المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 آذار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.march17.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

صوم يسوع في البرية لمدة 40 يوماً

يا إخوَتِي، نُوصِيكُم، بِٱسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ سُلُوكًا مُقْلِقًا، مُخَالِفًا لِلتَّقْليدِ الَّذي تَلَقَّيْتُمُوهُ مِنَّا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

إلى سيدنا الراعي: كفى ندباً وبكاءًً على الأطلال، وانتم في مقدمة المتخلين عن رسالة لبنان وعن دور الكنيسة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكويت: لبنانيون وسوريون وخليجيون على قائمة منع الدخول والإبعاد وعدم تجديد الإقامة

الدفعة الأولى شملت أفراداً وأئمة ومؤذنين مؤيدين لـ "حزب الله" و"داعش"

البعض يوضع على قائمة الممنوعين بعد مغادرته البلاد وآخرون يستدعون لإبلاغهم القرار

لا تجديد لإقامات المتعاطفين مع الإرهاب والرصد الأمني والإلكتروني يطال مواطنين و”خلايا”

الجراح لـ “السياسة”: الإجراءات تتخذ بعد التحري والتدقيق ولا مكان لأي عابث بالأمن والاستقرار

جلسة الحوار ال26 بين حزب الله وتيار المستقبل :اتفاق على تفعيل عمل المؤسسات ودعم جهود المؤسسات العسكرية والامنية

نقاشات في أوساط القيادات الشيعية عن جدوى استمرار قتال «حزب الله» دفاعا عن النظام المتهاوى في سورية

فرعون لـ «السياسة»: لا أتوقع تصعيداً خليجياً ضد لبنان

السعودية: الحجز التحفظي على أموال المرتبطين بـ»حزب الله»

محادثات بين موسكو وواشنطن لسحب ميليشيات إيران و»حزب الله» من سورية

قيادي عراقي: يسعيان للضغط على الأسد

روسيا تلوح بـ»عصا التسوية» في وجه الأسد وحزب الله

أنجلينا جولي غادرت بيروت بعدما تفقدت مخيمات اللاجئين والتقت مسؤولين

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 16/3/2016

نزار عبد القادر: رسالة ايجابية الى السعودية..والحل السياسي في سوريا يريح لبنان ,قرار بوتين إنذار للأسد بعدم رفع السقف فـي جنيف ويسمح بمفاوضات جدية"

مفاعيل سايكس – بيكو صامدة والتغييرات المحتملة تطاول الأنظمة لا الحدود ,لبنان يطالب بحل متوازنٍ في سوريا ويبلغ بان خشـيته من حكم علوي شرقا

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 16 آذار 2016

اطلالات نصرالله لم تعد أولوية لدى جمهوره

علي الحسيني/موقع 14 آذار

اوباما الى السعودية في 21 نيسان وروحاني منتصف الشهر المقبــــل

الانسحاب من سوريا يفتح ابواب موسكو امـــام الملك سلمان او ولي العهد

الانترنت غير الشرعي: حرب يعرض الوقائع وخليل يدعي والمجلس يضع يده

سلام ترأس اجتماع لجنة خلية الازمة المكلفة بملف النازحين

بري: إما أن نلغي الطائفية السياسية أو نعتمد نظاما نسبيا إصلاحيا

شيعة مستقلون لبنانيون: لحماية الوحدة وتأكيد الانتماء العربي

جعجع استقبل وفدا من رؤساء اتحاد بلديات المتن الجنوبي

فارس سعيد للعربية.نت: هذه حقيقة خلافات تحالف "14 آذار"

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

اجراءت الخليج وقرار روسيا طبقان رئيسيان على طاولة الثنائي

الجسـر: نســأل رأي "حـزب الله" وقراءتـه للمســألتين

خالد ضاهر: لا مجال لانتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية

غاريوس: فلينتخب عون ميثاقيا ما داموا يعتبرون المجلس شرعياً وخطـاب الجنرال ليس موجها ضد جعجع ولا أحد يسـتطيع إلغاءنا

السعودي يحذر: الحوافز المالية... وإلا لا معالجة ونفايات الحازميـة وذوق مكـايل إلى معمل صيدا

"طلعت ريحتكم" تراقب تنفيذ خطة المطامر وبالمرصاد للفاسدين/بدنا نحاسـب: تحركات متصاعدة للدفاع عن صحة المواطنين

بويز: روسيا حققت جزءا كبيرا من اهدافها في سوريا وخروجها سيدفع النظام الى الواقعية في المفاوضــات

علوش من ميشيغن في ذكرى اغتيال الحريري:المنطقة تمر في مرحلة مخاض عنيف

أبو فاعور: القمح غير مطابق للمواصفات من المصدر ولفحص الشحنات قبل إدخالها إلى الأسواق اللبنانية

الحركة الثقافية انطلياس كرمت الآباتي ضو/الكلمات نوهت باخلاصه للكنيسة وانفتاحه وتواضعه ومحبة الناس له

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أوباما يشارك بقمة خليجية تستضيفها الرياض في أبريل

شعبان: القوات الروسية قد تعود إلى سوريا

روحاني الى السعودية الشهر المقبل مواكبة للتحولات الاقليمية الكبيرة وهاجس الارهاب والمشاريع التقسيمية يحتمان الالتقاء قبل فوات الاوان

ترقب دولي لنتائج لقاء بوتين- كيري بعد القرار الروسي ومصـــدر دبلوماســي: العبــرة فـــي التنفيـذ

صحف اميركية: انسحاب روسيا المفاجئ لا يعني نهايـة أنشـطتها في المنطقـة

صحف فرنسية: المفاجأة لم تأت من جنيف بل من موسكو وبوتين أظهر قدرته على جر النظام إلى طاولة المفاوضات

صحف بريطانية: الانسحاب الروسي تحرّك تكتيكي ولروسـيا دور هـام فـي ســوريا مســتقبلا

أسقف حلب للكلدان: ثلثا المسيحيين غادروا سورية

أنباء عن خطة روسية تقضي باعتقال ضباط علويين الأسد وعدد من المقربين منه

الجبير: انسحاب روسيا من سورية إيجابي ولا صفقة نفطية معها

روسيا سحبت نحو نصف قواتها الجوية من سورية

دي ميستورا التقى وفداً يضم قدري جميل في جنيف/وفد نظام دمشق يضع شرطين للمحادثات مباشرة: «اعتذار» كبير مفاوضي المعارضة و»حلق لحيته»

الصحف الإيرانية منقسمة بين تأييد ومعارضة الانسحاب الروسي من سورية

قواتهم اعتقلت 60 عنصراً من ميليشيا موالية للنظام في القامشلي والأكراد يتجهون نحو إعلان الفدرالية في “روج آفا” شمال سورية

الكرملين مكذباً بثينة شعبان: القوات لن تعود إلى سورية والانسحاب لن يضعف موقف الأسد

مقتل ضابطين إيرانيين في سورية

كيري يلتقي بوتين الأسبوع المقبل: نحن أمام فرصة يجب اغتنامها

محامية إيرانية تكشف الملف الأسود لانتهاكات حقوق الإنسان في طهران فضحت تناقضات النظام ونددت بالتمييز ضد النساء

نيجيريا: 22 قتيلاً بتفجير نفذته إنتحاريتان داخل مسجد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أوباما وعقدة العرب/إيلـي فــواز/لبنان الآن

حزب الله والإخوان/ د. جمعان الغامدي/العرب

لولا سلاح "حزب الله" لكانت 14 آذار حقّقت أهداف جمهورها وتطلّعاته/اميل خوري/النهار

دعوة الحريري لنصرالله مبادرة أو مناورة؟ لا عودة من سوريا واللقاء مفتاح الرئاسة/ سابين عويس/النهار

بين برّي وعون: الميثاق أولاً وأخيراً خلط أوراق مستمرّ و"زكزكة" رئاسية/ألين فرح/النهار

الرئاسة في خبر كان/غسان حجار/النهار

بشار والانسحاب الروسي/علي حماده/النهار

مبدأ أوباما غير المبدئي/ هشام ملحم/النهار

الانسحاب الروسي لخفض النفقات والضغط على المفاوضين/خليل فليحان/النهار

بوتين يقرر... والأسد يمتثل/حسان حيدر/الحياة

كيف تنجح أي مفاوضات مع طرح «التقسيم» وعداً أو وعيداً/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

هل هو خطأ الأسد القاتل/طارق الحميد/الشرق الأوسط

صدمة حديث أوباما/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

هل انتهت الحرب الروسية «المقدسة»/سلمان الدوسري/ الشرق الأوسط

أيام حاسمة في مسيرة الثورة السورية في عامها السادس/داود البصري/السياسة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

 

صوم يسوع في البرية لمدة 40 يوماً

إنجيل القدّيس لوقا04/من01حتى13/:"عَادَ يَسُوعُ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ القُدُس، وكانُ الرُّوحُ يَقُودُهُ في البرِّيَّة،أَربَعِينَ يَومًا، وإِبلِيسُ يُجَرِّبُهُ. ولَمْ يأْكُلْ شَيئًا في تِلْكَ الأَيَّام. ولَمَّا تَمَّتْ جَاع. فقَالَ لَهُ إِبْلِيس: «إنْ كُنْتَ ٱبنَ اللهِ فَقُلْ لِهذَا الحَجَرِ أَنْ يَصيرَ رَغيفًا». فأَجَابَهُ يَسُوع: «مَكتُوب: لَيْسَ بِالخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَان».وصَعِدَ بِهِ إِبليسُ إِلى جَبَلٍ عَالٍ، وأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ المَسْكُونَةِ في لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَن، وقالَ لهُ: «أُعْطِيكَ هذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ، ومَجْدَ هذِهِ المَمَالِك، لأَنَّهُ سُلِّمَ إِليَّ، وأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أَشَاء. فإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ كُلُّه لَكَ».فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «مَكْتُوب: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُد، وإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُد». وقَادَهُ إِبليسُ إِلى أُورَشَليم، وأَقَامَهُ على جَنَاحِ الهَيْكَل، وقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللهِ فأَلْقِ بنَفْسِكَ مِنْ هُنَا إِلى الأَسْفَل، لأَنَّهُ مَكْتُوب: يُوصِي مَلائِكتَهُ بِكَ لِيَحْفَظُوك. ومكْتُوبٌ أَيضًا: على أَيْدِيهِم يَحْمِلُونَكَ، لِئَلاَّ تَصْدِمَ بحَجَرٍ رِجلَكَ».فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «إِنَّهُ قِيل: لا تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلهَكَ ». ولَمَّا أَتَمَّ إِبليسُ كُلَّ تَجَارِبِهِ، ٱبتَعَدَ عَنْ يَسُوعَ إِلى حِين."

 

يا إخوَتِي، نُوصِيكُم، بِٱسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ سُلُوكًا مُقْلِقًا، مُخَالِفًا لِلتَّقْليدِ الَّذي تَلَقَّيْتُمُوهُ مِنَّا

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل تسالونيقي03/من06حتى18/:"يا إخوَتِي، نُوصِيكُم، بِٱسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ سُلُوكًا مُقْلِقًا، مُخَالِفًا لِلتَّقْليدِ الَّذي تَلَقَّيْتُمُوهُ مِنَّا. فَأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تَقْتَدُوا بِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَكُنْ بيْنَكُم مُقْلِقِين، ولا أَكَلْنَا الخُبْزَ مَجَّانًا مِنْ أَحَد، بَلْ كُنَّا نَعْمَلُ بِتَعَبٍ وكَدّ، لَيْلَ نَهَار، لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلى أَحدٍ مِنْكُم، لا لأَنَّهُ لَيْسَ لنا سُلْطَان، بَلْ لِكَي نُعْطِيَكُم أَنْفُسَنَا مِثَالاً لِتَقْتَدُوا بِنَا. فإِنَّنَا، لَمَّا كُنَّا عِنْدَكُم، كُنَّا نُوصِيكُم بِهذَا: إِذا كَانَ أَحدٌ لا يُرِيدُ أَنْ يَعْمَل، فعَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ لا يَأْكُل! وقَدْ سَمِعْنَا أَنَّ بَعضًا مِنُكم يَسْلُكُونَ سُلُوكًا مُقْلِقًا، ولا يَعْمَلُونَ شَيئًا، لكِنَّهُم يَعْمَلُونَ مَا لا يَعْنِيهِم. فَنُوصِي أَمثَالَ هؤُلاء، ونُنَاشِدُهُم في الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ يَعْمَلُوا بِهُدُوءٍ ويَأْكُلُوا خُبْزَهُم. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا تَمَلُّوا عَمَلَ الخَير. وإِنْ كانَ أَحَدٌ لا يُطِيعُ كَلِمَتَنَا في هذهِ الرِّسَالة، فلاحِظُوهُ ولا تُخَالِطُوه، لَعَلَّهُ يَخْجَل! لا تَحْسَبُوهُ كَعَدُوّ، بَلِ ٱنْصَحُوهُ كَأَخ. ورَبُّ السَّلامِ نَفْسُهُ، هُوَ يُعْطِيكُمُ السَّلامَ في كُلِّ حينٍ وفي كُلِّ حَال! أَلرَّبُّ مَعَكُم أَجْمَعين! هذَا السَّلام، أَنَا بُولُسُ كَتَبْتُهُ بِخَطِّ يَدِي، وهُوَ عَلامَةٌ في كُلِّ رِسَالَة: هكذَا أَكْتُب.نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ مَعَكُم أَجْمَعِين!".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

إلى سيدنا الراعي: كفى ندباً وبكاءًً على الأطلال، وانتم في مقدمة المتخلين عن رسالة لبنان وعن دور الكنيسة

الياس بجاني/16 آذار/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/16/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%83%D9%81%D9%89-%D9%86%D8%AF%D8%A8%D8%A7%D9%8B/

لا يكاد يمر يوماً واحداً دون أن يطل علينا سيدنا الراعي بمناسبة وبغير مناسبة في مشهديات فاقعة في التصنع والإستكبار وغارقة في المظاهر الدنيوية الفانية وذلك من خلال خطاب بعيد عن جوهر الأعمال بُعدِ السماء عن الأرض.

إطلالات سيدنا في الجوهر وفي البعدين الإيماني والرجائي هي في غير قاطع التواضع والبساطة والشفافية والشهادة للحق عن طريق تسمية الأشياء بأسمائها، والأخطر أنها بعيدة عن عمق وجوهر دور وواجبات الكنيسة المارونية التي أعطى لصرحها البطريركي المقدس مجد لبنان.

إطلالات كما يراها كثر ونحن منهم هي مسرحية واسقاطية وتبريرية وغير مجدية ولا فائدة منها ولا رجاء.

في كل هذه الإطلالات يكرر ويستنسخ سيدنا الراعي مواقفه الرمادية اللاانجيلية التي تساوي بين الخير والشر، وبين الأخيار والأشرار، وهو دائماً يحاول أن يزين إطلالاته بدور الناصح والباكي والشاكي معاً، وفي نفس الوقت معلناً فساد الطبقة السياسية وعقمها، علماً أنه حصاداً وغلالاً لا يختلف كثيراً عن مساهمات هذا الطاقم في تهميش وتغييب وعزل دور وموقع الكنيسة الوطني والسيادي.

حبذا لو يريحنا سيدنا من إطلالاته السياسية المسرحية اللاانجيلية الهوى والنوى وينكب بدلاً من ذلك على الأعمال وعلى الأعمال فقط، وذلك عملاً بقولي الكتاب المقدس: "إن الإيمان دون أفعال هو ميت تماماً كالجسد بلا روح". "ومن ثمارهم تعرفونهم".

أما غالبية أصحاب شركات أحزابنا المارونية تحديداً مع استثناءات قليلة، فهم حقيقة وممارسات وخطاباً وانجازات أسوأ الموارنة بامتياز، لأنهم لا يمثلون لا من قريب ولا من بعيد قيم وأخلاق وتاريخ وتطلعات وهموم وأوجاع  ومعانات اللبنانيين عموماً والموارنة تحديداً.

هم في غربة كاملة عن ناسهم والوطن وعن تعاليم الكتاب المقدس.

 عملياً، وواقعاً معاشاً هم الفشل بعينه، والقنوط والإحباط والتخلي والإسخريوتية والطروادية والطمع والحسد بأبشع صورها.

إن تدميرهم لتجمع 14 آذار وفرط عقده الوطني العابر للطوائف وعن سابق تصور وتصميم، وعلى خلفية الأنانية والأطماع هو نموذج من رزم نماذج أعمالهم الشريرة... وما أكثرها!!

كان بعض هؤلاء التجار من أصحاب شركات الأحزاب المارونية تحديداً يُعيبون على النائب ميشال عون النرسيسي والطروادي انحرافاته والشرود والتلون، وينتقدون خطيئة التحاقه بمحور الشر السوري-الإيراني، وتخليه بفجور عن كل ثوابت الموارنة التاريخية.

ولأن معظمهم فاشل ومصاب بعاهتي العقم والنفاق ولا يجيد غير ردات الأفعال ها هم في غالبيتهم وبعد 11 سنة من التبجح بخطاب سيادي واستقلالي كاذب، ها هم  يلتحقون بخط النائب عون ويتلحفون بخياراته اللالبنانية، ويتحالفون معه ويرشحونه لموقع الرئاسة، في حين أنهم يجهدون بمكر لتبليع فشلهم وشرودهم والخطايا للناس من خلال شعارات الوحدة المسيحية والخوف على الدور والمصير. ومن من هؤلاء لم يلتحق بعون حتى الآن فهو على قائمة الانتظار رغم خطابه السيادي المموه، ويسعى في السر وخلف الأبواق المغلقة مع من بيدهم القرار ليرتكب نفس الخطيئة..

السؤال البديهي لهؤلاء القادة من أهلنا هو، هل ميشال عون هذا الأداة الملالوية والأسدية هو في ممارساته وخطابه وتحالفاته وربعه وقيمه السياسية والوطنية هو مسيحي فعلاً وهمه الوجود والدور المسيحي وحقوق المسيحيين؟

يبقى أن فاقد الشيء لا يعطيه، وقادتنا الموارنة في غالبيتهم هم للأسف العقم بلحمه وشحمه، وبالتالي فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenician@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الكويت: لبنانيون وسوريون وخليجيون على قائمة منع الدخول والإبعاد وعدم تجديد الإقامة

الدفعة الأولى شملت أفراداً وأئمة ومؤذنين مؤيدين لـ "حزب الله" و"داعش"

البعض يوضع على قائمة الممنوعين بعد مغادرته البلاد وآخرون يستدعون لإبلاغهم القرار

لا تجديد لإقامات المتعاطفين مع الإرهاب والرصد الأمني والإلكتروني يطال مواطنين و”خلايا”

الجراح لـ “السياسة”: الإجراءات تتخذ بعد التحري والتدقيق ولا مكان لأي عابث بالأمن والاستقرار

سالم الواوان ومنيف نايف/السياسة/17 آذار/16

على خطى الامارات والبحرين وتوجهات المملكة العربية السعودية، أكدت مصادر مسؤولة ان “الأجهزة الأمنية المختصة منعت دخول عدد من اللبنانيين والسوريين ممن لهم علاقات بتنظيمات ارهابية سواء “حزب الله” اللبناني او تنظيم “داعش” او غيرهما من التنظيمات المتطرفة”، مؤكدة الاستمرار في “منع دخول وابعاد وعدم تجديد اقامات مقيمين وخليجيين توجد عليهم قيود أمنية”.

واوضحت المصادر لـ “السياسة” ان الأجهزة الأمنية “منعت دخول عدد من اللبنانيين عبر مطار الكويت الدولي اضافة الى ثلاثة سوريين بينهم أئمة ومؤذنون”، مبينة ان “هؤلاء منعوا من العودة رغم وجود اقامات صالحة لديهم لوجود ملاحظات أمنية عليهم وعلى تحركاتهم المشبوهة”.

وذكرت ان الأجهزة الأمنية تتعامل مع المرتبطين والداعمين والمؤيدين والمتعاطفين مع التنظيمات الارهابية من خلال آليات عدة، الاولى تتمثل بوضع اسم الشخص المعني على قائمة الممنوعين من دخول البلاد، والثانية عبر استدعاء المتهم وابلاغه بأنه غير مرغوب فيه، والثالثة من خلال عدم تجديد الاقامة”، واصفة تلك الاجراءات بـ”الاحترازية للحفاظ على أمن واستقرار البلاد ومنع اي مواطن او مقيم من استغلال اجواء الحرية لتعكير صفو الحياة الاجتماعية”.

وفيما أكدت ان “الأجهزة الأمنية تواصل رصد المتعاطفين مع التنظيمات الارهابية سواء واقعيا او الكترونيا”، حذرت من مخالفة القانون والنظام العام.

من جهته، أكد وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الجنسية والجوازات اللواء الشيخ مازن الجراح ان “اجراءات الابعاد ومنع الدخول تتم عبر الأجهزة الأمنية المعنية عبر “بلوك” يطال اي شخص تربطه علاقة بتنظيمات ارهابية”، موضحا ان “القرار المناسب يتخذ بعد التحري والتدقيق”.

وقال الجراح في اتصال مع “السياسة” من المانيا حيث يتواجد لمتابعة ترتيبات اعفاء المواطنين من تأشيرات “الشينغن” ان “الكويت ترحب بأي شخص يرغب في العيش والعمل فيها، وفي الوقت ذاته لا مكان في البلاد لأي فرد يحاول العبث بالأمن والاستقرار وسنتخذ بحقه الاجراءات القانونية المناسبة بكل شفافية”. وعن ابعاد مؤيدي وداعمي “حزب الله”، شدد على ان “الأجهزة الأمنية تعمل بصمت وسرية وترصد جميع المرتبطين بتنظيمات ارهابية”، داعيا في الوقت ذاته جميع مخالفي الاقامة من اي جنسية كانوا الى “الاسراع في تعديل اوضاعهم قبل ضبطهم واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم”.

 

جلسة الحوار ال26 بين حزب الله وتيار المستقبل :اتفاق على تفعيل عمل المؤسسات ودعم جهود المؤسسات العسكرية والامنية

الأربعاء 16 آذار 2016 /وطنية - انعقدت جلسة الحوار الـ 26 بين "حزب الله" و "تيار المستقبل"، مساء اليوم، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل . كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل. وبعد الجلسة صدر البيان التالي : اتفق المجتمعون على تفعيل عمل المؤسسات و مواكبة الاجراءات التي تعزز الاستقرار الداخلي، و دعم جهود المؤسسات العسكرية و الامنية في عملها لحماية البلاد و المواطنين .

 

نقاشات في أوساط القيادات الشيعية عن جدوى استمرار قتال «حزب الله» دفاعا عن النظام المتهاوى في سورية

فرعون لـ «السياسة»: لا أتوقع تصعيداً خليجياً ضد لبنان

17 آذار/16/بيروت – «السياسة»/أكدت أوساط قيادية في «14 آذار» لـ«السياسة» أن الانسحاب الروسي من سورية سيزيد الضغوطات على «حزب الله» الذي يعاني منذ مدة من إرباكات داخلية كبيرة، بسبب الخسائر البشرية التي يتكبدها دفاعاً عن نظام بشار الأسد، وبالتالي فإن «حزب الله» مطالب بأن يضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار ويقتنع أن بقاءه في سورية لن ينفع الأسد بشيء، طالما أن حلفاءه الروس ما عادوا مقتنعين بجدوى الدفاع عنه أو التمسك به ويفضلون التوصل إلى حل سياسي. وأكدت الأوساط أن الانسحاب الروسي المفاجئ سيطيل عمر الهدنة القائمة تمهيداً لإمكانية السير في حل سياسي برعاية إقليمية دولية في الأشهر المقبلة، إذا لم تطرأ مفاجآت في اللحظة الأخيرة. ورأت أن «حزب الله» بات مطالباً بالعودة إلى لبنانيته وإلى وضع مصلحة البلد فوق أي اعتبار، خاصة أن هناك نقاشاً بدأ يبرز على السطح في أوساط القيادات الشيعية، عن جدوى استمرار «حزب الله» في الدفاع عن نظام يتهاوى ومادة للبيع والشراء على الطاولة الروسية – الأميركية، وهذا ما ظهر بوضوح في ضوء التطورات التي أعقبت الانسحاب الروسي من سورية. من جهة أخرى، شدد وزير السياحة ميشال فرعون، على أن لا خيار اليوم إلا ببقاء الحكومة التي تعمل بشكل متعثر من دون إنتاجية، بسبب الظروف والتعقيدات الداخلية وهذا ما حصل في ملفات عدة ومن أبرزها النفايات، مع الأمل أن تستمر بالعمل على الحد الأدنى، لأن لا خيار آخر ولطالما هناك تعطيل للاستحقاق الرئاسي وخطر على جميع المؤسسات الدستورية. وقال لـ«السياسة» إنه كانت هناك فرصة في الأشهر الأولى من الفراغ الرئاسي لحل لبناني للأزمة الرئاسية، مع الحد الأدنى من السلة حول هذا الحل، لأن الاستحقاق الرئاسي هو بداية حقبة جديدة، تحتاج إلى الحد الأدنى من الاتفاق حول قانون الانتخابات وقيادة الجيش ورئاسة الحكومة، «لكننا وللأسف أضعنا الفرصة من الاتفاق اللبناني حول الحكومة، بحيث ربط الملف الرئاسي بالملفات الإقليمية مع التعطيل الجاري». وأشار فرعون إلى أن الإجراءات الخليجية التي اتخذت ضد لبنان مرتبطة بأكثر من عنصر، سيما ما يجري في سورية «وإن كنت لا أتوقع أن تزداد وتيرة الضغط الخليجي على لبنان، لكن في المقابل لا أتوقع أن يُصار إلى إعادة النظر في هذه الإجراءات في الأشهر الثلاثة المقبلة».

وشدد فرعون على أن التصعيد ليس جديداً عند النائب ميشال عون، لافتاً إلى أن للتعطيل انعكاسات سلبية تطال البلد بأسره ولا تضر فريقاً بعينه، وبالتالي فإن من مصلحة الجميع سلوك طريق الحوار، لتفعيل عمل المؤسسات وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت والابتعاد عن كل ما يوتر الأجواء ويزيد حدة التشنج. في سياق متصل، أكد مرجع رسمي بارز لـ«السياسة»، أن لا مؤشرات جدية لانفراج في أزمة الاستحقاق الرئاسي، مشيراً إلى عدم وجود أي تغيير في الوقائع الداخلية والإقليمية أو الدولية توحي بإمكانية إحداث خرق في الجدار في وقت قريب، لافتاً إلى أن كل ما نسمعه من كلام عن تحديد مواعيد، مجرد حديث لا يستند إلى معطيات حسية. ولم يستبعد أن يستمر الشغور عاماً ثالثاً، طالما أن الصراع الإقليمي لا يزال محتدماً، مؤكداً أن الانقسام العمودي سيزيد في عمر الفراغ الرئاسي والتعطيل في عمل المؤسسات.

 

السعودية: الحجز التحفظي على أموال المرتبطين بـ»حزب الله»

17 آذار/16/الرياض – د ب أ: تعتزم وزارة الداخلية السعودية البدء بتفعيل الحجز التحفظي على كل مواطن ومقيم تثير الشبهات حوله بانتمائه أو دعمه وتمويله لـ»حزب الله»، المصنف جماعة إرهابية عربياً وخليجياً. وكشفت مصادر خاصة لصحيفة «عكاظ «السعودية الصادرة امس عن أن الحجز سيكون ابتداء لمدة ثلاثة أشهر يجوز تمديدها لمدة مماثلة، على كافة الأموال والمتحصلات والوسائط التي يشتبه استعمالها إلى حين انتهاء التحقيقات التي تجرى في شأنها، مؤكدة أن نظام مكافحة الإرهاب وتمويله سيسري على هذه الفئة كباقي الجماعات الإرهابية. وأوضحت المصادر أن قرار وزارة الداخلية القاضي بالترحيل النهائي للأجانب المتعاطفين مع الأحزاب الإرهابية سيشمل كل من يثبت تعاطفه أو انتماؤه لـ»حزب الله» وذلك بعد انتهاء التحقيق معه، الذي ستتولاه ابتداء هيئة التحقيق والادعاء العام، وفي حال ثبوت أي مخالفة سيحال الأجنبي إلى المحاكمة التي تتولى سماع أقوال المتهمين مرة أخرى لضمان العدالة، وبعد صدور الحكم اللازم في حقهم وانتهاء محكوميتهم سيرحل الأجنبي ترحيلا نهائيا من المملكة ويمنع من دخولها مرة أخرى وفرض قيود مالية على التحويلات المصرفية لهم.

 

محادثات بين موسكو وواشنطن لسحب ميليشيات إيران و»حزب الله» من سورية

قيادي عراقي: يسعيان للضغط على الأسد

بغداد – باسل محمد/السياسة/17 آذار/16/كشف قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر لـ»السياسة» أن الولايات المتحدة وروسيا تحاولان التوصل الى اتفاق بينهما يسمح بالضغط على رئيس النظام بشار الأسد ويؤدي بصورة عاجلة الى إنهاء تواجد مقاتلي «الحرس الثوري» الإيراني و»حزب الله» اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية التي تساند قوات النظام السوري في القتال ضد المعارضة. وتحدث عن مفاوضات جارية بين واشنطن وموسكو لصياغة موقف موحد لإجبار الأسد على إخراج المقاتلين الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين من جبهات القتال لأن ذلك من شأن أن يدعم العملية السياسية، مشيراً الى أن الاميركيين تحدثوا مع حكومة بغداد عن ضرورة الطلب من الميليشيات العراقية التي لديها مقاتلين في سورية أن تسحب عناصرها من هذا البلد. وبحسب معلومات القيادي، فإن نحو 12 ألف مقاتل من الميليشيات العراقية التحقوا بسورية في السنوات السابقة وربما انخفض هذا العدد الى أقل من 8 آلاف حالياً بعدما اشتد القتال ضد تنظيم «داعش» في المدن العراقية وتطلب ذلك من قوات «الحشد» الشيعية سحب بعض مقاتليها من سورية وإعادتهم الى العراق. وأكد أن التدخل العسكري الروسي ساهم في إقناع الميليشيات العراقية بالعودة الى العراق، وهذا ما أدى الى المزيد من خفض أعداد مقاتلي هذه الميليشيات، غير أن العدد لا يقل حالياً عن ستة آلاف أو سبعة آلاف مقاتل شيعي عراقي. وذكر القيادي انه بخلاف الميليشيات العراقية، فإن مقاتلي «الحرس الثوري» الإيراني و»حزب الله» اللبناني عززوا من مواقعهم وأعدادهم في سورية بعد التدخل الروسي وفق خطة هدفها تحقيق إنجازات ميدانية لصالح نظام الأسد بدعم من الغارات الروسية. ورجح أن يتمسك الأسد بتواجد المقاتلين الإيرانيين واللبنانيين لأنه يخشى صفقة روسية – أميركية تفضي إلى رحيله عن السلطة في إطار حل سياسي دائم، مشيراً إلى أن موقف موسكو من قضية بقاء الأسد في الحكم أو من صيغة الحل السياسي التي ستمنح هيئة الحكم الانتقالي صلاحيات واسعة، أكثر مرونة من موقف طهران التي تعتبر أن الأسد يمكنه أن يبقى في السلطة عن طريق انتخابات رئاسية جديدة تكون جزءاً من الحل السياسي عن طريق المفاوضات. وخلص القيادي إلى ان قضية بقاء الأسد ودوره السياسي في مستقبل سورية ستبقى مفتوحة على كل الخيارات الصعبة، من بينها مواجهة سياسية روسية – ايرانية، محذراً من أن الأسد ينتحر إذا راهن على ايران وقرر الخروج عن الموقف الروسي المؤيد للحل السياسي، لأنه قد يفتح المجال أمام حل عسكري دولي للإطاحة به

 

روسيا تلوح بـ»عصا التسوية» في وجه الأسد وحزب الله

السياسة/17 آذار/16/في وقت تواصل فيه روسيا سحب عدد من مقاتلاتها في سوريا اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في تقرير نشرته اليوم الأربعاء أن الانسحاب الروسي المفاجئ هزّ مفاوضات السلام الجارية في جنيف، وسبب توتراً لنظام الأسد وحلفائه في المنطقة ولاسيما ميليشيات حزب الله.

الصحيفة ذكرت أن القرار اتخذ على ما يبدو من دون التشاور مع الأسد، وأن الانسحاب شكل ضغطاً كبيراً على الأسد من أجل التوصل إلى تسوية أو اتفاق لتقاسم السلطة مع المعارضة.ورأت واشنطن بوست أن الخطوة خلقت ارتياحاً أميركياً، إذ يعتزم جون كيري السفر إلى موسكو الأسبوع المقبل لبحث الانسحاب وخيارات عملية الانتقال السياسي في سوريا. وفي الداخل الروسي، رأت الصحيفة أن قرار بوتين فسر على أنه سيعطي مجالا أكبر للحراك الدبلوماسي. أما في لبنان فنقلت الصحيفة عن مسؤول في ميليشيات حزب الله صدمة الميليشيات من القرار الروسي وتخوفها من أن تدفع ثمن الانسحاب الروسي من سوريا.

 

أنجلينا جولي غادرت بيروت بعدما تفقدت مخيمات اللاجئين والتقت مسؤولين

الأربعاء 16 آذار 2016 /وطنية - المطار - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" درويش عمار أن المبعوثة الخاصة لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين الممثلة العالمية أنجيلينا جولي، غادرت بيروت اليوم متوجهة الى أثينا على متن طائرة خاصة، وذلك بعد زيارة إستمرت 3 أيام زارت خلالها عددا من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان والتقت مسؤولين. وجاءت زيارة جولي بمناسبة ذكرى مرور 5 سنوات على الحرب في سوريا.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 16/3/2016

الأربعاء 16 آذار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الحدث الروسي متواصل والانسحاب العسكري مستمر والتفاهم بين موسكو وواشنطن كبير والمنطقة الى انتقال من أزمات الحروب الى إمكانات الحلول السياسية والمخطط الاميركي الجديد يركز على اقتصاديات الدول وعلى تصحيح الانظمة باتجاه الفدرلة في بعض الانحاء لاسيما في سوريا بعد العراق. وقد بدأت ملامح ذلك تظهر من خلال إعلان أكراد الشمال السوري قيام نظام خاص بهم في إطار الدولة.

ولأن الوضع الاقليمي متحرك فإن التشاور الاميركي-الروسي يرتقي الى مستويات أعلى، ووزير الخارجية الاميركي سيجري محادثات مهمة في موسكو التي يزورها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أواخر هذا الشهر على ان يزور الرئيس الاميركي الرياض الشهر المقبل.

وفي مفاعيل القرار الروسي في الانسحاب من سوريا جدية مفاوضات جنيف خصوصا في ما يتعلق بالانتقال السياسي ووزير الخارجية السعودي يطلب من النظام السوري تقديم تنازلات في ضوء قرار الكرملين فيما بريطانيا تقول إن السلام في سوريا لن يكون بوجود الرئيس الحالي.

محليا رصد سياسي واسع لتطورات القرار الروسي وتوقع انفراجات تماشي تقدم الحلول السياسية لسوريا والشهر المقبل قد يشهد انتخابا رئاسيا.

ووسط ذلك اهتمام بموضوع مشكلة الانترنت غير الشرعية وهو ما ركز عليه الرئيس نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي الى جانب كلامه على الوضع السياسي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

رغم كل التبريرات المختلفة، بات مؤكدا أن عاملين اثنين دفعا سعد الحريري صوب سليمان فرنجيه... الأول هو بوادراتفاق عون - جعجع التي ظهرت في 2 حزيران الماضي... والثاني هو بدء المشاركة الروسية في حرب سوريا في 30 أيلول... ولم يكن ينقص الحريري الابن وشركاءه، غير الاتفاق المسيحي على الجلسة التشريعية في 12 تشرين الثاني الماضي، فاقتنع عندها بضرورة التحرك لضرب التوافق، وكان ما كان مما سقط في النسيان... بعد ستة أشهر على ذلك المشهد، يبدو أن معظم عوامله قد تبدلت في الحسابات الحريرية... فالرياض شمرت عن سواعدها وبدأت هجومها المتعدد المحاور... فيما موسكو أعلنت عن نهاية مرحلتها السورية الأولى... تماما كما أعلنت السعودية في نيسان الماضي، أنها أنجزت حربها في اليمن... لكن الواضح أن الفريق الحريري بدأ يسكر بالتطورين الجديدين... وبدأ يستعد لمرحلة لبنانية ورئاسية جديدة... على قاعدة لا عون ولا فرنجيه، ونحن من يعين لكم رئيسكم...أيا كانت احتمالات هذا المنطق، يظل ثابتا أنه محكوم بالفشل... وأنه لن يحصد إلا مزيدا من إضاعة الوقت، وأثمانا إضافية على لبنان واللبنانيين... لكن ما يدفعه الشعب، يقبضه حكامه الممددون لأنفسهم... ففيما يفرض على البلد الاستمرار في أزماته، ينهمك هؤلاء بتمرير صفقاتهم: مئتا مليون دولار تقريبا في مسخرة حل النفايات... أكثر من مئة مليون مقدرة في مؤامرة احتكار الإنترنت، المهربة تحت ستار مسرحية الإنجاز الأمني... فضلا عن ملايين أخرى من الدولارات المنهوبة من كل باب ودار... لكن الضربة الكبرى تظل في مرفأ بيروت... مليارات الدولارات تطير من الملك العام إلى مملكة الحريري - سوليدير، والتاريخ بات محددا: في 28 آذار الجاري...

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

قراءة العناوين والتواريخ قد تفسر ولو قليلا خارطة ما يجري من حول لبنان، وتحديدا في سوريا. في التواريخ لقاءات على غاية الأهمية في موسكو في الاسابيع المقبلة، تبدأ بمحادثات يجريها وزير الخارجية الاميركي جون كيري وتكون سوريا محورها، ولا تنتهي بلقاء القمة المرتقب بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي التواريخ ايضا المحادثات الهادئة التي تشهدها جنيف منذ مطلع هذا الاسبوع.

في العناوين الايجابية، طغت على كل التصريحات، إذ أجمع وزيرا الخارجية السعودي والايراني على اعتبار الانسحاب الروسي خطوة ايجابية قد تنقل سوريا من تثبيت وقف النار الى تهيئة الظروف لانتقال سياسي ينهي الحرب. حرب أنهكت كل القوى وانتهت بمعادلة ميدانية وضعت الجميع امام حوار لا مفر منه، وسط حديث عن فدرالية رسم أولى خطواتها المؤتمر الذي تعقده أحزاب كردية في شمال شرقي سوريا منذ الصباح والذي قد ينتهي الى اعلان النظام الفدرالي في المناطق الواقعة تحت سيطرة الاكراد.

وفيما العالم هناك، لبنان هنا غارق في عفنه السام المتنقل من قمحنا اليومي الى نفاياتنا التي تنتظر الفرج الى شبكة الانترنت المهربة التي خرقت كبرى مؤسساتنا الامنية طارحة اسئلة تبدأ بتوقيت كشف الشبكة، وتوقيت تحرك المعنيين وصولا الى الاسماء الكبيرة المختبئة وراء أحدث فضائحنا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا دفع الدول المعنية بتداعيات الازمة السورية الى البدء باعادة تموضع استراتيجية وسياسية تحسبا لتغيرات حتمية مرتقبة. في السياق ينصح الخبراء بالنظر الى الاطار الدولي الحاسم الذي رسم لمستقبل سوريا ورئيس نظامها وليس بالاستماع الى بهورات المتضررين خصوصا في لبنان الذي لم يحسن النأي بنفسه زمن الحرب عله يلتقط الفرصة بحكمة زمن الحلول فيسارع الى تحصين ارضيته الوطنية لمحاكاة كل الاحتمالات.

في الانتظار، لبنان كله ينتظر موافقة حزب الطاشناق على ما اغدقته الحكومة على برج حمود من تقديمات وحوافز كي يبدأ قطار التخلص من النفايات بالاقلاع.

تزامنا، تفاعلت قضية محطات الانترنت غير الشرعية وسط اجماع رسمي عريض على ضرورة محاسبة مشغليها ومن يغطيهم.

لكن قبل شيء، لبنان يفقد جزءا من صورته المضيئة كمنارة لحرية الصحافة باعلان عدد من جرائده المكتوبة التي صنعت استقلاله ومجده عن اضطرارها الى الاحتجاب القسري.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

تكشفت خبايا شبكات تهريب الانترنت، فضيحة لا تقتصر مخاطرها على الامن الاقتصادي للدولة، بل تعدت الخسائر المادية الى المس بالامن القومي للبنان لارتباط الشركات بشركات اسرائيلية زودتها باحتياجات مجانية.

الخطير ان تلك الشبكات امتدت على مساحة الجرود من الضنية الى فقرا وعيون السيمان والزعرور واتخذت من اعالي قمم الجبال مواقع كاشفة ودخلت الى ادارات ومؤسسات رسمية وامنية بعدما قدمت خدماتها على اساس انها شرعية.

الشبكات ثبتت منظومة اخطبوطية مقتدرة كما بدا في عرض وزير الاتصالات بطرس حرب اليوم.

مجلس النواب وضع يده على القضية والرئيس نبيه بري شدد على متابعة تلك الفضيحة ومن هنا ستعقد لجنة الاعلام والاتصالات جلسة الاثنين للوصول الى كشف الملابسات كما قال رئيسها النائب حسن فضل الله من عين التينة اليوم.

سياسيا، البلد في مرحلة حساسة كما وصفه رئيس المجلس، فطرح معادلة واقعية، اما الغاء الطائفية السياسية واما اعتماد نظام نسبي اصلاحي يساعد على الاستقرار السياسي، وفي جوهر تلك المعادلة معالجة حقيقية تحرك الركود الداخلي وترتقي بالطرح الى حدود الحل.

المعادلة وجدها رئيس التوحيد وئام وهاب مخرجا وحيدا للنظام السياسي لان الرئيس بري يطرق ابواب المشكلة الحقيقية، فدعا وهاب الجميع لمساعدة رئيس المجلس للوصول الى نظام لا يلغي احدا وينهي سياسات الالغاء.

اما السياسات الخارجية فمشغولة بتأسيس جبهات تواجه الارهاب الذي استنفر اوروبا فأحبطت الشرطة الفرنسية مخططا لهجوم في باريس، فيما تبين ان انفجار طهران ناجم عن اسطوانة غاز في سوق البازار الكبير.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

ما هو المطابق للمواصفات في بلد النفايات؟ الانترنت مساحة تجسس، القمح مسرطن، وثابتة النفايات اقوى من كل القرارات.

في قطاع الاتصالات خبر تحول الى جريمة وطنية اخطر مما يتخيله البعض، التحقيقات الاولية كشفت ان شبكات الانترنت غير الشرعية بعضها على علاقة بشركات اسرائيلية دخلت البلاد بخداع اعلى المقامات الامنية والسياسية، والامل بأن لا تتمكن من خداع السلطة القضائية. شركات استباحت الفضاء اللبناني معروفة المالكين والمشغلين بينهم من ادخل السجون اللبنانية لتورطه بشبكة الباروك الاسرائيلية التجسسية وعاد الى ميدان الاتصالات رغم كل الشبهات، وما حصلت عليه المنار من معلومات عن اماكن واسماء شركات تتحفظ عن نشره وتضع بتصرف من يريد من المختصين القضائيين والامنيين، وتضع برسم اللبنانيين تساؤلات، الم يحن الوقت لوعي ان العدو الصهيوني ما زال يتربص بنا كل مكان ويستغل شجع البعض او غباءه الى ابعد حال؟ الا يستدعي الامر اجتماعا عاجلا للحكومة او لمجلس الامن المركزي المنشغل بتامين الحماية لخطة النفايات؟ الم يحن الوقت بعد لطمر كل انواع الخلافات التي تكشف لبنان وتؤمن للعدو افضل الخدمات؟

في الاقليم، طمر الميدان السوري جل التحليلات حول القرار الروسي فأكمل الجيش مصحوبا بأسراب من السوخوي حربه ضد الارهاب وصدت التصريحات الروسية ما تبقى من امنيات "فقرارنا لن يضعف الاسد" قالت الخارجية الروسي، وتنسيقنا على اعلى المستويات.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

قبل يومين قال وليد جنبلاط ان الجيش السوري دخل على دماء كمال جنبلاط، وخرج على دماء رفيق الحريري، وان شهر اذار هو شهر العدالة مهما طال الانتظار.

واليوم استذكر جنبلاط جريمة اغتيال والده باعادة توجيه البوصلة لمن يعنيهم الامر باتجاه الدولة والقضية العربية الاساس، قائلا فليكن هذا النهار نهار لبنان، وفلسطين ولتكن مصالحة الجبل مدخلا لمصالحة لبنان، لبنان فوق كل اعتبار.

لكن هناك من يصر على تقديم ارتباطاته الاقليمية على حساب المصالح اللبنانية والتوجه نحو الداخل العربي بدلا من فلسطين المحتلة بعد تورط حزب الله بالدماء السورية والاعتداءات على الدول العربية.

ففي الامارات العربية المتحدة واصلت محكمة أمن الدولة، محاكمة سبعة أشخاص، بتهمة تشكيل خلية مرتبطة بحزب الله.

وفي الكويت كميات كبيرة من المخدرات ضبطت أخيرا تبين ان مصدرها سوريا، وأن الرؤوس المدبرة لها على علاقة بحزب الله. وفي الكويت أيضا، عقدت الجلسة الثانية في محاكمة خلية العبدلي، المتهمة بارتكاب أعمال تمس الأمن القومي والتخابر مع إيران وحزب الله وحيازة أسلحة ومتفجرات للقيام بأعمال عدائية ضد الدولة.

اما في لبنان وفيما كشف وزير الصحة وائل أبو فاعور، أن عينات أخذت من أهراءات القمح في المرفأ، أظهرت إحتواءها على مادة مسرطنة اعلن وزير الإتصالات بطرس حرب وضع ملف محطات الإنترنت غير الشرعية التي تم اكتشافها مؤخرا في يد القضاء والأجهزة الأمنية والمسؤولين.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

هي حرب بطرس الكبير وأول تحد من نوعه تشهره وزارة الاتصالات اللبنانية ضد إسرائيل منذ الادعاء عليها دوليا على زمن الوزير الاسبق شربل نحاس فبمحضر ما كشفه الوزير بطرس حرب اليوم يتبين أن لبنان "متل القمر" بالنسبة إلى إسرائيل تراه مضيئا مكشوفا مكتملا بدرا تعلق عليه أجهزة التجسس الواضحة للعيان وتخرق سيادته وأرضه ومعلوماته ومؤسساته وتتنصت على تحركات بنيه ومسؤوليه.

وزرعنا تلالك يا بلادي زرعناها أقمارا صناعية مرئية لكل من أراد النيل منها لكن رجلا مسؤولا عن وزارته وصيانة دولته هو بطرس حرب نزع عن إسرائيل وجهها وعمل مع فريق عمل الوزارة وخبرائها على تفكيك شبكة إنترنت يعود ريعها التجسسي إلى العدو وهذه الفضيحة قيد لها أن تكشف ذات لجنة اتصالات وبحضور حرب الذي قرر خوض المعركة والذهاب بها إلى آخر نقطة تجسس وبلوغ أمكنتها وأوديتها وأعاليها وذلك بعدما أمسك بطرف خيطها من لجنة نيابية ارتأت ألا تسير على مبدأ الفراغ والتعطيل النيابي ولم تنتظر نصابا لضرب أوكار المتنصتين فاللجنة التي يرأسها نائب من حزب مصنف بالإرهابي على اللائحة العربية هي عينها اللجنة التي تبحث عن منشأ الإرهابي الإسرائيلي لتفكيكه وبقرار من الدولة صاحبة السيادة لكن إسرائيل ربما لم تعد عدوا لكثيرين من هنا إلى المحيط وباتت شبكاتها موصولة بعدد من الدول من دون الحاجة إلى التسلل فما أعلنه وزير الاتصالات يكاد يوازي الثورة إلا أن المتشبثين بالسيادة اللبنانية "لا حس ولا خبر" ولم يقيموا الدنيا ويقعدوها على هذا التعدي فأي جهة آلمها الأمر ومن سأل أو ارتاب من احتمال أن يصبح متعريا أمام عدوه وعدم الاكتراث يأخذ طريقه إلى التهديد الإرهابي الفرع الآخر من إسرائيل إذ نكتشف أن من هددنا وصور فيديو أحفاد الصحابة في لبنان هم لبنانيون من لحمنا ودمنا عاشوا بين طرابلس ووداي خالد وقرروا الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية ليصدروا لنا الوعد بالقتل والجديد تتحرى آثارهم اليوم.

 

نزار عبد القادر: رسالة ايجابية الى السعودية..والحل السياسي في سوريا يريح لبنان ,قرار بوتين إنذار للأسد بعدم رفع السقف فـي جنيف ويسمح بمفاوضات جدية"

المركزية- لا يزال قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب "الجزء الرئيسي" من القوات الروسية من سوريا، سيّد الاحداث محليا واقليميا ودوليا. وفي حين تعجّ الصحف والشاشات بالتحليلات والقراءات ومحورها سبر أغوار خطوة موسكو المفاجئة، اضافة الى تداعياتها وخلفياتها، بدا ان إجماعا سُجّل على اعتبارها تدفع الحل السياسي قدما وتزخّم مفاوضات جنيف 3. وفي معرض قراءته للموقف الروسي الجديد سياسيا وعسكريا، يقول الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد المتقاعد نزار عبد القادر لـ"المركزية" إن "بوتين استراتيجي ملهم، يعرف متى يبدأ حربا ومتى ينهيها، وفي العلم العسكري ودروس التاريخ، من أصعب الاشياء التي يمكن ان تتم هي انهاء حرب لا اطلاقها، وتبين ان الرئيس بوتين لعب في التدخل في سوريا ومن ثم في الانسحاب، ضربة معلّم في الحالتين، فلم يأت قرار الحرب فحسب مفاجئا للجميع بل ان طريقة وتوقيت انهاء الحرب فاجآ الجميع أيضا، حتى أن الرئيس السوري بشار الاسد والحليف الايراني لم يكونا على علم بأن بوتين يعد للانسحاب". ويضيف "الرئيس الروسي تحيّن الفرصة، فعملت دبلوماسيته بجدّ ونشاط في فيينا وميونيخ وفي كل الاجتماعات ومن ثم في التحضير للهدنة في سوريا، وحضّر كل ذلك ليذهب الفريقان السوريان الى مؤتمر جنيف 3. وعشية هذا المؤتمر بالذات، أعلن الانسحاب في شكل فاجأ جميع المراقبين في العالم، حتى الطرف الاميركي، وهو من خلال اصطياد هذه الفرصة وجه رسائل سياسية واستراتيجية في اتجاهات عديدة. فمن خلال التدخل العسكري في سوريا، أحضر المعارضة "مدجّنة" وراضية للبحث عن مخرج في جنيف، وقبل انطلاق المؤتمر سحب قواته من سوريا، وكأنه يقول للاسد "هذا انذاري اليك. لا ترفع السقف كثيرا لانك اذا عدت الى ميدان المعركة فان موازين القوى قد تختلف ولن تكون هذه المرة لصالحك". وكما في أي مؤتمر للسلام اذا لم يكن الطرفان متعبين لا يمكن ان يقدما تنازلات، وقرار بوتين اعطى جنيف حظا للدخول فعليا، وبرضى الطرفين من خلال تخوفهما من المستقبل، الى مباحثات في صلب الموضوع". وتابع عبد القادر "هذا في السياسة، أما من جهة ثانية، فبوتين يدرك انه دخل في حرب لا يملك الوسائل اللازمة لها، اذ تعاني بلاده من ضائقة اقتصادية ومالية كبيرة جدا لان نصف العائدات الروسية تأتي من الطاقة وهذه الطاقة ليست في أفضل أحوالها، واللافت كان ان الشعب الروسي أيّد هذه العمليات لانه متعطش لاستعادة مجد روسيا كقوة دولية وازنة في العالم. الا ان هذا التأييد لا يمكن ان يستمر طويلا لان الشركات في روسيا بدأت تفلس وهناك انعكاسات سلبية على فرص العمل وسواها في البلاد، ويدرك بوتين ان التدخل يجب ان يكون محدودا لانعدام المبالغ الاحتياطية لتغطية الحرب".

أما العامل الثالث خلف الانسحاب، فهو ان بوتين رأى ان استمرار العمليات الكثيفة على الحدود التركية، يخلق امكانية حدوث خطأ واحتكاك بين البلدين يمكن ان يشعل المنطقة وهو ما لا يريده بوتين ولا البلدان أصلا، لذلك وبقرار الانسحاب يخفف بوتين من احتمالات وقوع مثل هذه الحرب عن طريق الخطأ. بوتين يدرك انه يتحالف مع الاسد ويساير الوضع الايراني لمصالحه الاستراتجية الا ان ثمة تطورا حصل في المنطقة، يجب ان يأخذه في الاعتبار اذا كان يريد ان يكون لاعبا كبيرا في الشرق الاوسط، هو ان السعودية نجحت في تشكيل حلف يضم معظم الدول العربية والاسلامية ذات الثقل السياسي والعسكري كتركيا واندونيسيا ولا يمكن لبوتين في الواقع، ان يدّعي انه يقود سياسة شرق اوسطية ناجحة اذا تجاهل مد خطوط مع المملكة، فكان لا بد له من ارسال رسالة ايجابية الى الرياض، وبالفعل، بدأ الحديث اليوم عن امكانية لقاء سعودي – روسي والبحث جديا في الازمة السورية".

لبنانيا، لم يتخوف عبد القادر من ارتدادات عسكرية سلبية للخطوة الروسية على الوضع الحدودي، بل اعتبر ان "مفاوضات جنيف وتزخيمها روسيّا هي لصالح لبنان الذي يناسبه توصّل الافرقاء السوريين الى حل سياسي وفي ذلك مصلحة لبنانية استراتيجية اذ سينعكس ايجابا على الوضعين السياسي والأمني المحليين".

 

مفاعيل سايكس – بيكو صامدة والتغييرات المحتملة تطاول الأنظمة لا الحدود ,لبنان يطالب بحل متوازنٍ في سوريا ويبلغ بان خشـيته من حكم علوي شرقا

المركزية- على عكس الملف العراقي الذي تفرّدت في معالجته الولايات المتحدة الاميركية، فشكّل تجربة غير مشجعة بدليل استمرار البلاد بالتخبط في ازماتها السياسية والامنية بعد أكثر من عقد على سقوط حكم الرئيس صدام حسين، تقول اوساط دبلوماسية غربية ان معالجة بؤر التوتر العديدة في الاقليم تتم اليوم بجهود اميركية – روسية مشتركة، وأبرز تجليات هذا التنسيق يظهر في الملف السوري، حيث نجحت دبلوماسيتا الدولتين واللتين نشطتا مكوكيا داخل سوريا على خط طرفي النزاع، وخارجيا بين الدول المؤثرة في المنطقة وعلى رأسها السعودية وايران، وأبقتا قنوات التواصل مفتوحة مع الدول الاوربية، في التوصل الى هدنة في الميدان بعد 5 سنوات من المعارك، كما تمكنتا من اعادة اطلاق عجلة المفاوضات بين الطرفين في جنيف 3، والتي تشكل فرصة قوية لوضع الحل السياسي للازمة على السكة. وفي السياق، تلفت الاوساط عبر "المركزية" الى ان موسكو وواشنطن تبدوان عازمتين على اعتبار الجيش السوري من عدة التسوية المنشودة وتبديان حرصا مشتركا على تعزيزه ولمّ شمله بعد ان تفكك وشهد انشقاقات بالجملة اثر انطلاق الثورة، ليلعب دورا فاعلا في المرحلة المقبلة، فيمسك وحده بالسلاح ويكون شريكا في الحرب التي ستنطلق على المنظمات الارهابية سيما "داعش" في سوريا بعد ان يسلك الاتفاق السياسي طريقه. ويأتي تفعيل دور الجيش السوري، حسب الاوساط، من ضمن توجه دولي عام للحفاظ على المؤسسات السورية لا فرطها،كما حصل في العراق، بل تجميلها وتفعيلها لتشكل نواة قادرة ولو بالحد الادنى على ادارة البلاد بعد سكوت المدافع. في المقابل، تشير الاوساط الى ان المواقف التي تنعى مفاعيل سايكس – بيكو وتتحدث عن ترسيم جديد للحدود في المنطقة، غير واقعية، فالحدود الجغرافية باقية، وما يمكن ان نشهده هو اعادة نظر في أنظمة الحكم داخل الدول. وتوضح في هذا الاطار، أن التوجه الغالب هو لاعتماد لا مركزيات أو انشاء اقاليم كما هو الحال في اربيل مثلا، على ان تكون هذه الاقاليم خاضعة كلها لادارة مركزية واحدة. وتقول ان موسكو التي دفعت طرفي النزاع السوري الى طاولة المفاوضات، لها تصورها لمستقبل الخريطة السورية حيث تشجع خياري الفدرالية او الاقاليم. الا ان قوى دولية واقليمية عديدة لم تتشجع للطرح الاول وتبدي تحفظا او اعتراضا على تطبيقه، اذ انها ترى ان النموذج الفدرالي الذي يعطي كل مكون سياسي او طائفي حكمه المركزي، على الطريقة العراقية، قد يشكل أرضية خصبة لحروب او نزاعات داخلية اثنية ومذهبية، فنكون امام بؤر توتر جديدة. أما لبنانيا، فتنقل الاوساط خشيةَ عدد من القيادات المحلية من امكانية منح العلويين حكما فدراليا على المنطقة الممتدة من اللاذقية الى الجولان على طول الخط اللبناني، معتبرة ان هذا التقسيم اذا تمّ، فانه يساهم في قلب التوازنات الداخلية الهشة لصالح الاطراف المحلية الصديقة للحكم العلوي، كما انه يبقي لبنان ساحة مكشوفة يمكن ان تستخدم صندوق بريد لدى اي توتر اقليمي. وتشير الاوساط الى ان السيطرة العلوية على الحدود السورية – اللبنانية قد تعزز الاحتقان السني – الشيعي. انطلاقا من هنا، تلفت الاوساط الى ان لبنان الرسمي سيبلغ الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته اواخر الشهر لبيروت، رسالة يطالبه فيها بحلّ متوازن في سوريا لا يعزل ايا من المكونات السياسية، وسيشدد على عدم قدرته على تحمّل تبعات تحكّم مكوّن سوري واحد على حدوده.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 16 آذار 2016

الأربعاء 16 آذار 2016

النهار

يستمر توافد مجموعات إعلامية الى لبنان ولقاؤها مسؤولين عن القطاعات الإعلامية من دون تحديد هدف واضح لتلك اللقاءات.

علّق ناشط في "التيار الوطني الحر" على خطاب العماد ميشال عون في 14 آذار بأنه "لم يقل جديداً" يخرج عن مواقفه المعروفة السابقة.

قال نائب سابق إن التركيبة الطائفية - السياسية بعد الطائف أدخلت البلاد في نفق الفساد المحمي الذي لا خروج منه.

يتعرّض المدير العام لـ"أوجيرو" لحملة سياسية إعلامية رداً على اكتشافه شبكة الإنترنت المهرّب وسط بدء الملاحقات للمتورطين فيها.

السفير

لوحظ أن مرجعا حكوميا سابقا أبدى تذمره العلني من العلاقة المستجدة بين رجل أعمال ومقاول سياسي في العاصمة وبين هيئة معنية بأكثر القطاعات حيوية!

أوعز مرجع حكومي سابق بوجوب إعداد ملف يتضمن كل المخالفات التي قام بها مرجع سابق غير مدني أثناء توليه الوظيفة العامة.

علّق مرجع روحي على الإجراءات التي تتّخذ بِحقّ مواطنين يتأخّرون بضعة أيام عن سداد بعض الرسوم بالقول: "هؤلاء يدفعون بينما القانون يُنتهك يوميا من دون توقيف معظم الفاعلين".

المستقبل

يقال

إن وكالة "إيرنا" الإيرانيةالرسمية للأنباء لم تُشِرْ لا من قريب ولا من بعيد الى خبر قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قواته الرئيسية من سوريا واكتفت بنقل تعليق لوزير الخارجية محمد جواد ظريف على القرار.

اللواء

شوهد سفير دولة أوروبية يتجوّل في الشوارع الضيّقة، لمحلة الأشرفية، ومن دون مواكبة..

ينقل سفير دولة معنيّة إلى مسؤولين لبنانيين أن الإنسحاب من سوريا كان على جدول الأعمال قبل مؤتمر جنيف..

تُفعِّل حركة سياسية من حضورها الجماهيري، لإيصال رسالة قويّة في ما خصّ ترتيبات المرحلة المقبلة..

الجمهورية

توقّف مراقبون عند اللهجة الهادئة لإحدى الكتل في مقابل تصعيد تكتل خصم.

يُحاول بعض الوسطاء التدخّل للجم التوتّر بين حزبين حليفين لكي لا ينعكس مزيداً من التباعد على القاعدة الشعبية.

لاحظت أوساط سياسية أن حركة المفاتيح الإنتخابية في المناطق ظاهرة بشكل غير مسبوق والماكينات الإنتخابية تعمل في جهوزية كاملة.

البناء

انتقد نائب شمالي في كتلة "المستقبل"، أمام زواره، قرار دول مجلس التعاون الخليجي تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، بالرغم من تبني الرئيس سعد الحريري هذا التصنيف، فور صدور بيان المجلس، لكنّ النائب رأى أنّ القرار يضرّ بالمصلحة الوطنية اللبنانية، مؤكداً أنه لا يمكن أن ننعت حزب الله بالإرهاب، لكونه أحد المكوّنات السياسية والشعبية الأساسية في لبنان وله ممثلون في المجلس النيابي والحكومة التي يحرص الجميع على التمسُّك بوجودها، كما أنّ بيننا حواراً تؤكد الكتلة ضرورته من أجل الحفاظ على الاستقرار، لذا، القرار الخليجي يناقض مصلحة لبنان واللبنانيين.

 

اطلالات نصرالله لم تعد أولوية لدى جمهوره

علي الحسيني/موقع 14 آذار/16 آذار/16

بالأمس كان الحديث عن اطلالة قريبة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليعلن اخر التطورات لجهة انغماس حزبه في الحرب السورية، محور حديث شبان الزوايا في الضاحية الجنوبية وأكثر ما تطرق اليه هؤلاء الشبان، سؤالهم عن جدوى الاطلالات هذه خصوصا وان نصرالله لم يكن موفقا فيأخرها لا من حيث مضمون المواضيع التي طرحها ولا حتى لجهة قدرته على اقناعهمبالروايات التي تُختلق في كل مناسبة. قد يُعتقد أن جزء كبير من جمهور "حزب الله"، ما زال يعوّل على اطلالات نصرالله وينتظر على الدوام ما سيقوله او ما سيكشفه طنا منهم أنهم ما زالوا يعيشون حقبة الصراع مع العدو الاسرائيلي التي غالبا ما كانت مليئة بالمفاجئاتوالتي كان الاعلان عن معظمها منوط بشخص نصرالله فقط، لكن غالبا ما يكتشف هؤلاء اليوم،أن خطابات زعيمهم ما عادت تحمل اليهم ما ينتظرونه لا على صعيد الداخل بعد أن تحولت العناصر التي كانت تصارع اسرائيل الى مجرد حرس حدود، ولا على صعيد الحرب في سوريا التي كلفتهم حتى اليوم أكثر من الفي قتيل من دونأي انتصار أو انجاز يُذكر. ثمة من في بيئة "حزب الله" يتمنى اليوم أن تخضع إطلالات نصرالله إلى تنظيم وتدقيق من قبل القيّمين على هذه الاطلالات وأن لا تكون عشوائية كما هو حالها اليوم خصوصاً لجهة المعلومات التي يُطلقها والتي تتضمن الكثير من المُغالطات. يقول هؤلاء أنهم كانوا ينتظرونإطلالاتهبفارغ الصبر وبشوق كبير وكانوا يلغون كل مواعيدهم وأعمالهم من أجل متابعته، لكنهم اليوم لم يعودوا كذلك والدليل في نوعية الناس التي تتواجد في الاحتفالات والتي يغلب عليها طابع حضور من هم من غير فئة الشباب بالاضافة الى غياب الحماس الذي كان يظهر بشكل واضح من خلال الهتافات التي كانت تصدح في القاعات والتي كان يضطر نصرالله في معظمها التوقف عن متابعة كلمته بسبب مقاطعتهم له، وهذا ما لم يعد يُشاهد خلال اللقاءات والاطلالات الحالية. كلام نصرالله الاخير وما سبقه حتّى، لم يكن اكثر منإعادة وتجميع لما سبق أن قاله في خطاباته السابقة، لكن وحدها النبرة تختلف بين زمان ومكان وطبيعة المناسبة، لكن المضمون هو نفسه خصوصا اذا الحديث يتضمن "الانتصارات" في سوريا وجهوزية "المقاومة" وزيادة التسلح.كل احاديث نصرالله اصبحت ترتكز على تحليلات وتكهنات إمّا خاصّة، وإما يزوده بها بعض معاونيه، فالوقائع الميدانيةوالمعطيات التي تدل على تقهقر حزبه والنظام في سوريا، باتت أخر المصادر التي يُمكن ان يركن اليها. في بيئة "حزب الله" وداخل جمهوره، هناك من سأل أو تسائل عن موعد جديد يطل فيه نصرالله ليُعلن عن حدث في غاية الاهمية على غرار ما كان يُعلنه لهم في زمن الحرب مع اسرائيل؟.

 

اوباما الى السعودية في 21 نيسان وروحاني منتصف الشهر المقبــــل

الانسحاب من سوريا يفتح ابواب موسكو امـــام الملك سلمان او ولي العهد

الانترنت غير الشرعي: حرب يعرض الوقائع وخليل يدعي والمجلس يضع يده

المركزية- على أهمية تطورات الداخل الناحية في اتجاه شبه انفراج في بعض الملفات لا سيما ازمة النفايات التي يترقب اللبنانيون الساعة الصفر لبدء ازالة "القمامة" القابعة في الشوارع منذ اكثر من ثمانية أشهر، ومع هدوء النبرة في الخطاب السياسي وعودتها الى دوائر الحوار الذي يشهد مساء جولة جديدة بين حزب الله وتيار المستقبل، تبقى مستجدات الخارج بوتيرتها المتسارعة موضع رصد ومتابعة في ضوء تأثيراتها المباشرة على الساحة اللبنانية ، خصوصا ما يتصل منها بالازمة السورية وتسوياتها، حيث يبدو القرار الدولي لفرض الحل اتخذ ويبقى التنفيذ على قاعدة "كل الدروب تؤدي الى التسوية وبمن حضر".

وفي وقت، لفت اعلان البيت الابيض عن زيارة سيقوم بها الرئيس باراك اوباما الى كل من بريطانيا والمانيا والمملكة العربية السعودية حيث يشارك في قمة مجلس التعاون الخليجي في 21 نيسان، في خطوة لا يمكن فصلها عن درب التسويات، رصدت مواقف سعودية اطلقها وزير الخارجية عادل الجبير في شأن الانسحاب الروسي من سوريا، اذ اعتبر أن الانسحاب الجزئي للقوات الروسية خطوة إيجابية للغاية ، آملا في أن تجبر هذه الخطوة الرئيس السوري بشار الأسد على تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق الانتقال السياسي وان تسهم في تسريع وتيرة العملية السياسية التي تستند إلى إعلان جنيف 1.

واذ نفى رئيس الدبلوماسية الروسية ما يتردد في سوق النفط عن "صفقة كبرى" تتعلق بسياسة النفط السعودية والسياسة الخارجية لروسيا ، قالت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان روسيا بانسحابها من "المستنقع السوري"حققت ثلاثة اهداف رئيسية سياسية ومالية واقتصادية ،فثبتت موقعها كشريك اساسي مع الولايات المتحدة في حل ازمات المنطقة، وفتحت كوة في جدار التأزم مع السعودية يفترض ان تترجم بزيارة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز او لولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان الى موسكو كانت مقررة سابقا وجُمدت بفعل تأزم العلاقات على خلفية الملف السوري، كما حجزت موطئ قدم لبدء ازالة الفتور مع دول اوروبا الناجم عن ازمة اوكرانيا تمهيدا لازالة العقوبات الاوروبية المفروضة عليها.

روحاني الى السعودية: ومفاعيل العزم الدولي على انهاء مرحلة الصراع الدموي في المنطقة ، تبدو ستنسحب على القوى الاقليمية، ذلك ان معلومات خاصة بـ"المركزية" افادت بأن الرئيس الايراني حسن روحاني سيزور المملكة العربية السعودية على رأس وفد في النصف الاول من شهر نيسان المقبل لاعادة ترتيب العلاقات ومحاولة الالتقاء على نقاط مشتركة حول شؤون المنطقة ، علما ان روحاني كان اشار في وقت سابق الى ان وفدا ايرانيا رفيع المستوى سيزور المملكة.

"التعمية على العودة": واذا كانت ملفات الداخل لا تنفصل عن الملفات الاقليمية، فإن مصادر سياسية في فريق 14 آذار اعربت عن قلقها من امكان انعكاس التطورات المتسارعة سلبا على الوضع اللبناني، من زاوية استخدام بعض الاطراف وتحديدا تلك التي لا تصب التسويات السياسية للازمة السورية في مصلحتها ،الساحة الداخلية مجددا، لمحاولة قلب الاوراق وتعزيز مواقعها بالتعمية على اخفاقاتها، بحيث يكون الوضع الداخلي اللبناني مشرعاً على احتمالات لاهتزازات امنية، سواء عبر اللعب على الوتر الحدودي الجنوبي لافتعال مشكلة مع اسرائيل تشيح الانظار عن تداعيات "العودة الى الداخل"، او الشرقي في مواجهة "داعش" تحت شعار مكافحة وضرب الارهاب المتربص بلبنان.

الحوار: وسط هذه الاجواء، وبعد هدوء عاصفة التصعيد المحلي على خلفية الاجراءات الخليجية يعود المتحاورون من فريقي حزب الله وتيار المستقبل الى عين التينة مساء لجولة جديدة تحمل الرقم 26 بنصاب كامل بعد جولة "مبتورة" عقدت أخيرا،وسيبحث المتحاورون في جدول اعمال ينحصر ببندين تقليديين: تنفيس الاحتقان المذهبي، وايجاد حلّ لازمة رئاسة الجمهورية اضافة الى بنود طارئة،من خارج جدول الاعمال كما قال عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر لـ "المركزية"، تتمثل بـ "الاجراءات الخليجية والعربية الاخيرة في حق "حزب الله" ، نسبة لتأثيرها البالغ على الوضع الداخلي،والقرار الروسي بالانسحاب التدريجي من سوريا.

الإنترنت غير الشرعي: من جهة أخرى، وفي انتظار نتائج الاجتماعات التي تعقد لازالة آخر العراقيل في ملف النفايات حيث يعقد الرئيس تمام سلام اجتماعاً مساء مع النائب آغوب بقرادونيان يتوقّع ان يحسم الجدل في شأن اعادة فتح مطمر برج حمّود امام شاحنات النفايات، بعد اجتماع للجنة المركزية لحزب "الطاشناق" ستتخذ خلاله الموقف النهائي، فيما لم تتوضح بعد كيفية حل اشكالية رفض فتح مطمر الكوستابرافا،استحوذ ملف الانترنت غير الشرعي على الاهتمام المحلي، فعقد وزير الإتصالات بطرس حرب مؤتمرا صحافيا اعلن خلاله أن "الوزارة لا يمكن أن تقبل بلفلفة ملف المحطات الدولية للإنترنت المخالفة للقانون، أو بتغطية أحد"، مؤكداً أنه سيلاحق هذا الملف قضائياً وأمنياً ودولياً "لقمع أي مخالفة للقوانين، ولحماية مرفق الإتصالات العام من أي اعتداء حالي أو مستقبلي، لأن الأمر مرتبط بأمننا القومي وبسيادة لبنان وأمن كل اللبنانيين، ولا مجال للمساومة حول أي منها". وقال "كشفنا الجريمة وصادرنا أدواتها، ونحن مستمرّون في متابعة امتداداتها إن وُجدّت، ووضعنا الوقائع بتفاصيلها في يد القضاء والأجهزة الأمنية والمسؤولين الرسميين، ولن نقبل بأقل من تطبيق القانون في حق المرتكبين والمخالفين، وإنزال أشدّ العقوبات بهم وبمن يحميهم". وقال "اكتشفنا أن بعض مرتكبي هذه الجرائم سبق أن كانوا متورّطين في العام 2009 و2010 في فضيحة "محطة الباروك" المتعاملة مع إسرائيل، وصدرت في حقهم أحكام وعقوبات عن المحكمة العسكرية، لكن المستغرب أن هؤلاء الأشخاص استطاعوا معاودة نشاطاتهم المخالفة للقانون من دون أي خوف أو أي قلق من ملاحقة الدولة لهم".

ادعاء خليل: من جهته، اتخذ وزير المال علي حسن خليل صفة الإدّعاء "في حق كل من يظهره التحقيق فاعلاً ومتدخلاً في الجرائم المتعلقة بسرقة الإنترنت"، وطلب التحقيق في هذا الشأن "سواءً في حق أي شخص طبيعي أو معنوي يشارك أو يساهم في هذا الأمر، وإعلامه بالنتيجة لاتخاذ الإجراءات في حق المخالفين لتكليفهم بالغرامات والتعويضات والضرائب المتوجبة على قيامهم بهذا العمل".

والمجلس يضع يده: بدوره اجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله الذي اطلعه على "فضيحة" الانترنت وما حققته لجنة الاعلام التي ستجتمع الاثنين المقبل للوصول الى كشف كل الملابسات المتعلقة بهذه القضية وحماية أمن اللبنانيين ومالية الدولة التي تعرضت لاعتداء من هذه الشبكات".واكد ان المجلس النيابي وضع يده على القضية من الزاوية الرقابية.

 

سلام ترأس اجتماع لجنة خلية الازمة المكلفة بملف النازحين

الأربعاء 16 آذار 2016 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عصر اليوم في السراي الكبير، اجتماعا للجنة خلية الأزمة الوزارية المكلفة بملف النازحين السوريين، في حضور وزراء: الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والشؤون الاجتماعية رشيد درباس، وتناول البحث ملف النازحين السوريين في لبنان.

 

بري: إما أن نلغي الطائفية السياسية أو نعتمد نظاما نسبيا إصلاحيا

الأربعاء 16 آذار 2016 /وطنية - نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقاء الاربعاء اليوم أن "البلد في مرحلة حساسة، فإما أن نلغي الطائفية السياسية وإما أن نعتمد نظاما نسبيا إصلاحيا يساعد على الاستقرار السياسي". وقال: "إنني في انتظار تسلم تقرير اللجنة النيابية التي كلفت درس قانون الانتخابات النيابية، وسأطرح هذا التقرير على طاولة الحوار ليتحمل كل مسؤوليته. ولن نقبل بأن يستمر هذا الوضع المتردي لعمل مؤسسات الدولة، واننا جادون في إعادة تفعيل عمل المجلس النيابي، وهذا الموضوع سيكون على رأس جدول أعمال طاولة الحوار في الجلسة المقبلة". وشدد بري من جهة أخرى على ضرورة متابعة فضيحة الانترنت "التي لا تقف عند حدود الخسائر المادية للدولة التي تتجاوز النصف مليار دولار، بل تمس سيادة لبنان وأمنه، خصوصا لجهة وجود شركات اسرائيلية على خط هذا الاعتداء الخطير على لبنان واللبنانيين". وكان بري التقى في إطار لقاء الأربعاء النواب: أيوب حميد، هاني قبيسي، حسن فضل الله، الوليد سكرية، علي خريس، قاسم هاشم، ميشال موسى، ياسين جابر، علي عمار، زياد أسود، نوار الساحلي، اميل رحمة، ايلي عون، مروان فارس، عبد اللطيف الزين، علي المقداد، وعلي فياض.

فضل الله

ثم اجتمع بري لبعض الوقت مع رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله الذي قال بعد اللقاء: "أطلعت دولة الرئيس على ما يعرف بفضيحة الانترنت أو شبكة الانترنت غير الشرعي وما حققته لجنة الاعلام التي ستجتمع يوم الاثنين المقبل للوصول الى كشف كل الملابسات المتعلقة بهذه القضية وحماية أمن اللبنانيين ومالية الدولة التي تعرضت لاعتداء من هذه الشبكات". أضاف: "الرئيس بري يتابع الموضوع وحجم الإهدار المالي الذي تعرضت له مالية الدولة، ونحن أمام قضية أكبر مما يتوقع لأننا أمام محاولة إقامة بنية تحتية للانترنت موازية لبنية الدولة". وأوضح أن "اللجنة دعت وزارة المال الى الاجتماع يوم الاثنين، وكذلك الاتصالات والداخلية والدفاع، إضافة الى الأجهزة المالية والقضائية، وان المجلس سيقوم بمهمته الرقابية كاملة". ثم اجتمع بري مع وزير الصناعة حسين الحاج حسن والنائب علي فياض والنائب السابق أمين شري، وجرى البحث في الانتخابات البلدية.

 

شيعة مستقلون لبنانيون: لحماية الوحدة وتأكيد الانتماء العربي

الأربعاء 16 آذار 2016 /وطنية - دعا بيان لشخصيات شيعية، تحت عنوان "لبنانيون شيعة متضامنون مع نظام مصالحهم الوطني والعربي"، موقع من كل من: غالب ياغي، مصطفى فحص، مالك مروة، سعود المولى، نديم قطيش، هدى الحسيني، بادية فحص، الشيخ عباس الجوهري، محمد بركات، علي الأمين، وناشطين، "جميع أبناء الوطن من كل المذاهب والطوائف إلى التضامن من أجل حماية الوحدة الوطنية وتأكيد الانتماء العربي". وقال: "نحن الشيعة المستقلين اللبنانيين نعلن البراء من كل حس مذهبي يريد إلحاقنا بمشاريع إقليمية على حساب نظام المصالح الوطني أو العربي، ونؤكد أن الشراكة في الوطن لا تقوم بالإكراه ولا بالكيدية السياسية".وأكد أن "الشيعة في لبنان ما كانوا يوما إلا مع العروبة ومع المصلحة العربية العليا. والواقعية السياسية والحضارية تقتضي منهم اليوم أكثر من أي وقت مضى، الحفاظ على مكونات الوحدة الاجتماعية اللبنانية واستقرارها في دول الخليج. ونستنكر التصور الذي يقول إن الدفاع عن الشيعة هو بخرق التضامن العربي، لأن الدفاع عن أي فئة لبنانية، مهما كان انتماؤها، لا يكون إلا بالتكافل والتضامن مع مكونات لبنان كلها. والشيعة أساس في هذه المكونات، وندرك أن نهضة العالم العربي لا تقوم على مفاهيم الفئوية والأقلوية إنما على أساس المواطنية والحرية وحماية التنوع". ودان "استخدام تمثيل المذهب الشيعي لخطف القرار اللبناني"، محذرا من "التمادي في استثمار هذا الحس المذهبي لاستجلاب اللهيب السوري والمنطق الدواعشي إلى داخل البيت اللبناني". وشدد على التمسك "بالبعدين الوطني والعربي، لاعتبارهما منهجا سار عليه علماؤنا من العلامة عبد الحسين شرف الدين والسيد محسن الأمين إلى السيد موسى الصدر، وليس آخرهم الشيخ محمد مهدي شمس الدين، في ترسيخ الكيانية اللبنانية والانتماء العربي".

 

جعجع استقبل وفدا من رؤساء اتحاد بلديات المتن الجنوبي

الأربعاء 16 آذار 2016/وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، وفد رؤساء اتحاد بلديات المتن الجنوبي ضم: رؤساء بلديات الشياح ادمون غاريوس، فرن الشباك ريمون سمعان والحازمية جان الأسمر، في حضور منسق "القوات" في المتن الجنوبي جوزيف ابو جودة.

وعرض المجتمعون الأوضاع السياسية العامة، فضلا عن شؤون وشجون إنمائية. وعلى الأثر، وضع غاريوس اللقاء في إطار التشاور مع جعجع "في الأمور الراهنة، لا سيما في الانتخابات البلدية المرتقبة من أجل التنسيق بهدف التوصل الى إنتاجية في عمل المجالس البلدية ضمن التحالفات ووحدة الصف، التي ننادي بها جميعنا ونطبقها في الأساس".

 

فارس سعيد للعربية.نت: هذه حقيقة خلافات تحالف "14 آذار"

بيروت - حسن فحص/العربية/16 آذار/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/16/%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%AA-%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%AA/

عندما تولى مسؤولية منسق الأمانة العامة لتحالف قوى 14 آذار عام 2005 في لبنان، كانت الطموحات لا تقف عند إعادة بناء الدولة اللبنانية واستعادة مؤسساتها من قبضة القوى التي تسعى للسيطرة عليها، واليوم وبعد مرور عقد وسنة على عمر اللحظة التاريخية التي أسست لتشكل هذا التحالف بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري والزخم الشعبي، الذي حظيت به والذي رفع الصوت مطالبا بخروج الجيش السوري من لبنان وإنقاذ لبنان من النظام الأمني المشترك الذي حكمه وتحكم به، ها هو اليوم يواجه عواصف التشرذم بين قوى هذا التحالف وحيدا، يرفض أن يلعب دوراً ترميمياً بين مكوناتها، على الرغم من كل محاولاته لتقريب وجهات النظر والحد من تداعيات الخلافات بين أبزر أقطاب هذا التحالف، لكنه أعلن صراحة للعربية.نت التي حاورته حول ما آلت إليه أوضاع هذا التحالف في الذكرى الحادية عشرة لتأسيسه بأنه يستقيل من دور المرمم ويعلن استعداده للعب دور مع الآخرين في إنقاذ لبنان من الانهيار.

• ما بين 14 آذار 2005 و14 آذار 2016، اختلف المشهد، ما الذي حصل؟

الذي حصل أنه في عام 2005 كنا في أوضح وأجمل صور الوحدة الداخلية، في 2016 نحن في أسوء صور الاستقطاب المذهبي والطائفي في لبنان

• لماذا وصلت قوى 14 آذار إلى هذه الأزمة التي يمكن القول إن الآخر أوصلها إليها، وهي الذهاب إلى الاستقطاب الطائفي؟

لأنه منذ لحظة 2005، كان هناك حزب يتفرد بكلامه الطائفي والمذهبي على حساب الكلام الوطني الذي رفعته قوى 14 آذار، صمدت هذه القوى بوجه هذه المحاولة من قبل حزب الله من خلال استخدام وسائل عديدة. فمن لحظة 2005 اعتبرنا أن خروج الجيش السوري من لبنان قد يشكل "قلقا" لدى هذا الحزب فذهبنا إليه، وتكلمنا معه وقلنا بأننا نريد تبريد العلاقات معه واستمرار المواجهات مع النظام السوري، وكانت هذه هي خلفية التحالف الرباعي الذي دفعنا ثمنه جميعاً على قاعدة محاولة "لبننة" هذا الحزب. وقمنا بمقايضة معه مقابل ان يقوم بالافراج عن استحقاق الانتخابات البرلمانية ونعطيه (اي هذا الحزب) امكانية العودة إلى السلطة من الباب العريض.

أخذ هذا المكسب (حزب الله) ودخل إلى حكومة فؤاد السنيورة ومن ثم ارتد على الوحدة الداخلية التي شكلتها 14 آذار. واستمر الأمر على هذا المنوال، خلال 11 عاما، كل مرة كان يشكل (الحزب) حالة من الضغط المعنوي أو العسكري أو الأمني أو السياسي على لبنان، كانت تحالف 14 آذار يرضخ أمام هذا الضغط ويقوم بعملية مقايضة، يعطي على قاعدة السيادة من أجل أن يحصل على استقرار، أعطينا في السيادة ولم نحصل على الاستقرار.

حزب الله وضع يده على الجمهورية

• هنا ألا تتحمل قوى 14 آذار مسؤولية التراجع أمام هذه الضغوط، فهي طالبت بالخروج السوري بتأييد دولي لهذا المطلب وحققته، لكن على المستوى الداخلي اللبناني ألم يكن الصمود أمام ضغوط حزب الله سيجبره على التراجع؟

لا شك، لكن هناك هاجسا سنيا – شيعيا في البلد، وأنا أفهمه تماماً، هناك محاولة للقول بأن هذا الاصطدام السني – الشيعي إذا حصل – وهذا كلام حق - سينهار البلد على الجميع وسيدخل لبنان مجدداً في عملية تجديد الحرب الأهلية. وبالتالي هذا الفريق وتحديدا الفريق السني يقول للحزب (حزب الله) كما قال غيره سابقا مع منظمة التحرير (الفلسطينية) عام 1969 ومن ثم مع السلاح السوري "خذ في السيادة وعطي في الاستقرار"، وبالتالي يعطي السلطة للحزب مقابل تبريد الأجواء السنية الشيعية.

وهناك فريق مسيحي لسوء الحظ، يدخل في مقايضة مع حزب الله على قاعدة الحصول على كراسي ومقاعد مقابل السلطة لحزب الله، وبالتالي في العام 2016 يبدو المشهد أن الجمهورية اللبنانية وليس 14 آذار فقط، سلمت نفسها إلى القرار الذي يمتلكه حزب الله حتى حدود أن ليس هناك من حد فاصل بين الجمهورية اللبنانية وحزب الله، أي أن هذا الحزب يضع يده بالكامل على دوائر القرار داخل الجمهورية اللبنانية. وزراء هذه الحكومة، أكانوا وزراء 8 أو 14 آذار، يقومون ببعض الأعمال أو ببعض التصريحات أو ببعض المواقف التي تصب في خانة حزب الله تحت عنوان الاستقرار والسلم الاهلي في لبنان. الحزب يضع يده على دوائر القرار الكبيرة في داخل الجمهورية اللبنانية، وبالتالي الوضع وصل إلى حد أن هناك حالة من شبه الاستسلام الوطني اللبناني لقدرة حزب الله على ان تكون سطلته تفوق سلطة الدولة اللبنانية.

مربعات الممانعة أو المقاومة السياسية لهذا النفوذ أصبحت ضعيفة، وقد اطلقت بالأمس كلاما بهذا الاتجاه، وجهته أولا لقوى 14 آذار، لأنها لا تزال موجودة شعبيا وهي قادرة على الاستنهاض في حال قررت قياداتها هذا الاستنهاض، إنما خارج 14 آذار هناك شرائح واسعة من اللبنانيين الذين لا يريدون بأي شكل من الأشكال أن يكون القرار اللبناني في يد حزب الله.

الخوف من حرب سنية شيعية

• لا خلاف أن الجمهور اللبناني المطالب بالدولة وعودة المؤسسات لا يرضى أن يكون القرار في يد حزب الله، ولكن كيف يمكن استنهاض القوى التي تشكلت منها 14 آذار بعد عودتها إلى مربعاتها الطائفية؟

تكلمنا عن الأسباب الداخلية التي أدت إلى الخروج من المساحة الوطنية إلى المربعات الطائفية، إنما هناك أسباب خارجية شجعت هذا الموضوع، الأحداث السورية وانعكاساتها على لبنان وقراءة الطوائف كل على حدة للأحداث السورية. فهناك من يقرأ "فدرالية في سوريا" وهناك من يقرأ "تقسيم في سوريا"، وهناك من يقرأ "حرب سنية شيعية " في سوريا وهو يخاف أن تنتقل إلى لبنان، وبالتالي الأسباب الموضوعية التي أدت إلى ذهاب اللبنانيين إلى مربعاتهم الطائفية متعددة. فهناك أسباب لها علاقة بسوء الادارة ولها علاقة أيضاً بالوضع الداخلي اللبناني وبقدرة حزب الله ونفوذه، إنما عدم الكلام عن الأسباب الخارجية التي شجعت اللبنانيين على العودة إلى المربعات الطائفية فيه شيء من التبسيط. فعندما اندلعت الثورة السورية حصل الفرز أيضا بين 14 و8. فـ14 كانت داعمة بكل تلاوينها للثورة السورية، حيث وقف سمير جعجع عام 2012 في البيال وربط المقاومة في عين الرمانة مع جسر الشغور، عندما تعسكرت الثورة في سوريا وتعثرت وانتقلت من مرحلة الثورة المدنية السلمية الديمقراطية إلى حرب أهلية، هذا الانتقال شكل حالة من الخوف لدى الطوائف في لبنان، وأدى إلى دفع كل طائفة بأنه يجب عليها ان تأخذ على عاتقها تدبير طائفي ما بمعزل عن التدبير العام في لبنان.

• هذا في العام وفي المؤثرات التي أدت إلى ما وصلنا اليه، لكن في المباشر، شكلت أزمة الشغور الرئاسي الشعرة التي قصمت ظهر البعير؟

لكنها تبقى نتيجة، الخلافات أو إذا أردت التباين في النظرة حول الأحداث الداخلية والاقليمية ليس جديداً وبدأت منذ زمن. فعلى الرغم من أنه في موضوع الخيارات مع سمير جعجع على سبيل المثال لا يوجد أي مشكل، مثل اتفاق الطائف أو الخيار العربي أو الثورة السورية، هذه ثوابت وهذه خيارات على تفاهم مع سمير جعجع حولها، لكن تختلف معه على إدارة الشأن الداخلي في 14 آذار والخارجي في لبنان وموضوع الحصص، لكن الخلافات حول نظرة كل 14 آذار للأحداث الاقليمية والدولية هي كبيرة وسبقت موضوع رئاسة الجمهورية.

فمقاربة رئاسة الجمهورية لدى الطرف المسيحي، من 8 و14 آذار بدأت منذ سنتين، فهم ذهبوا إلى خيار أن هذا الموضوع من اختصاص المسيحيين، وقالوا إنهم سيجتمعون ويقررون وتحدثوا عن دفتر شروط لوضع مواصفات للرئيس القوي وبعد التوصل إلى القرار نرسل النتيجة عبر "الليبون بوست" إلى المسلمين حتى ينفذوا قرارنا، وهذا كان خطأ ارتكبه زعماء مسيحيون في 14 آذار. قابله خطأ آخر قام به زعماء مسلمون في 14 آذار، الذين قالوا إنهم وخلال فترة الانتظار هذه، سنقوم بتشكيل حكومة مصلحة وطنية وسنمدد لمجلس النواب وأنتم أيها المسيحيون خذوا الوقت الذي تريدونه للاتفاق على الرئيس القوي وعندما تتفقوا قولوا لنا.

وعندما يتقدم أحد الأطراف، كما فعل سعد الحريري مثلاً على طرح اسم سليمان فرنجية للرئاسة، وهو قرار يرتبط بقراءة لا علاقة لها بالوضع الداخلي اللبناني، وربما كان مرتبطا بقراءة لها علاقة بالوضع السوري والمرحلة الانتقالية التي تفرض نفسها في سوريا وكيف يمكن أن نواكب هذه المرحلة الانتقالية من خلال بناء الدولة، هل حزب الله بحاجة إلى ضمانات معينة من قبل الدولة؟ هل الولايات المتحدة بعد الاتفاق مع إيران ستتسامح مع حزب الله من خلال انشاء دولة صديقة "على مستوى رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش" حتى يعود حزب الله من سوريا إلى جانب احتضان من قبل دولة صديقة، كل هذه الأمور تشعبت وتداخلت مع بعضها البعض وأدت إلى أن وصلنا إلى مرحلة عدم وجود قراءة سياسية واحدة في 14 آذار.

تحالف الأقليات والحرب الباردة

• الكتلة الأكبر المسيحية داخل 14 آذار- أي القوات اللبنانية - ذهبت إلى التحالف مع التيار الوطني الحر، وفي خلفية أي مسوغ قدمته القوات لهذا التحالف هناك مؤشرات على هاجس حماية الاقليات، لماذا لم تسطع قوى 14 آذار توفير هذه الطمأنينة للأقليات؟

أولا الضمانة الوحيدة لدى اللبنانيين هي الدولة اللبنانية وليس هناك من ضمانات رديفة ولا ضمانات مذهبية ولا ضمانات طائفية، وليس هناك ضمانة شيعية لخوف الشيعة في مواجهة الغالبية السنية، كما يدعي حزب الله. وليس هناك ضمانة سنية تدعي بأنها ستحارب الارهاب أو التطرف بداخلها من خلال موقعها السني، كما ليس هناك من ضمانة مسيحية لمستقبل المسيحيين. الضمانة الوحيدة هي ضمانة وطنية، ولقد علمتنا تجربة الحرب الأهلية في لبنان وما بعد الحرب الأهلية إنه إذا انكسرت الوحدة الداخلية الإسلامية المسيحية، سينسحب التشرذم إلى داخل كل طائفة حتى لو شكلت هذه الطوائف مرجعيات سياسية لها.

ما يحكى عن الأقليات في المنطقة هو كلام جديد، بدأ مع أحداث المنطقة والأحداث السورية، بدأنا نتكلم عن الإيزيديين والعلويين والدروز والمسيحيين والشيعة، وهناك من يعرض على المسيحيين إقامة "تحالف الأقليات".

تحالف الأقليات هو عرض يدخل هذه الأقليات أولا في حرب باردة مع بعضها البعض حتى تتحول في وقت من الأوقات إلى حروب ساخنة، وثانيا تعرضهم أيضا إلى مواجهة الغالبية السنية في المنطقة. وهناك من ذهب بعيدا. ففي صيف سنة 2014 ذهبت 7 كنائس مع البطاركة إلى واشنطن للبحث مع الولايات المتحدة حول إمكانية حماية الأقليات من خلال إرسال قواعد عسكرية لحماية المسيحيين في نينوى أو المسيحيين في مكان آخر.

نحن من مدرسة تؤمن بأن حماية اللبنانيين هي حماية الدولة اللبنانية وليس هناك من حمايات أخرى، 14 آذار حملت مشروع العبور إلى الدولة وليس حماية المسيحيين أو الدروز أو السنة، لأننا ندرك ونعرف بالتجربة اللبنانية بأن ليس هناك من حمايات طائفية، لسببين، الأول بأنه إذا ادعى حزب أو حزبين بحماية طائفة عندما يربح يربح لوحدة، إنما إذا خسر تخسر الطائفة معه. وثانياً عندما يدعي بأنه يحمي هذه الطائفة فإنه يدخل هذه الطائفة فوراً في حرب باردة مع الطوائف الأخرى.

ثوابت 14 آذار

• ما هي آلية الخروج وما هي المبادرة المطلوبة؟

العودة إلى ثوابت 14 آذار

1 – التأكيد على أن الوحدة الداخلية هي المرادف الموضوعي للسيادة والاستقلال وإذا انكسرت تنسحب على جميع الطوائف، وبالتالي حث الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري وكل أطراف 14 آذار لتغليب الأولوية الوطنية على الخصوصيات المذهبية مهما كانت محقة، فأنا لا أقول إنه ليس هناك حق للرئيس سعد الحريري بأن يتكلم مع وليد جنبلاط ونبيه بري من أجل تبريد الأجواء السنية الشيعية، فهذا حق ونحن نطالب به. أنا لا أقول إنه ليس هناك هواجس مسيحية على سمير جعجع أن يبحثها، فتغليب الأولوية الطائفية على الأولوية الوطنية مرفوض.

2- موضوع اتفاق الطائف، إذا كان هناك من يريد الكلام عن مؤتمر تأسيسي في لبنان، نحن علينا أن نتمسك باتفاق الطائف وأن يطبق هذا الاتفاق على قاعدة التوازن وليس على قاعدة موازين القوى، لأن التوازن ينتج استقرارا وموازين القوى رجراجة فيوماً تكون لمصلحة فريق وفي يوم آخر لمصلحة فريق آخر.

3 – الانتساب إلى نظام المصلحة العربية في مواجهة القوى الإقليمية غير العربية التي تريد تحولينا إلى ضاحية سياسية واقتصادية لها.

4 – التمسك بقرارات الشرعية الدولية بدأ بالقرار 1559 و1680 المتعلق برسم الحدود مع سوريا و1757 اي العدالة الدولية والمحكمة والقرار 1701 اي تجريد كل الميليشيات اللبنانية من سلاحها.

اذا عدنا إلى هذه الثوابت وحملتها 14 آذار كقوى سياسية فإننا بذلك ننقذ 14 آذار وننقذ لبنان. اما اذا جزأنا المطالب، بين قانون انتخاب وانتخابات بلدية ومن سيكون نائبا في هذه الدائرة ومن سيكون مديرا عاما فإننا عندها لن ننقذ لا 14 آذار ولا لبنان.

عن الثنائية المسيحية و"العصفورية"

• إذا سلمنا جدلاً بوجود ثنائية شيعية وثنائية درزية إلى حد ما وتعددية سنية، هل تعتقد أن المسيحيين ذاهبون إلى ثنائيات أخرى؟

هم يحاولون تشكيل ثنائية، لكنني أقول إنه إذا دخلت كل الطوائف إلى "العصفورية – مستشفى المجانين" على الموارنة أن لا يدخلوا إلى هذه "العصفورية"، أي عليهم أن يحافظوا على عقلهم وعلى إيمانهم بهذا البلد وإيمانهم بالعيش المشترك لأنهم هم والمسلمين تاريخهم واحد وحاضرهم واحد ومستقبلهم واحد. وبالتالي نحن مسؤولون عن بعضنا البعض أمام الله وامام التاريخ. وإذا ظن الموارنة أنهم من خلال تشكيل مرجعيات سياسية، خاصة بهم مثل الآخرين على قاعدة التماثل السياسي، أي عشيرة مقابل عشيرة ومرجعية مقابل مرجعية، فهذه أقصر طريق للدخول في حرب باردة مع الآخرين قد تتطور في أي لحظة إلى حرب ساخنة ونحن من جيل عرفنا السيارات المفخخة والقتل على الهوية قبل غيرنا. وربما كموارنة قد دخلنا في عملية تنقية ذاكرة قبل غيرنا عندما قالت الكنيسة المارونية "لقد شهدت الكنيسة المارونية أولادها يَقتلون ويُقتلون ويتقاتلون" لا نريد أن نقتل أو نُقتل أو نتقاتل، ما نريده هو السلم الأهلي من خلال دولة جامعة مبنية على اتفاق الطائف ومرتكزة على العيش المشترك.

هذا الكلام يطرح دور المسيحيين في إنقاذ الآخرين، هل الكتلة المسيحية في لبنان على استعداد أن تلعب دورا إنقاذيا للآخرين وبالتالي للبنان؟

هذا هو دورها التاريخي وأعتقد أن هذه هي أمانتها، الآن علينا اليوم أن لا نطلب الكثير من الذي لا يمتلك شيئا. المسيحيون مثل الطوائف الأخرى، يخافون مما يحصل في المنطقة، ينظرون إلى أحداث المنطقة بعين القلق، علينا أن نطالب النخب المسيحية وليس المسيحيين كطائفة، أقصد بالنخب المسيحية أولا الكنيسة التي تتحمل المسؤولية الغياب الثقافي والاجتماعي والسياسي والوطني عن الساحة وعن المشهد الوطني، وكأنها تهتم فقط بهموم المسيحيين ولا تهتم بهموم لبنان، في حين يقال في لبنان بأن "مجد لبنان أعطي له" أي لم يعط له مجد الموارنة ولم يعط مجد المسيحيين، لقد أعطي لبكركي وللبطرك الماروني مجد لبنان حتى يكون مؤتمنا كما كان أسلافه على التركيبة اللبنانية والعيش المشترك في لبنان وما نشهده وشهدنا هو العكس، من خلال محاولة ترتيب البيت الداخلي الماروني الماروني، نظراً للانقسامات التي كانت موجودة بدلاً من التوجه إلى اللبنانيين بالدور الذي يجب أن يكون، والدور هو أن على الموارنة وعلى المسيحيين بشكل عام أن يمنعوا الحرب السنية الشيعية. كيف وهل هم قادرون؟!، أقول نعم هم قادرون على منع هذه الحرب من خلال إبقاء الضمانة الوحيدة التي هي الدولة اللبنانية.

كلام لأول مرة!

بصراحة هل انتهت 14 آذار، وهل من الممكن التفريق بين الأمانة العامة وبين قوى 14 آذار؟

أنا واضح وسأقول هذا الكلام لأول مرة في الاعلام معك، أنا لست متحمساً لأن ألعب دورا تلفيقياً تنسيقياً بالمسكنات والترميم داخل 14 آذار وبهذا المعنى أنا مستقيل من هذا الدور، أما الدور الوطني الذي هو الائتمان على الوحدة الداخلية لـ 14 آذار بين المسلمين والمسيحيين وعلى الوحدة الداخلية في لبنان بين المسلمين والمسيحيين، على إعادة استنهاض 14 آذار على قاعدة العودة إلى الثوابت التي سبق وذكرتها، نعم أنا سأتحمل مسؤولياتي إلى آخر لحظة. وبالتالي إذا طلب مني أن اقوم بدور ترميمي أرفض، وإذا طلب مني أن أساهم مع آخرين في اعادة استنقاذ 14 آذار الوطنية السياسية فأنا على أتم الجهوزية لتحمل المسؤولية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

اجراءت الخليج وقرار روسيا طبقان رئيسيان على طاولة الثنائي

الجسـر: نســأل رأي "حـزب الله" وقراءتـه للمســألتين

المركزية- على وقع القرار الروسي "المُفاجئ" ببدء الانسحاب التدريجي من الميدان السوري بعد 5 اشهر على "عاصفة السوخوي" التي قلبت موازين القوى على الارض لمصلحة النظام السوري، وفي ظل انخفاض وتيرة الحركة السياسية الداخلية وانتظار النهاية السعيدة لأزمة النفايات ببدء العد العكسي لازالة جبال القمامة من الشوارع، وعلى مسافة اسبوع من الجلسة السابعة والثلاثين لانتخاب رئيس الجمهورية التي يتوقع ان يكون مصيرها كسابقاتها، يعقد "تيار المستقبل" و"حزب الله" حوارهما الثنائي مساء في عين التينة في جولة تحمل الرقم 26 في حضور كامل لممثلي الحزب والتيار للبحث في جدول اعمال ينحصر ببندين تقليديين: تنفيس الاحتقان المذهبي، وايجاد حلّ لأزمة رئاسة الجمهورية. الظروف السياسية تفرض على المتحاورين مناقشة بنود طارئة، خارج جدول الاعمال كما يؤكد عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر لـ "المركزية"، مشيراً الى ان "الاجراءات الخليجية والعربية الاخيرة في حق "حزب الله" ستكون حاضرة على الطاولة، كونها تؤثّر على البلد، كما ان القرار الروسي بالانسحاب التدريجي من سوريا لن يغيب عن الجلسة". وفي السياق، اعتبر الجسر ان "القرار الروسي "المُفاجئ" تجب دراسته بتأنٍ لانه غامض، لكنه جزم بتأثيره على مسار الازمة السورية والمفاوضات التي انطلقت في جنيف"، مشيراً الى "تأثير هذا القرار على الواقع اللبناني، خصوصاً اذا فشلت الهدنة العسكرية في سوريا". واوضح اننا "سنسأل ممثلي "حزب الله" في الحوار عن قراءتهم للقرار الروسي". واستبعد الجسر "طرح مسألة تشريع الضرورة انطلاقاً من اصرار الرئيس نبيه بري على تفعيل المجلس النيابي بالتزامن مع انطلاق العقد العادي للتشريع الاسبوع المقبل، فهذا الموضوع بحسب الجسر سيُطرح على طاولة الحوار الشامل في جلسته السابعة عشرة في 30 الجاري كما سبق واعلن رئيس المجلس".

 

موقوفان سوريان مثلا جريمة قتل الكويتيين في الكحالة قاضي التحقيق وقنصل الكويت: دوافعها السرقة وليست سياسية

الأربعاء 16 آذار 2016 /وطنية - عاليه - مثل الموقوفان السوريان عمار احمد رجب، مواليد 1975، وسمير وحيد مصطفى، مواليد 1977، جريمة قتل المواطنين الكويتيين حسين احمد نصار ونبيل غريب، في البناء الذي اشترياه أخيرا على الطريق العام في الكحالة والتابع عقاريا لبلدة عاريا، في حضور قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان رامي العبدالله والمحامي الاستئنافي في جبل لبنان سامر ريشا والقنصل الكويتي في بيروت محمد الوقيان ورئيس بلدية عاريا بيار بجاني وممثلي أجهزة أمنية. وقال الموقوف عمار احمد رجب الذي يعمل ناطورا في المبنى: "خططت لعملية القتل بالاشتراك مع سمير مصطفى فجر الثلثاء قبل حصول الجريمة. وقد حضرت الى المبنى ونزلت الى غرفتيهما وكانا نائمين ولم أنفذ الجريمة فقلت لسمير أن يذهب، وأتينا فجر الاربعاء حيث وضعت سمير على التتخيتة وقد دخلت من الباب الرئيسي لان المفاتيح في حوزتي، أولا ايقظت سمير ونزلت ورأيتهما نائمين فاستدعيته لمساعدتي، وحصلت على آلة الجريمة وهي مطرقة تزن نحو كيلوغرامين وهي موجودة في المبنى. اولا قطعت الكهرباء ثم نزلنا الى غرفتيهما فدخلت انا الى الغرفة الاولى وانتظرني سمير خارجا وكان المغدور حسين نصار يضع ماكينة اوكسجين على وجهه وضربته ضربة واحدة بالمطرقة واعتقدت أنه فارق الحياة فخرجت من الغرفة وبعد قليل عدت فرأيته جالسا على الكرسي والدماء تسيل على وجهه، فطلبت من سمير ان ينتظر عند الباب واذا تحرك المغدور أضربه، ودخل عمار الى الغرفة الثانية حيث المغدور نبيل غريب وكان نائما فضربته ثلاث ضربات، بعدها عدت الى غرفة ابو يوسف وقد عاد الى النوم وضربته ضربتين بالمطرقة واخدنا الهواتف ومحفظة النقود والتي تبين ان في داخلها 350 دولارا اميركيا وأعطيت المسروقات الى سمير واخرجت المطرقة من الغرفة، وجلست انا وسمير على الدرج وقمنا بتدخين سيجارة". وقال الموقوف سمير مصطفى: "عمار اعطاني المسروقات وجلسنا في الطبقة العلوية وتقاسمنا المسروقات. وقال لي عمار انت اذهب الى بيروت وذهبت بواسطة فان وبعدها لحق بي الى هناك. ورجع عمار الى منزله، وفي اليوم الثاني قصد مكان الجريمة لاخفاء الجثتين عبر طمرهما في حديقة المبنى، وكان هدفي اخفاء الجريمة ليقول الاعلام انهما خطفا. بعد الجريمة، حفرت حفرة صغيرة ولم أكمل لأن الاسئلة عن المغدورين بدأت تكثر وانتشر خبر الجريمة".

واكد انه "قام وسمير بالجريمة بهدف السرقة ولا يوجد أي سبب او هدف آخر غير السرقة".

العبدالله

بعد ذلك ، اكد القاضي العبدالله ان "دافع الجريمة هو غير سياسي انما بهدف السرقة وان الجريمة لم يستغرق كشفها اكثر من 48 ساعة وان التحقيق سري. المهم اننا توصلنا بأقصى سرعة الى كشف الجريمة والفاعلين".

قنصل الكويت

من جهته، قال القنصل الكويتي: "بدعوة من قاضي التحقيق الأخ رامي العبدالله جئنا اليوم لمشاهدة تمثيل الجريمة النكراء التي حصلت في حق المواطنين الكويتيين نبيل غريب وحسين نصار، وتم التأكد ان جريمة القتل كانت بدواعي السرقة ومالية وليس لها أي علاقة سياسية. نشكر شعبة المعلومات على السرعة في كشف الجريمة والقبض على الجناة، وكلنا ثقة في سفارة الكويت بأن يأخذ القانون مجراه وان تأخذ السلطة القضائية في لبنان مجراها في اسرع وقت حتى تقتص من الفاعلين من اجل ذوي المتوفين، وأجدد رسالة التعازي لذوي المتوفين الكويتيين وأسرهم في الكويت".

 

خالد ضاهر: لا مجال لانتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية

الأربعاء 16 آذار 2016 /وطنية - رأى النائب خالد ضاهر في حديث لاذاعة "لبنان الحر" ان "التدخل الروسي في سوريا أراد من خلاله فلاديمير بوتين أن يحقق هدفين، حماية الأقلية العلوية، وحماية مصالحه في سوريا، فتدخل ثم انسحب"، معتبرا أن "بشار الأسد تجاوز الخطوط الحمر التي رسمت له من قبل بوتين".

وقال: "التدخل الروسي أمن الساحل السوري من السقوط ودعم النظام قليلا، ولكن روسيا لن تكون خادمة عند الأسد وليست مستعدة للدفع من مالية واقتصاد الشعب الروسي لكي يبقى الأسد. ليس امام بوتين من خيار إلا احترام إرادة الشعب السوري، وبعد مناورات "رعد الشمال" روسيا لن تكون مستعدة لخوض معارك طويلة مع الأمة الاسلامية لكي يبقى الأسد". اضاف: "لا أحد يريد أن يضرب المصالح الروسية في الشرق الأوسط، والدليل الزيارة المقررة للعاهل السعودي لروسيا. بين روسيا والمملكة العربية السعودية مصالح كبرى على صعيد الاقتصاد والتجارة والنفط، وروسيا لن تعزل نفسها مع الدول الاسلامية كرمى لبشار الأسد".

واكد أن "المشروع الايراني في المنطقة لن ينجح أبدا، ولم يعد امام ايران او "حزب الله" سوى الخروج من سوريا إذا أرادا السلام". واعتبر أن "قوى 14 آذار ظنت انه كان بإمكان تطويع "حزب الله" لبنانيا، لكنه اتضح أنه يقدم مصالح سوريا وايران على المصلحة اللبنانية، إضافة إلى انهم يتعاطون مع حزب الله بطريقة تنازلية". واعتبر أن "حزب الله يعتمد سياسة "الضبع"، أي الركض وراء فريسته، فإذا ركضت امامه يلحقها، وإذا تقدمت نحوه هرب منها"، مؤكدا "ان احدا في لبنان لن يقدم للحزب اي تنازلات مقابل عودته إلى لبنان"، معربا عن اعتقاده بأن "العقلية السائدة التي تدير الحزب ستظهر المزيد من التشدد والترهيب والتخويف". واعلن ضاهر "ان لا مجال لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، فالسعودية والدول العربية لن تسمح بأن يكون لبنان محمية ايرانية"، معتبرا ان "عاصفة الحزم لم تعلن لكي يسمح لايران بأن "تعشعش" في العالم العربي وفي لبنان، بل سيطرد الحرس الثوري من لبنان في المرحلة المقبلة". وشدد على "أن السعودية تريد أن يكون لبنان قويا بإرادة أبنائه من خلال رفض الخضوع لمنطق الدويلة، وأن لا تسخر الامكانات الأمنية والسياسية والعسكرية لمصلحة ايران وسوريا في الخارج". ورأى أن "المواجهة من قبل قوى 14 آذار وخصوصا من قبل "تيار المستقبل" ضد "حزب الله" ليست على المستوى المطلوب، باستثناء موقف "القوات اللبنانية" الواضح والثابت بالسياسة والذي يؤكد عدم القبول بتقديم التنازلات عن حقوقنا امام "حزب الله". وردا على سؤال، قال: "أنا والوزير أشرف ريفي و"تيار المستقل" نحمل ادبيات حماية استقلال لبنان وعروبته ورفض الدويلة، لكن الأسلوب يختلف"، مؤيدا "خطوات ريفي بشدة"، ومؤكدا أن "كل شخص له حيثيته في الشمال". واعلن ضاهر "أن تأييده لمبادرة الدكتور سمير جعجع ترشيح العماد عون للرئاسة هو أولا احتراما للرأي العالم المسيحي، وثانيا لإراحة الشارع المسيحي"، مشددا على "ان موقفه هذا ليس موجها ضد الرئيس سعد الحريري، خصوصا انه لم يعد عضوا في كتلة المستقبل وبالتالي له حرية الاختيار". وإذ أيد "وجود اكثرية نيابية تؤيد فرنجية، ولكن لا وجود لأكثرية شعبية أو تمثيلية تؤيده، وهذا الأهم"، داعيا "قوى 14 آذار عموما وتيار المستقبل خصوصا لإجراء نقد ذاتي ومراجعة سياساتهم لوقف التنازلات، لأنه تحت ذريعة المصلحة الوطنية وحماية الاستقرار يقدمون لبنان لـ"حزب الله".

 

غاريوس: فلينتخب عون ميثاقيا ما داموا يعتبرون المجلس شرعياً وخطـاب الجنرال ليس موجها ضد جعجع ولا أحد يسـتطيع إلغاءنا

المركزية- في خطاب ترقبته الأوساط السياسية والاعلامية ، وجه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رسائل شديدة اللهجة إلى فريق 14 آذار الذي كان يطفئ الشمعة الـ 11 لانطلاقته تزامنا مع كلمة عون في عشاء احياء ذكرى حرب التحرير. هذه الصورة انتجت عددا من التساؤلات عن أسباب انتقاد عون الفريق الآخر، خصوصا بعد تفاهم معراب الذي جمع زعيم الرابية، بالقوات اللبنانية وهي أحد المكونات الأساسية في 14 آذار. وفي السياق، أوضح عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ناجي غاريوس عبر "المركزية" أننا "نحن "أصليو 14 آذار" لأننا أعلنا 14 آذار 1989 ضد الاحتلال السوري، فيما سار الآخرون مع السوريين تحت الضغط. ثم إن البرهان على أنهم تايوانيون فعلا هو أنهم بدأوا في الساحات، وصلوا إلى المراكز ووصلوا إلى شاشات التلفزة. إضافة إلى اننا قلنا إن 14 آذار لنا، وهي تحمل معنى مختلفا. فـ 14 آذار تعني السيادة والحرية والاستقلال، بينما هم أخذوا 14 آذار وسرقوا الشعار وتصرفوا بشكل أسوأ مما كان الأمر عليه إبان الوجود السوري". وعما إذا كان خطاب عون موجها ضد جعجع، لفت غاريوس إلى أن "كل ما في الأمر أننا عقدنا اتفاقا مع الدكتور سمير جعجع، فيما كانوا يطالبون باتفاق بين المسيحيين للسير بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. وعندما اتفق المسيحيون، ساروا بالوزير سليمان فرنجية، علما أنه "من عظام الرقبة". ما يجري أنهم ضد 86% من المسيحيين لأنهم لا يريدون بناء الدولة. علما أن رئيس القوات اللبنانية اقتنع (في النهاية) بدعم ترشيح العماد عون وأن "القوة المسيحية الضاربة" هي التي تمثل المسيحيين شرعيا، وكلام الجنرال ليس موجها إليه"، مشددا على أن "أحدا لا يستطيع الغاءنا".

وعن اعتبار المجلس النيابي "غير شرعي"، أشار إلى أننا "نطالب بانتخاب العماد عون رئيسا بطريقة ميثاقية. وإن كانوا يعتبرون أنفسهم شرعيين فلينتخبوا العماد عون ميثاقيا. علما أنهم سبق ورفضوا ذلك وساروا بالوزير فرنجية، فهل يريدون التسبب بخلافنا معه؟".

وعن تداعيات الانسحاب الروسي من سوريا على الانتخابات الرئاسية اللبنانية والحظوظ العونية، اعتبر غاريوس أن "لا علاقة بين الأمرين. هذه قضايا عالمية وكباش بين روسيا والولايات المتحدة. وانا أعتقد أن استمرار التساؤل عن التداعيات الاقليمية على لبنان يأتي من اتكال بعض السياسيين على الخارج".

 

السعودي يحذر: الحوافز المالية... وإلا لا معالجة ونفايات الحازميـة وذوق مكـايل إلى معمل صيدا

المركزية- تتفاعل في مدينة صيدا الخطة الحكومية لحل ازمة النفايات ولا سيما مع ما يتردد عن أن حصة المدينة من النفايات الاضافية لمعالجتها في معمل الفرز في المدينة ستكون نحو اربع مئة طن وهو ما نفاه رئيس بلدية صيدا محمد السعودي عبر "المركزية". واعتبر السعودي أنه رقم مبالغ فيه، كاشفا انه وجه كتابا الى رئيس الحكومة تمام سلام أكد فيه ان بلدية صيدا تستجيب للخطة التي أقرتها الحكومة، واذا لم تحصل على الحوافز المالية، فلن تستقبل طنا واحدا. وأوضح السعودي "أن طاقة معمل معالجة النفايات الاستيعابية في صيدا لا يمكن أن تتعدى الـ 250 طنا إضافية يوميا، إلى جانب ما يتم معالجته راهنا من كمية مماثلة من نفايات صيدا وإتحاد بلديات صيدا الزهراني ومخيمي عين الحلوة والميه وميه". وذكّر أننا سبق وأعلنا أن صيدا ستكون جزءا من الحل الوطني الشامل للنفايات، ولا نزال على موقفنا، ويمكننا أن نساعد إخواننا في بيروت ، ولكننا لن نقبل بأن تستثنى صيدا من الحوافز المالية للإنماء أسوة بباقي البلديات، لأننا، وبدون تأمين هذه الحوافز المالية لن نرضى بإدخال نفايات جديدة، ولا يحلمنّ أحد بإدخال طن واحد من النفايات إلى صيدا. وأشار إلى أن بلدية صيدا كانت إشترطت تأمين مطمر للعوادم مقابل قبولها معالجة كميات إضافية من النفايات من خارج اتحاد صيدا والزهراني ومخيمي عين الحلوة والميه وميه، ولكن إدارة معمل النفايات تمكنت من تحقيق إنجاز كبير وهو صفر عوادم إعتبارا من مطلع هذا العام، وهذا وفر أيضا عناء تأمين مكان كمطمر للعوادم بعدما عجزنا سابقا عن تأمينه لأسباب وظروف معروفة للجميع. وأعرب السعودي عن إحترام مختلف الآراء التي صدرت من الدكتور اسامه سعد والدكتور عبد الرحمن البزري فنحن في بلد ديمقراطي، ولكن وفقا لرأيي الشخصي فإن إستقبال 250 طنا من النفايات ستكون له نتائج إيجابية لصيدا حيث ستستفيد من مشاريع إنمائية نتيجة الحوافز المالية، التي ستساعدنا في تنفيذ مشاريع مخصصة لصيدا ولكنها مجمدة بانتظار التمويل، ومنها ما يتعلق بإنتاج الطاقة الكهربائية لإنارة شوارع المدينة وغيرها من المشاريع الحيوية. يشار إلى أن معمل فرز النفايات في صيدا يعالج يوميا نحو 250 طنا من النفايات وهو يستقبل يوميا نحو 70 طنا من بلديات ذوق مكايل والحازمية.

 

"طلعت ريحتكم" تراقب تنفيذ خطة المطامر وبالمرصاد للفاسدين/بدنا نحاسـب: تحركات متصاعدة للدفاع عن صحة المواطنين

المركزية- لا تزال الطريق امام خطة النفايات التي اقرّتها الحكومة في جلستها "الماراتونية" السبت الفائت غير "مُعبّدة" بانتظار الضوء الاخضر السياسي لفتح مطمري برج حمّود والكوستابرافا. فعلى خط الاوّل، يعقد الرئيس تمام سلام اجتماعاً مساء يضمّ النائب آغوب بقرادونيان يتوقّع ان يحسم الجدل في شأن اعادة فتح مطمر برج حمّود امام شاحنات النفايات، علماً ان بقرادونيان كان اوضح امس بعد اجتماع مع سلام ان "الاجواء ايجابية، وان اللجنة المركزية لحزب "الطاشناق" ستتخذ الموقف النهائي مساء".

اما على خط مطمر الكوستابرافا، فلا تبدو الصورة متشابهة، اذ ان "الرفض" لا يزال سيّد الموقف، وكان قد عبّر عنه صراحة مستشار رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" سليم حمادة لـ "المركزية" امس بان "النائب طلال ارسلان لن يعطي شرعية لهذا المطمر لا من قريب ولا من بعيد".

وبانتظار الضوء الاخضر السياسي الذي يُحدد الساعة الصفر لانطلاق عملية تفكيك جبال النفايات المنشترة في الشوارع منذ اكثر من ثمانية اشهر، كيف ستواكب مجموعات الحراك المدني الخطة اذا ما وُضعت خلال ساعات على سكّة التنفيذ؟ علماً ان حسابات حقل مجموعة "طلعت ريحتكم" التي حاولت صباح الاثنين الفائت اغلاق الطرق الرئيسية المؤدية الى مداخل العاصمة للضغط على الحكومة للتراجع عن خطة المطامر، لم تتطابق مع حسابات بيدر المواطنين الذين علقوا لساعات في زحمة السير والذين ضاقوا ذرعاً بالمشاهد "المُقرفة" للنفايات وسمومها المنتشرة وبحراك لا يُقدّم البديل؟

ناشط من مجموعة "طلعت ريحتكم" رفض الكشف عن هويته اوضح لـ "المركزية" اننا "سنراقب كيفية تنفيذ خطة المطامر التي اقرّتها الحكومة اخيراً، علماً ان الفشل كان مصير الخطط السابقة"، لكنه شكك في الوقت نفسه "بتنفيذ الخطة، لذلك نحن ننتظر انتهاء عاصفة "الاعلام" التي احدثتها الدولة مع اقرارها المطامر".

واشار الى سيناريو من اثنين: اما ان تكون الخطة الاخيرة كسابقاتها اي ان يتم الغاؤها بعد اسابيع، وعندها على الشعب اللبناني ان يتحرّك ضد هذه السلطة الحاكمة التي لا يُمكن ابداً الوثوق بها، واما ان تُنفّذ الخطة، وهنا المسؤولية تقع ايضاً على الشعب اللبناني للتحرّك ضد فساد السلطة".

واذ لفت المصدر الى ان "هذه الحكومة زرعت الفساد في ملف النفايات مدة ثمانية اشهر وحان الان وقت الحصاد"، عدد "مساوئ" الخطة الاخيرة المُثقلة بالفساد على حدّ تعبيره وهي:

- الابقاء على شركة "سوكلين" المتّهمة بالفساد

-ردم البحر لتحويله الى مساحات مخصصة للطمر وهذا مُخالف لاتفاقية برشلونة

-المحاصصة في توزيع المطامر، فبدل اعتمادها على مطمر واحد اقامت مطامر عدة موزّعة على مناطق محددة لارضاء مختلف الطوائف والاحزاب

-اقامة المحارق بعد 4 سنوات من تنفيذ الخطة الحالية

واعتبر المصدر ان "الحكومة الحالية "حارت ودارت" لتقدّم في النهاية اسوأ خطة وتخيّرنا اما ابقاء جبال النفايات في الشوارع او الموافقة على الخطة".

وعمّا اذا كان هناك من خطة بديلة عن المطامر، اشار المصدر الى "وجود 11 معملاً لفرز النفايات في لبنان ممولة من الاتحاد الاوروبي، فلماذا "تغلقها" الدولة؟ مذكّراً باننا "كحراك مدني قمنا بجولات عدة على هذه المعامل، والحركة البيئية التي كانت تجتمع مع الوزير اكرم شهيّب ابلغته بوجودها، لكن للاسف كانت الوعود تذهب في الهواء".

واذ حذّر المصدر من "الخراب البيئي والصحي الذي سيُصيب المناطق المُحيطة بالمطامر المُقترحة في الخطة الاخيرة"، اكد اننا "في المرصاد لمحاسبة هذه السلطة الفاسدة"، رافضاً استخدام كلمة "حوافز" وانما "رشاوى" اُعطيت للمناطق للقبول بالمطامر".

وفي هذا السياق، اعلن المصدر عن "وفاة شاب اليوم من بلدة الناعمة عمره 17 عاماً بعد صراع مع مرض السرطان لمدة 4 اشهر، فعن اي حوافز يتحدّثون"؟

بدنا نحاسب: وفي السياق، اعلنت حملة "بدنا نحاسب" في مؤتمر صحافي عقدته في مقر الجامعة اللبنانية- الفرنسية في بيروت، "انها في صدد التنسيق مع المجموعات والقوى الفاعلة من النقابات والمجتمع المدني والمجتمع الأهلي المتضرر من الفساد المتراكم على مدار سنوات كثر انها ستفاجئ السلطة غير الابهة بمصالح المواطنين، بتحركات مختلفة ومتصاعدة من اجل ردع الفساد والدفاع عن صحة المواطنين".

وسألت الحكومة عن "عدم اتخاذ قرار بالتحويل الفوري لأموال البلديات في الصندوق البلدي المستقل وهي امانة مودعة لدى مصرف لبنان، وذلك من اجل إنتاج حلول لامركزية على غرار ما فعلته بلدية بكفيا"، وهل 8 ملايين دولار للبلديات ستعوض المواطن عن الآثار البيئية والصحية المترتبة هذه الخطوة.

وسأل الناشط جورج عازار "لماذا لا تتم المراقبة عبر هيئة إدارة المناقصات وهيئة التفتيش المركزي وتفعل آليات الرقابة حسب الأصول القانونية والدستورية؟ لماذا تصم السلطة اذنها عن كل ما يتم اقتراحه من قبل اصحاب الاختصاص والخبراء البيئيين؟ وهل ستسمح الحكومة للبلديات او اتحادات البلديات او المناطق الخدماتية باستخدام المحارق في إدارة معالجة النفايات في حال قررت ذلك وما هي آليات الرقابة على عمل المحارق"؟ ولفت الى ان "الإصرار على تكليف شركة "سوكلين" فضيحة قانونية واخلاقية بعد صدور ادّعاء النيابة العامة المالية والتي ادعت فيه على الشركتين بالمادتين 363 و359 من المادة 219 من قانون العقوبات"، معتبراً ان "السلطة تمعن في هدر الشاطئ اللبناني وتعريض بحره وسواحله لأكبر مخاطر التلوث والتشويه والمصادرة، وهي اليوم تقرر انشاء ثلاثة مطامر للنفايات على الشاطئ مترافقة مع مشاريع لردم البحر وتسميم الثروة البحرية".

واشار الى ان "الحكومة تجاهلت التزامات اتفاقية برشلونة للمحافظة على البحر المتوسط وبروتوكولاتها وتعديلاتها، وهذا ما حصل بمكبات النورماندي، برج حمود، طرابلس وصيدا".

اما الناشط اجود عياش فاعتبر ان "مطمر الناعمة يُهين كرامة اللبنانيين جميعا".

 

بويز: روسيا حققت جزءا كبيرا من اهدافها في سوريا وخروجها سيدفع النظام الى الواقعية في المفاوضــات

المركزية- اعتبر الوزير السابق فارس بويز ان خطوة الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا ستدفع بالنظام اكثر الى واقعية وايجابية في المفاوضات، ولا نستغرب ان تكون اهداف حزب الله مشابهة، ولديه الحسابات نفسها. وقال في حديث لـ"المركزية" ان هدف روسيا منذ دخولها المعركة في سوريا منع سقوط الدولة بيد المتطرفين بما يجعل التطرف ينتشر من سوريا التاريخية عاصمة الامويين باتجاه دول في اسيا الوسطى كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي، وقالها بوضوح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "هناك مقاتلون من الدول السوفياتية في صفوف المتطرفين، لن ندعهم يصلون الى موسكو لنقاتلهم، سنقاتلهم حيث هم"، وهذا مناف لما أشيع بان الموضوع هو فقط حماية النظام او قاعدة طرطوس. اضاف: حققت روسيا جزءا كبيرا من اهدافها، فهي ساعدت النظام في سوريا على استعادة ما سمي "الجزء المفيد من اراضيها"، اي المدن الكبرى على الجانب الغربي منها، وبقي الشرق السوري الذي هو اقل اهمية واكثر صعوبة لتحريره، فمن ناحية استطاعت روسيا تحقيق عدد كبير من اهدافها، وهي اعادة سلطة الدولة الى جزء كبير من الاراضي السورية، ومنعت انهيار الدولة والنظام، ودون اي شك هذه الخطوة ستدفع بالنظام اكثر الى واقعية وايجابية في المفاوضات. ورأى بويز في هذا الامر "ضربة معلّم" بمعنى ان بوتين حقق اهدافا كبيرة، وهو في الوقت عينه فرض نفسه كراع مقبول في المفاوضات، واستطاع تبييض صفحته دوليا كناجح في السياسة الدولية وغير توسعي، وحرّر نفسه في التعاطي مع ملفات كثيرة اخرى في العالم.ولفت الى ان هذا الانسحاب نسبي، لان القوات الروسية لا تزال موجودة في حال اي تدهور غير محسوب، واعتقد ان هذا الامر ايجابي، ولا نستغرب ان تكون اهداف حزب الله مشابهة، ولديه الحسابات نفسها. واشار الى اننا اليوم امام منطقتين في سوريا، واحدة بسط فيها النظام سلطته بدعم من حزب الله وروسيا، ولا اعتقد انه سيفشل في المحافظة عليها، وسوريا الاخرى من الصعب تحريرها الان، وكأن بوتين اراد ان يقول لاميركا من خلق الحالة في هذه المنطقة فليعالجها هو.

         

علوش من ميشيغن في ذكرى اغتيال الحريري:المنطقة تمر في مرحلة مخاض عنيف

الأربعاء 16 آذار 2016 /وطنية - أقامت منسقية ميشيغن في "تيار المستقبل" عشاءها السنوي بمناسبة الذكرى الحادية عشر لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، في حضور عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش، ممثلين عن أحزاب قوى "14 آذار" والمعارضة السورية، الشيخ شادي ظاظا، ورئيسة المجلس البلدي في ديربورن سوزان دباجة، وإمام المركز الإسلامي الأميركي الشيخ محمد المارديني، ورؤساء ووممثلين عن الجمعيات المدنية ووفود من منسقيات "المستقبل" في وندسور ومونتريال وميامي. استهل الاحتفال بالنشيدين الأميركي واللبناني، ثم دقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد وأرواح الشهداء الأبرار. وألقت عريفة الحفل نادين صبري، الحائزة على المنحة المدرسية المقدمة من "نادي المستقبل اللبناني - الأميركي" بتفوق والمساهمة في نشاطات الطلاب والشباب في النادي، كلمة عددت فيها مآثر الرئيس الشهيد وإنجازاته، مستذكرة "مسيرته هة الذي اهتم بالتعليم وأبعد الشباب عن الحرب الأهلية عبر منحهم فرصا تعليمية بهدف إنشاء جيل جديد مثقف وواع".

المارديني

ثم كانت كلمة للشيخ المارديني تحدث فيها عن الأثر الذي خلفه اغتيال الرئيس الشهيد في حياة اللبنانيين، وذكر يوم تناسى الأطراف اللبنانيين ما وحدهم عندما تقاتلوا مع بعضهم البعض، ما جعل اللبنانيين يدفعون ثمن هذه الصراعات التي أدت إلى تدمير البنى التحتية وقتل الأبرياء وتهجير آخرين إلى خارج البلاد".

معلوف

وألقت سمر معلوف كلمة باسم قوى 14 آذار، قالت فيها: "كما في كل عام نقف معا حلفاء ومناصرين لثورة الارز نشدد العزم والإلتزام بهذه الثورة التي استشهد من أجلها حفنة من الأبرار وعلى رأسهم الشهيد الرئيس الحريري".

وإذ تطرقت إلى موضوع 14 آذار و"اللحمة التي يجب أن تتواصل وتتفاعل من أجل إبقاء شعلة لبنان أولاً مضيئة وساطعة"، رفضت" محاولات البعض لبناء دويلتهم على حساب لبنان"، مؤكدة أن "لبنان سيبقى سيدا حرا مستقلا".

حقاني

أما منسق المستقبل ابراهيم حقاني، فذكر إنجازات الرئيس الشهيد "في النهوض ببلد حطمته الحروب ثم انتقل إلى مرحلة جديدة من البناء والاعمار"، متطرقا إلى دور "الرئيس الشهيد في بناء الذات اللبنانية من تربية وثقافة وعلم"، وقال: "الحق معك واليوم أكثر"، مؤكدا "المضي في مسيرة الرئيس سعد الحريري المتمسك بنهج ووطنية الرئيس الشهيد".

من جانبه، نقل علوش تحيات الرئيس سعد الحريري، منوها بدور قطاع الإغتراب ونشاط المنسقيات في العالم. وتحدث عن قضية فلسطين كونها مدخلا للحرب والتطرف. كما تطرق إلى "الأسباب التي دفعت بالجهة الحاقدة إلى اغتيال الرئيس الحريري لبنانيا وعربيا"، مشيرا الى "موضوع الإمبراطوربة الفارسية وكيفية توظيف ايران المذهبية لإشعال الفتن في المنطقة".

واعتبر أن "المنطقة تمر في مرحلة مخاض عنيف"، لافتا إلى "إصرار تيار المستقبل والرئيس الحريري في الحث على انتخاب رئيس للجمهورية"، داعيا إلى "ضرورة تطوير المنظومة القائمة وإعطاء الشعب الفرصة لنيل حقه من العمل والجهد والسلام والإستقرار".

وفي الختام قدم حقاني درعا تقديرية لعلوش. وكانت المنسقية أقامت عشاء على شرف علوش لدى وصوله إلى ميشيغن، حضره أعضاء المنسقية. كما زار علوش المركز الاسلامي - الاميركي والتقى الشيخ المارديني الذي سلمه بدوره درعا تقديرية.

 

أبو فاعور: القمح غير مطابق للمواصفات من المصدر ولفحص الشحنات قبل إدخالها إلى الأسواق اللبنانية

الأربعاء 16 آذار 2016 /وطنية - عقد وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور اليوم، مؤتمرا صحافيا في مكتبه في الوزارة - بئر حسن تناول فيه موضوع القمح في لبنان، مشيرا الى أن "حملة سلامة الغذاء قطعت شوطا ولكن الحاجة ماسة لإجراءات كثيرة تؤدي إلى بناء نظام نهائي".

ولفت إلى أن "وزارة الصحة تكتشف كل يوم لغزا جديدا وقضية جديدة وأمورا لم تكن مألوفة في قاموسنا اللبناني"، معلنا أنه "في إطار توسيع حملة سلامة الغذاء تجري وزارة الصحة فحوصات على اللحمة والدجاج لتحديد نسبة الأنتيبيوتيك فيها لأن هذا هو موضوع مضر بالصحة، كما أن البحث مستمر للتأكد من سلامة أصناف غذائية أخرى". وحول موضوع القمح، ذكر أبو فاعور ب"الجولة التي تم القيام بها على إهراءات القمح والتي تبعها علاج قسم من المشاكل التي كانت قائمة هناك سواء في البنية الخارجية أم بعض القضايا الداخلية، ما أدى إلى نقل الإهراءات من وضعية إلى أخرى، نوتبين للأسف أن ثمة فحوصات ضرورية لا تجرى على القمح". ولفت أبو فاعور الى أن "فريقا من وزارة الصحة أخذ بتاريخ 12/2/2016، 7 عينات من دفعة واحدة من القمح. وأظهرت النتيجة أن 4 عينات من أصل 7 غير مطابقة للمواصفات بحيث بلغت نسبة الأوتراتوكسين 15 ميكروغرام في الكيلوغرام، بينما المعدل المسموح به 5 ميكروغرام في الكيلو، كما أنه بتاريخ 24/2/2016 أخذ الفريق نفسه 24 عينة من دفعتي قمح، 12 عينة من كل دفعة. وأظهرت النتائج أن الدفعة الأولى مطابقة للمواصفات بينما 5 عينات من الدفعة الثانية غير مطابقة، وبلغت نسبة الأوتراتوكسين فيها 26 ميكروغرام في الكيلو.

وقال: "الأمر خطير لأن الأوتراتوكسين كناية عن سموم فطرية مسرطنة، ووجود مخزون منها في الجسم يمكن أن يؤدي إلى نشوء خلايا سرطانية، كما أنها من مسببات داء الألزهايمر، وليس أمرا عابرا أن تبلغ نسبة هذه المادة في عينات القمح نسبة عالية تتراوح بين 11 و14 و17 و26 ميكروغرام في الكيلو".

الإجراءات

وعن الاجراءات، أعلن أبو فاعور أنه "من المطلوب إتخاذ إجراءات لضمان أن دفعات القمح التي ستدخل إلى لبنان مطابقة للمواصفات، بعدما إنتشرت الدفعات السابقة في الأسواق، ويتعذر ضبطها". لافتا الى أنه "وجه كتابا إلى مؤسسة المواصفات والمقاييس "ليبنور" تمنى فيه العمل على تعديل مواصفات الحبوب وزيادة فحص مادة الأوتراتوكسين المسببة للسرطان كفحص أساسي عند دخول الحبوب إلى لبنان إستنادا إلى جميع المواصفات العالمية". وأوضح أنه "وجه كتابين إلى كل من وزير الإقتصاد والتجارة ألان الحكيم ووزير المالية علي حسن خليل، يطلب فيهما الإيعاز لمن يلزم وفي الجمارك لعدم إدخال شحنات القمح قبل إجراء فحص الأوتراتوكسين بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة وذلك لحين القيام بتعديل مواصفات جميع الحبوب ولا سيما القمح من قبل مؤسسة ليبنور"، لافتا الى أن "وزارة الصحة تقوم بهذا الجهد بالتنسيق مع وزارة الزراعة وآمل أن يتم الأخذ بهذه الأمور فتعمد مؤسسة المواصفات والمقاييس إلى تعديل المواصفة بشكل سريع، على الا يتم في الإنتظار إدخال أي شحنة قمح إلى لبنان قبل إخضاعها للفحص".وردا على سؤال، قال أبو فاعور: "أن القمح غير مطابق للمواصفات من المصدر وأن الفحوصات أظهرت أن القمح الأميركي مطابق والروسي غير مطابق، ولا علاقة لذلك بالسياسة". وحول إحتمال إحتجاج نقابات الحبوب، قال إنهم يستطيعون الإحتجاج على كل شيء إلا على ما له علاقة بسلامة المواطن وصحته".

 

الحركة الثقافية انطلياس كرمت الآباتي ضو/الكلمات نوهت باخلاصه للكنيسة وانفتاحه وتواضعه ومحبة الناس له

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/16/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D8%B7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D9%83%D8%B1%D9%85%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D9%8A/

الأربعاء 16 آذار 2016 /وطنية - كرمت الحركة الثقافية - انطلياس، في اطار مهرجان الكتاب اللبناني ال 35 ومن ضمن تكريمها اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي الآباتي انطوان ضو.

بو رعد

وقال الاب جوزف بو رعد لمناسبة التكريم: " نطل اليوم، انطونيين واصدقاء، على منبر الحركة الثقافية ونتحلق حول كبير من عندنا، الاباتي انطوان ضو، لنحتفي به علما من اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي، علما هو بحق علامة فارقة في ثقافة الحوار والانفتاح واللقاء. انه يوم اعلان وحسب. فالآباتي ضو لم يستحق هذا اللقب اليوم، ولسنا ندعي استحقاق منحه اياه وكأنه من عندياتنا. تكريمه ليس الا تعريفا بما هو معروف. نعرف به كما عرفناه في الحركة وفي دير مار الياس وفي الرهبنة. استحق الاباتي ضو اسمه بل وشهرته هذه على ارض المعركة، في نضاله لأجل احلال ثقافة السلام والانفتاح. استحقها في كل الميادين التي ناداه اليها الواجب الرهباني والكنسي والوطني. اولها كان الميدان الذي نقف فيه الان. دير مار الياس - انطلياس. منه انطلق كاهنا يافعا واعدا، واليه عاد رئيسا في عمر الحكمة. اضاف: استحق لقبه الجديد بعرق قلمه وكلمته وجرأة مواقفه. استحقه بسيره عكس التيار وعبوره الى المقلب الآخر، واختراقه حواجز التفرقة، يوم كان الاختراق نادرا وخطيرا، والتخوين والتكفير بيننا شائعين ومستسهلين. نشأنا على صورة راهبنا الانطوني يتقدم محافل الآخرين. يثبت كما رهبان آخرين مثله، مر، للمفارقة اكثرهم في انطلياس، مواقع الرهبانية هناك ويدعم اساسات هويتنا الانطونية المنفتحة والمنتفضة على التقوقع والانهزام والانكفاء خلف متاريس طائفية واهية. اما ما لفتني دوما في اداء ابونا انطوان فهو نجاحه في الجمع بين قناعاته الرهبانية والكنسية. لقد ابدع في اخلاصه للكنيسة، من دون التخلي عن مواقفه الجريئة والنبوية في مطات عدة. اما سر نجاح الآباتي ضو في اداء رجل الحوار العنيد، المشاكس والمسالم في آن، فيعود حتما الى طبعه. لقد عرف ان يعارض ابناء ملته، بل وان يعاكسهم، من دون ان يعاديهم. على محاربته الشرسة لثقافة التقوقع والغاء الآخر، لم يفقد يوما لطافته وروحه المرح. مارس نوعا من المشاكسة اللطيفة الودودة التي حصنته ضد الايدولوجيات التي تنزع من الآخر انسانيته، وترفع معارضته الفكرية الى مستوى العداء.

عساف

وتحت عنوان " قراءة في جوانب من شخصه وفكره قال ساسين عساف:"التكريم الذي أرادت الحركة الثقافية في إنطلياس أن تخص به الأباتي أنطوان ضو عبارة عن شهادة ذات قيمة عالية تتعلق بالدور الرئيس لشخصه في بلورة نهج ثقافي فكري إيماني وعملي قائم على ترجمة النص الإنجيلي إلى واقع حي.

أما أن يختارني الأباتي للحديث عنه أمام هذه الوجوه الكريمة فثقة منه بي وافية تحرضني على التزام الموضوعية في الكلام..أرجو أن أكون في مستوى هذه الثقة الغالية والثابتة في الضمير والعقل والوجدان. إسمحوا لي ألا أتوقف عند سيرته الذاتية الثرية بالعطاءات جهدا وبناء وتأليفا وتكريسا لخدمة ربه وأخيه بروح المحبة الإنجيلية. فسيرته مدونة في كتيب الأعلام المكرمين. الأباتي ضو مختصر عندي بعنوان واحد: عقلانية متوجهة صوب الآخر للحوار معه بمحبة وانفتاح وتفهم وقبول. قصد الناس محاورا لبقا صريحا وشجاعا. وحكمه في ذلك حاجة الناس إلى معرفة بعضهم البعض ومحبة بعضهم البعض.

المعرفة والمحبة هما الطريق إلى الآخر، وهما دليل عافية الأباتي وقوته ورغبته في تجديد ميثاقية الحياة معا. المنفتح والمتواضع يأبى التجمد في الفكر وفي الحركة. وهو إن تحرك في اتجاه الآخر بحثا عن وفاق أو تثبيتا لوحدة أو تصحيحا لموقف فذلك من موجبات تلك المسؤولية.. بهذا المعنى النص الإنجيلي مرشد له وموجه إيماني وأخلاقي ووطني ورسولي وإنساني. حمل صليبه واتبع كلام ربه.. إنه وفي لصليبه، لذاته الكهنوتية لحيوية مرجعيتها، فالهويه وفاء للذات لا تحول عنها أو دخول في هويات مصطنعة. والهوية ليست انغلاقا أو انطواء على الذات بل هي انفتاح وتواصل وفاعلية. تواصل الإنسان مع ذاته ومع الآخر يبقى العنصر المركزي في هويته. الآخر هو العنصر المؤسس للأنا كما يقول بول ريكور في كلامه على أنطولوجيا الانفتاح". اضاف:"علاقته بالآخر كما عاينت وخبرت وقرأت ليست علاقة تخارجية بل انخراطية. ليست سطحية أو جامدة أو مظهرية أو تسالمية إملاقية بل عمقية ومتحركه وجوهرية واشتباكية وصادقة. هذا النوع من العلاقات يرسي هوية جامعة ومنفتحه ومجدية. بها يتم تعريف المواطنة ومجتمع المواطنين المتعدد الثقافات وفلسفة الحياة معا. هنا الميثاقية التفاعلية الإبداعية التي تعلمناها من كبيرنا منح الصلح رحمات الله عليه تتجلى بأبهى مظاهرها وتداعياتها على مفهوم لبنان الوطن فتجعل منه مساحه حوار وانفتاح.

انا شاهد حي على حضوره المميز والفعال، وكلمته المسموعة الراقية الناضحة بالمحبة والصدق، في المؤتمرات والمجالس والندوات والمنتديات واللقاءات الجامعة.. يبني حضوره وكلامه على ما هو مشترك من دون التخلي عن الثوب والعباية.. الثوب رمز الوفاء لكهنوته والعباية رمز الاتساع للآخر واحتضانه.

الاباتي ضو

واخيرا تحدث المكرم الاباتي ضو ومما قاله:"اشكر الحركة الثقافية - انطلياس، التي أنا منها، وخادمها بمحبة، ورسولها بأمانة التي اختارتني أن أكون أحد المكرمين من أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي. باعتبار هذا التكريم، هو تكريم للرهبنة الأنطونية المارونية، أمنا جيعما، المكرسة لخدمة ثقافة حوار المحبة المسيحي الإسلامي الوطني العربي المشرقي والمسكوني. نعتبر دير مار الياس -انطلياس عامية دائمة ومتجددة، ومنارة حوار ومحبة. والحركة الثقافية فيه، هي حركة ثقافة الحوار الديمقراطي بامتياز في لبنان والعالم العربي، كما هي جزء من ثقافة العولمة ورائدة الحوار فيها. وتؤمن الحركة الثقافية بأن الثقافة هي الطريق الرحب إلى التغيير السلمي. وإنه لا تغيير إلا بثقافة التغيير العقلاني الديمقراطي، من خلال احترام القيم الإنسانية والحضارية والثقافية والعلمية والمسيحية والإسلامية، والعمل من أجل وقف العنف المميت في شرقنا، وتحقيق التنمية الإنسانية الشاملة. اضاف:"الحوار هو الاسم الجديد للمحبة: محبة الله ومحبة الانسان، كل انسان، وصولا الى محبة الاعداء. أماالمحبة المتبادلة بين المسيحيين والمسلمين فهي أولوية وأسمى الفضائل والمقدسات. المواطنة هي جزء من الحوار، ومفهوم جديد للعلاقة بين الناس، إذ تعترف بقدسية كرامة الإنسان وحقوقه وحرياته، وتدعو إلى الإنتماء للوطن والإلتزام بالخير العام. المواطنة هي التي تعتبر حقوق الإنسان كلها مقدسة، باعتبار الإنسان كاملا روحا وجسدا وفردا وجماعة، وخدمة الإنسان، كل إنسان وكل المجتمع والتضامن معه والدفاع عنه. المواطنة هي التي تعمل على تحرير الإنسان من كل تمييز عنصري وثقافي وديني وسياسي واجتماعي وجنسي وعرقي. كما أنها تسعى جاهدة من أجل المساواة الكاملة بين المواطنين في الحقوق والواجبات والولاء للوطن وخدمته ومحبته. المواطنة تحررنا من الأنانية والإستغلال والوصولية والإنتهازية والفساد والتعصب والجهل، وتعزز الإنتماء والولاء والإخلاص لقيم المواطنة، وتناضل في سبيل إقامة الدولة المدنية الديموقراطية العربية المعاصرة،التي تحفظ حقوق الأفراد والأديان، وتحقق النهضة العربية الجديدة والمرجوة. واشار الى ان "العيش المشترك المسيحي الاسلامي هو التشارك والمشاركة فعل إرادي وعهد وميثاق وشرف والتزام بالمشاركة بين المكونات المختلفة واستيعاب قضاياها بالوعي. فالتنوع الإثني والثقافي والديني والطائفي والمذهبي والفكري والسياسي والإجتماعي يجب الإعتراف به، وحسن إدارة الإختلاف بالحوار الدائم، وإن العيش المشترك هو جزء أساسي من تاريخنا الحضاري وحياتنا اليومية. إنه موضوع اهتمامنا وتفكيرنا ورسالتنا. العيش المشترك هو صيغة إنسانية مسيحية إسلامية راقية لا يجوز التخلي عنها إطلاقا. إنها صيغة حضارية ديمقراطية توافقية تنتج غنى وليس تشنجا. إنها بحاجة إلى حوار دائم وحسن إدارة من أجل استيعاب التنوع القائم في المجتمع بهدف التفاعل والتكامل لأنها من جوهر حضارتنا وحياتنا. اما ألإرث الحضاري المشترك: إن إرثنا الحضاري هو مشترك وإننا ننهل من تراث حضاري واحد نتقاسمه. وقد أسهم كل منا في صياغته، انطلاقا من عبقريته الخاصة. إن قرابتنا الحضارية هي إرثنا التاريخي الذي نصر على المحافظة عليه وتطويره وتجذيره وتفعيله كي يكون أساس عيشنا المشترك وتعاوننا الأخوي. إن المسيحيين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين، كما أن المسلمين في الشرق، هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسيحيين. ومن هذا المنطلق، فنحن مسؤولون، بعضنا عن بعض، أمام الله والتاريخ ". وختم :" للمسيحيين دور في التقريب بين الشرق والغرب وبين المسيحية والإسلام، لأنها من جوهر رسالتهم : "وفي مجال التلاقي الاسلامي المسيحي، على الصعيد العالمي، يحدد المسيحيون موقفهم بكل وضوح. فهم مع العرب المسلمين أبناء أوفياء لاوطانهم وأبناء حضارة عربية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أوباما يشارك بقمة خليجية تستضيفها الرياض في أبريل

العربية/16 آذار/16/أعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيزور السعودية ويشارك في قمة مجلس التعاون الخليجي، التي تستضيفها الرياض في 21 أبريل المقبل. وسيناقش أوباما تمتين العلاقات والتعاون الأمني بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى ملفات المنطقة من ضمنها تكثيف الخطوات لضرب داعش. وبعدها يتوجه أوباما إلى بريطانيا، ومن ثم ألمانيا، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.

 

شعبان: القوات الروسية قد تعود إلى سوريا

الأربعاء 16 آذار 2016 /وطنية - أكدت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان أن القوات الروسية قد تعود إلى سوريا بعد انسحاب الجزء الأكبر منها من البلاد. وقالت شعبان - حسبما أفادت قناة "سكاي نيوز الإخبارية" اليوم - :إنه "إذا سحب الأصدقاء الروس جزءا من قواتهم، هذا لا يعني أنها لا يمكن أن تعود"، كما نفت أن "يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقوم بالضغط على دمشق بخطوة سحب القوات الروسية"، مؤكدة "استقلالية القوات السورية وقدراتها العسكرية". وأضافت :"أنه بعد أن تنسحب القوات الروسية، فإن الخطوة المقبلة هي أن يخفض المجتمع الدولي الإمدادات إلى فصائل المعارضة التي تقاتل الحكومة السورية". وكان بوتين قد أعلن الاثنين أنه سيتم سحب معظم القوات الروسية من سوريا.

 

روحاني الى السعودية الشهر المقبل مواكبة للتحولات الاقليمية الكبيرة وهاجس الارهاب والمشاريع التقسيمية يحتمان الالتقاء قبل فوات الاوان

المركزية- اذا كان التوازن السلبي الذي تحكّم بأزمات دول منطقة الشرق الاوسط الملتهبة من سوريا الى العراق واليمن تمكّن من فرض معادلة "لا غالب ولا مغلوب" وأبقى النزاعات في دائرة التجاذب الاقليمي حتى الامس القريب، فإن الدخول الدولي المباشر على خط الازمات سحب وفق ما تؤشر المعطيات "الريموت كونترول" من ايدي القوى الاقليمية وأعادها الى الدولتين العظميين الولايات المتحدة وروسيا اللتين على ما يبدو تتجهان الى فرض واقع اقليمي جديد سيحتّم على هذه القوى اعادة النظر في حساباتها وعلاقاتها على السواء. وتقول اوساط دبلوماسية عربية لـ"المركزية" ان الوقائع السياسية والميدانية التي سجلتها مستجدات الايام الاخيرة قطعت الشك باليقين لجهة اتجاه الرياح نحو التسويات السياسية. ففي سوريا وبعد مفاجأة انحسار "عاصفة السوخوي" بعيدا من التحليلات والتمنيات السياسية في شأن ابعادها، بات مؤكدا ان "الثنائي الدولي" رسم استراتيجية الحل للازمة السورية التي ستشكل موضع تشاور في اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري في بحر الاسبوع المقبل ، والذي استبق بمواقف عالية السقف من الجانب الاممي حذرت من ان لا بديل عن المفاوضات السلمية الا الحرب، في ما اعتبر رسالة الى كل القوى الاقليمية الضالعة في الازمة على قاعدة "اللبيب من الاشارة يفهم". وفي العراق تضيف الاوساط ان مقولة "العراق لشيعة العراق لا لايران" تكاد تكون كافية لتوضيح الصورة والاتجاه. اما في اليمن المتجهة نحو انهاء الحرب من خلال الاتفاق على جملة ثوابت تتصل بحماية الحدود بين الدولتين والتعهد بعدم استهداف الاراضي السعودية بالصواريخ وخروج "الرؤوس الايرانية المدمرة" من المسرح اليمني، فلم يعد من مجال لقلب المعادلة القائمة على الخيار السلمي. والى كل ذلك تدعو الاوساط الى التبصّر في ابعاد موقف وزير خارجية روسيا ازاء تقدير الدور السعودي في حمل "مجموعة الرياض" المعارضة على تليين مواقفها والانضمام الى مسار الحل في جنيف.

واستنادا الى ذلك، تعرب الاوساط عن اعتقادها بأن القطبين الاقليميين، المملكة العربية السعودية وايران، لا بد الا ان يتلقفا القرار الدولي بالانفتاح على بعضهما، خصوصا ان اجتماعات امنية ايرانية – سعودية على مستوى رفيع كانت عقدت منذ مدة في عُمان، واستتبعت بتصريح للرئيس الايراني حسن روحاني اشار فيه الى ان وفدا ايرانيا رفيعا سيزور الرياض. وكشفت معلومات خاصة بـ"المركزية" ان الرئيس روحاني سيزور السعودية على رأس وفد في النصف الاول من شهر نيسان المقبل لاعادة ترتيب العلاقات ومحاولة الالتقاء على نقاط مشتركة حول شؤون المنطقة في ظل الاتجاه الى فرض مشاريع تقسيمية لبعض دولها وانطلاقا مما يرسم دوليا من سيناريوهات توجب على اللاعبين الاقليميين تبديل مواقعهما ومواقفهما ربما وحجز اماكن في قطار التسويات بالمتاح من اثمان اليوم، قد لا تعود متوافرة غدا، حيث سينبري الثنائي الاميركي – الروسي والتحالف الدولي "الى تركيز جهوده على مكافحة الارهاب والقضاء على مشاريع وبؤر التطرف.

 

ترقب دولي لنتائج لقاء بوتين- كيري بعد القرار الروسي ومصـــدر دبلوماســي: العبــرة فـــي التنفيـذ

المركزية- لا يزال القرار الروسي "المُفاجئ" بالانسحاب الجزئي من سوريا محل ترقب دبلوماسي دولي لتوقيته وغايته، وان كان في الظاهر خطوة ايجابية للمضي قدما في المفاوضات الجارية في جنيف حول المرحلة الانتقالية في سوريا.وفي السياق، افاد مصدر دبلوماسي "المركزية" ان "الجميع بانتظار نتائج لقاء وزير الخارجية الاميركية جون كيري في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره سيرغي لافروف"، لكنه اوضح في الوقت نفسه ان "زيارة الوزير الاميركي لموسكو لن تحصل بصورة عاجلة كما قيل في الاعلام (الاسبوع المقبل)، لأن كيري سيرافق الرئيس الاميركي باراك اوباما في زيارته الى كوبا الاسبوع المقبل على ان تليها الرحلة الى موسكو بعد ذلك". واشار المصدر الى "الموقف المتحفظ للخارجية الاميركية من الخطوة الروسية التي من المفترض ان تتمثل بسحب نصف قواتها فوراً وربما اكثر في وقت لاحق، بحسب المصدر"، معتبراً ان "العبرة في التنفيذ، وان الايام المقبلة ستثبت حقيقة ما اذا كان هناك اتفاق حول المرحلة المقبلة في سوريا في ظل تصاعد الحديث عن التقسيم، خصوصاً وان التدخل الروسي لطالما اعتبر انه يعزز موقع الرئيس بشار الأسد، ما يترك مجالا للشك بحسن النيات الروسية ازاء احراز تقدم في مفاوضات جنيف". وسأل المصدر "هل ان سحب القوات الروسية سيؤدي الى اضعاف الاسد ام هو مجرد اعادة انتشار"؟ لافتاً الى ان "الاسبوع المقبل سيحمل الاجابة لجهة مواصلة البحث عن سبل لدفع العملية السياسية إلى الأمام في سوريا، في الوقت الذي يعوّل فيه على موسكو كعامل اساس في إيجاد حل سياسي للصراع السوري، خصوصاً ان روسيا التزمت نوعا ما خلال الأسبوعين الأخيرين بالهدنة العسكرية بوقفها الأعمال العدائية، حيث تقلصت الضربات الجوية الروسية في شكل عام، ويبدو ان ثمة تقدماً في ما يخص مسار جنيف بعدما اعتبرت المعارضة السورية الخطوة الروسية ايجابية".

 

صحف اميركية: انسحاب روسيا المفاجئ لا يعني نهايـة أنشـطتها في المنطقـة

المركزية- تناولت الصحف الاميركية الصادرة اليوم الانسحاب الروسي من سوريا في بعض تقاريرها التي حملت تصريحات وتعليقات كبار المسؤولين في البيت الابيض والادارة الاميركية، مشيرة الى تداعيات هذا الانسحاب وتأثيره على الوضع العام في سوريا وعلى الموقف الغربي عموما. وفي السياق، اكدت صحيفة "نيويورك تايمز" في احد تقاريرها ان إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب معظم قواته من سوريا لم يشعل البيت الأبيض فحسب، بل كذب تحذيرات أوباما القائلة بأن روسيا سوف تتضرر بشدة من المغامرات العسكرية. ونقلت عن مسؤولين في الادارة ان هناك حاجة لرؤية المزيد من الأدلة على مغادرة المعدات الروسية من سوريا وقالت وزارة الدفاع ان الجيش الأميركي شهد على مغادرة 10 طائرات روسية ولكن لا تحركات للقوات الرئيسية، واشارت الى انه بالنسبة لاوباما، فان قرار روسيا يخفف الضغط عليه لزيادة الدعم الأميركي للمعارضة السورية المعتدلة، الامر الذي قاومه لفترة طويلة. فالإدارة تريد أن تلعب روسيا دورا في المفاوضات السياسية لأنها تتمتع بنفوذ سياسي على حكومة الرئيس بشار الأسد. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست قوله ان "الإشارات المبكرة تدل على أن الروس يقومون بتنفيذ الانسحاب، لكنه لا يزال من المبكر جداً في هذه المرحلة، معرفة ما هو التأثير الذي سيخلفه على وضع الحدود". من جهتها، اعلنت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير "ان الانسحاب الروسي من سوريا جاء بالتزامن مع محادثات السلام في جنيف وهو يمثل تطورا جديدا في الصراع في سوريا، ونقلت عن قادة رفيعي المستوى في الكرملين أن الانسحاب الروسي لا يعني نهاية أنشطة روسيا في المنطقة".وأشارت الصحيفة إلى أن الانسحاب الروسي يبدو أنه يضع ضغطا على القادة السوريين للتوصل إلى اتفاق في جنيف، ومع ذلك فإن موسكو تحتفظ بالمرونة لإعادة الانتشار سريعا في سوريا.

 

صحف فرنسية: المفاجأة لم تأت من جنيف بل من موسكو وبوتين أظهر قدرته على جر النظام إلى طاولة المفاوضات

المركزية- كتبت الصحف الفرنسية "المفاجأة لم تأت من جنيف بل من موسكو"، في اشارة الى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أراد إفهامنا أنه يسيطر على الوضع وأنه قادر على جر النظام إلى طاولة المفاوضات"، فأعلنت صحيفة "ليبراسيون" أن "بوتين لعب ورقة الحرب وورقة التهدئة وأثبت أنه سيد اللعبة في سوريا بنسبة أكبر من واشنطن". اما صحيفة "لوفيغارو" فتساءلت ما إذا كان "إعلان الانسحاب الجزئي يشكل انقلابا حقيقيا في الموقف الروسي أم أنه مجرد انسحاب تكتيكي؟، مشيرة الى "ان المناورة الروسية أتت لتمكن مفاوضات جنيف من الإتيان بثمارها، فموسكو تسعى من خلال إعلانها هذا إلى تعزيز الأكراد ومعارضة الداخل من أجل تكوين هيكلية حكومية انتقالية هي أصلا مدرجة على جدول أعمال محادثات جنيف". ولفتت الى "ان موسكو تسعى إلى تدعيم موقعها في المفاوضات حول مستقبل سوريا حتى لو لم يحقق بوتين، خلافا لما يزعمه، مجمل أهداف تدخله العسكري في سوريا ومنها إقفال الحدود مع تركيا".

واعلنت الصحيفة أن "اتفاقا حول مصير الأسد وإقرار انتخابات شفافة يبدو بعيد المنال في جنيف إلا أن التهدئة بإمكانها أن تستمر بسبب الإنهاك الذي أصاب جميع الفرقاء، أما الحل الفدرالي الذي اقترحته موسكو فقد يسهم بتجميد النزاع ولا حل سواه حاليا لكنه على الأقل لا يؤجج نيران الحرب".

 

صحف بريطانية: الانسحاب الروسي تحرّك تكتيكي ولروسـيا دور هـام فـي ســوريا مســتقبلا

المركزية- حظي موضوع سحب القوات الروسية من سوريا بتغطية واسعة في الصحف البريطانية الصادرة اليوم ما بين أخبار وتحليلات حول الهدف من تلك الخطوة ونتائجها، فكتبت صحيفة "ديلي تلغراف" حققت روسيا عددا من مصالحها في سوريا، إذ تمكنت من الحيلولة دون اطاحة الرئيس بشار الأسد، وضمنت قاعدة عسكرية بحرية في ميناء طرطوس السوري، بالإضافة إلى قاعدة جوية ومركز لجمع المعلومات الاستخباراتية في اللاذقية. واضافت "أن روسيا كانت حريصة على ألا تطيح مجموعات المعارضة الموالية للغرب الرئيس الأسد، مما يعني فقدان روسيا لكل الروابط العسكرية طويلة الأمد مع طرطوس واللاذقية، إلا أن الجانب الأكثر إحباطا في القرار الروسي هو الفشل في التعامل مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي يمثل الخطر الأكبر على أمن المنطقة. أما صحيفة "غارديان" فتساءلت ماذا وراء القرار الروسي بسحب القوات من سوريا، وما الهدف من تلك الخطوة، فاشارت الى ان قرار روسيا بسحب الجزء الأكبر من قواتها كان مفاجئا للجميع، وأدى بالولايات المتحدة إلى أن تعاني في محاولة فهم تحول روسيا بعد ستة أشهر من حملتها العسكرية في سوريا التي أزعجت خلالها صانعي السياسة الغربية بشدة.واضافت الصحيفة أن على الرغم من الهدوء النسبي في سوريا لمدة أسبوعين منذ بدء وقف إطلاق النار، فلا يزال الطريق إلى نهاية الحرب طويلا. ويمكن لروسيا أن تركز الأنظار الآن على انسحابها وعدم تدخلها في الموقف بعد أن لعبت دورا هاما فيما سيحدث في سوريا في المستقبل، فقرار الرئيس بوتين بسحب القوات الروسية مع بدء المحادثات في جنيف يظهر روسيا وكأنها أكثر الساعين لإنهاء الحرب في سوريا. من جهتها، نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقالا حول الحذر الغربي تجاه القرار الروسي، اعلنت فيه ان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند حذر من أن يكون الانسحاب الروسي هو مجرد تحرك تكتيكي. واشارت إلى أن بعض التصرفات الروسية لا تخلو من الاستعراض لكنها أيضا قد تنطوي على البراعة. ولفتت إلى أن أحد المسؤولين الكبار في المخابرات قال للصحيفة ان الهدف الأساسي للحملة الروسية كان مساعدة القوات السورية في الوصول إلى الحدود التركية، وإحكام السيطرة على حلب، وإضعاف المعارضة السورية المدعومة من الغرب تماما، بما يجعل واشنطن والقوى الأخرى تتخلى عنها وتنصرف إلى الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية". ونقلت الصحيفة عن أحد مسؤولي حلف الناتو قوله ان أكثر من 10 طائرات هليكوبتر روسية لا تزال في سوريا، وهي كافية لتقديم الدعم للرئيس الأسد للدفاع عن المناطق التي يسيطر عليها.واشارت الى أهم المعدات الروسية في سوريا وهي أنظمة صواريخ اس 400 المضادة للطائرات، التي تضمن لروسيا منطقة خالية من الطيران قطرها 400 كيلو متر من قواعدها التي يمكنها أن تستعملها وقتما تشاء.

 

أسقف حلب للكلدان: ثلثا المسيحيين غادروا سورية

السياسة/17 آذار/16/جنيف – أ ف ب: أعلن أسقف حلب للطائفة الكلدانية أنطوان اودو أمس، أن ثلثي المسيحيين السوريين غادروا البلاد. وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في جنيف، إن عدد المسيحيين في سورية تراجع من 1.5 مليون إلى نصف مليون خلال خمس سنوات من الحرب. وأضاف أن غالبية من السوريين ما زالت تدعم رئيس النظام بشار الأسد، مؤكداً قناعته بأن الحل لا يمكن أن يفرض من الخارج، مشيراً إلى أن «80 في المئة من مسيحيي البلاد سيدعمون الأسد إذا أعيد انتخابه». ودان «الدعاية الغربية» ضد الأسد الذي لم يبرئه تماماً من المسؤولية، قبل أن يضيف أن «المجموعات المسلحة لا تحظى بدعم الشعب». وقال «على سورية أن تستمر مع أو من دون بشار الاسد». يشار إلى أن الأسقف أودو سيلتقي رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سورية باولو سيرجو بينيرو. -

 

أنباء عن خطة روسية تقضي باعتقال ضباط علويين الأسد وعدد من المقربين منه

الجبير: انسحاب روسيا من سورية إيجابي ولا صفقة نفطية معها

17 آذار/16/عواصم – وكالات: أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس، أن الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سورية خطوة ايجابية للغاية، معرباً عن أمله أن يجبر ذلك رئيس النظام بشار الاسد على تقديم تنازلات للتوصل إلى حل سياسي للأزمة. وتعد تصريحات الجبير التي أدلى بها لوكالة “رويترز” ولقنوات تلفزيونية محلية، هي أول رد فعل رسمي من السعودية على اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الاثنين الماضي عن الانسحاب الجزئي للقوات من سورية. وقال وزير الخارجية السعودي ان المملكة تأمل في أن يسهم الانسحاب الروسي في تسريع وتيرة العملية السياسية التي تستند الى اعلان “جنيف 1، وأن يجبر نظام الاسد على تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق الانتقال السياسي. وردا على تكهنات تترد في سوق النفط عن “صفقة كبرى” تتعلق بسياسة النفط السعودية والسياسة الخارجية لروسيا، نفى الجبير وجود مثل هذه الصفقة. واتفقت السعودية وروسيا ومنتجون آخرون في الآونة الاخيرة على تجميد انتاج النفط عند المستويات الحالية، كخطوة نحو وقف التراجع المستمر في أسعار النفط منذ صيف عام 2014 الذي تسبب في تراجع أرباح مصدري الطاقة بقدر كبير. بدوره، اعتبر الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريو “خطوة ايجابية” لانجاح مفاوضات جنيف. وقال العربي في بيان ان “هذا الإعلان الروسي جاء في توقيت مناسب، ويمثل خطوة ايجابية هامة باتجاه تعزيز الجهود المبذولة من قبل مجموعة الدعم الدولية الخاصة بسورية لإنجاح مسار مفاوضات جنيف الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة وكذلك لتثبيت الهدنة القائمة ووقف الأعمال القتالية”.وأكد “دعم الجامعة للجهود التي يبذلها السيد ستيفان دي ميستورا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة من أجل ردم الهوة بين المواقف المتباينة لوفدي المعارضة والحكومة السورية وذلك استناداً إلى البيان الختامي لجنيف1 2012 وبيانات مجموعة الدعم الدولية في فيينا”. ودعا العربي جميع الأطراف السورية إلى “التحلي بالحكمة والمرونة وتغليب المصالح العليا للشعب السوري حتى يمكن التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن خطوات المرحلة الانتقالية التي تحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والتغيير وبما يحفظ وحدة سورية واستقلالها وسلامتها الإقليمية”. في سياق متصل، كشفت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، اول من امس، عن تسرب خطة روسيا للتخلي عن بشار الأسد، مشيرة إلى أنها تتضمن قيام ضباط علويين موالين لروسيا باعتقال الأسد وعدد من القيادات الموالية له. من جهته، قال محلل الشؤون العسكرية في “سي ان ان” ريك فرانكونا إن بوتين يعلم أن على بشار الأسد الرحيل، وأنه لن يغامر كثيراً في سورية في سبيل إنقاذ الأسد وحسب.

وأضاف “قد تدفع روسيا بشار الأسد لقبول تسوية في محادثات جنيف، بوتين يعلم أن الأسد عليه أن يذهب، ولن يغامر في سبيل انقاذه”، مشيراً إلى أن النظام السوري وبسبب التدخل الروسي بات في وضع قوي بمحادثات جنيف، إلا أن محللين يقولون إن بوتين لا يبالي إن كان النظام بوضع قوي طالما ضمن تواجداً لروسيا في سورية. ولفت المحللون إلى أن بوتين قد يضغط على الأسد لقبول تسوية خلال محادثات جنيف، مرجحين أن يقبل الأسد باللجوء إلى إيران على سبيل المثال. وفي السياق نفسه، قال جيمس غيلفن، بروفيسور التاريخ بجامعة كاليفورنيا بلوس انجليس، إن السبب الذي يقف وراء قرار بوتين سحب قواته من سورية هو عدم قدرة بلاده على تحمل التكاليف أكثر من ذلك. وأضاف “لم يكن بوتين يتوقع أن يستعيد كل الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش وفصائل المعارضة الأخرى، ولكن دور روسيا أثر وإلى حد كبير في صالح النظام والقوات الحكومية”، وان “بوتين سحب قواته حتى يعلم الأسد أن النظام أصبح لوحده وينبغي عليه التفاوض”. من جهته، اعتبر فواز جرجس، بروفسور العلاقات الدولية بكلية لندن للاقتصاد، أنه لو كان مكان الأسد فإنه سيمضي ليال من دون نوم بعد إعلان روسيا سحب قواتها من سورية. وقال جرجس في مقابلة مع “سي ان ان”، مساء أول من أمس، “نعم كان هذا الإعلان مفاجئاً وبالطبع هو صفعة قوية على وجه النظام إلى جانب أن له تداعيات كبيرة على مستقبل بشار الأسد والعملية السياسية في سورية”.وأضاف ان “الإعلان الروسي سيغير قواعد اللعبة، وسنسمع بالطبع الروس والسوريون يقولون إن هذا خطوة تم تنسيقها، ونحن على الصفحة ذاتها.. ولكن أنظروا أيضا إلى تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال إن الأسد خط أحمر والانتخابات الرئاسية خط أحمر في حين يقول الروس نحن وضبنا أمتعتنا وسنذهب.. ومن وجهة نظري فإن ما حصل سيغير من ديناميكيات محادثات السلام”.

 

روسيا سحبت نحو نصف قواتها الجوية من سورية

/17 آذار/16/موسكو، واشنطن – وكالات: أظهرت حسابات لوكالة “رويترز”، استناداً الى لقطات محطات تلفزيون رسمية، أن أقل بقليل من نصف القوة الجوية الروسية من القاذفات والمقاتلات في سورية غادرت البلاد خلال اليومين الماضيين. وأظهر تحليل لصور التقطتها الاقمار الاصطناعية ولقطات للضربات الجوية الروسية وبيانات وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق أن روسيا احتفظت بنحو 36 مقاتلة في قاعدة حميميم الجوية التابعة لها في محافظة اللاذقية السورية. وبحسب تحليل لقطات بثتها محطات تلفزيون رسمية، فإن 15 على الاقل من هذه الطائرات من بينها مقاتلات طراز “سوخوي-24 و”سوخوي-25 و”سوخوي-30 و”سوخوي-34 أقلعت متجهة الى روسيا في اليومين الماضيين. ومن المعروف أن موسكو لديها نحو 14 طائرة هليكوبتر عسكرية على الأقل فضلا عن طائرات استطلاع من دون طيار في قاعدة حميميم. وفي حال سحبها سيتم شحن طائرات الهليكوبتر بحراً أو جواً. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، ان القوات الجوية الروسية واصلت انسحابها من سورية عائدة الى مواقع مرابطتها الدائمة في روسيا. واوضحت في بيان ان سرباً من المقاتلات الروسية من طراز “سوخوي 25 ترافقه طائرة شحن حربية من طراز “ايلوشين 76 انطلقت من قاعدة حميميم في سورية عائدة الى روسيا.

 

دي ميستورا التقى وفداً يضم قدري جميل في جنيف/وفد نظام دمشق يضع شرطين للمحادثات مباشرة: «اعتذار» كبير مفاوضي المعارضة و»حلق لحيته»

السياسة/17 آذار/16/جنيف – وكالات: اعلن رئيس وفد النظام السوري الى مفاوضات جنيف بشار الجعفري، أمس، رفضه الانخراط في محادثات مباشرة مع ممثلين عن المعارضة قبل ان «يعتذر» كبير مفاوضيها محمد علوش عن تصريحات قال فيها ان المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل رئيس النظام بشار الأسد أو بموته. وقال الجعفري بعد اجتماع هو الثاني منذ الاثنين الماضي عقده مع الموفد الدولي الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا، ان «كبير مفاوضي وفد السعودية ارهابي، ينتمي الى فصيل ارهابي»، في اشارة الى علوش، القيادي البارز في فصيل «جيش الاسلام» المقاتل.

واضاف «لا يشرفنا على الاطلاق ان ننخرط في مفاوضات مباشرة مع هذا الارهابي بالذات. لذلك، لن تكون هناك محادثات مباشرة ما لم يعتذر هذا الارهابي عن تصريحه ويسحبه من التداول ويحلق ذقنه». وكان علوش اعتبر في حديث مقتضب مع مجموعة صغيرة من ممثلي وسائل الاعلام السبت الماضي ان «المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد او بموته». وجاء موقف الجعفري من المحادثات المباشرة ردا على سؤال بشأن اعلان متحدث باسم الوفد المعارض، ليل اول من امس، استعداد الوفد لبدء مفاوضات مباشرة مع الوفد الحكومي بوساطة دي ميستورا في المرحلة المقبلة اذا حققت المفاوضات تقدماً. وكرر الجعفري امس مطالبته بتوسيع تمثيل المعارضة في جنيف، معتبرا انه «لا يستطيع فصيل من فصائل المعارضة ان يحتكر الصفة التمثيلية لجميع الفصائل». وقال «نحن الان نتعامل مع معارضات وليس مع معارضة»، لافتا الى ان النقاش مع دي ميستورا ومساعديه تطرق الى ضرورة «ايلاء الاهمية الكافية لناحية ضمان تمثيل اوسع طيف من المعارضات السورية». ويلتقي دي ميستورا مداورة الوفد الحكومي وفي اليوم اللاحق الوفد المعارض في اطار المحادثات غير المباشرة الجارية في جنيف والهادفة الى ايجاد تسوية سلمية للازمة السورية. وفي هذا الاطار، التقى المبعوث الأممي مساء أمس للمرة الاولى وفدا ثانيا من المعارضة القريبة من موسكو وغير الممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اطياف واسعة من المعارضة السياسية والعسكرية. وعقد اجتماع وفد النظام مع دي ميستورا قبل ان يتوجه الاخير الى مدينة برن لشكر الدولة السويسرية على استضافتها المحادثات، فيما استمر الاجتماع مع مساعدي دي ميستورا ومستشاريه. وقال رمزي عز الدين رمزي، نائب دي ميستورا، للصحافيين ان الاجتماع كان «مفيداً» وهو «يمهد لمناقشات جوهرية لاحقة». واضاف «سنواصل مناقشاتنا مع مشاركين آخرين بعد الظهر»، في اشارة الى اللقاء مساء أمس مع الوفد الثاني من المعارضة الذي يعد قدري جميل، نائب رئيس الوزراء السوري سابقا المقيم في موسكو، من ابرز اركانه. ويلتقي دي ميستورا اليوم الخميس وفد الهيئة العليا للمفاوضات للمرة الثانية، وسيلتقي غداً الجمعة كلا من الوفدين و»ربما وفوداً أخرى»، بحسب رمزي. من جهته، قال فاتح جاموس العضو في الوفد الممثل لـ»الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» المقربة من موسكو التي يعد قدري جميل أبرز قياداتها، «تلقينا دعوة للمشاركة في محادثات جنيف»، معتبراً أن الدعوة تأتي في إطار «استكمال تمثيل أطياف واسعة من المعارضة السورية» وتثبت دخول المفاوضات «مرحلة الجديدة». وقال «نحن نمثل وفدا ثانيا من المعارضة السورية، لأن هناك انقساماً كبيراً في صفوف المعارضة»، مشدداً على ضرورة «استكماله بتمثيل المكون الكردي». وعقب الاجتماع الرسمي الأول مع دي ميستورا، ليل أول من أمس، قال المتحدث باسم وفد المعارضة سالم المسلط «نحن مستعدون في المرحلة المقبلة للدخول في مفاوضات مباشرة مع النظام على غرار ما جرى في جنيف 2»، مضيفاً انه «بعد مرحلة المفاوضات غير المباشرة، ستأتي مرحلة ثانية من المفاوضات المباشرة بوساطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا». من جهته، أعلن المبعوث الأممي أنه تسلم من وفد المعارضة وثيقة تتضمن رؤيتها لمرحلة الانتقال السياسي، غداة تلقيه تصورا مماثلا من وفد النظام. وقال دي ميستورا «تسلمت ورقة من الجانب الحكومي … وكذلك من المعارضة»، مضيفا «سنقوم بتحليلهما ونرى ماذا يمكن ان نفعل بهما». كما أشار إلى أنه يفضل الانتظار حتى تحين «اللحظة المناسبة للمفاوضات المباشرة».

 

الصحف الإيرانية منقسمة بين تأييد ومعارضة الانسحاب الروسي من سورية

17 آذار/16/طهران – الأناضول، د ب أ: انقسمت الصحف الإيرانية الصادرة أمس، بشأن موقفها من قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن سحب قواته من سورية. ورغم امتناع القادة الإيرانيين الكبار عن التعليق بشكل صريح على القرار الروسي، عنونت الصحف الإيرانية صفحاتها الأولى بعبارات مثل «الأسد من دون بوتين» و»قرار بوتين سينعكس إيجابياً على محادثات السلام السورية في جنيف»، و»قرار بوتين غير المنتظر».واعتبرت الصحف المقربة من الإصلاحيين في إيران القرار «خطوة إيجابية»، حيث عنونت صحيفة «ابتكار» النبأ بعنوان «بوتين اصطاد الجميع على حين غرة»، فيما نقلت صحيفة «اعتدال» القرار لقرائها بعنوان «بوتين يتخذ قراراً غير منتظر يرحب به العالم». في المقابل، أبرزت صحيفة «جمهوري إسلامي»، المقربة من المحافظين المعتدلين، القرار ونشرته في صفحتها الرئيسية بعنوان تضمن تصريحات وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، الذي قال «إن خروج الروس من سورية خطوة مناسبة لوقف إطلاق النار فيها». من جهتها، تساءلت صحيفة «جام جم»، المقربة أيضاً من المحافظين المعتدلين، عما إذا كان الانسحاب الروسي لعبة سياسية أم دعم حقيقي للسلام فيها، في حين عنونت صحيفة «جهاني اقتصادي» بعبارة «انسحاب روسيا يزيد من فرص نجاح محادثات جنيف». إلى ذلك، علقت الصحف الموالية للمحافظين على القرار بأنه أمر يدعو للحذر، حيث نشرت صحيفة «كيهان» عنواناً تضمن تصريحات المسؤولين الروس الذين أجمعوا على «استمرار محاربة موسكو للإرهابيين في سورية»، فيما أبرزت صحيفة «قانون» عنواناً مفاده «الأسد من دون بوتين».

 

قواتهم اعتقلت 60 عنصراً من ميليشيا موالية للنظام في القامشلي والأكراد يتجهون نحو إعلان الفدرالية في “روج آفا” شمال سورية

/17 آذار/16/دمشق – ا ف ب، رويترز: عقدت أحزاب كردية، أمس، اجتماعاً في شمال شرق سورية لإعلان النظام الفدرالي في المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد. وقال سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الابرز في سورية، من داخل الاجتماع ان المشاركين “يبحثون شكل النظام في روج آفا (غرب كردستان) وشمال سورية”، مؤكدا ان “جميع المقترحات الاولية تصب في خانة الفدرالية”.وبحسب ديبو، فإن “المناطق المعنية عبارة عن المقاطعات الكردية الثلاثة، بالاضافة الى تلك التي سيطرت عليها أخيراً “قوات سورية الديمقراطية” في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال)”. والمقاطعات الثلاث هي كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة). وشارك في الاجتماع الذي عقد في رميلان في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، بحسب ديبو، “اكثر من 150 ممثلاً عن تلك المناطق لتقرير مصيرهم في شكل سورية المستقبل”.

بدوره، أكد ممثل الادارة الذاتية الكردية في موسكو رودي عثمان ان “الاجتماع هو لايجاد حل للازمة السورية”، مؤكداً “نحن نرى ان نظاما فدراليا اتحاديا هو طريقة الحل”. وقال الصحافي مصطفى عبدي المطلع على الوضع في المناطق الكردية “يشارك في الاجتماع الموسع ممثلون عن كافة مكونات روج آفا من الكرد والعرب والآشوريين والسريان والشيشان والتركمان والأرمن”. ولم يدع الاكراد للمشاركة في مفاوضات جنيف، بالرغم من مطالبة روسيا بضرورة تمثيل حزب الاتحاد الديمقراطي، إذ ترفض المعارضة السورية إشراكهم في المفاوضات وتتهمهم بالتواطؤ مع النظام. ويؤكد عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي الكردية الدار خليل ان “مؤتمر جنيف لن ينجح من دوننا، نحن متواجدون على الأرض ونحارب داعش ونحمي المنطقة وندير شؤونها وجغرافيتها”. وتصاعد نفوذ الاكراد مع اتساع رقعة النزاع في سورية في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من هذه المناطق، اعلن الاكراد اقامة ادارة ذاتية موقتة في ثلاث مناطق بشمال سورية. ويريد الاكراد تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث من اجل انشاء حكم ذاتي عليها على غرار كردستان العراق. ونجحت “قوات سورية الديمقراطية”، وهي عبارة عن تحالف من فصائل عربية كردية على رأسها “وحدات حماية الشعب الكردية”، منذ تأسيسها قبل خمسة اشهر في طرد تنظيم “داعش” من مناطق عدة اهمها في ريف الحسكة الشرقي والجنوبي الشرقي ومن منطقة سد تشرين على نهر الفرات.

واستغل المقاتلون الاكراد هجوما نفذته قوات النظام السوري في فبراير الماضي على مواقع لفصائل مقاتلة معارضة بينها اسلامية في ريف حلب، وتقدمها في المنطقة، ليهاجموا بدورهم مواقع هذه الفصائل القريبة منهم ويتقدموا على مقربة من الحدود التركية. ويسيطر الاكراد على شريط متصل طوله 400 كيلومتر على الحدود السورية – التركية من الحدود العراقية حتى نهر الفرات. كما يسيطرون أيضا على قطاع منفصل على الحدود الشمالية الغربية في منطقة عفرين. وتوقع ادريس نعسان المسؤول بإدارة الشؤون الخارجية في عين العرب (كوباني) اعلان “الفدرالية”، موضحاً أن “الاعلان عن الفدرالية يعني توسيع صيغة الادارة الذاتية التي شكلها الكرد والمكونات الاخرى في شمال شرق سورية”. وأضاف ان هذا سيتم “تحت مسمى فدرالية شمال سورية” وأنها ستمثل كل الجماعات العرقية التي تعيش هناك، موضحاً أنها “لن تكون فدرالية جغرافية وانما ستكون فدرالية تعتمد مكونات أي تمثل الجميع”. وترسم وثيقة نشرتها وكالة “رويترز” وصاغتها لجنة للتحضير للاجتماع تصوراً “لمناطق من الادارة الذاتية الديمقراطية” ستدير شؤونها الاقتصادية والامنية والدفاعية. في المقابل، أعلنت تركيا ان مثل هذه الخطوات من جانب أكراد سورية غير مقبولة. وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية ان وحدة سورية الوطنية وسلامة أراضيها مسألة جوهرية بالنسبة لتركيا وان القرارات الاحادية لا يمكن أن تكون لها صلاحية. من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات أمن كردية في سورية اعتقلت، أمس، 60 شخصا من ميليشيا موالية للنظام في مدينة القامشلي بشمال شرق البلاد. وأضاف المرصد أن قوات الامن الكردية التي تعرف باسم “الاسايش” قصفت أيضا منطقة توجد بها مبان أمنية حكومية. وتسيطر قوات الامن الكردية على غالبية القامشلي رغم احتفاظ النظام بوجود في المدينة واستمرار سيطرته على مطارها.

 

الكرملين مكذباً بثينة شعبان: القوات لن تعود إلى سورية والانسحاب لن يضعف موقف الأسد

17 آذار/16/موسكو – وكالات: أكدت روسيا، أمس، أن الحديث الافتراضي عن امكانية عودة قواتها الى سورية «غير صحيح»، نافية في الوقت نفسه وجود أي طلب حالياً لعودة القوات الروسية الى هناك. وذكر الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بسكوف في تصريح نقلته وكالة انباء «ريا نوفوستي» ان الرئيس فلاديمير بوتين يتخذ مثل هذه القرارات في اطار الصلاحيات التي منحها له المجلس الفيدرالي وفي كل حالة على حدة. وجاء الموقف الروسي رداً على على ما صرحت به مستشارة رئيس النظام بشار الاسد للشؤون الاعلامية والسياسية بثينة شعبان لجهة أن القوات الروسية يمكن ان تعود الى سورية في اي وقت. وقالت شعبان في تصريح متلفز، ليل اول من امس، «إذا سحب الاصدقاء الروس جزءا من قواتهم.. هذا لا يعني أنها لا يمكن ان تعود»، كما نفت وجود أي ضغوط روسية على النظام السوري. في سياق متصل، أكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ان الانسحاب الروسي من سورية لن يضعف موقف الأسد، موضحة ان التدخل الروسي هدف الى تعزيز قدرات الجيش السوري في التصدي «للارهاب». واشارت الى ان روسيا تمكنت مع شركائها من إقناع أطراف النزاع بالجلوس حول طاولة المفاوضات في جنيف وإقامة قنوات اتصال حيوية بين روسيا والولايات المتحدة لمعالجة المسائل الملحة في سورية. -

 

مقتل ضابطين إيرانيين في سورية

17 آذار/16/طهران – وكالات: أعلنت إيران عن مقتل ضابطين في «الحرس الثوري» الإيراني برتبة عقيد كانا يعملان مستشارين عسكريين في سورية. وذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية، أن العقيدين في «الحرس الثوري» رحمن بهرامي وداود مرادخاني قتلا خلال المعارك العسكرية في سورية ضد تنظيم «داعش». وأضافت إن الضابطين كانا يشاركان في عمليات الدفاع عن مقام السيدة زينب، مشيرة إلى أن مراسم تشييع الضابطين تمت في إيران أمس.

 

كيري يلتقي بوتين الأسبوع المقبل: نحن أمام فرصة يجب اغتنامها

17 آذار/16/واشنطن – ا ف ب، سي ان ان: أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري أنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاسبوع المقبل لبحث الازمة السورية بعد اعلان موسكو سحب قواتها جزئيا من سورية. وقال كيري، ليل اول من امس، «سأتوجه الى موسكو الاسبوع المقبل للقاء الرئيس بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف لمناقشة كيف يمكن ان نحرك العملية السياسية بشكل فعال ونحاول الاستفادة من هذه اللحظة». وفي موسكو، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لوكالة الانباء الروسية (انترفاكس) ان وزارة الخارجية تستعد لزيارة محتملة لكيري الى موسكو. وفي وقت سابق اول من امس، أعلن البيت الابيض ان روسيا تنفذ على ما يبدو قرار سحب قواتها من سورية. واعتبر كيري ان ذلك، اضافة الى بدء محادثات السلام غير المباشرة في جنيف بوساطة الامم المتحدة، يفتح نافذة الاحتمالات للتوصل الى حل تفاوضي للنزاع المستمر منذ خمس سنوات. وقال قبل اجتماعه مع وزير خارجية جورجيا ميخائيل يانليدزي «مع حلول الذكرى الخامسة على بدء هذه الحرب المروعة، ربما اصبحت أمامنا أفضل فرصة منذ سنوات لانهائها». وإذ شدد على ضرورة إنهاء حصار البلدات والمدن السورية بشكل كامل وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق ، قال كيري «هذه لحظة يجب اغتنامها، وليس إهدارها. لدينا في هذه اللحظة القدرة على اتخاذ خطوات نحو إنهاء هذه الحرب وسفك الدماء. لقد حان الوقت للشعب السوري أن تتاح له فرصة إعادة بناء بلدهم وحياتهم، وحان الوقت لنا جميعا، كل الأطراف المعنية، للعمل معا والتقدم إلى الأمام والتركيز على هزيمة داعش»

 

محامية إيرانية تكشف الملف الأسود لانتهاكات حقوق الإنسان في طهران فضحت تناقضات النظام ونددت بالتمييز ضد النساء

/17 آذار/16/جنيف، طهران – وكالات: كشفت المحامية الإيرانية ليلى علي كرامي عن الملف الأسود لحقوق الإنسان في بلدها، خصوصاً ما يتعلق بادعاء نظام “ولاية الفقيه” بشأن تطبيق الشريعة الإسلامية، رغم ما تعانيه الإيرانيات من تمييز. وذكر موقع “العربية نت”، أمس، أن كرامي (39 عاماً) فضحت أمام الشخصيات الحائزة على جائزة نوبل للسلام التي حضرت جلسة نقاش للأمم المتحدة في جنيف بدعوة من السفارة الأميركية مزاعم نظام “ولاية الفقه” الكاذبة بشأن تطبيق الشريعة وواقع التعذيب الذي يتعرض له السجناء والسجينات، في إشارة إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي. وبشأن حجم الضرر الذي يعانيه السجناء في بلادها، قالت كرامي أمام الدلاي لاما وتوكل كرمان إن “هناك من يقضون حياتهم في السجون حالياً لأنهم رفضوا أن يصمتوا وطالبوا بحق الاختلاف، ورفضوا التمييز بين الرجل والمرأة، كما هو حال السجين منذ تسع سنوات بحاري هدايت، والناشطة التي أعدموها زينب ارجاي”. وكشفت عن وجود نحو 50 امرأة في سجون النظام، مطالبة الحكومات التي تزعم الدفاع عن حقوق الإنسان بالوقوف في وجه طهران وعدم الانجرار وراء المصالح السياسية أوالاقتصادية بعد الاتفاق النووي الأخير. وأشارت إلى أنها بدأت المحاماة في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، وواصلت مهمة الدفاع عن حقوق المرأة الإيرانية خلال فترة الرئيس المحافظ أحمدي نجاد، معربة عن أملها في أن تتحسن الأمور في بلادها لأن لديها “مجتمعاً مدنياً قوياً مستعداً لدفع الثمن مهما كانت قيمته”. وكرامي نشأت في إيران لكنها رفضت الظلم فتحولت نصيرة للمظلومين، وهي تشغل منصب رئيسة مركز لحقوق الإنسان أنشأته الناشطة الحقوقية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة على “نوبل” للسلام في العام 2003. في سياق متصل، نددت إيران، أمس، بما وصفته بـ”الأساليب الانتقائية” لمقرر الأمم المتحدة أحمد شهيد عن وضع حقوق الإنسان على خلفية تقريره بشأن تنفيذها 966 حكماً بالإعدام في العام 2015. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جابر أنصاري “إن التقرير بشأن إيران منحاز وأعد بناء على دوافع سياسة مغرضة”، مشيراً إلى أنه “غير متوازن وغير موضوعي وأعد على أساس البيانات غير الموثوق بها بدلاً من الأخذ بالحقائق”، على حد زعمه. وأضاف أن بلاده تعتبر أن “تعزيز مستوى حقوق الإنسان مهم بالنسبة لجميع الدول ويتحقق من خلال التعاون والحوار والتعامل غير الانتقائي والمساواة”. وجاء موقف طهران على خلفية ما أعلنه شهيد خلال عرض تقريره أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف الاثنين الماضي بشأن إعدام 966 شخصاً بإيران في العام 2015 ما يشكل عدداً قياسياً خلال العقدين الماضيين.

 

نيجيريا: 22 قتيلاً بتفجير نفذته إنتحاريتان داخل مسجد

/17 آذار/16/لاغوس – أ ف ب: فجرت إمرأتان متنكرتان بلباس رجال أمس، نفسيهما خلال الصلاة في مسجد في مايدوغورير شمال شرق نيجيريا، ما أدى إلى مقتل 22 شخصاً على الأقل، في المدينة التي تشهد باستمرار هجمات لجماعة «بوكو حرام». وقال المتحدث باسم الجيش ساني عثمان في بيان، «قتل 22 شخصاً ويعاني 18 آخرون من جروح متفاوتة الخطورة».من جهته، قال مصدر في فرق الإنقاذ «صباح اليوم (أمس)، وصلت إمرأتان متنكرتان بلباس رجال قبل المصلين إلى المسجد، وانضمت إحداهما إلى الصف الأول من المصلين وفجرت عبوتها عندما وقفوا للصلاة، ما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم».

وأضاف «فيما حاول مصلون آخرون الفرار سارعت المرأة الثانية التي وقفت خارج المسجد إلى دخوله وفجرت عبوتها بينهم»، مشيراً إلى أن الهجوم أدى إلى سقوط «22 قتيلاً و35 جريحاً».

وكان هذا المسجد شهد في 15 أكتوبر العام 2015، هجوماً أسفر عن سقوط ثلاثين قتيلاً و32 جريحاً. -

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أوباما وعقدة العرب

إيلـي فــواز/لبنان الآن/16 آذار/16

لم يكد يجفّ حبر المقابلة المطوّلة التي أجراها الرئيس الأميركي باراك أوباما لمجلة "أتلانتيك" مع الصحافي جيفري غولدبرغ، حيث كرر انتقاده اللاذع للعرب والمملكة العربية السعودية ووصفهم "بالقبليين"، متّهماً حلفاء بلاده التقليديين بالرغم من التزامهم باستقرار المنطقة في ظل قيادة الولايات المتحدة، بنشر التطرف في العالم، حتى تلقّى ونظرياته عن المنطقة صفعتين متتاليتين من الإيرانيين الذين وصفهم "بالعقلاء" الذين يحسبون حساب الربح والخسارة عند اتخاذهم قراراتهم الاستراتيجية. الصفعة الأولى التي سبقت نشر المقابلة أتت بالتجارب الصاروخية البالستيةالإيرانية التي تحدّت بالصوت والصورة العقوبات الاميركية التي فرضتها مطلع العام بسبب برنامجها الصاروخي. الصفعة الثانية فكانت في قرار المحكمة في مدينة نيويورك برئاسة القاضي جورج دانيلز، الذي قضت بتغريم إيران بـ 10.7 مليار دولار لتورطها في أحداث 11 أيلول، لتصرف كتعويضات لصالح أسر ضحايا الهجمات، وشركات التأمين المتضررة. كل ذلك يأتي على خلفية الصورة المهينة والمذلةّ للبحارة الاميركيين الذين احتُجزوا لساعات قبل اسابيع من قبل الباسيج، الذي عمد الى نشرها في الصحافة غير آبه بل ربما مطمئن لغياب اي ردة فعل من قبل الرئيس اوباما وادارته. ان هذا الحكم جاء ليؤكد ما هو معروف في الاوساط السياسية في واشنطن حول علاقة ايران بالقاعدة والشبهات حول ضلوعها في هجمات 11 ايلول. فمنذ احتلال السفارة الأميركية في ايران وصولاً الى احتجاز البحارة الأميركيين قبل اسابيع ومعاملتهم كأسرى حرب، كل استطلاعات الرأي التي أجريت تؤكد أمراً واحداً: الرأي العام الأميركي لديه نظرة سلبية جداً عن الجمهورية الإسلامية في ايران. لكن من غير المتوقع ان يغير هذا الحكم من سياسة البيت الابيض. فما حدث سابقاً في إحراق سفارة المملكة العربية السعودية، وقبلها مع تمكن هاكرز ايرانيون من التحكم والسيطرة على سد صغير على بعد أقل من 20 ميلا من مدينة نيويورك قبل عامين، لم يحمل البيت الابيض على اي ردة فعل قوية ضد ايران في ظل ذهول حلفاء الولايات المتحدة التقليديين. قد تواجه ادارة الرئيس أوباما ضغوطاً اليوم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أجل معاقبة إيران لإقدامها على تحدي العقوبات الاميركية من خلال تجاربها للصواريخ الباليستية، لكن هذا لن يغيّر من نهج ساكن البيت الابيض الذي يطالب المملكة العربية السعودية اكثر من اي وقت مضى بالقبول بمناطق نفوذ لإيران في المنطقة. المشكلة تكمن في أن ايران ومن خلال إمعانها في تحدي الولايات المتحدة والافلات من العقاب إنما تقصد ارسال رسالة واضحة للمملكة العربية السعودية بأنها باتت قوة اقليمية بدعم اميركي لا يمكن الا القبول بنهجها التوسعي.أوباما أسير عقد كثيرة قد يكون منها الشخصي ومنها غير الشخصي، وهو يأبى التراجع عن اخطاء وتقديرات ارتكبها في خلال فترة حكمه في البيت الابيض، في حين لا يمر اسبوعاً الا وتبرهن الاحداث عقم نظرياته وخطورتها على العالم. يقول السيناتور السابق جو ليبرمان أنه نتيجة لسياسات أوباما اصبح العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية اقل استقراراً. اما التهديدات فتأتي من القوى التوسعية مثل إيران وروسيا والصين البلاد التي يتماهى معها الرئيس الاميركي ويعتبرها شريكة في حلول الازمات العالمية، من دون اغفال طبعاً خطر الدولة الإسلامية والقاعدة، التي يبدو من خلال الوقائع الدامغة ان تلك الاخيرة على علاقة عضوية مع الحرس الثوري الايراني. طبعاً السؤال هو ماذا ستفعل الادارة الأميركية القادمة ازاء تلك المشاكل التي سيخلفها لها الرئيس أوباما؟

       

حزب الله والإخوان

 د. جمعان الغامدي/العرب/17 آذار/16

لم يكن الخنجر الذي قُتِلَ به عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلا بداية الغدر الفارسي. ولم يكن أبو لؤلؤة المجوسي إلا أحد الفرس الذين احتوتهم الخلافة الإسلامية ثم غدروا بها. جاء الفرس في ثورتهم الأخيرة عام 1979 للميلاد وأعادوا لفقيدهم المجد، بأن خصصوا له شارعا باسمه ومزارا له يقصده أذنابهم ومحبوهم وأهل طائفتهم. ثم انتهجوا طريق من سلفهم من الفرس في محاربة المسلمين ومحاولة إعادة إقامة إمبراطوريتهم التي انتزعها الفاروق من الأرض وشتتهم عليها. هذا أمر لا خلاف حوله، ما نختلف فيه لأسباب أجهلها حتى الساعة هو الموقف الإخواني من ثورة تلك الطائفة الفارسية، بل والدعم غير المعقول الذي يقدمه الإخوان لها.ورغم توفر الأدلة التي لا تقبل الشك في ذلك التوجه الإخواني، إلا أنني أستمع أحيانا إلى تعليقات تصب في صالح الإخوان ولا تؤيد أي توجه مضاد لهم. بل وأسمع أحيانا مقولات غير مباشرة وغير صريحة لا تؤيد موقف الداخلية السعودية من تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي.

ومما يثير الحزن على أولئك الذين يقولون بتلك المقولات أن شيخهم إخواني لا يعلن انتماؤه، أو أن البرنامج المعلن للإخوان وهو الخلافة الإسلامية قد سلب عقولهم. ذلك هو المبرر الوحيد من وجهة نظري فأنا لا أرى مبررا غير ذلك. ولعلنا لا ننسى كلمة الإخوان عقب ثورة الخميني ووصف الثورة بأنها أفضل إنجاز إسلامي عبر التاريخ، وأنها تمت بقيادة إمام مسلم هو فخر للإسلام والمسلمين، ويقصدون الخميني بذلك. هذا ليس الموقف الوحيد لهذا التنظيم فقد رأينا كيف انضم إخوان العراق إلى التنظيمات الشيعية المتطرفة التي ساهمت، وتساهم، في بقاء الحكومة العراقية الموالية لطهران، والتي تلعب دورا هو أشبه ما يكون بدور حزب الله الإرهابي في لبنان. كما لمسنا التأييد غير المعقول وغير المقبول لحزب الله في حربه الأكذوبة عام 2006. كما شاهدنا تأييد الحكومة الفارسية لمحمد مرسي وحكومة الإخوان في مصر التي فتحت الباب واسعا أمام التطفل الإيراني في مصر العروبة قبل أن يطيح الشعب المصري العظيم بها. ولمسنا كذلك موقف حزب النهضة الإخواني في تونس وموقفه غير الصحي من الفرس ومن حزب الله الإرهابي اللبناني. كذلك الحال في موقف حركة حماس الإخوانية ومشاركتها المستمرة في احتفالات الفرس بثورتهم. إننا حينما نتحدث عن الإخوان هنا فإنما نقدم بضع دلائل ملموسة ومحسوسة على خيانة التنظيم للمواقف الإسلامية والعربية من ثورة الفرس. وهو بذلك يعتبر العدو القريب الذي يلبس ملابسنا ويتحدث بلساننا وينجب تنظيمات حركية إرهابية كالقاعدة والنصرة و”داعش الإخوارانية” وغيرها. فهل مثل هذا الحديث يسمح لضعاف النفوس وصغار العقول أن يصنفوني ليبراليا أو علمانيا أو ملحدا أو ما طرأ في مخيلتهم القاصرة وتفكيرهم المريض من ألقاب وصفات ما أنزل الله بها من سلطان؟

حسنا، هل هم الإخوان فقط؟ على الإطلاق فهناك ذلك الحزب الذي خدع العامة في العام 2006 ولا يزال يخادعهم بدعاواة وادعاءاته ومزاعمه. ذلك هو حزب الله الذي صنفته الدول العربية بأنه تنظيم إرهابي، باستثناء موقف كلّ من العراق ولبنان والجزائر ولكل منهم حالته الخاصة. العراق، مثلا، لا يمكنه وصف الحزب بالإرهابي لسببين: الأول أن الطرفين يقعان تحت سيطرة الولي الفقيه، والثاني أن العراق لديه ما يسمّى بالحشد الشعبي وهو نموذج لحزب الله الإرهابي ولكن بالطريقة العراقية فأي صفة للحزب تجعل الحشد الشعبي يحصدها. الجزائر صاحبة مواقف غير مؤيدة لدول الخليج بحجج كثيرة وأتمنى من السعودية ودول الخليج العربي التعامل بالمثل، فالجزائر تعاني كثيرا وعدم تأييدها لمرة واحدة سيثقل كاهلها جدا. لبنان وضعه فيه قولان؛ فالحزب يسيطر على الحكومة وفيها منه وزراء. ولذلك لا يمكنه أن يصنف تنظيما يسيطر عليه بالإرهاب، في نفس الوقت الذي لا يمكن للحكومات العربية أن تصنف وزراء تلك الحكومة بالإرهاب. وهو نفس الحال تماما مع تنظيم الإخوان في تركيا مثلا حيث لا يمكن وصف الحكومة التركية أو أحد أعضائها بالإرهاب، أو شخصيات عامة فاعلة على الأرض اليمنية كعبدالمجيد الزنداني مثلا، فالحاجة والمصلحة تقتضيان غض الطرف عنه طالما لم يهاجم القيادة مباشرة. هل هذا يشرح لماذا وكيف تتم مثل هذه التعاملات الحكومية مع التنظيمين، بدلا من اتخاذها وسيلة لتبرئة التنظيم الإخواني من تهمة الإرهاب. آمل ذلك. السؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد أن صنفت تسع عشرة دولة عربية حزب الله على أنه حزب إرهابي هو: هل لهذا التصنيف أي علاقة بحكم القاضي الأميركي “جورج دانيالز” بتغريم الفرس عشرة مليارات ونصف المليار دولار، وذلك لدور حزب الله اللبناني الإرهابي المباشر في عملية 11 سبتمبر؟ ما يعنينا هنا هو هذا التوافق وتلك المصادفة التي جعلت الولايات المتحدة الأميركية تكتشف، قانونيا، علاقة حزب الله بتنظيم القاعدة “الإخواراني” وما تم بين الحزب وأعضاء التنظيم من اتصالات قبل التنفيذ، إضافة إلى الزيارات التي تمت من منفذي الهجوم لإيران الفارسية قبل تنفيذ مخططهم. جميع هذه المعلومات تصب في صالح تبرئة السعودية من التهمة الخطيرة التي ظل الفرس وقطيعهم من أحزاب الظلام والإرهاب في ترديدها طيلة خمسة عشر عاما أو أكثر. الحقيقة أن الدعوى اعتمدت على تقارير الخارجية الأميركية السنوية، وعلى ما أعلنه الفرس منذ ثلاثة عقود من حربهم على أميركا والتي قامت بها منظمات حزب الله والقاعدة. إضافة إلى أكثر من 250 دليلا على الدور الفارسي في الإرهاب، والعلاقة الوثيقة بين الفرس والتنظيمات الإرهابية كالقاعدة “الإخوارانية” وحزب الله. حكم المحكمة وضع حكومة باراك أوباما في حرج شديد بعد مواقفها المخزية مع محور الشر “إيران”. الآن، وبعد الانسحاب الروسي من سوريا سيكون حزب الله في الساحة مجددا أمام ثوار سوريا، وهم من سينفذ في حقه ما يجب. فقط نأمل ألا تتسبب الحكومتان الإخوانيتان في إرباك خط سير المقاومة بعد أن اتضحت كافة الأمور على الأرض، وبعد أن تبيّن أن ذلك الحزب ليس أكثر من ذراع فارسية إرهابية خاطئة. أيا كان اتجاهنا أو حديثنا عن الإرهاب فهو لن يبتعد عن الدور الفارسي فيه، ولن يخرج بعيدا عن المحيطين بالفرس والداعمين لهم والعاملين معهم سواء ممّن لبس لباسنا وتحدث بلساننا أو بلسانهم، اقترب عداءه أو ابتعد، فكلاهما سيان ولا فرق بين الإخوان وحزب الله، إلا كالفرق بين أبي لؤلؤة وخنجره.

 

لولا سلاح "حزب الله" لكانت 14 آذار حقّقت أهداف جمهورها وتطلّعاته...

اميل خوري/النهار/17 آذار 2016

من الإنصاف القول إن قوى 14 آذار حقّقت أهم إنجاز إذ استطاعت إخراج القوات السورية من كل لبنان وواجهت سلاح "حزب الله" بالصبر والصمود رداً على سياسية الاغتيالات لأنها وجدت نفسها بين خيارين: إمّا أن تواجه السلاح بالسلاح فتقع الفتنة المدمرة للبنان، وإما أن تعتمد سياسة سلاح الموقف لتجنيب لبنان الكارثة وإن على حساب آمال جمهورها وتطلّعاته. لذلك يمكن القول إن قوى 14 آذار ليست وحدها الخاسرة أمام سلاح "حزب الله" لأنها لم تتمكّن من تحقيق أهدافها كاملة، وفي مقدمها اقامة الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها فلا يكون دولة سواها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها، إنما لبنان بكل فئاته هو الخاسر. فلولا السلاح خارج الدولة لكانت قوى 14 آذار حققت أهدافها وآمال جمهورها في غضون سنة واحدة، ولم تستطع ذلك حتى بعد مرور 11 سنة على انتفاضتها الشعبية التي سميت "ثورة الأرز".

إن السلاح خارج الدولة كان دوماً سبباً لضعفها وعجزها عن تطبيق القانون على الجميع، فحتى عندما كان السلاح الخفيف في قرى جرود لبنان كان الأمن فيها يتم غالباً بالتراضي... ولم تقم في لبنان دولة قوية لا يستطيع أحد الاستقواء عليها منذ عام 1975 وذلك عندما انتشر السلاح على اختلاف أنواعه في أيدي الميليشيات المذهبية التي تقاسمت السيطرة في ما بينها على المناطق. فالرئيس الياس سركيس لم يكن رئيساً يحكم بل كان رئيساً تحكمه الميليشيات... فتحوَّل اهتمامه نحو العملة الوطنية وعمل على المحافظة عليها ومنعها من الانهيار. والرئيس الياس الهراوي وبعده الرئيس اميل لحود حكما لبنان بقوات سورية مستعارة وليس بقوات لبنان الذاتية. ولم يستطع الرئيس ميشال سليمان إقامة الدولة القوية المنشودة بسبب وجود السلاح غير الشرعي خارجها وتحديداً سلاح "حزب الله"، وسوف يبقى لبنان بلا دولة في عهد أي رئيس إذا بقي هذا السلاح الذي لولاه لكانت قوى 14 آذار قد جاءت برئيس للجمهورية منها، ولكانت شكلت حكومة من الأكثرية النيابية التي فازت بها في انتخابات 2009، ولما كان هذا السلاح فرض عليها تشكيل حكومات أضداد منها ومن الأقلية فكانت حكومات فاشلة وغير منتجة، ولما كان "حزب الله" قرر بمعزل عن الحكومة وهو ممثل فيها، وبمعزل عن الجيش والشعب التدخّل عسكرياً في الحرب السورية لمساندة نظام ينقسم حوله اللبنانيون انقساماً حاداً. ولولا السلاح لاستطاع لبنان تطبيق سياسة "النأي بالنفس" عما يجري حوله ترجمة لما جاء في "إعلان بعبدا" الذي يبقى وحده خشبة الخلاص للبنان وحامياً لوحدته الوطنية التي تتزعزع كلّما انحاز قادة فيه إلى محور وآخرون إلى محور آخر، ودفع لبنان ثمن ذلك اضطرابات سياسية وأمنية واقتصادية تذهب به إلى المجهول. ولولا السلاح خارج الدولة لكانت قامت في لبنان دولة منذ عام 2005 وعلى إثر خروج أو إخراج كل القوات السورية منه، ولما كان حلَّ محل هذه القوات سلاح يمتلكه "حزب الله" وحده ليصبح هو الآمر الناهي وكأن لا وجود لدولة في لبنان ولا شريك لهذا الحزب في الوطن له رأيه أيضاً ومواقفه كما يقضي بذلك العيش المشترك، وان أي انتخابات نيابية تجرى في ظل هذا السلاح تبقى انتخابات مشكوك في نزاهتها وفي صحة تمثيلها لارادة الشعب، فلا أمل إذاً في التخلص من هذا السلاح إلا بالتوصّل إلى تسوية أو حل للأزمات التي تعصف بالمنطقة، لأن لبنان غير قادر على التخلّص منه إلا بالعودة إلى الحرب الداخلية التي قد لا تنتهي بغالب ومغلوب بل تنتهي بمغلوب واحد هو لبنان وشعبه. لذلك ليس على الدول الشقيقة والصديقة ان تعاقب لبنان على ما يقوم به سلاح "حزب الله" سواء في الداخل أو في الخارج ويسيء الى علاقاته بها، انما مساعدته على التخلص منه ليس بمواجهة السلاح بالسلاح لتدمير لبنان إنما بجعل إيران تقتنع بأن هذا السلاح انتهى دوره ووظيفته كما كل سلاح خارج أي دولة في المنطقة لتصبح العلاقة المستقرة بين دولة ودولة وليس بين دولة وأحزاب أو ميليشيات، فلا يكون عندئذ استقرار وازدهار بل اهتزاز وانهيار. هذه هي الخدمة الجلّى التي تقدمها الدول الشقيقة والصديقة للبنان لتجعله يرتاح ويريح، وعسى أن يكون انسحاب روسيا عسكريّاً من سوريا بداية الغيث.

 

دعوة الحريري لنصرالله مبادرة أو مناورة؟ لا عودة من سوريا واللقاء مفتاح الرئاسة

 سابين عويس/النهار/17 آذار 2016

تخرج اللهجة الواثقة والهادئة لرئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري عن السياق التصعيدي العام الذي تشهده البلاد أخيراً، وتحديداً منذ تفجر الازمة بين لبنان والمملكة العربية السعودية على خلفية الموقف اللبناني الرسمي الخارج عن الإجماع العربي. هدوء الحريري أثار تساؤلات داخل تياره وخارجه عما قد يحمله في طياته، فيما لم يصدر أي رد فعل عن "حزب الله" الذي ظل على صمته، مبقيا على المسافة البعيدة التي تفصله منذ زمن عن زعيم "المستقبل" وما يمثل ومن يمثل. في ذروة المواجهة الإيرانية – السعودية التي كان مسرحها أخيرا لبنان من خلال الإجراءات العقابية في حقه عموما وفي حق "حزب الله" خصوصاً، خرج الحريري إلى الناس بدعوتين موجهتين حصرا إلى الحزب وقيادته، في الاولى دعوة الحزب للعودة الى لبنان (من سوريا)، وفي الثانية دعوة أمينه العام السيد حسن نصر الله إلى لقاء. في الدعوتين خروج عن المسار التصعيدي. لا يخالف الحريري حتماً القرار السعودي ولا يتمايز عنه، لكنه يسعى، بحسب قراءة أوساط مستقبلية، إلى شيء من التروي والتعقل في مقاربة الوضع، بعيدا من الانفعال الذي قد يأخذ البلاد إلى منزلقات خطيرة، خصوصا في ظل ضعف الموقف الرسمي والعجز عن احتواء الأزمة. يدرك الحريري كما الأوساط "المستقبلية" أن الدعوتين غير قابلتين للتحقق، أقله في المدى المنظور. فالحزب من جهة ليس في وارد العودة من سوريا اليوم، وليس لديه ما يقوله للحريري من جهة ثانية. وكما للحريري شروطه، لنصرالله أيضا شروطه. منذ الكلام العنيف لرئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد قبل أكثر من شهر عن "مفلس، لا مكان له في السلطة"، لم يصدر عن الحزب أي كلام يلاقي مبادرات الحريري. وهي كثيرة وليست واحدة.

فالرجل، وفي ذروة انسداد أفق الملف الرئاسي، بادر إلى تبني ترشيح أحد الأقوياء في تحالف 8 آذار النائب سليمان فرنجية، مرتضياً التسليم بالرئاسة لهذا الفريق رغم إدراكه أن مقايضة الرئاسة مع رئاسة الحكومة لا تجدي. فالحكومة، وإن كان رئيسها من 14 آذار، ستظل محكومة بالائتلاف والمساكنة القسرية التي تضعف قراراتها وصولا إلى تعطيلها. لم يلاق الحزب المبادرة بالمثل، بل ازداد تشددا في التمسك بمرشحه العماد ميشال عون وفي الامتناع عن النزول إلى البرلمان وتعطيل النصاب. بادر الرجل ثانية، في أوج الغضب السعودي، إلى المضي في الحوار الثنائي وعدم تعطيله، رغم قرار صقور "المستقبل" وقف الحوار لانعدام جدواه. وبادر ثالثة إلى دعوة الحزب الى ملاقاته بالعودة الى لبنان والجلوس معا، وما زالت الدعوة معلقة ولم تلق أي ردّ، وكأنها لم تحصل. وحده الرئيس نبيه بري تلقف الدعوة وتولى الترحيب. وهذه حاله، بعدما تلقف أزمة الحوار الثنائي فتدخل عند الحريري للحؤول دون تعطيله. قد يعتقد البعض أن الرجلين ماضيان في نسج "شيء ما"، بعدما أجمع كلاهما على أن إنجاز الاستحقاق الرئاسي بات قريبا، والتعويل على القابل من الأيام لبلورة النسيج الجديد. لكن الأكيد، بحسب الأوساط "المستقبلية"، أن زعيم التيار لا يناور بمبادرته، وهو جدي في مد اليد، فيما يفترض أن يكون رأس الحربة السعودية في لبنان. وهذا ينطلق من اقتناع بأن اليد السنية وحدها لا تصفق في أي ملف، وخصوصا الرئاسي، من دون اليد الشيعية، بعدما رمى تحالف معراب الكرة في الملعب المسلم.

كما أن عودة الحريري الى لبنان والإقامة فيه لا تتم من دون ضمانات أمنية وإستعداد لمرحلة آتية لا يمكن الحريري أن يكون فيها خارجاً.

 

بين برّي وعون: الميثاق أولاً وأخيراً خلط أوراق مستمرّ و"زكزكة" رئاسية

ألين فرح/النهار/17 آذار 2016

في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، قدّم الرئيس سعد الحريري طرحاً لـ"حزب الله" ينمّ عن شركة سياسية. البعض اعتبر هذا الطرح مدخلاً لإعادة ترتيب الأوراق الداخلية ككل، والبعض الآخر محاولة لانتخاب مرشح الحريري لرئاسة الجمهورية النائب سليمان فرنجية، بما يشكّل تمهيداً لعودته الى رئاسة الحكومة. واللافت أن الرئيس نبيه برّي تلقف الطرح وتحمّس له، ساعياً الى تسويقه أو محاولة "تبليعه" لـ"حزب الله". الحديث هنا ليس من زاوية رؤية "حزب الله" لطرح الحريري، ولا موقفه منه أو من حماسة برّي له، بل من زاوية "التيار الوطني الحر". فليس خافياً أن علاقة برّي بالعماد ميشال عون ليست في أحسن أحوالها، لكنها غير مقطوعة. وثمة من يردّ الأسباب الى اتفاق معراب، علماً أن ملامح "التراجع" في العلاقة بدأت تظهر منذ تنسيق "التيار" و"القوات اللبنانية" في الجلسة التشريعية الأخيرة. في هذا السياق، لا يخفى أيضاً أن تصويب المعاون السياسي لبرّي الوزير علي حسن خليل على موقف عون من "عدم شرعية" مجلس النواب هو من باب "الزكزكة" الرئاسية. ووفق مصادر متابعة، فإن التصويب الدائم على عون من فريق بري، وتمايز الأخير عن "حزب الله" في مسألة ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، يدلان على أن الاستحقاق لا يزال أسير خلط الأوراق الذي حصل من جراء إعادة تموضع قطبين من 14 آذار في اتجاه 8 آذار، وتحديداً الحريري أولاً في اتجاه فرنجية، ثم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في اتجاه عون. تعرف مصادر متابعة من فريق 8 آذار أن بري، عند الساعة الصفر، يؤكد أنه لن يفترق عن "حزب الله" لأن في هذا الافتراق أثماناً على البيت الشيعي الواحد وعليه دفعها. وهذا ما يفسّر أنه، أي بري بذاته، نادى بالنصاب السياسي وليس بالنصاب العددي، ولا يؤمّن حضور كتلته في مجلس النواب إلا بعد تأكده أن لا نصاب. حتى ان حلفاءه من النواب البعثيين أو القوميين يعرفون جيداً أنه يمسك بزمام النصاب ولن يؤمّنه ضد "حزب الله" وعون. إلا أن ما يزعج بري هو التشكيك الدائم في شرعية مجلس النواب، الأمر الذي ينسحب على شرعيته أيضاً رئيسا للمجلس، وتمسك "حزب الله" الاستراتيجي بدعم ترشيح عون بما يجعله لاعباً أساسياً في الاستحقاق الرئاسي، بالتواصل مع دوره الإقليمي المتعاظم، ولا سيما في سوريا. ويزعجه أيضاً اتفاق عون - جعجع.

إلا أن الأخطر أن بري لم يلتفت بعد الى ميثاقية الانتخاب، ذلك أن طرح الرابية لا يمكن الاستدارة حوله أو الالتفاف عليه، إذ يعرف بري أن الـ"لا" للحيثية المسيحية الأوزن في المكون المسيحي هي لا مكلفة على جميع الصعد. ووفق مفهوم الرابية أن هناك أمراً واقعاً يجب أن يتعامل معه الجميع كي يأتي الاستحقاق سليماً ومن دون عواقب على النظام والكيان: الميثاق أولاً وأخيراً. فمن يمسّ بالحيثية المسيحية يهتزّ الكرسي من تحته في طائفته، لأن هذه هي صيغة لبنان الفريدة. ومن يعرف بري يعرف أنه لا يحب الزوايا التي لا يمكن تدويرها، وهذه الزاوية بالذات هي زاوية ميثاقية غير قابلة للتدوير. فهل ينقذ الاستحقاق بالتمسك بالميثاق، وبالتالي ينقذ الصيغة والمواقع الدستورية المعقودة اللواء للأقوى تمثيلاً في المكونات التي تتبع لها هذه المواقع؟ إذا كان التواصل غير مقطوع بين الرابية وعين التينة، فمن المهمّ قراءة أبعاد زيارة وفد "حزب الله" لبري في عين التينة أمس بدراية وتأنٍ وهدوء، والتي أتت تحت عنوان شبكة الإنترنت غير الشرعية أو حوار "المستقبل" – "حزب الله"، لكنها تجاوزت ذلك الى مقاربة ما يجري على الساحة اللبنانية من مجمل التطورات السياسية والأمنية.

 

الرئاسة في خبر كان

غسان حجار/النهار/17 آذار 2016

يحتدم الصراع في المنطقة، ولا تبدو حلول في الأفق على رغم انطلاق المفاوضات، فنحن اللبنانيين أكثر خبرة من غيرنا في مسار التفاوض ونتائجه. تدخلت روسيا منعاً لانهيار نظام بشار الاسد، وانسحبت في اللحظة المناسبة قبل الغرق في المستنقع الموحل، وتحوّلها أداة يحارب بها النظام وايران كل المحتجين على سياسة الاول وتدخل الثانية. المعادلة في سوريا، ما بعد الانسحاب الروسي، ستتبدل، ومعها معطيات لبنانية. ستجد ايران، ومعها "حزب الله" ضمناً، نفسها في الحرب المباشرة، وعليها ان تعوّض الغياب الروسي، وهذا مكلف ماديا وبشريا. في المقابل، ستجد المعارضات السورية، والدول الداعمة لها، فرصة لالتقاط الانفاس والاستعداد لمرحلة جديدة من الحرب. لن تتنازل بعد اليوم، ومثلها سيفعل النظام، مما يسقط إمكان نجاح الحوار في ظل تشبث نظام الاسد بحلم استعادة السيطرة على مجمل التراب السوري. أضف الى هذا العامل، التوتر الخليجي تجاه ايران، ولبنان، وتحديدا "حزب الله"، والمواجهة المكشوفة بين السعودية وايران، والتي تنذر بالمزيد خصوصا بعد إعلان السيد حسن نصرالله صراحة تدخل الحزب في الساحات العربية المختلفة وصولا الى دول الاتحاد السوفياتي سابقا. في ظل هذا الاحتدام ماذا سيكون عليه الوضع اللبناني وتحديدا الرئاسي؟ وهل ينتظر اللبنانيون تقاربا مستحيلاً او تواصلاً مقطوع الخطوط والاشارات، ما بين السعودية وايران، ولو عبر وسطاء، لإطلاق صافرة الإنطلاق للمسار الرئاسي؟ بالطبع لا. لا يمكن الاتفاق بالحد الادنى على الملف اللبناني إذ تحول ورقة اضافية يتمسك بها كل طرف، وإذا كان لا يملك القرار فيها، فانه على الاقل، يملك القدرة على تعطيلها.

هذه حال الرئاسة اللبنانية، وهي أمام مفترقين: الاول ان يحقق النظام السوري انتصاراً محدودا في بلاده، فيتمسك، ومعه ايران، بالورقة اللبنانية، لاستكمال ما يعدّانه انتصاراً، ويحاولان الاتيان برئيس يحددان اسمه، فيما تسعى الدول المناوئة الى منعه من الوصول. والثاني، ان يصاب النظام، ومن معه، بانتكاسة، فيتراجع الايراني الى الخطوط الخلفية في لبنان، ويحاول ان يمسك به تعويضا، وهو ايضا سيلقى معارضة شديدة، وسيواجه القدرة على التعطيل لدى الطرف الآخر. هكذا يبقى لبنان مصلوبا مع جارته سوريا، التي لم توفر له راحةً وأماناً، في زمن استقرارها او في زمن حروبها الداخلية، وتبقى الرئاسة اللبنانية رهينة صراعات المنطقة، ومن المرشح ان تطول أزمتها، وكل ما يقال عن إمكان الاتفاق الداخلي يبقى ضرباً من الخيال إذا لم يكن استسلاما لفريق وقبولا بخيارات الآخر. وهذا ليس اتفاقاً ولا توافقاً في اي حال. الاكيد ان الصراع في المنطقة سيطول، وتطول الازمة اللبنانية، ومعها تصبح الرئاسة في خبر كان مع سياسيين موارنة أقل ما يقال فيهم انهم تحولوا أدوات للتعطيل حتى لا نقول ألعوبة.

 

بشار والانسحاب الروسي

علي حماده/النهار/17 آذار 2016

لم تتضح بعد جميع جوانب صورة الانسحاب الروسي المعلن من سوريا. كما لم تتضح آفاقه وحجمه الفعلي والنهائي. وإذا كان القرار الروسي الذي جرى إعلام الأميركيين به مسبقا قد فاجأ جميع الأطراف الأخرى، وفي مقدمهم بشار الأسد والإيرانيون، واستتباعاً "حزب الله"، فإنه يعكس رغبة روسية أكيدة في تجنب الانزلاق الى حرب طويلة ومكلفة في سوريا. كما أنه يعكس رغبة روسية في "تثمير" التدخل العسكري ديبلوماسيا الى أقصى الحدود الممكنة، في ظل استمرار الانكفاء الأميركي الاختياري، وذلك انسجاما مع قرار إدارة الرئيس باراك اوباما إدارة الظهر للازمة السورية، وترك روسيا تتقدم المشهد. من هنا ترى موسكو أن أهدافها الفعلية من التدخل قد تحققت. فقد جرى إنقاذ النظام من السقوط المحتوم، إنما من دون منحه انتصارا حاسما في الميدان، على أساس أن الحل النهائي يمكن أن يشهد إخراج بشار وبطانته المباشرة من الصورة، لمصلحة تركيبة سورية مختلطة (ضمن نظام فيديرالي) تشرف عليها روسيا نيابة عن المجتمع الدولي.

طبعا من الصعب الحكم على مدى الانسحاب الروسي، وما إذا كان سيشمل خفضا حقيقيا للأعمال العسكرية ضد المعارضة السورية بفصائلها كافة. كما أنه من الصعب الحكم على قدرة روسيا في الضغط على بشار الاسد على طاولة المفاوضات، فيما تميل إيران الى التمسك بخيار مواصلة الحرب بأفق محاولة الحسم في الميدان!وعليه، لا بد من مراقبة أداء وفد بشار المفاوض في جنيف، وما إذا كان سيعمل على نسف المفاوضات، مستندا الى تقاطع في المصالح بينه وبين الإيرانيين الذين يرفضون رحيل بشار في أي مرحلة، في ظل اعتقادهم أنهم قادرون على مواصلة المعركة بالرغم من كلفتها الباهظة عليهم وعلى أدواتهم، وفي مقدمها "حزب الله" الذي خسر حتى الآن مئات القتلى (أكثر من ألف وخمسمئة قتيل وثلاثة آلاف جريح). أيا يكن من أمر الانسحاب الروسي، فإن ترجمته السياسية تحتاج الى مراقبة دقيقة الى طاولة المفاوضات من جهة، وفي "نبض" بشار وبطانته. ولا شك في أن النظام ومعه الإيرانيون وميليشياتهم يدركون أن إنقاذ النظام من السقوط لا يعني بالضرورة إهداءهم انتصارا حاسما، وخصوصا أن بدء انسحاب روسيا يعيد ضخ منسوب لا بأس به من القلق في "شرايين" التحالف! في الخلاصة، من المبكر الحكم على القرار الروسي، في الوقت الذي تبدو فيه جميع الأطراف وقد سيطرت عليها البلبلة.

في الذكرى السنوية الخامسة لاشتعال الثورة السورية، يمكن القول بكل ثقة إن نظام بشار الذي أنقذه التدخل الروسي من شبح السقوط الذي يخيم عليه، لا يزال عاجزا عن تقديم نفسه جزءا من حل يمكن ان يؤمن عودة السلام والاستقرار الى سوريا. والحق أن النظام المتورط في قتل ما يزيد على ربع مليون سوري سيبقى جزءا من الماضي الدموي لا من المستقبل المشرق!

 

مبدأ أوباما غير المبدئي

 هشام ملحم/النهار/17 آذار 2016

أكد الرئيس أوباما، في حواراته الكثيرة مع الصحافي جيفري غولدبرغ بصراحة ما كان يضمره او يلمح اليه ضمنا في مواقفه العلنية عن السياسة الاميركية في الشرق الاوسط. الشخصية التي رسمها غولدبرغ دونما قصد لأوباما في مقاله بعنوان "مبدأ أوباما" في مجلة "ذي اتلانتيك"، هي لرئيس يثق بنفسه وبقراراته الى درجة من الغطرسة تدفعه الى الاستخفاف بكبار مساعديه (الوزير جون كيري)، وغير قادر على تحمل مسؤولية احكامه الخاطئة (الخط الأحمر في سوريا)، ويرفض ممارسة أي نوع من النقد الذاتي (تجاهل ليبيا بعد اطاحة القذافي)، ويسارع الى لوم الآخرين (المؤسسة السياسية التقليدية في واشنطن)، ولا يتردد في تشويه مواقف نقاده في شأن سوريا (مثل اتهامه المجحف لهم، بأنهم طالبوه بغزوها). هذه النقطة الاخيرة واحتقاره السافر للعرب، كانت من النقاط التي ركزت عليها في ردي على المقال الذي طلبته ادارة المجلة مني.

http://www.theatlantic.com/international/archive/2016/03/obama-doctrine-middle-east/473178/

يقول غولدبرغ ان أوباما كان مقتنعاً صيف 2013 بانه كان يسير في اتجاه مكمن نصبه له حلفاء أميركا وخصومها لتوريطه في معاقبة نظام الاسد. لكن الواقع هو ان أوباما طالب أولاً بتنحي الاسد من غير ان تتوافر لديه الوسيلة لتحقيق ذلك، وهو الذي رسم الخط الاحمر من دون استشارة مساعديه، واضعاً نفسه في مأزق من صنعه. ونرى النمط ذاته، عندما يلوم أوباما المؤسسة العسكرية على قراره زيادة عديد القوات الاميركية في أفغانستان. وعندما يدعي ممارسة النقد الذاتي، فهو ينتقد نفسه لأنه أساء تقدير عجز الدول الأوروبية عن التدخل الفعال في ليبيا بعد انتصار الانتفاضة. يمكن للمراقب أن يتفهم احباط أوباما في تعامله مع الدول العربية، واستياءه من أنظمة تسلطية تفتقر الى الشرعية، أو من حكومات تدعم تنظيمات اسلامية ظلامية وتسلّحها. لكن انتقاده لدول الخليج ومصر سوف يعزز الانطباع السائد في المنطقة أنه يحتقر السنّة العرب، ويراهن تاريخياً على ايران واحتمال تطوير العلاقات معها بعد توقيع الاتفاق النووي. من الواضح من المقال ان أوباما – باستثناء مواصلة الحملة على "داعش" ومحاولة القضاء على قياداته لانه يتخوف من عمليات ارهابية في أميركا - سوف يتجاهل جميع قضايا المنطقة الملحة ليورثها لخلفه. ما لا يمكن غفرانه لأوباما هو ادانته العملية لجيل كامل من الشباب العربي حين قارن بين شباب آسيا الذين يسعون الى التعليم والحداثة والشباب العرب الذين يريدون قتل الاميركيين على حد قوله. ولم يصدر عن أوباما أي تعاطف مع ملايين العرب الذين انتفضوا – سلمياً - ضد الطغيان وطالبوا بالحريات والحداثة. وكأنه يريد عزل مناطق واسعة في المنطقة نتيجة أوبائها المستعصية على الأدوية.

 

الانسحاب الروسي لخفض النفقات والضغط على المفاوضين

خليل فليحان/النهار/17 آذار 2016

توافرت معلومات مفادها أن ما يجري في جنيف من تفاوض جدّي، والعين الساهرة الاميركية والروسية لا تفارق أي تحرك يقوم به المبعوث الأممي الخاص الى سوريا ستافان دو ميستورا. ولفت أكثر من سفير غربي في بيروت الى أن هناك عقبات كثيرة ظهرت من وفدي النظام والمعارضة. واعتبر أحد السفراء ذلك أمرا طبيعيا، مستندا الى الأجواء في جنيف، علما أن المهمّ هو صمود وقف الأعمال العدائية وتحويله من هشّ الى دائم. وأدرج أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمغادرة نصف عدد مقاتلات سلاح الجوّ الروسي التي كانت تتولى قصف مواقع "داعش" و"النصرة" في سوريا، في إطار المشجّع على دفع المفاوضات على طريق الحل، ودعمها، وإفهام النظام أن عليه أن يساعد على إنجاحها وليس عرقلتها بوضع شروط تعطّلها. ولاحظ أن تصريحات رئيس الوفد المفاوض السفير بشار الجعفري كانت أكثر ليونة، ولا تحاكي بشيء الموقف الذي سبق أن أعلنه وزير الخارجية وليد المعلم، وفُسّر بأنه تصعيد لا يخدم انطلاقة المفاوضات. وعوّل على الموقف المرحّب لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالانسحاب الجزئي لسلاح الجو الروسي من سوريا، واصفا إياه بأنه "خطوة إيجابية نأمل أن تجبر الرئيس بشار الأسد على تقديم تنازلات". وأعرب عن أمله في أن "يسرّع الروسي وتيرة الانتقال السياسي في سوريا"، كما أن دو ميستورا عدّل موقفه الذي كان يتحاشى التعليق على الانسحاب الى مؤيد له، لأنه يؤشر لإيجابيات قد تحصل بعدما تلقى معلومات من روسيا في هذا الصدد. وتوقف سفير دولة كبرى معتمد لدى لبنان عند حرص وزارة الدفاع الروسية على الإعلان عن مغادرة المقاتلات الروسية قاعدة حميميم السورية مع صور متلفزة لمواعيد إقلاعها، ثم الإعلان عن هبوطها في قاعدة عسكرية جوية جنوب روسيا ساعة وصولها، خلافا لقواعد السرية المتبعة في تنقل السلاح الروسي. واستنتج أن موسكو أرادت أن تكون شفافة في ما تقوم به وتعلنه، من دون أي مواربة أو تخفّ بذريعة السرية، مع حرصها على التأكيد أنها خفضت عدد المقاتلات لتوفير النفقات لا للانسحاب، لأنها تعلم كل العلم أن المعركة ضد الإرهاب لا تزال طويلة وان ما ساعد عليه سلاح الجو الروسي أفسح في المجال أمام الجيش السوري لطرد "الدواعش" من مساحات وقرى كانوا يسيطرون عليها، وانه جرى تثبيت النظام الذي كان مهتزا قبل 30 أيلول الماضي. وتقاطعت معلومات ديبلوماسية وردت الى بيروت من واشنطن وموسكو عن أن الخط المفتوح بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف كفيل بأن يعالج ما يطرأ من خلافات بين الوفدين السوريين المتفاوضين، ويؤمل أن يثمر استقبال بوتين لكيري الاسبوع المقبل خطوة إيجابية في مسار المفاوضات. ولم يعد مهمًا معرفة الدافع الحقيقي لانسحاب نصف الأسطول الجوي الذي أتى الى سوريا منذ خمس سنوات ونصف سنة، لأن ذلك لا يعني الدور العسكري الروسي الجوي في سوريا، بل على العكس، إنه مستمر، والمقاتلات في مطار حميميم والوارج في قاعدة طرطوس البحرية مع نظام صاروخي متطور.

 

بوتين يقرر... والأسد يمتثل

 حسان حيدر/الحياة/17 آذار/16

إعجاب فلاديمير بوتين بالعروض المسرحية وحرصه على إذهال «المشاهدين» لا يحولان دون واقعيته عندما يتعلق الأمر بمصالح «الروسيا» العليا. فالدخول الاستعراضي الى الحرب السورية والخروج المماثل منها، وإحاطة القرارين بالكثير من التشويق والغموض، لم تخف جميعها أن الغرض منهما كان روسياً، وروسياً فقط، وأن بشار الأسد كان مضطراً، لضعفه، ان ينصاع مرتين: عندما جاء الجيش الروسي ليوقفه على رجليه، ثم عندما تركه لا يستطيع السير من دون عكازين صنعهما له. جاء قرار موسكو بالتدخل ليحقق مجموعة أهداف بينها استعادة دور ما على الساحة الدولية بعد عزلة تسبب بها التدخل في أوكرانيا وجورجيا واقتطاع جزء من دولتين أوروبيتين، ولو من «الدرجة الثانية». وجاء ايضاً بعدما تأكدت موسكو من أن الجيش النظامي السوري الذي دربته وسلحته ويواليها كبار ضباطه بات على وشك الانهيار او تغيير الخيارات، ما يهدد نفوذها في سورية. وكذلك لأنها اعتبرت أن الفرصة سانحة لإجراء مقايضة في الملفات مع الأوروبيين المرتبكين والأميركيين المنسحبين من المنطقة. وكان الإخراج في المرتين مسيئاً جداً الى هيبة الأسد، إذ استدعي وحده الى موسكو ليلاً وأبلغ بقرار التدخل الذي اتخذ ولم يعد أمامه سوى الانصياع. وبدا من نشر الكرملين نص الاتفاق من جانب واحد، أن موسكو تتقصد إظهار تحكمها بالتفاصيل كأنها تقول إن من يريد التفاوض حول سورية فليأتِ إليّ. ولم يستطع ادعاء الأسد انه هو من طلب التدخل الروسي تغيير هذا الانطباع. ثم جاء إعلان بوتين قراره سحب الجزء الأكبر من قواته الجوية بعدما استنتج أن العملية في سورية «حققت أهدافها»، وقول الكرملين إن الأسد أُبلغ بالقرار ليوضح أن موسكو اتخذته وحدها. ومرة ثانية لم ينجح ادعاء دمشق أنها طلبت من الروس «تقليل نشاطهم الجوي» في تأكيد أي مشاركة لها في صنعه. فالروس يحاورون الأميركيين والأوروبيين، ويحمون مصالحهم معهم، وليس على الأسد سوى تقبل النتائج طالما أن وضعه على الأرض لا يسمح له بأكثر من ذلك.

لواضح أن بوتين رأى أن من الأفضل سحب قواته وهو في قمة الاستفادة من تدخلها قبل أن يبدأ الثمن الذي يدفعه في الارتفاع، بعدما تبين أن ورقتي الضغط اللتين أتاحهما وجوده المباشر في سورية استنفدتا غرضيهما: الأولى كانت ورقة المهاجرين ضد اوروبا والثانية ورقة الأكراد ضد تركيا.

فبعد الاتفاق بين أوروبا وتركيا على تولي أنقرة «حراسة» حدود الاتحاد في مقابل بدل مالي، لم تعد بروكسيل في حاجة الى تخفيف عقوبات فرضتها على موسكو بعد أزمة أوكرانيا كي توقف ضرباتها الجوية في سورية، والتي تسببت في دفق جديد للاجئين هدد الوحدة الأوروبية. ولم تلمس موسكو أي مؤشرات الى إمكان تغيّر وشيك في الموقف الأوروبي. أما الضغط على تركيا والمعارضة السورية عبر محاولة وصل الجيبين الكرديين في شمال سورية لإقامة «منطقة عازلة» بين حدود الدولتين تضعف المعارضة وتقطع طرق إمدادها، فلم تفلح بسبب التهديد السعودي والتركي، ولتفضيل الأكراد العلاقة المستجدة مع الأميركيين الذين نصحوهم بانتظار انتهاء الحرب على «داعش» قبل نيل أي «مكافأة» فعلية. ويعرف أكراد سورية أن الأميركيين وحدهم يستطيعون مساعدتهم في تثبيت وتوسيع الحكم الذاتي الذي اقاموه بعدما دعموا بنجاح قبلهم أكراد العراق. حاول نظام الأسد خلال الفترة الفاصلة بين التدخل والانسحاب الروسيين أن يدعي لنفسه القدرة على فرض شروطه، فتحدث عن «تحرير» كل سورية وعن رفض أي تفاوض حول انتخابات رئاسية او حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، لكن قرار بوتين جاء ليؤكد أنه ليس على استعداد لمواصلة دفع كلفة حرب غير مضمونة النتائج، وأن اتفاقه مع واشنطن على إيجاد تسوية قد تقود الى الفيديرالية أهم بالنسبة اليه من رغبات الأسد الذي عليه الامتثال. أما مصلحة سورية فليست عند أي منهما.

 

كيف تنجح أي مفاوضات مع طرح «التقسيم» وعداً أو وعيداً؟

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/17 آذار/16

مستفزةٌ ومروّعة تلك السهولة التي اتّبعها اللاعبان الاميركي والروسي في تمرير مصطلحي «التقسيم» و «الفدرلة» في سياق جدلهما على «وقف العمليات العدائية» في سورية. كان تشاورهما في شأن الأزمة بدأ منذ أسابيعها الأولى، تعاونا بالتصاقٍ قلّ نظيره على ترك الصراع يتعمّق ويتعفّن و «يتدعّش»، اختلفا علناً وتوافقا سرّاً ثم تخاصما شكلاً واتفقا دائماً، ثم، فجأةً، اصبحا متعجّلين الحل، ليس حقناً للدماء، ولا حتى بسبب أخطار الإرهاب وتنظيماته، كما يمكن الاعتقاد، بل لأن للدولتين مشاغل اخرى، ولأن حسابات فلاديمير بوتين لشهور التدخّل الستة في سورية وحسابات باراك اوباما للشهور العشرة المتبقة له في البيت الأبيض باتت تتطلّب تظهير الحصص وتوضيح المصالح استباقاً لأي تغيير يفسد التفاهمات الراهنة. لدينا هنا الدليل الى أن الدولتين الكبريين لا تتقنان سوى الاستفادة من الصراعات. قد تنجحان في ادارتها، وأحياناً كثيرة في إشعالها، أما حلّها فشأنٌ آخر. كانت الأعوام الخمسة الماضية تمريناً اميركياً يومياً على التفنن في ادارة العجز عن معالجة أي أزمة، بدءاً بالانسحاب تقليصاً لتداعيات غزو جورج دبليو بوش لافغانستان والعراق، ثم بما تبيّن أنه أسوأ من أي غزو وأي انسحاب وهو «التدخّل من دون التدخّل» في الأزمات/ الحروب المستجدّة تحت عنوان «الربيع العربي» من سورية الى اليمن وليبيا، فضلاً عن السلبية الممنهجة ازاء مصر والبحرين، من دون نسيان الرضوخ الاميركي لزمرة التطرّف في حكومة إسرائيل لاستنباط الفشل الغبي كنمط أسوأ من الانحياز الأعمى.

وإذ ساهم الاتفاق النووي في تعزيز تقارب اميركا مع روسيا وايران، أصبحت واشنطن أكثر ارتياحاً، لأن هذين «الشريكين» التدخّليين وغير المعروفين بأخلاقيتهما السياسية يعفيانها من الأوزار المعنوية. واذا كان هناك من يحمّل اميركا مسؤولية مذابح رواندا (1994)، بحكم مكانتها الدولية، فإن واشنطن تبدو كما لو أنها تشير الى شريكيها في مسؤولية مذابح سورية، وهي الأفظع منذ بداية الألفية الثالثة. بل ان الطريق الى هذه «الشراكة» أتاح غضّ النظر الأميركي عن جرائم التدخّل الإيراني في سورية، وبعدها جرائم التدخّل الروسي، بل مهّد للتساهل الأميركي مع استمرار بشار الأسد في منصبه، ثم التساهل مع التصفية الروسية للمعارضة المقاتلة ضدّه والتهجير المنهجي لما تبقّى من سكان في مناطق يريد اقتطاعها لـ «دويلته»، والأرجح أنها شراكة ستحول دون إحالة الأسد على المحكمة الجنائية الدولية إسوةً بما حصل لمجرمي رواندا. أكثر من ذلك، يهدف التلويح بـ «التقسيم» مكافأة الاسد و «الشريكين» الى إعادة تركيب سورية لتتناسب مع أطماعهم. الذريعة جاهزة، فما أقبح أن يقال أن البلد ضاع بين شبّيحة الأسد ووحشية «داعش»، وما أسهل أن يقال الآن أن التعايش بين «السوريين» صار استحالة، لكن من هم السوريون المعنيّون هنا؟ انهم، عملياً، أعداء الأسد و «داعش» معاً. انهم الذين يريد الأسد و «داعش» التخلص منهم ليقيم كلٌ منهما «دولته». أي أن الاميركيين والروس (والايرانيين) باتوا يرون سورية إمّا كما يصوّرها لهم صالح مسلم سالخاً منها اقليمه الكردي، أو كما أمعن الأسد في تخريبها وكما يقدّمها اليهم، خاليةً من أهلها، «أرضاً بل شعب»، لا تاريخ لها، ولا تجربة آهلة هي بين الأقدم في العالم. وإذ يطرحون التقسيم استجابة للوضع الذي فرضه هذا الثنائي الجهنمي فإنهم يبحثون واقعياً عن صفقة مناسبة لمصالحهم. لم يجفّ بعد حبر القرار 2254 الذي يشدّد على «وحدة سورية» فكيف يتواءم ادّعاء تطبيقه مع فكرة التقسيم، بل كيف يستقيم البحث أولاً عن صيغة مريحة للأقليات مع النظر لاحقاً في كيفية إيواء ثلاثة أرباع الشعب. اذا قدّر لصيغ كهذه أن تتمّ فالأحرى أن تدعو الأمم المتحدة الى قمة عالمية لتشهد شطب أي عبارة في ميثاقها تقول بـ «احترام ارادة الشعوب في تقرير مصيرها». وعندئذ تحق لكوريا الشمالية وما يعادلها العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي.

اتخذ أوباما قراراً صائباً بالانسحاب من العراق لكنه كسلفه جورج دبليو لم يشأ أن يدرك أهمية العراق كموقع مؤثر في توازن المنطقة واستقرارها، وكسلفه أخطأ في أنه لم يعالج الخراب الذي أحدثه الغزو والاحتلال ولم يهتمّ بوضع أسس سليمة لمعالجة كهذه، بل ترك الفوضى لعناية ايران، التي تعرف اميركا أنها أقرب الى دولة مارقة منها الى دولة طبيعية. لذلك لم يكن نتاج الغزوَين الاميركي والايراني سوى هذا المخلوق الوحشي الذي اسمه «داعش». في العراق أيضاً قيل ويُقال أن تعايش السنّة والشيعة صعب، وفي أيام سيئ الذكر نوري المالكي كان السُنّة مخيّرون في الخضوع لأحد ارهابَيْن: إمّا ايران وميليشياتها وإمّا «داعش». وعلى رغم أن «المصالحة الوطنية» على أجندة البلد إلا أن مجرد الحديث عنها صار كأنه منافٍ للعقل أو خارج أي سياق، وهناك مَن استسلم أخيراً لاستخلاص مفاده أن دستور 2005 خطّط للتفسّخ الجغرافي عندما شرّع فدرلة الإقليم الكردي أكثر مما أسس لإعادة توحيد الشعب والدولة، وعلى رغم أن الفيديرالية تعني البقاء في كيان دولة واحدة فقد كان معروفاً أن الكرد ذاهبون الى الاستقلال الكامل أو الى أقصى درجة من الانفصال. ومنذ الغزو صارت مسألة وحدة العراق قيد التداول، حار بها الاميركيون ونصح جو بايدن بتقسيمه قبل أن يصبح نائباً للرئيس، أما الايرانيون فتمسكوا بوحدته لكن تحت هيمنتهم. بين العجز الاميركي والطمع الايراني نال «داعش» امكان الحسم بإخضاع المحافظات السنّية، لكن ضربه وطرده بات اليوم إيذاناً بالعدّ العكسي لـ «فدرلة» هذه المحافظات.

في سورية كما في العراق، كما في ليبيا واليمن، كان الديكتاتوريون بوجهين، واحدٌ مزيّف يظهرهم رموزاً لوحدة البلد والشعب ولو بالقمع والبطش وسفك الدماء، وآخر حقيقي أظهر بعد سقوطهم (بمن فيهم بشار الاسد) أنهم كانوا يحكمون بانقسامات قديمة حافظوا عليها وبأخرى افتعلوها واحتضنوها وقد فعلت فعلها في شرذمة الشعوب وتقاتلها طوائفَ ومذاهبَ واثنياتٍ وأعراقاً ومناطقً وهوياتٍ. كان للديكتاتوريين رعاة وسماسرة وزبائن، من دول عظمى أو أقل عظمة، دعموهم وصنعوا أيام عزّهم وقدّموا أنفسهم ضامنين للأمن والاستقرار، ثم انقلبوا عليهم يوم اهتزّت أنظمتهم ليتبين أنهم لا يضمنون أمناً ولا استقراراً بل انهم لم يعرفوا عن هذه البلدان والشعوب سوى أنها كانت ويريدونها أن تستمرّ أدواتٍ وملاعبَ لسياساتهم، ولا سبيل الى ذلك إلا بتقسيم البلدان لتوزّع النفوذ والمصالح فيها بين القوى الخارجية. فالحروب الأهلية تسببت بتشظّيات سياسية واجتماعية لا يستوعبها قطب دولي واحد أو اثنان، ما استوجب نمطاً من التفدرل بين هذه القوى لتقسيم المقسَّم وتقاسمه. اذا سألتَ عن العراق يقول المجيبون أن ايران و «داعش» و «الحشد الشعبي» أسباب موجبة للتقسيم. قد لا يختلف الأمر بالنسبة الى اليمن بسبب ايران والحوثيين، اذا طُرح التقسيم. وفي ليبيا ازداد وسواس الأقاليم الثلاثة حضوراً مع وجود ثلاث حكومات وصعوبة الحل السياسي على رغم تصاعد الخطر «الداعشي» وتنامي ظروف التدخّل الدولي. أما في سورية فيتوعّد «الراعيان» الاميركي والروسي ويتظاهران بالضغط والرهان على مفاوضات تبقى الآمال في نجاحها ضئيلة جداً. وكيف تنجح بعدما تبرّع «الراعيان» بالإشارة الى نتيجتها (تقسيم أو فيديرالية)، قبل أن تدخل فعلاً صلب الموضوع. صحيح أن فكرة التقسيم، وما شابه ذلك، كانت دائماً في خلفية المشهد، منذ ترويج نظام حافظ الأسد فضائل حكم الأقلية للغالبية و «تثقيف» طائفته على مبدأ «نَحكُم ولا نُحكَم»، وخصوصاً منذ تشجيعه الوحشية الأمنية والمعاملة الرعاعية لأبناء الشعب، وهي سلوكيات زادت همجية خلال عهد الأسد الابن... إلا أن سيناريوات التقسيم ومعادلاته وخرائطه اصطدمت دائماً بواقع جغرافي - اجتماعي غير مواتٍ، ولم يبقَ لبوتين وأوباما سوى الإقرار بأن مجازر الأسد والايرانيين، بعد مجازر صدّام ومَن خلفوه، وبعد مجازر الإسرائيليين، هي التي مهّدت لـ «عهد الدويلات» في الشرق الأوسط الجديد.

 

هل هو خطأ الأسد القاتل؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط/17 آذار/16

بينما أعلنت واشنطن أنه من السابق لأوانه تحديد تأثير الإعلان الروسي عن الانسحاب الجزئي من سوريا على الأزمة، أو المنطقة، ومع تأكيد من المتحدث باسم البيت الأبيض بأن «المؤشرات الأولية هي أن الروس ينفذون (الانسحاب)»، يسارع النظام الأسدي للتبرير إعلاميًا بأنه ليس الطرف الأضعف الآن.

والسؤال الأساسي هنا هو: هل ارتكب بشار الأسد الخطأ القاتل مع الروس؟ وقبل الإجابة من المهم رصد عدة مواقف بالأزمة السورية. فمع انطلاق الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة في جنيف كان من اللافت للنظر تصريح وليد المعلم بأن «الأسد خط أحمر»، وهو ما اعتبرته المعارضة نسفًا للمفاوضات، بينما اعتبر المبعوث الدولي دي ميستورا، وبتصريحات لافتة، أن المرحلة الانتقالية بالأزمة السورية هي «أم المسائل»، مضيفًا أن الجميع وصل إلى «مرحلة الحقيقة». كما لمح دي ميستورا بأنه شخصيًا لم يبتدع شيئا، بل إنه ينقل ما جاء في بيان جنيف لصيف عام 2013 وفي قرار مجلس الأمن رقم 2254 عندما تحدث عن حكم جامع يتمتع بالصدقية، وكتابة دستور جديد، وإجراء انتخابات تحت إشراف دولي. وبالطبع كان من اللافت تلويح المبعوث الدولي لسوريا، ومرتين في الأيام المنصرمة، أنه سيعود إلى مجلس الأمن الدولي، والراعيين الأساسيين للهدنة والمفاوضات، أي أميركا وروسيا، وخصوصًا في حال تبين له، أي ميستورا، أن الأمور ما زالت في طريق مسدود. ويحدث كل ذلك بينما تقول وكالة «رويترز» إن الروس قالوا الشهر الماضي «إن الأسد لا يسير بخطى متجانسة مع جهودهم الدبلوماسية»، وعليه فما الذي حدث؟ ولماذا فاجأ بوتين العالم بإعلان الانسحاب الجزئي من سوريا؟ هل ارتكب الأسد الخطأ القاتل بالكذب على بوتين، ومحاولة استخدامه، وكما استخدم إردوغان ذات مرة؟ خصوصًا أن الأسد يعتقد أن الكذب أداة من أدوات العمل السياسي؟ يبدو أن هذا هو الواضح، كما يبدو أن الأسد في ربكة، ولذا تقول مستشارته بثينة شعبان: «إذا سحب الأصدقاء الروس جزءًا من قواتهم.. هذا لا يعني أنها لا يمكن أن تعود»، وهو ما ينافي الرواية الأسدية بأن الانسحاب الروسي كان نتاج اتفاق بين بوتين والأسد، والسؤال هنا هو: هل يعقل أن بوتين الذي أركب الأسد طائرة حربية بوسط الليل لتقله إلى موسكو يعتبره ندًا له، بل وقادرًا، أي الأسد، حتى على التشاور مع بوتين، ناهيك عن تحديه؟ لا يمكن. ولذا يبدو، وأيًا كانت حسابات بوتين، أن الأسد ارتكب خطأه القاتل، وهو الكذب الذي يعد منهجه وأخلاقه، والأكيد الآن أن الأسد بلا غطاء، ومهما حاول القول. فالحقائق تقول إن الأسد كذب على الجميع، ومنذ خلف والده، ولن يتوقف عن الكذب، ويبدو أن كذبته الأخيرة، والقاتلة، ستكون مع بوتين، وإن حدثت فإنها لن تمر مرور الكرام.

 

صدمة حديث أوباما

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/17 آذار/16

تمنيت لو قال الرئيس الأميركي باراك أوباما كلامه العاصف لجيفري غولدبيرغ الأخير في مجلة «أتلانتيك»، قبل خمس سنوات، ربما كانت آثاره مختلفة. هذه المرة صراحته أغضبت أصدقاءه وفي الوقت نفسه هناك القليل الذي يمكنه أو يمكنهم عمله في الفترة المتبقية لإقناعه بخطأ رأيه أو تغيير مواقفهم. بعد سبع سنوات رئاسية، اكتشفوا أن الرئيس يحمل رأيًا مختلفًا لم يبح به لهم من قبل. وكما قال لي أحدهم إنه مثل أن تكتشف آراء زوجتك بعد عمر طويل من العلاقة. ومع أنني أتفق مع الرئيس أوباما في كثير من الأشياء، بما في ذلك نقده لنا حول قصورنا في معالجة التطرّف، وأهمية تمكين المرأة في المجتمع، فإن هناك أيضًا الكثير مما يستوجب الجدل حوله. حديث أوباما طويل جدًا، ومرهق، لأنه ليس نصًا تقليديًا يمكننا أن نفهمه في سياق واحد. وهذا يعود ربما لأن محاوره، جيفري غولدبيرغ، التقاه عدة مرات، وسافر معه في بعض رحلاته، وجمع أحاديثه في صياغته الأخيرة التي نشرها. وغولدبيرغ يعرف أوباما جيدًا، حيث سبق أن أجرى معه عدة مقابلات منذ توليه الرئاسة. ويعرف المنطقة بشكل جيد، كونه أميركيًا وإسرائيليًا غطى لبنان وشمال العراق من قبل. وقد نجح أوباما في إغضاب أصدقائه فقط، السعودية وحكومة بريطانيا وتركيا وإسرائيل. ولم يكن الرئيس يتحدث بشكل عفوي كردود سريعة، بل نرى إجاباته عميقة، استمدها من فهمه للواقع اليوم وامتداداته التاريخية. وهذا ما يجعل الأمر مقلقًا أكثر، لأنها ليست تبريرات إعلامية بل مجموعة مبادئ يؤمن بها، وصفها غولدبيرغ بـ«عقيدة أوباما»، ولهذا السبب قلت في بداية المقال ليت الرئيس قال الكلام المهم في حواراته السابقة، منذ حديثه الأول الذي أعطاه غولدبيرغ عام 2008. أوباما لا يرى الإرهاب قضية خطيرة، يعتبر المشكلة البيئية أخطر على العالم. وهي مفاضلة غير منطقية، لأنه يمكن لدولة قائدة في العالم أن تفعل شيئين في آن واحد؛ أن تواجه خطري الإرهاب والتلويث البيئي. تراجعاته في الشرق الأوسط هي أهم محاور الحديث، وهو لم ينكرها حيث استعار من التاريخ الحديث ما يقال عن صلابة الرئيس الراحل رونالد ريغان، مذكرًا بأنه انسحب فورًا من لبنان بعد تفجير مقر المارينز في بيروت. وهذا صحيح، لكن ريغان كان يحارب السوفيات في أفغانستان ويعمل ضد حلفاء السوفيات في مناطق متعددة من العالم عبر شبكة من التحالفات. والحقيقة أن الخطأ الأميركي في سوريا ليس أن الرئيس أوباما لم يحارب نظام الأسد بإرسال قواته إلى هناك، بل لأنه لم يساند مشروع المعارضة المعتدلة، مثل حرمانها من الحصول على الأسلحة المطلوبة لمواجهة قوات الأسد، وإيران لاحقًا، رغم رجاءات دول المنطقة الصديقة لواشنطن. أوباما أصاب في رفضه إرسال قوات إلى سوريا وليبيا، وأخطأ عندما ترك الحرب في سوريا تشتعل حتى تحولت إلى واحدة من أكبر مآسي تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية، مارس فيها نظام الأسد القتل بصورة غير مسبوقة؛ يقوم فيها بإلقاء البراميل المتفجرة من طائرات على ارتفاعات متدنية مطمئنة أن لا أحد يملك وسيلة لإسقاطها ووقف عمليات التدمير. وفي الحرب السورية كان كل حلفاء الولايات المتحدة الأساسيين في المنطقة مستعدين لتحمل مسؤولياتهم بخلاف ما قاله الرئيس من أنه ضد «ركاب البلاش». وصدمتهم كانت كبيرة عندما تراجع عن الخط الأحمر الذي هدد به الأسد إن استخدم سلاحه الكيماوي، وصدمتهم أكبر عندما أكدت الأمم المتحدة رواية قتل آلاف السجناء بطريقة بشعة في سوريا، وهي جميعًا موثقة بالصور، وعندما انهمر ملايين الناس يبحثون عن مأوى من القتل. سوريا علامة فارقة في تاريخ المنطقة، كحكاية مأساة إنسانية. وأصبحت مصدر توتر لم نرَ له مثيلاً من قبل، رغم كثرة الأزمات في الشرق الأوسط. والمفارقة أن الرئيس الذي يشهد التاريخ له بأنه من قضى على «القاعدة» وزعيمها أسامة بن لادن، في زمنه ظهر «داعش» وزعيمه أبو بكر البغدادي!

للحديث صلة.

 

هل انتهت الحرب الروسية «المقدسة»؟!

سلمان الدوسري/ الشرق الأوسط/17 آذار/16

ربما لا يوجد أكثر دقة عند تحليل القرارات السياسية من التفاعلات الاقتصادية؛ فما إن أعلنت موسكو عن عزمها الانسحاب من سوريا، حتى تهاوت الليرة السورية منخفضة 20 في المائة، وهو ما يفسر بشكل واضح أكثر المتضررين من القرار الروسي. لا يهم لماذا قررت موسكو ذلك فجأة، وهي التي وصفت تدخلها قبل أشهر بـ«الحرب المقدسة»، لا يهم إن كان انسحابًا حقيقيًا أم تكتيكيًا، المهم جدًا أن موسكو وجهت ضربة غير مسبوقة لنظام الأسد لم تفعل مثلها منذ قررت المغامرة والتحالف مع النظام ضد شعبه، أما فعالية هذه الضربة وتأثيرها وتبعاتها فستظهر جليًا عندما تدور رحى مفاوضات جنيف. صحيح أن الروس دعموا حليفهم الأسد كما لم يدعمه أحد، وصحيح أيضًا أنهم شركاء في كل ما اقترفه من جرائم، وصحيح أنهم زعموا محاربة الإرهاب لنفاجأ أن الهدف هو المعارضة المعتدلة بينما الإرهابيون الحقيقيون يسرحون ويمرحون، إلا أن موسكو لن تثقل كاهلها بتعقيدات أزمة مرت خمس سنوات عليها، ويمكن أن تستمر خمس سنوات أخرى، فالروس في نهاية الأمر يرغبون أن يكون هناك حل ينهي هذه القضية الشائكة، وحتى لو كانت رؤيتهم للحل تختلف عن رؤية المعارضة السورية، فإنها في نفس الوقت تختلف عن رؤية النظام، خاصة بعد أن نسي الأخير أنه لا يملك من قراره شيئًا، وتصرف كأنه دولة حقيقية وليست كرتونية لا تحكم في واقع الأمر إلا ربع الدولة السورية، وذلك في تصريحات وليد المعلم الأخيرة عن العملية السياسية، حيث صعق فيها صديقه الدب الروسي أكثر من خصومه.

الخبر الجيد هنا أن موسكو بدأت تصحيح خطأ كارثي ارتكبته قبل ستة أشهر بتدخلها غير المبرر في الأزمة السورية، فالوقائع على الأرض تقول إن التدخل الروسي لم يحقق أي نتائج حقيقية ملموسة، حتى يمكن القول إن الانسحاب تم بعد تحقيقها أو على الأقل جزء منها. وبحسب الأرقام، فإن موسكو قد تحتاج إلى 30 عامًا حتى تنجح في إبقاء نظام الأسد على قيد الحياة إذا استمرت العمليات بوتيرتها الحالية، فعندما تدخلت موسكو كانت تتوقع، وهي توجه ضرباتها إلى مقاتلي المعارضة المعتدلة لا الجماعات الإرهابية، أنها ستقلب الموازين على الأرض، غير أنها فشلت تمامًا في ذلك وخيب الميدان ظن الرئيس فلاديمير بوتين، الذي كان قد صرح في وقت سابق بأن الهدف من التدخل هو هزيمة تنظيم داعش. غني عن القول إن هذا الهدف لم يتحقق ولا بنسبة واحد في المائة، في حين أن الأسد وزمرته قرأوا التدخل العسكري الروسي بشكل خاطئ كليًا، باعتباره مسلمًا به وسيستمر إلى ما لا نهاية وسيغير من قواعد اللعبة سريعًا ودون أن تكون له كلفة يجب أن يدفعها النظام، وغاب عنهم أن هناك اعتبارات اقتصادية وجيوسياسية تمنع موسكو من القيام بالمهمة بدلاً من نظام بلغ منه الغرور عتيًا إلى حد إلغاء العملية السياسية برمتها وكأنه يتحكم بزمام الأمور، وهو ما لم تفكر حتى موسكو في القيام به.

الأكيد أن الأنظار ستكون موجهة لمفاوضات جنيف، طبعًا لن تكون باتجاه وفد المعارضة، الذي غالبًا ما كان يتصدر المشهد، فالحال انقلب جذريًا، وتمكنت المعارضة من ضبط إيقاع التفاوض لصالحها وإحراج النظام مرة تلو الأخرى. العالم سيراقب وفد النظام لمعرفة تفسيرات الخطوة الروسية المذهلة أخيرًا. القرار صدر في روسيا وتفسيراته بدقة ستترجم في جنيف. من يدري ربما يكون وزير الخارجية الأميركي جون كيري محقًا، أخيرًا، في وصف المرحلة الحالية بأنها أفضل فرصة منذ سنوات لتحقيق السلام في سوريا.

 

أيام حاسمة في مسيرة الثورة السورية في عامها السادس

داود البصري/السياسة/17 آذار/16

وسط تطورات متسارعة تمثلت في الإنسحاب العسكري الروسي المفاجئ وتخلي موسكو عن نصرة نظام دمشق والعصابات الإرهابية الطائفية المتجحفلة معه، ومع بروز إرهاصات لمتغيرات ستراتيجية كبرى وفي ظل أسوأ أوضاع عربية وإقليمية ودولية، تستكمل الثورة السورية الشعبية الكبرى أعوامها الخمس في ملاحم دموية مروعة جعلت من الأرض السورية حماما للدماء، وساحة لتصفية الحسابات بين القوى والتيارات الإقليمية والدولية المتصارعة، فالنظام السوري المتفرعن الذي مارس سياسة إرهاب وإقصاء وتكميم للأفواه لسنوات وعقود طويلة تحت هدير الشعارات الثورية المزيفة، وغطاء المعارك القومية الوهمية، وحجاب الصمود والتصدي والتوازن الستراتيجي, كشفت عوراته تماما وعاد لملاذاته الطائفية الرثة مستندا اليها في استدرار الدعم والمساندة ومحاولة البقاء في زمن وأوضاع وظروف لم تعد تسمح أبدا ببقاء واستمرار مثل تلكم النوعية من الأنظمة السياسية الشاذة عن كل منطق وأساس قانوني أو أخلاقي!

فمنذ خمسين عاما بالتمام والكمال أي منذ إنقلاب 23 فبراير الدموي العام 1966 مارس النظام سياسة إرهاب وقمع رهيبة حاول معها استئصال كل قوى الشعب الحرة ، وفرض نظاما قمعيا استخباريا متعدد الفروع و الولاءات هدفه إركاع الشعب السوري وتحويله لزمر وقطعان من العبيد المدجنة متأثرا بحلفائه في معسكر الإرهاب الشيوعي المنقرض من دون أن ينجح أو أن يتمكن من لوي أعناق رجال الشام وشبيبتها التي نشأت في ظل الفاشية الأسدية وهي تحمل بذور الثورة والتمرد والاحتقار لصيغ الفاشية وأساليبها القذرة الدموية و تتحين الفرص للثورة و تغيير الواقع الفاسد مهما عظمت التضحيات وتعاظمت المشقات ، وقدمت أجيال من السوريين الأحرار دمائها رخيصة من أجل نشر بذور الثورة والتحرر والانعتاق من سطوة عصابة عائلية إرهابية حاكمة بعد أن أطاحت بالحزب وقياداته وحولت البلد والنظام لإقطاعية عائلية طائفية يتحكم بها اراذل القوم وسقط متاعهم من المجرمين والقتلة يمارسون ما يحلو لهم من إضطهاد و إستغلال و نهب وممارسات طائفية رثة وصلت لحدود بيع الوطن السوري لثقافات وعصابات لاعلاقة لها بتاريخ وإنتماء وحضارة الشعب السوري كما فعل النظام في علاقاته التخادمية الخاصة جدا جدا مع النظام الإيراني والذي ادى هو الآخر دورا عدوانيا فظا في الشرق عبر تدخلاته غير المسبوقة في الوضع الداخلي السوري ودعمه العسكري اللامحدود لأساليب القتل و الإرهاب العسكرية من خلال استعمال الأسلحة القذرة كالبراميل وجهود مستشاري وعناصر الحرس الإرهابي الثوري وعملائهم وأتباعهم من ميليشيات الإرهاب العراقية واللبنانية والأفغانية والباكستانية!

حرب عالمية ثالثة مصغرة تدور اليوم لسحق الشعب السوري تدخل خلالها الجهد العسكري الروسي لسحق السوريين و محاولة إركاعهم و كسر إرادتهم وهي المسألة التي لن تحدث أبدا مهما تصاعد العدوان ومهما استعملوا من أسلحة الدمار والإبادة الشاملة.

لقد انطلقت الثورة الشعبية السورية الكبرى في 15 مارس 2011 لتنتصر قيما وأخلاقا ولتؤسس لسورية الجديدة المتحضرة و الراقية و المؤمنة بانتمائها العربي الإسلامي والمدافعة عن الحرية، لقد حاول النظام الإرهابي السوري المهزوم من خلال أساليبه الاستخبارية المعروفة والمكشوفة شيطنة الثورة وحرفها عن مسارها من خلال تفعيل ملف الإرهاب الذي هو وحلفائه من أكبر صناعه والعاملين في ممراته القذرة، وبذل جهدا لا زال مستمرا في عملية خلط الأوراق حتى جعل من أرض سورية ومدنها أرضا يبابا وتسبب بخراب عظيم وهشم الشعب بشكل رهيب ، ولكن مع ذلك سينهض السوريون كطائر الفينيق، وسيعمرون أرض الشام الحرة بعد تطهيرها من دنس الفاشيين وحلفائهم الإرهابيين، لن تنكسر إرادة السوريين الأحرار ، مهما عظمت الشقة و تعاظمت التضحيات ، فلا عودة للوراء أبدا ، و التاريخ يمضي دوما للأمام ولصالح تيارات الحرية والأحرار.

الثورة السورية بعد خمس عجاف و تضحيات شعبية رهيبة وجدت لتنتصر وتؤسس لشرق جديد سينبعث بعد إنهيار الفاشية التي تعيش اليوم لحظات غروبها الأخيرة… المجد للأحرار والشهداء الكرام، والنصر الناجز للشعب السوري الحر ، سورية الحرة بشعبها الحر تعانق انتصار الحرية وبزوغ فجر سوري جديد.