذه الكلمات معبرة عن رؤية بوتين الحالية للنظام العالمي الذي يحاصر روسيا ويهدد وجودها بالثورات ودعوات الديمقراطية ودعم الناشطين الروس المناهضين له وتحويلهم لأبطال. يجب تغيير كل هذا حتى يسمح للقوة الروسية بالانبعاث من جديد. وفي مقال له كتب عن سبب انهيار الاتحاد السوفياتي: «فقدنا الثقة مرة واحدة بأنفسنا ولكنها كانت كافية لتغيير موازين القوى في العالم». لا يبدو بوتين متردداً في تحقيق هدفه، وكرر أن نظام القطب الواحد أمر غير مقبول، وربما أنه يرى هذه اللحظة المثالية الثانية لاستعادة المجد الروسي المفقود وتشكيل العالم الموازي الذي يحلم به. العزلة الثقافية نرى ملامحها حالياً من خلال تلطيخ القيم الغربية الاجتماعية ووصفها بالانحلال حتى في الرياضة. ومؤخراً تحدث بوتين عن مشاركة الرجال المتحولين جنسياً للمشاركة في البطولات النسائية، وقال إن هذا يعني القضاء على الرياضة النسائية. بوتين لا يتحدث هنا فقط عن الرياضة ولكن عما هو أكبر. ونرى، مؤخراً، في سياق الحرب منع تأثيرات الغرب في شعبه من خلال حظر مواقع التواصل الاجتماعي التي تم حجبها مؤخراً ومن المؤكد، على النموذج الصيني، سيتم خلق منصات داخلية خاصة بالشعب الروسي، ورأينا الآن بدائل لـ«إنستغرام» و«فيسبوك» و«غوغل» الذي حجبت خدماته الإخبارية. بوتين يسعى لخلق قطب روسي محصن ثقافياً، يواجه الآن صعوبات اقتصادية بسبب العقوبات المفروضة عليه، لكن حديث المسؤولين الروس يذهب في سياق خلق منظومة اقتصادية جديدة لا تعتمد على الغرب بشكل أساسي ولا تتأثر بمواقفه السياسية ورغم ضغوطات الدول الغربية على العديد من الدول فإنها لم توقف تجارتها وتعاونها مع روسيا، وقد رفضت الصين والهند أي ضغوطات لعزل روسيا اقتصادياً. المتحدث باسم الكرملين أشار أكثر من مرة إلى أن العالم أوسع من أن تفرض العقوبات الأميركية والأوروبية عزلة على موسكو.

ربما من المبالغة الاعتقاد أن روسيا ستقضم دولاً أخرى بعد أوكرانيا أو إعادة السيناريو الألماني في الحرب العالمية الثانية. الوضع مختلف هذه المرة، ونرى العالم يتشكل وتتغير ملامحه. في كتابه «الشخص الأول» يقول بوتين: «للتعامل مع أعدائك هناك شيء واحد فقط يعمل عند المواجهة وهو أن تبدأ بالهجوم. اضرب أولاً وبقوة ولن يستطيع بعدها خصمك أن يفعل أي شيء». بوتين أراد أن يضرب أولاً وبقوة ويعيد روسيا لمكانتها المجيدة المحفورة بتفكيره ودون أن يشعر بلحظة الضعف وفقدان الثقة أمام الغرب، التي تسببت في انهيار الاتحاد السوفياتي. فهل ينجح؟

 

المعطيات الأولية لحربين... الشرق الأوسط وأوروبا

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/25 آذار/2022

أدت حروب القرن الحادي والعشرين في الشرق الأوسط وأوروبا إلى أن تعيد كل الكيانات المتأثرة بها حساباتها الداخلية والتحالفية. في حروب الشرق الأوسط التي اصطلح على تسميتها «الربيع العربي»، كان العامل الأساسي - إن لم يكن الوحيد - في أمر الغرق أو النجاة هو الوضع الداخلي لكل دولة، فمن كان وضعه الداخلي متيناً نجا، ومن كان غير ذلك غرق. وها نحن نرى واقع الحال بعد سنوات طويلة من ذلك الربيع المستمر. قبل أن تضع حروب الشرق الأوسط أوزارها أو تخلص إلى تسويات، فوجئ العالم باندلاع حرب في قلب أوروبا. وإذا كان مجالها العسكري المباشر هو أوكرانيا، فإن عصفها أصاب العالم كله، وجعل مليارات البشر في حالة رعب، بدءاً من الخوف على لقمة العيش، وانتهاءً بالمس بخطط التنمية. الحرب الراهنة في أوروبا غير مقروءة النتائج النهائية، وكل ما يقال في هذا الصدد هو محض تقديرات واستنتاجات، قد تثبّتها تطورات الميدان العسكري والتفاعلات السياسية والاقتصادية، وقد تنفيها. ومع عدم وضوح الخلاصات المحتملة لهذه الحرب، فإن تعامل الدول معها منذ اليوم الأول اتخذ مسارات معظمها قسري، لم تكن في حسابات وخطط الدول بصورة مسبقة، إلا إذا كان توريط روسيا في حرب استنزاف مكلفة هو خطة أميركية مبيتة ومدروسة الخطوات.

في منطقتنا، الحرب الراهنة حملت فرصاً لو أُحسن استخدامها فستنتج مكاسب كبيرة لم تكن متاحة عبر كل مراحل التاريخ الحديث، ولنؤرخ لها بطغيان النفوذ الأميركي، ومعاناة حلفاء أميركا من سوء إدارتها لهذا الطغيان. كانت معادلة العلاقات كما فرضتها الدولة العظمى على من تسميهم حلفاءها في أوروبا والشرق الأوسط أحادية الجانب، بمعنى أن المصالح والسياسات وحتى المغامرات الأميركية هي الأساس، وعلى الجميع أن يتبع من دون نقاش، فالربح لأميركا والخسارة يتقاسمها الحلفاء.

وحتى حين كانت الدولة العظمى تخسر حروبها المباشرة، كان تعويضها مضموناً من جيوبها التي لا تنفد، وجيوب الحلفاء. الأمر وفق المعطيات الأولية للحرب الراهنة تغير على نحو كبير، إذ انفتح المجال واسعاً أمام قيام الحلفاء بدور فعال لتصويب العلاقات، ورفعها إلى مستوى معقول من التوازن بين المصالح، وبقدر معقول من الاستقلالية والشراكة، على نحو مختلف عما كانت الأمور عليه، أي التبعية بلا نقاش. الحرب الراهنة فرضت على كل المتأثرين بها إعادة النظر في سياساتهم الأمنية والإنتاجية والتحالفية كذلك، فلولا الحرب الراهنة لما فكرت كل الدول في البدائل، ولما اضطرت لاكتشاف أهمية إنتاج القمح مثلاً، بعد الانصراف إلى تأسيس المفاعلات النووية وإنتاج الصواريخ المجنحة، والإنفاق الخيالي على الصعود إلى الكواكب البعيدة. ألم تكن خطط حرب النجوم الأميركية أحد أسباب الانهيار المروع للاتحاد السوفياتي؟ السياسة هي فن انتهاز الفرص، ووفق هذا المبدأ يتحدد ميزان الربح والخسارة، وبمقتضاه يكسب الأذكياء الذين يحسبون قراراتهم ورساميلهم، ويخسر الأغبياء الذين يعتاشون على «الكوميشن» كما تعتاش الديدان على المخلفات. يقال أن نظاماً دولياً جديداً سوف ينشأ بعد هذه الحرب، ولعل الأدق من هذا المصطلح المتداول أن علاقات جديدة ستدخل إلى النظام القديم، ولننتظر حتى نرى كيف ستكون الصورة على ضوء نتائج الحرب، وحتى نرى كذلك كيف ينتصر القمح والنفط على الصواريخ المجنحة والذرَّة.

 

الاتفاق الجديد مع إيران يتركنا أكثر خنوعاً وضعفاً

بريت ستيفنز/الشرق الأوسط/25 آذار/2022

ما الذي يظن الرئيس جو بايدن أنه سيخرج به من وراء اتفاق نووي جديد مع إيران؟

قبل عام، بدت الإجابة واضحة على نحو معقول أمام الإدارة الأميركية، فقد ردت طهران على قرار دونالد ترمب بالانسحاب من اتفاق 2015 الأصلي - المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة - من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستويات من النقاء أعلى من أي وقت مضى، الأمر الذي جعلها قريبة بشكل متزايد من القنبلة النووية أو على الأقل القدرة على بناء واحدة بسرعة. وما لم تبرم صفقة جديدة تفرض قيوداً على التخصيب، بدا أن إيران في طريقها نحو اجتياز خط النهاية النووي عاجلاً، وليس آجلاً. ومن هنا تأتي الضرورة الملحة لعقد اتفاق نووي مع إيران.

لكننا نعيش اليوم في عالم مختلف، وهو عالم لا تعتبر فيه روسيا والصين - وهما طرفان في كل من خطة العمل الشاملة المشتركة والمفاوضات الحالية - من الدول التي تحمل نوايا طيبة. هو أيضاً عالم لا ترد فيه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات على مكالمات جو بايدن الهاتفية في خضم أكبر أزمة جيوسياسية في القرن الحادي والعشرين. وعليه، ربما تحتاج الإدارة إلى التفكير في التداعيات الأوسع نطاقاً لعقد اتفاق جديد بعناية أكبر قبل التوقيع مرة أخرى على اتفاق. حتى هذه اللحظة، لم يتحقق ذلك. ويقال أن الاتفاق جرى الانتهاء من الجزء الأكبر منه، باستثناء مفاوضات اللحظة الأخيرة حول ما إذا كانت الولايات المتحدة سترفع «الحرس الثوري» الإيراني - الذي تتهمه واشنطن بأنه مسؤول عن قتل مئات الأميركيين - من قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية الخاضعة للعقوبات.

وعندما سألته شبكة «سي بي إس» في وقت سابق من هذا الشهر عما إذا كان الاجتياح الروسي لأوكرانيا سيؤثر في المفاوضات النووية، جاء رد وزير الخارجية أنتوني بلينكن حاسماً: «هذه الأمور مختلفة تماماً، وليست مرتبطة ببعضها بأي شكل من الأشكال». ومع ذلك، تظل الحقيقة أن الأمرين مرتبطان ببعضهما البعض بطرق تكتيكية واستراتيجية كبيرة وصغيرة. جدير بالذكر هنا أن الولايات المتحدة لا تتفاوض حتى على نحو مباشر مع طهران - يرفض الإيرانيون السماح للأميركيين بالحضور، والأمر الذي يستعصي على التصديق هنا أن الإدارة الأميركية وافقت. بدلاً من ذلك، تعتمد واشنطن على وسطاء.

والآن، دعونا نسأل كيف يبلي هؤلاء الوسطاء؟ في هذا الصدد، قال ميخائيل أوليانوف، كبير الدبلوماسيين الروس المشاركين في المفاوضات، في وقت سابق من هذا الشهر خلال مقابلة أجريت معه: «أنا صادق تماماً عندما أقول إن إيران حصلت على أكثر مما يمكن أن تتوقعه - أكثر بكثير». وأضاف: «كان أصدقاؤنا الصينيون أيضاً مفاوضين مشاركين بفاعلية ومفيدين للغاية».

ربما كان أوليانوف يبالغ. لكن مع الاتفاق أو من دونه، ستبقى موسكو قادرة على بناء محطات طاقة نووية في إيران، بغض النظر عن العقوبات المفروضة عليها بسبب الحرب في أوكرانيا. كما ستظل بكين التي وقعت عام 2021 على شراكة إستراتيجية تمتد لـ25 عاماً مع طهران بقيمة 400 مليار دولار، قادرة على إدارة أعمال مربحة داخل إيران، من دون أن تعبأ كثيراً بالعقوبات الأميركية.

وإضافة إلى اتفاقية الصداقة «دونما حدود» المبرمة في فبراير (شباط) بين فلاديمير بوتين وشي جينبينغ، يمثل الاتفاق الإيراني خطوة أخرى نحو ظهور تحالف ثلاثي جديد مناهض للديمقراطية.

والآن، ماذا عن الجانب الإيجابي للاتفاق النووي؟ العام الماضي، وعد بلينكن باتفاق جديد «أطول أمداً وأقوى»، ملمحاً إلى أن الاتفاق الجديد سيسعى لتمديد أجل بعض «بنود الانقضاء» في خطة العمل الشاملة المشتركة التي كان من المقرر أن ينتهي سريانها في العقد المقبل، إضافة إلى وضع قيود على إجراء إيران اختبارات لصواريخ باليستية. وليس من الواضح ما إذا كان الاتفاق الجديد سيحقق أياً من الهدفين، لكنه على الأقل سيمدد «وقت الاختراق» لإيران من ثلاثة أسابيع إلى حوالي ستة أشهر، ويقصد به الوقت الذي تحتاجه للحصول على ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة نووية، وإنشاء نظام تفتيش نووي تدخلي، وإعطاء جهود الدبلوماسية المستقبلية مزيداً من الوقت للعمل، وإحباط حدوث أزمة نووية في الشرق الأوسط في الوقت الحالي، في وقت ينصب اهتمام العالم على مكان آخر.

هذا ليس بالأمر الهين. وفي حالة إبرام الاتفاق، ستعمل الإدارة الأميركية جاهدة لإثبات أن هذا حل جيد بما فيه الكفاية لمشكلة تبدو جميع الحلول الأخرى لها أسوأ. كما أنها ستؤكد أن «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة» إذا اختارت إيران صنع قنبلة نووية.

المشكلة الوحيدة أنه لا يبدو أن أحداً داخل المنطقة يؤمن بهذا المنطق أو أي ضمانات أمنية أميركية أخرى - ومن هنا جاء تجاهل الرد على الاتصالات الهاتفية. قد يبدو أن التوصل إلى اتفاق يشكل «ركلة البداية» هو بمثابة انتصار دبلوماسي لوزارة الخارجية، إلا أن الأمر لا يعدو كونه هزيمة استراتيجية عندما لا تفعل أكثر من مجرد إرجاء أزمة المستقبل في مقابل تعزيز خصومنا في الوقت الحاضر. جدير بالذكر أن طهران هاجمت العراق بصواريخ باليستية في وقت سابق من هذا الشهر وشنت (من خلال وكلائها الحوثيين) ضربات صاروخية وهجمات باستخدام طائرات من دون طيار ضد أبوظبي في يناير (كانون الثاني)، فما الذي يمكن أن يتوقعه جيران إيران منها عندما تتجدد خزائنها بعائدات نفطية تبلغ عشرات المليارات من الدولارات، مع تحررها من العقوبات؟ على الرغم من أن الإدارة الأميركية وأصدقاءها سينفون ذلك بشدة، فإن التحدي الجيوسياسي الرئيسي الذي تواجهه واشنطن اليوم يكمن في التصور الذي يتشاركه الأصدقاء والأعداء على حد سواء، بأننا ضعفاء وخائفون ومشتتون ومنقسمون. وساعدت المقاومة التي قدمتها أوكرانيا ضد روسيا، مدعومة بالمساعدات العسكرية الأميركية وقوة عقوباتنا، في تغيير هذا التصور، على الأقل إلى حد ما. ومع ذلك، ما زلنا بعيدين عن تحقيق أي نوع من الانتصار هناك ناهيك عن السيطرة على المحور الجديد للاستبداد. الواضح أن إدارة بايدن بحاجة ماسة إلى تصدير صورة قوية لها. في الوقت ذاته فإن الاتفاق الإيراني الذي يجعلنا أشد ضعفاً من الاتفاق السابق يحقق العكس تماماً في لحظة لا نستطيع فيها تحمل أي إخفاق آخر.

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي ترأس قداس عيد البشارة في بكركي: كانت لدينا لقاءات كنسية ورسمية مثمرة في مصر

وطنية/25 آذار/2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس عيد البشارة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة السفير البابوي المونسينيور جوزيف سبيتاري ولفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات، في حضور الوزير السابق سجعان القزي، النائب المستقيل نعمة افرام، ممثل المجلس العام الماروني في اوروبا المهندس مارون كرم، رئيس تجمع موارنة من أجل لبنان المحامي بول كنعان وحشد من الفاعليات والمؤمنين. بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "انا أمة الرب، فليكن بحسب قولك" قال فيها: "بجوابها لبشارة الملاك، قالت عذراء الناصرة (نعم) لإرادة الله وتصميمه الخلاصي، متخذة بطاعتها موقف الخادمة. بكلمة (نعم) بدأ الحبل بابن الله، المخلص والفادي، بقوة الروح القدس. وظلت مريم أمينة لكلمة (نعم) المجسدة في الطاعة والخدمة حتى أقدام الصليب. إنها لنا المثال والقدوة في حياتنا الأسقفية، وقد دعينا جميعا لخدمة كلمة الله، يسوع المسيح، وتدبير الله الخلاصي. هذه كانت أبعاد كلمة (نعم) التي قالها كل واحد منا، عندما إختاره الروح القدس بصوت آباء السينودس المقدس. فلا ننسى أن هذا الإختيار وهذه الدعوة يتجددان كل يوم، في كل ظرف من ظروف حياتنا وخدمتنا، بوجهيها المفرح والمؤلم". أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بذبيحة الشكر في ختام السنة الحادية عشرة من خدمتي البطريركية بموآزرتكم، وقد وضعتم في ثقتم الغالية. فإني أجدد ثقتي بكل واحد منكم لنواصل معا خدمتنا لكنيستنا في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الإنتشار. فأذكر في هذه الليتورجيا كل إخواني السادة المطارنة في أبرشياتهم، مع كهنتهم والرهبان والراهبات وكل أبناء كنيستنا المارونية وبناتها. فنلتمس لكم أيها الإخوة الأجلاء الحاضرون معنا ولكل إخواننا حيثما هم في أبرشياتهم فيض النعم السماوية وثمار الخدمة المثلثة: التعليم والتقديس والتدبير".

وتابع: "إن خدمتنا الأسقفية المثلثة تبقى حاجة أساسية. فكلمة الله هي التي تنير وتشدد وتوجه وتعزي شعبنا في مختلف ظروف الحياة. ونعمة التقديس تحيي نفوسهم وقلوبهم وتدخلهم في شركة عميقة مع الله الذي وحده يشفي جراحهم الروحية والمعنوية، ويبعث فيهم روح القيامة والرجاء. وخدمة التدبير تدعونا لنكون لهم وجه المسيح الراعي الصالح. نسير أمامهم لندلهم إلى الطريق الذي يجب سلوكه، ولنحميهم من الذئاب، ونسير في وسطهم لنتضامن معهم، ونعيش بقربهم، ونضمد الجراح، ونسير وراءهم لنجمعهم ونوحدهم بالحقيقة والمحبة، ساهرين على ألا يشردوا ويتشتتوا. في هذا الإطار المثلث الأبعاد نسير في آن مع الكنيسة الجامعة، بقيادة قداسة البابا فرنسيس، في مسيرتها الإعدادية السينودسية من أجل تعزيز الشركة والمشاركة والرسالة، وداخل كنيستنا المارونية في تحقيق سينودسية السير معا لنشدد عرى الشركة فيما بيننا، ونعيش مقتضيات المشاركة بمختلف وجوهها، ونلتزم بالرسالة الموكولة إلينا من المسيح الرب في إطار رسالة الكنيسة الجامعة". وأردف الراعي: "وتبقى خدمة المحبة رسالة جوهرية تدعونا كل يوم أكثر فأكثر، نظرا لإشتداد الأزمة الإقتصادية والمالية والمعيشية والإجتماعية الخانقة شعبنا. إني أوجه تحية شكر وتقدير لكل المبادرات التي تقوم بها البطريركية والأبرشيات والرعايا والرهبانيات والأديار، ومؤسساتنا التربوية والإستشفائية والطبية والإجتماعية المتنوعة. لكن الحاجات المتزايدة تلزمنا بالمزيد من المبادرات. لا أغفل ما تقوم به رابطة كاريتاس لبنان في برامجها المتنوعة، وما تقدمه مثيلاتها من المؤسسات الخيرية غير الحكومية. وأوجه تحية شكر وامتنان إلى المنتشرين في القارات الخمس الذين يسندون أهلهم في لبنان ومشاريع قراهم وبلداتهم. إننا نشكر الله على هذه المسؤولية التضامنية. أجل المحبة أقوى من الموت. وتبقى لها الكلمة الأخيرة، لأن كل شيء يبوخ ويبلى كالثوب (مز 102: 26؛ أش 51: 6). وكل شيء يزول وهي وحدها تبقى أبدا (1 كور 13: 13). فلا نخاف.

في هذا المساء عند الساعة السادسة كما تعلمون، في كنائس رعايانا وأديارنا، نشارك قداسة البابا فرنسيس في تكريس روسيا وأوكرانيا لقلب مريم الطاهر. وإذ يصادف هذا اليوم ليتورجيا إحياء زياحات آلام المسيح الفادي والعبادة لصليبه، فإنا نضم آلام إخوتنا وأخواتنا في أوكرانيا وروسيا إلى آلام المسيح لفدائنا، فيكون ثمن السلام إيقاف شر الحروب وويلاتها".

وقال: "إني أشكر الله على الزيارة الراعوية لأبرشية مصر والسودان التي قمت بها بدعوة لطيفة من مطران الأبرشية سيادة أخينا المطران جورج شيحان، وقد اتسمت بأربعة أبعاد: البعد الروحي والبعد الكنسي والبعد التربوي-الثقافي، والبعد الرسمي. فأشكر سيادته على تنظيم مواعيدها ولقاءاتها الرسمية مع سعادة سفير لبنان الأستاذ علي حلبي. لقد شمل البعد الراعوي والثقافي الإحتفال بعيد القديس يوسف شفيع الكاتدرائية، وتدشين القاعة على إسم المرحوم الخورأسقف يوحنا طعمه في مبنى مدارس مار يوسف المارونية المجاور للكاتدرائية، وافتتاح قاعة البطريرك المكرم الياس الحويك في مبنى المطرانية تجاه الكاتدرائية، وتوقيع كتاب الخوري مخائيل قنبر عن تاريخ أبرشيتنا في مصر التي حاك أساستها البطريرك الحويك، والإحتفال بيوبيل خمسين سنة على تأسيس كابيلا القديسة ريتا إلى جانب كنيسة مار مارون للرهبانية المارونية المريمية. واني اوجه عاطفة شكر لقدس الاب العام الاباتي بيار نجم الذي حضر لهذه المناسبة. وكانت لنا لقاءات كنسية مثمرة مع قداسة البابا الأنبا تواضرس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، ومع غبطة الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، وسيادة السفير البابوي المطران Nicolas Thévenin. وكانت لنا لقاءات رسمية مثمرة هي أيضا مع فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي، وألامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط، ومع مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السفير علاء موسى ونائبه المساعد لشؤون المشرق العربي كامل جلال، ومع الدكتور الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر. وقد لقينا عندهم جميعا حبا جما للبنان وهما واهتماما بقضيته واستعدادا لمساعدة شعبه. إنني أحييهم جميعا وأدعو لهم بالخير والنجاح الدائمين". وختم الراعي: "أستطيع القول أن هذه العلاقات تشكل صفحة جميلة تضاف إلى صفحات مماثلة من تاريخ البطريركية المارونية، وتقتضي تثميرها وتوطيدها من أجل الخير العام الروحي والراعوي والكنسي. وإنني معكم نجدد الشكر لله، وباسمه وبنعمته نبدأ السنة الثانية عشرة من الخدمة البطريركية، تمجيدا وتسبيحا للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

الراعي استقبل رئيس اساقفة كانتربري وبحث معه في العلاقات بين الكنيستين المارونية والانغليكانية

وطنية/25 آذار/2022

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم  في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس اساقفة كانتربري جاستين ويلبي على رأس وفد ضم رئيس الأساقفة على كرسي القدس المطران حسام نعوم، السفير البريطاني في لبنان الدكتور ايان كولار، النائب الدكتور إدكار طرابلسي، الأب الأرشديكن عماد زعرب، Canon Don Binder، الأب الكنن فؤاد داغر، الأب الكنن فادي دياب، Fr. Malcolm Forest، Fr. Will Adam، Fr. David Porter، السيد رجائي خوري، وجرى في اللقاء البحث في العلاقات بين الكنيستين المارونية والانغليكانية وسبل التعاون خصوصا في مجال مساعدة لبنان وشعبه على تخطي الازمات الحالية وعلى حمل قضيته كنسيا ودوليا.  من جهة أخرى، نظم في بكركي بمناسبة عيد البشارة لقاء حضره البطريرك الراعي ومطارنة ورؤساء عامون موارنة، قدم خلاله مدير مكتب الإعلام في البطريركية المارونية المحامي وليد غياض والزميل جورج عرب، الجزء الثاني من سلسلة زيارات البطريرك الى الخارج. وألقى عرب كلمة قال فيها: "تشرفني خدمتي لكنيستي، وتكفيني نعمة هذه الخدمة. وكم أجد نفسي مكتفيا بالنعمة هذه حين استرجع بداياتها في عهد البطريرك أنطونيوس خريش، ممتدة منه الى عهد البطريرك نصرالله صفير، ومنه الى عهد البطريرك بشارة الراعي، أدام الله أيام رئاسته. لقد عرفت تلك النعمة واكتفيت بها وجها من أوجه العلاقة البنوية التي قامت بين بطاركة الديمان وأبنائها المقيمين حولهم بورع وايمان. لقد عرفت تلك العلاقة بنظام "الشراكة"، التي أثمرت خيرات روحية ومادية وثقافية، واصدار اليوم هو إحدى هذه الثمار. لقد تعاونا في تحقيقه مع جريدة النهار الأوسترالية لناشرها أنور حرب، ومع المؤسسة الشرقية للطباعة والنشر في اوستراليا أيضا لناشرها ويللي وهبي، ومع فريق التوثيق والإعداد في رابطة قنوبين للرسالة والتراث. وكان تعاون أيضا مع المركز الكاثوليكي للإعلام بإدارة الخوري عبدو أبو كسم. لقد جمع أوراق هذا الإصدار المحامي وليد غياض، الخادم المؤمن المثابر الصامت يسمع ويحفظ في قلبه".  أضاف: "يشاركنا في هذه الخدمة المتعلقة بسلسلة الإصدارات المتوالية المحامي بول يوسف كنعان، رئيس تجمع موارنة من أجل لبنان، المستحق مودة العرفان، المكتفي بنعمة خدمته هذه". وتابع: "أما هذا الإصدار فهو يتناول زيارات البطريرك الراعي الراعوية الى خارج لبنان خلال السنوات 2013 و2014 و2015. وأبرزها لسوريا وللأراضي المقدسة وللعراق، وقد شاءها الراعي ليقول لأهلها وللعالم إن الأرض أرضنا، والمقدسات مقدساتنا، وإن التراث المشرقي تراثنا، وهو نتاج هذا اللقاء الحضاري بين المسيحية والإسلام، كما شاءها ليؤكد أن الهوية المشرقية مطبوعة بذلك الإرث الكبير الذي اسهم المسيحيون به في النهضة العربية. كما كانت زيارات للمرة الأولى لبطريرك ماروني الى عدد من دول أميركا اللاتينية حيث يهدد الذوبان هوية الموارنة ببعديها الروحي والزمني".

 

الرئيس عون استقبل وزير الخارجية الإيراني: أي إيجابية في مفاوضات فيينا ستنعكس استقرارا في المنطقة والعالم

وطنية/25 آذار/2022

أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، أن لبنان يعتبر أن أي تطور إيجابي في مفاوضات فيينا للتوصل الى اتفاق نهائي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجموعة دول مجلس الأمن وألمانيا، ستكون له انعكاسات إيجابية على الاستقرار والسلام في دول المنطقة والعالم. وأعرب الرئيس عون عن أمله في أن تستأنف جولات الحوار بين إيران والسعودية، نظرا إلى دورهما على الصعيدين الإقليمي والدولي، فتنعكس الجهود إيجابا على المنطقة وتساهم في تعزيز التقارب بين دولها. وشكر الرئيس عون لإيران التضامن الذي تبديه دائما تجاه الشعب اللبناني خلال الأزمات الصعبة التي يمر بها، منوها بالمساعدات التي قدمتها للبنان بعد الانفجار في مرفأ بيروت، وحمل عبداللهيان تحياته الى الرئيس الإيراني ابرهيم رئيسي.  وتحدث عن ملف النزوح السوري وتداعياته السلبية، متمنيا مساعدة ايران لإيجاد حل لهذه الأزمة التي أرهقت الاقتصاد اللبناني وباتت تشكل عبئا اجتماعيا وماليا كبيرا، ولا سيما أن معظم المناطق السورية باتت آمنة، مما يتيح عودة النازحين السوريين اليها. وعرض الانعكاسات السلبية للحرب بين روسيا وأوكرانيا، متمنيا أن تسود لغة الحوار بين الدولتين للوصول الى حل سلمي سريع للخلافات بينهما.

 عبداللهيان

وكان عبداللهيان نقل للرئيس عون في مستهل اللقاء الذي حضره السفير الايراني محمد جلال فيروزنيا والوفد الإيراني المرافق، تحيات الرئيس الايراني وتقديره للجهود التي يبذلها الرئيس عون في سبيل تعزيز الاستقرار والوحدة في لبنان وتفعيل العلاقات اللبنانية -الايرانية. وعرض الوزير الإيراني ما آلت اليه المحادثات بين بلاده والسعودية، والمفاوضات في فيينا ومواقف الدول المعنية منها، معربا عن تفاؤله بأن هذه المحادثات ستؤدي الى نتائج إيجابية في وقت قريب. ولفت الى أن التطورات العسكرية بين موسكو واوكرانيا ألقت بثقلها على المفاوضات كما على الأوضاع في دول العالم. كذلك، أطلع عبداللهيان الرئيس عون على نتائج زيارته لسوريا. وتحدث عن العلاقات اللبنانية-الايرانية، وجدد تأكيد بلاده تقديم المساعدات التي يحتاجها لبنان في مختلف المجالات، لافتا الى أنه تناول تفاصيلها مع المسؤولين الذين التقاهم ولا سيما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وأبرزها توفير مادة القمح وغيرها من المواد الغذائية الضرورية التي قد تسبب أزمة غذائية عالمية نتيجة الحرب الروسية - الأوكرانية، واقترح عقد اجتماعات ثنائية بين الوزراء المعنيين في كلا البلدين للبحث في التفاصيل وآليات العمل.

 

رئيس الجمهورية التقى رئيس أساقفة كانتربري: لبنان لا يزال يدفع ثمن تداعيات الحرب في سوريا ونشدد على الوحدة بين المجتمعات

وطنية/25 آذار/2022

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أننا لا يمكن أن نعيش اليوم في ظل مقولة أنا قوي فأنا على حق، مشددا على أهمية الوحدة بين المجتمعات لتكون سياستها أكثر تأثيرا بإعادة الحق لأصحابه. ولفت الى أن لبنان عانى ولا يزال الاضطرابات والصراعات بين الدول التي أثرت عليه بشكل مباشر ولا سيما الحروب في المنطقة ودول الجوار، وهو لا يزال يدفع ثمن تداعيات الحرب في سوريا نتيجة استقباله النازحين السوريين وعدم مساعدة المجتمع الدولي على إعادتهم الى بلادهم، من دون أن يعلم لبنان حتى الآن لماذا الدول الغربية تضغط لإبقائهم على أرضه؟

مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس أساقفة كانتربري رئيس الكنيسة الانغليكانية في العالم عضو مجلس اللوردات الدكتور جاستن ويلبي، في حضور النائب إدغار طرابلسي ورئيس الأساقفة الانغليكاني على كرسي القدس المطران حسام نعوم والسفير البريطانيا ايان كولار.

 وكان رئيس أساقفة كانتربري وصل الى قصر بعبدا في العاشرة والنصف، وأدت له التحية ثلة من الحرس الجمهوري، ثم استقبله الرئيس عون في صالون السفراء مرحبا بزيارته لبنان، ورد الدكتور ويلبي شاكرا للرئيس عون استقباله مع الوفد، متمنيا لمناسبة عيد البشارة ان تحل على الرئيس عون ولبنان نعمة السيد المسيح وبركة أمه مريم العذراء. وقال: "التوترات الدولية كبيرة جدا، بحيث ان حاجات العديد من الدول تقع في طي النسيان بسهولة ولا سيما في هذه المنطقة. أما صلاتي فهي من أجل السلام والاستقرار والتعافي في لبنان من المشاكل التي يتخبط بها. ومن خلال الرحلات التي أقوم بها حول العالم ألتقي بالعديد من اللبنانيين وهم من أبرز القادة وأنجحهم وأكثرهم فعالية. وأنا أعلم ان هذا البلد يزخر بكل المواهب التي يطلبها الإنسان من الله وأصلي لتتمكنوا، فخامة الرئيس، أنتم ومن سيخلفكم من قيادة هذه المواهب لكي تكون في خدمة المعوزين والفقراء في هذا البلد".

 أضاف: "للأسف أن حمى الحرب الشريرة والمقيتة أصابت أوروبا للمرة الأولى منذ 80 عاما، وأنا أعلم أن لبنان هو أفضل من يدرك ثمن الصراعات والحروب، والتحدي الكبير الآن هو أن نتعلم كيف نختلف بالآراء من دون ان نلجأ الى العنف ونصل الى الكراهية، وهذا في صلب المصالحة. ولعل لبنان بإمكانه أن يكون مثالا للتعافي ويمكن لأوروبا أن تتعلم منه."وأشار الى أن "نداء لبنان لمساعدته في إعادة النازحين السوريين الى بلدهم، هو نداء نسمعه من دول أخرى بما فيها الأردن وأيضا من دول في مناطق أخرى، حيث هناك حروب منسية مثل اوغندا والسودان واثيوبيا وحول العالم. هذا واقع مخيف عن أشخاص ينتقلون من بلد الى آخر بسبب النزاعات والصراعات. ونحن برفقة المطران حسام، نفعل ما بوسعنا للتشجيع على السلام والمصالحة، ولكن الصعوبة دائما هي في الشر الذي يملكه القوي. وهناك مقولة قديمة تعود الى الحرب بين اسبارطا وأثينا، فالمؤرخ الاغريقي زينوفون قال: القوي يفعل ما يريد أما الضعيف فيفعل ما يجب أن يفعل".

 الرئيس عون

ورد رئيس الجمهورية بكلمة رحب فيها بالوفد، ونوه بالمهام الكثيرة التي يقوم بها في خدمة السلام العالمي والعدالة الاجتماعية ومحاربة العنف والحروب، إضافة الى الجهد الذي يبذله أعضاؤه لمساعدة الفقراء والدول لإعادة الأمور الى طبيعتها. ولفت الى أن العالم يعيش اليوم مرحلة صعبة نتيجة الصراعات والحروب منذ العام 1948 أي منذ تأسيس إسرائيل، مشيرا الى أن الاضطراب بين الدول ينعكس على لبنان بشكل كبير. وقال: "نحن نعاني الحروب في المنطقة، ولا سيما الحرب التي اندلعت في سوريا وتأثيرها بشكل مباشر على لبنان نتيجة إقفال الحدود، مما أثر علينا اقتصاديا وزاد من حدة الأزمة الاقتصادية التي نعيشها". وتحدث عن تأثير النزوح السوري الى لبنان، مطالبا الوفد ببذل جهده إذا أمكن للمساعدة في إعادة هؤلاء النازحين الى بلدهم حيث استتب الأمن في مختلف المناطق السورية. وقال: "نحن لا نعلم حتى الآن لماذا الدول الغربية تضغط على لبنان لإبقائهم على أرضه؟ نطالب بمنحهم المساعدات الدولية على أرضهم بدل إعطائهم إياها في لبنان، مما يشجعهم على العودة الى بلدهم". أضاف: "لا يمكن اليوم أن نعيش مع القوي فقط، فأغلب الدول تعتمد مقولة "أنا قوي فأنا على حق"، بدلا من "انا على حق فإذا أنا القوي". وهذا ما نراه يحصل اليوم في أوكرانيا، ونأمل أن يعود السلام". ولفت الى "أهمية الوحدة بين المجتمعات لتكون سياستها مؤثرة وأقوى. فالوحدة تستطيع أن تؤثر بإعطاء الحق لأصحابه، ونحن اليوم قطعنا مرحلة الحرب في سوريا التي أصبحت في مرحلة السلام، ونتمنى مساعدة انكلترا بصورة خاصة لمساعدة النازحين الى بلدهم".  ورد ويلبي منوها بكلام الرئيس عون وقال: "أنتم على حق ونحن اليوم في هذه المناسبة نتذكر أن الله اتخذ خيارا بأن يصبح ضعيفا ليتمكن من الغزو. وان طبيعة القيادة الحقيقية والعادلة التي تتجسد في صورة الله تترجم بالفعل في الخدمة ومحبة الضعيف وليس في القوة والهيمنة. أنا أعمل مع الأمين العام للأمم المتحدة على تشكيل لجنة وساطة. هناك صعوبة في تخطي قوة الحكومات التي تتمتع بحق النقض، ولفت انتباه هذه الدول الى بلدان مثل لبنان وغيره التي تحتاج الى دعم والى تمكينها من تحمل مسؤولية مستقبلها. فمسؤوليتنا تكمن في تأمين الأمل، ونحن سنجد وجود الله يقوينا حين نتحمل مسؤوليتنا عن مستقبلنا".  وشكر رئيس أساقفة كانتربري في ختام اللقاء للرئيس عون استقباله، مؤكدا أنه سوف يعود الى بلاده محملا بذكريات جميلة من لبنان. وقال: "أنتم لم تزعجوني بمطالبكم على الإطلاق بل ذكرتموني بمطالب الفقراء وبالحاجة الى الصلاة، وأنا أواكبكم وأواكب لبنان وأصلي من أجل من سيخلفكم وبالتأكيد سأتابع مطالبكم على نطاق محادثاتي الخاصة في المملكة المتحدة وفي البرلمان".

كلمة في السجل

ودون ويلبي قبل مغادرته القصر الجمهوري كلمة في السجل هنا نصها: "في عيد البشارة 2022، جاء الملاك الى مريم وبشرها "مباركة انت".. لبنان كنز للعالم منذ آلاف السنين. نسأل سيدتنا، العذراء المباركة، أن تصلي لهذا البلد وقادته. أصلي من أجل التخفيف من عبء النازحين الذي تحملتموه بسخاء، وسوف أطلب الدعم من أجل هذا التغيير". وزيارة ويلبي لبنان هدفها الاطلاع على الأوضاع فيه وعلى واقع المسيحيين. ورافقه في الزيارة إضافة الى المطران حسام نعوم، راعي كنيسة جميع القديسين في بيروت مدير مركز القديس لوقا لذوي الحاجات الخاصة في بيت مري الارشديكون عماد زعرب، ومرافق المطران نعوم القس الكنن دون بندر، وراعي كنيسة القديس بولس الانغليكانية في مدينة شفا عمرو الجليلية القس الكنن فؤاد داغر، وراعي الكنيسة الناطقة باللغة الانكليزية القس مالكوم فورست. ومن المقرر ان يترأس ويلبي قداسا في كنيسة جميع القديسين الانغليكانية لمناسبة عيد سيدة البشارة حيث سيستقبل رئيس واعضاء اللجنة التنفيذية في المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية في لبنان وسوريا.

 

القوات: سنتقدم بشكوى ضد جورج أعرج بجرائم القدح والذم وإثارة النعرات

وطنية/25 آذار/2022

 أعلنت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" أن الحزب سيتقدم بشكوى ضد جورج أعرج، وقالت في بيان: "إزاء الكلام المهزلة والمسخرة الذي ورد في حلقة من برنامج "sarcasm سياسي" على تطبيق يوتيوب، والذي تناول فيه المدعو جورج أعرج، رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، إضافة إلى مسؤولين في الحزب، واتهمهم باتهامات جوفاء، وكاذبة، وباطلة، ومفبركة، ومدسوسة، في ما خص غزوة عين الرمانة، سيتقدم حزب القوات والدكتور سمير جعجع بشكوى أمام النيابة العامة التمييزية ضد الأعرج، بجرائم القدح والذم وإثارة النعرات والفتن والافتراء الجنائي".

 

الاحرار: جورج أعرج لا يمت لحزبنا بأية صلة

وطنية/25 آذار/2022

لفت حزب "الوطنيين الاحرار" في بيان، الى أنه "سبق لامانة الاعلام في الحزب أن أوضحت ان بعض المواقع الإلكترونية تتداول مقابلة مع أحدهم موحيا وذاكرا خلال الأحاديث حزب الوطنيين الأحرار بموضوع أحداث الطيونة، يهم الحزب التذكير ان السيد جورج اعرج الذي ادلى بهكذا تصريح لا يمت للاحرار بأي صلة، كما ان حزب الوطنيين الاحرار على تواصل دائم مع حزب القوات اللبنانية من خلال لجان مشتركة، ومن خلال رؤساء الحزبين وهو ليس بحاجة لاي وسيط لنقل اي رسالة".

 

جريمة قتل أم وبناتها الثلاث في أنصار وتوقيف الجاني

وطنية/25 آذار/2022

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في النبطية، أن جريمة قتل ذهبت ضحيتها مواطنة وبناتها الثلاث، هزت بلدة أنصار ومنطقة الجنوب. وفي التفاصيل أن الفتيات م. ص. (16 عاما) و ر. ص. (22 عاما) و ت. ص. (20 عاما) اللواتي خرجن برفقة والدتهن ب. ع.، وهي طليقة مختار البلدة زكريا صفاوي، فقدن منذ 25 يوما، في حين أظهرت التحقيقات أن عائلة صفاوي كانت برفقة ابن بلدتهم المدعو ح. ج. فياض (36 عاما). وبعد تبليغ المختار الجهات الأمنية باختفاء عائلته، أجرى فرعا مخابرات الجنوب والنبطية تحقيقات واسعة أدت إلى توقيف فياض الذي اعترف بعملية القتل الجماعية، وهما يجريان منذ عصر أمس عمليات تفتيش واسعة للمنطقة بين بلدتي انصار والزرارية، وهي منطقة بساتين حمضيات التي اعترف فياض أنه دفن العائلة فيها، إلا أن عملية التفتيش واجهت طقسا ماطرا وغزيرا وعتمة حالكة.  واستكملت صباح اليوم عمليات التفتيش، وبعد تحديد المنطقة، عثر على الجثث الأربعة، وتوجهت الى المكان سيارات الإسعاف، في حين تعمل وحدات من الأدلة الجنائية ومخابرات الجيش على الكشف عليها.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 25 و 26 آذار/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 25 آذار/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/107288/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1371/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/March 25/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/107290/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-march-25-2022/

#LCCC_English_News_Bulletin