المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 كانون الثاني/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins17/arabic.january30.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَاحِدٌ يَزْرَعُ وآخَرُ يَحْصُد. أَنَا أَرْسَلْتُكُم لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا أَنْتُم فِيه. آخَرُون تَعِبُوا، وأَنْتُم في تَعَبِهِم دَخَلْتُم

وٱغْتَنَمَتِ الخَطِيئَةُ الفُرْصَةَ مِنَ الوَصِيَّة، فأَثَارَتْ فِيَّ كُلَّ شَهْوَة، لأَنَّ الخَطِيئَةَ بِدُونِ الشَّرِيعَةِ مَيْتَة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الانتخابات النيابية اللبنانية ١٩٥٧ : تقسيم الدوائر يطيح بجنبلاط وسلام واليافي

د.فارس سعيد: الرئيس "القوي" هو قوي طالما حزب الله يجعل منه قوي ويستخدمه لتصفية حساباته مع أخصامه ويرتضي ان يكون عصا بيد الحزب.. نرفض هذه الوظيفة.

عون : لا افكر بولاية تانية بل ان تكون لي خلافة جيدة/نوفل ضو/فايسبوك

تزوير التاريخ لا يجوز/نوفل ضو/فايسبوك

نصيحة للأصحاب والرفاق والزملاء الذين قرروا التحالف مع العونيين/نوفل ضو/فايسبوك

بدون تعليق/نوفل ضو/فايسبوك

من قانون "كنعان" الى قانون "جبران/نوفل ضو/فايسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 29/1/2017

عون مع التوافق على أي قانون عدا الستين... مصادر رئاسية: جنبلاط يمارس الأحادية/"النهار" هدى شديد

"الرباعية" غير المنتجة تراوح مكانها على عكس "بشرى" جعجع بري: قدمتُ ما عندي... لن أخالف الدستور والكرة عند الحكومة/رضوان عقيل/النهار

جعجع: إقرار قانون جديد للانتخاب قريباً

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تصعيد عون أزعج الحريري

تلاسن بين إيلي ماروني وسليم عون

 ريفي ردًّا على عون.. "التهديد مرفوض"

مقتل لبنانيان بصفوف داعش في سوريا

سليمان وجّه كتاباً إلى عون وبري والحريري: المختلط غير دستوري وعرضة للطعن

فريد هيكل الخازن يشنّ هجوماً عنيفاً على "المُختلط": إعدام لـ ٤٥٪‏ من المسيحيين

نادر نفى اتصال الضاهر به: لن أضع يدي بيد من تطاول على الجيش

زهرا: الكتائب ليست من الصف الأول

سامر سعادة يستنكر الحملة الكتائبية على أنطوان زهرا

جنبلاط: ترامب كاليغولا العصر

الموقوفون السوريون لا يُخلى سبيلهم رغم قرارات القضاة/صبحي أمهز /المدن

قانون الانتخابات: لعبة الطمع/منير الربيع /المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب: نحتاج لحدود قوية وعمليات تدقيق مشددة

هكذا رد ترامب على موجة الاحتجاجات ضد قرار الحظر ويعد بالمزيد

وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس: هذه ملامح خطة ترامب "السرية" لضرب تنظيم الدولة

إجراءات جديدة لإدارة ترامب تتعلق بالزائر الأجنبي لأمريكا

ترمب: منع السفر الذي فرضته ليس "حظرا على المسلمين"

حاملو البطاقة الخضراء لا يشملهم قرار ترمب

مطار بيروت:إعادة أسرة مسيحية سورية بعد وصولها فيلادلفيا

ترامب والملك سلمان يثيران قضايا حساسة باتصال هاتفي.. ما هي؟

العفو الدولية: قرار ترمب ينتهك القوانين وسنواجهه قضائيا

إيران ترد بالمثل.. وتمنع رعايا أميركا من دخول أراضيها

الجيش السوري يقترب من السيطرة على مدينة الباب

أين اختفى أبو بكر البغدادي؟

القاسم يؤكّد ان الأسد طريح الفراش

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"الخلطة الرباعية"... أي معايير/نبيل بومنصف/النهار

القانون المختلط الوحيد الباقي يتقدم الجميع يحكون مع الجميع لتمرير "أفضل الممكن"/ايلي الحاج/النهار

عن فشل «الرباعيّة»... ونصيحة بري/بيل هيثم/جريدة الجمهورية

أيّ كتلة نيابية سيورِّثها وليد لتيمور/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

جهوزية الجيش للإنتخابات... وإنتخاب العسكريِّين/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

تجاوز «قطوع» قانون الانتخاب على «الطريقة اللبنانية»/وسام سعادة/المستقبل

الانتخابات لا تتعطّل والتأليف لا يطول لو حُسم الخلاف على نصوص مُلتبسة/اميل خوري/النهار

هل بدأ شهر العسل الرئاسي - الحكومي يترنح أمام مطبات تحديات الحكم والانتخابات/سابين عويس/النهار

ليتنا عطّلنا النصاب/منير الربيع /المدن

لبنان بين الشغور والشغور/عديد نصار/العرب

هل يفعلها وليد جنبلاط/بديع قرحاني/أي ام ليبانون

ضبابية انتخابات الرئاسة في فرنسا/رندة تقي الدين /الحياة

حلب آخر معارك روسيا بانتظار قمة بوتين – ترامب/جورج سمعان/الحياة

«الرئيس».. «المؤدلج»/علي نون/المستقبل

دونالد ترامب.. إنه ناقوس الخطر/نبيه البرجي/الديار

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون في مقابلة مع محطة اخبارية فرنسية: لا احد اقوى من الدولة لان بذلك نصل الى فوضى

لهذا السبب زار رياشي بنشعي

جورج نادر على لائحة ريفي والضاهر في عكار

النائب اسطفان الدويهي شكر المطمئنين الى صحة ابنته: نحن اليوم اكثر ايمانا ان الارهاب لا دين ولا جنسية له واكثر اصرارا على العمل لأمن لبنان

باسيل من مار مخايل: غربال الانتخابات يفصل الحبة الكبيرة عن الصغيرة عمار: نريد قانونا عصريا لا يقصي أحدا ويتفهم هواجس الجميع

نعيم قاسم: إطالة البحث في قانون انتخاب للمحافظة على بعض الزعامات أمر غير منطقي ونقترح العودة إلى النسبية على أساس 13 دائرة

تشييع عاصي في جبل محسن بمأتم رسمي وشعبي

الراعي في العشاء الخيري لكاريتاس: لدعمها والإقرار بجميلها

الراعي: لا تسن القوانين على قياس أشخاص وفئات بل على قياس لبنان وشعبه

ابراهيم في حفل تكريمه في صور: تتسع رقعة الامل في ان يعود لبنان كما نريده في ظل عهد جديد واعد بعيدا من فساد المفسدين

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

وَاحِدٌ يَزْرَعُ وآخَرُ يَحْصُد. أَنَا أَرْسَلْتُكُم لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا أَنْتُم فِيه. آخَرُون تَعِبُوا، وأَنْتُم في تَعَبِهِم دَخَلْتُم

إنجيل القدّيس يوحنّا04/من31حتى38/:"فِي أَثْنَاءِ ذلِكَ، كَانَ التَّلامِيذُ يَطْلُبُونَ مِنْهُ قَائِلين: «رابِّي، كُلْ». فَقَالَ لَهُم: «أَنَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ وأَنْتُم لا تَعْرِفُونَهُ». فقَالَ التَّلامِيذُ بَعضُهُم لِبَعض: «هَلْ جَاءَهُ أَحَدٌ بِمَا يَأْكُلُهُ؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةِ مَنْ أَرْسَلَنِي، وأَنْ أُتِمَّ عَمَلَهُ. أَمَا تَقُولُونَ أَنْتُم: هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَيَحِينُ الحِصَاد؟ وهَا أَنَا أَقُولُ لَكُم: إِرْفَعُوا عُيُونَكُم وٱنْظُرُوا الحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ٱبيَضَّتْ لِلحِصَاد. أَلحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَة، ويَجْمَعُ ثَمَرًا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، لِكَي يَفْرَحَ الزَّارِعُ والحَاصِدُ مَعًا. فيَصْدُقُ القَوْل: وَاحِدٌ يَزْرَعُ وآخَرُ يَحْصُد. أَنَا أَرْسَلْتُكُم لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا أَنْتُم فِيه. آخَرُون تَعِبُوا، وأَنْتُم في تَعَبِهِم دَخَلْتُم».

 

وٱغْتَنَمَتِ الخَطِيئَةُ الفُرْصَةَ مِنَ الوَصِيَّة، فأَثَارَتْ فِيَّ كُلَّ شَهْوَة، لأَنَّ الخَطِيئَةَ بِدُونِ الشَّرِيعَةِ مَيْتَة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة07/من07حتى13/:"إِذًا فَمَاذَا نَقُول؟ هَلِ الشَّرِيعَةُ خَطِيئَة؟ حَاشَا! لكِنِّي مَا عَرَفْتُ الخَطِيئَةَ إِلاَّ بِوَاسِطَةِ الشَّرِيعَة. فإِنِّي مَا عَرَفْتُ الشَّهْوَةَ لَو لَمْ تَقُلِ الشَّرِيعَة: «لاتَشْتَهِ!». وٱغْتَنَمَتِ الخَطِيئَةُ الفُرْصَةَ مِنَ الوَصِيَّة، فأَثَارَتْ فِيَّ كُلَّ شَهْوَة، لأَنَّ الخَطِيئَةَ بِدُونِ الشَّرِيعَةِ مَيْتَة. أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ حَيًّا مِنْ قَبْلُ بِدُونِ الشَّرِيعَة. ولَمَّا جَاءَتِ الوَصِيَّةُ عَاشَتِ الخَطِيئَة، ومُتُّ أَنَا، والوَصِيَّةُ الَّتي هِيَ لِلحَيَاة، صَارَتْ لي هيَ نَفسُهَا لِلمَوت؛ لأَنَّ الخَطِيئَةَ ٱغْتَنَمَتِ الفُرْصَةَ مِنَ الوَصِيَّةِ فأَغْوَتْنِي، وبالوَصِيَّةِ قَتَلَتْنِي. إِذًا فَٱلشَّرِيعَةُ مُقَدَّسَة، والوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وعَادِلَةٌ وَصَالِحَة. إِذًا فَهَل صَارَ لِيَ الصَّالِحُ مَوْتًا؟ حَاشَا ! إِلاَّ أَنَّ الخَطِيئَة، لِكَيْ تَظْهَرَ خَطيئَة، إسْتَعْمَلَتِ الصَّالِحَ فَعَمِلَتْ فِيَّ مَوْتًا، حتَّى بَلَغَتِ الخَطيئَةُ بِوَاسِطَةِ الوَصِيَّةِ أَقْصَى حُدُودِ الخَطيئَة."

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الانتخابات النيابية اللبنانية ١٩٥٧ : تقسيم الدوائر يطيح بجنبلاط وسلام واليافي

من الأرشيف/شهد عهد الرءيس كميل شمعون تحولات وازمات إقليمية كبيرة ادت الى انقسام سياسي حاد في لبنان، كان ابرزها أزمة قناة السويس سنة ١٩٥٦. رفض الرءيس كميل شمعون قطع العلاقات مع الغرب، بعد العدوان البريطاني - الفرنسي - الاسراءيلي على مصر. تشكلت على الأثر جبهة ضده كان ابرز أعضاءها: الروءساء عبدالله اليافي وصاءب سلام في بيروت، كمال جنبلاط في الشوف، حميد فرنجية في زغرتا، معروف سعد في صيدا. مع ان شمعون لم يصرح عن رغبته في تجديد ولايته، غير ان خصومه اتهموه بانه يمني النفس في ذلك، لكن كان واضحا انه صمم على إسقاط رموز المعارضة في الانتخابات النيابية المقبلة سنة ١٩٥٧ عاونته بذلك وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مكافأة له على موقفه من أزمة قناة السويس. Wilber Crane Eveland مندوب السي اي اي في بيروت يقول انه قام بعدة زيارات الى القصر الرءاسي في القنطاري حاملا حقائب مليئة بالدولارات الاميركية لمساندة معركة الرءيس شمعون ضد المعارضة، يروى ايضا ان بعض دول الخليج النفطية قدمت مالا ايضا. في الجهة المقابلة يقال ان مصر ساندت المعارضة ماديا. من ناحيته وبعد الدعم الأميركي قام الرءيس شمعون بتعديل قانون الانتخاب. فبعد تبني النظام الأكثري على قاعدة الدائرة الفردية والصغرى في انتخابات ١٩٥٣ واقتصار عدد النواب على ٤٤ ناءبا. جاء القانون الجديد ليرفع عدد النواب الى ٦٦ ناءبا، ووسع حجم الدوائر ليبلغ ٥ نواب في بعض الدوائر. ساهم تقسيم الدوائر في كل من بيروت والشوف وعالية باسقاط كبار رموز المعارضة صاءب سلام وعبدالله اليافي في بيروت وكمال جنبلاط في الشوف. فقد قسمت بيروت الى دائرتين انتخابيتين. الدائرة الاولى ضمت الأشرفية-الصيفي- المزرعة-المصيطبة. الدائرة الثانية ضمت الرميل- المدور- المرفاء-الباشورة-زقاق البلاط-مينا الحصن-دار المريسة- راس بيروت. وهكذا طغى في الدائرة الاولى الصوت المسيحي على الصوت السني وفي الدائرة الثانية طغى الصوت المسيحي مع الصوت الشيعي على الصوت السني، فسقط كل من صاءب سلام وعبدالله اليافي. اما في الجبل فقد ضمت الدامور المسيحية الشوفية الى قضاء عاليه حيث سقط مرشحي كمال جنبلاط على حساب تحالف شمعون-ارسلان(مجيد). اما الشوف فقد قسم الى دائرتين : الاولى دير القمر-شحيم (اقليم الخروب) والثانية بعقلين-جون التي امتدت من عين زحلتا شرقا مرورا بالمختارة الى الرميلة ساحلا. وهكذا طغى في الداءرة الاولى الصوت المسيحي على الصوت السني، وفي الثانية طغى الصوت المسيحي على الصوت الدرزي فسقط كمال جنبلاط وفاز مكانه قحطان حمادة.

 

د.فارس سعيد: الرئيس "القوي" هو قوي طالما حزب الله يجعل منه قوي ويستخدمه لتصفية حساباته مع أخصامه ويرتضي ان يكون عصا بيد الحزب.. نرفض هذه الوظيفة.

تويتر/28 كانون الثاني/17

*تبدو الاحزاب اللبنانية "محلية" امام حزب الله المدعوم اقليميا والمشارك في اعادة تشكيل المنطقة.

*إختزال لبنان بالطوائف والطوائف بأحزاب الأحزاب بزعماء يخدم مشروع حزب الله -"طائفته مميزة وحزبه مسلح وزعيمه يقوم بادوار اقليمية" لا منافس.

*انتقاد البعض قانون الانتخابات مشروع انما غير مفيد المهم اجراء الانتخابات والاهم العمل على رفع وصاية السلاح والطوائف والاحتكارات عن لبنان.

*صعود اليمين الفرنسي في محاولةً لاستنساخ تجربة اميركا مذهل.

*هناك من انتمى الى احزاب مشهود لها تضحيات كبرى انا انتميت لقضية ١٤ اذار العريقة وسأتابع المسيرة من موقع جبيلي ماروني لبناني.

*قانون الانتخابات له وعليه انما علاقتي بأهل جبيل ثابة وانا جزء منهم ترشيحي عن المقعد الماروني حتمي ولا رجوع (هناك اليوم من سأل لذا أوضح).

*لمن يهمه الامر(لان من هو قلق بشأني) سأترشح على المقعد النيابي الماروني في جبيل أيا يكن القانون.

*خبر دوريات روسية في شوارع دمشق تأكد؟

*كل أشكال التمييز العنصري فشلت عبر التاريخ.. إبادة اليهود أعطتهم دفع استثنائي واليوم قرار ترامب ضد المسلمين سيعطي مبررات للعنف والاٍرهاب.

*بناء جدار بين المسلمين و المسيحيين في العالم لا يحل أزمة الاٍرهاب بل يفاقمها ونحن أكثر مسيحيين في العالم على تماس مع المسلمين ونعرف.

*تدبير ترامب منع السفر للمسلمين الى اميركا يزيد حقد المسلمين تجاه الغرب مما يشكل خطر على البشرية.

*الرئيس "القوي" هو قوي طالما حزب الله يجعل منه قوي ويستخدمه لتصفية حساباته مع أخصامه ويرتضي ان يكون عصا بيد الحزب.. نرفض هذه الوظيفة.

*حزب الله يريد انتخابات اليوم قبل غد لإستثمار فوري لواقعه العسكري قبل تبدل الأحوال وهو الذي يفرض قانونا على قياسه ليس الرئيس "القوي".

*لن تحل أزمة الاجئين ولا أزمة التطرّف والاٍرهاب بإقامة جدران عالمية انما بفهم اسباب المرحلة ونزع الدرائع وتحديد الاٍرهاب ومحاربته.

*للإيضاح لقاء سيدة الجبل لن يعالج قانون الانتخابات وموضوع الاحجام يحدد الدور الذي يعطي للمسيحيين القدرة والفعالية بمعزل عن عدد كراسيهم.

*من الأفضل ان يأخذ حزب الله لبنان بالإنقلاب العسكري بدل من مشاركة احزاب وقامات كبيرة بتشريع وضع يده علينا.

*اطلق نوفل ضو اسم قانون جبران على الاقتراح الحالي تيمنا بقانون كنعان وهو على حق... من الأفضل تعيين النواب.

*المكاسب الطائفية على حساب لبنان لا تبني بلد بدليل الحقبة السورية حين حقق بعض الاحزاب والزعماء والطوائف مكاسب وخسر لبنان لا تكرروا التجربة.

*لا قيمة للمقاعد التي يحصل عليها حزب او طائفةراذا سقط لبنان بايدي حزب الله وايران ارفعوا ايديكم عن لبنان سيدة الجبل.

*رشوة إيرانية لبعض الاحزاب هذا يصبح رئيسا وذاك يصبح زعيما والجميع يسعى للتقارب مع حزب الله واستسلام القوى وانتخاب عون أنهى لبنان نرفض.

*لا تسمحوا لإيران وضع يدها على لبنان مقابل حفنة من المكاسب والكراسي ما تقوم به بعض الاحزاب والشخصيات خيانة وطنية ارفعوا ايديكم عن لبنان.

*اختزال لبنان بالطوائف والطوائف بالأحزاب والاحزاب بزعماء يخدم مصلحة الطائفة المميزة والحزب المسلح و الزعيم الأكبر: حسن نصر الله نريد لبنان.

*كل من يساعد إمساك حزب الله بالدولة اللبنانية عبر الانتخابات هو خصم لبنان وسنحاسبه حتى لو أمن لطائفتي ٦٤ مقعدا فلا قيمة للكراسي اذ غاب لبنان.

*تراجع دور ايران في سوريا مع ادارةً ترامب وتحاول "التعويض" في لبنان- قانون الانتخابات مجال تعويضي ثمين لوضع اليد على لبنان... سنحارب كل من سهل.

*اذا تأكدت الصيغة المتداولة لقانون الانتخابات يتأكد ايضا ان رئيس جمهورية لبنان هو حسن نصرالله والدولة مجلس بلدية لبنان والاحزاب لا شيء.

 

عون : لا افكر بولاية تانية بل ان تكون لي خلافة جيدة .

نوفل ضو/فايسبوك/29 كانون الثاني/17

العمى شو هالخبر الأسود هيدا! ولو ؟! عالقليلة خلونا مبسوطين يوم الأحد! بس لا تكرهوا شيئا لعله خير لكم... يمكن الله راد نسمع هالخبر العاطل لحتى نخصص قداديس الأحد على نية قبول عون التراجع عن قرارو وعن التفكير العاطل بإنو ما بدو ولاية تانية... يللي قدس قبل الظهر قبل ما يسمع الخبر رجاء في قداديس كتير من عشية بترجاكن ترجعوا تقدسوا على هالنية مرة تانية. ويللي ما في قداس برعيتو من عشية خلونا كلنا نتوجه على حريصا ونركع على إجرين العدرا، او على قبر مار شربل أو رفقا او الطوباوي اسطفان ونقدس ونعترف على نية واحدة: "يرجع عون عن قرارو بعدم التفكير بولاية تانية"!

أما بخصوص الخلافة، فأصلا مش حابب فكر بمبدأ إنو عون ممكن تخلص ولايتو ! يا رب أبعد عنا كأس نهاية ولاية عون ... ولكن لتكن مشيئتك لا مشيئتنا!

 

 تزوير التاريخ لا يجوز

نوفل ضو/فايسبوك/29 كانون الثاني/17

لم أكد انتهي من مشاهدة الصديق والزميل والرفيق شارل جبور في مطالعته على تلفزيون الجديد عن أن ميشال عون وسمير جعجع يمثلان الوجدان المسيحي حتى طالعتنا وسائل الإعلام بحديث لعون الى التلفزيون الفرنسي يقول فيه ما حرفيته:

"الرئيس الاسد يشكّل القوة الوحيدة التي بامكانها اعادة فرض النظام واعادة لمّ شمل الجميع."

العزيز شارل يقول بأن الوجدان المسيحي اليوم هو عند سمير جعجع وميشال عون مثلما كان عند كميل شمعون وبيار الجميل من قبل ...

أفهم وأؤكد أن جعجع يمثل ضمير المسيحيين ... ولكن كنت أتمنى على العزيز شارل خصوصا أنه اليوم ناطق باسم القوات اللبنانية ألا يهين كميل شمعون وبيار الجميل بتشبيه سياستهما بسياسة العماد عون...

من حقه وواجبه ودوره أن يدافع عن التحالف السياسي بين القوات والتيار وأن يستنبط ما يريد من حجج لإقناع الناس بهذا الحلف ... ولكن تزوير التاريخ لا يجوز ...

هل كميل شمعون وبيار الجميل أيدا سلاحا غير شرعي على أرض لبنان؟ وهل أيدا نظام آل الأسد وجرائمه؟ هل أيدا سياسة محور الصمود والتصدي العربي المستمر اليوم تحت مسمى محور المقاومة الإيراني؟

بكل محبة لك يا عزيزي وبكل احترام لنضالات القوات اللبنانية وتضحياتها رجاء برر التحالف بما تريد ولكن احترم ذكاءنا وقدرتنا فقط على القراءة والكتابة في كتب التاريخ وأرشيف الصحف والمجلات... ولا اقول لك احترم تضحيات كل منا وفكره المعبر عن الوجدان المسيحي!

وأخيرا حصر الوجدان المسيحي بسمير جعجع وميشال عون ليس فقط خطأ سياسيا وتاريخيا ولكنه خطيئة سياسية أولا أن تشبه سمير جعجع بميشال عون وثانيا أن يكون ميشال عون ممثلا للوجدان المسيحي أكثر من ريمون إده ودوري كميل شمعون وسامي أمين بيار الجميل وصلاح إدوار حنين وميشال رينيه معوض وميشال سليمان وفارس سعيد وكثيرين من المناضلين المجهولين!

رجاء من الشتامين عدم محاولة الرد احتراما لقدرة شارل جبور على النقاش ولكي لا تأتي ردودكم الركيكة المعتادة وكأنها تمثل رأي شارل جبور والقوات في كلام سياسي لا يسيء في الشخصي الى أحد!

 

نصيحة للأصحاب والرفاق والزملاء الذين قرروا التحالف مع العونيين

نوفل ضو/فايسبوك/29 كانون الثاني/17

نصيحة للأصحاب والرفاق والزملاء الذين قرروا التحالف مع العونيين وهذا حق طبيعي من حقوقهم وخيار ديمقراطي بامتياز ... ولكني ألفت انتباههم الى ضرورة الإسراع في تحضير تفسيرات مهمة لنتائج الإنتخابات النيابية المقبلة... عون يقول إنه يمثل 70 بالمئة من المسيحيين... وغدا لنفترض أن التحالف بين عون والقوات وبعض المستقلين المؤيدين للتحالف فاز ب 80 أو حتى 85 بالمئة من الأصوات... هل هذا يعني أن حلفاء عون كلهم هم في حدود ال 10 بالمئة أو 15 بالمئة على أبعد تقدير؟ وماذا إذا فاز التحالف ب 70 بالمئة من الأصوات هل يعني أنهم يساوون صفرا؟ وإذا لا سمح الله فاز التحالف بأقل من 70 بالمئة كيف ستكون القراءة السياسية للأرقام؟

ملاحظة: بشار الأسد وحده عادة ما يفوز ب 80 و 85 بالمئة من الأصوات بعدما سار في الطريق الديمقراطي خلافا لوالده حافظ الأسد الذي كان يفوز ب 99 بالمئة من الأصوات!

 

بدون تعليق ...

نوفل ضو/فايسبوك/29 كانون الثاني/17

جعجع: بشار الأسد بات تفصيلاً صغيراً في معمعة كبيرة... لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا.(القبس 27 كانون الثاني 2017)

عون: الرئيس الاسد يشكّل القوة الوحيدة التي بامكانها اعادة فرض النظام واعادة لمّ شمل الجميع. (التلفزيون الفرنسي 29 كانون الثاني 2017)

 

من قانون "كنعان" الى قانون "جبران

نوفل ضو/فايسبوك/29 كانون الثاني/17

من قانون "كنعان" الى قانون "جبران" ... تعددت التسميات وتزوير التمثيل واحد!

من يريد تمثيلا صحيحا للمسيحيين لا يتقاسم المقاعد المسيحية في المناطق المختلطة مع السنة والشيعة والدروز من خلال النظام النسبي ويبقي كل المقاعد المسيحية في كل الأقضية المسيحية على الأساس الأكثري! إنها صفقة على حساب التمثيل المسيحي الصحيح والتنوع والتعددية!

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 29/1/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

قرارات ترامب منع دخول رعايا سبع دول إلى الولايات المتحدة، أربك شركات الطيران العالمية، واحتجز المواطنين في مطارات العالم وأميركا، بعدما استجابت له مطارات دولية بينها مطار بيروت، الذي وصلت إليه عائلة سورية مسيحية بعدما منع دخولها أميركا، وقد بدأت شركات الطيران فيه تطبيق هذا القرار، التزاما بالاجراء الأميركي الذي لاقى ردود فعل دولية شاجبة، أبرزها لمنظمة العفو الدولية التي اعتبرت أنه ينتهك القوانين الدولية، فيما رأت ايران في هذا القرار هدية للمتطرفين.

وفي الداخل، انشغل اللبنانيون بالعاصفة "بيرلا" التي انحسرت وخلفت جليدا اكتسح القرى وعزل المناطق، فيما هاجس قانون الانتخاب يشغل المسؤولين، في ظل تفاؤل جدي بإمكانية انجاز قانون جديد، وقد برز في المواقف اليوم، ما كشفه الوزير باسيل إذ قال: طرحنا اعتبار المسيحيين مذهبا واحدا.

وعلى صعيد الحراك الانتخابي، وفي اطار اللقاءات والمشاورات، يواصل وفد "اللقاء الديمقراطي" جولته، ويزور غدا الصيفي حيث يلتقي رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل.

بدوره يزور وفد كتائبي عين التينة غدا أيضا، ويجتمع بالرئيس نبيه بري، عارضا المستجدات الانتخابية.

وبعيدا عن الهموم السياسية والانتخابية، انجاز لبناني عالمي سجلته الاعلامية داليا فريفر التي رفعت اسم لبنان إلى موسوعة "غينيس". إذ حاورت فريفر، وعلى مدى أربع وعشرين ساعة، أكثر من تسعين ضيفا في استديوهات "تلفزيون لبنان"، في شتى المواضيع التي تهم الناس، وكل مقابلة لمدة ربع ساعة فقط بحسب الشروط التي وضعتها "غينيس". وحوارات فريفر تمت بحضور مندوب من "غينيس".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

قانون الانتخابات في مرحلة أبجد. لاحت مؤشرات المختلط، ولم تتحقق نتائج فعلية. العمل ماض في الاجتماعات الرباعية التي تعود غدا. وسيناريوهات طرحت لاقت اعتراضات مبدئية حول الخلط والمخلوط، باعتباره التفافا على النسبية، أو لإرضاء قوى وعدم إبعاد شخصيات، وضمان موافقة كتل نيابية.

الطروحات ربما هي التي دعت النائب وليد جنبلاط إلى التغريد سائلا: يا ترى من هو الجوكر الحقيقي وراء الستار؟. لم يفصح زعيم "التقدمي" أكثر. لكن البحث السياسي مفتوح عن صيغة تطيح "الستين" لا ترث الصيغة الحالية.

كل الاحتمالات قائمة. والرئيس نبيه بري يستعجل الاتفاق، وينتظر من الحكومة أن ترسل إلى مجلس النواب مشروع قانون الانتخاب.

في العالم، قرار أميركي تجاوزت أبعاده الدول السبع التي منع الرئيس دونالد ترامب مواطنيها من دخول الولايات المتحدة. تحركات شعبية وقرارات قضائية واعتراضات سياسية.

ماذا يفعل أصدقاء الأميركيين؟.

الولايات باشرت تنفيذ القرار، ومطارات العالم تلتزم، كما حال الطيران في مطار بيروت، خشية من إعادة المسافرين.

القرار الأميركي توازيه عودة "ترامبية" عن مشروع المناطق الآمنة في سوريا، وتأجيل دراسة القرار إلى زمن لاحق، مناسب.

لكن على الأرض السورية، كان الجيش يوسع من إنجازاته، ويعيد لدمشق المياه من نبع الفيجة، لينهي مرحلة القحط نهائيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

رياح السلام هبت من وادي بردى. حسم الجيش السوري الموقف. واللعب على الوقت خطأ لم يجن الارهابيون منه سوى قطع المياه عن دمشق لأيام إضافية.

حال عين الفيجة كحال عيون السوريين، دفاقة بأمل الخلاص القريب من الارهاب، وإعادة مياه النبع إلى قنوات أحياء دمشق ومنازلها، إنجاز لثمرة عمليات عسكرية وتفاوضية مكثفة وناجحة.

في لبنان، عيون الناس تنام على حلم بجديد، لكنها تصحو على حقيقة مغايرة. بعد استقرار الوضع الرئاسي والحكومي والنيابي، لا يزال البحث عن قانون الانتخاب ينتقل من مرحلة إلى أخرى. من تعقيد إلى آخر، مع تسلل بعض الأفكار والتشوهات إلى المشاورات القائمة.

لا جديد خرج إلى النور من اللقاءات الرباعية، والحال على ما هي عليه،…صيغ وأرقام وتقسيمات يطرحها البعض في الاعلام، لا تتوافق مع أي اتفاق أو حتى مع أي فصل من الحوار الدائر حول القانون العتيد.

في المنطقة، قرارات دونالد ترامب تتسلل في فلسطين المحتلة مزيدا من الاستيطان، وفي دول عربية مزيدا من العدوان. اليمن ضحية ثابتة لحلفاء الادارات الأميركية المتعاقبة، والبحرين ساحة للقمع الجائر المغطى أميركيا. اليوم البحرانيون لبوا دعوة العلماء بوجه القمع وانطلقوا في الشوارع، لبسوا الأكفان وكتبوا الوصايا، في درب حماية الوجود والدفاع عن الرموز الوطنية على رأسها آية الله الشيخ عيسى قاسم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

اعتبرت قوى سياسية كثيرة، ان التوافق الرباعي على قانون انتخابي مختلط، يشكل اقصاء لشريحة واسعة من اللبنانيين، ويرد المتوافقون على المختلط بأن ما توصلوا إليه ليس بالضرورة القانون الأمثل، لكنه أفضل بأشواط من قانون "الستين". ويقفلون مطالعاتهم بالقول: لقد أمضينا عشر سنوات نبحث عن قانون، وهذا ما توصلنا إليه، هاتوا ما عندكم، المجال مفتوح حتى العشرين من شباط، وليأخذ الباحثون في حسبانهم تحفظات الطوائف وهواجسها، والتي أثبتت انها أقوى من أي قانون.

مشاكل لبنان تبدو صغيرة مقارنة بالمآسي التي دخل فيها النظام العالمي، في ظل "طحشة" الثور الأميركي على كل الاتفاقات والمواثيق والأعراف. فالرئيس ترامب الذي يطبق كل حرف مما قاله في حملته الانتخابية، ولد تسونامي حقيقيا سيحتاج العالم إلى وقت غير قصير لاستيعابه.

في الانتظار، لبنان الذي شغله الأمن وقانون الانتخاب وضربته موجة الصقيع، سيحظى بليلة دافئة ليست كالليالي، سيتلألأ فيها نجوم "الرقص مع النجوم" في حلقته الأخيرة هذا الموسم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يتفق العاملون على انتاج قانون عتيد للانتخابات، على توصيفه بأبغض الحلال أو أهون الشرور، أو بالمخرج المقبول لأزمة غير مقبولة قد تنتج عن العمل ب"الستين" أو الذهاب إلى التمديد. فبين هذين الشرين، يبقى أي قانون أخف وطأة وأكثر قابلية للتفاهم حوله، وإن كان الاجماع حوله بعيد المنال ولا تطاله آمال اللبنانيين- جميع اللبنانيين- المعلقة على قانون انتخابات عادل ومنصف وميثاقي ومبدد للهواجس وطارد للمخاوف.

القانون العتيد قريبا، كما أمل رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل. القانون الجديد المختلط يقاربه الجميع بتفاؤل وتحفظ وحذر. تفاؤل بتخطي "الستين" والتمديد. وتحفظ على النتائج. وحذر حيال الكشف عن المناقشات واعلان موعد تصاعد الدخان الأبيض.

تحضير الأرضية للمرحلة المقبلة، قانونا وانتخابات وتحالفات ومعادلات، شكل عنوانا بارزا لمضمون واسع في جولة باسيل في بعبدا: "التفاهم مع حزب الله بي التفاهمات"، وهو الذي ازال خطوط التماس بين المناطق. والتفاهم مع "القوات" أزال خطوط التماس بين الأخوة وفي الداخل المسيحي. والتفاهم مع "المستقبل" يهدم جدران التهميش، ويبني جسور الشراكة. وهي مواقف تضاف إلى مواقف أطلقها باسيل من أيام من سن الفيل، مضمونها ان هدف "التيار الوطني الحر" الفوز في الانتخابات المقبلة، وإعادة تشكيل الحياة السياسية وتمتين الحضور المسيحي.

وعلى المقلب الوطني الأوسع والأشمل من المعادلة، اطلالة للرئيس ميشال عون على فرنسا وأوروبا والعالم الفرانكوفوني، هي الأولى له منذ تسلمه مقاليد الرئاسة، في حديث إلى محطة فرنسية أطلق فيه مواقف واضحة وصريحة ومباشرة، من الوضع في لبنان وسوريا والتطورات الاقليمية والدولية، ومنها ان الرئيس السوري بشار الأسد باق، وان الذين طالبوا برحيله يجهلون تاريخ سوريا، مؤكدا ان التعددية ستنتصر والتطرف سينكسر، ولبنان سيكون المثال الذي سيحتذي به العالم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

انتهى الحلم الأميركي، وأميركا التي نعرفها لم تعد هي ذاتها. فالدولة العظمى وحلمها الكبير القائم على ان كل الناس خلقوا متساوين وان لهم حقوقا كالحياة والحرية والسعي إلى السعادة، تغيرت وقلبت مبادئها، بتوقيع على مرسوم يعلق استقبال اللاجئين تحت شعار حماية الأمة من دخول ارهابيين أجانب.

أطاح الرئيس دونالد ترامب بأحلام مئات آلاف المهاجرين، وجعل الظلم يلحق بالضحية مرتين، مرة حيث الفقر والجوع والخوف والموت، ومرة حين دمر الأمل ولو حتى بمحاولة الهروب إلى الأفضل.

أميركا العظمى تحولت إلى أميركا الغاضبة، وقراراتها لم تعد تشبهها، فمن سيمنع تحويل أرض الأحلام إلى أرض الخائفين؟، ومن سيذكر الادارة الأميركية الجديدة ان البلاد القائمة على الحرية والمساواة، لا يمكن ان تتحول فجاة إلى بلاد عنصرية فئوية؟.

كتب توماس فريدمان: مؤسس "آبل" ستيف جوبز هو ابن عبد الفتاح الجندلي الذي وصل إلى أرض الأحلام تلميذا من حمص السورية. فمن يعرف ماذا خلف مئات آلاف المهاجرين؟، ومن يحق له اعتبار ان خلف كل هؤلاء ارهابي من دولة سمت نفسها اسلامية، فوصمت دولا وشعوبا ودينا بارهاب حول الدولة العظمى إلى دولة خائفة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

العواصف التي أثارتها قرارات دونالد ترامب، أربكت مطارات الولايات المتحدة الأميركية، ومعها مطارات دول العالم. كما اربكت المهاجرين من الدول السبع المشمولة بقرار الرئيس الأميركي.

وفيما تسببت قرارات ترامب بموجة احتجاجات شعبية، ترافقت مع أحكام قضائية في ثلاث ولايات أميركية منعت ترحيل المهاجرين إلى بلدانهم. دافع الرئيس الأميركي عن نفسه، معتبرا ان بلاده تحتاج لحدود قوية وعمليات تدقيق مشددة، لتجنيبها الفوضى التي تشهدها أوروبا والعالم.

أما في لبنان، فان العاصفة الطبيعية قد انحسرت، مخلفة وراءها الثلوج والصقيع البارد، وسط استمرار اعلان المواقف الداعية إلى بلورة قانون جديد للانتخابات واجرائها في وقتها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

دخل جنون دونالد ترامب حيز التنفيذ رسميا، وبدأ ترجمة شعاراته إلى أفعال ميدانية، فحول مطارات الولايات المتحدة إلى معتقلات ترفع عناوين حماية الأمة من دخول ارهابيين أجانب أميركا.

قرارات يبررها ترامب بأنها وقائية، ستضمن حدودا قوية بخلاف فوضى أوروبا والعالم حاليا، لكن اغلاق الحدود سيشكل تغليفا لأميركا وانعزالا لها، بدأ يحدث ردود فعل داخل المجتمع الأميركي من رأي عام ومحاكم وقضاة.

وفي مطارات لبنان الانتخابية، جنون على مستوى النزوح السياسي الذي سيضرب شريحة واسعة من اللبنانين، ويشل الحركة النسبية، ويطيح بآمال اللبنانيين في التغيير المنشود. فالأربعة الكبار، صانعو الصيغ الانتخابية، لم يتميزوا بأي علامة فارقة عن رجالات الوصاية وقانون كنعان وتقسيمات رستم. فهل هذا ما طمح إليه الرئيس ميشال عون في بداية عهده؟.

وبكل زهو، على شكل انتصار، تحدث الدكتور سمير جعجع عن تحقيق الحلم المنتظر، وعن بذل جهود جبارة. وراح فريق آخر نحو الزعيم وليد جنبلاط، للتهنئة وابلاغه بالفوز بلا معركة. ولا ينفك المقسمون للدوائر، عن تلقين المواطنين دروسا بالتوزيع العادل، فعن أي توزيع نتحدث؟، وأي حلم منتظر؟، هل سألوا الناس رأيها؟، هل استشاروا أيا من القوى السياسية الأخرى؟. هل سأل جعجع نائبه جورج عدوان نفسه عن رأيه بالقانون، وهو المنظر للدعوة إلى نقاش تحت سقف مجلس النواب بندا بندا؟.

فمن استفتى الناس على ممثليها ودوائرها وأقضيتها وصوتها واختلاط طوائفها؟، ومن سأل الحراك الشعبي عن شارع سوف يتحرك إذا ما فرض قانون لثيبت أقدام مافيا الحكم؟.

لم يتعلم أحد من تجربة الانتخابات البلدية، فعندما اتفقت القوى السياسية على بيروت، ظهرت لهم "بيروت مدينتي". وعندما طوقوا طرابلس باتفاق سياسي يدير ظهره للناس، ظهر لهم أشرف ريفي. اليوم بدأت طلائع رباعية حادلة، تختبىء خلف هواجس وليد جنبلاط، لتستعيد السلطة وتتسبب بأضرار في الأرواح السياسية. لكن الضرر الأول سيقع على عهد رئيس أقسم بالعدالة الانتخابية، فقسموا وعده وهددوا عهده.

 

عون مع التوافق على أي قانون عدا الستين... مصادر رئاسية: جنبلاط يمارس الأحادية

"النهار" هدى شديد/كانون الثاني 2017

تحت ضغط الوقت والمهل، تبحث "اللجنة الرباعية الانتخابية" في متاهة ديوجين عن #قانون_انتخاب يوزع سلفاً المقاعد النيابية الـ 128 مع ناخبيهم على قوى الامر الواقع السياسي. الممثَّلون في "اللجنة الرباعية" وكأنهم انفسهم قوى "الحلف الرباعي" في انتخابات العام 2005 مع تعديل طفيف هو أن النائب وليد جنبلاط ليس لولب هذا "الحلف الرباعي" بل خارجه، وان "التيار الوطني الحر" بات هو اللولب ممثلاً عن ثنائيته و"القوات اللبنانية". اما قانونهم اليوم فلا فارق كبيراً بينه وبين "قانون غازي كنعان" الذي خيضت به انتخابات 2005 باستنسابيته، وبتفصيله المسبق على قياسات محظيي تلك المرحلة.

هل الضغط الذي وضعه رئيس الجمهورية العماد ميشال #عون على كل القوى السياسية، وتهديده بايصال المجلس الى الفراغ اذا لم يتم وضع قانون جديد لاجراء الانتخابات في موعدها، هو الذي دفع الى هذه "الخلطة العجيبة" التي تجعل "نائباً بسمنة ونائباً بزيت" في القانون المطروح على الطاولة؟ وهل يقبل رئيس الجمهورية بصيغة القانون المتداول والقائم على الاستنسابية في تقسيم الاكثري والنسبي بين دائرة واخرى ونائب وآخر وناخبين وآخرين، وامكان تعريض القانون للطعن لمخالفته مبدأ المساواة بين النواب والناخبين المنصوص عنه في الدستور؟ تقول المصادر القريبة من رئيس الجمهورية انه "اذا كانت هناك صيغة تحقق اكبر قدر ممكن من التمثيل الصحيح الذي يعطي 64 نائباً مسيحياً باصوات المسيحيين و64 نائباً مسلماً باصوات المسلمين هي صيغة القانون الارثوذكسي او one man one vote والاثنان لم يتم القبول بهما، فما هي الصيغة الأقرب الى تحقيق العدالة والمساواة؟ واذا حصل التوافق او الاجماع على صيغة معينة وإن كانت غير ميثاقية الا انه حصل توافق حولها، فهل نجري الانتخابات على صيغة يرفضها اكثر من 80 في المئة من المكونات؟ واين المشكلة اذا توصلنا الى تحسين وضع قانون الانتخاب ولو بنسبة معينة؟ نحن نبحث عن "صيغة افضل الممكن" في الظرف السياسي الذي نعيشه وبالخلافات السياسية والمخاوف والهواجس القائمة. ولكن الاكيد ان لا قانون ستين ولا تمديد ولا تأجيل للانتخابات حتى إشعار آخر، الا اذا تطلْب القانون الجديد تأجيلاً تقنياً لا يتجاوز الستة الأشهر. فعندها يكون من الضروري اعطاء وقت للتأهيل على تنفيذ القانون الجديد وإدراج بند في صلبه يحدد موعد الانتخابات".

واشارت المصادر الى ان من المواقف الاخيرة للقوى السياسية، "يبدو ان القانون المختلط المتداول به قد "يمشي" وستتم مراعاة جنبلاط. والاجتماعات المتتالية هي للنظر في الصيغة الفضلى لتحقيق العدالة وحسن التمثيل".

هل يحمل رئيس الجمهورية عبء ايصال المجلس الى الفراغ اذا بقي كل فريق يفصّل بهذه الطريقة على قياسه من دون الوصول الى صيغة قانون عادل ويؤمن التمثيل الصحيح بعيداً من الاستنسابية؟ المصادر القريبة من رئيس الجمهورية "تستغرب وضع مثل هذه الفرضيات السلبية بدلاً من ان نفترض ان هناك اتفاقاً وكل الاطراف ينظرون الى هذا الموقف على انه وسيلة للوصول الى اتفاق؟ فعاجلاً ام آجلاً يجب وضع قانون انتخاب. والى متى سنبقى نهرب من وضع قانون انتخاب عادل وصحيح ويؤمن حسن التمثيل؟ وفق القانون الاكثري، يصل الى النيابة من يمثلون النصف او اكثر، ولكن ماذا عما يقارب النصف الاخر؟ الا يحق لهؤلاء بأن يتمثلوا؟ ولنفترض ان نواباً يفوزون بـ51 بالمئة، الـ 49 الباقون ألا يمثلون؟".

توضيح اللغط

وتوضح المصادر القريبة من رئيس الجمهورية اللغط الذي اثير حول موقفه الرافض لاجراءات قانون الستين بأن الرئيس عون "عبر عن رأيه الشخصي، وهو كرئيس للجمهورية اقسم اليمين وقال في خطاب القسم إنه سيكون هناك قانون جديد وان الانتخابات النيابية ستجرى وفق قانون جديد. فهو وضع سقفاً لا يمكن الخروج منه بعدم التمديد للمجلس، وباجراء الانتخابات ليس على قانون الستين، مما يعني حكماً ان هناك قانوناً جديداً. رئيس الجمهورية قال إنه يفضّل النسبية، وتبيّن ان كل الاطراف مع قانون جديد وليسوا مع قانون الستين، باستثناء النائب وليد جنبلاط،: بعضهم مع نسبية شاملة وبعضهم مع نسبية جزئيا وبعضهم مع المختلط. فإين المشكلة؟". وتستغرب المصادر "كلام البعض عن تجاوز رئيس الجمهورية صلاحياته في الموقف الذي اتخذه"، وتؤكد ان مرسوم دعوة الهيئات الناخبة هو من صلب صلاحياته ومن حقّه . "فهو مرسوم عادي لا يحتاج الى مجلس الوزراء، ويوقعه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزير المعني اضافة الى وزير المال لأن اجراء الانتخابات تترتب عليه نفقات مالية. ولذلك هذا المرسوم ليس مرتبطاً بمهل المراسيم التي تصدر عن مجلس الوزراء". واوضحت المصادر القريبة من الرئيس عون ان موقفه حضّ كل الاطراف، باستثناء النائب جنبلاط، على التوافق على صيغة قانون الانتخاب المختلط التي يجري البحث فيها، "والدليل نشوء هذه الحيوية بالدفع نحو الحوار على القانون، وهذا ما لمّح اليه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بقوله إننا أصبحنا قاب قوسين او ادنى من الاتفاق على قانون انتخاب. كما ان معظم الاطراف يسعى الى طمأنة النائب جنبلاط الى أن لا إقصاء ولا تهميش. وهذا ما أكده رئيس الجمهورية بالامس بأن لا تهميش لأي طائفة ولا إقصاء لأي مكوّن سياسي".

جدية أكبر

وتقول المصادر: "مضت ثماني سنوات من دون الاتفاق على قانون انتخاب، فهل نترك ثماني سنوات اخرى تمضي من دون الاتفاق على قانون؟ موقف رئيس الجمهورية جعل الاطراف كلهم يتعاطون بجدية اكبر، ولذلك يجب النظر الى موقف الرئيس على انه للحضّ وليس للتعطيل".

وبالنسبة الى النائب جنبلاط، اعتبرت المصادر ان سلسلة المواقف التي اتخذها بيّنت ان "هاجسه ليس الطائفة بل كتلته وزعامته الشخصية والإمساك بالنواب المسيحيين في منطقته، وان تكون تبعيتهم له، وهذا ما لن يحصل، ولن يقبل به رئيس الجمهورية لأنه ليس تمثيلاً صحيحاً ولا حقيقياً. القانون النسبي او المختلط لا يلغي النواب الدروز، بل بالعكس طالما سيبقى هناك 64 نائباً مسيحياً و64 نائباً مسلماً وعدد النواب الدروز سيبقى نفسه، فلن يزيدوا ولن ينقصوا. وهذا ينفي القول بأن الطائفة الدرزية في خطر بل زعامة جنبلاط الشخصية وكتلته النيابية. بالنسبية هناك دروز آخرون يمكنهم ان يتمثلوا، فلماذا نلغيهم؟ هناك نواب مسيحيون في الشوف وعاليه لماذا يجب ان يأتي بهم النائب جنبلاط؟ هناك "القوات" و"الكتائب" و"الاحرار "و"التيار الوطني الحر"، ولكل من المكونات الاربعة قاعدته، فلماذا نمحو دورهم وحضورهم ويأتون بجميلة جنبلاط؟ كما انه بات واضحاً ان النائب طلال ارسلان ليس مع النائب جنبلاط في هذا الطرح، ولا يعتبر ان الطائفة الدرزية في خطر. القول بأن الطائفة الدرزية في خطر كلام غير واقعي وغير صحيح. هاجس جنبلاط هو ان يأتي بالنواب الدروز وبالمسيحيين الذين يدورون في فلكه. موقف الرئيس عون ليس شخصياً، والدليل ان نواب كسروان الخمسة لن يكونوا كلهم له بالنسبية، وكذلك في جبيل او في بعبدا. رئيس الجمهورية لم يضع هدفاً شخصياً بل اراد تمثيلاً صحيحاً وحقيقياً".

استغراب فرضية الفراغ

وفهم من المصادر ان الطرح المختلط المتداول به في اللجنة الرباعية والذي سرّب الى الاعلام يخضع للنقاش، ولتعديلات تطرح من هنا وهناك ولم يتم التوصل بعد الى صيغة نهائية. ورئيس الجمهورية "لا يهدف إطلاقاً لا الى تهميش طرف ولا الى إقصاء آخر، بل يحرص على تمثيل كل المكونات الطائفية، في حين ان الآخرين هم من يمارسون الاقصاء والتهميش، لاسيما عندما يقال "لا للأحادية"، بينما من يمارس الاحادية هو في الواقع في الشوف وعاليه".

وتستغرب المصادر القريبة من بعبدا وضع فرضية الوصول الى الفراغ، وتسأل : "كم مضى على مجلس النواب وهو في حالة فراغ وتعطيل؟ وكم بقي المجلس مقفلاً من دون تشريع ولا رقابة؟ الا يحتمل وضع صيغة قانون انتخاب جديد اعطاء خمسة او ستة اشهر إضافية؟ اين المشكلة في ذلك؟ انهم يركزون على الجانب السلبي لموقف رئيس الجمهورية، في حين انه لم يقل انه يريد الفراغ ولا جزم به بل حضّ على الالتزام بوضع قانون انتخاب. ومن يقول انه ليس من صلاحيات رئيس الجمهورية اتخاذ هذا الموقف مخطئ لأن هذه صلاحيات رئيس الجمهورية، وللرئيس عون نهج مختلف عليهم ان يتعودوا عليه ، فهو ليس زعيماً تقليدياً ولكنه يقبل ببعض الحلول في حال التوافق عليها، ولا يسير بأمر ضد قناعاته وعليهم التعود عليه"، على حد تعبير المصادر.

وجوب نسيان "الستين"

وتجزم هذه المصادر "بوجوب نسيان قانون الستين الى غير رجعة، فلم يعد هناك قانون ستين والانتخابات لن تجرى على الستين. والرئيس عون لن يوقع اي مرسوم بدعوة الهيئات الناخبة على اساس الستين. لن يوقع وكل المفاعيل المرتبطة بالستين لن يسير بها. وهو عاد واكد انه لن يتنكر لقسمه، وليعودوا الى ما قاله في هذا القسم، وهو انه سيحافظ على الدستور وما يقوله الدستور سيفعله، وانتهت المسألة. هي ليست حفلة مكابرة ولا تقويم كلام بل موقف حازم لتحقيق التمثيل العادل، ومن لديه صيغة افضل فليأتِ بها. اما الستين فلا يمكن فرضه على ثمانين في المئة من اناس يرفضونه. واما الكلام عن الاحادية فهي التي يمارسها جنبلاط وليس غيره". وفي الخلاصة تؤكد المصادر "ان الرئيس عون يضغط لإنتاج قانون وليس لتعطيل الانتخابات، وما فعله هو التنبيه الى انه لا يريد ايصال البلد الى الفراغ بل الى قانون انتخاب جديد".

 

"الرباعية" غير المنتجة تراوح مكانها على عكس "بشرى" جعجع بري: قدمتُ ما عندي... لن أخالف الدستور والكرة عند الحكومة

رضوان عقيل/النهار/30 كانون الثاني 2017

على عكس المناخات الايجابية التي بثتها لقاءات "اللجنة الرباعية" المولجة متابعة قانون الانتخاب، لجهة توصلها الى حدوث خروق كبيرة عكسها الدكتور سمير جعجع، ثمة جهات ممثلة فيها وخارجها لم تلمس هذا التقدم المنشود في الايام الحاسمة لتحديد القانون الذي سيخوض اللبنانيون على أساسه الاستحقاق النيابي، في لعبة مكشوفة لا تبشر بوضع معايير محددة لهذا القانون. وفي حال إقرار من المشروع المطروح على الطاولة والقائم على تقسيم المقاعد وفق النسبي والأكثري وعدم وضع معايير موحدة تسري على الجميع، لا ينقص رؤساء ستة أحزاب إلا إسقاط أسماء مرشحيهم على المقاعد في الدوائر المحسوبة عليهم، وتقبل اصحابها التهاني، هذا إن لم يضعوا اللوحات الزرقاء على سياراتهم قبل الاستحقاق. ومن الملاحظات التي ترافق "الرباعية" وما تبذله في هذا الخصوص، أنها تشاورية بين قوى سياسية رئيسية، وان حصيلة لقاءاتها ليست ملزمة للاخرين، وإن يكن اصحابها على تواصل مع جهات غير ممثلة فيها، هذا ما يحصل عقب كل لقاء مع النائب وليد جنبلاط، وان لم يكن ممثلاً فيها، الا ان ملائكته تطل فوق رؤوس الجميع عند وصولهم الى دائرتي الشوف وعاليه، وهم يعملون على بلورة صيغة انتخابية ينتظر أن تنال قبول الجميع، ولا سيما الحزب التقدمي، لتشق طريقها من دون حواجز في الهيئة العامة في مجلس النواب، في وقت بدأ فيه البعض يتلمس ان جعجع يدفع الرئيس ميشال عون الى خيارات انتخابية تناسب مصلحة "القوات اللبنانية". ويبقى أن جعحع كان في مقدم المرحبين لما وصلت اليه اللجنة التي ستتابع اجتماعاتها اليوم، الا ان ثمة جهة مشاركة فيها تقول انه لا يمكن القول "اننا تقدمنا قيد أنملة حتى الان"، إذ إن البحث ما زال بين المختلط ومشروع التأهيل، الى ان حلت صيغة جديدة قدمها الوزير جبران باسيل، لكنها لا تتوافق مع المعايير الموحدة التي ينبغي أن تكون مطبقة على ارض واقع متفاوت الدوائر. من جهته، يقف الرئيس نبيه بري بالمرصاد لكل مشروع لا يؤمن المعايير الموحدة، ولا يوافق على السير به اذا لمس فيه اي إخلال بهذه المعايير.

وينطلق من النقاط الاتية:

- لا يزال يعتبر ان النسبية الحقيقية وغير المشوهة او المقنعة هي الخلاص من قانون الستين. وان النسبية ليست طرحا جديدا عنده، فقد نادى بها منذ سنوات طويلة وتحدث عنها بإسهاب عام 1997 في جامعة الحكمة. وينطلق هنا من موقع الأبوّة للنسبية في العقدين الاخيرين والتي سبقه اليها كمال جنبلاط. ويعود للتذكير بمحاضرته في الجامعة آنذاك وحديثه عن ضرورة تطبيق النسبية حتى لو خسر ثلاثة او اربعة نواب في الجنوب.

- لا يعارض اجتماعات "الرباعية"، وهو ممثل فيها بالاصل عبر الوزير علي حسن خليل، الا انها في رأيه غير منتجة حتى الان على الرغم من اعترافه بأنها تبذل جهوداً للتوصل الى مشروع قانون، لكنها في حاجة الى بذل المزيد وتقديم جهود أكبر.

ويعود الى الوراء قليلا ليذكر بأنه أول من عمل على التوافق على قانون انتخاب في هيئة الحوار في عين التينة، قبل اتمام انتخابات الرئاسة، وانه كان يعي جيدا اهمية قانون الانتخاب. وقدم آنذاك سلسلة من الاقتراحات والافكار والمقاربات لم يؤخذ بها.

- بعد محاولاته هذه وصل الى الحصيلة الآتية: "قدمت كل ما عندي ولم يعد لدي اي شيء أقدمه". والكرة الآن أصبحت عند الحكومة، وعليها ان تساعد نفسها وتصل الى قانون وترسله الى المجلس، في وقت يعمل فيه النواب ويتواصلون. وفي حال توصل الحكومة الى مشروع قانون، سيرسله بري على الفور الى اللجان المختصة ويطرحه في ما بعد على الهيئة العامة ليصوتوا عليه. وإذا اجتاز طريقه في البرلمان فأهلا وسهلاً، واذا لم يتحقق هذا الامر فعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم.

- يبقى الحل في رأيه في الدستور، من دون لف ودوران "فتفضلوا يا سادة لتطبيقه". وهو يقول بانتخاب مجلس شيوخ ومجلس نواب. ورسالته هنا واضحة: "انا لن اخالف الدستور، فليخالفه غيري. أنتظركم، هاتوا قانونكم".

يبقى أن بري لا يريد سجالا مع رئيس الجمهورية في الحديث عن فراغ في المجلس في حال عدم إجراء الانتخابات، بل يجدد وضع كلامه في خانة انتاج قانون انتخاب عصري يعبّر عن طموحات اللبنانيين.

وفي النهاية، لا بد من سير الجميع بتطبيق الدستور والابتعاد عن سياسة المكابرة والمزايدات و"عدم تفصيل المقاعد النيابية" على قياس البعض. والحلول الحقيقية لا تبصر النور من دون ارادات سياسة صادقة، "اللهم إني قد بلغت".

 

جعجع: إقرار قانون جديد للانتخاب قريباً

النهار/30 كانون الثاني 2017/أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "اننا اصبحنا قاب قوسين او ادنى من تحقيق الحلم المُنتظر بإقرار قانون جديد للانتخاب"، مشيداً بـ "الجهود الجبّارة" التي بذلتها "القوات" وقوى سياسية اخرى "لتحقيق هذا الحلم". واشار في حديث الى "الوكالة المركزية للانباء" الى ان "صيغة المختلط التي تقدّمنا بها مع تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي اثبتت صوابيتنا بدليل تأييد معظم الافرقاء لها والتوافق على جعلها نقطة الانطلاق في المشاورات الانتخابية". واضاف: "أنا سعيد جداً لأننا على عتبة التوافق على نسخة منقّحة من القانون المختلط"، آملا في "ولادة قانون جديد يُحقق التمثيل الصحيح ويتضمّن اصلاحات تجعل من الاستحقاق الانتخابي المُنتظر اكثر شفافية". ونفى ان تكون الصيغة المتداولة مفصلة على قياس القوى السياسية ومصالحها وانها نسخة عن قانون الستين مع نسبية، داعيا من يعترض على "المختلط" الى "تقديم صيغة بديلة". وختم ان "ما يقوم به الرئيس ميشال عون لا يخرج عن صلاحياته، ولو لم يفعل ذلك لما كنّا على عتبة انتاج قانون جديد للانتخاب".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تصعيد عون أزعج الحريري

"الأنباء الكويتية"/29 كانون الثاني 2017

أشارت مصادر في تيار المستقبل لصحيفة “الأنباء” الكويتية إلى أن “تهديد رئيس الجمهورية ميشال عون بالفراغ ليس مقبولا”، معتبرة أن “كلام عون سيدخل البلد في نقاش دستوري حول صلاحيات رئيس الجمهورية، فضلا عن أن الرئيس عون يتصرف مع الجميع وكأنه صاحب القرار في أي شيء، وكأن زمام الأمور في يده وحده”. وأكدت المصادر أن “حديثه عن أن الفراغ أفضل من الستين والتمديد أزعج الرئيس سعد الحريري الذي يعتبر الفراغ في أي مؤسسة في الدولة غير مقبول”. بينما قالت مصادر أخرى في تيار المستقبل إن “كلام الرئيس عون لا شك أحدث انزعاجا عند الرئيس الحريري، لكننا لسنا وحدنا المعنيين في هذا الأمر. لماذا يتم تحميلنا مسؤولية قانون الانتخاب لنا وحدنا؟ غالبية الفرقاء امتعضوا من كلام الرئيس عون، ونحن مازلنا نرى في كلامه حثا على الوصول إلى قانون جديد للانتخابات وليس تهديدا حقيقيا بالفراغ”.

وتؤكد مصادر نيابية أن الرئيس نبيه بري “يصر على إجراء الانتخابات بقانون جديد، وإلا فبالقانون النافذ”، رافضة التلويح أو التهديد بفراغ نيابي، ومؤكدة على أن “السلطة التشريعية هي أم السلطات، وأنه لا أحد يسعى ليسجل على نفسه سابقة الفراغ في السلطة التشريعية”، مذكرة بأن “مؤسسة دستورية بأهمية مجلس النواب تبقى مستمرة”. وأضافت المصادر: “إذا حصل فراغ في سدة الرئاسة، فإن الدستور يتحدث عمن يتسلم صلاحيات الرئيس. وإذا استقالت الحكومة، فهناك نص حول استمرار عملها، لكنه لم يلحظ فراغا في المجلس النيابي لأن البرلمان لا يعرف الفراغ”، ودعت إلى التوقف عند الإجراءات الدستورية التي تقول “إذا اجتمع البرلمان وأقر التمديد، يحال القانون إلى رئيس الجمهورية لتوقيعه، فإذا لم يوقعه، يصبح نافذا بعد ١٥ يوما”، مستغربة كيف أن المجلس كان غير شرعي، وعند الانتخابات الرئاسية بات شرعيا.

وعلم من مصادر نيابية أن معظم النواب الذين شاركوا في المشاورات توقفوا أمام قول رئيس الجمهورية ميشال عون في رده على طلب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات، إنه يفضل الفراغ في المجلس النيابي على التمديد للمجلس أو إجراء الانتخابات على أساس قانون الستين. وأكدت المصادر أن عددا من النواب رأى أن رئيس الجمهورية كان في غنى عن رده على المشنوق، لأن الأخير طرح تشكيل الهيئة من زاوية أنه المسؤول الأول عن التحضير لإنجاز العملية الانتخابية في موعدها المقرر في الربيع المقبل، من دون أن يقحم نفسه في استحضار أي موقف من قانون الانتخاب.

وقالت المصادر إنه كان يمكن رئيس الجمهورية أن يتفادى ما قاله ويطلب تأجيل البحث إلى جلسة لاحقة، لأن ما صدر عنه يمكن أن يفسر على خلاف ما كان يقصده، لاسيما أن أكثر من نائب حذر من احتمال استغلال قول الرئيس وصولا الى السؤال كيف يمكن الحكومة أن تستمر في ظل غياب البرلمان؟ وهل يذهب البعض إلى تبرير استمرارها بذريعة أن الدستور في المادة ٦٩ ينص على أن الحكومة لا تعتبر مستقيلة إلا مع انتخاب مجلس نيابي جديد؟ وبالتالي ماذا سيكون رد الفعل حيال الفراغ على المستوى التشريعي؟ وتقول مصادر إن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية الخارجية والأمنية فيديريكا موغريني قالت للرئيس عون: “إن معادلة الفراغ لا التمديد تشكل انقلابا على الوفاق وعلى الأجواء الإيجابية في البلاد، وتهدد الاستقرار السياسي الذي ينعم به لبنان”. وأشارت المعلومات إلى أن موغريني رأت أن الحكمة تقضي بمعالجة هادئة للإشكاليات الانتخابية سواء تعلق الأمر بالمهل أو بوجهة القانون، وذلك من أجل حماية الوفاق الذي لاقى ترحيبا أوروبيا ودوليا بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة.

 

تلاسن بين إيلي ماروني وسليم عون

خالد عرار/الديار/29 كانون الثاني 2017

لم تتمكن زيارة رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، الى القصر الجمهوري، من انتشال الحزب من المآزق السياسية التي وقع فيها من تاريخ تسلم النائب الجميل قيادة الحزب، واعتبرت مصادر كتائبية بقاعية ان الجميل الابن قد استعجل كثيراً في هذا الامر، خصوصاً في مرحلة يمرّ فيها الحزب بمنعطفات تحتاج الى اهل الخبرة السياسية، وآخر هذه المنعطفات الانتخابات الرئاسية، التي كشفت عن ابتعاد الكتائب كثيراً عن القراءة الصحيحة للمتغيرات الدولية والمحلية، والاقليمية، وهذا القصور الرؤيوي اثار موجة من البلبلة وعدم القدرة على اتخاذ قرار مبني على قراءة استراتيجية للمرحلة المقبلة.  هذا السلوك السياسي الغامض للحزب أدّى وفق المصادر الكتائبية البقاعية، الى استبعاده من الحكومة الحالية، ولم ترَ المصادر ايّ اصرار من حلفاء الحزب على ضرورة اشتراكه في الحكومة كما أصرّ فريق 8 آذار على اعطاء رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وزارة سيادية، بالرغم من التباين الهائل الذي نشأ بين التيار الوطني الحر وتيار المردة على خلفية الانتخابات الرئاسية. هذا الوفاء لفرنجية من حلفائه، عبّر عنه النائب ايلي ماروني امام قيادة المردة في البقاع عندما زارت اقليم زحلة الكتائبي في الاسابيع القليلة الماضية.  خروج الكتائب عن الاجماع المسيحي فيما يخص وصول الجنرال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، فرض اتخاذ قرار ضمني بمواجهة العهد الجديد والخطوات التي اتخذها حزب الكتائب في البقاع عشية اختطاف سعد ريشا على يد العصابات المنتشرة في المنطقة، دلّت بشكل واضح على هذه المواجهة، فكان التحريض الى قطع كافة الطرقات الرئيسية والفرعية علّها تصيب حزب الله، الذي ألمحت اليه كل تصريحات المزايدين والمستثمرين، لا بل طرح ماروني في الاجتماع الذي عُقد في مطرانية الموارنة في زحلة لبحث قضية ريشا، الى انتشار مسلح، وهذا ما رفضه المطران جوزف معوّض والنواب الآخرون، جرى تلاسن بين ماروني والنائب السابق سليم عون الذي رفض هذا الطرح جملة وتفصيلاً، ويضاف الى التصعيد الكتائبي في البقاع، التغطية المكثفة التي قامت بها وسائل اعلام الحزب بشكل أدّى لطرح تساؤلات عديدة حول الاسباب العميقة لهذه التغطية، وتشير المصادر الكتائبية البقاعية، ان عدم ابلاغ نواب زحلة لماروني عن نيتهم بزيارة القصر الجمهوري واطلاع رئيس الجمهورية على اجواء المنطقة التي رافقت عملية خطف ريشار، أثار حفيظته وشن هجوماً لاذعاً طالهم جميعاً في مطرانية الروم الكاثوليك التي كانت تتحضر لعقد اجتماع للنواب والفعاليات لبحث الخطوات التي يجب اتخاذها للوصول الى الافراج عن ريشا.  كل التحريض الذي مورس باتجاه طائفة بعينها وقوى سياسية محددة في المنطقة، الذي صب في خانة الاستثمار السياسي، والتصويب على العهد الجديد الذي لم يستطع نشر الامن والاستقرار في المنطقة، جاء تصريح وزير الاعلام ملحم رياشي من منزل ريشا الذي زاره للتهنئة قال ظاهرة العصابات في المنطقة لم تحظَ بأي تغطية سياسية او دينية، ومردّها ازمات اقتصادية واجتماعية متراكمة سنعمل على حلها.

 

 ريفي ردًّا على عون.. "التهديد مرفوض"

الوكالة الوطنية للاعلام/2017 - كانون الثاني – 29/رد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، على الموقف الأخير لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون من قانون الانتخاب، في بيان استهله بالقول: "لم نفاجأ بما صدر في الأيام الأخيرة عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على طاولة مجلس الوزراء، حيث جاهر وهو المؤتمن على الدستور، باستسهاله خيار الفراغ بداعي رفض التمديد وقانون الستين، فلقد انتخب العماد عون رئيسا بقوة الفراغ المغطى من دويلة السلاح، وبالتالي لا عجب أن يلجأ في كل مرة الى التهديد بالفراغ، كلما أراد تحقيق مصلحة انتخابية أو سياسية، وهذا أمر مرفوض ويشكل تهديدا لبقاء لبنان لأنه يكرس الفراغ كعرف ويضعف المؤسسات". أضاف: "لقد ضربت مواقف رئيس الجمهورية بعرض الحائط الطائف والدستور، وتفاديا لما سيحدثه هذا السلوك الفوقي في الأداء والمواقف على طاولة مجلس الوزراء، سواء في مواقف رئيس الجمهورية، أو في تلك التي قالها القريبون منه، خصوصا الكلام عن ثنائيات وثلاثيات مرفوضة ايا كان شكلها، ندعو الى الإلتزام بدستور الطائف، كما ندين موقف عون الذي أشاد برئيس النظام السوري، فيما لم يجف حبر خطاب القسم الداعي الى تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية، فهذا الموقف يمكن أن يصدر عن حليف للأسد، وليس عن رئيس جمهورية لبنان".

وتابع "إن رفض قانون الستين كما رفض التمديد للمجلس النيابي، يحظى بتأييد غالبية اللبنانيين، وبدل أن ينكب الجميع على الاتفاق على قانون جديد يراعي التمثيل الصحيح والمساواة بين اللبنانيين، رعى الرئيس عون عملية محاصصة في مشروع قانون الانتخاب بمشاركة قوى السلطة، وتم إقصاء مكونات وطنية وأهلية وسياسية، كان يفترض أن تكون شريكا كاملا في إنتاج قانون الإنتخاب، خصوصا منها قوى المجتمع المدني وبعض القوى البرلمانية التي تم تغييبها كليا، تماما كما تمَّ تغييب المجلس النيابي كمؤسسة برلمانية، فأقفلت أبواب القاعة العامة بوجه مناقشة قانون الإنتخاب وتم تحويل المجلس الى مجرد أداة للتصديق على قانون معلب، يتوافق مع مصلحة الأحزاب المشاركة في الحكم، ويهمل ارادة الكثير من اللبنانيين". وأردف "إن ما نسمعه اليوم عن القانون الجديد، ينبئ بغياب عدالة المعايير سواء في طرابلس أو في كل المناطق اللبنانية، كما يدل على توزيع المقاعد حسب النظامين الأكثري والنسبي، على قياس سعي قوى السلطة الى تقاسم المجلس النيابي، قبل إجراء الإنتخابات، ولذلك نحذر من هذه المحاصصة، التي تستظل بالدويلة إفادة واستفادة، في السعي الى إقفال الحياة السياسية، وقطع الطريق أمام التغيير، الذي ينشده اللبنانيون". وأكد "رفض القوانين الإنتخابية المعلبة، التي تكرس مصلحية المعايير، داخل كل طائفة، وفي العلاقة بين الطوائف، ونشدد على أن قانون الإنتخاب يقرره توافق عريض يتجاوز القوى المشاركة في السلطة، ونصر على مشاركة الجميع بإنتاج هذا القانون، وبأن يكون عادلا وعصريا ويمثل شرائح المجتمع اللبناني".

 

مقتل لبنانيان بصفوف داعش في سوريا

29 كانون الثاني/17/صحف ومواقع الأكترونية/أعلن في طرابلس عن لبنانيين أثناء قتالهما الى جانب تنظيم داعش في سوريا وهما: علي محمد عجاج وهو من سكان بلدة مرياطة قضاء زغرتا ومحمد عبد المجيد السعود وهو من سكان حي البحصة قرب الأسواق القديمة في طرابلس.

وكانت مناطق الشمال قد نعت في الفترات الماضية عشرات الشبان الذين قضوا خلال قتالهم مع أفرع السلفية الجهادية في سوريا والعراق، جزء منهم نفذ عمليات إنتحارية.

 

سليمان وجّه كتاباً إلى عون وبري والحريري: المختلط غير دستوري وعرضة للطعن

29 كانون الثاني/17/صحف ومواقع الأكترونية/حذر الرئيس العماد ميشال سليمان من خطورة اعتماد أي قانون انتخابي غير دستوري، لأنه سيكون عرضة للطعن أمام المجلس الدستوري، وسيُدخل البلاد في اتون "خيبة الأمل" بعد انتظار الشعب اللبناني منذ زمن طويل توافق القوى والاحزاب والنواب على إقرار القانون النسبي العصري الذي يؤمن صحة وعدالة التمثيل. ولفت سليمان في كتاب أرسله إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورؤساء الأحزاب والكتل النيابية والنواب والوزراء إلى خطورة اللجوء إلى خيارات غير دستورية، أرفقه بنسخة عن اقتراح القانون الذي اعده "لقاء الجمهورية" والذي يعتمد النسبية الكاملة ضمن المحافظة والصوت التفضيلي في القضاء. وأكد الرئيس سليمان ان القانون المختلط أو المركّب ما بين النسبي والأكثري هو قانون غير دستوري كونه لا يؤمن المساواة بين المرشحين ولا بين الناخبين أنفسهم، إذ يلزم المرشح وفقاً لمذهبه بالترشّح على قاعدة محددة، نسبية أو أكثرية، ولا يترك له حق الاختيار بين أحدهما، كما يلزم الناخب انتخاب هذا على النسبي وذاك على الأكثري وهذا ما يضرب مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين اللبنانيين. وأضاف: لأني أدرك صعوبة إقرار القانون النسبي في الفترة التي تفصلنا عن نهاية ولاية مجلس النواب الممددة للمرة الثانية، أجد أنه من المستحسن، ومن أجل تداول السلطة التي تعتبر الغاية الأساس من الديمقراطية، إجراء الانتخابات النيابية على قاعدة أي قانون أكثري سهل الإقرار والتطبيق يعتمد القواعد الاصلاحية لولاية لا تتجاوز السنتين، يصار خلالها إلى العودة إلى الدستور وإقرار قانوني اللامركزية الإدارية ومجلس الشيوخ مما يزيل الهواجس والتحفظات حول إقرار قانون انتخابي على قاعدة النسبية الكاملة وفي دوائر موسّعة (المحافظات) مع الإبقاء على المناصفة بين الطوائف (وليس بين الطائفيين) كما تمّ التوافق عليه في جلسة الحوار الأخيرة التي عقدت في القصر الجمهوري بتاريخ 05/05/2014 برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيسي مجلس النواب والحكومة والرؤساء السابقين ومعظم أعضاء هيئة الحوار الوطني. وآمل الرئيس سليمان مع بداية العهد الرئاسي الجديد، وبعد تجديد الحياة الدستورية عبر إجراء الانتخابات النيابية، إقرار الإستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان التي تعزز فرص قيام الدولة وتساهم في إزالة الهواجس لدى الكثيرين.

 

فريد هيكل الخازن يشنّ هجوماً عنيفاً على "المُختلط": إعدام لـ ٤٥٪‏ من المسيحيين

29 كانون الثاني/17/صحف ومواقع الأكترونية/في انتقاد شديد اللهجة لما يتم تداوله حول قانون الانتخاب اعتبر النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن أن "ما يتم تحضيره للبنانيين هو قانون انتخاب يشبه ذلك الذي فُرض عام ١٩٥٧ والذي كاد ان يحدث فتنة في البلاد على إثر أحداث ١٩٥٨". وقال الخازن: "القانون سيكون على قياس إقطاع سياسي جديد وسيُبقي على الطبقة السياسية نفسها المسؤولة عن كل أزماتنا الوطنية الاقتصادية والسياسية منها".  وأضاف: "سيتم تنفيذ حكم إعدام سياسي بحق أكثر من ٤٥٪‏ من القوى المسيحية وهذا يبشّر بمزيد من الانشقاق والتفتت الوطني عموماً والمسيحي خصوصاً". وختم الخازن مؤكداً أن "قانون الكارتيلات هذا سيؤدي إلى تنامي الخلافات المسيحية المسيحية ولن يحقق عدالة التمثيل المفترض ان تواكب مسيرة دولة الإصلاح ومكافحة الفساد".

 

نادر نفى اتصال الضاهر به: لن أضع يدي بيد من تطاول على الجيش

29 كانون الثاني/17/صحف ومواقع الأكترونية/نفى العميد الركن المتقاعد جورج نادر ما ورد في صحيفة "الديار" حول أن النائب خالد الضاهر يعمل لتشكيل نواة لائحة في عكار وأنه إتصل به لهذه الغاية، مشيرا الى أنه "من موقع حرصي على الجيش الذي كنت من عداده ولا زلت أعتبر نفسي جندياً في صفوفه إلى الرمق الأخير أعلن انني لم ولن اضع يدي بأي حال من الأحوال بيد اي شخص تطاول على الجيش أو نال من هيبته كائناً من كان ولأي جهة سياسية إنتمى". وذكر نادر أنه أعلن ترشحه للإنتخابات النيابية عن المقعد الماروني في عكار لـ"تصحيح التمثيل العكاري وإسترداد حقوق عكار المسلوبة على الصعد كافة وعلى إستعداد لمد اليد الصادقة لكل عكاري مخلص في سبيل خدمة الأهل في عكار، غير أنني أرفض وبشكل قاطع أن أهادن أو أساوم على كرامة المؤسسة التي ربيت فيها ولا زلت أعتبر نفسي مدافعاً عن حقوقها وكرامتها".

 

زهرا: الكتائب ليست من الصف الأول

29 كانون الثاني/17/صحف ومواقع الأكترونية/أعلن عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا أن "الأمور ذاهبة باتجاه تبني قانون المختلط الذي اتفقت عليه القوات اللبنانية مع التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل مع بعض التعديلات على الجداول وأصبح شبه مقبول من الجميع"، مشيراً الى أن "النظام النسبي يؤمّن التنوع والشراكة في بلد كلبنان". وفي حديث الى برنامج "لقاء الأحد" عبر "صوت لبنان (93.3)"، أكد زهرا أن "القانون الارثوذكسي سقط بعد رفض عدد من الكتل النيابية له"، معتبراً أن "حلفاء القوات كانوا في الفترة الماضية يماطلون ويرفضون البحث في قانون انتخابي جديد". وشدد على أن "القانون المختلط وحده في المرحلة الراهنة يطمأن الأفرقاء كافة وبالتالي يجب العمل على اقراره"، لافتاً الى أن "اسقاط قانون الستين يزيل هواجس المسيحيين من دون تهميش الدروز أو خلق مخاوف جديدة". وأكد زهرا أن "الاتصالات والمشاورات حول قانون الانتخاب تشمل الجميع من دون استثناء وتهدف الى التوافق على قانون يجمع بين النسبية والأكثرية مناصفة ويكون المعيار واحداً"، رافضاً القول إن "القانون الجديد الذي سيُقر هو صورة مجّملة عن الستين". وأضاف: "لم نتّفق على القضاء على المستقلين بل القانون الجديد بشقّه النسبي سيسمح بدخول عناصر جديدة الى المجلس النيابي ولكن من دون تشكيل كتل كبيرة غير الموجودة حالياً". ورأى زهرا أن "الكتائب حزب أساسي ولكنه ليس من الصف الأول"، مشيراً الى أن "هناك نية مبيّتة لدى بعض الاطراف لإلغاء الآخرين". وشدد على أن "صورة التحالفات المقبلة تنتظر إقرار قانون الانتخاب الجديد بشكل نهائي"، معتبراً أن "تحرير المجلس النيابي من قانون الستين هو انجاز كبير على طريق التحقيق إذ لا تجديد للحياة السياسية من دون انتاج قانون انتخاب جديد". وقال زهرا إن "الرئيس ميشال عون له سلطة معنوية وأول مؤشر على صحة مسعى القوات هو إطلاق حملة الجمهورية القوية تريد رئيساً قوياً قبل اتمام الانتخابات وهو ما يفعله عون اليوم"، لافتاً الى أن "موقفه الأخير مدعوم سياسياً لأنه يعرف أن أحداً لن يرضى باجراء الانتخابات من دون مباركة رئيس البلاد". وأكد أنه "عندما تكون الحكومة بمكوناتها موافقة على القانون فسيقر بسرعة"، متوقعاً انجاز القانون الجديد منتصف شباط المقبل وتأجيل الانتخابات تقنياً لستة أو سبعة أشهر.

 

سامر سعادة يستنكر الحملة الكتائبية على أنطوان زهرا

29 كانون الثاني/17/صحف ومواقع الأكترونية/أورد عضو كتلة "الكتائب" النائب سامر سعادة، عبر صفحته على "فايسبوك" الآتي: "إن الديمقراطية تقتضي تقبل الانتقاد والملاحظات وجميع الأراء، فمقابلة الرأي بالتهجم الشخصي على صاحبه، هو أمر منافي للديمقراطية والحرية التي نناضل من أجلها، الحجة تقابل بالحجة وليس بالشتائم.تحديداً، الحملة التي يقوم بها بعض الكتائبيين، على النائب أنطوان زهرة بالشخصي، بمجرد إنه وصف الكتائب بأنها حزب أساسي رغم أنها ليست من الصف الاول، رغم عدم موافقتي على هذا التوصيف، هي حملة مستهجنة واستنكرها أشد الاستنكار.

استباقاً لأي تعليق، لا يزايدنّ احد على كتائبيتي رجاءً".

 

جنبلاط: ترامب كاليغولا العصر

29 كانون الثاني/17/صحف ومواقع الأكترونية/وصف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، عبر "تويتر"، الرئيس الاميركي دونالد ترامب بـ”كاليغولا العصر”. وأضاف: “أيام الامبراطور ترامب الشبيه بكاليغولا كلّ شيء قد يحدث. نأمل أن لا تخرج اللجنة الرباعية الانتخابية بحصان”. إشارة الى أنّ كاليغولا هو ثالث إمبراطور روماني حكم في الفترة ما بين عامي 37 حتى اغتياله عام 41 ميلادية، كما أنّه أشهر طاغية في التاريخ الإنساني المعروف بوحشيته وجنونه.

 

الموقوفون السوريون لا يُخلى سبيلهم رغم قرارات القضاة

صبحي أمهز /المدن/الإثنين 30/01/2017

ضجت الأوساط الحقوقية مؤخراً بقضية استمرار توقيف السوريين بعد انقضاء مدة توقيفهم، أو بعد إصدار قرارات إخلاء سبيلهم من قبل القضاء. ما يطرح سؤالاً عن البعد القانوني لتوقيفات إدارية تتجاوز في كثير من الأحيان مدة التوقيف؟ يقول رئيس المركز اللبناني لحقوق الإنسان وديع الأسمر، لـ"المدن"، إن "الإشكالية لا تنحصر بالسوريين وحدهم بل تشمل جميع الموقوفين الأجانب، إذ إن أي أجنبي يجب أن يراجع المديرية العامة للأمن العام، بعد انقضاء محكوميته، لكون هذا الجهاز معني بكل ما يتصل بتنظيم الإقامة والأجانب في لبنان". ويلفت الأسمر إلى أن "نظارات الأمن العام تعاني من اكتظاظ كبير، فالعديد من الأجانب الذين قضوا محكوميتهم يتأخرون في المثول أمام الأمن العام من أجل النظر في إقاماتهم، حيث يبقون موقوفين في النظارات. ما يطرح سؤالاً عن جدوى توقيف من قضى مدة توقيفه التي حكم بها القضاء؟". ويطرح الأسمر حلين يمكن أن يشكلا بديلاً من التوقيف الإداري، وهما: "أن يرسل الأمن العام مندوباً إلى مكان توقيف الأجنبي؛ أو أن يجبر السوري أو أي أجنبي أخلي سبيله على التوقيع على تعهد أمام القضاء بمراجعة الأمن العام خلال مدة أسبوع من إطلاق سراحه. في هذه الحالة نكون قد خففنا الأعباء عن القضاء والسجون والضابطة العدلية ووجدنا حلاً للاكتظاظ في نظارات الأمن العام". مصدر أمني سابق يقول لـ"المدن" إنه "عندما يتم توقيف أي أجنبي مطلوب للعدالة يحول تلقائياً إلى الضابطة العدلية صاحبة الطلب. وفي حال صدور قرار إخلاء سبيل بحق الأجنبي، يجب أن يحول إلى الأمن العام لضبط إقامته، والتأخير الذي يمكن أن يحصل سببه أن الأجنبي لم يأتِ دوره بعد". وتقول مصادر وزارة الداخلية، المعنية بإدارة أماكن التوقيف، لـ"المدن"، إنه ليس سراً أن 27% من الموقوفين، هم من التابعية السورية، وهي نسبة مرتفعة. يضيف المصدر: "عندما تنتهي محكومية أي أجنبي، فإن القانون يلزم تسليمه إلى الأمن العام كونه الجهاز المعني بمراقبة الأجانب وتنظيم إقاماتهم في لبنان". ولا تخفي مصادر الداخلية أن مراكز التوقيف تعاني من اكتظاظ غير مسبوق، حيث فاق عدد الموقوفين قدرة الإستيعاب الإداري لأماكن التوقيف. ويقول مصدر مقرب من وزير الداخلية لـ"المدن" إن أماكن التوقيف في الأمن العام المخصصة لأجانب، تعاني من اكتظاظ كبير. ففي بعض الحالات يقضي الموقوف مدة محكوميته وعندما يتم تحويله إلى الأمن العام يتبين أن النظارات تعاني من الإكتظاظ، وفي "هذه الحالات يطلب الأمن العام من الأمن الداخلي وضع الأجنبي في المخفر إلى حين تمكن الأمن العام من تأمين مكان له". وعلمت "المدن" أن وزارة الداخلية في صدد إطلاق مجموعة حلول لمعالجة مسألة الاكتظاظ، من ضمنها "تحويل مبنى في منطقة الحدت- الوروار إلى مركز نظارات يتسع إلى نحو 350 موقوفاً، وسيبدأ العمل به قريباً جداً، إضافة إلى الانتهاء من بناء سجن لذوي الخصوصية الأمنية في رومية، وشراء عقار في منطقة مجدليا، حيث سيتم العمل خلال شهرين على بناء سجن مركزي". وربطاً بقضية توقيف السوريين، فإن المديرية العامة للأمن العام لا يمكنها ترحيلهم حتى لو كانوا لا يستوفون الشروط القانونية لنظام الإقامة في لبنان، استناداً إلى معاهدات دولية لحقوق الإنسان. فلبنان ملتزم باتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (المادة 7)، بالتالي، تحظر هذه الصكوك الدولية ترحيل الأشخاص إلى أماكن يمكن أن يتعرضوا فيها لخطر التعذيب أو اساءة المعاملة.

 

قانون الانتخابات: لعبة الطمع

منير الربيع /المدن/الإثنين 30/01/2017

كما هي حال الإنقسام العمودي منذ ثلاث سنوات حول قانون الإنتخاب، كذلك تنقسم آراء الأفرقاء السياسيين حول آخر الصيغ المتداولة لهذا القانون. يعتبر البعض، وخصوصاً التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، أن القانون أصبح قاب قوسين أو أدنى من الإقرار. فيما الرئيس نبيه بري الذي يؤكد أنه لايزال هناك إمكانية إقرار قانون جديد، يعتبر أنه لم يتحقق أي تقدم جدي وجديد بعد، فيما لا يزال تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي غير مقتنعين بكل الصيغ التي يجري التداول بها، بل أكثر من ذلك يستبعدان إمكانية الوصول إلى قانون جديد خلال هذه الفترة القصيرة.

على ضفة القوات والوطني الحر، تؤكد أوساط الطرفين أن القانون أصبح منجزاً، وهو قائم على المختلط بين النسبي والأكثري، ويدمج بين مختلف إقتراحات القوانين المقدمة من كل القوى. ويؤكد رئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات شارل جبور لـ"المدن" أن القانون سيقر خلال وقت قريب، لأنه سيرضي كل القوى. وهو ينطلق من هذه الصيغة التي تم تسريبها وتداولها، مع إدخال بعض التعديلات عليها، التي تطالب بها الكتل. ويعتبر جبور أن هذه الصيغة تشكّل مدخلاً لحفظ حقوق الجميع وتمثيلهم. ولكن، هل يمكن أن يرضى الاشتراكي والمستقبل بهذه الصيغة؟ يشير جبور إلى أن هناك إيجابيات على هذا الصعيد. وهناك بعض التعديلات والتحسينات التي سيتم إدخالها على هذه الصيغة، ولكن الأهم فيها، هو تبديد هواجس النائب وليد جنبلاط، بمنح إستقلالية للصوت الدرزي، وذلك من خلال جعل الشوف وعاليه دائرة انتخابية واحدة. ومن خلال ذلك، يصبح رجحان الكفة لمصلحة جنبلاط، نسبة لعدد الناخبين الدروز. بالتالي، هو سيكون الجهة الأقوى والمقررة. ولكن، هل يمكن تقسيم المقاعد، بواحد على أساس الأكثري والأخرى على أساس النسبي في عاليه والشوف؟ يعتبر جبور أنه سيتم تعديل هذه النقاط أيضاً، وربما يطالب جنبلاط بجعل ثلاثة مقاعد على الأكثري بدلاً من واحد. بالنسبة إلى الاشتراكي، فإن الأمور مازالت غير واضحة. ويؤكد النائب أكرم شهيب لـ"المدن" أنه حتى الآن لم يُعرض على الاشتراكي أي صيغة رسمية. وحين يتم العرض سيكون له موقفه وحججه. وتشير مصادر اشتراكية لـ"المدن" إلى أن الصيغ المتداولة غير قابلة للحياة، وفيها كثير من الطمع، لأن كل طرف يريد تفصيل الأمور على مقاسه، من دون مراعاة الطرف الآخر، لافتة إلى أن الأجواء لا تشير بإمكانية التوافق قريباً على القانون الجديد. وقد غرّد النائب جنبلاط متمنياً بعض التروي والحوار بدل الاستبعاد أو التهميش. كذلك الأمر بالنسبة إلى المستقبل، الذي يعتبر أن الصيغ المتداولة غير مقبولة من الأفرقاء كافة. وتلفت المصادر إلى أن الأمور قد تظهر خلال الأيام المقبلة، بناء على عمل اللجنة الرباعية، وإمكانية إدخال تعديلات جديدة على هذه الصيغة لتصبح مقبولة. ويقول النائب عاطف مجدلاني لـ"المدن" إن "الصيغة الجديدة للقانون ستظهر قبل ثلاثة أسابيع"، مشيراً إلى أن "المشكلة كانت لدى رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، وطبعاً تم جمع الشوف وعاليه في القانون من أجل ارضائه يبقى فقط القانون النسبي فهل يرضى به؟ ويلفت إلى أن "قانون الانتخاب سيحدد مسيرة سياسية للنظام، ولهذا يجب أن يكون القانون حاصلاً على موافقة جميع الجهات"، مضيفا: "المعروف أن النظام النسبي وكي يكون حقيقياً يجب أن يكون مبنياً على الأحزاب وفي كل بلدان العالم التي تعتمد النسبية تلجأ إلى لوائح حزبية مقفلة". وتلفت مصادر مستقبلية إلى أنه رغم وجود أرضية يوافق عليها الجميع بصيغة القانون المختلط، إلا أنه لم يتم حتى الآن البحث في التفاصيل، وفيها مكامن خلافية عديدة. ويطالب المستقبل بالتساوي في توزيع الدوائر على الأساس النسبي والأكثري، وأن تتماثل في مختلف المناطق.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب: نحتاج لحدود قوية وعمليات تدقيق مشددة

الأحد 2 جمادي الأول 1438هـ - 29 يناير 2017م/واشنطن - فرانس برس/أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأحد، على حسابه على تويتر، أن أميركا تحتاج إلى "حدود قوية" و"عمليات تدقيق مشددة"، وذلك رداً على قرار قاضية أميركية بشأن المرسوم الذي أصدره حول الهجرة. وكتب في تغريدته "بلادنا تحتاج إلى حدود قوية وعمليات تدقيق مشددة الآن"، مضيفاً "انظروا ما يحدث في أوروبا وفي الواقع في العالم - فوضى تامة!". ويبدو أن رد فعله ناجم عن تغطية صحيفة "نيويورك تايمز" لهذه القضية، إذ خصها بأول تغريدة صباحية ليصفها بأنها تنشر "معلومات خاطئة"، مقترحاً أن يتم إعادة شراء الصحيفة "لتنظيمها أو لإغلاقها بكرامة". وكانت قاضية فيدرالية في بروكلن قد أمرت، مساء السبت، بعد شكاوى رفعتها جمعيات عدة تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، بوقف إبعاد رعايا من سبع دول شملها المرسوم الرئاسي هي إيران والعراق واليمن والصومال وليبيا وسوريا والسودان، يحملون أوراقاً تسمح لهم بدخول الولايات المتحدة.

 

هكذا رد ترامب على موجة الاحتجاجات ضد قرار الحظر ويعد بالمزيد

لندن- عربي21/الإثنين، 30 يناير 2017 12:32 ص/يبدو أن الاحتجاجات المتصاعدة ضد قرار حظر دخول رعايا سبع دول إسلامية للولايات المتحدة، لن تثني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتخاذ مزيد من الإجراءات المثيرة للجدل. ترامب رد على تلك الاحتجاجات بتغريدة قال فيها: "بلادنا تحتاج اليوم إلى حدود محكمة وإجراءات مشددة للتدقيق، انظروا إلى ما يحدث في سائر أوروبا، وبالحقيقة في العالم برمته، هذه فوضى هائلة". إلى ذلك كشفت شبكة "سي أن أن" الأمريكية أن إدارة ترامب تبحث في إجبار الزائرين على كشف حساباتهم على السوشيال ميديا، وكل المواقع التي يزورونها بالإضافة إلى دليل الهواتف المحمولة، قبل السماح بدخولهم للولايات المتحدة.  وقالت "سي أن أن" إن ستيفن ميلر مدير السياسات العامة بالبيت الأبيض، تحدث مع مسؤولين بوزارة الخارجية والأمن الداخلي والجمارك وإدارة الجمارك وحماية الحدود وآخرين؛ لإخبارهم بأن الرئيس ملتزم جدا بالمرسوم وعامة الناس يساندونه بقوة، وطالبهم بتجنب التشتت من قبل ما وصفه بـ"الأصوات الهستيرية" على شاشات التلفزيون. وأضافت "سي أن أن" أن ميلر أشار إلى أن مسؤولي إدارة ترامب يناقشون إمكانية مطالبة الزائرين الأجانب بالكشف عن كل المواقع التي يزورونها وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الكشف عن الأرقام المسجلة في دليل هواتفهم المحمولة، وإذا رفض الزائر الأجنبي كشف مثل هذه المعلومات فيمكن منعه من دخول الولايات المتحدة.

 

وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس: هذه ملامح خطة ترامب "السرية" لضرب تنظيم الدولة

عربي21- يحيى بوناب/الأحد، 29 يناير 2017

هل يمكن اعتبار طروحات ترامب عن محاربة تنظيم الدولة بمثابة "خطة" حقيقية؟

نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية، مقال رأي للصحفي الألماني، ياسين مشربش، سلط من خلاله الضوء على "الخطة السرية" التي أعدها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للقضاء على تنظيم الدولة، والتي قد تتضمن "انتهاكات جسيمة" لحقوق الإنسان، مثل قتل عائلات أفراد التنظيم والاستيلاء على الموارد النفطية العراقية.

وقال الكاتب، في هذا المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس دونالد ترامب ما فتئ يطلق تصريحات مثيرة للجدل في كل مرة يتناول فيها مسألة محاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم الدولة. ولعل أبرز مثال على ذلك، تصريح ترامب بأنه "من أجل مواجهة الإرهابيين يجب قتل عائلاتهم".

 وأضاف ترامب في مناسبة أخرى: "لدي رسالة بسيطة لمقاتلي تنظيم الدولة، إن أيامهم باتت معدودة، لن أقول لهم أين وكيف سأقضي عليهم، إذ إن  تحركاتنا يجب أن تكون غير متوقعة. في الحقيقة، سوف تحل مشكلة تنظيم الدولة عندما يتم انتخابي رئيسا".

وأورد الكاتب تصريحات أخرى لترامب، تتعلق بالأساس بتنظيم الدولة، مثل قوله إنه يملك "معلومات عن تنظيم الدولة أكثر من جنرالات الجيش الأمريكي أنفسهم. إني أتعهد بقصف تنظيم الدولة بشكل سريع وحاسم".

ونقل الكاتب تصريح ترامب الذي أدلى به مؤخرا، حيث قال إنه كان على أمريكا السيطرة على موارد النفط بعد غزو العراق سنة 2003، وقال: "السيطرة على مصادر النفط في العراق مسألة ضرورية لمنع تمويل تنظيم الدولة. كان على الولايات المتحدة وضع يدها على كل موارد الشعب العراقي لمنع تمويل التنظيم". وفي الأثناء، لمح ترامب إلى أنه سيُفعّل هذه المخططات إذا حظي بفرصة لفعل ذلك.

وأوضح الكاتب أن كل هذه التصريحات الغريبة تثبت أن ترامب ليست لديه أي خطة واضحة ومتكاملة لمعالجة هذه المسألة، إذ أن عمليات القتل الممنهجة لأقارب المتهمين بالإرهاب، والاستيلاء على النفط العراقي، ستكون بلا شك جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.

وفي هذا الصدد، قال الكاتب إن "تنظيم الدولة قد كسب أموالا طائلة من بيع النفط في السابق، إلا أن الأمر اختلف تماما الآن، خاصة بعد خسارته لأغلب المناطق النفطية، فضلا عن ذلك، تلقى التنظيم العديد من الضربات، حيث أطلق التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب آلاف الغارات الجوية ووجه ضربات قوية للبنية التحتية التي كان يعتمد عليها التنظيم. في المقابل، أن يقول ترامب إنه يعرف عن تنظيم الدولة أكثر مما يعرفه جنرالات الجيش الأمريكي، فهذا أمر مثير للسخرية". وقال الكاتب إنه قد حان الوقت للنظر في الخطوات الفعلية التي بدأ ترامب باتخاذها بخصوص هذا الملف. فإثر تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة وقيامه بأول زيارة للبنتاغون، أصدر ترامب توجيهات جديدة، تتضمن تعليمات مثيرة للجدل لوزير الدفاع، جيمس ماتيس. وبحسب التسريبات التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، فإن الجيش الأمريكي قد يقوم بنشر قوته المدفعية في سوريا، بالإضافة إلى أنه ينوي استعمال طائرات مروحية قتالية لشن غارات على مدينة الرقة التي تعتبر عاصمة تنظيم الدولة في سوريا، وهذا سيكون بلا شك تطورا واضحا للتدخل الأمريكي في العمليات القتالية على الأراضي السورية.

وأشار الكاتب إلى أن هذه التسريبات تكشف في الوقت نفسه العديد من مواطن اللبس في مخططات ترامب، فحتى لو كانت الولايات المتحدة أكثر استعدادا من أي وقت مضى لقصف الرقة، فمن سيقوم فعليا بتحرير المدينة والدخول إليها بريا؟ ففي الوقت الراهن، القوة الوحيدة التي تمتلك حضورا على الأرض هي المليشيات الكردية، إلا أنها تعد من بين الفصائل الإرهابية بالنسبة لتركيا. وبالتالي، ستكون العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا على المحك في هذه الحالة، وهو ما يعد خللا وتقصيرا واضحا في مخططات ترامب.

وبيّن الكاتب أن ترامب قد يتمكن من حل هذه المسألة، ويحرر مدينة الرقة، إلا أن السيطرة على هذه المدينة لوحدها لن يؤدي للقضاء على تنظيم الدولة نهائيا، الذي لن ينتهي حتى بسقوط مدينة الموصل بالعراق. ففي الواقع، إن التنظيم قادر على الحفاظ على تواجده في بعض المناطق الشاسعة والصحراوية في سوريا والعراق، كما أن لديه حضورا حقيقيا في ليبيا واليمن ومصر وبعض الدول الأخرى.

وذكر الكاتب أن الاقتراح الثاني الملموس الذي قدمه ترامب منذ تنصيبه، يعتبر أيضا غير ناضج، فقد أعلن أنه سيفرض مناطق آمنة في سوريا بهدف حماية اللاجئين، وإذا نجح في هذا الأمر فإنه سيكون حلا جيدا بالنسبة للسوريين الفارين من بطش النظام وحلفائه وتنظيم الدولة. ولكن هل ستضمن منطقة حظر الطيران التي سيفرضها ترامب أن طيران نظام الأسد لن يكون بمقدوره التحليق فوقها؟ وما الذي سيعنيه ذلك بالنسبة للطائرات الروسية المتحالفة مع نظام الأسد؟ ومن سيقوم بتأمين هذه المناطق على الأرض؟ هل ستكون هنالك قوات برية أمريكية؟

وأورد الكاتب أن بعض المقترحات الأخرى التي قدمها ترامب ومساعديه تتجاهل بشكل صارخ الواقع والحجج المنطقية، إذ يعتبرون أن أيديولوجيا تنظيم الدولة مرتبطة بأفكار تيار الإخوان المسلمين، ولذلك طالبوا بوضع الإخوان المسلمين ضمن لائحة الإرهاب، متجاهلين بذلك حقيقة أن الكثير من المنظمات الإرهابية نشأت كنتيجة مباشرة للقمع والتضييق الذي تعرض له هذا التيار السياسي.

وبين الكاتب أن إدارة ترامب تدعي أن العديد من اللاجئين وصلوا إلى أوروبا ثم تحولوا في وقت لاحق إلى إرهابيين، وبسبب ذلك يجب التوقف عن منح التأشيرة للمواطنين القادمين من دول ذات أغلبية مسلمة. وفي الأثناء، تتجاهل هذه الادعاءات حقيقة أنه لا يوجد أي سوري في الولايات المتحدة يتم التحقيق معه في الوقت الحاضر في قضايا متعلقة بالإرهاب. والجدير بالذكر أن ترامب قد تحدث عن نقاط أخرى خطيرة جدا مثل ممارسة التعذيب ضد المتهمين، وإعادة إنشاء سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية، متغاضيا بذلك عن حقوق الإنسان، خاصة وأن التعذيب يعد جريمة، ولا يمكن إطلاقا التوصل للنتائج المرجوة من خلاله. وفي الختام، أوضح الكاتب أن ترامب كان قادرا على الهروب من الواقع وتجنب الأسئلة الحقيقية أثناء حملته الانتخابية، إلا أنه اليوم أصبح رئيسا، وسيفشل حتما في التهرب من مسؤولياته، فهل سيبدأ بأخذ الحقائق بعين الاعتبار؟ أما بالنسبة "للخطة السرية" التي تحدث عنها ترامب، فمن المرجح أن أكبر سر يخفيه الرئيس المنتخب، هو أنه ليس لديه أية خطة أصلا؟

 

إجراءات جديدة لإدارة ترامب تتعلق بالزائر الأجنبي لأمريكا

لندن- عربي21/الأحد، 29 يناير 2017  م/كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الأحد، عن إجراءات جديدة تناقشها إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تتعلق بالتعامل مع الزائرين الأجانب للولايات المتحدة الأمريكية. ونقلت الشبكة عن مدير سياسة البيت الأبيض ستيفن ميلر قوله إن "مسؤولي إدارة ترامب يناقشون إمكانية الطلب من الزوار الأجانب بالكشف عن جميع المواقع، ومواقع وسائل الإعلام الاجتماعية التي يزورونها، وتبادل الاتصالات في الهواتف المحمولة الخاصة بهم". وقالت مصادر لـ"سي إن إن" بحسب تقرير ترجمته "عربي21" إن "الفكرة هي فقط في مستوى النقاش الأولي".

 

ترمب: منع السفر الذي فرضته ليس "حظرا على المسلمين"

الاثنين 3 جمادي الأول 1438هـ - 30 يناير 2017م/العربية.نت/أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد أن الأمر التنفيذي الذي أصدره قبل يومين ومنع بموجبه رعايا سبع دول من السفر إلى الولايات المتحدة طيلة 90 يوما "ليس حظرا يستهدف المسلمين" تحديدا، في حين تتصاعد موجة الغضب في الداخل والخارج إزاء هذا القرار. وقال ترامب في بيان إنه "لكي تكون الأمور واضحة هذا ليس حظرا يستهدف المسلمين، كما تروج خطأ وسائل الإعلام"، مؤكدا أن الحظر "لا علاقة له بالديانة بل بالإرهاب وبأمن بلدنا". وأوضح ترمب أن السلطات الأميركية ستعاود "إصدار تأشيرات سفر لمواطني جميع الدول عند وضع نظام أكثر أمنا بعد 90 يوما". وشدد الرئيس الجمهوري على أن الدول السبع المشمولة بقرار المنع (إيران والعراق والصومال والسودان وسوريا واليمن) مدرجة أصلا على قائمة أعدتها الإدارة السابقة في عهد باراك أوباما وتحظر على كل من سبق له وأن زار أحد هذه البلدان السفر الى الولايات المتحدة من دون الحصول على تأشيرة. كما ذكر ترمب في بيانه بأن إدارة اوباما علّقت خلال العام 2011 لمدة ستة أشهر إصدار التأشيرات للاجئين العراقيين. وأكد الرئيس الأميركي أن "هناك اكثر من 40 دولة في العالم أكثرية سكانها من المسلمين وليست مشمولة بهذا الأمر التنفيذي". وأضاف أن "أميركا كانت على الدوام أرضا للحرية وموطنا للشجعان. سنحمي الحرية فيها ونصون الأمن وهو أمر تعرفه وسائل الإعلام ولكنها ترفض قوله". وذكر الرئيس الأميركي بأن هذا المنع مؤقت وينتهي بعد 90 يوما وأن إصدار التأشيرات سيستأنف بعد ذلك وفقا لإجراءات مراقبة جديدة يجري العمل عليها.

 

حاملو البطاقة الخضراء لا يشملهم قرار ترمب

الأحد 2 جمادي الأول 1438هـ - 29 يناير 2017م/واشنطن – فرانس برس/أكد مسؤول بارز في البيت الأبيض، الأحد، أن الحظر الذي فرضه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على دخول مواطني عدد من الدول إلى بلاده لا ينطبق على حاملي البطاقة الخضراء التي تخولهم الإقامة الدائمة على الأراضي الأميركية. وقال كبير موظفي البيت الأبيض، راينس بريبوس، إن الحظر المؤقت "لا يشمل حاملي البطاقة الخضراء". إلا أنه أكد في تصريحاته لشبكة "إن بي سي" أن أي شخص يسافر بشكل متكرر من الدول المستهدفة - ومن بينهم المواطنون الأميركيون - سيخضعون لمزيد من التدقيق.

وجاءت تصريحاته رداً على سؤال حول تقارير أفادت أن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب، الجمعة، يؤثر على حاملي البطاقة الخضراء خلافاً لتوصيات وزارة الأمن القومي. والبطاقة الخضراء وثيقة تصدرها وزارة الأمن القومي تسمح للأشخاص المولودين خارج الولايات المتحدة بالإقامة والعمل على الأراضي الأميركية، وهي تثبت أن حاملها مقيم بشكل دائم في البلاد، وغالباً ما تكون مرحلة تمهد للحصول على الجنسية. وأضاف بريبوس "نحن لم نعد هيكلة وزارة الأمن القومي، وبالنسبة لحاملي البطاقة الخضراء فإن القرار لا يؤثر فيهم". وبشأن تأثير قرار ترمب على المواطنين الأميركيين، قال "أعتقد أنك إذا كنت مواطناً أميركياً تكرر زيارة ليبيا، فمن المرجح أن تخضع لمزيد من التحقيق عند وصولك إلى المطار". كما لمح بريبوس إلى أن الحظر الحالي الذي يطاول مواطني العراق وسوريا وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن، يمكن أن يتوسع ليشمل دولاً أخرى. وأورد "قد نحتاج إلى إضافة دول أخرى إلى الأمر التنفيذي في المستقبل، ولكن لكي نتمكن من فعل ذلك بشكل سريع بدأنا بهذه الدول السبع".

 

مطار بيروت:إعادة أسرة مسيحية سورية بعد وصولها فيلادلفيا

الأحد 2 جمادي الأول 1438هـ - 29 يناير 2017م/بيروت – رويترز/أعلنت مصادر في مطار العاصمة اللبنانية بيروت، الأحد، أن أسرة سورية مسيحية من الطائفة الأرثوذكسية أعيدت من مطار فيلادلفيا الدولي بعدما سافرت من لبنان إلى الولايات المتحدة. ومنعت الأسرة، المؤلفة من ستة أفراد، من دخول الولايات المتحدة وفقاً للحظر الجديد الذي فرضه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على دخول مواطني سبع دول، من بينها سوريا، وفق المصادر. كما تم ترحيل العائلة من الولايات المتحدة إلى لبنان بعد توقف في الدوحة.

 

ترامب والملك سلمان يثيران قضايا حساسة باتصال هاتفي.. ما هي؟

واشنطن/ الرياض- رويترز/لإثنين، 30 يناير/17 /تناول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ملفات وقضايا حساسة خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، الأحد. وقال البيت الأبيض في بيان إن الجانبين اتفقا على إقامة مناطق آمنة في سوريا واليمن.

وأضاف البيان أن الجانبين يؤيدان "تطبيقا صارما" للاتفاق النووي الإيراني. من جانب آخر قال مصدر سعودي رفيع المستوى لوكالة رويترز، إن اتصالا هاتفيا جرى الأحد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية.

وأضاف أن الاتصال استمر أكثر من ساعة وتناول كثيرا من التفاصيل المهمة المتعلقة بمستقبل العلاقات بين الدولتين والوضع في المنطقة. وقال المصدر إنه لا يعلم ما إذا كان قد تم التطرق لموضوع الحظر المؤقت الذي أعلنه ترامب على دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة .

وكان ترامب قد أصدر أمرا تنفيذيا يمنع دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر، ويمنع أيضا دخول مواطني سوريا وليبيا والعراق واليمن والسودان والصومال وإيران لمدة 90 يوما. وقال المصدر السعودي إنه تم الاتفاق خلال الاتصال "على الكثير من الأمور المهمة، ومن ذلك تعزيز مشاركة البلدين بشكل واسع في محاربة الإرهاب والتطرف وتمويلهما، وأن السعودية لديها مبادرة مع عدد من دول المنطقة بخصوص ذلك، وأنها تتطلع لزيادة الدعم الأمريكي في ذلك."

وأكد المصدر تطابق وجهات نظر الزعيمين بشأن السياسات الإيرانية في المنطقة، وإشادتهما بالتعاون الأمني والعسكري القائم بين البلدين، وأهمية تعزيز ذلك في الفترة القادمة. وقال المصدر لرويترز "إنه يتوقع أن تشهد فترة الرئيس ترامب علاقات تاريخية بين أمريكا والسعودية." وأضاف أن "السعودية تشارك بفعالية في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة داعش في سوريا، وأن عدد الطلعات الجوية السعودية ضد داعش تأتي بالترتيب الثاني بعد الولايات المتحدة الأمريكية." وأكد المصدر السعودي أنه تم الاتفاق بين الزعيمين على تعزيز التعاون في ذلك.وقال المصدر إنه جرى خلال الاتصال بحث إنشاء مركز خاص ومتقدم في مكافحة التطرف والإرهاب بمشاركة البلدين. وأوضح المصدر أنه جرى خلال المكالمة بحث رفع التعاون الاقتصادي بين البلدين، مما ينعكس على خلق وظائف في البلدين وتعزيز صادراتهما، وقال إنه "سوف يتم الإعلان عن تفاصيل التعاون الاقتصادي في الوقت المناسب."

 

العفو الدولية: قرار ترمب ينتهك القوانين وسنواجهه قضائيا

الأحد 2 جمادي الأول 1438هـ - 29 يناير 2017م/دبي - قناة العربية/تتعالى الأصوات الدولية المنددة بقرار ترمب منع دخول رعايا 7 دول إلى الولايات المتحدة. منظمة العفو الدولية أكدت أن هذا القرار يحوي توجهاً ضد المسلمين ومشاعرهم، واصفة القرار بأنه لا إنساني وظالم. وأكدت مارغريت هوانغ، مديرة منظمة العفو الدولية، أن القرار يعد انتهاكاً للقوانين الدولية، وخرقاً واضحاً لقوانين حقوق الإنسان الدولية التي تحظر التفرقة على أساس الدين أو الجنسية، وأعلنت أن المنظمة ماضية في مواجهة هذا القرار قضائياً.

 

إيران ترد بالمثل.. وتمنع رعايا أميركا من دخول أراضيها

"العربية" - 29 كانون الثاني 2017/رداً على قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بمنع رعايا سبع دول، ومنها إيران دخول الأراضي الأميركية لأربعة أشهر، قررت إيران الرد بالمثل ومنع رعايا أميركا من دخول أراضيها. وأصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بياناً بثه التلفزيون الإيراني، جاء فيه أن إيران "مع احترامها للشعب الأميركي، ومن أجل الدفاع عن حقوق مواطنيها، قررت تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل بعد القرار المهين للولايات المتحدة المتعلق بالرعايا الإيرانيين". وجاء أيضاً في بيان الخارجية الإيرانية أن "القرار الأميركي يتضمن أموراً غير شرعية وغير منطقية تتعارض مع القوانين الدولية... ولن يكون لها أي أثر على مواقف الحكومة الإيرانية"، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة، حسب وسائل إعلام إيرانية، قد تكون طلبت معلومات عن المسافرين الإيرانيين المتوجهين إلى الولايات المتحدة، مقابل رفع القرار. كما أمرت وزارة الخارجية الإيرانية السفارات والقنصليات الإيرانية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة الرعايا الإيرانيين "الذين لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم أو إلى أماكن عملهم أو جامعاتهم". وكان قد وقع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الجمعة، قراراً تنفيذياً لمنع دخول "الإرهابيين الإسلاميين المتشددين" إلى الولايات المتحدة، فرض بموجبه خصوصاً حظراً لأجل غير مسمى على دخول اللاجئين السوريين، وحظراً لمدة 3 أشهر على دخول رعايا إيران والعراق وسوريا والصومال وليبيا واليمن والسودان، حتى ممن لديهم تأشيرات أو إقامة (الغرين كارد). وكان قد أشار العديد من الوكالات الإيرانية، السبت، إلى أن العشرات من الإيرانيين ممن لديهم تأشيرات، سافروا إلى أميركا ظناً منهم أن تنفيذ القرار قد يستغرق عدة أيام، علماً أن الكثير منهم كانوا قد حصلوا على التأشيرة الأميركية بصعوبة بالغة، إلا أنهم فوجئوا بمنع دخولهم. وشهدت مطارات لوس أنجلوس وبوسطن ونيويورك وأتلانتا وتكساس، عدداً من عمليات الترحيل، حيث أرجعت السلطات حاملي الجوازات الإيرانية إلى قاعات الانتظار بعد وصولهم إلى أقسام فحص الجوازات من دون أن تفحص تأشيراتهم.

 

الجيش السوري يقترب من السيطرة على مدينة الباب

العرب/30 كانون الثاني/17/دمشق - تمكنت قوات الجيش السوري من التقدم إلى مسافة 7 كلم من مدينة الباب الشمالية التي يسيطر عليها تنظيم “داعش”، بحسب ما أفاد ناشطون معارضون. وبحسب الناشطين فإن الجيش السوري استطاع بسط سيطرته على 3 قرى في وقت متأخر الجمعة تقع على مسافة نحو سبعة كلم جنوب مدينة الباب، فيما تحشدت القوات التركية المشاركة في عملية “درع الفرات” شمال هذه المدينة.والأحد، قال الجيش التركي إن جنديا قتل في اشتباكات مع مسلحي تنظيم “داعش” قرب مدينة الباب شمالي سوريا، ، بينما يتواصل القتال بين مقاتلين سوريين تدعمهم أنقرة والإرهابيين.

ويحاصر المقاتلون السوريون المدعومون بقوات خاصة ودبابات وطائرات تركية، البلدة الواقعة تحت سيطرة “داعش” منذ ديسمبر. وقالت تركيا مرارا إنها أوشكت على السيطرة على الباب رغم أن القوات لا تستطيع التقدم بسبب معارك الشوارع التي تخوضها مع مقاتلي التنظيم. وحققت هذه العملية التي تستهدف مسلحي “داعش”، والتي تدعم فيها تركيا فصائل سورية معارضة موالية لأنقرة، نجاحا في أغسطس الماضي، إذ تمكنت تلك القوات من طرد الإرهابيين من مدن حدودية عدة، بينها جرابلس، إلا أنها فشلت في بسط سيطرتها على مدينة الباب سريعا. وقصفت مقاتلات روسية وتركية في عملية مشتركة، الأسبوع الماضي، أهدافا لتنظيم داعش الإرهابي تم تحديدها مسبقا جنوبي مدينة الباب الواقعة شمال محافظة حلب. وفي حين تؤكد تركيا عزمها تحرير المدينة معتبرة أن هذه المسألة تدخل في إطار أمنها القومي، إلا أن مراقبين لا يستبعدون أن يقوم الجيش السوري بالسيطرة على المدينة خلال الفترة المقبلة. ومنذ أن استعادت قوات الجيش السوري مطار كويرس العسكري، أصبحت على بعد عشرة كيلومترات فقط جنوب مدينة الباب، لتصبح المسافة اليوم أقل من ثلاثة كيلومترات. ويتساءل مراقبون ما إذا كانت روسيا قد توصلت إلى اتفاق ما مع تركيا يفضي إلى السماح لقوات الجيش السوري بالسيطرة على المدينة. وعلى الرغم من أن المسؤولين العسكريين السوريين والأتراك قد اجتمعوا منذ أشهر وتوصلوا إلى “تفاهم” حول الدور التركي شمال حلب، إلا أن دمشق وأنقرة لا تزالان تتنافسان في ما يتعلق بالمصير العام لشمال سوريا. وإذا ما استولت المعارضة على مدينة الباب، فإنها لن تشكل تهديدا لحلب فحسب، بل يمكنها أيضا انتهاز فرصة تراجع تنظيم داعش للتقدم نحو الرقة وأجزاء أخرى من وادي الفرات. إلى ذلك، أعلن الجيش السوري، الأحد، في بيان سيطرته على كامل منطقة وادي بردى قرب دمشق، والتي تعد خزان المياه المغذي للعاصمة، بعد معارك دامت أكثر من شهر مع الفصائل المقاتلة والإسلامية.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن بيان للجيش السوري “أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية والقوات الرديفة مهامها في إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات وقرى وادي بردى في ريف دمشق الغربي بعد سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة”. ولا تزال المعارك بين جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) وفصائل المعارضة محتدمة بشكل متواصل منذ أيام. وأعلنت خمسة فصائل عسكرية في سوريا حل نفسها واندماجها بشكل كامل ضمن كيان عسكري جديد يحمل اسم “هيئة تحرير الشام”، بقيادة أبوجابر هاشم الشيخ. وبحسب بيان نشرته الفصائل على شبكة الإنترنت، فإن الكيان الجديد يضم كلا من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، وحركة نورالدين زنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصارالدين، وجيش السنة. وجاء في البيان أن الاندماج جاء نظرا لما تمر به الثورة السورية من “مؤامرات تعصف بها واحتراب داخلي يهدد وجودها”، كما دعا البيان الفصائل العاملة في الساحة السورية إلى الالتحاق بهذا الكيان وحفظ مكتسبات الثورة والجهاد، على حد تعبير البيان. ويأتي هذا الاندماج بعد أيام من إعلان خمسة فصائل أخرى عن انضمامها إلى حركة أحرار الشام، وهي ألوية صقور الشام، وجيش الإسلام- قطاع إدلب، وجيش المجاهدين، و“تجمع فاستقم كما أمرت”، والجبهة الشامية-قطاع ريف حلب الغربي. وقالت حركة الأحرار في بيان مشترك، إن هذا الانضمام يأتي التزاما منها بأهداف الثورة وحمايتها. وتجددت، السبت، الاشتباكات بين فصائل من المعارضة وجبهة فتح الشام في غرب حلب ومحافظة إدلب معقل فصائل المعارضة.

 

أين اختفى أبو بكر البغدادي؟

"العربية"/29 كانون الثاني 2017/في الوقت الذي سجلت فيه القوات العراقية تقدماً ملحوظاً، لاسيما بعد استعادتها شرقي الموصل، واستعدادها لمعركة الساحل الأيمن، تطرح العديد من التساؤلات حول مصير زعيم داعش، أبوبكر البغدادي. ففي حين كانت كل المؤشرات قبل أشهر تؤكد أن رأس داعش لا يزال في الموصل، لا سيما وأن اللواء سيروان بارزاني، قائد في قوات البيشمركة قرب الموصل، قال في لقاء خاص مع "الحدث" بعد شهر من انطلاق عملية استعادة الموصل أو ما أطلق عليها "معركة قادمون يا نينوى" في 17 أكتوبر الماضي، إن المعلومات تفيد بوجود زعيم داعش البغدادي داخل الموصل، يبدو أن المعادلة تغيرت بعد أشهر من التقدم المحقق. فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية ليث النعيمي في تصريحات صحفية الجمعة أن غالبية قيادات داعش إما قتلت أو أصيبت أو هربت، لأنها كانت تمتلك أنفاقاً بطول أكثر من 20 كم، مضيفاً أن المعطيات الاستخباراتية تشير إلى عدم وجود البغدادي لا في الساحل الأيمن ولا في محافظة نينوى كلها، دون أن يجزم ما إذا كان فر أو قضى في أحد تلك الأنفاق كغيره من قيادات التنظيم. يذكر أن آخر تسجيل صوتي للبغدادي بث في أوائل نوفمبر 2016، ودعا فيه أنصاره إلى القتال، واعداً إياهم بما سمّاه "النصر المكين والفتح المبين الذي وعد الله به عباده". أما التسجيل السابق له فكان في ديسمبر 2015.

 

القاسم يؤكّد ان الأسد طريح الفراش

موقع ليبانون ديبايت/بعد ان تحدّى الإعلامي السوري، فيصل القاسم، رئيس النظام بشار الأسد، بأن يظهر على شاشة التلفزيون. وغرّد عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أتحدى بشار الأسد أن يظهر على التلفزيون السوري وينفي الإشاعات". نشر القاسم عبر صفحته على فيسبوك ما يلي "أحاول منذ أيام أن أتحرى مرض طاغية الشام بشار الأسد، وحصلت على معلومات متناقضة، وبالأمس توصلت إلى معلومات مؤكدة بنسبة تسعين بالمائة بأنه تعرض لجلطة لهذا تحديته أن يظهر على شاشة التلفزيون. أما الآن فأستطيع أن أؤكد لكم حسب مصادري الخاصة جداً أن بشار الأسد طريح الفراش، لكنه ليس غائباً عن الوعي. ونسبة خطورة المرض حسب مصادري سبعون بالمائة. هل وصلته أخيراً رسالة السماء كي يتوقف عن ذبح الشعب السوري؟ لا يهمنا إذا ظهر على التلفزيون أم لا، المهم أننا تأكدنا أنه كان فعلاً مريضاً حتى لو أظهروه على الشاشة."

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"الخلطة الرباعية"... أي معايير؟

 نبيل بومنصف/النهار/30 كانون الثاني 2017

بصرف النظر عما ستفضي اليه "المفاوضات" الجارية حول مشروع قانون انتخابي يبدو ان ولادته لم تعد بعيدة، وما دام الاتجاه الى صيغة مختلطة بين النظامين الأكثري والنسبي بات شبه محسوم، لا بد من التوقف عند بديهيات يفترض ان تكون امام الطباخين والخبراء بمثابة ثوابت بديهية. ولعل ما يملي التذكير بهذه الثوابت تصاعد ملامح تفصيلات بدأت تثير الريبة في ما يسمى مفاوضات رباعية ومن هنا تبدأ القصة أصلا. ليس في الواقع الناشئ بعد التسوية السياسية التي ادت الى انتخاب الرئيس ميشال عون وتشكيل الحكومة ما يفاجئ في توافق على قانون انتخاب جديد. ولكن حصر المطبخ السياسي بـ"الاجتماع الرباعي" وجعله القابلة السياسية للقانون الجديد يبدو أمرا هجينا شكلا ومضمونًا ما دامت مظلة التسوية تتسع لأكثر من القوى التي تنخرط في صياغة مشروع التسوية الانتخابية. قد يبرر هذا "الاستئثار" إخفاق مديد لمجلس النواب في التوصل الى إقرار قانون جديد كما بطبيعة التحالفات والآليات التي ادت الى انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة والتي اتبع فيها داخليا خط بياني مشابه. ولكن في مسألة قانون الانتخاب لا يمكن تبرير أي دوافع تهمش دور الحكومة والمجلس وتجعلهما "ينتظران" كما عموم اللبنانيين صوت القابلة الرباعية تطلق في الآتي من الايام صوت البشرى بالصيغة الوليدة. أما في المضمون، فإننا كما يبدو واضحا امام مزاوجة غير مسبوقة في تاريخ التجارب الانتخابية وقوانين الانتخاب بين النظامين الأكثري والنسبي وسط أهازيج تتعالى من جهات ومخاوف تتصاعد من جهات أخرى. هذا التطور بمقدار ما يكتسب أهمية مفصلية في حل معضلة القانون الجديد يتسم بدرجة موازية بخطورة عالية اذا جاء مشوبا باختلالات تعرضه ليس للطعن القانوني والدستوري فحسب وانما ايضا للمعنوي العام. ما يثار عن الاتجاهات الجارية الى تفصيلات أكثرية ونسبية في الدائرة الواحدة وعلى اساس التوزيعات الطائفية يفترض الكثير من الدراية الجراحية بوحدة المعايير وعدم تجاهل الأثر المدمر ديموقراطيا لها لان من شأن ذلك ان يجعل أي مشروع موصوما بالفئوية وتقاسم نتائج الانتخابات سلفا بلا حاجة الى انتخابات. لا يكفي غدا، حتى لو أباحت الظروف الناشئة لمجموعة قوى داخلية ان تتوافق على "مكسب العصر" بصيغة غير مسبوقة، ان تسلك هذه الصيغة طريقها الى الواقع السياسي والانتخابي ما لم تتحصن بوحدة معايير حقيقية غير زائفة. ليس تفصيلا عابرا أن يشطر الناخب بين أكثري ونسبي أو تشطر دائرة انتخابية بينهما. هذه "جراحة" لصيغة لا يجري استيلادها وفق الأصول أي من باب نقاش مفتوح شفاف في مجلس وزراء وبرلمان استهاناً بالتخلي عن دوريهما في الشكليات والأصول، فكيف لو جاءت "الخلطة" محمولة بطعن وحدة المعايير والمحاصصات المستترة تحت ستار إنجاز العصر؟

 

القانون المختلط الوحيد الباقي يتقدم الجميع يحكون مع الجميع لتمرير "أفضل الممكن"

 ايلي الحاج/النهار/30 كانون الثاني 2017

قبل نحو سنتين وضع مسؤول في حزب "القوات اللبنانية" صيغة تشبه إلى حد بعيد النسخة المتداولة عن المشروع المختلط بين النسبي والأكثري للانتخابات النيابية. كانت "القوات" تراجعت عن مشروع "القانون الأرثوذكسي" الذي اتفقت عليه مع "التيار الوطني الحر" وأثار ردودا صاخبة، واتفق لاحقاً على مشروع آخر مع "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي لم يتأخر التقدمي في التراجع عن موافقته عليه عندما لمس أخيراً رسوخ التحالف بين "القوات و"التيار" وجديةً في السير بمشروع معدّل، على قاعدة اعتماد المناصفة في عدد النواب المنتخبين على أساس النسبي والأكثري، وفقاً لما أراد الرئيس نبيه بري في مشروعه .

سارع العهد وأركان في "التحالف الثنائي" إلى محاولة استيعاب "نقزة جنبلاط"، وأبلغ بري ورئيس الحكومة سعد الحريري والدكتور سمير جعجع وفد "اللقاء الديموقراطي" الذي زارهم تباعاً ويستكمل جولته اليوم بلقاء رئيس الكتائب سامي الجميّل أنهم لن يسيروا بمشروع لا يراعي هواجس الزعيم الدرزي ويرضيه. وبالفعل كان أول ما لفت في مشروع الحل المتداول خلال "اللقاءات الرباعية" التي تضم ممثلي "حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار" و"المستقبل" والذي تسرّبت نسخة - خريطة منه إلى الإعلام هو ضم قضاء بعبدا إلى دائرة "جبل لبنان الشمالي" واعتماد الشوف وعاليه دائرة واحدة سُميت "جبل لبنان الجنوبي" كما يرغب جنبلاط. ولاحظ متابعون للموضوع أن لا مشكلة عند القادة المسلمين حيال قانون جديد يحسّن تمثيل المسيحيين الذي أصيب بانتقاص فعلي خلال تطبيق غير سليم لاتفاق الطائف طوال الأعوام الماضية، لكنهم لا يريدون أن ينتقل الغبن في التمثيل من جهة إلى جهة، ولا يستطيعون القبول بلا مساواة بين المواطنين.

وفي حين يفضل أقطاب الأحزاب الصمت الإعلامي في انتظار تطورات اليومين المقبلين، يقول مشاركون في "طبخة القانون" إن المحادثات في شأنه تقدمت كثيراً إنما لم تصل بعد إلى خواتيمها السعيدة. وتؤكد أن القانون المختلط هو الوحيد الممكن والباقي والمطروح للبحث منذ أن قدمت اللجنة النيابية المصغرة لوضع قانون جديد تقريرها النهائي. وتنحصر المحادثات حالياً في سبل تطبيق وحدة المعايير. في سياق آخر تتركز اتصالات أفرقاء متعددين على قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي للحصول على أجوبة منها، وتواكب جهات غير مشاركة في "اللقاء الرباعي" مناقشاته باتصالات حثيثة ومفتوحة بغية عدم ترك ثغرات كبيرة يمكن أن تعرقل الحل. في السياق هذا جاء تصريح عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أن هناك استعداداً للبحث في اعتماد النسبية لبعض المقاعد في المتن الشمالي إذا كان "الأكثري" فيه يزعج رئيس الكتائب النائب الجميّل.

ويقول نائب رئيس حزب "القوات" النائب جورج عدوان لـ"النهار" إن "وتيرة العمل الجماعي للتوصل إلى القانون الجديد سوف تُسرّع هذا الأسبوع لأننا محكومون بمهلة، ولم يعد هناك مجال إلا لإقرار قانون جديد، والجميع بات في جو أن بقاء قانون الستين صار مستحيلاً" بعد موقف رئيس الجمهورية ميشال عون.

ويشير إلى كثيرين يبنون مواقف من المشروع الذي يجري العمل عليه بناء على تسريبات، فيما الصيغ لا تزال قيد البحث وهي مرنة، ولا نزال في مرحلة أخذ ورد، وهناك نقاط اعتراض عدة يمكن البحث فيها أو تجاوزها بالتفاهم .

ويلفت المتابعون إلى سيل من الأسئلة عن مسودة مشروع القانون المسربة، منها ما يتعلق مثلاً باعتماد النظام النسبي لقضاء بعبدا والنظام الأكثري لقضاء المتن الشمالي المجاور، ولماذا يحق لأبناء طرابلس في انتخاب ثلاثة نواب سٌنّة من نوابهم الثمانية على أساس الأكثري، ويشاركهم وفق النسبي في انتخاب نوابهم الخمسة المتبقين أبناء الضنية – المنية وزغرتا وبشري والكورة والبترون، فيما لا يحق للطرابلسيين في المقابل المشاركة في انتخاب تلك المناطق لأن انتخاباتها ستكون وفق الأكثري؟ أسئلة يجيب عدوان بأنها سابقة لأوانها. القانون هذا ليس الأفضل لكنه أفضل الممكن. انتظروا. لا يزال أمامنا أسبوعان .

 

عن فشل «الرباعيّة»... ونصيحة بري

بيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 30 كانون الثاني 2017

يبدو أنّ العاصفة الانتخابية ضربت البلد بنوع من الإرتجاج. مَن يراقب المسار الانتخابي، لن يجد صعوبة في قراءة المشهد؛ أمواج تزحف بمواقف متلاطمة حول النسبية، كلّ طرف يريدها من منظاره. ومواقف متأرجحة، تارة مع النسبية وتارة مع الأكثري وتارة مع المختلط. ومواقف متكسِّرة، تقول يوماً إنها مع الستين. ثمّ ما تلبث بعد يوم أو يومين أن تُشهِر السيف عليه، وتهدّد بالويل والثبور وعظائم الأمور إن سارت الأمور في اتجاه الستين. الأمواج ماضية في الزحف نحو الشاطئ السياسي. والخلاصة أن لا أحد يملك مفتاح المغارة لانتشال الكنز الانتخابي المخبّأ في المجهول.

الوقت يمضي، وباقٍ من الزمن بضعة ايام للدخول في المهل وفقاً للستين، مرسوم دعوة الهيئات الناخبة سيعدّ حتماً، وإن تبنّاه مجلس الوزراء، ستسري عليه مهلة الخمسة عشر يوماً ليصبح نافذاً، يعني ذلك أنّ الستين بدأ اولى خطواته العملية لإجراء الانتخابات على اساسه في الربيع المقبل.

في هذا الجوّ تحاول «الرباعية» الممثلة بحركة «امل» والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل وحزب الله، صياغة قاسم انتخابي مشترك، كأنّها تحفر في الصخر، أطرافها يؤكّدون أنّ النقاش جدّي.

لكن ليس في الإمكان القول إنه نقاش مجدٍ، أو أنها تقدّمت خطوة الى الامام. والعجيب أنّ بعض الاصوات السياسية يبشّر اللبنانيين بأنّ الطريق الانتخابي سالك وآمن، وولادة القانون الجديد باتت وشيكة جداً. كيف؟.. لا أحد يعرف.

قد تُقرأ في هذا التبشير مزايدة لا اكثر، حتى إنّ بعض اطراف الرباعية يرسم علامات تعجّب واستفهام حوله. فيما تجزم مراجع مواكبة عن كثب لاجتماعاتها «أنّ حقيقة الأمر هو أنّ هذه الاطراف تجتمع وتناقش بجدية وانفتاح وتعقد لقاءات تشاورية (غير ملزمة)، علّها تبلور صيغة انتخابية تحظى برضى الجميع.

وبعد كلّ اجتماع يحصل اتصالٌ بقوى أخرى وبالتحديد مع وليد جنبلاط لوضعه في صورة النقاشات. لكنّ الأمور كلّها ما زالت في نقطة البداية، ولا نستطيع أن نقول إنّ النقاش تقدّم ولو أنملة». فالرباعية، بحسب المراجع نفسها دارت وتدور حول نفسها. وعلقت في زحمة الصيغ و»عجقة» الافكار، من مشروع ميقاتي الى مشروع بري المختلط (64-64)، الى التأهيلي.. ثمّ اضيف عليها مشروع جديد في الاجتماع الأخير ينطوي على مختلط من نوع جديد... وكما لم يتمّ التوافق على أيّ من الصيغ السابقة له، لم يتمّ التوافق عليه، لسبب جوهري هو أنه لا يتوافق مع المعايير الدقيقة والعادلة، التي يُفترض أن تكون متوافرة ومتلائمة مع الجميع. هو يراعي أطرافاً معيّنة، لكنّ هذه الأطراف ليست كلّ البلد، ولا تختزله، هناك اطراف اخرى لها كلمتها. وستقولها، هل سأل احد ما هو موقف وليد جنبلاط او غيره من هذا المشروع؟

أمام الرباعية اجتماعٌ آخر قريباً. بعبدا تتابع، ورئيس الجمهورية ميشال عون، رفع البطاقة الحمراء في وجه «الستين»، ولن ينزل تحت سقف التصعيد الذي ذهب اليه. مع أنّ كلامه الذي أثار الالتباس حول الصلاحيات وإعلانه عدم توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، أُلحِقَ بتوضيح رئاسي وآخر من قبل أقرب المقرّبين اليه أمام مسؤول دولي زار لبنان أخيراً ومفاده: «المقصود بكلام عون هو التحفيز ودفع القوى السياسية الى عدم الاسترخاء بل التعجيل في وضع قانون جديد». ورئيس الحكومة سعد الحريري، ترك لممثله في الرباعية أن يناقش تحت سقف المستقبل، ولا مبادرات جاهزة من قبله. والخلفية التي ينطلق منها هي المشروع المقدَّم من كتلة المستقبل مع «القوات اللبنانية»، و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، علماً أنّ الاشتراكي سبق وتخلّى عنه. وها هو جنبلاط ماضٍ بتغريداته بما فيها من دلالات و«نكوزات» و«تمريك» ودعوات الى التحلّي بالصبر.

وأما «حزب الله» فيؤيّد كلّ «الصيغ الملائمة»، النسبية الشاملة مطلبه الأوّل ويوافق على اعتمادها في المحافظات. يؤيّد مشروع بري وكذلك التأهيل ولا يمانع اعتماد مشروع ميقاتي. المهم إجراء انتخابات وفق قانون جديد قائم على معايير العدالة وصحّة التمثيل وسلامته لكلّ المكوّنات.

وأما «القوات اللبنانية» ففي أجوائها علاماتُ استفهام عن سبب عدم إشراكها، أو ربما «إبعادها» من اجتماعات «الرباعية». كانت تفضل لو أنها طرف فيها، لكنّها سلّمت - ربما على مضض - بأنّها ممثلة بحليفها التيار الحر. وأما سقفها الانتخابي الثابتة عليه فهو المختلط المقدَّم منها ومن المستقبل والاشتراكي.

يبقى الرئيس نبيه بري، وكان يتمنّى أن تبث «الرباعية» رياحاً إيجابية في اتجاه عين التينة لكنه لم ينل ما يتمنّاه.

في التقييم العام، إنّ نظرة بري الى انعقاد الرباعيّة إيجابية لكونها فتحت النقاش الجدّي في الملف الانتخابي. أما في نتائج ما توصّلت اليه حتى الآن فكان يتمنّى لو أنها بنت منطلقاً صالحاً نحو القانون العتيد، لكنّ الوقائع والتفاصيل جاءت معاكسة ومغايرة: «إنّ «الرباعية» تجتمع لكنّ اجتماعاتها غير منتجة حتى الآن. وفي المحصلة هذه الأطراف تحاول وتبذل جهوداً وأعتقد أنّ الأمور ما زالت في حاجة الى جهود أكبر».

يقول بري بشكل قاطع «لا يوجد أيّ تقدّم.. لا شيء على الإطلاق.. ما زلنا في «أبجد» يعني في البدايات». ثمّ يضيف بوضوح أكثر «أنا لا يمكن أن أوافق على أيّ مشروع انتخابي ينطوي على خلل في المعايير».

يقدّر بري «الجهد النيابي الذي يُبذل لبلورة صيغة انتخابية»، لكنّ المسؤولية في رأيه «لا تقع فقط على النواب، بل على الحكومة بالدرجة الأولى. وهنا أذكّر بأنّني تصدّرت العاملين على الخط الانتخابي، وأخذت على عاتقي تقديم أفكار وصيغ لقانون عادل ومنصف وقائم على معايير دقيقة، ولكن لم يُؤخذ بها.

وتبعاً لذلك أقول لقد استنفدت كلّ ما لديّ وقدمت كلّ ما عندي، لا بل لم يعد عندي شيء أقدّمه. الكرة ليست عندي بل هي عند الحكومة. أنا الآن في مرحلة انتظار أي إنني أنتظر الحكومة.. ها هم النواب يجتمعون ويتواصلون ويناقشون، والحكومة تضمّ كلّ الاطراف بما فيها الاطراف غير الموجودة في «الرباعيّة»، ولا يضرّها شيء أبداً إنْ حزمت أمرها وأعدّت مشروع قانون جديداً للانتخابات وأحالته الى مجلس النواب. ومن جهتي احيله فوراً على اللجان المختصة ومن ثمّ أطرحه سريعاً في الهيئة العامة للمجلس ونصوّت عليه».

في زمن الطاولة الحوارية والحديث عن «سلّة بري»، كان الملف الانتخابي أحد أبرز بنودها. يقول بري «لو أنّهم سمعوا مني وأخذوا بما طرحته، لكنَّا جلسنا وتناقشنا واتفقنا، ولما كنّا وصلنا الى ما نحن فيه حالياً. كنّا وفّرنا علينا الكثير ممّا نحن فيه. كنتُ اعرف أننا سنصل الى هنا وسنصطدم بالتعقيدات، ومع الأسف لم يسمعوا منّي. «يجب ألّا يكون مكان لقانون «الستين» في الحياة السياسية اللبنانية» يقول بري.. «لقد قلنا في هذا القانون ما يكفي من تحذير من خطورته على لبنان ومستقبله. خلاص بلدنا في النسبية، كنتُ وما زلت وسأبقى أنادي بها. هي ليست طرحاً جديداً عندي.

هناك مَن التحق بها وصار يدّعي أبوّتها، فقط أذكِّر بأنّني شخصياً وفي خطاب ألقيته في جامعة الحكمة في العام 1997 قلت بضرورة اعتماد النظام الانتخابي النسبي، رغم إدراكي بأنّ النسبية تخسِّرني 3 أو 4 نواب. ومع ذلك قلت أنا على استعداد لأن اقبل بالخسارة، المهم أن يربح لبنان. وهذا الكلام الآن برسم الجميع فمَن يريد أن يربح لبنان فليتفضل ويعمل في هذا الاتجاه».

أمام هذا الواقع المقفل حتى الآن، فإنّ الحلّ في رأي بري سهل وبسيط جداً: «الدستور أمامنا فتفضّلوا وطبّقوه.. هو يقول بمجلس شيوخ وغير ذلك. في أيّ حال أنا لن اخالف الدستور فليخالفه غيري. وفي الخلاصة أنا أنتظركم هاتوا قانونكم». ليس خافياً عن عين بري أنّ هناك أطرافاً تمارس «الزَنّْ» في بعض الآذان حول الموضوع الانتخابي وهنا يقدِّم ما يشبه النصيحة على قاعدة «أشهد أنّني قد بلغت»: «يجب الوصول الى قانون انتخابي بمعايير جيّدة وعادلة. المكايدات والمزايدات و«الغمز» و«اللمز» و«الزنّ» في الآذان تُبقي الحال على ما هو عليه. إنّ انتظام الحياة السياسية في لبنان لا يمكن أن يحصل من دون ارادة سياسية شاملة وصادقة في هذا الاتجاه». عندما يُسأل بري عن موقف رئيس الجمهوية وإعلانه عدم توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، لا يقاربه كما فعل غيره من زاوية الصلاحيات وما يتصل بها، بل يقاربه بإيجابية ويقول: أنا على يقين أنّ نوايا «فخامة الرئيس» صادقة في اتجاه الدفع نحو قانون جديد للانتخابات. وما نُقل عنه يصبّ في خانة التحفيز والحثّ على بلوغ هذا القانون في أسرع وقت. وأنا معه في هذا الهدف.

 

أيّ كتلة نيابية سيورِّثها وليد لتيمور؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 30 كانون الثاني 2017

سيعقد الحزب التقدمي الاشتراكي الأحد المقبل، جمعية عمومية مخصّصة لاختيار رئيس جديد له. ولكن، وخلافاً لما كان متوقعاً منذ أشهر أو سنة، سيبقى النائب وليد جنبلاط في القيادة، لأنّ اللحظة لم تحن بعد لتولّي نجله تيمور مقاليدها. لكنّ الشاب الذي كُتِب عليه أنه وريث زعامة آل جنبلاط سيجلس بالتأكيد في مقعد والده النيابي في الشوف، ومن هناك تبدأ مسيرته. ومن هناك يبدأ تفكير والده في الانتخابات وقانونها. شرح جنبلاط أزمته لأصدقائه جميعاً، كما لغير الأصدقاء: «لا أريد أن تكون بي خاتمة الزعامة الدرزية على الجبل الجنوبي، وخاتمة الزعامة الجنبلاطية داخل الطائفة الدرزية.

فالنسبية تتيح إنتاج تعددية طوائفية في الجبل وتعددية زعاماتية في الوسط الدرزي. ويدرك جنبلاط أنّ هناك قوى مسيحية في الدرجة الأولى، ثم سنّية، وربما شيعية، تنتظر هذه اللحظة للتخلّص من أحادية الزعامة الجنبلاطية على الجبل الجنوبي.

وهناك قوى درزية تريد اغتنام الفرصة لإنهاء «الأحادية الجنبلاطية» داخل الطائفة، وعلى الأقل لإعادة الثنائية: الجنبلاطية - اليزبكية. وأوّل هؤلاء وئام وهّاب ثم طلال إرسلان. «أبو تيمور» وجد تفهُّماً. فلماذا يُراد إنهاء أحادية الزعامة الجنبلاطية على الدروز عندما يكون الاتجاه العام في الطوائف الأخرى هو الحصرية؟ وبقي الجانب الذي يحتاج إلى تفاهم هو ذلك المتعلق بالزعامة على الجبل.كرَّس وليد جنبلاط زعامته على الجبل منذ حرب 1983. وبعد « إتفاق الطائف»، تحالف مع سوريا التي صاغت قوانين الانتخاب على قياسه، ودعمته بالمواقع والوزارات وإدارة شؤون المهجرين وأموالهم، فيما كان المسيحيون يدفعون ثمناً باهظاً لـ»حروب الأخوة» التي دمَّرتهم ووزّعت قادَتهم مَنفيين في الداخل والخارج. دَلّلت سوريا جنبلاط، داخل الطائفة وخارجها. وبعد 2005، حافظ الرجل على دوره في المعادلة. وعلى رغم عدائه العميق والمكشوف للرئيس بشّار الأسد، فإنه لم «يُخربط» المعادلة التي أرساها السوريون في لبنان. وعرف جنبلاط كيف يكون الجسر بين السنّة والشيعة في زمن الحروب المذهبية الإقليمية، وبين «8 و14 آذار»، بحيث لا يمكن الاستغناء عنه. اليوم، طرأت متغيرات إقليمية وداخلية تضع جنبلاط في مواجهة استحقاق حسّاس. وهنا تكمن مشكلته:

1- إقليمياً، راهَن جنبلاط على سقوط الأسد. وعمل في فترة سابقة من الحرب السورية على توسيع وهج زعامته ليتحدث باسم دروز سوريا ويحرّضهم على الأسد. لكن عدوّه اللدود هناك على وشك أن يربح الحرب، كما أنّ الطموح إلى زعامة الدروز في سوريا بات أقل واقعية.

ولهذا الأمر انعكاساته في لبنان على الأرجح. فالأسد، إذا اتيح له لاحقاً أن يقول كلمته في الشؤون اللبنانية، من الطبيعي أن يعمل لمنح القوى الدرزية الحليفة له دوراً أوسع داخل الطائفة، على حساب جنبلاط.

2- داخلياً، يتبنّى القادة المسيحيون، بعدما تصالحوا ووصل الرئيس ميشال عون إلى الحكم، هدفاً مركزياً هو تصحيح الخلل في الشراكة. وهذا الأمر يتعلق بـ»تحرير» التمثيل المسيحي من أَسْر الطوائف الأخرى، السنّية والدرزية والشيعية. وهذا يعني عملياً إنهاء احتكار جنبلاط لتمثيل مسيحيّي جبل لبنان الجنوبي.

3- تتزامن الاستحقاقات الإقليمية والداخلية مع استحقاق تقترب منه الزعامة الجنبلاطية نفسها. فجنبلاط وصل إلى لحظة توريث تيمور، لأنّ غالبية البيوتات السياسية اللبنانية غارقة في ورشات لـ»تسليم الجيل الجديد».

والتسليم هنا قد يعني تغييراً في ذهنية الآباء وتغييراً حقيقياً للدم، وقد لا يعني. فجنبلاط الذي تم إلباسه عباءة الزعامة قسراً بعد اغتيال والده كمال جنبلاط، لم يشكّل استمراراً لنهج الوالد. وكذلك، هو يدرك اليوم أنّ تيمور جنبلاط 2017 ليس نفسه وليد جنبلاط 1977.

كل هذه العوامل تؤرق جنبلاط وتدفعه إلى التفكير عميقاً في كل خطوة، وإلى التأكد من أنه لن يذهب ضحية التحوّلات في المسارات الإقليمية والداخلية. والاستحقاق الداهم في هذا المجال هو الانتخابات النيابية.

جنبلاط الأب قلِق من المسارات كلها: إنتصار الأسد في سوريا وخلط الأوراق المحتمَل في لبنان، وقلِق من استفاقة المسيحيين بعد سبات طويل وعميق، وقلِق من استحقاق التغيير داخل الزعامة الجنبلاطية. فكلها مسارات تتحمّل مقادير من المفاجآت السلبية.

وفي المحصّلة، يريد جنبلاط أن يوفِّر صعوداً قوياً لزعامة تيمور. فالوقت لم يعد يسمح بتأجيل الاستحقاق. ولا بدّ لتيمور من أن «يتدرّب» على السياسة في ظلّ قيادته. وهذه فرصة لم تتوافر له مع والده كمال. وربما هو يعتقد أنّ تيمور يحتاج إلى فترة تأهيل في السياسة أطول من تلك التي احتاج إليها هو شخصياً.

وفي أي حال، سيكون تيمور رئيس الكتلة الجنبلاطية المقبلة في البرلمان، وستضم بعض «الحُكماء»، أصدقاء وليد القدامى والخبراء في الحزب و«اللقاء الديموقراطي»، ولكنه يريد أن يكون «مُدجَّجاً» بالتمثيل المسيحي والسنّي الذي يُخرج الكتلة من «درزيتها الفاقعة» لتكون كتلة «وطنية».

إنّ دخول تيمور المجلس النيابي بانتخابات وفق قانون نسبي، بتمثيل يقتصر على بضعة نواب دروز فقط، من دون «ثَقّالات» مسيحية وسنّية وازنة، خصوصاً إذا فازت في الانتخابات أيضاً شخصيات درزية منافسة، يحوِّل الزعامة الجنبلاطية من حصريّة إلى محصورة، لا يمكنها الاضطلاع بدور «بيضة القبّان» بين الأوزان الطائفية والمذهبية. فكيف سيتعاطى جنبلاط مع هذه الاستحقاقات، وهو المعروف بسرعة حركته لمواكبة التحوّلات؟ هل سيهادن الأسد، عبر حلفائه اللبنانيين، لعلّ الأمر يوفِّر الحماية لزعامته؟ وهل يرضيه الحل الوسط المطروح في «القانون المختلط»، بينه وبين المسيحيين، فلا يُهيمن على تمثيلهم ولا هم يهيمنون؟ إنها معركة وليد من أجل تيمور. معركة زعامة يخشى أن تكون أو لا تكون!

 

جهوزية الجيش للإنتخابات... وإنتخاب العسكريِّين

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 30 كانون الثاني 2017

لم يعد البحث يدور حول التأجيل الطويل الأمد للإنتخابات النيابية أو إجرائها في وقتها وفق قانون «الستين»، بل إنّ التحضيرات اللوجستيّة التي إنطلقت تدلّ على أنّ التأجيل التقني حاصل إذا تمّ الإتفاق على قانون انتخاب جديد.

تسبق كلّ إنتخابات نيابيّة تحضيرات مكثّفة تقوم بها وزارة الداخلية والبلديات، وتتجنّد الدولة بكلّ أجهزتها للعملية الانتخابية الطويلة بحيث هناك أمور تقنية من الضروري الإعداد لها، وقد تتعقّد التحضيرات نوعاً ما في حال أدخلت النسبية في صلب النظام الانتخابي الجديد.

لا يُعتبر الأمن أقلّ أهمية من التحضيرات التقنيّة، إذ إنّ قوى الأمن الداخلي غير قادرة وحدها على تغطية أمن الصناديق وضبط الخارج، من هنا فإنّ دور الجيش أساسيّ في الإنتخابات.

تختلف إنتخابات 2017 عن سابقاتها، ففي الدورات الماضية كان يسود تخوّف من حصول إشكالات أمنية بين المحازبين والمناصرين، أما اليوم، فالخطر مزدوج، ويشمل الإشكالات الداخلية التي تُعتبر طبيعيّة نظراً الى حدّة المنافسة، إضافة الى إمكانية تحرّك الإرهابيين خصوصاً أنّ عملية مقهى «الكوستا» أعادت الى الأضواء إحتمال تحرّك «داعش» وأخواتها لاستهداف لبنان. يدخل الجيش عنصراً رئيساً في حماية العملية الانتخابية، ويؤكد مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» أنّ «الجيش وعلى رغم إنتشاره على جبهات عرسال ورأس بعلبك والقاع والسلسلة الشرقية والحدود الشمالية والجنوبية، إلّا أنّه جاهز لتأمين أمن الإنتخابات متى طلبت الحكومة منه ذلك». ويشير المصدر الى أنه «حتى لو جرت الإنتخابات في يوم واحد في كلّ لبنان، فإنّ الجيش يمكنه أيضاً تغطية كلّ المراكز نتيجة جهوزيته الدائمة»، موضحاً أنّ «عديده يتجاوز الـ70 ألف عنصر، وهو يُصنَّف حالياً من أهمّ جيوش المنطقة تماسكاً، ويستطيع التوفيق بين مهامه الداخلية وعلى الحدود، لكنه ينتظر إشارة الحكومة، علماً أنّ خططه جاهزة لكلّ الإحتمالات، وبالتالي لا يقف أمن الإنتخابات عائقاً أمام إجرائها».

ومع كلّ إستحقاق إنتخابي، سواءٌ كان نيابياً أو بلدياً، تُطرح قضية منح العسكريين حقّ الإنتخاب. ومن هذا المنطلق، يشدّد المصدر العسكري على أنّ «هذه المسألة تتطلّب قانوناً من مجلس النوّاب، والمشكلة ليست عند قيادة الجيش»، لافتاً في المقابل الى أنّ «الجيش لا يعطي هذا الأمر أهميّة كبيرة حالياً أو إنّه يطالب بذلك، لأنّ هناك أموراً كثيرة تشغله وهو لن يحيد عن مهمّته الأساسية القاضية بالدفاع عن لبنان وسط أعاصير المنطقة».تُستعمل كلّ الوسائل المتاحة مع إحتدام المنافسة الإنتخابية، ويلجأ كلّ فريق الى تجنيد طاقاته وبعض الموارد والمؤسسات لخدمة حملته، وفيما تجربة المكتب الثاني في عهد الشهابية لا تزال عالقة في ذاكرة اللبنانيين، يتخوّف البعض من أنّ هذه التجربة قدّ تتكرّر يوماً ما على رغم أنّ المرحلة الأخيرة كان عنوانها إبعاد الجيش من الزواريب السياسيّة. لكنّ الهاجس يبقى موجوداً لأنّ الدولة تحكمها مراكز قوى معروفة.

وفي السياق، تبدّد قيادة الجيش كلّ تلك الهواجس، ويؤكّد المصدر العسكري لـ«الجمهوريّة» أنّ «الجيش بعيد كلّ البعد من اللعبة السياسيّة والإنتخابية، وهو لا يريد الدخول في الزواريب، بل إنّه متماسك بفضل إبعاده من أجواء التشنّج التي يعيشها البلد».

ويضيف: «تجربة المكتب الثاني لن تتكرّر، فحتّى القوى السياسيّة لا تحاول إستعمالَ الجيش في اللعبة الداخلية، كما أنّ الجيش يحكمه التوازن، وهو صمَد طوال السنتين ونصف السنة الماضيتين على رغم عدم وجود رئيس للجمهورية وشلل المؤسسات، وبالتالي فإنّه لن يفرّط بالرصيد الذي جناه ويدخل مع فريق ضدّ آخر»، مشيراً الى أنّ «جميع اللبنانيين هم أبناؤنا سواءٌ إختلفوا في السياسة أوّ إتفقوا، فالقيادة مصمّمة على تحييد الجيش، وأيّ عنصر أو مسؤول أمني يتدخّل في غير مهامه فإنّه سيواجه العقوبة القاسية». يُساعد الغطاء السياسي الجيش على استكمال مهامه الأمنية، وفي حين تُعتبر اللعبة الداخلية مفتوحة على كلّ الإحتمالات، فإنّ اللبنانيين باتوا يملكون وعياً كافياً لعدم زجّ الأجهزة الأمنية في صراعاتهم، لأنّ المؤسسات العسكرية والأمنية في لبنان هي حامية الديموقراطية لا السلطة الحاكمة، وبالتالي فإنّ الجيش هو في قلب المعركة الإنتخابية من حيث حمايتها وليس من باب التدخّل في مسارها ونتائجها.

 

تجاوز «قطوع» قانون الانتخاب على «الطريقة اللبنانية»

وسام سعادة/المستقبل/30 كانون الثاني/17

في بلد رازح تحت وطأة مشكلة مستعصية مستفحلة مزمنة كمشكلة منظومة العنف الموازية للمنظومة الشرعية، بل في بلد يرزح المواطن فيه تحت رحمة مزاج صاحب المولّد الكهربائي، ويحضر فيه التيار «الكهربائي» الشرعي بما قلّ ودلّ. في بلد كالذي هو وطننا، ينبغي التحسّب كلّما تصاعد الحديث عن «اصلاحات» وتحديث سياسي! ليس لأنه ينبغي استطابة الجمود، او الاستكانة للاستعصاءات، كبيرها وصغيرها، استعصاء السلاح او استعصاء تأمين الكهرباء «الوطنية» على مدار الساعة مثلا، بل لأنّ هذه الاستعصاءات من جهة، وطبيعة الجماعات الأهلية المتعددة التي يتشكل منها نسيج مجتمعنا من ناحية ثانية، انما يفضّل التصبّر عليها بسلسلة من التسويات الجزئية، بدلاً من تسويات شاملة وافية لن تأتي، ولا رافعات اجتماعية لحملها وايصالها حتى اشعار آخر. واقعية تتعامل بايجابية مع محدودية ما يمكن فعله اذاً، انما بشرط: ان لا يجري وصف هذه التسويات الجزئية كما لو كانت فتوحات اصلاحية، ان لا يجري الدفع بالمجاملات الطيبة المطلوبة، والمناخات الايجابية - التي لا بد من تشجيعها والمضي فيها - الى حيث المكابرات والمبالغات التي لا تخدم كثيراً لا قضية فهم الواقع، ولا قضية تغييره نحو الأحسن. هكذا الأمر خصوصاً حين تستحضر هالة الاصلاح، في ما يتعلق بالقانون الانتخابي.

هنا ايضاً، اذا كان المعني بالاصلاح تسوية جزئية تجعل الاستحقاق العتيد يحوز على مروحة من التوافقات السانحة باجرائه دون مشكلات، فهذا بحد ذاته أمر جيد. واذا كان المعني بالاصلاح نقلة نوعية من حال الى حال، كما لو ان الانتخابات قبل الآن لم تكن ذات طابع تمثيلي - كل انتخابات غير مزورة لها حيثية تمثيلية تزيد او تنقص-، وكما لو انها من الآن فصاعداً مشبعة بالدسم التمثيلي لا تشوبه شائبة جدية، فهذا من الصعب تسويغه، ان بالمعايير او بالوقائع. ما هو مطروح اليوم من مزج بين نظامي التصويت الاكثري والنسبي يقاس اذاً على هذا الاساس: نحن أمام محاولة للخروج بـ»تحسين» للقاعدة التي اسمها قانون الستين. يجري ادخال فكرة النسبية الى الحياة الانتخابية اللبنانية - بعد ان سادت قناعة بأن النسبية «أفضل بالمطلق» -، انما مطوّعة لنظام التصويت الاكثري، ولـ»حقوق الطوائف»، الواقعية منها والمشتهاة، والمتداخلة مع بعضها البعض حكماً.

وبالشكل الحالي للقانون: النتيجة لن تكون مختلفة الى حد كبير عن الانتخابات بحسب قانون الستين، طالما ان المدى المحدود المعطى للنسبية سيعطي عمليا نتائج تحاكي التصويت الاكثري.

اكثر من ذلك: الانتخابات الماضية، كانت الوحيدة تقريبا في تاريخ البلد التي خيضت على اساس منازلة سياسية منهجية في معظم الدوائر بين ائتلافين، كسب احدهما السباق وتشكل كأكثرية لم تصمد طويلاً امام تغلبية السلاح ووطأة تناقضاتها الداخلية.

وبعد الانتخابات الماضية، وانفراط عقد اكثريتها، وصولاً الى فترة الشغور والكيفية التي جرى تأمين التوافق على اعادة تشكيل السلطة التنفيذية بعدها، بعد كل هذا لم يعد تشكيل اكثرية برلمانية هو هدف الاستحقاق، ولا نتيجة له.

صار الهدف «قطاعياً» ومحدوداً، بشكل واضح. وبصرف النظر عن القانون: ان يؤكد كل مرجع، مكانته وحجمها، ضمن طائفته وجمهورها، بالدرجة الأولى، وان تشعر كل طائفة بأنها تنجح في التطابق مع الصورة التي تشكلها عن نفسها وحجمها ومكانتها بين الطوائف. لا يعني هذا ان الانتخابات محسومة سلفاً: اياً كان القانون، ورغم اننا نتجه لصيغة تنحو لان تكون «مريحة للجميع»، فمن الخطأ، في معظم الدوائر، التعامل مع الاستحقاق، على أنه محسوم سلفاً. اكثر من ذلك: من الخطأ التعامل مع الاستعصاءات المزمنة، من موضوع الكهرباء الى موضوع سلاح «حزب الله»، على انها ستكون بلا أثر في الانتخابات المقبلة، رغم اتسام الاستحقاق بمناخ «مراجعة» كل طائفة لخياراتها عبر صناديق الاقتراع، الى حد كبير. في الانتخابات الماضية، كانت المواجهة بين شعاري «اعادة تكوين السلطة» (حزب الله) و»العبور الى الدولة» (١٤ آذار). العبور، بالمعنى الاستقلالي المتفائل لم يحصل، لكن خسارة التحالف الذي يقوده الحزب للانتخابات بقيت رغم كل التفاف على نتائجها لاحقاً هي اهم انتكاسة سياسية مني بها «حزب الله» منذ ظهوره. اليوم ظرف تغيّر. سنوات كثيرة مرّت. وجوه شاخت. فئات شبابية تجد اكثر فاكثر صعوبة في تأمين قاعدة مناسبة لتداول الأجيال ضمن الحلبة السياسية. لكن في الوقت نفسه: الاستعصاءات، من موضوع سلاح حزب الله الى الكهرباء، ما زالت شامخة. التسويات الجزئية تلطفها، وتجعل العيش في موازاتها قابلة للتجدد ولو كان من دون ضمانات صلبة. قضية قانون الانتخاب، والتفاؤل بصدد تجاوز «قطوعه» تندرج في هذا «السياق العام«.

 

الانتخابات لا تتعطّل والتأليف لا يطول لو حُسم الخلاف على نصوص مُلتبسة

اميل خوري/النهار/30 كانون الثاني 2017

بعدما صار الفراغ في السلطات الثلاث "أفضل" من انتخاب رئيس لكل منها إذا كان غير مقبول من هذا الحزب أو تلك الطائفة... وصار فشل عمل المؤسّسات أقل خطراً وضرراً من استمرارها في العمل، فإن الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد بات يتطلّب البحث عن الوسائل التي تكسر هذا التعطيل فلا يظل سلاحاً يهدّد به كل من لا يرضيه انتخاب رئيس للجمهورية أو انتخاب رئيس للمجلس النيابي وتشكيل حكومة وهو ما لم يشهده لبنان في تاريخه. لقد التقى الأقطاب الموارنة الأربعة على وجوب انتخاب مرشّح من بينهم لرئاسة الجمهورية وإلّا فليكن الفراغ ولو إلى أجل غير معروف. ورفضوا أي مرشّح سواهم بحجة أنه لا يمثل مجتمعه وضعفه يكون أشبه بالفراغ لا بل أن الفراغ يظل أقل خطراً من انتخاب مثل هذا الرئيس. فكانت النتيجة أن لا الأقطاب الموارنة الأربعة اتفقوا على مرشّح منهم، ولا على مرشح ثالث يخرج البلاد من أزمة الانتخابات الرئاسيّة فاستمر الشغور الرئاسي لسنتين ونصف السنة الى ان اضطرّت القوى السياسية الأساسيّة في البلاد، تحت ضغط تداعيات هذا الشغور، السياسية والأمنيّة والاقتصادية الى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. وهو ما كان مفروضاً من بعض هذه القوى ثم صار مقبولاً تحت ضغط هذه التداعيات. إلّا أن هذا ما كان ليحصل لو ان هيئة مكتب مجلس النواب أو الهيئة العامة للمجلس حسمت الخلاف حول حق النائب في التغيّب عن جلسات انتخاب رئيس الجمهورية مع أن أكثر من رجل قانون جزموا بأن ليس للنائب حق التغيّب بدون عذر مشروع بل له حق انتخاب من يريد من المرشّحين أو وضع ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع وهو ما كان يحصل عند انتخاب رئيس للجمهورية ولم يكن أي نائب معارض يلجأ إلى تعطيل نصاب جلسة انتخاب الرئيس بتغيّبه المتعمّد عنها. ونقطة الخلاف هذه لم تحسم حتى الآن كي لا يتكرّر تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية في كل مرّة إذا ظلّ تغيب النواب بدون عذر مشروع وبهدف تعطيل النصاب مسموحاً إذ يصير من حق كل حزب أو طائفة اللجوء إلى سلاح التعطيل إذا لم ينتخب الرئيس الذي تريد، الأمر الذي يوجب بتّه لإبعاد الانتخابات الرئاسيّة عن محاولات تعطيلها. وها ان التهديد بالتعطيل ينتقل الى الانتخابات النيابية إذا لم تجرِ على أساس قانون يريده هذا الحزب أو ذاك، فيتعطّل عمل السلطة التشريعية بعد تعطيل عمل السلطة التنفيذية في حين أن في الإمكان تلافي ذلك، وكما كان يحصل من قبل بأن يصير الاحتكام إلى الأكثرية في مجلس النواب إذا استمر الخلاف بين القوى السياسية الأساسيّة في البلاد على القانون، فكانت النتيجة أن التمديد لمجلس النواب مرّة أخرى بات مرفوضاً وكل ما كان مطروحاً للبحث لا اتفاق عليه وولاية مجلس النواب تقترب من نهايتها ولا حل لأزمة الانتخابات النيابية، كما كان لا حل لأزمة الانتخابات الرئاسيّة إلّا بعد سنتين ونصف سنة. ولا أحد يعرف متى يصير اتفاق على قانون تجري الانتخابات النيابية على أساسه ولا يظل الفراغ هو "أفضل" الحلول... وإذا كانت الانتخابات الرئاسية تبقى مهدّدة بالتعطيل ما لم يحسم الخلاف حول حق النائب بالتغيّب عن الجلسات من دون عذر مشروع، والانتخابات النيابية تبقى مهدّدة أيضاً إذا استمر الخلاف على القانون الذي ستجري على أساسه ولا يتم تمديد مهلة لتشكيل الحكومات ولا تظل مفتوحة بحيث تستمر أزمة التشكيل أشهراً عدة كما حصل في عهد الرئيس ميشال سليمان الذي أمضى ثلث ولايته في معالجة أزمات التشكيل في حين كان في الإمكان الاتفاق على تحديد مهلة لتأليف الحكومة حتى إذا ما انقضت ولم يتم التأليف يجري تكليف شخص آخر بعد استشارات نيابية تجري لهذه الغاية. لقد بات من واجب السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والقوى السياسية على اختلافها العمل على تعطيل سلاح اللجوء إلى الفراغ للحؤول دون وصول من ليس مرغوباً فيه من هذا الطرف أو ذاك للرئاسة ولا سبيل إلى تعطيل هذا السلاح إلا بجعل حضور النائب جلسات انتخاب رئيس الجمهورية إلزامياً، والاتفاق على اعتماد قانون واحد دائم وثابت تجرى الانتخابات النيابية على أساسه، لا أن يقوم خلاف عند وضع قانون جديد يعطّل إجراء الانتخابات النيابية وأن يتم تحديد مهلة لكل من يكلّف تأليف حكومة، قبل أن تصبح الجمهورية في لبنان جمهوريّة يحكمها الفراغ. وهو الأفضل...

 

هل بدأ شهر العسل الرئاسي - الحكومي يترنح أمام مطبات تحديات الحكم والانتخابات؟

 سابين عويس/النهار/30 كانون الثاني 2017

شيء من الاكثري هنا وقليل من النسبية هناك، وقضاء مستحدَث خارج محافظته، ومذاهب تذوب في طائفة لتشكل مذهبا واحدا، مقدمة لحكم المذاهب الثلاثة بدل الطائفتين الأساسيتين. هذه باختصار شديد الملامح الأولية للطبخة الانتخابية التي لا تزال بعيدة كل البعد عما تصح تسميته قانونا عصريا وحديثا تجرى الانتخابات النيابية على أساسه. فتحت مسمى المشروع المختلط، يجري العمل على بلورة قانون يجمع بين النسبية والأكثرية، وإنما استنسابيا وفق التوزع الطائفي الذي يحفظ بعض الاحجام، ويوازن بين الصيغة المقترحة سابقا من ثلاثي "المستقبل" و"القوات" والتقدمي الاشتراكي، وبين الصيغة المقترحة من رئيس المجلس نبيه بري، وتنشط المساعي والمشاورات التي يقودها رباعي "حزب الله" و"أمل" و"التيار الوطني الحر" و"المستقبل" بعين راضية من "القوات" وبتغييب واضح لمكونات سياسية اخرى ليس أقلها "الاشتراكي" والكتائب و"المردة" وغيرها من الأحزاب السياسية الممثلة على طاولة الحوار الوطني سابقاً، لإنضاج مشروع القانون خلال مهلة قياسية، تحترم المهل في الحد الأدنى ولا تجعل التأجيل التقني لموعد الانتخابات يتجاوز الأشهر القليلة جداً، وذلك إلتزاما من رئيس الجمهورية بما أعلنه عن ان لا تمديد للمجلس ولا انتخاب وفق قانون الستين، ولا تأجيل للانتخابات بل في موعدها! لا يختلف المناخ الذي يجري فيه التحضير للقانون العتيد عن المناخ الذي أخرج قانون الستين الا باختلاف وجوه اللاعبين. ذلك ان الأهداف المطلوبة من القانون لا تقف عند شعار تأمين التمثيل العادل، وتحترم إرادة الناخبين في إيصال من يمثلهم حقيقة الى الندوة البرلمانية، بل تذهب أبعد في اتجاهات متناقضة وفق الحسابات السياسية الضيقة التي تحكم تحالفات الحاضر، بحيث يغلب اتجاه تحجيم قوى وتقليص حجم اخرى، مقابل طمأنة قوى والأخذ بهواجسها، من دون ان يعني ذلك ابقاء القديم على قدمه. ذلك ان التحالفات المستجدة سترسم خريطة توازنات جديدة تؤسس لما ستكون عليه صورة السلطة المنبثقة من نتائج الانتخابات، ومعها ما سيكون عليه النظام السياسي الجديد. فوصول الرئيس القوي الى سدة الرئاسة متكئا على ثنائية مسيحية تعتبر الأكثر تمثيلا، وبالتحالف مع ثنائي شيعي ("أمل" بفعل حلفه مع "حزب الله")، يترك انطباعا مقلقا في اوساط السنّة، خصوصا بعد التنازلات الكبيرة التي قدمها زعيم الطائفة سعد الحريري قبل الوصول الى رئاسة الحكومة وحتى بعدها. وفي رأي مصادر سياسية متابعة، ان تبريد هذا القلق لن يحصل الا بعد ان يتبلور ما سيأتي به قانون الانتخاب، واذا كان سيراعي بقاء الحريري على رأس كتلة كبيرة ام لا. ذلك ان الأداء السياسي الراهن لا يطمئن كثيرا في ظل تمسك رئيس الجمهورية بممارسة صلاحياته كاملة. وترى المصادر ان المرحلة مقبلة على مجموعة من المطبات التي ستخضع شهر العسل القائم حاليا بين رئيسي الجمهورية والحكومة لاختبار حجم التماسك والتعاون والتنسيق. ويتقدم قانون الانتخاب هذه المطبات ويسير في موازاته الملف المالي كما التعيينات. وبحسب المصادر، فإن الملف المالي سيشهد اختبارا حقيقيا اذ الحكومة مدعوة الى إنجاز مشروع قانون الموازنة العامة للسنة الجارية، وتواجه لهذه الغاية عقدة الحسابات العالقة والانفاق العالق خلال فترة تولي الرئيس فؤاد السنيورة المسؤولية. وتخشى هذه المصادر ان يكون السنيورة ضحية هذا الموضوع، على غرار ما حصل مع عبد المنعم يوسف، خصوصا في ظل ما يتردد في كواليس "التيار الأزرق" عن استبعادٍ للسنيورة وصولا حتى طرح احتمال الا يكون على اللوائح النيابية لـ"المستقبل". وعليه، ينتظر ان يفتح النقاش المقبل على الموازنة الأفق حول ما ستكون عليه التسوية المالية، وما سترتبه على المشهد السياسي الذي بدأ يعود الى واقع الأزمات بعد فترة السماح التي أرخاها انطلاق العهد الجديد.

 

ليتنا عطّلنا النصاب

منير الربيع /المدن/الأحد 29/01/2017

بعيداً من الغزل الكلامي، والمواقف المعسولة ازاء التسوية الرئاسية. لا يبدو البعض ممتنتً لما جرى. ذهبت السكرة، وجاءت فكرة لا تقلّ سوداوية بالنسبة إليهم عن الفراغ، بل يفوق الوضع الحالي الفراغ سواداً. تظهر المواقف حتّى الآن أن رئيس الجمهورية ميشال عون، لن يكون طيّعاً من ضمن التركيبة. يصرّ على أن يبقى خارجها وإن كان في صلبها، وأحد أساساتها، خصوصاً إذا ما تعارضت الوقائع والأعراف مع رؤيته ومصالحه. صحيح أنه اضطر إلى التنازل في بعض النقاط في عملية تشكيل الحكومة، لكنه كان يبيت كمائنه إلى مسألة قانون الانتخاب، وما لبث أن أخرجها. في القصر الجمهوري، يمارس عون مهماته وكامل صلاحياته. يؤكد باستمرار أنه لن يكون كما كان الرؤساء قبله، ينحنون للريح ويخضعون للضغوط السياسية أو غيرها. يستند في ذلك، إلى حليفين وثيقين إلى جانبه، وإلى كتلة نيابية وازنة، وشرعية شعبية. خارج قصر بعبدا، الكلام لجبران باسيل فحسب. وزير الجمهورية هو الذي يحيك ويفصّل، كرمى لعينه سيغيب أنطوان زهرا عن انتخابات البترون المقبلة. ومن يعرف ماهيّات التخلّي عن زهرا في الوجدان القوّاتي، يتأكد أن الأمور بين القوات وعون أعمق بكثير مما يظّن البعض. والرهان عليها يأخذ في الإزدياد. خابت ظنون البعض في عون. لم تجر رياح حكمه، كما تشتهي سفن التركيبة، أو أركانها. ومن عارض التسوية بداية، وعاود الالتفاف نحوها، يبدو أنه آخذ في الندم، خصوصاً في لحظات تأمل بعقل بارد. كثر يقولون في سرّهم: "ليتنا لم ننتخبه. ليتنا عطّلنا النصاب". لم يكن أحد منذ الطائف إلى اليوم، يتخيّل أن ثمة طرفاً سياسياً سيجرؤ على تسديد الضربات إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتسجيل النقاط في أهدافه. منذ تعطيل عمل المجلس النيابي، إلى محاولة باسيل الإطاحة بطاولة الحوار وضرب يده عليها، وانتخاب عون بعد ذلك بأيام قليلة، كانت أشبه بخيال. هذه كلّها، دفعت بري إلى عدم التصويت لعون، ورفضه السير بالتسوية، لكنها لم تدفعه إلى العمل على عرقلة الجلسة، وهو كان قد أكد أنه ملتزم تطبيق الدستور وتأمين النصاب أياً يكن الفائز. ولم يكن أحد يتوقع أن يفقد النائب وليد جنبلاط دوره كميزان للسياسة اللبنانية، وكضابط إيقاع لها وللتوجهات السياسية في البلد. قبيل انتخاب عون، كان البلد يميل كما تميل كتلة جنبلاط ورؤيته. اليوم إنقلبت الآية، وأصبح جنبلاط، يبحث عن آلية التحكم بكيفية انتخاب كتلته، والدفاع عن بقائها، بمواجهة محاولات الإنقضاض والتحجيم. سير جنبلاط بالتسوية، وخروجه بموقف مبكّر أيد فيه انتخاب عون رغم بقاء النائب سليمان فرنجية مرشّحاً، لم يجنّبه شره وزير العهد. وتصميمه على اكتساح الشارع المسيحي، وإن لم يكن عبر القانون الأرثوذكسي، فعبر ما يشبهه في النتائج ويختلف عنه في الصيغ الانتخابية، وآخرها صيغة قانون الانتخاب التي أعدها باسيل وسرّبت إلى وسائل الإعلام، والتي لو أراد أحدهم وضع عنوان لها، لاختار بلا منازع: "ما لنا لنا، وما لكم لنا ولكم". الوضع ليس أفضل بالنسبة إلى فرنجية، الذي سيتعرض على محاولات كثيرة لتحجيمه. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرئيس فؤاد السنيورة، الذي قد يقتضي التقاء مصالح أركان العهد تطويقه مجدداً. ولربما، كانت عملية التحجيم من قبل العهد لمعارضيه مفهومة، أما أن لا تستثني أحداً فهو ما لم يكن يتوقعه أحد، خصوصاً ممن يعتبرون أنفسهم محميين، بفعل التسوية.

بعيد إنجاز عملية انتخاب الرئيس، حرص برّي على التهدئة مع عون، وأكد أنه يفتح صفحة جديدة معه. وهذا ما كان يؤكده الحريري، ويأمله جنبلاط. لكن، يبدو أن آمالاً خابت، وخصوصاً في قانون الانتخاب. الفراغ الرئاسي لأكثر من سنتين، لوّح عون بأنه على استعداد لردّه في المجلس النيابي، وفق ما أكده مؤخراً، معتبراً أنه لن يوقع مرسوم اجراء الانتخابات وفقاً لقانون الستين، حتى لو حلّ الفراغ مكان مجلس النواب. وهذا تصويب على برّي ورئاسته. لكن بري اضطّر إلى اتخاذ الموضوع بهدوء وبسياق إيجابي. وفيما كان الحريري يأمل من عون تأجيل الانتخابات ولو لسنة، أو أن تُجرى لمرة أخيرة على أساس قانون الستين، ها هي الوقائع تعاكس ما أراده رئيس الحكومة في خلال مشاورات ما قبل الإتفاق. وهي المطالب نفسها التي وضعها بين يدي فرنجية في مشاورات ما قبل ترشيحه.

وإذا كان الحريري قد سار في خيار انتخاب عون، لحماية إتفاق الطائف، فإن هناك أسئلة لا بد من طرحها في حال عدم اجراء الانتخابات وحلّ المجلس النيابي، إذا ما بقي عون على موقفه ولم يتم التوصل إلى قانون جديد. هناك خياران: إما التوصل إلى تسوية بشأن قانون الانتخاب، وهي لن ترضي جميع القوى، ولكن سيسير البعض بها مرغماً للحفاظ على واقعه، وخصوصاً بري والمستقبل، فيما قد يبقى جنبلاط وحيداً؛ أما في حال عدم الإتفاق على ذلك، فإن عون سيلوّح مجدداً بتغيير النظام، أو الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي وتغيير الطائف، لأن حلّ البرلمان يعني حلّ العمل السياسي ككل في البلاد. وهذه وحدها كفيلة بجعل البعض يندم، ويقول: "ليتنا عطّلنا النصاب".

 

لبنان بين الشغور والشغور

عديد نصار/العرب/30 كانون الثاني/17

نجحت حتى الآن، أطراف الائتلاف المسيطر في لبنان في إعادة تشكيل نظام سيطرتها بدءا من فرض ميشال عون رئيسا للجمهورية، مرورا بتكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة، وصولا إلى تقاسم الحقائب والمقاعد الوزارية في ائتلاف حكومي موسع ضم كافة الفرقاء، باستثناء حزب الكتائب الذي لم يقنعه نصيبه من الحقائب فآثر البقاء خارجا مراهنا على تحسين صورته الانتخابية من خلال التصويب على تقصير باقي القوى السياسية في معالجة الأزمات، وانتهاء بمنح ثقة برلمان النظام.

يسير كل ذلك بالموازاة مع استمرار انخراط حزب الله بعشرات الآلاف من الشباب اللبنانيين في الحرب على الشعب السوري وتورطه في ارتكاب المجازر بحقه وفي اقتلاع أبنائه من مدنهم وقراهم بتوجيه من نظام المافيا الإيرانية. هذا التدخل الذي يعود منه المئات من الشباب اللبنانيين في نعوش، لم يصادف أي عبارة تشير إليه في خطاب القسم الذي أداه العماد ميشيل عون إثر انتخابه لرئاسة البلاد ولا في البيان الحكومي الذي نالت على أساسه حكومة سعد الحريري ثقة البرلمان. وعليه لا بد للمراقب أن يلحظ شكلا من التقاسم أو التوافق المضمر بين حزب الله وباقي قوى السلطة على أن يكون النأي بالنفس الذي أشار إليه خطاب القسم من نصيب مؤسسات الدولة، أما الحرب في سوريا وربما أبعد من سوريا، فهي شأن حزب الله وحده لا شريك له. وعليه لم نعد نسمع من أي من الفرقاء اللبنانيين أي تعليق صريح حول استمرار تدخل حزب الله في سوريا، أو عن تأثير هذا التدخل على الوضع الداخلي في لبنان. فهل يعني ذلك أن إعادة إنتاج النظام كانت مشروطة بإطلاق الحرية التامة لحزب الله في حروبه الخارجية؟

غير أن حصة حزب الله من إعادة إنتاج هذا النظام لا تتوقف على ذلك، ولكنه احتفظ لنفسه بحصته في تقاسم مغانم السلطة داخليا أيضا، وهو يراهن على سطوة تدخلاته العسكرية خصوصا في حماية مصادر تمويله غير الشرعية واستمرار تدفق السيولة إلى مؤسساته المدنية. وهو إلى جانب ذلك يراهن على زيادة نصيبه في البرلمان القادم من خارج الطائفة الشيعية، وبالتالي بعيدا عن حصة رئيس البرلمان، حليف الضرورة، نبيه بري. من هنا يطلق حملته المتواصلة من أجل قانون انتخابي على أساس النسبية والدائرة الواحدة، ولكن على أساس طائفي ومذهبي، وهذا أخطر بكثير من أي قانون انتخابي أكثري بما في ذلك قانون الستين الذي اعتمد في الانتخابات الأخيرة، والذي سيبقى نافذا حتى إصدار قانون بديل.

ولا شك أن لقانون الانتخابات، موقعا أساسيا في كل نظام سياسي “ديمقراطي”. ولا يمكن الحديث عن تجديد مؤسسات الدولة ومدى جدية هذا التجديد من دون الأخذ بالاعتبار طبيعة وشكل هذا القانون.

فمن أجل إكساب نظام قائم في الأساس على اغتصاب متكرر للمؤسسات، شرعية “دستورية” وشعبية لا بد من إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر. ولكن تغيرات في موازين القوى الإقليمية والمحلية حدثت، تفرض إعادة توزيع الأنصبة بين فرقاء السلطة، وبالتالي فإن اقتناص اللحظة من أجل تكريس ما نشأ عن هذه التغيرات يجعل من التوافق على قانون انتخابي جديد مسألة ملحة. فالبرلمان نفسه الذي عجز، أو تخاذل عن إصدار قانون انتخابي جديد طيلة ثماني سنوات، مطلوب منه اليوم إقرار قانون جديد في غضون أيام. ولكن، من يصدّق أن البرلمان والنقاشات داخل البرلمان هما من يصدر مثل هذا القانون؟ إن من يقرر طبيعة وشكل القانون الانتخابي في لبنان هو مجموعة من رؤوس المافيا المسيطرة. وهذا القانون لن يرى النور إلا بناء على قسمة تؤكد استمرارها في موقع السلطة والنفوذ وتؤكد على لبنان بلد التقاسم بحسب موازين القوى بما لا يلغي أحدا من هذه الرؤوس.

وهنا التأكيد على الطبيعة الطائفية الملازمة لأي قانون انتخابي سوف يتم التوافق عليه، سواء اعتمد القاعدة الأكثرية أو النسبية أو المختلطة بين الاثنين. وقد رجحت المعلومات القانون المختلط الذي يمكن تفصيل دوائره ونصيب النسبي فيه والأكثري بحسب حاجات كل من أطراف الائتلاف المسيطر. إذ، ليس المطلوب قانون انتخابي يلبي مصالح الناس، ولكن المطلوب قانون يؤمن النتائج “المرجوة” قبل الانتخابات.

تركز وسائل الإعلام على النقاشات والحوارات المتواصلة بين أطراف النظام حول مشاريع لقانون الانتخابات. وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بمواقف زعامات القوى الطائفية والمذهبية وأنصارهم حول طبيعة هذا القانون الذي لا ينبغي له، بحسبهم، أن يلغي أحدا أو يغبن طرفا، ولكن الغائب الوحيد عن كل هذه النقاشات هو الشعب المسكين، فيما تطالب القوى التي تدعي حمل راية “التغيير الديمقراطي” بقانون يعتمد النسبية والدائرة الواحدة، وهنا تتفق مع مطالب حزب الله وحلفائه، ولكنها تفترق معها بشعار مكمّل “خارج القيد الطائفي”. وبما أن راية النسبية قد رفعت من قبل عدة أطراف، وبما أن مراعاة أطراف محددة تفرض دوائر أصغر من المحافظة، وبما أن “خارج القيد الطائفي” تبقى آخر الشعارات وهي بالتأكيد خارج كل المداولات، فإن تلك الجهات التي تدعو إلى التظاهر من أجل النسبية واقعة حكما في شرك حزب الله وحلفائه.

من هنا تدور نقاشات بعيدة عن الضوء بين ناشطين يساريين وناشطين من الحراك المدني حول الموقف من تلك الانتخابات المزمع عقدها هذا العام: هل يجب مقاطعتها أم المشاركة بالورقة البيضاء أم المشاركة ترشيحا واقتراعا مهما كان شكل وطبيعة القانون؟

منهم من يستلهم تجربة “بيروت مدينتي” في الانتخابات البلدية الأخيرة ليقول إنها وضعت قوى السلطة مجتمعة في موقف المناوئ للقوى المدنية والشعبية التي تمكنت من فرض نفسها عبر لائحة مكتملة في تلك الانتخابات نجحت في الحصول على نسبة مشجعة من أصوات المقترعين، وبالتالي يمكن البناء على هذه التجربة للوصول إلى كتلة شعبية اعتراضية وازنة يمكن الركون إليها في العمل من أجل التغيير الديمقراطي. ومنهم من يقول إن الاقتراع بالورقة البيضاء يمكن أن يؤدي نفس الرسالة.

لا يمكن تعميم تجربة “بيروت مدينتي” لأسباب عديدة منها الفارق الجوهري بين انتخابات بلدية ذات طابع إنمائي، وبين الانتخابات النيابية السياسية بامتياز والتي تمس مباشرة سيطرة القوى المتنفذة. ومنها أنه لم يجر أي تقييم موضوعي لتلك التجربة يقرر مدى نجاحها أثناء وبعد حصول الانتخابات. فهل شكلت فعلا حالة شعبية تغييرية يعتد بها أم المطلوب فقط أن نرى قوى النظام وقد توحدت؟

هنا يبرز الشغور الأشد فداحة على الساحة اللبنانية وهو الشغور المستمر في موقع قوى التغيير الحقيقية التي يمكنها صياغة الموقف الأكثر فعالية من هذا الواقع، الموقف الذي يجسد مصالح اللبنانيين في التخلص من نظام الفساد والفضائح اليومية وإهدار حقوقهم وكراماتهم ومواطنتهم.

 

هل يفعلها وليد جنبلاط؟

بديع قرحاني/أي ام ليبانون/29 كانون الثاني/17

ليس من المنطق القول إما النسبية وإما الفراغ. هناك احتمالات عدة إلى جانب هذه النظرة الأحادية، والحوار ، لا الإقصاء، هو الحل.

إن قانون الإنتخاب عملية جراحية دقيقة ونجاحها يتطلب الدقة والصبر والتشاور. ولنسبية في نظام طائفي توازي المنزلة بين المنزلتين، أي حالا من عدم التوازن في التمثيل والإستقرار.

هل نصدق وليد جنبلاط التويتري؟ هل نقود لبنان، مرة أخرى، إلى القضاء والقدر، الذي إكاسمه الآخر قانون الستين، أم نقوده إلى الفراغ؟

الجواب، ببساطة، هو أن الزمن الذي كان فيه كمال جنبلاط، ثم وليد جنبلاط يصنعان الرؤساء قد ولى. الشرق الأوسط تغير، ولبنان بدوره تغير، والعالم العربي والإسلامي بدوله ومؤسساته وحركاته السياسية والفكرية يعيش حالة حرب مع نفسه، وهي حرب تتصارع فيها الهويات والمفاهيم والطموحات الإمبراطورية والجيوسياسية، ويتقاطع ما هو محلي مع ما هو إقليمي ودولي، ولا دور للأقليات في هذه المواجهة الدامية.

في الحروب الإسلامية الراهنة إبادات وعمليات تطهير وتهجير جماعي تتواصل على أساس طائفي ومذهبي وعرقي منذ العام 2011 ، حتى إن حواضر في العراق وسوريا، مثل بغداد والموصل، ومدنا كاملة في شرق وشمال سوريا، تكاد تخلو من تركيبتها التعددية التاريخية وتصبح أحادية الإنتماء الطائفي والمذهبي. والتمازج بين ما هو ديني وما هو سياسي يتفاقم على دوي القذائف وشلالات الدم. حصيلة هذه المواجهات لا تزال غير واضحة، والصراع على “أي إسلام نريد” لم يتبلور بعد عن حقائق نهائية، والحداثة مشروع في الأفق المسدود. وما انفجر في وسط أوروبا ليرسم الخرائط الجديدة للدول – الأمم، ينفجر الآن في المشرق على قاعدة البحث عن الدولة – الأمة، في وقت بدأ مفهوم القوميات يخلي الساحة لمفهوم التكتلات الإقتصادية – السياسية الكبرى، وصولا إلى الأسواق الضخمة في زمن العولمة.

أين لبنان من هذا كله؟

الجواب جوابان: الأول أن دور المجلس النيابي في الأنظمة الديموقراطية أساسي، بصورة خاصة في الأنظمة البرلمانية، وهو في لبنان أكثر من أساسي لأنه دور متعدد الوظائف: يمارس الرقابة المسبقة واللاحقة، ينتخب رئيس الجمهورية، يحصر بنفسه صلاحية تفسير القوانين، ويجمع بين التمثيل الشعبي والطائفي، ما يحوله إلى سلطة أولى بل قائدة تتركز فيها كل السلطات.

هذا كله يعني أن لبنان محكوم ببرلمانه وليس برئيسه أو حكومته، وأن إتفاق الطائف عزز سلطة البرلمان بلا حدود، وأضعف السلطة الإجرائية إلى أبعد الحدود. وليس مستغربا اليوم أن يكون الصراع حادا على قانون الإنتخابات، لأنه وحده يرسم معالم النظام السياسي، ووحده يشكل عمليا السلطات الدستورية ويحدد من يتولى الحكم.

وليد جنبلاط هنا يمارس حقا مشروعا في الإعتراض على النسبية لأنها تلغي “ملوك الطوائف” لمصلحة الناخبين والسلطة المدنية. ويبقى سؤال: هل إن ملوك الطوائف على إستعداد لأن يتحولوا إلى زعماء سياسيين عاديين، هكذا ببساطة، في النظام السياسي اللبناني؟

المشكلة كلها هنا، وزعيم المختارة يدرك ذلك جيدا، وتحت ضغط هذه الحقيقة، وشعوره بأن دور الأقليات قد تلاشى، في الحرب التي تشهدها المنطقة، هو يقود معركة وقائية أقل ما يقال فيها أنها مغامرة كبيرة.

لكن زعيم المختارة. قبل غيره، مدعو إلى الإسهام بقوة في بناء الدولة المدنية، ويقيني في النهاية ان وليد بيك سيساهم ويهتدي إلى هذا الدور.

 

ضبابية انتخابات الرئاسة في فرنسا

رندة تقي الدين /الحياة/30 كانون الثاني/17

فوجئ العالم بانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة. وقد تأتي انتخابات الرئاسة الفرنسية في نهاية نيسان (أبريل) بمفاجآت.معركة الرئاسة الفرنسية التي بدأت مع الانتخابات التمهيدية لحزب الجمهوريين الديغولي في تشرين الثاني (نوفمبر) أتت بالمفاجأة الأولى، إذ خرج من السباق الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة السابق آلان جوبيه الذي كانت استطلاعات الرأي تتوقع فوزه، في حين أن رئيس حكومة ساركوزي السابق فرانسوا فيون كان الفائز الأكبر في الحزب مما قرّبه بشكل كبير من الرئاسة لولا التطورات الأخيرة المرتبطة بترشيحه. والمفاجأة الأخرى كانت إعلان الرئيس هولاند عدم الرغبة في ترشيح نفسه لمدة خمس سنوات جديدة لأنه أدرك أن شعبيته متدنّية جداً، وفوز بنوا هامون المحتمل في انتخابات الحزب الاشتراكي ضد خصمه مانويل فالس لن يقربه من الرئاسة، لأن الحزب الاشتراكي ضعف في استطلاعات الرأي إثر رئاسة هولاند. لكن هامون يعمل على إعادة السيطرة على الحزب الاشتراكي وتوحيد الصف والإعداد للعودة إلى الحكم في انتخابات رئاسية مقبلة. المفاجأة الكبرى الجديدة هي خبر عمل بنيلوب زوجة فيون معاونة له في البرلمان وتقاضيها خلال ٨ سنوات ٥٠٠ ألف يورو. والمعروف أن عمل أفراد العائلة مع أي نائب فرنسي ليس ممنوعاً في القانون الفرنسي، لكن المشكلة تمثّلت في الشكوك حول ما إذا كانت السيدة فيون عملت فعلاً كمعاونة برلمانية لزوجها ولبديله عندما تم تعيينه رئيساً للحكومة. إذ كررت في مقابلات صحافية سابقة أنها زوجة فيون ولا تعمل وهي تكتفي بكونها ربة منزل ووالدة. ولفيون وزوجته خمسة أولاد، وهو كان يردّد بأنه مرشح الشفافية والصدق والأمانة، فأتت الشكوك حول عمل زوجته لتضرب صدقيته.

القضاء يسرع في التحقيق، ولا شك في أن هذه القضية ستؤثر في حظوظ فيون للفوز بالرئاسة. فمن يبقى من المرشحين الذين سيستفيدون من ذلك؟ ايمانويل ماكرون وزير سابق لهولاند من الجيل الصاعد الذي رفض خوض انتخابات الحزب الاشتراكي قائلاً إنه ليس يسارياً وليس يمينياً، تزداد حظوظه على رغم أن خبرته في الحكومة كانت قصيرة ولكنه يجذب الذين خاب أملهم من اليمين واليسار. والمرشحة الأخرى مارين لوبن التي قد تستفيد من تراجع مؤيدي فيون بسبب قضية زوجته، ولكن من الصعب تصور فوزها لأن الانتخابات في فرنسا ليست مثلها في أميركا، ومن الصعب التصور أن تحصل لوبن على غالبية أصوات الشعب لأن اليسار سيتوحّد للتصويت لماكرون إذا كانت لوبن منافسته في الدورة الثانية. في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية هناك عدد من المرشحين أبرزهم فيون وهامون وماكرون ولوبن والنائب اليساري المتطرف جان لوك ملانشون. ومن الصعب التكهن بمن سيبقى في الدورة الثانية في وجه لوبن، هل سيكون فيون أو ماكرون؟ ومن يفوز بالرئاسة؟ صورة فيون تغيّرت مع قضية زوجته فهل يمكنه تجاوز الأزمة والوصول الى الرئاسة أو أن ماكرون سيكون المستفيد أو لوبن؟ هناك ضبابية كبرى حول انتخابات الرئاسة في فرنسا بسبب المفاجآت التي تراكمت منذ الانتخابات التمهيدية. فيون التقى أخيراً مؤيديه في اجتماع انتخابي ضخم شارك فيه مؤيدو خصمَيْه السابقَيْن في الحزب ساركوزي وجوبيه. وقد أسرع جوبيه في القول إنه في حال عدم تمكُّن فيون من المشاركة في السباق الرئاسي لن يخوض المعركة بأي شكل. أما ساركوزي فأوضح أيضاً أنه لن يأخذ مكان فيون. الضبابية مهيمنة على انتخاب الرئاسة في فرنسا والمفاجآت متوقّعة.

 

حلب آخر معارك روسيا بانتظار قمة بوتين - ترامب

 جورج سمعان/الحياة/30 كانون الثاني/17

تكرّر موسكو أن لا حل عسكرياً لأزمة سورية. وتقود منذ تدخلها العسكري خريف 2015، نشاطاً ديبلوماسياً لا يكل ولا يمل لإبرام حل سياسي. لكن هذا الحل يبدو أيضاً معضلة، إن لم نقل مستحيلاً. فلا هي قادرة على فرضه بالقوة. ولا هي على سكة واحدة مع اللاعبين الآخرين والمتصارعين على بلاد الشام. اجتماع آستانة الأخير لم يفشل، لكنه لم ينجح وقد لا ينجح إذا ظل المعنيون بالحل على مواقفهم. تقدم الكرملين خطوة باتجاه الفصائل المسلحة التي حضرت الاجتماع ووافقت على وقف النار. لكنه لم يستطع إقناعها ولن يستطيع، لا هو ولا الآخرون بدفعها إلى القبول ببقاء الرئيس بشار الأسد، حتى وإن قبلت بإعادة تأهيل النظام مع تعديلات معقولة نصت عليها مسودة «روسية» للدستور السوري الجديد. لا يجرؤ فصيل سياسي أو عسكري على القبول بما تقدمه روسيا بعد كل هذه التضحيات، حتى وإن سكتت تركيا، أحد الأطراف الثلاثة الضامنة الهدنة. وهي سكتت بالفعل وقبلت على مضض ألا يتضمن بيان العاصمة الكازاخية أي إشارة إلى إعلان جنيف الأول وإعلانات فيينا. صحيح أن القرار الدولي 2254 الذي لحظه البيان الثلاثي الروسي - الإيراني - التركي يتضمن إشارة إلى إعلان جنيف. إلا أن الواضح أن موسكو تستهدف منذ استئثارها بالدور البارز في إدارة الأزمة، إلغاء كل ما سبق، وإرساء قواعد ومفاهيم وعناصر جديدة للتسوية. لذلك، أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف تأجيل مفاوضات جنيف، مفضلاً أن تتحول آستانة مقراً لأي مفاوضات بديلاً من المدينة السويسرية.

لا شك في أن موسكو حققت في آستانة خطوة متقدمة على طريق استثمار تدخلها العسكري، خصوصاً في حلب أخيراً. ولم يشر البيان الثلاثي إلى إعلان جنيف الذي بات كتاباً «مقدساً» للمعارضة. لذا، لم يوقع ممثلو الفصائل على البيان، وكذلك فعل النظام. وهنا المعضلة في الحل الذي يبحث عنه الرئيس فلاديمير بوتين. لا شك في جدية بحثه عن الحل. لكن عقبات كبيرة تعترضه. أولها موقف إيران والنظام في دمشق. وليس سراً استياؤه من موقف هذين الحليفين. وصور الخلاف بين موسكو وطهران لا تحتاج إلى تظهير، منذ بداية التدخل العسكري الروسي. لم يصل الأمر إلى حد القطيعة وقد لا يصل بانتظار ما ستسفر عنه القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب ونظيره بوتين. ولكن، حتى هذه قد تفاقم العقبات. سيد البيت الأبيض لن يحمل إلى القمة المرتقبة في الربيع المقبل ملف سورية وحده. سيضع في جعبته كل الملفات موضوع الخلاف من أوكرانيا إلى إيران مروراً بسورية وغيرها. يعني ذلك أن اللقاء بين الزعيمين قد يثمر أو لا يثمر صفقة كاملة. بالطبع ما يأمل به المعنيون بسورية، خصوصاً أطياف المعارضة بكل أجنحتها، ألا يكتفي الزعيمان بالتفاهم على محاربة «داعش» وما شاكل، بل أن تنضم واشنطن إلى الجهود الثنائية الروسية - التركية لترتيب حل مُرضٍ يرفع اليد الثقيلة للجمهورية الإسلامية عن دمشق. ويحبط استراتيجيتها في بلاد الشام، مقدمة أيضاً لانضمام أطراف أخرى، مثل دول الخليج، إلى رسم مستقبل سورية. وما لم يحصل مثل هذا التفاهم الدولي - الإقليمي الواسع ستظل التسوية معضلة تماماً كما الحسم العسكري المستحيل. ويصعب الآن التنبؤ بموقف الإدارة الأميركية الجديدة حيال الأزمة في بلاد الشام. وإشارة ترامب إلى تأخير رفع العقوبات التي فرضها سلفه على روسيا، ودعوته أركان فريقه إلى البحث عن إقامة ملاذات آمنة في سورية، لا تؤشران إلى سهولة التفاهم بين الكرملين والبيت الأبيض في القمة الموعودة.

المعارضة السورية تلقت ضربات قاصمة بعد حلب. لكنها ليست في وارد التسليم ببقاء الرئيس الأسد. لن تعول على مدها بسلاح نوعي يعيد شيئاً من التوازن على الأرض. لكن القضاء عليها بالكامل شبه مستحيل والحسم الميداني ليس في أجندة القوات الروسية لاعتبارات كثيرة. تحسب موسكو ألف حساب لحضور إيران واستراتيجيتها وقدرتها على التأثير في موقف الرئيس الأسد. ولعل الرئيس بوتين ليس واثقاً في قدرته على تنفيذ أي التزام بتنحية الأسد إذا اقتضت صفقة كبرى ترحيله. استثمرت طهران الكثير في سورية وقدمت الرجال والمال. ومارست أخيراً ضغوطاً واسعة على دمشق وأوقفت إمدادها بالنفط وتقديمات أخرى لنحو شهرين إلى أن حصلت على عوائد ضخمة لتدخلها وميليشياتها. وضعت يدها باتفاقات رسمية على مناجم الفوسفات، وعلى مساحات واعدة للتنقيب عن النفط كانت من نصيب الشركة السورية للنفط. ونالت ترخيصاً ثالثاً لتشغيل الهاتف الخليوي. وكانت تضغط بلا جدوى للحصول على موقع في مرفأ اللاذقية. وهذا هو العنصر الأهم في استراتيجيتها. وللحقيقة أن الأسد استطاع حتى الآن التملص من هذا المطلب.

الإمساك بموقع على الساحل السوري هدف رئيسي لإيران، يضعها في مواجهة مكشوفة مع روسيا وتركيا أيضاً. ليس سراً أن الجمهورية الإسلامية تريد، بتحركها العسكري وبناء جيوش رديفة من الميليشيات التابعة لها، استكمال وضع يدها على سورية ولبنان كما هي الحال في العراق. وتقضي خطتها الاعتماد على «الحشد الشعبي» وباقي الميليشيات لبناء جسر كبير يمتد من حدودها إلى أرض الرافدين فبلاد الشام مخترقاً المثلث السنّي الكبير بين هذين البلدين حتى الوصول إلى الساحل. يضمن لها هذا بناء خط لتصدير الغاز إلى أوروبا والغرب عموماً. مثلما يضمن لها تحقيق هدف آخر هو التواصل البري الآمن مع حلفائها في لبنان. هكذا، تستكمل عناصر أساسية من سياستها، وترسخ حضورها أو ثقلها السياسي والعسكري والاقتصادي في المشرق العربي. ولا يخفى أن هذه الأهداف تصطدم بسياسة روسيا التي سعت من الساحة السورية بعد الأوكرانية إلى توكيد قوتها دولة عظمى. وقد طوت صفحة خلافاتها مع تركيا من أجل ضمان التعاون معها في بناء خط مماثل لتصدير الغاز عبر القناة التركية لتظل تتحكم بمصادر الطاقة إلى أوروبا عموماً. فهي تدرك أن الاقتصاد هو عماد قوتها إلى جانب قواها العسكرية. إضافة إلى رغبتها في التعاون مع الدول الخليجية لأهداف تتعلق بالطاقة أيضاً، ولحرصها على عدم ترسيخ صورتها عدواً للعالم السنّي والعربي عموماً. الجبهات المشتعلة الآن ترسم مشهداً يعكس سياسات الأطراف المعنية. هناك جبهتا تدمر ودمشق وجبهتا الباب وإدلب. الواضح أولاً أن حلب ربما كانت آخر المعارك الروسية، بانتظار الصفقة الكبرى مع الولايات المتحدة. فالواضح أن القوة الروسية التي أعادت حلب إلى حضن النظام قادرة على استعادة تدمر، وقادرة على إلقاء ثقلها الكامل لفك الحصار الذي يضربه «داعش» على بضعة آلاف من جنود النظام في دير الزور. بل قادرة أيضاً على المساهمة الفعالة لتغيير ميزان القوى في إدلب وريفها. فلماذا هذا الإحجام؟ الواضح أيضاً أن قوات النظام وحليفته إيران وميليشياتها تركز على إدلب بدلاً من تدمر لقطع الطريق على النفوذ التركي شمالاً فلا يكون قوة موازية للحضور الإيراني، ولتوجيه ضربة إلى تفاهم موسكو - أنقرة. ويتناسى رأس النظام في دمشق ما قد يحل بالآلاف من جنوده المحاصرين في دير الزور. لعله لا يزال مأخوذاً بنشوة «النصر» الحلبي. أو لعله، إذا وقعت الواقعة، يشحذ آلته الدعائية حيال الغرب بدماء هؤلاء الجنود «ضحايا تنظيم الدولة» كما فعل ويفعل. والإشكال الذي يتحكم بالصراع الخفي بين روسيا والجمهورية الإسلامية أن الأولى تعي مدى حاجتها إلى قوات برية تساعد طيرانها العسكري في تحقيق «إنجازات» على الأرض. بينما تعي الثانية مدى حاجتها إلى القوة الجوية الروسية في الحرب الدائرة. وخير دليل ما حصل في تدمر حيث استأثر الرئيس بوتين بالاحتفال بالنصر، وأصر على إخراج الميليشيات من المدينة. مع أنه يعرف سلفاً أن القوات النظامية السورية لا يمكنها القتال في جبهات عدة. ولا يمكنها وحيدة الحفاظ على ما يتحقق على الأرض. والسؤال اليوم هل لإحجام الكرملين عن الانخراط الحاسم في معارك إدلب وتدمر ودير الزور علاقة بفرملة المشروع الإيراني؟ لا شك في أن الرئيس بوتين لن يجازف في خسارة حليفه الآخر، تركيا التي وقعت على مضض على بيان آستانة، وعدلت خطابها حيال بقاء الرئيس الأسد، من باب الحرص على تفاهمها مع روسيا. وهي تأمل بأن تبدل إدارة ترامب في سياسة أميركا حيال الملاذات الآمنة، لعلها ترتاح من خطر الإرهاب الذي يجتاح مدنها، وترتاح من عبء ملايين اللاجئين ومشاكلهم المرافقة. كما أن بوتين بتفاهمه الواضح مع إسرائيل يعي الإشكالية التي تواجه تل أبيب. فهي تتمسك من جهة ببقاء الأسد خوفاً من رحيلٍ يودي إلى نموذج ليبي ومرابطة قوى متشددة على حدودها الشمالية. ومن جهة أخرى تخشى أيضاً مرابطة إيران وميليشياتها المتحالفة مع النظام على حدود الجولان... يبقى أن سورية قد لا تحتمل استمرار الحرب لسنة أخرى لن توفر البقية الباقية من معالمها بشراً وحجراً. وعند ذلك يسهل تحويل بلاد الشام عراقاً آخر!

 

«الرئيس».. «المؤدلج»!

علي نون/المستقبل/30 كانون الثاني/17

من بين الدول السبع التي شملها قرار دونالد ترامب بمنع سفر رعاياها إلى الولايات المتحدة، وحدها إيران اتخذت أداء عكسياً مماثلاً.. ووحدها بدت مهمومة أكثر من غيرها، بانقطاع التواصل مع الأميركيين، مع أنها الأكثر إشهاراً للعداء لهم! والأكثر احتجاجاً على سياساتهم الخارجية!

في المبدأ العام، لا يحتمل قرار ترامب سوى إدراجه في منظومة العقاب الجماعي، بل لا يمكن اعتباره غير ذلك، لا في السياسة ولا في التجارة ولا حتى في الأمن القومي. وذلك يفسّر أو يتمم تفسير المناحة المضادة لذلك الإجراء ولغيره من الإجراءات التي اتخذها وسيتخذها الرئيس الأميركي باعتبار أن جذورها عنصرية (وطائفية!) بغيضة وسامّة، وبعيدة أساساً عن كل قيم الديموقراطيات الغربية وعن مبدأ العدالة (المقدّس!) الذي يعني من ضمن معانيه الآسرة، (والمألوفة في الإرث البشري ككل) عدم تحميل جماعة مسؤولية تصرفات بعض منها! ثم عدم تحميل الخارج تبعات مآزق الداخل!

وذلك تماماً، ما تعنيه إجراءات ترامب إزاء منع دخول رعايا بعض الدول الإسلامية، أو إزاء الذهاب إلى بناء جدار على الحدود مع المكسيك: يعاقب على «الهوية»! تماماً مثلما كانت الميليشيات في الحرب اللبنانية تبرر جرائم القتل والخطف التي ترتكبها! وتماماً مثلما فعل النازيون الألمان إزاء كل من هو غير آري! ومثلما فعل الفاشيون إزاء كل آخر مختلف في الدين والعرق والسياسة!ويصحّ الظن بأن ارتداد ترامب أعمق من الإجراء الأخير الخاص بالدول الإسلامية السبع والمكسيك. بل هو مثلما أظهرت حملته الانتخابية ثم مواقفه العملية بعد فوزه بالرئاسة، متصل بـ»وجهة نظر» شمولية ومبدئية تشهر عداء إزاء «الإسلام» وليس المسلمين فقط، وكل المسلمين وليس جزءاً منهم فقط.. ثم لا تخفي تبرّماً قومياً عاماً، من جيرة دولة كالمكسيك، عنصرها البشري لاتيني ودينها العام كاثوليكي!

وهي ذاتها «وجهة النظر» التي تتآلف «فكرياً» مع النازيين والفاشيين في أمرين اجتماعيين أساسيين. الأول إزاء المرأة وازدرائها (وفق طقوس العصر في كل حال) واعتبار مكانها «الأول» هو البيت، أو مثلما قال نيتشه الأب الروحي لهتلر ولنظرية «الرجل الخارق»، «دور الرجل في الحرب، ودور المرأة في الترفيه عن الرجل».. والأمر الثاني، إزاء المعوّقين وأصحاب الحاجات الخاصة. وفي هذا، لم تغب عن بال كثيرين واقعة تقليد ترامب وسخريته الفظّة خلال إحدى الحملات الانتخابية في كارولينا الجنوبية من المراسل في «نيويورك تايمز» سيرج كوفاليسكي الذي يعاني شللا جزئيا يمنعه من تحريك يديه بشكل طبيعي!

والتوصيف الشمولي هذا لا يغيّب صورة «رجل الأعمال» في شخصية ترامب، ولا براغماتيته المتأتية عن شطارة في جمع المال. بحيث إن الدول الإسلامية السبع المشمولة بقرار منع مواطنيها من الدخول إلى الولايات المتحدة، محطّمة اقتصادياً ومالياً في الإجمال (إيران حالة خاصة عنده!) ومعظمها من دون سلطة مركزية أو تنهشها الحروب! في حين أنه وجد وقتاً كافياً للفصل بين جداره المزمع مع المكسيك ومراعاة خاطر مواطنها رجل الأعمال كارلوس سليم الذي يُعتبر أحد أغنى أغنياء العالم! لا يخالف المنطق، تبعاً لذلك، إعطاء صدقية للافتراض (السريع) القائل بأن ترامب «الرئيس» هو نتاج أمور كثيرة أبرزها إخفاقات سلفه باراك أوباما في الخارج، وكسره تقليد «الرجل الأبيض» في «البيت الأبيض» في الداخل. وترامب المؤدلج (والديني!) هو أيضاً نتيجة تراكمات كثيرة لكن أبرزها الضخّ الإيراني الأصولي المستدام منذ أكثر من ثلاثة عقود، والذي في خلاصته أصاب الإسلام بضيم غير مسبوق تمظهر بنقيضين عجيبين: أحدهما هو (الرئيس الأميركي) في الغرب! وثانيهما «داعش» في الشرق! وللحديث صلة!

 

دونالد ترامب.. إنه ناقوس الخطر

نبيه البرجي/الديار/29 كانون الثاني 2017

قبل اي شيء آخر، لا بد من ان نقرع ناقوس الخطر: هل اقتنع دونالد ترامب بنظرية، وبخارطة، دنيس روس حول تفكيك سوريا الى دويلات؟ هذا ما يسعى اليه، على كل حال، بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان...  وهل ان ما عارضه باراك اوباما حيال المناطق الآمنة خشية انفجار الخرائط في الشرق، وصولاً الى البلدان الحليفة، هو ما يتبناه دونالد ترامب، ولكن بلغة القفازات الحريرية، لتبدو المناطق الآمنة بمثابة ملاذات انسانية، وقد تكون المدخل لاحداث هزات كارثية، وربما تغييرات بنيوية، في دول الجوار.  جبهة النصرة (فتح الشام) على حدود الاردن، وتنظيم الدولة الاسلامية على حدود العراق، والتنظيمات على حدود تركيا، وداخل حدود لبنان. مناطق آمنة لتكلف الذئاب (الاسلامية) التي تأكل بعضها البعض ام مناطق آمنة للاجئين؟  قال «اللاجئون» ولم يقل «النازحون» ولن نستبعد ابداً ان يحاول فرض التوطين على البلدان المحيطة، ليكون لبنان الضحية الاولى لتوطين اللاجئين الفلسطينيين واللاجئين السوريين...

وكنا قد تساءلنا منذ نحو عام اواكثر ما اذا كانت الجمهورية اللبنانية ستتحول الى جمهورية فيديرالية (لبنانية - سورية - فلسطينية) فيما قادتنا «التاريخيون» وهم شيوخ القبائل مثلما هم شيوخ المذاهب، يتصارعون حول المقاعد تحت قبة البرلمان، واقعاً.... تحت خيمة اللوياجيرغا (الافغانية).

 لاحظوا كيف ان رجب طيب اردوغان، الذي يتأرجح بين لعبة الثعلب ولعبة الثعبان، استعاد حيويته فجأة لدى الحديث عن المناطق الآمنة على انها السبيل الى اقامة دويلة تركية في الداخل السوري وتتراوح مساحتها ما بين الخمسة آلاف والعشرة آلاف كيلومتر مربع... استطراداً، هل ان فلاديمير بوتين الذي يتقن اللعب في الضوء وفي الظل خدع من قبل ترامب واردوغان معاً. بدا كما لو ان الاثنين تقاطعا في لحظة ما حول محاصرة القيصر في الداخل السوري بل في احدى الزوايا السورية بعدما خال ان كل الخيوط تقريباً في يده، وان له اليد الطولى في صياغة قواعد اللعبة في المنطقة وباتجاه مناطق اخرى في العالم.  ما فهمناه من دونالد ترامب الذي يعوّل كثيرا على اللوبي اليهودي في تأمين التغطية الداخليةله ما دام ضد كل مراكز القوة في الاستبلشمانت، ومن الصحف الى الشاشات والبنوك ووكالات الاستخبارات، ان الحرب السورية طويلة، وطويلة جداً، حتى يتحقق القول التوراتي (سفر اشعيا) حول دمشق وغير دمشق...  اذا كانت الامور تحصين نحو التسوية، ومن آستانا الى جنيف، حتى ان الروس وضعوا مسودة الدستور العتيد لسوريا، فما هي، اذاً، خلفيات وآفاق الحديث، وفي هذا الوقت بالذات، الحديث الملتبس، عن المناطق الآمنة؟  الدستور السوري بأيد روسية. خطوة عجيبة حقاً، ولكن الا تقول موسكو ان اللبنانيين الذين بينهم صراع يكاد يكون نوعاً من الفانتازيا السياسية، عجزوا، وعلى مدى ثماني سنوات، عن انتاج قانون للانتخاب، فالى كم عقد يحتاج السوريون، وبينهم جبال الدم، ليضعوا دستور جمهوريتهم الجديدة؟  الذي أذهلنا هو نزع كلمة «العربية» من عبارة «الجمهورية العربية السورية». هذا هو منطق اشقائنا الاكراد الذين منهم صلاح الدين الايوبي ويوسف العظمة، وكل تلك المجموعة من الرجال الذين قاتلوا، وسقطوا، من اجل عروبة سوريا.  الذي حدث في العراق يفترض الا يحدث في سوريا، ليس بسبب الفارق العددي بين الاكراد العراقيين والاكراد السوريين، وانما لأن سوريا هي العروبة والعروبة هي سوريا. اذا سقطت الكلمة سقط تاريخ بأسره، وسقطت جغرافيا بأسرها. كيف لنا ان نتعامل مع دمشق على انها ليست لؤلؤة العرب ولؤلؤة العروبة.  اذاً، انه دونالد ترامب الذي يدفع اميركا، أم يدفع الكرة الارضية، الى الهاوية، فهل هو أكثر ذكاء مما نتصور ام اكثر حماقة مما نتصور، وان كان جورج دبليو بوش سبقه في طرح مشروع اقامة جدار مع المكسيك كي لا تكون اميركا «مستودعاً للحفاة»؟  غداً قد يفاجئنا باقامة جدار مع الصين على انها الهاجس الاستراتيجي له. ما يخط له ضرائبياً قد يتجاوز منطق الجدار. اعدوا انفسكم لكل اشكال المفاجآت و.. الحماقات!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون في مقابلة مع محطة اخبارية فرنسية: لا احد اقوى من الدولة لان بذلك نصل الى فوضى

الأحد 29 كانون الثاني 2017 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "لبنان امام الفرصة الاخيرة لاعادة بناء دولة قوية فيه، من خلال بناء مؤسسات تعمل لخير الوطن وابنائه"، رافضا "ان يكون احد اقوى من الدولة لان بذلك نصل الى الفوضى".

واعتبر انه للدفاع عن السيادة الوطنية "يجب ان تكون لدينا قوى امنية جاهزة دائما ومتيقظة، والعمل على تقوية الجيش الذي يضم في صفوفه ابطالا اشداء يخاطرون بحياتهم في سبيل حماية لبنان من الارهاب الذي يستهدفه وتأمين الاستقرار الدائم فيه".

واشار رئيس الجمهورية الى "ان لبنان لا يمكنه ان يستقبل النازحين السوريين الى اجل غير مسمى على اراضيه، وهو الذي استضافهم لاسباب انسانية، وعليهم ان يعودوا الى بلادهم".

كلام عون جاء في خلال مقابلة تلفزيونية اجرتها معه محطة LCI الاخبارية الفرنسية، في القصر الجمهوري، هي اولى اطلالة تلفزيونية له كرئيس للجمهورية على فرنسا والعالم الفرانكوفوني، وتناول فيها الاوضاع في لبنان والمنطقة والعالم.

الوضع السوري

وسئل رئيس الجمهورية عن تطورات الوضع في سوريا، فلفت الى ان "معركة حلب ادت الى تعديل في توازن القوى، لصالح الحكومة السورية، وشكلت بداية مسيرة حوار وتفاوض للوصول الى حل سياسي، لأن هذا النوع من الحروب لا ينتهي بانتصار فريق على آخر".

واذ اعتبر "ان الرئيس الأسد سيبقى والذين طالبوا برحيله يجهلون سوريا"، فإنه اعرب عن خشيته من "اننا كنا امام ليبيا ثانية هنا لولا نظام الأسد حاليا. فالرئيس الاسد يشكل القوة الوحيدة التي بامكانها اعادة فرض النظام واعادة لم شمل الجميع".

العلاقة مع السعودية وقطر

وفي ما يتعلق بزيارته الرسمية الاولى التي شملت كلا من المملكة العربية السعودية وقطر، اشار الى انه باستطاعة كليهما "ان تساعدا الآن في دعم قيام الدولة في لبنان من خلال اعادة علاقاتهما الطبيعية مع لبنان. وهذا ما وعدتا به. نحن نعمل على عودة الامور الى طبيعتها السابقة، ويجب علينا ان نعمل بثقة، فلا يمكننا الاستمرار بخلاف ذلك".

وردا على سؤال عما اذا كان قلقا من انتخاب دونالد ترامب رئيسا للجمهورية الاميركية، "هو الذي يريد اعادة النظر بالاتفاق مع ايران ويتطلع الى نقل سفارته الى القدس"، اوضح الرئيس عون "ان لبنان جزء من هذا العالم. والامر يقلق اولا الاميركيين".

وردا على سؤال آخر حول ما اذا كان يعتقد "ان الانحدار الى الجحيم الذي عرفه لبنان، البلد الديموقراطي والتعددي، هو مصير مأساوي يمكن ان يحصل في فرنسا او اي دولة في الغرب"، اجاب عون: "لقد طرحت على نفسي هذا السؤال، مذ كنت في فرنسا." واضاف: "بالنسبة الى الدول الاسلامية، فلقد رأيت ذلك منذ العام 1994، حيث ذكرت في مقابلة صحفية بوضوح ان المتطرفين سيصلون الى الحكم لكنهم سيفشلون لأن الحلول التي يحملونها هي من الماضي، في الوقت الذي تتطلب فيه المسائل حلولا للحاضر والمستقبل". واعتبر "ان على العالم ان يعيد النظر بأنظمة الدفاع والأمن لديه، ومن ثم ان يعيد النظر في كل شيء".

لبنان الغد والخلافة الجيدة

ورأى رئيس الجمهورية ان لبنان الغد "سيكون المثال الذي سيعتمده العالم، على الرغم من كل التطرف الموجود في هذا العالم اليوم. فأنظمة الاحزاب الاحادية والديانة الواحدة والعرق الاحادي... كلها لن تعود موجودة، وعالم التعددية هو الذي سينتصر".

وتناولت المقابلة نواحي شخصية بالنسبة الى الرئيس عون، فاشار ردا على سؤال انه "ليس مسكونا بفكرة الموت، مثل حال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي قال "ان رئاسة الجمهورية مسكونة به"، وقال: "ربما توصلت الى حل للمسألة إذ قلت لنفسي سيأتي يوم واموت فيه، فلماذا علي ان افكر الآن بهذا الموضوع؟"

وسئل رئيس الجمهورية: متى ستفكرون بولاية ثانية؟ فاجاب: "انا لا افكر بولاية ثانية. احب ان تكون لدي خلافة جيدة"، مشيرا الى انه "نعد العدة لخلافة جيدة "عندها نشكل مثالا".

وسئل كذلك عما اذا كانت السياسة بالنسبة اليه هي "في ان نضع انفسنا في خدمة الآخرين"، فاجاب: "... الآخرين، والدولة والوطن والشعب، والبيئة الجميلة".

واشار الى انه مع التقدم في العمر "لا نبدل من طبيعتنا. بل نكتسب خبرة اكثر، فنصبح اكثر حكمة ونعمل على تجنب الاخطاء الكبرى".

 

لهذا السبب زار رياشي بنشعي

"السياسة الكويتية" - 29 كانون الثاني 2017/كشفت صحيفة ”السياسة” الكويتية أن زيارة وزير الإعلام ملحم رياشي لرئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية، في أول اتصال مباشر بين “القوات اللبنانية” و”تيار المردة” من هذا النوع، تأتي في إطار الجهود التي تقوم بها “القوات” لتوحيد الموقف المسيحي، في إطار العمل لتحصين الساحة الوطنية، بعد الانفراجات الواسعة التي حققها “تفاهم معراب” بين “القوات” و”التيار الوطني”. وأضافت ”السياسة” إن هناك محاولات لتوسيع مساحة هذا التفاهم في المرحلة المقبلة، إذا كان ذلك ممكناً في الوقت الراهن، بالتوازي مع تضييق هوة الخلافات القائمة بين رئيس الجمهورية ميشال عون و”التيار الوطني الحر” من جهة، والنائب فرنجية و”تيار المردة” من جهة ثانية. وأشارت إلى أن قانون الانتخابات شكل مادة أساسية في اجتماع فرنجية ورياشي، حيث شرح وزير الإعلام لنائب زغرتا موقف “القوات” الرافض لقانون الستين والمؤيد للقانون المختلط، في وقت لم يعط رئيس “المردة” موقفاً واضحاً من شكل القانون الذي يريد، وإن كانت المعلومات المتوافرة تشير إلى أنه لا يبدو منزعجاً من إجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون النافذ.

 

جورج نادر على لائحة ريفي والضاهر في عكار

جهاد نافع/الديار/29 كانون الثاني 2017

ما اشار اليه اللواء اشرف ريفي مؤخرا في تصريحاته حول تحالفاته ودعمه للوائح في عدة مناطق من بينها محافظة عكار وتعاونه مع قيادات وشخصيات سياسية لاقى صدى في تلك المناطق التي اشار اليها ريفي الذي بدا انه واثق من تحقيق خرق فيها.. لم يطل الامر بالنائب خالد الضاهر الذي سارع الى الادلاء بموقف لاحدى الوسائل الاعلامية كاشفا عن تعاونه مع ريفي في الانتخابات النيابية وانه سيترأس لائحة في عكار من وجوه عكارية جديدة. بل كان الضاهر اكثر صراحة في تأكيده ان لا عودة الى تيار المستقبل وان المشكلة ليست في الرئيس الحريري بقدر ما هي في المحيطين به. وانه ايده فقط في ترشيحه للعماد ميشال عون وما عدا ذلك فان الفراق كان بينهما ولا عودة، حيث يجد انه وريفي يسيران في منهج سياسي واحد ومتشابه من شأنه ان يؤدي الى تحالفات انتخابية من عكار الى طرابلس والضنية. مصادر سياسية متابعة كشفت ان الضاهر يتجه الى تشكيل نواة لائحة عكارية من اسماء يلتقي معها في الاتجاه السياسي الواحد، وان اتصالات جرت بينه وبين العميد المتقاعد جورج نادر ابن بلدة القبيات وبينه وبين النائب السابق عبد الله حنا ابن بلدة رحبة الذي فاز في الدورة الانتخابية عام 2005 على لائحة 14 اذار ومن ثم جرى استبعاده مما ترك لديه استياء ترجمه في الانسحاب من قوى 14 اذار دون ان يتخلى عن منهجية هذه القوى بعد ان وجد نفسه مهمشا من قبل التيار الازرق والقيادات الفاعلة في 14 اذار. نواة هذه اللائحة حسب المصادر لاقت ارتياحا لدى ريفي باعتبار ان هذه النواة تمثل السياسة المعلنة من قبله ومن قبل خالد الضاهر، حيث تلتقي هذه النواة مع الشعارات المطروحة باللاءات الثلاث المناهضة لما اسموه المشروع الفارسي والنظام الامني السوري ومواجهة الفساد. السؤال الذي يطرح في عكار، كيف يمكن الجمع بين عميد متقاعد في الجيش اللبناني وهو ابن المدرسة العسكرية مع نائب كانت له مواقف نافرة من الجيش لا يزال العكاريون وخاصة عائلات العسكريين يتذكرونها، حيث لا يمكن الفصل بين عكار والجيش اللبناني وهما توأمان لا يمكن الفصل بينهما. ثم ما الذي يجمع بين حنا والنائب الضاهر الا اذا كانت المصلحة السياسية الانتخابية تفرض نفسها في هذا التحالف الهجين؟ والا اذا كانت هناك متغيرات طرأت على هؤلاء المتحالفين دفعتهم للاتحاد بلقاء انتخابي يواجه اللائحة المنتظر ولادتها في الاشهر القليلة المقبلة والتي ستجمع اقطاب السياسة والتيارات السياسية الفاعلة عى الساحة العكارية والشمالية. وهل يمكن تجاوز الحضور الشعبي للتيار الوطني الحر في عكار او التيار الازرق الذي لا يزال يحظى بحضور وازن رغم ما شهده من تراجع ومع تمدد لتيار الرئيس نجيب ميقاتي الى عكار؟ فكيف سيواجه خالد الضاهر هذه التيارات الفاعلة؟ والتي في حال تحالفها واختيارها لقيادات تتمتع بقواعد شعبية وحضور تاريخي في عكار، تصبح المعركة محسومة سلفا، خاصة ان العكاريين يترقبون عودة الرئيس عصام فارس في الاسابيع القليلة المقبلة ليكون بين اهله في عكار في عيد الفصح المقبل استعدادا لدوره المنتظر في الاستحقاق الانتخابي ترشيحا او دعما لمرشحين ويلعب دورا محوريا في المعركة الانتخابية وهو الذي يتمتع بعلاقات متينة مع كافة الاقطاب والاتجاهات الساسية.

 

النائب اسطفان الدويهي شكر المطمئنين الى صحة ابنته: نحن اليوم اكثر ايمانا ان الارهاب لا دين ولا جنسية له واكثر اصرارا على العمل لأمن لبنان

الأحد 29 كانون الثاني 2017 /وطنية - شكر النائب اسطفان الدويهي جميع الذين اطمأنوا الى صحة ابنته بشرى، التي عادت اليوم الى منزل ذويها في زغرتا بعدما تعافت من جراحها التي اصيبت بها جراء الهجوم الارهابي على ملهى رينا في اسطنبول.

جاء ذلك في بيان صدر عن الدويهي، وفيه: "استجاب الله لصلاتنا وصلاة اهلنا وكل الاحبة، ومن علينا بنجاة ابنتنا بشرى من طلقات الكراهية والحقد والعبث والارهاب، واعادها الينا، الى مدينة العيش الواحد زغرتا سالمة لتستظل بظلال سيدتها، سيدة زغرتا، آمنة من كل شر ابعده الله عن اهلنا واحبتنا ولبناننا. لا يسعني وانا وعائلتي نعيش لحظات فرح عودة بشرى، الا ان نصلي لاجل اصدقائها الذين هم الآن شهداء وملائكة في سماء المحبة، كما نتمنى الشفاء لجميع الجرحى. نحن اليوم اكثر ايمانا بان الارهاب لا دين ولا جنسية له، نحن اليوم اكثر اصرارا على العمل الدؤوب من اجل امن لبنان وامانه وسلامة ابنائه، بتعزيز وحدتنا الوطنية، وتغليب منطق الحوار والتلاقي، والالتفاف جسدا واحدا دعما لمؤسساتنا العسكرية والامنية، العين الساهرة دائما على امننا وسلامة وطننا. اليوم اتوجه الى كل الاحبة الذين غمروني وعائلتي باصدق مشاعر المحبة والاحتضان، وكان لهذه المشاعر كبير الاثر في تخطي الظروف الصعبة التي عشناها، شكرا للبنان، كل لبنان، بجناحيه المقيم والمغترب. شكرا فخامة الرئيس العماد ميشال عون، شكرا دولة الرئيس نبيه بري، شكرا دولة الرئيس سعد الحريري، شكرا دولة الرئيس عصام فارس، شكرا دولة الرئيس نجيب ميقاتي، شكرا للرئيسين أمين الجميل واميل لحود، زملائي النواب والوزراء واخص هنا شقيقي رئيس تيار المردة سليمان بيك فرنجية والأخ دولة الرئيس ميشال المر، ومحمد الصفدي، والشكر موصول للقيادات الروحية والفاعليات السياسية والحزبية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، شكرا لمحبتكم، ولا ابالغ ان قلت اني شعرت ان لبنان كله يقف معي، شكرا لعائلتي الكبيرة ابناء زغرتا- الزاوية الذين اكدوا انهم اهل الاصالة والوفاء، شكرا لأبناء طرابلس والشمال اهل الشموخ الذين يؤكدون دائما انهم عائلة واحدة وهم كانوا معنا كأبناء عائلتنا، ولا يسعني الا ان اتقدم بكبير الشكر والعرفان للفريق الطبي اللبناني الذي لم يتأخر عن تقديم الجهد اللازم والمشكور في تركيا ولبنان، واخص بالذكر الاطباء جون جبران، لبيب ابو ظهر، كلود طيار، محمود حرب، عمر صبلوح، وجدي ابي صالح ورامي الوالي. عهدنا دائما ان نبقى دعاة محبة وتلاق وتسامح، دعاة وحدة وطنية وحوار، حاملين راية الأمن والأمان والاستقرار".

 

باسيل من مار مخايل: غربال الانتخابات يفصل الحبة الكبيرة عن الصغيرة عمار: نريد قانونا عصريا لا يقصي أحدا ويتفهم هواجس الجميع

الأحد 29 كانون الثاني 2017 /وطنية - أحيت بلدية الغبيري الذكرى السنوية الحادية عشر على توقيع ورقة التفاهم بين الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلال احتفال أقيم في صالون كنيسة مار مخايل، حضره رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، وزير البيئة طارق الخطيب، النواب: علي عمار، آلان عون، بلال فرحات، ناجي غاريوس وحكمت ديب، رئيس بليدية الشياح ادمون غاريوس، عدد من رؤساء البلديات والمخاتير في قضاء بعبدا، وممثلون عن الأحزاب.

مخول

بداية الحفل، ألقى الأب سليم مخول كلمة تمنى فيها "أن تمتد الثمار الحلوة، التي نتجت عن تفاهم "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، وتشمل تفاهمات جديدة مع غير قوى على الساحة اللبنانية".

وأثنى على ورقة إعلان النوايا بين التيار و"القوات اللبنانية" متمنيا أن "تشمل كل القوى المسيحية ليصبح لبنان للكل"، كما تمنى على باسيل أن "لا ينزل تحت غربال "التيار الوطني الحر" شباب كانوا مع التيار أيام الظلم والقهر، وأن يبقوا إلى جانبه في فترات النشاط من أجل المستقبل الواعد".

غاريوس

بدوره، قال النائب ناجي غاريوس: "إن التفاهم التاريخي بين التيار و"حزب الله" كسر التباعد والحواجز النفسية التي تراكمت خلال الأحداث. وقد حصد لبنان والشياح الخيرات منه، حيث فتح صفحة جديدة في التواصل والتعامل بصدق ومحبة بين أبناء المنطقة"، متنميا الوصول إلى قانون إنتخابي يضمن حق التمثيل للجميع.

ادمون غاريوس

من جهته، أشار رئيس بلدية الشياح إلى أن "الأيام أظهرت أن ما قام به التيار و"حزب الله" كان الفعل الصواب، وخطوط التماس أصبحت خطوط تلاق، ولم يستطع احد كسر هذه المعادلة". وقال: "الجهد الذي يقوم به باسيل أوصل اللبنانيين للقيام بتفاهمات مع غير أحزاب سياسية. ومن خلال موقع باسيل الشاهد على الأمن والاستقرار والإنماء في المنطقة رغم كل الأحداث الأليمة"، مثنيا على دور الجيش والمؤسسات العسكرية والأمنية.

وأكد أن "التفاهم بين التيار و"القوات" انعكس ايجابا على أبناء المنطقة، واننا نعيش حالة وحدة وطنية، والشباب يتطلع بأمل إلى العهد الجديد".

عمار

ثم ألقى عمار كلمة، قال فيها: "منذ 11 عاما اجتمعت قامتان كبيرتان في وطن الرسالة والثروة الإنسانية، وفي وطن الميثاق بمعناه الإنساني والوطني، لا لتوقعا على تفاهم عادي كما يحصل من تفاهمات بين خطين أو تيارين أو حزبين سياسيين، إنما لتوقعا على تفاهم أرادت منه أن يكون نموذجا تسلكه كل المكونات التي تمتلك مصادر الطاقة التي انطلق منها هذا التفاهم".

ولفت إلى أن "عناصر سر الطاقة في القامتين كانت الصدق والأمانة والترفع، ناظرين إلى هدف واحد ألا وهو بناء الدولة، وإعادة الإعتبار إلى الوطن التي لطالما افقدته اياها أياد مدنسة سواء من الداخل أو الخارج".

وقال: "إن هذا التفاهم جاء ليقول بلغة الرئيس الأمين العماد ميشال عون: "يا شعب لبنان العظيم" بفرادته.. ويا شعب لبنان العظيم بتنوعه، ويا شعب لبنان العظيم الممتلئ طاقات استطاعت أن تساعد في بناء كل مجتمعات العالم، وليقول أيضا: "يا شعب لبنان العظيم" إن الذي افتعل ما افتعل بينكم من دسائس إنما لا يسقط إلا بلغة واحدة، هي التفهم والتفاهم، لغة الإعتراف بالآخر والقبول به، وهي لغة لا تعرف بأي شكل الإقصاء والإلغاء"، مضيفا: "نحن اللبنانيين متعطشون إلى دولة التغيير والإصلاح، إلى دولة تطرد كل الفساد والمفسدين، متعطشون إلى إدارة مطهرة من كل الدنس السياسي الذي يدفع اللبنانيون ثمنه، ومتعطشون لأن نصبح واحدا في وطن واحد، وأي خطاب بالخلفية الطائفية والمذهبية او الطبقية هو مرفوض".

واعتبر أن "اللبنانيين يريدون بأسرع وقت ممكن، وهذا طبعا ليس من مسؤوليتكم فقط إنما من مسؤولية كل القوى السياسية، قانونا عصريا لا يقصي أحدا ويتفهم هواجس الجميع، نستطيع من خلاله أن نحقق التمثيل الصحيح لأعلى مستوى من الشرائح الوطنية"، آملا "قفزة نوعية استراتيجية في المستقبل، لنشرك إبن الثامنة عشر بالإنتخابات، ولنعطي المرأة حقها في المشاركة السياسية. وأي "مقص" يحاول أن يفصل قانون الإنتخابات على مقاسات مذهبية، يقص مستقبل لبنان وطموح اللبنانيين".

وختم: "نريد أن نعيد لمؤسسات الدولة اعتبارها لتكون مؤسسات دستورية". وحيا "جنود وضباط الجيش الأبي واخوانهم من الذين يترصدون عدوين خطيرين: الإسرائيلي والـ"داعشي" التكفيري في جنوب لبنان وشرقه، على التضحيات الكبرى التي يقدمانها لحماية لبنان، فلولا عرقهم وعرق الأخوة والمقاومة، ما كنا لنجتمع".

باسيل

بدوره، قال باسيل: "ان هذه المناسبة لا تعيدنا فقط احد عشر عاما الى الوراء، بل تاخذنا منه سنة الى الامام، لنعرف كيف نفكر ونتعلم من اخطائنا، ونعرف كيف سنبني مستقبلا لبلدنا"، مؤكدا ان "البلدان لا تقوم الا على القوة"، لافتا الى أن "اهم عنصر في تفاهم السادس من شباط، انه اعاد معنى القوة الى الولة، لانه تم بين اقوياء، والقوة هي التي سمحت للتفاهمين يصمد، وقوته القائمة على الثقة والصدق وعلى قناعة كبيرة، بأن نحن لا يوجد لدينا الا هذا البلد، مهما اختلفنا، وكيف افترقنا من خلال دين او فكر او حزب. ففي النهاية نحن نتشارك ارضا وتاريخا، ومحكومان بأن نتشارك المستقبل، لذلك صمدنا بوجه كل الصعوبات الداخلية والخارجية وهذا التفاهم هو "بي التفاهمات"، ولم يبق يتيما فقوته سمحت له بأن ينجب تفاهامات أخرى وقوة أصحابه وثقتهم ببعضهم بعضا، سمح بانبثاق تفاهمات اخرى، والذين اعتقدوا ان اي تفاهم او علاقة ثنائية ستأتي وتهدم التفاهم الاساسي كانوا على خطأ".

أضاف "نحن اليوم اصحاب تفاهمات وطنية لمصلحة الوطن، وهذه التفاهمات تأتي في حين يبنى جدران في العالم، ونحن بناة الجسور ولا نبني جدرانا"، معتبرا أن "تفاهم الشياح بين التيار الوطني الحر وحزب الله، هدم حائطا كبيرا بين اللبنانيين هو خطوط التماس، وبتفاهم التيار مع القوات اللبنانية، ازلنا جدرانا صغيرة بين الاحياء والبيوت اللبنانية".

وتابع: "بتفاهمنا مع المستقبل، سنهدم حائطا منعنا من الالتقاء على فكرة الشراكة وبناء الدولة، وهذا يتطلب الذهاب بفكرة الشراكة الى الاخر، لان الشراكة بالنسبة لنا لم تكن فقط رئاسة الجمهورية، والذي اعتقد انه اشترانا بالرئاسة ليسكتنا عن الشراكة الكاملة بالحكومة وبمجلس النواب، فهو اخطأ، ويخطئ من يعتقد ان العماد عون يريد ان يعيش فقط ترف القصر، فرئاسة الجمهورية دورها الاساسي حماية الدستور وأن تعيد للبنانيين حياتهم المشتركة الكاملة. ويبقى علينا انجاز قانون انتخابي يعطينا حدا ادنى من مفهوم الشراكة، وهذا امر ليس صعبا بعد كل الذي مر علينا".

وإذ أكد أن "التفاهم سمح لنا بتفهم بعضنا بعضا"، أشار الى ان "التفهم هو المطلوب من قانون الانتخاب، وعلى الجميع تفهم بعضه بعضا، ونحن نعيش ضمن نظام ديمقراطي لا احد يستطيع الغاء الاخر، وضمن العقل المتفهم سيعمل قانون الانتخاب".

وفي موضوع الانتخابات، قال: "ان الخيارات امامنا كثيرة وكلنا يتنازل ويضحي. وقد وضعنا ثلاثة خيارات على الطاولة:

اولا: المختلط بالعدد، بالمقعد وهذا اقتراحنا.

الثاني: المختلط بالتأهل على مرحلتين، مرحلة اولى عبر دائرة صغرى او متوسطة ومرحلة ثانية نسبي بدائرة اوسع.

الثالث: هو التصويت المحدود وهو خليط بين نسبي واكثري".

وأكد ان "التيار الوطني الحر لا يضع شروطا الا المعايير الواحدة، وكلنا اتفقنا على انه لا للتمديد ولا للستين"، مذكرا ب"موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعدم الوقوع بالفراغ، والاسراع بانجاز قانون انتخاب جديد"، لافتا إلى ان "قانون الانتخاب، والانتخابات هي التي تحقق الاستقرار السياسي الدائم في البلد".

وقال: "نحن اصبحنا في مرحلة قريبة من تحقيق انجاز وطني كبير، لحماية كل الطوائف والاحزاب ولانقاذ من هو مهمش، فالكل له الحق بالوجود والتيار الوطني لا يبيع"، مؤكدا أن "الغربال في الانتخابات، يفصل الحبة الكبيرة عن الحبة الصغيرة، وفي الانتخابات لا بد من التضحية بالحبة الصغيرة والعمل بالحبة الكبيرة"، معتبرا أنه "ما من مشكلة اذا صفى قانون الانتخاب الحياة السياسية، وترك الاحزاب السياسية والتيارات الكبيرة صياغة الحياة المشتركة الواحدة لنبتعد عن الزواريب، وان المستقبل يبنيه الكبار".

أضاف: "اذا كان يوجد لبناني ارتكب الجرائم، فلا بد ان يعاقب استنادا الى القانون"، مشيرا إلى أن "كل الذين نظروا بمواجهة اسرائيل من خلال التفاوض فشلوا، وكل من واجهها بالقوة ربح"، لافتا إلى أنه "لم يعد موجودا الا لبنان بين الدول العربية يتكلم عن القضية الفلسطينية، ورئيس الجمهورية اللبنانية المسيحي يقف امام كل السفراء الاجانب ويتحدث عن قضية فلسطين، انها القضية الام، وعن مفهوم العودة الى عروبتنا"، مكررا تأكيده ان "القوة هي التي تبني دولة ومجتمعا وجيشا، وأن المحبة بحد ذاتها، هي قوة ولا شيء يبني بالضعف".

وختم "ان الجسر الذي بنيناه مع حزب الله، مدينا بعده جسورا مع افرقاء اخرين، للقاء اللبنانيين مع بعضهم"، مشددا على "ضرورة ان تتمثل كل الاحزاب في لبنان ضمن قانون انتخابي جديد، ولا يوجد الا العدالة لبناء دولة".

وفي ختام الاحتفال، تسلم باسيل دروعا تكريمية.

 

نعيم قاسم: إطالة البحث في قانون انتخاب للمحافظة على بعض الزعامات أمر غير منطقي ونقترح العودة إلى النسبية على أساس 13 دائرة

الأحد 29 كانون الثاني 2017 /وطنية - شدد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، على أن أولوية الحزب هي قتال إسرائيل، وان إعداده هو لمواجهة إسرائيل "أما قتالنا مع التكفيريين فهو فرع لقتالنا مع إسرائيل، لأنهم يمثلون الأدوات الإسرائيلية". وقال في احتفال تأبين في الجية: "كل جهة أو دولة أو فئة تحاول أن تقاتلنا في الميدان وتفرض المشروع الإسرائيلي، سنواجهها كجزء لا يتجزأ من مواجهة إسرائيل"، مشيرا إلى أنه "أحيانا يضعون لنا القواعد، يقولون أنتم لبنانيون يفترض ألا تقاتلوا خارج لبنان"، سائلا "وهل ذهبنا لنبحث عن الصهاينة، أم هم الذين أتوا إلينا واحتلوا أرضنا؟ وعندما نطردهم من أرضنا وقد طردناهم، من يضمن ألا يعودوا مرة ثانية؟"، مستطردا "إذا، علينا أن نجتثهم حيث هم حتى لا يعودوا إلينا". أضاف "أما بالنسبة للتكفيرين، لو تركناهم وتركنا سوريا تسقط في أيديهم، لكانت كل البلدات السورية في شرق لبنان محاطة بالتكفيرين، الذين يطمحون أن يدخلوا القرى البقاعية والشمالية، ليمتدوا ويقيموا الإمارات المختلفة على أرضنا"، سائلا "هل ننتظر أن يصلوا إلينا؟ ذهبنا نقاتلهم دفاعا عن لبنان والمقاومة وعن أمتنا ومستقبل أطفالنا، ودفاعا في مواجهة الصهاينة، الذين أتوا إلينا بلباس آخر هو لباس التكفيريين، والحمد لله تحققت إنجازات عظيمة جدا حيث استطعنا من خلال هذه المواجهة أن نعطل مشروع التكفيرين في سوريا، وأن نشجع تعطيل مشروعهم في العراق، وأن نضرب أسس التكفير في لبنان، واستطعنا أن نشكل حالة مواجهة قوية وصلبة لا تخشى منهم ولا من سياراتهم المفخخة ولا من محاولة إيجاد الرعب لدى الآخرين، فمن كان مع الله لا يرتعد من هؤلاء ولكن يرعبوهم بدعم من الله تعالى".

وتابع "هذا هو الاتجاه الذي أثبت جدواه، ولولا قتال المقاومة ضد التكفيرين في سوريا، ولولا الدفاع عن الحدود الشرقية في مواجهة هؤلاء لكان لبنان الآن في حالة فوضى كاملة، وتفجيرات متنقلة تشمل جميع المناطق وجميع الطوائف من دون استثناء، ولكنا في حالة صعبة ومعقدة من المعاناة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية، لكن لأننا واجهناهم في سوريا حمينا لبنان وشعبنا وأمتنا، ولأننا قدمنا هذه التضحيات استطعنا أن نعطل مشروعهم من البوابة السورية، واليوم الحمد لله كثيرون ممن كانوا يعترضون على وجودنا في سوريا، أصبحوا يباركون هذا الوجود لأنهم لمسوا الخيرات، من هنا نحيي كل شهدائنا الأبرار لأنهم بتضحياتهم حموا لبنان والأمة والمقاومة ومستقبل الأجيال، وجعلونا قادرين على العمل من أجل الاستقامة والاستقرار على مستوى المستقبل".

وأردف "لولا مواجهة التكفيرين لرأينا التفجير في لبنان في بداية العام الميلادي، وما يحيط به كما حصل في بلدان أخرى مثل تركيا، ولكنهم مضيق عليهم في لبنان ولديهم عجز بسبب هذا التكامل الموجود بين المقاومة والجيش اللبناني والقوى الأمنية، لحماية هذه الساحة من الخلايا النائمة، ومن أولئك الذين يأتون من سوريا أو من أولئك الذين يخططون لإضرار لبنان"، مؤكدا أن "هذا إنجاز عظيم كان ببركة الجهاد، ولولا هذه المواجهة، لما كنا في حالة مستقرة نسبيا على المستوى الأمني". وقال: "صحيح أن الخطر التكفيري لم يتوقف في لبنان، ولا يزال موجودا، ويجب أن نتابعه ونراقبه دائما، لكنه أصبح في مستوياته الدنيا بسبب هذه المواجهة، التي أنتجت عملا كبيرا ومهما في إعتقال إنتحاري الكوستا في الحمرا قبل أن ينفذ عمله، وهذا إنجاز مهم جدا يسجل للبنان، بسبب هذا التلاحم والتعاون في ما بيننا"، مؤكدا أنه "يجب أن نظل في مواجهة التكفيريين وأن نضيق عليهم من كل جانب، وأن نعمل مستمرين كي لا يتسللوا أو يخرجوا من مخابئهم إلا إلى القتل أو السجن". أضاف "أما نحن، فسنستمر في سوريا ما دام هناك حاجة لاستمرارنا في سوريا، كثيرون يسألون: في أي بقعة جغرافية ستكونون؟ في أي منطقة ستبقون في سوريا؟ متى ستعودون إلى لبنان؟ بالله عليكم ما الذي يزعجكم في هذه التضحية والجهاد منا والثمن ندفعه نحن، هل تريدون تهيئة أرضية لإراحة هؤلاء التكفيرين؟ أم إرضاء الأميركيين؟ أم التسهيل على الإسرائيلين؟ اسألوا متى ستجتث هذه الجرثومة السرطانية من المنطقة؟ ومن هو المسؤول؟ أسألوا عن المواقف الأميركية الداعمة للتكفير؟ أسألوا عن أولئك الذين يبررون للتكفيرين ويدعمونهم بالكلمة والموقف؟ ولا تسألوا عن أولئك الذين ينظفون الساحة ويساعدون في تأمين المحيط حتى يعيش الناس في أمن وإستقرار". وتابع "بقاؤنا في سوريا بقاء سياسي مقاوم، لا يرتبط لا بجغرافيا ولا بأهداف مادية، إنما يرتبط بحماية لبنان والمقاومة وخط المقاومة، فما دامت الحاجة موجودة سنكون حيث يجب أن نكون، هذا هو الإتجاه الذي سنستمر عليه مهما ارتفع الصراخ ومهما كانت النتائج. والآن الحمدلله فنتائج المجاهدين عظيمة في مواجهة إسرائيل وفي مواجهة التكفيرين، والكل يشهد الآن أن الجهة الوحيدة التي تقاتل الاتجاه الإرهابي والتكفيري، هي خط المقاومة وجماعة المقاومة من منظمات ودول".

وأوضح "نحن دعونا مرارا وتكرارا إلى قانون انتخابات عادل، وقانون انتخابات عادل له دعامتان أساسيتان:

الأولى: سعة التمثيل بحيث يكون النواب يمثلون أوسع دائرة شعبية ممكنة.

الثانية: وحدة المعايير بين المناطق والطوائف، بحيث لا يكون هناك تفصيل على قياس فئات محددة، أي زعامات محددة تختبئ خلف الطائفة لتحافظ على زعامتها، ولا تطرح معالجة لتمثيل شعبي حقيقي".

ورأى أنه "إذا أردنا أن نختصر الطريق، في أكثر من سبعة عشر قانونا مجمعا بطريقة عشوائية، نحن نقترح أن نعود إلى قانون النسبية على أساس ثلاث عشرة دائرة، والذي أقر في حكومة نجيب مقاتي، حيث كانت الأغلبية الساحقة من القوى السياسية قد وافقت على هذا القانون، فلنضعه على طاولة البحث، لأنه يعتمد النسبية من ناحية، ويحقق سعة التمثيل الشعبي من ناحية أخرى، وكل واحد يأخذ حصته، ويمكن النقاش في بعض التفاصيل و الجزئيات"، مشيرا إلى أن "إطالة البحث في كيفية المحافظة على بعض الزعامات حتى تختصر وتلغي كل الآخرين فهذا الأمر غير منطقي"، معتبرا أن "إذا أردنا أن نخرج من هذا المأزق، علينا أن نناقش وأن نغلب النسبية في كل نقاشاتنا، لأنها الطريق الوحيد للتمثيل الصحيح، وبغير هذه الطريق لا يمكن أن نصل إلى تمثيل صحيح".

وقال: "بكل صراحة كل مشاريع الأكثرية هي إلغائية ل49% من المواطنين لأنه عندما تحصل لائحة على 51% فتلغى كل الأصوات تحت ال 51%، ما يعني أن ال49% لا يكونون ممثلين، أما في النسبية فالتمثيل يمكن أن يكون قائما، ونحن ندعو إلى وضع هذا المشروع قيد النقاش، لعله يمكن أن نتوافق عليه في ظل عدم التوافق حتى الآن على أي من المشاريع المطروحة".

وعلى الصعيد الإقليمي، رأى أن "ما يجري في البحرين إهانة لكل العالم والمنظمات الدولية، حيث يعدم الشباب ظلما وعدوانا، وتسحب الجنسية من المواطنين الموجودين في البلد وتعطى الجنسية لناس آخرين من خارج البلد، ويرفض الحكم المشاركة في الحياة السياسية مع المواطنين وفق قوانين عادلة، وإلى الآن منذ ست سنوات والشعب البحريني يتصرف سلميا ويتظاهر سلميا، ومع ذلك تستخدم السلطات كل أساليب القمع البشعة ضد حرية الرأي، أين العالم الحر؟ أين الدول الكبرى التي تدعي العمل على حقوق الإنسان؟ أين مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة؟ هؤلاء كاذبون ليسوا مع حقوق الإنسان، وإنما مع مصالحهم حتى لو أدى ذلك إلى قتل الإنسان وتدميره". أما في اليمن، فاعتبر أنه "لا يوجد أي عاقل على هذه الأرض يمكن أن يقبل بالمنطق السعودي الإجرامي، الذي يقتل الأطفال والنساء ويدمر مستشفيات ويقوم بأعمال شنيعة، والآن يوجد مجاعة في اليمن في مواجهة الأطفال وتعلم المنظمات الدولية ذلك، لكن من يوقف إجرام السعودية ضد اليمن؟ وما هو مبرر السعودية سوى أنها تعتبر أن اليمن من أمن السعودية؟ هل يعني ذلك أنكم تريدون احتلال اليمن؟ أتركوا اليمن لأهله وهم الذين يقررون، ولو أردتم أن تنصفوهم لاتفقوا معكم على كيفية التعامل، لكن أن تتسلطوا وتحتلوا اليمن، فالشعب اليمني لن يقبل ذلك، ولو طال الزمن لكن كل العار على جبين البشرية أنها تنظر إلى اليمن ولا تقف إلى جانبه".

 

تشييع عاصي في جبل محسن بمأتم رسمي وشعبي

الأحد 29 كانون الثاني 2017/وطنية - شيع أبناء جبل محسن وطرابلس والشمال رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي في مأتم رسمي وشعبي، شارك فيه وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب قاسم عبدالعزيز ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، طوني ماروني مثلا رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، العميد يوسف جابر ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، عبدالحميد صقر ممثلا رئيس حزب البعث النائب السابق عاصم قانصوه، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، العقيد احمد عدره ممثلا مدير مخابرات الجيش العميد كميل ضاهر، العقيد ربيع شحادة ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، الرائد محمد باسم طوط ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة، عضو المكتب السياسي ل"حزب الله" الشيخ محمد صالح ممثلا الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، مختار مظلوم ممثلا السيد علي فضل الله وعدد من الفاعليات السياسية والدينية والعسكرية والتربوية ورؤساء بلديات ومخاتير وهيئات من المجتمع المدني وحشد شعبي.أقيمت صلاة الجنازة عقب صلاة العصر في مسجد سيدة النساء العالمين فاطمة الزهراء في جبل محسن، وأم الجنازة الشيخ حسن حامد، ووري الثرى في جبانة الشهداء في جبل محسن، وتقبل أعضاء المجلس الاسلامي العلوي وأهالي الراحل التعازي.

 

الراعي في العشاء الخيري لكاريتاس: لدعمها والإقرار بجميلها

الأحد 29 كانون الثاني 2017 /وطنية - أقامت رابطة كاريتاس لبنان عشاءها الخيري السنوي الذي يعود ريعه للاطفال، في قاعة السفراء في كازينو لبنان، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بطريرك طائفة السريان الكاثوليك اغنياطوس الثالث يونان، المطران جورج اسادوريان ممثلا بطريرك طائفة الارمن الكاثوليك فرنسيس بادروس التاسع عشر، المطران ادوار ضاهر ممثلا بطريرك طائفة الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريس الثالث لحام، وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، السفير البابوي غابريال كاتشا، النائبين حكمت ديب وغسان مخيبر، رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام وممثلي قادة أجهزة أمنية ولفيف من المطارنة والرؤساء العامين والآباء والرهبان والكهنة وممثلي هيئات مجتمع مدني وفاعليات. بداية النشيد الوطني ونشيد كاريتاس، ثم كلمة للاعلامي يزبك وهبي فكلمة لرئيس رابطة كاريتاس الاب بول كرم قال فيها: "إن أروع ما أعطاه الله للانسان، هو إشراكه في عملية الخلق، إذ من خلال العائلة المكونة من أب وام وأولاد، يكبر ويتطور الإنسان، ينمو ويزدهر المجتمع. إن إنجاح تلك المسيرة يتطلب وفاء في تحمل المسؤولية. فلا أعذار ولا هروب إلى الأمام، بل مثابرة وإندفاع دون كلل، والسهر على التربية بدءا من الأسرة والمدرسة معا".

أضاف: "أمانة ووفاء لمعلمها الفادي، أخذت الكنيسة على عاتقها لعب هذا الدور من خلال مؤسساتها الإنسانية. فلا تهميش أو إقصاء أو تمييز، لأن الخدمة في المجتمع تتجلى في رؤية وجه الله في كل إنسان مجروح بكرامته أو بشخصه ككائن بشري، فنحن خلقنا على صورة الله ومثاله. قد تتفاجأ الأسرة أحيانا بأن الأولاد الذين تنتظرهم بشغف القلب وفارغ الصبر غير سليمين نفسيا أو عقليا أو جسديا، فتنقلب فرحة الولادة إلى حزن ويظهر الألم والشعور بالذنب، والجفاء. فأمام الحاجة الملحة للاهتمام بأطفالنا ذوي الإحتياجات الخاصة، على الصعد النفسية والعقلية والجسدية، وضعت رابطة كاريتاس لبنان نفسها بتصرف أولاد اليوم وبناة حضارة الغد، ليتابعوا علمهم واندماجهم مع أخصائيين، فيعودوا إلى الإنخراط في المجتمع متساوين في الحقوق والواجبات دون أي تمييز. لذا أنشأت كاريتاس لبنان منذ سنوات مراكز إنسانية في فغال (قضاء جبيل) وزحلة والقنيطرة (بيت شباب)، وتبدأ اليوم العمل منذ أشهر في الشواليق - لبعا (قضاء جزين)، وإن شاء الله قريبا في بحرصاف. هذه المراكز تعنى كلها بأولادنا الطيبين، نحبهم ونرعاهم ونسهر لتأمين حاجاتهم الملحة ولتربيتهم ومساندتهم، فيتغلبوا على ضعفهم النفسي والعقلي والجسدي، ويتخطوا صعوباتهم التعلمية، ويعودوا إلى بيتهم وأهلهم ومجتمعهم متعافين أصحاء فخورين وواثقين من أنفسهم".

وتابع: "في ظل الأزمات المتتالية على بلدنا الصغير بحجمه والكبير برسالته، لبيتم دعوتنا لهذا اللقاء العائلي على عشاء خيري يهدف إلى تحفيز الطاقات المحلية اللبنانية، لأننا جميعنا لدينا الإرادة الطيبة في ترسيخ ثقافة التضامن معنويا وماديا، ومعكم تتمكن كاريتاس جهاز الكنيسة الكاثوليكية للعمل الإجتماعي، من مواصلة تأمين حاجات أساسية وضرورية لأولادنا، الذين يفخرون بمساندتكم لهم. فالوضع الإقتصادي الذي يجعل العديد من عائلاتنا ترزح تحت خط الفقر، يتطلب منا تحويل النظر إلى هذا الداخل اللبناني، الذي ما زال قادرا على زرع البسمة والفرحة في قلوب الكثيرين الذين أصبحوا عاجزين عن تحقيق أبسط متطلبات العيش اليومي. والله الذي يرى في الخفية يكافىء ويعوض أضعاف أضعاف على ما ستعطيه الأيادي البيضاء من سخاء وكرم القلب أمثالكم".

وقال: "معكم يا أحباءنا وأصدقاءنا الأوفياء، ومع العهد الرئاسي الجديد والواعد، والممثل بيننا بدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة ومع حكومة إعادة الثقة الحاضرة معنا بوزراء أوفياء نحترمهم ونجل عنفوانهم، نأمل ونتطلع إلى بلوغ العدالة الإجتماعية، فتتمكن كاريتاس بالتعاون مع مختلف الوزارات من تحقيق أهداف أساسية لأولادنا وعيالنا ولا سيما المعنية منها، من تقديم يد العون ووضع لمسة الكنيسة الحنونة على المهمشين، عنيت تلك التي تهتم بالشأن الإجتماعي والصحة والعدل والمال والتربية، وغيرها من الوزارات ومؤسسات الدولة الكريمة، آملين أن تبقى كاريتاس المحبة عنوانا جليا لخدمة الإنسان كل الإنسان. فمعا ويدا بيد، ومع طاقاتنا المتعددة والمتنوعة، نبني وطن الرسالة لبنان ويترسخ مجتمعنا العريق بكل مقوماته في أرض وشعب أبي شامخ كأرزه الصلب".

أضاف: "شكر من القلب لكم يا صاحب الغبطة والنيافة بطريرك الشركة والمحبة، فدعمكم لعملنا مقدر ومثمن، وثقتكم مع آباء المجمع لشخصي الضعيف تزيدني عزما واندفاعا لخدمة الأضعف. شكر مفعم بالامتنان لأصحاب الغبطة في مجلس الرئاسة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. شكر للسادة الأساقفة وخصوصا المطران المشرف ميشال عون، وأصحاب السيادة والمعالي والرؤساء والرئيسات العامات والآباء الأجلاء والراهبات الفاضلات. شكر لرؤساء البلديات والمخاتير وسيدات المجتمع ورجال الأعمال وكل المتبرعين الأسخياء الحاضرين والغائبين الذين يؤمنون بدور ورسالة كاريتاس. شكر كبير للأقاليم في كاريتاس التي لبت نداءنا واجتهدت مع هيئات مكاتبها فجندت طاقاتها وعلاقاتها لإنجاح هذا اللقاءالجميل".

وختم كرم: "مئة ألف شكر في الختام أتوجه بها لفريق عمل كاريتاس الرائع، من أعضاء مكتب ومجلس ومستخدمين وأجراء ومتطوعين وأصدقاء بذلوا ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل إعلاء الشأن العام في سبيل خدمة المحتاجين والأكثر ضعفا. عساي ألا أنسى أحدا، وإذا تاه ذهني عن أحد، فالله يرى بمنظاره الخفي ويكافىء ويعوض. في الختام جل من لا يخطىء، إن حصل شيء من هذا القبيل، فاعذرونا وسامحوا هفواتنا وبراءتنا. بارككم الرب القدير وحفظكم مع عيالكم ومحبيكم ذخرا غنيا لكاريتاس وللبنان".

صفير

بدوره ألقى رئيس مجلس ادارة المدير العام لبنك بيروت سليم صفير كلمة قال فيها:

"يسعدني ان اكون معكم في هذه الامسية بصفتي الشخصية وبصفتي رئيس مجلس ادارة مدير عام بنك بيروت الذي يرعى بكل فخر هذا الاحتفال. كاريتاس بما تقوم به من اعمال انسانية واجتماعية من مساعدة الاشخاص والجماعات ومساندة النشاطات الخيرية والاجتماعية والانمائية، انما تصب في اطار المساعدات التي تساهم في حماية الانسان اولا وتحصين المجتمع من خلال تنمية المناطق ثانيا. كاريتاس من خلال عملها في حقول التعليم والتربية والصحة تحقق التضامن الاجتماعي وتساهم بالترقية البشرية والتنمية بالعمل التطوعي والجماعي وفقا لتعاليم الكنيسة ولروح كاريتاس العالمية".

أضاف: "في هذاالاطار، ان بنك بيروت ليس ببعيد عن هذا الايمان والتوجه وهو المبادر الاوحد على الاطلاق إلى فتح فروع مصرفية عديدة في مناطق متعددة تعتبر احيانا ريفية، كل هذا بسبب الايمان الراسخ لدينا بواجب انماء مناطقنا كافة واعطاء ابنائها الامكانيت لخلق فرص عمل ومقومات حياة لائقة لترسيخ شبابنا في ارضنا. فهنا تلتقي اهداف بنك بيروت باهداف كاريتاس الاجتماعية والانسانية، وقد شهدنا معا خلال سنين تعاونناالمشترك على اطلاق مبادرات عديدة منها القروض التي شهدت زواجا كبيرا بحيث بلغ عدد المستفيدين منها حوالي 3000. كما اننا اطلقنا منذ سنتين البطاقة الائتمانية المشتركة كاريتاس -بنك بيروت مع مردود لصالح كاريتاس وقد اصبح اليوم عدد حاملي هذه البطاقة يتجاوز الاربعة آلاف".

وختم: "بالانماء، بحماية الانسان، بخلق فرص عمل، نعم هكذا يحصن المجتمع وهكذا تبنى الاوطان. فكرة المسؤولية الاجتماعية ال CSR، بدأت مع كاريتاس والكنيسة التي ترتكز بعملها على العطاء والايثار. الكنيسة ألهمت الشركات والبنوك ان تحذو حذوها وتقوم طوعا بالمساعدة الاجتماعية، التي اصبحت بغنى عن التعريف يتسابق الجميع عليها".

وثائقي

وكان عرض فيلم وثائقي عن تاريخ تأسيس رابطة كاريتاس لبنان ونشاطاتها واتحاداتها وبرامجها المستقبلية لتطوير تأدية الخدمات الانسانية والاجتماعية التي تعنى بالمعوزين والمرضى والفقراءوبخاصة الاطفال.

الراعي

وفي الختام ألقى الراعي كلمة استهلها بقوله: "يشرفني ان ألقي الكلمة باسم مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان ونوجه كلمة تحية الى كاريتاس لبنان، الجهاز الذي اسسه المجلس ليكون جهاز الكنيسة الاجتماعية في كل الشؤون الطارئة او الحاجات الخاصة للاطفال والمسنين حتى تتمكن الكنيسة من ان تواصل خدمة المحبة الى جانب مؤسساتها التربوية والاجتماعية والاستشفائية حتى تكون كاريتاس لبنان على الارض تلملم ما لا تستطيع مؤسسات الكنيسة القيام به".

أضاف: "منذ خمسة واربعين سنة وكاريتاس لبنان تعيش هذه المحبة واليوم تجمعنا مائدة المحبة، نشارك جميعا بالمحبة، الكل من موقعه، ونحيي المؤتمن على محبة لبنان وكل اللبنانيين فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والمشاركين معنا في هذه الامسية".

وتابع: "جميعنا مدعوون إلى خدمة المحبة من اجل دعم رابطة كاريتاس، وبيننا الرئيس الأول للرابطة الذي رافقها منذ خسمة واربعين عاما المطران سمير مظلوم والمطران بولس مطر، وهما من الرعيل الاول والرؤساء الذين رسخوها على اسس متينة مع المسؤولين والمكاتب والاقاليم، وانتشرت كاريتاس وتوسعت على كل الاراضي، وتطال برامجها معظم حاجات المجتمع وهي بحاجة الى دعمنا الدائم المادي والمعنوي والروحي بنوع خاص لان كاريتاس بحاجة الى محبة وثقة الناس بها والاقرار بجميلها ومد يد العون للمساعدة".

وقال: "نشكر جميع الذين منذ خمسة واربعين سنة ضحوا واعطوا كاريتاس من كل قلبهم، منهم من اعطى فلس الارملة ومنهم من اعطى اكثر وبذلك خدموا المحبة. لا يمكننا ان نحصي الخير الكبير، واتوجه بتحية كبيرة لقداسة البابا فرنسيس المتمثل بيننا بالسفير البابوي غابريال كاتشا، ونحن بواسطتكم نعبر عن محبتنا الكبيرة لقداسته الذي يدافع عن الفقراء في كل مناسبة وفي عظاته، إذ من دون المحبة يستحيل العطاء والعيش بين الشعوب".

وختم الراعي مستشهدا بفصل من انجيل القديس متى: "في مساء الحياة سنحاسب على المحبة لان المحبة تنبع من قلب الله وهي من صميم انجيل يسوع المسيح الذي يترجم بكلمة واحدة هي المحبة، ولقاءنا الليلة لقاء المحبة ونخرج من هذه الامسية ومعنا هذه القضية مع الكنيسة، مع كاريتاس لبنان ونشكر الرب على ثقافة وحضارة المحبة المتجسدة".

 

الراعي: لا تسن القوانين على قياس أشخاص وفئات بل على قياس لبنان وشعبه

الأحد 29 كانون الثاني 2017/وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد وجناز الاربعين لراحة نفس المطران ادمون فرحات في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة: حنا علوان، بولس منجد الهاشم، سمير مظلوم ويوسف سويف، بمشاركة السفير البابوي المونسينيور غابريال كاتشيا ولفيف من المطارنة والكهنة والراهبات. حضر القداس الرئيس ميشال سليمان، الوزيران السابقان اليس شبطيني وابراهيم الضاهر، السفير جورج خوري، السفير شربل اسطفان، مستشار الرئيس الحريري الدكتور داوود الصايغ، القنصل ايلي نصار، محافظ الجنوب السابق نقولا ابو ضاهر، غابي جبرايل، عائلة المطران الراحل فرحات وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "لو عرفت عطية الله" !"(يو4:10) قال فيها: "بنتيجة هذا الحوار في المحبة، الذي أجراه الرب يسوع بصبر وتفهم وطول بال مع المرأة السامرية، تمكنت هذه المرأة الضائعة من "معرفة عطية الله" والإقرار بأن يسوع المتكلم معها "نبي" (يو4: 19)، "وأنه المسيح الآتي" (يو4: 26). وراحت تخبر عنه بإيمان واثق أهل السامرة، وتدعوهم للمجيء إلى رؤيته. فأتوا وآمن منهم كثيرون. وعرفوا بدورهم "عطية الله" وأعلنوا أنه "بالحقيقةمخلص العالم"(يو4: 42). وهكذا تحققت بكاملها كلمة الرب يسوع لها: "لو عرفت عطية الله، ومَن القائل لك: أعطيني لأشرب، لطلبت أنت منه، فأعطاك ماء حيا...فالماء الذي أعطيه أنا يصير في مَن يشرب منه نبع ماء يتفجر حياة أبدية" (يو4: 10 و14).

أضاف: "نجتمع اليوم مع سيادة السفير البابوي وإخواننا السادة المطارنة والآباء ومعكم جميعا لإحياء ذكرى الأربعين لوفاة المثلَث الرحمة المطران ادمون فرحات، السفير البابوي. فنقدم هذه الذبيحة المقدسة لراحة نفسه الطاهرة في مجد السماء. ويشارك معنا فيها من أهله شقيقه العميد الدكتور ريمون وعائلته وشقيقته جوزفين، وعائلات المرحومين شقيقيه الياس وحارس وشقيقتيه زهيه وماتيلدا. وقد حضر من روما أبن شقيقه الصيدلي يوسف وزوجته باميلا. كما يشارك أيضا أنسباء وأصدقاء من عين كفاع وبلاد جبيل وبيروت. نجدد لهم تعازينا الحارة، ملتمسين من الله أن يُشركه في المشاهدة السعيدة، "ويعطي الكنيسة رعاة مثل قلبه" (إرميا3: 15).

وتابع: "في ضوء إنجيل اليوم، عرف المطران ادمون فرحات "عطية الله"، مذ أعطاه الله نعمة الوجود، وميزه بالدعوة إلى شرف خدمته وخدمة الكنيسة في الكهنوت والأسقفية. فأداها كاملة بفضل عطية الإيمان والروح القدس ونعمة الأسرار المقدسة، حتى أصبحت عنده هذه العطية نبع ماء تفجر حياة أبدية قدسته، وقدست الذين بلغتهم خدمته الكهنوتية والأسقفية بكل أشكالها: بالعمل والكرازة والتقديس والإدارة والديبلوماسية والتعليم والكتابة".

وقال: "عطية الله" التي تكلم عنها الرب يسوع في حواره مع المرأة السامرية هي "الروح القدس" المشبه بالماء الحي الذي يصبح فينا نبعا داخليا يتفجر حياة أبدية". فالروح هو قوة الله المحيية بالإيمان. وسيعيد يسوع كلامه للسامرية بشكل رسمي وجهاري في الهيكل يوم العيد: "إن عطش أحدٌ، فليأت إلي ويشرب. ومن آمن بي، تفيض منه أنهار ماء حي". وأضاف يوحنا في الإنجيل: "وعنى الرب بكلامه الروح الذي سيناله المؤمنون" (يو7: 37-39). والروح هو التعليم المحيي الذي أتى به المسيح، الحكمة المتجسدة، فمن يقبله ويؤمن به يعمل الأعمال التي يعملها هو" (يو14: 12). "والماء الحي" يرمز إلى السعادة اللامتناهية التي سيتمتع بها المختارون الذين يقودهم الحمل إلى ينابيع ماء الحياة، كمانقرأ في رؤيا يوحنا" (رؤيا7: 17).

أضاف: "أما "مصدر الماء الحي فهو يسوع نفسه الذي عندما طعنه الجندي برمح وهو ميت فوق الصليب، "جرى من صدره دم وماء" (يو19: 34). لقد أخرج الفادي الإلهي من جهة قلبه المياه القادرة أن تُروي الشعب في مسيرته نحو أرض الميعاد الحقيقية، أرض الخلاص النهائي في السماء، على ما كتب بولس الرسول إلى أهل كورنتس: "كلُهم أكلوا طعاما روحيا واحدا، وكلهم كانوا يشربون شرابا روحيا واحدا من صخرة روحية هي المسيح" (1كور10: 3).

هذا العمق اللاهوتي كله شكل مضمون "حوار الحقيقة في المحبة" مع المرأة السامرية".

وتابع: "من المسيح الصخرة الروحية شرب المطران إدمون الماء الحي الذي أروى مسيرة حياته فارتوى من الإيمان والصلاة وأنوار الروح القدس، طيلة مسيرته الروحية والتثقيفية نحو الكهنوت في إكليريكية غزير البطريركية أولا، ثم في الجامعة الكاثوليكية بباريس، ففي الجامعة الحبرية الأوربانيانا بروما متخصصا، بعد الفلسفة واللاهوت، في الكتاب المقدس والحقالقانوني. وأتقن اللغات الكتابية القديمة: السريانية والعبرية واليونانية، ولغة الكنيسة الرسمية اللاتينية، ومن اللغات الحية الفرنسية والإيطالية والالمانية والانكليزية.

وجرى من عمق كيانه نبع ماء حي ظهر في مسلكه المستقيم، وتفانيه في الخدمة والعطاء، وفي القيم الإنسانية والاجتماعية والكنسية التي تحلى بها. كلُها ظهرت في عمله كمتطوع في دورات المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، ثم كعضوٍفي مجمع عقيدة الإيمان، ومن بعدها لمدة اثنتين وعشرين سنة في الأمانة العامة لسينودس الأساقفة في روما. وقد صدر له، وهو في أيامه الأخيرة في المستشفى، كتابٌ شيق عن مراحل هذه المؤسسة الكنسية، بعنوان: "مسيرتي مع سينودس الأساقفة: ذكريات واعتبارات"." IPapiquandopregano"

أضاف: "ازداد ارتواؤه من الماء الحي، عندما بمسحة الروح القدس، أصبح أسقفا سفيرا بابويا، في عهد القديس البابا يوحنا بولس الثاني، وقداسة البابا بندكتوس السادس عشر، متنقلا بين ثمانية بلدان من أفريقيا الشمالية وأوروبا وآسيا. فكان يمثل قداسة البابا والكرسي الرسولي لدى سلطاتها ولدى الكنائس المحلية. وبهذه الصفة بذل جهودا حثيثة من أجل تعزيز السلام والترقي والتعاون بين الشعوب؛ وشدد أواصر العلاقات مع الأساقفة المحليين؛ وساهم معهم في إنماء العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأخرى، وبينها وبين سائر الأديان؛ ودافع لدى رؤساء الدول عن رسالة الكنيسة والكرسي الرسولي (راجع مجلة الحق القانوني، ق36 و364). وبسبب قربه من حياة البابوات ووقوفه على حياة الصلاة عندهم، وضع كتابا باللغة الإيطالية: "البابوات، عندما يصلون".

وتابع: "في سبيل هذه الرسالة الشريفة وضع المطران ادمون كنوز علمه وخبرته وقلبه، معتمدا "حوار الحقيقة في المحبة" الذي تعلمه من الإنجيل ومن نهج الكنيسة، ووضع كتابا بهذا الموضوع عنوانه "الديبلوماسية الفاتيكانية"، وقد صححه وهو في المستشفى قبيل وفاته، ويوجد حاليا تحت الطبع. وسبقه كتاب بالعربية، عنوانه: "الفاتيكان في معانيه ومبانيه" في طبعتين متتاليتين. هذا فضلا عن كتاب وثائقي آخر باللغة الإيطالية عنوانه "أورشليم" "Gerusalemme" ويتضمن الوثائق البابوية المختصة بقضية الأراضي المقدسة، والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، والقدس كمدينة مفتوحة للأديان الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، خاضعة لنظام دولي.

ولم يترك مناسبة كنسية أو لبنانية أو مشرقية إلا وكتب مقالات بشأنها في جريدة "الأوسرفاتوري رومانو الفاتيكانية"، وسواها.في كل ذلك، كان يتفجر من قلبه وعقله "نبع الماء الحي".

وختم الراعي: "حوار الحقيقة في المحبة". هذا هو نهج الكنيسة، وينبغي أن يكون نهج المسيحيين بنوع خاص. ونرجو أن يكون النهج اللبناني الذي تعتمده المؤسسات الدستورية. ففي خدمة الخير العام، وحده "حوار الحقيقة في المحبة" يضع هذه المؤسسات في مسارها الطبيعي، بعيدا عن الاستغلال الشخصي أو الفئوي أو المذهبي، وعن فرض الرأي بالقوة أو بالمقاطعة أو بالتعطيل. فلو ساد مثل هذا الحوار منذ سنة 2005 لكان لنا قانون انتخابات نيابية جديد منذ سنوات. ولو يسود مثل هذا الحوار اليوم، ونحن أمام الاستحقاق الدستوري لإجراء الانتخابات، لتحمل النواب مسؤوليتهم الدستورية والوطنية، وجنبوا المجلس النيابي مغبة انذار فخامة رئيس الجمهورية باللاأين: "لا لقانون الستين ولا للتمديد". مرة أخرى نقول لهم: لا تسن القوانين على قياس أشخاص وفئات، بل على قياس لبنان وشعبه. فجنبوا البلاد أزمة جديدة، فيما الداخل يتآكله الفساد والفقر والحرمان، ويهتز فيه الأمن والاستقرار؛ وفيما الخارج المجاور في غليان الحرب والتهجير والقتل والدمار. وندعو المسؤولين المدنيين عندنا إلى "معرفة عطية الله" التي هي وطننا اللبناني المميز، الذي تحميه يد سيدة لبنان الخفية، والذي من حقه على كل واحد وواحدة منا أن يحافظ عليه، لكي يواصل الرسالة. وقد أوكلتها إليه العناية الإلهية لخدمة هذا المشرق وقضية العيش الواحد بين الأديان والثقافات والحضارات. من خلال هذا الالتزام نرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.

 

ابراهيم في حفل تكريمه في صور: تتسع رقعة الامل في ان يعود لبنان كما نريده في ظل عهد جديد واعد بعيدا من فساد المفسدين

الأحد 29 كانون الثاني 2017 /وطنية - كرم متروبوليت صور للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميخائيل ابرص المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، واقام على شرفه حفل عشاء في استراحة صور السياحية، في حضور النواب: ايوب حميد، علي خريس وعبد المجيد صالح، راعي ابرشية صور ومرجعيون للموارنة المطران شكرالله نبيل الحاج، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، ممثل المطران الياس كفوري الاب نقولا باسيل، ممثل مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال الشيخ عصام كساب، نائب حاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين، المدير العام للريجي ناصيف سقلاوي، قائمقام صور محمد جفال، رئيس اتحاد بلديات صور عبدالمحسن الحسيني، قائد سرية درك صور العقيد الركن عبدو خليل، المدير الاقليمي للأمن العام في صور الكابتن محمد عنيسي، ضباط من قوات الطوارئ الدولية، مسؤول حركة "امل" في اقليم جبل عامل علي اسماعيل على راس وفد من قيادة الاقليم، رئيس بلدية صور حسن دبوق وحشد من فاعليات مدينة صور وشخصيات دينية، اجتماعية، رؤساء مجالس بلدية واختيارية. بعد النشيد اللبناني قدم للحفل المونسينيور بشارة كتورة، فألقى ابرص كلمة ترحيبية جاء فيها: "أردنا من هذا التكريم ان نعبر باسمنا وباسم ابناء الجنوب عن محبتنا وتقديرنا لسيادة اللواء عباس إبراهيم".

واضاف: "قد نجد في قلب الوطن رجال دولة يخدمون ويضحون في سبيله وهذا امر بديهي متوفر. اما الامر النادر فهو ان نجد في قلب رجل لواء كل الوطن لذا ها نحن نسمع هذا القلب ينبض بالدولة العادلة القوية الآمنة مضيفا: ان تتوزع المهمات الصعبة والخطيرة على القادة الامنيين كل بحسب موقعه وقدراته ورتبته فيحققوا الاهداف فهذا ايضا امر بديهي. اما ان تنحصر برجل دولة منفردا مهمات عسكرية وامنية ودبلوماسية مختلفة ومعقدة شائكة ومصيرية ويبرع فيها وينجزها بكل امانة فهذا امر اكثر من نادر". وتابع: "ان تلتقي بانسان تختلف الآراء بشأنه منها ايجابية واخرى سلبية فهذا امر بديهي متحقق، اما الامر النادر غير المتحقق هو ان تلتقي بلواء نال بالاجماع رضى جميع اللبنانيين مسيحيين ومسلمين ودروز ومواطنين واحزاب لا بل حصل على التقدير حتى من قبل الفلسطينيين والدول العربية والاجنبية الذين اقروا بجهوده وانجازاته وتضحياته". واضاف: "ان تلتقي برجال يليق بهم التكريم والمديح فهذا امر بديهي متوفر اما ان تعثر على كلمات تليق وترتقي الى مستوى تكريم رجل الدولة والامن المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم فهذا امر نادر غير متحقق. لواؤنا انتم املنا وامل المغتربين الذين يتوقون الى العودة إلى لبنان الآمن، انتم فخر لبنان واللبنانيين. منحكم الله الصحة والعافية والسلامة لمتابعة مسيرتكم السلمية وافاض تعالى عليكم من نعمه الوافرة".

ابراهيم

ثم القى اللواء ابراهيم كلمة جاء فيها: "ارض صور ارض التاريخ فيها تعاقبت العصور والحضارات. منها انطلق قدموس حاملا الابجدية. على شواطئها تفتحت صدفة الموريكس ارجوانا. عند اسوارها وقف الاسكندر عاجزا وما افتتحها الا بعدما سطر ابناؤها ملاحم البطولة والفداء. واول نسائم التحرر كانت مع الامير علاقة الذي اشتهر بالنقود التي صك وذيلها بالعبارة المأثورة: عز بعد فاقة الأمير علاقة. صور المدرج الروماني بكل ما حفل من مظاهر الفروسية وفنون القتال، صور التي زارها السيد المسيح وحط رحاله فيها. صور الكنائس القديمة الشاهدة على الحقبة البيزنطية. صور الحضارة الاسلامية بتنوعها الروحي والثقافي المتمثلة بالجوامع والحوزات العلمية والحسينيات. فيها كان اصحاب العمائم يثرون دينهم الحنيف بالاجتهادات الفقهية، التي تعلم ان جهاد النفس هو الجهاد الحقيقي الذي يقوم على التقوى والمجادلة بالتي هي احسن. الجهاد الذي لا يلغي الاخر ولا يعدم الحياة ولا يكفر الانسان".

وتابع: "صور المدينة التي تحتوي الفن الانساني التنوعي. صور قاعدة جبل عامل المنفتحة على الامداح الزرقاء التي صدرت الاشرعة البيض تلفحها نسائم السلام والتآخي ونشر الثقافة والتقارب. صور التي يلوذ مرفؤها بحماية العذراء سيدة البحار.

صور الامام المغيب السيد موسى الصدر كانت المنطلق التي منها عمت ثورة المحرومين التي دعت الى العدل والمساواة والإنصاف بين المناطق والمواطنين بعيدا من الطائفية والمذهبية، كان امام الحوار والانفتاح والتفاعل واحد الكبار الذين عرفوا عظمة لبنان في الشرق وفي العالم. هذه صور، لم تتمكن نار الحرب من طمس هويتها الكونية ولا احراق تاريخها. حافظت على اصالتها ووداعتها. صور التي هزمت العدو الاسرائيلي وطرحته خارجا هي التي اغتسلت بدم الشهداء كما اغتسلت صخورها بالماء المتكسر الذي دفعته امواج اليم المتلاطمة من دون ان تفل صلابتها او تستكين لريح مهما اشتد عتوها".

واضاف: "احل في هذه الارض المباركة بين اهلي وأحبائي اتفرس في هذه الوجوه الطيبة فاجدها صنوا للبنان الذي نحب لبنان الكرامة الذي لا ينهزم شعبه امام خطر. وكم هي مضاعفة سعادتي وانا البي دعوة صاحب السيادة يحوطه الاحبار الانقياء والعلماء الاتقياء وشخصيات محترمة وجمهور كريم. تكرمونني اليوم وانتم الاولى بالتكريم. فلولاكم ما قامت قيامة لوطن ولولاكم ما كان لبنان. لبنان الرسالة انتم تجسدونها قبل قرون من تطويب قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بلد رسالة الانسان والعيش الواحد ومعرفة الاخر مستذكرا قول الامام علي عليه السلام ان الانسان عدو ما يجهل. ونحن لا نجهل بعضنا بعضا بل نزداد معرفة واحدنا بالاخر مع توالي الازمنة والعصور. اليوم يغمرني الفرح الكبير والامل بان لبنان افق باق على رغم ضيق افقه لان امتداد دوره وحضوره لا يحده حد. رحم الله سعيد عقل الذي قال: افق لبنان ضيق، وامانيه رحاب على مدى شرود الضمير. تتسع رقعة الامل في ان يعود لبنان كما نريده في ظل عهد جديد واعد يستعيد ما كان لهذا الوطن من مكانة في دولة تسودها العدالة والمساواة حدودها الحرية المسؤولة التي تصونها المؤسسات تعمل لخدمة الانسان كل الانسان بعيدا من فساد المفسدين الذين يشوهون حقيقة لبنان ويسيئون لابنائه المخلصين الذين ابدعوا ونجحوا في مبادئ عملهم".

وقال: "آن الاوان لنبني دولة الحق التي يجب ان يستظلها الانسان في لبنان ليعيش حياة كريمة بعيدة من ذل السؤال والوساطة والمحسوبيات والانتظار على الابواب ليحصل على حقوق بديهية يجب الا تكون منة من احد.ان مثل هذه الدولة لا تقوم من جانب واحد انما بتعاون ابنائها وتفاعل المسؤولين معهم لان مسؤوليتهم هي ان يرعوا شعبهم بالعدل والحكمة والمساواة. من دون ذلك لا قيامة لوطن قال عنه يوما شارل قرم: لم اجد وطنا بهذا الحجم، ولا قدرا بهذا الاتساع. فلنعمل معا لهذا اللبنان المتسع بدولته الرشيدة التي آن اوان نهوضها وانطلاقها الى الامام نحو الافاق الرحاب التي تستحقها. اشكر جميع الحاضرين بيننا وكل من أسهم في هذا التكريم وسعى اليه لا سيما سيادة المطران ميخائيل ابرص راعي ابرشية صور للروم الكاثوليك رجل الله والمبادرات الخيرة المركوزة في ايمانه المطلق بالتآخي بين الاديان واتباعها وحب لبنان الواحد الغني بتعدده وتنوعه وقيمه".

وختاما، تسلم اللواء ابراهيم درعا تقديرية من المطران ابرص كما سلمه بدوره درعا مماثلا.