المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 كانون الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.january15.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/قانون الإنتخاب المسمى "قانون جورج عدوان" هو هجين ومفصل ع مقاس إيران

الياس بجاني/حزب الله الإيراني والمذهبي والإرهابي يسرق أراضي المسيحيين بالسلبطة ووضع اليد وهدفه المعلن منذ السبعينات هو تحويل لبنان إلى جمهورية فارسية على قاعدة مفهوم ولاية الفقيه/تقرير عن سرقة الحزب أراضي في بلدة الغابات الجبيلية

الياس بجاني/يا منافقين وذميين استفيقوا من غيبوبة كذبة المقاومة والتحرير

الياس بجاني/الإتحاد العمالي العام بكل فروعه هو من تفقيس خاضنات المخابرات السوري والإضراب اليوم هو لخدمة أجندة بري وحزب الله التخريبية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مهمة للغاية مع الكاتب في جريدة النهار وجدي العريضي تتناول غالبية الملفات الساخنة مع معلومات عن احداث امنية واشكاليات الإنتخابات واسماء المرشحين وتحالفات

بالصوت/مقابلة مع السياسي اللبناني الكندي الحر والسيادي رولان الديك/مقاربات سيادية واستقلالية ومقاومتية وجريئة لكل ملفات لبنان المحتل ودعون للمقومة والتحرير/لبنان بلد مقدس ولن يتمكن أي كان من تدنيسه. الف تحة لكل الأحرار والسياديين

فيديو مقابلة من يوتيوب جريدة النهار مع الرئيس أمين الجميل/تاريخها 20 تموز/2020/هذا ما كشفه أمين الجميّل عن خفايا استشهاد شقيقه بشير والعلاقة مع "القوات" واتفاق 17 ايار

وزارة الصحة : 6811 إصابة جديدة و 15 حالة وفاة

اسرائيل: حزب الله فشل بإطلاق مسيّرة تجاهنا

لبنان يقترب من إعلانه رسمياً دولة فاشلة.. ومخاوف من الفوضى!

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 14 كانون الثاني 2022

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة 14/01/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

واشنطن تطمئن لبنان.. "لا عقوبات على وصول الغاز عبر سوريا"

بموجب خطة اتفق عليها لبنان ومصر والأردن وسوريا في سبتمبر الماضي، سيمر الغاز المصري إلى لبنان عبر أنابيب تقطع الأردن وسوريا

نضمام نديم للقوات ببيروت.. يتمم اتفاق الكتائب وافرام بكسروان؟

منازلة عون وبرّي مستمرة.. واستخدام الشارع لضرب الانتخابات؟

المطبوعات" تبرّئ مارسيل غانم من تهمة تحقير عون

ميقاتي: سنطبق القانون على المسيئين للسعودية

ماذا يُحضِّر الفرنسيّون للبنان؟

لذلك أَطلَقَ ميقاتي "موقفه الرافض" لهجومِ نصرالله على السعودية!

خطط جعجع هي نفسها منذ زمن الحرب؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

منظمة الصحة العالمية» توافق على علاجين جديدين لمرضى «كورونا»

تقرير دولي: "نطنز" الإيراني الجديد قد يكون موقعاً للأسلحة النووية

تقرير: المجمع الإيراني الجديد سيحتوي على منشأة لتخصيب اليورانيوم نظرا لحجمه وعمقه

مفاوضات فيينا.. وفود إيران والترويكا الأوروبية إلى بلادهم للتشاور

وكالة إرنا الإيرانية: عودة رؤساء الوفود المشاركة إلى بلادهم جاء بناء على اتفاق تم التوصل إليه بينهم

لافروف: لدى إيران مشاكل "غير النووي" مقلقة لدول المنطقة

وزير الخارجية الروسي يحث طهران على الواقعية في تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

القضاء يعلّق عمل البرلمان في العراق

ترشح صالح للرئاسة مجدداً ينهي التوافق الكردي ـ الكردي... وهجوم على «الخضراء»

«الاتحادية» العراقية توقف بـ«أمر ولائي» عمل هيئة رئاسة البرلمان استجابةً لطلب مقدَّم من نائبين

عمار الحكيم: استهداف مقرات أحزاب وقوى يكشف عن مخطط لزعزعة استقرار العراق

هجوم على مقر حزب "تقدم" الذي يتزعمه رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي

واشنطن قد تلجأ إلى مجلس الأمن في أزمة أوكرانيا

واشنطن تتهم وموسكو تنفي الإعداد لعملية «مموهة» لتبرير تدخلها في أوكرانيا

تركيا وأرمينيا ترحبان بالجهود «البناءة» لإصلاح علاقاتهما

«طالبان» تحض واشنطن على استجابة دعوة غوتيريش لتحرير الأموال الأفغانية

بريطانيا تشتبه في وجود جاسوسة للصين داخل البرلمان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بكركي تبلّغت وبلّغت… عمليات بيع مشبوهة على طريق الشام لـ23 عقاراً!/منال شعيا/النهار

"الصيصان" و"الجرذان" في مأساة أهل لبنان/فارس خشّان/الحرة

يسار صبياني في خدمة أصولية حزب الله "الناضجة"/دلال البزري/الإسبوع العربي

“الحزب” يطوِّق “اليونيفيل”!/أحمد الأيوبي/اللواء

"شي فاشل" بطبعة عونية/عماد موسى/نداء الوطن

نديم الجميل لابن عمّه سامي... الأمر لي في الأشرفية/آلان سركيس/نداء الوطن

بعبدا والحوار… رهان على تبدّل مواقف الرافضين!/كارول سلوم/اللواء

أين العرب؟.. الحزب يدمّر لبنان عن سبق الإصرار/قاسم يوسف/أساس ميديا

عزلة الميليشيا.. مع وقف التنفيذ/نديم قطيش/أساس ميديا

اتصال عالي النبرة… ماذا جرى بين عون ونصر الله؟/منال زعيتر/اللواء

مناورات قتالية داخل السلطة/طوني عيسى/الجمهورية

لإعادة النظر بمفهوم العمل السياسي في لبنان/د. جورج صدقه/الجمهورية

ليست الفوضى... بل الانحلال!/نبيل بومنصف/النهار

بيروت باعتبارها ضرورة وجوديّة وإنسانيّة مطلقة/عقل العويط/النهار

مجلّة "غاليري" الفنّيّة تكرّس ملفّها لبيروت تحت الريشة خلال مئة عام باعتبارها ضرورةً وجوديّةً وثقافيّةً وإنسانيّة مطلقة/رمزي الحافظ وعقل العويط/النهار

تطيير الانتخابات… سيناريوهان قيد التنفيذ!/شارل جبور/الجمهورية

كازاخستان: أصداء خريف الآلام/أمير طاهري/الشرق الأوسط أونلاين

دول النهوض العربي وشجاعة المبادرة/رضوان السيد/الشرق الأوسط أونلاين

بوتين وأوكرانيا و«الجنرال ثلج»/الياس حرفوش/الشرق الأوسط أونلاين

حرز الذاكرة الشيعية السعودية/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط أونلاين

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون اطلع من وزير الصناعة على واقع القطاع ونتائج محادثاته في العراق وعرض مع عكر للأوضاع العامة بوشكيان: لا هجرة مصانع من لبنان

الراعي استقبل وفدا من الطائفة المعمدانية الإنجيلية حول العالم وهيئة مكتب الرابطة المارونية وفاعليات

بري إستقبل سفيرة سويسرا ومحافظ بيروت واطلع من وزير الصناعة على نتائج زيارته العراق بوشكيان : داعم لكل ما هو إيجابي لمصلحة لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

إنجيل القدّيس لوقا11/من27حتى31/فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!». وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان. فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل. مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان”.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

قانون الإنتخاب المسمى "قانون جورج عدوان" هو هجين ومفصل ع مقاس إيران

الياس بجاني/14 كانون الثاني/2022

قانون انتخاب "جورج عدوان" الهجين مفصل ع مقاس مشروع أيرنة لبنان ولخدمة مصالح أصحاب شركات الأحزاب كلن، وكلن يعني كلن منافقين ودجالين


حزب الله الإيراني والمذهبي والإرهابي يسرق أراضي المسيحيين بالسلبطة ووضع اليد وهدفه المعلن منذ السبعينات هو تحويل لبنان إلى جمهورية فارسية على قاعدة مفهوم ولاية الفقيه/تقرير عن سرقة الحزب أراضي في بلدة الغابات الجبيلية

يا منافقين وذميين استفيقوا من غيبوبة كذبة المقاومة والتحرير

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105573/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%b3%d8%b1%d9%82-%d8%a3%d8%b1%d8%a7%d8%b6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad/

لم تعد مقبولة بأي شكل من الأشكال كل فترات السماح، وغض الطرف، والهرطقات التبريرية، والذمية للمواطن اللبناني، ولأي شريحة مذهبية أو مجتمعية انتمى، أن لا يزال غارقاً بغباء، أو بجبن، أكان عن جهل، أو على خلفية التجارة، في أوحال وأوهام نفاق ودجل المقاومة والتحرير ومحاربة إسرائيل ورميها في البحر.

حزب الله الإرهابي والجيش الإيراني الذي يحتل لبنان منذ العام 2005، هو واضح وعلني في أهدافه الفارسية، وفي مشروعه الإيراني المذهبي والإمبراطوري ويتباهى به دون خجل أو وجل. لهذا على كل لبناني سيادي واستقلالي أن يعلن بأنه ضد هذا المشروع وضد وجود الحزب بوضعيته العسكرية اللالبنانية.

وفي سياق هذا المشروع الإمبراطوري الوهم والإرهابي المؤدلج يصادر ويسرق حزب الله بالقوة والبلطجة الفاجرة والعاهرة أراضي المسيحيين تحديداً ومن ضمنها أراضي تملكها الكنيسة المارونية، وذلك ي كافة مناطق تواجدهم، البقاع، والجنوب، وبيروت، وجبل لبنان بكل محافظاته، ولنا خير مثال في ما يجري من بلطجة عقارية منذ سنين في منطقة جبيل..(لاسا والغابات ومجل القاقورة).

 

الإتحاد العمالي العام بكل فروعه هو من تفقيس خاضنات المخابرات السوري والإضراب اليوم هو لخدمة أجندة بري وحزب الله التخريبية

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/99228/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d9%87%d9%88-%d8%ac/

كم هي مهينة لعقول وذاكرة اللبنانيين الإطلالات الإعلامية لصنيعة المخابرات السورية المدعو بشارة الأسمر ومعه بسام طليس وباقي الجثث الطروادية التي تركها المحتل السوري في لبنان لتنفيذ فرماناته من خلال الإتحاد العمالي العام وأوكل أمرها إلى بري وحزب الأمونيوم وسيده.

إن الإضراب الذي دعا له اليوم الخميس بسام طليس وبشارة الأسمر هو عمل تخريبي وإرهابي وبأمر مباشر من نبيه بري وحزب الله، وبالتالي لا يجب لا المشاركة فيه ولا التسوّيق له، بل فضح الذين دعوا إليه وتعريتهم.

ترى هل من عاقل في لبنان يثق بالإتحاد العمالي العام ويرى في قيادته الحالية والسابقة فعلاً جسماً عمالياً وحامياً ومدافعاً عن العمال وحقوقهم؟

وهل من يرى حقيقة في هذا الإتحاد الأسدي والملالوي كياناً عمالياً مستقلاً يعمل لخدمة العمال؟

بالطبع لا، لأن هذا الكيان الهجين لا يمت لأي شيء عمالي، كما أنه عملياً وعمالياً لا علاقة له بالعمال وبأوضاعهم وباحتياجاتهم وبمطالبهم المحقة. هو بالواقع المعاش مجرد جثة مخدرة تستفيق من غيبوبة ثباتها فقط كلما نفخ في جسدها المهترئ المحتل الإيراني وأوكل لها مهمة ما.

الإتحاد هذا هو جسم وكيان هجين فقسته حاضنات المخابرات السورية وعملت من خلاله على ضرب وتهميش وتدجين العمل النقابي في لبنان، وقد ورثه حزب الله الأمونيومي وهو من يتحكم برقاب وحركة وألسنة وممارسات المنصبين مخابرتياً لتولي قيادته.

من هنا فإن الدعوات للإضراب التي أطلقها بشارة الأسمر وربعه الملالويين والأسديين هي ليست لمصلحة العمال بأي شكل من الأشكال، بل هي مهمات مشبوهة هدفها الأول والأخير خدمة أجندة ومخططات وهرطقات ومؤامرات ما يسمى نفاقاً واحتيالاً “محور المقاومة”.

في الخلاصة فإن ما يسمى الإتحاد العمالي العام بقياداته الحاليين والسابقين هو مجرد من أداة بيد وأمرة الإحتلال الإيراني، ومن هنا فإن فاقد الشيء لا يعطيه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مهمة للغاية مع الكاتب في جريدة النهار وجدي العريضي تتناول غالبية الملفات الساخنة مع معلومات عن احداث امنية واشكاليات الإنتخابات واسماء المرشحين وتحالفات اصحاب شركات أحزاب 14 آذار المتوفية ومواقف السعودية اللبنانية وشخصية الرئيس الجديد وغيرها الكثير.

https://www.youtube.com/watch?v=AoYtb8MvIEA&ab_channel=MTVLebanonNews

14 آذار/2022

 

بالصوت/مقابلة مع السياسي اللبناني الكندي الحر والسيادي رولان الديك/مقاربات سيادية واستقلالية ومقاومتية وجريئة لكل ملفات لبنان المحتل ودعون للمقومة والتحرير/لبنان بلد مقدس ولن يتمكن أي كان من تدنيسه. الف تحة لكل الأحرار والسياديين

https://youtu.be/UM4iwNlHd_c

14 كانون الثاني/2022

 

فيديو مقابلة من يوتيوب جريدة النهار مع الرئيس أمين الجميل/تاريخها 20 تموز/2020/هذا ما كشفه أمين الجميّل عن خفايا استشهاد شقيقه بشير والعلاقة مع "القوات" واتفاق 17 ايار

https://www.youtube.com/watch?v=jBbqZA6uRCg&ab_channel=Annahar

 

وزارة الصحة : 6811 إصابة جديدة و 15 حالة وفاة

وطنية/14 كانون الثاني/2021

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل "6811 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 808612، كما تم تسجيل 15 حالة وفاة".

 

اسرائيل: حزب الله فشل بإطلاق مسيّرة تجاهنا

تويتر/14 كانون الثاني/2021

نشر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي “توثيقاً حصرياً بالفيديو يظهر رصد الجيش الاسرائيلي لعناصر حزب الله أثناء محاولتها الفاشلة لإطلاق مسيّرة”. كما نشر أدرعي “صورة سرية إضافية لناشط في حزب الله شارك في التدريب الذي نفذ حول كيفية استخدام المسيّرات”.وأضاف عبر “تويتر”: “ضبطت هذه الصور في المسيرة التابعة لحزب الله والتي اسقطت في الأشهر الأخيرة بعد عبورها حدود إسرائيل.”

 

لبنان يقترب من إعلانه رسمياً دولة فاشلة.. ومخاوف من الفوضى!

الجمهورية/14 كانون الثاني/2021

التوصيف الحقيقي لواقع لبنان الراهن، أنّه بات مفتقداً لعناصر استمراره ككيان وكدولة، وكل أسباب سقوطه قد نضجت، واقترب من لحظة التداعي النهائي واعلان لبنان رسمياً دولة فاشلة، مع ما قد يتولّد عن هذا الاعلان من تداعيات خطيرة على كلّ المستويات. هذا التوصيف ليس خلاصة تقييم داخلي، وإنْ كان يُقرأ بكلّ وضوح في غيبوبة القابضين على السلطة واستقالتهم من الإحساس بالواجب والمسؤولية الوطنية والأخلاقية، وأجهاضهم لكلّ فرص الإنقاذ، وربطهم مصير بلد وشعبه، بعِقد أنانية تقدّم الأهواء الشخصية على مصالح الوطن والمواطن. وكذلك في ما بلغه حال اللبنانيين من سوء، وفاقة، وإذلال بسرقة اموالهم وودائعهم، وابتزاز في لقمة عيشهم وتلاعب في أمنهم الصحي والدوائي والغذائي وكل ما يتصل بحياتهم. بل أنّ هذا التوصيف، جاء خلاصة تقييم جديد للمؤسّسات المالية الدولية لما بلغه وضع لبنان. هذه الأجواء اكّدها لـ«الجمهورية» خبراء اقتصاديون نقلاً عن مسؤولين كبار في المؤسسات المالية الدولية، تلقي ظلالاً أكثر سوداوية على ما بلغه الوضع في لبنان، تقترب من نعيه، بتوقعات اقتصادية ومالية أكثر صعوبة ومأساوية على الشعب اللبناني، تفيد بأنّ لبنان في مساره الراهن، يقترب من ان يُعلن رسمياً كدولة فاشلة. وبحسب ما ينقل الخبراء، فإنّ إشارات خطيرة وجّهتها المؤسّسات الدوليّة إلى المسؤولين اللبنانيين، في محاولة حثّ جديدة على المسارعة إلى مبادرات وخطوات عاجلة لاحتواء الأزمة الاقتصاديّة والماليّة والإجتماعية في لبنان، وهي بمثابة فرصة أخيرة للمعالجات قبل فوات الأوان، وخصوصاً انّ المنحى الدراماتيكي الذي تنحدر فيه الأزمة في هذا البلد، يفاقم استمراره من صعوبة المعالجات، ويذهب بلبنان الى موقع كئيب يزيد من معاناة الشعب اللبناني. ويعرب الخبراء عن مخاوف جدّية من ان يُصنّف لبنان في فترة غير بعيدة، في مرتبة مرعبة شديدة السلبية، أبعد بكثير من التصنيف الذي ورد في تقرير البنك الدولي في حزيران 2021، الذي صنّف الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان ضمن أشدّ عشر أزمات، وربما أشد ثلاث أزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، حيث انّ التقاعس المستمر للسلطات في لبنان، في القيام بوظائفها الملحّة والواجبة عليها في مواجهة التحدّيات الهائلة وتنفيذ السياسات الإنقاذية، قد زاد من حدّة الانهيار وفاقم تعقيدات الأزمة، وخصوصاً في الآونة الأخيرة، وهو وضع قد يؤدي في القريب العاجل الى تصنيف لبنان الدولة الأولى التي تعاني أسوأ الأزمات في العالم. وبالتأكيد انّ استمرار تعطيل الحكومة ومنعها من تحمّل مسؤولياتها في اتخاذ القرارات، سيعجلان حتماً في ذلك، وخصوصاً في ظل الانهيار الذي اخذ يتسارع بوتيرة خطيرة جداً في الآونة الأخيرة. وفي سياق التداعيات الداخليّة، فأنّ المناخ العام السائد في لبنان يشي بمخاوف حقيقية في اوساط الناس، تتجاوز معاناتهم المعيشية والاجتماعية الى البعد الأمني، وسط ما يُحكي عن تقارير تفيد عن تحرّكات مشبوهة في أكثر من مكان، توحي وكأنّ أمراً ما خبيثاً يُحضّر للبلد.

وأكثر ما يبعث على القلق، ما كشفه مرجع مسؤول لـ«الجمهورية»، عمّا سمّاه «استنفاراً ديبلوماسياً غربياً، يبدو أنّه أُعلن أخّيراً، لنقل مخاوف خارجية جدّية من انفلات الأمور في لبنان».

ولا يعزل المرجع المذكور تحرّك بعض سفراء الدول الكبرى في اتجاه كبار المسؤولين اللبنانيين السياسيين والأمنيين والعسكريين عن هذا الاستنفار. ويقول انّ الدول الكبرى قلقة فعلاً من تحوّلات خطيرة في لبنان، سياسية واقتصادية ومالية، وربما أمنية، تقوده إلى فوضى شاملة باهظة الكلفة على الشعب اللبناني.

وقالت مصادر سياسية موثوقة لـ«الجمهورية»، انّها تخشى من ان يُترجم انسداد الأفق الاقتصادي، وتصاعد التأزم السياسي والقضائي، انعكاسات على الصعيد الأمني. وإذ اشارت الى انّ «الاحتياطات الأمنية والتدابير الاحترازية قد زادت في الفترة الاخيرة على أكثر من صعيد ومستوى سياسي وغير سياسي»، نقلت عن أحد كبار المسؤولين قوله: «إنّ لبنان حالياً في حال انكشاف كامل سياسياً واقتصادياً وأمنياً، أفقده الحدّ الأدنى من المناعة وقدرة الاستمرار، ووضعه يشبه شخصاً هزيلاً أعزل، محبوساً في غرفة مظلمة مع مجموعة ذئاب مفترسة تسعى الى الفتك به». وسألت «الجمهورية» مرجعاً أمنيّاً عن حقيقة ما يُشاع من مخاوف، فلم ينفِها، بل أكّد انّ الوضع دقيق، والأمن ممسوك، والأجهزة الامنية والعسكرية على اختلافها في كامل حضورها وجهوزيتها، والتنسيق في ما بينها لمنع أيّ اخلال بالأمن والمسّ باستقرار البلد.

ورداً على سؤال عمّا يُحكى عن انّ الوضع الأمني اشبه بقنبلة موقوتة، وانّ لدى الاجهزة الأمنية والعسكرية توقعات بحصول تطورات امنية، استدعت توجيه نصائح الى مرجعيات سياسية وقضائية واقتصادية ومالية بتوخّي الحذر وتعزيز إجراءاتها الأمنية والحمائية، قال المرجع المذكور: «اجراءات الوقاية والحماية فعل طبيعي معمول به منذ فترات طويلة، ولم تفرضه الاوضاع الراهنة، انما في الأساس الاحتياط واجب. هذا من جهة، واما من جهة ثانية، فإنّ الأمن في لبنان خط أحمر، وهذا ما تؤكّد عليه الأجهزة الأمنية والعسكرية على اختلافها، وهي بالتالي تتحمّل مسؤولياتها وتقوم بواجباتها كاملة، لإحباط أي محاولة للعبث بأمن اللبنانيين واستقرارهم، وقرارها أنّها لن تتوانى عن التعامل بقسوة مع كل من يسعى الى العبث والتخريب».

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 14 كانون الثاني 2022

الجمهورية/14 كانون الثاني/2021

التواصل مقطوع بين قيادتي حزب وتيار إلّا أن التحالف الإنتخابي وارد ومرتبط بلقاء لتنقية العلاقة وفتح صفحة جديدة بين الطرفين.

تستعد شخصية ديبلوماسية غربية لاستئناف جولتها على المسؤولين للتحذير من أجواء الشحن المذهبي وتجاهل أسس استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بموقف لبناني جامع ما زال مفقوداً.

عادت العلاقة بين أحد المراجع وجهة سياسية فاعلة الى دائرة الشكوك والإلتباسات على خلفية مواقف أخيرة.

اللواء

كُشف النقاب لدى جهات معنية عن دوريات يومية على الحدود الشرقية، لم تكن تحدث قبل ذلك.

حسم حزب بارز خياراته الإنتخابية مشدداً في اللقاءات الداخلية على أهمية إجراء هذا الاستحقاق.

تنظر جهات رئاسية إلى "يوم الغضب" الذي نفذه السائقون على أنه رسالة من مرجع إلى مرجع!

نداء الوطن

ينقل بعض الفريق الرئاسي عن رئيس الجمهورية أنه كان أخذ موافقة من الرئيس نجيب ميقاتي على تغيير حاكم مصرف لبنان بعد تسميته لتأليف الحكومة، ثم غيّر رأيه لاحقاً، فيما الأخير يقول إنه اشترط أن يثبُت بأنه مرتكب…

يتردد ان أكثر من ماروني يطرح نفسه كمرشح لحاكمية مصرف لبنان ومعظم هؤلاء من المحسوبين على فريق واحد يريد تغيير الحاكم.

الإنفجار الغامض بين حومين الفوقا ورومين في الجنوب هو الثالث بعد انفجار مخزن حماس في مخيم برج الشمالي وانفجار جرود بلدة جنتا في البقاع.

الأنباء

تصريح أحد النواب بعد لقائه مسؤول رسمي تضمّن عبارة تفضح حقيقة تفكير فريقه السياسي، لكن النائب سارع لتصحيحها في نفس التصريح.

وزير معني بقطاع حيوي يواجه مشكلة في تحقيق أي من الوعود التي قطعها على الملء والسبب يعود إلى قرار لدى الفريق السياسي المهيمن على إدارة القطاع. 

البناء

قالت مصادر نيابية إن معادلة طارق بيطار ورياض سلامة القائمة على توازن السعي للإقالة مقابل الحماية بين الرئاستين الأولى والثانية ستؤدي الى تفاقم الوضعين القضائي والمالي والمزيد من الشلل النيابي والحكومي ولن تفيد أحداً في الانتخابات خلافاً للأوهام.

توقفت مصادر أمنية غربية أمام تكرار الأخطاء القاتلة في بيانات التحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن. وقالت إن مشكلة هذه الأخطاء إنها تأتي بصفتها ثمرة عمل استخباري دقيق ما يطعن بصدقية الأهداف التي يتم تحديدها للقصف وفق هذا النوع من المصادر الاستخبارية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة 14/01/2022

وطنية/14 كانون الثاني/2021

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لم ينسحب بياض الثلج القابع في المرتفعات والمنتظر اتساع رقعته نزولا حتى 700 متر نهار الأحد على صحائف المواطنين الملبدة بكرب العيش جراء غياب المعالجات وتعطل المؤسسات.

فبالرغم من تراجع سعر صرف الدولار في السوق السوداء حوالي أربعة آلاف ليرة حيث انخفض الى ما دون ال 28 ألفا بعدما حلق لحدود ال 33 الفا قبل أيام على الرغم من ذلك لم تتحرك أسعار السلع (قيد أنملة) لدى التجار ومقدمي الخدمات على اختلافها ما يطرح السؤال تكرارا أين رقابة وزارة الاقتصاد ولن نسأل أين الضمير لدى التجار؟!

القطاع التربوي بدوره وعشية انتهاء الفرصة الممددة لا يبدو أفضل حالا إذ لا نية لدى الاساتذة في التعليم الرسمي للعودة الى المدارس بحجة المطالب فيما التقى وفد من نقابة التعليم في المدارس الخاصة مع وزير التربية لتدارس الموقف قبل اتخاذ القرار ما يطرح سؤالا مكررا حول مصير العام الدراسي برمته!

من خارج السياق, انفراج منتظر على خط إمدادات الطاقة الآتية من كل من مصر والاردن تمثل بتأكيد الخزانة الاميركية تحييد مشروع نقل الطاقة المذكور من قانون قيصر للعقوبات وذلك كان مضمون الرسالة التي نقلتها السفيرة دوروثي شيا للرئيس نجيب ميقاتي.

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون "أن بي أن"

على خطوط الحوار الذي كان يسعى رئيس الجمهورية ميشال عون للدعوة اليهتم توليد مجموعات من الأخذ والرد بين بعبدا وبعض القوى السياسية ولاسيما تيار المستقبل في ضوء تحميل بيان الرئاسة الأولى مسؤولية ذهاب البلد نحو الانهيار للقوى التي أعلنت قرار مقاطعة الحوار.

أما على خطوط الكهرباء فقد  نقلت السفيرة الأميركية دوروثي شيا الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كتابا رسميا من وزارة الخزانة في بلادها يتعلق باتفاقيات الطاقة الإقليمية بين لبنان والأردن ومصرمؤكدة أنه لن يكون هناك أي مخاوف من قانون العقوبات الأميركية.

وحده خط الدولار في السوق السوداء بقي يتأرجح على المنصات الوهمية وهو سجل خلال الساعات الماضية إنخفاضا ملحوظا بفعل ضخ الدولارات من قبل مصرف لبنان عبر المصارف بناء على مفاعيل التعميم 161 التي منحت المصارف إمكانية رفع الكوتا التي يحق لها شهريا سحبها بالليرة اللبنانية والتي اصبحت تأخذها بالدولار الاميركي على منصة صيرفة مع حق شراء الدولار الاميركي الورقي من المركزي مقابل الليرات اللبنانية التي بحوزتها او لدى عملائها على سعر المنصة نفسها من دون سقف محددوهو ما جدد حاكم المصرف رياض سلامة اليوم التأكيد على الاستمرار بتنفيذه.

قضائياأبلغت الهيئة التأسيسية لتجمع أهالي شهداء وجرحى ومتضرري انفجار مرفأ بيروت رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود العائد من الحجر مباشرة بعدما ‏فقدت "الهيئة العامة" لمحكمة التمييز النصاب القانوني ابلغته أنها بصدد الذهاب نحو طلب تنحية المحقق العدلي طارق البيطار عن الملف لأن السياسة المعتمدة من قبله لم تعد مقبولة لكونها استنسابية وباطلة وسألت لماذا يتجاهل البيطار سياسيين وقادة عسكريين كانوا على علم بوجود نيترات الأمونيوم في المرفأ ولم يستدعهم للتحقيق؟

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أم تي في"

برودة الطقس انعكست على الدولار، فاذا بالرأي العام ينشغل بحدث استثنائي انتظره من زمان: سعر الدولار يهبط بدلا من ان يرتفع!

هبوط الدولار جاء سريعا وبلغ حوالى اربعة الاف ليرة في يوم واحد.  وهو اثار ارتياحا، وخصوصا  بعدما  تبعه انخفاض ملحوظ  في الاسعار.

فللمرة الاولى في تاريخ لبنان تكون هناك تسعيرتان للمحروقات في يوم واحد، وذلك لمواكبة هبوط سعر صرف الدولار،  كما انخفض سعر ربطة الخبز, و زاد في الارتياح  تأكيد مصرف لبنان انه مستمر بالتعميم الرقم 161 . كل هذا جيد وايجابي.

والايجابي اكثر ان كل التوقعات تصب في مصلحة ان يشهد السوق مزيدا من الانخفاض في الايام  القليلة المقبلة، الا اذا حصل تطور مفاجىء يقلب الاتجاه الحالي رأسا على عقب.

لكن المشكلة ان الوضع الاقتصادي -المالي لا يمكن ان يستمر في منحاه الايجابي، اذا لم يواكبه ويرافقه وضع سياسي جيد.

ففي معظم بلدان العالم الاقتصاد هو الذي يحرك السياسة، اما في لبنان فالعكس صحيح، اذ ان السياسة هي التي تحرك الاقتصاد وتتحكم في سعر صرف الدولار. والسؤال: ماذا ستفعل القوى السياسية لمواكبة او حتى لتفعيل الارتياح الاقتصادي والمالي؟ وهل الثنائي الشيعي مستعد للعودة الى طاولة مجلس الوزراء، ام انه سيستمر في اتباع سياسة التعطيل ما يحرم الدولة امكانية ان تكون دولة حقا؟ وما يحرم الناس فرصة ان يستعيدوا انفاسهم ولو لفترة على الاقل؟

والسؤال هذا مطروح ليس فقط على الثنائي الشيعي بل على كبار المسؤولين،  بدءا برئيس الجمهورية. فهو تحدث امس عن معرقلي الحوار معتبرا انهم يتحملون مسؤولية تعطيل عملية الانقاذ. 

فاين مسؤولية معطلي الحكومة حضرة الرئيس، وخصوصا ان الحكومة الميقاتية ترفع شعر الانقاذ الاقتصادي؟ وهل بقلب الحقائق يمكن انقاذ البلد؟

على اي حال، ان العلاج مع مثل هذه الطبقة السياسية مستحيل. لذلك ايها اللبنانيون: استمروا بالمطالبة  باجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، وعندما تصلون الى صندوقة الاقتراع اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون المنار"

بسحر حاكم تبين ان المصرف المركزي قادر على التدخل للجم الدولار، وتخفيض سعره اكثر من ستة آلاف ليرة لبنانية في بضع ساعات. فهل هو الهام نزل على المصرف ومجلسه المركزي حتى ابتكر هذه الاجراءات؟ ام ان لتوقيتها بعض الغايات؟ هذا قبل السؤال ان كانت هذه الاجراءات استفاقة آنية؟ ام انها خطوة مدروسة بمفاعيل طويلة؟

تجارب اللبنانيين الطويلة مع هؤلاء تفرض التمهل والانتظار، والانظار على كواليس المصرف وحراسه السياسيين والقادم من جديد التعاميم ..

بعموم الامر فان اي تحسن للعملة الوطنية ايجابي، على امل ان تستجيب الاسواق، فيشعر اللبناني بانخفاض الاسعار، وهو ما ليس ملحوظا الى الآن، سوى باسعار المحروقات التي تراقصت اليوم على جداول عدة، متاثرة بهزات العملة الوطنية، فتم تسجيل تسعيرتين في يوم واحد، تشيران الى سوء الواقع النقدي وتهالكه..

اما من اهلكت لبنان واهله فقد أكدت اليوم عبر سفيرتها دوريثي شيا انها الخانق الاول للبنانيين، مع خروج السفيرة الاميركية مزهوة بقرار خزانة بلادها اعفاء لبنان من مفاعيل قانون قيصر نفطيا، اي انه يمكن للبنان استجرار النفط والغاز والكهرباء المصرية والاردنية عبر سوريا.

الا يعني هذا ان سعادتها وادارتها هما من يخنقان لبنان واللبنانيين ويتسببان بالعتمة الكهربائية وتوابعها الاقتصادية؟ وهل من اللبنانيين – مسؤولين ومواطنين – من يرد على هذه الوقاحة ام اننا على ابواب موجة من التهليل والتبجيل لكرم وسماحة الجلاد الاميركي؟

على كل حال فلتأت الكهرباء ولتتقلص العتمة، فاللبنانيون يأملون بعد أن تمكن المازوت الايراني من فرض هذا التنازل الاميركي أن تتمكن خطوة جديدة من فرض تنازلات اميركية اضافية لمصلحة لبنان واهله..

ولمصلحة الحقيقة ودماء ابنائهم كان موقف اهالي شهداء المرفأ امام رئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود انه اذا استمرت امور التحقيق على ما هي عليه من استنسابية وتضييع للحقيقة، فانهم ذاهبون لطلب تنحية المحقق العدلي طارق البيطار..

من الناحية النووية واشارات فيينا الايجابية، حديث اوروبي عن تقدم ملحوظ في المفاوضات مع ايران، وكلام اميركي عن ان الاتفاق هو افضل نتيجة لواشنطن، ويجب استنقاذه مع نفاد الوقت..

*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أو تي في"

انتهى يوم الغضب، ولكن بقي الغضب.

انقضى يوم الغضب المسيس المكشوف، ولكن بقي الغضب المقدس المطلوب.

والغضب اليوم عناوينه كثيرة:

العنوان الأول، التأرجح المفضوح في سعر صرف الدولار، بما يؤكد المؤكد: ثمة تلاعب مقصود، ومن المرجح أن يستمر، على عتبة انتخابات نيابية، الاستهداف فيها واضح جدا لفريق محدد، ولن تنفع في التعمية عليه تعميمات في الاتهامات، أو تعاميم غريبة عجيبة، تربك حتى الخبراء، ويضيع معها الناس.

العنوان الثاني، أسعار الانترنت والاتصالات، التي يبدو أنها عاجلا أم آجلا ستلحق بالبنزين والمازوت، مهما حاول البعض تجميل الصورة، أو تأجيل الاستحقاق، تماما كما فعلوا في ملف المحروقات، ولا يزالون.

أما العنوان الثالث، فالكهرباء إذ من المؤسف أن يفرحنا اليوم نبأ اكتمال الأذونات الدولية لاستجرار الغاز، بعدما كان بإمكاننا أن ننعم بالكهرباء أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين قبل سنوات، لولا النكد السياسي الذي أطاح خطة الكهرباء الشهيرة التي وضعها الوزير جبران باسيل وفريقه عام 2010.

انتهى يوم الغضب، ولكن بقي الغضب.

والغضب يجب أن يبقى، وأن يكون مقدسا، وأن يترجم في الانتخابات النيابية المقبلة، لا انتقاما من فريق لمصلحة فريق، بل حسابا ديمقراطيا عسيرا لجميع الذين أضاعوا الفرص على الناس منذ سنوات، ويتبجحون اليوم بارتكاباتهم، وكأن شيئا لم يكن.

أما الغضب المسيس، فلا برد ان يرتد على أصحابه، بعدما يستجيب صوت الشعب، والقدر.

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون ال بي سي"

انتهى الأسبوع إلى جملة من المعطيات والتطورات، ابرزها:

سقوط طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس الجمهورية.

استبعاد أي جلسة قريبة لمجلس الوزراء.

اشتباك مالي - قضائي بين حاكم مصرف لبنان والقاضية غادة عون.

انخفاض في سعر صرف الدولار بشكل كبير، وكالعادة من دون ان يرافقه انخفاض في اسعار السلع .

غموض في موضوع التحقيق في تفجير المرفأ .

تحمية نسبية في ملف الانتخابات النيابية.

طاولة الحوار رفعت من دون ان تنعقد، وكان تطييرها مادة  سجال عنيفة بين بعبدا والمقاطعين، أبرزهم تيار المستقبل.

لا أحد يتحدث عن مجلس الوزراء، وقد يكون التوقيت الذي ينتظره الرئيس نجيب ميقاتي، موعد رفع مشروع الموازنة الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وعلى اثره قد يحدد جلسة لمجلس الوزراء لدراسة الموازنة.

الاشتباك المالي - القضائي بين حاكم مصرف لبنان والقاضية غادة عون، يبدو انه إلى مزيد من التصعيد، وقد يشهد في الايام المقبلة المزيد من كشف الأوراق من كل طرف، في معركته ضد الطرف الآخر .

ملف الانتخابات النيابية بدأ يشهد تحمية نسبية، علما ان الكثير من الأسئلة بدأ يطرح بالتزامن مع مرور الوقت، وأبرز هذه الاسئلة عن مشاركة القوى السياسية كلها، والسؤال الأبرز : ماذا عن التحالفات ؟

البارز الإيجابي في آخر الأسبوع هو انخفاض الدولار بشكل كبير بعد قرار مصرف لبنان 161 الذي يسمح للبنوك بشراء الدولار الأميركي الورقي من دون سقف محدد على منصة صيرفة، بهدف  الحد من تقلبات سوق الصرف وتعزيز قيمة الليرة أمام الدولار. ولكن يخشى ان تفقد هذه الخطوة قيمتها في حال لم يعمد التجار إلى خفض أسعار السلع بالتزامن مع هذا الخفض، مستفيدين من تقصير الوزارات المعنية في ملاحقتهم .

البارز الإيجابي الثاني أن السفيرة الاميركية  أبلغت الى الرئيس نجيب ميقاتي أنه ينبغي ألا تساور الحكومة  اللبنانية  أي مخاوف من قانون العقوبات الأميركية، فيما يتعلق بخطط تلقي إمدادات الطاقة من دول في المنطقة.

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون الجديد"

وصلت السلطة السياسية إلى سن اليأس ومن كان ولادا للأزمات لا يمكنه استيلاد الحلول من حمل كاذب وحدها القابلة القانونية استعادت زمانها الماضي في وقتنا الحاضر بعد أن وضعت الأزمة الاقتصادية الحوامل أمام خيارين: "إما الداية" في البيت وإما استقبال المولود الجديد بالمستشفى وبالفرش دولار.

عينة جديدة لأزمة أصابت كل مفاصل الحياة اللبنانية والتي تتأرجح على حبال سعر الصرف. وما بين الصعود والهبوط منصات حاكمة ولا من يمسك بأي متلاعب وحدها الجديد ستخترق الليلة الغرف السود للسوق السوداء وستكشف كيف يدار البلد عبر مركزيات الولد وعبر مجموعات الواتس آب والتنسيقيات اللاعبة على رفع سعر الدولار أو خفضه تبعا للعرض والطلب في برنامج "يسقط حكم الفاسد" الليلة سيجري اختراق البنية التحتية لهذه المنصات المتلاعبة بالعملة والاقتصاد وسوق المال والحاكمة بأمرها ..وسيظهر علينا " نمر من ورق أخضر "

وأبناء السوء كما آباء السوق السياسي فالحكم يتقاسم الأدوار في عدم لجم الانهيار وفي التعطيل وحتى في ضرب الاستحقاق الانتخابي من دون أن يترك وراءه أثرا يدل على الجريمة تخوفا من لائحة العقوبات الجاهزة والمنصات ما عادت مصرفية فحسب, وأصبحت سياسية انتخابية في استحقاق يطوقه الجميع كل بحسب موقعه وأسلوبه ولا يملكون الجرأة على المجاهرة بتطييره.

لكن الأسباب الموجبة موجودة وكثيرة الأزمة الاقتصادية وانهيار قيمة الليرة ومعها كل مقومات العيش ستودي بالنتيجة إلى انفجار الشارع لا على طريقة "أبو الغضب طليس" الذي يتحرك غب الطلب بل على نموذج العنف والفوضى بلا ضوابط المماطلة في تطبيق البطاقة التمويلية.

ضرب القضاء تعطيل المجلس الدستوري استقالة مجلس النواب من دوره التشريعي والرقابي, أما الحكومة فلا من يفك حجز رهنها وما عادت ذريعة المحقق العدلي طارق البيطار تنطلي على أحد, لأنه بالقانون والقضاء استطاعوا كف يده بواحدة وعشرين دعوى, والهدف بات واضحا هو تعطيل مجلس الوزراء والضغط على زناد الشارع في تحريك التظاهرات وتحويل المعركة في اتجاه واحد.

إما المزيد من المكاسب والحلول الترقيعية بالتعيينات وغيرها قبل الانتخابات وإما " عليي وعلى أعدائي" فالباخرة تغرق والقبطان والحاشية مختلفون في المكاسب الانتخابية ومتفقون على إلغاء الانتخابات.

وكما في السياسة فإن الكيل بمكيالين ينسحب على القضاء وفي المعركة بين آل عون وحاكم مصرف لبنان طلبت القاضية غادة عون من رياض سلامة إذا كان بريئا أن يحضر أمامها لكن ماذا عن المدعى عليهم وبحقهم مذكرات توقيف في تفجير المرفأ ؟ لماذا لم تضغط القاضية عون بهدف مثولهم أمام القضاء المختص لإثبات براءتهم؟. أم أنها سياسة النأي بالنفس وخير هذا بشر ذا.

واليوم طغت أنباء الانخفاض المفاجىء للدولار أمام الليرة على كل المناكفات في الحلبة القضائية وأعلن سلامة لرويترز أن التعميم رقم مئة وواحد وستين الذي يسمح للبنوك بشراء الدولار الأمريكي الورقي من دون سقف محدد على منصة صيرفة كان مبادرة تهدف إلى الحد من تقلبات سوق الصرف وتعزيز قيمة الليرة أمام الدولار.

وبطمأنة من بلاد الدولار شكلت زيارة السفيرة الاميركية دورثي شيا للسرايا الحكومية رسالة حملت طاقة ايجابية الى نجيب ميقاتي وسلمته شيا أن كتابا رسميا من وزارة الخزانة مفاده: عليكم الامان في موضوع استجرار الغاز من مصر والاردن ..ولن يكون هناك أي مخاوف من عقوبات .

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

واشنطن تطمئن لبنان.. "لا عقوبات على وصول الغاز عبر سوريا"

بموجب خطة اتفق عليها لبنان ومصر والأردن وسوريا في سبتمبر الماضي، سيمر الغاز المصري إلى لبنان عبر أنابيب تقطع الأردن وسوريا

بيروت - رويترز/14 كانون الثاني/2021

قال مكتب رئيس وزراء لبنان، نجيب ميقاتي، اليوم الجمعة، إن سفيرة الولايات المتحدة أبلغت الحكومة اللبنانية أنه ينبغي ألا تساورها أي مخاوف من قانون العقوبات الأميركية، فيما يتعلق بخطط تلقي إمدادات من الطاقة من دول بالمنطقة. ويسعى لبنان الذي يعاني أزمة مالية طاحنة لتلقي إمدادات من الطاقة من دول عربية لتخفيف وطأة نقص حاد في الداخل. غير أن هذه الإمدادات لا بد أن تمر بسوريا الخاضعة لقانون العقوبات الأميركية. وورد في بيان من مكتب رئيس الوزراء أن السفيرة دوروثي شيا سلمت ميقاتي كتاباً خطياً من وزارة الخزانة الأميركية "أجابت خلاله على بعض الهواجس التي كانت لدى السلطات اللبنانية في ما يتعلق باتفاقيات الطاقة الإقليمية التي ساعدت الولايات المتحدة الأميركية في تسهيلها وتشجيعها بين لبنان والأردن ومصر". وبموجب خطة اتفق عليها لبنان ومصر والأردن وسوريا في سبتمبر الماضي، سيمر الغاز المصري إلى لبنان عبر أنابيب تقطع الأردن وسوريا، للمساعدة في تعزيز إمدادات الطاقة بلبنان، والتي لا تكفي الآن لتوفير الكهرباء إلا لساعات قليلة في اليوم على أفضل تقدير. ولقيت الخطة دعماً من الولايات المتحدة، وتهدف إلى ضخ الغاز عبر خط أنابيب عربي تم مده منذ نحو 20 عاماً. غير أن الخطة واجهت تعقيداً بسبب العقوبات الأميركية على الحكومة السورية، مما دفع المسؤولين اللبنانيين لأن يطلبوا من واشنطن الحصول على إعفاء.يذكر أن سوريا كانت قد قالت إنها مستعدة للتعاون لتنفيذ خطة مد لبنان بالغاز.

 

نضمام نديم للقوات ببيروت.. يتمم اتفاق الكتائب وافرام بكسروان؟

وليد حسين عقدة افرام/المدن/14 كانون الثاني/2021

باتت المفاوضات لإطلاق المبادرة الوطنية لتشكيل لائحة معارضة موحدة في لبنان، تسير بخطى سريعة. لكنها ستكون مبادرة متدرجة وعلى مراحل. أي تبدأ في الدوائر التي لا يوجد فيها مشاكل بين المجموعات والأحزاب المعارضة، وتنتقل لتصبح لاحقاً حالة معممة في كل لبنان. ورغم التفاؤل في نجاح هذه الخطوة، تبقى العبرة في التفاصيل وفي العقد التي تبرز تباعاً. العقد موجودة في دوائر كثيرة وتختلف باختلاف المجموعات. وفيما كانت تسير الأمور بإيجابية كبيرة بين حزب الكتائب، الذي يرشح الوزير السابق سليم الصايغ، والكتلة الوطنية، التي ترشح وجدي ثابت، مع المرشح المستقل نعمة افرام في دائرة كسروان، برزت بعض العقد التي يعمل البعض على تذليلها. فيبدو أن افرام الذي كان يسير بهذا التوافق مع جبهة المعارضة لم يحسم خياره بعد. فقد دخلت بعض الحسابات المناطقية في معادلة الدائرة عند افرام، ودخلت بعض الإحصاءات وعقدت الحسابات. وفق المصادر، يتصدر افرام الاستطلاعات. لكن المعطى الذي يجعله يعيد حساباته أن إحدى الإحصائيات تشير إلى أن 48 بالمئة من أهالي كسروان لا يريدون التصويت للأحزاب أو لأي تحالف يضم الأحزاب التقليدية.

تعويل المعارضة

قوى المعارضة تأمل أن تصوّت لها هذه الفئة الرافضة للأحزاب، وذلك على حساب التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والأحزاب الأخرى. لكن في الحسابات الكسروانية، كما يعتقد أبناء المنطقة، ستذهب هذه الفئة بأصواتها إلى مشايخ كسروان وزعاماتها. بمعزل عن افرام الذي يتصدر الاستطلاعات، تعويل المعارضة في الخرق بهذه الدائرة هو على تشكيل تحالفات ضد أحزاب السلطة، وعلى تململ جمهور التيار الوطني الحر بشكل أساسي. فالإحصاءات تظهر أن القوات اللبنانية تحافظ على وضعها مع وجود تقدم طفيف في كسروان. بينما "التيار"، الذي ما زال قوياً في مناطق جرد كسروان، ولديه رؤساء بلديات تقف إلى جانبه، يعاني في المناطق الأخرى في القضاء، مع تسجيل تراجع كبير في شعبيته لصالح "القوى التغييرية" في جبيل، وخصوصاً في المناطق الجردية من جبيل. كما يعاني "التيار" من خلافات نشبت بين المحيطين بالنائب روجيه عازار مع المرشحة الوزيرة ندى البستاني. فهم يرون بترشيحها انكساراً لعازار، الذي كان يفضل الاستمرار بالترشح. هذا فضلاً عن وجود رفض للبستاني بين العونيين القدامى، أي الكبار بالسن، وليس الذين خرجوا من التيار فقط، كما تؤكد مصادر مطلعة في المنطقة.

سعيد-البون-الخازن

على مستوى الزعامات في كسروان يحكى عن إمكانية انضواء النواب السابقين فارس سعيد ومنصور البون والنائب فريد الخازن في لائحة واحدة. ورغم أن انتقادات توجه للخازن في المجالس الخاصة، وتحذر من هذه الخطوة التي يرون فيها تخليه عن الخط السياسي الذي يمثله تيار المردة، إلا أن إرضاء هذه الأجواء ليس صعباً، خصوصاً أن سعيد والخازن خاضا الانتخابات السابقة في لائحة مشتركة. أما البون فسيرى في هذه اللائحة إمكانية كبيرة بالنجاح في الحصول على حاصلين. وفي حال لم يركب هذا التحالف الانتخابي، يشكل سعيد والبون لائحة مدعومة من مصرفي كبير، كما تؤكد المصادر.

الحل بييروت الأولى

أما بخصوص عقدة افرام مع الكتلة الوطنية والكتائب، فتؤكد المصادر، أن افرام يفكر بتشكيل لائحة مع مجموعات 17 تشرين وتنضم إليها شخصية مستقلة لها حيثية في كسروان وعلى المستوى الوطني. وتصدرت هذه الشخصية الاستطلاعات التي جرت على مستوى لبنان، كونها شخصية معروفة بتاريخها الإصلاحي وحكم القانون والمؤسسات. لكن هذه اللائحة قد تضع الكتائب والكتلة الوطنية خارج هذا التحالف. وتؤدي إلى عرقلة جهود إطلاق المبادرة الوطنية التي تعمل عليها قوى معارضة. أما عدم ضم هذه الشخصية إلى اللائحة لصالح بقاء الكتائب والكتلة فيستفيد منه حزب القوات اللبنانية، الذي يتفاوض لضم هذه الشخصية إلى لائحتها. ووفق المصادر، يعمل البعض على إيجاد حل لهذه المعضلة بالطلب من هذه الشخصية الوطنية الترشح في دائرة بيروت الأولى على لائحة المعارضة. ففي هذه الدائرة، كانت إشكالية المعارضة مع حزب الكتائب أنه غير قادر على التخلي عن دعم النائب نديم الجميل، حتى لو ترشح على لائحة مع مرشح يدعمه المصرفي أنطون الصحناوي. لكن بعد عزم نديم الجميّل الترشح مع القوات اللبنانية، سيجد الحزب نفسه في حل من أمر نديم. وهكذا يكون مرتاحاً في خياراته الانتخابية في بيروت الأولى. وجزء كبير من الكتائبيين، المتخوفين من تعاظم قوة "القوات"، سيختارون التصويت لهذه الشخصية الوطنية، كما تؤكد المصادر.

 

منازلة عون وبرّي مستمرة.. واستخدام الشارع لضرب الانتخابات؟

منير الربيع/المدن/15 كانون الثاني/2021

يستمر الصراع بين الرئاستين الأولى والثانية، وقد يدوم حتى موعد الانتخابات النيابية والرئاسية، وربما يطول إلى ما بعد هذين الاستحقاقين. وثمة تصورات تفيد أن البلد قد يدخل في فراغ قاتل، وتتحول أدوات الصراع من الغرف السياسية إلى العراضات في الشوارع. واستباقاً لتحركات السائقين العموميين والاتحاد العمالي العام المتهمين بولائهم لنبيه برّي، نفذت مجموعات معارضة تحركات أمام المصرف المركزي. وهذا من تباشير انتقال النزال إلى الشارع، معطوفاً على إجراءات قضائية للقاضية غادة عون في حق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ويشتد الصراع حول سلامة ويعنف. ويحتل موقعاً جديداً في تعطيل مجلس الوزراء. وتلوح القاضية عون بإصدارها مذكرة توقيف ضد سلامة، في حال استمر على رفضه المثول أمامها. ويجري البحث عن مخرج قضائي من خلال قبول الرد الذي قدمه سلامة لكف يد عون عن التحقيق معه، وإحالة الأمر إلى قاض آخر. المعركة على أشدها إذاً. والطرفان المتصارعان لوحا باستخدام الشارع. وهذا مرشح للتوسع. وفي حال انتقل النزال إلى الشارع، يبدأ خطر حقيقي يتهدد الانتخابات النيابية، التي بدأت قوى عدة تستبعد حصولها في ظل هذه التشنجات والتوترات. الصراع طاحن بين عون وبرّي. ولن يُترك فيه سلاح لن يستخدم. عون لن يتراجع عن ما يسعى إلى تحقيقه منذ وصوله إلى الرئاسة، وبرّي لن يسلّم ولن يستسلم لما يريده عون. وتتخذ المعركة أشكالاً، مثل الضرب تحت الحزام. ويحاول عون استقطاب شخصيات سابقة في حركة أمل، لتوجيه ضربات لبرّي داخل بيئته. ويستند عون إلى سوء العلاقة بين برّي ودمشق، فيما هو يحاول تحسين علاقاته بالنظام السوري، للاستثمار فيها ضد برّي. دولياً، لا أحد يهتم بلبنان من بوابة الإصلاح والحرص على الشعب ومصالحه. بل هناك نقاط استراتيجية تصر القوى الدولية على تحقيقها: ترسيم الحدود، ومعضلة حزب الله، والتفاوض مع صندوق النقد، الذي يعيد هيكلة لبنان مصرفياً ومالياً. ولا بد للصراع أن يتوسع على إيقاع التفاوض الإقليمي. في هذه المعادلة تفرض على لبنان المزيد من الغربة عن العالم العربي، وخصوصاً الدول الخليجية. فوجهة النظر السعودية تعتبر أن لبنان سقط كلياً، وسقوطه لن يؤدي إلى استفادة حزب الله، الذي يأتي السقوط على يده وفي رعايته. وهو لن يتمكن من إدارة لبنان، لا هو ولا إيران. وتصر السعودية على عدم تقديم أي دعم مالي للبنان. فأموال الدعم تستثمرها وتستفيد منها القوى السياسية. وهذا كله خلاصته واحدة: تمادي الانهيار، اشتداد الصراع في البلد وعليه.

 

"المطبوعات" تبرّئ مارسيل غانم من تهمة تحقير عون

المدن/14 كانون الثاني/2021

برأت محكمة المطبوعات الزميلين مارسيل غانم وجان فغالي من تهمة تحقير رئيس الجمهورية، في الدعوى المقامة في العام 2017 على خلفية استضافة صحافي سعودي في برنامج "كلام الناس" على شاشة "ال بي سي". وقال النائب والوزير السابق بطرس حرب بوكالته عن الزميل مارسيل غانم إن حكماً صدر عن محكمة المطبوعات بتبرئة الزميلين غانم وجان فغالي، في الدعوى المقدمة من مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون على الإعلاميين غانم و فغالي بمادة التحقير والقدح والذم بحقّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، علما ان الحكم قد صدر غيابيًا بحق غانم. وكانت القاضية عون قد ادعت في العام 2017 على الإعلامي مارسيل غانم، بجنح مشددة منها "التحقير" و"عرقلة التحقيق"، وعلى الصحافي السعودي الذي ظهر مع غانم في احدى الحلقات ابراهيم آل مرعي، بجناية التحريض.

 

ميقاتي: سنطبق القانون على المسيئين للسعودية

الجريدة الكويتية/14 كانون الثاني/2021

وسط حال الشلل الذي ضرب لبنان بسبب إضراب قطاع السائقين العموميين أمس، أدى اللقاء الذي نظمه «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء أمس الأول، وتخلله انتقادات وإساءات للسعودية، إلى سلسلة ردود فعل لبنانية، خصوصاً أنه تضمن دعوات لتغيير النظام داخل المملكة، في تطور خطير، يحوّل لبنان إلى مركز عمليات سياسية وإعلامية ضد دول الخليج وتحديداً السعودية. وفي تصريح لـ «الجريدة»، عبّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن رفضه للقاء الذي «يستهدف دولاً شقيقة وصديقة»، مؤكداً أنه سيتصرف بما يمليه عليه القانون والدستور في هذا المجال. وإذ جدد حرص لبنان على العلاقات التي تربطه بأشقائه العرب، وتحديداً دول الخليج، قال ميقاتي: «صحيح أنه لا قانون يمنع أحداً من إقامة مجلس عزاء»، في إشارة إلى عقد اللقاء بمناسبة تنفيذ السعودية قبل 6 سنوات حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي أدين بتهم إرهابية، مضيفاً: «إلا أن الممنوع هو الإساءة لدول الخليج». وأشار إلى أنه كان قد وجّه وزير الداخلية لضرورة وضع اللقاء في إطار لا يسيء للسعودية، مجدداً التعهد «بمتابعة الأمر وفق القانون الذي يمنع إطلاق أي مواقف تسيء لعلاقات لبنان مع الخارج». وختم ميقاتي بقوله: «أنا مهمتي حماية لبنان وعلاقاته مع الدول الصديقة، وحماية مصالح اللبنانيين، ولذلك بعد هجوم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله على السعودية أطلقت موقفي الرافض»، مشيراً إلى أن لبنان في غنى عن إدخاله أكثر بمثل هذه الصراعات، ولابد من العودة إلى النأي بالنفس والالتزام بالدستور.

 

ماذا يُحضِّر الفرنسيّون للبنان؟

ليبانون ديبايت/الجمعة 14 كانون الثاني 2022

عَلِم "ليبانون ديبايت" من مصادر مُطلعة أنّ "مبادرة فرنسيّة على درجة كبيرة من الأهميّة وَعد بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ستنطلق في أعقاب الإنتخابات النيابية اللبنانية في أيّار المُقبل والإنتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستجري الجولة الأولى منها في 23 نيسان والجولة الثانية في 7 أيار، على أنْ تتضمَّن هذه المبادرة طاولة حوار لمُجمل الأفرقاء، يتمّ خلالها تحييد كل النقاط الخلافية والتركيز على إعادة النهوض بالبلد، وبالتحديد قطاع الكهرباء وإعادة إعمار المرفأ الذي يُبدي الفرنسييون إهتماماً بالغاً به، إضافة إلى شبكة نقل عام مشترك ومعالجة الأزمة المالية وعلى رأسها تسوية أوضاع القطاع المصرفي".

 

لذلك أَطلَقَ ميقاتي "موقفه الرافض" لهجومِ نصرالله على السعودية!

الجريدة الكويتية/الجمعة 14 كانون الثاني 2022

عبّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، عن رفضه للقاء الذي "يستهدف دولاً شقيقة وصديقة"، مؤكداً أنه "سيتصرف بما يمليه عليه القانون والدستور في هذا المجال". وإذ جدّد حرص لبنان على العلاقات التي تربطه بأشقائه العرب، وتحديداً دول الخليج، وقال ميقاتي في حديثٍ لـ "الجريدة الكويتية": "صحيح أنه لا قانون يمنع أحداً من إقامة مجلس عزاء"، في إشارة إلى عقد اللقاء بمناسبة تنفيذ السعودية قبل 6 سنوات حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي أدين بتهم إرهابية، مضيفاً: "إلا أن الممنوع هو الإساءة لدول الخليج". وأشار إلى أنه "كان قد وجّه وزير الداخلية بسام مولوي لضرورة وضع اللقاء في إطار لا يسيء للسعودية"، مجدداً التعهد "بمتابعة الأمر وفق القانون الذي يمنع إطلاق أي مواقف تسيء لعلاقات لبنان مع الخارج". وختم ميقاتي بالقول: "أنا مهمتي حماية لبنان وعلاقاته مع الدول الصديقة، وحماية مصالح اللبنانيين، ولذلك بعد هجوم الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله على السعودية أطلقت موقفي الرافض"، مشيراً إلى أن "لبنان في غنى عن إدخاله أكثر بمثل هذه الصراعات، ولابد من العودة إلى النأي بالنفس والإلتزام بالدستور". بدوره، عبّر رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة لـ "الجريدة الكويتية"، عن رفضه للقاء الذي نُظِّم تحت شعار "معارضة الجزيرة العربية"، ووصفه بأنه "منافٍ للدستور الذي يمنع التدخل في شؤون الدول الأخرى، وهو سياق جديد لحزب الله بعد تدخله في سورية والعراق واليمن، يريد التدخل في الشأن الداخلي السعودي، وهذا يجب مواجهته". من جهة أخرى، أعلن السنيورة دعمه لـ "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان"، الذي أُطلق أمس في مؤتمر صحافي، مع إعلان تشكيل مكتبه السياسي برئاسة النائب والوزير السابق أحمد فتفت. وقال السنيورة في هذا الصدد: "لبنان يعاني بسبب المشروع الإيراني، وتدخل طهران في الشؤون الداخلية، ولذلك لا بد من إطلاق هذا المجلس الذي يضع النقاط على الحروف، مؤكداً رفض اللبنانيين لاستخدامهم في مشاريع تخدم إيران، التي قالت سابقاً إنها تسيطر على أربع دول عربية، مما يؤكد صحة هذا الشعار المرفوع".

 

خطط جعجع هي نفسها منذ زمن الحرب؟

القناة 23/الجمعة 14 كانون الثاني 2022

اعتبر الوزير السابق غسان عطالله أن، "من لا يريد الحوار فهو بالطبع يريد الفوضى وأخذ البلد الى المجهول، فخلاص البلد هو عبر طاولة حوار لإيجاد الحلول الممكنة، فمن يتحدث عن السيادة، يتم دعوته الى حوار يرفض الحضور، وهذه العرقلة تهدف الى "بيع الناس خطابات شعبية". عطالله وفي حديث له لإذاعة "صوت المدى" أضاف، "لا نستغرب قول جعجع "اذا انتخبت القوات ينخفض الدولار"، فهو يتبع النهج نفسه من خلال خططه التي هي نفسها منذ زمن الحرب، واذا وصلنا الى النتيجة نفسها التي وصلنا اليها أيام الحرب فهذا يعود الى المخطط الذي يرسمه جعجع". وتابع، "حركة امل تتبع سياسية "اكذب اكذب على أمل أن تصدق الناس شيئا ما" منذ 30 سنة، جميع الحكام في البلد تم استبدالهم، ولكننا نحن نعيش اليوم بعهد حركة امل، ورئيس الحركة هو رأس المجلس النيابي، فزمن نبيه بري موجود بكل السلطة التنفيذية والتشريعية".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

منظمة الصحة العالمية» توافق على علاجين جديدين لمرضى «كورونا»

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/14 كانون الثاني/2022

وافقت «منظمة الصحة العالمية»، اليوم (الجمعة)، على عقارين لعلاج المصابين بـ«كوفيد - 19» يضافان إلى مجموعة من الوسائل المتاحة إلى جانب اللقاحات، لدرء خطر الإصابة بعوارض شديدة والموت من الفيروس. وتأتي الأنباء في وقت تغص المستشفيات في أنحاء العالم بالمصابين بالمتحورة «أوميكرون» وفيما توقعت المنظمة في وقت سابق أن نصف سكان أوروبا سيصابون بحلول مارس (آذار)، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وفي توصيتهم التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية «بي إم جي» (BMJ) قال خبراء المنظمة إن عقار التهاب المفاصل «الباريسيتينيب» (baricitinib) المستخدم مع «الكورتيكوستيرويدات» لعلاج مرضى «كوفيد» المصابين بأعراض حادة أو حرجة أدى إلى تحسين نسبة البقاء على قيد الحياة وتقليل الحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي. وأوصى الخبراء أيضاً بالعلاج بالأجسام المضادة الاصطناعية «سوتروفيماب» Sotrovimab لمرضى «كوفيد»، الذين يعانون من أعراض غير خطيرة والمعرضين لخطر دخول المستشفى، مثل المسنين والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة أو أمراض مزمنة مثل مرض السكري. واعتبرت فوائد «سوتروميفاب» للأشخاص غير المعرضين لخطر الدخول للمستشفى غير مهمة، وقالت «منظمة الصحة» إن فعاليته ضد متحورات جديدة مثل «(أوميكرون) لا تزال غير مؤكدة». حتى الآن حصلت ثلاثة علاجات أخرى لمرضى «كوفيد» على موافقة «منظمة الصحة»، بدءاً بالكورتيكوستيرويدات للمصابين بأعراض حادة في سبتمبر (أيلول) 2020. والكورتيكوستيرويدات منخفضة التكلفة، وتستخدم على نطاق واسع لعلاج الالتهابات التي ترافق عادة الحالات الحادة. والعقاران المستخدمان لعلاج مرضى التهاب المفاصل، توسيليزوماب tocilizumab وساريلوماب sarilumab، اللذين أوصت بهما منظمة الصحة في يوليو (تموز)، ينتميان إلى عائلة تسمى «مضادات الإنترلوكين - 6» (أو مضادات IL - 6). وهما يحاربان، مثل الكورتيكوستيرويدات، جموح الجهاز المناعي الذي يبدو أنه مصدر الأشكال الحادة من «كوفيد». ووفق الإرشادات «عندما يكون الاثنان متوفرين يتم الاختيار بينهما بناء على مسائل مثل التكلفة والخبرة السريرية».وافقت منظمة الصحة على العلاج بالأجسام المضادة الاصطناعية «ريجينيرون» Regeneron في سبتمبر، وتقول الإرشادات إنه يمكن استخدام «سوتروفيماب» على نفس الفئة من المرضى. تُحدّث توصيات منظمة الصحة المتعلقة بعلاج «كوفيد» بانتظام بناءً على البيانات الجديدة من التجارب السريرية.

 

تقرير دولي: "نطنز" الإيراني الجديد قد يكون موقعاً للأسلحة النووية

تقرير: المجمع الإيراني الجديد سيحتوي على منشأة لتخصيب اليورانيوم نظرا لحجمه وعمقه

واشنطن - بندر الدوشي»/14 كانون الثاني/2022

كشف تقرير جديد لمعهد العلوم والأمن الدولي أن مجمع نظنز الجديد تحت الأرض في إيران، والواقع في المنطقة الجبلية جنوب موقع تخصيب اليورانيوم الرئيسي، يضم قاعات مدفونة على عمق أكبر من موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم المدفون أيضا بعمق. وبحسب التقرير الجديد فإن كلا المنشأتين أعمق بكثير تحت الأرض من موقع نطنز الرئيسي ومما كان يعتقد. ونظرًا لحجم الجبل، فإن المجمع الجديد تحت الأرض لديه أيضًا القدرة على أن يكون أكبر بكثير من مركز تجميع أجهزة الطرد المركزي الإيرانية (ICAC) وهو مرفق فوق الأرض في موقع نطنز الرئيسي الذي تم تدميره في يوليو 2020 ومن المقرر استبداله بمنشأة جديدة تحت الأرض. ويثير الحجم المحتمل للمجمع تحت الأرض تساؤلات حول الإمكانيات التي سيوفرها المجمع الجديد. وصرح مسؤول استخباراتي غربي مؤخرًا أن هناك سببًا قويًا للاعتقاد بأنه يتم بناء مصنع تخصيب في موقع نطنز تحت الأرض، وكرر هذا الادعاء في محادثة أخرى. ولم يكن المعهد قادرًا على تأكيد ذلك بشكل مستقل، لكن من المؤكد أن إنشاء محطة تخصيب جديدة هي أكثر الاحتمالات إثارة للقلق للموقع الجديد. وبالنظر إلى سجل إيران في بناء منشآت نووية سرية، فإن الحصول على مزيد من الوضوح بشأن ما تنوي إيران القيام به في موقع نطنز الجديد تحت الأرض يجب أن يكون أولوية للوكالة الدولية للطاقة الذرية وجميع الدول المعنية. وإذا كانت إيران تبني محطة تخصيب ولم تعلن ذلك للوكالة الدولية للطاقة الذرية فسيكون هذا انتهاكًا خطيرًا للضمانات الوقائية والمعاهدات الموقعة بين الجانبين. وكان بناء المجمع الجديد تحت الأرض أولوية إيرانية، بعد التخريب الذي تعرضت له محطة أجهزة الطرد المركزية الرئيسية. وصرح علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية آنذاك (AEOI) في أبريل 2021، "نحن نعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع لنقل جميع قاعاتنا الحساسة إلى قلب الجبل بالقرب من نطنز" .. ومع ذلك وبعد 18 شهرا لا يزال المرفق البديل غير مكتمل. وكما قال صالحي إنهم يأملون في أن تكون القاعات "جاهزة بحلول العام المقبل حتى نتمكن من نقل هذه المرافق إليها". ولم يُعرف بعد ما إذا كان الموقع الجديد سيكون جاهزًا للتشغيل في عام 2022. وبحسب التقرير، لم تقدم إيران علنًا الكثير من المعلومات حول المجمع الجديد. ومع ذلك، يشير حجمه المحتمل وعمقه إلى أن المجمع الجديد سيحتوي على منشأة لتخصيب اليورانيوم، وربما أنشطة أكثر، وتستفيد جميعها من حماية مماثلة أو حتى أكبر من حماية مصنع التخصيب تحت الأرض في موقع فوردو. ويبلغ ارتفاع الجبل الرئيسي الذي يؤوي مجمع نفق نطنز الجديد 1608 أمتار فوق مستوى سطح البحر. وبالمقارنة، فإن الجبل الذي يؤوي مصنع فوردو للتخصيب يبلغ ارتفاعه نحو 960 مترًا، مما يجعل جبل نطنز أعلى بنحو 650 مترًا أو يزيد عن 50% عن فوردو وهو مما يوفر حماية أكبر لأي منشأة. ويُنظر إلى مجمع فوردو بالفعل على أنه مدفون بعمق، بحيث يصعب تدميره بهجوم جوي والآن قد يكون تدمير موقع نطنز الجديد أكثر صعوبة.وعلاوة على ذلك واعتمادًا على حجمها، قد تكون القاعات المدفونة بعمق قادرة على الاحتفاظ، على المدى القصير أو الطويل، بمنشأة تخصيب صغيرة بالطرد المركزي وستكون قادرة على إنتاج كميات كبيرة من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة، مما يشكل تهديدًا كبيرًا وانتهاكا جديدا للاتفاق النووي بخلاف حجبه بشكل كبير عن عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

مفاوضات فيينا.. وفود إيران والترويكا الأوروبية إلى بلادهم للتشاور

وكالة إرنا الإيرانية: عودة رؤساء الوفود المشاركة إلى بلادهم جاء بناء على اتفاق تم التوصل إليه بينهم

دبي - قناة العربية»/14 كانون الثاني/2022

قالت وكالة إرنا الإيرانية للأنباء، اليوم الجمعة، إن رؤساء وفود إيران والدول الأوروبية الثلاث (الترويكا) المشاركة في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي قد عادوا إلى بلادهم ليومين، "لمناقشة مواقفهم السياسية وبعض المشاورات". وأضافت الوكالة أن عودة رؤساء تلك الوفود جاء بناء على اتفاق تم التوصل إليه بينهم.لكن الوكالة قالت أيضا إن مفاوضات على مستوى الخبراء ستستمر دون انقطاع، مشيرة إلى أن عودة كبار المفاوضين لا تعني نهاية الجولة الثامنة من المفاوضات.n وذكرت الوكالة أن المفاوضات على مستوى الخبراء في فيينا ستستمر دون انقطاع، وأن عودة كبار المفاوضين لا تعني نهاية الجولة الثامنة من المفاوضات. وأفاد مصدر مقرب من المفاوضات أن الأخيرة تسير في اتجاه جيد ونعمل على القضايا الصعبة، ولكن ما زالت هناك قضايا صعبة تتم مناقشتها خاصة ما يتعلق بالضمانات.

 

لافروف: لدى إيران مشاكل "غير النووي" مقلقة لدول المنطقة

وزير الخارجية الروسي يحث طهران على الواقعية في تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

العربية.نت/14 كانون الثاني/2022

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي، اليوم الجمعة، إن "هناك تقدماً في المفاوضات" الجارية في فيينا حول برنامج إيران النووي. وأعرب لافروف عن أمله في التوصل إلى اتفاق في فيينا، وفي أن "يكون الشركاء الإيرانيون أكثر واقعيةً في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

من زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إلى طهران في نوفمبر الماضي من زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إلى طهران في نوفمبر الماضي وتابع: "على إيران أن تكون بنّاءة في المفاوضات.. وعلى الغرب ألا يحاول خلق توتر نفسي". وتابع لافروف: "موقفي متفائل، هناك تقدّم حقيقي ورغبة حقيقية، بين إيران والولايات المتحدة، في فهم المخاوف الملموسة". وأضاف: "في فيينا، يتمتّع المفاوضون بخبرة عالية، يعرفون كلّ تفاصيل الموضوع.. برأيي، إنّهم يحرزون تقدماً جيداً في الوقت الحالي.. نعتقد أنّهم سيتوصلون إلى اتفاق". كما اعتبر أن "لدى إيران مشاكل أخرى يمكن أن تقلق دول المنطقة"، داعياً لـ"بحث القلق العربي من إيران" مع دول الخليج. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، قد شدد في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الخميس، على أهمية "الوقوف الحازم" ضد تقدم إيران في مشروعها النووي. وبحسب المعلومات، أكد بينيت ضرورة منع إيران من التقدم نحو القدرة العسكرية النووية. كما بحث بينيت وبوتين ملف التنسيق الإسرائيلي - الروسي في سوريا والتموضع الإيراني هناك. من جهتها، قالت الرئاسة الروسية إن بوتين ناقش "التعاون الروسي الإسرائيلي بشأن سوريا والتسوية في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني مع بينيت". يأتي هذا بينما حذّر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، من أنّه لم تتبقّ سوى "بضعة أسابيع" لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، مؤكّداً أنّ بلاده "مستعدّة" للجوء إلى "خيارات أخرى" إذا فشلت المفاوضات الجارية في فيينا لإعادة إحياء هذا الاتفاق. وتجري إيران مباحثات في فيينا، تهدف إلى إحياء الاتفاق المبرم العام 2015 بشأن برنامجها النووي، وذلك مع الأطراف الذين لا يزالون منضوين فيه (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا). وتشارك الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق العام 2018، بشكل غير مباشر في المباحثات. وخلال الأيام الماضية، عكست تصريحات المعنيين بالمفاوضات، تحقيق بعض التقدم، مع التأكيد على استمرار تباينات بينهم بشأن قضايا مختلفة.

 

القضاء يعلّق عمل البرلمان في العراق

ترشح صالح للرئاسة مجدداً ينهي التوافق الكردي ـ الكردي... وهجوم على «الخضراء»

«الاتحادية» العراقية توقف بـ«أمر ولائي» عمل هيئة رئاسة البرلمان استجابةً لطلب مقدَّم من نائبين

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط»/14 كانون الثاني/2022

أصدرت المحكمة الاتحادية، أمس (الخميس)، «أمراً ولائياً» بإيقاف عمل هيئة رئاسة مجلس النواب العراقي (الرئيس ونائبيه) الذين صوّت عليهم البرلمان في جلسته الأولى التي عُقدت الأحد الماضي. وجاء إصدار الأمر بناءً على طلب مقدَّم من النائبين باسم خشان ومحمود داود، حيث ادّعى محاميهما بأن الجلسة الأولى لمجلس النواب التي شهدت انتخاب هيئة الرئاسة «شابتها مخالفات قانونية ودستورية»، وبموجب الطلب والقرار الصادر عن المحكمة، فإن عمل هيئة رئاسة البرلمان سيتوقف لحين حسم الدعوة المقامة من المعترضين من المحكمة ذاتها. ولم يسبق أن أصدرت المحكمة الاتحادية قراراً من هذا النوع في الدورات البرلمانية الأربع السابقة. وطبقاً لخبراء في القانون، فإن «الأمر الولائي» هو «أمر تُصدره المحكمة بناءً على طلب دون تبليغ الطرف الآخر، وهو قرار وقتي يُصدره القاضي في الأحوال المنصوص عليها في القانون على ألا يمس أصل الحق». وتباينت الآراء بشأن إمكانية إعادة انتخابات هيئة رئاسة البرلمان من عدمها في حال حكمت المحكمة الاتحادية لاحقاً لصالح المعترضين على ما حدث في الجلسة الأولى للبرلمان، وهناك خشية من أنّ تأخُّر المحكمة في إصدار حكمها قد يؤدي إلى تأخر التوقيتات الدستورية المتعلقة باختيار رئيس الجمهورية خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة والذي بدوره يكلف الكتلة البرلمانية الأكثر عدداً تقديم مرشحها لرئاسة الوزراء. بدوره يستبعد قاضي النزاهة السابق رحيم العكيلي إمكانية صدور حكم من المحكمة الاتحادية ببطلان الجلسة الأولى لمجلس النواب. ويقول العكيلي لـ«الشرق الأوسط»: «هذا لا يعد حكماً قضائياً ولا يعد فصلاً في أي جانب متعلق بشرعية ودستورية الجلسة الأولى للبرلمان، لكنه إيقاف لحين النظر في شرعية ودستورية الجلسة الأولى». ويرى العكيلي أن «للقرار آثاراً مباشرة وغير مباشرة، وتتمثل المباشرة بإيقاف عمل مجلس النواب بالكامل وإيقاف اختصاصاته التشريعية والرقابية والإجرائية، لحين حسم دعوى الطعن بعدم دستورية الشق الثاني من جلسة مجلس النواب الأولى، وغير المباشر هو تعطيل العمل بالمواعيد الدستورية، مثل انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الوزراء وما بعدها». وأضاف أن «المحكمة أوقفت عمل رئاسة المجلس التي تمخضت عن الجلسة الأولى من أجل النظر في مدى دستورية المطاعن الموجهة للجلسة وتالياً الحكم لاحقاً في سلامتها أو عدم دستوريتها». ويرى العكيلي أن «هذا النوع من القضايا ينبغي الإسراع والتعجيل في حسمها بالكامل في غضون 10 - 15 يوماً، أعتقد أن المحكمة الاتحادية ليس لديها اختصاص للنظر في دستورية إجراءات يقوم بها مجلس النواب، إنما اختصاصها النظر في دستورية القوانين والأنظمة». من جانبه، علق النائب باسم خشان الذي اشترك في رفع الدعوى أمام المحكمة الاتحادية على قرارها بالقول: إن «الأمر الولائي الذي أصدرته المحكمة الاتحادية بإيقاف كل الإجراءات البرلمانية التي تُبنى على النتائج التي أفضت إليها الجلسة الأولى هو خطوة واسعة في طريق (دسترة) الإجراءات البرلمانية». وسبق أن انخرط النائب خشان في خصومة شديدة مع رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي في الدورة البرلمانية السابقة التي كان يشغل رئاستها الحلبوسي أيضاً، وتمكن خشان في عام 2020 من كسب دعوى قضائية باعتماد عضويته في البرلمان السابق، غير أن الحلبوسي ونائبه حسن كريم أصرّا على عدم دخوله إلى القبة النيابية، في مخالفة صريحة للقوانين وحكم المحكمة. وقدم خشان، وهو محامٍ وناشط حاصل على الجنسية الأميركية، خلال الجلسة الأولى للبرلمان، الأحد الماضي، ما قيل إنها «وثائق قانونية تدين الحلبوسي»، وتالياً تمنع ترشيحه مرة أخرى لرئاسة البرلمان، لكنها لم تؤخذ بنظر الاعتبار.

 

عمار الحكيم: استهداف مقرات أحزاب وقوى يكشف عن مخطط لزعزعة استقرار العراق

هجوم على مقر حزب "تقدم" الذي يتزعمه رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي

دبي - العربية.نت»/14 كانون الثاني/2022

قال عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة العراقي اليوم الجمعة، إن استهداف مقرات أحزاب وقوى سياسية ينذر بوجود "مخطط مريب" لزعزعة استقرار البلد وتهديد أمنه. وأضاف عبر حسابه على "تويتر": "ندين ونستنكر بشدة هذه السلوكيات، ونشدد على ضرورة عدم مرورها دون محاسبة الضالعين ومن يقف وراءها".

هذ وأفاد مراسل العربية، اليوم الجمعة، باستهداف مقر حزب "تقدم" الذي يتزعمه رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي المنتخب مؤخرا لولاية ثانية على رأس البرلمان. وأضاف مراسل العربية أن الهجوم على مقر حزب "تقدم" في الأعظمية ببغداد نفذه مهاجمان بعبوات ناسفة، لافتا إلى أن القوات الأمنية طوقت مقر الحزب وتم فتح تحقيق عاجل. واستنكر حزب "تقدم" استهداف مقره في الأعظمية من قبل مجموعة وصفها بالخارجة عن القانون، قائلا إن هذا العمل الإرهابي يتزامن مع الإنجازات التي نحققها بالتعاون مع شركاء الوطن. وأكد الحزب أن هذا "العدوان الآثم لن يزيدنا إلا تمسكا بموقفنا الداعي لوحدة العراق واستقراره".وقبيل ذلك استهدف هجوم صاروخي، مساء الخميس، المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد، حسب ما أعلنته خلية الإعلام الأمني العراقية. وتم إطلاق 3 صواريخ من منطقة كرارة التابعة لمدينة الدورة جنوب بغداد، باتجاه المنطقة الخضراء، حيث تقع السفارة الأميركية في بغداد. وقال مراسل "العربية" إن "المنظومة الدفاعية الأميركية في بغداد اعترضت صاروخين من أصل 3"، بينما سقط أحد الصواريخ في مجمع القادسية في المنطقة الخضراء". وتوالت تبعات سياسية دولية ومحلية على الهجوم الصاروخي الأخير على السفارة الأميركية في بغداد، حيث أفاد البنتاغون في تصريحات خص بها العربية، بأنه بعث برسائل لإيران بشأن الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأميركية، وأكد البنتاغون جاهزيته للرد على الفصائل المسلحة في العراق. ووصفت السفارة الأميركية في بغداد، الاعتداء عليها بأنها محاولة إلى تقويض أمن العراق وسيادته وإبعاده عن علاقته الدولية. لطالما قلنا إن هذه الأنواع من الهجمات المشينة هي اعتداء ليس فقط على المنشآت الدبلوماسية بل على سيادة العراق نفسه. على الصعيد المحلي، توالت البيانات والتصريحات بين المسؤولين العراقيين، حيث وصف رئيس الجمهورية برهم صالح، عملية الاستهداف بالعملية الإرهابية التي تهدف إلى عرقلة الاستحقاقات الوطنية والدستورية، بينما اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الهجوم بالسعي لزعزعة الأمن في البلاد. من جانبه، اعتبر زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي، أن استهداف السفارة محاولة لخلط الأوراق، نافيا علاقة الفصائل المسلحة بالهجوم وهو موقف يختلف عن تصريحات الخزعلي السابقة.

 

واشنطن قد تلجأ إلى مجلس الأمن في أزمة أوكرانيا

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/14 كانون الثاني/2022

قال مسؤولان أميركيان، اليوم الجمعة، إنه إذا اختارت روسيا تصعيد الأزمة في شأن أوكرانيا، فيمكن للولايات المتحدة أن تلجأ إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكدين أن واشنطن لا تزال تفضل تسوية الملف دبلوماسياً. وصرح أحد المسؤولين، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه، خلال مقابلة مع صحافيين: «إذا تحركت روسيا، فلن نتردد في السعي للحصول على رد مناسب داخل المجلس والدفاع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة».وأضاف أن «كل خيارات استجابة مجلس الأمن مطروحة، ونناقشها مع أعضاء آخرين في مجلس الأمن ومع شركاء في نيويورك»، وتابع: «ندرس الوقت المناسب لطرح الأمر في المجلس»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقال مسؤول أميركي آخر خلال المقابلة نفسها، «إذا صعدت روسيا حدة التوتر، ومست بجوهر المبادئ والالتزامات التي تعهدت بها كل الدول في ميثاق الأمم المتحدة... سيكون من الواضح وجود فرصة إجراء مناقشة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وأضاف المسؤول الثاني: «سيكون مجلس الأمن الدولي مكاناً يمكن أن تروا فيه نقاشاً علنياً بين الولايات المتحدة وروسيا في حال اختار (الروس) طريق التصعيد، هذا واضح جداً». وتدارك: «لكننا نفضل، وأعتقد أن حلفاءنا تحدثوا بصوت واحد عن هذا، النهج الدبلوماسي» لحل الأزمة بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا. وتلتزم الأمم المتحدة الصمت الشديد حتى الآن بشأن الخلاف الدائر أساساً بين موسكو وواشنطن، العضوين الدائمين في مجلس الأمن واللذين لهما حق نقض قراراته (فيتو). ولم يعلق الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش، على التوتر القائم، ولم يطلب أي من الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن حتى الآن عقد اجتماع بشأن الأزمة.

 

واشنطن تتهم وموسكو تنفي الإعداد لعملية «مموهة» لتبرير تدخلها في أوكرانيا

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/14 كانون الثاني/2022

أكد مسؤول أميركي، اليوم الجمعة، أن روسيا نشرت عناصر مدربين على المتفجرات لتنفيذ عملية «مموهة» لإيجاد ذريعة لغزو أوكرانيا. ونشرت الولايات المتحدة خلاصات استخباراتية غداة اتهام مستشار الأمن القومي جيك سوليفان روسيا بـ«الإعداد لخيار اختلاق ذريعة لغزو» أوكرانيا.

وقال مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه إن روسيا قد تبدأ العمليات قبل «عدة أسابيع» من الغزو العسكري الذي قد ينطلق بين منتصف يناير (كانون الثاني) ومنتصف فبراير (شباط) ، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف المسؤول «لدينا معلومات تشير إلى أن روسيا قامت بالفعل بتجهيز مجموعة من العناصر للقيام بعملية مموهة في شرق أوكرانيا». وتابع أن «العناصر مدربون على حرب المدن وعلى استخدام المتفجرات لتنفيذ أعمال تخريبية ضد القوات الموالية لروسيا» في أوكرانيا. وشدد المسؤول على أن روسيا كثفت في الوقت نفسه إطلاق حملة تضليل على وسائل التواصل الاجتماعي تشمل منشورات تتهم أوكرانيا بانتهاك حقوق الإنسان والغرب بإثارة التوترات. ومضى المسؤول الأميركي قائلاً: «تشير معلوماتنا أيضاً إلى أن جهات تأثير روسية بدأت بالفعل باختلاق استفزازات أوكرانية في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الحكومي لتبرير التدخل الروسي وإثارة انقسامات في أوكرانيا». وسبق للولايات المتحدة أن اتهمت روسيا مراراً باختلاق نظريات مؤامرة ونشر معلومات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال المسؤول الأميركي إن المنشورات باللغة الروسية الداعمة لوجهة نظر موسكو عن أوكرانيا على وسائل التواصل الاجتماعي زادت بنسبة 200 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) لتصل إلى نحو 3500 منشور يومياً. وعلى الفور، رفض الكرملين الاتهامات الأميركية «المجانية» لروسيا بنشر عناصر في أوكرانيا لتنفيذ عملية تخريبية تشكل «ذريعة لغزو» روسي لهذا البلد. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «حتى الآن، كل هذه التصريحات مجانية ولم تستند إلى أي دليل». وكان سوليفان قد أكد في تصريحاته للصحافيين أن روسيا استخدمت تكتيكات مماثلة عام 2014 عندما ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية ودعمت تمرداً مستمراً في شرق البلاد. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي: «لقد رأينا هذا الأسلوب عام 2014... إنهم يعدون لاستعماله مجدداً». ويأتي نشر الولايات المتحدة لخلاصاتها الاستخباراتية بعد أسبوع من محادثات مع روسيا في جنيف لنزع فتيل التوتر.

 

تركيا وأرمينيا ترحبان بالجهود «البناءة» لإصلاح علاقاتهما

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/14 كانون الثاني/2022

رحبت تركيا وأرمينيا، اليوم الجمعة، بالمحادثات «البناءة» بين مبعوثيهما الخاصين اللذين التقيا للمرة الأولى في موسكو، في إطار الجهود لإصلاح العلاقات المتوترة تاريخياً بين البلدين. ولا توجد علاقات دبلوماسية بين أرمينيا وتركيا، كما أن حدودهما مغلقة وبينهما تاريخ طويل من العداء يعود إلى عمليات القتل الجماعي للأرمن في ظل السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت وزارتا خارجية البلدين في بيانين متطابقين إن المبعوث الأرمني روبين روبينيان ونظيره التركي سردار كيليتش التقيا (الجمعة)، «في جو إيجابي وبناء». ولم يتم الإعلان عن التوصل إلى أي إجراءات ملموسة بعد محادثات استمرت 90 دقيقة في العاصمة الروسية. وأضافت الوزارتان أن «الطرفين اتفقا على مواصلة المفاوضات بدون شروط مسبقة بهدف التطبيع الكامل (للعلاقات)». وذكر البيانان أن موعد ومكان الاجتماع المقبل سيتقرران «في الوقت المناسب عبر القنوات الدبلوماسية». وتدهورت العلاقات المتوترة تاريخياً بين البلدين عام 2020، عندما دعمت تركيا أذربيجان في حربها الأخيرة مع أرمينيا للسيطرة على منطقة ناغورني قرة باغ المتنازع عليها. وأسفر النزاع عن مقتل أكثر من 6500 شخص. وانتهت المعارك بوقف لإطلاق النار بوساطة روسية تنازلت أرمينيا بموجبه عن الأراضي الأذربيجانية التي كانت تسيطر عليها لعقود. ومنذ ذلك الحين كثفت أرمينيا وتركيا جهودهما لتحسين علاقاتهما، بما في ذلك التعيين المتبادل للمبعوثين الخاصين. وأعلنت يريفان الشهر الماضي رفع الحظر المفروض على البضائع التركية الذي كانت قد فرضته بعد حرب قرة باغ. كما أعلنت شركتا طيران منخفضتا التكلفة اعتزامهما بدء تسيير رحلات بين يريفان وإسطنبول في 2 فبراير (شباط). ووقعت تركيا وأرمينيا اتفاقية لتطبيع العلاقات بينهما عام 2009 كان من شأنها أن تؤدي إلى فتح حدودهما المشتركة، لكن يريفان لم تصادق على الاتفاقية وتخلت عن هذا الإجراء عام 2018.

 

«طالبان» تحض واشنطن على استجابة دعوة غوتيريش لتحرير الأموال الأفغانية

كابل: «الشرق الأوسط أونلاين»/14 كانون الثاني/2022

طلبت «طالبان»، اليوم الجمعة، من واشنطن الاستجابة «بشكل إيجابي» لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لإلغاء قرارها القاضي بتجميد الأموال الأفغانية منذ عودة الحركة المتشددة إلى السلطة في أغسطس (آب). ودعا غوتيريش الخميس الولايات المتحدة والبنك الدولي إلى تحرير أموال أفغانية مجمّدة وإلا فإن «اليأس والتطرف سينموان» في البلاد. وشدد غوتيريش خلال حوار مع الصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك على «ضرورة تعليق القواعد والشروط التي تمنع استخدام الأموال لإنقاذ الأرواح والاقتصاد، في حالة الطوارئ هذه». وقال الناطق باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد على تويتر الجمعة: «يجب على الولايات المتحدة أن تستجيب بشكل إيجابي للنداء الدولي وتحرر الأموال الأفغانية». وتجمّد الولايات المتحدة 9.5 مليار دولار من احتياط المصرف المركزي الأفغاني، أي ما يعادل نصف الناتج المحلي الإجمالي لأفغانستان في العام 2020. كما علق صندوق النقد الدولي والبنك الدولي نشاطهما في أفغانستان وأوقفا المساعدات و300 مليون يورو من الاحتياطات الجديدة التي أصدرها صندوق النقد الدولي في أغسطس. وكان الاقتصاد الأفغاني القائم على المساعدات الدولية التي كانت تمثل حتى ذلك الحين 80 % من الميزانية الوطنية، انهار منذ عودة «طالبان» إلى السلطة، مع أزمة سيولة خطيرة. وقال الأمين العام إن أموالا كانت مجمّدة حرّرت في الأشهر الماضية، لكنّه شدد على ضرورة بذل مزيد من الجهود «لضخ السيولة بسرعة في الاقتصاد وتجنب الانهيار الذي قد يؤدي إلى الفقر والجوع والعوز للملايين».وحتى الآن ترفض واشنطن تلبية مطالب «طالبان» بتحرير الأموال من أجل إنعاش اقتصاد أفغانستان ومكافحة المجاعة التي تهدد حاليا، وفق الأمم المتحدة، 23 مليون أفغاني، أي 55 في المائة من سكان البلاد. وتأتي تصريحات غوتيريش بعد يومين من توجيه الأمم المتحدة نداء إنسانيا لجمع أكثر من خمسة مليارات دولار، هو الأكبر لمساعدة دولة واحدة، وفق المنظمة.

 

بريطانيا تشتبه في وجود جاسوسة للصين داخل البرلمان

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/14 كانون الثاني/2022

حذرت أجهزة الاستخبارات البريطانية النواب من أن جاسوسة صينية مفترضة «انخرطت عن علم في أنشطة تدخل سياسي» داخل البرلمان، حسبما أعلنت السلطات، أمس (الخميس). وأكد مكتب رئيس مجلس العموم ليندسي هويل أنه وجه للنواب رسائل إلكترونية يبلغهم فيها بالحادثة، بالتشاور مع أجهزة الاستخبارات، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقالت متحدثة باسم هويل إن «رئيس المجلس يأخذ مسألة أمن الأعضاء والعملية الديمقراطية على محمل الجد، ولهذا وجه الإشعار بالتشاور مع أجهزة الأمن». ونفت السفارة الصينية في لندن الاتهامات وقالت «لسنا بحاجة ولا نسعى إطلاقا لشراء نفوذ في أي برلمان أجنبي»، وأضافت «نعارض بشدة خدعة ترهيب وتلطيخ سمعة الجالية الصينية في المملكة المتحدة». وجاء في المذكرة الأمنية أن الجاسوسة تدعى كريستين لي، وقالت إنها «شاركت عن علم في أنشطة تدخل سياسي نيابة عن إدارة عمل الجبهة المتحدة بالحزب الشيوعي الصيني». ويشتبه في أن المحامية ومقرها لندن، تبرعت بمبلغ 200 ألف جنيه إسترليني (275 ألف دولار، 239 ألف يورو) للعضو السابق في حكومة الظل باري غاردينر المنتمي لحزب العمال، ومئات آلاف الجنيهات لحزبه. وكانت رئيس الحكومة البريطانية السابقة تيريزا ماي، التي اتهم حزب المحافظين الذي تنتمي له بالاستفادة من ملايين الجنيهات من الأموال الروسية، قدمت لكريستين لي جائزة في 2019 إقراراً بإسهاماتها في العلاقات الصينية البريطانية. وتظهر لي في صورة مع ديفيد كاميرون، سلف ماي، خلال فعالية في 2015، وفي صورة أخرى مع زعيم حزب العمال جيريمي كوربن. ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن مذكرة هويل أن لي «قامت بتسهيل تبرعات مالية لأعضاء في البرلمان وآخرين يطمحون لدخول البرلمان، نيابة عن مواطنين أجانب مقرهم في هونغ كونغ والصين». وأضافت «هذا التسهيل تم سرا لإخفاء مصادر الدفعات. هذا تصرف غير مقبول حتما ويجري اتخاذ الخطوات لضمان توقفه». وطالب زعيم سابق للمحافظين والمنتقد القوي لبكين، إيان دنكان سميث، بتدابير أشد في أعقاب تحذير جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (إم آي 5) النواب من أنشطة لي. وقال «بصفتي عضوا في البرلمان فرضت عليه الحكومة الصينية عقوبات، أقول إن هذه المسألة تثير قلقاً بالغاً». العام الماضي، فرضت الصين عقوبات على 10 منظمات وأفراد في المملكة المتحدة، بينهم دنكان سميث، لما وصفته نشر «أكاذيب ومعلومات مضللة» بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ. واشتكى من أنه لم يتم اعتقال لي أو ترحيلها، بل منعت فحسب من دخول البرلمان. وقال وزير الدفاع السابق توبياس إيلود المنتمي للمحافظين أمام مجلس العموم «هذا هو نوع التدخل في المنطقة الرمادية الذي نترقبه ونتوقعه من الصين»، أضاف «لكن حقيقة حصوله في البرلمان، يحتم خطوات ملحة من الحكومة». وقال غاردينر في بيان إن جميع تبرعات لي تم الإبلاغ عنها بشكل صحيح وإن أي تلميح عن أموال مشبوهة لم يكن مرتبطا بمكتبه، لكنه أضاف بأنه كان «على اتصال بأجهزتنا الأمنية» منذ سنوات عدة بخصوصها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تقرير جديد يفضح مؤامرة مصادرة وشراء أراضي المسيحيين بهدف تهجيرهم وتغيير الديموغرافيا

بكركي تبلّغت وبلّغت… عمليات بيع مشبوهة على طريق الشام لـ23 عقاراً!

منال شعيا/النهار/14 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105608/%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%8a%d9%81%d8%b6%d8%ad-%d9%85%d8%a4%d8%a7%d9%85%d8%b1%d8%a9-%d9%85%d8%b5%d8%a7%d8%af%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%b4%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a3%d8%b1/

حين تفلت الأمور وتخرق القوانين وتعمّ الفوضى، تصبح كل المسائل مباحة، والتلاعب، بشتى أنواعه، سيّد الموقف. إنه تلاعب بسعر الدولار، وتلاعب بانهيار القدرة الشرائية للمواطنين، الى أدنى المستويات، وصولاً الى تلاعب سياسي، لا بدّ أن يقوى في زمن الحمّى الانتخابية، لنصبح في القعر النهائي… والأهم الأهم، أنه تلاعب بالقوانين، تماشياً مع المقولة الرائجة: “السلطة منهارة، والمؤسّسات غائبة”… هكذا، ربما لا يعود مفاجئاً الكلام عن تلاعب مشبوه في مسائل العقارات وشرائها، الى حدّ الحديث عن عمليات مشبوهة وتخوّف من تغيّر ديموغرافي – جغرافي واسع بدأ التحضير له. فالعدّة موجودة: لا أحد يراقب، ولا أحد يسأل، لأنه غالباً ما تمرّر “الصفقات الكبرى” في عزّ الأزمات، وكأن المحظور يصبح مباحاً.

اللافت في هذه المسألة ما ورد في عظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الأخيرة، حين تطرّق الى “تعدٍّ على أملاك الغير”، متحدّثاً عن “عمليات مشبوهة لبيع العقارات وشرائها”. وقال: “فيما تغيب مؤسّسات الدولة، يشهد عدد من المناطق اللبنانية تعدّياً على أملاك الغير عنوة ومن دون أيّ رادع رسمي أو قضائي، وعمليات مشبوهة لبيع عقارات، تقوم بها مجموعة سماسرة وشركات مشكوك في أهدافها، لمصلحة أطراف لبنانيين وغرباء يسعون الى تغيير خصوصية تلك المناطق وطابعها لأهداف سياسية وديموغرافية ودينية”. الرسالة واضحة. الكلمات أكثر من معبّرة: “مجموعة سماسرة”، “شركات مشكوك فيها”، “أطراف لبنانيون وغرباء”، فما حقيقة الأمر؟ انطلاقاً من أن كلام الراعي لا يمكن أن يكون “تلقائياً”، أو بلا أسس أو معلومات تكون قد وصلت الى بكركي وأدرك البطريرك خطورتها، وخصوصاً في تلك المرحلة الضبابية السوداوية من تاريخ الوطن، فاختار أن يدق ناقوس الخطر حولها ويُسمِع كلامه من ينبغي أن يسمع! ولا بدّ أن يكون وراء الموضوع ملفّ دسم قد يهدّد الكيان!

السؤال: ما جديد مسألة بيع العقارات الآن حتى أراد البطريرك إثارتها في عظته؟

وفق معلومات “النهار”، فقد وصلت قبل فترة معطيات الى بكركي وسيّدها تفيد عن عمليات بيع مشبوهة، في مناطق ذات دلالة، وقد تكاثرت أو تقاطعت هذه المعلومات في أكثر من منطقة، حتى بات التنبّه منها أو إليها ضرورة وطنية.

بين عكّار وجزّين

في السياق الزمني نفسه، أوردت “حركة الأرض” على موقعها، أخباراً ومعلومات عن أن ثمّة عمليات مشبوهة في عكّار وجزّين. ومن المعروف أن “حركة الأرض” تتابع هذه المسائل الوطنية منذ فترة طويلة، وهي دائماً توثق المعطيات عن بيع أراضٍ أو أيّ عمليات لافتة وغريبة في بيع الأراضي أو فيها تلاعب قانوني فاضح، وتعدّ الملفات في هذا الصدد، وتلاحقها لمعرفة أيّ دلالة أو خلفيات لها.

يؤكد رئيس “حركة الأرض” طلال الدويهي لـ”النهار”: “بين الحين والآخر، ننقل هذه المعلومات الى سيّد بكركي، ولا سيّما حين نلمس أيّ تلاعب واضح أو تأثير ديموغرافي خطير. يوماً بعد يوم، نلاحظ أن ثمّة تعدّيات تحصل على أملاك الغير من خلال بعض العمليات التي يجري فيها التحايل على القانون”.

وعمّا يجري تحديداً في عكّار وجزّين، يشرح أنه “في بلدة تكريت – عكار، عمد البعض، لغاية ربّما الهدف الأساسي منها تجاري وفائدة شخصية، الى استغلال الخلافات على إرث أو وجود بعض المالكين خارج لبنان، فحاولوا وضع اليد على بعض العقارات، حيث الطائفة المسيحية من أقدم الطوائف في تلك البلدة، وأرقام أبنائها في سجلّات النفوس من 1 الى 19، ويملكون عقارات شاسعة مسجّلة قانوناً بأسمائهم. والقضيّة هنا تشمل مساحات تمتدّ على أكثر من 20 عقاراً، ولم يحصل لغاية اليوم حصر إرث لها، وقد آلت العقارات الى الأولاد والأحفاد. لكن بعض الورثة عمدوا الى بيع عقارات من هذا الإرث بدون أيّ مسوّغ قانوني، حيث إن بعض كتّاب العدل الذين لا هدف لهم سوى تقاضي الرسوم، أنجزوا المعاملات من دون التحقق من الخرائط والإفادات العقارية وإنجاز حصر الإرث الذي يوزع الحصص على الورثة بشكل واضح”. وهكذا تمّ ما تمّ وخرج العقار من يد المسيحيين. وفيما الملفّ يتابع اليوم، يلفت الدويهي الى أن “ما يحصل ينطبق عليه التزوير وكتّاب العدل شركاء، وعملية الشراء وكأنها وضع يد، إذ لا يجوز لخمسة أشخاص من الورثة أن يبيعوا كلّ الحصص التي تصل مساحتها الى أكثر من 25 ألف متر مربع”، محذراً من “يشتري بأنه يزيد الوضع تعقيداً، والأمور بلا شك ستأخذ منحى طائفياً”.

أمّا في جزين، فقد رُصد بيع على غفلة، وفق “حركة الأرض”، لعقار في منطقة عين زعرور مساحته ٧٠٠٠ متر. والجميع يعرف تماماً مدى تشبّث أبناء جزّين بأرضهم. يعلّق الدويهي: “قد نسي أو تناسى من باع أرض أجداده انتماءه”، داعياً البلدية “الى إعادة الأرض الى هويّتها”.المسؤولية واضحة ومتعدّدة. المجالس المحلية مسؤولة من بلديات ومخاتير. كتّاب العدل ايضاً مسؤولون. المجالس القضائية المختصّة مسؤولة، وصولاً الى المسؤولية الكبرى على مستوى السلطات الرسمية!

طريق الشام: 23 عقاراً

لكن القصة لا تتوقف هنا. قبل فترة، رصدت “حركة الأرض” حركة بيع غريبة تتمّ على طول طريق الشام. والغرابة فيها أنها كلها تمّت لعقارات على جانبي الطريق ولأشخاص شيعة!

يخبر الدويهي: “عندما، نتحدّث عن طريق الشام، نقصد طول الطريق الممتدّة من بيروت، عاليه، بحمدون، شتورة، وصولاً الى البقاع. واللافت في الأمر، أن كل عمليات البيع التي تمّت جرت على جانبي هذه الطريق، وهي بلا أدنى شك، وفق معطياتنا، تُعدّ عمليات بيع مشبوهة”.

ولكن أين الشبهة فيها؟ ولمَ اختيار هذه الطريق تحديداً؟

يجيب الدويهي: ” الشبهة أولاً أنها تمّت كلها على جانبي الطريق، أي للعقارات الملاصقة للطريق فقط. والأخطر أنها عمليات فيها احتيال وتلاعب فاضح على القانون، إذ علمنا أنها تُباع لسعوديين، ومن ثمّ يعمد هؤلاء الى بيعها لأشخاص شيعة، بحيث لا يتصرّف المشتري السعودي بالأرض على أنه أجنبي، والغريب أن كل هذه العقارات بيعت لأشخاص من لون واحد، أي أقصد هنا، لأشخاص شيعة. فهل هذه صدفة؟! بالطبع، لا”.

والسؤال: ما عدد هذه العقارات حتى الآن، ومنذ متى رُصدت هذه العمليات؟

يردّ الدويهي: “بدأنا برصد هذه العمليات منذ عام 2017، ولكنها تكاثرت في الآونة الأخيرة. وإلى الآن، بلغ عدد هذه العقارات 23 عقاراً! كلها على جانبي الطريق، ولأشخاص من لون مذهبي واحد”.

ويتدارك: “حتى إن بعض المسيحيين هناك باعوا أيضاً للشيعة، لكن ما دعانا أكثر الى الاستغراب أن أكثرية هذه العقارات لم تسجّل في السجلّ العقاري، فأيّ نوع من الشبهات هذه؟! ثمّ لماذا كلّ هذه العقارات هي على الطريق الممتدّة من الكحّالة وصولاً الى البقاع، كما لم يسجّل أيّ عقار في الداخل، بل فقط شمل البيع عقارات على جانبي الأوتوستراد؟!”.

وإذ يشير الى أن “بعض نواب المنطقة على علم بهذه المعطيات، بعدما زوّدتهم “حركة الأرض” بالمعلومات، لكنهم سكتوا”، يلفت الى “أهمّية طريق الشام أو بالأحرى، رمزيتها، فهي الطريق المعروفة بطريق جبل لبنان، فلماذا ستصبح هذه العقارات للون واحد واضح، ثمّ لماذا لم يُسجَّل عدد منها أو أكثرها، فهذا أيضاً نوع من الشبهات، إذ غالباً ما تمّ الاكتفاء بعقد بيع ممسوح”. يختم الدويهي: “لا شك في أن هذا الشراء هو شراء سياسي، لأننا كـ”حركة الأرض” لدينا شك، وليس معلومات حتى هذه اللحظة، في أن هذه العمليات تتمّ لمصلحة حزب الله”.

وكأنّ البلاد ينقصها أزمات… أو كأنّ كلّ ما يجري هو تحضير لجوّ ما، ولمشهد لبناني آخر، فيجري إلهاؤنا بالجوع الذي لا يرحم، وبخطر المرض الذي لا يعالج بدواء مفقود، لتمرّر، في كلّ هذه اللحظات، صفقات وتسويات على مستوى الوطن، تمهّد كلها لتبديل صورة لبنان الذي نحبّ… من صفقة التوطين الذي لاحت تباشيره منذ فترة من الشمال، وصولاً الى عمليات بيع مشبوهة، رصدتها “حركة الأرض” فبلّغت البطريرك الراعي، الذي بلّغ الجميع، خلال عظته الاخيرة، في لحظة زمنية ليست بعابرة… فهل من يتحرّك؟ ومن يحمي الأرض والديموغرافيا والوطن؟ لقد أدركنا أن ثمة خطراً قد لا يهدّد طريق الشام فقط أو طريق جبل لبنان، أو منطقة عكّار أو جزين أو غيرها… بل إنه تهديد لهويّة وطن أصبحنا غرباء داخله… ندفع فيه ثمن فراغ سياسي مقيت!

 

"الصيصان" و"الجرذان" في مأساة أهل لبنان

فارس خشّان/الحرة/14 كانون الثاني/2022

وصف رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين، في مؤتمر "المعارضة في الجزيرة العربية"، المعارضين اللبنانيين لحزبه بـ"صيصان الولايات المتحدة الاميركية والسعودية". لا غرابة في هذا الوصف، فـ"حزب الله" طالما عبّر عن احتقاره للقوى والشخصيات اللبنانية التي تناضل من أجل أن ينضبط هذا الحزب تحت سقف الدستور والقانون والمصلحة الوطنية العليا، ويتخلّى عن تبعيته الثابتة والمؤكدة لأجندة "الحرس الثوري الإيراني". ولا ينطلق "حزب الله" في احتقار خصومه اللبنانيين من عدم، فهو صاحب سجل ترهيبي أسود في تعاطيه معهم، بدءًا بالاغتيالات القاتلة وصولاً الى الغزوات العسكرية.

ولا ينكر هؤلاء الخصوم أنّ حالهم، بالمقارنة، مع "حزب الله"، كحال "الصيصان" في مواجهة "الجرذان" التي تفتك بهم فتقتل وتخنق وتبث سمومها عليهم وبينهم وفيهم. وعليه، فإنّه فيما يصف "حزب الله"، على لسان واحد من أرفع مسؤوليه، خصومه بـ"الصيصان"، فإنّ القواعد الشعبية، سواء كانت تابعة لهؤلاء الخصوم أو مستقلّة في مسارها، لا تتوانى عن وصف قيادات هذا الحزب بـ"الجرذان".

وحتى تاريخه، لم تستطع الجرذان القضاء على "الصيصان" ولكن، في المقابل، لم تنجح "الصيصان" في توفير حماية كافية لها لتقيها من فتك "الجرذان". ما هو مؤكّد حالياً أنّ غالبية اللبنانيين ومعهم جميع المعنيين بالشأن اللبناني متفقون على أنّ "الجرذان" ألحقت أضراراً فادحة بـ"القن" فتشتّتت "الديوك" و"الدجاجات" و"الصيصان" وتوهّمت "الجرذان" بأنّها أصبحت "أسوداً" أو "صقوراً". وإذا ما انتقلنا من أدبيات "كليلة ودمنة" الى الأدبيات السياسية، فإنّ احتقار "حزب الله" لخصومه اللبنانيين بات قاعدة، بسبب استضعافهم، فهم، وفق اعتقاده، غير مؤهلين لمواجهته لا على المستوى العسكري، ولا على المستوى السياسي.

ويملك "حزب الله" ترسانة عسكرية هائلة يذهب البعض الى حدّ الاعتقاد بأنّها تتفوّق، عدة وعديداً، على القوات المسلّحة اللبنانية، فيما خصومه، وفي أحسن الأحوال، يملكون أسلحة خفيفة. ويضم "حزب الله" أجهزة أمنية محترفة ناشطة في حقول الجاسوسية والترهيب والاغتيال، فيما يفتقد خصومه، بشكل كامل، إلى هذه الميزة التي تعتبر حاسمة في إقامة "توازن الرعب" كقاعدة ردع.

ويتمتّع "حزب الله" بحمايات سياسية وأمنية وعسكرية وقضائية تؤهّله أن يكون فوق كل حساب، فيما خصومه يخضعون، بنسبة عالية، للملاحقة والمساءلة والمحاسبة. وتتوافر لـ"حزب الله" مداخيل مالية ضخمة سواء من الجمهورية الإسلامية في إيران أو من نشاطات "غير نظامية" بفعل تحكّمه بالمعابر غير الشرعية التي تنشط في التهريب من لبنان وإليه، فيما خصومه، في غالبيتهم، يعانون من مشاكل التمويل، وإذا ما توافر لبعضهم القليل من "المال الموهوب" فهو بالكاد يكفي لتغطية الكلفة الإدارية لنشاطاتهم. أمّا على المستوى السياسي الذي يؤسّس نفسه على القدرات العسكرية والأمنية، فإنّ "حزب الله" يتحكّم، بالترغيب والترهيب -وأحياناً بالعقيدة المذهبية- بشريحة واسعة من اللبنانيين تتشكّل منها الغالبية الشيعية في لبنان، فيما القوى المناوئة له "تعاني" من "شرذمة" يمليها الحدّ الأدنى المتوافر من الديموقراطية في بيئتها، الأمر الذي يسمح لـ"حزب الله" باختراقها، من خلال الوقوف مع خصوم خصومه ودعمهم ومن ثم استتباعهم.

وانطلاقاً من هذه القدرات، وبفعل خطأ استراتيجي ارتكبه المناوئون له بدءاً بالعام 2016، يجد "حزب الله" نفسه "صانع الرئاسات"، فرئيس الجمهورية يفرضه فرضاً تحت طائلة الفراغ، ويرفع في وجه رؤساء الحكومة الذين لا يلائمونه "حق النقض"، ولا يكون رئيس مجلس النواب إلّا وفق خياره.

ولهذا، فإنّ خصومه إذا رغبوا بأن يشغلوا مواقع مهمّة في البلاد، فهم يعملون على "استعطافه" هنا وعلى "استرضائه" هناك.

وهذا النهج الذي لا يزال مستمرّاً في لبنان، يفسّر، مثلاً، قدرة "حزب الله" على مواصلة تعطيل مؤسسة مجلس الوزراء، لأنّه يرفض انعقاده، في حال لم يقدم على الإطاحة غير الدستورية وغير الأخلاقية بالمحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، لأنّه "تمرّد" على القواعد التي سبق أن فرضها عليه، وبصورة علنية، أمينه العام حسن نصرالله، حماية لـ"جماعته". وهذا النهج أيضاً هو الذي يمكّن "حزب الله"، وسط عجز السلطات المحلية عن ردعه، من تنظيم مؤتمرات لما يسمّى بالمعارضات الخليجية، في وقت كان لبنان الرسمي، بتدخّل مباشر من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يتطلّع لإصلاح العلاقات التي تدهورت كثيراً مع دول مجلس التعاون الخليجي عموماً ومع المملكة العربية السعودية خصوصاً. إنّ التحقير الذي يتعاطى به "حزب الله" مع خصومه، وضمناً مع حلفائه، ويعكس نفسه كوارث وويلات ومآسيَ على عموم اللبنانيين، لن يقف عند أيّ حد، إذا بقي هؤلاء يتعاطون مع أنفسهم على قاعدة أنّهم فعلاً "صيصان"، في حين أظهرت تجارب لبنانية كثيرة أنّهم، كلّما تغلّبوا على "شهوة السلطة" تحوّلوا الى مصيدة تُطبِق على... الجرذان. 

 

يسار صبياني في خدمة أصولية حزب الله "الناضجة"

دلال البزري/الإسبوع العربي/الجمعة 14 كانون الثاني 2022

إعلامية ممانعة، التقيتُها في إحدى حانات بيروت قبل سبع سنوات تقريباً. لنقل إنّ اسمها أميرة. امرأة ناجحة بكلّ المقاييس. ومبتهجة بحظها في هذه الدنيا. تحتسي كأس البيرة، وتتكلم عن حياتها بفرحة من تحققت أمامه السبل. وأنا أقول لنفسي إنّ هذه حالة نادرة جداً، أن ألتقي ممانعة غير مكفهرة، غير عبوس. هي تنقض كلّ نظرياتي عن عدم حبّ الممانعين الحياة. بل أذهب أبعد، وأخمِّن أنّ "يساريتها" السابقة والراهنة هي التي تسبغ عليها هذا الحب. وتمضي بضع دقائق على هذه الحال من البرَكَة، حتى يحصل ما كنتُ في غنىً عنه في تلك السهرة. يمرّ بالقرب منا صديق قديم، كان قد اختفى منذ سنوات، وعلِمنا من أصدقاء مشتركين أنّه هاجر إلى أفريقيا، ومن ثم إلى الولايات المتحدة. سلام وكلام، ثم ما يشبه المتفجّرة، يطلقها الصديق متنهّداً: "آه! ما أجمل لبنان... طلعت...". لا تتركه أميرة ينهي جملته. تصرُخ غاضبة: "لبنان؟! ما أجمل لبنان!؟ كيف تقول ذلك؟! ولبنان سايكس بيكو؟ ولبنان الكبير الفرنسي... إلخ". تنسى أميرة الكأس، وتمضي في التشنيع بلبنان... ولا يفيد شيء بتغيير مزاجها المتعكِّر، إلّا الانصراف.

كيف تكره أميرة لبنان، تعيش فيه، تتنعّم بخيراته وتتمتع فيه بكلّ أسباب نجاحها؟ تعجبتُ من أميرة في تلك الليلة. هي ممانعةٌ صحيح. لكنّها علمانية، يسارية، ومقْبلة على الحياة. كيف تكره لبنان؟ لكنّ دهشتي لا تطول. كان حريّاً بي أن أتذكّر لحظتها "السَّنَد النظري" لأميرة. وهو صاحب أضخم "إنتاج" صحافي لليسار الممانع. ينشر بانتظام في الصحيفة اللبنانية الأولى الناطقة باسم حزب الله. وقد "أصّلَ" لثابتة ترنو إلى الأبدية. لازِمةٌ طرق بها رؤوسنا طوال كتاباته، حتى صارت من بديهياته، ماركته المسجَّلة.

تقول اللازِمة إنّ لبنان لا يساوي شيئاً يُذكر. إنّه "الوطن المسخ". وبعد فترة، يقْلبه، فيكون "مسخ الوطن"

تقول اللازِمة إنّ لبنان لا يساوي شيئاً يُذكر. إنّه "الوطن المسخ". وبعد فترة، يقْلبه، فيكون "مسخ الوطن". وما حجّته؟ إنّ لبنان لم يعرف يوماً زمناً جميلاً. والدليل، بداية، كقاعدة "مفهومية" لفكرته: تقسيم المنطقة. سايكس - بيكو. لبنان الكبير. على يد الاستعمار. اللبنانيون فيه أغراب عن بعضهم. وهو ليس واحداً منهم. "أرزهم" أرزة جبال الأرز، رمز لبنان، رمزه الوطني ... "أرزهم" هذه "لا تستحق غير الاندثار". حتى الشجر عنده لا يستحق الحياة.

لماذا؟ لماذا كلّ هذا الحقد على شجر لبنان وبشره؟ وربما أيضاً حجره؟ لأنّ العصور التي عرفها اللبنانيون كانت كلها جهنّم بجهنّم: عنده أنّ لبنان "كان جميلاً" فقط بالنسبة إلى أناسٍ معينين، هم "نخبة المجتمع البرجوازي السمج في لبنان"، وأنّ حبّ لبنان هو "قومية شوفينية"، وأنّ الرئيس فؤاد شهاب (1958 - 1964) كان على "تحالفٍ غير معلن مع إسرائيل"، وأنّ التدخل الأجنبي وقتها كان على غاربه، وأنّ كلّ الشخصيات السياسية كانت تعتريها شرور جوهرية، وأنّه لو كان هذا الزمن جميلاً لَما لحقته حرب أهلية مدمّرة، وأنّ اتفاق الطائف "اعتنق عقيدة حزب الكتائب النازية بالكامل"... ولا حاجة للمزيد، والاستنتاج معروف: هذا اللبنان الذي تتعلقون به لا يساوي شيئاً. لا في ماضيه القريب، ولا البعيد. وعصره "الذهبي" الذي تفخرون به، وتحنّون إليه .. لم ينْوجد أصلاً.

تنظيرات الممانع اليساري قديمة. عمرها عشر سنوات. كانت مبثوثةً في العقول الخلفية لأصدقائه وأشباهه. غير معلنة كثيراً. غير شائعة. لكنّها متينة.

تنظيرات هذا الممانع اليساري قديمة. عمرها عشر سنوات. كانت مبثوثةً في العقول الخلفية لأصدقائه وأشباهه. غير معلنة كثيراً. غير شائعة. لكنّها متينة. تسير بخطى واثقة نحو العقل العلني، حتى بلغت الآن الشاشة الصغيرة والمقالات الأكثر تداولاً في البيئة الممانِعة. تلفزيونيون، صحافيون، معلّقون على المواقع .. يتغنون بتلك الفكرة: إنّ لبنان لم يعرف في كلّ تاريخه عصراً ذهبياً، وكلّ الكلام عن مظاهر هذا العصر كاذبة، ملفقة؛ "تزوير للتاريخ"... ويتوقفون عند هذا الحدّ. عندهم أنّه يكفي تكرار هجاء لبنان. انعدام قيمته، وتاريخه، وضع عصوره كلها في الخانة الممْقوتة. شعور عارم بالكراهية تجاهه، والتخلي عنه، بالاستهزاء بكلمة "وطن" نفسها إلى ما هنالك من عبارات؛ كلّ واحدةٍ منها كفيلة باتهامه بـ"إضعاف روح الأمة" في أيّ بلدٍ طبيعي، أو حتى عادي.

لماذا؟ ما الذي يدفع هذه الفئة من إعلاميي الممانعة ومنظّريها إلى المبالغة في شتيمتهم لبنان؟ ما الذي يحيي هذه المبالغة، ويمنحها أجنحة الذيوع بين الناس، عبر "نخبة" إعلامية أو ثقافية أو تلفزيونية؟ فكرتُ في البداية أنّ هؤلاء ولدوا بعد انتهاء العصر الذهبي اللبناني، وأنّهم ربما لا يعرفونه، إلّا بما تقول الكتب والوثائقيات وقصص أهلهم. وكلّها "مصادر" يسهل عليهم تكذيبها بسلاح القوة الصرْفة. هذه فكرة ضعيفة، وإن كانت قد دعمتهم قليلاً. لأنّ الكهلة من بينهم الذين نقلوا بندقيتهم إلى الكتف الثانية، وهم الأقل مرئية، عرفوا ذاك العصر، ويستمدّون منه شيئاً من عمقهم وهيبتهم، ولا يستطيعون الاسترسال كثيراً في هجائه من دون الوقوع في الإحراج والمغالطات.

يتغنون بتلك الفكرة: إنّ لبنان لم يعرف في كلّ تاريخه عصراً ذهبياً، وكلّ الكلام عن مظاهر هذا العصر كاذبة، ملفقة؛ "تزوير للتاريخ"

ربما شيء آخر أيضاً: أن يكون أولئك المنظّرون، وأغلبهم يساري المنشأ "علماني" التوجه، قد تغلّب عليهم الزمن. وبقوا، مثل كثيرين من نظرائهم، متوقفين عند لحظةٍ معينةٍ من يساريّتهم، وقت مراهقتهم الأولى، تلك التي تسبق التزامهم، عندما كانوا يرشقون كلّ شيءٍ بحجارة الرفض المطلق. لكنّ إصرارهم الآن على مراهقتهم لا يتناغم أبداً مع سينيكيتهم التي تنضح بها مواقفهم الرديفة الأخرى، القائمة كلّها على قياس موازين القوى، وعلى الاستقواء بـ"انتصاراتهم"، فكيف تقترن "براءة" المراهقة بإثم الاستكْبار؟ أم أنّها خدمة "نظرية" لمصلحة عهد حزب الله؟ عهد يريد أن يكون تأسيسياً جديداً على لبنان، يلغي كلّ ما سبقه من التاريخ، على أساس أنّ التاريخ يبدأ عنده، وقبله لم يكن هناك سوى توحّش واستغلال وهوان، واستعمار وإمبريالية .. وفي عقل حزب الله الخلفي، وفي مشاعر أبناء بيئته، وأبناء الطائفة الشيعية التي يهيمن عليها هيمنة الآلهة، هذا العصر المسمّى "ذهبياً" كان أبناء الطائفة الشيعية مستضعفين، محرومين، على هامش القرار "كناسين، حمّالين ..!" وأنّه لا يمكن أن يكون ذهبياً ذاك العصر الذي كانت الطائفة مغيَّبة وملفوظة، وأنّه لم يكن وطناً، ولا بلداً مثل كلّ البلدان. وفي أساسه خطيئة أصلية، البريطانيون والفرنسيون، إلخ. وتكون خلاصة المعادلة هذه أنّ هذا العصر وحده، هذا العصر الذي ينهار فيه لبنان، هو العصر الذهبي بعينه. لا قبله، ولا غيره. ولتعبئة الفراغات، يختم بأنّ الدليل على ذلك: أنّ لبنان عاش طوال عمره بلا قضية. وها هو الآن يقدّم نفسه للقضية. طبعاً هذا كلام البروباغندا الحزبية، اللصيقة والحليفة، لا فرق. ما دامت الحليفة تقدّم "خدمات" كهذه، فيكون هدم لبنان شيئاً لا يذكر، بعدما هدمت فكرته. هل من "انتصار" أوضح من هذا؟ أن تقضي على بلد بعينه، لأنّه لم يكن بالأصل بلداً، وبحجّة لا تُرَدّ، اسمها "القضية"؟ وعلى قاعدة "نظرية" يحفر في نتوءاتها نوابغ صبيانيون، من بقايا اليسار الآفل. وهذا من أنواع المواريث التي لا تُغتفر. ومتى تُطرَق كلّ هذه المطارق على رأس اللبنانيين؟ عندما صار أي عصرٍ سابق على الانهيار ذهبياً. عندما صارت الحرب الأهلية نفسها، التي لا يتوقف الممانع عن ابتزازنا بها، هي الجنّة الخالصة قياساً إلى هذا القتل اليومي للبنانيين، على نيران "قضيتهم" البطيئة، إذ ما قيمة اللبنانيين بعدما يكون لبنان جديراً بأن يموت؟

 

“الحزب” يطوِّق “اليونيفيل”!

أحمد الأيوبي/اللواء/الجمعة 14 كانون الثاني 2022

ليس حدثاً عابراً أن يتكرّر الاعتداء على قوات حفظ السلام الدولية «يونيفيل» في الجنوب خلال أسبوعين، وأن تكون هذه الاعتداءات مصحوبة بمستوى عالٍ من العنف وأن تأتي في سياق تراكمي يشبه «ترسيم الحدود» للنطاق المسموح به من قبل «حزب الله» لتحركات القوات الدولية، والضغط لتقييد مهماتها على طريقة الأمر الواقع، بينما بدأ إعلام الحزب شنّ حملة على الدوريات الأممية والادعاء بأنّها تخالف مندرجات القرار 1701 الذي ينصّ أصلاً على أن تكون منطقة جنوب الليطاني منزوعة السلاح، وأن تتولى وحدات «اليونيفيل» بالتعاون مع الجيش اللبناني التثبت من تطبيق القرار الذي بموجبه انتهت حرب العام 2006.

مؤشِّر القلق في مقاربة الأحداث في الجنوب، هو ارتفاع وتيرة الاعتداءات على القوات الدولية في الجنوب والتعرّض المباشر لها والاستيلاء على معداتها، وهذا ما حصل في في بلدة «شقرا» في 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عندما اعترضت مجموعات منظمة من السكان المحليين في بنت جبيل طريق دورية لقوات اليونيفيل واعتدوا على عناصرها وآلياتها، في اعتداء هو الثاني من نوعه خلال أسبوعين، عندما اعترض سيرها شبان تابعون لـ»حزب الله» حاولوا تحطيم زجاجها والاستيلاء على الكاميرات الموجودة بحوزة الجنود الدوليين، كما وقع حادث مماثل مع جنود إيرلنديّين من وحدة الاحتياط التابعة لقائد اليونيفيل، والمتمركزة في موقع الطيري. وفي آخر فصول التصعيد، قام «حزب الله» بتسريب أنّ الإشكال الحاصل في بنت جبيل يوم الأربعاء 5 كانون الثاني 2022، وقع بعد أن اعترض عدد من الأهالي الجنود وهم يقومون بتصوير منازل سكنية. وتطوّر الإشكال إلى تضارب، وعمد بعض الأشخاص إلى تكسير زجاج آليات الدورية، التي لم تكن بمرافقة الجيش اللبناني، كما يفرض القرار 1701.

في المقابل، أعلنت نائبة مدير المكتب الإعلامي لليونيفيل، كانديس آرديل، عن تعرض جنود حفظ السلام الذين يعملون على حفظ الأمن والاستقرار في جنوب لبنان، لهجوم، من قبل مجهولين، حيث تعرضت آلياتهم التابعة للأمم المتحدة للتخريب، وسرقت منهم أشياء رسمية. وقالت آرديل في بيان: «على عكس المعلومات المضلِّلة التي يتم نشرها، لم يكن جنود حفظ السلام يلتقطون الصور، ولم يكونوا في ملكية خاصة. بل كانوا في طريقهم للقاء زملائهم في القوات المسلحة اللبنانية للقيام بدورية روتينية». وأضافت آرديل:«تدين اليونيفيل الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام، والتي تعتبر انتهاكات للقانون اللبناني والقانون الدولي. كما تدين اليونيفيل «الجهات الفاعلة» التي تتلاعب بسكان المنطقة لخدمة أغراضها»، وتابعت:«وكما أشار الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، يجب أن تتمتع اليونيفيل بحرية الحركة الكاملة في جميع أنحاء منطقة عملياتها، وبالشكل الذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية»، داعية «السلطات اللبنانية إلى إجراء تحقيق سريع وشامل ومحاكمة جميع المسؤولين عن هذه الجرائم». من الجانب الرسمي قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب إن الحكومة «لا تقبل أي شكل من أشكال التعدّي على جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل»، لكنّ اللافت في هذا الموقف أنّه استنكاري وشكلي ولم يتضمّن أيّ إشارة إلى كيفية وقف هذه الاعتداءات على القوات الدولية، ولا في سبل ضمان تنفيذ مهماتها وعدم إعاقتها في المرحلة المقبلة. اللافت في موقف الناطقة باسم القوات الدولية اعتبار المهاجمين «مجهولين»، رغم ظهورهم في مقاطع مصورة وهم معروفون محلياً من حيث الأشخاص ومن حيث الانتماء السياسي وحتى الأمني.

غضب «حزب الله» من غوتيريش

من خلال متابعة الوضع في الجنوب مع تواصل وتيرة الاعتداءات المنظمة على القوات الدولية، يمكن استقراء مسار جديد يفرضه «حزب الله» تبرز عناصره على النحو الآتي:

أنّ منسوب غضب «حزب الله» على القوات الدولية ارتفع بعد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للجنوب بتاريخ ٢١‏/١٢‏/٢٠٢١ وتجديده الدعوة لأن يتحوّل الحزب من حالة عسكرية إلى «حزب مدني سياسي فقط»، والتخلي عن دوره وبنيته العسكرية، وتذكيره بتقديم تقديمه مذكرة للأمم المتحدة بهذا الخصوص منذ العام 2018 واعتباره أنّ الحزب يجب أن يكون كذلك في المستقبل، الأمر الذي اعتبره «حزب الله» نوايا عدائية تستهدف وجوده في الجنوب. وما زاد موقف «حزب الله» حماوة ما لمسه من إصرار القوات الدولية على تنفيذ مهماتها وصرامة تقاريرها الصادرة حول الخروقات الأمنية في الجنوب، مع التذكير بالتحذير الذي وجّهه غوتيريش بأنّ «من المهم جداً أن تفهم الأطراف أنّ أيّ نزاع في هذا الوضع يمكن أن يؤدي الى مأساة ذات عواقب لا يمكن التنبؤ بها. يجب أن تتحلى الأطراف بحسن نيّة وأن تلتزم بالحفاظ على الاستقرار على طول الخط الأزرق».

«حزب الله» وتظهير وجوده المسلّح

من المهم التذكير في هذا السياق أنّ «حزب الله» سبق أن تعمّد تظهير وجوده المسلح خلال استقبال بعض زعماء الميليشيات الإيرانية في الجنوب، كما أنّه سمح عملياً لبعض المجموعات الفلسطينية بأن تطلق بعض الصواريخ القديمة من المنطقة الحدودية التي يسيطر عليها، ويمنع التصوير بالهاتف فيها، وهناك معلومات تحدثت عن ظهور مسلح مواكب للمجموعات التي اعترضت طريق «اليونيفيل»، في شقرا وفي بنت جبيل.

منع التفتيش وحصر المسارات

وفي هذا المسار، بدأت تتكون قناعة بأنّ «حزب الله» ينفِّذ قراراً بمنع القوات الدولية من الوصول إلى أي منطقة حسّاسة يصنِّفها «عسكرية مغلقة» ممنوعة على الدولة اللبنانية وعلى القوى الأممية، وبالتالي فإنّه سيحدّ من الحركة الميدانية لهذه القوى ويمنعها من إتمام مهامِّها في التفتيش والتدقيق بعد الأحداث الأمنية التي تحصل، مثل ما جرى في بنت جبيل بعد إطلاق الحزب للطائرة المسيّرة وإسقاطها من قبل جيش العدو الإسرائيلي، كما أنّ الاشتباك «الأهلي» مع «اليونيفيل» في بلدة شقرا جاء بعد ورود أنباء عن تحركات ميدانية حاولت دورياتها رصدها، فكان «أهالي» الحزب لها بالمرصاد.

حسب ما تفيد به مصادر جنوبية، فإنّ «حزب الله» سيعمل أيضاً على حصر حركة القوات الدولية بالأتوسترادات والطرق العامة، ومنعها عملياً، عبر «الأهالي»، من دخول البلدات أو الطرق الفرعية أو التوغل في النطاق الجغرافي لمشاعات البلدات الجنوبية المشمولة بالقرار 1701، وهذا ما بدأ تطبيقه فعلياً، وسيظهر أكثر في قادمات الأيام.

يتداخل في سلوك «حزب الله» العامل المحلي، حيث يعتبر أنّ تطويع القوات الدولية ضروريّ لاستمرار دوره في نقاط التماس مع «إسرائيل»، وهذا يفتح الباب على البعد الإقليمي في هذا السلوك، مع وصول المفاوضات الإيرانية الأميركية إلى بند أذرع إيران في المنطقة العربية، وهنا يمكن فهم أحد أهمّ أسباب تصعيد الأمين العام للحزب حسن نصرالله في وجه السعودية والعرب، ليتأكّد أنّ لبنان واقع فعلاً تحت الاحتلال السياسي والاستراتيجي الإيراني.

 

"شي فاشل" بطبعة عونية

عماد موسى/نداء الوطن/الجمعة 14 كانون الثاني 2022

"المنتج نزيه: شو هَوْ مأيدلي غضب الأهالي 10 آلاف ليرة؟

شو هيدا غضب الأهالي بالمسرحية يعني؟ شو بيصير؟

المخرج نور: منشوف الأهالي بيكونوا فرحانين بيحصل شي معيّن وبيغضبوا.

نزيه: شو بيعملوا بالعشرة آلاف ليرة؟

نور: هاي العشرة آلاف ليرة حق الشراويل عند ما بيغضبوا الأهالي.

نزيه: وضروري وقت يغضبوا الأهالي يغيروا شراويل؟

نور: إيه طبعاً ما هي شراويل الغضب غير شراويل الفرح سيد نزيه.

نزيه: إنو الغضب هلأ بيكلّف 10 آلاف ليرة؟

نور: شو مش مصدقني؟ عم ببلفك يعني؟...".

هذا الحوار بين زياد رحباني ( أستاذ نور) وبطرس فرح ( منتج مسرحية "جبال المجد" مستقى من مسرحية "شي فاشل" التي عُرضت في الحمرا في العام 1983. إنتقد الرحباني،على طريقته، الفولكلور ومواضيع بعض العروض الرحبانية، ولعل أقوى محطات "شي فاشل" مونولوغ أبو الزلف ( زياد أبو عبس). تسبب "غضب الأهالي" في المسرحية بقهقهات، وكم أسقطت الشراويل الصفر على مشاهد من الحياة اليومية. ولكل غضب، خارج المسرحية تبعات.

أهالي شقرا إن غضبوا اعترضوا دوريات الكتيبة الإيرلندية، رجموها بالحجارة، وحطّموا آلياتها.

أهالي الغبيري إن غضبوا هجموا على عين الرمانة.

أهالي عين الرمانة إن غضبوا أحسنوا وفادة الغزاة بالمتوافر بين أيديهم.

أهالي الأوزاعي إن غضبوا أوقفوا الملاحة الجوية بين مطار رفيق الحريري الدولي ومطارات العالم.

أهالي برجا إن غضبوا قطعوا المرجوحة بين سطوحي وسطوحها.

أهالي الشمال إن غضبوا أحرقوا مخيّماً.

أهالي حي الشراونة إن غضبوا أخرجوا الأسلحة المتوسطة والصاروخية من خزائنهم وأحيوا التراث بفواصل من الرصاص. بعض أهالينا الثوار إن غضبوا حطّموا واجهات المحال التجارية وماكنات الصرافة الآلية. والسائقون إن غضبوا، طلع من بين صفوفهم، جون واين القسيس، لا راكباً صهوة جواد ولا جالساً خلف مقود شاحنة سكسويل بل خطيباً مفوّها ناطقاً باسم الطبقات الكادحة.

الأهالي يغضبون. وممثلوهم يغضبون أيضاً.

جبران باسيل إن أعلن غضبه على نبيه بري أو على "حزب الله"، ينفث معظم سمومه على سمير جعجع. و"حزب الله" إن غضب من سمير جعجع يشعل حرباً إعلامية على السعودية وأمريكا.

والسيد الرئيس إن وقف مع غضب الأهالي أو غضِب من معطلي حكومة السيد ميقاتي وعلى رأسهم السيّد والإستيذ وميقاتي نفسه، يحمّل "مسؤولية خسارة الناس أموالهم وخسارة الدولة أموالها" لمن رفضوا الـ "انفيتايشن" الى مائدة الحوار. مسرحية الحوار هي النسخة العونية من "شي فاشل"، او "شي فاشل" بطبعة درامية!

 

نديم الجميل لابن عمّه سامي... الأمر لي في الأشرفية

آلان سركيس/نداء الوطن/الجمعة 14 كانون الثاني 2022

بدأ ضجيج التحالفات الإنتخابية يُسمع في سماء الأشرفية وبيروت، إذ إنّ معركة العاصمة تحتل صدارة الإهتمامات اللبنانية والعالمية. تأتي الإنتخابات كفرصة للشعب اللبناني لمحاسبة المحور الذي أوصلهم إلى حالة الفقر والإذلال، وبالطبع لن يفوّت الناخب البيروتي هذه الفرصة التي تساهم في صناعة مستقبل البلد. ويأتي الصراع على المقعد الماروني في سياق إثبات الحضور القوي للزعامات المسيحية في العاصمة، فقبل الحرب كان لذاك المقعد رمزيته، إذ أُطلق عليه إسم مقعد الشيخ بيار، الرئيس المؤسس لحزب «الكتائب اللبنانية»، وفي حينها كان يُقال أن الجميل الجدّ الذي اختار الترشّح في الأشرفية بدلاً من مسقط رأسه المتن، يخوض معركة مارونية على أرض أرثوذكسية وبتمويل كاثوليكي ويفوز بالأصوات الأرمنية. هذا قبل الحرب، أما بعد سقوط لبنان تحت الإحتلال السوري فلم يكن لهذا المقعد ولا لبقية المقاعد أهمية تذكر، وبعد انسحاب جيش الإحتلال السوري فازت صولانج بشير الجميل بالمقعد الماروني، ومن ثم فاز نجلها نديم الجميل في دورتي 2009 و2018. ولا يزال للرئيس الشهيد بشير الجميل وقعه ورمزيته في الأشرفية، ويعتبر نجله نديم مرشحاً باسم خطّه، إذ إنّ كل المعلومات التي تحدّثت عن عزوفه عن الترشح وترشيح شقيقته يمنى مكانه لا أساس لها من الصحّة، فيمنى لا تزال تدرس خياراتها. ويتحدّث نديم مع كل القوى السيادية في الأشرفية والصيفي والرميل والمدوّر، ويبقى التنسيق الأكبر مع حزب «القوات اللبنانية»، لذلك فإن الإحتمال الأكبر أن يتحالف مع «القوات» أو يشكّل لائحة بالتنسيق معها في حال كانت الحسابات الإنتخابية تؤمّن له ولـ»القوات» والقوى السيادية الفوز بأكبر عدد من المقاعد.

لكن مشكلة نديم الجميل ليست «القوات» أو بقية أفرقاء 14 آذار سابقاً، بل إن المشكلة الأساسية هي عند ابن عمّه رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل، فعندما كانت تركّب التحالفات عام 2018 أراد سامي التحالف مع «المجتمع المدني» بينما كان نديم يرغب بالتحالف مع «القوات»، وبعد إصرار سامي جاوبه نديم: «إذا كنت تريد المجتمع المدني تفضّل وترشّح إنت في الأشرفية وتحالف معهم فهذا المقعد هو مقعد جدّي رئيس الحزب وأنت الرئيس اليوم وأنا أترشّح في المتن». هذا في الدورة الماضية، أما حالياً فإن نديم قد اتخذ قراره النهائي بالترشّح في الأشرفية تحت شعار «الأمر لي» في دائرتي، وإذا أحب سامي «المجتمع المدني» فلينقل ترشيحاتهم إلى المتن ويضعهم على لائحته. ويبدو أن معادلة الأشرفية مقابل المتن يضعها القريبون من نديم كأولوية، فإذا حاول سامي «الزكزكة» في الأشرفية عبر دعم «المجتمع المدني» في وجه نديم أو ترشيح كتائبي ضده، عندها ستكون المعركة علنية وسينتقل نديم لخوض معركة ضد سامي في عقر داره. لا ينوي نديم الإستقالة من «الكتائب»، فهو يعتبر أنه حزب آلاف الشهداء والمناضلين وليس حزب شخص، وبالتالي فإن الخطّ الذي يسلكه الآن الحزب لا يعبّر عن نضال الأجيال ولا يمتّ إلى تاريخ «الكتائب» بصلة وهو يخسّره في كل لبنان ويحوّله إلى قوّة مناطقية متنية.

 

بعبدا والحوار… رهان على تبدّل مواقف الرافضين!

كارول سلوم/اللواء/الجمعة 14 كانون الثاني 2022

أما وقد أنهى رئيس الجمهورية ميشال عون لقاءاته مع عدد من رؤساء الكتل النيابية والتي امتدت ليومين وتمحورت حول دعوته للحوار بشأن مواضيع حددها سابقا وهي خطة التعافي الاقتصادي واللامركزية الإدارية والمالية الموسعة والاستراتيجية الدفاعية، كان لا بد من اطلاع الرأي العام على بعض المجريات فجاء البيان الصادر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية مفندا اللقاءات والملاحظات والتجاوب مع الدعوة الرئاسية ومحملا رافضين دعوته مسؤولية تردي الأوضاع. كان واضحا منذ البداية أن الحوار لن يقوم الآن بمن حضر والا لكان الرئيس عون حدد الموعد في وقت سابق. لم يرغب رئيس الجمهورية في تكرار حوارات غير مكتملة على أن ذلك لا يعني أن هذا الحوار لن يقوم في الوقت الذي يراه مناسبا. قد يعتقد البعض أن صفحة الحوار قد طويت إلا أن ذلك غير صحيح وهذا ما عكسه البيان الرئاسي قائلا صراحة أن الدعوة مفتوحة. ماذا يعني ذلك؟ هل من تشاور جديد يجريه رئيس الجمهورية ام أن الأجوبة معروفة سلفا ام أن التطورات المتلاحقة قد تدفع إلى إعادة النظر بالمشاركة بالحوار لا سيما من قبل المقاطعين.الواضح أن ما من نعي لدعوة الحوار وهذا ما يفهم من البيان وفق عدد من المراقبين. تقول مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الحوار قد يصعب عقده نظرا لإنشعالات الأحزاب بالمعارك الانتخابية، والأهم من ذلك أن الحلفاء لم يعودوا كالسابق فكيف بالحري بالمتخاصمين في السياسات الاقتصادية والاجتماعية والخارجية، وكيف يمكن لهؤلاء الاتفاق والخروج بمقررات معينة مع العلم أن الصفة التنفيذية تعود إلى مجلس الوزراء فحسب.

ربما كان الحوار آخر خرطوشة وربما هناك لا تزال أوراق معينة يحتفظ بها رئيس الجمهورية لتقديمها في الوقت الذي يشاء.

وتقرأ مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية لـ «اللواء» مضمون البيان، فتقول أنه واضح لجهة تحميل المسؤولية للذين قاطعوا من جهة ويؤكد على جدول الأعمال وأهميته من جهة وخطورة التعطيل في المؤسسات واستمرار رئيس الجمهورية في الدعوة إلى حوار بما يعني أنه رجل حوار وسيواصل الدعوة الى الحوار لكنه لم يحدد موعدا لجلسة حوار على إثر المشاورات التي أجراها في اليومين الماضيين. وتذكر المصادر أن هدف هذه اللقاءات هي استمزاج آراء القيادات في دعوته إلى الحوار والخلاصة التي توصل إليها هي أن هناك ممن أيد الدعوة وهناك ممن عارضها، وهناك ممن طالب إما بإضافة أمور أو بحذفها، مؤكدة أنه لا يمكن تجاهل رفض القيادات كما أنه لا يمكن في الوقت نفسه تجاهل قبول قيادات أخرى ولا بد من احترام رأيهم لأنهم يمثلون فئات شعبية وازنة في البلاد كما أولئك الذين قاطعوا لذلك واحتراما لإرادة الفريقين أكد أهمية الحوار ومواصلته. وتفيد أنه لم يحدد موعدا لكنه قد يحدده في أي لحظة عندما يرى أن الجو أصبح مؤاتيا أو حصول ما قد يستدعي تغيير موقف الرافضين نحو القبول. وفي حال تم الإصرار على مواقفهم يمكن إجراء حوار بمن حضر، لكن الرئيس عون ووفق المصادر نفسها، فضل منح فرصة إضافية، أكد فيها استمراره بالدعوة إلى الحوار من دون تردد في اتخاذ أي مبادرة أو قرار وترك التاريخ مفتوحا أي أن الدعوة لا تزال مفتوحة ومتى يأتي موعدها فذاك متروك لتقدير رئيس الجمهورية. وتشير إلى أن الرئيس عون حرك الملف ولم يقفله، لأنه لو قال أن ما من حوار أو ارجأه فذاك يعنى أن الموضوع انتهى، لكن الملف مفتوح ويبقى التحديد مرتبطاً بضمان نجاح مؤتمر الحوار من جهة ومراهنة رئيس الجمهورية على تبديل القيادات الرافضة مواقفها خصوصا أن الظرف يقتضي ذلك، ومن هنا كانت دعوته إلى وقف المكابرة والتطلع إلى شؤون الناس الذين يعانون. وتوضح أن الإعداد لإدارة الحوار متواصلة في الملفات التي حددها.

 

أين العرب؟.. الحزب يدمّر لبنان عن سبق الإصرار

قاسم يوسف/أساس ميديا/الجمعة 14 كانون الثاني 2022

تفرغ هذه البلاد من روحها. تضمحلّ وتندثر وتتلاشى. لم يعد لشيء فيها أيّ رونق. فقدت ألقها وقدرتها وحيويّتها ودورها ومركزيّتها وسحرها وجاذبيّتها. واستحالت، كما استحال أهلها، حيرانة مكلومة مثلومة، وكأنّها ما عرفت يوماً شظف العيش، ولا تعرّفت إلى الأهوال والمصائب التي لا تأتيها فُرادى.

أكثر ما يبعث على القلق في موازاة هذا المشهد، هو النزوح الجماعي نحو الانزواء والانطواء. وهو نزوح يرتبط على نحو وثيق بتبدّل الأولويّات. الناس باتت تبحث عن أبسط مقوّمات كرامتها. عن أكلها وشربها ودفئها ومدرستها واستكمال يوميّاتها من دون مفاجآت أو ارتطامات. حتى الصالونات التي طالما ظلّت ملتهبة بالنقاشات السياسية والوطنية، تحوّلت إلى ما يشبه مساحة لتبادل الأفكار والخبرات حول أنجع الطرق لتوفير الكهرباء مثلاً، مع توطئة واستعراض لا بدّ منه لأحاديث مستعادة عن أزمات يوميّة آخذة في الاستفحال والتفاقم. ليس ثمّة حلّ خارج استفاقة عربية ودولية عاجلة تحت عنوان "إنقاذ لبنان وإخراجه من قبضة حزب الله ومشروعه الجنوني قبل فوات الأوان"

يُنقل عن وزير الخارجية الفرنسي قوله أمام مجموعات لبنانية ناشطة: "لبنان ليس منسيّاً على الصعيد العربي والدولي وحسب، بل هو ليس على جدول أعمال أحد". وهذا شيء معروف وملموس ولا لبس فيه، على الرغم من فداحة أن تُوثّق هذه الحقيقة على هذا النحو الرهيب. لكنّ الأشدّ رهبةً ووقعاً ووطأةً هو أن يصير لبنان خارج جدول أعمال اللبنانيين أنفسهم. وهذا بحدّ ذاته ما يدفع إلى إعادة رسم الصورة وقراءة الأحداث، انطلاقاً من الخلاصة، التي وصلنا إليها في مقالة سابقة، حول مسؤولية حزب الله ورغبته وتخطيطه، بهدف الوصول إلى ما وصلنا إليه. هل من شكّ بعد أنّ حزب الله ليس متضرّراً من الأزمة وليس مستفيداً عابراً على هامشها، بل هو صانع لتفاصيلها، ومشرف وضنين على حسن تطبيقها؟ انطلاقاً من عزل لبنان وإخراجه من جدول أعمال العالم، وتركه لمصيره ولتخبّطه ولأزماته، وصولاً إلى دفع الكثرة الكاثرة من اللبنانيين نحو الكفّ عن الاهتمام بأيّ شأن سياسي أو وطني، ناهيك عن النزف المتعاظم للنخب وللشباب، في مقابل تعميم اليأس والإحباط والإصرار على تظهير مشاهد العجز وانعدام القدرة، ليس على حلّ الأزمات المهولة أو المستعصية، بل حتّى على عقد جلسة لمجلس الوزراء فحسب.

ماذا يعني تعطيل الحكومة بعد أسابيع قليلة على تشكيلها، فيما البلاد دخلت برمّتها مرحلة الانهيار الكامل والشامل؟ ماذا يعني أن يعقد حزب الله مؤتمراً للمعارضين في "الجزيرة العربية" (بدل تسمية السعودية)، وأن يرفع حدّة الخطاب والتوتّر، فيما نحن بأمسّ الحاجة إلى تبريد الأجواء وتخفيف الاحتقان وإعادة وصل ما انقطع بين لبنان والدول العربية؟ ماذا يعني كلّ هذا وغيره، إن لم يكن استكمالاً لدفع العالم نحو عزل لبنان والتسليم بالأمر الواقع فيه؟ هذا جرف مدروس وممنهج للأرضية اللبنانية، وهذا استفزاز مقصود لدفع الدول الشقيقة والصديقة نحو ترك لبنان وعزله ومعاقبته، وهذا أيضاً وأيضاً إصرار فظيع على تهجير اللبنانيين وكسرهم وإشغالهم بتحصيل أبسط مقوّمات عيشهم، فيما يغيبون عن واحد من أكبر التحوّلات الجذرية في تاريخ لبنان. ما الحلّ؟ ليس ثمّة حلّ خارج استفاقة عربية ودولية عاجلة تحت عنوان "إنقاذ لبنان وإخراجه من قبضة حزب الله ومشروعه الجنوني قبل فوات الأوان". أمّا الرهان على انتخابات نيابية ستغيِّر هذا الواقع، فهو محض سراب وأضغاث أحلام.

 

عزلة الميليشيا.. مع وقف التنفيذ

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 10 كانون الثاني 2022

لنترك تصريحات خصوم حزب الله جانباً بعض الشيء. ما يقوله هؤلاء معروف سلفاً، وهو تعبير عن جزء من الانقسام السياسي والاجتماعي والأهلي الذي يعصف بلبنان.

ما يهمّ الآن هي تصريحات حلفاء حزب الله أو أنصاف حلفائه، أو من لا يزالون يتوهّمون أنّ المحادثات المنطقية مع حزب الله ستقوده إلى تغيير وجهة نظره في مسألة السلاح ودور السلاح.

تصريحات هذه الفئة من السياسيين اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية باتت تتطابق مع أعتى التصريحات التي تصدر عن أكثر خصوم حزب الله راديكاليّةً وتشكيكاً في الأدوار العسكرية التي يلعبها في الإقليم.

يحتاج لبنان إلى حدث كبير يكسر نمطية تشكيل الحكومات وإنتاج السلطة فيه كما حصل في العراق بوصول مصطفى الكاظمي بعد اغتيال قاسم سليماني

‏لقد ذهب رئيس الجمهورية ميشال عون بعيداً، في أول انتقاد علنيّ له للأدوار العسكرية لحزب الله خارج لبنان، ‏حيث لم يكتفِ بالحديث عن الآثار المدمّرة لهذه الأدوار على لبنان واللبنانيين ومصالح الاثنين، بل لامس جوهر ما يقوم به حزب الله متسائلاً: "ما الفائدة من القتال خلف البحور واستعداء الدول العربية؟".

أهميّة هذا السؤال أنّ حزب الله، ومنذ زمن، لم يعد يقاتل إلّا خلف البحور وإلّا استعداءً للدول العربية التي يستعديها ‏نظام ولاية الفقيه في إيران. وعليه ‏فإنّ سؤال عون للحزب هو دعوة مضمرة له لأن يغيّر هويّته ووظيفته التي صارها أخيراً. ‏وهي تأكيد على أنّ من كانوا يذهبون هذا المذهب قبل عون لم يفعلوا ذلك بدافع التآمر ولا بدافع خدمة أجندات خارجية، بل هم تعبير بسيط عن السويّة المنطقية لأيّ خطاب عاقل يريد أن يرى بلداً قادراً على إتمام وظائفه تجاه أبنائه، وقادرةٌ دولتُه على أن تكون دولة بالحدّ الأدنى لمعاني ووظائف الدولة.

لا أريد أن أقفز من خلال تصريح واحد إلى الاستنتاج أنّ عون بات في مقلب آخر للمقلب الذي فيه حزب الله، أو أنّ ما قاله ليس مدفوعاً بالمناكفة السياسية أو الأجندة الشخصية له ولصهره في سنة انتخابات نيابية ورئاسية. فأيّاً تكن الأسباب، يبقى أنّ ما قاله الرجل إدانة مهمّة في مفاعيلها السياسية وليس التقاء عابراً مع خطاب خصومه.

أمّا رئيس حكومة الحزب نجيب ميقاتي، فردّ على نفسه قبل أن يردّ على الحزب حين قال:

"فيما نحن ننادي بأن يكون حزب الله جزءاً من الحالة اللبنانية المتنوّعة ولبنانيّ الانتماء، تخالف قيادته هذا التوجّه بمواقف تسيء إلى اللبنانيين أوّلاً وإلى علاقات لبنان مع أشقّائه ثانياً".

لا يشكّك نجيب ميقاتي بخيارات الحزب ومفاعيلها بل يشكّك أصلاً في انتماء الحزب إلى لبنان عندما يطرح علامات استفهام علنيّة وغير مسبوقة، بشأن كون حزب الله جزءاً من الحالة اللبنانية أم لا. بل هو يجيب بأنّ قيادة الحزب ترفض عبر أفعالها وتصريحاتها أن تكون جزءاً من الحالة اللبنانية على حدّ تعبيره.

إنّه الميقاتي نفسه الذي قبل هذا التصريح بأيّام قال:

حزب الله حزبٌ سياسي لبناني ولا سطوة لأيّ دولة خارجية على البلاد.

لم يصمد الكلام الأخير المحمّل بكلّ ألوان الاسترضاء والممالأة سوى أيام قليلة قبل أن يضطرّ الميقاتي إلى تسمية الأشياء بأسمائها. كأنّما هي شجاعة سياسية أملت نفسها عليه لا شجاعة أرادها بقرار ذاتي.

‏الأخطر في كلام نجيب ميقاتي النقدي لحزب الله قوله إنّ موقف حسن نصرالله من السعودية "لا يمثّل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين".

‏وهنا بيت القصيد. إذا كان حزب الله لا يمثّل في موقفه الشريحة الأوسع من اللبنانيين، فكيف لهذا الحزب أن يحكم بمنطقه وأفعاله الشريحة الأوسع من اللبنانيين، بل يتحكّم بالحياة الوطنية والسياسية التي يعيش في كنفها كلّ اللبنانيين؟

والحال لا بدّ من التأمّل مليّاً بتوسّع رقعة الاعتراض على ‏الدور الميداني الوحيد الذي يلعبه حزب الله اليوم في الحروب المندلعة في الإقليم بعد أن كفّ عن لعب دور ما يسمّى المقاومة ضدّ إسرائيل. إذ يعيد هذا التوسّع في رقعة الاعتراض السياسي إلى الأذهان الحوادث الميدانية الأهلية التي واجهها حزب الله في ثلاث بيئات: السنّيّة في منطقة خلدة والدرزية في منطقة شويّا والمسيحية في منطقة عين الرمّانة، ليقودنا إلى الاستنتاج أنّ حال الرفض السياسي (ولو المهذّب) والشعبي (ولو على حوافّ الحرب الأهليّة)، يعني أنّ ‏حزب الله بات حالة مرفوضة على المستوى الأكثري اللبناني.

المؤسف أنّ حال الرفض هذه لن تُتَرجم في الانتخابات المقبلة نتائج سياسية ودستورية ومؤسساتية تؤدّي إمّا إلى تظهير العزلة الفعلية لحزب الله عن بقية خيارات اللبنانيين، وإمّا أن تُلزم الحزب بإدخال تغييرات جذرية على موضوع سلاحه ودوره الإقليمي.

‏من هنا تبدو لي الانتخابات المقبلة، ومجمل العملية الديمقراطية في لبنان كفخّ سيُحسن حزب الله استثماره بغية تجديد التوازن السياسي في لبنان، في حين أنّ المطلوب كان ولا يزال في رأيي، هو تعليق الحياة الديمقراطية وتعميق الأزمة السياسية فيه، كمدخل اضطراريّ للوصول إلى معالجة قسرية لحال الشذوذ الوطني التي يمثّلها حزب الله. يحتاج لبنان إلى حدث كبير يكسر نمطية تشكيل الحكومات وإنتاج السلطة فيه كما حصل في العراق بوصول مصطفى الكاظمي بعد اغتيال قاسم سليماني. ليس بالضرورة أن يكون هذا الحدث في لبنان أمنيّاً، بل يمكن أن يكون في نقل الاعتراض السياسي من حالته الراهنة، المفعمة بالرومانسية السياسية، والتي ترى أنّ الانتخابات مدخل لتعديلات جدّيّة على مستوى إنتاج السلطة، إلى حال من العصيان السياسي والدستوري والوطني يكون عنوانها السلاح أوّلاً..

 

اتصال عالي النبرة… ماذا جرى بين عون ونصر الله؟

منال زعيتر/اللواء/الجمعة 14 كانون الثاني 2022  

حتى لو تحصنت السلطة في لبنان بالطائفية والمذهبية لحماية نفسها الا انها «حتما ساقطة»…يوما ما سينتفض الشعب اللبناني ضد كل الشعارات المنمقة التي تعدنا بها وسنستعيد لبنان «حرا سيدا مستقلا» من كل هذه الطبقة الفاسدة التي حرمتنا ابسط حقوقنا ومنعتنا ان نعيش بكرامتنا تحت سقف هذا الوطن.

لبنان يا سادة ليس ملكا لكم وليس حكرا لاولادكم وحاشيتكم .. لبنان يا سادة لنا والانتخابات لن تفرز امثالكم …لربما سلبتونا لقمة عيشنا ولكنكم لن تسلبونا كرامتنا مهما فعلتم… «كلن يعني كلن» دون استثناء والاتي اعظم بانتخابات او بدونها…

والمؤسف ان هذه السلطة تدعي العفة وتعلن عدم مسؤوليتها عن الانهيار الذي نعيشه ، موضوع الانتخابات النيابية مثال فاضح عما تحاول القيام به لحماية نفسها من المحاسبة والمساءلة … التيار الحر يساوم من تحت الطاولة لاعادة البحث في بند قانون اقتراع المغتربين على امل تطييرها ..ما كان يسمى بقوى ١٤ آذار تقر في مجالسها الخاصة بان الانتخابات سوف تعيد تكريس الاكثرية في المجلس النيابي لحزب الله وحلفائه وبالتالي لا مصلحة باجرائها.. هنا يعلن احد الدبلوماسيين بكل جرأة بأن هناك من فاتحهم من الموالاة والمعارضة بضرورة ايجاد مخرج لتاجيل هذه الانتخابات…وحده الثنائي الشيعي وباعتراف الد اعدائه لا يمانع باجرائها في موعدها لا سيما وانها سوف تخدم حسب توصيف الدبلوماسي في شرعنة هيمنته على البلد وفرض خياراته كاكثرية شرعية وتحديدا في ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفي تغيير النظام اللبناني.

وتساءل الدبلوماسي المعادي لحزب الله بانه اذا كان الحزب غير قادر على المونة على التيار الحر ورئيس الجمهورية ، فكيف يفسر اذاً الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس ميشال عون من الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله والذي سمع فيه عون كلاما عالي النبرة من السيد حول ضرورة وقف التصعيد السياسي والاعلامي ضد الثنائي الشيعي وتحديدا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهل يمكن عزل هذا الاتصال عن موافقة عون على فتح الدورة الاستثنائية للمجلس؟؟

واضاف الدبلوماسي، ان كل المعلومات المتوافرة لدينا تفيد بأن التفاهم بين التيار الحر والحزب بات مجرد حبر على ورق وهو مؤقت لحين البت بملف الانتخابات النيابية وبطلب الرئيس عون التمديد له اذا افشلت الانتخابات لاي سبب من الاسباب، علما ان هذا الكلام يتنافى مع ما تعلنه قيادات الصف الاول في حزب الله حول اهمية التفاهم مع التيار الحر وضرورة استمراره.

وباعتراف الدبلوماسي، فان الازمة اليوم في لبنان ازمة سلطة ونظام ولا قدرة لأي فريق في الداخل اتخاذ قرار الربط في اي ملف حتى لو كان تعيين اصغر موظف في الدولة … يقول الدبلوماسي بأن لبنان ملفه شائكا وليس مرتبطا فقط بالمحادثات الاميركية-الايرانية او الايرانية-السعودية، فحزب الله قراره حر ومستقل والايراني لا يفاوض نيابة عن احد، وعليه، فان حل الخلاف بين السعودية وايران حول الملف اليمني لا يعني بالضرورة انفراج الساحة اللبنانية، والمباحثات بين الطرفين يجب ان تستلحق بمباحثات بين المملكة والحزب وغير هذا الكلام مضيعة للوقت.

ما كشفه الدبلوماسي حول ضرورة بدء مفاوضات مباشرة بين الحزب والمملكة طرح جديد من نوعه، ولاول مرة دوائر غربية معادية للحزب تقول بضرورة واهمية هذا الحوار ، والذي ربطته بمآل المفاوضات الايرانية- الاميركية الايجابية.

وبناءً عليه، كشف الدبلوماسي عن أن هناك جهات عربية على تواصل غير معلن مع الحزب طرحت نفسها كوسيط لاعادة ترتيب علاقة الحزب والدول العربية وتحديدا السعودية، وقال الدبلوماسي ان توقف الطرفين عن التصعيد الكلامي اقله في المرحلة الاولى كاف لفرض ما يشبه «ربط نزاع» مبدئي بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات حول الملف النووي وملفي اليمن وسوريا. ولكن السؤال الذي طرحناه على الدبلوماسي ، هل تواصل اي طرف مع حزب الله او المملكة حول هذا الطرح، ام انه مجرد قنبلة صوتية في الوقت الضائع ما بين انهيار لبنان واعادة ترتيبه على وقع اعادة ترتيب المنطقة من البوابات اليمنية والسورية والعراقية؟

 

مناورات قتالية داخل السلطة

طوني عيسى/الجمهورية/الجمعة 14 كانون الثاني 2022  

وهكذا، خسرت 17 تشرين ورقتها الأخيرة المُمكنة: «الغضب». وبعد اليوم، بات نزولها إلى الشارع يستلزم حسابات أكثر دقّة. الخطة التي تتَّبعها منظومة السلطة باتت واضحة: في العام 2005، عندما تعرَّض محور طهران - دمشق لضربة غير متوقَّعة، اعتمد خطة فيها المناورات السياسية والعصا الأمنية، فهُزِمت 14 آذار. وبعد 6 سنوات، انطفأت مفاعيل 14 آذار تماماً. في ذلك الحين، 2011، كان ما سُمِّي «الربيع العربي» قيد الانطلاق بانقلاباته وحروبه الأهلية. ووجَد محور طهران نفسه مضطراً إلى الإمساك باللعبة جيداً في لبنان، لئلا يخسر ركيزته قاعدته الأساسية للتحرُّك في سوريا.

وفي العام 2019، وفيما كانت مفاعيل «الربيع» تشرف على الانتهاء، انطلقت حركة 17 تشرين الأول. وفي المغزى السياسي، كانت تلك محاولة لاستعادة 14 آذار. وهو ما تكشَّف لاحقاً عندما اضطر «التشرينيون الحقيقيون» إلى البوح بما سكتوا عنه ظرفياً خلال الانتفاضة، وهو أنّ العقدة الحقيقية هي في السياسة لا في «الفساد» بمعنى المؤسسات فحسب، وتتجلّى بإقحام لبنان كدولة في النزاع الإقليمي- الدولي. ووجهت 17 تشرين أيضاً بالمناورة كما بالعنف، وتمّ إسقاطها. ثم جرى إحباط الغضب الشعبي الذي أحدثه انفجار 4 آب، بالأسلوب نفسه. واليوم، بدأت منظومة السلطة تستعدّ ببرودة أعصاب لمواجهة استحقاقات 2022، بحيث لا «تُخربط» الستاتيكو القائم. ومن هذا المنظار، تُفهَم الخطة التي يجري تنفيذها منذ أشهر. جوهر الخطة هو: إزاحة 17 تشرين و14 آذار نهائياً عن المسرح، بحيث لا تكون المواجهة بين حلفاء محور طهران وخصومه، بل تصبح بين الحلفاء في المحور نفسه. ولا تخشى منظومة السلطة عواقب الانقسام، لأنّ أقطابها مربوطون جيِّداً إلى «حزب الله»، وهو قادر على ضبطهم عندما تبلغ الخلافات سقفاً غير مرغوب فيه. في حسابات بسيطة، لو كانت المواجهة في الانتخابات النيابية ستقع بين محور إيران وخصومه، لكان هذا المحور سيخسر بالتأكيد نسبة معينة من أصل الـ 128 نائباً. ربما يكون التوازن حينذاك في المجلس 60% مقابل 40% مثلاً، أو 30% مقابل 70% أو أكثر أو أقل. وفي أي حال، كانت ستنشأ كتلة لها وزنُها مقابل فريق السلطة. أما الخطة الجاري تنفيذها اليوم فتعتمد المناورة، بحيث تبدو المواجهة بين حليفين داخل الفريق الواحد. وهذه المناورة ستتيح للحليفين أن يستقطبا الجماهير التي تنجذب إلى الشعارات والمخاوف الطائفية المفتعلة. وفي النهاية، الطرفان سيجمعان «الشارع»، كلّ من جانبه، ويجدِّدان لنفسيهما في السلطة، تحت مظلّة سياسية واحدة. ويجدر التأمّل في الوقائع الآتية:

1- ملف انفجار المرفأ صار بكامله في عهدة «التيار الوطني الحرّ» من خلال دعمه القاضي طارق البيطار. فإذا أوقف «التيار» هذا الدعم، بصفقةٍ سياسية أو لأي سبب آخر، سيصبح القاضي والملف في العراء.

2- في الساعات الأخيرة، طارت الورقة الوحيدة التي كانت 17 تشرين تُعبِّر بها عن نفسها، أي الشارع، وباتت المبادرة في أيدي السلطة.

3- ردَّ «التيار» بمحاولة وضع اليد على ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، من خلال القاضية غادة عون. وهكذا، صار الملف جزءاً من المقايضات الممكنة داخل الفريق السياسي الواحد.

4- الحوار الذي دعا إليه الرئيس ميشال عون تحوَّل بسحر ساحر حواراً داخل فريق السلطة الواحد.

5- ثمة مَن يعتقد أنّ هذا الفريق نفسه يُمعن قصداً في «إزعاج» السعودية في لبنان، لتبتعد عن الساحة اعتراضاً، فتخلو لطرف إقليمي واحد هو إيران.

واستناداً إلى هذا التسلسل، يمكن أن يكون الفصل التالي من الخطة هو الآتي: وضع شارع مقابل شارع. وكلاهما تحت سقف سياسي واحد. فـ«التيار» يقول إنّ الشارع يحرّكه اليوم الرئيس نبيه بري للضغط على العهد، وقد يردُّ عليه بتظهير «شارعٍ مضاد» في «مناطقه». وهذا الواقع من شأنه ترسيخ «طائفية الشوارع». ولكن، لا بأس بشدِّ العصب ما دامت الأمور مضبوطة.

استطراداً، الآتي هو انتخابات نيابية، كلُّ عُدَّتها وعديدها «من حواضر البيت» الواحد، ولا تأثيرات فيها للخصوم. فقط، ستكون لـ«القوات اللبنانية» كتلة ذات وزن. وهناك أيضاً بعض الأصوات الاعتراضية المتفرقة في المجلس سنّياً ومسيحياً. ولكن، المجلس الحالي يضمّ تركيبة من هذا النوع، فما الذي استطاعت أن تفعله المعارضة؟

وعلى الأرجح، سترحّب قوى الأكثرية بـ«التنويع» في المجلس ما دامت فاعليته ضئيلة. بل إنّ وجود المعترضين سيقدّم البراهين بأنّ الانتخابات كانت حرَّة ونزيهة وراعت قواعد الديموقراطية.

لقد صادر أركان المنظومة مؤسسات الدولة وقرارات الحرب والسلم وعلاقات لبنان العربية والدولية. وهم الآن يصادرون بقايا غضب الشارع، ومعه بقايا 14 آذار و17 تشرين و«مَن لَفَّ لَفَّهما».

 

لإعادة النظر بمفهوم العمل السياسي في لبنان

د. جورج صدقه/الجمهورية/الجمعة 14 كانون الثاني 2022  

من مؤشرات التخلف في مجتمعنا هو مفهوم العمل السياسي وكيفية تعاطي السياسيين بشكل عام مع المواطنين وكيفية ممارستهم خدمة الشأن العام التي انتخبوا من أجلها.

في الدول المتقدمة، تعني ممارسة السياسة أولاً إدارة موارد البلاد في خدمة الشعب وضمان حياة كريمة للمواطنين. أمّا المهام الأخرى من أمنية وإدارية وقضائية وتنظيمية فهي من أجل ضمان حسن إدارة الموارد في أجواء من العدالة والحرية والامان. هذا يعني أن دور المسؤولين هو أولاً ضمان عيش كريم للمواطن، من خلال تأمين متطلبات حياته اليومية من فرص عمل ولباس وطعام وسكن واستشفاء وغيرها من حاجات أولية تعمل الانظمة السياسية على تأمينها للشعب. وبقدر ما تتأمّن حاجات الشعب هذه يكون البلد قد حقّق ارتقاء في نظامه السياسي ومستوى الحياة فيه.

وفي مثل هذه الدول، يتنافس رجال السياسة والأحزاب بين بعضهم عمّن يقدم أفضل الخدمات للشعب، ومن يستطيع أن يضمن برامج تنموية ترفع مستوى حياة المواطن او تقدّم له ضمانات إضافية أو تتصدّى للمشاكل الاقتصادية الناشئة من بطالة وتضخّم وغيرها، وذلك من أجل تحسين حياة المواطن وضمان حاجاته. هذا هو مفهوم العمل السياسي في الدول المتقدمة.

لذلك تحتلّ المواضيع الاقتصادية الأولوية في البرامج الانتخابية للمرشحين، ويحتلّ الاقتصاد دوماً الصفحات الأولى من الصحف اليومية وفي مختلف وسائل الاعلام لأنه في صلب العمل السياسي لا بل هو هَدفيته القصوى.

وكل الأنظمة السياسية من أقصى اليسار الى اقصى اليمين تطوّرت بهذا الاتجاه، فالأحزاب الشيوعية انهارت واختفت حين عجزت عن تأمين متطلبات الحياة لشعوبها، فانهار الاتحاد السوفياتي ومنظومته الدولية واتجهت الأنظمة الشيوعية نحو اقتصاد السوق بهدف تأمين خير شعوبها.

كذلك تطوّرت الأنظمة الليبرالية وتغيّرت وذهبت أكثر باتجاه الأنظمة الموجّهة ضمانا للعدالة الاجتماعية ومن أجل تأمين متطلبات الطبقات الفقيرة باعتماد سياسات ضرائبية تحقق العدالة الاجتماعية.

ومن يتابع الحملات الانتخابية في الدول الغربية سواء الرئاسية او البرلمانية يستنتج كيف ان الحملات الانتخابية تركّز على مشاريع تعزيز حياة المواطن وحلّ مشاكله الاجتماعية الاقتصادية. انهم يطوّعون السياسة في خدمة الشعب.

بالانتقال الى لبنان، نرى كم أن سياسيينا، في غالبيتهم العظمى، بعيدون كلياً عن هذه المفاهيم، وكيف أنهم يطوّعون السياسة في خدمة مصالحهم الشخصية أولا، ومصالح زبانيتهم ثانيا. عملهم يتميّز بالاستعراضات الكلامية والاجتماعية وذلك في غياب أي محاسبة أو مساءلة عن دورهم أو انتاجهم او ما قدّموه لوطنهم.

واليوم، رغم الازمة الاقتصادية القصوى التي بلغها الوطن، فإنّ تصريحات رجال السياسة عندنا ومواقفهم، بمن فيهم المسؤولون في الصف الأول، لا تؤشّر الى وجود ازمة معيشية خانقة يعانيها الشعب منذ أكثر من سنتين. إذا اطلعنا من وسائل الاعلام أو تابعنا اهتمامات هؤلاء السياسيين نستنتج بسهولة أن خطابهم بعيد كلياً عن إهتمامات الناس، يتكلمون في الحوار والانتخابات ومشاريع القوانين وفي السياسة الخارجية، وهي أمور تعنيهم وتعني أحزابهم، وهي تعبير عن أهداف ترويجية وتسويقية أو انتخابية. همّهم الأول مواقعهم ومصالحهم الذاتية، لا يهتمّون بقضايا الشعب ومعاناته في شؤون الكهرباء والمحروقات ومستوى الحياة وذلّه أمام أبواب المصارف. لا حديث عن الازمة الاقتصادية الاجتماعية المتفاقمة منذ 2019 وكأنهم غير معنيين بها. لا أحد منهم يتناول جديّاً موضوع الغلاء الفاحش وكيف يمكن لموظفي القطاع العام والعسكريين أو العمّال الذين يقبضون رواتبهم بالليرة اللبنانية أن يعيشوا. لو كانوا يفكرون حقيقة في ذلك لما استطاعوا أن يناموا الليل أو لكانوا استقالوا من مهامهم.

وإذا تناول السياسيون أزمات الكهرباء والمحروقات والمواد الغذائية وغيرها الكثير، يكون ذلك من باب مصالح شخصية وحزبية ضيّقة لأنّ هذه الازمات هي باب للصفقات وهي التي نقلت أموال الخزينة والشعب الى جيوب هذه الطبقة، وتصريحاتهم ليست الا من باب رفع العتب.

منذ سنتين والازمة الاقتصادية تتفاقم فيما المسؤولون منصرفون الى حساباتهم الشخصية ولم يطرحوا أيّ حل للخروج من الازمة أو وقف الانحدار. هم منصرفون الى حساباتهم الانتخابية وحساباتهم المالية، مطمئنون الى أن الوضع تحت السيطرة وأن الناس اليائسة لن تحرّك ساكنا. هم مستمرّون بمناكفاتهم، باجتماعاتهم، وبتصريحاتهم على وسائل التواصل وكأن كل شيء بألف خير. في الواقع هم بألف خير، لا تنقص قصورهم لا الكهرباء ولا المحروقات ولا المواد الغذائية.

أوليس غريباً أن تكون الأزمة الإقتصادية المعيشية على تفاقم كل يوم من دون أن يكون هناك أي طرح إصلاحي أو مبادرة لوقف الإنهيار؟

كيف يعقل انه منذ أكثر من سنتين وأزمة المصارف مستمرة من دون أن تسعى أي سلطة الى اقتراح حل ما يضع حداً لإذلال الناس مقابل الحصول على بضع ليرات من جنى عمرهم ومن تعب جبينهم؟

كيف يعقل ان تصبح السلع الاستهلاكية الرئيسية من خبز ولحم وحليب عبئاً كبيراً على المواطنين من دون أن يرتفع صوت من مسؤول أو أن تطرح مبادرة ما؟

كيف يمكن أن تصبح الادوية مقطوعة من الصيدليات أو بأسعار خيالية من دون أن نسمع صوتاً لمسؤول يندّد بالأمر أو يقترح حلاً؟

كيف يمكن للدولار أن يحلّق، فيما رئيس الحكومة ووزراؤه يبقون مكتوفي الأيدي وكأنهم غير معنيين ولا يتحملون أي مسؤولية؟

كيف يمكن أن تبيع بعض الجامعات الدكاكين آلاف الشهادات بملايين الدولارات مهدّدة سمعة لبنان الاكاديمية من دون أن تتحرّك السلطات جديا لكشف الامر وكشف من يقف وراءها؟

على تعدّد مشاربها تبدو الطبقة السياسية تتوزّع الأدوار من خلال تبادل الإتهامات وتحفيز جيوشها الإلكترونية ووسائل اعلامها كي تبدو حيال جمهورها وأبناء طائفتها في وضع المتصدي للآخرين.

كل شيء يوحي أن الطبقة السياسية ليست في مستوى رجال دولة، فمنها الفاسد، ومنها الفاشل، ومنها المستفيد من الإنهيار، لكنها كلّها لا تعمل وفق مفهوم المسؤولية التي تقع على القيّمين على الشأن العام.

 

ليست الفوضى... بل الانحلال!

نبيل بومنصف/النهار/الجمعة 14 كانون الثاني

لا تقف دلالات اخفاق محاولة رئيس الجمهورية ميشال عون تنظيم طاولة حوارية قبل تسعة اشهر من نهاية ولايته عند النظر في ما آلت اليه صورة العهد في ظل تلاشي كل حساباته كما في نهاية شبه كاملة لصدقيته كحكم بل سيتسع الاطار الى الأخطر وهو ما يحدق من اخطار "وجودية" بكل المعايير ببقايا الدولة بعد الانهيار الآخذ بالتدحرج . ذلك ان انحلال الدولة ليس تفصيلا نافلا يجري القفز فوقه عبورا في يوميات القهر "التاريخي" الذي يسحق اللبنانيين كما لم يتعرضوا لمثله مرة في تاريخ نكباتهم وكوارثهم . هذا الانحلال كان تمدد عمدا الى الحكومة الحالية بعد اقل من شهر من تشكيلها وافتعال احداث الطيونة على نار التعطيل المفتعل بقصد تفجير فتنة طائفية تشعل البلد ، ولن تقف مفاعيل قرار التعطيل الحكومي عند حد الا بالوصول الى متاهة "حل الجمهورية" بكاملها حتى لو اقتضى الامر تفجير احداث تطيح الانتخابات النيابية. ان الجاري في استقواء فريق "الممانعة" على السلطة بطرفيها العهد والحكومة ، حتى لو حاولنا "التصديق" ان تبرم جبران باسيل والتيار الوطني الحر وتاليا العهد من حليفه "حزب الله" هو بداية ردة ندم على جسامة الاستسلام الكامل للحزب ، ليس سوى مؤشر الى ان الباقي من عمر العهد قد يكون المدة الأشد خطورة اطلاقا اقله في تاريخ لبنان ما بعد الطائف . فالمتفرج ببرودة مذهلة على الحريق اللبناني وهو يلتهم بقايا القدرة المتهالكة للبنانيين على الصمود باللحم الحي فيما هو يمضي قدما في تعطيل متعدد الاتجاهات انما يترصد اللحظة المناسبة للانقضاض على الجمهورية برمتها لانجاز مشروع السيطرة الشاملة ولو كنا لا ندري كيف سيترجم ذلك وباي أسلوب وباي طبيعة انقلابية.

هذا العجز الفاضح للعهد عبر رمي كرة تبعات تحالفه مع محور الممانعة على خصومه السياسيين والطبقة السياسية في ما آل اليه الانهيار الذي يذيب لبنان ويقضي حتى على هويته ، لن يكون الا رأس جبل الجليد في الأخطر الاتي ما دامت السلطة اللبنانية ، في مفهومها امام الراي العام الداخلي والخارجي ، قد انتهت واقعيا وباتت البلاد تتخبط في بدايات الفوضى التي لن يبقى معها جمهورية ولا دولة ولا نظام وعرضة لاخطر ما يجري تخطيطه في غرف العتم والتآمر لتصيد مكاسب هذا الانحلال.

لا ندري فعلا ماذا ينتظر الناس بعد من رموز السلطة ما دام تعريف السلطة الحقيقية لم يعد ينطبق لا على العهد وسيده  ، ولا على الحكومة ورئيسها الذي بالكاد سمح له بعقد ثلاث جلسات لمجلس الوزراء ثم حكم عليه الثنائي الشيعي بواقع غير مسبوق بين صلاحيات كاملة نظريا وتصريف اعمال موسع واقعيا ، ولا على مجلس نيابي أيضا حين تتحول ثوابت ونصوص واعراف دستورية الى وجهات نظر تتصارع خلفها رئاستا الجمهورية والمجلس . يتمدد الانحلال الدستوري والمعنوي والسياسي والواقعي مسابقا الانحلال الهائل في معنويات الناس فيما الذين ينتظرون على كوع الضربة القاتلة للنظام قد يخشون انفلات حلمهم فقط في لحظة الانتخابات النيابية . لذا يكبر الخوف ويتعاظم على الاتي في الأسابيع والاشهر الفاصلة عن 15 أيار وسط تداخل خيالي بين تداعيات الانهيار وتحلل الدولة واقتراب الفرصة الوحيدة المتاحة لفرملة الوصول الى قاع الغرق .

يثبت التاريخ انه حتى في بدايات حرب ال1975 ، لم يبلغ الخطر على لبنان المدى الذي يترصده الان .

 

بيروت باعتبارها ضرورة وجوديّة وإنسانيّة مطلقة

عقل العويط/النهار/الجمعة 14 كانون الثاني

لا أستحي أن أعلن جهارًا أنّ شغلي الشاغل – فضلًا عن الشعر - هو لبنان، وبيروت لبنان. لماذا؟ لأنّ المسألة عندي هي مسألة معنى، ومسألة مصير. ولأنّ المدينة هذه، هي الأنتي كوفيد (الوجوديّ) الذي ينبري لتحدّي الكوفيد اللبنانيّ، كوفيد السياسة والمال والإرهاب والفساد والسرقة والنهب والتجويع والإفقار والتشريد والتهجير، ممثّلًا بالمافيا، بالعصابة المستولية على السلطة، على الحكم، على مفاصل البلاد ومقدّراتها الوطنيّة والسياسيّة. هي مدينة. هي عاصمة. بل أكثر. أكثر بكثير. وأعمق بكثير. أنظروا إلى هذا الشرق الأدنى القياميّ، الممزّق الأوصال، المدمّى، المخصيّ، والمحتلّ، عن سابق تصوّرٍ وتصميم؛ من العراق إلى فلسطين، مرورًا بسوريا والأردن. أنظروا إلى هذا الشرق، ببغداده ودمشقه وبيروته وقدسه، تعرفوا معنى ماذا أقول، والخلفيّة، والمبتغى. كلّهم إسرائيل، وكلّهم صهاينة، من طهران إلى أنقرة إلى الخليج فإلى تلّ أبيب. فلا عجب، والحال هذه، أنْ تكون بيروت على ما هي عليه بيروت الآن، في عهدة هذه الطغمة، هذه الجماعة الغاشمة، حيث روائح القائمين بالأمر فينا، أشدّ قذارةً وإثارةً للغثيان والتقزّز من روائح النفايات والقاذورات التي تستشري في المؤسّسات، وتملأ الشوارع، وتحتلّ الهواء الطلق والبحر الطلق والبرّ الطلق.

تدمير بيروت، وتخريب عيشها، وانتزاع روحها، ليس قضاءً وقَدَرًا. هذا فعلٌ منهجيٌّ، دؤوبٌ، طويلُ الأنفاس، و"بعيد النظر" في إجرامه وشرّه. هذا عمل شياطين. إنّه – باختصار – عملُ الأعداء فيها، وفينا. وهو عملٌ جهنّميٌّ و(عبقريٌّ) للغاية. وهو "إنجاز" (ناجحٌ) بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى، شأن كلّ الأعمال التي يضطلع بتنفيذها الجهنّميّون الشيطانيّون. وهؤلاء، كما هو معلوم، لا يتورّعون عن ارتكاب ما يعجز عن ارتكابه إلّا العهّار الشياطين، سكّان جهنّم، ورعاتها، وأربابها، و"إلهتها". وهم واضعو اليد على هذه الأرض، وباعتُها، ومرتزقتُها، وقوّادوها، وخَوَنَتُها. لا تُضيِّعوا الشنكاش: إنّهم إسرائيليّون وصهاينة. لكن من المحيط إلى الخليج. ونادرًا ما يكون ثمّة استثناء. نادرًا جدًّا. لا تنغشّوا بالوجوه. لا تنغشّوا بالأقنعة. نادرٌ هو الاستثناء. نادرٌ، لكنّه يثبّت القاعدة. فيا لهذا الزمن. يا لهذا الزمن.

من عزلتي بين الكتب، مُحصَّنًا بمناعة الروح، وصلابة الإرادة، ولطافة الوجدان، ومعزَّزًا على وجه الخصوص بولاية العقل، أرسل صرختي هذه، وندائي، داعيًا إلى اعتبار بيروت قضيّة القضايا، لأنّ لبنان قضيّة القضايا. المسألة ليست مسألة عواطف وانفعالات وتهويمات (لبنانويّة) مَرَضيّة، بل هي مسألة العقل بامتياز. إنّي أحضّ الفلاسفة والمفكّرين والمثقّفين والعقلاء والنبلاء والفنّانين والشعراء والروائيّين وأهل الفروسيّة مطلقًا، وأدعوهم إلى إعمال عقولهم في ضرورة صون لبنان مطلقًا، ولبنان الثقافيّ خصوصًا، وفي اجتراح الكيفيّات لتحقيق ذلك. بيروت الممتازة هي لبّ هذا اللبنان الممتاز، الذي ليس محض مكانٍ، ومحض أرضٍ، ومحض هيولي، ومحض تخرّصٍ ووهمٍ وتوهّم. وهو ليس حنينًا ولا ذكرى. وبيروته الممتازة ليست للرثاء والبكاء، بل لإعادة الابتكار والولادة. وهذه ضرورة الضرورات. وهي مسؤوليّتنا. ثمّ إنّ لبنان هو حصرمٌ أيضًا. وبيروت لبنان هي أيضًا حصرمٌ في عيون طغاتها وجلّاديها، وفي عيون المرتزقة السفلة العابرين الآفلين. إلى مئة عام جديدة، يا بيروت، إلى ألف ألف عام وعام، وإلى دهر الداهرين. حصرم. إنّها حصرم في عيون الجحافل والقوّادين!

 

مجلّة "غاليري" الفنّيّة تكرّس ملفّها لبيروت تحت الريشة خلال مئة عام باعتبارها ضرورةً وجوديّةً وثقافيّةً وإنسانيّة مطلقة

رمزي الحافظ وعقل العويط/النهار/الجمعة 14 كانون الثاني 2022  

الموضوع: بيروت تحت الريشة خلال مئة عام. باعتبارها مدينةً. باعتبارها عاصمةً للجمهوريّة اللبنانيّة. وباعتبارها ضرورةً مطلقةً، حضاريّة وثقافيّة وإنسانيّة و... عربيّة، في كلّ زمانٍ وحال، وأوّلًا وثانيًا وثالثًا وأخيرًا. أمّا المناسبة المباشرة لهذا الكلام فصدور العدد الجديد من مجلّة "غاليري" الفنّيّة الفصليّة، التي تحتفي نسختها الراهنة، غلافًا وملفًّا، بـ"بيروت تحت الريشة خلال مئة عام"، كموضوع للإلهام الفنّيّ، وبالأعمال التشكيليّة التي استثارها ما آل إليه تفجير المرفأ وتخريب العيش المدينيّ، فتطرّقت لوحات فنّانيها، مقاربةً وتأمّلًا وتأويلًا وتكريمًا، إلى المكان البيروتيّ، فضائه، روحه، بيوته، أشجاره، شوارعه، وناسه، فضلًا عن معناه، ومغزاه، ودلالته، ورحابته الروحيّة الاستثنائيّة.

في العدد الأخير لمجلة "غاليري"، التي يرأسها ويديرها الأستاذ رمزي الحافظ، وعلى غلافها، مدينة بيروت كما رآها وشعر بها ومن ثم رسمها الفنانون التشكيليون منذ مئة سنة الى هذه الأيام، إذ بها تحتفل بمئوية الفن في هذه العاصمة. اللوحات المنشورة في العدد هي بانوراما، وميناء، ومدينة، وساحل، ومناطق محيطة، وناسها، أي كامل المدينة. لكأنه معرض استعادي ضخم في متحف كبير، يبرز القدر الهائل من اللوحات للعاصمة مما أنتجه الرسامون اللبنانيون والأجانب المقيمون، والتي تعتبر أساسية لفهم التغيرات التاريخية والمعمارية والثقافية في المدينة.

في العدد لوحاتٌ لكلٍّ من أيمن بعلبكي، داود القرم، حسن جوني، أمين الباشا، منى باسيلي صحناوي، محمد الروّاس، عمر الأنسي، أسامة بعلبكي، أولغا ليمانسكي، سيتا مانوكيان، سعدي سينوي، زينة عاصي، ونيفين مطر.

نرى بدايات رسم بيروت على ايدي فنانين مقيمين فيها في بدايات القرن العشرين بعد انقطاع الرحالة والمستشرقين الذين صوّروا بيروت كمدينة ساحلية هادئة في القرن التاسع عشر، حين بدت لهم هذه المدينة ناضجة بالألوان وأكثر كثافة بالسكان، مكونة من طبقات لا حصر لها لتفكيكها، ابرزوا خلال اعمالهم نمو المدينة وتطورها. لقد تحولت بيروت من قرية حجريّة مربّعة بدقة، في المقام الأول محصورة في المنطقة المحيطة بالميناء، إلى مدينة نابضة بالحياة تتسلق التلال المحيطة.

مع تشابك الأحياء، والتخطيط الحضري المنفصل عن مكونات المدينة، والتنوع الاجتماعي، والمشهد الثقافي النابض بالحياة، كانت بيروت خلفية لعدد لا يحصى من اللوحات التشكيلية. في أيدي فنانيها، أصبحت بيروت مفهومًا قيد التبلور، يعاد تشكيله وصياغته. مع كل هذه التصورات المختلفة، من الواضح أن الثابت الوحيد في بيروت هو التنوع المطعّم بكثير من التناقض.

كان داود القرم (1852-1930) أول رسام لبناني تلقى تدريبًا أكاديميًا، وأحد الشخصيات البارزة التي مهدت الطريق للفن اللبناني الحديث. اشتهر في المقام الأول في بيروت بعمله في فن البورتريه وكان ايضاً اول من دأب على رسم بيوت واحياء لبيروت، لكن أثر معظمها اندثرمع الوقت. رسوماته لبيروت تستعيد اسلوب المستشرقين الذين سبقوه، المدينة الخضراء والهادئة، وبيوتها الجذابة ذات القرميد الأحمر، الواقعة بين بساتين غنية بالأشجار، وتمكن رؤية من مسافة بعيدة الجبال الناعمة والخالية من أي عمارة.

تبعه عمر الأنسي (1901-1969) الذي كان معاصراً له والذي ترك وراءه العديد من المناظر الطبيعية لبيروت. انطباعات الأنسي عن المدينة خصبة وخضراء، كاشفة عن التطور الحضري في عصره. تم تصوير المباني والحدائق في اسلوب يتسم بالنعومة. وعوضاً عن الألوان الحمراء النابضة بالحياة الموجودة في أعمال قرم، لجأ الأنسي الى اللون الأزرق والأخضر، وبضربات فرشاة أكثر وضوحًا. ينطبق هذا أيضًا على أعمال مصطفى فروخ (1901-1957)، الذي يومئ بعض اعماله إلى تفاصيل الحياة الحضارية، فالمعالم المعمارية بارزة، ويبدو في لوحاته أن المدينة أكثر تطوراً. يضم فروخ في اعماله المزيد من المباني، لكنه يوفر أيضًا مساحة للبحر والجبال المحيطة، معترفاً بوضع بيروت كمدينة ساحلية مهمة، تستدعي التنوع الجغرافي الذي يؤكده لبنان بفخر، باعتباره أحد أعظم أصوله. كما أنتج سعدي سينوي (1902-1987) لوحات عديدة لبيروت في أوائل القرن العشرين حتى منتصفه. يُظهر جمالية أخف بكثير من معاصريه، مع التركيز على الهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية. تبدو بيروت بين يديه ناعمة ومضيئة بمنازل حجرية مريحة، ومرة ​​أخرى، بعدد ملحوظ من الحدائق والمساحات الخضراء. جرّب سينوي تركيبات وأساليب مختلفة، لكن وجهات نظره حول بيروت تظهر جميعها اهتمامًا بالعلاقة بين الجوانب المعمارية والطبيعة، المرسومة بأسلوب رمزي دافئ.

في منتصف القرن، مع حصول لبنان على استقلاله، حدث التطور الحضري والتطور المعماري في بيروت وفسح المجال لمدينة اصبحت صاخبة تعج بالشوارع المزدحمة والمباني العالية. في رسوماتها، تذكّرنا مدينة سيتا مانوكيان (من مواليد 1945) المتقنة ذات الشوارع المضطربة بطبيعتها الفوضوية وحشود مجهولة الوجوه. تؤكد السيارات والمارة والمباني المكتظة في اعمالها، هذه الضجة اليومية. ومع تحول بيروت إلى مركز حضري، شهدت المدينة ارتفاعًا سريعًا في عدد السكان. يمكن رؤية ذلك أيضًا من خلال عيون محمد الرواس (من مواليد 1951)، حيث شوارع بيروت عبارة عن خليط من المباني المتشابكة والأشخاص والأحجار المرصوفة بالحصى. يتم إبراز الفوضى المتنافرة من خلال الطريق المتعرج قطريًا والمنظور الملتوي.

خلال الحرب الأهلية وبعدها، كان كلٌّ من نوع الرسم ومدينة بيروت يشهدان تحولات. كان أمين الباشا (1932-2019) أحد الفنانين الذين لفتوا الانتباه بتركيباته ذات المناظر الطبيعية الملونة. بيروت الباشا نائمة وبطيئة ولطيفة، فخصص لها عشرات، وربما مئات من الرسوم المائية، ونشر كتاباً عن رسومه مخصص لأعماله عن بيروت. تشير عنده الهندسة المعمارية إلى طراز الانتداب الفرنسي والطلاء الوردي الباهت للمباني إلى الشيخوخة والانحلال، لكن الجمال يظل حاضراً. اما أولغا ليمانسكي (1903-1988) فقد طورت لقطات حميمة مع مناظر المدينة التقليدية. في أعمالها، يتميز المبنى بنوافذ عالية تذكّرنا بالعمارة الفرنسية. لوحاتها عن بيروت خالية من الناس، لكن وجودهم محسوس من خلال الأشياء الموضوعة حولها، أو الغسيل المعلق على القضبان، أو الصور الظلية البعيدة.

ديناميكية وحيوية لوحات منى باسيلي صحناوي (من مواليد 1945) تلتقط الساحل النامي في عين المريسة وتبرز تناقضات التحديث. تقف في رسوماتها المنازل التقليدية منعزلة في المقدمة ومن حولها مبانٍ حديثة في كل مكان. وبالرغم من الألوان الزاهية في أعمالها، هناك إحساس غريب، يظهر التوتر بين الماضي والمستقبل. المدينة في نقطة تحول، تحدد جمالياتها بين الهندسة المعمارية غير المتناسقة وغياب التخطيط المدني المعيب.

يواصل الرسامون المعاصرون تفوقهم على أنفسهم، وإيجاد طرق جديدة لتصوير العاصمة. على القماش، يمكن أن تبدو بيروت حالمة أو غريبة الأطوار أو فقيرة أو متحركة أو محطمة. تجذب الهندسة المعمارية بعض الفنانين، لا سيما في وسط بيروت والشوارع المحيطة به، بينما يفضل البعض الآخر رسم تفاعلات هادئة بين من يحتسي القهوة في المقهى أو الصيادين على الكورنيش البحري. وعلى الرغم من الازدحام المروري والتدفق المستمر للناس في الشوارع، لا يزال من الممكن أن تكون بيروت موطئاً للحظات هادئة. أسامة بعلبكي (من مواليد 1978)، يستخدم التركيز التصاعدي في رسمه لمبنى مقهى "روسا" في الطرف الشمالي لشارع الحمرا. من خلال تحويل التركيز الموجه نحو السماء، ينبت البعلبكي أساسًا في الشارع أدناه، مما يخلق الوهم بالسكون اللحظي المطلق. اما زينة عاصي (من مواليد 1974)، فلا هدوء عندها. في أعمالها الخيالية تصبح المدينة نشازًا من الأنسجة والأنماط، متداخلة، لخلق مزيج هائل من الأشكال تحير  تفسيرها للمدينة. هل هي الجحيم، او انها حفلة مجونية، او بكل بساطة معركة الحياة؟ تتلاعب وتتلاعب بالأشكال المألوفة للمباني، فهي تحاكي الفوضى الحضرية التي يشعر بها المرء أثناء سيره في بيروت. تلتقط الشوارع والأركان المتعرجة بالتفاصيل الدقيقة. وبينما تومئ برأسها إلى البحر في الخلفية، تعمد أيضًا إلى افراد مشهد المدينة الفوضوي على معظم مساحة لوحاتها، اعترافاً بالاكتظاظ المكثف والسريع التي شهدته المدينة، وهكئا تستولد الجمال من البشاعة.

تتجلى أهمية الإنسانية في مدينة حسن جوني (من مواليد 1942). استحوذته عين المريسة والمقاهي التقليدية القديمة والباعة المتجولون، واهمهم باعة الصف وقراؤها. تكشف مشاهده المفعمة بالحيوية عن المشهد الاجتماعي لبيروت ما قبل الحرب، حيث كانت المقاهي المحيطة بالمدينة بمثابة فتحات سقي شهيرة لجميع قطاعات المجتمع.

هناك عدسات أخرى لفهم تطور المدينة ووجودها: البناء المستمر. مع وجود العديد من المباني التاريخية التي لم يتم إصلاحها بعد منذ الحرب الأهلية، ومئات المشاريع الأخيرة التي لا تزال غير مكتملة، يبدو أن بيروت دائمًا ما تكون قيد الإنشاء. تقع العديد من المباني الأكثر شهرة في بيروت في حال من الفوضى، كما هي الحال منذ عقود. سواء تم التخلي عنها أو تدميرها أثناء النزاع، لم يتم إصلاحها البتة. أصبحت هذه الهياكل في يد أيمن بعلبكي (من مواليد 1975) بمثابة رموز خام وآسرة لما يبدو أنه بناء مستمر، لكنها تفتقر إلى أي تطوير فعلي في جميع أنحاء المدينة. يستخدم بعلبكي نسيج الطلاء السميك لخلق فجوات وأعمدة متحللة في خيوط تشبه نسيج العنكبوت تنسج نفسها من خلال هياكل المباني التي يرسمها.

أضحت بيروت، كما قبل الحرب، مركزاً لمجتمع فني نشط للغاية، انهمك في مرحلة ما بعد الحرب في الحفاظ على تاريخها. لقد تحمل الفن حتمًا ثقل حماية إرث البلاد. في أواخر التسعينات وأوائل القرن الحادي والعشرين، بدأ الفنانون المعاصرون في طرح الأسئلة المتعلقة بالذاكرة الجماعية والمحفوظات والتوثيق التاريخي. كان عملهم حاسمًا لفهم "فقدان الذاكرة" الطاغي منذ انتهاء الحرب الأهلية. وساهم الفن التشكيلي بشكل كبير في فهم آليات التاريخ وبناء الأرشيف.

تحدثنا جميع الأعمال التي رسمت خلال مئة عام، قصة واحدة، من منظورات لا حدود لها. انها قصة بيروت وتاريخها الغني ونسيج اجتماعي متنوع قل نظيره، يفيض بالمدخلات من خارجها. مع عدم وجود أي جهة تتولى رعاية تاريخها الفني، يحافظ فنانو بيروت على التغييرات في المشهد الحضري والتركيب الثقافي للمدينة ويوثقونها. لسنوات عديدة، صوّر الفنانون ما رأوه، وشرعوا في تفكيك طبقات المدينة، وفضحها، وفحصها من جميع الزوايا. يرى البعض مدينة تجاور، بينما يرى البعض الآخر مركزًا حضريًا في ظل انتقال وبناء دائم. ينجذب أصحاب العقول المعمارية نحو الشوارع الواسعة في وسط المدينة، بينما يفضل الرومتطيقيون مباني ما قبل الحرب في الأحياء القديمة. تعمل كل لوحة كمحطة في سردية المدينة المعقدة والمتغيرة، وهو دليل على قدرتها على نموها الصاخب كما على انحلالها الصامت.

لا أستحي أن أعلن جهارًا أنّ شغلي الشاغل – فضلًا عن الشعر - هو لبنان، وبيروت لبنان. لماذا؟ لأنّ المسألة عندي هي مسألة معنى، ومسألة مصير. ولأنّ المدينة هذه، هي الأنتي كوفيد (الوجوديّ) الذي ينبري لتحدّي الكوفيد اللبنانيّ، كوفيد السياسة والمال والإرهاب والفساد والسرقة والنهب والتجويع والإفقار والتشريد والتهجير، ممثّلًا بالمافيا، بالعصابة المستولية على السلطة، على الحكم، على مفاصل البلاد ومقدّارتها الوطنيّة والسياسيّة.

هي مدينة. هي عاصمة. بل أكثر. أكثر بكثير. وأعمق بكثير. أنظروا إلى هذا الشرق الأدنى القياميّ، الممزّق الأوصال، المدمّى، المخصيّ، والمحتلّ، عن سابق تصوّرٍ وتصميم؛ من العراق إلى فلسطين، مرورًا بسوريا والأردن. أنظروا إلى هذا الشرق، ببغداده ودمشقه وبيروته وقدسه، تعرفوا معنى ماذا أقول، والخلفيّة، والمبتغى. كلّهم إسرائيل، وكلّهم صهاينة، من طهران إلى أنقرة إلى الخليج فإلى تلّ أبيب. فلا عجب، والحال هذه، أنْ تكون بيروت على ما هي عليه بيروت الآن، في عهدة هذه الطغمة، هذه الجماعة الغاشمة، حيث روائح القائمين بالأمر فينا، أشدّ قذارةً وإثارةً للغثيان والتقزّز من روائح النفايات والقاذورات التي تستشري في المؤسّسات، وتملأ الشوارع، وتحتلّ الهواء الطلق والبحر الطلق والبرّ الطلق.

تدمير بيروت، وتخريب عيشها، وانتزاع روحها، ليس قضاءً وقَدَرًا. هذا فعلٌ منهجيٌّ، دؤوبٌ، طويلُ الأنفاس، و"بعيد النظر" في إجرامه وشرّه. هذا عمل شياطين. إنّه – باختصار – عملُ الأعداء فيها، وفينا. وهو عملٌ جهنّميٌّ و(عبقريٌّ) للغاية. وهو "إنجاز" (ناجحٌ) بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى، شأن كلّ الأعمال التي يضطلع بتنفيذها الجهنّميّون الشيطانيّون. وهؤلاء، كما هو معلوم، لا يتورّعون عن ارتكاب ما يعجز عن ارتكابه إلّا العهّار الشياطين، سكّان جهنّم، ورعاتها، وأربابها، و"إلهتها". وهم واضعو اليد على هذه الأرض، وباعتُها، ومرتزقتُها، وقوّادوها، وخَوَنَتُها.

لا تُضيِّعوا الشنكاش: إنّهم إسرائيليّون وصهاينة. لكن من المحيط إلى الخليج. ونادرًا ما يكون ثمّة استثناء. نادرًا جدًّا. لا تنغشّوا بالوجوه. لا تنغشّوا بالأقنعة. نادرٌ هو الاستثناء. نادرٌ، لكنّه يثبّت القاعدة. فيا لهذا الزمن. يا لهذا الزمن.

من عزلتي بين الكتب، مُحصَّنًا بمناعة الروح، وصلابة الإرادة، ولطافة الوجدان، ومعزَّزًا على وجه الخصوص بولاية العقل، أرسل صرختي هذه، وندائي، داعيًا إلى اعتبار بيروت قضيّة القضايا، لأنّ لبنان قضيّة القضايا.

المسألة ليست مسألة عواطف وانفعالات وتهويمات (لبنانويّة) مَرَضيّة، بل هي مسألة العقل بامتياز. إنّي أحضّ الفلاسفة والمفكّرين والمثقّفين والعقلاء والنبلاء والفنّانين والشعراء والروائيّين وأهل الفروسيّة مطلقًا، وأدعوهم إلى إعمال عقولهم في ضرورة صون لبنان مطلقًا، ولبنان الثقافيّ خصوصًا، وفي اجتراح الكيفيّات لتحقيق ذلك. بيروت الممتازة هي لبّ هذا اللبنان الممتاز، الذي ليس محض مكانٍ، ومحض أرضٍ، ومحض هيولي، ومحض تخرّصٍ ووهمٍ وتوهّم. وهو ليس حنينًا ولا ذكرى. وبيروته الممتازة ليست للرثاء والبكاء، بل لإعادة الابتكار والولادة. وهذه ضرورة الضرورات. وهي مسؤوليّتنا.

ثمّ إنّ لبنان هو حصرمٌ أيضًا. وبيروت لبنان هي أيضًا حصرمٌ في عيون طغاتها وجلّاديها، وفي عيون المرتزقة السفلة العابرين الآفلين. إلى مئة عام جديدة، يا بيروت، إلى ألف ألف عام وعام، وإلى دهر الداهرين. حصرم. إنّها حصرم في عيون الجحافل والقوّادين!

 

تطيير الانتخابات… سيناريوهان قيد التنفيذ!

شارل جبور/الجمهورية/الجمعة 14 كانون الثاني 2022  

يكثر الحديث في بعض الأروقة السياسية عن سيناريو محوره ضرب الاستقرار، ويتراوح بين تطيير الانتخابات بالحدّ الأدنى، والوصول إلى تسوية يضمن عبرها الفريق الحاكم استمراره في السلطة بالحدّ الأقصى.

لا يستطيع الفريق الحاكم التمديد للبرلمان «على البارد» لثلاثة أسباب أساسية: لأنّ الناس تنتظر الانتخابات من أجل تفريغ غضبها في صناديق الاقتراع، ولأنّ القوى المعارضة للسلطة لن تتهاون مع خطوة من هذا القبيل، ولأنّ المجتمع الدولي لن يتساهل مع أي توجّه للتمديد في ظلّ تشديده على ضرورة إجرائها في مواعيدها الدستورية. ولكن، السؤال المزدوج الذي تطرحه بعض الأوساط يتمثّل بالآتي: هل من مصلحة السلطة إجراء انتخابات تعرف سلفاً أنّ نتيجتها لن تكون لمصلحتها؟ وما الوسيلة الأفضل لتطييرها للانتخابات؟

لا شك بداية، انّ السلطة مأزومة، كونها في وضع الخاسر إن مدّدت وإن لم تمدِّد، وخيارها سيكون الذهاب إلى السيناريو الأقل ضرراً عليها، ويبدو انّها اختارت التمديد أو أكثر من ذلك. وقبل تفصيل ما هو الأبعد من تطيير الانتخابات، لا بدّ من التوقُّف أمام بعض المؤشرات التي تدخل في سياق التوتير المفتعل، تحضيراً وتهيئة لشيء ما قيد التحضير:

ـ المؤشر الأول، يتعلق بالتعطيل المتواصل لمجلس الوزراء، بحجة كفّ يد القاضي طارق البيطار. وعلى الرغم من انّ هذا التعطيل لم يبدِّل في وضعية القاضي وعمله، فإنّ أصحابه ما زالوا مصرِّين عليه، على رغم انعكاساته المالية السلبية، وما ارتفاع الدولار سوى نتيجة لهذا التعطيل، ما يعني انّ المقصود بشلّ الحكومة أبعد من المحقِّق العدلي، وهو الوصول إلى الانهيار الشامل وتحريض الناس للنزول إلى الشوارع.

وبالتوازي، فإنّ رفض رئيس الجمهورية ميشال عون توقيع الموافقات الاستثنائية، من باب الضغط على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء التي يعطِّل انعقادها حليفه «حزب الله»، يساهم في مزيد من التشنُّج وتعقيد الأمور. فيما السؤال الذي يطرح نفسه: هل المقصود إيصال البلاد إلى الإنسداد السياسي تمهيداً للانفجار الشعبي؟

ـ المؤشر الثاني، يتمثّل بالتسخين السياسي المتعمّد ضدّ المملكة العربية السعودية بحجة اتهام الحزب بالإرهاب، علماً انّ هذا الاتهام ليس جديداً، إنما تقصّد التصعيد من خلال استضافة مؤتمرات وإطلاق المواقف المعادية توتيراً للمناخ السياسي بالتوازي مع الشلل المؤسساتي، وقد لا تكون وظيفة التصعيد ضدّ المملكة محلية حصراً، إنما رداً على الخسائر المتتالية للحوثيين والتهديد بتفجير لبنان مقابل النكسة اليمنية.

ـ المؤشر الثالث، يبدأ من الاعتداء على قوات «اليونيفيل» ولا ينتهي بالهجوم المتواصل على القضاء، وصولاً إلى توسُّل الشارع عن طريق نقابات لا تتحرّك سوى بإشارة سياسية، وتحرّكها لا يمكن تفسيره سوى في سياق التمهيد لمزيد من التحركات والتظاهرات، خصوصاً انّ أحد أسباب التدهور المالي تعطيل الجهة نفسها للحكومة، وبالتالي هل تتظاهر السلطة ضدّ نفسها؟

وما تقدِّم يمثِّل عينة من مؤشرات التوتير السياسي والمجتمعي عن سابق تصور وتصميم. ولكن هل هذه الفوضى المتنقلة هي جزء من سيناريو يرمي إلى الإطاحة بالانتخابات، أم السيناريو الذي هو قيد الإعداد أكبر من ذلك، ويهدف إلى قلب الأوضاع من أجل فرض تسوية جزئية تضمن للفريق الحاكم مواصلة التربُّع في مواقعه السلطوية؟

ـ السيناريو الأول، هو بمثابة الحلّ الجزئي الذي يعفي الأكثرية الحاكمة من انتخابات محسومة نتائجها سلفاً، ولكن كي لا يتحمّل تبعات التمديد إن بسبب أحداث أمنية سيُتهم بأنّه وراء افتعالها، أو عن طريق التحجُّج بقانون الانتخاب، أو بفعل الظروف، الأمر الذي يمكن ان يواجه بعاصفة شعبية ودولية لا مصلحة له في مواجهتها، فضلاً عن عدم قدرته على هذه المواجهة، وبالتالي يجعل من التمديد مسألة طبيعية وبديهية نتيجة الفوضى التي انزلقت إليها البلاد واستحالة إجراء الانتخابات في ظروف من هذا النوع.

ولأنّه من غير المنطقي انتظار مطلع أيار المقبل لافتعال الفوضى المنظّمة، باعتبار انّها ستربط مباشرة بتطيير الانتخابات ونيات الفريق الحاكم تطييرها، فإنّه يعمد إلى هزّ الاستقرار من الباب الاجتماعي، في محاولة لرفع المسؤولية عن نفسه وتحويل تأجيل الانتخابات إلى أمر واقع، يجنِّبه معركة انتخابية يخسر فيها الأكثرية النيابية والأكثرية المسيحية، خصوصاً انّ كل الإحصاءات التي بحوزته خلصت إلى نتيجة واضحة، وهي انّ الرأي العام ينتظر هذا الاستحقاق ليفجِّر غضبه من الواقع المرير الذي أوصلته إليه هذه السلطة.

ـ السيناريو الثاني، يذهب الى أبعد من تأجيل الانتخابات التي لا يعالج تأجيلها أزمات هذا الفريق الوطنية والسياسية والشعبية والمالية، خصوصاً انّ الفوضى تحوّلت أمراً واقعاً في غياب الحلول للأزمة المالية والعزلة الخارجية، والبلاد ستكون عاجلاً أم آجلاً عرضة لهذه الفوضى، ولذلك، يفضِّل التحكُّم بها وفق توقيته، قبل ان تخرج من تحت سيطرته وقدرته على ضبطها، في ظل مخاوفه من ان توجّه ضده على قاعدة مسؤوليته عن إيصال البلاد إلى هذا الدرك.

وأكثر ما يخشاه من الفوضى التي ستنزلق إليها البلاد تلقائياً، وضع المجتمع الدولي يده على لبنان لفرض تسوية بشروطه، كما انّه يتهيّب التشدُّد الأميركي في المفاوضات النووية، ويتهيّب أكثر التحرُّك السعودي على خطّي توحيد الموقف الخليجي، كرسالة ضغط على واشنطن لعدم التساهل مع طهران، وخط الإصرار السعودي على منع طهران من تحقيق اي فوز او ربح اي جولة على أرض الواقع في اليمن وغيره. ولأنّ الفوضى أصبحت حتمية، ولأنّ قدرته على وقفها مستحيلة، ولأنّ فوزه في الانتخابات متعذِّر، ولأنّ خساراته ستتوالى بدءاً من الانتخابات النيابية، وصولاً إلى خروج عون من الرئاسة الأولى، ولأنّ التوقيت الحالي مثالي ليضرب ضربته قبل الانتخابات والفوضى وانتهاء التفاوض النووي، يلجأ إلى الفوضى المنظّمة، في محاولة لانتزاع تسوية جزئية بشروطه، قوامها سلة مثلثة: تمديد نيابي، وانتخابات رئاسية مبكرة، وحكومة، والهدف من هذه السلة مواصلة تحكمُّه بالقرار السياسي ومزيد من شراء الوقت لسنوات مقبلة. فـ«المومنتم» الحالي أكثر من مؤاتٍ بالنسبة الى الفريق الحاكم من أجل ان يضرب ضربته في ظل الانشغال الدولي في المفاوضات النووية وانحسار أولويته في لبنان بالاستقرار، فتكون الفوضى المنظّمة باباً لتسوية تضمن استمرار الاستقرار تحقيقاً للرغبة الدولية وتجنّباً للبحث في جوهر الأزمة وسببها، ويتكئ لتحقيقها على بعض القوى التي إما لا تريد الانتخابات، وإما لا تستسيغ المواجهة السياسية. ويعتبر الفريق الحاكم انّ التسوية بتوقيته وشروطه تبقى أقل ثمناً من تسوية آتية حكماً بعد الفوضى الشاملة وخارج إرادته، فيتنازل شكلاً مقابل ان يحتفظ مضموناً بمصادر قوته، ويجنِّب نفسه مقاربة سلاحه ودوره وإمساكه بالسلطة.

فهل البلاد أمام سيناريو تطيير الانتخابات أم سيناريو التسوية الجزئية؟ وهل تعطيل هذا السيناريو أو ذاك ممكناً، وكيف؟

 

كازاخستان: أصداء خريف الآلام

أمير طاهري/الشرق الأوسط أونلاين»/14 كانون الثاني/2022

حتى وقت سابق من هذا الشهر، بدت كازاخستان، أكبر جمهوريات آسيا الوسطى التي نالت استقلالها بعد تفكك الإمبراطورية السوفياتية قبل 30 عاماً، الكيان الأكثر استقراراً في المنطقة. تحت قيادة الرئيس نور سلطان نزارباييف الذي حكم البلاد بقبضة حديدية، نجحت البلاد في تجنب الخلافات الدينية والحروب الأهلية والانقلابات والانقلابات المضادة التي عصفت بأركان الجمهوريات السوفياتية السابقة الأخرى، مثل قيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان المجاورة. ومع ذلك، لا يعد حكم نزارباييف الاستبدادي السبب الوحيد وراء استقرار الجمهورية الجديدة، وإنما كان هناك على الأقل ثلاثة عوامل أخرى ساهمت في هذا الأمر.

تمثل الأول في الازدهار الذي نشأ عن فتح الباب أمام الاستثمار في موارد الطاقة الهائلة في كازاخستان، بما في ذلك أكثر من 3 في المائة من احتياطيات النفط العالمية، أمام رؤوس الأموال الأجنبية، ومعظمها من الغرب. وساعد هذا بدوره الجمهورية المستقلة حديثاً على أن تحقق لمواطنيها مستويات معيشية لم تكن لتطرأ على خيال أحد في ظل الحكم السوفياتي. علاوة على ذلك، نجحت كازاخستان في الحفاظ على التوازن في علاقاتها مع القوى الرئيسية الثلاث التي تطمع في ثروتها وقيمتها الجيوسياسية: الصين وروسيا والولايات المتحدة. من جهته، قال الرئيس نزارباييف، عام 2014، خلال مقابلة في دافوس بسويسرا، بنبرة لم تخلُ من سخرية إن كازاخستان لديها «ثلاثة جيران كبار: الصين وروسيا والولايات المتحدة كجار افتراضي». وأخيراً، نجحت كازاخستان في الحفاظ على مستوى من التعايش بين الأعراق المختلفة على أرضها على نحو غير معهود داخل الجمهوريات الأخرى المستقلة حديثاً.

جدير بالذكر هنا أنه في ظل الحكم البلشفي، عمد ستالين، بصفته مفوضاً لشؤون القوميات، إلى التأكد من أن كل جمهورية عرقية تم إنشاؤها حديثاً تحتوي على أقلية من المجموعات العرقية الأخرى: الطاجيك في أوزبكستان، والأوزبك في طاجيكستان، والكازاخستانيون في قيرغيزستان، والأرمن في أذربيجان، وما إلى ذلك. بجانب ذلك، أضاف إلى كل مزيج عرقي مجموعة من المستوطنين الروس والأوكرانيين. في حالة كازاخستان، تلقى هذا المزيج العرقي جرعة أكبر بكثير من الروس والأوكرانيين والبيلاروس بسبب ما أطلق عليه حملة «الأراضي العذراء» التي أطلقها القادة السوفيات لإنهاء المجاعة في إمبراطوريتهم من خلال زراعة سهول كازاخستان الشاسعة. نتيجة لذلك، بحلول وقت الاستقلال، كان أكثر من 30 في المائة من سكان كازاخستان من غير المسلمين، والأوروبيين، معظمهم من الروس، بينما كان 20 في المائة منهم من أعراق مختلطة، وشعر غالبيتهم بقرب أكثر للمجموعات الأوروبية من مجموعات المسلمين التقليدية في آسيا الوسطى. وكان من شأن حقيقة اعتماد اللغة الروسية كلغة رسمية، تغيير التوازن بعيداً عن الهوية الإسلامية الآسيوية التي أججت العديد من الثورات في الجمهوريات المجاورة. وقد تعني أعمال الشغب الأخيرة التي ربما تمثل بداية معركة طويلة حول مستقبل كازاخستان أن العوامل التي لطالما عززت ثلاثة عقود من الاستقرار أصبحت الآن كلها موضع تساؤل. يذكر أن جزءاً من نجاح نزارباييف في فرض حكمه الاستبدادي يعود إلى الأساطير التي نسجت حول اسمه بوصفه أباً للأمة ومهندس الاستقلال. وباعتباره عضواً في القيادة السوفياتية العليا قبل استقلال كازاخستان، حظي نزارباييف بالفعل بمكانة خاصة في عين المواطن الكازاخستاني العادي. ونجح نزارباييف في طمأنة أولئك الذين يشعرون بالحنين إلى الماضي السوفياتي، في الوقت الذي حرص فيه على استمالة أولئك الذين تتعلق آمالهم في المستقبل.

اليوم، يفتقر خليفته في الرئاسة، قاسم جومارت توكاييف، إلى هذه النقاط الجذابة، ذلك أن توكاييف شخص بيروقراطي وصل إلى القمة لمجرد وجوده في الجهاز البيروقراطي، مثل قسطنطين تشيرنينكو الذي صعد إلى قمة القطب السوفياتي لمجرد رفضه الموت قبل معاصريه داخل المكتب السياسي للشيخوخة.

بعد ذلك، ومع انخفاض أسعار الطاقة، تراجعت إلى حد ما الطفرة الاقتصادية التي تغذيها صادرات النفط والغاز، في الوقت الذي لم تهدأ فيه التوقعات العامة بخصوص تحقيق تنام مستمر في مستويات المعيشة.

على الرغم من الاستثمار الهائل في مشاريع الطاقة الجديدة من جانب الولايات المتحدة وشركات النفط الغربية الأخرى، انخفض الدخل السنوي للفرد من حوالي 27000 دولار عام 2019 إلى ما يزيد قليلاً على 25000 دولار العام الماضي.

أيضاً، كان من شأن مرور ثلاثة عقود من الازدهار الاقتصادي إلى ظهور طبقة وسطى جديدة لا تتناسب تطلعاتها السياسية والثقافية مع مستويات المعيشة المادية. اليوم، يتمتع الملايين من الكازاخستانيين بمستويات معيشة مادية مماثلة لتلك المستويات.

يتعلق عامل آخر على صلة بالاستقرار، بسياسة نزارباييف الخارجية المتوازنة. والواضح أن الانعزالية التدريجية التي انتهجتها الولايات المتحدة، ًمن الرئيس باراك أوباما وإغلاق القواعد الأميركية في أوزبكستان وقيرغيزستان، أثارت شهية كل من الصين وروسيا لممارسة نفوذ أكبر داخل آسيا الوسطى ككل.

وفي عهد الرئيس فلاديمير بوتين، أطلقت روسيا حملة جيوستراتيجية طويلة الأمد لاستعادة منطقة نفوذها في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، التي تمثل كازاخستان الجائزة الكبرى فيها. وفرضت روسيا اتفاقية بحر قزوين الجديدة التي، عند الانتهاء منها، ستمنح موسكو حق النقض الافتراضي على الجوانب الرئيسية للسياسات الاقتصادية والدفاعية لجميع الدول المتشاركة في منطقة حوض بحر قزوين الغنية بالطاقة، بما في ذلك كازاخستان. الملاحظ أنه على امتداد السنوات القليلة الماضية، كثف بوتين الدعاية لجذب الروس والأوكرانيين في كازاخستان باعتبارهم «أبناء وأقارب» تعتمد سلامتهم في المستقبل على حامية موسكو. في المقابل، أثارت الحملة الروسية شعوراً بعدم الارتياح في صفوف الكازاخيين الذين أدركوا فجأة أن مواطنيهم من أصل روسي يشغلون نسبة أعلى بكثير من المناصب في الخدمة المدنية والجيش مما تبرره أعدادهم الفعلية. وربما تكون حقيقة أن مثيري الشغب الذين خرجوا إلى الشوارع في الفترة الأخيرة، قد هاجموا المتاجر والأعمال التجارية الأخرى التي يملكها أو يديرها أشخاص من أصل روسي أو أوروبي، مؤشراً آخر يثير القلق. من ناحيته، تسبب الرئيس توكاييف، الذي غالباً ما يشتبه في كونه من محبي روسيا، في تأجيج هذه الشعلة من خلال دعوة روسيا وبيلاروسيا لإرسال قوات إلى جانب مرتزقة من شركة الأمن الخاصة التي يسيطر عليها الكرملين «فاغنر»، لقمع أعمال الشغب الأخيرة. وينظر العديد من الكازاخستانيين إلى تأكيده أن «القوات المدعوة» ستبقى في كازاخستان طالما كانت هناك حاجة إليها كذريعة لوجود عسكري روسي دائم. ولكسب تأييد الكازاخيين وغيرهم من الجماعات العرقية المسلمة وفي محاولة لصرف الانتباه عن ميله لروسيا، أحدث توكاييف اضطراباً في العلاقات مع الصين بسماحه للأويغور بتنظيم احتجاج ضد جرائم بكين ضد الإنسانية في تركستان الشرقية (شينجيانغ). وقال توكاييف إنه في أعمال الشغب الأخيرة «شارك 20.000 فقط من اللصوص، لكن الحقيقة تشير إلى أن ما يقرب من 200 متظاهر قد لقوا مصرعهم وأن أكثر من 8000 آخرين محتجزون»، ما يكشف أن ما يجري على أرض الواقع انتفاضة شعبية أكبر بكثير عما يصوره الرئيس، اشتعلت جراء حدوث ارتفاع مفاجئ في أسعار البنزين المحلية. جدير بالذكر هنا أنه في أيامهم الأولى، استخدم البلاشفة ادعاءً مماثلاً لتبرير الإبادة الجماعية في كازاخستان، والتي أطلق عليها «خريف الأحزان»، التي أمر بها لينين وتولى تنفيذها فرونزي. وينطوي «شتاء السخط» الحالي على أصداء من «خريف الأحزان» الذي لم يفلح في محو الكازاخستانيين من على خريطة الوجود.

 

دول النهوض العربي وشجاعة المبادرة

رضوان السيد/الشرق الأوسط أونلاين»/14 كانون الثاني/2022

لفت انتباهي وانتباه مراقبين آخرين كثيرين، مبادرة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا إلى الترحيب بإقدام المبعوث الدولي إلى السودان فولكر بيرتس على اقتراح حوارٍ شاملٍ بين الأطراف السياسية السودانية حول تشكيل حكومة لإكمال المرحلة الانتقالية بين العسكريين والمدنيين؛ تمهيداً للانتخابات التي من المفروض أن تُفضي إلى الحكم المدني. وما كان ذلك البيان المشترك هو الأول. بل الواقع أن السعوديين والإماراتيين اندفعوا لمساعدة السودانيين مادياً وسياسياً منذ الحراك الثوري للتغيير عام 2019. والذين يتولون الحوار هم بالطبع ممثلو سائر الأطراف الداخلية بالسودان. أما المبعوث الدولي ومصدرو البيان فهم متوسطون ومسهِّلون سواء مع العسكريين أو المدنيين حسبما يستظهر كل طرفٍ أنه مؤثّر أكثر.

وقد التفّ المبادرون حول المبعوث الدولي لأنه هو الأكثر إشعاراً للسودانيين بالحيادية وبالحرص على إكمال مهمته بنجاح. وقد استمعتُ كغيري خلال الأعوام الماضية إلى مندوبين عدة أو مبعوثين دوليين إلى سوريا وليبيا واليمن والسودان، واعتزاز بعضهم بالنجاح النسبْي الذي حقّقوه أو الفشل الذي عانوا منه. فالمبعوثون في غالبيتهم العظمى هم أُناسٌ ذوو خبرة واستقامة بحكم التكليف وبحكم السمعة التي ستترتب على النجاح أو الفشل، وبالمصادفة فأنا أعرف الباحث والأستاذ الألماني فولكر بيرتس، ويغلب على ظني أنه بالفعل أهلٌ لما يحاول القيام به.

إنما الواقع أنني ما قصدتُ إلى امتداح المبعوثين الدوليين؛ بل قصدتُ إلى التنويه بمبادرة السعوديين والإماراتيين للاهتمام بالسودان، واستمرار هذا الاهتمام وتصاعده بكل سبيل.

نحن العرب لا نزال في الواقع في خضمّ متابعات بدائع واضطرابات الربيع أو الربائع البادئة عام 2011. وبدرجاتٍ متفاوتة تدخلت دائماً تقريباً الجامعة العربية أو دول الاستقرار والنهوض العربي لتجاوز الاضطراب واستعادة الاستقرار. وقد نجحت أحياناً وانسحبت محبطة في أحيانٍ أُخرى. وعندما اضطرت إلى ذلك كما في سوريا والعراق وليبيا؛ فإنّ الدوليين أو بعضهم أو مجلس الأمن تولَّوا العناية بتلك الملفات، وما قاد ذلك كلّه إلى حلولٍ أو راحة للبلدان المعنية.

لكنّ العرب، عرب النهوض على وجه الخصوص، ما توقفوا عن المحاولة كلما عاد ذلك ممكناً. والمَثَلُ على ذلك العراق. فقد عاد العرب إليه مراتٍ عدة حتى أيام المالكي وأخيراً أيام الكاظمي، عاد المصريون والأردنيون والإماراتيون، وعاد بقوة السعوديون ولا يزالون. وجرت اتفاقيات كثيرة، ولقاء عربي ودولي جامع دعا إليه الكاظمي؛ وهذا فضلاً على السير في مجلسٍ للتعاون بين العراق ومصر والأردن. ماذا كانت النتائج؟ لا يمكن الزعم أنها كبيرة، لكنها ظلّت واعدة. فالعرب عادوا إلى العراق ولن يغادروه، وهم جميعاً يساعدون، ثم إنهم لا يأبهون للتنمر الإيراني عبر الأنصار لإيران بالعراق.

وكانت مصر أبرز من تدخل من العرب في ليبيا. فوازنت بذلك التدخل التركي. ثم إنها حضرت مختلف المؤتمرات حول ليبيا، وقدّمت مبادرات جرى اعتبارها. وحاولت بالتواصل مع دول المتوسط صون المجال البحري لليبيا. لقد صارت مصر في الموضوع الليبي جزءاً معتبراً من المجتمع الدولي. بيد أنّ هذه الإدارة الدولية عجزت عن إقناع الليبيين أو الفرقاء السياسيين والميليشيات بإجراء الانتخابات في الرابع والعشرين من الشهر الماضي. لقد تحجَّج معظم القاعدين في الواجهة كلٌّ بأنّ الآخر الذي في الشرق أو الغرب أو الجنوب هو الذي لا يريد الانتخابات. ومرة أُخرى كل هؤلاء تقريباً كانوا قد ترشحوا لرئاسة الجمهورية (!) أو لمجلس النواب. وفي كل الظروف بقيت مصر وبقي المغرب حاضرَين لمساعدة الليبيين بكل سبيل. لكنك لا تستطيع مساعدة فلانٍ إذا لم يكن يقبل المساعدة أو يريدها. لقد ذهب فرقاء ليبيون عدة إلى كلٍ من مصر والمغرب من أجل الاستنصار وليس من أجل الحلّ، كما ذهبوا من قبل إلى تركيا. وفي فترة من الفترات اغتر فرقاء ليبيون وبخاصة في المرافق البترولية بإيطاليا وفرنسا، ثم جمعت الجدية الألمانية أيام ميركل الكل ببرلين، فتوارى الطليان، في حين يتولى الفرنسيون الآن رئاسة الاتحاد الأوروبي، ويعلم الله ماذا قد يخطر ببال ماكرون قبل الانتخابات الرئاسية. ما ترك العرب وبخاصة مصر ليبيا، لكنّ السياسيين الليبيين لم يثوبوا إلى رشدهم بعد: وكيف تريد لبلدٍ أن يسلم وفيه إخوان وميليشيات؟! ودولة النهوض بمصر تقدمت الجميع في حرب غزة الأخيرة مع إسرائيل: من أجل وقف النار، وإعادة الإعمار، وإذا أمكن استعادة مفاوضات السلام. وقد وقف العرب والدوليون معها ومن ورائها. إنما الملاحَظ أنّ الحماس خمد، وأنّ مصر باقية شبه وحيدة أمام تلك المشكلة الضخمة. لقد خطر ببالي بعد زيارة محمود عباس لوزير الدفاع الإسرائيلي من أجل الحصول على بعض التخفيف عن الفلسطينيين، أنه لا يجوز أن يبقى الحال على ما هو عليه في الأراضي المحتلة. هناك ست دولٍ عربية الآن بينها مصر تقيم علاقات سلامٍ مع إسرائيل، فلماذا لا تكون هناك مبادرة عربية متجددة من أجل سلام الفلسطينيين؛ وتأتي من جانب مندوبي الدول العربية وسفرائها في العالم وتبدأ من المبادرة العربية للسلام التي طرحتها السعودية في مؤتمر القمة ببيروت عام 2002.

ولننظر في شكلٍ آخر من أشكال النضال تقوم به دول النهوض العربي من أجل استعادة الاستقرار والسلام. وأقصد بذلك تضامن «التحالف العربي لدعم الشرعية» مع الدولة اليمنية التي انقلب عليها الحوثيون، وراحوا يحتلون الأرض ويضطهدن السكان، بل ويريدون تغيير اعتقاداتهم الدينية! وقد هبَّ «التحالف العربي» لإنفاذ القرار الدولي رقم 2216 بشأن استعادة الاستقرار والنظام. وحاول خمس مرات على الأقل منذ العام 2014 ومن طريق وقف النار الوصول إلى حلٍ سلمي تفاوضي من دون جدوى. وكما سمعنا العميد تركي المالكي قبل أسبوعين يتحدث عن مرحلة جديدة لإحباط التدخل الإيراني، سمعناه يوم الثلاثاء في 11-1-2022 يتحدث عن «تحرير اليمن السعيد» فهي ليست حرباً كالحروب الأُخرى، وإنما هو شعبٌ مسالم يستحق الحياة أغارت عليه هذه العشوائيات المدعومة من إيران! والمملكة عندما تقود التحالف لتحرير اليمن إنما تحفظ أمنها وأمن الخليج في البر والبحر والجو. وإلى هذا وذاك، فإنها تعيد الاستقرار والسلام إلى البلد الذي هو سُرّة العرب وأصلهم. تقف دول النهوض العربي في وجه استمرار الفوضى والاضطراب في دولٍ عربية عدة، إمّا بسبب الفساد والغلبة الداخلية أو التدخل الخارجي، أو الأمرين معاً. وكما امتد هذا الاهتمام إلى السودان والعراق وليبيا وفلسطين واليمن، فسيشمل أقطاراً أخرى تعاني من التغول الإيراني أو الدولي.

 

بوتين وأوكرانيا و«الجنرال ثلج»

الياس حرفوش/الشرق الأوسط أونلاين»/14 كانون الثاني/2022

ارتفع سقف التهديدات هذا الأسبوع بين روسيا والمعسكر الغربي بسبب النزاع حول حشود القوات الروسية على حدود أوكرانيا، وتحذير واشنطن وقيادة حلف الأطلسي للرئيس فلاديمير بوتين من غزو تلك البلاد المقيمة الآن على خط النار. الأمين العام لهذا الحلف ينس ستولتنبرغ لم يتردد بالقول إن العالم يواجه خطراً حقيقياً من قيام نزاع مسلح جديد في أوروبا. والدبلوماسيون الأميركيون دعوا بوتين إلى الاختيار بين المواجهة والعودة إلى الحوار. تكررت المقارنة مع أزمة الصواريخ الكوبية التي كادت تأخذ العالم إلى حرب عالمية ثالثة. وفي أوكرانيا يستعدون لمواجهة احتمالات الغزو الروسي، مع تحذير لموسكو من أنها ستواجه ما واجهه نابليون عندما أغرقه «الجنرال ثلج» في الأقاليم الروسية المتجمدة وعاد من غزوته خائباً سنة 1812، تلك الخيبة التي حولها تولستوي إلى مادة لأحد أروع أعماله الروائية (الحرب والسلم) واحتفى بها تشايكوفسكي في تحفته الموسيقية «افتتاحية 1812» التي يتخللها مقطع ساخر من النشيد الوطني الفرنسي (المارسييز). هل يمكن أن يكون العالم على أعتاب مواجهة عسكرية بين روسيا والغرب، من النوع الذي لم نشهد مثله حتى في زمن الحرب الباردة؟ وهل يمكن أن يغامر بوتين بمثل هذه المواجهة التي يعرف عواقبها، فيما لم يجرؤ الاتحاد السوفياتي، حتى في زمن مجده الغابر، على الخروج عن قواعد الصراع التي تم التفاهم عليها بعد الحرب العالمية الثانية، وبقيت على حالها، إلى أن انهار ذلك الاتحاد نتيجة الظروف الصعبة التي واجهها هو ودول أوروبا الشرقية التي كانت تدور في فلكه؟

لا تقتصر الحملة التي يخوضها الرئيس فلاديمير بوتين مع الغرب بشأن مستقبل أوكرانيا على هذا البلد. بوتين يعرف حدود القدرات الروسية، كما يدرك أن الدول الغربية ليست مستعدة للذهاب إلى مواجهة بسبب أوكرانيا. ولو كانت تريد مواجهة كهذه، كان الأجدى أن تقوم بها رداً على غزو شبه جزيرة القرم وضمها إلى روسيا سنة 2014، عندما كان جو بايدن يتولى منصب الرجل الثاني في القيادة الأميركية. ما يريده بوتين من هذا التصعيد أمرين؛ الأول موجه للداخل الروسي، لفرض صورة «القيصر»، القادر على الدفاع عن مصالح روسيا واستعادة ما يعتبره سقوط مجدها بانهيار الاتحاد السوفياتي. والثاني إلى الدول الغربية، لابتزاز ما يستطيع لمنع حلف الأطلسي من التقدم أكثر نحو الحدود الروسية. وفي اجتماعات بروكسل هذا الأسبوع ظهر مطلب روسي آخر بسحب قوات «الأطلسي» من جمهوريات الاتحاد السوفياتي الراحل، التي انضمت إلى الحلف بعد سنة 1997. وعين بوتين بالتحديد على دول البلطيق الثلاث (لاتفيا وليتوانيا وإستونيا) وهي دول لا تبعد عن مدينة سان بطرسبورغ، ثاني كبرى المدن الروسية، سوى 200 كيلومتر. في مؤتمره الصحافي السنوي الذي يعقده في الأيام الأخيرة من كل عام، أخذت مسألة الخلاف الروسي – الغربي حول مستقبل أوكرانيا وموقعها الاستراتيجي، مساحة كبيرة من المواقف التي أعلنها فلاديمير بوتين. حاول أن يبدو بمظهر المعتدى عليه من القوى الغربية التي «جاءت إلى باب بيته»، كما قال، ولم يبقَ أمام روسيا خيار سوى الدفاع عن النفس. سأل بوتين: هل نحن الذين ذهبنا إليكم (يقصد الأميركيين) وأقمنا قواعدنا على حدودكم، في كندا والمكسيك مثلاً، أم أنكم أنتم الذين جئتم بصواريخكم وقواعدكم ونصبتموها قرب حدودنا؟ لم يسأل بوتين السؤال البديهي: لماذا يختار جيرانه الهرب إلى المظلة الأطلسية، فيما لا تفكر كندا أو المكسيك مثلاً في فتح أبوابهما للرياح الروسية؟

ليست الصواريخ ولا القواعد العسكرية هي التي تقلق بوتين. ما يقلقه هو نموذج الحكم الذي تسعى إليه الدول التي كانت تحت قبضة موسكو ووجدت فرصة لتختار بنفسها الطريق الذي تريده. هو لا يريد أن يتكرر هذا النموذج على بابه، ولا يريد أن تلحق بأوكرانيا (التي تمكنت من خلع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي اختاره بوتين ليحكم شعبها) دول أخرى مثل بيلاروسيا وجورجيا ومؤخراً كازاخستان. ويخشى أن تنتقل هذه العدوى إلى الداخل الروسي. هو لا يحب «الثورات الملونة» كما قال، ويختار حلفاءه بعناية ومن لون واحد من نوع بشار الأسد وعلي خامنئي ومن يشبههما.

بوتين ابن مدرسة لا تعترف بحق الشعوب في أن تدافع عن سيادتها وأن تقرر مصيرها بنفسها. هي المدرسة التي كانت ترى في غزو بودابست سنة 1956 والزحف على براغ في ذلك الربيع الدامي سنة 1968 عملاً طبيعياً لتأديب من يفكرون في الخروج عن آداب الطاعة. ولذلك يرى غريباً أن تفكر أوكرانيا، التي يراها بلداً «غير طبيعي»، في اختيار الرئيس الذي تريد أن يحكمها أو أن تجرؤ على طلب الانضمام إلى حلف الأطلسي رغم معارضة «الأب الروحي». حرية الشعوب التي كانت خاضعة لهيمنة موسكو هي مصدر قلق بوتين، لأنه يعرف الوجهة التي ستتجه إليها تلك الشعوب عندما تتمتع بحقها في الحرية.

أذكر حديثاً لي في مطلع الثمانينات مع الأمين العام السابق لحلف الأطلسي، جوزيف لونز، ذلك الدبلوماسي الهولندي الذي أمضى في ذلك المنصب فترة أطول من أي أمين عام آخر للحلف (بين 1971 و1984). كان ذلك في زمن الصراع الأميركي – السوفياتي المحتدم، أيام رونالد ريغان وليونيد بريجنيف ومارغريت ثاتشر والمواجهات الآيديولوجية الكبرى. سألت لونز عن استعدادات حلف الأطلسي للرد على أي تصعيد من جانب موسكو ضد أوروبا الغربية. قال: نحن أساساً حلف دفاعي والاتحاد السوفياتي هو أعجز من القيام بأي هجوم. مكامن ضعفه في داخله وهي التي ستؤدي إلى انهياره. كان ذلك قبل عقد كامل من سقوط الاتحاد السوفياتي ومعه سائر أنظمة الكتلة الشرقية. بوتين عاش مرحلة السقوط وعانى من ذيولها. لكنه يرفض الاعتراف بأسباب ذلك الانهيار. وبدلاً من الالتفات إليها ومحاولة علاجها، لا يجد أمامه سوى تحميل المسؤولية للغرب، ومحاولة إعادة التاريخ إلى ما قبل عام 1991.

 

حرز الذاكرة الشيعية السعودية

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط أونلاين»/14 كانون الثاني/2022

ما زالت تداعيات التقارير التي كتبها الصحافي السعودي حسن المصطفى في منصة «العربية نت»، عن طرق «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» اللبناني في تجنيد شباب السعودية من الطائفة الشيعية مستمرة. هذا حراك مهم، ومفيد، وصحي، لأن النقد وتنقية الذاكرة الجماعية هو السبيل لبناء الوعي المشترك الجامع والسليم. لن أخفي القول، ثمة من كان ينتقد غياب النقد الشيعي الداخلي، أسوة بالنقد السني الداخلي، ولن أنجر لهذا المنزلق التشكيكي، فالحق أنه لا يمكن إغفال بعض النقود الشيعية الخليجية، ولدينا مثلاً في الكويت الباحث خليل حيدر، له مواقف متقدمة وعميقة في نقد المقاربات الشيعية الخليجية المهجوسة بقلق الأقليات والمنساقة خلف الخطاب الإيراني الخميني الموتور والمتوتر. حول هذا الحراك القائم الآن، كتب المثقف السعودي، الشيعي محمد الحرز مقالة مهمة في «العربية» أيضاً تعليقاً على تقرير حسن المصطفى. وحين أقول الشيعي، في تعريفه، فهو نقل من تعريف الحرز لنفسه في المقالة، إذ قال وهو يشرح لماذا يتحدث اليوم وحديثه حديث الخبير العارف، قال: «كوني واحداً من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، فقد خبرت هذا الحراك عن قرب، فنحن ذلك الجيل الذي عاصر بداية الثورة ونحن فتية، إذ كنا مقبلين على الحياة بحماس آيديولوجي ديني منقطع النظير».

يقلّب الحرز في أرشيفه: «أتذكر في الثمانينات كيف كان بعض طلاب العلم الديني من خط الخميني يرغبون الشباب من جيلي في الالتحاق بالثورة، إما للدراسة الدينية في الحوزة العلمية حتى يكون بالتالي مهيأ لتسنم منصب قيادي إذا ما ظهرت دولة المهدي المنتظر، وإما للالتحاق بالمعسكرات التي كان يقيمها (الحرس الثوري) خارج طهران حتى يزجوا بهم على الجبهة في الحرب بين العراق وإيران... التحق البعض بالحوزة للدراسة، والبعض الآخر بالمعسكرات، وكانت سوريا هي المحطة قبل توزيع المهمات». نسأل نحن، كما سأل الأستاذ محمد الحرز: لماذا يقال هذا الكلام الآن؟ ندع الجواب للمتذكر المتفكر، محمد الحرز: «لأسباب منها: ما أشار إليه الباحث حسن المصطفى حول ضرورة إدراك الجيل الحالي من الشيعة ملابسات تلك الفترة وحيثياتها واستيعاب سلبياتها، فتلك حقيقة مهمة، والأهم هو وعي مدى الخطورة التي يمثلها (الحرس الثوري) وذراعاه (حزب الله) و(الحوثيون) على أمننا واستقرارنا، وعلى نسيجنا الاجتماعي الوطني». ما هي صورة المجتمع الشيعي السعودي اليوم، خاصةً في ظل النهضة السعودية المستقبلية، في ظلال رؤية «20 - 30»؟ المجتمع الشيعي الآن أكثر حصانة وقوة ووعياً وثقافة مما كان عليه سابقاً، كما يقول محمد الحرز، وهو «يقدم الآن مساهمات فاعلة في تنمية مؤسسات الدولة كغيره من المكونات الأخرى للمجتمع السعودي». في ظني، كما قلت سابقاً هنا، من المهم مراكمة هذه المراجعات وتكثيف هذه الذكريات وفتح شرفات المجتمع الشيعي السعودي حتى ينفذ الهواء منها وإليها، وتنسال الأشعة النقية لكل الفضاء الذي يحرص حراس التوجس على ديمومة إغلاقه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون اطلع من وزير الصناعة على واقع القطاع ونتائج محادثاته في العراق وعرض مع عكر للأوضاع العامة بوشكيان: لا هجرة مصانع من لبنان

وطنية»/14 كانون الثاني/2022

اكد وزير الصناعة جورج بوشكيان "تحسن الافاق الصناعية والاقتصادية والإنتاجية تدريجيا في لبنان مع عمل الوزارة والتدابير التي تتخذها لجهة اقفال المصانع غير المرخصة والزام المؤسسات الصناعية بالعمل وفق مواصفات ومعايير الجودة التي تؤهل المنتج اللبناني للمنافسة في الداخل والخارج"، ونقل عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "تشجيعه على المضي في هذه الخطة لاعادة اطلاق الصناعة وتحديثها واستعادة الاقتصاد الإنتاجي دوره بديلا عن الاقتصاد الريعي"، وشدد على ان "لا هجرة مصانع من لبنان"، ولفت الى انه "كانت هناك استثمارات صناعية عديدة في لبنان في العام الماضي".

كلام الوزير بوشكيان جاء بعد زيارته قبل ظهر اليوم قصر بعبدا، حيث استقبله الرئيس عون واطلع منه على الواقع الصناعي في البلاد بالإضافة الى نتائج محادثاته في  العراق حيث وقع مذكرة تعاون وافتتح مؤتمر الاعمال العراقي اللبناني. وبعد اللقاء، صرح الوزير بوشكيان للصحافيين، فقال: "تشرفت بزيارة رئيس الجمهورية وأجريت معه جولة افق حول الافاق الصناعية والاقتصادية والإنتاجية التي تتحسن تدريجيا، مع عمل الوزارة وتدابيرها واجراءاتها الحازمة لجهة اقفال المصانع غير المرخصة والزام المؤسسات الصناعية بالعمل وفق المواصفات والمعايير، ليكون المنتج اللبناني جيدا ومطابقا للمواصفات وذا جودة عالية تؤهله للمنافسة في لبنان والخارج. وكان الرئيس مرتاحا لهذه النتائج وابدى كل الحرص والتشجيع على المضي في هذه الخطة لاعادة اطلاق الصناعة وتحديثها واستعادة الاقتصاد الإنتاجي دوره بديلا عن الاقتصاد الريعي". أضاف: "اطلعت فخامة الرئيس على المحادثات التي اجريتها في العراق اثناء زيارتي الى بغداد في اليومين الماضيين وافتتحنا مؤتمر الاعمال العراقي اللبناني في بغداد بمشاركة رسمية وحكومية ومن القطاع الخاص في كلي البلدين. كما أجريت لقاءات مع وزيري الصناعة والمعادن والتجارة العراقيين ووقعت مذكرة تعاون بين وزارتي الصناعة اللبنانية والعراقية، تعتبر مدماكا أساسيا لتنمية العلاقات المشتركة وتطويرها وتقويتها". وتابع: "اطلعت فخامة الرئيس على مدى تعلق العراقيين بلبنان واستعدادهم للتعاون، وهي قواسم مشتركة ومتبادلة. ووضعنا قاعدة انطلاق للتعاون أساسها الصناعات التحويلية التكاملية، وعرضوا معنا تبادل الخبرات، وان نقدم الخبرات التدريبية في مجالات عديدة للجانب العراقي تتعلق بالإدارة والأبحاث والتطوير العلمي، والارشيف والمكننة والتعبئة والتغليف والتسويق وغيرها من المجالات. ونقلت الى القادة العراقيين تحيات فخامة الرئيس وشكره وتقديره وامتنان اللبنانيين لوقوف العراق قيادة وشعبا الى جانب لبنان". ثم دار حوار بينه والصحافيين، فسئل عن الصعوبات التي تواجه الصناعيين في لبنان في ضوء ارتفاع أسعار المحروقات؟ فاجاب: "لنضع الأمور في نصابها بالنسبة للمصانع وذلك وفق القطاعات. هناك قطاعات تحتاج الى طاقة 5% كحد اقصى وأخرى بحاجة الى 10% وغيرها الى 30%. واكثر الصناعات المتأثرة بارتفاع الأسعار هي تلك التي تحتاج الى نسبة اكبر من الطاقة وهي ليست كثيرة، ذلك ان اكثر القطاعات الصناعية يحتاج الى نسبة طاقة بين 3 و5 بالمئة وهي من رأسمال السلعة". وعما يقال عن هجرة مصانع لبنانية الى الخارج، اكد الوزير بوشكيان ان "هذا الموضوع غير صحيح، ذلك ان ثمة مصانع بدأت تفتح فروعا إنتاجية لها في الخارج، فيما كانت هناك استثمارات صناعية عديدة في لبنان في العام 2021، وهناك اليوم رخص ومعامل ضخمة قيد الانشاء في العديد من القطاعات، من بينها قطاعا الدواء الواعد والمواد الغذائية وغيرهما".  وعما تقوم به وزارة الصناعة للحد من تفلت الأسعار في السوق، لا سيما بالنسبة للمواد محلية الصنع، قال: "هذا هو دور وزارة الاقتصاد، لذلك أسعى لان اضيء على واقع الكلفة التي تختلف بين البضائع. ففي كثير من الأوقات، يتم استخدام الحديث عن موضوع الدولار الجمركي وغيره، فيما المواد الأولية للصناعة معفاة من الجمارك في اطار ما نصت عليه الاتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي والشراكة الأوروبية والدول العربية. فقطاع البلاستيك على سبيل المثال، يحتاج  الى نسبة طاقة كبيرة، وعليه ممكن ان يزيد من أسعاره، الا ان قطاع المواد الغذائية يحتاج الى طاقة بين 3 و 5 بالمئة، لذلك يجب ان نكون شفافين في هذا الموضوع. ان مراقبة الأسواق هو من مسؤوليات وزارة الاقتصاد، فيما وزارة الصناعة معنية بمراقبة الصناعة والانتاج الصناعي، وبالمواصفات والجودة كي نعطي احسن منتج بأفضل كلفة ووظيفتنا تقف عند هذا الحد".

عكر

الى ذلك، استقبل الرئيس عون النائبة السابقة لرئيس الحكومة ووزيرة الدفاع والخارجية بالوكالة سابقا زينة عكر واجرى معها جولة افق تناولت الأوضاع العامة في البلاد والمستجدات السياسية.

 وقدمت عكر للرئيس عون التهاني لمناسبة الأعياد.

حركة التنظيم

واستقبل الرئيس عون الأمين العام لـ"حركة التنظيم" عباد زوين وأعضاء مجلس القيادة، جان مراد، ايلي مراد وطوني هبر، وتداول معهم في الأوضاع العامة، حيث اكد زوين "وقوف الحركة الى جانب رئيس الجمهورية في مواقفه ودعم الخطوات التي يتخذها من اجل مكافحة الفساد والمضي في التدقيق الجنائي وعدم تعطيل المؤسسات الدستورية".

 

الراعي استقبل وفدا من الطائفة المعمدانية الإنجيلية حول العالم وهيئة مكتب الرابطة المارونية وفاعليات

وطنية»/14 كانون الثاني/2022

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، وفدا من الطائفة المعمدانية الإنجيلية حول العالم ضم الأمين العام للاتحاد المعمداني العالمي الدكتور إيليجه براون، نائبة رئيس الاتحاد المعمداني العالمي في منطقة الشرق الأوسط الدكتورة لينا رعد، نائب رئيس مجمع الكنائس المعمدانية الإنجيلية القس جوزيف القزي، والأمين العام للمدارس الإنجيليَّة في لبنان الدكتور نبيل قسطه، ورافقه رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة خوري.  وعرض الوفد للراعي "واقع التعليم الخاص في لبنان"، مؤكدا "وقوفه بجانب الشعب اللبناني في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها لبنان وتأييده لمواقف البطريرك الوطنية، لا سيما في ما يتعلق بموضوع حيادية لبنان ونأيه عن الصراعات الإقليميَّة، وأهميَّة التوازن في المواقف اللبنانيَّة، من أجل بناء دولة قوية قادرة على خدمة الشعب اللبناني بكل أطيافه".  وشدد الوفد على "ضرورة المضي قدما في رص الصفوف والتعاون الفعَّال ما بين المؤسسات التربوية كافة في لبنان بهدف خدمة تلامذة هذا الوطن، لا سيما  ذوي الصعوبات التعلمية".  وذكر رئيس الوفد بأن "الإنجيليين والكاثوليك كانوا السباقين في تأسيس أرقى الجامعات والمدارس الثانوية منذ القرن التاسع عشر في لبنان، الأمر الذي ساهم في جعله قبلة الشرق تربويا وثقافيا. واليوم، يأتي الحوار والعمل المشترك ليؤتي نتائج مميزة مع تغير الظروف والحاجات التربوية.  وأخيرا، دعا براون "الراعي إلى زيارة مقر الإتحاد المعمداني العالمي في واشنطن العاصمة، وترؤسه مؤتمرا لدعم القطاع التربوي في لبنان".  من جهته، قال خوري: "إذا كان هناك وجه نعتز به في الخارج، فهو المستوى العلمي والثقافي لشبابنا وشاباتنا. ولهذا السبب، نقوم بكل المحاولات كي لا نفقد هذا الكنز الثمين، الذي هو مستقبل الوطن، وكل انفتاح من أي جهة كان هو مطلوب ومرحب به. اليوم، نحن أمام تعاون مع الكنيسة المعمدانية لمساعدة طلاب لبنان الذين يمرون في ظروف اقتصادية صعبة، كي يحظوا بمستقبل أفضل".

 هيئة مكتب الرابطة المارونية

وكان الراعي استقبل هيئة مكتب الرابطة المارونية برئاسة النائب السابق نعمة الله أبي نصر في زيارة تهنئة بالأعياد، تم خلالها وضع الراعي في صورة نشاطات ومشاريع الرابطة في السنة المقبلة.

 رابطة قدامى الإكليريكية المارونية

كما استقبل وفدا من الهيئة التنفيذية لرابطة قدامى الإكليريكية المارونية برئاسة الدكتور أنطوان سعد، أطلعت الراعي على "برنامج احتفالات اليوبيل الخمسيني لإنشاء الرابطة.

 كما تمنى الوفد سنة مباركة للراعي.

 الخازن

واستقبل الراعي عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن في زيارة تهنئة بحلول عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة. وكانت مناسبة للتداول في الأوضاع الداخلية وتداعيات الانهيار الاقتصادي والانحدار السياسي والهاجس الصحي، فضلا عن قلق مسيحيي لبنان والشرق على مستقبلهم وحضورهم ورسالتهم. ومن زوار الصرح الوزير السابق منصور بطيش، المطران سمعان عطا الله، الأب جورج ناصيف، ولجنة "يوبيل الإرشاد الرسولي".

 

بري إستقبل سفيرة سويسرا ومحافظ بيروت واطلع من وزير الصناعة على نتائج زيارته العراق بوشكيان : داعم لكل ما هو إيجابي لمصلحة لبنان

وطنية»/14 كانون الثاني/2022

إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ،سفيرة سويسرا في لبنان ماريون كروبسكي حيث تم البحث في الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

واستقبل بري محافظ بيروت القاضي مروان عبود، وعرض معه الاوضاع العامة .

وزير الصناعة

والتقى الرئيس بري وزير الصناعة جورج بوشكيان /وعرض معه آخر المستجدات وشؤونا متصلة بالقطاع الصناعي ونتائج زيارته العراق.  بعد اللقاء، قال الوزير بوشكيان :"تشرفت اليوم بزيارة دولة الرئيس نبيه بري حيث وضعته في أجواء ونتائج زيارتي الاخيرة للعراق والزيارة المرتقبة التي سأقوم بها قريبا الى العراق كما وضعته في الاجواء الايجابية التي هي لمصلحة البلدين. كما بحثنا في مضمون مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين لبنان والعراق وكعادته دولة الرئيس بري دائما هو داعم لكل ما هو ايجابي لمصلحة لبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 14-15 كانون الثاني/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 14 كانون الثاني/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/105586/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1300/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 14/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/105588/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-14-2022/

#LCCC_English_News_Bulletin