أحمد الأسعد: التسويات لا تجدي معهم/ما يسمّى بالتسوية الوطنية هي في الواقع الكذبة الوطنية

109

التسويات لا تجدي معهم
ما يسمّى “بالتسوية الوطنية” هي في الواقع “الكذبة الوطنية” فما هي الاّ بدعة اخترعها هذا الطقم السياسي بغية شراء الوقت دون أي أفق في المنظور، تماما” كما هو الحال مع الموت السريري البطيء

أحمد الأسعد/17 تشرين الثاني/17

قيل الكثير في الأزمة السياسيّة التي ضربت لبنان مع استقالة الرئيس سعد الحريري. ولكن بغض النظر عن كل التفاصيل والظروف والأسباب، فإنّ الأمثولة الأكبر التي يجب أن نتعلّمها من التجارب التي خضناها كل هذه السنوات السابقة، هي أنّ المحور الذي نتعاطى معه، أي محور النظام الإيراني ومن يدور في فلكهه، لا تنفع معه التنازلات والتسويات، ولا هي العلاج الأنسب. فتحت شعار التسوية، يتم في الحقيقة تسليم لبنان الى ” حزب الله” و تحت شعار السلم الأهلي، نعيد تسليم البلد إلى غير أهله.
فالتابعون لهذا المحور في بلدنا هم كأسيادهم في إيران ، يعتمدون سياسة القضم أو “خذ وطالب”، لأنّ مقاربتهم للموضوع اللبناني والعربي بشكل عام مبنيّة على الأطماع والتوسّع، وكلّما تعاملنا معهم بحسن نيّة زاد سوؤها لديهم. وهذا ما حصل تحديدا” عام 2005 مع التحالف الرباعي الذي استخدموه كمنصّة انطلاق جديدة نحو الإستحواذ على لبنان وقلب قوّة الدفع التي أُعطيت لما كان يسمى آنذاك بقوى 14 آذار.
واستَكمَلَ هذا المحور سياسة القضاء على ثورة الأرز باستخدام سلاحه في الداخل اللبناني في 7 أيّار 2008، وتَوَّجها بالانقلاب على الحكومة وتشكيله حكومة القمصان السود.
إن الأخطاء المتكررة للقوى السياسية التي تدّعي أنها قوى سيادية هي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم في لبنان.
فالتسويات والتحالفات التي حصلت،أكانت فوق الطاولة أو تحتها هي التي جعلت من “حزب الله” المتّحكم الوحيد بمفاصل القوّة في البلد.
لن يتعافى لبنان ولن ينهض لبنان على جميع الأصعدة أكانت إقتصادية، اجتماعية أو سياسية، إلاّ اذا تم تحجيم “حزب الله” ليصبح حزبا” سياسيا” كغيره من الأحزاب اللبنانية.
و للوصول الى هذا الهدف، لا بد من المواجهة مهما كانت الظروف.
أماّ ما يسمّى “بالتسوية الوطنية” وهي في الواقع “الكذبة الوطنية” فما هي الاّ بدعة اخترعها هذا الطقم السياسي بغية شراء الوقت دون أي أفق في المنظور، تماما” كما هو الحال مع الموت السريري البطيء.