المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 تشرين الثاني/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.november07.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أظْهَرْتُ ٱسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي مِنَ العَالَم. كَانُوا لَكَ، فَوَهَبْتَهُم لي، وقَدْ حَفِظُوا كَلِمَتَكَ

هذَا هُوَ العَهْدُ الَّذي سَأُعَاهِدُهُم بِهِ، بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّام، يَقُولُ الرَّبّ: أَنِّي أَجْعَلُ شَرائِعِي في قُلُوبِهِم، وأَكْتُبُهَا على أَذْهَانِهِم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

أخطار ثقافة وممارسات الرئيس ميشال عون الشعبوية/الياس بجاني

في زمن رئاسة عون لم يعد من فروقات وطنية بين اميل رحمة وجعجع والحريري..كلون ويعني كلون باعونا وباعوا ثورة الأرز وأهدافها والشهداء/الياس بجاني

النائب اميل رحمة:  ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة هي التي جعلت من لبنان يصل الى هذه الاستحقاقات

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الحريري بحث وجعجع المستجدات ومساعي تأليف الحكومة

طلال المرعبي: لحكومة متجانسة تضم أكفاء وتراعي حاجات المناطق

باسيل: امامنا مسؤولية كبيرة والشعب يساعد في تحقيق الهدف

 رعد: ننسق مع أمل في الاستحقاق الحكومي ونتوزع الأدوار

 كرم: مطلب الحقيبة السيادية لتحمل المسؤوليات لا لرفع السقف ولا اشكالات مع المستقبل

جان عزيز مستشاراً إعلامياً لرئيس الجمهورية

ليسقط رجال الدين .. ليسقط أصحاب العمامات/نسرين مرعب /جنوبية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

السنة 28% والشيعة 29% والمسيحيون 37%: المناصفة إلى متى/هدى حبيش/المدن

 قتلى بسبب خلاف بين أطفال

عقدة عون/حسان الزين /المدن

ممر جديد لأسلحة حزب الله/سامي خليفة /المدن

بري يرسم خريطة طريق العهد/منير الربيع/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قائد إيراني: الأسد جندي تابع لخامنئي

قوات “سورية الديمقراطية” تطلق عملية “غضب الفرات” لتحرير الرقة واتفقت مع واشنطن على استبعاد أي دور تركي وسط تحذيرات من أن المعركة ستكون طويلة

الأسد: الغرب يزداد ضعفاً وسنسحق المعارضة بحلب

“داعش” يستخدم غازي الكلور والخردل ويقاوم بشراسة في الموصل و25 قتيلا بينهم زوار إيرانيون في هجمات للتنظيم

ميدفيديف: آلاف المواطنين من روسيا وجمهوريات سوفياتية سابقة يقاتلون في صفوف المعارضة السورية وحذر من تنفيذهم هجمات عند عودتهم

مقتل ستة أطفال في قصف نظام الأسد حضانة بحرستا

المتمردون يهددون السعودية

واشنطن: سلوك طهران غير إيجابي والمخابرات الإيرانية شددت قبضتها في الأحواز

قيادي مقرب من الحكيم: الحرس الثوري الإيراني يدفع لحرب بين بغداد وأنقرة لخدمة الأسد والحوثيين وواشنطن طلبت من العبادي عدم دخول "الحشد" تلعفر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون ينتقم من إتفاق «الطائف»... بتنــفيذه/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

خطاب «ما بعد القسم»: طاقة متحرّكة للإسراع بالإنطلاق/وسام سعادة/المستقبل

تأليف الحكومة والانتخابات النيابية في الربيع طلائع المرحلة الاختبارية للعهد/روزانا بومنصف/النهار

هل يكون العهد عهد العبور إلى الدولة القوية فيساعد "حزب الله" على جعله سالكاً وآمناً/اميل خوري/النهار

سيدان من فيرونا: نبيه برّي والسيّد حسن/وسام سعادة/القدس العربي

نصرالله يضع التأليف في يد بري لا عقد ظاهرة وخيار التكنوقراط وارد/سابين عويس/النهار

"حزب الله"... قوة التعطيل/نايلة تويني/النهار

حكومة الحريري... و«النّهم» على الحقائب/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

لو تغيّر عون وابتعد الحوثي عن إيران/جمال خاشقجي/الحياة

حمى الله لبنان والعهد من هؤلاء/المحامي انطوان ع. نصرالله/جريدة الجمهورية

شعب لبنان العظيم بعد 28 عاماً... «هنا كنّا وإلى هنا عُدنا»/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

“لن تشكل الحكومة من دون موافقة “القوات””/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

العهد الجديد: الفرص والمخاطر/شربل نحاس/السفير

المتاجرة بفلسطين لتغطية المأساة السورية/خيرالله خيرالله/العرب

الشرق الأوسط في فوضاه مع كلينتون أو ترامب/جورج سمعان/الحياة

أميركا البعيدة/غسان شربل/الحياة

الحرب السورية بين كلينتون وترامب/رندة تقي الدين/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 نعيم قاسم: الاستقرار في لبنان مدين لحزب الله وندعو إلى تشكيل حكومة وإقرار قانون انتخابي مبني على النسبية

يونان التقى رئيس البرازيل: لإرساء التضامن الفعلي مع قضايا الشرق والحضور المسيحي فيه

بو صعب: أتمنى ان يكون العهد الجديد عهد تفاهم بين الرؤساء الثلاثة لأن البلد لا يحتمل الخلافات

حسن فضل الله: لعدم وضع العراقيل في وجه تأليف حكومة وحدة وطنية

الحاج حسن من الشواغير: لحكومة تحافظ على قوة لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في مواجهة العدو

قاووق: وجود عون على رأس البلاد ضمانة كبيرة للوطن

 يزبك: عندما تتحرر حلب ستتغير خريطة العالم السياسية من جديد

فياض: ركيزة معالجة الملفات العالقة الاقلاع عن الكيديات السياسية حميد: لا للعودة إلى الماضي البغيض وإلى الواقع الطائفي والمذهبي

الراعي: نصلي ليتمكن الرئيس المكلف من تأليف الحكومة سريعا فحال البلاد لا تتحمل اي تأجيل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أظْهَرْتُ ٱسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي مِنَ العَالَم. كَانُوا لَكَ، فَوَهَبْتَهُم لي، وقَدْ حَفِظُوا كَلِمَتَكَ

إنجيل القدّيس يوحنّا17/من01حتى08/:"رَفَعَ يَسوعُ عَيْنَيْهِ إِلى السَّمَاءِ وقَال: «يَا أَبَتِ، قَدْ حَانَتِ السَّاعَة! مَجِّدِ ٱبْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ الٱبْن، ويَهَبَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ وَهَبْتَهُم لَهُ، لأَنَّكَ أَوْلَيْتَهُ سُلْطَانًا على كُلِّ بَشَر. والحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ هِيَ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الوَاحِدَ الحَقّ، ويَعْرِفُوا الَّذي أَرْسَلْتَهُ، يَسُوعَ المَسِيح. أَنَا مَجَّدْتُكَ في الأَرْض، إِذْ أَتْمَمْتُ العَمَلَ الَّذي وَكَلْتَ إِليَّ أَنْ أَعْمَلَهُ. فَٱلآن، يَا أَبَتِ، مَجِّدْنِي لَدَيْكَ بِٱلمَجْدِ الَّذي كَانَ لي عِنْدَكَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ العَالَم. أَظْهَرْتُ ٱسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي مِنَ العَالَم. كَانُوا لَكَ، فَوَهَبْتَهُم لي، وقَدْ حَفِظُوا كَلِمَتَكَ. والآنَ عَرَفُوا أَنَّ كُلَّ مَا وَهَبْتَهُ لي هُوَ مِنْكَ، لأَنَّ الكَلامَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي قَدْ وَهَبْتُهُ لَهُم، وهُمْ قَبِلُوه، وعَرَفُوا حَقًّا أَنِّي مِنْ لَدُنْكَ خَرَجْتُ، وآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي."

 

هذَا هُوَ العَهْدُ الَّذي سَأُعَاهِدُهُم بِهِ، بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّام، يَقُولُ الرَّبّ: أَنِّي أَجْعَلُ شَرائِعِي في قُلُوبِهِم، وأَكْتُبُهَا على أَذْهَانِهِم

الرسالة إلى العبرانيّين10/من11حتى18/:"يا إِخوَتي، كُلُّ كَاهِنٍ يَقِفُ كُلَّ يَومٍ خَادِمًا، ومُقَرِّبًا مِرَارًا الذَّبَائِحَ نَفْسَهَا، وهِيَ لا تَقْدِرُ البَتَّةَ أَنْ تُزِيلَ الخَطَايَا. أَمَّا المَسِيح، فَبَعْدَ أَنْ قَرَّبَ ذَبِيحةً واحِدَةً عنِ الخَطَايَا، جَلَسَ عَن يَمِينِ اللهِ إِلى الأَبَد، وهُوَ الآنَ يَنْتَظِرُ أَنْ «يُجْعَلَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْه». فإِنَّهُ بِتَقْدِمَةٍ وَاحِدَةٍ جَعَلَ المُقَدَّسِينَ كَامِلِينَ إِلى الأَبَد. والرُّوحُ القُدُسُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ لَنَا. فَبَعْدَ أَنْ قَال: «هذَا هُوَ العَهْدُ الَّذي سَأُعَاهِدُهُم بِهِ، بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّام، يَقُولُ الرَّبّ: أَنِّي أَجْعَلُ شَرائِعِي في قُلُوبِهِم، وأَكْتُبُهَا على أَذْهَانِهِم»، أَضَافَ قائِلاً: «وَلَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُم وآثامَهُم مِنْ بَعْد». فحَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةُ الآثَامِ والخَطَايَا، لا تَبْقَى تَقْدِمَةٌ عنِ الخَطِيئَة!".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

أخطار ثقافة وممارسات الرئيس ميشال عون الشعبوية

الياس بجاني/06 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/06/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ab%d9%82%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d9%88%d9%85%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d9%8a%d8%b4/

ربنا ينجي ويحمي ويصون لبنان وشعبه من هرطقات وشرود وأخطار الثقافة الشعبوية والتضليلية الواهمة والمهلوسة للرئيس الجديد للجمهورية العماد ميشال عون.

ربنا ينجي ويحمي ويصون لبنان وشعبه من الثقافة الشعبوية للرئيس ميشال عون الذي عينه لنا ملالي إيران بالقوة والإرهاب والابتزاز.. بعد أن استسلم قادة وأحزاب ونواب جلهم من 14 آذار.

محزن جداً أن شرائح كبيرة من شعبنا "الغفور" ذاكرتها انتقائية وهي عاطفية وتحن للماضي.

محزن جداً أن شرائح كبيرة من شعبنا "الغفور" تعيش حلم يقظة ومنسلخة بالكامل عن تعاسة الحاضر ومتعامية لا شعورياً عن الفروقات الكبيرة والشاسعة بين ما كان الحال عليه في العام 1990 وبين ما هو معاش  اليوم في العام 2016.

ترى هل من عمل عجائبي لتذكير أهلنا هؤلاء أن لبنان عام 2016 هو بلداً محتلاً من ملالي إيران وجيشهم المحلي، حزب الله، الإرهابي والمذهبي والغزواتي؟

ترى هل من عمل عجائبي لتذكير أهلنا هؤلاء أن حزب الله اللاهي يمسك برقاب وأعناق كل المسؤولين في لبناننا المحتل ويتحكم بكل مؤسساته؟

ترى هل من عمل عجائبي لتذكير أهلنا هؤلاء أن من يحكم اليوم وطننا المحتل فعلاً وعملياً هو مرشد جمهورينا، السيد حسن نصرالله من مقره في دويلة الضاحية... وليس رئيس الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء؟

ترى هل من عمل عجائبي لتذكير أهلنا هؤلاء أن رئيس الجمهورية الجديد هو في الشأنين الوطني والدستوري، كما في الممارسات والتحالفات  والمصداقية ليس هو نفسه عام 1990، وذلك بعد أن انقلب على ذاته وشعاراته وخطابه وكل وعوده وعهوده 100%؟

ترى هل من عمل عجائبي لتذكير أهلنا هؤلاء أن من أعاد الرئيس عون إلى القصر الجمهوري هي القوى الإحتلالية نفسها التي أخرجه منه بعد أن التحق بها وأمسى حليفاً لها؟

ترى هل من عمل عجائبي لتذكير أهلنا هؤلاء أن كل النواب والأحزاب ال 14 آذاريين الذين انتخبوا الرئيس عون قد رضخوا لمشيئة وإملاءات وابتزاز مرشد لبنان، السيد نصرالله ؟

ترى هل من عمل عجائبي لتذكير أهلنا هؤلاء أن ال 14 آذاريين انتخبوا الرئيس عون بتناقض كامل مع وعودهم وعهودهم وخانوا أمانة الناس لهم ؟

ترى هل من عمل عجائبي لتذكير أهلنا هؤلاء أن ال 14 آذاريين الذين انتخبوا الرئيس عون قد دفنوا ثورة الأرز و14 آذار ووضعوا على الرف كل القرارات الدولية وتحديداً ال 1559 و1701 .؟

ترى هل من عمل عجائبي لتذكير أهلنا هؤلاء أن ال 14 آذاريين الذين انتخبوا الرئيس عون استسلموا لواقع الاحتلال الإيراني ولسلاح ودويلة وحروب ومشروع حزب الله الإرهابي؟

يبقى أنه من حق الناس أن يفرحوا ويهللوا ويحتفلون عندما تكون الأسباب والموجبات واقعاً معاشاً وملموساً وليست مجرد أواهم وأحلام يقظة.

للأسف الاحتفالات التي شاهدناها اليوم في محيط القصر الجمهوري فرحاً واعتباطاً برئاسة عون تشبه إلى حد كبير أحلام اليقظة وهي بمعايير المنطق والعقل والواقع المعاش على الأرض هي مجرد حنين للماضي الذي هو نقيض كلي للحاضر.

أما في إيجابيات احتفالات اليوم فهي نفسية شعبنا الطيب الإيجابية الذي يعيش دائماً على الآمل حتى وأن كان سراباً.

من القلب نتمنى أن تتحقق آمال شعبنا وأن لا يكون ما عاشه اليوم من فرح هو مجرد سراب.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

في زمن رئاسة عون لم يعد من فروقات وطنية بين اميل رحمة وجعجع والحريري..كلون ويعني كلون باعونا وباعوا ثورة الأرز وأهدافها والشهداء

الياس بجاني/05 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/05/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%81%d9%8a-%d8%b2%d9%85%d9%86-%d8%b1%d8%a6%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%84%d9%85-%d9%8a%d8%b9%d8%af-%d9%85%d9%86-%d9%85/

مهضوم النائب الممانع  والمقاوم والمحرر بامتياز اميل رحمة..

الرجل بفخر قال للصحافين اليوم أنه طالب الحريري أن توضع هرطقة “جيش.شعب.مقاومة” في صدر البيان الوزاري..

ولأنه طوباوي ومقاوم لم يطالب بوزارة لشخصه…منتهى التواضع والتضحية!!

اميل رحمة الإنبطاح والنرسيسية والفجور واستغباء عقول وذكاء الموطنين، وتسخيف التاريخ. هو نموذجاً فاقعاً ونتناً لثقافة وحربائية وتخدر ضمائر انفار لطاقم السياسي العفن..

قد يكون هناك فارق واحد بينه وبين أقرانه من السياسيين وهو أنه واضح وعلني في ما هو فيه تبعية ولا يكذب لا على نفسه ولا على غيره.

وفي الزمن المصلحي والمّحل المستجد في عهد الرئيس عون الميمون فقد انضم للكابتن اميل رحمة وتحت حجة الواقعية والرؤيوية الثاقبة كثر واستسلموا متلحفين بكذبة وخداع شعار “رئيس حمهورية صنع في لبنان 100%” .

يبقى أن كل ال 14 آذاريين من أحزاب ونواب وفي مقدمهم ابطال مقولة س  س الدكتور جعجع والرئيس الحريري قد بدلوا جلودهم وتغربوا عن لبنان السيادي والإستقلالي..

هؤلاء صاموا وفطروا على استسلام وتخاذل وتضليل وفجع للحقائب الوزارية..

في الخلاصة وبعد الإستسلام والغرق في ابليسيات التضليل نسأل ومعنا كثر من أهلنا الأحرار من غير الزلم والهوبرجية والتبعيين..

نسأل هل بقي في الشأن الوطني فروقات تذكر بين رحمة وجعجع والحريري وباقي ال14 آذاريين الواقعين طوعاً وبفرح كبير في كل تجارب عمنا لاسفورس رئيس الشياطين؟؟

الجواب بثقافة غير القطان من عشاق التبن والكرسني..لا ابداً لا فروقات بالتأكيد الأكيد وال شي مليون مرة أكيد..

إنه فعلاً عهد الأبواب الواسعة..وع الآخر.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

النائب اميل رحمة:  ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة هي التي جعلت من لبنان يصل الى هذه الاستحقاقات

وكالة الأنباء الوطنية/05 تشرين الثاني/قال النائب اميل رحمة وبعد لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري: “لم أطالب إلا بحكومة توافق وطني تضم الجميع وقلت لدولة الرئيس ان اي حليف من الحلفاء المعروف اني انا قريب منهم، يأخذ حقه، يكون وصل لي حقي وهذا في موضوع توزيع الحقائب، وانا لم أطلب لنفسي إنما انا موجود بتكوين طويل عريض رباعي خماسي، التكوين المعروف، هذا التكوين أتمنى ان يكونوا جميعهم مرتاحين، “كلهم يعني كلهم”، اما في الموضوع السياسي فانا تحدثت معه كنائب لدائرة بعلبك الهرمل، وقلت له بعيدا عن السياسة وبعيدا عن الاختلاف السياسي بين الأفرقاء اللبنانيين، قلت له قناعتي اللازمة والراسخة والتي لا أتراجع عنها ولا يوم نتيجة العرفان بالجميل ونتيجة ما حصل على الارض، ان ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة هي التي جعلت من لبنان يصل الى هذه الاستحقاقات التي تصوت لرئيس الجمهورية ويتم تكليف رئيس الحكومة ويتم بالتالي تأليف هذه الحكومة، وأتمنى ان يتضمن البيان الوزاري هذا المعطى بشكل ظاهر وخاص لانه لا يتعلق بالسياسة بل يتعلق بأزمة الوجود اللبنانية ويتعلق بالتصدي والتصدي للارهاب أينما كان”.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بالأسماء: 24 مقاتلاً من حزب الله سقطوا في حلب

جنوبية/06 تشرين الثاني/16/أفادت معلومات صحفية أنّ عدد الذين سقطوا من تنظيم حزب الله منذ بدأت معارك حلب في 28 تشرين الأول قد بلغ 24 عنصراً. وهم القيادي ا الحاج كنان، المسؤول العسكري خليل مرتضى، لاعب كرة القدم لنادي العهد قاسم شمخة. يضاف إليهم: علي رضا كامل، حسين الجواد، فراس قطيش، حسين الموسوي، شادي الزين، سامر عواضة، حسين الطويل، حسين عدنان، حبيب أحمد فقيه، حسن سعيد فقيه، علي حسين ترحيني، محمد مصطفى مظلوم، سعيد سلمان، عباس مصطفى ياسين، حسين شقير، محمد هزيمة، يوسف نصرالله، حسن حوماني، حسين عبد الله، علي الطويل، وعلي دياب عبد الله.

 

التسوية: لحزب الله الحرية الأمنية وللحريري الحرية الاقتصادية

علي الأمين/جنوبية/ 6 نوفمبر، 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/06/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84/

التسوية التي قال الجميع انه خرج كاسبا منها، ما هي حدودها وما هي فرص صمودها امام الاختبار، الرئيس عون كيف اعاد تموضعه وحزب الله كيف حفظ ما يعتبره حقا له والحريري يرمم شعبيته لكنه امام اختبار ما ينتظره الناس منه معالجات اقتصادية. فرضت التسوية التي جاءت بالعماد ميشال عون رئيسا للبلاد، وبسعد الحريري رئيسا للحكومة، الدخول في مرحلة سياسية جديدة ستبرز معالمها اكثر فاكثر خلال المرحلة المقبلة، لاسيما على صعيد التحالفات السياسية داخل الحكومة وفي خارجها ايضاً. ودائما على قاعدة تراجع الزخم الاقليمي واصطفافاته داخل الحكومة وتقدم الحسابات الشخصية والمحلية في بناء التحالفات ولاسيما في الانتخابات النيابية المقبلة. بالتأكيد اللبنانيون واقفون على ارض طائفية صلبة واقصى ما يطمح له معدو قانون الانتخاب، هو السماح للأقلية داخل اي طائفة بالتمثيل النيابي. وما الاصرار على النظام النسبي من قبل بعض اطراف السلطة، الا تأكيد لهذا المنحى، لا من اجل قانون انتخابي يساعد على خلق قوى عابرة للطوائف وللمناطق اللبنانية. لذا تبقى الثلاثية الذهبية والصلبة في هذا النظام حتى الآن، وكما اظهرت التسوية الرئاسية، هي ثلاثية المسيحيين والشيعة والسنّة.

فرض وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية مفهوم الرئيس المسيحي الذي يحظى بشعبية مسيحية واسعة، وفرض التسوية التي حرصت مختلف القوى السياسية على التأكيد انها خرجت منها رابحة. وفرض على رئيس الجمهورية، ومن خلال ما قدمه في خطاب القسم، اعادة التموضع. ذلك ان العماد ميشال عون، الذي تلقف ضوءاً اخضر حمله سعد الحريري من السعودية، تبنى مفهوم تحييد لبنان عن الازمة الاقليمية، وهو كان بذلك ايضا يلبي مصلحة الشارع المسيحي لاعادة التموضع، بما يخفف من التورط الزائد في حسابات المحور السوري الايراني الاقليمية، الذي كان يكلف هذا الشارع ابتعادا غير مسبوق عن العمق العربي، وبات يهدد نظام مصالحه.

خطاب القسم تناول المقاومة بالحدّ الأدنى الذي لا يثير حفيظة احد من القوى السياسية، سواء المؤيد لهذه المقاومة او المعترض عليها. واكد على تطبيق اتفاق الطائف، وعلى مرجعية الدستور في الدولة اللبنانية، والتأكيد على السيادة وبناء الدولة. ما دفع بعض المعجبين بخطاب القسم ممن ينتمون الى فريق 14 آذار، الى القول انه اذا نفذ الرئيس عون خطاب القسم فهو ينفذ خطاب 14 آذار الاصلي الذي يطمح الى بناء دولة تضم الجميع تحت مظلة الدستور والقانون. اعادة تموضع عون، التي لا تعني بطبيعة الحال فتح خصومة مع حزب الله (لا قدر الله)، هي التي دفعت حزب الله الى التخفيف من مقولة التحالف مع عون، وزيادة منسوب الكلام عن الحلف مع بري، و”نحن والرئيس بري في مركب واحد”، و”الرئيس بري من يمثلنا في الحوار حول التشكيلة الحكومية”… سواء كان الحوار مع الرئيس عون نفسه او مع الرئيس الحريري. فضلا عما قيل في اوقات سابقة عن ان “غاية حزب الله ايصال الجنرال عون الى قصر بعبدا وبعد ذلك فإن التحالف مع الرئيس بري هو الاساس”. لذا لم يكن هناك تأثير بالغ لعدم انتخاب الرئيس بري الجنرال عون لموقع رئاسة الجمهورية. بل جرى توظيفه بما يخدم نظام المحاصصة الطائفية حيث بالضرورة يكون السيد نصرالله مع الرئيس بري لا سواه. علما ان الرئيس بري الذي رفض عون للرئاسة تمسك بالحريري لرئاسة الحكومة ولوعدٍ وجد نفسه ملزماً بايفائه للحريري، وايضا ليلحق بالركب. ذلك ان الرئيس بري سكون محرجاً لو أنه رفض تسمية الحريري، بعد رفضه انتخاب عون، اذ ليس مناسبا له بعدها في الدخول في لعبة المحاصصة مع بداية عهد جديد.

اما مهندس هذه التسوية الرئاسية بشروطها، الرئيس سعد الحريري، فقد عاد الى لبنان، وهو بحاجة الى هذا النوع من العودة المعنوية، لترميم علاقته مع الشارع. فوجوده في السلطة يعطي جمهوره شعورا بالارتياح والقوة والثقة، لا سيما ان هذا الجمهور تعرض لتصدعات كشفت جانبا منها الانتخابات البلدية. وبدا ان هذا الجمهور عرضة لتناتش من اكثر من جهة. ويدرك الرئيس الحريري انه لا يأتي بزخم تجسيد المصالح السعودية في مواجهة المحور الايراني، بل وفق حسابات سياسية محلية داخلية، هي التي ستحكم وتتصدر على الحسابات الاقليمية. انتقل الحريري من صاحب مشروع سياسي له امتداد اقليمي الى شخصية سياسية لها حسابات سياسية داخلية ومحلية يحمل مشروعا تتطلع اليه الناس كمشروع منقذ للوضع الاقتصادي – الاجتماعي ولا تنتظر منه تغيير معادلات اقليمية. بالطبع كان للازمة السورية وامتداداتها وتشعباتها تأثير على هذا الخيار والوجهة لدى الحريري.

حزب الله وافق على التريبات الجديدة في مقابل فرض امر واقع مفاده: “انا املك صلاحية الحراك العسكري والأمني داخل لبنان وخارجه، ومن دون ان تملك السلطة اللبنانية حق المنع، لكن اتيحُ هامشا من المواقف عن الحياد وضد التدخل في سوريا، يبقى في حدود الموقف”. حزب الله الذي انتقل من محاولة تشريع سلاح المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، نجح عمليا وبقوة فرض اتفاق غير رسمي بان السلاح لم تعد مهمته مقاومة اسرائيل بل باتت له وظيفة اقليمية وله مهمات خارجية. والحكومة ستتعامل مع هذه الوضعية كأمر واقع، وان كان غير مقبول. والمراهنات تبقى على الديناميات الداخلية التي ستكشف القدرة لدى السلطة في وجهها الجديد على انتشال لبنان مما هو فيه، او الحدّ من الاستنزاف المالي والاقتصادي، او انها ستعيد انتاج الفراغ، ولو لم تكن المقاعد الرئاسية شاغرة.

 

الرئيس عون: اي رأس لن يستطيع ان يخرق الدستور من الآن فصاعدا والفساد سيستأصل وستعود البيئة نظيفة مهما كلف الامر

الأحد 06 تشرين الثاني 2016 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "اي رأس لن يستطيع ان يخرق الدستور من الآن فصاعدا، وان الفساد سيستأصل، وستعود البيئة نظيفة مهما كلف الامر". وقال: "نستطيع اليوم ان نقف بكل عزة وعنفوان امام الناس والشعوب، لاننا عدنا وصنعنا وحدتنا الوطنية، وسنبدأ مرحلة ثانية، مرحلة بناء الوطن"، مرددا قول الكاتب والصحافي الكبير ميشال شيحا: من يحاول السيطرة على طائفة، يحاول الغاء لبنان". وشدد الرئيس عون على ان "وصولنا الى رئاسة الجمهورية ليس الهدف، بل الهدف بنيان وطن قوي يحتاج الى دولة قوية تبنى على دستور يحترمه السياسيون".

ولفت الى "اننا وصلنا الى السلطة ولدينا خطط تنموية، مع المحافظة على استقلالنا وسيادتنا وحريتنا، ولن نكون مرهونين لاي بلد آخر، فاستقلالنا وسيادتنا ليسا عداوة ولا يشكلان خصومة مع دول اخرى، لا بل صداقة صريحة وقدرة على احترامها، لاننا نكون قد تخلصنا من التأثيرات الخارجية".

كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال "يوم التهنئة الشعبية" الذي شهده القصر الجمهوري في بعبدا اليوم لمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية، حيث احاط به خلال القائه كلمته خمس شخصيات كانت تقف الى جانبه في التظاهرات التي كانت تنظم خلال توليه رئاسة الحكومة، هم: النائب اللواء ادغار معلوف الذي كان وزيرا، المدير العام للامن العام انذاك اللواء نديم لطيف، قائد لواء الحرس الجمهوري انذاك العميد ميشال ابو رزق، مرافقه السابق النقيب حبيب فارس، والمنسق العام للمكتب المركزي للتنسيق الوطني الذي كان ينظم المسيرات الشعبية آنذاك الدكتور بيار رفول.

وقائع يوم التهنئة

وكان "يوم التهنئة الشعبية" الذي تولت تغطيته الوسائل الاعلامية بشكل مباشر وشارك فيه افراد عائلة الرئيس عون ونواب "كتلة التغيير والاصلاح"، وزراء، نواب، وزراء سابقون، فاعليات سياسية، اجتماعية، وجوه فنية، وفود من تيارات واحزاب سياسية، كبار موظفي القصر الجمهوري وضباطه، قد شهد منذ الصباح الباكر تقاطر الوفود الشعبية والمواطنين من مختلف الاعمار والمناطق اللبنانية الى القصر الجمهوري الذي علت على مدخل بهوه الرئيسي لافتة "بيت الشعب"، مع صورتين كبيرتين لاحدى التظاهرات التي كانت نظمت في قصر بعبدا في العامين 1988 و 1989.

ودخل المواطنون الذين استمر توافدهم حتى القاء الرئيس عون كلمته ظهرا، الى ساحات القصر وباحته الداخلية على وقع الاغاني الوطنية، رافعين الاعلام اللبنانية فقط وصور رئيس الجمهورية واللافتات المؤيدة، معبرين بعفوية عن عميق فرحتهم وغبطتهم بانتخابه ومرددين اقواله المأثورة، وذلك بعد ان انجزت كل الترتيبات اللوجستية والاعلامية والامنية.وتعذر على كثيرين الوصول الى ساحة القصر الجمهوري نتيجة الازدحام الكبير، فغصت الطرق المؤدية الى القصر من "هيبر ماركت بو خليل" وحتى المدخل الرئيسي بالمواطنين الذين استطاعوا متابعة وقائع الاحتفال من خلال شاشات عملاقة وضعت على جانب الطرق التي سلكها المشاركون.

كلمة رئيس الجمهورية

ولدى اطلالة الرئيس عون على المهنئين، وتوجهه عند الحادية عشرة والدقيقة الخامسة الاربعين الى المنصة التي اقيمت للمناسبة، علا التصفيق والهتاف بين الحشود. رفع الرئيس يديه محييا المشاركين كما اعتاد ان يفعل دائما في الثمانينات، راسما اشارة النصر، والقى كلمة جاء فيها:

"اخواني واحبائي،

اعتدتم ان تروني في بذة اخرى، الا ان الكلمة والفكر لم يتغيرا، يا شعب لبنان العظيم، كنتم شعبا عظيما واصبحتم شعبا اعظم. في هذه الساحة التقينا في ظروف صعبة للغاية. لكننا كنا فخورين وكان لدينا كل العنفوان وكل الالم ايضا لسقوط شهداء منا نواصل استذكارهم. لقد اختفى وفقد منا اناس، وما زال لدينا اليوم اناس مفقودون من جيشنا واحبائنا العسكريين، لذلك لا يجوز في اي ذكرى وطنية الا ان نذكرهم وان نقدم كل المحبة لاهلهم، الى كل اب واخ فقد احدا من اهله. ولكننا نريد ان نكمل الحياة مع الاحياء. نذكر شهداءنا دائما ولكن الحياة ستستمر وسنبني المستقبل. لقد عرفتكم هذه الساحة على مدى سنتين ولم تتركوها ابدا في احرج الظروف، ولكن مع الاسف، فان لعبة دولية كبيرة هي التي انتصرت علينا وسمحت للجنود غير اللبنانيين ان يقتحموا بلدنا. عندما استلمت الحكومة كان لبنان عشرين قطعة، لبنان السوري، لبنان القواتي، ولبنان الاشتراكي والفلسطيني والاملي، كان هناك العديد من "اللبنانات" ولكننا لم نحارب اللبنانيين ولم يكن هدفنا الوصول الى السلطة، بل ان نعطي الحرب معناها الحقيقي، كانت الحرب من اجل حرية وسيادة واستقلال لبنان.

لاجل هذا الهدف، لم نحاول مرة ان نتجاوز خطوط التماس، لانه لم يكن على ارضنا غير لبنانيين، اكان في سوق الغرب او في خطوط التماس في بيروت او اية جهة اخرى. لذلك لم نتجاوزها كي نحتل ارضا او منازل مواطنين لبنانيين لاننا كنا ندرك ان القضية لا تنتهي الا بالحوار، فماذا كنا سنعمل لو قمنا باحتلالهم، كان علينا ان نحاورهم لذلك لم يكن هناك فهم لهذا الموضوع. وبقي الوطن مشرذما بالرغم من اعلان حربنا من اجل السيادة والحرية والاستقلال. واستفاد الغريب من هذا الوضع كي يكمل حربه علينا. لا اذكر الا الطائرات تحمي بعضها طبقة فوق طبقة، طيران غريب لا اريد ان اسمي لانه لم يعد لدي الان من سبب للتسمية".

اضاف: "إن خروجنا من هذا المكان لم يكن مذلا. لقد خسرنا المعركة ولم نسحق. بقينا واقفين ورأسنا مرفوع. ذهبنا من هنا وابتعدنا عن لبنان ولكن نشاطنا لم يتوقف. بل بقينا نجاهد، وانتهت حينها مرحلة النضال المسلح وبدأ النضال السلمي مع الطلاب واللبنانيين الذين كنت اوصيهم دائما بتجنب العنف في تظاهراتهم وفي سلوكهم. وهكذا مضى 15 سنة ولم يتحطم اي زجاج على ايديهم. لقد كنتم بذلك الاكثر تمثيلا لأكثر الشعوب تحضرا وليس تخلفا.

من الممكن ان يكون الجميع قد ظن انه باستطاعته كبتنا. ولكن احدا لم يستطع. لأن الحرية والكرامة هما من قيمكم الداخلية ومن غير الممكن ان تنتزع. وما زلتم تحافظون عليها حتى الآن وسوف تبقى في داخلكم لأنها إرث لبناني تكون عبر العصور.

لقد لجأنا الى الجبال الوعرة كي لا يصل الينا احد ويتمكن من حكمنا وإذلالنا. واليوم نستطيع ان نقف بكل عزة وعنفوان امام الناس والشعوب جميعها لاننا عدنا وصنعنا وحدتنا الوطنية. واليوم سنبدأ مرحلة ثانية، مرحلة بناء الوطن. عدنا بعدما انجزنا نشاطا كبيرا في كل انحاء العالم واسسنا للتيار الوطني الحر الذي اصبح ارثكم انتم، في جميع انحاء العالم. في اوستراليا، في الولايات المتحدة، في انكلترا وفي كل بلدان اوروبا والمدن الكبيرة وكذلك في افريقيا. لذلك في حال مست اي شعرة منكم، سوف يهتز قلب كل بلدان العالم معكم".

وتابع: "نحن اليوم امام مشروع كبير. ان وصولنا الى رئاسة الجمهورية ليس الهدف بل الهدف ان نبدأ بناء وطن قوي عبر تعزيز وحدته الوطنية.

إن الوطن القوي يحتاج الى دولة قوية تبنى على دستور يحترمه السياسيون جميعا. و"ما في راس رح يخرق سقف الدستور من الآن فصاعدا".

كنت دائما اردد قولا للكاتب والصحافي الكبير ميشال شيحا الذي ساهم في وضع دستور لبنان وهو: "من يحاول السيطرة على طائفة، يحاول الغاء لبنان". ان لبنان بني على الوحدة الوطنية التي ستعطينا القوة في الوطن والتزامنا تجاه ارضنا واستقلالنا. سيحترم الشعب اللبناني القوانين التي تشكل العقد بين اللبنانيين الحافظة لحقوقهم، وستظهر للبنانيين عدالة وقوى امنية غير مسيسة وغير تابعة للقوى السياسية، لانها مؤتمنة على احترام وفرض احترام القوانين، وبالتالي لا يصبح شعار "ان ينام المواطن وبابه مفتوح" شعاراً فارغاً. تنتظرنا مشاريع كبيرة، ونعلم ان المجتمع اللبناني لديه حاجات بدائية غير متوفرة بعد، فقد تم اسقاط المشاريع وايقافها، وتم التعاطي بكيدية سياسية لعرقلة عملنا، أي مشاريع الكهرباء والمياه وتحسين اوضاع الطرقات في المناطق. لذلك، من اول الامور التي سنباشر في تنفيذها هي تأمين هذه الحاجات بالسرعة الممكنة. كما يجب استثمار الموارد الطبيعية التي ستجعلنا نتخلى عن الاستدانة بعد ان وقعنا بعجز مادي، ويجب ان تتحقق هذه الامور بالسرعة المطلقة، كي تشعروا كمواطنين بانفراج اقتصادي ويعود لبنان المزدهر والمنفتح على العالم وخصوصا العالم العربي.

الآمال كبيرة، والارادة متوفرة لدى جميع اللبنانيين، لذلك وصلنا الى السلطة ولدينا خطط تنموية، مع المحافظة على استقلالنا وسيادتنا وحريتنا، ولن نكون مرهونين لاي بلد آخر. واهم ما لدينا هو انه يمكننا تدبر شؤوننا ونتعاطى مع الآخرين بصداقة ومحبة، فاستقلالنا وسيادتنا ليسا عداوة ولا يشكلان خصومة مع دول اخرى، لا بل صداقة صريحة وقدرة على احترامها، لاننا نكون قد تخلصنا من التأثيرات الخارجية.

في النهاية، مشاريعنا كثيرة كما آمالنا، ولكن عليكم انتم ايضا مسؤولية كبيرة، فنظافة الكف والسياسة هي من الثقافة، ولا يجب ان تبقى سياستنا قائمة على الشائعات، او على الفساد وفق مبدأ الاستفادة كما غيرنا. ان الفساد سيستأصل، وستعود البيئة نظيفة مهما كلف الامر. وكي لا اكرر كل ما سنقوم به، استودعكم لاراكم في مناسبة اخرى.

عشتم وعاش لبنان".

يذكر ان لواء الحرس الجمهوري كان تولى اتخاذ الترتيبات الامنية الخاصة بهذا اليوم والتي أسهمت في تسهيل وصول المشاركين الى القصر الجمهوري، فيما كانت وحدات من الصليب الاحمر اللبناني حاضرة للتدخل لاسعاف المواطنين عند الحاجة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 6/11/2016

الأحد 06 تشرين الثاني 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

... ودارت الأيام وعاد العماد عون بعد ربع قرن ونيف إلى قصر بعبدا رئيسا للجمهورية، ليطلق من جديد اليوم الأحد الكبير عبارته المدوية: يا شعب لبنان العظيم.

"يا شعب لبنان العظيم"، أطلقها الرئيس ميشال عون اليوم وزاد عليها: "كنتم شعبا عظيما وأصبحتم اليوم شعبا أعظم".

صدح بها أمام عشرات الآلاف من الذين اندفعوا بأعراس الفرح والرجاء ومن كل المناطق اللبنانية إلى بعبدا، يردون التحية مهنئين وآملين بعهد جديد يحقق الاستقرار والازدهار للبنان الرسالة والميثاق والدستور، والوطن السيد الحر.

هذه المبادئ أكد عليها الرئيس عون، مشددا على الوحدة الوطنية، وعلى استئصال الفساد. كما ذكر بقول ميشال شيحا: "من يحاول السيطرة على طائفة يحاول إلغاء لبنان".

على مستوى تأليف الحكومة: غدا يوم جديد تتفعل فيه الاتصالات واللقاءات من أجل بلورة تصور أو أكثر، للحكومة المنشودة. الرئيس سعد الحريري يتابع التنسيق مع رئيس الجمهورية للوصول إلى حكومة وفاق وطني، ويبدو على هذا المستوى أن الجميع متعاون، ويريد المشاركة في حكومة الوفاق.

الحريري يحرص على أن تتمثل كل الفئات والمناطق في الحكومة، مباشرة أم عبر الحلفاء. في وقت رأى النائب جنبلاط ان المهم تسهيل تأليف الحكومة والابتعاد عن المطالب التعجيزية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ترقب داخلي هادىء لمسار تأليف الحكومة، خرقه مشهد بلدة قعبرين العكارية. إشكال عائلي أدى لمقتل خمسة أشخاص وجرح آخرين وإحراق منازل، في مشهد مؤسف يعيد لبنان إلى الوراء.

ضحايا بشرية وخسائر مادية وأزمة مفتوحة في مساحة جغرافية محددة، تجر معها الألم للأهالي المعنيين وللمنطقة، وتفرض وجوب تنبه المواطنين والارتقاء إلى حد المسؤولية، فأجهزة الدولة هي التي تحاسب، ولا يجوز حل الإشكالات بالنار والقتل وشريعة الغاب.

في السياسة، انتظار التشكيلة الحكومية، الاجتماعات أوحت بالإيجابية التي ينتظر أن تترجم في الأيام المقبلة، في ظل سيناريوهات تطرح، ولكنها لا تقارب أو تستبق التوزيع الحكومي.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أطل اليوم من بيت الشعب مستعيدا مشهد 1989. المكان هو ذاته، لكن العناوين اختلفت والزمن تغير. فخاطب اليوم شريحة أوسع، بعدما بات رئيسا للجمهورية اللبنانية. الرئيس ركز على ما سماها الحاجات البدائية، وعدم السماح بخرق سقف الدستور، مؤكدا على الوحدة الوطنية التي بني لبنان عليها.

بالانتظار الحكومي، تتعدد الزيارات إلى لبنان الأسبوع المقبل، من الموفد الروسي إلى وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، لإجراء سلسلة لقاءات مع القيادات اللبنانية.

في الخارج، تقدمت الساحة السورية بإعلان الأميركيين وحلفاء واشنطن معركة تحرير الرقة، فيما كان الجيش السوري يحضر لأكبر معركة في حلب، التي جالت كاميرا الـ NBN في أحيائها الشرقية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

للمرة الأولى في سلسلة رئاسات ما بعد الطائف، يفتح القصر الجمهوري أبوابه أمام المهنئين من الشعب اللبناني.

"من دون كرافات"، وقف الرئيس أمام الحشود المظللة بالعلم اللبناني فقط، وبيدين ممدودتين حدد العماد عون قواعد العهد الجديد: بناء وطن قوي، احترام الدستور، استئصال الفساد، انجاز مشاريع المياه والكهرباء والبيئة، وترشيق الاقتصاد.

في السياسة الخارجية، لا ارتهان لأي دولة- أكد الرئيس عون- ولا يعني حكم اللبنانيين بلدهم بأنفسهم إعلانا للخصومة أو العداوة مع أحد.

خطاب القصر أمام الشعب، كخطاب القسم أمام نواب الشعب، جاء محملا بمقدمات العمل، وغنيا بالاصرار على حماية الوطن وانجاز الاستحقاقات وتجاوز الأزمات بسلاح الوحدة الوطنية.

والوحدة الوطنية تبدو انها ستكون الصفة الملاصقة للحكومة المقبلة، تشكيلا وبرنامجا، على أمل ان تأتي اتصالات الرئيس المكلف سعد الحريري سريعة النتائج ومكملة للايجابيات التي انطلقت مع بداية العهد الجديد.

جديد الاقليم لا يشبه اللبناني منه، مع اعلان الجانب الأميركي بدء معركة الرقة، بلسان القوات الكردية التي يدعمها. بينما تشهد الضفة العراقية المقابلة في نينوى تقدما تكتيكيا متواصلا، لمنع فلول "الدواعش" من عبور الحدود إلى سوريا عبر تلعفر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

كانوا شبانا وفتيانا يوم سلكوا طريق قصر الشعب عام 1989، أو صغارا على أكتاف آبائهم، جاؤوا ملبين دعوة رئيس الحكومة الانتقالية المتمرد على الواقعين الميلشيوي والسوري قبل ان تكسره المؤامرة. وها هم شباب الأمس شيبا اليوم والأطفال شبابا، حملوا أبناءهم إلى القصر الذي عمد بيتا للشعب.

هم تغيروا، وتغيرت الشعارات والتحالفات، والعماد تغير، صار رئيسا لكل اللبنانيين. لكن لبنان لم يتغير، عالما بهذا، لم يكثر الرئيس عون الوعود وتكلم عن الحاجات البدائية.

الحاجات البديهية في السياسة، تجنبها العماد عون، أي ان لا يكون للدولة شريك في السيادة والأمن. واكتفى بالبديهيات الحياتية، ماء وكهرباء وطرقات ونفايات. والمحرك الأول لإحقاق البديهيات هو الحكومة. فهل ستتاح فرصة حقيقية للرئيس المكلف والرئيس المنتخب، أن يؤلفا حكومة متجانسة تنتشل البلاد مما هي فيه، بعد عسل انتخاب الرئيس وأفراح التكليف؟. ستأتينا الأيام بالجواب الشافي، إذ يعتقد البعض بأن تشكيل حكومة ائتلافية، مكوناتها غير مؤتلفة، عملية سهلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يوم فتحت بيروت قبل عقود، قلبها وذراعيها لكل اللبنانيين الآتين إلى حضنها من مناطقهم البعيدة، وصفها أحد كبار الشعراء بأنها صارت "عنقود الضيع". اليوم كانت بعبدا عنقود كل لبنان. وكان، هو، جذع الكرمة.

من كل قرية وبلدة ومدينة وصوب، زحفوا. حملوا ضحكاتهم وصرخاتهم وهيصاتهم، ودموعا معتقة من ربع قرن. حملوا أجراسهم وصلواتهم وتفاح الجبل وكؤوس المجد. وعادوا إلى بيتهم. تجمعوا حول الساحة حبات من ذهب، حول عنقود العهد والوعد. بعضهم لفحته شمس الطريق، فصار أكثر ذهبا. بعضهم حمل جبينه المشقق العتيق، كأنه خمر من زمن المعركة الأولى. وبعضهم بعمر الرحيق، ولد في زمن المنفى والمعتقل والحديد والنار، وجاء يتعمد اليوم امتدادا من المستقبل، لجيل التاريخ الحاضر.

حين أطل عليهم، كان انفجار. شهقات حب، وغصة الأب، وصوت يصير كل الدرب. "يا شعب لبنان العظيم"، تختصر كل القصة والتغطية والكشف والرواية. الباقي تفاصيل، في تقرير ضمن النشرة المسائية بعد قليل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

منتصرين على الذل ومحصنين بالكرامة، وقف آلاف اللبنانيين في بيت الشعب، يسمعون كلمات رئيس لم تقو مؤامرة دولية كبرى على طمس أحلامه وأحلام مناصريه ببناء وطن.

أمام هؤلاء، لخص العماد عون مسيرة شعب حاولت جيوش سحقه، واختار الرئيس عدم تسميتها، بشجاعة من قرر حفظ التاريخ وعدم نكء جراح.

أمام هؤلاء، أطلق الرئيس العماد عون خطاب القسم الثاني، واضعا اليد على الجرح. فلا قيامة لوطن ساسته يتحكمون بدستوره، عدالته تتأرجح فوق أموال الفاسدين، قواه الأمنية تتحكم بها قوى سياسية، وشعبه العظيم تواق إلى الماء والكهرباء والطرقات.

متكئا على شرعية وميثاقية شعبية تجلت في باحات القصر الجمهوري والشوارع المؤدية إليه، سينطلق عمل العهد الجديد، وستكون أولى معاركه الإسراع في قيام حكومة تستقبل الاستقلال العائد.

أما الرئيس العماد فسيلتقي غدا أول المهنئين الدوليين، وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، ليؤكد أمامه ما قاله بالأمس واليوم، لبنان غير مرهون لأي دولة.

لكن لبنان هذا، نزف مجددا اليوم، ومواطنوه باتوا بأمس الحاجة لمن يوقف العنف المجنون المتنقل بين منازلهم والذي ضرب في عكار اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

من القصر الجمهوري ابتدأ الاسبوع، بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. ومن القصر الجمهوري أيضا انتهى الأسبوع، بمخاطبة الرئيس عون الحشود الشعبية المهنئة.

بالعبارة الشهيرة المقتبسة عن الشاعر الراحل سعيد عقل: "يا شعب لبنان العظيم"، خاطب عون المحتفلين، مؤكدا أن "لبنان لن يرتهن إلى أي بلد آخر"، واعدا اللبنانيين بخطط تنموية، بإستئصال الفساد، وبالعمل لبناء الدولة القوية.

الأسبوع الحالي شهد أيضا انتهاء الرئيس المكلف سعد الحريري أمس من استشاراته النيابية، وهو بدأ جوجلة الأفكار لبلورة التشكيلة الحكومية المرتقبة.

وفيما قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إننا نصلي ليتمكن الرئيس المكلف من تأليف الحكومة سريعا فحال البلاد لا تتحمل اي تأجيل، غرد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، معتبرا ان "المهم تسهيل تشكيل الوزارة والابتعاد عن المطالب التعجيزية".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

افتتح العهد بالشعب، وبخطاب قسم من وحي الناس، أعلن فيه الرئيس ميشال عون الحرب على الفساد، واعدا بأنه سيستأصل، لتعود البيئة نظيفة مهما كلف الأمر. وبشارة النصر المعهود، استرجع الرئيس العماد القسم الأول، وقال أمام شعب لبنان العظيم، إن الوطن القوي يحتاج إلى دولة قوية تبنى على دستور يحترمه السياسيون جميعا، و"ما في راس رح يخرق سقف الدستور من الآن فصاعدا".

كلام القصور يبقى أمنيات، إذا ما قرر عون الحرب على الفساد من ضمن التركيبة المعدة للتوزير. فالفساد له أم وأب. بعضه يعيش داخل الوزارات، وبعضه الآخر يرتزق من الإدارات ودوائر الدولة من "عاليها إلى واطيها". فأي قرار جريء سيتخذه عون بالاستئصال؟، وهل يخوض حرب تحرير على الفاسدين؟، وإذا اندفع في هذا الاتجاه فماذا هو فاعل في حكومة الوفاق الوطني القادمة من عصارة سياسيين شاركوا في صنع الفساد وترأسوا قيادته؟.

وحتى لا يكون رئيس الجمهورية وحيدا في هذه المعركة، فإن القدر السياسي سيجمعه مع "القوات اللبنانية"، لخوض حرب إلغاء مشتركة على الفساد، وإن أسفرت عن وقوع ضحايا. "القوات" الطامحة إلى توزير الكف النظيفة في وزارة المال، تطرح عبر النائب جورج عدوان سلة مطالب وزارية، بينها الصحة والتربية والأشغال. لكن المقادير الوزارية لم تكتمل بعد، والأسماء المعدة للتسمية لم يتبلغ أصحابها بأي قرار، وبينهم الجنرال شامل روكز الذي تؤكد مصادره ل"الجديد" أن أحدا لم يفاتحه بعد في مسألة تسلم حقيبة الدفاع أو أي حقيبة أخرى. وما هو مرجح أن يستعجل الرئيس المكلف عملية التأليف، ليتسنى لأركان الحكم إقامة وحضور عيد الاستقلال بعد فراغ سنتين.

وقبل أن تحسم في "بيت الوسط"، بدأت عملية الحسم في الرقة التي تقودها قوات "سوريا الديمقراطية" أو الأميركية الدعم على وجه التحديد، وعزل الرقة سبقه تخوف أوروبي من موطئ قدم للارهابيين بالتزامن ومعركة الموصل، فتتمكن "داعش" من التسلل إلى تركيا وعبرها إلى أوروبا.

العين الأميركية والتركية تبقى مفتوحة على الرقة، علما أن الولايات المتحدة تتحول إلى دولة ناخبة بدءا من الثلاثاء، حيث ارتفعت للمرة الأولى أسهم دونالد ترامب، وسط إحصاءات سرية لوكالة الاستخبارات الأميركية ترجح فوز الرجل البرتقالي سيدا للبيت الأبيض.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحريري بحث وجعجع المستجدات ومساعي تأليف الحكومة

الأحد 06 تشرين الثاني 2016 /وطنية - استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، مساء اليوم في "بيت الوسط"، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حضور رئيس جهاز الإعلام والتواصل في "القوات" ملحم رياشي والنائب السابق الدكتور غطاس خوري ونادر الحريري. وتناول اللقاء، الذي استكمل إلى مائدة عشاء، آخر المستجدات السياسية والمساعي الجارية لتأليف الحكومة الجديدة.

 

طلال المرعبي: لحكومة متجانسة تضم أكفاء وتراعي حاجات المناطق

الأحد 06 تشرين الثاني 2016/وطنية - هنأ رئيس تيار "القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، اللبنانيين، لمناسبة انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، وقال خلال استقباله وفودا وفاعليات سياسية وهيئات في دارته في عيون الغزلان، عكار: "ان لبنان اليوم في مرحلة جديدة والتفاؤل يتقدم عند الجميع، ونأمل بعهد تعود فيه الدولة الى الوطن فتتحقق الانجازات ومعالجة كل الملفات الشائكة وتختفي فيه الصفقات والفساد والهدر الذي يدق مضاجع اللبنانيين". واشاد بخطاب القسم للرئيس عون و"الذي يبشر بأمل جديد للبنان"، داعيا الى "الاسراع بتشكيل الحكومة على ان تكون متجانسة تضم اكفاء وتشكل صمام امان للعهد وتعطي المواطن املا بتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع، بعيدا عن المحسوبيات والمحاصصة والنكايات السياسية".ولفت الى "ضرورة مراعاة المناطق في التشكيلة الحكومية"، متمنيا للرئيس الحريري "التوفيق في مهامه وعلى جميع القيادات السياسية ملاقاة الاجواء الايجابية للمساهمة جميعا في قيامة لبنان". ودعا المرعبي الى "اقرار قانون انتخابي نيابي عادل يلبي كل الطموحات ويحفظ التمثيل الصحيح".

 

باسيل: امامنا مسؤولية كبيرة والشعب يساعد في تحقيق الهدف

الأحد 06 تشرين الثاني 2016 /وطنية - لفت رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بعد الاحتفال الى نه "اراد ان يتكلم بصفته مناصرا للتيار وليس الوزير ورئيس التيار وصهر الرئيس عون"، مشيرا الى انه "كان متطوعا في الجيش خلال الفترة السابقة كما كان مناصرا للعماد عون ككل اللبنانيين والى انه استذكر اليوم هذه المرحلة وحلما لعشرين سنة مقبلة". وشدد في حديث لتلفزيون "الجديد" على "الفصل بين الصلة العائلية التي تربطه بالجنرال والصلة السياسية"، وعلق على خطاب القسم، قائلا: "لا يستطيع الرئيس ان يقوم بكل الاعمال لتحقيق الاهداف بل ينجح بالتعاون مع الشعب اللبناني وبالتالي نحن والشعب اللبناني امام مسؤولية كبيرة لانجاح هذا العهد". وردا على سؤال عن ماذا تغير عن السنوات السابقة، رد باسيل ان "ما تغير هو قوة الشعب اللبناني التي ستساعد في تحقيق الاهداف والنجاح في تأمين الحقوق الحياتية"، مضيفا "لدينا اليوم معطيات افضل، بداية لدينا رئيس جمهورية قوي سيعمل لتأمين الحقوق، كما لدينا شعب تحرك من كل الطوائف والمناطق مستعد للتعاون". وعما يحكى ان باسيل هو رئيس جمهورية الظل وما اذا كان ينزعج من ذلك، رأى باسيل "ان هذا يزعج اصحاب هذه الشائعات"، مؤكدا "انها ليست حقيقية، الا انه ليس مجبرا على تأكيد ذلك فالجنرال سيقوم بالمطلوب".

 

 رعد: ننسق مع أمل في الاستحقاق الحكومي ونتوزع الأدوار

الأحد 06 تشرين الثاني 2016 /وطنية - اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "الاستحقاق الرئاسي أنجز وظهرت بعض التباينات في الموقف حتى بين الحلفاء في أثناء إنجاز هذا الاستحقاق، وربما طفى إلى السطح بعض القلق لدى أهلنا واخواننا الذين يعرفون بعمق أهمية التماسك في الموقف وخصوصا في بيئتنا ومنطقتنا وفي مكوننا". وقال خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" في أسبوع عبدالله زين العابدين ياسين في حسينية بلدة كفرتبنيت: "ما أريد أن أقوله لكم بصراحة وبوضوح حتى لا يقلق واحد منكم وحتى نطمئن جميعا، نحن وحركة "أمل" في مركب واحد حتى وإن أمسكنا بمجاديف مختلفة، لكننا نجدف ضمن مركب واحد لنصل معا إلى ما توافقنا عليه ورسمناه وخططنا له ونسقناه وتفهمنا أساليب وطرق بعضنا البعض من أجل تحقيقه، قطعنا الإنجاز في الإستحقاق الرئاسي ونحن سنعبر الاستحقاق الحكومي عبر تشكيل حكومة نكون فيها شركاء في الموقف، واليوم أبلغنا الرئيس المكلف بأننا مع حركة "أمل" ندخل معا ولا نقبل بأن نكون في الحكومة إذا كانت الحركة خارجها". أضاف: "سندخل إلى هذا الإستحقاق بموقف متفاهم عليه ومنسق ونتوزع الأدوار بكل بساطة وهذا حق من حقوقنا كما هو حق لجميع الآخرين أن يتصرفوا بما يحقق لهم مكاسبهم". وتابع: "بعد تشكيلة الحكومة التي نأمل أن تظهر إلى الوجود سريعا أمامنا إستحقاقات علينا أن نرتبها قبل موعد الإنتخابات النيابية المقبلة، أولا هناك وضع معيشي للناس ينبغي أن يعزز وأن تقدم فيه ما يمكن أن يقدمه الحكم ليرتاح الناس بعض الشيء من الضغط المعيشي الذي يمرون فيه، والأمر الآخر هو تعزيز الإستقرار الأمني الذي يجب أن يأخذ جرعات دعم متلاحقة حتى نحفظ أمننا واستقرارنا في هذا البلد ولا نسمح بالعبث بوضعه الداخلي من أي كان". وختم رعد: "الأمر المهم هو أن نتوصل إلى صيغة متطورة جديدة لقانون الإنتخاب الذي يسمح بأحسن وأصح تمثيل شعبي في المجلس النيابي، هذه الأولويات التي نحددها للمرحلة المقبلة التي لا تتجاوز سبعة أشهر يفترض أن تتكفلها الحكومة الجديدة وألا تحصل نزاعات من أجل إثبات المواقف بين هذه الفئة أو تلك على هذه الفترة الزمنية الضيقة. أملنا كبير أن يتنفس الإحتقان خلال الأشهر المقبلة، وأن نقترب في فهمنا للمخاطر التي تهدد وجودنا الوطني".

 

 كرم: مطلب الحقيبة السيادية لتحمل المسؤوليات لا لرفع السقف ولا اشكالات مع المستقبل

الأحد 06 تشرين الثاني 2016 /وطنية - اعتبر النائب فادي كرم ان "التفاهم مع الرئيس عون هو على المشاركة والشراكة الوطنية فقط، وكل ما تفكر به القوات أن تكون في مراكز فعالة في البلد". وقال في حديث لبرنامج "لقاء الاحد" عبر "صوت لبنان 93.3"، أن "مطالبة القوات بحقيبة سيادية ليس من باب رفع سقف المطالب الحكومية، بل من باب تحمل المسؤوليات"، متوقعا ان "تبصر الحكومة النور في غضون الأيام المقبلة وربما قبل عيد الاستقلال"، كما نفى أن "يكون لدى القوات أي فيتو على أي طرف أو فريق، لكنه رأى أن تشكيل حكومة من أفرقاء متناقضين لا يصب في مصلحة البلد لأنه سيتحول الى تعطيل وهو أمر مرفوض، وبالتالي من الأفضل ان تكون هناك حكومة ومعارضة تراقب عملها وأداءها وتحاسبها". كما نفى "وجود أي اشكالات بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل، إنما بعض التباينات في موضوع الحكومة، وهذا أمر طبيعي يعني ان الفريقين يعملان بشكل جدي".

 

جان عزيز مستشاراً إعلامياً لرئيس الجمهورية

7 تشرين الثاني 2016/النهار/أصدر المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، تعيينات في القصر الجمهوري، كالآتي:

- العميد المتقاعد ميلاد طنوس مديراً لمكتب رئيس الجمهورية.

- جان عزيز مستشاراً اعلامياً لرئيس الجمهورية.

- العميد المتقاعد بولس مطر مستشاراً أمنياً وعسكرياً لرئيس الجمهورية.

 

ليسقط رجال الدين .. ليسقط أصحاب العمامات

نسرين مرعب /جنوبية/6 نوفمبر، 2016/القضية ليست فاطمة، ولا سن حضانة، ولا قضاء ولا محاكم، القضية المفصلية هي في ذات رجل الدين وفي نظرته للمرأة.أثناء متابعة قضية فاطمة اجتهد رجال الدين في التعبير عن مواقفهم منهم وإن كانوا قلّة أثبتوا أنّهم بشر وقالوا أنّ ما قضت به المحكمة الجعفرية هو إجحاف ومظلمة.ولكن السواد الأعظم وأشدد على كلمة “السواد” لما بهم من ظلم وظلامية، استنكر أن تتحول “فاطمة” لقضية رأي عام، واجتهد يوصف رأيه في المرأة ليخرجها في ابهى الحلل “جارية عند قدمي الزوج”. رجال الدين الذين لا يرون بالمرأة إلا خدماً وجسداً، إلاّ طاهية ومربية وعاهرة، تلبي خدمات البطون وما إلى ذلك نهاراً وتلبي رغبات ما أسفلها ليلاً. هؤلاء، لم يروا بفاطمة قضية وإنّما انثى جائرة لم تطع زوجها، لم تقدم له الولاء، وربما لم تغسل له قدميه فتزوج عليها، و ربما نسيت أن تجثو على ركبيتها وتقدم خدمات الطاعة فهجرها. على فاطمة أن تقبل الأرض، لأنّ لديها زوجها، وعارٌ عليها أن تنتفض لكرامتها، فما الكرامة؟ وما الإنسانية؟ ومن هي الأنثى أصلاً؟! فاطمة بحسب هؤلاء وجه من وجوه المدنية أفسدها الفيسبوك وغرّتها المظاهرات، فحسبت أنّها تملك صوتاً وتمردت. فاطمة بثقافتهم، لا تعلو قيمة عن الأريكة والتلفاز واي شيء آخر.. هي “أداة” جلّ مهمتها، جلّ رسالتها إطاعة الزوج الولي، وإن ضربها وإن صفعها وإن شتمها وإن هجرها وإن تزوج عليها…. عليها أن تقول له “أمرك سيدي”. طوبى لفاطمة التي أسقطت عن مدّعي الألوهية اقنعتهم، طوبى لها لأنّها ابنة ديانة الله وليست ابنة المجتمع العفن، طوبى لها ولعنة على كل من تجرأ عليها باسم الدين، وليسقط كل قانون يباع ويشترى في سوف النخاسة برشوة أو تنورة قصيرة أو ضحكة فاجرة.

 

السنة 28% والشيعة 29% والمسيحيون 37%: المناصفة إلى متى؟

هدى حبيش/المدن/الإثنين 07/11/2016

مازال اتفاق الطائف موضوعاً لبنانياً حساساً، طالما أن أطرافاً سياسية تصور المساس به تهديداً للسلم الأهلي. لكن مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية لم تتردد في الحديث عن إلغاء اتفاق الطائف، في مقال نشر في 5 تشرين الثاني، كهدف يجب أن تتوصل إليه الطبقة السياسية عاجلاً أم آجلاً، مستندة إلى عدم دقة النسب التي يخصصها الإتفاق لكل طائفة في المجلس النيابي من جهة، ولأنه بموجب الإتفاق نفسه، يجب أن يلغى تدريجاً. لا يُخفى على أحد الحديث عن التمثيل الإسلامي- المسيحي، لما قد يترتب على ذلك من نزاع مسلح ونتائج دموية، خصوصاً أن اتفاق الطائف كان جسر عبور إلى السلام بين المسلمين والمسيحيين بعد حرب أهلية دامت 15 سنة. ما أجبر، في حينه، الفريق المسلم على قبول تمثيل مبالغ به للمسيحيين مقابل تعزيز صلاحيات رئيس الحكومة السني ورئيس البرلمان الشيعي. ويخصص الطائف 64 مقعداً نيابياً للمسيحيين من أصل 128 مقعداً، أي نصف المجلس، مقابل 64 للمسلمين السنة والشيعة والدروز والعلويين. غير أن التمثيل يرتبط بشكل وثيق بالإحصاءات التي تحدد حجم كل طائفة. وهذا ما لم تقم به الحكومات اللبنانية المتعاقبة، عمداً، ربما. لكن، من خلال قراءة "ذا إيكونومست" قوائم الناخبين في لبنان، التي نشرتها وزارة الداخلية على موقعها في مطلع العام 2016، تثبت أن التمثيل الطائفي في لبنان غير متوازن. ففي حين أن المسيحيين، وفق "ذا إيكونوميست"، يشكلون 37% من الناخبين، يشكل المسلمون السنة والشيعة 57% من الناخبين، و29% شيعة و28% من السنة.  وتبين الأرقام التي تعرضها "ذا إيكونوميست" أن نسبة الناخبين المسلمين تفوق نسبة المقاعد المخصصة لهم، في كلا المذهبين السني والشيعي، في حين أن نسبة المقاعد النيابية المخصصة للمسيحيين تفوق نسبة الناخبين المسيحيين. أكثر من ذلك، وبالعودة إلى أعمار الناخبين في الوثائق نفسها، تبين "ذا إيكونوميست" من خلال رسم بياني أن الهرم العمري للمسلمين والمسيحيين في لبنان متضادان. فالهرم العمري للمسيحيين كهل، أي أن نسبة المسنين فيه (75% من نسبة المسيحيين) تفوق نسبة الفتيان (25% من نسبة المسيحيين).

أما الهرم العمري للمسلمين، عند السنة والشيعة، فهو فتي. إذ يشكل الفتيان 75% من نسبة المسلمين. وإذا كانت الأرقام تقول شيئاً، وهو ما تقوله "ذا إيكونونميست" صراحة، فإن المستقبل لا يبشر بازدياد عدد المسيحيين في لبنان بل على العكس، لأسباب تذكر منها المجلة انخفاض نسبة الولادات والهجرة. وبالتالي، "سيجد المسيحيون في لبنان خلال السنوات المقبلة صعوبة في تبرير سيطرتهم على نصف المجلس النيابي"، وفقها. كل هذه الأرقام تأتي في ظل وجود نحو نصف مليون فلسطيني معظمهم من المسلمين السنة، بالإضافة إلى مليون لاجئ سوري معظمهم من المسلمين السنة أيضاً.

تأخذ "ذا إيكونوميست" هذه الأرقام لتجيب عن سؤال يتبادر إلى أذهان لبنانيين كثر: هل سيعيد رئيس الجمهورية ميشال عون الصلاحيات التي سُلبت من رئاسة الجمهورية بموجب اتفاق الطائف؟ بناءً على الأرقام المعروضة أعلاه، تجادل "ذا إيكونوميست"، أن عون سيواجه معركة شاقة، إذا ما سعى إلى إعادة الصلاحيات المسلوبة إليه. وفي حين أن هدف اتفاق الطائف لم يكن الاستمرار به إلى الأبد، بل التوصل إلى انتخابات غير طائفية في المستقبل، وفق المجلة، يبدو أن إعادة التفكير في الطائف لم تجد الوقت المناسب لها بسبب الصراعات التي تشهدها المنطقة بشكل مستمر. وفي حين أثبت الأقطاب اللبنانيون الأساسيون قدرتهم على تشارك السلطة من خلال التوافق على انتخاب عون رئيساً، فإن أكثر ما يحتاج إليه لبنان هو "دولة طبيعية". أي تلك التي لا تقوم على مجلس تمثيلي عادل فحسب، بل أيضاً الحد من اعتبار الطوائف باباً لـ"تقاسم الغنائم" والحد من احتكار القوة، في إشارة إلى حزب الله وسلاحه.

 

5 قتلى بسبب خلاف بين أطفال

المدن - لبنان | الأحد 06/11/2016/ليلة من الرعب عاشتها بلدة قعبرين في سهل عكار، بعدما أدى خلاف عائلي بين أفراد من آل دنهش إلى وقوع مجزرة راح ضحيتها خمسة أشخاص من العائلة. وفي الوقت الذي فضل فيه أبناء القرية عدم الحديث إلى اﻹعلام من أجل تطويق تداعيات الحادثة وتهدئة النفوس المتأزمة، تحدثت المعلومات عن وقوع خلاف بين أطفال العائلة منذ قرابة الشهر، وقام بعض وجهاء القرية بجهود ﻹجراء مصالحة. وخلال اجتماع لأفراد العائلة ظهر الأحد، في 6 تشرين الثاني، قام أحد أفراد آل دنهش، والبالغ من العمر 35 عاماً، بإطلاق النار على أبناء عمومته. وعلى الفور قتل كل من موسى وعلي سليمان دنهش، فيما أصيب آخرون. لكن المصاب خضر دنهش سرعان ما فارق الحياة بعد نقله إلى مستشفى اليوسف في حلبا، وكذلك الطفل حرب دنهش، بالإضافة إلى مريم دنهش. وكان للمجزرة تداعيات ثأرية في البلدة أيضاً، حيث أقدم أهل الضحايا على مهاجمة منزل مطلق النار وإضرام النار فيه. ومن أجل تطويق الحادثة قام الجيش بإجراءات أمنية مشددة في البلدة، ونفذ مداهمات لتعقب وملاحقة مطلق النار.وفي حين لم ينتظر أهالي الضحايا الصباح لدفنهم، تسود حالة من الغضب واﻹستغراب في البلد بسبب إنتشار جرائم القتل واستسهالها.

 

عقدة عون

حسان الزين /المدن/الإثنين 07/11/2016

عاد العونيّون إلى قصر بعبدا الذي سمّاه الجنرال ميشال عون "بيت الشعب". عادوا وعادت معهم ذكرياتهم الخاصة والعامة، ومن ضمنها المواقف التي جمعتهم لنحو سنتين، بين أيلول 1988 وتشرين الأول 1990. انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهوريّة وإحباطهم منذ اتفاق الطائف، هما الكأس التي أسكرتهم. وقد أنستهم السنوات الـ26، باستثناء النضالات والصبر، وبعدها إنجازات التيار ووزرائه ونوابه. لقد نسوا أنَّ اتفاق الطائف الذي وقفوا بوجهه ورفضوه سَحَبَ من رئيس الجمهوريّة صلاحيّات. ما يجعل الرئيس، إذا ما كان واقعيّاً، يتردد في القطع أن لا رأس سيقدر على تجاوز سقف الدستور، إذ لا يمكنه تحقيق ذلك، حتى ولو كان يعتقد نفسه "سقف الدستور". لكنَّها الحماسة واللحظة العاطفية ما أوقع بالزعيم الذي يحاول منذ انتُخب، وقبل ذلك بقليل، تقديم خطاب "واقعي جامع"، فعادت إليه شخصية السنتين الماضيتين في القصر (1988- 1990) ونطق بخطابه فيهما. وإن كان ذلك مهذباً مشذّباً بفعل معرفته حدوده والظروف الراهنة، ومنها تسوية انتخابه بناءً على موازين القوى والمناورات وما إلى ذلك. العقدة الدراميّة في هذا الأمر ليست في أنَّ الزعيم لعب على عاطفة الجماهير، فهذا تقليد سياسي لبناني وعالمي. العقدة هي أنَّ الزعيم عون، ومعه آلته الحزبيّة والمذهبيّة، جدد سكرة الجمهور وأبعده أكثر فأكثر عن الواقع. وإذ تناول بعضَ الراهن توقف عند ما يمكن أن يقول من خلاله بعض الاعتراض على الواقع مذكراً ببديهيات الحقوق الإنسانية مثل الكهرباء والماء. وهذا أيضاً من "تراث" السنتين وشخصيّته فيهما أكثر مما هو من صورة رئيس الجمهورية التي يريد أن يلبسها. فهو لم يذكر تلك الحقوق الابتدائية كدعاية لتيّاره الذي وضع خططها فحسب، إنّما في سياق تكراره خطاب احتكار بناء الدولة ومصلحة المواطنين. ولولا التزامه الراهن بقاعدة تدوير الزوايا وتجميل الأشياء وتغيير أسمائها لأسباب سياسية تتعلق بتحالفاته واتفاقاته ولفسح المجال أمام تأليف حكومة عهده الأولى، لما كان اكتفى بتسمية تعطيل القوى السياسية خطط المياه والكهرباء مناكفات سياسيّة. لكنّه إذ اكتفى بذلك أصاب عصفورين بحجر واحد: قال لجمهوره إنه مازال ذاك الثائر الذي يناضل من أجل مصلحة الوطن والمواطن، وفي الوقت نفسه وجه رسائل سياسية "مهذبة" إلى المناكفين. الوجه الآخر للعقدة تلك، أي للسكرة العاطفية والقفز فوق الواقع وملاقاة الزعيم الجماهير واستثمارهم، هو أن الخطاب المستعاد هو خطاب الحرب الذي يدّعي، بمعزل عن صدقه، أنه يمثّل الشرعية ومؤسساتها وحلم بناء الدولة وتوحيد الوطن الذي يقسّمه الآخرون إلى "لبنانات". ومن مخاطر ذلك، ليس التشكيك في وطنيّات اللبنانات الأخرى فحسب، إنّما التعالي عليها عبر احتكار الحق والحقيقة والاندفاع إلى جذب تلك اللبنانات إلى مركز الوحدة وشرعيّتها ورئيسها. وإذ استعاد هذا الخطاب، بعدما عاد عون وجمهوره إلى القصر، قوّة الاستناد إلى الدستور والعراضات الشعبيّة، أضاف إلى ذلك نزوعا إلى تثقيف اللبنانيين وتربيتهم على الأيديولوجيا والشعارات اللبنانوية الشيحوية، التي هي أيضاً أخفت الواقع ولعبت بالوعي الذي دمّرته الحرب والخطابات والسياسات التي تختصر "الشعب" بالزعيم، والسياسة بالمناكفات، والوحدة الوطنية بـ"الإيجابية" المذهبية المؤقتة، والإصلاح والتغيير بخطط الحزب... وقس على ذلك.

 

ممر جديد لأسلحة حزب الله

سامي خليفة /المدن/الإثنين 07/11/2016

بينما تنظر معظم دول العالم إلى عملية تحرير الموصل بارتياح، على اعتبار أنها بداية نهاية داعش، تتابع إسرائيل عن كثب مجريات معركة الموصل وتقدم القوات العراقية فيها، لكن في رؤية مغايرة. ترى إسرائيل أن ما يجري في الموصل سيمثل الطريقة التي تُدار فيها المعارك المستقبلية في الشرق الأوسط. ونظراً لأهمية المعركة نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر استخبارية قولها إن لدى حزب الله مستشارين يعملون مع الميليشيات الشيعية ويساعدون الجيش العراقي على مراقبة الأحداث عن قرب، بما في ذلك الأنشطة الجوية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية. وانطلاقاً مما ذكرته "هآرتس" ستستفيد إسرائيل من دروس معركة الموصل في الحروب المقبلة، التي يمكن أن تندلع في أي لحظة. ومن المرجح أن تجري في مناطق مكتظة بالسكان، أي في غزة وجنوب لبنان. وقد أمر وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، نقلاً عن مصادر وثيقة في الجيش الإسرائيلي، بتحديث الخطط التشغيلية لاحتلال غزة وجنوب لبنان، والاستفادة من خطط المعارك في العراق. وترى إسرائيل أيضاً أن معارك الموصل في العراق وحلب في سوريا ستوسع المنطقة التي يسيطر عليها حلفاء إيران. ووفق صحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين قلقون من تقدم الميليشيات الشيعية، بقيادة ضباط الحرس الثوري الإيراني. ما يمكن أن يكون جزءاً من خطة وُضعت منذ فترة طويلة لإنشاء "الهلال الشيعي"، الممتد من الحدود الإيرانية إلى معاقل حزب الله في لبنان، لتأمين خطوط دفاعية إيرانية جديدة، وطرق لإرسال الأسلحة. وتشكل ممرات تهريب الأسلحة هاجساً كبيراً عند إسرائيل، حيث تكشف "جيروزاليم بوست" أن إيران حافظت على طريقين لتهريب الأسلحة الثقيلة في العقدين الماضيين. فشحن ترسانات الأسئلة كان يتم عن طريق الجو، إلى مطار دمشق، ومن هناك عن طريق البر إلى مخازن حزب الله في البقاع في لبنان. هذا الطريق لا يزال موجوداً، لكن بعد اندلاع الحرب السورية أصبح الحزب أقل ثقة بتخزين الأسلحة الاستراتيجية في البلاد، خصوصاً بعد سلسلة من الغارات الجوية التي تعرضت لها قوافل الأسلحة الآتية من سوريا إلى لبنان. وقبل سنتين، تم شحن كميات كبيرة من الذخائر من الموانئ الإيرانية إلى السودان عبر شبه الجزيرة العربية. ومن هناك تم تهريبها براً وبعدها عبر السفن من الموانئ المصرية أو الليبية إلى لبنان. لكن الضغوط السعودية على الحكومة السودانية والغارات الجوية الإسرائيلية على قوافل الأسلحة في السودان، دفعا السودانيين إلى إغلاق حدودهم أمام شحنات الأسلحة الإيرانية. وبعد انتهاء معركة الموصل، ترى إسرائيل أن إيران ستنشئ طريقاً برياً جديداً من خلال شمال العراق وسوريا، يتميز بكونه بعيداً نسبياً عن حدودها الشمالية. وما يزيد من قلق المخططين العسكريين الإسرائيليين، وجود بطاريات الدفاع الجوي الروسية S-400، التي ستجعل طريق الهلال الشيعي محمياً بغطاء جوي روسي، وتحت حماية نظام الأسد وغيره من حلفاء الكرملين.

 

بري يرسم خريطة طريق العهد

منير الربيع/المدن/الإثنين 07/11/2016

حتى وإن بدت التسوية الرئاسية قد تخطّت الرئيس نبيه بري، إلّا أنه كان يعرف أن الجميع سيعودون إليه لحاجتهم إليه. يعرف برّي أن لا شيء في لبنان يحصل بدون موافقته. لذلك، مشى بالتسوية وإن بطريقة غير مباشرة ومرّت هي بدون شروطه، لكنه تركها تمرّ لإرساء التوافق في البلد، علماً أنه كان في قادراً على عرقلتها من خلال "تطيير النصاب"، فلم يفعل لأنه يعلم أن مرحلة ما بعدها ستكون من حياكته "خيطاً خيطاً". هذا على الأقل ما أكده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ويؤكده آخرون. وأوّل ذلك أن لا حكومة بدون بري، وعلى الأطراف كافة التفاوض معه. وهو يؤكد أنه مستعدّ للتعاون نظراً للإيجابية التي قابله بها رئيسا الجمهورية والحكومة المكلف، ولكن أيضاً يجب إرضاء حلفائه، من خلال إشراكهم في الحكومة. ينتظر بري انتهاء الحريري من "جوجلة ما تجمّع لديه في الإستشارات النيابية غير الملزمة، على ان يحط رئيس الحكومة المكلّف في عين التينة، للوقوف على رأي رئيس المجلس. يثبت بري على مواقفه التي يكررها منذ زمن: "وجوب التوافق بين الجميع، والتعاون للخروج من الأزمات. ويجب أن ينطلق ذلك من خريطة طريق واضحة، تتخطى مسألة الحقائب وتفاصيلها، رغم أهميتها، لأن ما ينتظر البلد أهم بكثير من "التناتش." والاستحقاق الأول الذي سيواجه هذه الحكومة، هو إجراء الانتخابات النيابية. لذلك، على عاتقها مهمّة أساسية هي إقرار قانون جديد عصري وعادل للانتخابات وعلى أساس النسبية. الهمّ الأساسي لدى رئيس المجلس، هو "إعادة إنتاج السلطة بشكل سليم، تخطّي المرحلة السابقة وما فيها من خلافات واختلافات، والإندماج مع الواقع الانفتاحي الجديد، لأجل ضمان نجاح التسوية ولإثبات أنها كانت ناجعة". لذلك، لا بدّ من سلوك خريطة الطريق الواضحة، وهي تشكيل حكومة جامعة تضمّ كل الأطراف، وعدم ابتداع صيغة البقاء في المعارضة لمن عارض انتخاب عون، لأن عملياً من كان قادراً على تعطيل انتخاب الرئيس ولم يفعل، فهو أيضاً ساهم في إيصاله، وشريك في إنجاز التسوية". من هنا، يجب صبّ الاهتمام على الأوضاع المالية والإقتصادية في الدرجة الأولى، بالإضافة إلى إقرار قانون انتخابي جديد. يتعاطى بري مع العهد الجديد، على قاعدة "ما مضى قد مضى". وهنا، ليس المقصود شخص الرئيس، بل الطريقة الثنائية التي اديرت بها التسوية وتمّت حياكتها بمعزل عن أطراف رئيسية في البلد. وعلى هذه القاعدة مرّت جلسة انتخاب الرئيس بشكل ديمقراطي، وكذلك الإستشارات النيابية التي أوفى فيها "الدين إلى الحريري". وهو مقابل ذلك، يأمل أن يتعاطى الجميع معه على هذا الأساس ووفقاً لهذا المنطق الإيجابي. وبناء على هذا المنطق بأمل برّي أن تتشكّل الحكومة، التي لن يكون فيها ثلث ضامن أو معطّل ولم توضع عليها شروط مسبقة يمكن أن تُدرج في خانة الشروط التعجيزية. المهم تشكيل حكومة جامعة ومتوازنة يتمثّل فيها الجميع.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قائد إيراني: الأسد جندي تابع لخامنئي

العربية 2016 -تشرين الثاني -06/كشفت وكالة "فارس نيوز" الإيرانية المقربة من الأمن الإيراني الأحد لأول مرة عن رسالة قالت إن العميد حسين همداني القائد السابق للقوات الإيرانية المتواجدة لدعم الأسد في سوريا، كتبها قبل أن يلقى حتفه على يد معارضي النظام في حلب قبل عام تقريباً. وبدأ همداني في رسالته مشككاً بدعم الشارع الإيراني لذهاب قوات الحرس الثوري إلى سوريا قائلاً: "في مجتمعنا هناك من يسأل لماذا ذهبنا إلى سوريا؟ عندما كنا نذهب إلى اجتماعات بحضور المسؤولين، كان هناك من يسأل لماذا ذهبتم هناك؟". وأشار إلى أن سوريا بنظامها البعثي أول دولة اعترفت بانتصار الثورة الإيرانية ولذلك "ستكون له مكانة خاصة لديك ويجب فتح حساب خاص لهذا البلد، سوريا هي أول بلد اعترف بنا". وأضاف عن الأسد الأب بأنه "قرر إغلاق أنبوب النفط العراقي من سوريا إلى البحر الأبيض المتوسط وبذلك لحقت خسائر مالية كبيرة بالجانب العراقي. الأسد عمل كل ذلك من أجلنا رغم أنه خسر عائدات تصدير النفط العراقي عن طريق سوريا جراء هذا الإغلاق". وقال في رسالته: "لو سقط بشار الأسد سينتهي حزب الله لبنان الذي يعتبر أكبر قاعدة وإنجاز للجمهورية الإسلامية في المنطقة عن طريق سوريا دعمنا وأسسنا حزب الله لأنه لا توجد لدينا علاقات مع الحكومة اللبنانية لا في السابق ولا الآن". وذكر القائد السابق للقوات الإيرانية في سوريا أن المرشد علي خامنئي أكد أن "بشار الأسد يحارب حالياً بالنيابة عن إيران". ومما جاء في رسالة همداني حول تبعية الأسد للمرشد خامنئي "انظروا إلى الرسالة التي بعثها بشار الأسد إلى المرشد خامنئي، كأنها من جانب جندي إلى قائده العسكري".

 

قوات “سورية الديمقراطية” تطلق عملية “غضب الفرات” لتحرير الرقة واتفقت مع واشنطن على استبعاد أي دور تركي وسط تحذيرات من أن المعركة ستكون طويلة

عواصم – وكالات:السياسة/07 تشرين الثاني/16/أطلقت قوات “سورية الديمقراطية” المدعومة من واشنطن هجوما على الرقة تحت عنوان “غضب الفرات” تمهيدا لتحريرها من سيطرة تنظيم “داعش”، مؤكدة أنها اتفقت مع الإدارة الأميركية بأنه لن يكون لتركيا دور في هذه المعركة. وقال مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته، أمس، “سنسعى أولا الى عزل الرقة للتمهيد لهجوم محتمل على المدينة بالتحديد لتحريرها”. وفي وقت سابق، أعلنت قوات “سورية الديمقراطية”، وهي تحالف فصائل عربية وكردية سورية مدعومة من واشنطن، بدء معركة تحرير الرقة، المعقل الأبرز لـ”داعش” في سورية.وقالت المتحدثة باسم الحملة التي اطلق عليها تسمية “غضب الفرات” جيهان شيخ احمد خلال مؤتمر صحافي عقد في مدينة عين عيسى على بعد خمسين كيلومترا شمال الرقة، “اننا في القيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية نزف لكم بشرى بدء حملتنا العسكرية الكبيرة من اجل تحرير الرقة وريفها من براثن قوى الإرهاب العالمي الظلامي المتمثل بداعش”.

وأوضحت أن العملية بدأت ميدانيا مساء أول من أمس، مع “تشكيل غرفة عمليات غضب الفرات من أجل قيادة عملية التحرير والتنسيق بين جميع الفصائل المشاركة وجبهات القتال”. وأضافت إن “ثلاثين ألف مقاتل سيخوضون معركة تحرير الرقة”، و”ستتحرر الرقة بسواعد أبنائها وفصائلها عرباً وكرداً وتركماناً، الأبطال المنضوين تحت راية قوات سورية الديمقراطية، وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي”. ودعت سكان الرقة إلى الإبتعاد عن مواقع تجمعات “داعش” والتوجه نحو المناطق التي سيتم تحريرها. في سياق متصل، ذكر شاهد عيان أنه رأى عشرات المقاتلين المسلحين على متن سيارات عسكرية قالوا انهم يتجهون نحو الجبهة. من جانبه، أكد مصدر قيادي في قوات “سورية الديمقراطية” التي تتلقى دعما لوجستيا وعسكريا من التحالف الدولي، “وصول قرابة خمسين مستشارا وخبيرا عسكريا أميركياً موجودين ضمن غرفة عمليات معركة الرقة لتقديم مهام استشارية والتنسيق بين القوات المقاتلة على الأرض وطائرات التحالف الدولي”.

وجددت قوات “سوري الديمقراطية”، أمس، تأكيد عدم وجود أي دور تركي في العملية، حيث قال المتحدث العسكري باسم قوات “سورية الديمقراطية” طلال سلو، “اتفقنا بشكل نهائي مع التحالف الدولي على عدم وجود أي دور لتركيا أو للفصائل المسلحة المتعاونة معها في عملية تحرير الرقة”. وأوضح أن “دفعة أولى من الأسلحة والمعدات النوعية بينها أسلحة مضادة للدروع وصلت تمهيدا لخوض المعركة”. وأقر سلو بأن “المعركة لن تكون سهلة وستحتاج لعمليات دقيقة وحذرة، كون تنظيم داعش سيعمد للدفاع عن معقله الرئيسي في سورية، لادراكه أن سيطرتنا على الرقة تعني نهايته في سورية”. وفي باريس، أكد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان، أن على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للتصدي لتنظيم “داعش” أن يبدأ المعركة ضد التنظيم المتشدد في الرقة. وقال لو دريان لاذاعة “أوروبا 1” “أعتقد أن هذا سيكون ضرورياً”، مضيفاً إن معركة الموصل قد تكون طويلة ومعقدة اذ أن المتشددين يختبئون وسط السكان.

 

الأسد: الغرب يزداد ضعفاً وسنسحق المعارضة بحلب

لندن – أ ف ب:السياسة/07 تشرين الثاني/16/رأى الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن الغربيين الذين يقودون تحالفا ضد تنظيم “داعش” في سورية “يزدادون ضعفا”.وقال الأسد في تصريح صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية “الغرب يصبح أضعف بكثير”. وأضاف “كنا نحارب احتياطا غير محدود من الإرهابيين القادمين الى سورية، وكنا نواجه صعوبة، لكن القوة النارية الروسية والدعم الإيراني” شكلا دعما قويا، مؤكداً تصميمه على سحق الفصائل المعارضة في حلب. وأكد أنه ينام بشكل منتظم، ويعمل ويتناول الطعام بشكل طبيعي كما أنه يمارس الرياضة.

 

“داعش” يستخدم غازي الكلور والخردل ويقاوم بشراسة في الموصل و25 قتيلا بينهم زوار إيرانيون في هجمات للتنظيم

عواصم – وكالات:السياسة/07 تشرين الثاني/16/خاضت القوات العراقية، أمس، اشتباكات مع تنظيم “داعش” لليوم الثالث على التوالي داخل الموصل، فيما يخاطر المدنيون بأرواحهم تحت القصف ونيران القناصة للفرار من المدينة، في حين قتل 25 شخصا في هجومين انتحاريين تبناهما المتطرفون استهدفا مدينتي تكريت وسامراء شمال بغداد. وأبدى “داعش” مقاومة شرسة في الدفاع عن أهم آخر معاقله أمام الهجوم الذي تقوده قوات مكافحة الإرهاب على الجبهة الشرقية للمدينة في الأسبوع الثالث من أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات. وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، إن “قواتنا تواصل تطهير أحياء بينها السماح وكركوكلي والملايين وشقق الخضراء”، مؤكداً أن “المقاومة شديدة جدا وقدموا (المتطرفون) خسائر كبيرة”. وفي حي الانتصار جنوب شرق المدينة، خاضت الفرقة التاسعة المدرعة من الجيش معارك مع المتطرفين. وقال أحد الضباط “دخلت القوات العراقية إلى شوارع الموصل للمرة الأولى، وواجهت مقاومة شرسة غير متوقعة من المتطرفين”. في سياق متصل، رأى رئيس المجلس الامني لحكومة كردستان العراق مسرور البرزاني، أنه حتى لو تم اخراج “داعش” من معقله الرئيسي في الموصل فهذا لن يكون كافيا للقضاء عليه وستستمر أيدلوجيته المتشددة. وأضاف “المعركة ضد داعش ستكون طويلة ليس عسكريا فقط بل اقتصاديا وأيدلوجيا”، مشيراً إلى أن التنظيم نشر طائرات من دون طيار محملة بالمتفجرات واستخدم غازي الكلور والخردل في قذائف مدفعية طويلة المدى واستعان بقناصة على مستوى عال.

وسمح هجوم القوات العراقية لبعض المدنيين بالفرار من المدينة، لكن معظم هؤلاء الذين يقدر عددهم بنحو مليون شخص ما زالوا محاصرين في الداخل وعالقين بين المتطرفين والقوات المدعومة من طائرات التحالف. وتمكن بعض المدنيين الذين نجحوا بالهروب من المدينة، من الوصول أول من أمس، إلى مخيم قرب الخازر داخل المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. وتحت القصف ونيران القناصة وقذائف الهاون، غادر أبو سارة حي السماح شرق الموصل، حاملا بين ذراعيه طفله الذي لم يتجاوز 15 يوماً.

وقال العراقي البالغ 34 عاما، “مشينا كيلومترات عدة بثيابنا ورايات بيض لوحنا بها طوال الطريق”. وفيما لم تلق دعوات المنظمات الإنسانية لفتح ممرات آمنة للمدنيين الخارجين من الموصل صدى، ارتفعت أعداد النازحين في الأيام الأخيرة. وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في بيان، أول من أمس، “استقبال تسعة آلاف نازح خلال اليومين الماضيين”. وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين بلغ نحو 34 ألفا منذ بدء هجوم الموصل في 17 أكتوبر الماضي. ويبدو أن قدرة التنظيم على الرد بهجمات برية تلاشت، حيث أنه يلجأ إلى تنفيذ هجمات على غرار ما قام به في مدينتي كركوك والرطبة شمال وغرب بغداد. على صعيد العنف أيضا، قتل 25 شخصاً وأصيب نحو 50 آخرين، بينهم زوار إيرانيون، في هجومين انتحاريين استهدفا أمس، مدينتي تكريت وسامراء شمال بغداد. وقال ضابط في الشرطة برتبة مقدم “قتل 15 شخصا وأصيب 33 جراء هجوم انتحاري بسيارة مفخخة ضد حاجز تفتيش عند المدخل الجنوبي لمدينة تكريت” شمال بغداد.وأضاف “قتل 10 أشخاص وأصيب 25 آخرون، بينهم إيرانيون، جراء هجوم انتحاري بسيارة إسعاف داخل مرآب في سامراء” جنوب تكريت. بدوره، أكد المدير العام لمديرية صحة صلاح الدين عمر صباح، “مقتل ايرانيين اثنين وإصابة ثمانية” جراء هجوم سامراء، فيما أشار التلفزيون الإيراني إلى مقتل ما بين 10 و15 إيرانيا في الهجوم. وأكد رئيس اللجنة الامنية في محافظة صلاح الدين جاسم الجبارة أن بين قتلى هجوم تكريت ضابط شرطة برتبة عميد ونجله. وتحدث ضابط شرطة عن وقوع تفجير انتحاري بحزام ناسف عقب تفجير سيارة الاسعاف في سامراء، الأمر الذي لم تؤكده مصادر أخرى. في المقابل، تبنى تنظيم “داعش في بيان الهجمات، متحدثا عن ثلاثة انتحاريين، اثنان في سامراء وثالث في تكريت. وذكر التنظيم أن اثنين من الانتحاريين يحملان لقب “المصلاوي” نسبة إلى الموصل، في ما قد يكون حملة دعائية لربط المتطرفين المتواجدين في مناطق مختلفة بالعملية العسكرية في ثاني أكبر مدن العراق.

 

ميدفيديف: آلاف المواطنين من روسيا وجمهوريات سوفياتية سابقة يقاتلون في صفوف المعارضة السورية وحذر من تنفيذهم هجمات عند عودتهم

موسكو – رويترز، الأناضول:السياسة/07 تشرين الثاني/16/أكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أن آلافاً من الروس يقاتلون في صفوف المعارضة في سورية، محذراً من احتمال تنفيذهم هجمات بعد عودتهم إلى بلادهم. وقال ميدفيديف في مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي أول من أمس، قبيل زيارة إلى إسرائيل الأسبوع الجاري، «تعلمون على الأرجح أن آلاف المواطنين من روسيا وجمهوريات سوفيتية سابقة يقاتلون في سورية»، مضيفاً «يعود أولئك الذين تعرضوا لعملية غسيل مخ تماماً للبلاد قتلة وإرهابيين محترفين، لا نريدهم أن يقوموا بشيء مماثل في روسيا» بعد عودتهم. وأشار إلى أن النظام السوري طلب من القادة الروس مساعدته في إعادة فرض القانون والنظام». وجدد تأكيده أن الشعب السوري هو الذي يحدد مستقبله السياسي ونظام الحكم، موضحاً «لا نعرف إن كان هذا النظام الجديد سيكون به مكان لبشار الأسد أو شخص آخر، هذا ليس شأننا بل يقرره الشعب السوري». وأضاف «لكننا لا نريد أن تتفكك سورية إلى عدد من الجيوب والقطاعات يخضع كل قطاع لسيطرة جماعة إرهابية انفصالية .. مثلما حدث في ليبيا .. سيكون الأمر خطيراً للغاية بالنسبة للجميع». يشار إلى أن مدير وكالة الأمن الروسية «أف أس بي» ألكسندر بورتينيكوف أعلن في وقت سابق، أن نحو 2900 روسي تركوا روسيا للانضمام للقتال في الشرق الأوسط حتى ديسمبر العام 2015. على صعيد آخر، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، أن ميدفيديف سيزور إسرائيل الأسبوع الجاري. وقال أوفير جندلمان المتحدث بلسان نتنياهو، نقلاً عنه، خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية أمس، «هذه الزيارة تعكس مواصلة توطيد العلاقات الثنائية بين روسيا وإسرائيل».

 

مقتل ستة أطفال في قصف نظام الأسد حضانة بحرستا

عواصم – وكالات:السياسة/07 تشرين الثاني/16/قتل ستة أطفال وأصيب 17 آخرون، أمس، جراء قصف قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد حضانة ومحيطها في مدينة حرستا شرق دمشق. وأظهرت صور جثة طفلة ممدة على سرير داخل مستشفى ميداني والدماء تغطي وجهها، كما تغطي بقع من الدماء الارض داخل الحضانة قرب ألعاب للاطفال وحائط عليه رسومات. وفي مدينة دوما المجاورة، تعد ابرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، قتل اربعة مدنيين جراء قصف لقوات النظام. وأظهرت صور رجلا يجلس داخل غرفة وامامه القرآن والى جانبه جثة ملفوفة داخل كيس بلاستيكي ابيض اللون. من جهة أخرى، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أن القوات المدعومة من تركيا في شمال سورية تهدف الى طرد “داعش” جنوبا من بلدة الباب، مؤكداً أنها باتت على بعد 12 أو 13 كيلومترا عن البلدة. إلى ذلك، أعلنت فصائل من المعارضة السورية عن عملية عسكرية واسعة تم إطلاقها في ريف حماة الشمالي، وذلك لصد هجمات قوات النظام والميليشيات الموالية لها على القرى التي تسيطر عليها المعارضة.

 

المتمردون يهددون السعودية

السياسة/07 تشرين الثاني/16/هدد الحوثيون السعودية بالمزيد من الصواريخ إذا لم تتوقف المملكة عن ما أسموه “العدوان” على اليمن. ونقلت مواقع إلكترونية عن المتحدث باسم ميليشيات الحوثي وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح القيادي شرف لقمان، أمس، قوله إن الانقلابيين يملكون مخزوناً ستراتيجياً من قوة الرد الصاروخية يمكنهم من خوض المعركة حتى النهاية ضد من وصفه بـ”تحالف العدوان” بقيادة السعودية. وأكد أن قوات التمرد المسنودة بـ”اللجان الشعبية” هي التي تمتلك زمام المبادرة في الميدان، مشيراً إلى أن ضربات الصواريخ الباليستية الأخيرة والمقبلة متصلة بإدارة العمليات الدفاعية، وستتواصل ما دامت قوى “العدوان” مستمرة في القتل والتدمير وحصار اليمن، على حد زعمه.وبشأن حصول قوات التمرد الحوثي على دعم إيراني، قال لقمان إن “قوة الردع الصاروخية تم بناؤها وتطويرها وفق ستراتيجية عسكرية اعتُمد فيها على التنوع في مصادر التسليح من دول أجنبي

 

واشنطن: سلوك طهران غير إيجابي والمخابرات الإيرانية شددت قبضتها في الأحواز

واشنطن – وكالات:السياسة/07 تشرين الثاني/16أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر أن “سلوك إيران في المنطقة، خصوصاً حيال قضيتي سورية واليمن غير إيجابي وغير بناء”. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية الصادرة أمس، عن تونر دعوته إيران إلى تغيير سلوكها السياسي في المنطقة برمتها، خصوصاً تجاه أزمتي سورية واليمن، مؤكداً أن “السلوك الإيراني في المنطقة لم يتغير حتى بعد الاتفاق النووي”. وقال إن “الشعارات المعادية للولايات المتحدة في إيران هي مواقف سياسية متطرفة، لكنها لن تكون عائقاً في استمرار التعاون بين إيران وأميركا”، مضيفاً “نحن نتطلع إلى السلوك المستقبلي لإيران في المنطقة، خصوصاً اليمن وسورية وغيرها من المناطق في الشرق الأوسط، من أجل أن تكون مواقفها إيجابية وبناءة”. وجاءت هذه التصريحات تعليقاً على الشعارات التي رفعت ضد الولايات المتحدة في تظاهرات شهدتها إيران الجمعة الماضي، في ذكرى اقتحام طلاب جامعيين متطرفين السفارة الأميركية بطهران دعماً للثورة الإيرانية، واحتجاز 52 أميركياً كرهائن لفترة طويلة العام 1979. وكان المرشد الإيراني علي خامنئي علق على ذكرى اقتحام السفارة الأميركية قائلاً، إن الهجوم على السفارة كانت بتدبير من المرشد الأول الخميني، مطالباً وزير التعليم في إيران بإدراج هذا الحدث في المناهج الدراسية. وقال إن “هذا اليوم هو يوم الشباب المؤمن الذي بمبادرته في السيطرة على وكر التجسس الأميركي سلب العدو أي قدرة على التحرك”.وشدد على أن “التفاوض مع واشنطن لن يساعد في حل المشكلات الاقتصادية”، مضيفاً “الأميركيون يتصفون بالغدر والخيانة، إنهم يعانون في الوقت الحالي من مشكلات داخلية، ويبحثون عن طرق للخروج من أزماتهم السياسية والاقتصادية والدولية والأخلاقية”.من ناحية أخرى، افتتحت وزارة المخابرات الإيرانية جامعة للعلوم المخابراتية في إقليم الأحواز العربي، الذي تحتله إيران. ووصف مسؤول احوازي هذا الإجراء بأنه يأتي لمواجهة تصاعد الحراك الشعبي ضد النظام، مشيراً إلى إنهاء 30 ألف عنصر في “الحرس الثوري” وقوات “الباسيج” مناورات عسكرية في الإقليم للتدريب على مواجهة الاحتجاجات الشعبية وكيفية قمعها.

وجاء تعليق المسؤول الأحوازي رداً على إعلان مدير دائرة المخابرات في شمال إقليم الأحواز العربي حسين باقرزاده عن افتتاح فرع لجامعة المخابرات والأمن في مدينة الأحواز العاصمة. واعترف باقرزاده بصعوبة الأوضاع الأمنية في الأحواز، مشيراً إلى أنه في السابق كانت الجهات أو الشخصيات المعادية في حركات التحرر الأحوازية والمقاومين معدودة ومعروفة وينحصر نشاطها في مناطق جغرافية معينة، لكن المخابرات تواجه حاليا جبهة واسعة وعريضة امتد نشاطها إلى جميع الأصعدة. وأشار إلى أنه نتيجة هذه الأوضاع بات لزاماً على الجهات الأمنية والمخابراتية أن تتدخل بشكل أقوى وأكثر تأثيراً من ذي قبل، ما دفع دائرة المخابرات في الأحواز إلى افتتاح فرع لجامعة المخابرات والأمن في مدينة الأحواز. إلى ذلك، بعث 8499 أستاذاً جامعياً في إيران ينتمون للتيار المتشدد، المقرب من المرشد علي خامنئي، برسالة مفتوحة لرؤساء السلطات الإيرانية الثلاث (التنفيذية والقضائية والتشريعية) كشفوا خلالها بعض ما سموه الحقائق، بينها الظروف الاقتصادية المتردية والوضع المخيب للآمال في المنشآت النووية، بعد الاتفاقية مع الدول الست الكبرى، معتبرين أنها لم تجلب سوى الدمار لإيران. واعتبروا أن الديبلوماسية الإيرانية بقيادة روحاني في قضية الاتفاقية النووية منحت الغرب امتيازات كبيرة من دون تحقيق أي شي لإيران.

 

قيادي مقرب من الحكيم: الحرس الثوري الإيراني يدفع لحرب بين بغداد وأنقرة لخدمة الأسد والحوثيين وواشنطن طلبت من العبادي عدم دخول "الحشد" تلعفر

بغداد ـ باسل محمد:السياسة/07 تشرين الثاني/16/انتهت المرحلة الأولى من المعارك البرية بين قوات فصائل “الحشد” الشيعية المدعومة من ايران وبين مسلحي تنظيم “داعش” على المحور القتالي، غرب الموصل، شمال العراق بحصيلة حقق فيها “الحشد” أهم تقدمين هما السيطرة على خط اللاين وطريق عداية الستراتيجي وهما ممران لـ”داعش” للإنتقال من الموصل الى سورية والعكس. وكشف قيادي في المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة الزعيم الشيعي عمار الحكيم لـ”السياسة”، أن ديبلوماسيين أميركيين يجرون اتصالات حثيثة مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لإقناعه بمنع فصائل “الحشد” من دخول تلعفر، شمال غرب الموصل والتي تضم تركمان سنة وشيعة. وقال القيادي المقرب من الحكيم إن واشنطن تريد تفاهماً مع العبادي قبل وصول “الحشد” الى ضواحي تلعفر بعدم دخولهم البلدة والسماح لقوات الشرطة الإتحادية والمحلية وقيادة عمليات نينوى المتقدمة من المحور الجنوبي للموصل من جهة بلدة القيارة والشورة وحمام العليل بتغيير مسار بعض القوات باتجاه مسار تلعفر وتولي اقتحامها واستعادتها من سيطرة “داعش”. وأضاف إن الأميركيين حذروا العبادي من أن إصراره على دخول “الحشد” تلعفر قد يفجر صداماً مسلحاً مع القوات التركية المتمركزة في معسكر بعشيقة، شمال الموصل، وهو تطور قد يهدد العملية العسكرية الهجومية لتحرير الموصل برمتها ويمنح “داعش” فرصة عظيمة للمناورة وربما العودة للسيطرة على مناطق فقدها أثناء القتال في الأسابيع الماضية. وأشار إلى أن محادثات جرت على مستوى ضيق وسري داخل قيادات التحالف الوطني الشيعي الذي يقود حكومة العبادي لبلورة موقف موحد من الدور الأميركي لمنع “الحشد” من دخول تلعفر واحتمال موافقة العبادي على طلب واشنطن وبالتالي الأمور اتجهت الى بعض الإنقسام، فـ”التيار الصدري” والمجلس الأعلى الإسلامي يميلان الى القبول بعدم دخول “الحشد” تلعفر بهدف المحافظة على الانتصار العسكري على “داعش” في الموصل وادامة زخم هذه الإنتصارات، كما أن الصدر والحكيم يعتبران قرار تجنب دخول تلعفر بأنه قرار سياسي وعسكري ذكي لحرمان تركيا من أي ذريعة للتدخل أما موقف بقية الأطراف الشيعية سيما منظمة “بدر” برئاسة هادي العامري و”العصائب” برئاسة قيس الخزعلي و”حزب الله” العراقي برئاسة أبو مهدي المهندس إضافة الى “الحشد” مرتبطة برئيس الوزراء السابق نوري المالكي، فقد اصرت على دخول تلعفر وتحدي القوات التركية. وأكد أن المواقف في ايران نفسها بدت منقسمة بشأن دخول “الحشد” تلعفر أو عدم دخولها، فالحرس الثوري الإيراني ومسؤوله في العراق قاسم سليماني يؤيد المواجهة مع تركيا شمال العراق أي نشوب صراع إقليمي لأنه سيخدم بطريقة فعالة نظام بشار الأسد في سورية ومجريات الصراع فيها وسيؤجج الوضع في اليمن وسيقوي موقف الحوثيين هناك وهذا ما تريده طهران أما مواقف وزارة الخارجية الإيرانية فتتجه إلى اجراء اتصالات تركية إيرانية بشأن تلعفر لتسوية المشكلة بطريقة مناسبة وتفادي أي مواجهة بين القوات التركية وبين فصائل “الحشد” المدعومة من ايران شمال غرب الموصل. وحذر القيادي المقرب من الحكيم من أن الصدام مع تركيا ليس في مصلحة العراق أو تركيا واحتمال تفجر العنف الطائفي في المدن العراقية قد يعود اذا نشبت حرباً بين بغداد وأنقرة، مؤكداً أن الوضع السياسي سيزداد سوءاً مع اندلاع مثل هذا الصراع، كما أن العراق في وضع اقتصادي لا يستطيع خوض حرب مع دولة قوية مثل تركيا وسيذهب الى السيناريو السوري أي ظهور فصائل معارضة عراقية تقاتل مع تركيا ضد القوات العراقية، لذلك يجب التعامل مع هذا الملف بحنكة من دون تصعيد في التصريحات الإعلامية والمواقف السياسية.

ولفت إلى أن الهدف المهم للحكومة العراقية هو انهاء “داعش” في العراق والذهاب الى بناء المدن المحررة من سيطرة المتطرفين وإعادة النازحين وتحسين الأقتصاد ووقف الإحتجاجات حول الفساد لأنها قد تعود الى حدتها اذا نشبت الحرب مع تركيا وليس كما يعتقد البعض بأن هذه الحرب ستوقف الاحتجاجات لأن الوضع المالي قد ينهار في البلاد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون ينتقم من إتفاق «الطائف»... بتنــفيذه!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 07 تشرين الثاني 2016

ليس واضحاً إذا كان كل الذين سمعوا «الجنرال»، في خطاب القسَم، يعلن الجهاد لتنفيذ «الطائف»، «في شكل كامل وغير استنسابي»، قد ارتاحوا إلى ذلك الموقف، أو أنهم بدأوا الاستعداد لإحباطه... أو لمواجهته بـ»حرب إلغاء» سياسية!

بعد 26 عاماً، تمّت الأعجوبة، بوجوهها الثلاثة:

1 - إنّ العماد عون الذي خاض حرباً ضارية لإسقاط «اتفاق الطائف» هو الذي جاء اليوم لتنفيذه «من دون انتقائية واستنسابية، وتطويره وفق الحاجة من خلال توافق وطني».

2 - إنّ السوريين الذين قاتلوا عون وهزموه وتولّوا رعاية التنفيذ السيئ لـ»الطائف» وافقوا اليوم، مع حلفائهم، على وصوله إلى الرئاسة الأولى، بغطاء القوى الدولية التي قال يوماً إنها «تستطيع أن تسحقني لكنها لن تأخذ توقيعي».

3 - وصل عون إلى بعبدا في موكب «وحدة الدم» المسيحي مع الدكتور سمير جعجع الذي خاض معه حرب إلغاء مدمِّرة في ذلك الحين، كانت هي المعبر لولادة «الطائف»!

إذاً، إنه زمن الأدوار والمواقع المقلوبة. وربما يكون الزمن الذي تُكتَب فيه نهاية الأحزان للحروب القديمة التي لم تكتمل، بل أقفلها «الطائف»، «على زَغل»: «حرب الإلغاء» و»حرب التحرير».

وَعَد الرئيس عون في خطاب القسَم بإصلاح الخلل في «الطائف»، وهذا يعني في الدرجة الأولى التزام نص «الطائف» وروحه في إعلان أن لا شرعية لِما يناقض صيغة العيش المشترك، أي المناصفة.

والمناصفة كما يفهمها عون، وكما اعتاد تفسيرها «التيار الوطني الحر»، واضحة المعالم. وفي ظلّها قرّر تعطيل نصاب جلسة الانتخاب في المجلس النيابي 45 مرّة، لعامين ونصف العام، وفضَّل الشغور الرئاسي على أن يأتي رئيس للجمهورية «لا يمثّل المسيحيين».

لقد حقّق عون انتصاراً شخصياً بوصوله إلى القصر، وحقّق مقولة «الأقوياء» في طوائفهم، التي طرحها ذات يوم وقابلها كثيرون بالاستخفاف يومذاك.

إنّ التحدّي الأول، في تنفيذ «الطائف»، يكمن في اعتماد قانون انتخابات نيابية يلتزم معايير المناصفة الفعلية لا الصوَرية. فلا يأتي غالبية ممثلي المسيحيين في المجلس النيابي المقبل بلوائح الآخرين وبأصوات ناخبيهم.

وإذا كان يُراد الإبقاء على هذا الواقع تحت شعار الحفاظ على التنوّع- وهذا جيِّد وطنياً- فيمكن تحقيق ذلك في شكل متبادل، بحيث يُعطي قانون الانتخاب العتيد للمسيحيين أيضاً قدرة على المجيء بنواب غير مسيحيين، بنسَب متوازنة، ما يحافظ في آن معاً على المناصفة وروحية الشراكة الوطنية.

ولا عُذر هنا في التذرُّع بطبيعة التوزّع الجغرافي للناخبين المسيحيين على امتداد الرقعة اللبنانية. فقانون الانتخاب قادر على إيجاد الحلول والبدائل، إذا وُجدت النيّات.

والعماد عون في القصر الجمهوري سيتخلّى عن طرح «اللقاء الأرثوذكسي» الذي يمكن اعتباره ردّ الفعل الأقصى على تهميش التمثيل المسيحي. ولكن، هل ستتمّ ملاقاته إلى منتصف الطريق؟ وهل سيوافق عون على السير بقانون يكرِّس الواقع القديم، المَشكو منه؟

وفي عبارة أخرى: هل سيتصرّف عون تجاه الانتخابات النيابية كما تصرّف تجاه الانتخابات الرئاسية؟ أي هل سيعتبر أنّ التمديد للمجلس أفضل من تمرير الانتخابات بقانون مُجحف للمسيحيين؟ وهل يفضِّل تعطيلها إذا لم يكن يرعاها قانون انتخابات عادل يمثّل المسيحيين ويكرِّس الشراكة؟

التجربة أظهرت العكس. فالعماد عون اتخذ في ملف الانتخابات النيابية موقفاً يعاكس موقفه في ملف الانتخابات الرئاسية، إذ فيما كان يعطّل الانتخابات الرئاسية حتى تتحقق شروط الميثاقية، أصرّ على إجراء الانتخابات النيابية ولو بالقانون الساري المفعول، إذا تعذّر إقرار القانون العادل. ولذلك هو رفض التمديد مرتين للمجلس. إذاً، سيكون استحقاق الانتخابات النيابية هو الامتحان الأول لمدى التزام العهد لتطبيق «الطائف»، «كاملاً وغير استنسابي». وعلى نتائج هذه الانتخابات، في أيار 2017 مبدئياً، سيُبنى العهد بكامله، وسيتقرَّر ما إذا كان سيلتزم الميثاقية بحكوماته وتشريعاته وقراراته كافة، أم أنه سيتابع المسار الذي اتّبعَته العهود السابقة، منذ الطائف. وعلى الانتخابات النيابية وقانونها، ستتقرَّر الخطوات التالية في مسار تصحيح «الطائف»: تنفيذ البنود غير المنفّذة، وتصحيح تنفيذ البنود التي جرى تطبيقها في شكل سيئ. ولكن أيضاً، سيكون هناك استحقاق تصحيح الخلل في صلاحيات رئيس الجمهورية التي جاء بها «الطائف» نفسه، وجعلها أحياناً أدنى من صلاحيات وزير. فلا يضطرّ الرئيس، بعد اليوم، إلى البحث عن سُبل من خارج الدستور لتدعيم موقعه وقراراته.

يراهن كثيرون على أنّ العهد الجديد سيعيد التوازن المفقود في معادلة السلطة. ويبدأ ذلك بالتمثيل العادل في الحكومة. لكنّ القوى الأخرى كلها تنتظر أن تقطف ثمرة الأدوار التي أدّتها لولادة التسوية الحالية.

فالرئيس برّي يقول إنه رَدّ «الدَين الذي في ذمّته» إلى الحريري وسَمّاه لرئاسة الحكومة. وعلى عون أن يردّ الدَين لبري لأنه لم يعطّل نصاب الجلسة «الذي كان في جيبه»، وطبعاً عليه أن يردّ الدين للحريري الذي ساهم في إقناع السعوديين بتأمين التغطية للصفقة. وعلى الحريري أن يقدّر لـ«حزب الله» عدم إقدامه على «الخَربطة»، والموافقة ضمناً على تسميته! إذاً، الجميع يريد اليوم أن يحصل على مكافأة ما. والجميع على حقّ في ذلك. ولكن في الواقع، الجميع «مُدَيِّن» و«مَدْيون» في الوقت عينه. وبدءاً من عملية التأليف الحكومي ستظهر الرغبات، وسيقوم كل طرف بتذكير الآخرين بما له من فضل عليهم وعلى التسوية.

وكان لافتاً أن يخاطب برّي عون، فور انتخابه، قائلاً: «أنتم ركن من أركان شرعية هذا المجلس». فهو بذلك أعطى الانتخاب بُعدَه الواقعي. ولكن، على الأرجح، لم يكن عون أساساً في حاجة إلى التذكير، فهو اختبر من التجربة أنّ الأحلام في لبنان تمتطي جياد الواقعية لكي تصل، سواء أعجبها ذلك أم لم يعجبها.

واليوم، يأتي عون إلى رئاسة الجمهورية حاملاً أمانة تنفيذ «الطائف» لا إسقاطه. وهذا يعني أنّ على الذين دعموه قبل وصوله إلى الرئاسة أن يدعموه بعد وصوله أيضاً. فهل انتهى طموح بعضهم إلى المؤتمر التأسيسي مثلاً؟ إذا كان وصول عون إلى الرئاسة يُحقّق المعجزات الوطنية التي يعترف بها جميع حلفائه وخصومه على السواء، ألم يكن عدم الإقدام على انتخابه حتى اليوم خطيئة؟ وإذا كان وصوله اليوم هو مجرد خطوة اضطرارية ومرحلية، أليس من الجريمة عدم تحويلها لحظة تاريخية، من جانب الخصوم والحلفاء ومن جانب عون نفسه؟ وإذا كان عون يأتي اليوم للقتال من أجل «الطائف»، «كاملاً ومن دون استنساب»، ألن يصطدم بالقوى التي لطالما نفَّذت بنوداً في «الطائف» مجزوءة أو مزوَّرة من جهة، وتجاهلت تنفيذ بنود أخرى من جهة أخرى، أم انّ هذه القوى ستتجاوب معه؟ أليست هذه القوى هي إيّاها التي لطالما تَغنّت بـ«الطائف» وأخذت على عون أنه «مشاغب على الطائف»؟ لم يبدأ عون عهده بعد. ولا الآخرون بدأوا عهدهم مع عون. ولكن، في زمن الأدوار المقلوبة، سينتقم عون من «الطائف»... بتنفيذه. فهل سيردّ هؤلاء فينتقمون من عون بعدم تنفيذه؟ سيكون مثيراً مشهد الجميع وهم ينخرطون في اللعبة الجديدة، ويضطرون إلى كشف أوراقهم الحقيقية، أو إلى الاستعانة بأوراق من خارج الطاولة!

 

 خطاب «ما بعد القسم»: طاقة متحرّكة للإسراع بالإنطلاق

وسام سعادة/المستقبل/07 تشرين الثاني/16/

انطباع أساسي يمكن الخروج به في اثر خطاب «ما بعد القسم» الذي ألقاه الرئيس ميشال عون بالأمس أمام الجموع التي أمّت القصر الجمهوريّ دعماً للعهد الجديد: ان الرّجل يعتزم الإسراع في التشكيل الحكوميّ، في مدّة معقولة من الوقت.

وبالتالي، على أصحاب المصلحة في التأخير أو التعجيل بالتشكيل، في الحالتين، الأخذ في الإعتبار هذه الطاقة المتحرّكة من رأس الدولة بهدف التسريع، فيلاقى الرئيس حيث يجب أن يلاقى، وتزال الحواجز من أمامه، ومن أمام التشكيل الحكومي، بالشكل المعقول للإقلاع بحمولة مقبولة، أو بوزن زائد «محتمل«.

رمزية «الخطابين»، واحد أمام المجلس، والثاني أمام الجموع، لها دلالات استثنائية في تاريخ مؤسسة الرئاسة في لبنان. ويمكن مقاربتها من زوايا نظر عدّة، وبمعايير مختلفة، فهي بمعيار الشرعية شيء، وبمعيار الفصل بين السلطات شيء آخر. يبقى أنّها تزوّد الرّجل بطاقة متحرّكة يخطئ من يكابر عليها، خصوصاً مع بداية العهد. المزاوجة بين هذه الطاقة وبين منطق الفصل بين السلطات ليست على طول الخط بالشيء الميسّر، لكنّها الآن بالتحديد حاجة حيوية، ولا غنى عنها من أجل الإقلاع، من دون إطالة، ليس فقط بالحياة الحكومية، وانما بالعملية السياسية ككل، لاسيّما أن الرئيس الحكم، يتولى من الآن فصاعداً طاولة الحوار أو عملية ادارة الحوار الوطني بشكل عام. يأتي كلام الرئيس عون مباشرة بعد كلام لزعيم «حزب الله» نقل فيه دلالة «الميثاقية» الى معنى أقرب لـ»المونة»، من دون أي تغطية دستورية، ولا لغة مؤسساتية: صبروا عليك كي تنال ما تريد في الحكومة الماضية، وعليك أن تصبر لنيل ما نريد في الحكومة العتيدة.

في المقابل، أخذ رئيس الجمهورية المسألة في اتجاه مختلف: اعادة وضع «الميثاقية» تحت سقف الآلية الدستورية، وبتحدّ قوي لأي «رأس ينوي خرق الدستور«.

ان كان لهذا الكلام مدلول سياسي مباشر، والأرجح أن له، فهو مدلول يطالب «بالسرعة الممكنة» التي أتى على ذكرها الجنرال في لحظة أخرى من كلامه بالأمس.

التحدي الآن ملاقاة الرئيس في طاقته التحريكية الهادفة الى الاقلاع بالعهد سريعاً، وعدم التباطؤ، في مقابل منطق «الصبر لارضاء كل مكونات الثامن من آذار» الذي سوّق له عملياً السيد حسن في كلامه الأخير.

المدخل الأول لهذه الملاقاة عدم رفع السقوف التعجيزية، والإقرار أولاً وآخراً بأن ثمّة من يشكّل الحكومة، وثمة من يتشكّل فيها، وثمة في نهاية الأمر تشكيلة ستتقدّم أمام المجلس النيابي، على أساس بيان وزاري لها، فيناقش البيان ثم تأخذ الحكومة الثقة. هذا هو المسار الدستوري، ولا يمكن «الخروج عنه بالتراضي»، ولسبب بسيط، وهو أن الخروج عنه لا يكفل التراضي، في حين أن التزام هذا المسار، وأوله أن ثمة من يشكل الحكومة، أي ثمة رئيس مكلف بالتشكيل مع رئيس البلاد، وثمة استشارات نيابية، ونصائح ومطالب من الجميع، من دون أن يكون الجميع في موقع تشكيلها، هو الذي يكفل انضاج التشكيلة، بأفضل ما يمكن - في الواقع الحالي لتوازن القوى الشكلي والفعلي - في أسرع ما يمكن.

هذا عن المسار الدستوري، وهو واضح، ولا يعني هذا التقليل من أهمية ما هو مطلوب سياسياً للاسراع في التشكيل، من دون أن يكون مقتضى دستورياً. ذلك أن السعي الى اشراك الرئيس نبيه برّي في «روحية التشكيل» أولاً، وفي صيغته ثانياً، فيه مصلحة أكيدة، ولأن فيه مصلحة أكيدة، ينبغي دائماً التشديد على «ثلاثية» ما يمثله الرئيس برّي الآن: فهو ليس فقط «من يفاوض بالنيابة عن الفريق الشيعي ككل»، بل هو رئيس تكتل نيابي يجد ثقله الشعبي الأساسي في جمهور حركة «أمل«، وهو رئيس للمجلس النيابي، ومعنيّ أساسي بعدم انهيار مؤسسات «الجمهورية الثانية«.

 

تأليف الحكومة والانتخابات النيابية في الربيع طلائع المرحلة الاختبارية للعهد

 روزانا بومنصف/النهار/7 تشرين الثاني 2016

تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مجموعة من التهاني الدولية بانتخابه دفعت البعض الى اشاعة اجواء بأن مناخات الاعتراض على وصول عون الى الرئاسة لم تكن حقيقية. لكن الواقع ان الدول تنحي "بعواطفها" وراءها لمصلحة التعاطي مع الامر الواقع خصوصا متى كان التغيير الذي حصل في لبنان على صعيد التوافقات التي ادت الى انتخاب رئيس الجمهورية قد انخرطت فيه قوى داخلية بغض النظر عن الاسباب التي ادت الى ذلك ومتى كانت الدول المؤثرة والتي تشعر نفسها بأنها معنية لم تتمكن ولا تتمكن من تقديم بدائل حلول للبنان في الازمة التي واجهها. يضاف الى ذلك ان القلق الخارجي على لبنان كان ولا يزال حقيقيا ليس محبة به بل لعدم القدرة على مواجهة مشكلة اخرى في المنطقة . هذا القلق كان محوره امران ، احدهما مشارفة لبنان وضعا اقتصاديا انهياريا اذا استمرت الازمة ، واحتمال مشارفته وضعا سياسيا انهياريا في حال الوصول الى الربيع المقبل موعد الانتخابات النيابية من دون رئيس للجمهورية والاضطرار الى اجراء انتخابات وتحول الحكومة الى تصريف الاعمال.

بالنسبة الى مصادر ديبلوماسية معنية ترى ان انتخاب عون اتى وفق موازين قوى معينة وظروف معقدة، فان المرحلة المقبلة خاضعة للاختبار بقوة على قاعدة الحكم على بضعة امور في مقدمها: تأليف الحكومة وما اذا كانت ستكون عملية التأليف مسهلة او معقدة انطلاقا من انها ستكون مؤشرا على النية في استعادة المؤسسات الدستورية عملها ام لا، وكذلك الامر بالنسبة الى نوعية الاشخاص الذين سيكونون في الحكومة بمعنى ان يوحوا الثقة ام لا. اذ ليس خافيا ان هناك ارتياحا لعودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة وما يعنيه ذلك من امكان ضخ زخم في الوضع الاقتصادي الى جانب انتخاب رئيس للجمهورية. لكن الامور تبقى رهنا بالاعتبارات او القيود التي سيسلم بها إن على صعيد تأليف الحكومة وتوزيع الحقائب او على صعيد البيان الوزاري. ومن الخطوات البارزة المرتقبة ما اذا كان لبنان سيتجه فعلا الى إجراء انتخابات نيابية في الربيع المقبل وهو مطلب يلح المجتمع الدولي على لبنان ان يلتزمه وعدم التمديد مجددا للمجلس النيابي. اذ تقر المصادر الديبلوماسية ان هناك استحقاقات مهمة يفترض ان يواجهها الحكم الجديد خصوصا ان هناك علامات استفهام حول مدى الاختلاف الذي سيحدثه الرئيس عون وهو في رئاسة الجمهورية وليس زعيما لتيار سياسي، علما ان بعض التصريحات التي اطلقت من محيطه الاقرب حتى بعد انتخابه لم تثر ارتياحا بل قوبلت بشكوك كبيرة لم يتوان اصحابها عن مصارحة الرئيس عون بها على قاعدة ان ما قبل الرئاسة لا يمكن ان يكون كما بعدها وان لغة الخطاب وطبيعته يجب ان تتغيرا في كل المقاربات السياسية المعتمدة من جانبه. وهذا لا يشمل اسلوب التعاطي مع الافرقاء السياسيين فحسب بل ان هناك جملة عناوين وملفات ينتظر كثر في الخارج كما في الداخل كيفية مقاربتها، من بينها طبيعة العلاقة التي ستكون بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في ضوء عدم اخفاء سياسيين امام سفراء مؤثرين المخاوف من العودة الى معادلة الحكم ايام اميل لحود، ومن ثم طبيعة الاصطفافات الجديدة في ضوء اندثار ما كان يعرف بقوى 14 آذار وتفكك 8 آذار الى حد كبير وطبيعة تأثير كل ذلك على الحركة السياسية في الحكم وما اذا كل ذلك سيساهم في الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني كما هو مرجو ام لا. وكذلك الامر بالنسبة الى مقاربة موضوع اللاجئين السوريين والعلاقات مع الخارج. وهي كلها لن تحسم من اليوم الاول لكن مؤشراتها ستكون في الانتظار.

 

هل يكون العهد عهد العبور إلى الدولة القوية فيساعد "حزب الله" على جعله سالكاً وآمناً؟

اميل خوري/النهار/7 تشرين الثاني 2016

إذا كان عهد الرئيس بشارة الخوري وُصِف بعهد الاستقلال، وعهد الرئيس كميل شمعون بعهد الازدهار، وعهد الرئيس فؤاد شهاب بعهد الاستقرار والاصلاح، فهل يمكن أن يوصف عهد الرئيس العماد ميشال عون بعهد العبور إلى الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها ولا دولة سواها ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها؟الواقع أن العبور الى مثل هذه الدولة يتطلّب تعاون الجميع وبصدق، ولا سيما "حزب الله" وإيران، كي يكون هذا العبور سالكاً وآمناً، وإلّا فإن "حزب الله" يكون قد أُحرج بانتخاب عون رئيساً وكان يفضّل استمرار الشغور الرئاسي الذي يفتح أبواب الفراغ الشامل الذي لا خروج منه إلّا بعقد "مؤتمر تأسيسي" يعيد النظر في اتفاق الطائف وربما في الصيغة اللبنانية. أمّا إذا كان الحزب يريد فعلاً النجاح لعهد عون وليس انتخابه رئيساً فقط، وكانت ثقته به كبيرة وكاملة، فلا ينبغي أن يعود الى المفردات المعرقلة مثل: "الثلث الضامن" أو المعطّل في الحكومة، وثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" لأن الرئيس عون يجسّد بشخصه كل ذلك والحزب يثق به ثقة مطلقة. أما إذا عاد الى المطالبة بـ"الثلث الضامن" الذي تحوّل ثلثاً معطلاً باسم كذبة "الشراكة الوطنية"، والمطالبة أيضاً بثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، فلا شيء يكون قد تغيّر، خصوصاً بعدما أكّدت المقاومة أنها هي وحدها التي تقرر من دون العودة الى الجيش ولا الى الشعب، وهو ما فعله الحزب عندما قرّر منفرداً التدخّل عسكرياً في سوريا وفي غير سوريا.

والسؤال الذي ينتظر الجواب وعسى في وقت قريب هو: هل يريد "حزب الله" بعد انتخاب حليفه العماد عون رئيساً للجمهورية أن يسهل أمامه اقامة الدولة القوية التي لا دولة سواها؟ فإذا لم يساعد على اقامة هذه الدولة في عهد حليفه عون، ففي أي عهد يقيمها؟ وإذا لم تقم هذه الدولة في عهد العماد عون القوي، وقد قال كل منهما للآخر: "مثلما كنا قبل الرئاسة سنكون بعدها"، ففي أي عهد تقوم؟

لذلك، فإن تشكيل الحكومة العتيدة بسرعة وتوزيع الحقائب على أعضائها توزيعاً يضع الوزير المناسب في المكان المناسب، هو أول دليل على أن لبنان بدأ يسير في الطريق الصحيح، والدليل الآخر هو الاكتفاء ببيان وزاري يفصّل خطاب القَسَم الموجز والذي أرضى الجميع، بيان يزيل كل التباس حول كل عبارة فيه، ولا سيما بالنسبة الى المقاومة والى تحييد لبنان. إن عهد العماد عون سوف يكشف حقيقة نيات زعماء الداخل ونيات أصدقاء لبنان في الخارج، ولا سيما إيران التي تدّعي الصداقة له، لكنها لم تعطِ أي دليل حسّي على ذلك منذ العام 2005، أي منذ خروج القوات السورية من لبنان، إذ إنها جعلت "حزب الله" لا يعترف بنتائج انتخابات 2005 و2009 لأن قوى 14 آذار فازت فيها بأكثرية المقاعد النيابية وكان من حقها انتخاب رئيس للجمهورية منها، وكذلك تشكيل حكومة منسجمة ومتجانسة، لا أن يفرض على هذه الأكثرية تشكيل حكومة "وحدة وطنية" كاذبة، لا وحدة بين أي مكوّن وآخر من مكوّناتها حتى على المواضيع العادية، فكانت حكومات فاشلة وغير منتجة، وأن يفتعل الحزب حوادث 7 أيار لتعطيل تنفيذ قرارات اتخذتها الحكومة، وجعل مؤتمر الدوحة يفرض على لبنان اتفاقاً مخالفاً للدستور، وأن يخالف الحزب سياسة "النأي بالنفس" التي قررت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي اعتمادها مع أنها وصفت بحكومة "حزب الله"، فقرّر منفرداً المشاركة في الحرب السورية من دون الأخذ في الاعتبار انقسام اللبنانيين انقساماً حاداً سياسياً ومذهبياً حول هذه الحرب، وأن يوافق الحزب على "إعلان بعبدا" ثم يدعو الى "نقعه وشرب مائه"، وأن يرفع صوته بعد اجتماع أقطاب الحوار في قصر بعبدا ليقول عند حصول خلاف على صيغة البيان الذي يتناول موضوع المقاومة: "اكتبوا ما شئتم ونحن نفعل ما نشاء"... يبقى السؤال المهم الذي ينتظر الجواب من خلال تشكيل الحكومة وبعد تشكيلها وهو: هل سيغير "حزب الله" تعامله مع العهد الجديد وهو عهد حليفه، ليشعر الناس انهم انتقلوا فعلاً من حال الى حال، وأن لبنان سينهض فعلاً في كل المجالات ويكون بلد الاستقرار والازدهار في ظل دولة قوية، وليس في ظل رئيس قوي على رأس دولة ضعيفة. وهل ستغيّر ايران سلوكها مع لبنان ما دام انها اعتبرت فوز العماد عون بالرئاسة انتصاراً لـ"حزب الله"، فتساعد على ترجمة هذا الانتصار أفعالاً وليس أقوالاً، وإلّا تحولت مهرجانات الابتهاج بفوز عون وبتأليف حكومة برئاسة الحريري مسيرات احتجاج تعبيراً عن خيبة الأمل بالعهد الجديد لأن "حزب الله" لم يتغير وإيران لم تغيره...

 

سيدان من فيرونا: نبيه برّي والسيّد حسن

وسام سعادة/القدس العربي/07 تشرين الثاني/16

مَثَلُ الرئيس نبيه برّي والسيّد حسن نصر الله بالنسبة إلى الصعود الإجتماعي والسياسيّ لشيعة لبنان كمثل «سيدان من فيرونا» في المسرحية الملهاتية المبكرة لوليم شكسبير. في أعقاب أول انتخابات تشريعية بعد الحرب ـ عام 1992 -، تبوأ رئيس حركة أمل نبيه بري رئاسة البرلمان، ولا يزال عليها منذ ربع قرن، وتتسابق القوى السياسية كافة اليوم للتأكيد على أنّه محتفظ بها بعد الإنتخابات التشريعية المقبلة. في وقت سابق من العام نفسه – 1992، اغتالت مروحيات اسرائيلية أمين عام «حزب الله» السيّد عباس الموسوي، باستهداف موكبه، فخلفه شابٌ في الثانية والثلاثين من العمر، هو السيد حسن نصر الله. وكان نصر الله انضم إلى الحزب في بدايات تأسيسه، آتياً من «حركة أمل» مثل سواه من المتحمسين لثورة الخمينيّ داخل الحركة، الذين لم يستطيعوا تقبّل مشاركة نبيه برّي في صيف الاجتياح الاسرائيلي للبنان في «هيئة الانقاذ الوطني» التي شكّلها الرئيس الياس سركيس وضمّت في عضويتها الشيخ بشير الجميّل.

مع فارق العمر بينهما – 22 عاماً ـ تخرّج برّي ونصر الله من الـ»فيرونا» نفسها، «حركة أمل». سوى أنّ الأوّل، برّي ـ وهو قرين فالانتين في مسرحية شكسبير، وقع باكراً في حبّ «الدولة»، على طريقته، بحيث يتبوأ أعلى المناصب الموكلة للشيعة فيها، ويحفر إسمه في ذاكرة الجماعة كبطل إدخالها، بكثافة إلى مؤسسات الدولة وأجهزتها ومرافقها وصناديقها، وبسعي، منهجي حيناً، ومرتجل حيناً آخر، للمواءمة بين مسارات «لبننة الشيعة» وبين مسارات «تشييع لبنان»: هو نفسه نبيه برّي الذي خاض جولة حربية مع وليد جنبلاط في منتصف الثمانينيات دفاعاً عن العلم اللبنانيّ، والذي أعلى شتلة التبغ، رمز مزارعي الجنوب، فوق الأرزة مرتبة، في تصريح له منتصف التسعينيات. عشق برّي الدولة كما عشق فالانتين سيلفيا كريمة دوق ميلانو!

أمّا السيد حسن فهو نظير بروتيوس في عمل شكسبير. لم تكن طريق سيلفيا، طريق «الإنخراط» في الدولة، دولة القطاع العام المنتفخ جداً بالنسبة إلى نظام يباهي بقدسية الملكية الخاصة والمبادرة الفردية والسرّ المصرفيّ، هي طريقه. وطوال مدّة الوصاية السوريّة كان حزبه يفهم جيّداً أنّ عليه الاكتفاء بكتلة في البرلمان، دون مشاركة في الحكومة، بل دون حصّة أساسية في التوظيفات الإدارية، وحظي حزبه بالمقابل باستثنائه من موجبات حلّ الميليشيات. في مطلع عهد إميل لحّود نظّر نصر الله لمفهوم «المواكبة»، مواكبة الحزب للحكومة والدولة، لا الإنخراط فيها. حب «الإنخراط» ومنافسة الغير على المراكز والحصص والمنافع في الدولة فيه شيء من حبّ فالانتين لبنت الدوق، وحب «المواكبة» دون الإنخراط، فيه شيء من حبّ بروتيوس لجوليا.

تكفّل أفول الوصاية بتعديل المشهد. في مسرحية شكسبير، يلتحق بروتيوس بصديقه الفيروني فالانتين في ميلانو، ليس قبل وداع مؤلم مع حبيبته جوليا. لكن بروتيوس ما أن يصل إلى ميلانو حتى ينسى أمر جوليا هذه، ويهيم هو الآخر حبّاً بسيلفيا.

وهكذا «حزب الله» بعد رحيل الجيش السوري، ينخرط في الحكومات، ينادي على أنصاره للدخول في الإدارات، يفاصل على الرّخصة التي ستعطى لأعماله الحربية في البيان الوزاري، وتصير علاقته بنبيه برّي وحركة أمل قائمة بوضوح على تصدّره هو للواقع الشيعي العام، دون أن يتمكّن في الوقت نفسه من تجاوز حدّ الثنائية إلى الأحاديّة. «حب الإنخراط في الدولة» هذا ـ عشق سيلفيا، لم يدفع بالحزب، مع ذلك، للتمثّل بتجربة برّي، والسعي مثلاً، إلى «قوننة» الرأس والجسم. بالعكس. في فترة الوصاية، فترة «مواكبة» الحزب للدولة وعدم الإنخراط فيها، حدث أن زار كوفي عنان السيد حسن، وأن حضر السيد حسن في الصف الأمامي لإفتتاح القمة الفرنكوفونية. حب الإنخراط في الدولة / سيلفيا، صنع من نبيه برّي «رجل دولة» على الطريقة اللبنانية، وشيخاً للبرلمانيين العرب، لكنّه أبعد السيد حسن والحزب عن كلّ «قوننة» بالنتيجة. بروتيوس أيضاً، عندما نسي جوليا، وهام بحبيبة صديقه، سيلفيا بنت الدوق، حوّله عشقه المستحيل إلى زعيم قطاع الطرق والعصابات الخارجة عن القانون في الغابات المحيطة بميلانو. طبعاً، الفارق اللبنانيّ، أنّ الغابة المسلّحة هذه سيطرت على ميلانو / بيروت، نفسها!

أدبياً، ثمّة مناخ نقدي غالب يميل إلى اعتبار «سيدان من فيرونا» أضعف مسرحيات شكسبير من حيث الحبكة. خصوصاً في نهاياتها حين يحاول بروتيوس الإيقاع بسيلفيا في الغابة، وأخذها عنوة، ويتدخل فالانتين لإنقاذها في الوقت المناسب، فالانتين التي سبق لبروتيوس نفسه أن أشاع لسليفيا خبراً بوفاته. فأغرب ما في المسرحية، وأضعف ما عند شكسبير، هو أنّ فالانتين بعد انقاذه لسيلفيا يعود ليتصالح مع صديقه القديم، ويغالي في الصداقة فيهديه سيلفيا عربوناً لتجديدها!

لكن ما أعتبره النقاد الأدبيّون ضعفاً في الحبكة، ودليلاً على يفاعة الكاتب، سيعدّه «الإنثروبولوجي الدينيّ» رينيه جيرار نصّاً مفتاحياً لدراسة «رغبة المحاكاة» حيث تصنع الرغبة بالتمثّل بالآخر التضاد، وحيث يعود التضاد فينقل التماثل إلى مرتبة جديدة. وهكذا، عندما يهدي فالانتين سيلفيا لصديقه، يغمى على الصبي التابع لبروتيوس، لينكشف أمر هذا الصبي ويتبين أنّه ليس سوى حبيبته السابقة جوليا. على وقع صدمة انكشافها، تنزاح مشاعر بروتيوس مجدّداً، فينسى غرامه لسيلفيا، بعد أن أهداها صديقه له، ويرجع إلى حبيبته الأولى.

نزعة المحاكاة وما تفرزه من تضاد وتمثّل في الوقت نفسه تتخذ مساراً أكثر تركيباً عند شيعة لبنان. مضت أكثر من احد عشر عاماً على دخول «حزب الله» إلى الحكومات والإدارات، ووقوعه في «حبّ الدولة» على طريقته، المحاكية جزئياً لطريقة حركة أمل، والمختلفة عنها جوهرياً في آن. لم يعرف أخصام الحزب في باقي الطوائف ما هو الأفضل لهم حقيقة، أن يبقى الحزب خارج الدولة، أو أن يزداد انخراطاً فيها. أن تبقى ميليشياته صاحبة قرار الحرب والسلم، أو أن «تندمج» ميليشياته بالقوى المسلّحة الشرعية فتغرقها بلونها هي. أن يستنزف الحزب لسنوات طويلة في قتال مرير بسوريا، أو أن يكون عليه تصريف كلّ الطاقة الزائدة في الداخل اللبناني. أحبت سيلفيا فالانتين ولم تحب بروتيوس. تقبّلت «الدولة»، حبّ نبيه برّي لها، ولم تتقبّل حبّ السيّد حسن.

«أنت، صحيح، بنيت أكبر قوّة عسكرية للطائفة، وراكمت ترسانة صاروخية ضخمة وطائرات من دون طيّار، وخضت حروباً ومغامرات مشوقة في بلدان عديدة، وأنت الآن صاحب الحلّ والعقد، تأتي بحكومة وتذهب بحكومة، يخطب الآخرون ودّك أو يهابوك ويخشون، لكنك لم توفّق في «قانون حفظ الطاقة»، لم توفّق في ترجمة هذه الغلبة لرفع موقع الشيعة داخل المعادلة الدولتية اللبنانية. بالعكس، بما أنك اعتبرت أنّه بامكانك التكارم على المسيحيين بما يطالبون به، فاذ بها تعود «المارونية السياسية» بنهم شديد، ولو كانت متحالفة معك، فماذا لو تبدّلت السياقات؟»

أو بطريقة أخرى، ما يقوله فالانتين لبرتيوس لبنانياً، أنّك صاحب تجارة مربحة جداً، لكنك لا تدخّر منها سوى القليل، وأنّ التغلّب المذهبي عندما لا يمأسس له يذهب كالأموال السائبة، ولا يعرف العبد ما قد ينتظره في هذه الدنيا. الفارق مع مسرحية شكسبير هو في تصعيد الحبكة: لا فالانتين هنا مستعدّ لإهدائه سيلفيا، ولا برتيوس هنا قادر أن يختار بشكل حاسم، فهو كالعالق بين جوليا وبين سيلفيا.. «حزب الله».

 

نصرالله يضع التأليف في يد بري لا عقد ظاهرة وخيار التكنوقراط وارد

 سابين عويس/النهار/7 تشرين الثاني 2016

في الوقت الذي يجهد فيه رئيسا الجمهورية والحكومة من أجل التعجيل في خطوات تأليف الحكومة للإفادة قدر المستطاع من الزخم المحلي والتأييد الدولي لانطلاقة العهد، لم تخل كلمة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل يومين في حفل أقيم في زقاق البلاط، من المواقف المبطنة، المغلفة بتشجيع وتأييد غير مسبوقين لم يقتصرا على رئيس الجمهورية الذي أعرب نصرالله عن كامل ثقته به، بل امتدا إلى رئيس الحكومة سعد الحريري، وإن لم يسمه الحزب في الاستشارات.

لكن التشجيع والدعم والارتياح إلى الثقة القائمة بين الرئيسين لم تلغ الحذر لدى نصرالله، حذر دفعه من باب التمسك برئيس المجلس نبيه بري وبموقعه، إلى دعوة "التيار الوطني الحر" إلى عدم المشاركة في أي حكومة ما لم تكن حركة "أمل" ممثلة فيها. والامر ينسحب على الحزب الذي اشترط وجود بري في الحكومة ليتمثل هو بها، كما ينسحب على الحلفاء الآخرين.

وفي عملية حسابية لما اشترطه نصرالله، يظهر جليا أن رئيس المجلس سيكون ممسكا عمليا بأصوات 79 نائباً يمثلون كتلتي "الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير"، و"تكتل التغيير والاصلاح"، فضلا عن نواب مستقلين أو يمثلون أحزابا وتيارات كالحزب القومي او البعث او النائب طلال أرسلان، وهو ما يعني عمليا ايضا أن هذه الكتلة النيابية الضخمة ستتحكم في مسار تأليف الحكومة وتوزع حقائبها، بعدما وضع نصرالله عنوان التأليف عند رئيس المجلس.

وبحسب مصادر سياسية مطلعة مواكبة للتأليف، فإن الامين العام لـ"حزب الله" حرص على توجيه أكثر من رسالة إلى أكثر من جهة، أبرزها:

- ان الكلام موجه في درجة اولى إلى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي تسعى أوساطه إلى وضع انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية في رصيد "القوات" وإظهار الامر على أنه انتصار لها، وليس للمحور الذي ينتمي أساسا اليه الرئيس المنتخب.

- ان قرار تأليف الحكومة يبقى في يد الحزب وحلفائه، وتسهيله او تعطيله كذلك. وفي هذا الامر، رد على مطالبة "القوات" بحقيبة سيادية، لا يزال الحزب غير مرتاح إلى التسليم بها، علما أن "القوات" تنطلق في مطالبتها هذه من تفاهم مسبق على هذا الامر مع عون قبل وصوله إلى بعبدا. وربما هذا هو السبب الذي دفع الحزب إلى التعبير عبر أوساطه عن تنصله من أي اتفاقات أو تفاهمات مسبقة حصلت قبل 31 تشرين الأول الماضي.

- ان السيد يحرص على التأكيد أن وصول عون إلى سدة الرئاسة لا يعني أن اوراق التحالفات اختلطت أو تبدلت. وفي هذا رد على من نعى تحالف 8 آذار، على خلفية أن انتخاب عون من "تيار المستقبل" ومن "القوات" بعد اختلافه مع بري وزعيم "المردة" سليمان فرنجية، يجعله أقرب إلى تحالف 14 آذار منه إلى تحالف الثامن منه.

- ان التنويه الرفيع بخصال فرنجية لا يقف عند حد رد الجميل للزعيم الزغرتاوي على موقفه وتقبله فوز عون عليه في الانتخابات الرئاسية، بل يتعداه إلى تقديم الحزب للرجل على أنه الرجل الثاني بعد عون لديه، وأن حسابات الوراثة السياسية لعون لن تصب في رصيد "القوات".

وفي حين لا تعلق المصادر السياسية عينها كثيرا على الرسائل الملغومة لنصرالله، مشيرة إلى أن الاولوية الآن لتأليف الحكومة، وأن لا عقد تقف في وجه التأليف، بقرار من الحزب وبتسهيل منه، إلا أنها لا تقلل في الوقت عينه من أهمية تلك الرسائل، مشيرة إلى انها ستفعل فعلها عندما يبدأ وضع الاسماء على الحقائب. وعندها سيكون لكلام نصرالله في الاتجاهات التي قصدها فعله، وإلا فإن الاستعجال الذي يتحكم في مسار التأليف لدى كل من رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف سيدفع نحو خيارات بديلة تتمثل بحكومة تكنوقراط

 

"حزب الله"... قوة التعطيل

 نايلة تويني/النهار/06 تشرين الثاني 2016

اما وقد انتخب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وكلف الرئيس سعد الحريري تأليف حكومة جديدة، فيما يستمر الرئيس نبيه بري على رأس مجلس النواب، فإن الاقوياء في طوائفهم، بالمفهوم اللبناني، باتوا شركاء في الحكم، بل انهم تسلموا السلطة، ما يؤسس لشركة حقيقية، بالمفهوم اللبناني أيضاً، فتتوازن السلطات، ولا تطغى واحدة على اخرى، كما حصل مع المسيحيين منذ اتفاق الطائف، ومع السنّة منذ اسقاط حكومة الحريري عام 2010. ويفترض ذلك ان تمضي الامور التي انطلقت بانتخاب الرئيس قبل اسبوع الى خواتيمها السعيدة، مع حكومة جديدة تتألف سريعاً، وربما تمكنت من اعداد قانون للانتخابات النيابية مطلع الصيف. لكن الواقع المستنتج من كلام الامين العام في "حزب الله" السيد حسن نصرالله لا يوحي بالثقة، ولا يعبر عن ارادة صادقة لدفع مشروع الدولة قدماً. فالحزب الذي أحرج بعدما جاهر الحريري بتبنيه ترشيح عون، لم يجد مفراً من المضي سريعاً في عملية الانتخاب، لانه يدرك جيداً عواقب عدم انتخاب عون، وقد قالها الوزير جبران باسيل على الهواء مباشرة: "اذا لم يلتزم الحزب يكون خرج بنفسه من وثيقة التفاهم بين الطرفين". وتخلي عون عن "وثيقة التفاهم" تلك يعيد الحزب الى عزلته، ما يزيد شهيات الامم على اقتناصه.

والكلام الاخير، وان بدا في بعض ظاهره ايجابياً، لا يفتح كوة في عملية انطلاق العهد الجديد بقدر ما يرفع جداراً جديداً من التعطيل يضاف الى سنتين ونصف سنة من الشغور الرئاسي الذي سببه تعطيل الجلسات بتواطؤ الحزب و"التيار الوطني الحر".

فالحزب فوّض الى الرئيس بري كل تفاوض على الحكومة، ما يعني انه، في اطار ارضاء حليفه الشيعي، لا يسعى الى تسهيل مهمة عون - الحريري، لكونه يدرك التباعد بين عون وبري، وعدم قدرة الرجلين ومن يحوط بهما، على التواصل البناء، وحاجتهما ربما الى وساطة الحزب.

ثم ان "تحذير" الرئيس من الذهاب الى حكومة من دون "أمل" وتالياً من دون الحزب نفسه، وتذكيره برد الدين للطرفين الشيعيين اللذين كانا يقفان على خاطر عون ويتمسكان معه بمطالبه في الحكومات عهد الرئيس ميشال سليمان، يعني ان عدم ارضاء بري سيطيح التكليف، وسيطيل أمد الازمة، بل سيتسبّب بأزمة جديدة، تتخذ سريعاً بعدها المذهبي، إذ ان الحزب لم يسم الحريري، ولم يشأ التعاون معه، ولم يرد انطلاقة العهد الجديد الا في اطار "الثلث المعطل" الشيعي.

أما في موضوع الحقائب فحدث ولا حرج، اذ ان رفض الحزب تولّي "القوات اللبنانية" حقيبة سيادية، يعني فرض شروط الغائية، لان حزب "القوات" يتساوى وكل الاحزاب، بل هو أوسع انتشاراً من أحزاب أخرى يطالب نصرالله باعطائها حقائب وزارية أساسية.

وفي معرض اشادة السيد نصرالله بصبر الرئيس تمّام سلام، دعاه الى المزيد في زمن تصريف الاعمال، ما أوحى ان هذا الزمن قد يطول مجدداً، وهذا ما بات واضحاً، وان "حزب الله" ينذر بفصل جديد من التعطيل يظل هو بطله.

 

حكومة الحريري... و«النّهم» على الحقائب!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 07 تشرين الثاني 2016

أنهى الرئيس سعد الحريري استشاراته النيابية، وبدأ جوجلة مطالب النواب. ويبدو أنّ هذه الجوجلة قد تتطلب من الحريري وقتاً وجهداً استثنائيين للتوفيق في ما بينها ومحاولة إخراج الصيغة الحكومية بما يُلبّي عنوان الاجماع الذي طرحه، وبالحد الأدنى من الأضرار.

ما أفرزته الاستشارات، وما أحاط بها من حراك للمستوزرين وغيرهم، وضعَ الحريري أمام مشهدين:

- الأول، ظهر فيه خصومه، في موقع المتعاون والراغب في تسهيل مهمته. ويندرج هنا موقف الرئيس نبيه برّي، الذي أكّد للرئيس المكلف قراره الانفتاح والتعاون الى أبعد الحدود.

والأمر نفسه ينطبق على «حزب الله»، الذي عزف على وتر التعاون نفسه، ومحطة التظهير كانت اللقاء بين الحريري ووفد كتلة «الوفاء للمقاومة»، فخلافاً لكل ما كان متوقعاً عن لقاء فاتر بين الطرفين، كان لقاء «إيجابياً وصريحاً».لم يأت الحزب على تفاصيل التشكيل والحكومة. كما أنّ الرئيس المكلف دخل بروحية جديدة، كان ودوداً، بدأ حديثه بالمجاملات والسلامات، سأل عن السيد حسن نصرالله، عن صحته، أحواله، وكيف حاله وأبلغ الوفد: «سلّمولي على سماحة السيد». وفي الخلاصة كان اللقاء بين هذين الخصمين مريحاً، وحديث عام عن المرحلة المقبلة بكل ما فيها من ملفات ومشتركات، وعن الخطاب السياسي وضرورة الانتقال الى خطاب هادئ بعيد عن التشنج والتوتر. واللقاء بين النائب حسن فضل الله ونادر الحريري على هامش الاستشارات صَبّ في هذا الاتجاه.

- الثاني، ظهر في النّهم على الحقائب الوزارية الذي تبدّى في أداء بعض «الأقربين» الذين يروّجون لأنفسهم في المجالس وعلى الشاشات. كما تبدّى في مطالب وطروحات حلفاء الرئيس المكلف وأصدقائه، إذ انهم مارسوا ما يُشبه عملية ابتزاز مقنّعة للاستحصال على وزارات نوعية وبعدد يفوق أحجامهم. باعتبار انهم أعطوا، وكانوا أصحاب الفضل في بناء العهد الجديد وجسر عبور للحريري الى رئاسة الحكومة. وبالتالي، بَدت مرحلة الأخذ وتشكيل الحكومة فرصة لردّ الجميل لهم.

هنا يبرز السؤال: هل النّهم على الحقائب الوزارية يسهِّل مهمة الحريري، أم انه يكون السبب في عرقلة تشكيل الحكومة وهدر الوقت وتضييع الفرصة المتاحة لانطلاقة سليمة وفاعلة للعهد؟ وكيف سيتم إشباع هذا النّهم؟ ومن سيدفع عون أو الحريري، ومن حساب من وعلى حساب من؟

قد يربك هذا النّهم حركة الحريري، علماً أنّ قوى كثيرة قارَبته بالاستهجان، وبرّي اعتبره أمراً مضحكاً؛ قوى تضخّم دورها وحجمها، وكأنها وحدها في الميدان. المستغرب أنّ كتلاً من 8 نواب طالبت بـ4 وزراء مع اشتراط الحصول على حقيبة سيادية. إذا تمّ النزول عند رغبتها، فمعنى ذلك أنّ الحكومة يجب ألا يقلّ عددها عن 70 او 80 وربما 90 وزيراً... فقليلاً من التواضع!

يقول برّي: «لا أرى ما يوجِب بروز تعقيدات تعطّل إمكان الوصول الى حكومة في وقت قريب».

ويشير برّي الى أنّ «الأجواء جيدة ومريحة، ولمست أنّ النيات طيبة، وأنا أبادِل النيات الطيبة والرغبة في التعاون بمثلهما وأكثر. بل انا مع أن تكون خريطة طريق الجميع هي التعاون من الجميع لمصلحة الجميع وللبلد في الدرجة الاولى». اللقاء قريب بين بري والحريري، تحادثا بعد الاستشارات وأبلغ الرئيس المكلف رئيس المجلس بأنه سيبدأ بـ«الجوجلة»، فرد برّي أنه «في الانتظار».

وهنا يقول برّي: «أتمنى تشكيل الحكومة قريباً، وظاهِر الامور يسير بشكل جيّد، لكنني واقعي لا اعرف متى ستتشكّل الحكومة فهذه مهمة الرئيس المكلّف، ولا استطيع أن أستبق الامور، أو أن أفرط في التفاؤل أو التشاؤم، بل اقول إنّ الامور في خواتيمها».

لا يغرق برّي الوضع الحكومي المستجِد بملفات ثقيلة، ربما لأنه يدرك أنّ العمر القصير للحكومة (عمرها لا يتجاوز 7 أشهر إن تمّ تشكيلها اليوم)، لا يتّسع للملفات كلها. ومن هنا، هناك أولويتان امامها، الاولى إعداد الموازنة العامة، او بالأحرى إقرار الموازنة خصوصاً أنّ وزير المالية علي حسن خليل قد أعدّها في مواقيتها الدستورية وأحالها الى مجلس الوزراء الذي مع الأسف لم يقاربها.

الثانية، إجراء الانتخابات النيابية، وهنا يقول بري: يجب أن تجري الانتخابات، وأؤكد انّ هناك اتفاقاً وتفاهماً على مستوى الرئاسات الثلاث، لإجراء الانتخابات في موعدها. أمّا شكل القانون الذي سيعتمد، فلا استطيع أن أحدّد صورته ومعالمه من الآن، علماً أنّ موقفي معروف بأنني مع قانون عصري للانتخابات يعتمد النسبية ويؤكّد الكوتا النسائية ومشاركة الشباب في الاقتراع. ذلك أنّ العبور من الطائفية الى الدولة من دون إلحاق الضرر بالطوائف لا يمر إلّا عبر مِثل هذا القانون. يضيف برّي: «من هنا استطيع أن أجزم بأنني والرئيس عون متّفقان على مبدأ النسبية، سواء على مستوى لبنان دائرة واحدة او على مستوى المحافظة، او على مستوى القانون التأهيلي (تأهيل أكثري كمرحلة أولى على مستوى القضاء، وانتخابات على أساس النسبية كمرحلة ثانية على مستوى المحافظة). امّا في ما خَصّ الرئيس الحريري فأنا لم أسمع منه كلاماً حول النسبية، والحق يقال إنني لم أسمع منه كلاماً بأنه ضد النسبية». حتى الآن لم يحسم شَكل الحكومة، وإن كان النَّهم على الحقائب قد يرفعها من 24 وزيراً الى 30. أمّا الحصص الوزارية فلا يبدو أن برّي سيتخلى عن وزارة المالية ولا عن وزارة الاشغال، كما لا يبدو أنه سيقبل بوزارة الطاقة إن طُرحت عليه.

 

لو تغيّر عون وابتعد الحوثي عن إيران

 جمال خاشقجي/الحياة/07 تشرين الثاني/16

لم يصدر عن الرياض تصريح رسمي يفصّل الموقف السعودي حيال حدثين يهمانها حصلا الأسبوع الماضي، هما انتخاب حليف «حزب الله» الجنرال ميشال عون رئيساً للبنان، وإعلان المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ خريطة طريق لحل الأزمة اليمنية المستعصية بدت منحازة إلى الحوثيين. لكن وفقاً للقاعدة الثابتة والمتفق عليها القائلة إن المملكة لن تسمح بهيمنة إيرانية على «شامها ويمنها»، يُمكن قراءة الموقف السعودي بأنه غير سعيد بما جرى، وإن اضطر بروتوكولياً إلى تهنئة الجنرال و «التعامل» مع خريطة ولد الشيخ، بسبب ضغوط يتعرض لها نتيجة إطالة أمد الحرب في اليمن.

ولكن مقالات كُتاب محسوبين على الرياض، وتصريحات حلفاء من حولها، ترى في انتخاب عون ومبادرة ولد الشيخ «انفراجة» وفرصة سلام صالحة للبناء عليها. أثار ذلك قلق اليمنيين والسوريين واللبنانيين، بل حتى أهالي الموصل ووسط العراق وكل عربي وسني متضرر من المشروع الإيراني التوسعي، والذي لا يزال باقياً يغيّر وجه المنطقة في شكل غير مسبوق ويتمدد في عالمنا المنهار وعواصمنا ومدننا العربية التي تسقط وتدمر وشعوبها التي اقتلعت من جذورها وتاريخها وباتت لاجئة مشتتة، فباتوا يخشون من تراجع سعودي، وهم قد علّقوا بالمملكة الآمال أن تكون صاحبة المشروع العربي السني المقابل.

شخصياً، مقتنع بأن موقف الرياض لم ولن يتغير، وأن قلبها في المكان الصحيح، ولكنها مضطرة إلى ممارسة بعض من السياسة، وفِقْه «أخف الضررين»، وإن كنت أتمنى أن نسمع أكثر وبالتفصيل من مسؤول سعودي كبير يحدثنا عن الحرائق الجارية من حولنا، وخطط مواجهتها، ومن معنا ومن ضدنا، ومن هو حائر يتخبط.

يمكن البناء على حديث المتفائلين بانفراجة في لبنان تعيده إلى صفه العربي، وعملية سلام في اليمن يمكن البناء عليها منطقياً، إذا ما تغير الجنرال ميشال عون وتخلى عن نظرية «تحالف الأقليات» ومنع «حزب الله» من إرسال آلاف الشبان اللبنانيين إلى سورية للقتال هناك، وكذلك في حال حصول معجزة أخرى تفك ارتباط الحوثيين بإيران ومشروعها التوسعي، وهو أمر مستبعد، والقول به أوهام، والأفضل للمملكة أن تدخل حرباً في اليمن لعقد كامل تذود بها عن الجزيرة كلها، ولا تقبل بسخف مثل هذا.

الجميع يعلم بأن تحالف عون - «حزب الله» ليس تحالفاً انتخابياً عابراً، وإنما موقف مبدئي، فهو لا يرى في سورية ثورة حرية، وإنما تهديداً طائفياً، وله تصريحات عدة تشي بذلك. وما مسارعة رئيس النظام السوري بشار الأسد لتهنئته بالفوز غير إشارة إلى طبيعة الآتي من الأيام والمواقف.

سيحاول الرئيس عون، أو بالأحرى رئيس وزرائه المقبل سعد الحريري، تحييد المسألة السورية المتداخلة مع اصطفاف لبنان مع إيران، بِنِية تقديم مصلحة لبنان وحمايته من الانهيار، وهو المسوغ الذي قدمه الحريري للانقلاب على مواقفه السابقة، والتنازل لعون، وبالتالي لـ «حزب الله». لكن الجميع يعلم أن ذاك الاصطفاف الذي تجلى في مواقف رسمية سلبية ضد السعودية في اجتماعات الجامعة العربية، وتعايش النخب السياسية اللبنانية معها ومع ارتكابات الحزب في سورية، هما سبب الغضب السعودي على كل لبنان، وليس «حزب الله» وحده مطلع العام الحالي. إنها مسألة وقت وستنفجر الأزمة السورية في شكل أو في آخر في لبنان، وتفجر معها هذا التحالف الهش غير المنطقي بين عون والحريري، إما في شكل عمل إرهابي، أو مواجهات طائفية في الداخل اللبناني، أو موقف مفاجئ من الرئيس عون يعبّر عن مواقفه المسبقة، أو اصطفاف آخر مع إيران في محفل عربي أو دولي. وبالتالي أتوقع أن تتعامل المملكة مع هذه الحال اللبنانية - غير المريحة ولا المسبوقة - بقليل من التفاؤل مع حذر وتوجس شديدين.

في اليمن حال أخرى غير مريحة، فإطالة أمد الحرب تحولت إلى عامل ضاغط على السعودية، وسمحت لأميركا وغيرها بأن تمارس دوراً يعبّر عن فهمها للأزمة، لا فهم الرياض وثوابتها التي تدور حول رفض الوجود الإيراني هناك. هذا غير الضغوط التي تشتد عليها، بزعم الحرص على سلامة المدنيين، ورفع مظلومية معاناة الشعب اليمني بسبب الحرب والحصار والانقلاب، مع المساواة في تحميل مسؤولية ذلك على الطرفين محل النزاع. وهي مسألة غير عادلة للسعودية، ومن حقها أن ترفضها، لكن مشكلتها أن رافعي ألويتها هم حلفاؤها الأميركيون والبريطانيون. وتكفي جولة سريعة على آخر مذكرة دفعت بها بريطانيا إلى مجلس الأمن للتصويت عليها لكشف هذه اللغة التي تساوي بين الشرعية والتحالف من جهة، والانقلاب من جهة أخرى.

هذا الفهم الخاطئ للأزمة اليمنية الذي من الواضح أنه تبلور بسبب طول أمد الحرب وحادثة سرادق العزاء المؤسفة واختلاف ثوابت وأولويات السعودية عن أولويات حلفائها في اليمن، انعكس بوضوح على خريطة الطريق التي قدمها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، والتي وُصفت بأنها انقلاب على خريطة سابقة قدمها في الكويت وقبلت بها الشرعية اليمنية، إذ ساوى تماماً بين الشرعية اليمنية والحوثيين وعلي عبدالله صالح بصفتهم قوة انقلابية، مع إلغاء تام لمبدأ المحاسبة والعدالة الانتقالية.

وبغض النظر عن المآخذ اليمنية الوجيهة على خريطة ولد الشيخ، والتي جعلت الرئيس الحليم الصبور عبدربه منصور هادي يشتاط غضباً ويرفض حتى تسلمها في البداية، فإنها أكثر سوءاً للسعودية، إذ تتضمن تهديداً لأهم ما سعت إلى تحقيقه في اليمن، وهو منع الحوثيين من الاستحواذ على السلطة، أو أن يكونوا في موقع فيها يمكّنهم من تمرير سياسات تهدد الأمن القومي والاستراتيجي السعودي. فالخطة تهمش الشرعية الحالية الممثلة بالرئيس هادي، وتستبدلها بنائب رئيس واسع الصلاحيات، يستند إلى شرعية أممية وقبول الحوثي وصالح، ما يعني أنه سيكون قادراً على وقف عمليات التحالف، والتي يجب أن نتذكر أنها لم تبدأ لأن الحوثيين أطلقوا صواريخ باليستية على منطقة مكة المكرمة مثلما فعلوا قبل أيام، وإنما بدأت لمنعهم من الاستيلاء على السلطة في اليمن بالقوة.

تعيد هذه الخريطة الأطراف اليمنية إلى لحظة اتفاق السلم والشراكة في أيلول (سبتمبر) 2014، عندما اختلّت كل موازين القوى السياسية بحكم القوة والانقلاب، لا بسلطة من فاز في انتخابات شرعية، فخضعت لهم كل القوى السياسية حقناً للدماء بعدما فشلت الثورة التي حلم الشعب فيها بيمن ديموقراطي تعددي. وإذا ما نجح ولد الشيخ في تمرير خريطته فستعود القوى نفسها إلى الطاولة نفسها، فيما الحوثي الذي استخدم بلطجته قبل عامين أكثر قوة وبلطجة ويحظى باعتراف من المجتمع الدولي، سيسحب بضع مدرعات من صنعاء، ومئات من أنصاره المدنيين في احتفالية أمام كاميرات التصوير، وربما تصفيق إسماعيل ولد الشيخ، بينما يترك آلافاً منهم داخل ثكنات الجيش بزي عسكري بعدما رسمهم هناك، وآلافاً غيرهم في الوزارات المدنية، في أكبر عملية اختطاف فوضوي لمؤسسات الدولة اليمنية.

وهناك بالطبع جيش صالح وأمنه السياسي ودولته العميقة المشاركة في هذه المهزلة، فكيف تُجرى انتخابات في بلد كهذا؟ وكيف يستطيع هادي منزوع الصلاحيات ونائبه المرضي عنه حوثياً أن يفاوضا الحوثي وصالح من دون ضمانات، وهم من هم في البلطجة التي أوصلت اليمن إلى ما وصل إليه؟ مَن يضمن ألا يتكرر سيناريو الضغط على رئيس الوزراء مثلما فعلوا مع خالد بحاح الذي صعد نجمه باعتباره أحد استحقاقات اتفاق السلم والشراكة سيئ الصيت، فكان هو من نال صفة «الشخصية الوطنية المحايدة وغير الحزبية المشهود لها بالكفاءة والنزاهة»، كما ورد في أحد بنود الاتفاق، فعُين رئيساً للوزراء لم يحتمل الحوثيين ولم يحتملوه، فدفعوه إلى الاستقالة، ثم لحقه الرئيس هادي بعده، ولم يجدا بعد الله غير السعودية ملجأ بعدما تقدم الحوثي وصالح بقواتهما إلى عدن، وقصفت طائرات الأخير قصر الرئيس الذي استنجد بالسعودية، فأعلنت في آذار (مارس) 2015 عاصفة الحزم بطلب منه، بصفته ممثلاً للحكومة اليمنية الشرعية.

إذا سمحت الرياض بمرور خريطة ولد الشيخ فلن تكون هناك في المرة المقبلة حكومة شرعية تطلب عاصفة حزم، بل حكومة مُعيّنة برضا الحوثيين وبغطاء أممي. وحينها لن نملك سوى الحوقلة، بينما نتابع على شاشة التلفاز احتفالاً بافتتاح قاعدة عسكرية إيرانية في ميدي، بزعم اتفاق التدريب والتعاون المشترك بين إيران واليمن. سيكون هذا أكثر إيلاماً، وأعظم خطراً من صاروخ باليستي يستهدف مكة المكرمة ونستطيع إسقاطه بمنظومة دفاعنا الجوي. أما قاعدة إيرانية في ميدي، فما الذي سيسقطها؟

لا أكاد أتخيل أن السعودية يمكن أن تسمح بشيء كهذا، لذلك أتوقع ألا تسمح الرياض بتمرير خريطة ولد الشيخ التي ترقى إلى أن تكون مؤامرة، لا مشروع سلام.

 

حمى الله لبنان والعهد من هؤلاء...

المحامي انطوان ع. نصرالله/جريدة الجمهورية/الاثنين 07 تشرين الثاني 2016

بالأمس القريب التقيتُ مع مجموعة من الأصدقاء، برَجل أعمال معجَب لا بل مفتون بتجارب الحكم في الغرب، وبطريقة تبادلِ السلطة والعلاقة التي تربط الحاكم بالمحكوم في دوله. وبسبب ميوله السياسية كوَّن صداقات مع سفراء وموظفين دوليين، وهو غالباً ما يتبادل معهم الأفكار والآراء حول لبنان والمنطقة...

قال فور جلوسه إنّ مراقباً من هؤلاء يعيش في لبنان منذ زمن بسبب عمله، ورافقَ أكثر من عهد، طرَح عليه سؤالاً، يتلخّص بانتعاش مظاهر الأفراح والآمال التي يعبّر بواسطتها الشعب اللبناني بمختلف فئاته عن تأييده لكلّ عهد جديد والاحتفالات واللافتات التي تقام في المناطق، وتنسحب هذه الاحتفالية ولو بشكل أقلّ عند تسمية رئيس جديد للحكومة، أو حتى عند انتخاب رئيس مجلس النواب، أو تعيين مسؤول في المراكز الأمنية الحسّاسة... وكيف أنّ لافتات التأييد تتشابه بالمفردات والتعابير ولا تختلف إلّا باسمِ المحتفى به.

وسألَ رَجل الأعمال آرأء الحاضرين في هذا الموضوع الشائك... فأجابه أحد الجالسين أنّ الأمر لا يفترض مقاربته بهذه الطريقة، إذ إنّ التحليل المقدّم من صديقه الأجنبي يحمل بعضاً من الحقيقة، ولكنّه سطحيّ ولا يظهر فيه إلّا القشور، ولكي يستقيم يقتضي تقسيم المحتفلين إلى أقسام وفئات وعدم وضعِهم في سلّة واحدة.

- فمِن حقّ المحازبين والمؤيّدين بل من واجبهم أن يفرحوا وأن يَحتفلوا، كون جزءٍ من حلمِهم قد تحقّق بوصول رئيسهم إلى سدّة المسؤولية، وبالتالي بالنسبة إليهم فإنّ مشروعهم السياسي والوطني بات تنفيذه في متناول اليد...

- وليس غريباً أن تنتشر لافتات الترحيب والتأييد بالقادم الجديد من غير المناصرين، فاللبناني يؤمن بالدولة، وما زال يشعر بأنّ الرئيس هو المنقِذ والحامي، فنحن شعب لم نتعوّد لتاريخِه على نظام ما بعد «الطائف»، خصوصاً أنّ الكثير من آليّاته لم تتحقّق لأسباب عدة ومعقّدة لا مجال لذكرها... مِن هنا فإنه ليس مستغرَباً أن نرى لافتة ترحيب من شخص أو فرد أو عائلة أو جماعة أو جمعية سبقَ لها أن رفعَت لافتات وإعلانات تمدح فيها رئيساً سابقاً، أو عهداً جاء هذا العهدُ لكي يطويَه، وهو يختلف عنه في السياسة والأفكار والطروحات وربّما في الأداء والظرف اختلافاً كبيراً لا بل جذرياً، فمَن يرفع لافتة التهليل إنّما يرفعها كونه يؤمِن بالمؤسسات التي تتجسّد في شخص القائد الرئيس...

- وبالطبع هنالك أصحاب المصالح الخاصة، كالمؤسسات والشركات الكبيرة، الذين يرغبون في إقامة أفضل العلاقات مع كلّ عهدٍ يَقبض على السلطة، فهؤلاء وبفضل طبيعة عملِهم ومصالحهم يؤمنون أنّ التأييد العلني يؤمّن لهم جزءاً كبيراً من مصالحهم...

وأردفَ المتحدث قائلاً: في بلد مِثل لبنان حيث ما زالت العلاقة الشخصية تتغلّب على ما سواها من علاقات، تبقى طبيعيةً هذه المظاهر الاحتفالية وبل مطلوبة، إذ إنّها تحافظ على جزء من العلاقة الشخصية بين الحاكم والمحكوم، وعلى حيوية مطلوبة. ولو أنّها تُخالف قولَ جبران خليل جبران الشهير «ويلٌ لأمّة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودّعه بالصَّفير، لتستقبلَ آخر بالتطبيل والتزمير».

ولكنّ الأخطر من كلّ هذه المظاهر هم أولئك الأشخاص والسياسيّون الذين نسمّيهم «أزلام» كلّ العهود، والذين يبدّلون انتماءَهم وأفكارَهم ومعتقداتهم وفقاً لمصالح العهد الجديد. أولئك الذين يَشربون من مياه العهد ويتغذّون من اندفاعته وشعبيته... وهذا النوع من الأشخاص يضمّ إعلاميين وحقوقيين واقتصاديين وسياسيين، فهم خليط غريب عجيب من المنتفعين والانتهازيين لا همَّ لهم إلّا الوصول والبقاء في السلطة... وختمَ موجّهاً كلامه للسائل، الخطر لا يكون من المظاهر الاحتفالية واللافتات، وإنّما من هذه الطبقة التي عملت لدى أصدقائك، وكبرَت في أحضانهم، وتعلّمت أساليبَهم في التمسكنِ لكي تتمكّن، ولها في كلّ عهد قرصٌ مِن فشَله... هذه الطبقة تقضي على إمكانية أيّ تجديد أو تحديث في الحياة السياسية ولو تبدّلت العهود، وأعتقد أنّ أصدقاءَك يرتاحون إليها لا بل يتّكلون عليها للقبض على النظام اللبناني... عند هذا الحد سكتَ المتكلم عن الكلام، وهمَّ السائل بالقيام، فإذا بكلمات تخرج منّي تلقائياً: حمى الله لبنان والعهد من هؤلاء...

 

شعب لبنان العظيم بعد 28 عاماً... «هنا كنّا وإلى هنا عُدنا»

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 07 تشرين الثاني 2016

حقَّق الجمهور الذي عايشَ التظاهرات أيام حكومة الرئيس ميشال عون الانتقالية حلمَه بانتخابه رئيساً للجمهورية، وسط الآمال المعلّقة على الرئيس بتحقيق إصلاحٍ شامل والحفاظ على الوطن الذي كان مهدَّداً بالانهيار. ما بين جدران قصر بعبدا والساحات الخارجية قصصٌ وعبَر وحكايات، اختزَلتها السنوات الماضية وحوّلتها واقعاً وحقيقة شاهدَها محِبّو العماد بالعين المجرّدة ومنهم من لم يصدّقوا المشهد. مشهد رسمته تحوّلات إقليمية ودولية، ولوَّنته ريشة الرسامين السياسيين الذي أيقنوا أنّ الحلّ الأفضل هو صياغة تسوية داخلية برضى إقليمي ودولي لكي لا تذهب البلاد إلى المجهول. الألوان امتزجَت وشكّلت لوحةً في ساحات القصر الجمهوري، حشدٌ من المناصرين والمحازبين، وحتّى الحالمين، سلكوا الطريق سيراً على الأقدام من مداخل القصر الخارجية وصولاً إلى مكان الاحتفال. أطفال، شباب، كبار السنّ، خطّوا مشهد قصر الرئاسة بالأمس أو «بيت الشعب» كما سُمّيَ برفعِ يافطة كبيرة على مدخلِه لتوحي بأنّ الناس تقول «هنا كنّا وإلى هنا عُدنا».

الحلم

العودة المنتظَرة التي كلَّلها مجلس النوّاب في جلسة 31 تشرين الأوّل أعطت دفعاً لمناصرين كانوا قد فقَدوا الأمل: الأمل بعودة عمادهم إلى الوطن أوّلاً، الأمل بخروج الاحتلال السوري من لبنان ثانياً، الأمل بتحقيق الشراكة الفعلية في الحكم ثالثاً، ورابعاً والأهمّ هو انتخاب عون رئيساً للجمهورية. الرهان على العهد الجديد يوازي الأحلامَ التي بُنيت عليه، هذه كانت حال المواطنين الذين شقّوا طريقهم في اتّجاه القصر، فهم يرون في عون الرئيسَ القادر على تحقيق المطالب التي كانت تُرفع في السابق، وتنوَّعت الأمنيات بالأمس، بين عسكري سابق في الجيش عايشَ مرحلة حرب «التحرير» وتمنّى أن لا يكون هناك وجودٌ مسلّح سوى الجيش اللبناني، وبين مواطنين آخرين طالبوا بعودة المسيحيين الفعلية إلى الدولة وحلِّ أزمة النزوح السوري الوجودية، وصولاً إلى تحقيق الوعود التي قطِعت سابقاً في شأن تأمين الكهرباء 24 /24، إضافةً إلى الخدمات الأساسية، ووقفِ الرشوة والفساد وإصلاح مؤسسات الدولة.

التفتيش

منذ الصباح الباكر، لم تهدأ حناجر العونيّين الذين انطلقوا بمواكب سيّارة في اتّجاه القصر، ولاقاهم في صيحاتهم صدى الموسيقى التي كانت تتردّد من بعبدا منشِدةً الأغاني الوطنية وأغاني الجنرال. قد تكون «بعبدا حجارة مشتاقة»، لذلك فإنّ تَعب المشوار من المناطق البعيدة والقريبة لم يمنع الناس من تحقيق رغبتهم على رغم التفتيش الدقيق الذي كان ضرورياً، ولا استثناءات، لأنّ الخطر الأمني موجود، فكان كلّ حاجز يفتّش المارّة عند وصولهم إليه، وقلّة أبدت إنزعاجَها، فيما الأغلبية الساحقة كانت متفهّمة الضرورات الأمنية «إذا صار شي للجنرال ما عنّا بدالو». تأخّر وصول البعض نظراً للزحمة على المداخل، فيما آخرون حجزوا في الصفوف الأمامية منذ التاسعة صباحاً وسط حالات الإغماء، ووقفوا تحت شمس تشرين الحارقة، فيما ارتدى البعض قمصانَ «التيار الوطني الحرّ» وآخرون قمصاناً رسِمت عليها صورة عون. وكدليل على تبدّلِ المشهد السياسي وامتزاج الألوان وتوحُّدِها تحت قيادة الأخضر والأحمر والأبيض، طلبَ رئيس الجمهورية استبدالَ علم «التيار» والأعلام الحزبية بالعلم اللبناني فقط، فعملَ لواء الحرس الجمهوري على هذا الأمر. تعيش الذاكرة الجماعيّة لحظات استرجاع للماضي، فلا تنسى مراحلَ الانتصار، لكن تعلقُ في ذهنها لحظة الانكسار التي تغيّرَ معها مجرى التاريخ، لتعيش بعدها التحضيرات لتحقيق النصر والتعويض عن سلسلة الهزائم، فخروج عون من قصر بعبدا شكّلَ خسارةً، على رغم أنّه قال آنذاك: «يستطيع العالم أن يسحقَني لكنّه لا يستطيع أن يأخذ توقيعي». ويوم 6 تشرين الثاني (أمس) شكّلت عودةُ الجماهير إلى قصر بعبدا، تلك الجماهير التي كانت تزحَف منذ نحو 28 سنة، مطالبةً بعودة الدولة وتحقيق الاستقلال. وحالُ بعضهم يشبه حالَ من ذاق طعم «الدخّان» للمرّة الأولى فأدمنَ عليه وباتَ يتمنّى كلّما أشعلَ سيجارةً أن يستعيد الشعور الأوّل.

المساواة

كلُّ شيء في القصر تغيَّر، وبقيَ روّاد «بيت الشعب» (قصر بعبدا) ينتظرون عون ليخرجَ عليهم من الشرفة التي كان يطلّ منها أيام حرب التحرير ليصرخ «يا شعب لبنان العظيم»، فتلك العبارة هي بالنسبة إليهم طعمُ السيجارة الأولى الذي لا يُنسى. لكنّ المنصّة التي رُفعت وراءَها الأعلام اللبنانية حلّت مكان الشرفة، والبِزّة الرسميّة أخَذت مكان العسكرية، وهدير طائرات «السوخوي» السورية التي قصفَت القصر في 13 تشرين الأوّل 1990 حلَّ مكانها هدير مروحيات الجيش اللبناني التي حلّقت منذ الصباح الباكر فوق أجواء بعبدا لتأمين حماية اللبنانيين. باستثناء الرئيس الذي انتظرَه الناس، تَساوى الجميعُ في الانتظار والجلوس، ليس هناك مقاعد رسمية أو مدعوّون، فالنوّاب والوزراء والشخصيات والفنّانون كانوا يصِلون ويسألون عمّا إذا كان هناك مقاعد للجلوس، ليكتشفوا من تلقاء أنفسهم أنّ هناك شعباً في وجهِ الرئيس فقط، وأنّ كلّ الرسميات أسقِطت. فقد حضَر النائب آلان عون «سبور» وكان متوتّراً من كثرةِ الفرحة، وعائلة الجنرال عون وبناته وقفوا مع الإعلاميين، فيما اختارَ رئيس «التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل السيرَ مع الناس، وحظيَ العميد شامل روكز باهتمام خاص، خصوصاً من «الجنس اللطيف». الموعد المقرّر لإطلالة عون كان عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، لكن بسبب تأخّرِ الناس في الوصول، تأجَّل بعضَ الوقت، فقال أحد نوّاب تكتّل «التغيير والإصلاح» ممازحاً: «إنشالله ما يتأخّر تأليف الحكومة كمان». وفي هذه الأثناء كان قائد الحرس الجمهوري العميد سليم فغالي يشرف شخصياً على الترتيبات الأمنية قبلَ اللحظة المنتظرة، فيما بدت علامات الارتياح على وجوه عناصر الحرس الجمهوري بعد انتخاب رئيس للجمهورية.

لحظة الظهور

ما هي إلّا دقائق، حتّى خرجَ عون إلى الجماهير، ولاستذكار رهبةِ اللحظة كما كانت أثناء تولّيه رئاسة الحكومة الانتقالية، أطلّ الجنرال محاطاً بخمس شخصيات كانت تقف إلى جانبَيه في التظاهرات التي كانت تنظَّم آنذاك: النائب اللواء إدغار معلوف الذي كان وزيراً، المدير العام للأمن العام اللواء نديم لطيف، قائد لواء الحرس الجمهوري العميد ميشال أبو رزق، مرافقه السابق النقيب حبيب فارس، والمنسّق العام للمكتب المركزي للتنسيق الوطني الذي كان ينظّم المسيرات الشعبية الدكتور بيار رفول. رسَم الجنرال علامة النصر، فاشتعلت حماسة الجماهير وعلَت الهتافات. وفي كلمة مرتجَلة، صرَخ عون «يا شعب لبنان العظيم»، لتلتهبَ الجماهير مجدّداً، ويطالبه الجميع بأن يعيدها. لم ينسَ عون توجيه التحيّة إلى الشهداء، والمصابين الذين حضَروا أيضاً، مستذكِراً مرحلة القصر وما لحقَها من نضال، مؤكّداً أنّ الحياة تستمرّ، محاولاً التوفيقَ بين الاستقلال والإصلاح، وواعداً ببناء دولة للجميع قوية وقادرة ومتصالحة مع محيطها ومحافِظة على سيادتها، تحترم الدستورَ الذي لن يُسمح باختراقه مجدّداً، وتستأصل الفساد. سمعَ الجميع كلمة الرئيس الواعدة، وكلّهم ثقة بأنه سيتمكّن من تحقيق الأحلام، لا أن «يصادف أكلة الجبنة في طريقه»، فالألغام التي زُرعت في الطريق إلى بعبدا محَتها السنوات والتفاهمات، لكنّ طريق الإصلاح مليئة بالقنابل «الفاسدة» إذا صحَّ التعبير، والأهمّ تفكيكها لكي لا تنفجر وتُفجّر البلد.

 

“لن تشكل الحكومة من دون موافقة “القوات””

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/06 تشرين الثاني/16

من حق “القوات اللبنانية” على حلفائها ان تسمع غداً او يوماً الجملة السحرية الآتية: “لن تشكل الحكومة من دون موافقة “القوات”، فدورها لا يقل عن أدوار غيرها الذين فوضوا إدارة المفاوضات الحكومية، او الذين علِّقت التشكيلات الحكومية ربطاً بمطالبهم، وهذا الكلام ليس من باب الانتقاد إطلاقاً، إنما من زاوية سرد الوقائع لا أكثر.فالتعامل مع “القوات” يتم سابقاً وحاضراً على قاعدة انها مستعدة للتضحية بأي شيء مقابل لا شيء، وقد تكون “القوات” مسؤولة جزئياً عن هذه الصورة بفعل مبدئيتها السياسية وأولويتها النضالية على اي اعتبار آخر، ولكن لا يمكن إغفال بالمقابل التقصير (مصطلح مخفف) حيالها.

ويفترض بالتجربة الممتدة أقله منذ العام 2005 إلى اليوم ان تكون دلت على حقيقتين:

الحقيقة الأولى ان مبدئية “القوات” لم تحل يوماً دون تعاملها مع التطورات بواقعية وبراغماتية، وليس على طريقة “عنزة ولو طارت”، كونها تبدّي دوماً المصلحة الوطنية على الذاتية في مقارباتها السياسية، فلم تعارض الحكومة، على سبيل المثال، لمجرد انها رفضت ان تكون جزءاً منها، بل أيدتها حيث يجب وعارضتها كذلك الأمر، والأمثلة أكثر من ان تعد وتحصى.

الحقيقة الثانية ان قوة اي فريق سياسي متأتية من تحالفاته السياسية والوطنية، هذه التحالفات التي تمنع استفراده، وحتى “حزب الله” الذي يملك ترسانة من السلاح يحرص على صيانة تحالفاته.

فمطلب “القوات” لم يكن يوماً التمسك بحقيبة او وزارة او نيابة وحتى رئاسة تخلى عنها رئيس “القوات” لمصلحة الرئيس عون، إنما مطلب “القوات” ان تعطى حقها على المستوى الوطني، اي ان يقدّر دورها ويثمّن ويترجم، هذا الدور الذي يشكل مصلحة للقوى الحليفة لها بالدرجة الأولى.

فقوّة الرئيس عون تكمن بتوثيق تحالفه مع القاعدة الصلبة التي أوصلته والمتمثلة بالسيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، وقوة الرئيس الحريري تكمن بتوثيق تحالفه مع الطرف الذي عبّد طريق القصر والسراي، اي رئيس “القوات”.

والمنطق يقول إنّ حصة الأسد يفترض ان تكون للذي يملك الحيثية والدور، وحكومة الوحدة الوطنية لا تعني اعتماد قاعدة المساواة في التمثيل، ولا يكفي لبعض القوى ان تكون سمّت الحريري من دون انتخاب عون لتدخل “ملكوت” الحكومة، لأن هدفها الأساس كان إفشال التسوية الرئاسية، بما يعني عدم انتخاب عون ولا تكليف الحريري، وبالتالي إذا كان جشعها السلطوي سيدفعها إلى تجاوز مبدئيتها الشكلية كالعادة، فلا يجوز ان تكرّم في الحكومة على الرغم انها مهانة أمام الناس.

وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية لا يعني تصفير العداد مع بعض القوى السياسية، إنما التمييز بين القوى التي تشكل رافعة للعهد الجديد، وبين القوى التي التحقت مكرهة ولأسباب مصلحية ستدفعها عند اول مفترق طرق إلى الانقلاب على هذا العهد.

فـ”القوات” تشكل الضمانة للعهد الجديد كما شكلت الضمانة للوصول إلى هذه اللحظة الوطنية، وكل ما تأمله الوقوف إلى جانبها كما ساهمت وقفتها في تغيير كل المشهد السياسي في البلد.

 

العهد الجديد: الفرص والمخاطر

شربل نحاس/السفير/06 تشرين الثاني/16

انتخب النوّاب الممددون لأنفسهم يوم الإثنين الماضي العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.

كيف سيُدار التفسخ الداخلي المستجد، في ظل قبول خارجي، وإن من دون حماسة، بالترتيب الحاصل؟

وضوح الاصطفاف بين الأصيلين والطارئين، الاحتياج إلى فترة مديدة لطرح الاتفاق، حدة المواجهة السياسية وصولاً إلى جلسة الانتخاب المذلة، كلها تعني أن المرحلة الانتقالية لم تنته. لكن الاتقسام الطاغي انتقل، ولو مؤقتاً، من كونه مرتبطاً بعناوين الصراع الإقليمي واستتباع الأطراف الداخلية وفقها، ليرتبط بعناوين داخلية. ولما كان معلوماً بالمعيش أن الاصطفاف وفق شعارات المحاور الإقليمية كان في أساسه مرتبطاً بمصالح الفئات المحلية (تمويلاً واستقواءً) وأن التعاون بين الأطراف المتخاصمة علناً كان مستمراً لتأمين مصالحها المشتركة، فإن هذا الانتقال يجعل مصاعب إعادة صياغة النظام السلطوي أكثر وضوحاً.

فما هي عناوين الصراع الداخلية هذه؟

بما أن النظام السياسي الاقتصادي في لبنان قائم على استجلاب الرساميل (الحلقة المالية) وضبط توزيعها عبر قنوات عامة وخاصة، لقاء تثبيت ولاء المستفيدين (الحلقة السياسية الزبائنية ـ الطائفية). وبما أن حجم الرساميل المستجلبة متناقص، فالاختلاف بين القابضين على قنوات التوزيع (الأصيلين في السلطة) والطارئين عليها (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وحلفائهما)، يمكن أن يؤول إلى إحدى النتائج التالية:

1. تثبيت النظام، والمساومة مع الطاقم القديم ليقلص حصته لمصلحة حصة القادمين الجدد. هذا يمر بتثبيت طاولة الحوار وصفتها المرجعية، وباعتماد نظام انتخابي يكرس مواقع الأطراف جميعاً مع تعديلات طفيفة، وبالعفو عما مضى من أعمال غير قانونية لا سيما في مجال التصرف بالمال العام. فيكون انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية جائزة ترضية.

2. تثبيت النظام وإزاحة الطاقم القديم من المواقع الرئيسة واستبداله بالطاقم الجديد (كما حصل سنة 1992). وهذا يمر بتعديلات في المواقع وأنظمة الانتخاب وموجة تعيينات وبالمحاسبة على ملفات محددة، وقد يفضي إما إلى توترات سياسية بين الكتل، أو إلى أزمات داخل بعضها، أو إلى ممانعة بعض الكتل الطارئة حيال السير به.

3. تعديل النظام بحيث لا يعود قائماً على المنطق نفسه ومواجهة مخاطر إدارة المرحلة الانتقالية. لكن في هذا المجال، تعترض القوى الطارئة التي تقرر السير وفق هذا الخط إشكالية جوهرية، هي أن نقطة قوتها هي بالذات نقطة ضعفها، فرفضها للسلطة القائمة انحرف إلى رفضها للحصة العائدة إلى الكتلة الطائفية التي تمثلها ضمن منطق هذه السلطة (في تكرار لمقولة الحرمان في السبعينيات التي تحولت، من المطالبة بتعديل النظام الاقتصادي الاجتماعي، إلى تكريسه وتعديل الحصص الطائفية ضمنه). وهذا يحتم صيغاً تتلاقى فيها هذه القوى مع أطراف لا يأسرها الاصطفاف الطائفي ولا الارتباط الخارجي.

كل مسار من هذه المسارات الثلاثة يفرض إذاً تحالفات ومواجهات مختلفة، ويحتاج إلى قواعد وشرعية للخطب والحجج مختلفة أيضاً.

الموقف والمحطات

إن انتخاب العماد ميشال عون لم ينه المرحلة الانتقالية، لكنه حدث مهم، ليس فقط لأنه يعيد الأمل بتحريك الأوضاع في نظر مناصريه بعد نضال طويل وفي نظر مواطنين كثر، بل أيضاً لأنه يظهّر بجلاء مكامن أزمة الدولة والمواطنة في لبنان، بعد إشاحة سرديات 8 و14 آذار.

انتخاب رئيس للجمهورية ثم تكليف السيد سعد الحريري بتأليف الحكومة لا يعنيان الخروج من المرحلة الانتقالية ولا يعنيان، حتى في حال تأليف حكومة وإجراء انتخابات نيابية، وهما أمران غير مضمونين، استقرار النظام على أسس كفيلة بمواجهة المخاطر الجسيمة المحدقة بالمجتمع، لأن الشغور لم يكن سوى نتيجة للمشكلة لا سببها. سبب المشكلة هو ادعاء عدد من زعماء الطوائف التمثيل الحصري والمطلق للبنانيين، لا بوصفهم مواطنين ومواطنات في دولة، بل بوصفهم رعايا كتل طائفية ـ زبائنية، قلقة ومتناحرة ومدفوعة دوماً إلى المراهنات الخارجية.

لكن الظرف يستحق العناية والتصرف بمسؤولية، لا لشيء إلا للضرورة الملحة في مواجهة النزيف البشري والمالي والمعنوي المستمر والمخاطر الداهمة.

إن حركة «مواطنون ومواطنات في دولة» ترى، أن تعامل المخلصين مع الظرف الراهن يتوقف على ما سوف يتخذه المسؤولون الجدد من مواقف من المسائل الأساسية المطروحة بحكم الواقع، لبناء دولة مدنية، ديموقراطية، عادلة وقادرة. وهي سوف تطرح تصورها لمواجهة كل من هذه المسائل خلال الفترة المقبلة.

طاولة الحوار بديل لانتظام الدولة

هذه المسائل يمكن إدراجها ضمن وجهتين متقابلتين:

من وجهة أولى، انتظام أداء السلطات العامة، لأن سقوط هذا الانتظام هو الذي جعل السلطة فاشلة وفضائحية، وأدخلها في المرحلة الانتقالية. وفي هذا السياق يأتي أولاً دور رئاسة الجمهورية التي صوّرت طويلاً على أنها دور «الحكم» بين متنازعين خارج أي مرجعية ناظمة، وهو الدور الذي كان يتولاه، حتى سنة 2005، وبالنيابة عن الرعاية الإقليمية، مسؤول الاستخبارات السورية في لبنان، فيما وظيفة رئيس الجمهورية هي السهر على الدستور بوصفه مرجعية انتظام أداء المؤسسات، أي فرض احترام قواعده، وبت تراتبيها في حالات الالتباس. ويأتي من ثم نظام عمل مجلس الوزراء، والعودة دون انتظار إلى الالتزام بقواعد المالية العامة، إجازة وتنفيذاً ومحاسبة، لوقف تحول المال العام إلى مال مسلوب وسائب، ومن ضمنها استرجاع الأملاك العامة وضبط الدين العام، دفقاً ومخزوناً واتصالاً بالسياسات النقدية.

ومن وجهة مقابلة، صدقية التمثيل السياسي، لكون تعطيل آلياته أو تحويرها الفاضح هو الذي أسقط شرعية السلطة وأغرقها في المرحلة الانتقالية. وهي لا تتوقف عند النظام الانتخابي، على أهميته، بل تتعداها إلى كل ما يبني اقتناع اللبنانيين واللبنانيات بأن لهم حقوقاً بوصفهم مواطنين ومواطنات، بحيث يكون التمثيل السياسي، في أذهانهم، الإطار، ولو غير المثالي، لرسم حدود هذه الحقوق ولتوزيع الأعباء الناجمة عن تحقيقها، ولا يعود، الساحة التي تحدد من خلالها الأحجام النسبية للكتل الطائفية ـ الزبائنية ومواقع الزعماء المتبارين ضمن كل منها.

طاولة الحوار هي العقدة التي تجمع الوجهين، موقعاً للقرارات بديلاً من انتظام الدولة، واستئثاراً بصفة تمثيلية مطلقة وحصرية. وتوسعاً، الخيار بين مرجعيتي العرف (الطائفية والميثاقية من ضمنه) والدستور (الصفة المدنية للدولة) وإن اعتمد الدستور مرجعاً، ترتيب أولوية مندرجاته بين الانتظام المبدئي (واجبات الدولة ووظائفها) والتنظيم الإجرائي (تحويل المسؤوليات إلى صلاحيات)، وخير مثال على ذلك مسألة الموازنة العامة. فالموازنة العامة هي السند الشرعي الوحيد للجباية والإنفاق والاستدانة، وإرسال مشروعها من قبل مجلس الوزراء موجب مطلق ومحدد التاريخ. فهل يعني ذلك أن إحجام الحكومات السابقة عن إرسال مشاريع الموازنة ودخول الحكومة الحالية في تصريف الأعمال يجيز الاستمرار بالتصرف الكيفي بالمال العام؟ أم أن الانتظام المبدئي الذي يحكم تصرف السلطة بأموال المواطنين يسمو على احترام التنظيم الإجرائي الذي ينيط بمجلس الوزراء مسؤولية محددة، لا صلاحية استنسابية. في مطلع سنة 2011 في بلجيكا، وبعدما كانت الحكومة في موقع تصريف الأعمال منذ نيسان 2010، قام الملك، بصفته حاميا للدستور، وكي يحترم الانتظام المبدئي للدستور، بتوسعة صلاحيات حكومة تصريف الأعمال لترسل مشروع موازنة سنة 2011، وهو ما حصل.

بناءً على ما سبق، تؤكد «حركة مواطنون ومواطنات في دولة» أن موقفها من أي طرح أو حدث سياسيين يحدده مدى مساهمة هذا الحدث أو الطرح، سلباً أو إيجاباً، في بناء دولة ديموقراطية مدنية قادرة وعادلة. من هذا المنطلق ننظر الى الفرص من دون أن نغفل عن المخاطر.

الأمين العام لحركة «مواطنون ومواطنات في دولة»

 

المتاجرة بفلسطين لتغطية المأساة السورية

خيرالله خيرالله/العرب/07 تشرين الثاني/16

ليس في الإمكان أفضل مما كان. صار للبنان رئيس للجمهورية، هو العماد ميشال عون، كما صار لديه رئيس مختلف لمجلس الوزراء هو سعد الحريري يعمل على تشكيل حكومة جديدة تساعد في العودة إلى الأيّام التي كان يشهد فيها البلد نموّا اقتصاديا. ليس سرّا أن النمو الاقتصادي في لبنان والازدهار ارتبطا باسم سعد الحريري، وقبل ذلك بحكومات الرئيس رفيق الحريري، الذي معروف من اغتاله ومن غطّى الجريمة التي استهدفت لبنان قبل أي شيء آخر. هل في الإمكان الكلام عن انطلاقة جديدة للبنان اعتمادا على وجود عهد جديد وتفاهمات قائمة على حماية البلد من “الحرائق” التي تشهدها المنطقة؟ الأكيد أن الشرط الأوّل لحماية البلد يكون في فهم ما يدور في سوريا من منطلق أن عملية تهجير الشعب السوري من أرضه، وهي عملية تترافق مع إجراء تغييرات ذات طابع ديموغرافي وتدمير للمدن السورية، لا تقلّ بشاعة عمّا جرى في فلسطين في مرحلة ما بعد وعد بلفور. من يشارك في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري والتي يتعرّض لها أيضا قسم من الشعب العراقي، آخر من يحقّ له الكلام عن وعد بلفور. بكلام أوضح، لا يمكن الركون إلى من يرفض الاعتراف بالمأساة السورية التي لا تقلّ فظاعة عمّا تعرض له الشعب الفلسطيني منذ صدور وعد بلفور قبل مئة عام.

لعلّ أهم ما ميز المرحلة التي سبقت انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان مجيء موفد سعودي إلى بيروت هو تامر السبهان وزير الدولة لشؤون الخليج العربي. قام السبهان، الذي سبق له أن خدم في لبنان كملحق عسكري، بجولة على القيادات اللبنانية مؤكدا “مباركة” المملكة لانتخاب رئيس جديد للبنان. بعد انتخاب رئيس للجمهورية، اتصل الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس ميشال عون وهنّأه مؤكدا وقوف المملكة إلى جانب لبنان. كان ذلك تعبيرا عن الرغبة السعودية في دعم البلد وتجاوز كلّ شوائب الماضي القريب، بما في ذلك الحملات التي استهدفت المملكة انطلاقا من الأراضي اللبنانية. هذه حملات دأبت جهات معيّنة معروفة، على رأسها “حزب الله” وأبواقه، على القيام بها من أجل تأكيد أن لبنان صار تحت الوصاية الإيرانية لا أكثر، وأنّه ليس أكثر من قاعدة على المتوسط تُدار من طهران.

من شروط نجاح العهد الجديد إخراج لبنان من الوصاية الإيرانية بدءا بالاعتراف بأنّ لا مصلحة لأيّ جهة لبنانية في التورط في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري. على العكـس من ذلك، ثمّة حاجة إلى استخدام الدعم العربي والدولي كي يستعيد البلد عافيته بعيدا عن الشعارات الفارغة التي لا تأخذ في الاعتبار أنّ التدخل في الحرب السورية دعما لنظام أقلّوي مرفوض من شعبه يشكّل أكبر خدمة لإسرائيل ولنظرتها إلى مستقبل الشرق الأوسط.

لا يمكن المتاجرة بالقضية الفلسطينية من أجل التغطية على المأساة السورية التي باتت أسوأ من مأساة فلسطين. لا يمكن العودة إلى وعد بلفور لتبرير الدخول في لعبة إثارة الغرائز المذهبية التي هي في أساس المشروع التوسّعي الإيراني القائم على نظرية “تصدير الثورة”.

يستطيع لبنان حماية نفسه بوسائل مختلفة في طليعتها الابتعاد عن الحرائق السورية بدل المشاركة في إشعالها. ذلك هو منطق الأمور. كلّ ما عداه الدخول في لعبة لا طائل منها، بما في ذلك لعبة “سوريا المفيدة” التي لها امتداداتها في الأراضي اللبنانية والتي في أساسها تطويق دمشق بحزام ذي لون معيّن، عبر شراء الأراضي وتوطين موالين لإيران في مناطق معيّنة داخل العاصمة السورية وفي محيطها المباشر. مرّة أخرى، يخوض لبنان معركة دفاع عن النفس. إنّها في الواقع معركة دفاع عن ثقافة الحياة في مواجهة ثقافة الموت. تعني ثقافة الحياة أوّل ما تعني الابتعاد عن كلّ ما من شأنه عزل لبنان عن محيطه العربي. في النهاية، إن عملية العزل هذه كانت جزءا من الحملة على ثقافة الحياة في لبنان. تقوم هذه الحملة على إفقار اللبنانيين ونشر البؤس في البلد، بدل خلق فرص عمل للشباب اللبناني الذي صار يبحث عن أي فرصة تمكّنه من الهجرة.

ليس بالاستنجاد بوعد بلفور، يمكن أن يقتنع اللبناني بأنّ الشعب الفلسطيني يعيش مأساة كبيرة بدأت بالهجرة اليهودية إلى فلسطين، وصولا إلى رفض العرب قرار التقسيم الذي مهّد لنكبة 1948، ثمّ لهزيمة 1967. يمكن الدخول في نقاش طويل في شأن وعد بلفور والظروف التي أحاطت به، خصوصا أنّه ترافق مع اتفاق سايكس – بيكو البريطاني – الفرنسي، الذي كانت روسيا القيصرية طرفا فيه، لولا أن الثورة البولشفية صرفتها عن المشاركة وقتذاك في اقتسام تركة الإمبراطورية العثمانية.

تكون حماية لبنان بالنأي بالنفس فعلا عن المأساة السورية. هناك “حزب الله” الذي يشارك في صنع تلك المأساة بحجة أنه يقاتل “التكفيريين” في حين أنّه يقاتل عمليا الشعب السوري الذي انتفض على نظام سعى دائما إلى استعباده لمصلحة أقلية احتكرت السلطة والثروة. هل يعي الحزب ماذا يعني ذلك في المدى الطويل في بلد، صحيح أنه ممزق، لكنّ الصحيح أيضا أنّ الأكثرية الساحقة من مواطنيه من أهل السنّة.

لا مفرّ من تسمية الأشياء بأسمائها بعيدا عن المزايدات والشعارات المزيّفة التي تصلح لكلّ شيء باستثناء تغطية المأساة السورية بمأساة فلسطين. لا يمكن لمأساة تغطية مأساة أخرى. من يريد الخير للبنان واللبنانيين يبتعد عما يجري داخل سوريا ويساهم، في المقابل، في إنجاح مشروع الإنماء والإعمار في لبنان بعدما صار للبلد رئيس للجمهورية، وبدء الجهود من أجل تشكيل حكومة جديدة تضمّ عناصر قادرة على التصدي للأزمات التي تواجه المواطن يوميا مثل أزمة النفايات والكهرباء…

في نهاية المطاف، لا مفرّ، في المدى البعيد، من طرح سؤال في غاية الأهمّية: هل في الإمكان وضع حدّ للعزلة العربية التي يعيشها لبنان؟ فكّ العزلة سيكون بداية لاستعادة البلد عافيته بعد سدّ الفراغ الرئاسي. عدم فكّ هذه العزلة وبقاء لبنان بعيدا عن محيطه العربي يعني من دون أدنى شكّ أن البلد صار تحت الوصاية الإيرانية وأنّ هناك من يريد إفقاره وتهجير أهله وتوريطه، أكثر فأكثر، في الحروب الدائرة في سوريا كي لا تقوم له قيامة.

باختصار شديد، هل لبنان دولة عربية مستقلّة أم مجرد جرم يدور في الفلك الإيراني؟ على فكّ العزلة العربية للبنان يمكن بناء الكثير بعيدا عـن المتاجرة بالقضية الفلسطينية وهي متاجرة أتقنتها إيران في مزايـدتها على العرب في وقت تصبّ كلّ سياساتها على خدمة المشروع الصهيوني القائم على تشجيع كلّ ما من شأنه شرذمة المنطقة من منطلق طائفي ومذهبي

 

الشرق الأوسط في فوضاه مع كلينتون أو ترامب

جورج سمعان/الحياة/07 تشرين الثاني/16

غداً يتبوأ قيادة أميركا والعالم رئيس جديد. وكان من عادة أهل الشرق الأوسط أن يترقبوا قيادة تنصفهم في قضيتهم المركزية. ظلوا عقوداً على هذه الحال. واليوم يترقبون وقد تبدلت أحوالهم وتعاظمت قضاياهم. وأياً كان الرئيس الجديد سيظلون إلى أجل مجهول نهباً لهذه الفوضى العارمة. فالإدارة الأميركية الآتية ستكون أمام امتحان صعب. فالصراع على الإقليم بلغ ذروة لم يشهدها في تاريخه الحديث. وهذا التزاحم على اقتسام جغرافيته، أو بالأحرى ديموغرافيته، صورة عما سيؤول إليه المشهد الاستراتيجي عاجلاً أم آجلاً. وقد يطول حلول اللحظة المناسبة أمام الساكن الجديد للبيت الأبيض للبدء برسم النظام الإقليمي على أشلاء ما خلفته وتخلفه الحروب الأهلية والمواجهة المفتوحة مع الإرهاب. وقد لا تصح القاعدة أن ثمة ثوابت في السياسة الأميركية، أياً كان الحاكم ديموقراطياً أم جمهورياً. وأن المواقف في حمأة السباق الرئاسي ليست معياراً دقيقاً أو ثابتاً أو تصلح لما بعد الانتخابات. بالتالي، ليس كل ما ألقاه المرشحان هيلاري كلينتون ودونالد ترامب في السباق إلى البيت الأبيض قابلاً للتحقيق. أو أن أحدهما سيكون قادراً على التزام وعوده وشعاراته. نال الرئيس باراك أوباما جائزة نوبل للسلام... وأي سلام!

تبدلت الثوابت في السياسة الأميركية عموماً وحيال الشرق الأوسط خصوصاً لأسباب عدة. أبرزها ما طرأ على الاقتصاد العالمي وخلف آثاراً واسعة على مفهوم العولمة والتجارة الحرة. وما أصاب قطاع النفط دولياً وأدوات إنتاجه خلف متاعب واتجاهاً إلى تقليص الاعتماد على الزيت العربي تدريجاً. وبين الأسباب أن روسيا تنهض مجدداً لتقديم نفسها قطباً دولياً منافساً. فضلاً عن صعود الصين الذي أرغم إدارة الرئيس أوباما على نقل ثقل الاهتمام الاستراتيجي من الشرق القريب إلى البعيد، إلى المحيط الهادي وبحر الصين. وهناك تنامي الإرهاب وانتشاره ظاهرة تتجاوز كل الحدود. وكذلك نشوء قوى إقليمية ومحلية عصية على الانصياع لمفاهيم ومواثيق دولية ترعى العلاقات بين الأمم. ولعل أبرز هذه الأسباب انهيار المنظومة العربية على نحو لم يشهده التاريخ الحديث لدول المنطقة. والاتفاق النووي مع إيران وما جر من تبدل في خريطة العلاقات الغربية عموماً مع الشرق. فضلاً عن طموحات الجمهورية الإسلامية باستعادة عصر إمبراطوري غابر. تماماً كما تركيا الأردوغانية الطامحة هي الأخرى إلى بعث العثمانية مجدداً. تحولات استراتيجية جذرية بدلت في الثوابت التي درج الرؤساء الأميركيون لعقود الحفاظ عليها ورعايتها. وبدلت في صورة الإقليم وشبكة علاقاته ومصالحه، بعدما كسرت حدوداً محرمة وأحيت شياطين حروب لا أفق للخروج منها قريباً.

لن يكون بمقدور الرئيس الأميركي الجديد، أياً كانت هويته، أن يتعافى سريعاً من مخلفات إرث سلفه الحافل بالتعقيدات والملفات الشائكة. من تداعيات الحروب التي تنهش دولاً عربية وترهق اقتصادات دول أخرى، إلى المتاعب التي يعانيها الجناح الآخر من الحلف الأطلسي عموماً. سواء بمواجهة الصعود الروسي وهجومه من أوكرانيا إلى المشرق العرب وشمال أفريقيا، إلى مصاعب أوروبا واهتزاز اتحادها والمصاعب التي تواجهها من تداعيات «الربيع العربي»، وتحديات الإرهاب واللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين. ما ستواجهه أي إدارة جديدة ليس أزمات تستلزم حلولاً، بل تداعيات ما خلفه القعود عن معالجة هذه الأزمات، سواء في ليبيا أو سورية والعراق واليمن. وهي تداعيات ولّدها انكفاء الرئيس أوباما و «وفاؤه» بشعارات عدم التدخل وتصفية مخلفات حروب سلفه، وميله إلى إشراك قوى عالمية أخرى في قيادة شؤون العالم. فانتهى الأمر بما عليه الحال في المشرق العربي، وحتى أفريقيا الميدان المقبل للحرب على الإرهاب.

كلينتون التي خبرت السياسة الخارجية وبنت علاقات مع معظم قادة العالم، ستعمل، إذا فازت، على الخروج الصعب من سياسة الانكفاء التي مارسها أوباما. ستواصل الحرب على «داعش» في سورية والعراق، هذا إذا لم يكن التنظيم قد تلقى، قبل تسلمها السلطة، هزيمة مدوية في كل من الموصل والرقة. وكانت من الداعين إلى مزيد من الانخراط في الأزمة السورية. وطالبت بالتدخل المباشر. وأيدت إنشاء مناطق آمنة، ومناطق حظر جوي، والمساعدة على إطاحة النظام. لكنها تدرك أن الرياح الروسية تجري بخلاف ما تشتهيه. تبدل المسرح في بلاد الشام ويتبدل كل يوم. ولن تبدد روسيا الفرصة المواتية من أجل تمكين النظام من استعادة حلب وغيرها من المناطق. ليصبح عندها من المستحيل على ساكن البيت الأبيض أن يبدل في الواقع الجديد. حتى وإن أعادت تصحيح العلاقات مع تركيا، فإن هذه لن تكون في موقع القادر على مواجهة الحضور الروسي والإيـــراني في سورية والعراق. بالكاد ستتمكن أنقرة مــــن الاحتفاظ بما اقتطعت لها من شريط في أراضي جارتها الجنوبية، ومن قاعدة ومواقع نفوذ في المحافظــــات العراقية السنّية الشمالية وكردستان. هاجـــسها أن تحجز لها كرسياً فلا تذهب حملاتها وجهـــودها هباء عند بدء رسم النظام الإقليمي. وأن تضمن مصالحها الأمنية أولاً والاقتصادية ثانياً، ودورها لاعباً في المنطقة. لكن ما تنبئ به معركة الموصل والرقة من تداعيات وصراعات بين المكونات الداخلية في كل من العراق وسورية وبين القوى الإقليمية لن يتيح لأي إدارة ترف الانتظار.

وقد لا تستطيع كلينتون رأب الصدع الذي أصاب العلاقة التاريخية مع أهل الخليج أو عرب الاعتدال عموماً. مصر يممت شطر روسيا، ومثلها دول أخرى تسعى إلى بدائل من غياب الأميركي. لن تكون مهمتها سهلة في إعادة العلاقات إلى ما كانت. هناك عوامل تحكم هذا الملف المعقد. صحيح أنها تؤيد الاتفاق النووي وتبدي في المقابل اهتماماً بترميم العلاقات مع أهل الخليج لمواصلة الحرب على الإرهاب. وأنها تبدي رغبة في الحد من تمدد إيران والتخفيف من وطأة نفوذها. لكن الصحيح أيضاً أن ما خلفته الحروب من تغييرات ديموغرافية في سورية والعراق وما أحدثه الانقلاب الحوثي في اليمن، لا يشيان بأن مواجهة هذا التمدد ستكون سهلة. فالصراع المذهبي في المنطقة يهدد بحروب متناسلة وبتفكيك كيانات. وقد سعت طهران لبناء توسعها إلى بناء جيوش محلية رديفة للجيوش النظامية في أكثر من بلد. ولم يعد بمقدور اللاعبين الكبار، مهما عظم شأنهم أن يملوا إرادتهم، كما كانت الحال أيام انقسام العالم بين قطبين. ثمة قوى محلية وإقليمية يصعب إخضاعها لركوب قطار تسويات لا تروق لها ولا تراعي مصالحها. لذا، لن يكون الأمر سهلاً. فالحروب دمرت العلاقات بين المكونات الطائفية والمذهبية والعرقية في أكثر من بلد عربي وفتحت جروحاً لن يأتيها الترياق من العراق. والصراع المذهبي والإقليمي المتصاعد على حلب والموصل يوحي بأن القوتين الكبريين ليستا قادرتين على فرض رؤيتهما، إذا قدر لهما التفاهم. ولا شيء يشي أيضاً بأن اللاعبين الأصغر تعبوا أو أنهكهم الاستنزاف. يعني ذلك أن المشرق العربي سيظل في محطة انتظار قد تطول قبل أن يشهد حركة دولية لوقف الحروب والصراعات.

بالطبع لن تكون الصورة أفضل إذا فاز ترامب. فالرجل ساهم في تعزيز ظاهرة الإسلاموفوبيا. ولا حاجة إلى التذكير بمواقفه وتصريحاته العنصرية. سيؤدي وصوله إلى مفاقمة الفتور الذي يعتري علاقات كثير من البلدان العربية مع الولايات المتحدة. وإلى تعزيز ظاهرة الإرهاب تالياً. ولن تكون علاقاته بأوروبا، وحتى ببعض جيرانه في أميركا اللاتينية أفضل حالاً. سيوتر العلاقات مع إيران لمعارضته الاتفاق النووي معها، وقد لا يستطيع إلغاءه. لكن وعده بـ «وقف بناء الديموقراطيات في الدول الأجنبية، وإطاحة الأنظمة والتدخل في قضايا الآخرين» سيطلق يد طهران نحو الإقليم... ويتواصل الصراع المذهبي. مثلما سيطلق يد الرئيس بويتن في سورية وغيرها من المواقع. وحدها إسرائيل لا يقلقها من سيسكن البيت الأبيض، سواء كان ترامب الذي فاق الصقور في تأكيد العلاقة الاستراتيجية معها، أو كلينتون التي تضع تفوق الدولة العبرية فوق أي اعتبار آخر. فهذه العلاقة ثابتة لا تتبدل أياً كان الحزب الحاكم في الولايات المتحدة. ولا شيء يمكن أن يرجوه الفلسطينيون أو العرب الذين لم تعد قضية فلسطين مركزية أو أولوية. فالرئيس أياً كان لا يمكنه تجاوز علاقات تاريخية راسخة يحرسها الحزبان المتنافسان ويحرصان عليها.

 

أميركا البعيدة

غسان شربل/الحياة/07 تشرين الثاني/16/

يصعب الاعتقاد بأننا سنرى بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية عودة إلى الدور الأميركي السابق في الشرق الأوسط. أي دور الشرطي أو الرادع أو الضامن. وإذا كانت حرائق «الربيع العربي» كشفت انسحاب الظل الأميركي من المنطقة، فإن رحلة الانسحاب بدأت عملياً من بغداد. كان ذلك في عام 2010. قلت للرئيس جلال طالباني أننا اضطررنا بعد خروجنا من مطار بغداد إلى السير مسافة طويلة وراء رتل عسكري أميركي مهيب. أجابني ببراعته المعهودة ما معناه أن هيبة أميركا انسحبت من العراق قبل انسحاب جنودها المقرر في السنة التالية. استوقفني كلام طالباني. في اليوم التالي سألت رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي عما يشاع عن انحسار الدور الأميركي في العراق، فأجاب: «بعد الاتفاق الذي وقّع بيننا وبينهم فإن الوجود الأميركي في العراق هو في بلدٍ ذي سيادة، كما الوجود الأميركي في اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية». بعد خمسة أعوام على هذا الكلام، تحديداً في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي، ذهبتُ للقاء رئيس الحكومة حيدر العبادي بعد شهور على سقوط الموصل في يد «داعش». شعرتُ حين نمت في المنطقة الخضراء بأن أميركا التي تركت العراق لمصيره تتابع رحلة استقالتها من دور الشرطي، وها هي تترك الشرق الأوسط لمصيره، ربما باستثناء أمن إسرائيل.

صحيح أن الطائرات الأميركية تُغير اليوم على مواقع «داعش»، وأن آلافاً من الجنود والخبراء الأميركيين يساهمون في استعادة الموصل ومعها الرقة، لكن الصحيح أيضاً هو أن هذه المساعدة الأميركية لا تلغي خيار الانسحاب الذي بلوره باراك أوباما ونفّذه. إذا استثنينا أمن إسرائيل، فإن أوباما انشغل بموضوع وحيد آخر هو الاتفاق النووي مع إيران. تصرّف أوباما كمن يئس من الشرق الأوسط. اعتبر أن هذه المنطقة لا تستحق أن يُهدَر من أجلها دم الجنود الأميركيين ولا بلايين الخزينة الأميركية، وأنها عالقة في كهوف التاريخ وحروبه. وضاعف الميل إلى الانسحاب تراجع حاجة أميركا إلى نفط الشرق الأوسط.

ساهم غياب الشرطي الأميركي في سقوط حصانة التوازنات التاريخية في الشرق الأوسط. استيقظت أحلام قديمة، خصوصاً لدى دول نامت طويلاً على ذاكرة إمبراطورية. دول تعتبر أن التاريخ قلص امتداداتها وبتر أطرافها. في هذا السياق يمكن فهم الهجوم الإيراني في العراق وسورية ولبنان واليمن. وفهم الكلام الأخير للرئيس رجب طيب أردوغان عن حلب والموصل وتلعفر. سقطت حصانة الحدود الدولية واختلطت الجيوش بالميليشيات الوافدة، وتراجع الحديث عن الدول لمصلحة الحديث عن المكوّنات. كانت دول الشرق الأوسط في السابق تتبرّم سراً بسلوك السفير الأميركي. يتحدث كمن يملي إرادته. يتدخّل في ما تعتبره العواصم أموراً لا تعنيه. يلفت وينصح ويحذّر ويكتب إلى إدارته. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، باتت روسيا نفسها دائمة الانشغال بمزاج السفير الأميركي والثورات الملونة ومطالب المجتمع المدني. اليوم تفتقد دول الشرق الأوسط الدور الأميركي السابق، وإن شكت منه في حينه. بلغ الانسحاب الأميركي حدوداً غير مسبوقة. روسيا تُشرعِن قواعدها العسكرية على الأرض السورية وتعاقب المعارضين قبل الإرهابيين. السفن الحربية تتجمّع كنذر الغضب، والقيصر يستحم في الدم والمياه الدافئة. كان الحضور الأميركي مشكلة بسبب انحيازه الأعمى إلى إسرائيل. تحوّل الغياب الأميركي معضلة بعد انهيار النظام الإقليمي وشيوع الخوف والإرهاب والتدخُّلات. لا شيء يوحي بأن الشرطي الأميركي عائد إلى الشرق الأوسط. ربما تخفّف هيلاري كلينتون الميول الانسحابية إذا فازت. أما فوز دونالد ترامب فهو في حال حصوله، مشكلة للعالم قبل أن يكون مشكلة للشرق الأوسط.

يذهب الأميركيون إلى انتخابات الرئاسة ويأخذون العالم معهم. شاشات وحملات ومناظرات واتهامات وتبرُّعات. صحافيون ينقّبون بلا رحمة في تواريخ المرشحين. هذا لم يدفع الضرائب كما يجب، وذلك خان زوجته، وهذه استخدمت إيميلها على نحو غير مشروع. الرأي العام مأساة عامة. يهوى الفضائح ويتلذّذ بسقوط الضحايا. يغرق الأميركيون في التفاصيل ويغرق العالم معهم. أميركا هي أميركا ولو تراجعت هالتها وشراهتها في إدارة العالم. من يخرج منتصراً من الصناديق سيتربّع على عرش استثنائي. الزر النووي في عهدته. وهو القائد الأعلى لأقوى جيش في التاريخ. إننا نتحدث عن الاقتصاد الأول في العالم، وعن أرقى الجامعات ومراكز الأبحاث والفتوحات التكنولوجية. لكن العربي يشعر اليوم بأن أميركا بعيدة وأن المنطقة ستبقى حتى إشعار آخر متروكة للمبارزات الإقليمية وحروب المكوّنات والفتن العابرة للحدود. وثمة مَنْ يراهن على أن تؤدي شراهة القيصر إلى تذكير البيت الأبيض بأن أميركا بالغت في الاستقالة من مصير الشرق الأوسط.

 

الحرب السورية بين كلينتون وترامب

 رندة تقي الدين/الحياة/07 تشرين الثاني/16

كيف سيكون تعاطي الرئيس الأميركي الجديد مع الحرب السورية وما هو مصير العلاقة الأميركية - الروسية إذا فازت هيلاري كلينتون أو إذا فاز دونالد ترامب؟ كان الرئيس باراك أوباما ضعيفاً مع روسيا وممتنعاً عن التدخل والضغط بقوة من أجل رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. كما أنه أعطى روسيا الفرصة للتدخل العسكري في سورية لأنه اعتقد أن الصفقة مع روسيا لتدمير السلاح الكيماوي السوري كانت إنجازاً عظيماً وكافياً للسياسة الأميركية. واغتنم فلاديمير بوتين فرصة تراجع أوباما عن أي تدخل عسكري، أو على الأقل فرض حظر للطيران فوق سورية، للقيام بعملية عسكرية ضخمة لحماية نظام الأسد والحصول على قاعدة بحرية في المتوسط قرب أوروبا لنشر صواريخه للتصدي لأي عملية عسكرية لحلف شمال الأطلسي وللأوروبيين دفاعاً عن أوكرانيا. فهل نشهد السياسة نفسها إذا وصلت كلينتون إلى الرئاسة؟ هذا مستبعد. فمساعدو كلينتون من ميشيل فلورنوا (وزيرة دفاع محتملة) ووليام بيرنز (وزير خارجية محتمل) وجيك سوليفان (مستشار أمن قومي محتمل)، كلهم بحسب معلومات المسؤولين الفرنسيين كانوا يتمنون سياسة أكثر حزماً ومبادرة لإدارة أوباما في سورية. صحيح أن من المستبعد تدخل كلينتون عسكرياً في سورية، لكنها كررت مرات عدة أنها تؤيد إقامة مناطق حظر للطيران لإدخال المساعدات الإنسانية. وهي تؤيد، ومساعدوها الذين عملوا في إدارة أوباما، مزيداً من الضغط العسكري على بشار الأسد، وفي الوقت نفسه محاربة «داعش» كما يفعل أوباما. وليام بيرنز يعرف جيداً النظام السوري، فكثيراً ما كان يتفاوض معه في شأن لبنان. وهو ديبلوماسي محنك كان لاعباً أساسياً في التفاوض مع إيران على الملف النووي. وهناك أيضاً ديبلوماسيون محنكون سيلعبون أدواراً معه مثل السفير جيفري فيلتمان الذي يعمل الآن في الأمم المتحدة، والديبلوماسي الأميركي المسؤول عن تركيا الآن جوناثان كوهين، وهو من الجيل الصاعد في وزارة الخارجية. كل هؤلاء لهم خبرة في المنطقة، وقد يكونون إلى جانب كلينتون في رسم سياستها في سورية ومواجهة روسيا. كما أن كلينتون أيدت من موقعها في وزارة الخارجية في العام 2012 الدعم الأميركي للثوار ضد الأسد. وأيدت موقفاً واضحاً من روسيا للقول إن الإدارة الأميركية تريد إقامة مناطق حظر طيران لتأمين المساعدات. ونقل عنها انتقاد لسياسة أوباما في سورية باعتبار أن «أحداً لم يقف بوجه الأسد للضغط عليه ودفعه إلى الرحيل، والنتيجة أن الكارثة الآن أكبر بكثير في سورية مما نشهده الآن في ليبيا». في المقابل إذا فاز ترامب فستكون أولويته هي التخلص من «داعش». وهو قال إن «أول ما ينبغي أن نقوم به هو التخلص من داعش قبل الحديث عن سورية»، معتبراً أن مصير الأسد «ثانوي». كما أنه معروف بقربه من بوتين والأثرياء الروس المحيطين به. ومما لا شك فيه أن احتمال وصول ترامب إلى الرئاسة أمر يخيف كثيرين من مسؤولي العالم وشعوبه. فهذا الرجل الشعبوي الذي يشبه كثيراً زعيم «الجبهة الوطنية» الفرنسي السابق جان ماري لوبن مرعب في حدة مواقفه وجهله. واحتمال وصوله إلى سدة الرئاسة الأميركية سيكون بمثابة صدمة كبرى للعالم وكارثة للديبلوماسية الأميركية. المرجو أن تقود نتيجة امتحان الديموقراطية الأميركية إلى تفاوض حقيقي لإنهاء مأساة سورية الكارثية المستمرة. والمطلوب إيقاف التنازل الأميركي الذي شهده عهد أوباما، وأن يُعيّن وزير جديد للخارجية أكثر حزماً وذكاء من جون كيري في مواجهة الثعلب الروسي سيرغي لافروف الذي تفوق بسهولة في التفاوض مع نظيره الأميركي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 نعيم قاسم: الاستقرار في لبنان مدين لحزب الله وندعو إلى تشكيل حكومة وإقرار قانون انتخابي مبني على النسبية

الأحد 06 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أقام "حزب الله" احتفالا تكريميا للشهيدين المجاهدين محمد علي هزيمة وحسين عدنان شقير في حسينية بلدة ميس الجبل، حضره عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وعدد من القيادات الحزبية، علماء دين، فاعليات وشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة". والقى قاسم كلمة قال فيها: "العدوان الذي نراه الآن على سوريا لا يختص بسوريا فقط، وقد آن الأوان للناس ولمن يقول لنا لماذا تقاتلون في سوريا أن يفهموا بأن العدوان على سوريا ليس عدوانا عليها فحسب، وإنما هو عدوان على سوريا ولبنان وفلسطين والعراق وإيران والمنطقة، فهم يضربون سوريا لأنها قلب محور المقاومة، ولأنها صلة الوصل بين إيران وفلسطين ولبنان، ولأنها شكلت دعما حقيقيا لقتالنا وجهادنا في لبنان وانتصاراتنا في أيار سنة 2000، وفي تموز سنة 2006، وعليه فإن القتال ضد سوريا من قبل الأعداء هو قتال ضدنا جميعا، ولا يجوز ولا يصح أن نقف متفرجين".

وتابع: "إن البعض يضع لنا حدودا، ويقول لنا يجب أن لا تقاتلوا خارج لبنان، وهنا نسأل ماذا تفعل أميركا والدول الأوروبية خارج حدودها، وماذا تفعل إسرائيل خارج منطقتها وحدود فلسطين، وهل يحق لكل هذه الدول أن تجتمع على باطلها وتقاتلنا، ونبقى نحن متفرقين حتى يتفرد هذا العدو ببلدة دون أخرى، ثم يقضون على الأولى والثانية والثالثة؟ وعليه فإننا سنكون موحدين، وسنقاتل في كل مكان يستلزم أن نواجههم، لأننا عندما ننتصر في سوريا، فإننا ننتصر في لبنان وفلسطين والعراق وإيران وفي كل المنطقة، وبالتالي سنستمر إن شاء الله، ولو كره الكارهون الكافرون والمنافقون. لولا القتال في سوريا لما كان لبنان مستقرا على المستوى الأمني، وهذا قلناه وكررناه مرارا، ولو كان التكفيريون منتشرين في القلمون والقصير في جوار البلدات البقاعية، لكانوا استمروا بإرسال السيارات المفخخة، وهاجموا بعض القرى والبلدات، وخربوا لبنان من أوله لآخره، وقد ثبت لنا سنة 2014 أن السيارات المفخخة التي دخلت إلى لبنان وإلى مناطقنا، كانت كلها من منطقة القلمون، أي أننا عندما دخلنا إلى هناك وواجهناهم، ضربنا الرأس، ومنعنا هؤلاء من أن يدخلوا إلى لبنان مجددا".

واعتبر أن "الاستقرار في لبنان مدين لمجاهدي حزب الله ولموقف الجيش والقوى الأمنية وكل من التف حول هذا الموقف الشريف بحماية بلدنا ومستقبلنا، ولولا النجاحات التي سجلتها المقاومة، لما يئس المراهنون في لبنان على التطورات الخارجية، ولما استطعنا أن ننجز انتخابات رئاسة الجمهورية في هذا الوقت، ولكن هناك يأس من أي تطور خارجي، فكل التطورات الحمد لله هي لمصلحة المقاومة ومحورها، وعادة تقاس المعارك بنتائجها، لا بعدد الشهداء، وصحيح أنه ارتحل عنا عدد من الشهداء خلال الفترة الأخيرة، ولكن علينا أن ننظر إلى المقارنة، حيث أن مئات القتلى من التكفيريين ومن معهم يسقطون يوميا، وهناك إنجازات عظيمة تحصل في حلب التي كان يمكن أن تكون عاصمة التقسيم في ما لو لم يتمكنوا من إيجاد حل في سوريا على شاكلتهم، ولكن بتحرير حلب سقط هذا المشروع، وأصبحوا مضطرين أن يفكروا بخيارات مختلفة، وبالتالي فإن تحرير حلب هو نجاح كبير ليس لها فقط، وإنما على مستوى مستقبل سوريا والمنطقة".

ورأى أن "داعش، التي ربوها وحموها وأعطوها، هي في حالة انحدار وانحسار وخسارة متتالية، ومحورنا هو الذي ضرب داعش، وخسرهم هذه الورقة، وإن شاء الله سنرى تراجعات حادة لداعش ولكل التكفيريين، فهؤلاء لا يصلحون لأحد، وحتى أولئك الذين يعتمدون عليهم سينقلبون عليهم، وبالتالي فإن داعش إلى زوال إن شاء الله تعالى".

وأضاف: "لقد هال محور الغرب نمو قدرة الإسلام العظيم من إيران إلى حزب الله إلى محور المقاومة بشكل عام، وحاولوا أن يشوهوا صورة الإسلام من خلال استخدام أدوات التكفيريين حتى يقولوا هذا هو النموذج، وعلى الجميع أن يعلم أنه لو لم نواجه التكفيريين، لكانوا هم الصورة التي تعطى عن الإسلام، وكان الغرب سيقول هؤلاء نموذجهم نموذج سيىء وسلبي، مما يؤثر على مستقبل المسلمين في منطقتنا، ولكن مع بروز تيار المقاومة ومحورها، وإعطاء النماذج المشرقة في المعركة وفي طريقة التعامل، تغيرت الصورة تماما، وأصبح التكفيريون عبئا على الغرب بدل أن يكونوا عبئا علينا، واليوم فإن الصورة التي يعطيها حزب الله ومحور المقاومة، هي صورة من يريد العزة والكرامة والاستقلال ومستقبل الأجيال، وهي صورة مشرقة وعظيمة عن الإسلام الذي ننتمي إليه، وبالتالي نحن نقاتل في سوريا لحريتنا وكرامتنا واستقلالنا، ولا نقاتل كرمى لعيون أحد، بل من أجل القضية والموضوع المهم، وقد حققنا إلى الآن ثلاث نتائج مهمة وهي: أولا، تم كسر مشروع الشرق الأوسط الجديد من بوابة سوريا، الذي كان يراد له أن يتشكل بعد ثلاثة أشهر من بداية المعارك، ولكن هذا المشروع ضاع في هذه التضحيات وفي هذه المعركة. ثانيا، صمدت الدولة السورية وحلفاؤها وأصبح لها الغلبة والسيطرة على أراضيها، ما جعل محور المقاومة يتكئ على إنجاز مهم. وثالثا، انفضحت داعش والنصرة ومن وراءهما من السعودية وأميركا وإسرائيل وغيرهم، بأنهم جماعة يريدون تدمير الحياة البشرية، وليس لهم لا كرامة ولا مكانة ولا يريدون خيرا لهؤلاء الناس".

وفي ما يخص الشأن اللبناني قال قاسم: "لطالما سمعنا من أطراف عديدة أنهم يتحدثون عن الوطنية وأنهم وطنيون، فمن المفيد أن نتعرف على الوطنية حتى نحسم هذا الجدل، ونعرف من هو الوطني، وبالتالي فإن دليل الوطنية هو تحرير الأرض ومنع الفتنة الداخلية واستقلال القرارات السيادية، والاعتماد على الداخل وعدم الارتهان إلى الخارج وتشابك الأيدي والتعاون من أجل نهضة البلد معا، فمن توفرت فيه هذه الصفات كان وطنيا، ومن لم تتوفر فيه لا تنفعه خطابات المنابر. إن كل العالم اليوم ينظر إلى حزب الله أنه دعامة قوة واستقرار لبنان، وأنه حامي السلم الأهلي، وأنه المقاوم للاحتلال، والمحرر للأرض، والباني للدولة، والحريص على المؤسسات، وهذه الصورة وصلنا إليها بالتضحيات والعطاءات، وقد انكشفت كل الحقائق بانتخاب رئيس الجمهورية فخامة العماد ميشال عون، فعرف الناس بالدليل والبرهان، أين كنا، وكيف صدقنا، وكيف ثبتنا على موقفنا، وما قلناه قبل سنتين ونصف لم يتغير ولم يتبدل قيد أنملة، ثم التزمنا في نهاية المطاف بما قلناه، ونجح تقديرنا وفكرتنا الإيجابية لمصلحة إنجاز هذا الاستحقاق، وفي المقابل هناك من بدل مرات ومرات رأيه ومواقفه، وحاولوا أن يفسروا مواقفنا خلاف واقعها، ولكن كل شيء ظهر وبان الآن، ولو أجرينا اليوم استفتاء في كل العالم وليس في لبنان فقط، هل إذا قال حزب الله شيئا يقصد شيئا آخر، يقولون لا، بل هو الحزب الصادق الذي تصدقه إسرائيل كما يصدقه من يحبونه ويتعاونون معه".

وأردف: "إننا اليوم مع انتخاب الرئيس أمام مرحلة جديدة وأمام شخصية قادرة على طمأنة الجميع بالعمل لمصلحة لبنان، ونأمل أن تتشكل الحكومة في أسرع وقت، وأن يكون الحرص على التأليف للمصلحة العامة، لا لمصلحة أخذ المكاسب الخاصة التي يمكن أن تعيق التأليف، وحزب الله يريد حكومة وحدة وطنية تجمع الجميع وتشرك المكونات الفاعلة في هذا البلد، ويعتبر أن مرحلة ما بعد انتخابات الرئيس تختلف عن مرحلة ما قبله، ونريد لهذه المرحلة أن تطوي كل صفحة الماضي بآمالها وآلامها لمرحلة جديدة ننطلق فيها للبناء لا للمزايدة. إن مناورات ومواقف ما قبل الرئاسة أصبحت صفحة من الماضي، واليوم نحن أمام مرحلة جديدة إسمها العمل لبناء الوطن، وبالتالي ندعو إلى أن يتحلى المسؤولون بالشجاعة والتضحية لإقرار قانون انتخابي عادل مبني على النسبية، وأما المشكلة في قانون النسبية، فهي أن البعض يعترضون عليه خشية من أن ينقص العدد عندهم فيخسرون بعض النواب، وبالتالي فإذا كانوا يريدون الإنصاف والعدالة، فليكن عدد النواب لديهم حسب ما يريد الشعب، وإذا أحسنوا في الأداء، ففي الدورة التالية، إن شاء الله، يصبح عددهم أكثر فأكثر، ولكن أن يتمسكوا بعدد لمجرد أنه يظهر بأنهم أقوياء، نقول لهم بأن العبرة في الداخل والكل يعرف الكل، فإن كان لديهم نواب بالعشرات ولكن مضمونهم ضعيف، فسينكشف هذا بشكل واضح أمام الناس، فخير لهم أن يكون عدد نوابكم منسجم مع مضمونهم، وبالتالي يستطيعون أن يساعدوا في البناء الصحيح لهذا البلد".

 

يونان التقى رئيس البرازيل: لإرساء التضامن الفعلي مع قضايا الشرق والحضور المسيحي فيه

الأحد 06 تشرين الثاني 2016 /وطنية - حمل بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، "قضية الحضور المسيحي في الشرق وما يعانيه المسيحيون جراء الحروب وأعمال العنف والإضطهاد والإرهاب وبخاصة في سوريا والعراق"، خلال زيارته الرسمية والراعوية الأولى إلى البرازيل، طالبا "المساعدة في إرساء تضامن فعلي مع قضايا الشرق"، معربا عن "ارتياحه بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا جديدا للجمهورية في لبنان، وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة"، آملا "السرعة في التشكيل لما فيه انتظام عمل مؤسسات الدولة"، مطالبا "الرئيس عون والرئيس المكلف وأصحاب الشأن من الأحزاب والكتل البرلمانية بإنصاف السريان بمنصب وزاري، فلا يكرروا ما دأبت عليه الحكومات السابقة في لبنان، فيغبنوا حق السريان بمنصب وزاري، إذ من حقنا الطبيعي أن نشارك في صنع القرار الوطني وخدمة البلد، أسوة بجميع المكونات الأخرى في الوطن".

هذه المواقف عبر عنها يونان خلال لقائه رئيس جمهورية البرازيل ميشال تامر في العاصمة البرازيلية، معربا عن "فرحه وسروره بزيارة البرازيل"، عارضا "للأوضاع المأساوية الراهنة في بلدان عديدة من منطقة الشرق الأوسط". وشكر يونان الرئيس تامر "لما تقوم به الدولة في البرازيل من احتضان ودعم للاجئين والقادمين إليها من الشرق"، طالبا المساعدة والسعي لدى الأمم المتحدة وأصحاب القرار العالمي "بإرساء التضامن الفعلي مع قضايا الشرق الأوسط والحضور المسيحي فيه، والعمل على حل أزماته بالطرق السلمية، والمساعدة في رفع العقوبات الجائرة المفروضة على سوريا، لأنها لا تطال إلا الشعب البريء". كما التقى يونان أيضا وزير العدل أليشاندري دي مورايس، ورئيسة المحكمة الفدرالية العليا الوزيرة كارمن لوسيا، ورئيسة محكمة العدل العليا الوزيرة لاوريتا فاز، والأمين العام لوزارة الخارجية السفير ماركوس بيزيرا كالفاو، والسفير اللبناني وعميد السلك الديبلوماسي في البرازيل الدكتور يوسف صياح، والسفير السوري الدكتور غسان نصير، وعددا من السفراء والقناصل ورؤساء البعثات الديبلوماسية. هذا، وقد قام يونان بزيارات راعوية تفقد فيها رعايا الكنيسة السريانية الكاثوليكية في برازيليا وريو دو جانيور وساو باولو وبيللو أوريزونتي، كما التقى السفير البابويي وكرادلة وأساقفة. ورافقه في هذه الزيارة رئيس اساقفة حمص وحماة والنبك المطران مار ثيوفيلوس فيليب بركات، وأمين سر البطريركية الأب حبيب مراد.

 

بو صعب: أتمنى ان يكون العهد الجديد عهد تفاهم بين الرؤساء الثلاثة لأن البلد لا يحتمل الخلافات

الأحد 06 تشرين الثاني 2016 /وطنية - تمنى وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، أن يتم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، لافتا إلى أن معطيات الحكومة لغاية الآن هي حصرا بيد الرئيس سعد الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبعض رؤساء الكتل النيابية. وشكر بو صعب خلال مقابلة تلفزيونية، محبة الناس الذين طالبوا بأن يكون وزيرا للتربية و التعليم العالي في الحكومة المقبلة، معربا عن إيمانه بأن كل انسان قادر على العطاء. وأشار إلى أن رئيس الجمهورية لم ينس اليوم في خطابه اي ملف من الملفات العالقة وسيعمل على انجازها، موضحا في الوقت نفسه أن "التيار الوطني الحر" سيسهل عمل الحكومة المقبلة وفق تمثيله وحجمه. وشدد على وجوب تطبيق الميثاقية التي كان يطالب بها التيار. وقال بوصعب "الرئيس عون لا زال اليوم بنفس الفكر والنهج الذي كان عليه منذ 26 عاما"، مضيفا إنه لا يمكن لفريق واحد محاربة الفساد ولن يعارض أحد مطالب رئيس الجمهورية الجدية في محاربة الفساد.

وذكر أنه لا يملك أي معلومات حول شكل الحكومة المقبلة، مضيفا "اعلم أن الحريري اليوم صادق ويريد أن يشكل حكومة تحقق الانجازات، والحكومة السابقة كانت من أصعب الحكومات في ظل غياب رئيس الجمهورية". من جهة ثانية، وافق بو صعب رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن المجلس النيابي انتخب رئيسا واحدا، متابعا "التيار الوطني الحر أيضا انتخب رئيسا واحدا، وحمى الله الرئيس عون من كل شر"، مؤكدا أن رئيس التيار الوزير جبران باسيل "قام بجهد كبير ومن حكم عليه مسبقا، سيكتشف أنه كان على حق". وتمنى ان يكون العهد الجديد "عهد تفاهم بين الرؤساء الثلاثة لأن البلد لا يحتمل الخلافات".

 

حسن فضل الله: لعدم وضع العراقيل في وجه تأليف حكومة وحدة وطنية

الأحد 06 تشرين الثاني /2016 /وطنية - دعا عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، إلى "الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية، وعدم وضع العراقيل في وجه التأليف، وفتح صفحة جديدة في لبنان، وأن يعيد البعض صياغة خطابه الوطني بما يتلاءم مع المرحلة الجديدة، وأن لا يبقى هذا الخطاب الداخلي يستولد تعبيرات وأفكارا وخيارات أثبتت المرحلة كلها عقمها"، مشددا على "ضرورة أن لا يظن بعض المزايدين وبعض الذين فتحوا شهيتهم على السلطة أنهم يستطيعون بالمزايدات أن يأخذوا أكثر من حجمهم في لبنان، بل يجب أن نعمم هذه الإيجابية الموجودة في البلد اليوم، وأن ننطلق إلى العمل، ولا نبقى في إطار الشعارات فقط".وأكد فضل الله خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لل"شهيد المجاهد علي سعيد سلمان" في حسينية بلدة مجدل زون الجنوبية، في حضور عدد من القيادات الحزبية، وعلماء دين، وفاعليات، "أننا نتعامل مع هذه المرحلة بكل روح ومسؤولية، كما تعاملنا مع كل المراحل الماضية من أجل النهوض ببلدنا، ومن أجل أن نعيد الثقة بين المواطن والدولة". وقال: "ذهبنا إلى الاستشارات لتأليف الحكومة بروح إيجابية وباستعداد للتعاون، وعبرنا عن ذلك خلال هذه الاستشارات، وحددنا مجموعة من الأولويات التي يفترض أن تلتزم بها الحكومة المقبلة رغم قصر عمرها، والتي تكمن أولا في معالجة الأوضاع المعيشية للمواطنين، لأنه لا يجوز أن يدفع المواطن فاتورة الكهرباء والمياه مرتين وثلاثة مرات، ولا يجوز أن تبقى أوضاعه الاقتصادية متردية بهذه الحالة، وعليه، فإذا وضعت الحكومة برنامجا جديا وفاعلا، فإنها تستطيع أن تنهض بالوضع المعيشي، كما أن مكافحة الفساد والهدر في مؤسسات الدولة يوفر الكثير من الأموال التي يمكن أن نضخها في مشاريع تساعد المواطن، لأن الفساد والهدر هو من جيوب المواطنين". وأضاف: "يكمن الأمر الآخر في هذه الأولويات في إقرار الحكومة قانونا جديدا للانتخابات يسهم في التمثيل الحقيقي، ويرتكز على قاعدة النسبية، لأنه هو الذي ينتج لنا سلطة توفر الحياة الكريمة للمواطنين، وكذلك فإن دعم الجيش والمؤسسات الأمنية للقيام بمسؤولياتها في حفظ الأمن في الداخل هو من الأولويات التي حددناها للحكومة المقبلة، والتي هي من مسؤولية الدولة، لا سيما وأن معادلة الجيش والشعب والمقاومة وفرت مظلة الحماية للبنان على مستوى مواجهة التهديد الخارجي في وجه العدوين الإسرائيلي والتكفيري".

وختم فضل الله قائلا: "إن دماء الشهداء وتضحيات المجاهدين هي التي سمحت لمؤسسات الدولة أن تستعيد بعضا من نشاطها، تماما كما سمحت تضحيات كل المقاومة منذ العام 1982 أن تحرر الأرض وتعيد بناء هيكل الدولة في لبنان"، مشددا على أن "الحماية التي توفرها المقاومة اليوم في مواجهة تهديد التكفير المنطلق من سوريا، هي التي وفرت الأرضية اللازمة والمناسبة والصلبة من أجل أن تبقى لنا مؤسسات ودولة في لبنان، ومن أجل أن ننجز استحقاقاتنا الدستورية بهدوء وبنوع من التفاهم، وبظل هذه الإيجابية التي نراها في لبنان".

 

الحاج حسن من الشواغير: لحكومة تحافظ على قوة لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في مواجهة العدو

الأحد 06 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أكد وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال حسين الحاج حسن، أننا "نتطلع إلى الحكومة المقبلة على أساس أن لها أدوارا ووظائف ومهاما أساسية تتمثل بالاستمرار بالحفاظ على قوة لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في مواجهة العدو الصهيوني والمشروع التكفيري من خلال العمل الاستباقي والمواجهة مع هذا المشروع". كلام الحاج حسن جاء خلال الاحتفال الذي نظمه "حزب الله" لمناسبة مرور اسبوع على استشهاد علي الرضا الحاج حسن، في باحة حسينية الامام الحسن في بلدة الشواغير - قضاء الهرمل، في حضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة"النائب نوار الساحلي، النائب مروان فارس وحشد من الفاعليات والاهالي. وقال: "ان من مهام الحكومة أيضا إقرار قانون انتخابي عصري عادل يؤمن الشراكة والتمثيل الحقيقيين، ودورها يتمثل في التخطيط والتنفيذ والاستمرار في وظيفتها الاساسية في معالجة الوضعين الاقتصادي والاجتماعي للبنانيين، اللذين وصلا الى حالة حساسة وضاغطة على جميع الناس".

وتخلل الاحتفال قسم الوفاء والبيعة أدته ثلة من المجاهدين وكلمة والد الشهيد الذي أكد الاستمرار في خطه ونهجه ومجلس عزاء حسيني.

 

قاووق: وجود عون على رأس البلاد ضمانة كبيرة للوطن

الأحد 06 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "وجود الرئيس ميشال عون على رأس البلاد أزاح من أمام الحكومة الكثير من الهواجس والعقبات، لأنه يمثل ضمانة كبيرة للوطن، وبالتالي نحن نتطلع إلى مرحلة جديدة ننقذ فيها بلدنا ونعالج فيها الأزمات، ونحصن فيها لبنان أمام الخطر التكفيري المستمر والمقبل، ونخدم أهلنا في معالجة القضايا الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية الملحة". كلام قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" للشهيد المجاهد حسن سعيد فقيه في مجمع الشهيد القائد عماد مغنية في بلدة طيردبا الجنوبية، بحضور عدد من القيادات الحزبية، وعلماء دين، وفعاليات وشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة. واعتبر ان "الذين كذبوا على جمهورهم وناسهم طيلة سنتين ونصف، هم أضعف من أن يمتلكوا الشجاعة ليعتذروا من ناسهم ومؤيديهم وجمهورهم على سيل الأكاذيب والافتراءات التي تورطوا بها ضد المقاومة"، مؤكدا أن "حملة التحريض التي شنتها السعودية على حزب الله لإن كانت بهدف إضعافه سياسيا فقد فشلت، لأن الحزب بعد الانتخابات الرئاسية اللبنانية أثبت أنه أقوى سياسيا، ولان كانت بهدف إبعاد الناس عن تأييد المقاومة، فقد فشلت أيضا، لأن حزب الله ما ازداد إلا قوة شعبية وسياسية، ولان كانت بهدف محاصرة المقاومة وإضعافها عسكريا، فهذه ميادين القتال تشهد أن رهاناتهم باءت بالفشل، وأن المقاومة باتت أقوى وأعز من أي يوم مضى". وشدد الشيخ قاووق على أن "ما صنعه رجال الله على جبهات حلب يخدم مصلحة لبنان مئة بالمئة، لأن الخطر اليوم هو في تمدد جديد للعصابات التكفيرية باتجاه لبنان، لاسيما وأن أسوأ ما تقدم عليه السعودية اليوم بحق لبنان أنها ترعى انتقال داعش من الموصل إلى سوريا، وهذا يعني انتقال عناصر داعش إلى جرود رأس بعلبك"، متسائلا "هل المطلوب أن نتغاضى ونتجاهل عن خطر انتقال مقاتلي داعش من الموصل إلى جرود رأس بعلبك، وماذا يحل بالأمن والاستقرار في لبنان، ومن المسؤول عن هذه المؤامرة الدنيئة وهذا التوظيف الدنيء للإرهاب التكفيري ضد سوريا ولبنان والعراق". ورأى أن "مؤامرة انتقال داعش من الموصل إلى سوريا تشكل تهديدا حقيقيا استراتيجيا مباشرا لجميع اللبنانيين، ولذلك نحن لن نتساهل أو نتهاون بمواجهة هذا الخطر المقبل، لا سيما وأن أميركا ضبطت بالجرم المشهود وهي تنسق انتقال عناصر داعش من العراق إلى سوريا، وهذه هي حقيقة الحرب التي يخوضها أعداء سوريا ولبنان، والتي نخوضها نحن دفاعا عن أهلنا وأوطاننا ومقدساتنا".

 

 يزبك: عندما تتحرر حلب ستتغير خريطة العالم السياسية من جديد

الأحد 06 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أكد رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك "أن الثقل اليوم لأعداء شعوب المنطقة في الحرب على محور المقاومة يكمن في حلب وعندما تتحرر حلب سيتغير وجه وخريطة العالم السياسية من جديد". كلام يزبك جاء خلال كلمة في مجلس عزاء بمناسة ذكرى شهادة الإمام الحسن، في بدنايل أقامته جمعية الأمير. وأضاف: "نعتبر فلسطين هي المستهدف الأول والأخير، ولذلك نحن سنبقى نقول كما قال الإمام الصدر بأن إسرائيل شر مطلق". وحول انتخاب الرئيس ميشال عون، قال: "بعد سنتين ونصف السنة، عادوا ليختاروا ما إختارته المقاومة، رغم كل الذي كانوا يقولونه". وختم: "بوحدتنا وتعاوننا وتكاملنا نستطيع أن نحمي هذا الوطن، ليكون وطنا للجميع بالتفاهم والحوار".

 

فياض: ركيزة معالجة الملفات العالقة الاقلاع عن الكيديات السياسية حميد: لا للعودة إلى الماضي البغيض وإلى الواقع الطائفي والمذهبي

الأحد 06 تشرين الثاني 2016 /وطنية - دعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بيت ليف، إلى "مكافحة الفساد وإعادة ثقة المواطن بالقضاء الذي يجب أن نصلحه ونطهره من أي فساد قائم أو محتمل، وعليه، فإن هناك ملفات كثيرة نحتاج إلى أن نعالجها، ويأتي على رأسها ملف النفط والغاز"، متسائلا "ما الذي يؤخر إصدار المراسيم التي تتعلق بالنفط والغاز في البحر، والتي إذا ما أردنا أن نصدرها الآن، فإننا نحتاج بعدها إلى خمس سنوات أخرى لندخل بعملية الاستخراج على المستوى الفعلي، في حين أن الإسرائيلي قد سبقنا بسبع سنوات من العمل"، مشددا على أن "ركيزة معالجة كل الملفات العالقة هي أن نقلع عن المناكفات والكيديات السياسية، وأن ننتقل إلى مرحلة من التعاون والتكامل بالجهود من أجل أن نعالج مشاكل الناس ونحمي الوطن، وأن نضع حدا لحالة الترهل في المؤسسات، وأن نمضي في عملية بناء الدولة". وأكد أن "علاقتنا بحركة أمل شكلت على الدوام الركيزة الأساسية التي أتاحت لنا أن نواجه التحديات الكبيرة التي واجهها هذا البلد، لا سيما أن هذه العلاقة هي توأمة وتكامل وتعاون لا فكاك فيها، وستؤكد الأيام المقبلة وتظهر هذه الحقيقة على أعلى مستوى"، معتبرا أن "أداء دولة الرئيس نبيه بري في جلسة الانتخاب في الهيئة العامة في مجلس النواب، وصولا إلى المشاورات التي تتصل بتشكيل الحكومة، أظهرت كما هو معروف أن هذا الرجل هو رجل دولة، يترفع في المفاصل الأساسية عن أي حساسيات، وينحاز للمصلحة الوطنية العليا، ولذلك فإننا والإخوة في حركة أمل سنخوض المرحلة المقبلة بتكامل وتعاون وكتفا إلى كتف في سبيل أن نمضي معا في عملية مواجهة التحديات التي تستهدف هذا البلد في عملية إنمائه وتطوره وإعادته إلى وضعيته الطبيعية".

حميد

بدوره أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب أيوب حميد "اننا معنيون من خلال مشاركتنا في الحكومة بأن نجسد تطلعات هذه الأرض وهذا الشعب وكل أماني الشهداء الذين مضوا، إضافة إلى تضحياتهم في كل المواقع في مواجهة الاحتلال الصهيوني وأعداء الداخل، وفي مواجهة الارهاب والتكفير، لأن كل ذلك هو من مسؤولياتنا، وإنشاء الله سنكون جديرين بحمل ثقة أهلنا وحريصين على أمانيهم وتطلعاتهم في المرحلة المقبلة". وشدد على "ضرورة أن نجهد جميعا لبناء غد أفضل لبلدنا، نتجاوز فيه كل المحطات العصيبة، ونسعى لبلسمة الجراحات العميقة والكثيرة على كل المستويات المعيشية والإنمائية والاقتصادية، على أساس صون العلاقات بين اللبنانيين على قاعدة الشراكة الحقيقية". وختم حميد: "لا يتوهمن أحد أنه بإمكانه العودة إلى الماضي البغيض وإلى الواقع الطائفي والمذهبي، ونتمنى أن يكون الجميع قد اتعظ من التجارب، وعلم أن هذا الوطن نبنيه جميعا بتكاتفنا وتعاضدنا وقدرتنا على تجاوز المحطات الصعبة والقاسية".

 

الراعي: نصلي ليتمكن الرئيس المكلف من تأليف الحكومة سريعا فحال البلاد لا تتحمل اي تأجيل

الأحد 06 تشرين الثاني 2016/وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على مذبح الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، حضره النائب ابراهيم كنعان، رئيس مجلس القضاء الاعلى جان فهد، قنصل مولدافيا ايلي نصار، الشيخ يوسف ابراهيم كنعان وعائلته، رئيسة حزب الخضر ندى زعرور، أعضاء اللجنة الأسقفية للتعليم المسيحي والهيئة الكاثوليكية، أعضاء مؤسسةAPOSTOLICA، وفد من رابطة الأخويات وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "أنت هو المسيح ابن الله الحي" (متى16: 16)، قال فيها: "تحتفل الكنيسة اليوم بعيد تقديسها، وتبدأ معه السنة الطقسية الجديدة، التي تتمحور حول سر المسيح، من ميلاده ودنحه وصومه، إلى آلامه وموته وقيامته، لفداء الإنسان وبث الحياة الجديدة فيه، فإلى إرساله روحه القدوس لحياة الكنيسة، وأخيرا إلى السَير في ظل صليبه الخلاصي نحو الوطن السماوي. اليوم نعترف بالكنيسة المقدسة، لأن اللهَ القدوس حالٌ فيها، ويجعلها جماعة القديسين المقدَسين بنعمة المسيح وحلول الروح القدس. فنعلن مع بطرس الرسول إيماننا بالمسيح مؤسسها ورأسها: "أنت هو المسيح ابن الله الحي" (متى 16: 16)". أضاف: "يسعدني أن أرحب بكم جميعا، وأن نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية وتجمعنا فيها ثلاث مناسبات، بالإضافة إلى العيد الطقسي.

يقام في هذا الأحد، كمناسبة أولى، "يوم التعليم المسيحي في الشرق الأوسط" الذي تنظمه اللجنة الأسقفية للتعليم المسيحيوالهيئة الكاثوليكية، وتضعانه تحت شفاعة القديسة الأم تريزا دي كالكوتا، أم الرحمة والسلام. وتختاران بالتالي موضوع "السلام" لهذا اليوم، للتأمل فيه ولالتماسه من المسيح "إله السلام"، فيما الحروب تدمر الحجر والبشر في بلدان الشرق الأوسط منذ خمس سنوات. في "يوم التعليم المسيحي" الذي يمتد طيلة الأسبوع التالي في المدارس، نتأمل في إنجيل السلام الذي يعطي سلام القلب والضمير، ويرسلنا لنكون رسل سلام وبناته في العائلة والمجتمع والدولة: "طوبى لفاعلي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون" (متى 5: 9). فإني أحيي رئيس اللجنة الأسقفية سيادة أخينا المطران ميخائيل أبرص، وأمين عام الهيئة الكاثوليكية عزيزنا الأب كلود ندرا الراهب اللبناني الماروني، وجميع العاملين في هاتين اللجنتين والهيئة والمتعاونين".

وتابع: "المناسبة الثانية هي إحياء مؤسسة Apostolica لعيدها السنوي، وإطلاقها مشروع "التنشئة الدينية لمسيحيي الشرق الأوسط عبر الانترنت". تتناول مواد هذه التنشئة ستة مواضيع أساسية: بنيان الشخصية المسيحية، علم الإنسان (الأنتروبولوجيا)، الكنيسة والعقائد المسيحية، الكتاب المقدس، تعليم الكنيسة الاجتماعي، الإدارة. نأمل أن يستفيد الجميع من هذه التنشئة الدينية بالتقنيات الحديثة. إني أحيي رئيس المؤسسة سيادة أخينا المطران عاد أبي كرم ومعاونيه فيها وفي إعداد مواضيعها".

وقال:" أما المناسبة الثالثة فهي تبريك مزار العذراء في الباحة الخارجية الذي تكرم بتقديمه عزيزنا الشيخ يوسف ابراهيم كنعان وعائلته. فنشكره من صميم القلب على هذه التقدمة التقوية، ونحيي معه السيدة زوجته وأبناءه الأربعة وابنتيه وعائلاتهم، ونخص من بينهم نجله المحامي بول الذي كان يتابع أعمال الإنجاز، ونجله الآخر النائب المحامي ابراهيم الذي كان منصرفا بثبات وجهد إلى الشأن الوطني المعروف، الى التفاهمات والمصالحات التي نجحت، وكان يتفانى في سبيل كل ذلك بشكل ملحوظ، فبلغت جهوده إلى النجاح المشكور. كافأتهم أمنا العذراء مريم بفيض النعم الإلهية. كان من المفترض تبريك المزار في وقت سابق. غير أن ظروفا قاهرة حالت دون ذلك، وبخاصة وفاة صهرهم الشيخ رشيد كيروز زوج ابنتهم ريتا. فنجدد تعازينا لهم وصلاتنا لراحة نفسه. ونحيي بيننا رابطة الاخويات ورئيسها واعضائها والمرشدين فيها".

أضاف: "في هذا الأحد الأول بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية، وكنا في كل يوم أحد، طيلة سنتين وخمسة أشهر، نصلي مع كل المؤمنين إلى الله كي يمس ضمائر الكتل السياسية والنيابية، من أجل انتخاب رئيس للبلاد، وإخراج لبنان من المعاناة المتعددة الوجوه الناتجة عن ذاك الفراغ الرئاسي. واليوم نرفع صلاة الشكر لله على أنه استجاب صلاتنا وصلاة جميع اللبنانيين. واليوم نرفع الصلاة إلى الله من جديد، بشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة لبنان وحاميته، كي يمكن رئيس الحكومة المكلف الشيخ سعد الحريري من تأليفها، في أسرع وقت ممكن، بمؤازرة الكتل السياسية والنيابية وتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية. فحالة البلاد الاقتصادية والمعيشية والمالية والإنمائية والأمنية، لا تتحمل اي إبطاء أو تأجيل".

وتابع: "بذات الرجاء نضرع إلى الله، بثقة البنين، أن يوجه ذوي الإرادة الحسنة إقليميا ودوليا إلى إيقاف الحروب الهدامة في سوريا والعراق واليمن وفلسطين وسواها، وإلى إجراء مفاوضات جدية لإيجاد حلول سياسية للنزاعات، ولإعادة المهجرين والنازحين والمخطوفين واللاجئين والمبعدين إلى أوطانهم وبيوتهم وممتلكاتهم، كأساس من أجل توطيد سلام عادل وشامل ودائم في منطقة الشرق الأوسط".

أضاف: "في قيصرية فيليبس، بانياس اليوم، الواقعة على سفح جبل حرمون، من جهة منبع نهر الأردن، كان إعلان سمعان - بطرس "الإيمان بالمسيح ابن الله الحي"، فجعله ربنا أساس الإيمان الذي يبني عليه كنيسته، كعلى صخرة. وبهذه الصفة لا تقوى عليها قوى الشر مهما تعاظمت. فالمسيح الرب، رأس الكنيسة وهي جسده السري، قد انتصر على هذه القوى الشريرة بموته وقيامته. ذلك أن الاعتداء على الكنيسة اعتداء على المسيح نفسه، ومحاربتها محاربته. وهو المنتصر الدائم، كما أظهرت الألفيتان من عمرها.

إن الكنيسة، بأبنائها وبناتها ومؤسساتها، في لبنان وبلدان هذا المشرق، مؤتمنة على إعلان هذا الإيمان، وعلى حماية جذور المسيحية العالمية، وعلى التفاعل بين الثقافتين المسيحية والإسلامية، من أجل بناء حضارة مشتركة غنية بقيم الديانتين. وهذه رسالة نحن كلنا مؤتمنون عليها من أجل تعزيز حوار الأديان والثقافات والعيش معا على مبدأ التعددية في الوحدة". وتابع: "سر المسيح، الذي يكشف لنا سر الله والإنسان ومعنى التاريخ، لا ندركه بالعقل وحده، بل بالعقل المستنير بالإيمان. جواب الناس عما هو يسوع "ابن الإنسان"، إنما أتاهم من العقل، فرأوا فيه نبيا قام من الموت، وهو إما يوحنا، لأن يسوع نادى مثله بالتوبة واقتراب ملكوت الله؛ وإما إيليا، لأن يسوع اجترح مثله المعجزات؛ وإما إرميا، لأن يسوع ندد بالشر مثله ودعا إلى استقامة العيش من دون ازدواجية ورياء".أضاف: "أما سمعان - بطرس فأعطى جواب الإيمان الذي أنار عقله. هذا الإيمان امتدحه فيه يسوع: "طوبى لك، يا سمعان بن يونا! لأن لا لحم ولا دم أظهر لك ذلك، بل أبي الذي في السماء" (الآية 17). أتاه الإيمان من الينبوع الإلهي، لأنه كان يسمع يسوع بثقة وشغف ومحبة. كان يسمع كلامه بقلبه ويحفظه ويتأمل فيه. لذلك، أتى جوابه صحيحا بكامل مضامينه، خلافا لجواب الناس الذي كان من عقلهم ومعرفتهم فقط، فأتى ناقصا وغير سليم في جوهره.

بهذا المديح، يكشف الرب يسوع أن المسؤولية التي سيسلمها إلى بطرس، كصخرة إيمان يبني عليها كنيسته، وكرأس يقلده كامل سلطان الحل والربط، تقتضي من بطرس أن يمارس هذه المسؤولية بإيمان ورجاء وحب، مصغيا باستمرار إلى صوت الله ووحيه، لا إلى صوته الشخصي. وهذا شأن كل صاحب سلطة ومسؤولية ليس فقط في الكنيسة، بل أيضا في العائلة والمجتمع والدولة، فيأتي قراره وعمله لصالح الخير العام، الذي منه خير كل واحد وخير الجميع". وختم الراعي: "يستطيع الإنسان معرفة الله وسره بالعقل المستنير بالإيمان. فالعقل عين، والإيمان نور.الإيمان ثقة ورجاء وحب. وهو من حيث مصدره الإلهي عطية نلتمسها من الله كل يوم، وننتظرها كانتظار الفجر والنور في الظلمة. منها نحن اليوم نلتمس هذه العطية، كما كان يلتمسها الرسل الأطهار: "يا رب، زدنا إيمانا" (لو 17: 5). فنرفع بإيمان صاف وملتزم نشيد المجد والتسبيح للثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين".

كنعان

وفي نهاية القداس، كانت كلمة للمحامي بول كنعان قال فيها: "إنه لمن دواعي السرور والافتخار والاعتزاز، أن نكون اليوم ها هنا، في هذا الصرح الذي، بينه وبين وطننا لبنان، بصمات مجد وتضحيات، وهوية وتجذر وثبات، وتاريخ من الصمود والموقف والايمان، من مار يوحنا مارون الى غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي". أضاف: "إن هذه المناسبة المباركة، تطبع محطة من محطات العلاقة ما بين الكنيسة الانطاكية المارونية وعائلتنا، والتي نتناقل فيها من جيل الى جيل، إرث الايمان المسيحي السرياني الماروني والالتزام ببكركي والرعية".وتابع: "تعلمنا من الأهل ما نعلمه لأبنائنا وبناتنا، ليعلموه لأبنائهم وبناتهم من بعدهم، وهو أن قوة لبنان من قوة هذا الصرح، ويوم تضعف بكركي، وهو ما لن يحصل بالطبع، يضعف لبنان الدولة والكيان والمؤسسات. الشكر لكنيستنا المارونية، التي أتاحت لنا المجال لنكون الى جانبها بهذا المزار المقدس، كمساهمة متواضعة من عائلتنا، ليبقى هذا الصرح رمز ايمان وعلامة رجاء". بعدها، دشن الراعي مزار العذراء وباركه في الباحة الخارجية للصرح، الذي قدمه يوسف ابراهيم كنعان مع عائلته.