المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 حزيران/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.june13.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والمناسبات خاصة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَسْلُكُوا طَرِيقًا إِلى الوَثَنِيِّين، ولا تَدْخُلُوا مَدِيْنَةً لِلسَّامِرِيِّين، بَلِ ٱذْهَبُوا بِالحَرِيِّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل

ولكِنْ يَهُمُّنِي أَمْرٌ وَاحِد، وهُوَ أَنْ أَنْسَى ما ورَائِي، وأَمْتَدَّ إِلى ما أَمَامِي. فأَسْعَى إِلى الهَدَفِ لأَفُوزَ بالجَائِزَةِ العُلْيَا الَّتي يَدْعُونَا اللهُ إِلَيْهَا في المَسِيحِ يَسُوع.

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

عمليات الإرهاب ضد المدنين أكان في إسرائيل أو غيرها من البلدان هي مدانة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الفاتيكان لا يركّز على مجرد "وجود المسيحيين"/الدكتور فارس سعيْد/النهار

انفجار ضخم يهز بيروت

هل يقف حزب الله خلف تفجير "لبنان والمهجر"؟

بيروت: إنفجار "العقوبات"

جمهورية عون/محمد عبد الحميد بيضون

حزب الله ورياض سلامة: لا يمكن هزيمة طواحين الهواء المالية/علي الأمين/جنوبية

عقيلة يعقوب: سافصح عن الأسماء والأفعال ووضوح المؤامرة

رباب الصدر: لا يمكن القبول بأي تباطؤ ليبي أو لبناني في قضية الامام وأخويه

شمعون: فكر الرئيس شمعون برهن في أحلك الظروف أنه الأصلح والأمثل ويجب التمثل به

الممانعة ورياض سلامة.. صراخ بيئة مأزومة

وزير المالية: الانفجار يستهدف القطاع المصرفي واستقرار لبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/6/2016

بري: تمديد جديد للتمديد القائم مجرد التفكير في العودة إلى قانون الـ 60

وائل خير: النسبية لم تعد معتمَدة في الكثير من الدول الخلاف على حصص الطوائف من النواب المسيحيين/بيار عطاالله/النهار

"النهار" تنشر مطالعة قانونيّة أعدّتها مديرية أمن الدولة: عدم شرعيّة تأجيل تسريح نائب المدير العام بعد 27 من الجاري

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ريفي التقى 23 رئيس بلدية عكارية: لن نألو جهدا في سبيل تحقيق وحدة الصف انطلاقا من الثوابت التي زرعها فينا الشهيد رفيق الحريري

موسى: وجود 17 اقتراح قانون انتخاب في مجلس النواب دليل ارباك وعدم توافق

طلال المرعبي: الحوار والوحدة السبيل الوحيد لتجنيب البلاد الخضات والمشاكل

ارسلان: يبدو ان السؤال عن مكان فرز النفايات ومعالجتها يمس بكرامة الحرامية

جنبلاط: للخروج من السجال العلني والكف عن التهجم على حاكم المركزي وليشكل فريق أخصائي لدراسة الموضوع ومعاونة رياض سلامة لدرء الأخطار عن لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أميركا.. 50 قتيلاً بهجوم على ملهى وداعش يتبنى

والد منفذ مذبحة أورلاندو: ما حدث لا يتصل بالدين

منفذ هجوم أورلاندو أميركي من أصل أفغاني

النص الكامل لمقابلة رئيس CIA مع العربية/ مدير "سي آي إيه CIA" جون برينان، في لقاء حصري مع "العربية"

 بعد أميركا.. كندا تصادر أرصدة إيرانية لتعويض ضحايا الإرهاب أوتاوا: الحرس الثوري يخطط لصفقة تبادل بعد احتجازه أستاذة جامعية

أوجلان الى الإقامة الجبرية

رجوي: «ولاية الفقيه» وتنظيم «داعش» وجهان لعملة واحدة والمعارضة الإيرانية تتضامن مع الثورة السورية

شمخاني: قرارات خامنئي مستمدة من الوحي الإلهي!

 

عناوين المقابلات والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سلام لـ"النهار": لا ضوء لانتخاب رئيس الحكومة متعثرة والأمور "ماشية بالتسوية"/سابين عويس/النهار

حزب الله" مدعو للتعقّل في مواجهة العقوبات وليدع حاكم المركزي يتصرف بمهنية مميزة/اميل خوري/النهار

هل سأل «حزب الله» مصارف إيران وسوريا؟!/محمد مشموشي/المستقبل

 «حزب الله» ونهاية الزمن المصرفي الجميل/وسام سعادة/المستقبل

وليد عيدو.. شهيد قضية لا تموت/علي الحسيني/المستقبل

مأزق حرج في ملف العقوبات على الحزب هل يؤدي التضييق إلى فتح متنفس سياسي/روزانا بومنصف/النهار

زمن الاختناقات/نبيل بومنصف/النهار

6 حزيران 67 - يقظة العقل العسكري/الدكتور رامي عوده/النهار

وفي السنة الثالثة...تعِبَ الفراغ من الفراغ/ريـمون شاكر/النهار

ثلاث آفات تحكم لبنان/سليمان بختي/النهار

المقاومة ومحاولات «ستر عورتها» التي كشفها بوتين/حازم الامين/الحياة

عندما «يتآمر» رياض سلامة/الياس حرفوش/الحياة

الحريري في مراجعته: أنا المسؤول عن بطولاتي التي لم تقدِّروها/عبدو شامي

أنفاق "حزب الله": قبة حديدية إسرائيلية تحت الأرض/سامي خليفة/المدن

"تيار المستقبل": حزب على ورق/وليد حسين /المدن

العراق ولبنان ومدرسة النظام السوري/خيرالله خيرالله/المستقبل

هيلاري خدمت الفلسطينيين.. من حيث لا تدري/خيرالله خيرالله/العرب

السوريون بانتظار “نوفمبر” أميركا/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

عصابة أبو مهدي المهندس.. خطر على الأمن الخليجي والعربي/داود البصري/السياسة

عن مستقبل العراق في ظل هيمنة إيران/سليم نصار/الحياة

تفاقم أوجاع السوريين في شهر رمضان...والبداية، تنامي توجس السوريين ومخاوفهم من تصاعد العنف في هذا/أكرم البني/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والمناسبات خاصة

أربعون نهاد سعيد في كاتدرائية مار الياس في قرطبا /وطنية

الراعي ترأس قداس شكر في المدرسة المركزية: مؤسسة تربي شبيبتنا على ميزات الوحدة في التنوع والانفتاح على الآخر والتكامل معه/وطنية

باسيل من السويد: لبنان أعطى اكبر نموذج انساني بالعالم وعندما يفكر بالحد من النزوح يهدد بالعقاب الدولي/وطنية

الحريري: لبنان سيتنصر في نهاية المطاف وكل أنواع الإرهاب لن تخيفنا وسنكون جميعا في مواجهته/وطنية

بسترس ترأس قداسا على نية فرنسا: اذا كان لفرنسا دور في هذه المنطقة فهو نشر العلمانية المفيدة التي يتكلم عنها الإرشاد الرسولي/وطنية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَسْلُكُوا طَرِيقًا إِلى الوَثَنِيِّين، ولا تَدْخُلُوا مَدِيْنَةً لِلسَّامِرِيِّين، بَلِ ٱذْهَبُوا بِالحَرِيِّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل

إنجيل القدّيس متّى10/من01حتى07/:"دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة. وهذِهِ أَسْمَاءُ الرُّسُلِ ٱلٱثْنَيْ عَشَر: أَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسُ أَخُوه، ويَعْقُوبُ بنُ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخُوه، وفِيْلِبُّسُ وبَرْتُلْمَاوُس، وتُومَا ومَتَّى العَشَّار، ويَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى وتَدَّاوُس، وسِمْعَانُ الغَيُورُ ويَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذي أَسْلَمَ يَسُوع. هؤُلاءِ الٱثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُم يَسُوع، وقَدْ أَوْصَاهُم قَائِلاً: «لا تَسْلُكُوا طَرِيقًا إِلى الوَثَنِيِّين، ولا تَدْخُلُوا مَدِيْنَةً لِلسَّامِرِيِّين، بَلِ ٱذْهَبُوا بِالحَرِيِّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل.

وفِيمَا أَنْتُم ذَاهِبُون، نَادُوا قَائِلين: لَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات.

 

ولكِنْ يَهُمُّنِي أَمْرٌ وَاحِد، وهُوَ أَنْ أَنْسَى ما ورَائِي، وأَمْتَدَّ إِلى ما أَمَامِي. فأَسْعَى إِلى الهَدَفِ لأَفُوزَ بالجَائِزَةِ العُلْيَا الَّتي يَدْعُونَا اللهُ إِلَيْهَا في المَسِيحِ يَسُوع.

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي03/من07حتى14/:"يا إِخْوَتِي، إِنَّ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ الَّتي كَانَتْ لِي رِبْحًا، حَسِبْتُهَا مِن أَجْلِ المَسيحِ خُسْرَانًا. بَلْ إِنِّي أَحْسَبُ كُلَّ شَيءٍ أَيْضًا خُسْرَانًا، إِزاءَ الرِّبْحِ الأَعْظَمِ وهو مَعْرِفَةُ المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ شَيء، وأَحْسَبُهُ نُفَايَةً لأَرْبَحَ المَسِيح، وأُوجَدَ فيهِ مُبَرَّرًا لا بالبِرِّ الَّذي مِنَ الشَّرِيعَة، بَلْ بالبِرِّ الَّذي منَ الإِيْمَانِ بالمَسِيح، والَّذي هُوَ مِنَ الله، والقَائِمِ عَلى الإِيْمَان. وذلِكَ لِكَي أَعْرِفَهُ وأَعْرِفَ قُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وأَشتَرِكَ في آلامِهِ، مُتَشَبِّهًا بِهِ في مَوتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ القِيَامَةَ مِن بَيْنِ الأَمْوَات. ولا أَدَّعِي أَنِّي قَدْ حَصَلْتُ على ذلِكَ، أَو أَنِّي بَلَغْتُ إِلى الكَمَال، لكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُهُ، لأَنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ أَدْرَكَنِي! أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَا لا أَظُنُّ أَنِّي أَدْرَكْتُ، ولكِنْ يَهُمُّنِي أَمْرٌ وَاحِد، وهُوَ أَنْ أَنْسَى ما ورَائِي، وأَمْتَدَّ إِلى ما أَمَامِي. فأَسْعَى إِلى الهَدَفِ لأَفُوزَ بالجَائِزَةِ العُلْيَا الَّتي يَدْعُونَا اللهُ إِلَيْهَا في المَسِيحِ يَسُوع.

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

لا تتعبوا أبدًا من طلب المساعدة من الرب بواسطة الصلاة، ولاسيما في الصعوبات

Do not tire of asking in prayer for the Lord’s help especially in difficulty

Ne vous lassez pas de demander par la prière l’aide du Seigneur, spécialement dans les difficultés

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

عمليات الإرهاب ضد المدنين أكان في إسرائيل أو غيرها من البلدان هي مدانة

الياس بجاني/12 حزيران/16

إن عمليات الإرهاب ضد المدنيين هي أعمال اجرامية بامتياز ومدانة أكانت ضد المدنيين في إسرائيل أو ضد أي مدنيين في أي بلد كان. من هنا فإن العملية الإرهابية الأخيرة في اسرائيل هي مدانة ومستنكرة، كما أن كل من يؤيد ويهلل لهكذا عمليات اجرامية يجب أن يحاكم بتهمة اركاب وتأييد أعمال ارهابية.

 

تفاصيل تفاصيل الأخبار اللبنانية

الفاتيكان لا يركّز على مجرد "وجود المسيحيين"

الدكتور فارس سعيْد/النهار/13 حزيران 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/06/12/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D9%92%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%91%D8%B2/

منذ أن جنحت أحداثُ ما سُمّي "الربيع العربي" إلى العنف المسلّح، انتاب مسيحيي الشرق قلقٌ عام وفي العمق عبّرت عنه خطابات مسؤوليهم الروحيين والزمنيين، فضلاً عما يلاحظه أيُّ مراقب في أوساطهم الأهلية على اختلاف البلدان. وبمقدار ما كان هذا العنف يتصاعد وينتشر في المنطقة ليتجاوزها إلى أوروبا، كان شعورهم يتحوّل إلى "قلق وجوديّ"، الأمر الذي استدعى صُراخاً على هذا المستوى من الخطر والجدّية (مؤتمرات للمطالبة بحماية دولية...). ونقول ذلك مع علمنا بأن العنف الإرهابي لم يطاول المسيحيين وحدهم، بل طاول كلّ من وقع في دائرة نشاطه، بصرف النظر عن انتمائه الديني والمذهبي والعرقي، كما أن استهدافَ المسيحيين لم يكن في الأعمّ الغالب لكونهم مسيحيين. ومع ذلك نُقارب هذه المسألة من زاويةِ عنايتنا الخاصة بوجود المسيحيين ومصيرهم في الشرق. هذا من دون ايّةِ نزعةٍ تنصُّلية من بيئتنا الثقافية والإنسانية في المنطقة، ذلك أننا كمسيحيين "نشكل جزءاً من ثقافة المسلمين وهويتهم في المنطقة، مثلما يشكل المسلمون جزءاً من ثقافتنا وهويتنا. لذا نحن وإياهم مسؤولون عن بعضنا بعضاً أمام الله والتاريخ"، على ما جاء في نداء بطاركة الشرق الكاثوليك قبل سنوات.

وبصرف النظر عن طبيعة المجموعات المُمارِسة للعنف الإرهابي، وعن مرجعيّاتها السياسية والتمويلية والتسليحية، وكذلك عن مزاعم بعض الجهات بأنها تحارب الإرهاب فيما هي تشجّعه بطرق مختلفة، إلا أنّ ما يتقاطع عنده الانطباع العام هو أن هذا العنف إسلامي (بزعم فاعليه) أو يتلطّى بالإسلام (برأي معارضيه من المسلمين). النتيجة الواقعية واحدة: وهي أن ما يجري يشكّل تحدّياً غير مسبوق، أخلاقياً وإنسانياً وسياسياً، لجميع قوى الاعتدال والعيش معاً بسلام في المنطقة والعالم. ترتبط بهذه النتيجة ملاحظةٌ واقعيةٌ أخرى، وهي أن قوى التطرُّف العنفيّ متقاطعة عملياً حتى لتبدو وكأنها متفاهمة، رغم تبايناتها وتناقضاتها وعداوات ما بينها. هي متفاهمة عملياً على إنتاج العنف، وإعادة إنتاجه، وتسويقه وتعميمه... هذا فيما تبدو قوى الاعتدال متفرّقة متباعدة، أو أنها على تواصل لا يرقى إلى مستوى التحدّي الذي لا يوفّر أحداً على ضفة الاعتدال. مثلُ هذا التحدّي لا يتطلّب من المعتدلين مجرّد إعلان النيّات والتبرّؤ مما يحدث، بل يتطلّب تواصلاً وتعادضاً وتضامناً وتكافلاً، أي نوعاً من السينودسيّة (السّير معاً)، بما يرقى إلى مستوى "نحن مسؤولون عن بعضنا بعضاً أمام الله والتاريخ".

ما تقدّم لا يعبّر فقط عن ملاحظاتي واقتناعاتي الشخصية، بل يعبّر أيضاً عن ملاحظات واقتناعات كثيرين من المسيحيين في لبنان والمنطقة. ومما زادني إيماناً بما أقول أني وجدتُ في حاضرة الفاتيكان أذناً صاغية وقلباً مفتوحاً لمثل هذه الهواجس والرؤى، لا بل وجدتُ اهتماماً رسولياً فعلياً بأحوال المنطقة وأوضاع مسيحييها على نحو خاص وبطبيعة الحال. وذلك عندما تشرّفتُ أخيراً بلقاء إثنين من كبار المعنيّين بالشرق الأوسط في الفاتيكان، مدى ثلاث ساعات، وبتوسّط كريم من سعادة السفير البابوي في لبنان. وقد شدّ انتباهي أن اهتمام الفاتيكان لا يتركز فحسب على "وجود المسيحيين"، مجرّد وجودهم، بل يتركز أيضاً وخصوصاً على "حضورهم" الفاعل من خلال قيامهم بدور مفيد لهم ولمجمل أبناء المنطقة؛ وذلك عملاً بتعاليم الكنيسة المتواترة (الإرشاد الرسولي الخاص بلبنان 1997؛ نصوص المجمع البطريركي الماروني 2006؛ الإرشاد الرسولي الخاص بسلام الشرق الأوسط 2012... إلخ). كذلك وجدتُ اهتماماً خاصاً بما للبنان من دور متقدّم في هذا المجال، نظراً لتجربته الفريدة ("كنيسة خبيرة بالعيش المشترك، مثلما الكنيسة الرسولية الجامعة خبيرة بالسلام العالمي" – المجمع البطريركي الماروني 2006).

وأعتقد أن للكنيسة الكاثوليكية في العالم، والكنيسة المارونية في لبنان، دوراً اساسياً في التصدّي لظاهرة الإرهاب، أخلاقياً ومعنوياً وثقافياً وإيمانياً. وهذا الدور يستند إلى تاريخ طويل من الانفتاح على قضايا الإنسان في الشرق الأوسط، ولا سيما في العالم العربي:

- المجمع الفاتيكاني الثاني 1965، والذي قدّم مراجعة غير مسبوقة في تاريخ المسيحية، بخصوص النظر إلى الأديان الأخرى، ولا سيما الإسلام، كما بخصوص المصالحة بين الشرق والغرب.

- المجامع الفاتيكانية الخاصة بلبنان أو بأزمة الشرق الأوسط (1995، 2010)، بالإضافة إلى المجمع البطريركي الماروني 2006.

- الحوار الدائم مع المسلمين (منذ الفاتيكان الثاني)، والانفتاح على المرجعيات الإسلامية الدينية والزمنية (زيارة الملك عبدالله بن عبد العزيز للفاتيكان 2007؛ زيارة شيخ الأزهر للفاتيكان 2016)، بالإضافة إلى زيارة البابا فرنسيس للقدس 2016 ودعوته إلى جعل مدينة القدس مفتوحة لكل الديانات الإبراهيمية... إلخ.

إن "لقاء سيدة الجبل" الذي قام على أساس الالتزام بتعاليم الكنيسة المارونية في المجال الوطني اللبناني، كما واكب منذ العام 2000 جميع النضالات الرامية إلى تعزيز دور لبنان بوصفه "رسالةً في محيطه والعالم"، بالإضافة إلى تواصله مع العالم العربي من خلال منظمات المجتمع المدني ذات الاهتمام المشترك، يتقدّم اليوم لأن يكون عضواً فاعلاً في ورشة الاعتدال العربي، كما في مساعي التضامن بين الاعتدالين العربي والأوروبي. وذلك فضلاً عن سعيه الدائم إلى الإرتقاء بالنشاط السياسي اللبناني إلى المعنى النبيل للسياسة، بوصفها عملاً لخدمة الكائن الإنساني والمواطنية الحقّة، دونما تمييز.

 

انفجار ضخم يهز بيروت

المستقبل/ ١٢ حزيران ٢٠١٦/هز انفجار ضخم بعد غروب اليوم الاحد بيروت قرب ثانوية رنيه معوض، تحديدا في نهاية الشارع الذي يربط منطقة الظريف بشارع فردان، مقابل مقهى "ليناس". وهرعت سيارات الاسعاف والصليب الاحمر الى المكان. وافادت المعلومات الأولية ان الأضرار طالت السيارات ومبنى بنك لبنان والمهجر، من دون توفر أي معلومات عن إصابات بشرية، رغم وجود دماء على الأرض. وفي اتصال هاتفي مع محطة المستقبل، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق: "أنا بخير ولا إصابات حتى الآن في صفوف المواطنين". أضاف: "انفجار بيروت استهدف مصرفا محليا ولا إصابات حتى الساعة وهناك فقط بعض حالات الاغماء". واشار الى أنَّ "العبوة موضوعة على حيط البنك الخلفي"، ورأى انه "لا يمكن التحدث عن أي أهداف في الوقت الراهن والحمدلله انه لم يقع اي ضحايا".من جانبه، كلف القاضي صقر صقر شعبة المعلومات إجراء التحقيقات في انفجار البنك في فردان. بدوره، أوعز وزير الصحة وائل ابو فاعور إلى المستشفيات استقبال أي جريح من انفجار فردان على نفقة الوزارة.ونقلت محطة المستقبل عن مسؤول من بنك لبنان والمهجر، قوله: "لا تعليق لدينا حول ما جرى بانتظار انتهاء التحقيقات".هذا، وزار المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص المكان، وفي تصريح، قال: "ليس لدينا اي معلومات حتى الساعة وقد تكون زنة العبوة بين 10 و15 كيلو غرام ولا استهداف لاي شخصية سياسية".

 

هل يقف حزب الله خلف تفجير "لبنان والمهجر"؟

"ليبانون ديبايت":/ ١٢ حزيران ٢٠١٦/في ضوء المد والجزر في العلاقة بين المصارف وحزب الله، على خلفية العقوبات الأميركية، أتى إنفجار عبوة ناسفة على مدخل بنك لبنان والمهجر في منطقة فردان - الظريف. وبحسب مصدر أمني، "يبدو أن هناك من يريد الإصطياد في ماء العلاقة العكرة السائدة حالياً بين هذه المصارف والحزب، ليرفع من مستوى المخاطر الأمنية في الداخل". وبحسب المصدر، "ثمة إعتقاد أن الإنفجار الذي حصل في سنتر كونكورد ليس بريئاً ويتضخ أن خلفيته إيصال رسالة دون أضرار بشرية، وبالتالي تعبيد الطريق من أجل إتهام حزب الله لاحقاً من قبل طابور خامس واضحة أهدافه".

 

بيروت: إنفجار "العقوبات"

المدن - سياسة | الأحد 12/06/2016/بعد كثير من التكهنات، بدا واضحاً أن الإنفجار الذي وقع في فردان، عند الساعة 8:10 مساءً من يوم الأحد، يستهدف مبنى الإدارة العامة لبنك لبنان والمهجر (Blom bank)، والذي أنتج كثيراً من الأضرار المادية، بالإضافة إلى ثلاثة جرحى اصاباتهم طفيفة، وهم من حراس المبنى. وأكد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، من موقع الإنفجار، أن العبوة كانت موضوعة في حوض للزهور على الحائط الملاصق للبنك، مقدراً حجمها بـ10 كلغ، في حين كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي إجراء التحقيقات اللازمة حول الإنفجار. ومنذ اللحظات الأولى للإنفجار، ربط بمسألة العقوبات الأميركية المصرفية على "حزب الله". وقال رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع إن المستهدف من الإنفجار الإرهابي هو بنك لبنان والمهجر، بهدف "توجيه رسالة في جو العقوبات الأميركية، لكن كل هذا لا يخولنا الجزم بأي استنتاجات"، داعياً الأجهزة الأمنية إلى "قطع الطريق على أي إستنتاجات من خلال كشف المرتكبين، وإلا يكون هناك تجهيل للفاعل فينقلب الشك إلى اليقين". في المقابل، علق النائب وليد جنبلاط على الإنفجار بالقول إن "لبنان دخل في مسلسل تفجيرات يستهدف القطاع المصرفي بحسب المعلومات المتوافرة"، معتبراً أن "إسرائيل هي أول المستفيدين منه وحزب الله متضرر". ودعا جنبلاط إلى التوقف عن مهاجمة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، "ووضع خريطة طريق بين سلامة والمصارف وحزب الله عبر حوار تقني، من أجل تخفيف ضرر تطبيق القانون الأميركي عن الطائفة الشيعية". واستنكر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الإنفجار، مؤكداً أن "لبنان سيبقى يواجه حتى النهاية عمليات التفجير والقتل. ومعركتنا مع الإرهاب والتفجير وعمليات القتل والاغتيال والرسائل المباشرة وغير المباشرة طويلة". من جهة أخرى، أعلن وزير التربية والتعليم العالي إلياس بو صعب أنه بسبب تضرر ثانوية رينيه معوض، التي تتخذها الوزارة مركزاً لإجراء الامتحانات الرسمية، سوف تستبدل الإثنين بثانوية شكيب ارسلان لاستكمال الامتحانات.

 

جمهورية عون

محمد عبد الحميد بيضون/12 حزيران/16/فايسبوك

حاكم البنك المركزي رياض سلامة قام بجهود كبيرة لمنع اي ضغوطات او عقوبات قد تطال القطاع المصرفي نتيجة القوانين الأميركية والدولية لمكافحة تمويل الارهاب وتبييض الأموال ومن ضمنها شبكات متعددة الوجوه والأذرع تابعة لحزب الله المصنف منظمة ارهابية مع بعض الاستثناءات اميركياً واوروبياً وعربياً ٠الحاكم ينطلق من ان واجبه الأساسي هو حماية القطاع المصرفي لأن ذلك يعني حماية الاقتصاد اي حماية المواطن وايضاً حماية الدولة وموظفيها ومؤسساتها من الانهيار والافلاس٠

لكن الحاكم أيضاً قدّم للحزب تطمينات واجراءات بأن العمليات القانونية والشرعية لن تطالها الإجراءات والاهم انه فرض على المصارف ان لا تغلق اي حساب وان لا ترفض فتح حساب جديد دون مراجعة البنك المركزي وهذا اجراء غير مسبوق تتحمل المصارف جرّاءه مخاطر ما يمكن ان يكون مغامرات وألاعيب من الحزب او مناصريه٠رغم كل حسن النية من الحاكم والمصارف قام الحزب بهجمات قاسية بحق الحاكم من النوع غير المألوف وغير المقبول والذي يثير القلق الكبير لدى اللبنانيين وفي الخارج على سلامة القطاع المصرفي وهذا يعكس مرة جديدة ذهنية الاستهتار والتهور لدى الحزب في مقاربة الشأن الوطني والاقتصادي٠

اليوم نرى دفاعاً عن الحاكم يصدر عن جعجع مما يدفعنا الى السؤال عن موقف حليفه وتؤامه في اعلان النوايا ميشال عون٠لماذا لم يطرح اي موقف دفاعاً عن الحاكم والاقتصاد و لم يبرز اي اهتمام سوى المزيد من التفهم والحرص على مواقف الحليف الإقليمي وأدواته ؟

حزب الله ضرب السياحة وأعلن ان " المقاومة" لا تحتمل السياحة وسكت عون٠

حزب الله وجّه ضربات للصناعة والزراعة بمعاداته لدول الخليج وبعزله لبنان عنه وسكت عون٠

حزب الله يأخذ البلد الى الانهيار الاقتصادي من خلال ربطه بمصالح ايران والاسد المعزولين دولياً ومن خلال ربطه بالحرب المذهبية الدائرة على خلفية تعزيز النفوذ الإيراني والامبريالية الايرانية الكاريكاتورية ووافق عون٠

اليوم يشعر الجميع بمخاطر الحزب على القطاع المصرفي ويصمت عون٠

يبدو ان حزب الله وعون لديهم مخططات مختلفة للاقتصاد اللبناني:

سياحة الحج المسلح الى المقامات او حمل السلاح دفاعاً في اي مكان بدلاً من سياحة الأماكن التاريخية والسياحة الحديثة٠

زراعة حشيشة الكيف والأفيون بدلاً من الخضر والفواكه والحمضيات وغيرها٠

صناعة الكابتاغون ومشتقاته وأخواته بدلاً من الصناعات الحالية التي يصدّرها لبنان الى الخليج العربي٠

اما القطاع المصرفي فيتم استبداله بشبكات تبييض المال العادي ليصبح مالاً طاهراً نظيفاً يستحق بجدارة ان يموّل التيارات والحركات والأحزاب والعائلات والأقارب والمحسوبين٠

هذا ما ينتظرنا اذا وصل عون الى الرئاسة وهذا سبب اصرار ايران عليه٠انه التجسيد الوحيد للاقتصاد "المقاوم"٠

كان يُقال عن البلد الفاشل جمهورية موز ٠غداً سيُقال جمهورية عون

 

حزب الله ورياض سلامة: لا يمكن هزيمة طواحين الهواء المالية

علي الأمين/جنوبية/ 12 يونيو، 2016

كلّ تصريحات السيد حسن نصر الله السابقة أنّ العقوبات لن تؤثر على حزب الله لم تنعكس مع بدء تطبيق قانون العقوبات الأميركية والذي تزامن مع تصعيد خطابي ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ليس سرّاً أنّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لديه طموح أن يكون رئيساً للجمهورية اللبنانية. ويظلّ اسمه، كما قائد الجيش، من الأسماء التي يجري تداولها حين الحديث عن الرئاسة الأولى ومن يتولاها. ورياض سلامة، الذي يدير لعبة المحاصصة بميزان الذهب بين القوى السياسية، يحفظ لحزب الله حصته كاملة ومن دون منّة سواء في وظائف البنك المركزي أو في غيرها من القضايا المصرفية التي يحتاج فيها حزب الله لإيعاز من الحاكم بدعم هذا من هنا او هناك. هذه ليست خصوصية العلاقة بين الحاكم وحزب الله، هذه مدرسة المحاصصة مع مختلف القوى التي يعتمدها سلامة مع كل من يستطيع أن يسمح أو يمنع وصوله إلى الرئاسة الأولى. بكل الأحوال الجميع يثني على دور رياض سلامة على مستوى حماية الاستقرار المالي. وهذه الإشادة ليس مصدرها حسابات سياسية بقدر ما هي تعبير عن غياب سياسات نهوض، والإتكاء على قدرات سلامة لاستخدام الودائع في حماية الاستقرار المالي ومنع انهيار العملة اللبنانية. أخيراً رياض سلامة صار في موقع المتهم من قبل حزب الله، أو على الأقل بدأ يتلقى رسائل تحذير، ويمكن يتلقى رسالة تهديد. لكن المحذر والمهدد يعلم أنّ القمصان السود أو سبابة السيد لا تنفع كثيرا في هذه الوضعية. ربما نفعت مع النائب وليد جنبلاط فانقلب على 14 آذار وذهب صاغراً الى حضرة السيد وفيق صفا، عفوا السيد نصرالله. لكن هنا لا تنفع.

اللعبة هنا مالية بامتياز. حزب الله لم يعد مجموعة من المقاتلين أو مجموعات انتحارية، بل غرق في المال ودخل في مشاريع وأغرته الاستثمارات. وجذب إليه مئات المتمولين من شيعة وغير شيعة. وكان بوابتهم إلى نوري المالكي في العراق وإلى أفريقيا وغيرها من الدول. قال السيد نصرالله قبل أشهر أنّ العقوبات لن تؤثر على حزب الله لأن لا أموال لديه في البنوك. ردود الفعل على الإجراءات المالية تظهر أنّ هذه العقوبات مؤذية. حيث أنّ الصرخة تصدر من حزب الله. لم نسمع جلبة في مكان آخر. لم نسمع من حلفاء حزب الله أنّهم متأثرون بهذه العقوبات. علماً أنّ مقتضى “الوفاء”، الذي اكتسح في الانتخابات البلدية، أن يعبر عنه بمثل الاعتصام أمام السفارة الاميركية في عوكر، على سبيل المثال لا الحصر. لأنّه في معيار وميزان كتلة حزب الله النيابية، ضمن بيانها الأخير، أنّ هذه العقوبات تستهدف المقاومة.

معركة حزب الله مع المصارف وكيفية تطبيقها العقوبات الأميركية معركة فاشلة من البداية. ليست المصارف الطرف المستعد للخسارة كرمى لحزب الله. وطرفة أنّ حزب الله يهدد المصارف بسحب كتلة مالية لرجال أعمال شيعة موجودة في البنوك، وهم رهن اشارة السيد حسن نصرالله، هي نكتة طريفة، لكن لا تنطلي على احد. بالتأكيد ليس نصرالله وراء هذه الطرفة. فهو الذي يعلم أكثر من غيره أنّ ما من رجل مال اقترب من حزب الله، أو معظمهم على الأقل، إلاّ لأنّ اقترابه كان سبيلاً لزيادة أمواله. إمّا أن يستجيب أصحاب المال لما يمكن أن يهدد بعض مالهم، فهذا ما لن يحصل أبداً. فكل أصحاب الأموال صاروا اليوم يخافون من إعلان صلتهم بحزب الله بعدما صارت مكلفة. حزب الله يعرف أنّه يصارح طواحين الهواء. لا سبيل للربح. وسخرية جمهوره من أزمة الرئيس سعد الحريري المالية ستنقلب عليه خلال أسابيع قليلة. فالحزب وبيئته، الشيعية وغير الشيعية، ستبدأ في التململ العلني. لن يستطيع حزب الله ان يواجه النظام المالي العالمي. وهذه واحدة من هزائم كثيرة آتية، لمن ظنّ أنّه باستطاعته التغلب على الكوكب كله.

 

عقيلة يعقوب: سافصح عن الأسماء والأفعال ووضوح المؤامرة

الأحد 12 حزيران 2016 /وطنية - أعلنت عائلة الشيخ محمد يعقوب ان عقيلته الشيخة امتثال حيدر باتت ليلتها التاسعة والثلاثين في مكان اعتصامها المفتوح في طريق المطار امام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وجاء البيان التاسع والثلاثون والذي كتب على لوح امام المارة وفيه: "ايها الظالمون ان قولي لكم في هذه المحنة كان اصلاحا وحرصا ونصحا فلا تطمئنوا من نفاذ صبري. لقد آذيتمونا وآلمتمونا وتزعمون انكم لن تتأذوا وتتألموا فتيقنوا انكم ستتأذون وتتألمون اكثر بكثير، فاني لم افصح عن الاسماء والافعال ووضوح المؤامرة ولم اتحدث للناس عن افعالكم الدنيئة التي ترتكبونها علينا وعلى القضية والناس. ان صبري عليكم بدأ بالنفاد".

 

رباب الصدر: لا يمكن القبول بأي تباطؤ ليبي أو لبناني في قضية الامام وأخويه

الأحد 12 حزيران 2016 /وطنية - أقامت مؤسسات الإمام الصدر، حفل إفطارها السنوي غروب أمس في فندق الموفنبيك، حضره حشد من كبار الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والخيرية. وألقت السيدة رباب الصدر كلمة رحبت فيها بالحضور، مهنئة إياهم بحلول الشهر المبارك. ثم عرضت لبعض نشاطات وانجازات المؤسسات وبرامجها للسنوات. وعن قضية تغييب الإمام الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدرالدين، أشارت الى خطورة مستجدات القضية وقالت: "اوجاعنا كثيرة وآلامنا كبيرة، وبعدنا مش قد المسؤولية ابدا، تمر قضية تغييب سماحة الإمام وأخويه في منعطفات تستوجب مضاعفة الجهود، ولا يمكن القبول بأي تباطؤ ليبي أو لبناني لأن ذلك يشكل خطرا على حياة الأحبة الثلاثة في مكان احتجازهم أينما كان، ونظرا لخطورة مستجدات القضية في الفترة الأخيرة، ستعلن عائلة الإمام الصدر قريبا موقفها للرأي العام في بيان شامل. ونحن إذ نجدد الشكر لدولة الرئيس نبيه بري وللجنة المتابعة الرسمية والأساتذة الوكلاء والمستشارين على حمايتهم الدؤوبة ومتابعتهم الجدية لهذه القضية، نطالب من جديد دولة رئيس الحكومة ومجلس القضاء الأعلى ونقابة المحامين في بيروت، وكل ذي صلة، حماية القضية من أيادي السوء أيا كان لونها". وختمت الصدر: "نبشركم بصدور قرار عن الهيئة العامة لمحكمة التمييز بوقف تنفيذ قرار خاطئ كان يقضي بنقل الدعوى من يد المحقق العدلي الحالي. فإذا كان للباطل جولة، فإن للحق دولة، نؤكد لكم اننا باقون على عهدنا في متابعة هذه القضية المقدسة متمسكين بثوابتها حتى تحرير الإمام وأخويه، والله حسبنا وهو الأمل في عودتهم سالمين. وفقكم الله ورعاكم، كل وعام وأنتم بخير وتقبل الله منكم ان شاء الله وشكرا لصبركم".

 

شمعون: فكر الرئيس شمعون برهن في أحلك الظروف أنه الأصلح والأمثل ويجب التمثل به

أقامت مفوضية المتن الشمالي في حزب الوطنيين الأحرار، حفلا تكريميا لمرشحي الحزب في الإنتخابات البلدية والإختيارية، في مطعم مهنا جل الديب، برعاية رئيس الحزب النائب دوري شمعون وحضوره الى مفوض المتن الشمالي المحامي جوزف كرم، عضو المجلس السياسي جورج نعمان، أمين العمل ريبال زوين، رئيس منظمة طلاب الأحرار سيمون درغام، رئيس منظمة الشباب والرياضة طوني نجم، وحشد من مفوضي المناطق ورؤساء الفروع في الحزب ومناصرين والمكرمين. استهل الحفل بالنشيد الوطني ثم كلمة للمفوض كرم هنأ فيها فائزي الحزب بالإنتخابات البلدية والإختيارية الذين "أثبتوا من خلال خوضهم المعركة الإنتخابية في قراهم وبلداتهم أن لحزب الأحرار وجودا فاعلا ومؤثرا وهو الرقم الصعب على الساحة"، وأكد "أن ألأحرار سيخوض المعركة النيابية المقبلة بمرشحين على كل الأراضي اللبنانية".

شمعون

 وألقى النائب شمعون من جهته كلمة أكد فيها "أن الحزب استطاع من خلال النتائج التي حصل عليها في الإنتخابات الأخيرة أن يثبت أنه لا يزال حزبا عريقا ومحترما، وله وجود فاعل على الساحة السياسية"، آملا في "أن يحقق الحزب في الإنتخابات النيابية المقبلة النتائج المرجوة"، ولفت إلى أنه "يريد أن يكون في الحزب أشخاص يستطيعون كسب إحترام محبة الناس وليس أشخاص مملين بسبب خطاباتهم الفارغة"، وأكد "أن الفكر السياسي الذي تمتع به الرئيس كميل نمر شمعون برهن في أحلك الظروف أنه الأصلح والأمثل ويجب التمثل به".

 

الممانعة ورياض سلامة.. صراخ بيئة مأزومة

المدن - ميديا | الأحد 12/06/2016/الممانعة ورياض سلامة.. صراخ بيئة مأزومة التغريدات لم تتخطّ كونها هجوماً عبثيّاً، يتصل بالشتيمة والتهديد

تعكس الهجمات على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في "تويتر"، عمق الأزمة التي يعاني منها جمهور الممانعة مع نفسه أولاً. فالرجل الذي كان حتى أمس القريب من ضمن الأسماء المطروحة لموقع الرئاسة، كمرشح توافقي، بات اليوم "ميشال سليمان الثاني"، ورياض "الأميركاني" و"السعودي" أيضاً.. و"متآمر على المقاومة" وأنه "يقود حملة أكبر من المطلوب منه أميركياً ضد المقاومة"! هذا الجمهور، لم يكن بحاجة لتوجيه في التعبير والمصطلحات وعبارات التخوين في حملته الافتراضية. كان يكفي أن ينطلق بيان سياسي بلهجة تصعيدية متدنية، من كتلة "الوفاء والمقاومة"، ليتحقق حلم مناصرين بإطلاق المعركة الإفتراضية. وبدأت الحملة ليل الجمعة تحت هاشتاغ "العصيان المصرفي"، وتحولت ليل السبت الى هجوم مباشر على حاكم مصرف لبنان تحت هاشتاغ "رياض مع السلامة"، وما زال النقاش فيه مستمراً حتى ظهر الأحد. في الواقع، لم يقدم المغردون أي وجهة نظر تدافع عن محور الممانعة، وتثبت أحقية أبناء الضاحية وأبناء الطائفة الشيعية بالاستخدام الآمن للمصارف. جل ما قدموه، هجوم عبثيّ، يتصل بالشتيمة مثل عبارة "حقّك ليرة"، والتهديد مثل التلويح بالتظاهر أمام المصارف أو سحب الودائع، والبناء على أوهام وأحلام مخالفة لكل الوقائع والمتغيرات، كقول أحدهم ان هناك "7 أيار مصرفي". فيما ذهب آخر لدعوة الشيعة لسحب ودائعهم من المصارف، بينما طالب آخر في "تويتر" المصارف بإقفال فروعها في الضاحية وبيروت والجنوب والبقاع! ليست تلك التغريدات، إلا وسيلة تعبير عن شعب مأزوم، لم يجد في القوة إلا سبيلاً لحل مشاكل لا يعرف من سيتأثر بها في ظل ضبابية حول الاسماء والمعايير.. ربما أشاح التعاطي العاطفي مع القضية، وجه هؤلاء المناصرين عن منطق هم أول من سيتأثر به، كقول أحدهم إنه ينبغي عدم دفع قروض الاسكان للمصارف! التهديد بالقوة، هو جزء من صورة الذات في العالم الافتراضي. فقد اعتاد قسم كبير من هؤلاء على الصراخ، وعلى الاحتكام لفوضى النقاش والجلبة.. كما في النقاشات الحيّة. لكن تغريدة منطقية، من شأنها أن تهدأ قسماً كبيراً من تلك الفوضى، وتعيد النظر في الاتجاه، كتغريدة الزميل يزبك وهبه، عن رياض سلامة، بوصفه ضمانة الاستقرار المالي اللبناني قائلاً: "أنصفه العالم... فلا تظلموه".

 

وزير المالية: الانفجار يستهدف القطاع المصرفي واستقرار لبنان

الأحد 12 حزيران 2016 /وطنية - اعتبر وزير المالية علي حسن خليل، عبر "تويتر"، ان "‏الانفجار الذي استهدف بنك لبنان والمهجر، يستهدف استقرار كل القطاع المصرفي، وبالتالي استقرار كل لبنان. وهو بالتأكيد مستنكر ومدان".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/6/2016

الأحد 12 حزيران 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

"داعش" يضرب في الولايات المتحدة، متبنيا عملية إرهابية نفذها أفغاني متشدد قتل خمسين شخصا داخل أحد الملاهي في أورلاندو.

أما في لبنان، فالجميع يقر بوجوب تحمل المسؤوليات الوطنية حيال الأوضاع المحلية الصعبة، وفي خضم التطورات الإقليمية والدولية الصاخبة، حيث برز اليوم العمل الإرهابي "الداعشي في أورلاندو.

والجميع يقر بوجود ملفات خلافية وقضايا حياتية متعثرة، ومشاريع ملحة وشائكة في الوقت نفسه، وبأن انتظام الدولة اللبنانية وحل المشكلات وفض الخلافات، يبدأ عبر انتخاب رأس الدولة- رئيس الجمهورية. لكن بيدو أيضا أن مجمل الأفرقاء يستسلمون- إذا صح التعبير- لواقع استمرار الفراغ في سدة الرئاسة، وواقع تسيس الملفات وتمذهبها، بحسب توصيف وزير الإعلام رمزي جريج الذي سأل المعطلين عن التناقض في سيرِِم في استحقاق الانتخابات البلدية، وإحجامهم عن النزول الى البرلمان لانتخاب رئيس الجمهورية.

في أي حال، ومن أجل تأمين الحد الأدنى من ماء الوجه الوطني في مقاربة بعض الحلول، يتجه عدد من المرجعيات، بينها الرئيس سلام، إلى تمرير الملفات الخلافية في مجلس الوزراء، عبر سياسة السير بين الألغام. وفي طليعة تلك الملفات: النفايات وأمن الدولة وسد جنة الذي يحتاج الى دراسة عميقة ودقيقة من النواحي الجيولوجية والبيئية والإقتصادية، فيما الرئيس بري يسعى الى تأمين تفاهم على قانون انتخابات.

في الغضون، وبعد استرخاء نسبي في الحركة السياسية في عطلة الأسبوع، تتحرك العجلة في الأيام المقبلة، كما تنشغل الأوساط بقراءة الرسائل التي يطلقها الرئيس سعد الحريري في مواقفه في إفطارات رمضان المبارك، منذ الخميس الماضي، وامتدادا الى كل أيام الشهر الفضيل.

وقبل تفصيل المحطات السياسية المسجلة في الساعات الماضية، نشير إلى الحريق الكبير الذي اندلع في أحراج جعيتا، والذي تجهد لإخماده فرق الدفاع المدني والإطفاء وطوافات الجيش اللبناني وكذلك بلدية جعيتا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

حريق جعيتا يربك الدولة اللبنانية، ويفرض علامات الاستفهام عن الجهوزية والقدرة للسيطرة على حرائق محتملة حذر من إندلاعها الدفاع المدني، ودعا المواطنين إلى ضرورة التنبه والتقيد بالإرشادات.

النيران تلتهم أحراجنا بالتدرج، ولبنان عاجز عن تجهيز وتحضير فرق كافية للسيطرة السريعة على الحرائق.

الجيش يؤازر، لكن وعورة المناطق تتطلب آليات ومعدات حديثة غير متوافرة عند الدفاع المدني، فيستبسل العناصر والمتطوعون وينجحون في إبعاد الحرائق عن المنازل.

نهاية الأسبوع كانت خالية من المواقف السياسية، لولا تصريح للنائب وليد جنبلاط دعا فيه للخروج من السجال العلني والكف عن التهجم على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لأن المواجهة اليوم تستهدف "حزب الله" وجمهوره ولبنان كل لبنان، فتلك المواجهة ليست بالصواريخ أو الدبابات أو الطائرات أو غيرها من الأسلحة، قال جنبلاط.

الأسبوع المقبل سيشهد محطات سياسية، تبدأ باستحقاق داخلي فرضته الانتخابات البلدية داخل تيار "المستقبل". الرئيس سعد الحريري مهد للدخول في ورشة محاسبة ومساءلة، وبدا في إطلالته الرمضانية أمس مصرا على المضي بتياره إلى الأمام. ومن هنا تنطلق غدا اجتماعات المكتب السياسي لتيار "المستقبل"، لوضع منهجية مراجعة شاملة لأوضاع التيار التنظيمية والإدارية والسياسية، وجدول أعمال يتضمن الإخفاقات التي أصابت التيار في المرحلة السابقة وصولا إلى الانتخابات البلدية.

ويفترض أن تتوج هذه المراجعة بعقد مؤتمر عام لتيار "المستقبل" يصار خلاله إلى تغيير في بعض أطره القيادية.

خارجيا، سرقت حادثة الملهى الليلي في فلوريدا الأميركية الاهتمامات الدولية. أميركي من أصول أفغانية هاجم الملهى واحتجز رواده، وتطورت القضية بعد هجوم الشرطة إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وإعلان حالة الطوارىء في الولاية خشية من أعمال إرهابية أخرى، بعد تبني "داعش" العملية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

صوم عن المواقف نهارا، بعدما اصبحت السياسية طبقا ثابتا على موائد الافطار، حيث يلملم البعض صورته المبعثرة في الانتخابات البلدية. وجراء المنابر المنفردة المتهمة بالتغريد خارج السرب والمسار، لا جديد متوقعا لبنانيا، سوى المزيد من القال والقيل في قانون الانتخاب وفي خطة النفايات وفي ملفات لا ينقطع تعدادها، كما لا ينقطع الشك بالتوصل الى حلول فيها.

الجديد اليوم ان اللبنانيين باتوا يرون في فرنسا نسخة مظهرة عن بلدهم واوضاعه، وليس العكس. يرون الفساد في فرنسا والاضرابات الغاضبة فيها واجتياح النفايات والسيول شوارعها الراقية، لتأتي اليوم مواجهات كأس امم اوروبا الدامية في خانة الشبه ايضا لما شهدته يوما الملاعب اللبنانية.

ماذا يحصل في فرنسا؟، بل ماذا يحصل في اوروبا واميركا؟، وهل من اصطنع الارهاب وسوق نهجه الدموي على الشاشات، يرتد اليه نمطا وسلوكا عنيفا يصرف اينما كان وفي الشوارع والمدرجات والملاعب والملاهي؟. هذا ما نرى اجاباته في الارتدادات الارهابية المتنقلة من شوارع دمشق وبغداد وباريس وبروكسل وفلوريدا الامريكية حيث وقع اليوم اسوأ هجوم مسلح بتاريخ الولايات المتحدة بحسب الاعلام الاميركي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنه الحادث الأسوأ والاكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية، بهذه الكلمات المعبرة وصف الاعلام الاميركي المجزرة التي حصلت اليوم في مدينة اورلاندو في فلوريدا. المجزرة التي استهدفت ملهى للمثليين، أدت حتى الان الى وقوع خمسين قتيلا واكثر من 53 جريحا، والمعتدي هو اميركي من اصل افغاني تردد ان مشهد المثليين الذين يقبلون بعضهم كان يستفزه ويعتبره امرا منافيا للطبيعة. فهل ما حصل امر فردي ام انه عمل ارهابي منظم؟.

في لبنان، ارتفعت الحرارة فانتشرت الحرائق من جعيتا الى قرب الكازينو، نشبت النيران وتمددت، وطرق المكافحة بدت بطيئة جدا والسنة النار كانت اسرع بكثير زارعة الرعب والخوف. مرة اخرى انها الوسائل البدائية في مواجهة عوامل الطبيعة، وهكذا فان الوطن العاجز عن مواجهة ازماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بدا عاجزا ايضا امام عوامل الطبيعة، فأين طائرات الاطفاء من طراز سيكورسكي ولماذا لم تظهر الا مرة واحدة عندما تم استقبالها على المطار؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

على طريقة محمود درويش، يمكن القول أن على أرض لبنان ما يستحق الانتظار، والأخبار. ليس بالضرورة انتظار أخبار الحرائق التي تندلع كل عام، ولا يطفئها انتباه أي عام. ولا طبعا انتظار أخبار التسمم الغذائي، في ظل تفلت تخطى الفوضى وتسيب تجاوز الأدغال. وليس بالضرورة انتظار أخبار الإتجار بالبشر، التي تخرج إلينا مثل نشرات الطقس، قصيرة مثيرة، لكنها تنتهي كل يوم بيومه.

ما يستحق الانتظار والأخبار على هذه الأرض، ليست أخبار الفساد، ولا روائح الصفقات الأنتن من النفايات، ولا ملفات الهدر والسرقة وثروات الممنوع الحديث عن ثرواتهم. ما يستحق الأخبار عندنا، أننا مؤمنون، وأننا نؤمن بأننا سنظل ننتظر ونرجو ونخبر. وأننا لذلك، أعدنا اليوم تكريس لبنان لقلب العذراء مريم، مريم، سلطانة السماوات والأرض، المصطفاة على نساء العالمين، علها تبقينا في خانة انتظارنا الراهن. فلا نصل يوما إلى حالة انتظار أورلاندو اليوم، حيث سجل أسوأ حادث إطلاق نار فردي في تاريخ أميركا. أفغاني واحد، يسقط بالرصاص أكثر من مئة ضحية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

عطلة نهاية أسبوع دموية من اورلاندو الى فرنسا. في اورلاندو خمسون قتيلا و53 جريحا في هجوم فردي على ملهى ليلي اوقف القائم به وهو عمر متين، وقد استخدم سلاحا رشاشا. وفي فرنسا الشغب بين مناصري فريقي انكلترا وروسيا أوقع اكثر من ثلاثين جريحا.

مذبحة اورلاندو يمكن ان تشكل عاملا لا يستهان به في الطريق الى الانتخابات الرئاسية الاميركية. وأعمال الشغب يمكن ان تؤثر على السمعة الامنية لفرنسا، ما لم تعالج تداعيات الشغب بسرعة.

لبنانيا، الحرائق سبقت بدء فصل الصيف، وكأنها تنبئ بقربه. حريق كبير في احراج جعيتا بقي مشتعلا منذ الصباح وحتى المساء، ليطرح وبقوة معضلة اطفاء الحرائق في لبنان التي لا يتذكرها المسؤولون المتعاقبون الا عند نشوب حريق تعجز الاجهزة المختصة عن السيطرة عليه بوسائلها التقليدية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

بعد كلمتين حدد خلالهما ثوابت العروبة والعلاقة المميزة مع المملكة العربية السعودية، وحماية المناصفة والطائف والعيش المشترك، ورفض تدخلات ايران في الدول العربية، ورفض مشاركة "حزب الله" في قمع الشعب السوري، كانت الكلمة المصارحة للرئيس سعد الحريري بالأمس، فاتحة عهد سياسي جديد في تيار "المستقبل" وفي المشهد اللبناني عموما، شارحا بالتفصيل ان جميع المبادرات التي قام بها هدفها مسألة وحيدة، وهي حماية لبنان من جنون الآخرين.

الرئيس الحريري اعتبر ان افطار البيال بالامس، هو اول اشارة لمن يريد ان يسمع ويرى ويكتب ويحلل، ان بيت "المستقبل" ثابت الاركان والاساسات، وان تيار رفيق الحريري يستحيل ان يسقط لا بالضربة القاضية ولا بالنقاط.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

انتظروها من "داعش" جاءتهم من الانكليز، أصحاب المواهب في إرهاب الملاعب. فحضارة مرسيليا وتمدنها ولونها الأمني البرتقالي الصارم، سقط أهدافا متتالية في شباك اليورو حيث لم ينفع دور حراس المرمى.

سرعان ما التقط المشاغب اللبناني شغب اوروبا، ليظهر أن اللعبة لدينا نقطة في بحر فرنسا، من دون ان يعرف الروس والانكليز وبقية الأمم اللاعبة، أن لدى اللبنانين قيمة مضافة، وهي الخلفية الطائفية لكل مباراة وكل فريق، يدويا كان أم بلغة القدم.

في الملاعب السياسية، وبعد شغب الوزير نهاد المشنوق قرر الرئيس سعد الحريري ان ينزل إلى الملعب صخرة دفاع، في اضخم المناورات الهجومية وعلى قاعدة: أنا سعد الدين رفيق الحريري الموقع أدناه. اعترف زعيم "المستقبل" بخطايا الماضي، وبالمسؤولية عن:

اتفاق الدوحة، السير بالمبادرة السعودية للمصالحة مع سوريا، شرب السم في الذهاب الى دمشق، تداعيات ال"سين- سين" على الرابع عشر من آذار، إهتزاز الثقة بين الحلفاء، كشف مناورات "حزب الله" حيال المبادرة القطرية- التركية، الغياب عن لبنان أربع سنوات، الحوار مع ميشال عون، ترشيح سمير جعجع. وأنا، أنا المسؤول عن ترشيح سليمان فرنجية.

كان بودنا ان نجد هذا اليوم الذي لا نتحدث به عن سعد الحريري، لكن دولته لم يترك لنا الفرصة، لا بل هو من أوجدها. فالاعتراف بالخطأ هنا لم يأت على شكل الفضيلة. ويكفي ان نستحصل على عينة واحدة منها لنكتشف مدى التهور في القرارات السياسية، وأبرزها تلك المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، حيث ما من زعيم يريد سد الشغور فليجأ إلى ترشيح جعجع ودغدغة ميشال عون ومشاركته عيد ميلاده والاختلاء به في باريس، قبل ان يعود ويبدل رأيه "مستحليا" سليمان فرنجية رئيسا.

وهذا يعني ان البلد كان تحت مزاج سعد. وإذا كانت المسؤوليات السياسية المتبقة على هذا المنوال، فإن الاعترافات الاثني عشر الواردة في خطاب الحريري، ستكون موضع تدقيق في صدقيتها وفي طليعتها انقلاب فؤاد السنيورة على الحلف الرباعي وورقة الرياض. لكن أهم ما قدمه الحريري في أعترفاته، هو إعلان براءة نهاد المشنوق، واعتبار ان كل ما أدلى به وزير الداخلية في موضوع ال"سين- سين" والذهاب مكرها الى سوريا كان صحيحا. حيث لم يتجن المشنوق على أحد ولم يقل كلامه من ميكونوس، بل ادلى به عن سابق دراية الى ان منحه الحريري بالأمس عبارة "صدق".

 

بري: تمديد جديد للتمديد القائم مجرد التفكير في العودة إلى قانون الـ 60

13 حزيران 2016/النهار/رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري "أن مجرد التفكير في العودة الى قانون الستين، هو بمثابة تمديد جديد للتمديد القائم"، محذراً من مغبة "عدم التوصل عاجلاً الى تفاهم على قانون انتخاب ترضى به اكثرية اللبنانيين". ونقل عنه رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي زاره في عين التينة السبت، قوله: "لقد حذّرت وأنذرت من انتفاضة شعبية على عقم المحاولات الآيلة الى الحفاظ على الستاتيكو القديم، من دون الأخذ بمتبدلات الاجيال، وانه لا بدّ من انتفاضة استباقية من موقعي، لئلا تقع الواقعة والوقيعة بين الدولة والناس". كذلك نقل عنه في النتائج البلدية والاختيارية، إعتباره إياها "بداية تحوّل في المزاج الشعبي، نتيجة التراخي في الاستجابة لمتطلّبات المرحلة وأخذ حاجات المواطن في المسؤولية والاعتبار". وأشار الى "أن الرأي كان متفقاً على أهمية انجاز الاستحقاق الرئاسي الذي هو حق ميثاقي ودستوري، قبل أن تدهمنا الاستحقاقات الاقليمية والدولية، وتفلت الفرصة الاخيرة من أيدي المؤثرين على اعادة الجميع الى رشدهم ووجدانهم الوطني المتعالي عن الذات".

"الجماعة"

واستقبل بري أيضاً وفداً من "الجماعة الاسلامية" برئاسة أمينها العام عزام الايوبي وعضوية النائب عماد الحوت ورئيس المكتب السياسي أسعد هرموش الذي أشار على الاثر الى أن "إنجاز الانتخابات البلدية الديموقراطي الحر، أظهر مساوئ الطبقة السياسية والعجز الحاصل على مستوى الاداء في الخدمات وفي الإنماء، وعلى كل المستويات التي حرّكت الناس للإعتراض في كل لبنان على هذا التراكم التاريخي في الواقع السياسي اللبناني وتمظهر بعجز النظام اللبناني عن انتاج نفسه من جديد. لذلك نحن نعول كثيراً على دور الرئيس بري الوطني الكبير في اعادة اطلاق مخارج الحلول (...)".

كذلك استقبل الدكتور احمد خواجة ورئيس جمعية متخرجي الجامعة اللبنانية - الاميركية في دبي سعد الزين.

 

وائل خير: النسبية لم تعد معتمَدة في الكثير من الدول الخلاف على حصص الطوائف من النواب المسيحيين

بيار عطاالله/النهار/13 حزيران 2016

"ليس صحيحاً أن النسبية تؤمن حقوق المسيحيين والمناصفة الميثاقية بين اللبنانيين، والأصح أنها تحتاج قبل التهليل لها من جماعات المجتمع المدني، الى التفكير فيها ملياً، وفي مدى استجابتها مطالب المجتمع المتعدد في لبنان قبل كل شيء". هذا الكلام ليس موقف حزب سياسي مسيحي، بل هو موقف واضح للكثير من الناشطين المسيحيين على مستوى الدفاع عن حقوق المواطن - الانسان في لبنان أولاً، وعلى مستوى الجماعة المسيحية "المهضومة" حقوقها والمصادر نصف نوابها منذ عام 1992. يردد الناشط الحقوقي والمدير التنفيذي لمؤسسة "الحق الانساني" وائل خير، أن الغرض من الانتخابات النيابية، تأمين التمثيل الصحيح، وتأمين الاستقرار، والمحاسبة. وتؤمن النسبية في رأيه التمثيل الصحيح، وهي أفضل بدرجات من النظام الأكثري، لكن المحاسبة تنعدم في النظام النسبي نتيجة تشتت الأصوات وافتقاد الاكثرية التي تقرر، ويبقى ان النسبية لا تؤمن الاستقرار لأن الحكومات الائتلافية لا تؤمن الاستقرار ولا تصلح في المجتمعات المتجانسة والتي لا يقوم فيها تنوع وتعددية وحق الاختلاف بين الجماعات، وخير دليل على ذلك اسرائيل التي تعتمد النظام الانتخابي النسبي على مستوى الدولة، وعدد المقاعد الذي تحصل عليه كل قائمة في مجلس النواب يتناسب مع عدد الناخبين الذين صوتوا لها. وعلى أي حزب أو قائمة أن تحصل على نسبة 1.5 في المئة على الأقل من مجموع الأصوات، وهو الحد الأدنى للتأهل لدخول الكنيست. ويبدو أن هذا النظام يصوت فيه الناخبون لقائمة الحزب وليس لشخص بذاته في القائمة، ويحتسب عند الفرز الاوائل لدى كل لائحة. ورغم اعتماد هذا النموذج، فإن الاستقرار ليس من سمات الحياة السياسية لدى الاسرائيليين، الذين تضطر أحزابهم الى تشكيل ائتلافات واسعة مع الاحزاب الصغيرة والمتشددة في معظم الاحيان بهدف تأمين الاكثرية وتشكيل الحكومات. والكلام على النسبية على مستوى لبنان دائرة واحدة او دوائر كبيرة فيه الكثير من المبالغات وإغفال الحقائق المجتمعية في التعددية اللبنانية، والسؤال الذي يطرح نفسه، وخصوصاً للمهللين للدائرة الواحدة او للدوائر الكبيرة بهدف اعتمادها في النسبية، هو مدى أهلية المجتمع المتعدد في لبنان للاقتراع للائحة على مستوى الجمهورية، وإسقاط ورقة من 128 اسماً لهذا الحزب أو ذاك. فلقد درجت الحجة او المنطق السائد عقب خروج الوصاية السورية في نيسان 2005 والفرز العمودي بين فريقي 8 و14 آذار، أن في الإمكان اعتماد النسبية وخوض الانتخابات بلائحتين تضمان كل القوى والشرائح والمذاهب والطوائف والمناطق، لكن ذلك الانقسام أصبح مجرد ذكريات لدى الفريقين، ولا يمكن اعتماده معياراً لخوض الانتخابات بعدما اختلطت الأمور في شكل غير مسبوق وعلى كل المستويات وداخل كل مكونات الفريقين. وما كان يصح قبل فترة لم يعد يصلح اليوم في ظل الانقسامات والتحالفات الجديدة على كل الساحات، وخصوصاً السنية والمسيحية. وهذا ما يقود الى المسألة الثانية في كيفية توزيع الدوائر في أي نظام مختلط بين النسبي والأكثري، ذلك أن التعميم لا يصب في مصلحة معالجة الشكوى المسيحية من الغبن ومصادرة نصف عدد النواب المسيحيين في المجلس. وإغراق مسيحيي بعبدا وعالية والشوف مثلاً وسط بحر إسلامي واسع لا يخدم الميثاقية في شيء. وكذلك ضم الأقضية في شكل عشوائي من دون احتساب إمكانات تعزيز الخيارات الحرة لدى الناخبين المسيحيين لن يكون إلا مشكلة جديدة أو باباً للتحايل على القانون وأخذ المزيد من النواب المسيحيين، أو إبقاء الوضع على ما هو تحت عنوان النسبية. لا يكشف وائل خير سراً عندما يقول إن النسبية لم تعد معتمدة في الكثير من الدول، بل في القليل منها، في حين تعتمد أكثرية الدول نظام الدائرة الفردية بهدف تعزيز مبادئ المراقبة والشفافية والمحاسبة بين الناخب والنائب، وتالياً فإن الخلاف في لبنان ليس على النسبية بل على حصة كل من الزعماء الآخرين من النواب المسيحيين الذين أصبحوا خارج المعادلات اللبنانية.

 

"النهار" تنشر مطالعة قانونيّة أعدّتها مديرية أمن الدولة: عدم شرعيّة تأجيل تسريح نائب المدير العام بعد 27 من الجاري

المصدر: "النهار"/13 حزيران 2016

يعود ملف أمن الدولة العالق في عهدة رئيس الحكومة تمّام سلام الذي يطلب قبل أكثر من شهر عدم الاستمرار في إثارة الموضوع في الاعلام تمهيداً لإخراج حل مناسب يتوافق مع القوانين المعمول بها، ويحفظ كرامة الجميع. وبسبب الانتخابات البلدية والاختيارية، ارجئ البحث في الموضوع كلياً. لكن الانتخابات انتهت، ومهلة الشهر تم تجاوزها من دون أن تلوح في الأفق بوادر حلول. ومع اقتراب موعد تسريح نائب المدير العام العميد محمد الطفيلي في 27 حزيران بدأت تُسمع أصوات، في السرّ كما في العلن عن الوصول الى مخرج لـ"سن التقاعد"، مما يعني ان نيّة استمرار تعطيل الجهاز هي السائدة وفق مصدر وزاري شدّد على ان انعدام الحل يعني العودة إلى التعطيل وربما إلى تعطل مجلس الوزراء. ويؤكّد أن إعادة النظر في هذا الجهاز أمر غير مطروح إطلاقاً. فبالإضافة إلى أهميته في التركيبة الأمنية، هناك محاذير كبيرة في المسّ بجهاز رئاسته تعتبر من أهم المراكز المحسوبة عرفاً على طائفة الروم الكاثوليك.

ويشدّد على أن عملية إصلاحية أمنية يجب أن تشمل كل الأجهزة دون استثناء، ويفيد أن عدم ايجاد حل في المدى المنظور سينعكس سلباً على انتظام عمل الحكومة الذي ما لبث أن استقرّ بعض الشيء، مشيراً الى أن المراوحة قد تدفع الوزراء المسيحيين الى الانسحاب من جلسة مجلس الوزراء.

ورداً على سؤال عن تأجيل تسريح العميد الطفيلي، أوضح المصدر أن الهدف من ذلك هو القبول بأي اسم من الأسماء التي بدأت تُطرح.

وفي رأي مصادر أمنية أن التأجيل مستبعد جداً، خصوصاً أنه لا يمكن أن يتم إلا بناء على اقتراح من المدير العام، الأمر الذي لن يقدِم عليه اللواء جورج قرعة في أي شكل.

وتؤكد المصادر أن لا أسباب موجبة تدفع الى تأجيل تسريح الطفيلي، مشدّدة على إمكان مجلس الوزراء تعيين خلف له، خصوصاً إنه قام في الفترة الأخيرة بسلسلة كبيرة من التعيينات في مختلف الإدارات.

أما في حال شغور هذا الموقع، فختمت المصادر بالإشارة إلى سابقة مماثلة حصلت حين أحيل نائب المدير العام السابق العميد مصطفى دكروب على التقاعد، وبقي المركز شاغراً لنحو ستة أشهر، في حين استمر العمل في الجهاز بشكل طبيعي جداً، ولم تكن وقتذاك نيّة التعطيل واردة.

وعن إمكان عدم تسريحه، تشير المصادر إلى أن تأجيل تسريح قائد الجيش وعدد من الضباط منصوص عليه في قانون الدفاع الوطني في مادته الـ 55 التي تحدّد الحالات التي تسمح بذلك. لكن هذه المادة لا تنطبق على الأجهزة الأمنية الأخرى التي يخضع تأجيل تسريح ضباطها لاقتراح المدير العام للجهاز. ويقرّر المجلس الأعلى للدفاع تأجيل تسريح المدير العام لأمن الدولة لأن الجهاز يتبع له مباشرة. وهذا الأمر يواجه مشكلة إضافية لكون البلاد من دون رئيس يرأس المجلس الأعلى للدفاع.

وفي هذا الإطار، أعد المستشار القانوني في المديرية العامة لأمن الدولة القاضي جهاد صفا دراسة قانونيّة خلصت إلى عدم شرعية تأجيل تسريح نائب المدير العام الذي بلغ السن القانونية.

"النهار" حصلت على الدراسة وتنشر أبرز ما ورد فيها:

"بما أنه يُطرَح حالياً موضوع تأجيل تسريح نائب المدير العام لأمن الدولة رغم بلوغه السن القانونية.

وبما أن المادة 7 من قانون الدفاع الوطني تنص على أنه تنشأ لدى المجلس الأعلى للدفاع مديرية عام تُسمّى "المديرية العامة لأمن الدولة" ويحدّد ملاكها وشروط تعيين الموظفين فيها وصلاحياتهم وحقوقهم وواجباتهم وصرفهم من الخدمة وسائر شؤونهم الذاتية وأصول العمل في هذه المديرية العامة وتنظيمها، بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء بناء على اقتراح رئيس مجلس الوزراء وإنهاء المدير العام الذي يُعيّن بدوره بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء بناءً على اقتراح رئيس مجلس الوزراء.

وبما أن المادة 21 من المرسوم رقم 2661 تاريخ 3/9/1985 (تنظيم المديرية العام لأمن الدولة) تنص على أنه تطبّق على العسكريّين في المديرية العامة الأحكام السارية على من يماثلهم رتبة في الأمن العام، وذلك في كل ما يتعلّق بتجديد التطوّع والتسريح ووقف التسريح... والأوضاع كافة التي يكونون فيها، وأن المادة 45 من المرسوم المذكور تنص على أنه مع مراعاة كل الأحكام الواردة في هذا المرسوم تسري على العاملين في المديرية العامة أحكام تنظيم المديرية العامة للأمن العام النافذة في كل حين...

وبما أن الأحكام التنظيميّة لأمن الدولة معطوفة على الأحكام التنظيمية للأمن العام، جاءت خالية من إمكان تأجيل التسريح، وذلك خلافاً لما هي الحال في الجيش بحسب المادة 55 من قانون الدفاع الوطني، التي لا تُطبَّق إلا على الجيش دون غيره من الأجهزة العسكريّة بسبب عدم وجود نص يعطف على قانون الدفاع الوطني في ما خصّ موضوع تأجيل التسريح رغم بلوغ السن القانونيّة.

وبما أنه لا يكون شرعيّاً بالتالي تأجيل تسريح نائب المدير العام لأمن الدولة بعد بلوغه السن القانونيّة، لا سيّما أنه حتى في حال إصرار الوزير المختصّ على إصدار قرار بهذا التأجيل فإن قراره يكون معرّضاً للطعن فيه أمام مجلس شورى الدولة من المدير العام لأمن الدولة الذي يعتبر بطبيعة الحال ذا صفة للطعن فيه، لأن المادة 55 المشار إليها أعلاه اشترطت وجود اقتراح من قائد الجيش، وهو ما يقابله اقتراح من المدير العام لأمن الدولة في ما خصّ ضباط وعناصر أمن الدولة على سبيل القياس، وان هذا الأمر غير متوافر في ظلّ عدم صدور اقتراح كهذا من المدير العام لأمن الدولة، فضلاً عن أن المادة المذكورة اشترطت وجود حالة يكون فيها الجيش مكلّفاً بحفظ الأمن "الداخلي" وهو ما لا ينطبق على بقية الأجهزة العسكريّة لأنها مكلّفة حكماً، كـ"ضابطة عدلية" وكأجهزة لحفظ الأمن الداخلي، بحفظ هذا الأمن ليس استثنائياً.

لذلك، نرى عدم شرعية تأجيل تسريح نائب المدير العام لأمن الدولة الذي بلغ السن القانونيّة.

بيروت في 8/6/2016 المستشار القانوني في المديرية العامة لأمن الدولة القاضي جهاد صفا"

وقد رُفعت تلك المطالعة إلى رئيس الحكومة معلّلة بالآتي:

"ولمّا كان استطراداً وعلى سبيل القياس (مع التحفّظ لجهة قانونيّة تأجيل التسريح لضباط الأجهزة الأمنية الأخرى:

1 – عدم وجود نص خاص كما في الجيش اللبناني.

2 – وعدم توافر شروط تطبيق أحكام المادة 55 من قانون الدفاع لتأجيل تسريح ضباط في الأجهزة الأمنية الأخرى،

3 – وعدم وجود أي أسبقية في الأجهزة الأمنية الأخرى تتعلّق بتأجيل تسريح أي من الضباط العامّين غير المدير العام للجهاز).

فإنّه يقتضي لتأجيل التسريح لأي ضابط عام في أي من الأجهزة الأمنية الأخرى أن يتوافر إنهاء واقتراح من المدير العام للجهاز كشرط ضروري لاتخاذ قرار التأجيل، وأن يصدر القرار عن السلطة التي يتبع لها الجهاز.

ولمّا كانت المادة 7 من قانون الدفاع نصّت على أنه تنشأ لدى المجلس الأعلى للدفاع مديريّة عامّة تسمّى المديرية العامة لأمن الدولة خاضعة لسلطة المجلس وتابعة له ولرئيسه ونائب رئيسه...

ولمّا كانت السلطة المختصة بالنظر في طلب تأجيل التسريح للضباط في المديرية العامة لأمن الدولة هي المجلس الأعلى للدفاع، الذي يحل مكان وزير الدفاع في ما يتعلّق بتأجيل تسريح ضباط الجيش، ومحل وزير الداخلية في ما يتعلّق بضباط الأمن الداخلي والأمن العام، بالنظر إلى أن قانون الدفاع الحق المديرية العامة لأمن الدولة بالمجلس الأعلى ورئيسه (الذي يحل مكانه في حال غيابه مجلس الوزراء مجتمعاً) ونائب رئيسه وعند وجود الأصيل يقف دور الوكيل، ولمّا كان بتّ طلب التأجيل لتسريح ضابط عام في المديرية العامة لأمن الدولة، يخضع لسلطة وأمرة المدير العام بنص واضح وصريح، يستلزم حكماً اقتراح وإنهاء المدير العام وموافقة المجلس الأعلى للدفاع، وإلاّ رئيسه المتمثّل حالياً بمجلس الوزراء ونائب رئيسه رئيس مجلس الوزراء.

لذلك، نُحيل عليكم الاستشارة أعلاه متضّمنة المعالجة القانونيّة للمسألة موضوع البحث".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ريفي التقى 23 رئيس بلدية عكارية: لن نألو جهدا في سبيل تحقيق وحدة الصف انطلاقا من الثوابت التي زرعها فينا الشهيد رفيق الحريري

الأحد 12 حزيران 2016 /وطنية - عكار - زار وفد مؤلف من 23 رئيس بلدية منتخبة حديثا في عكار، يرافقهم رئيس جمعية "ضوء" حسين مراد، وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي في دارته في طرابلس، مهنئين بحلول شهر رمضان المبارك. وتحدث باسم الوفد المربي محمد بركات رئيس اللائحة الفائزة بالقسم الاكبر من اعضاء مجلس بلدية مشمش، مثنيا على "المواقف الوطنية للوزير ريفي"، ومباركا ب"الشهر الكريم وبالاداء المتميز، الذي ينتهجه ريفي وبقربه من الناس، والتفاعل مع قضاياهم المحقة على مختلف الصعد". وتمنى "النجاح لمجلس بلدية طرابلس المنتخب حديثا، ولريفي مزيدا من التألق"، مذكرا ان "عكار وطرابلس توأمان"، آملا ان "يستمر رافعا للواء الحق، حاميا للعدالة، مدافعا عن الاعتدال، مجسدا لفكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو الذي لطالما أكد على نشر ثقافته المتمثلة بحماية المؤسسات وتغليب فكر الدولة على ما عداه".

مراد

من جهته، دعا مراد ريفي الى "الاستمرار في التواضع لله، والى مد اليد للجميع بغية وحدة الصف، كون وحدة المسلمين حجرا اساسا في وحدة اللبنانيين، وبالتالي هي خط الدفاع الاول في حماية الكيان من المخاطر الجمة التي تتهدده". وكانت مداخلات لعدد من الحاضرين، شددت جميعها على "الوحدة ودعم مواقف ريفي الداعية الى حماية الوطن ونظامه الديموقراطي وتحقيق العدالة".

ريفي

بدوره، رحب ريفي بالوافدين "من رؤساء الحكومات المحلية"، مباركا لهم "ثقة مواطنيهم التي ادت الى انتخابهم وتحميلهم امانة الانماء، التي تستوجب الكثير من الجهد والاخلاص والايمان بتحقيق الغد الافضل". واكد ان "طرابلس قالت كلمتها، رغم كل الضغوط ورغم اجتماع كل الوان الطيف السياسي في تحالف لم يستطع ان يلغي ارادة الطرابلسيين في ايصال من يرونه الانسب لتمثيلهم". وقال: "ان الدولة ومؤسساتها هي سبيلنا الاوحد للوصول الى وطن يحلم به كل اللبنانيين، والعيش المشترك هو اولويتنا، ولا يمكن التفريط بامننا وبنظامنا الديموقراطي أيا تكن التضحيات"، مثنيا على "الجهود التي تبذلها القوى الامنية المختلفة، التي تسهر على الامن للوصول للامان المنشود". وشدد على ان "عكار كانت وستبقى في وجدانه كما طرابلس وكل لبنان"، مثمنا "وفاء العكاريين عند كل مفترق طريق، وعند كل استحقاق يتهدد الوطن"، وقال: "اننا لن نألو جهدا في سبيل تحقيق وحدة الصف انطلاقا من الثوابت، التي زرعها فينا الشهيد رفيق الحريري".

 

موسى: وجود 17 اقتراح قانون انتخاب في مجلس النواب دليل ارباك وعدم توافق

الأحد 12 حزيران 2016 /وطنية - اعتبر النائب ميشال موسى "ان وجود 17 اقتراح قانون انتخاب في مجلس النواب دليل ارباك وعدم توافق، لان كل طرف يدفع بالقانون الذي يناسبه". وقال في حديث الى برنامج "لقاء الاحد" من "صوت لبنان" "أن طرح المشروعين على طاولة الحوار قد يدفع بهذا الامر الى الامام"، داعيا الى "تطوير القانون من خلال ادخال النسبية". واضاف: "إن لرئيس الجمهورية رأيا في قانون الانتخاب الذي يحمل توقيعه ولذلك يجب اجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات النيابية". وعن اتهام ايران وحزب الله بعرقلة الاستحقاق الرئاسي، قال: "إن الكل يضع المواقف في المنحى السياسي الذي يريد وفي الانتخابات الرئاسية دائما هناك تدخل خارجي وهذا غير متوفر اليوم، لان الخارج منشغل في حروب المنطقة". واعتبر "اننا في مأزق اليوم والرئيس نبيه بري يحاول حل الامور من خلال الحوار والتواصل مع الفرقاء انما المشهد ما زال على حاله". أما الحديث عن انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية وامكان طلب الرئيس بري من النواب انتخابه، فقال موسى: "ما من مستحيل في السياسة ولكل وضعية ظروفها انما المشهد العام اليوم لم يتغير بعد". وفي الموضوع المالي والعقوبات الاميركية على حزب الله، لفت موسى الى أنه "يناقش بشكل دائم وهناك اشكالية بتهمة حزب الله بالارهاب"، مضيفا "ان هذه التهم قد تركب لبعض الناس وهناك محاولة لاخضاع حزب الله لاسباب سياسية". وعن النفايات طالب موسى الدولة ب"فرض هيبتها واخذ الخيارات ضمن معايير بيئية فعلية". وبخصوص سد جنة، لفت الى "ان بعض القضايا العلمية تتحول الى قضايا سياسية وهذا الامر تقني يجب اخذ راي الخبراء في هذا الموضوع لانهائه، واذا كان المختصون اللبنانيون مسيسين لنأتي بخبراء من الخارج". وفي تحليل للانتخابات البلدية، لفت موسى الى "ان الرئيس بري لم يتدخل في الانتخابات البلدية في مغدوشة ولا في البلديات المسيحية الاخرى"، معتبرا "ان الناس عبروا عن استيائهم من الطبقة السياسية لذلك لم يكن للاحزاب وقع كبير في الكثير من البلدات"، قائلا: "بحسب تقديري كل الاحزاب تعيد النظر وتقوم بدراسة ما جرى إنما أخاف أن تلجأ الاطراف السياسية الى رفع مستوى الخطاب الطائفي في الانتخابات النيابية المقبلة، الامر الذي يعتبر اقل كلفة واكثر استنهاضا" .

 

طلال المرعبي: الحوار والوحدة السبيل الوحيد لتجنيب البلاد الخضات والمشاكل

الأحد 12 حزيران 2016/وطنية - رأى رئيس تيار "القرار اللبناني" النائب السابق طلال المرعبي ان "المسؤولين في لبنان يجمعون على ان الفراغ بسدة الرئاسة وغياب اعلى هرم بالدولة هو في مثابة غياب للدولة بالكامل، ولكن للاسف الممارسة على ارض الواقع فيها امعان من قبل البعض واصحاب القرار بالتمادي بالتمييع والهروب الى الامام في هذا الاستحقاق". وقال خلال استقباله في دارته في بلدة عيون الغزلان - عكار وفودا وفاعليات ورؤساء بلديات: "اننا نضيع الكثير من الفرص من اجل النهوض بالوطن، في ظل كم هائل من المشاكل، وابرزها الفساد والهدر الحاصل في ادارات الدولة". اضاف: "نشعر بالخجل لكثرة ازدياد السماسرة السوداء في الادارات، وهي تعم كل المناطق واصبح للعديد من المسؤولين عدتهم المعتمدة لجني الارباح من جيوب المواطنين. ومن يحاسب من ؟ واعتبر المرعبي ان "المواقف المعتدلة والخطاب السياسي الهادىء هو الاجدى في لبنان". وقال: "ان عيشنا الواحد ووحدتنا الداخلية والتقارب والتلاقي والحوار فيما بيننا هو السبيل الوحيد لتجنيب البلاد الخضات الامنية والمشاكل". ولفت الى ان "التطرف من اي جهة اتى يجب التصدي له واستئصاله". واشار الى ان "مواقف الرئيس سعد الحريري الاخيرة وتبنيه للاخطاء وتحمل المسؤولية تؤكد على نضوج سياسي وبعد نظر في مقاربة الامور". وشدد على ان "الاولوية حاليا يجب ان تكون لانتخاب رئيس جديد للبلاد، ويليها مباشرة انتخابات نيابية على قانون جديد، وليس على الستين الذي لا يحمل بذورا للتغيير، فاذا لم يتعلموا مما يحصل فسوف يكون الثمن غاليا جدا على المستوى الشعبي ولن يقبل الشعب اللبناني باي تهميش لدوره". وختم المرعبي: "للمملكة العربية السعودية والاخوان العرب دعم اساسي في الوقوف الى جانب لبنان بكل المحن التي مر فيها دون قيد او شرط".

 

ارسلان: يبدو ان السؤال عن مكان فرز النفايات ومعالجتها يمس بكرامة الحرامية

الأحد 12 حزيران 2016 /وطنية - تساءل رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان، عن مكان فرز النفايات ومعالجتها، قائلا عبر "تويتر": "الهيئة ممنوع نسأل مجلس الإنماء والإعمار ان يقول للشعب اللبناني أين يتم فرز ومعالجة النفايات قبل طمرها؟ هذا السؤال يمس بكرامة الحرامية".

 

جنبلاط: للخروج من السجال العلني والكف عن التهجم على حاكم المركزي وليشكل فريق أخصائي لدراسة الموضوع ومعاونة رياض سلامة لدرء الأخطار عن لبنان

الأحد 12 حزيران 2016 /وطنية - دعا رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، ومن موقعه "كمراقب كوني لست من أصحاب الاختصاص في المواضيع المصرفية والنقدية"، إلى "الخروج من هذا السجال العلني في الصحف والاعلام، والكف عن التهجم على حاكم المصرف المركزي، لأن المواجهة اليوم تستهدف حزب الله وجمهوره ولبنان، نعم كل لبنان، وهي ليست مواجهة بالصواريخ أو الدبابات أو الطائرات أو غيرها من الأسلحة يتقن المجاهدون في المقاومة التعاطي معها ودحرها، كما فعلوا في كل الجولات السابقة من أيام الاحتلال إلى 2006". ضاف إن "المواجهة اليوم هي في كيفية التخفيف، بالقدر الممكن، أضرار العقوبات والتعاطي بذكاء للحفاظ على القطاع المصرفي. لذا فليشكل فريق أخصائي بعيدا عن الأنظار والهيجان الاعلامي لدراسة الموضوع ومعاونة رياض سلامة، لدرء الأخطار عن لبنان، أي تهييج إعلامي قد يجعل أي مصرف أميركي كبير أو متوسط الحجم يطيح بكل لبنان. ليس اليوم مسموحا بأي خطأ في هذا المجال، ونحن يبدو قادمون على المزيد من الصعوبات الاقتصادية". وختم بالقول: "وسط هذا الجدل البيزنطي السخيف حول انتخاب رئيس أولا، أو قانون انتخاب أولا، ووسط غياب كامل لأي مقاربة جدية إنقاذية، هذه بعض الانطباعات الاحترازية وسط الفوضى العالمية السائدة والعقم المتزايد محليا".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أميركا.. 50 قتيلاً بهجوم على ملهى وداعش يتبنى

الأحد 7 رمضان 1437هـ - 12 يونيو 2016م/رويترز/قالت الشرطة الأميركية إن إطلاق نار وقع في وقت مبكر، اليوم الأحد، في ملهى ليلي بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا، مما أسفر عن مقتل نحو 50 شخصا وإصابة 53 آخرين، بعد أن احتجز مسلح مدجج بالسلاح رهائن. وكشفت وسائل إعلام أميركية أن منفذ الهجوم أميركي من أصول أفغانية، واسمه "عمر متين"، ويبلغ من العمر 29 عاما. من جهتها، أعلنت وكالة أعماق المرتبطة بتنظيم داعش اليوم الأحد مسؤولية التنظيم عن إطلاق النار الذي أودى بحياة 50 شخصا على الأقل في مذبحة بملهى ليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا.

وقالت الوكالة "الهجوم المسلح الذي استهدف ناديا ليليا في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية والذي خلف أكثر من 100 قتيل ومصاب نفذه مقاتل من داعش". وذكر مكتب التحقيقات الفدرالي أن منفذ الهجوم ربما تكون لديه ميول متطرفة. وأوضح البيت الأبيض في بيان أن الرئيس باراك أوباما أبلغ على الفور بالواقعة من جانب مستشارته للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب. وطلب أوباما إبلاغه بشكل منتظم بتفاصيل ما يعتبر أحد أسوأ حوادث إطلاق النار في تاريخ الولايات المتحدة، وأمر الحكومة الفدرالية بتقديم كل المساعدة الضرورية. وأفاد المسؤول في مكتب التحقيقات، رون هاربر، ردا على سؤال حول علاقات محتملة بين مطلق النار الذي قتلته الشرطة ومتطرفين: "لدينا تلميحات إلى أن هذا الشخص يمكن أن يكون متعاطفا مع هذه الأيديولوجية لكننا لا نستطيع أن نؤكد ذلك بشكل قاطع". وقال هاربر في مؤتمر صحافي إن احتجاز الرهائن دفع بالشرطة إلى اقتحام المكان، "وللأسف سقط أشخاص بطلقات نارية"، مشيرا إلى نقل عشرات الجرحى إلى 3 مستشفيات. من جهته، أفاد قائد شرطة أورلاندو جون مينا عن "تحول الوضع إلى احتجاز رهائن حوالي الساعة الخامسة صباحا (09:00 بتوقيت غرينتش)، واتخاذ قرار بإنقاذ الرهائن". ولم يتضح ما إذا كان الضحايا قتلوا على يد المسلح أو خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة. ووصفت السلطات الأميركية الهجوم بأنه "واقعة إرهاب محلية". وأشار العديد من زبائن الملهى على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن مسلحا تحصن بالداخل واحتجز رهائن. وكتب رجل كان داخل الملهى على الإنترنت إن إطلاق النار وقع حوالي الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي، وأنه سمع دوي نحو 40 عياراً نارياً. وأظهر تسجيل مصور على الإنترنت الشرطة وعربات الإسعاف تقف خارج الملهى. وقالت شبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية إنه جرى نشر الكلاب البوليسية أيضا في المكان بحثا عن أي مفرقعات. ووقع إطلاق النار في الملهى الليلي بعد يوم من قتل رجل يعتقد أنه مختل كريسيتنا جريمي نجمة الغناء الصاعدة، التي نالت شهرة واسعة بعد مشاركتها في برنامج المواهب الغنائية التلفزيوني (ذا فويس) أثناء توقيعها للمعجبين بعد حفل في أورلاندو.

 

والد منفذ مذبحة أورلاندو: ما حدث لا يتصل بالدين

الأحد 7 رمضان 1437هـ - 12 يونيو 2016م/أورلاندو (الولايات المتحدة) - فرانس برس/أكد والد المشتبه بإطلاقه النار في ملهى ليلي في أورلاندو، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه أميركي من أصل أفغاني، أن ما حصل "ليس له أي علاقة بالدين". وقال مير صديق، والد عمر صديق متين، لشبكة "إن بي سي": "هذا الأمر ليس له أي علاقة بالدين"، موضحا أن ابنه أغضبته في الآونة الأخيرة مشاهدة رجلين يتبادلان القبل أمام زوجته وابنه. وأضاف: "لم نكن على علم بشيء. نحن مصدومون مثل كل سكان البلاد"، مقدماً اعتذاره باسم العائلة. وإلى ذلك، أكد حاكم ولاية فلوريدا ريك سكوت أن اطلاق النار داخل الملهى هو "بوضوح عمل ارهابي". وأعلن سكوت في مؤتمر صحافي أنه "حين يدخل شخص بهذه الطريقة، ويطلق النار ويقتل عددا من الأشخاص من دون تمييز ويصيب عددا آخر، فمن الواضح انه عمل ارهابي".

 

منفذ هجوم أورلاندو أميركي من أصل أفغاني

 سكاي نوز/ ١٢ حزيران ٢٠١٦/ ذكرت وسائل إعلام أميركية، الأحد، أن منفذ هجوم أورلاندو في ولاية فلوريدا يدعى عمر متين أميركي من أصل أفغاني. وقتل منفذ الهجوم بأورلاندو بالرصاص نحو 50 شخصا وأصاب 53 آخرين في ملهى ليلي للمثليين بولاية فلوريدا في وقت مبكر، الأحد، قبل أن تقتله الشرطة. ووصفت السلطات الأميركية الهجوم بأنه "واقعة إرهاب محلية". وقال مسؤولون في الشرطة إن شرطيا يعمل كحارس أمن داخل ملهى "بالس" تبادل إطلاق النار مع المشتبه به نحو الساعة الثانية بعد منتصف الليل. واحتجز المسلح رهائن قبل أن تدخل فرقة من الجنود إلى الملهى وتقتل الرجل، ولم يتضح متى أطلق المسلح النار على الضحايا.

الرئيس الأميركي

وأمر الرئيس الأميركي باراك أوباما الحكومة الاتحادية بتقديم أي مساعدة ضرورية لسلطات إنفاذ القانون المحلية، التي تحقق في حادث إطلاق النار. وقال البيت الأبيض في بيان إن ليزا موناكو مساعدة الرئيس للأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب أبلغت أوباما بأمر الحادث.وأضاف البيان "الرئيس طلب الاطلاع على التطورات بشكل منتظم، بينما يعمل مكتب التحقيقات الاتحادي ومسؤولون اتحاديون آخرون مع شرطة أورلاندو في جمع المزيد من المعلومات".

 

النص الكامل لمقابلة رئيس CIA مع العربية/ مدير "سي آي إيه CIA" جون برينان، في لقاء حصري مع "العربية"

الأحد 7 رمضان 1437هـ - 12 يونيو 2016م/دبي - قناة العربية

نادية: شكرا جزيلا على هذه المقابلة الحصرية التي منحتها لقناة العربية. أعتقد أنها المقابلة الاولى من نوعها التي تحظى بها وسيلة اعلام عربية في تاريخ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في تاريخها.

برينان: هذا صحيح على حد علمي يا نادية.. أتمنى لك رمضان كريم.

نادية: سؤالي الاول الذي ساطرحه عليك يخص الولايات المتحدة. هل هي اكثر امنا اليوم وبمنأى عن هجمات مثل تلك التي وقعت في لحادي عشر من سبتمبر أو في باريس والتي قد ينفذها تنظيم القاعدة او داعش؟ هل انتم واثقون بانك هذه الهجمات لن تتكرر في الولايات المتحدة؟

برينان: انا واثق انه على مدى السنوات الخمس عشرة الاخيرة انجزت الحكومة الأميركية واجهزة الاستخبارات والامن وانفاذ القانون عملا رائعا لحماية بلادنا. وقد ازداد صعوبة تنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة من قبل الجماعات الارهابية اكثر صعوبة. لكن ذلك لا يعني اننا محصنين تماما ضد هذا الاحتمال. وهذا هو السبب الذي يجعل اجهزة انفاذ القانون ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) وخبراء الامن الداخلي يتوخون باستمرار اليقظة التامة. اعتقد ان بلادنا قد قطعت شوطا طويلا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر.

نادية: من تراه اكثر خطورة في هذه المرحلة؟ هل هو تنظيم القاعدة ام داعش؟

برينان: أعتقد ان كلا التنظيمين عازمان على تنفيذ هجمات ارهابية وقتل الابرياء من الرجال والنساء والاطفال. تنظيم داعش في الوقت الراهن هو تنظيم كبير جدا من حيث تواجده ليس في العراق وسوريا فحسب ولن ايضا في كل من شمال افريقيا وجنوب اسيا ومناطق اخرى. وهذا يجعلنا نشعر بقلق بالغ خاصة من حيث تمدد التنظيم وقدرته على القتل. اما تنظيم القاعدة فهو لا يزال موجودا في كل من افغانستان وباكستان وسوريا وكذلك في شمال إفريقيا. وهذا يتطلب من المختصين في مجال مكافحة الارهاب ان يظلوا يقظين للتصدي للتهديدات المحتملة التي تمثلها هذا التنظيمات.

نادية: هل بوسعكم منع هجوم ينفذه ذئب منفرد؟

برينان: ان ما يسمى بهجمات الذئاب المنفردة اي تلك التي يقوم بها افراد يتم تحريضهم او تشجيعهم على تنفيذ هجمات من خلال الدعاية التي تقوم بها الجماعات الارهابية هو امر يصعب التعامل معه الى حد كبير. وعلى بلدان العالم ان تشعر بالقلق تجاه الهجمات التي قد ينفذها افراد او مجموعات افراد بشكل منفرد دون ان يكون لديهم اتصال مباشر بالجماعات الارهابية المنظمة. لقد شهدنا ذلك يحدث في عدد من البلدان الاوروبية وكذلك في الولايات المتحدة. والمثال على ذلك ما حدث في سان برناردينو فهو مثال جيد على هجوم ارهابي تم التحريض عليه عبر الرسائل الدعائية التي توجهها التنظيمات الارهابية. هذا امر يجب ان نحتاط له كثيرا رغم الصعوبة التي يكتنفها رصد الافراد الذين قد يسلكون هذا السبيل. لذلك ينبغي ان نضمن أن يظل خبراء الامن الداخلي ومكافحة الارهاب يعملون باستمرار طيلة ساعات اليوم وايام الاسبوع.

نادية: كيف تتعاملون مع قادة هذه التنظيمات الذين يحرضون الناس في جميع ارجاء العالم؟ ايمن الظواهري لا يزال طليقا وكذلك ابوبكر البغدادي. ما سبب عدم تمكنكم من الامساك بهم حتى الان؟

برينان: الامر غاية في الصعوبة. تعلمين اننا احتجنا الى سنوات حتى نتمكن من اقتفاء اثر اسامة بن لادن ونجحنا في ذلك في نهاية الامر وعملنا على تنفيذ العدالة. الظاهري وابو دعاء البغدادي الداعشي يقودان هذين التنظيمين وهما يختبئان في الجحور ويتخفيان ويستخدمان غيرهم لتنفيذ مآربهم الشريرة. لكن حري بهما الا يهنآ لأن يد العدالة سوف تطالهما ايضا.

نادية: هناك بعض التقارير التي تفيد بأن البغدادي قد أصيب على الحدود السورية.

برينان: ترددت مررا تقارير بشأن تعرضه للاصابة. واعتقد ان تقديم البغدادي وبقية قادة داعش للعدالة هي مسالة وقت ليس الا .

نادية: ما تقييمك للنفوذ الذي يحظى به هؤلاء القادة حاليا؟ نحن نسمع البيت الابيض واطراف اخرى يقولون انهم يخسرون اراضي. هل تعتقد انهم لا يزالون يمثلون تهديدا حقا؟

برينان: بالتأكيد هم يمثلون تهديدا خطيرا. لكني اعتقد انهم يفتقدون زخمهم في العراق وسوريا بفضل العمل الجيد الذي تقوم قوات الامن العراقية على الارض والضربات الجوية التي ينفذها التحالف . لقد خسروا اراض كانوا يسيطرون عليها في كل من العراق وسوريا واصبحوا في وضع دفاعي في كلا البلدين فضلا عن مناطق اخرى. لا تزال لديهم بعض القدرة على تنفيذ هجمات في جبهات القتال وخارجها. بالتالي المعركة ضدهم ستكون طويلة وشاقة. لكنني على ثقة باننا سوف نواصل تدميرهم وتفكيك تنظيماتهم حتى لا يتمكنوا من قبل الابرياء باسم الاسلام الذي يتخفون وراءه رغم انهم لا يمتون للاسلام بصلة.

نادية: ما تقييمك لقدرتهم على تصنيع اسلحة دمار شامل واسلحة كيميائية وبيولوجية في سوريا والعراق على وجه الخصوص؟

برينان: اعتقد اننا شهدنا جهودا يبذلونها في هذا المجال الى جانب استخدامهم لعناصر كيميائية مثل غاز الكلورين في قذائف المدفعية التي يطلقونها في ارض المعركة. نحن تراقب هذا الامر عن كثب ونسعى للحيلولة دون استخدام هذه المواد على نطاق واسع. هذا النهج يبين ان تنظيما مثل داعش لا يتوانى عن استخدام كل ما تطاله يده من اجل ذبح اعدائه.

نادية : ولي ولي العهد في المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان سوق يقوم- كما تعلم- بزيارة الى واشنطن والولايات المتحدة عموما. كيف تصف التعاون الحالي بين الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية؟

برينان: لدينا تعاون ممتاز مع المملكة العربية السعودية. وقد تعاونت مع شركائي السعوديين على مدى سنوات طويلة. فقد عملت في المملكة على مدى خمسة اعوام تحت قيادة ولي العهد وزير الداخلية الامير محمد بن نايف . وخلال السنوات الخمس عشرة الاخيرة اصبح السعوديون من بين افضل شركائنا في مجال مكافحة الارهاب. والامر كذلك بالنسبة لتعاوننا مع الملك سلمان وولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان حيث نشعر ان لدينا فيهما شريكان قويان في المعركة التي نخوضها ضد الارهاب.

نادية: قيل الكثير عن الصفحات الثماني والعشرين من المعلومات السرية التي تضمنها التقرير الخاص باحداث الحادي عشر من سبتمبر. هل اطلعت على اية ادلة تثبت أن الحكومة السعودية قد وفرت الدعم او التمويل للخاطفين او ان لها ضلع في ما حدث كما يزعم؟

برينان: هذه الصفحات الثماني والعشرين من التقرير المشترك الذي نشر عام 2002 أي بعد مرور عام واحد على احداث الحادي عشر من سبتمبر كانت عبارة عن مراجعة اولية الهدف منها هو ايجاد روابط بين المعلومات المختلفة بشأن من يقف وراء الهجمات. ولاحقا نظرت لجنة التحقيق بتمعن في تلك المزاعم الخاصة بدور الحكومة السعودية في الاحداث . والنتيجة التي توصلت اليها اللجنة هي انه لا يوجد دليل يشير الى ان الحكومة السعودية كمؤسسة او ان مسؤولين سعوديين كبار قد قدموا الدعم فرادى لمنفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر. لذللك اعتقد ان الصفحات الثماني والعشرين سوف تكشف النقاب عنها وهو امر جيد باعتقادي. لا ينبغي ان ينظر الى هذه الصفحات على انها دليل على تواطؤ السعودية في الهجمات. والتقييمات التي اجريت لاحقا اظهرت ان الهجمات امر يؤسف له للغاية لكنها كانت من فعل تنظيم القاعدة وايمن الظواهري واخرون من شاكلته.

نادية: أود ان انتقل للحديث عن تنظيم داعش في سوريا. هل تعتقدون انكم تستطيعون الحاق الهزيمة بداعش في سوريا دون ازاحة الرئيس الاسد؟

برينان: نحن نعتقد ان اعمال العنف التي تعرض لها الشعب السوري على يد الرئيس الاسد كانت احد الاسباب التي ادت الى نمو التطرف والارهاب داخل سوريا. نحن نرى ان لا مستقبل لبشار الاسد في اي حكومة مستقبلية في سوريا لانه فقد الحق والشرعية في حكم هذا البلد. كما نعتقد ان احدى الخطوات التي تمكن سوريا من العيش في كنف السلم مستقبلا تكمن في تشكيل حكومة جديدة تكون اكثر تمثيلا لمختلف مكونات الشعب السوري وتستطيع ان تتكفل بتلبية احتياجات السوريين بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم. هذا ما يجعلني مقتنعا بان بشار الاسد يجب ان يغادر المشهد السياسي حتى يكون مستقبل سوريا اكثر اشراقا وتتمتع البلاد بالسلم. نحن نحارب داعش في سوريا والعراق كما اننا ندعم الجيش السوري الحر في معركته المهمة والمشروعة ضد نظام بشار الاسد.

نادية: يوجه لكم النقد بانكم لم تسلحوا المعارضة السورية التي تقاتل ضد الرئيس الاسد منذ اليوم الاول. ماذا يمكن ان تفعلوا في هذه المرحلة ؟

برينان: اعتقد ان موقف الولايات المتحدة هو مواصلة تقديم الدعم للجيش السوري الحر والمعارضة المعتدلة . كما انه من الهم جدا ان تستمر المباحثات السياسية التي جرت في جنيف للبناء على مبادرات سابقة من اجل ضمان تشكيل حكومة انتقالية وتسلم حكومة جديدة زمام الامور في دمشق. هذه الغاية لن تتحقق على ارض المعركة. ما نسعى لتحقيق باعتقادي هو تمكين المعارضة المعتدلة من الحفاظ على قوتها والضغط على النظام. لكن مستقبل سوريا الحقيقي يكمن في المفاوضات التي ستحدد الشكل المستقبلي للبلاد.

نادية: سأسالك عن المفاوضات. ولكن هل ستسلحونهم بانظمة صواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف وكذلك صواريخ ستينجر وعتاد ثقيل يغير ميزان القوة على الارض؟

برينان: اننا نشعر بالقلق ازاء استخدام الصواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف لاننا لا نريد ان تصل هذه الصواريخ الى ايدي التنظيمات الارهابية بسبب التهديد الخطير الذي يمثله ذلك بالنسبة للطائرات التجارية. لذلك نريد ان نضمن بقاء الجيش السوري الحر قويا. هناك مؤيدون للجيش الحر في المنطقة وستواصل الولايات المتحدة في توفير الدعم للمعارضة المعتدلة الشرعية في سوريا لكن التركيز سيظل على دفع المسار السياسي قدما وايصال المساعدات الانسانية للشعب السوري الذي عانى الويلات بسبب هذا النزاع. فالكارثة الانسانية التي المت بالشعب السورية هي مأساة انسانية لهذا العصر.

نادية: بالعودة الى موضوع المفاوضات. ليس ثمة الكثيرون ممن يعتقدون ان مفاوضات جنيف سوف تنجح. ادرك انك لست سياسيا ولكن بناء على تقييمك الشخصي ما هو مآل الامور في سوريا؟ كيف لهذه الحرب ان تتضع اوزارها في ظل شعور الاسد بالقوة فيما تركزون فقط على ومحاربة داعش الذي يرى الكثيرون ان سبب وجوده هو بقاء الاسد في السلطة؟

برينان: يتعين ان يتحقق توافق بين اطراف الصراع الاساسية داخل سوريا حول شكل المرحلة الانتقالية التي تخلف الحكومة الحالية في دمشق وتتيح تشكيل حكومة جديدة تمثل الشعب السوري بمكوناته من المسيحيين والسنة والشيعة والعلويين والدروز. ينبغي ان يحصل توافق على المرحلة المقبلة. فلبنان استطاع ان يجد مخرجا لازمته فيمل يخص...

نادية: ولكن لم يكن ذلك مثالا جيدا..

برينان: كلا، وهذا وضع يصعب يواجهه عدد من بلدان الشرق الاوسط التي ينتمي مواطنوها الى نسيج طائفي وعرقي متنوع ويعيشون جنبا الى جنب. لكنني اعتقد ان كثيرا من المتطرفين والارهابيين قد اذكوا هذه العداوات. اتذكر عندما كنت اعيش واعمل في الشرق الاوسط قبل سنوات خلت، كنت اسير في قرى سورية او مصرية وغيرها يعيش فيها المسيحيون والمسلمون معا وحتى المسلمون واليهود كانوا يعيشون جنبا الى جنب. غير ان الكثير من المتطرفين والارهابيين أزكوا للاسف نيران الشك والكراهية بينهم. ينبغي ان نسعى للعودة الى العيش المشترك مجددا في اجواء السلم التام حتى يتمكن اطفالنا واحفادنا من العيش والاستمتاع بالحياة بدلا من جهلهم لكل شيء ما عدا العنف..

نادية : السيد برينان، كنا نتحدث عن سوريا. ثمة تقرير يفيد بان السي اي اي عرضت على الرئيس اوباما خيارا عام 2012 للتخلص من الرئيس الاسد لكن البيت الابيض لم يوافق عليه. هل يمكن تاكيد ما ورد في التقرير؟

برينان: في عام 2012 جرت نقاشات كثيرة حول سبل دعم الولايات المتحدة للشعب السوري في مسعاه المشروع لادخال تغييرات في الحكومة السورية. وقد نوقشت الكثير من الخيارات في ذلك الوقت. لن اخوض في تفاصيل خيارات بعينها. ما كان الرئيس اوباما يريده هو التاكد من اننا على دراية بالمعارضة السورية ونعرف لمن نقدم الدعم المناسب للافراد الذين يعملون حقا من اجل سوريا تعيش في سلام وليس من اجل بلد يغذي التطرف والارهاب في الشرق الاوسط. احيانا تبدو الحلول الخاصة بهذه المشكلات المعقدة للغاية سهلة المنال لمن ينظر اليها من الخارج. لكنها في الواقع شديدة التعقيد لا سيما في سوريا بسبب التنوع العرقي والديني الكبير في البلاد فضلا عن العوامل الخارجية التي تؤثر على الوضع. هذه اكثر القضايا تعقيدا التي تعاملت معها طيلة مشواري المهني في مجال الامن القومي.

نادية: يسود انطباع في الشرق الاوسط بان الولايات المتحدة وروسيا وايران تتعاون فيما بينها. فهي تحارب في سوريا الى جانب النظام وحزب الله للتخلص من داعش. كيف تستطيع ان تشرح الامر لمشاهدينا؟

برينان: هناك جهد دولي يبذل للقضاء على داعش لانه يمثل تهديدا للجميع. ثمة تعاون فيما بين عدد من المجموعات والبلدان. لقد عملت مع نظرائي الروس في مجال مكافحة الارهاب لسنوات عديدة ونحن نسعى للقضاء على داعش في سوريا والعراق. نحن نحث الروس على استخدام نفوذهم داخل سوريا للتشجيع على حصول انتقال سياسي دون نظام بشار الاسد. الواقع انني اصبت بخيبة امل كبيرة جراء عدم قيام زملائي الروس بممارسة ضغوط اكثر كفاءة لإنهاء هذا الصراع. هم يستطيعون الضغط بشكل كبير على دمشق. نحن لا نرغب في انهيار الحكومة السورية بل نريد الابقاء على مؤسسات الدولة السورية قوية .. بيد ان بشار الاسد اضحى مغناطيسا يجلب المتطرفين والارهابيين الى سوريا. لن تنعن سوريا المستقبل بالامان والسلم ما لم يرحل بشار الاسد. وروسيا بيد مفتاح الحل . لذلك اواصل حث زملائي الروس على استخدام نفوذهم لتسريع الانتقال الى قيادة جديدة في سوريا.

نادية: ماذا عن دور ايران التي بيدها المفتاح الاخر.. هل تتعاونون مع الايرانيين في محاربة داعش او تمارسون ضغوطا عليهم ليضغطوا بدورهم (على الاسد)...

برينان: ليس لدي اي اتصالات مع الايرانيين.

نادية: لا شيء؟

برينان: ولا اتصال معهم. لا ازال اشعر بقلق بالغ حيال دعم ايران للانشطة والجماعات الارهابية وخاصة ما تقوم به قوة القدس داخل العراق وسوريا وفي بلدان اخرى في المنطقة. اعتقد انه يجب عليهم ان يثبتوا التزامهم بمحاربة الارهاب بدلا من رعاية الارهاب. لقد سررنا كثيرا بما حققه الرئيس روحاني من خلال علاقته بالمرشد الاعلى خامنئي في الحصول على موافقته على الاتفاق النووي . لكن لا يزال امام ايران مشوار طويل قبل ان اقتنع بان الايرانيين جادون في محاربة والقضاء على الارهاب.

نادية: هناك الكثير من وكالات الاستخبارات التي تنشط في المنطقة وخاصة في سوريا والعراق. ثمة الأميركيون والروس والايرانيون والاسرائيليون والاتراك وغيرهم كثر. كيف تتعاملون مع هذه الصورة المعقدة؟ من يعارض من؟ ومن يتعاون مع من؟

برينان: هذا سؤال ....يوجد فاعلون محليون وجماعات وحكومات واجهزة الاستخبارات والامن. باستثناء ايران التعاون مع جميع شركائي في المنطقة سواء كانوا عربا او اتراكا او اسرائيليين او غيرهم. توجد مصلحة كبيرة في التعاون فيما بيننا للقضاء على الجماعات الارهابية مثل القاعدة وداعش وغيرهما. رغم ما يميز السي اي اي من حيث العمل الذي تقوم به، فاننا نحتاج للعمل من خلال شراكات مع بلدان اخرى. لدينا تعاون وثيق مع شركائنا المصريين وقد التقيت قادة هذه الدول من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات . القيت مرات عدة الرئيس السيسي وهو مصمم على القضاء على داعش نظرا لما يمثله التنظيم من تحد حقيقي لمصر لتواجده في سيناء. اتعاون ايضا مع نظرائي السودانيين حيث عقدت مؤخرا اجتماعات مع رئيس جهاز الاستخبارات السوداني محمد عطا. وانا مرتاح جدا تجاه ما يقوم به السودان من جهود من خلال التعاون معنا لكشف وتدمير المنظمات الارهابية. لدينا رغبة مشتركة في حماية مواطنينا. ستبذل السي اي اي كل ما بوسعها لحماية المواطنين الأميركيين داخل الولايات المتحدة وخارجها وكذلك لحماية الرجال والنساء والاطفال العرب والفرس في ارجاء المعمورة. لذلك ما نسعى اليه هو بناء وتعزيز الشراكات لان الجماعات الارهابية لا يوقفها شيء عن بتر الاعضاء والقتل.

نادية: فيما يخص تبادل المعلومات، انتم اذن لا تتبادلون اي معلومات مع الايرانيين؟

برينان: انا لا اتواصل مع نظرائي الايرانيين. اما اذا كانت لدينا معلومات بشان تخطيط جماعة ارهابية لاستهداف ايران فاننا نزودهم ببعض المعلومات, لكن ليست لدينا اتصالات مباشرة معهم.

نادية: هل يقومون هم بالمثل اي انهم يخطرونكم اذا توفرت لديهم معلومات حول استهداف الأميركيين؟

برينان: لم اتلق معلومات من الايرانيين بشأن تهديدات تستهدف الأميركيين واذا حصلوا على معلومات من هذا القبيل هم يعرفون كيف يوصلونها الينا سواء عبر القنوات الدبلوماسية غيرها.

نادية: حدينا عن ايران يجرني للتطرق الى قاسم سليماني وهو شخص تعرفه جيدا فهو – وفقا للتقارير- يقود معركة الفلوجة وقوات الحشد الشعبي هي اقوى فصيل في المعركة. الكثيرون يرون ان تواجد قاسم سليماني هناك سوف يذكي العنف الطائفي ويخلق داعش جديد بمسمى مغاير. ما تقييمك للدور الايراني وخاصة ما يقوم به قاسم سليماني في العراق؟

برينان: للاسف العراق تعرض طيلة سنوات للتدمير بسبب الصراع الطائفي والكراهية بين الشيعة والسنة. للاسف هناك جماعات وافراد سعوا الى اذكاء الصراع الطائفي. فابو دعاء البغدادي وداعش يستندون للاسف الى بعد طائفي قوي . يجب ان نتمكن من القضاء على هذا التنظيم وعلى السند المناهض للشيعة لديه. وللاسف هناك ايضا افراد في الجانب الشيعي من المعادلة يتبنون ايضا موقفا معاديا جدا للسنة. قاسم سليماني الذي يلعب دورا قياديا نيابة عن ايران وقوة القدس في العراق وسوريا ومناطق اخرى لست مقتنعا بان كل ما يسعى اليه هو ازالة التوتر الطائفي بل على العكس هو يحاول ان يغذيه. ينبغي ان تتوقف قوة القدس وعناصر الحكومة الايرانية عن دعم جماعات الشيعية الطائفية. ينبغي ان نعمل على مساعدة الشيعة والسنة والمسيحيين على العمل معا للقضاء على التنظيمات الارهابية سواء كانت شيعية او سنية لان هذه التنظيمات لا صلة لها بالاسلام. هي تتستر وراء الاسلام وهي من صنيعة الشر. هم اشرار وينبغي ان نتعاون جميعا مع جميع الطوائف للقضاء عليهم.

 

بعد أميركا.. كندا تصادر أرصدة إيرانية لتعويض ضحايا الإرهاب أوتاوا: الحرس الثوري يخطط لصفقة تبادل بعد احتجازه أستاذة جامعية

12 حزيران 2016 /وطنية - كتبت صحيفة الشرق الأوسط تقول: أدانت محكمة كندية النظام الإيراني بسبب دعمه الإرهاب، وأصدرت قرارا، بمصادرة ممتلكات إيرانية في كندا لتعويض ضحايا هجمات دبرتها طهران ونفذها ما يسمى "حزب الله" اللبناني وحركة حماس، فيما ذكرت تقارير أن مخططا للحرس الثوري لإبرام صفقة تبادل من أجل إعادة رئيس البنك المركزي الأسبق محمود خاوري المتهم بالفساد من قبل إيران، قد يكون وراء احتجازه عالمة كندية من أصل إيراني متخصصة في الأنثروبولوجيا. وينص الحكم الصادر عن المحكمة العليا في أونتاريو على أن تحصل عائلات أميركيين قتلوا في 8 تفجيرات أو عمليات خطف رهائن وقعت بين عامي 1983 و2002، على تعويضات مالية يتم اقتطاعها من الأموال المنقولة وغير المنقولة التي تمتلكها الحكومة الإيرانية في كندا. وقد سقط مئات القتلى في الهجمات موضوع الدعوى في مدينة الخُبَر بالسعودية ولبنان وبوينس آيرس وإسرائيل. في هذا الصدد، ذكرت صحيفة "ناشيونال بوست" الكندية أن المحكمة العليا في أونتاريو، رفضت الأدلة التي تقدم بها فريق المحاماة الإيراني، وأضافت أن المحكمة التي أقيمت في يناير (كانون الثاني) الماضي "اعتبرت إيران مسؤولة عن أعمال إرهابية قامت بها مجموعات مدعومة من طهران". وكشفت مصادر كندية، أن الحرس الثوري يتطلع لإبرام صفقة مع كندا. ووفق التقارير، فإن الحرس الثوري قد يخطط لصفقة تبادل بين الأكاديمية هودفر المحتجزة في طهران، ورئيس البنك المركزي الإيراني الأسبق محمود خاوري المقيم بكندا. وكشف مساعد وزير الخارجية الكندي أن هودفر المعتقلة لدى الحرس الثوري رهينة تحاول طهران إدراجها ضمن صفقة سياسية.

 

أوجلان الى الإقامة الجبرية

الحياة/12 حزيران/16/أبلغت مصادر مطلعة «الحياة» أمس ان السلطات التركية بدأت إجراءات في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة تمهد لنقل رئيس «حزب العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان من السجن الانفرادي الى الإقامة الجبرية في الأشهر المقبلة، لإفساح المجال أمام زيارات وحوارات رسمية مع أنقرة. ولاحظت المصادر أن الإجراء يأتي ضمن إشارات لـ «اختبار تهدئة» مع «حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض حرباً ضد الجيش التركي. وكان رئيس الوزراء التركي بينالي يلديريم استبعد قبل ايام أي حوار مع الحزب الذي نسب إليه عدد من الهجمات الدموية التي شهدتها تركيا اخيراً. لكن المصادر قالت أمس أن السلطات التركية بدأت توسيع ميناء في جزيرة امرالي وبناء حواجز تفتيش جديدة وبناء سكني «ضمن خطوات ترمي الى نقل اوجلان من السجن الانفرادي الى الاقامة الجبرية في الجزيرة لإجراء حوار أوسع معه» بعد تجميد عملية السلام قبل فترة، علماً ان حوارات محدودة عبر محامين وأقنية محددة مع اوجلان الذي يحظى بشعبية واسعة لدى انصاره في تركيا ودول مجاورة. وطالب الرجل الثاني في «حزب العمال» جميل بايك بتحسين شروط احتجاز أوجلان لبدء حوار مع أنقرة. كانت أجهزة الأمن التركية خطفت اوجلان من كينيا في شباط (فبراير) 1999 بعد خروجه من سورية في تموز (يوليو) 1998 لتجنب أزمة كادت تودي بحرب بين سورية وتركيا. ويمضي زعيم «حزب العمال» عقوبة السجن مدى الحياة بعد إلغاء عقوبة الإعدام في آب (أغسطس) 2002. وفي نهاية شباط (فبراير) 2015 دعا أوجلان أنصاره إلى السعي لإنهاء الصراع المسلح مع تركيا الذي استمر 30 عاماً، معتبراً أن الحاجة ماسة إلى قرار وصفه بالتاريخي للتوصل إلى «حل ديموقراطي». لكن الأشهر الأخيرة شهدت تصعيد المواجهات في جنوب شرقي تركيا بالتوازي مع تحقيق «الاتحاد الديموقراطي الكردي» مكاسب سياسية وعسكرية وجغرافية شمال سورية قرب حدود تركيا، الأمر الذي أثار قلق الحكومة التركية.

 

رجوي: «ولاية الفقيه» وتنظيم «داعش» وجهان لعملة واحدة والمعارضة الإيرانية تتضامن مع الثورة السورية

باريس – نزار جاف:/13 حزيران/16/أقام المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حفل إفطار تأييداً للثورة السورية تحت شعار «رمضان دعوة إلى التضامن والإخاء» في مقره بضواحي باريس. وذكرت المعارضة الإيرانية في بيان، تلقت «السياسة» نسخة منه، أمس، أن الحفل الذي أقيم مساء أول من أمس، تم تخصيصه للتضامن مع الشعب السوري وخصوصاً مع أهالي مدينة حلب بمبادرة من رئيسة المجلس الوطني للمقاومة مريم رجوي. وتطرقت رجوي في كلمة بهذه المناسبة إلى الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد بحق شعبه بدعم وتأييد النظام الإيراني، مشددة على «أن المقاومة الإيرانية والثورة السورية تقفان في خندق واحد ضد النظامين الإيراني والسوري». وأعلنت أن المقاومة الإيرانية تعتبر «أن شهر رمضان هو شهر تضامنها مع الشعب السوري الصامد المقاوم»، مضيفة إن ما يمر من وقائع في سورية «يكشف عن حدث عظيم وهو إسقاط الاستبداد الديني الحاكم في إيران على مستوى المنطقة من كرسي نظام يدعي الإسلام، وثبت أنه ليس إلا حكماً عدوانياً أغرق الشرق الأوسط في دوامة من الدماء لحفظ سلطته المتداعية». وأوضحت أن نظام «الملالي خدع بعض السذج من الناس في الدول العربية والإسلامية، ليتمكن من تغطية مقاصده الإجرامية تحت ستار الدين لسنوات طويلة»، مشيرة إلى التناقض والازدواجية في مواقف هذا النظام عندما كان يعدم الآلاف من الشباب الشيعة الأحرار التقدميين في الداخل، فيما يظهر نفسه في خارج إيران كمدافع عن الشيعة. وأكدت أن نظام «الملالي» عمل على «إثارة الطائفية بشأن الشيعة والسنة وسعى إلى توسيع رقعة الإرهاب والتطرف من خلال المجاميع المصطنعة على يده مثل حزب الشيطان اللبناني لارتكاب المجازر ضد شعوب الشرق الأوسط». وانتقدت دور النظام الإيراني في فلسطين، مشددة على أنه لعب دوراً محورياً وحاسماً في تقسيمها ومعاداة السلام في الشرق الأوسط. ولفتت إلى أن نظام «الملالي» سعى باسم تصدير الثورة والإسلام إلى تفتيت العراق وقادوه إلى الدمار والتخبط، مؤكدة أن الأدلة والتقارير تشير إلى أن تنظيم «داعش» هو حصيلة قمع الشعب العراقي وقمع الشعب السوري من قبل نظام «الملالي» بمساعدة الأسد ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي.ورأت أنه «لولا تدخل الملالي الذين يحكمون إيران وارتكابهم لجرائم في العراق وسورية، لما توسعت هذه الظاهرة البغيضة في الشرق الأوسط ولما وقعت الهجمات الإرهابية في فرنسا وغيرها من الدول»، مؤكدة «أن الإرهاب في أوروبا لا يمكن اجتثاثه طالما لا يتم التصدي للنظام الإيراني لأن ولاية الفقيه وداعش هما وجهان لعملة واحدة». من جهة أخرى، اعتبرت رجوي أن الأوضاع في إيران باتت أسوأ بعد الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع القوى العالمية الكبرى مقابل رفع العقوبات عنها. جاء ذلك في رسالة بعثتها رجوي إلى أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الإيطاليين أول من أمس، شكرتهم فيها على إصدار بيان لدعم المعارضة الإيرانية من أجل الحرية والديمقراطية. وقالت رجوي «بعد الاتفاق النووي في يوليو 2015 كان هناك البعض في أوروبا وأميركا يتوقعون حصول انفتاح في إيران. وأضافت «إلا أنه وبعد الاتفاق النووي، باتت الأوضاع أسوأ في كل المجالات، مع (وقوع) مزيد من الإعدامات والاعتقالات و(وجود) اقتصاد مصاب بركود أكثر ومزيد من الفقر وتصعيد في مساع قوات الحرس الثوري لإثارة الحروب في سورية ومجازر أكثر بشاعة ضد العراقيين على يد قوة فيلق القدس»، التي يقودها اللواء الإيراني قاسم سليماني.

 

شمخاني: قرارات خامنئي مستمدة من الوحي الإلهي!

السياسة/13 حزيران/16/قال علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، والممثل للولي الفقيه في المجالس الأمنية القومية، ان الوجود العسكري لإيران في دول مثل العراق وسورية، يعتمد أساساً على «الوحي الإلهي»، الذي ألهم به الولي الفقيه المرشد علي خامنئي. ونقلت جريدة «ايلاف» الالكترونية، أمس عن شمخاني قوله في مؤتمر الأفكار المرافعة عن خامنئي ان «التهديد الحقيقي الذي تواجهه إيران آتٍ من الجماعات الجهادية السنية، التي تخوض المعركة في اليمن بالنيابة عن غيرها». وادّعى ممثل ولي الفقيه أن وجود القوات العسكرية الإيرانية في المنطقة هو للدفاع أيضًا عن حق الشعب الفلسطيني، معتبراً أن «كل قرارات الولي الفقيه هي قرارات إلهية، مستمدة من الوحي والإلهام الإلهي»، أي من الله تعالى، على حد زعمه.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سلام لـ"النهار": لا ضوء لانتخاب رئيس الحكومة متعثرة والأمور "ماشية بالتسوية"

سابين عويس/النهار/13 حزيران 2016

في خضم التطورات التي تشهدها الساحة الداخلية أخيرا، بدءا من الانتخابات البلدية وما افرزت من تداعيات على المشهد السياسي، مرورا بعودة الهواجس حيال الأوضاع الامنية في ظل التهديدات "الداعشية" المستجدة، يبقى رئيس الحكومة تمام سلام على مسافة واحدة من الملفات المطروحة أو من القوى السياسية الواقفة وراءها. لكنه في المقابل لا يخفي أمام زواره انزعاجه من استمرار الاداء المتراجع للدولة ولمؤسساتها، مجددا شكواه من استمرار الشغور الرئاسي، نظرا إلى ما يرتبه من تأثير سلبي على البلاد. في جردة حساب يجريها سلام امام عدد من الصحافيين في دارته في المصيطبة، يختصر إجابته عن الأسئلة المتراكمة المطروحة عليه من كل جانب في شأن الملفات الشائكة المطروحة، بالقول: "إننا لا نزال ندور في مكاننا. الشغور الرئاسي يراكم سلبياته والمعاناة الناتجة منه رغم المحاولات الجارية، إما عبر انتخابات بلدية من هنا أو حوار ثنائي أو جماعي من هناك، أو ملف أمني من جهة أخرى".

لا يخفي سلام انزعاجه من أن كل الامور "ماشية بتسوية من هنا او تسوية من هناك، بهدف تمرير الامور مرحليا وموقتاً. حتى مجلس الوزراء متعثر. يجتمع مرة أو إثنين، وكل موضوع يحتاج إلى نصف ساعة يستغرق بحثه جلستين أو ثلاثاً. وأحيانا نخرج بنتيجة وأحيانا كثيرة لا".

اما عن الملفات المطروحة على جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، فيكشف سلام أن جدول الاعمال قد وزع، ويتضمن بندا عن هيئة "أوجيرو". اما الملفات الاخرى مثل "سد جنة" أو "أمن الدولة" فغير موجودة في الجدول. هل بحث ملف جهاز أمن الدولة خلال لقائه الرئيس نبيه بري خصوصا في ظل تردد معلومات عن اتجاه إلى التمديد لنائب المدير العام العميد محمد الطفيلي؟ يجيب بالنفي، مشيرا إلى أن البحث مع رئيس المجلس يتناول المواضيع العامة. ولا يفوت سلام مناسبة من دون أن ينوه بدور بري وجهوده من أجل امتصاص الأزمات وإحتوائها، وبتواصله مع جميع القوى السياسية من أجل التوصل إلى مخارج للأزمات.

أما ملف "سد جنة"، فيأسف رئيس الحكومة "لدخوله لعبة التجاذب السياسي التي تنعكس عليه سلبا، فيما السد موضوع حساس وليس حكرا على منطقة أو فئة دون أخرى". وعن أجواء جلسة الخميس إنطلاقا من موقف حزب الكتائب الذي انسحب اثنين من وزرائه من الجلسة وهدد بالتصعيد، يقول سلام: "إسألوا الكتائب"، لافتا إلى أن "الإنسحاب كان من الجلسة وليس من مجلس الوزراء". أما عن اقتراح وزير الإعلام دعم الصحافة الورقية، فكان له جواب مماثل: إسألوا الوزير رمزي جريج، فأنا لم أطلع على اقتراحه".

وماذا عن اقتراح الوزير نبيل دو فريج بشأن سد جنة والاستعانة بتقارير للبنك الدولي؟ يجيب بأن أكثر من جهة تقترح ذلك، بعيدا عن الصراعات المحلية، كاشفا ان هناك العديد من الدراسات اجرتها الوزارة ولم تخل من الملاحظات والمطالبة بتعديلات.

ولا يخفي سلام ردا على سؤال أسفه للاجواء الطائفية التي تسود المناقشات الوزارية، مشيرا الى ان كل فريق سياسي يريد استثمار المواضيع ذات الحساسية الطائفية لاعتقاده بأنه يعزز مكانته لدى طائفته واوساطه، لأن مع الاسف غالبية المكونات الحكومية هي ذات تمثيل طائفي، ترفع الشعارات الوطنية الكبرى، وبالممارسات تصبح المعايير والحسابات الطائفية هي الوازنة". عن زيارة السفير السعودي وإذا كان يحمل جديدا، أجاب أن السفير حريص على التواصل مع الجميع ولا يفوت فرصة لإعتماد خطاب وطني جامع، وحريص كذلك على الجمع ولم شمل القيادات لتأمين اجواء من الوحدة والالفة.

في الشأن الرئاسي، لا يلمس نتائج بناءة من الحراك الدولي، لافتا إلى أن النزاعات في المنطقة لا تزال قائمة وشديدة وبدلا من أن نشهد بحثا عن حلول نصطدم بالمزيد من الهجمات والصراعات والتصفيات. ويضيف بأسى:" لا أحد يفكر بغيره وكل يفكر بنفسه داخليا كما خارجيا.

 

حزب الله" مدعو للتعقّل في مواجهة العقوبات وليدع حاكم المركزي يتصرف بمهنية مميزة

اميل خوري/النهار/13 حزيران 2016

إذا كان لبنان دفع ثمن التخلص من الفلسطينيين المسلحين خارج المخيمات حرباً داخلية مدمرة لم تتوقف الا بعد اخضاعه لوصاية سورية دامت 30 عاماً، فأي ثمن سيدفعه للتخلص من سلاح "حزب الله"، وهل تقع عليه وحده هذه المسؤولية وهو البلد الصغير والدولة الضعيفة؟

الواقع انه كان على المجتمع الدولي أن يضغط على اسرائيل لتنفيذ قرارات مجلس الأمن والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها لتحكم العلاقات بين اسرائيل ولبنان الهدنة المعقودة بينهما الى حين يتحقق السلام الشامل، وعندها يستطيع لبنان، ومن حقه، منع انطلاق اي عمليات عسكرية من أرضه في اتجاه اسرائيل. لكن ما حصل هو أن أميركا ومعها اسرائيل أرادتا تحميل لبنان وحده مسؤولية وقف انطلاق العمليات الفدائية الفلسطينية من أرضه واسرائيل لا تزال تحتل الاراضي الفلسطينية وجزءاً من الاراضي اللبنانية، ما يبرر شرعاً وحقاً انطلاق هذه العمليات. وها ان اسرائيل تحاول منذ مدة ومعها أميركا تحميل لبنان مسؤولية ما يقوم به "حزب الله" حتى لو أدى الأمر الى صدام مسلح بينه وبين الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. لكن كل المحاولات فشلت حتى الآن بفضل وعي اللبنانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم لأنهم تعلموا درساً من الحرب الداخلية العبثية التي دامت 15 سنة ولم تخلّف سوى الخراب والدمار ودولة بلا سيادة ولا سلطة والأمن فيها مستعار.

وعندما فشلت كل محاولات خلق صدام مسلح مع "حزب الله" قررت أميركا ومعها اسرائيل اعتبار الحزب منظمة ارهابية وفرضت عليه عقوبات ترمي الى تجفيف مصادر تمويله، مع العلم أن من يموّل الحزب ويسلحه علناً هي إيران. فلماذا لا تسلك اميركا أقصر الطرق وأسهلها وتطلب من ايران وقف تمويل الحزب وتسليحه تحت طائلة عدم رفع العقوبات عنها فينتهي الأمر ولا تعود في حاجة الى ملاحقة مصارف كل دولة لا تطبق العقوبات عليه؟

إن العلاقات الاميركية - الايرانية منذ تم توقيع الاتفاق النووي، تحيّر كثيراً من الدول بحيث أنها لم تعد تعرف هل هي علاقات جيدة فعلاً وتسمح بحل الأزمات في المنطقة كي يعود السلام والأمن الى العراق واليمن وسوريا، أم هي علاقات ما زالت لا تسمح بتحقيق ذلك خلافاً لما توقعه كثير من المراقبين بعد الاتفاق النووي، وهو انفتاح إيران على دول الغرب واعتماد سياسة حسن الجوار مع دول المنطقة فتتوقف عن التدخل المباشر أو غير المباشر في شؤونها الداخلية، وهو تدخل يعتمد أحياناً العنف وتسليح جماعات داخل الدولة لزعزعة الاستقرار فيها.

لقد فشلت محاولات إحداث حرب داخلية جديدة في لبنان بين قوات الدولة و"حزب الله" كتلك التي حدثت في الماضي مع المسلحين الفلسطينيين، فهل تنجح في خلق مواجهة مع الحزب في تطبيق العقوبات المالية عليه وعلى كل من يدين له بالولاء فتكون حرباً مالية قاتلة عوض أن تكون حرباً سياسية أو عسكرية، لا بل أخطر الحروب لأنها لا تميّز بين لبناني وآخر ولا بين دين وآخر لأن المال هو القاسم المشترك بين الجميع؟

لذلك مطلوب من "حزب الله" أن يعي جيداً حقيقة ما يُراد من فرض العقوبات عليه، وهو تدمير لبنان اقتصادياً وافلاسه مالياً لتبقى اسرائيل هي الدولة الاقوى في المنطقة عسكرياً واقتصادياً ومالياً، خصوصاً أن "حزب الله" لا يعيش من أرصدة له أو لمناصريه مودعة في المصارف اللبنانية، إنما يعيش من تمويل من خارج لبنان وايران هي على رأس الممولين والمسلحين للحزب، فلماذا لا تبحث أميركا مع ايران وهي النبع والمصدر في وقف تمويل الحزب وتسليحه فيتوقف عندئذ عن القيام بأعمال عنف يتهم بالقيام بها في غير دولة، ويوصف بالإرهاب، ليعود الحزب الى ممارسة النضال السياسي المشروع عوض النضال العسكري أو الجهادي الممنوع؟ إن مرحلة مواجهة تطبيق العقوبات الاميركية على "حزب الله" من خلال القطاع المصرفي، هي مرحلة دقيقة تحتاج مواجهتها الى حكمة وتعقّل من الجميع. وما دام القطاع المصرفي في لبنان ليس مصدر تمويل للحزب، فلماذا نجعل من حبة العقوبات قبة ولا نترك لمصرف لبنان المركزي المعروف عن حاكمه أنه يزن الأمور بميزان "الجوهرجي"، حرية التصرف بمهنية عالية ومميزة، فيمنع وقوع ظلم على الحزب من جةه ويحمي القطاع المصرفي من جهة أخرى، وهو القطاع الوحيد الذي لا يزال يغذي شريان لبنان ليبقى حياً الى أن ينبلج فجر الانفراج؟

 

هل سأل «حزب الله» مصارف إيران وسوريا؟!

محمد مشموشي/المستقبل/13 حزيران/16

اللهجة التي يستخدمها «حزب الله» وأعوانه وإعلامه حول تجفيف منابع تمويل الارهاب في لبنان، مرة في مواجهة حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، وأخرى ضد البنوك التي تلتزم القرارات الدولية، وثالثة في انتقاد الحكومة وما يصفه برضوخها الكامل لـ«الاملاءات الأميركية»، ودائما ضد ما يسميه «المؤامرة على المقاومة»، ليست أمرا عاديا فضلا عن أنه لا يجوز أن تمر وكأن شيئا لم يحدث. ذلك أن ما يقال في هذا الصدد، لا يعبر فقط عن رغبة بالدفاع عن النفس(المقبول في حالة من هذا النوع)، انما أيضا وقبل ذلك عن الرغبة بابلاغ اللبنانيين علنا وبالفم الملآن أن وضعه المالي ودورته الاقتصادية الخاصة كحزب هما ما يهمه من دون غيرهما، ولو كان ذلك على حساب لبنان وما يمرّ به من شبه افلاس لم ينكره أمينه العام السيد حسن نصرالله في أحد خطبه الأخيرة. بل وأكثر، فما لا يفهمه اللبنانيون فعلا هو كيف يقول نصرالله قبل فترة ان لا علاقة للحزب من أي نوع كان بالبنوك اللبنانية، ثم يعمد الى شن هذه الحملة الواسعة الآن ويصل بها بعض اعلامه الى حد التهديد والوعيد بما قد لا يخطر على البال. الذريعة التي يرفع لواءها الآن هي ما يسمى «بيئة الحزب»، والمقصود بها كما ورد في بعض المواقف وفي بيان كتلة «الوفاء للمقاومة» الطائفة الشيعية، لكأن كل مواطن لبناني من هذه الطائفة بات مدرجا على قائمة الحظر التي يشملها قرار تجفيف منابع الارهاب. أو لكأن كل ما يطال الحزب من قرارات عربية دولية (أو حتى محلية) انما يأخذ في طريقه كل من ينتمي دينيا وفقهيا، أو ربما وراثيا فقط، الى المذهب الشيعي.

لكن ذلك يبقى في النهاية أقل الأمور جسامة. فلا يفعل «حزب الله» في حملته هذه، الا أنه يعود الى نغمة الاستقواء بقوته وسلاحه من ناحية، والى أنه يستطيع من خلاله، كما حدث أكثر من مرة في السابق، تحقيق أهدافه الخاصة من ناحية ثانية ان في الداخل اللبناني أو حتى في الخارج العربي والاقليمي والدولي. نموذج ذلك ما فعله الحزب حتى الآن في كل من سوريا والعراق واليمن، وقبلها في مصر والبحرين والسعودية، بالرغم من الخسائر المادية والمعنوية الضخمة له ولما يسميه «بيئته الحاضنة» في لبنان، كما بالرغم مما ألحقه من أضرار باقتصاد ومال وحياة واستقرار كل فرد من أفراد هذا المكون من مكونات البلد. والخطورة، في الحال الحاضرة، تكمن في ما كانت عليه ردود فعل الحزب في أعقاب كل عمل قام به في خلال الأعوام الـ16 الماضية، أي تحديدا منذ الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان والبقاع في العام 2000:

ـ «لو كنت أعلم»، التي أطلقها السيد حسن بعد العدوان الاسرائيلي في العام 2006، لم تكن يومها ولا في أي يوم بعد ذلك الا الوجه الآخر لحملة التخوين الواسعة التي شنها وحزبه ضد كل من وقف ضد المغامرة التي دفع لبنان كله، وليس «بيئة» الحزب وحدها، ثمنا غاليا جدا لها. واذا كان صحيحا أن الحزب لم يكرر تلك المغامرة منذ ذلك الحين، فالصحيح أيضا أنه لم يفعل ذلك الا بسبب القيود التي فرضها عليه قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 بنتيجة تلك الحرب، وليس لأي سبب آخر. والمعنى هنا أن الدرس لم يكن مفيدا، لا لمن لم يكن يعلم نتيجة المغامرة من قبل، ولا لمن علم فعلا نتيجتها من بعد. ولعل أبسط دليل على ذلك ما هدد به في مناسبات متعددة عن عشرات الآلاف من الصواريخ، وعن ضرب اسرائيل من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، وصولا الى ما وصف أخيرا بـ«أكبر من قنبلة نووية» تفجر حاويات الأمونيا في حيفا.

ـ كذلك هو «اليوم المجيد» في السابع من أيار العام 2008، الذي استهدفت به ميليشيا الحزب كلا من بيروت والجبل، ولم يغيّر شيئا في الواقع لا في ذهنية الحزب تجاه أهل العاصمة والجبل والعيش بسلام معهم، ولا في خطته للهيمنة على مقدرات البلد الاقتصادية ومؤسساته الدستورية والأمنية. واذا لم يكن من دليل آخر على عدم «نجاعة» الدرس، فلعل ما آل اليه وضع لبنان في الأعوام الأخيرة(لا رئيس جمهورية، ولا حكومة فاعلة، ولا مجلس نواب يعمل) يكفي لتشكيل مثل هذا الدليل. ـ أما التورط في سوريا، وبعده في العراق واليمن، فلم يفعل الحزب الا أنه ازداد استشراسا فيه بالرغم من كل ما لحق بأبناء الطائفة الشيعية («البيئة الحاضنة»، بحسب التسمية المتداولة) من خسائر بشرية في الأرواح من ناحية، ومن أضرار في البنية النفسية والاجتماعية لهذه الطائفة من ناحية ثانية.

سيقال انه القرار الايراني في النهاية، وان الحزب يفعل ما يؤمر به ليس الا، ان في لبنان أو في أي مكان في المنطقة أو في العالم. لكن، هل تكرم قادة الحزب بتوجيه السؤال الى حليفيه الأساسيين في المنطقة، ايران وسوريا، عما اذا كان المصرفان المركزيان فيهما سينفذان من دون سؤال قرار تجفيف منابع الارهاب، أم أنهما سيلجآن مثلهم الى التنديد بـ«المؤامرة الأميركية»، وربما الى تهديد حاكميهما ومسؤولي المصارف الخاصة في البلدين بالويل والثبور وعظائم الأمور؟. أكثر من ذلك، هل فعلت ايران غير ذلك تحديدا عندما وقعت الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، ونالت بنتيجة توقيعها رفع الحظر عن تعامل مصارفها ومؤسساتها المالية مع العالم؟.

 

 «حزب الله» ونهاية الزمن المصرفي الجميل

وسام سعادة/المستقبل/13 حزيران/16

يتوجه «حزب الله» بالوعد والوعيد لحاكم مصرف لبنان ولمصرف لبنان وللقطاع المصرفي اللبناني، بعد انتهاء فترة من «الواقعية المتبادلة»، تمكن الحزب من خلاله أن يجمع بين صفته كـ»خارج عن القانون» بالنسبة الى كتلة الدول الغربية، وبين بقائه «متصلاً»، ولو مواربة بالنظام المالي العالمي الذي تسيطر عليه المؤسسات المالية لأعدائه العالميين هؤلاء، وفي المقدمة منهم الولايات المتحدة الأميركية. يريد الحزب الآن الشيء ونقيضه: الاحتقان والسخط بوجه المعادلات المصرفية والمالية اللبنانية لأجل اعادة نسج شبكة حمائية جديدة له، لأجل التفتيش عن حيل جديدة تمكنه من الإبقاء على رئة اتصاله بالنظام المالي العالمي. يبقى ان هذه اللعبة لا تنحصر في الحزب والمصرف المركزي، كما أنّ الحزب والمصرف المركزي على حد سواء لا يستطيعان الافلات من منطق له، غربياً وعربياً، ترجمات عدة، تلتقي جميعها في ان الحزب عليه ان يساعد نفسه، كي يتمكن الاخرون، في الداخل والاقليم والخارج من مساعدته على الخروج من دائرة معاملته كتشكيل ارهابي. أما أن يكون الباب الى ذلك هو الترهيب فهذا، بقطع النظر عن الموقف منه، لن يخدم كثيراً. يفترض ان الحزب يعي بما فيه الكفاية ان الكرة ليست في ملعب النظام المالي اللبناني، وان هذا النظام سعى حقيقة، لتجنب عواقب الامور، والبحث عن حلول توفيقية ما أمكن، لكن هنك حدود لك شيء، ولم يعد من الممكن ايجاد غطاء لبناني للحزب لا ديبلوماسياً ولا مالياً ولا من اي نوع، طالما ان الحزب لم يقم بعد بأي جهد يذكر لاظهار انه قادر على التكيّف، بانعطافة، نحو الهدوء. التضييق على الحزب من النظام المالي العالمي ليس بالأمر السهل حتى بالنسبة للبنانيين من أخصام الحزب كونه يفرض عليهم اعباء جديدة، مالياً واقتصادياً وسياسياً وامنياً، ولهم بهذا المعنى مصلحة في موقف براغماتي في هذا الجانب، لكن لهذا الموقف شروطه، وهي لم تعد، والى حد كبير، تتعلق بالنظام المالي اللبناني، الذي كشف نفسه اكثر من اللازم للنظام المالي العالمي في السنوات الاخيرة، لجهة انه ساهم في تأجيل التصادم بين الحزب والعالم. بطبيعة الحال، سيجد الحزب مصلحة له في التعطيل والتفريغ هنا ايضاً، كما وجدها حيال كل مسألة متعلقة بالمؤسسات والعلاقات في ما بينها في الدولة. لكن السلوك التعطيلي او الشغوري بازاء وظائف الفئة الاولى، كحاكمية المصرف وقيادة الجيش، وفي ظل شغور متمدّد لموقع رئاسة الجمهورية، يزيد الامور خطورة ومدعاة للقلق. ليس بالمستطاع معالجة المشكلة الراهنة ببدعة «المقاومة النقدية» اي فائض القوة العنفية للحزب في نزاعات الداخل، هذا الفائض المستنزف بشكل دموي متواصل في سوريا. فائض القوة يبطش بالسياسة، لكنه هش أكثر حيال المعادلات المالية، تماماً مثلما كانت هذه المعادلات مطواعة أكثر معه في وقت سابق، وهو ما يجعل الحزب يعتقد انه برفع السقف الخطابي يمكنه ان يستعيد هذا «الزمن المصرفي الجميل» بالنسبة له. لكن هذا الزمن «الجميل» انتهى، ولن يرجع اذا بقي «حزب الله» على حاله، وما لم يسعَ، وبدلاً من ابتزاز مؤسسات الدولة والقطاعين العام والخاص، والحلفاء والاخصام، كي يؤمن له كل هذا شبكات تواصل غير مباشرة مع النظام العالمي، لا سيما النظام المالي العالمي، إلا الاستفادة من «فائض قوته» قبل فوات أوانها بغية تحويلها لأشياء أخرى ومفيدة، ولا يكون ذلك إلا بإعادة حصر نطاقه بلبنان: اذ لا يمكن الحزب ان يكون حزباً «عالمياً»، يحارب فوق كل ارض، وتكون مشكلته مع مصرف لبنان انه لا يتوسط له لدى النظام المالي العالمي. عندما يعود فيعطي الاولوية ثم الحصرية لعمله اللبناني تصير «الوساطة اللبنانية» له في الخارج مقنعة اكثر، وممكنة اكثر، وتصير طوعية اكثر، وليست حاصلة بالابتزاز. لكن من قال ان الحزب يريد كذلك؟ يريدها وساطة داخلية بشروطه الخطابية والأمنية هو، بما يعرف هو ان يؤديه ويحركه وينطق به. هناك حد أقصى لما يمكن للمصرف المركزي ان يفعله، والحزب يعي ذلك ويكابر بدلاً من إعادة التموضع، بدءاً من القضايا المالية.

 

وليد عيدو.. شهيد قضية لا تموت

علي الحسيني/المستقبل/13 حزيران/16

«لن أترك البلد وأرحل، لا لن أتركه لبشار الأسد وجماعته. أنا باق هنا ويَلّي بَدو يصير يصير». كلام كان يُصر النائب الشهيد وليد عيدو على قوله قبل فترة من إغتياله، أمام كل من كان يلتقيه ويُحذره من خطورة بقائه في لبنان، عقب المواقف التصعيدية التي كان اتخذها منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حتى يوم اغتياله في الثالث عشر من حزيران العام 2007 من خلال تفجير سيارته ما أدى إلى إستشهاده ومعه نجله الأكبر خالد.

خلال جلسة معه قبل استشهاده بفترة وجيزة، توجه عيدو إلى الحاضرين بالقول: لقد سقط حاجز الخوف وانكسر القيد الذي لفّنا لعقود من الزمن، لكن هذا الامر كانت له إرتدادات كبيرة علينا لدرجة أننا أصبحنا في قوى الرابع عشر من آذار، كأننا امام مشهد سوريالي ننظر فيه بعضنا إلى بعض غير مصدقين بأننا ما زلنا احياء أو كأنها المرّة الأخيرة التي قد نلتقي فيها. نسأل بعضنا ضمناً في كل مرة نلتقي فيها، على من سيَقع الدور هذه المرّة؟.

حزيران 2007 كان موعد النائب وليد عيدو هذه المرّة مع الإغتيال بعدما حجز لنفسه مكاناً بين شهداء سبقوه. لم يُهادن في حياته ولم يُفاوض القاتل، ظل على موقفه القائل: «النظام السوري مجرم وقاتل ولا بد من يوم تقتص العدالة منه». خوّنوه وشنّوا حملات تشويه وافتراءات بحقه، وصلت في بعض جوانبها الى حد تخوينه، يومها وصلت الرسالة الى الشهيد، ومع هذا ظلّ يجاهر في مواقفه ويُعلنها على المنابر وتحت قبّة البرلمان. مارس حياته بشكل طبيعي وهادئ إلى أن اختاره نظام الظلم هدفاً له، فأسقطه مع نجله على باب بحر بيروت، المدينة التي عشقها فسكنته حتى الرمق الاخير. هي عبوة تأتي في إطار الحرب التي فُتحت يومها على اللبنانيين واستمرت منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حماده وما تلاها من اغتيالات وصولا الى الشهيد الوزير محمد شطح.

خوف الظالمين من عدالة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، جعلهم يستكملون عمليات الإغتيال، كذلك هو خوف الظالمين من انتصار الوطن ولمنع انتخاب رئيس للجمهورية في حينه. هم فئة يُمثلون أكثر من نصف اللبنانيين لاحقهم الموت من مكان إلى آخر في وقت كانت تسرح فيه فئة أخرى وتمرح مع شبيحتها وتحتل الأحياء وتزرع الرعب في كل مكان. هذه المفارقة جعلت نائباً سيادياً يتساءل يوم اغتيال عيدو: وزراء ونواب وشخصيّات من حزب محدد، يتجولون بحرية على كامل مساحة الوطن من دون خشية وأحياناً بالقرب من الشريط الحدودي مع اسرائيل، بينما نحن الذين يتهموننا بأننا عملاء ومأجورون، نُقتل في كل يوم من دون حسيب أو رقيب. ألا يدعو هذا الامر إلى التساؤل والإستغراب؟».

«شهيد العدالة»، عبارة تستقبل الداخلين بعد تسع سنوات على الإغتيال منزل الشهيد في منطقة فردان، صورته العملاقة التي تجمعه مع نجله الكبير المحامي الشهيد خالد تؤكد أنه الغائب الحاضر على الدوام. بالأمس لم يكن غائباً عن منزله كما انه لم يغب يوماً. حتى اليوم ترفض دموع الزوجة ام خالد أن تُفارق مقلتيها. «وليد لم يتركنا يوماً، هو حاضر بيننا على الرغم من أنني كنت قد مررت بظروف صعبة قبل إستشهاده لأنني كنت أشعر بأنه سيتعرض لمكروه وكذلك الامر بالنسبة الينا فكنا نتساءل اين وكيف سيتم الإغتيال. ما كسر ظهرنا اكثر هو خالد الذي لا ذنب له، فقد كان يكره السياسة رغم تعلّقه الشديد بوالده ويهتم بكل شاردة ووارده تتعلق فيه. عدالة السماء آتية لا محالة». صديق وليد عيدو وزميله في كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري يقول: «وليد لم يغب عن القضية التي ما زلنا نحملها منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري. وليد سيبقى في ذاكرة كل الاستقلاليين وصوته سيظل يصدح في ساحة الحرية التي كان جزءاً من ناسها ومن صانعيها، وهو سيبقى صنواً للحرية والسيادة والاستقلال. لقد استمر رغم غيابه بين اللبنانيين من خلال مواقفه، وفي كلماته وإصراره على الحق ومواجهة المخاطر ولم يكن يخشى أو يخاف شيئاً طالما أنه يعبر عن قناعته وإيمانه بالوطن والحرية».

ويتابع: «قد يكون الإغتيال أخذ منا صديقاً نحبه ولكن كل الوقت نعتبر أن وليد هو بيننا ومعنا، ومنذ اللحظة الأولى لاغتيال الرئيس الشهيد كان دورنا كنواب واستقلاليين لبنانيين هو رفع شعار الحقيقة للوصول إلى معرفة من خطط ونفذ عملية الاغتيال وما تلاها من تفجيرات، وعنوان العدالة والحقيقة استمر مع كل الشهداء الذين سقطوا من أجل لبنان ووليد منهم. لذلك نؤكد أن إيماننا بالعدالة لن يتزعزع، والحقيقة ظهرت وسوف تُكمل طريقها، وسنكون فخورين وقادرين على رفع رأسنا أمام رفاقنا الشهداء بأننا أوصلنا حقّهم». من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وصولاً إلى الوزير الشهيد محمد شطح. كوكبة من الشهداء كانوا في كل يوم يخرجون من بيوتهم، يولّون وجوههم شطر الله متضرّعين اليه طالبين حماية فقدوها على أرض غابت عنها عدالتها فاستعاضوا عنها بعدالة سماء آمنوا بها فرفعتهم اليها شهداء أحياء عند ربهم يرزقون.

 

مأزق حرج في ملف العقوبات على الحزب هل يؤدي التضييق إلى فتح متنفس سياسي؟

 روزانا بومنصف/النهار/13 حزيران 2016

ليس سهلا على "حزب الله" السكوت على التضييق المالي الذي يصيب رجال اعمال وتجار وما اليهم يدورون في فلكه وكذلك الامر بالنسبة الى مواطنين يستفيدون من مؤسساته على رغم ان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله سبق ان قلل جدا من اهمية قانون العقوبات الذي اصدره الكونغرس الاميركي ضد الحزب قائلا بالحرف الواحد "من الناحية المالية ليس لدينا اموال في المصارف اللبنانية وليس لدينا اموال لانها من المنتج الى المستهلك. ذكرت في اكثر من مناسبة انه ليس لدينا اعمال استثمارية ولسنا شركاء مع تجار وليس لدينا فلس واحد نتاجر به او نضعه عند احد". الا ان الاعتراض القوي الذي بات يسجله الحزب يظهر ان ضررا يلحق به إن لم يكن مباشرة فببيئته الحاضنة وداعميه. ثمة ما استفز الحزب في الكلام الذي قاله حاكم المصرف المركزي رياض سلامة في حديثه التلفزيوني الاخير الذي جاء فيه "لا نريد اموالا غير مشروعة في نظامنا المصرفي كما لا نريد ان يكون بضعة لبنانيين السبب في تسميم صورة لبنان وتشويهها في الاسواق المالية والعالمية "، فشن الحزب حملة قاسية عليه مهددا بخطوات واجراءات، وقد نال هذا الكلام من الصورة التي يسبغها الحزب على نفسه وقد اتت من شخصية مالية لبنانية لها وزنها في الداخل والخارج وتأثير لكلامها. ولعل الحزب لم يتأثر مرة بالاتهام الاميركي له بالارهاب وفرض عقوبات للتضييق عليه تحت هذا العنوان على رغم ان دان غلايزر، مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون تمويل الارهاب، وضع الحزب جنبا الى جنب مع القاعدة وداعش "كتنظيمات ارهابية" على نحو ينقض ما يحاول الحزب منذ انخراطه الى جانب النظام السوري في الحرب ضد المعارضة السورية اشاعته من انه يحارب الارهاب. لكن الكلام الاميركي ليس مؤذيا للحزب بمقدار ما بدا كلام سلامة بالنسبة اليه.

أثار ذلك مجموعة تساؤلات من بينها ماذا سيفعل الحزب مع الحاكم بازاء مضامين القانون الاميركي وما هو المدى الذي يمكن ان يبلغه موقف الحزب على رغم ان اي دفع يتجاوز خطا معينا قد يشكل مقتلا للوضع اللبناني المعتمد في جزء كبير منه على سلامة المصارف وقدرة حاكم المصرف بالذات على ادارة جنبت لبنان اخطارا كبيرة ولا تزال؟ هل سيدفع الحزب الى احراج الحاكم فاخراجه وهل يمكن ان يتوقع الكلفة التي تترتب على لبنان وعلى القطاع المصرفي والوضع النقدي تبعا لذلك وان يتحمل هو هذه الكلفة ام ان هناك رهانا على ان الرغبة الدولية القوية في المحافظة على استقرار لبنان قد تسمح بالذهاب الى حدود حافة الهاوية لدحض القرار الاميركي؟

يقر عارفون بأن هناك اخطاء حصلت من بعض المصارف لدى بدء التطبيق وكان يمكن تجنبها. الا ان هناك رغبة من الجميع بمن فيهم خصوم الحزب للمساعدة في ايجاد متنفس يساهم في ايجاد مخارج للعاملين من الناس العاديين في مؤسسات الحزب او المتفاعلين في بيئته لجهة امكان الاستعانة بقروض مصرفية وما الى ذلك نظرا الى ان مندرجات القانون قد لا تسمح بهامش كبير قد يتيح للشركات او المتمولين في الخارج بالتحايل من أجل ايصال اموال داعمة للحزب، علماً انه لا يعتقد ان الحزب يشتري السلاح وهناك تمويل مباشر له من ايران الى جانب السلاح. وثمة من لا يرغب في حشر الحزب في الزاوية لئلا يغدو مؤذياً غير آبه بما يصيب اللبنانيين من ضرر. الا ان الحزب يدرك من دون شك ان ثمة محاذير لاي خطوة يمكن ان يقوم بها على هذا الصعيد. وهو يدرك تماما انه يمكنه اللجوء الى مصارف اخرى كبنك صادرات ايران او المصرف التجاري السوري الذي له فرع في لبنان لولا ان هذه المصارف ايضا قد تعجز عن رفض الخضوع لمضامين القانون الاميركي انطلاقا من ان اي مصرف يرغب في ان تكون لديه مقاصة خارجية مجبر على التقيد بمفاعيل القانون الاميركي ولا يستطيع تجاوزه. والمقاصة لدى لبنان هي بالدولار الاميركي واذا لمست الولايات المتحدة مرور اي شيكات لامر اي من الاشخاص الذين صنفتهم عبر هذه المقاصة فان ذلك قد يكون نهايتها، علماً ان المقاصة بالدولار في بيروت انما تعبر عن مركز بيروت المالي انطلاقا من ان المقاصة الوحيدة بالدولار خارج الاراضي الاميركي موجودة في لبنان، في حين ان الدول الاوروبية تحتفظ بمقاصة مختلفة.

وثمة اسئلة يثيرها البعض من باب اذا كان التضييق المالي على الحزب يمكن ان يعدل من ادائه في ضوء معلومات لدى هؤلاء تفيد بان هذا التوسع الاميركي في اتجاه التضييق المالي لم يكن ليثار لولا المشكلة الاساسية التي فتحت الباب على ذلك اي اليمن انطلاقا من ان توسيع الحزب ساحات حروبه وسع في المقابل هامش استهدافه خصوصا ان الامين العام للحزب كان مكلفاً ملف اليمن على نحو مباشر. وهل ان هذا التضييق يساهم في الحد من عمليات الحزب في سوريا او ان ذلك قد يدفعه الى ابداء نوايا حسنة باتاحة المجال امام الذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية وتاليا تأليف حكومة جديدة واجراء انتخابات ربما تساهم من خلال الاتفاق على كل شيء ان تشكل مظلة حامية للحزب يمكن الموازاة فيها بين عدم ترك الخارج الحزب يصول ويجول كما يريد من دون اي رادع وبين عدم رغبة هذا الخارج في ان تكون هناك اي مشكلة في لبنان.

 

زمن الاختناقات!

 نبيل بومنصف/النهار/13 حزيران 2016

قد لا تكون الإطلالات المتعاقبة للرئيس سعد الحريري حتى الآن كافية لاقناع الجهات التي توغلت بعيدا في "سلخ جلد الدب قبل اصطياده" من خلال خروجها عن مفهوم جاد حتى للتوظيف السياسي لما شهده تيار المستقبل من تداعيات حملها زعيمه بصدره. ومع ذلك نتساءل ماذا حين تثبت الوقائع ان الحريري وتياره سيبقيان ركيزة من ركائز المصير اللبناني بحيث لا يمر انتخاب رئيس ووضع قانون جديد للانتخاب وإقامة اطر المرحلة الآتية بعد الازمة السياسية الا من خلالهما ؟ في موازاة ذلك ثمة لاسابقة يتعرض لها " حزب الله " في الحصار المالي والمصرفي الذي يلتف حوله من خلال قانون العقوبات الاميركية العابر للقارات. وقد لا يكون الا الجاهل لتداعيات هذا الحصار على الحزب من يقلل خطورة رد الفعل المحتمل حتى لو لم يكن الحزب قادرا في هذا المعترك تحديدا ان يفك عنه الطوق بأنماط مماثلة لـ7 ايار مثلاً فيما هو يتعرض لاختناقات هائلة. ليس هناك لا في الشكل ولا في المضمون ولا في الظروف والخصوصيات اي رابط بين ما تتعرض له القوتان اللبنانيتان اللتان تختصران الصراع الداخلي الموصول بأفق اقليمية. ولكن من باب أولى ان يثير عامل التزامن بين الحالتين، حتى لو كان عفويا، فضولا حيال واقع خارجي أفضى الى اطلاق تداعيات غير عادية بدأت تضرب لبنان كأنها نذير بلوغ الانهيارات الاقليمية التي اعقبت الاتفاق النووي الاميركي الايراني البلد القلق الباحث عن استقراره بين أرجل الفيلة. شيء ما يشبه مرحلة عشايا الطائف يطل عبر شمولية أزمات توزع الأنصاب والحصص على مختلف القوى الداخلية سواء كان ذلك بفعل اوضاع ذاتية طال صمودها امام الانسداد السياسي كمثل حالة تيار المستقبل وحلفاء كثر له ولو اختبأوا وراء ازماته، أو بفعل أوضاع اشد قسوة يعاني منها " حزب الله " في مواجهة الحصار المالي الذي يتساءل أكثرنا عن سر اشتداده عقب الاتفاق النووي وماذا تراها فاعلة ايران للتخفيف منه ؟

اغلب الظن اننا لن نعثر على أجوبة مفحمة وواضحة في مسار غامض مخيف يتصل بخفايا المصالح الاقليمية والدولية خصوصا مع كل ما يثير الريبة حيال "يالطات" محدثة ترسم للمنطقة. ولكن ما يعنينا اولا وأخيرا هو تغيير التعامل مع واقع داخلي لا يبدو ان احدا يحظى فيه بغطاء الأمان. ولعلها سذاجة خطرة ومفرطة فعلا ان تمضي انماط التوظيف الداخلي لهذا النوع من التطورات، من أي اتجاه أتى، وفق حسابات وحملات تتسم بسطحية الغرائز والعصبيات كأننا امام فولكلور تقليدي لا يقيم اعتبارا ولا فهمًا لدلالات أزمات وافدة لم تعد قوى "عملاقة " داخلية تقوى على الوقوف في وجهها فكيف بالذين يتفرجون او يصفقون على ارصفة الثرثرة ؟

 

6 حزيران 67 - يقظة العقل العسكري

الدكتور رامي عوده/النهار/13 حزيران 2016

يُطلَق اسم النكسة على نتيجة حرب 1967 بين الجيوش العربية والدولة العبرية، وهي في الواقع خسارة لحرب تقليدية بين جيوش عسكرية نظامية اسدلت الستار على مرحلة، وفتحت الباب على نوع آخر من الحروب، وعلى عقيدة عسكرية مختلفة عرفت من خلالها الجيوش العربية أنّه لا سبيل لهزيمة الجيش الإسرائيلي بعقيدة عسكرية لحرب نظامية بين جيشين ينتشران في جبهات واضحة المعالم، وتأكد ذلك أخيراً في حرب تشرين 1973 عندما ادرك الجيشان السوري والمصري أنّه ممنوع عليهما الانتصار والإجهاز على دولة اسرائيل، التي امتدت لها الجسور الجوية الأميركية عبر المملكة المتحدة، فانقلبت بداية الانتصار العربي الى تهديد واضح من غولدا مائير والطغمة الحاكمة هناك باستعمال سلاح الدمار الشامل لردع الانتصار العربي الذي لاح في الأفق.

تحولت النكسة يقظةً في العقل العسكري العربي، أنّ الطريق الى التحرير هو في حرب الاستنزاف، كما في حرب التحرير الشعبية وحرب العصابات التي بدأت تتبلور وبسرعة قياسية تمظهرت في حرب لبنان الاولى عام 1982، حيث لم يكد جيش شارون ينتشر في احياء بيروت حتى عاجلته مقاومة مدنية افتتحها خالد علوان في مقهى "الويمبي" في الحمرا ولم يختتمها احمد قصير في تفجير مبنى الحاكم العسكري في صور عام 1985؛ و كانت ترسم و ترتسم العقيدة العسكرية الجديدة في العقل اللبناني المقاوم وصولاً الى طرد جيش إيهود باراك عام ألفين.

هذه هي اليوم يقظة عام 1967، تحوّل نكسة عسكرية موجعة للجيوش العربية الى ثورة في العلم العسكري، احدثته مقاومة لبنان العلمانية والدينية، و ها هي اليوم تحدث نقلة نوعية في مفهوم الردع والحرب الاستباقية ليصبح السادس من حزيران 1967 والسادس من حزيران 1982 ذكرى لليقظة العسكرية على نظام للردع لكل غازٍ لوطن الارز أن يفكّر مرتين قبل أن تطأ قطعانه ارض لبنان العظيم.

لبنان ينتج نظريته العسكرية الخاصة، فتصبح امتداداً لعقيدة هنيبعل (أعظم نابغة عسكرية في التاريخ) عقيدة لحرب استباقية تهاجم الغزاة في عقر دارهم و تضع حداً لأي طموح او مغامرةً لهم على التراب الوطني.

إنّ مقاومة لبنان التي تبلورت صعوداً منذ حصار بيروت، ومن ثم تحريرهاعام 1982، هي من النتائج الاستراتيجية لحروب العرب الخاسرة والتي أسست لنظرية الحرب غير المتكافئة بين جيش نظامي هو الأقوى في المنطقة ومقاومة لبنانية هي مزيج معقّد من كتائب عسكرية نظامية تتقن فن الدفاع المتحرك في جبهة صغيرة متحركة، ونخب من وحدات خاصة هجومية يمكنها أن تضرب في اي مكان من الجبهة العسكرية، و تنزل باي جيش معاد خسائر فادحة تربكه وتضعه في موقع دفاعي لتجنّب الخسائر البشرية، فيصبح جنوده و ضباطه في حالة انهيار ادراكي خوفاً من الأسر أو الهزيمة.

إنّ العقل العسكري اللبناني استفاد إلى أقصى الحدود وهو يتفرج منذ الاستقلال على حيرة قادة الجيوش العسكرية أمام التفوق العسكري الإسرائيلي، وانعدام إمكانية فتح ثغرة ولو صغيرة في البنيان المعنوي لالوية النخبة في جولاني وايغوز، حتى تفتقت العبقرية العسكرية اللبنانية عن آخر ما توصل إليه العلم العسكري في حرب العصابات منذ معركة ديان بيان فو في فيتنام وصولاً إلى سقوط مدينة القصير السورية.

إنّ تلك اليقظة في العقل العسكري للمقاتل اللبناني أحدثت نقلة نوعية في الرؤية العسكرية للجبهة العربية الإسرائيلية الممتدة لأكثر من ستين عاماً، حيث لم تكن الجبهة الداخلية الإسرائيلية مطلقاً في مرمى النيران العربية، الى أن قصفت حيفا صيف 2006 و هددت تل أبيب جدياً لأول مرة منذ تراجع جيش الإنقاذ العربي عن تحرير فلسطين عام 1948.

إنّ النقلة الاستراتيجية التي حدثت في الفكر العسكري العربي بعد انسحاب إسرائيل تحت النار عام ألفين، وهزيمتها المدوية عام 2006، جعل الحرب الكلاسيكية بين الجيوش العربية وإسرائيل فكرة قديمة غير صالحة لقيام أي نوع من الردع أو التوازن الاستراتيجي العسكري، وجعل المدرسة العسكرية اللبنانية أنموذجاً يحتذى في أي مقاربة جدية لشن حرب جديدة في المنطقة، وذلك أدى إلى حالة من الستاتيكو العسكري على الجبهات العربية مع إسرائيل بما يشبه الهدنة القسرية الناتجة من توازن في الرعب فرضته المعادلة العسكرية اللبنانية مع الجيش الإسرائيلي.

إنّ القفز فوق ما حدث منذ نكسة 1967حتى حرب لبنان الثانية 2006 دون القراءة العميقة للتحولات التي طرأت على الرؤية البنيوية للعقيدتين العسكريتين العربية والإسرائيلية، وعدم التركيز على الخرق النوعي الذي احدثه العقل العسكري اللبناني في فرض وتيرته على الحدث العسكري منذ حرب لبنان الأولى، سوف يبقي حالة اللاسلم واللاحرب هي السائدة على الجبهات العسكرية والسياسية، مما يسهم في إطالة حالة الاستنزاف المعنوي، خصوصاً للجيوش العربية التي تبدو في حاجة إلى إعادة نظر في عقيدتها القتالية ومنظوماتها التسليحية، بما يتناسب ونوعية حروب المستقبل اللامتماثلة مع إدماج عنصر مكافحة الإرهاب الداخلي والعابر للحدود، في صلب العقيدة العسكرية والقتالية التسليحية للجيوش العربية. فها هو الجيش المصري والجيش السوري - وهما الجيشان اللذان تلقيّا الضربة الموجعة عام 67 - يتلقيان الآن الضربات الإرهابية داخل حدودهما الوطنية، بما يشغلهما عن التركيز على الجبهة العسكرية الأساسية، وهي الجبهة مع إسرائيل، وكأن الإرهاب بفصائله المختلفة أصبح بمثابة حرب التحرير الإسرائيلية لجغرافيا الدولة المزعومة من النيل الى الفرات، بديلاً من حرب التحرير الشعبية العربية للجغرافيا المحتلة من قبل إسرائيل. هذا هو النموذج اللبناني العسكري بامتياز: حرب تحرير شعبية أعادت الأرض بلا تنازلات سياسية، مع قوة ردع استراتيجية داخل الحدود؛ و قوة تدخل سريع استباقية تجهض اي نيات عدوانية باتجاه جغرافيا الداخل اللبناني.

إنّها معادلة لبنان الذهبية، ادخلها المقاتل اللبناني في العقل العسكري العربي والإسرائيلي على حد سواء: ردع تجاه إسرائيل وأنموذج يحتذى للعرب أجمعين.

يردد تيمور غوكسيل - وهو الناطق السابق لقوات اليونيفيل في لبنان - ايام الاجتياح والتحرير:

من الحكمة ألاّ يغضب أحد اللبنانيين.

*حزب المشرق الاشتراكي الديني

 

وفي السنة الثالثة...تعِبَ الفراغ من الفراغ !

ريـمون شاكر/النهار/13 حزيران 2016

تزامنت الذكرى الثانية للشغور الرئاسي مع إعلان باريس تأجيل الزيارة التـي كانت مقرّرة لوزير الـخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت لبيـروت إلى 10 تـموز، وكأن باريس تُـعلمنا أن لا شيء جديداً فـي موضوع الرئاسة، وهناك حاجة الى مزيد من الـجهود لإنضاج التـحرك الفرنسي. سنتان بالتـمام والكمال لـم تكفيا للتوصّل إلى حلّ لأزمة الرئاسة؟ هل علينا إنتظار زيارة الرئيس الفرنسي الرياض وطهران، أم إنتظار الإنتخابات الأميـركية فـي تشرين الثانـي، أو إنتظار الـخرائط التـي ترسـمها واشنطن وموسكو للمنطقة؟ ؟وهل يعتقد البعض أن كيـري-لافروف سيكونان أكثر رحمة وعدلاً من سايكس - بيكو؟ كثيـرون يسألون: لـماذا لا نعود إلى لبننة الإستـحقاق ما دامت دول القرار مشغولة بـخرائطها وبمـحاربة "داعش" و"النصرة"، والسعودية وإيران تنتظران حصتيهما من الطبخة الدولية؟ قد تكون مبادرة الرئيس نبيه بري بإجراء إنتخابات نيابية على أن يتعهّد الأطراف أن ينتخب المجلس الجديد رئيساً للجمهورية، هي احد الـحلول، وقد يكون إقتـراح الرئيس سعد الـحريري بـجمْع السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنـجية وإقناع أحدهـما بالتنازل للآخر حلاً آخر مقبولاً. فـما الذي يـمنع عون وفرنـجية من الإلتقاء والإتفاق في حضور نصرالله أو غيابه؟ فـهذا الـحل أسهل بكثيـر من إنتخابات مُسبقة أومن إلتـزام كل الأطراف إجراء الإنتخابات الرئاسية فوراً بعد النيابية، فالإلتـزامات السابقة ببنود "إتفاق الدوحة" لا تشجّع على الإطلاق.

لنتخيّل ماذا سيقول السيد نصر الله لـحليفيه فـي حال توصّل إلى جـمعهما: "أنتما يا صديقيّ العزيزين أقرب الناس إلى قلبـي وأحبّ الناس إلى قلب الـمقاومة، فـي أصعب الظروف وقفتما إلى جانبـي وعاديتما معظم الناس من أجلي، أنتـما أصدق الناس وأخلصهم وأوفاهم، أنتما نور عينـيّ وقلبـي ومـحبتكما عندي أغلى من أيّ شيء آخر... شاءت الظروف والأقدار أن تكونا الـمرشّحَيـن الوحيدَين لرئاسة الـجمهورية، وهذا شيء أفرحنـي كثيـراً وأحرجنـي أكثـر لأننـي لا أستطيع تفضيل أحدكما على الآخر، ولكن بعد إنقضاء سنتيـن على الشغور الرئاسي، فإن وضْع البلد يقلقنـي واقتصاده يُدمي قلبـي وهجرة الشباب تنغّص عيشي... لذلك، أرجو وأتـمنّـى أن يتنازل أحدكما للآخر، فـهذا التنازل لا يُـعتبـر إنكساراً ولا فشلاً، بل قمة التواضع والـمحبة والشهامة والنبل، وأنتما أنبل وأشرف الناس. إذا كنتما تقبلان رأيي ونصْحـي بـمحبة ومن دون أيّ ضغينة وحقد، فإننـي أدعوك يا أخي سليمان الى التنازل لأخيك الأكبـر ميشال، فعـمرك يسمح بـهذا التنازل والوقت والـمستقبل يعملان لمصلـحتك"... فـهل يتـمّ الإجتماع ويقبل النائب سليمان فرنـجية بـهذه النصيحة؟ يا ليته يفعل، كي يريـحنا جـميعاً ويريح الوطن، وكي نصدّق مرة واحدة أنّ إنتخاب رئيس للجمهورية فـي يد اللبنانييـن، وليس رهن توافق دولـي - إقليـمي وانفتاح سعودي - إيرانـي غيـر وارد فـي الـمدى الـمنظور.

فـي إطلالته التلفزيونية الأخيـرة أكّد الوزير نـهاد الـمشنوق إستـحالة إنتخاب رئيس للجمهورية فـي الظرف الراهن، ورسم صورة متشائـمة عن الإنتخابات الرئاسية لارتباطها - حسب رأيه - بالإنتخابات الأميـركية وعودة "حزب الله" من سوريا، وشرح الظروف التـي قادت إلى رفض الـمملكة العربية السعودية ترشيح الرئيس سعد الـحريري للعماد ميشال عون، وإلى إعتبار ترشيحه للنائب سليمان فرنـجية إقتـراحاً بريطانياً تلاه دعم أميـركي ثـم سعودي. بـمعنـى آخر، حـمّل الوزير الـمشنوق النظام السابق فـي السعودية مسؤولية عدم السيـر بـخيار ترشيح عون. فـهل إنتفت الأسباب التـي جعلت السعودية تضع "فيتو" على ترشيحه؟ لنفتـرض أن السعودية تتدخّل فعلاً فـي الإستـحقاق الرئاسي، ولو نفت ذلك، وإيران تشاركها فـي تعطيل الإنتخاب لأسباب أخرى لـها علاقة بسوريا والعراق واليـمن، فـهل على القيادات اللبنانية، وفـي مقدّمها السيد حسن نصر الله والرئيس سعد الـحريري، الرضوخ والإذعان لـما تريده السعودية وإيران؟

هل نتـرك الوطن معلّقاً والقصر فارغاً والـمؤسسات مشلولة والإقتصاد منهاراً إلى ما لا نـهاية؟ وهل يـحتمل الوطن بَعْد ترف هذا الفراغ؟ ألا يكفي 72 مليار دولار ديناً، وانـهيار مئات القطاعات الإقتصادية؟ هل يـحتمل الوطن عجزاً متواصلاً فـي الـموازنة يتصاعد كل سنة من دون أفق، وقد تـخطّى الــ 4.3مليارات دولار، ونسبة الدين العام على الناتج الـمحلي تـخطّت الـ 140 فـي الـمئة؟ يعرف الـجميع مدى الصعوبات والـتحدّيات الكبيـرة التـي يواجهها الوطن فـي هذا الإطار، مع إرتفاع معدلات البطالة والفقر إلى مستويات قياسية، وعدم وجود فرص عمل، مـمّا جعل الوطن يفرغ من خيـرة شبابه. فإلى متـى يستـمر الإستهتار واللامبالاة ودفن الرؤوس في الرمال وترْك الوطن ينهار ويتفتت رويداً رويداً لـِيصبح وطناً للنازحيــن والغرباء؟

أيـها الزعماء، خافوا ربّكم إن كنتم لا تـخافون ولا تأبـهون لما يقوله الناس والوطن والتاريخ.

*مـخـتـار الـجـديـدة

باحث وكاتب سياسي

 

ثلاث آفات تحكم لبنان

سليمان بختي/النهار/13 حزيران 2016

يروى عن أحد المتصرفين في نظام المتصرفية (1) ( 1861 – 1918) أنّه قال:" لا سبيل للبنان كي يتقدم من دون القضاء على هذه الآفات الثلاث : 1- السياسيين 2- الطائفية 3- العنز... لأنهم يأكلون الأخضر واليابس".

بعد عقود لا تزال الآفات " زي ما هيي " مع استبدال العنز بالفساد، وهذا ما يجعل حلقة الاستحكام على لبنان قاسية وظالمة.

كان المؤرخ الراحل كمال الصليبي يردّد " الشعب اللبناني أفضل من زعمائه، والمجتمع اللبناني أهم من دولته".

منذ عهد فؤاد شهاب لم يحظ لبنان بفرصة انمائية تبني مؤسسات الدولة والمواطنة والمجتمع وتضعه على طريق الحداثة. لذلك نظل نعود في كل أزمة مصيرية أو مفصلية الى الدائرة صفر. كيف يمكن للبنان أن ينجو من زمن "الفتنة الكبرى والتفتيت الأكبر" في المنطقة ؟

ثمة اشارات اطلقتها انتخابات البلديات تفيد أنّ التغيير صار أمراً اجتماعياً حتمياً في الحياة اللبنانية، ولعله أمر اخلاقي أيضاً اذا ما ارتبط بالتقدم، كما يقول برتداند رسل. ولكن استكمال حركة التغيير تحتاج الى قانون انتخاب عصري يمهّد للتغيير ويحققه، والى فصل الدين عن الدولة ولعله أحلى فصول لبنان وأجملها.

كان فؤاد شهاب رؤيوياً في هذا المجال فقد استعاض عن كل ذلك ببناء مؤسسات الدولة، وكما ورد على لسانه في كتاب "جمهورية فؤاد شهاب" للزميل نقولا ناصيف " لبنان لم يتمكن بعد من أن يشكّل دولة بالمعنى الصحيح، كما أنه لا يشكل أمّة بمعنى الوطن. ولعلنا عن طريق بناء مؤسسات الدولة نصل الى الوطن الواحد والشعب الواحد".

اذا أردنا الوصول الى المواطنة الحقيقية، فإنّ ذلك يمر حكماً ببناء الدولة الحديثة بمؤسساتها وأجهزتها الرقابية.

لبنان اليوم على المفترق الأخطر من تاريخه، وفي زمن التشرذم المعيب بالرؤيا والأهداف، وليس في الافق سوى المجتمع المدني للدفاع عن فكرة لبنان ووجوده وبكونه نطاق ضمان للفكر الحر والتنوع في المنطقة

(1) متصرفية جبل لبنان او لبنان الصغير بالتركية (Gebel Lubanon mutasaarrifligi) وهو نظام حكم أقرته الدولة العثمانية تحت حكم متصرف أجنبي مسيحي عثماني غير تركي وغير لبناني تعينه الدولة العثمانية بموافقة الدول الاوروبية العظمى الست: بريطانيا وفرنسا وبروسيا وروسيا والنمسا وايطاليا.

 

المقاومة ومحاولات «ستر عورتها» التي كشفها بوتين

 حازم الامين/الحياة/12 حزيران/16

الاستعانة بعلم نفس الجماعات تساعد أكثر على فهم ظاهرة المبالغة في تمجيد عملية تل أبيب والذهاب في إدانة ظهور الكاتب الفرنسي من أصل لبناني أمين معلوف على شاشة تلفزيون إسرائيلي، إلى حد إباحة الدم. فالمبالغة هنا ليست سياسية، وهي ليست أخلاقية أو قيمية، إنما هي استجابة تعويضية نفسية لحالة هبوط هورموني ناجمة عن تخبط خطاب الممانعة بحقيقة أنه اليوم في سورية عاجز عن تورية موقعه إلى جانب الحليف الروسي الذاهب في علاقته مع تل أبيب إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه من ود. المبالغة في اعتبار عملية تل أبيب «إنجازاً هائلاً» وفعلة معلوف «خيانة هائلة» ضرورية للتوازن النفسي، والاعتقاد بأن المبالغة جزء من سجال ومن مراوغة لتأكيد «ثوابت»، أمران خاطئان. ذاك أن المشهد جلي ولا يمكن دحضه بتخوين معلوف ومن وقف إلى جانبه. الوثبة الممانعاتية في وجه معلوف هي فعل لا واعٍ وشيزوفريني ساع إلى ترميم صدع نفسي عميق.

فالمشهد هو على النحو التالي: فلاديمير بوتين، الحليف الأكبر في سورية، وصانع إنجازات الممانعة في السنة الأخيرة في سورية، يهدي نتانياهو دبابة كان غنمها جيش النظام السوري من الجيش الإسرائيلي. فعلة مكثفة الدلالات لا يمكن لخرافة الممانعة أن تلتف حولها. وفي ما يتعدى الدلالات الرمزية، يستقبل «الرفيق بوتين» شيطان الكيان الغاصب بنيامين نتانياهو في الكرملين، وعلى مائدة اللقاء، كما قال ناطق رسمي روسي، كانت سورية الوجبة الرئيسة، وتناولت المحادثات «ضمان موسكو المصالح الإسرائيلية فيها»!

لو كنت ممانعاً، مؤمناً أو مراوغاً، لأفقدني المشهد توازني. فنحن نتحدث عن عقود من الخطاب العقيم ولكن المُلبي لخرافة الصراع. ولهذا الوضوح في المواقع والأدوار وقع الانهيار. علينا إذاً أن نهم بالهرب إلى الأمام. وقائع صغيرة وعادية قد تداوي شيئاً من الصدع الكبير. أمين معلوف دجاجة سهلة لا بأس بأبلسته على مذبح خيانتنا، ويمكن أن نصنع من عملية تل أبيب جسراً للانتقام من أنفسنا، نحن المذعنين لبوتين والمقاتلين في ألويته.

نعم، سهام «الممانعة الثقافية» لم تكن موجهة إلى معلوف، ولم تهدف إلى التعمية عن الموقع المبتذل والرث في سورية. السهام كانت أشبه بمخاطبة الممانعة نفسَها، وهي اعتراف أول بأنها خائنة. وهي خائنة ليس لأننا نعتبرها خائنة، بل لأن ستاراً واهياً انكشف وما عاد من الممكن إلا القول «إننا في سورية في الموقع الذي أراده لنا نتانياهو». وإذا كان منفذا عملية تل أبيب قتلا خمسة مدنيين، فها نحن نداوي جروح أهالي الجنود الإسرائيليين الثلاثة الذين قتلوا في الدبابة، وهم مَنْ قال نتانياهو لبوتين إن أهلهم لا يملكون ذكرى منهم، وأن هذه الدبابة ستمثل لهم بعضاً من الذكرى.

لا، ليس ناجعاً التشفّي بتهافت خطاب «المقاومة». يجب إخضاع هذه التراجيديا إلى محاولات تفسير تساعدنا على هضم الانهيار. فما جرى في سورية ليس مجرد انزلاق يمكن العودة عنه. التخلي عن الحليف الروسي يعني هزيمة أكيدة، والبقاء تحت إمرته انكشاف هائل لكذبة عمرها من عمر الصراع. هنا تماماً تقيم الشيزوفرينيا، أي في البقاء تحت إمرة الروس وفي الوقت ذاته تخوين كاتب لظهوره على تلفزيون إسرائيلي. هي شيزوفرينيا وليست مراوغة، على ما يحلو لكثيرين أن يصفوها. ولهذه الشيزوفرينيا صور صلبة، فصحيفة لبنانية أفردت خبرها الأول لانتصارات جيش النظام السوري في ريف دمشق وأشارت إلى الغطاء الجوي الروسي الذي ما كانت «الانتصارات» ممكنة من دونه، وتحت هذا الخبر تماماً وفي الصفحة ذاتها خبر آخر صيغ بلغة سلبية ومرتابة عن «لقاء المودة بين بوتين ونتانياهو» في الكرملين. وإذا اعتقدنا أن المحرر أراد مراوغة قارئه، فإن الوضوح الذي أظهره تجاور الخبرين يكشف حال فصام مقلقة.

وبالعودة من علم نفس الجماعات لتفسير حال «المقاومة» مع سادتها الجدد، إلى خبراتنا في مجال قابلية المقاومات للاستتباع، كما جرى في كل الحقب الأخيرة، فإن القول الذي تحاول صحافة «المقاومة» الإيحاء به لجهة الابتعاد عن موسكو قول كاذب: أولاً لأن الابتعاد عنها يعني الهزيمة في سورية، ثانياً لأن اقتراباً بين موسكو وطهران يجري على مستويات أخرى، وتقاسم المصالح يتعدى شروط مراعاة خطاب الممانعة الرث.

لكن «المقاومة» في سورية تحتاج إلى تصريف ضائقتها، وإن بدا التصريف ركيكاً وغير مقنعٍ. فلا بأس من تأسيس خطاب سلبي حيال موسكو والقتال تحت أمرة جيشها في سورية. «المقاومة» بهذه الحالة تكون ذهبت إلى مشابهة نفسها. فهي تقاتل من أجل بشار الأسد في سورية ومن أجل «الديموقراطية» فيها أيضاً، ولطالما حمل هذا الخطاب ثنائيات ليس للعقل مكان فيها، لكن أحداً لم يحاسبها. أما الاعتقاد بأن ابتعاداً بدأ يظهر بين موسكو وطهران في سورية، فهذا رأي لا يملك وقائع صلبة لتأكيده، ولو ثبت ما ذهب إليه بعض الصحف العالمية لجهة احتمال أن يكون الروس هم مَنْ قَتَلَ المسؤول الأمني لـ «حزب الله» مصطفى بدر الدين. فلطالما شهدت الحروب تصفية حسابات بين حلفاء، من دون أن يعني ذلك إنهاءً لعلاقاتهم. المصالح هنا أكبر من قيمة الأشخاص، ورسائل الموت المتبادلة بين الحلفاء تعني ضغينة لكنها لا تفضي إلى انفضاض العلاقات، وأن يقتل الروس قائداً ميدانياً إيرانياً أو لبنانياً، فهذه رسالة في سياق العلاقة وليست خارجها. يبقى أن الضحية الجلية في العلاقة بين الروس ومحور «المقاومة» في سورية هي الخطاب، والأخير لم يكن يوماً سوى ورقة توت تخفي تحتها قدراً هائلاً من «الخيانات». ما فعله بوتين هو إسقاط ورقة التوت، وإذا أراد المرء أن يذهب مع الإمام الشافعي عندما قال: «لسانك لا تذكر به عورة امرئ/ فكلك عورات وللناس ألسن»، فإن ما يلوح هو أن الجبهات التي فُتحت في وجه معلوف محاولات لستر العورة الكبرى التي كشفها فلاديمير بوتين.

 

عندما «يتآمر» رياض سلامة

 الياس حرفوش/الحياة/12 حزيران/16

اشتعلت الحرب بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة و «حزب الله» على خلفية الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي بإقفال حسابات في المصارف اللبنانية بالعملات الأجنبية، (قيل إن عدد هذه الحسابات تجاوز المئة حتى الآن)، بعد اتهام أصحابها بالحصول على أموالهم بطرق غير مشروعة، وذلك تنفيذاً لقانون أميركي يفرض على المؤسسات المالية الدولية المساهمة في تجفيف مصادر تمويل المنظمات التي تصنفها الولايات المتحدة «إرهابية». وفوجىء كثيرون باللغة المستخدمة من جانب الطرفين. رياض سلامة قال في حديثه إلى محطة «سي إن بي سي»، الذي أشعل المواجهة الأخيرة: «لا نريد أموالاً غير مشروعة في نظامنا المصرفي. كما لا نريد أن يكون بضعة لبنانيين السبب في تسميم صورة لبنان وتشويهها في الأسواق المالية العالمية». واستنتج «حزب الله» من هذه التصريحات أن سلامة «متآمر» على الحزب، ومواقفه «مريبة وملتبسة»، أولاً لاتهامه أعضاء ومناصرين للحزب بالتعامل مع أموال «غير مشروعة»، وهي تهمة تطاول الصورة «الأخلاقية» التي يريد الحزب أن يقدمها عن نفسه وعن قياداته وكوادره إلى جمهوره ومناصريه. فهؤلاء هم «أشرف الناس»، وبهذه الصفة لا يصحّ اتهامهم بأي سلوك «غير مشروع». وثانياً لاعتبار سلامة أن مناصري الحزب الذين تطاولهم الإجراءات المصرفية هم «بضعة لبنانيين»، وهو كذلك ما لا يرضاه الحزب الذي يفاخر بجمهوره الواسع، والذي يتجاوز في نظر الحزب الطائفة الشيعية التي يناصره أكثر أفرادها، إلى طوائف أخرى. أما الحزب فردّ على سلامة من خلال موقف لكتلته النيابية ومقالات وتعليقات في وسائل إعلامه وتلك المؤيدة له، وبلغ الرد مستوى التهديد من «كتلة الوفاء للمقاومة» التي قالت إن «جمهور المقاومة ومؤسساته عصية على محاولات النيل منها من أي كان مهما علا شأنه». وبلغ الأمر حد تهديد سلامة بأن حظوظه في الوصول إلى رئاسة الجمهورية أصبحت معدومة، (مع أن الرجل نفى في أكثر من مناسبة أنه مرشح لهذا المنصب)، وكذلك فرص التجديد له كحاكم للمصرف المركزي. كما صدرت دعوات مثيرة للقلق، إذا تحققت عملياً، إلى التظاهر أمام فروع المصارف التي تطبّق الإجرءات ومنع موظفيها من دخولها لممارسة أعمالهم وخدمة زبائنهم.

الغريب في هذه المعركة المالية، أو «المقاومة النقدية» كما يسميها «حزب الله»، أنها تطاول شخصية لبنانية تحظى بإجماع على كفاءتها وسمعتها الطيبة، في إدارة الشأن المالي والاقتصادي، وإنقاذه من الانهيار الذي أصاب المؤسسات الأخرى في لبنان. وبهذا المعنى فإن الحزب يخاطر بتأليب قطاع واسع من اللبنانيين عليه، انطلاقاً من حرص هؤلاء على سلامة الوضع المالي الذي يحافظ عليه مصرف لبنان، على رغم المديونية المرتفعة التي يعاني منها البلد والتي تجاوزت 75 بليون دولار. أما الأكثر غرابة في هذه المواجهة فهو الضجة المثارة حول ودائع كان يُفترض أنها غير موجودة، كما سبق أن أكد قادة «حزب الله» في معرض نفيهم أن تكون لهم أي أموال في المصارف اللبنانية. الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله قال مرة في أحد خطبه (في كانون الأول - ديسمبر الماضي): «الأميركيون يضغطون على المصارف اللبنانية والبنك المركزي لاتخاذ إجراءات سلبية بحقنا. نحن ليس لدينا أموال في المصارف اللبنانية لا سابقاً ولا حالياً وليس لدينا أموال نودعها في البنوك، ولا داعي عند البنك المركزي أو مديري المصارف أن يصيبهم هلع. ذكرت في أكثر من مناسبة أنه ليس لدينا أعمال استثمارية، ولسنا شركاء مع شركات أو تجار، نحن ننفق المال على مقاومتنا وعوائل شهدائنا وجرحانا، وليس لدينا فلس واحد نتاجر به أو نضعه عند أحد». إذا كان الأمر كذلك حقاً فلماذا قلق «حزب الله» وخشيته من الإجراءات التي يتخذها مصرف لبنان، خصوصاً أن هذه الإجراءات لا تطاول سوى الودائع والتحويلات الجارية بالعملات الأجنبية، ما يعني أن حسابات وزيري الحزب ونوابه وسائر أعضائه ومناصريه، المودعة بالعملة اللبنانية، هي في منأى عن أي مراقبة أو محاسبة؟ أم هي محاولة لفرض الهيمنة على آخر مؤسسة لبنانية لا تزال قادرة على العمل باستقلال عن ضغوط الحزب، الذي نجح في الهيمنة على كل المؤسسات الأخرى؟

 

الحريري في مراجعته: أنا المسؤول عن بطولاتي التي لم تقدِّروها

عبدو شامي/ 12 حزيران/16

فجأة، وجد نفسه خلف المِقوَد، ظن أن الوراثة تشمل رخصة قيادة لا يحمِلها، وضع المفتاح، أدار المحرِّك، وقاد بطريقة متهوِّرة؛ دخل في منعطفات كثيرة يمينًا ويسارا بسرعة جنونية استجابة لأوامر خارجية دون إعطاء إشارة مسبقة بل بعد أن أوهم مَن معه ومَن خلفه أنه ماضٍ الى الإمام على الوعد والعهد. كثرت اصطداماته وارتفعت حصيلة ضحايا قيادته الطائشة. استخفّ بالركاب، فرَّ من البلاد مفضِّلا ممارسة هواية قيادة السيارة عن بُعد عبر التويتر والسكايب والفيسبوك! قُبيل موعد تقرير "الخبير الشعبي" لبيان مسؤوليته عن حوادث القيادة المتهوِّرة عاد الى البلاد ليثبت وجوده أمام من نَسِيَه ويستنهض دعم ضحاياه. صدر قرار الخبير بنهاية أيار2016، غضبٌ عارم من تلك القيادة المتهورة وتمرُّد عليها: إدانة مزلزلة من خبير طرابلس بنسبة 85% وإدانة معبرة جدًا من خبير بيروت بنسبة 40%، مرورًا بإدانات متفرقة في بلديات أقل تأثيرًا أهمها 100% في سير-الضنية. أمام إدانة الخبير أطل القائد المتهوِّر من شبّاكه ليقول بوقاحة: نعم، أنا المسؤول عن كل ما حدث، غير أن تقرير خبيركم لن يجعلني أغيّر طريقتي في القيادة، وكل ما دخلته من منعطفات رغم ما نتج عنها من حوادث كان للسلامة العامة، وكان إما لحكمة جَهِلْتُمُوها أو لمصلحة لم تُحسِنوا إدراكها. نعم، أنا المسؤول عن بطولاتي التي لم تقدّورها أيها السفهاء!!

قصة قصيرة أعترِف للأمانة الصحفية أنها ليست من بنات أفكاري إنما استوحيتها من الرئيس سعد الحريري في 11/6/2016 يوم ألقى خطاب "المراجعة الشاملة" بعد نتائج الانتخابات البلدية التي لقّنت تيار الحريرية درسًا أليمًا ستنساه بالتأكيد لأنها كابرت واستكبرت باعتماد أسلوب التبريرات الواهية والكذب على الذات، بل وحوّلت بحبكة مدروسة أخطاءها الى حِكَم مخفية ومصالح وطنية وبطولات! وكانت لافتة خدعة مَنح "العِصمة" للحريرية السياسية عبر تعمُّد تسميتها بـ"الحريرية الوطنية" بعد أن فنّدت أخطاءها المقالات وكشفت زيفها الانتخابات. هذا ما اختصره الحريري بقوله: "أنا مسؤول مسؤولية كاملة عن المسار السياسي للتيار وللحريرية الوطنية منذ تسلّمي زمام القيادة بعد اغتيال الرئيس الشهيد الى الشوط الأخير من الانتخابات البلدية(..). ثمن غيابي عن بيروت كان باهظًا جدا (..)، لكن ثقوا أن تيار المستقبل لن يتأثر بعواصف الفناجين وسيبقى صامدا في وجه الريح يمسك قراره بيده، ولا يتأخر عن حماية لبنان". "ما من شيء في هذا العالم يمكنه أن يستقوي على تيار المستقبل"!

هل نحن أمام "جنون العظمة" وإن كان من فعلاما يكون؟! هل نتائج الانتخابات البلدية مجرد "عواصف فناجين" أم تأجُّج وثوران براكين؟! لقد تجرّأت في هذا العالم فئة من أحرار الشعب اللبناني انتفضت لحريتها وكرامتها ودماء شهدائها، تجرّأت على الاستقواء على تيار المستقبل ومن حالفه فقالت في الصناديق حيث يمكن للصوت أن "يُوَدَّي": "لاء، مش زي ما هي، زي ما نحنا بدنا ياها تكون".  

تابع الحريري مراجعته التكبرية والتنكرية للواقع والحقيقة والنتيجة، فعدّد مراحل عديدة من تنازلاته المخزية ليكشف لنا أنها بطولات! فهو مشى باتفاق الدوحة (أي وافق على منح الحزب الإرهابي المزيد من السيطرة على الدولة) كي لا يتحول تيار المستقبل الى ميليشيا مسلّحة! مضيّه في اتفاق الدوحة كان سبب وصولنا الى انتصار 2009 النيابي! تطييره الانتصار بتشكيله حكومة وحدة وطنية وبالثلث المعطل (الذي أسقط الحكومة فيما بعد) كان لتجنب التعطيل! مضيه في معادلة ال س.س (أي رهن لبنان للسعودية وسوريا وهدر دماء الشهداء) كان "الغرض منه مصلحة لبنان ولأنه على ثقة أن السعودية لا تريد إلا الخير". ذهب الى سوريا ونام في قصر الأسد وجال معه بسيارته في شوارع الشام وتناول السحورات الرمضانية... "كي أفتدي بكرامتي الشخصية الهدف العربي النبيل". مضيّه في ال س.س رغم تداعياتها القاتلة على تحالف المرحومة 14آذار كان من أجل "كشف كذب بشار الأسد وحلفاؤه"! وكان أيضًا استجابة لإلحاح السعودية وأوباما وساركوزي الذين تمنوا عليه أن "لا تقف مشاعره الشخصية في وجه وعود بشار الأسد لنا بالانفصال عن إيران"! وهل للسياسة الصهو-أميركية أن تتخلى عن خدمات بشار وإيران؟! لكن الحريري بريء بريء، فكلهم عادوا واعترفوا له بحكمته وقالوا له بعد أن أحكم الحزب قبضته على لبنان: "والله كان الحق معك ويا ليتنا سمعنا منك". قبوله من لاهاي بحكومة ائتلافية مع الحزب (أي بتغطية احتلاله لبنان وإرهابه في سوريا) كان "من وحي ثوابت ثورة الأرز وحماية للاعتدال والعيش المشترك وقيم العبور الى الدولة"!! حواره مع الحزب كان "لضبط الاحتقان المذهبي". اغتيال 14 آذار عبر ترشيح فرنجية للرئاسة كان "فقط لكي نكسر الحلقة المفرغة من دون نتيجة حتى الآن". "أخلاقنا، مدرستنا، مسؤوليتنا الوطنية، خوفنا على البلد وأهلنا، فرضت علينا كل هذه الأمور".

هو خطاب تجاهل تصدّع جدران البيت الأرزق والتعامي عن بداية انهياره على رؤوس أصحابه، الشعب بدأ يحاسب، "لبنان أولا" خشبة الخلاص و"السعودية أولاً" سبب الغرق.

 

أنفاق "حزب الله": قبة حديدية إسرائيلية تحت الأرض

سامي خليفة/المدن/ الأحد 12/06/2016

لا تتوقف جهود إسرائيل واستعداداتها للرد على التحديات العسكرية التي يمثلها "حزب الله" على الجبهة الداخلية. فبعد الخطابات النارية للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، عن احتلال الجليل والتقارير التي نُشرت، أخيراً، عن حفر الحزب أنفاقاً تسمح له بالوصول إلى عدد من المستوطنات، كُشف في إسرائيل عن سلسلة إجراءات وتدريبات و"بُنى تحتيّة" عسكرية جديدة لمنع حدوث المفاجأت. والإعلان الأبرز، في هذا الإطار، جاء من قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية: التخطيط لـ"قبة حديدية تحت الأرض". وهي نظام يمكن أن يكشف ويدمر الأنفاق عبر الحدود. وقد عمل عليه عدد من الشركات العسكرية الإسرائيلية في مقدمها Elbit Systems أكبر شركة إسرائيلية تقوم بتطوير التكنولوجيا العسكرية، وRafael التي تقف وراء المشروع. والمنظومة عبارة عن شبكة من الأنفاق تحت الأرض تحفر بالقرب من حدود لبنان وغزة، مع نظام استشعار فائق التطور يقوم برصد ومراقبة عمليات حفر الأنفاق، وعندما يتم الكشف عنها يدمرها باستخدام الروبوت. وقد أنفقت إسرائيل أكثر من 250 مليون دولار على المشروع منذ عام 2004، وخصصت الولايات المتحدة 40 مليون دولار إضافية للمشروع في السنة المالية الحالية. والهدف وفق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية كريستوفر شيروود، هو تأسيس قدرات لتحييد الأنفاق التي تهدد إسرائيل والولايات المتحدة، إذ ستحصل الولايات المتحدة على النماذج والحق في الوصول إلى مواقع الاختبار.

وقد أطلقت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل تدريبات لوحدات الدفاع المدني في بلدات الشمال، رداً على التقارير التي ترى فيها القيادة العسكرية الإسرائيلية كثيراً من الصدقية، عن حفر أنفاق بالقرب من بلدة زرعيت الحدودية مخفية بالأسمنت تحتوي نظام تهوئة متطور وأنظمة كهربائية وإمدادات كافية تسمح لمسلحي الحزب بالبقاء داخلها لأسابيع ومهاجمة إسرائيل في أي لحظة مع قاذفات صواريخ. ويشمل الجهد الإسرائيلي المبذول الذي وُصف بالأضخم في السنوات الأخيرة، المجتمعات العربية في الدولة. فقد أعلن العقيد إرين ماكوف، قائد المنطقة الشمالية والجبهة الداخلية الإسرائيلية، في تصريح مفاجئ، أن "التدريبات لا تقتصر على حماية المستوطنين، فهناك تغيير كبير في عدد السكان العرب في إسرائيل، وهم الأن أكثر استعداداً للتعاون مع القوات الأمنية الإسرائيلية لإدراكهم أن صواريخ حزب الله لا تفرق بين العرب واليهود".

هاتان الخطوتان، تدريبات الجبهة الداخلية والإعلان عن نشر المنظومة في شمال إسرائيل، ترافقتا مع كشف الجيش الإسرائيلي عن تدريبات محاكاة لمعركة مع الحزب يجريها لواء ناحال، أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، على مدى الأشهر الماضية لحماية منطقة الجليل. فإنطلاقاً من تهديدات السيد نصرالله المتكررة عن نقل الحزب المعركة إلى منطقة الجليل عند اندلاع أي حرب، تم تقسيم بعض جنود اللواء لمحاكاة عناصر الحزب وإدخالهم في معركة مفترضة مع ناحال. وقد سلمت قيادة ناحال الجنود الذي يحاكون عناصر الحزب ملابس مماثلة لزي مقاتلي الحزب، وزودتهم بأسلحة تم الاستيلاء عليها من الحزب، مثل بنادق "AK-47" وقاذفات القنابل الصاروخية "آر بي جي"، وتم تدريبهم لاستخدام تكتيكات الحزب، كزرع العبوات الناسفة في المسارات المتوقعة للجيش الإسرائيلي. ويعمل هؤلاء الجنود بقيادة مراكز سيطرة مفترضة تشبه في نظر الجيش الإسرائيلي، المراكز التي يمكن أن يعتمدها الحزب في حال نشوب نزاع مسلح جديد. ويقيم الجنود المحاكون للحزب في قرية سامية الدرزية في الجليل، مع قوات ناحال العادية التي أُعطيت مهمة الاستيلاء وتطهير المواقع المفترضة للحزب. وتبادل الجانبان الطلقات المطاطية خلال التدريبات واستخدام الألعاب النارية لمحاكاة سيناريوهات المعركة التي ستقع مع مقاتلي "حزب الله" الحقيقي.

ونقلت الصحافة الإسرائيلية تصريحات ضابط رفيع في لواء ناحال، لم تكشف عن هويته، اعتبر أن المحاكاة هي وسيلة مشروعة لقياس كيف سيتصرف المجندون في الجيش الإسرائيلي إذا اعتبروا أنفسهم اشخاصاً في "حزب الله". ولعل الأبرز، وفق الضابط، هو تعلم الجنود الذين خضعوا للمحاكاة على المكان الصحيح لوضع العبوات الناسفة من قبل الحزب وعقليته العسكرية، متابعاً أن كل هذا يحدث في الجليل، مع نباح الكلاب، وسط أبنية محاطة بغطاء نباتي واسع وتنبعث منه رائحة القرية. كذلك وفّرت المحاكاة بيئة تصوّر قرية جنوبيّة لبنانيّة، سواء أكان في الأبنية والطرق الضيقة أو حتى في أسلوب ركن السيارات.

 

"تيار المستقبل": حزب على ورق؟

وليد حسين /المدن/الأحد 12/06/2016

يُخلط كثيراً بين "تيّار المستقبل" والحالة الحريريّة. الأول حزب أو تنظيم تجنّب الرئيس رفيق الحريري تأسيسه لأسباب عديدة، بعضها يتعلّق برؤيته ومشروعه وشخصيّته، وبعضها يتعلّق بالظروف الإقليميّة وباللعبة السياسيّة اللبنانيّة. بينما الثانيّة، أي الحريريّة فهي حالة أوسع، وقد مرّت لاسيما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري بتعرّجات سياسيّة وإقتصاديّة و"تنظيميّة" لا تقلّ مصيريّة عن لحظة الاغتيال التي تأسست عليها ثانية. وسط الخلافات التي تطفو منذ فترة على سطح التيار، الذي يبدو كما لو أنّ تيارات عدّة تتصارع داخله؛ وبعد الإستحقاق البلدي الذي كشف الوهن الذي يعانيه؛ وفي ظل الأزمة المالية التي تعصف به وقد جعلت جمهوره يتململ ويغضب، تارة اعتراضاً على الحوار مع "حزب الله" وتارةً امتعاضاً من ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ثم تقديم التنازلات في انتخابات طرابلس.. أين أصبح "تيار المستقبل"؟ وهل اكتمل بناء هذا الكيان السياسي تنظيميّاً ومؤسسيّاً؟

ليس حزباً

يعود تاريخ تأسيس "المستقبل" إلى العام 1995، علماً أنّ تأسيسه "القانوني" يعود للعام 2007 وأطلق رسمياً العام 2009، أي بعد مضي 4 سنوات على اغتيال الرئيس رفيق الحريري. هو ليس حزباً بالمعنى السياسي التقليدي، إذ يعتبر الأمين العام المساعد للشؤون التنظيمية في "تيار المستقبل" سمير ضومط، في حديث إلى "المدن"، أنّ "المستقبل" تيار سياسي له شكل التنظيم الحزبي لكنّه لا يشبه الأحزاب التقليدية. ويؤكّد هذا الأمر عضو المكتب السياسي في التيار راشد فايد الذي أضاف بأن الفكرة الحزبية الضيّقة انتهت إلى غير رجعة.

ويتحفّظ أحد الباحثين المتخصّصين بشؤون الأحزاب اللبنانية على "وصف تيار المستقبل بالحزب السياسي". فهو قياساً بالأحزاب التقليلدية لا يملك "العقيدة" المؤسّسة التي تقوم عليها الأحزاب. نعم، "لقد حاول الحريري الأب جاهداً إنشاء حزب، وأحاط نفسه بمثقفين وشخصيات عريقة كانت تنتمي إلى اليسار اللبناني وحركة القوميين العرب، لكنه تردّد كثيراً، ولاسيّما أنّ فكرة إنشاء حزب غير مربحة. أولاً لأن فكرة الحزب تقوم على الثبات والإلتزام، بينما التيار يتمتع بالليونة لناحية دخول الأعضاء وخروجهم منه. ثانياً لأن الجو الإقليمي كان يحاصر الحريري. وبالتالي فضّل التيّار على الحزب". وهذا ما يعبّر عنه فايد بوضوح أكثر: "عدم إقدام الحريري على تأسيس الحزب مرده إلى الضغوطات التي مارسها النظام الأمني السوري والاحتلال الأسدي للبنان".

الطبيعة السياسية الاجتماعية

يعتبر ضومط "المستقبل" "تياراً سياسياً ديمقراطياً يسعى لتنمية المجتمع والإنسان وتأمين مصالح الناس". أما بالنسبة إلى الباحث، الذي فضّل عدم الكشف عن إسمه، فمشروع الحريري يمثل "وعوداً للطبقة الوسطى، لكن مضمونه بقي للطبقة الرأسمالية الفاسدة التي كان يشكل الحريري أحد وجوهها الآدمية. لقد حاول جاهداً التوفيق بين الطبقتين، لكنه عملياً ساهم في فكفكة الطبقة الوسطى". في المقابل، شكّل مشروعه التربوي بارقة أمل للناس الفقراء. فبينما كانت الأحزاب اليسارية الوحيدة التي تستطيع تأمين العلم لأبناء الطبقات الشعبية في الدول الإشتراكية، أرسل الحريري هؤلاء إلى أهم الجامعات الاميركية والبريطانية والفرنسية، ما جعل الناس يتكاتفون حوله ويتعاطفون معه".

مرحلة الحريري الابن

أتى مشروع الحريري ضمن رؤية معيّنة للبنان في المنطقة، وعبّر عن مشروع إقتصادي متمحور حوله كشخص، فاستطاع من خلاله استقطاب الناس حول تطلعاته المستقبلية للبنان، بينما تشهد "الحالة الحريرية" حالياً برودة غير مسبوقة. وهنا يعتبر الباحث أن "إحدى إشكاليات التيّار الحالية أنه لم يصبح حزباً، ولاسيما أن الحريرية ليست عقيدة يركن إليها لإنشاء حزب. والأشخاص القيّمون على التيار لا يحسنون تقليد تجربة الأب، فمشروعه يشبهه هو فقط". أما فايد فيرى بأن "الحالة الحريرية هي إحدى الدعائم الاساسية لقيام التيار، لكن استمراريته المستقبلية مرتبطة بالهيكلية الداخلية والحياة التنظيمية القائمة". وصحيح "أنّ التيار تعب كثيراً مؤخراً، ولكن مرده ذلك إلى غياب رئيسه لأكثر من 5 سنوات خارج لبنان. وقد انعكس هذا الأمر تعطيلاً في عمل المكتب السياسي وعدم المضي في تشكيل بعض الهيئات الداخلية، مثل هيئة الرقابة والإشراف التي بقيت حبراً على ورق. فضلاً عن وجود العديد من المراكز في البنية التنظيمية التي لم يتم ملؤها والتي انعكست سلباً على حياة التيار.

التطرف والإعتدال

يُسجّل "للحريرية الحالية"، وفق الباحث، "أنها لا تلعب لعبة التطرف كما هي حال بقية الأحزاب اللبنانية الأساسية، رغم كون الاعتدال الحالي الذي يمارسه التيار يعتبر ورقة خاسرة في المنطقة المليئة بالتطرف". لكن "الحالة الحريرية الحالية لا تستطيع الخروج من سنّيتها، بخلاف الحريري الأب الذي أراد لنفسه بعداً وطنياً، رغم كونه شكل دفعاً للطائفة السنية التي شعرت معه أن بات لها زعيما". وبينما يشدد ضومط على طبيعة التيار المنفتحة التي تشبه "شخصية الشهيد رفيق الحريري"، يؤكد فايد أن "الفكرة الأساسية التي قام عليها التيار هي الإنتماء للوطن لا للطوائف". فضلاً عن كون التيار "يشكل نموذجاً عربياً يولي الإهتمام للمواطن ويعترف بالدولة وإنتماء لبنان إلى العالم العربي. بهذا المعنى، صحيح أنّ التيار حالياً يقوم على كاريزما الشهيد، لكن في تاريخ المنطقة العربية هناك حالة كربلائية واحدة لا يمكن أن تتكرر، وبالتالي فإن ذكرى رفيق الحريري ليست للبكاء والنحيب بل للإنتماء إلى الوطن".

تعددية أم إنقسام؟ على أثر بروز الخلافات "المستقبلية" الحالية، وفي جو بدا أشبه بالنقد الذاتي، اعترف رئيس التيار سعد الحريري في إحدى تصريحاته الرمضانية بأنه هو "المسؤول عن استخلاص نتائج الانتخابات.. وسيتحمّل النتائج مهما كانت قاسية". وكان ذلك رداً على شائعات حول وجود خلافات وإنقسامات داخل التيار. في هذا المجال، يعتبر فايد أن "الإختلافات التي برزت أخيراً لم تكن داخل التيار، بمعنى أنّ الوزيرين أشرف ريفي ونهاد المشنوق لا يمثلان التيار بل هما من جمهور رفيق الحريري". أما ضومط فيؤكّد أن "التيار منفتح وليس توتاليتاريا مغلقاً، لذا فإن الآراء المتعددة التي برزت حول بعض الأمور السياسية في لبنان تعتبر طبيعية". على أن تعددية الآراء داخل التيار لا تنفي وحدة سير الجميع خلف القرار الموحّد الذي يتّخذ بعد نقاشات مستفيضة. وإذ يعترف "المستقبليّان"، ضومط وفايد، بوجود إشكاليات كثيرة باتت مطروحة على طاولة البحث، يكشف فايد عن أنّ الأيام المقبلة ستشهد اجتماعات للمكتب السياسي لبحث جميع الأمور الخلافية وللعمل على تجديد البنية والهيكلية الداخلية للتيار. على العكس من ذلك يرى الباحث أنّه "بالإضافة إلى الإشكاليات البنيويّة في التيار، هناك الاشكالية المالية التي يعاني منها الحريري حالياً. فبينما كانت الحريرية في السابق تقدم الخدمات للناس هي اليوم تعيش شحاً مالياً. وبما أنّ معظم المنتمين إلى التيار هم  إما من الطامعين بالمال أو من الطامحين للاستفادة الشخصية، وبما أنّ التيار غير قائم على عقيدة، فمن الطبيعي أن نشهد حالات الخلافات الحالية التي طفت على السطح. فهل ينجو التيار من العاصفة؟

 

العراق ولبنان ومدرسة النظام السوري

خيرالله خيرالله/المستقبل/13 حزيران/16

اخيرا اكتشف النظام الإيراني، بمتشدّديه ومعتدليه، بل بمعتدليه قبل متشدّديه ان لديه ما يتعلّمه من مدرسة النظام السوري الذي اقامه حافظ الاسد في العام 1970 وورّثه الى نجله بشّار في السنة 2000. تعلّم كيف ان النظام السوري احتلّ لبنان عسكريا ووضعه تحت وصايته «بناء على رغبة اللبنانيين».

قبل ايّام اكّد وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف، المحسوب على خط الاعتدال، خلال وجوده في استوكهولم انّ إيران لن تنسحب عسكريا من العراق «الّا في حال طلبت الحكومة العراقية ذلك». بالطبع، لا تعترف إيران بوجود قوات عسكرية لها في العراق وتكتفي بالكلام عن «خبراء» يساعدون في الحرب على الارهاب الممثل بـ»داعش». كلّ ما اراد ظريف، الذي لا فارق بين كلامه وكلام اي ضابط كبير في «الحرس الثوري» ان إيران موجودة في العراق بناء على طلب العراقيين ورغبتهم، تماما مثلما كانت سوريا موجودة في لبنان بناء على طلب من اللبنانيين وبغطاء من الشرعية اللبنانية!

ما لم يوضحه ظريف الذي لعب دورا اساسيا في التوصل الى الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني مع مجموعة البلدان الخمسة زائدا واحدا قبل احد عشر شهرا، امر في غاية البساطة. كيف للحكومة العراقية، التي على راسها شخص من «حزب الدعوة الاسلامية» ان تطلب انسحابا عسكريا اميركيا من العراق؟ اكثر من ذلك، كيف يمكن لحكومة عراقية طرح مثل هذه الفكرة، او حتّى التفكير فيها، وهي تحت رحمة «الحشد الشعبي»، اي الميليشيات المذهبية التابعة للاحزاب الدينية العراقية، بمن في ذلك «الدعوة»، وهي احزاب ذات مرجعية إيرانية؟

طوال تسعة وعشرين عاماً، تصرّف النظام السوري في لبنان بهذا الاسلوب. كان لبنان بالنسبة الى النظام السوري، مثل العراق بالنسبة الى إيران الآن.

دخل حافظ الاسد لبنان بالتفاهم مع الولايات المتحدة واسرائيل وبحجة حماية المسيحيين اوّلاً، في حين كان الهدف الحقيقي وضع اليد على «المقاتلين التابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية» حسب تعبير وزير الخارجية الاميركي هنري كيسينجر الذي هندس في اواخر العام 1975 عملية دخول الجيش السوري الى لبنان بضوء اخضر اسرائيلي اعطاه اسحق رابين رئيس الوزراء في تلك المرحلة. من 1976 الى 2005، تاريخ الانسحاب العسكري السوري من لبنان نتيجة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وتوجيه اللبنانيين اصبع الاتهام الى بشّار الاسد، كان جواب دمشق، كلّما طرح موضوع الانسحاب العسكري السوري، ولو على مراحل، انّ على الحكومة اللبنانية ان تطلب ذلك بشكل صريح. هل كانت هناك حكومة لبنانية قادرة توجيه مثل هذا الطلب قبل اغتيال رفيق الحريري ونزول اللبنانيين الى الشارع في ثورة عارمة قد لا تتكرر يوماً في لبنان؟ منذ اصبح لبنان تحت الاحتلال السوري، لم يعد ايّ زعيم سياسي يتجرّأ على توجيه مثل هذا الطلب. تعرّض ريمون اده الذي عرف باكرًا النتائج التي ستترتب على الدخول العسكري السوري لمحاولات اغتيال عدّة. انتهى به الامر في منفاه الباريسي. ولما ادرك الزعيم الدرزي كمال جنبلاط، متأخرا، خطورة الاستعانة بالمسلحين الفلسطينيين لتغيير النظام في لبنان وبعد ذلك ابعاد اللعبة التي يمارسها حافظ الاسد بالاتفاق مع الاميركيين والاسرائيليين، وُجدت مجموعة على رأسها ضابط علوي سوري معروف، تنفذ عملية اغتيال الزعيم الدرزي ليس بعيدا عن مسقط رأسه في المختارة. قُتل جنبلاط في منطقة توحي بان مسيحيين وراء الجريمة وذلك بهدف اثارة الدروز على جيرانهم في منطقة الشوف اللبنانية. بالفعل حصل ردّ فعل درزي. قتل مسيحيون عدة... وتظاهر النظام السوري انّ وجوده وحده الذي يضمن السلم الاهلي ويحول دون حصول مجازر اخرى تطاول مسيحيين.

بعد اغتيال كمال جنبلاط، استوعب جميع اللبنانيين الرسالة. من لم يفهم تعرّض لاغتيال سياسي مثل الرئيسين صائب سلام وتقيّ الدين الصلح وغيرهما... او لاغتيال جسدي مثل المفتي حسن خالد. لائحة الاغتيالات التي نفّذها النظام السوري في لبنان طويلة، بل طويلة جدا وتشمل رئيسين للجمهورية هما بشير الجميل ورينيه معوّض، الذي انتخب بعد اتفاق الطائف والذي كان يمتلك من العلاقات الداخلية والاقليمية ما يمكنه من تنفيذ اتفاق الطائف الذي يتضمّن، بين ما يتضمّنه، الانسحاب السوري على مراحل من لبنان. بعد اغتيال رينيه معوّض لم يعد هناك من يتجرّأ على طرح هذا الموضوع وذلك طوال ما يزيد على عشر سنوات.

منذ الاجتياح الاميركي للعراق، الذي كانت إيران شريكاً اساسياً فيه، اعتمدت طهران الاسلوب الاسدي. كان كافيا ان يقول محمد باقر الحكيم، زعيم «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» كلاماً يستشفّ منه انّ الرجل ليس موافقاً على الطرح الإيراني لمستقبل العراق مئة في المئة، حتّى تعرّض موكبه لانفجار في داخل النجف. لم يكن ممكنا التعرّف على جثته الّا من الخاتم الذي كان يحمله... من لم يفهم مدى جدّية إيران في مشروعها العراقي، كان عليه اعادة حساباته بعد الطريقة التي اعدم بها صدّام حسين الذي شنق من منطلق طائفي ومذهبي وليس لاعتبارات مرتبطة بما ارتكبه على مساحة العراق. جاء اعدام صدّام بعد سلسلة اغتيالات طاولت ضباطاً عراقيين، خصوصاً طيارين، شاركوا في الحرب العراقية-الإيرانية بين 1980 و1988.

لا حاجة الى سرد ما قامت به إيران في العراق لتأكيد انّ البلد صار تحت وصايتها. كلّ ما فعلته في النهاية كان يصبّ في تغيير طبيعة المدن والمناطق وجعل الميليشيات المذهبية المرجعية الاولى والاخيرة في البلد.

هذا ما سعى بشّار الاسد الى عمله في لبنان عندما اطلق يد «حزب الله» تحت شعار «المقاومة» في المواجهة التي كانت قائمة مع كلّ من لديه اعتراض على الوصاية السورية. لم يستوعب ان مثل هذه الشراكة مع «حزب الله» في لبنان ستنتهي بخروجه منه بعد الدخول في مغامرة مشتركة استهدفت التخلّص من رفيق الحريري لتأديب كلّ من يتجرّأ على الاعتراض على املاءات دمشق. لا شكّ ان هناك اختلافات بين لبنان والعراق. هذا ليس عائداً فقط الى تركيبة البلدين والفارق الكبير في مساحتهما وثرواتهما وفي الاهمّية الاستراتيجية للعراق. لكنّ المفارقة انّ إيران لا تزال تؤمن بان مدرسة النظام السوري في لبنان لا تزال تنفع في العراق. هل تنجح إيران في العراق بالاعتماد على اسلوب النظام السوري؟ ما فاجأ النظام السوري في لبنان كان الشارع السنّي الذي لم يتصوّر بشّار الاسد يوماً ردة فعله على اغتيال رفيق الحريري. هل يفاجئ شيعة العراق إيران ردّاً على اغتيال العراق، خصوصا انّ ما على المحكّ حاليا مستقبل العراق كلّه؟

 

هيلاري خدمت الفلسطينيين.. من حيث لا تدري

 خيرالله خيرالله/العرب/13 حزيران/16

إذا كان من إيجابية لتحوّل هيلاري كلينتون إلى مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فانّ هذه الإيجابية تكمن في أنّها قطعت الطريق على المرشح الديمقراطي الآخر برني ساندرز. لم يكن ساندرز خطرا على أميركا نفسها فقط، في ضوء الأفكار الساذجة التي كان يطرحها من منطلق يساري. كان يمثل أيضا ما هو أخطر من ذلك بكثير. كان ساندرز الفرصة الوحيدة الأكيدة ليصبح دونالد ترامب رئيسا، أي لوصول شخص يميني يمتلك أفكارا متهّورة إلى البيت الأبيض. المفارقة أن هناك عربا كثيرين كانوا يشجّعون ساندرز من منطلق أنه مؤيّد للقضية الفلسطينية ولديه اعتراضات على السياسة الإسرائيلية. ليس هناك من شخص يمتلك حدا أدنى من الوعي السياسي لا يعترض على السياسة العدوانية التي تنتهجها إسرائيل، خصوصا في مجال الاستيطان. لكن التنديد بإسرائيل يبقى شيئا، والقدرة على مواجهتها والوصول إلى نتائج على الأرض شيء آخر.

لا يستطيع سياسي في واشنطن لا يمتلك أي خبرة من أي نوع على صعيد السياسة الخارجية وحتّى على صعيد التوازنات داخل العاصمة الأميركية نفسها، ممارسة أي دور في مجال التعاطي مع إسرائيل والحدّ من إرهاب الدولة الذي تمارسه. هذا الإرهاب المتمثل في استمرار الاحتلال للضفّة الغربية والعمل على تقطيعها إربا لقطع الطريق على احتمال قيام دولة فلسطينية “قابلة للحياة” في يوم من الأيّام. لعل السنوات الثماني التي أمضاها باراك أوباما في البيت الأبيض أفضل دليل على العجز الأميركي عن التعاطي مع إسرائيل بما يخدم قضية السلام. بدأ أوباما عهده بوعود كان في أساسها اعتقاده أن القضية الفلسطينية يجب أن تكون موضع اهتمام جدي منذ اللحظة التي يدخل فيها إلى البيت الأبيض. خاض مواجهات عدة مع بنيامين نتانياهو الذي استطاع إظهار أنه أقوى منه في الكونغرس، وفي كلّ الدوائر الأميركية الأخرى.

لم يكن السناتور ساندرز سوى كارثة متنقلة. كان ترشيح الديمقراطيين له الطريق الأقصر لإيصال ترامب إلى البيت الأبيض، في حين أن الحظ الأوفر للفوز بالرئاسة صار الآن لهيلاري كلينتون التي لن يحول إلى وصولها إلى الرئاسة سوى فضيحة من العيار الثقيل مرتبطة بسلوكها عندما كانت وزيرة للخارجية في النصف الأوّل من عهد أوباما. ستدخل هيلاري كلينتون التاريخ بصفة كونها المرأة الأولى التي تترشّح للرئاسة. هناك نساء كثيرات ترشّحن قبلها، لكنّ أيّا منهن لم تستطع بلوغ موقع مرشّحة الحزب الديمقراطي أو الجمهوري. لا يعير الأميركيون والعالم اهتماما كبيرا إلى أنّ هيلاري ستكون المرأة الأولى التي ستصبح رئيسة للولايات المتحدة، أي للقوّة العظمى الوحيدة في العالم. يطغى على شخصية هذه المرأة أنّها تلعب دورا سياسيا منذ ما يزيد على عقدين أوّلا. أي أنها سياسية قديمة لا فارق كبيرا بينها وبين أي شخصية سياسية في واشنطن. الأمر الثاني المهمّ أنّها تنتمي إلى آل كلينتون، أي إلى عائلة سياسية معروفة سبق لها أن شغلت البيت الأبيض طول ثماني سنوات، بين 1992 و2000.

في ضوء هذين الاعتبارين لا وجود لتركيز كبير على أن مرشحة الحزب الديمقراطي ستكون المرأة الأولى التي ستصل إلى موقع الرئيس. لن يكون وصول هيلاري إلى البيت الأبيض ذلك الحدث التاريخي الذي تمثّل بفوز باراك أوباما، وهو أول أسود يدخل البيت الأبيض رئيسا. ربّما لعبت الخيبة التي ولدتها سياسات أوباما دورا في غياب ذلك الفرح الذي يمكن أن يرافق انتخاب امرأة رئيسا. يبقى السؤال الأساسي ما الذي يمكن توقّعه من امرأة كانت في البيت الأبيض بصفة كونها “السيّدة الأولى”، ثم أصبحت عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك قبل أن تنافس أوباما على ترشيح الحزب الديمقراطي، ثم تسترضى بمنصب وزير الخارجية بين مطلع 2009 ومطلع 2013؟ لعبت هيلاري كلينتون دورا مهما في الانفتاح الأميركي على إيران عندما كانت وزيرة للخارجية. كانت على علم بالاتصالات السرّية التي بدأت بين مسؤولين أميركيين وآخرين إيرانيين في سلطنة عمان وبمبادرة منها، وهي الاتصالات التي ما لبثت أن صارت علنية، وصولا إلى الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني الذي وقّع بين إيران ومجموعة البلدان الخمسة زائدا واحدا في تمّوز ـ يوليو 2015. في ما يتعلّق بالشرق الأوسط، لن تختلف هيلاري كثيرا عن باراك أوباما، لكنها ملمّة بملفاته أكثر بكثير منه. يظل السؤال الأساسي هل كانت مستعدة للذهاب بعيدا في استرضاء إيران، بكل السبل، بما في ذلك التغاضي عن نشاطاتها في دعم الإرهاب لو بقيت في الخارجية؟ هل كانت مستعدّة لاختزال ملفات الشرق الأوسط بالملفّ النووي الإيراني لو كانت صاحب القرار الأوّل والأخير في واشنطن؟

يعتقد كثيرون من الذين تعاطوا مع هيلاري أنّها لن تكون نسخة طبق الأصل عن أوباما لا في ما يتعلّق بإيران، ولا في ما يتعلّق بسوريا، خصوصا لجهة إعطاء روسيا “ورقة بيضاء” للتصرّف في هذا البلد على غرار ما فعل الرئيس الحالي ووزير خارجيته جون كيري. ستكون هيلاري مختلفة قليلا عن أوباما. لا يمكن توقّع اختلاف جذري بينها وبين الإدارة الحالية، علما أنّ ما تتمتع به من خبرة يجعلها على علم تام بالنشاطات التي تمارسها إيران في المنطقة ومشروعها التوسّعي القائم على الاستثمار في الغرائز المذهبية إن في العراق أو في سوريا أو في لبنان، وصولا إلى اليمن. يبقى هل ستتذكر هيلاري شيئا عن القضية الفلسطينية في مرحلة لم يعد سوى قليلين جدا في هذا العالم يتذكرون الظلم الذي لحق بهذا الشعب وذلك ليس بسبب السياسات الإسرائيلية فحسب، بل بسبب ما تمثّله “حماس” والعقم الذي تعاني منه السلطة الوطنية الفلسطينية أيضا؟ الثابت أنّ زوجها لعب دورا مهمّا في السعي إلى تسوية. لم تؤدّ جهوده إلى النتائج المرجوة، خصوصا عندما عدل ياسر عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، عن موافقته على النقاط الواردة في “الإطار” الذي وضعه، والذي كان يمكن أن يشكل أساسا لتسوية معقولة ومقبولة إلى حد ما. ترك تراجع أبو عمّار عن وعده بالموافقة على “الإطار” مرارة لدى الزوجين اللذين استضافا الزعيم الفلسطيني الراحل في البيت الأبيض مرات عدة، بما في ذلك في ليلة رأس السنة 2000 ـ 2001. أكثر من ذلك، إن اتفاق أوسلو وقّع في حديقة البيت الأبيض في عهد بيل كلينتون، كما أن بيل وهيلاري لم يترددا في زيارة قطاع غزّة في العام 1996. فوق ذلك كلّه، كانت هيلاري كلينتون، عندما كانت “السيّدة الأولى” الشخصية الأميركية الأولى التي تتحدث عن “دولة فلسطينية” وذلك في مرحلة ما بعد توقيع اتفاق أوسلو. الأكيد أنّ شيئا ما، قد يكون قليلا، سيبقى في ذهن هيلاري كلينتون عن القضيّة الفلسطينية لدى عودتها إلى البيت الأبيض. لكنّ الخدمة الوحيدة التي أدتها للفلسطينيين في الوقت الراهن تتمثّل في إبعاد برني ساندرز عن سباق الرئاسة. يكفي أنّه كان المرشح المفضل للحثالات العربية حتّى يمكن التأكّد من أن هيلاري قدّمت للفلسطينيين خدمة أخيرة… وإن من حيث لا تدري.

 

السوريون بانتظار “نوفمبر” أميركا

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/13 حزيران/16

نشرت «الشرق الأوسط» في عدد أمس السبت نقلاً عن مصادر دبلوماسية غربية أن ستافان دي ميستورا، المبعوث الدولي لسوريا يتعّرض إلى ضغوط روسية أميركية الغاية منها دفعه لعقد جولة مفاوضات جديدة في جنيف.

في وضع طبيعي لا حاجة إلى ضغوط، لكن ما تعيشه الأزمة السورية تجاوز كل الحدود. واضطرار الأمم المتحدة لتوّسل نظام بشار الأسد و«قوى الأمر الواقع» فقط للسماح بإدخال الغذاء والدواء للمناطق المحاصرة – وبعضها محاصر منذ 2012 – دليل دامغ على هذا الوضع.

ثم ما عاد مفهوًما المعنى الحقيقي لمسمى «المجموعة الدولية لدعم سوريا». أي «سوريا» هذه المراد دعمها؟ وما هو مستوى التجانس والتنسيق بين أعضاء هذه «المجموعة»؟ وما هي أهمية أن تكون «دولية» عندما تتحّول روسيا – إحدى القوى العظمى الراعية إلى قوة تدخل واحتلال، وتمنحها القوة الأخرى، الولايات المتحدة: «شيًكا على بياض» لتفعل ما تشاء، وتفّسر القرارات الدولية على هواها، ثم تبارك لها ما تفسره وتنفذه!

بمرور الأيام، وتساقط «الخطوط الحمراء»، انتهت أكذوبة «أصدقاء الشعب السوري» بعدما تبّين أن عدد هؤلاء بالكاد يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. واليوم مع التماهي الروسي ­ الأميركي والتواطؤ الصيني المطلق مع موقف موسكو، والإحباط والعجز الأوروبيين إزاء سياسة واشنطن السورية ها هي صدقية «المجموعة الدولية لدعم سوريا» تنهار.. لاحقة بـ«أصدقاء» الجعجعة بلا طحين.

لقد كان الكثير من اللوم قد ألقي على المبعوث دي ميستورا خلال السنتين الأخيرتين، لكن من الواضح أن الرجل يعمل مغلول اليدين في جّو غير مساعد على الخروج بأي نتيجة. ذلك أن موسكو ما عادت مستعدة للتخلي عن «أفضلية» ميدانية وسياسية كسبتها في منطقة استراتيجية كانت إلى عهد قريب شبه محظورة عليها. ولا واشنطن فيما تبقى من عهد باراك أوباما راغبة في إحداث أي تغيير يمس في تفاهمها مع قيادة إيران، لا في الجوهر ولا في التفاصيل، حتى على حساب استقرار الشرق الأوسط ووحدة أراضي دوله. ولا طهران، المحكومة بغطرسة الملالي ودموية «الحرس الثوري»، والمستفيدة من تفاهماتها مع الروس والأميركيين، في وارد التفريط في فرصة تاريخية سانحة للثأر من العرب ومسابقة الأتراك على زعامة العالم الإسلامي.

على أساس المعطيات هذه.. كيف يلام نظام قاتل على الاستقواء بمناخين إقليمي ودولي للمضي قدًما في جرائمه؟

ثم هناك، في خلفية كل ما ذكرناه، الموقف الإسرائيلي الملتِبس في «براغماتيته»، وهو يقوم على سلسلة اعتبارات لا تعوزها الفطنة، أبرزها:

أولاً، أن إسرائيل كانت دائًما «مرتاحة» في تعاملها مع نظام آل الأسد الذي مّرت يوم أول من أمس الذكرى السنوية السادسة عشرة على وفاة مؤسسه حافظ الأسد، مبتكر مفهوم «التعايش» الفعلي مع إسرائيل وراء واجهة «ممانعتها» منذ 1973 .والقيادة الإسرائيلية، من واقع الخبرة الطويلة، تجيد التمييز بين الأقوال والأفعال، وبالأخص، عندما تأتي من أولئك المزايدين لفًظا في عدائها… والراغبين ضمًنا في التعايش معها.

ثانًيا، أن سوريا اليوم باتت أقرب ما يكون إلى كيان خاضع لحكم مشترك condominium ،ذلك أنه ما عاد هناك وجود فعلي لنظام آل الأسد من دون دعم إيران وروسيا، طبًعا بمباركة أميركية وإسرائيلية. وما زيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتتالية إلى موسكو، وسط الصمت المطبق لـ«ممانعي» دمشق و«مقاومي» بيروت، سوى تأكيد للسقوف والتفاصيل التي ترسم المحاذير وهوامش المناورة.

ثالًثا، أن إيران ما كانت في يوم من الأيام بعيدة عن المزايدة في موضوع «المقاومة»، وهي منذ الثورة الخمينية عام 1979 ،ثم فضيحة «إيران كونترا»، ما كانت تسعى لمواجهة إسرائيل بقدر سعيها لإسقاط الأنظمة العربية عبر «تصدير الثورة». وهذا ما أثبتته وتثبته الأيام والتجارب.. من العراق وسوريا ولبنان واليمن.. إلى قلب فلسطين ذاتها، حيث رعت طهران وما زالت ترعى تمزيق النسيج الفلسطيني من الداخل لضمان انعدام أي فرصة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.

رابًعا، لنُتقلق اليمين الإسرائيلي المتشّدد «حرب» مذهبية إسلامية على مستوى الشرق الأوسط بأسره بين السنة والشيعة، لأنها ستخدم مصلحته سواًء لجهة صرف الأنظار عن مشاريع التهويد والاستيطان و«الترانسفير» المتحمس لها، أو لجهة إنهاك وتفتيت جبهة معادية محتملة تهّدد تلك المشاريع. وبالتالي، لا مصلحة لهذا اليمين – تحت قيادة «الليكود» وزعيمه نتنياهو – في رحيل نظام يعرفه جيًدا ولا يخشاه، بل كل ما يريده راهًنا هو التحكم في توزيع حصص النفوذ الإقليمي عن طريق ضبط حصة إيران أو وضع حدود لمطامعها برعاية كل من موسكو وواشنطن.

عودة إلى الضغوط على دي ميستورا، تبدي المصادر الدبلوماسية الغربية تشاؤمها من فعالية أي تحّرك دولي في ضوء ما تصفه بالسياسة الأميركية «الرخوة» إزاء إمساك موسكو بالكثير من الأوراق السورية. وتذهب بعيًدا للقول: إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري «سّلم» عملًيا الملف السوري للروس، وإن كيري ومعه الرئيس باراك أوباما ووكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» يمثلون اليوم توّجًها لا يرى في الشرق الأوسط سوى خطر لتنظيم داعش. ومن ثم، فهم يعتبرون أن كل الجهود يجب أن تصب لقتاله ولو اقتضى الأمر التعاون مع موسكو، لا بل، وربما، حتى الموافقة على بقاء الأسد إذا كان هذا هو الثمن الذي تريده موسكو لهذا التعاون. مقابل هذا الموقف – حسب المصادر ذاتها – هناك موقف وزارة الدفاع (البنتاغون) الذي لا يقتنع بصحة مقاربة البيت الأبيض، ولا يثق بالكرملين بل هو على قناعة تامة بأن محور «طهران – موسكو – نظام الأسد» يسعى للحل العسكري ويعمل على تطبيقه.

وهكذا، في ظل استبعاد أي تبّدل في موقف أوباما مع تسارع العد العكسي لرئاسته، وتزايد ملامح التقسيم الفعلي لسوريا وتعّمد القضاء على الاعتدال داخل المعارضة، من المرجح تفاقم معاناة السوريين…

وفي ظل السلبية الأميركية والعجز الدولي، لم يعد أمام السوريين إلا انتظار انتهاء عهد أوباما قرب مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل

 

عصابة أبو مهدي المهندس.. خطر على الأمن الخليجي والعربي

داود البصري/السياسة/13 حزيران/16

ما يقع في الشرق القديم من أحداث وظواهر وأمور خارجة عن كل السياقات العقلية والطبيعية يمثل حالة شاذة في تاريخ العلاقات الدولية وفي طبيعة التحولات التي تعيشها شعوب المنطقة فلأول مرة في التاريخ تأتي عصابة لتتحكم في شعوب الشرق وهي محملة بإرث الكراهية والحقد وبملفات طويلة وعريضة من السوابق والجرائم التي إرتكبتها ومع ذلك هي محمية بالدول الكواسر التي كانت مصالحها هدفا لها ولأعمالها الإرهابية طيلة ثلاثة عقود سود مثلت مرحلة مهمة من مراحل الاستنزاف الذاتي التي عاشتها الأمة.

في العراق النازف تدور كل الغرائب وتمضي كل العجائب، وتتكرر أسطورة وحكاية (علي بابا والأربعين حرامي) ولكن بصورة أشد مأساوية وإيلاماً. فمن يتحكم في مصير العراق وشعبه اليوم هم ثلة من العصابات الطائفية والقيادات الإرهابية التي مارست الجريمة والإرهاب وأنزوت تحت مظلة الحماية والرعاية الإيرانية قبل أن تتكفل الظروف الدولية والأجندات المشبوهة المخطط لها في سراديب وأقبية الدول الكواسر في تلميعها وإعادة إنتاجها، وتحويلها من عصابات بائسة تعيش في الظلام وتمارس مهنة القتل والتدمير والإرهاب بالوكالة، لنخب حاكمة متسلطة ومهيمنة على شؤون وشجون ومقدرات أعرق شعوب الشرق!، فحزب الدعوة الطائفي العميل مثلا والذي كان مدرسة إرهابية كبرى تخرج من تحت إطارها قادة الإرهاب في العراق، هو اليوم الحزب القائد للمسيرة التدميرية في العراق رغم ضعفه وإنهياره بل وتلاشيه في المرحلة التي سبقت الاحتلال الأميركي للعراق العام 2003 والتي تطلبت إستدعاء كل ذئاب الماضي وبتنسيق واضح أثبتته الأيام والأحداث بين الإدارتين الأميركية والإيرانية وفي صيغة أشبه بزواج المتعة!! من أجل إنجاح مهمة تدمير الشرق إنطلاقا من البوابة العراقية ولأهداف وأغراض أضحت معروفة ولاعلاقة لها بالحرية والديمقراطية المزعومة ويافطاتها الإعلانية المزوقة، من يهيمن ويسيطر على الشرق اليوم للأسف هم الجماعات الإرهابية من بقايا الثمالة الإيرانية التي لعبت أدواراً دموية مشهودة في ثمانينات القرن الماضي!، والتي بدورها نقلت جرائمها وأساليبها الإرهابية للعمق العراقي ليكون حضنا ومستقرا لجماعات إرهابية جديدة تشكلت لتؤسس لمرحلة إرهاب جديدة وعظمى ومختلفة ضد أمن أنظمة وشعوب المنطقة وتحت مبررات واهية!، فجماعات الحشد الطائفي في العراق تتعكز في أطروحتها مثلا على (محاربة الإرهاب) بينما فكرها ومنهجها وشعاراتها إرهابية ومسخ! والأشد عجبا أن من يقودها هم قيادات إرهابية مطلوبة دوليا وإقليميا فالإرهابي هادي العامري مثلا هو أحد ضباط الحرس الثوري الإيراني، وهو من المقاتلين ضد الجيش العراقي، كما أنه قائد ميداني لعصابات الإغتيال الإيرانية التي مارست مهمة اغتيال الكفاءات والنخب والضباط والطيارين العراقيين بعد الإحتلال الأميركي، وهو قائد عمليات الإنتقام الإيراني من شعب العراق. ومع ذلك وبكل ذلك التاريخ المشؤوم والعار هو من وجوه القوم في العراق اليوم بل إنهم يطلقون عليه لقباً لايستحقه ويسيء لمعاني الجهاد وتاريخه وهو (شيخ المجاهدين) بينما في الحقيقة هو شيخ مشايخ العملاء والإرهابيين الإيرانيين . أما الكارثة العظمى فممثلة في شخصية نائب القائد العام للحشد وهو الإرهابي جمال جعفر أو أبو مهدي المهندس المطلوب إفتراضيا للعدالة الأميركية والمحكوم غيابيا بالإعدام في دولة الكويت العام 1984 بعد دوره في أحداث 12/12/1983 الإرهابية ومن ثم أدواره في جرائم بشعة هزت الكويت، ومنها الحادث الإرهابي لمحاولة اغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد طيب الله ثراه العام 1985 إضافة لعمليات خطف الطائرات وغيرها وهي ملفات كتبنا عليها كثيرا ومطولا ولسنوات عدة فأبو مهدي المهندس هو اليوم صانع الملوك الطائفيين في العراق وهو يصول ويجول أمام عيون المخابرات الأميركية، بل أن عصاباته تقتل وتنهب وتمارس الجرائم الطائفية تحت مظلة وتغطية وحماية طائرات التحالف الغربي والتي لايعنيها على مايبدو مايجري على الأرض العراقية من سفك للدماء، بقدر مايهمها توسيع مسارب الفتنة والفوضى المهلكة في العراق. فأين أدوات العدالة الأميركية المفترضة عن ذلك المجرم العريق الذي يهدد ويقتل ويتنقل بحرية ويمارس راحته الكاملة بالقتل والإرهاب؟ ولماذا تصمت دول المنطقة عنه وعن نشاطاته المرعبة التي ستستهدف لاحقا دول المنطقة وخصوصا دول الخليج، فالعصابات الإيرانية تؤسس اليوم قواعد عسكرية وصاروخية جنوب العراق وبمحاذاة المملكة العربية السعودية، إضافة لإنشائها مقرات تدريب عسكرية للأتباع والعملاء والمغرر بهم من السائرين في المشروع الإرهابي الإيراني من شباب دول المنطقة. وهذه الأمور لم تعد سرا أبدا بل أن الجميع يتحدث بها علنا لماذا لا يساند مجلس التعاون الخليجي أو الجامعة العربية مثلا دولة الكويت في تفعيل ملف المطالبة بتسلم الإرهابي المهندس من السلطات العراقية خصوصا وإن جرائمه السابقة لم تسقط ولن تسقط بفعل التقادم الزمني لكونها كانت موجهة ضد الجنس البشري؟

لماذا لا تتبلور إرادة سياسية إقليمية واسعة وصريحة بمطاردة رموز الإرهاب الإيراني في العراق حفظا للأمن والسلام في المنطقة أولا، وكإجراء وقائي لتجنيب المنطقة وشعوبها جرائم إرهابية مستقبلية قريبا؟

ويظل السؤال الكبير قائما ومشرعا وينتظر إجابة وهو: لماذا الصمت الدولي والإقليمي عن الإرهابي الدولي العريق أبو مهدي المهندس

 

عن مستقبل العراق في ظل هيمنة إيران!

 سليم نصار/الحياة/12 حزيران/16

عقب انتهاء الحرب العراقية - الإيرانية، وإعلان الخميني وقف إطلاق النار بمرارة وصفها بأنها أبشع من شرب السم، اتخذت الجمهورية الإسلامية الايرانية قراراً حازماً بضرورة منع الجمهورية العراقية المتاخمة من إستعادة وحدتها الوطنية. ولم يكن ذلك القرار مرتبطاً بنتائج المواجهة الواسعة بينهما بقدر ما كان مرتبطاً بتاريخ هذين البلدين، وبالحاجز المذهبي الذي أقيم بينهما منذ المعارك الفاصلة بعد القادسية ونهاوند سنة 634 م. وظلت أعراض ذلك الإنشطار المذهبي تظهر في مختلف وجوه ايران السياسية، لا فرق أكانت شاهنشاهية أم خمينية. وكان من الطبيعي أن تسعى ايران الخمينية في هذا المجال الى تشجيع الولايات المتحدة على اجتياح العراق عام 2003، وتدمير بنيته التحتية ومؤسساته الرسمية. وقد عهدت بمهمة إقناع إدارة جورج بوش الابن الى رجليها في بغداد أحمد الجلبي، رئيس «الحزب الوطني العراقي»، وكنعان مكية، حامل شهادة فخرية من الجامعة العبرية. وقد نجحا في مهمة الإقناع، خصوصاً بعدما دخلت اسرائيل على الخط، وأيّدت قرار غزو العراق الذي تبناه ديك تشيني. ولتأكيد هذا المنحى، أصدر السفير الأميركي السابق في العراق زلماي خليل زاد كتاباً يتضمن بعض الحقائق حول هذا الموضوع، عنوانه «المبعوث». وقد نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» بعض نصوص الكتاب، والتي تؤكد حدوث التنسيق بين واشنطن وطهران قبل الغزو.

وقال السفير خليل زاد إن محادثات سرية دارت بين مسؤولين اميركيين ومحمد جواد ظريف، سفير ايران السابق في الأمم المتحدة (جنيف). وكانت الغاية من تلك المحادثات حصول واشنطن على تعهد من ايران بعدم إغلاق الأجواء في حال اضطر الطيارون الأميركيون الى دخول الأجواء الإيرانية.

وحصلت واشنطن على ذلك التعهد. وكشف خليل زاد في كتابه أيضاً أن محمد جواد ظريف - الذي رقّي الى منصب وزير خارجية - كان مصراً على ضرورة حلّ المؤسسات الأمنية في العراق، وإعادة بنائها من جديد، بعد إجراء تطهير شامل لأعضاء «حزب البعث».

ومن المؤكد أن ظهور قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» وسط القيادة العراقية قرب الفلوجة أعطى الإنطباع بأن ايران تتدخل عملياً في معركة التحرير من سلطة «داعش». لذلك سارع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي الى إعلان بعض التوضيحات المتعلقة بأسباب وجود سليماني مع قوات الجيش والشرطة الاتحادية و «الحشد الشعبي». وقال إن حكومته طلبت من سليماني أن يكون مستشاراً أمنياً في شكل رسمي، تماماً مثلما طلبت من القيادة المركزية الأميركية تعيين مستشارين خاصين لشؤون الأمن القومي. وكان جواب العبادي مقنعاً لأنه ساوى بين دولة جارة وصديقة... وأخرى غريبة تدّعي الحفاظ على أمن العراق. لذلك قطع كل حجّة يمكن أن تُستخدَم للتشويش على مشاركة سليماني في معركة تحرير الفلوجة. تقول مصادر عراقية موثوقة إن سبب انتقاد وجود سليماني كان أشبه برد فعل على اقتراح قدّمه قائد «الحرس الثوري» الإيراني السابق محسن رفيق دوست. ذلك أنه أعلن عن استعداد طهران لمساعدة العراق على تأسيس «حرس ثوري» يشبه في تنظيمه ومهمته «الحرس الثوري» الإيراني. وقال أيضاً: «إنه باستطاعة العراق الإقتداء بهذا النموذج الذي خاض معارك مهمة على الصعيدين الداخلي والخارجي. لذلك يستطيع أن يخدم العراق بخبراته مثلما خدم سورية».

ويبدو أن هذا الاقتراح لم يرُق للسنّة في العراق، كونه يمهد لتشكيل حرس يتقدم في نفوذه على قيادة الجيش المختلط، ويتمتع بصلاحيات استثنائية تجيز له المشاركة في الحكم. ولكن طهران تنظر الى المسألة من زاوية الهيمنة المتواصلة على الجارة التي أقلقت ماضيها وهددت حاضرها. لذلك يشكل «الحرس الثوري» رقيباً دائماً يمنع العراق من تجاوز حدوده مثلما فعل صدام حسين.

أهمية المعارك المستعرة هذه المرة على الجبهتين العراقية والسورية أن هجماتها تزامنت في وقت واحد بهدف تحرير الفلوجة والرقة، عاصمة تنظيم «داعش». وتطوق الفلوجة مجموعة من القوى المتباينة بينها ميليشيات شيعية نافذة، بعضها تربطه بإيران علاقات تنظيمية وتدريبية. علماً أن نواب السنّة يعتبرون أن سرعة الهجوم ترمي الى تحويل الانتباه عن الاضطرابات القائمة في بغداد. أي الاضطرابات التي انتشرت عقب اقتحام مبنى البرلمان، ورفض النواب المصادقة على فريق العمل الذي اختاره رئيس الوزراء حيدر العبادي. يقول المراقبون إن النصر في ميادين الحرب ضد «داعش» يُعتبَر من الانجازات البالغة الأهمية. ذلك أنه ينفي المزاعم التي روَّجها التنظيم بأنه قوة لا تُقهَر. ومثل هذا الأمر يثني المجندين الجدد عن الالتحاق به. كما يحول دون توسيع رقعة نفوذه في ليبيا وسيناء ومناطق أخرى. وقد تخفف إنتصارات القوات العراقية الضغط السياسي القائم على مختلف الجبهات الأخرى.

وترى واشنطن أن التقدم في ساحات القتال ضد «داعش» في العراق وسورية لم يترافق مع حل المشكلات السياسية العميقة التي كانت وراء ظهور التنظيم وعثوره على ملاذات آمنة في عدد من الدول.

القوات الأميركية الخاصة ترافق دائماً الجيوش العربية المقاومة لـ «داعش» في سورية والعراق وليبيا. وهي غالباً ما توفر لها المشورة والدعم الجوي. والثابت في هذا المجال أن الولايات المتحدة تُعتبر جزءاً من المشكلة في الشرق الأوسط. والسبب أنها تفتقر الى الريادة والجرأة، الأمر الذي يجعلها رهينة التردد والحيرة. ومثل هذا الأسلوب السلبي اختاره الرئيس باراك أوباما حلاً لعدم توريط قواته في مجابهة مكشوفة. تعرضت معركة تحرير الفلوجة هذا الأسبوع لانتكاسات سياسية وأمنية تتعلق بالانتهاكات التي ارتكبت بحق آلاف النازحين واختفاء المئات منهم. وبسبب كثرة الشكاوى، وإصرار رئيس الجمهورية فؤاد معصوم على تشكيل لجنة تحقيق، اضطر رئيس الحكومة حيدر العبادي الى زيارة قواطع العمليات العسكرية. وأعرب عن قلقه من تقارير أفادت بحصول حالات خطف جماعية لنازحين من مناطق الصقلاوية والكرمة.

إثر عمليات التطويق والحصار في الفلوجة، زاد «داعش» جرائمه الانتقامية في محافظتي كربلاء وبغداد. وكانت حصيلة التفجيرات أكثر من خمسين قتيلاً بينهم أربعون من حي الحسين.

الأمم المتحدة حذرت من خطورة المرحلة، ومن ردود فعل «داعش» أمام تعدد الجبهات المفتوحة ضده داخل الدول العربية وخارجها. وجاء في تقرير أعده الأمين العام بان كي مون توصيات بضرورة زيادة الرقابة على انتقال الإرهابيين الأجانب، وتبادل المعلومات في شأنهم. وأشار التقرير أيضاً الى أن «داعش» شنَّ خلال الأشهر الستة الماضية هجمات متواصلة في روسيا والمانيا وفرنسا وبلجيكا واندونيسيا وباكستان وبنغلادش وتركيا ومصر والولايات المتحدة ولبنان، أسفرت عن مقتل خمسمئة شخص وجرح المئات. هذا الى جانب عملياته اليومية في سورية والعراق وليبيا واليمن وأفغانستان.

واعتبر بان كي مون أن زيادة الضغط على التنظيم في العراق وسورية يدفعه الى نقل أمواله الى الجماعات المنتسبة اليه خارج منطقة النزاع، مشيراً الى أن القيادة المركزية لـ «داعش» تعاني ضغوطاً مالية، الأمر الذي دفعها الى تخفيض رواتب المقاتلين في الرقة خمسين في المئة.

ويذكر تقرير الأمم المتحدة أن عائدات تهريب النفط نخفضت في العراق وسورية. كما أوقفت الحكومة العراقية صرف رواتب الموظفين الذين يعيشون في مناطق يسيطر عليها «داعش» والتي تعادل بليوني دولار سنوياً. وهذا ما قلص قدرة التنظيم على فرض الضرائب. لهذه الأسباب وسواها تحولت ليبيا الى مركز تحويل مالي لتنظيم «داعش»، المكلف حالياً بتمويل الجماعات الإرهابية التي تنتمي اليه. ومن هذه الوقائع المتغيرة يتحدر السؤال التالي: هل نفاد المال لدى تنظيم «داعش» يمكن أن يقضي على هذه الحركة... أم أنها قادرة على الاستمرار من دون مال؟

يجيب الكاتب والمحلل باتريك كوكبرن عن هذا السؤال بالقول إنه كان في عمان حزيران (يونيو) 2014 عندما سمع بأن تنظيم «داعش» احتل الفلوجة التي تبعد من بغداد أربعين ميلاً فقط. كما أدهشه أيضاً أن يعرف بأن الجيش النظامي المقدَّر عدده بـ 350 ألف جندي، لم يحرك ساكناً. واختصر كوكبرن في حينه ملاحظاته بإصدار كتاب عنوانه: «الفوضى والخليفة». وفي سياق تناوله المتطرفين الجهاديين وصفهم بالعدميين لأنهم لا ينتظرون شيئاً من المستقبل، ولأن موتهم هو بمثابة فرار من الواقع المجحف. وهو يصفهم بأنهم شباب يسعى الى رفع لواء قضية، بحيث ينقل تطرفه من موقع الى آخر، من البوسنة الى أفغانستان الى الشيشان. ومن «القاعدة» الى «داعش». والحل، في نظر هذا الكاتب، لا يأتي من طريق القوة، بل عبر أيديولوجية تزيل أعراض الاضطراب والقلق من نفوس آلاف الشبان في العالم الإسلامي!

 

تفاقم أوجاع السوريين في شهر رمضان...والبداية، تنامي توجس السوريين ومخاوفهم من تصاعد العنف في هذا

 أكرم البني/الحياة/12 حزيران/16

الشهر الفضيل، وهم الذين خبروا أن شهر رمضان لم يمر عادياً في مسار الصراع السوري، بل حمل في كل عام مزيداً من الفتك والتنكيل، ويدركون أنهم من سيدفع ثمن تجميد مفاوضات جنيف وانهيار هدنة وقف الأعمال العدائية. «هي صرخة في واد، فمن يسمع ومن يستجيب؟!»، كلمات تطلق بأشكال مختلفة من بعض السوريين كتعليق على دعوة الائتلاف المعارض ومن ثم الأمين العام للأمم المتحدة، إلى وقف العنف طيلة شهر رمضان، ويضيف هؤلاء أن هذه الدعوات تكررت قبل كل رمضان ولم تجد آذاناً صاغية، ليس فقط لأن أصحابها لا يملكون قوة مؤثرة على الأرض ويفتقدون الدعم والمساندة الدوليين، وإنما أساساً لأن الأطراف المعنية بتنفيذها لا تزال تتغنى بمنطق المكاسرة والغلبة ولا يرضيها، مهما حصل من خراب أو أريق من الدماء، سوى الحسم العسكري وسحق الآخر. وفي مقابل دأب الجماعات الجهادية والمعارضة الإسلامية المسلحة على استثمار شعائر شهر رمضان وطقوسه الجمعية كي تعزز الحشد والتعبئة وتصعد هجماتها، ثابر النظام على توسيع عملياته الأمنية والعسكرية وتشديدها في الشهر الفضيل، كمحاولة استباقية، لقطع الطريق على مرامي تلك الجماعات! فمن ينسى الحملة الواسعة التي تعرضت لها مدينة حماة في رمضان 2011 ودمرت صورة لا تنسى للجموع المحتشدة سلمياً في ساحة العاصي، ثم التصعيد المتبادل للصراع الدموي في درعا وحمص والأرياف الدمشقية في شهور رمضان خلال السنوات المنصرمة؟! أولا يصح إدراج ما نشهده اليوم من تتابع العمليات الحربية في أرياف حلب وإدلب والرقة في الخانة ذاتها، وقراءته كمحاولة من جانب السلطة وحلفائها لاستعادة بعض النقاط المفصلية التي تؤهلهم للتعاطي من موقع القوة مع المبادرات السياسية، وإظهار عجز المعارضة عن إحداث تبدل نوعي في موازين القوى؟!.

عن أي رمضان نتحدث؟! سؤال يعترضك من أحدهم ساخراً من التذكير بطقوس وتقاليد هذا الشهر المبارك. ويستدرك قائلاً، شهر رمضان الذي نعرفه انتهى، لم يعد من مكان لرمضان الاحتفالات والمباهج، أمام رمضان يكتظ بالضحايا والدمار والتشرد والعوز الشديد! ويسأل آخر، كيف يحتفى برمضان وقلوب مئات ألوف السوريين يعتصرهم ألم ممض على ضحاياهم وقد غيبتها الأنقاض، ومثلهم من لا يزالون يبحثون عن أبنائهم المعتقلين أو المفقودين، وقد خاب أملهم من تحريك هذا الملف الإنساني؟! وكيف نعيش رمضان حين يتصاعد العنف من كل حدب وصوب، والبلاد تستباح وتغدو ميداناً لتصفية الحسابات الإقليمة والدولية، أو حين ترتفع الرايات السود، منذرة بتسعير حروب طائفية طاحنة لا أفق لها، وتتنامى المعارك الدموية بين الكتائب الإسلاموية في سعي كل منها إلى السيطرة على مناطق الأخرى، من دون اعتبار لمصالح الناس وحيواتهم؟! وكيف يبتهج برمضان والحصار لا يترك لقمة لجائع كي يسد رمقه، بينما بات نصف السوريين بلا أمل ولا مأوى، إما في مخيمات اللجوء، وإما يعانون الآمرين في بلاد الغربة، وإما هاربين نزوحاً داخلياً إلى أماكن أقل عنفاً ويكابدون حالة قهر وفقر شديدين بعد أن فقدوا كل ما يملكون أو يدخرون؟!. وما يزيد المشهد قتامة وقهراً ظواهر مقصودة تصطنع الفرح وتبالغ في إظهار سعادتها بحلول الشهر المبارك، بالموائد الرمـــضانية العامرة بالأطباق والحلوى الشهــــية، من دون اكتراث بما وصلت إليه أوضــــاعنا، أو بالحالة المعيشية والإنسانية المريعة لأخوة لهم في الوطن، يفترشون زوايا الطرقات لحظة الإفطار لتتقاسم ما استجدوه من طعام، يكابدون الحصار والجوع وغياب الحد الأدنى من الحاجات المعيشية، من القصف اليومي والعشوائي وما يخلفه من ضحايا ودمار، ومن استبداد إسلاموي لا يردعه رادع في إرهاب البشر وإرغامهم على اتباع نمطه في الحياة. ويفاقم الصورة المأساوية تزايد خشية المواطنين مع حلول الشهر الكريم من تفشي غلاء فاحش لا ضابط له، من ازدياد جشع التجار، من ارتفاع أسعار السلع الأساسية وصعوبة حصولهم عليهم، من تراجع شديد في قدرتهم الشرائية، ربطاً بالتدهور المتواتر وغير المسبوق لليرة السورية أمام الدولار وغيره من العملات الأجنبية، الأمر الذي لا يفقد المواطنين الفقراء القدرة على اقتناء الحد الأدنى من متطلبات الإفطار الرمضاني، وإنما طاول فئات متوسطة بدأت مدخراتها تنفد، وأيضاً صغار التجار، وقد باتت رؤوس أموالهم البسيطة تتآكل، نتيجة بيع سلعهم بسعر لا يمكّنهم، مع الاستمرار في تراجع قيمة الليرة، من إعادة اقتنائها. يعيـــش السوريون رمضان هذا العام وهـــــم يزدادون تحسراً على ما حل بحيـــواتهم، والأمر لا يتعلق فقط بفظاعة الفتك والتدمير والتردي المريع في الأمن وشروط الحياة، أو بالتشوهات والانقسامات التي تفعل فعلها في المجتمع، فتذكي العصبيات المذهبية والطائفية، وتشجع روح التنابذ والنزاع والانشطار إلى هويات ممزقة وإلى صراعات من طبيعة إقصائية تترك أثاراً خطيرة في وحدة البلاد والدولة والشعب، وإنما أساساً ببقاء جرحهم مفتوحاً من دون اهتمام جدي بأحوالهم وما يكابدونه. ففي الوقت الذي تعترف به الأمم المتحدة بأن ما يحصل في سورية هو من أكبر الكوارث التي واجهتها خلال تاريخها، يبدو المجتمع الدولي عاجزاً حتى اللحظة عن وقف العنف وحقن الدماء، فكيف بفرض حل سياسي عادل ينصف السوريين ويلبي حقوقهم!. «كفى، أما آن لهذه المأساة أن تنتهي»، هو رجاء البشر في هذا الشهر الفضيل، هي صرخة اعتراض الموجوعين على استمرار العنف المفرط أياً تكن الدوافع والمسوغات، وعلى هذا الاستهتار البغيض بأرواحهم وممتلكاتهم ومستقبلهم، هي صرخة استغاثة لتخفيف أوجاعهم الإنسانية، والأهم لكسر عناد الأطراف المتصارعة وأنانيتها، كي ترضخ أخيراً وتقتنع بأن طريق العنف عبثية ومسدودة وأنها باتت عنواناً فقط، لمزيد من التفكك والألم والضحايا والخراب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والمناسبات خاصة

أربعون نهاد سعيد في كاتدرائية مار الياس في قرطبا

الأحد 12 حزيران 2016 /وطنية - جبيل - أقيم اليوم قداس وجناز الأربعين عن راحة نفس النائبة السابقة نهاد جرمانوس سعيد، في كاتدرائية مار الياس الرعائية في بلدة قرطبا، بمشاركة المونسنيور يوسف السخن، رئيس دير مار سركيس وباخوس الأب بطرس زيادة، كاهن الرعية الأب شربل شليطا، الأب بشارة الخوري، ولفيف من الأباء. وخدمت القداس جوقة السيدة- عمشيت، في حضور الرئيس العماد ميشال سليمان وعقيلته وفاء، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد، النائبة السابقة مهى الخوري أسعد، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، رئيس إتحاد بلديات قضاء جبيل رئيس بلدية قرطبا فادي مرتينوس وأعضاء المجلس البلدي ونائب رئيس الإتحاد خالد صدقة، رئيس مركز قرطبا في حزب "القوات اللبنانية" هادي مرهج وفاعليات وأبناء قرطبا والجوار وعائلة الراحلة. وألقى شليطا عظة، اعتبر فيها أن الراحلة هي "فقيدة كل لبنان، والإسم المحبب على قلب كل إنسان"، وقال: "نرفع الصلاة وفي القلب غصة، لأننا فقدنا الست نهاد وهي كانت تاريخا في الوطنية والسياسة، ومرجعا لكل من عرفها ودق بابها ولم يرجع خائبا، إنها الأم بكل معنى الكلمة، عملت رسولة محبة وسلام وتضحية على كل مساحة الوطن، وكانت الملجأ المريح كل إنسان يقصدها. هي السيدة الأولى في لبنان التي دخلت إلى المجلس النيابي وأثبتت وجودها وكانت لها علاقات جيدة مع الجميع، من مختلف الطوائف، الراحلة الست نهاد غابت بالجسد لكن ذكرها مؤبد من خلال أعمالها وتضحياتها، وهي أتت من بيت عريق أعطى الكثير من الرجالات على مختلف المستويات. غاب وجه كبير عن بلدة قرطبا وبلاد جبيل ولبنان، لكن نجلها الدكتور فارس سعيد سيحمل مشعل الأمانة".وبعد القداس تقبل نجل الراحلة وأفراد العائلة التعازي في كاتدرائية مار الياس الرعائية من الرئيس سليمان والشخصيات وأهالي قرطبا والجوار.

 

الراعي ترأس قداس شكر في المدرسة المركزية: مؤسسة تربي شبيبتنا على ميزات الوحدة في التنوع والانفتاح على الآخر والتكامل معه

الأحد 12 حزيران 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس شكر، أقامته المدرسة المركزية للرهبانية اللبنانية المارونية في جونية، تتويجا لاحتفالات يوبيل تأسيسها الذهبي (1966- 2016).

وألقى الراعي عظة بعنوان "أرسل يسوع رسله الاثني عشر، لينادوا ويقولوا: لقد اقترب ملكوت السماء" (متى 10: 5 و7)، استهلها بالقول: "منذ ألفي سنة والرب يسوع يرسل رسلا إلى العالم ليكرزوا بملكوت السماء، الذي هو سر الاتحاد بين الله والبشر، بحيث ينعم كل انسان بالحياة الالهية التي حملها الى ارضنا ابن الله المتجسد، يسوع المسيح. هذه الحياة الالهية هي معرفة الله والمشاركة في سعادة السماء. انه ملكوت الحقيقة والمحبة، ملكوت السلام والعدالة، ملكوت القداسة والنعمة الذي يمكن الانسان من ان يعيش ملء انسانيته ويلقى سعادة الوجود. يبقى على كل انسان ان يقبل سر الملكوت بقبول كلمة المسيح المشبهة بزرع ينمو ويكبر ويثمر".

أضاف: "من بين هؤلاء الرسل،الآباء الرهبان والمربون في هذه المدرسة المركزية للرهبانية اللبنانية المارونية، التي تجمعنا في رحابها للاحتفال، مع اسرتها التربوية، بقداس الشكر تتويجا لاحتفالات يوبيل تأسيسها الذهبي (1966- 2016). أجل، نرفع صلاة شكر قربانية لله على النعم الغزيرة التي اغدقها على هذه المؤسسة التربوية بأشخاصها وهيكلياتها ومبانيها طيلة الخمسين سنة، منذ اقتنائها، وكانت سابقا، بمبانيها الأولية، في عهدة الاخوة المريميين المعروفين فرنسيا"بالماريست"، قبل انتقالهم الى معهد شانفيل - ديك المحدي".

وتابع: "ونذكر في صلاتنا الرهبانية اللبنانية المارونية التي اقتنتها ووسعت ارجاءها ومبانيها وسخت على تطويرها، حتى أصبحت من كبريات مدارسنا الكاثوليكية. فنشكرها بشخص رئيسها العام قدس الاباتي طنوس نعمه ومجلس المدبرين، وبشخص رئيس المدرسة الاب العزيز وديع السقيم والآباء معاونيه. ونوجه عاطفة تقدير للهيئتين الادارية والتعليمية وسائر الموظفين وللهيئات السابقة. ونحيي طلاب المدرسة الحاليين والقدامى واهلهم الاحباء".

وقل: "إن تحيتنا مقرونة بالصلاة الى الله كي يجعل من اليوبيل موسم تجدد في الروح والالتزام بالخدمة التعليمية والتربوية الشريفة، الرامية الى صقل شخصية الطالب والطالبة في ابعادها العلمية والروحية والانسانية والاجتماعية. فمن هذه المدرسة المركزية، التي تجمعنا، يرسل المسيح نفسه مسيحيين ناشطين، وشهودا للانجيل، ومواطنين مسؤولين، بفضل الأسس التي تبنى عليها شخصيتهم سنة بعد سنة، ومن صف إلى صف. فكانوا على مثال الفتى يسوع، "ينمون بالقامة والحكمة والنعمة امام الله والناس" (راجع لو 2: 52). الكل في داخل هذه المؤسسة التربوية، من أشخاص وهيكليات ومبان وآليات، يشارك بفاعلية في رسالة الكنيسة، وفي توفير العلم النوعي، وبناء جماعة مسيحية ملتزمة بقيمها الروحية والاجتماعية والوطنية، وفي تربية شبيبتنا اللبنانية تربية متكاملة بميزات المجتمع اللبناني والدولة اللبنانية، ولاسيما الوحدة في التنوع، والانفتاح على الآخر المختلف دينيا وثقافيا والتكامل معه، وحوار الحياة والثقافة والمصير، والدور الخاص بلبنان بحكم موقعه على الضفة الشرقية من المتوسط الذي جعل منه جسرا ثقافيا بين الشرق والغرب".

أضاف: "يشكل اليوبيل الذهبي في حياة المدرسة المركزية وقفة تاريخية منفتحة نحو المستقبل. ففي ضوء انجيل اليوم يتذكر المعلمون والمربون، الادارة والأهل، ان خدمتهم التعليمية والتربوية تندرج في خط الارسال الالهي. فالمسيح، الاله المتجسد، سلك طريق الانسان: كشف له الحقيقة في الانجيل، هذه البشرى السارة، وأصلح حياته بشفاء نفسه من الخطيئة وجسده من الاوجاع والامراض، وافتداه بموته على الصليب غاسلا خطاياه ومصالحا اياه مع الله ومع ذاته ومجتمعه، واحياه بقيامته اذ نفخ فيه الحياة الجديدة بهبة الروح القدس، وارسله ليبني ملكوت الله في ارض البشر".

واستطرد قائلا: "والكنيسة، المتمثلة بالاثني عشر، أرسلها المسيح الرب لتسلك هي أيضا طريق الانسان: تعلن له سر الخلاص، وتجدده باعادة بهاء صورة الله اليه. ان من واجبها الاهتمام بكامل حياة الانسان، بما فيها حياته الأرضية بقدر ما هي مرتبطة بدعوته للدخول في ملكوت السماء. ومن أولى اهتماماتها هذه التعليم والتربية. هذا فضلا عن اهتمامها بصحته في مستشفياتها ومستوصفاتها، وبتصويب اعاقته واحتياجاته الأساسية في مراكزها المتخصصة، وبتأمين جو الحنان والعاطفة والخدمة في دورها الاجتماعية المتنوعة وفقا لتعددية الحاجات، وبإنمائه الانساني الشامل بتوفير فرص العمل له ولعائلته في مؤسساتها وممتلكاتها".

وتابع: "عندما نقول "مدرسة" نفكر فورا بثلاثة: الطالب والادارة والمعلم. فالطالب يعهد به الأهل إلى الادارة والمعلمين لكي يساعدوهم على تربيته بتنمية مؤهلاته الفكرية، وقدرته على التمييز والحكم السليم في الامور، وباطلاعه على التراث الثقافي المكتسب من الأجيال السابقة، وبتعزيز مفهوم القيم، وبإعداد حياته المهنية، وبخلق علاقات صداقة وتعاون مع اترابه على تنوع حالاتهم وأوضاعهم.

والادارة تتقبل الطالب مثلما تقبله والداه منذ تكوينه في حشا أمه. تحيطه بالحب والحنان، وتسهر على مسيرة حياته بحزم، وتطالبه بعدل القيام بواجبه كمتتلمذ؛ وتؤمن له النظام والجو الملائم والاشخاص الكفوئين لكي ينال احسن تعليم وتربية.

والمعلم هو صاحب المواهب الفكرية والعلمية الخاصة والقلب المحب. هو المربي المسؤول الذي يعلم بمثل حياته، وهو الشاهد للقيم التي يربي عليها تلاميذه. انه مرآتهم، اذا نظروا اليه، في شخصيته العلمية والاخلاقية والروحية، رأوا نفوسهم. بهذا المفهوم سمي يسوع المسيح "بالمع

 

باسيل من السويد: لبنان أعطى اكبر نموذج انساني بالعالم وعندما يفكر بالحد من النزوح يهدد بالعقاب الدولي

الأحد 12 حزيران 2016 /وطنية - انتقل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والوفد المرافق من العاصمة الدنماركية كوبنهاغن الى السويد، حيث كان في استقباله في مطار ستوكهولم السفير اللبناني علي عجمي والمستشارة الاولى في السفارة آلين يونس وطاقم السفارة. وبعد وصوله توجه باسيل الى كنيسة مار شربل المارونية في ساترا حيث شارك مع أبناء الجالية في قداس ترأسه الأب سمعان بطرس الذي أمل في عظته أن "تتوحد الجهود السياسية من اجل بناء وطن يليق بالانسان"، مشيرا الى أن ورقة التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" التي "أثرت إيجابا على الجالية اللبنانية في السويد". كما أمل من الوزير "التدخل لحل قضية العائلات التي سيتم ترحيلها الى لبنان"، متمنيا "ان تصبح المعاملات الادارية سهلة من اجل تسجيل الأسماء الراغبة في استعادة الجنسية". وفي نهاية القداس القى باسيل كلمة قال فيها: "نحن نستوحي عملنا الوطني من تعاليمنا المسيحية التي نعتبرها تعاليم انسانية وتعلمنا كيفية التصرف مع اهلنا اكانوا مسيحيين ام مسلمين. ونحن من وحي هذه التعاليم نفكر دائما بالوحدة التي من واجباتنا ومسؤولياتنا ان نحفظها ما بين المسيحيين واللبنانيين كي نحفظ وطننا. وبإسم هذه الوحدة أنجزنا ورقة اعلان النوايا التي نعتبرها السقف السياسي- مثل بيت الله- الذي يحفظ ويتسع للجميع ويستوعبهم، ويستطيع بالتالي وضع المنظومة السياسية التي يجب ان يجتمع عليها ليس المسيحيين فحسب وإنما كل اللبنانيين كي يحفظوا وطنهم الذي نلتقي دائما بإسمه". أضاف: "في كل مرة يجتمع فيها اثنان من اللبنانيين بأي مكان في العالم، يكون لبنان ثالثهما. هذا اللبنان الذي يستآهل كل تضحية كي نحافظ عليه. ونحن عندما نذهب لملاقاة اللبنانيين المنتشرين نقول لهم ان خلاص لبنان آت. ونحن نقول كلما بقينا في وطننا وحافظنا عليه يعني هذا ان خلاص لبنان آت وقائم، لاننا نواجه الكثير من الاخطار مما يجري حوله، وبمجرد صموده وبقائه، هذا خلاص دائم لنا. ان ساعة الخلاص للبنان لن تكون في لحظة معينة وإنما علينا العمل دائما لتجسيدها لأننا في صراع دائم مع الشر التي يتربص بنا، لذلك نحن منتشرون في كل اصقاع العالم ويجتمعون احيانا باسم لبنان كي يعبروا عن إيمانهم بهم، ولذلك هم مضطهدون باسم لبنان وهذا ما حصل خلال الأعوام الماضية من 1975 و1990 و2006 وكل المراحل الصعبة".

وتابع: "لقد تركنا لبنان كي نحافظ عليه ونبقى على ارتباط به، اعرف ان المصائب تلاحقنا أينما ذهبنا ومن يعود الى بلاده لا يكون يعود الى المجهول، ومن واجبنا العمل على قضية اللبنانيين (الذين يواجهون الترحيل في السويد) وذلك بحسب الأصول والقوانين. ولكن ما يستوقفنا في هذه اللحظة ونسأل الدول عنه وأنفسنا، هل هذا ما يستأهله لبنان بعدما قدمه من نموذج لا ترقى اليه اية دولة، من الضيافة والكرم والإنسانية والاحترام لحقوق الانسان؟ هل هكذا يكرم اللبنانيون؟ عندما تتحدث أوروبا عن استضافة اللاجئين وتحويلهم الى مواطنين، هل هي تطبق هذا الامر بإعادة بعض اللبنانيين؟ ان رمزية الموضوع تكمن في وقت تتخبط فيه أوروبا بازمة النازحين وتهدد العالم ازمات النزوح؟ انه سؤال كبير مطروح لان لبنان عندما يفكر او يحد من نزوح مليوني اجنبي على ارضه، سوري وفلسطيني، يهدد على الفور بالعقاب الدولي. ليس بهذه الطريقة يرد الجميل لبلد أعطى اكبر نموذج انساني بالعالم ويتم التصرف بهذا الأسلوب مع مواطنيه".

وشدد وزير الخارجية على "اننا لطالما افتخرنا باللبنانيين الذين لم يكونوا يوما عبءا انما كانوا دوما عاملا اضافيا وخيرا، نحن لم نستعط يوما الحياة الكريمة انما ساهمنا بإعطاء الحياة الجميلة وأضفنا الفرح والطيبة والشعور الانساني أينما وجدنا".

وختم باسيل: "ان قضيتنا في لبنان كبيرة جدا وتخصنا نحن المسيحيين وكل المسيحيين في الشرق والعالم وكل المسلمين، واهمية نضالنا الوطني انه يتخطى حدودنا وعشنا هذا النضال عبر كل العصور، لذلك نرى اننا منتشرون في كل دول العالم. ونحن عندنا نفكر بصمود وطننا وبقائه، انما نفكر في كل انسان حر في شرقنا وعالمنا كي يصمد ويعبر عن حريته ويقول كلمة الله، نحن مضطهدون لاننا نقول كلام الله لذلك نحن نفرح بهذا الاضطهاد ونعيشه على امل كبير بيوم القيامة".

 

الحريري: لبنان سيتنصر في نهاية المطاف وكل أنواع الإرهاب لن تخيفنا وسنكون جميعا في مواجهته

الأحد 12 حزيران 2016 ./وطنية - استنكر الرئيس سعد الحريري بشدة "التفجير الإرهابي الذي وقع مساء اليوم في منطقة فردان"، وقال خلال رعايته غروب اليوم، حفل الإفطار السنوي الذي أقامه قطاع المهن الحرة في تيار "المستقبل" في مجمع بيال: "إن معركتنا مع الإرهاب والتفجير وعمليات القتل والاغتيال والرسائل المباشرة وغير المباشرة طويلة، وهي معركتنا نحن، وستكمل، ولبنان سيتنصر في نهاية المطاف، وكل أنواع الإرهاب لن تخيف اللبنانيين، وجميعنا سنكون في مواجهته ولبنان سينتصر في النهاية". أضاف: "أود أن أشكركم على هذه الدعوة، وأنا فخور بكم كقطاع المهن الحرة، فقد كنتم أول نواة لتيار المستقبل في لبنان، وما زلتم قطاعا رئيسيا في التيار. واليوم أجدد التأكيد أن التيار أمانة ومسؤوليتنا أن نحافظ عليها ونحميها مهما كانت التحديات، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته، فأنا من دونكم لا أستطيع الوصول إلى مكان، لذلك يجب أن نعمل سويا. المهن الحرة تشكل أساسا من أسس بناء مجتمعنا، فيها المثقفون والمتعلمون وهي الأساس في حماية حقوق المواطن وحرياته ورعاية كل تفاصيل حياته، كما تسهم في تقديم الحلول التشريعية والإنمائية والإعمارية والعملية والصحية والبيئية، ومن واجبنا أن نكون دائما منفتحين على هذه الحلول". وتابع "في الإحدى عشرة سنة الماضية، مررنا في مراحل صعبة للغاية، وكانت السهام توجه ضدنا دائما، سواء في الاتهام أو التهديد أو القتل أو التفجير، وأخيرا بالمزايدات. ولكن طريقنا واضح. رفيق الحريري في مرحلة من المراحل وجهت له نفس السهام والتهديدات، ولذلك سنكمل هذا المشوار لأننا نؤمن أن هذا البلد يجب أن نضحي من أجله ونقدم له كل شيء لأنه بلدنا والبلد الذي أحبه رفيق الحريري". ورأى أن "في المهن الحرة هناك الشباب، الذين هم مستقبل لبنان، ونحن بصدد وضع خطة وطنية للنهوض الاقتصادي وسنضعها معكم إن شاء الله، لأن هذا البلد يجب أن ينهض قريبا"، مؤكدا أن "لحظة انتخاب رئيس جمهورية ستكون لحظة الفرج للبلد، وسنكون بحاجة إلى كل الشباب والشابات والمهن الحرة لكي نقوم بالبلد، وهناك الكثير من العمل، الذي يجب أن نقوم به بالكهرباء والمياه والمستشفيات والبنى التحتية، لأنه خلال السنوات الأخيرة من الفراغ الرئاسي رأينا كم تدهورت المؤسسات وتدهور الاقتصاد، وفي نهاية العام 2010 كان النمو الاقتصادي حوالي الـ9%، فيما هو اليوم تحت الصفر، وكل ذلك بسبب عدم وجود قرار في الدولة وبسبب غياب رئيس للجمهورية". وختم "ليس هناك سوى فريق واحد يعطل الدولة ككل، وهو حزب الله، الذي لا يريد رئاسة جمهورية ويضع الكرة في ملعب العماد ميشال عون، فمنذ لحظة اغتيال رفيق الحريري وهذا البلد عرضة للتعطيل".

الحضور

وحضر الافطار النواب: أحمد فتفت، سمير الجسر، أمين وهبي، جان أوغاسبيان، خصر حبيب، رياض رحال، عاطف مجدلاني، محمد الحجار ومحمد قباني.

الوزراء السابقون ريا الحسن وحسن منيمنة، والنواب السابقون انطوان أندراوس، مصطفى علوش وغطاس خوري.

مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، الامين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري وأعضاء من الامانة العامة والمكتبين السياسي والتنفيذي، نقباء المحامين في بيروت انطونيو الهاشم وفي الشمال فهد مقدم، المهندسين في بيروت خالد شهاب، الأطباء ريمون الصايغ، الصيادلة جورج صلي، مهندسي الشمال ماريوس بعيني، مدراء عامون، ممثلو نقباء للمهن الحرة، نقباء سابقون، منسقو المهن الحرة في بيروت والمناطق، وكوادر القطاع. استهل الافطار بتقديم من منسق المهن الحرة في البقاع محمد طه، ثم ألقت المنسقة العام لقطاع المهن الحرة في تيار "المستقبل" بشرى عيتاني، كلمة أكدت فيها "لن ينالوا من قوة الارادة فينا ومن عزم ايماننا"، مردفة: "قد نتعثر هنا وننكسر هناك لكننا معك دائما، ما نتعلم من دروسنا وننطلق من انكسار الى انتصار". وقالت: "نقولها بالصوت المدوي من القلوب قبل الحناجر: سنبقى معك على العهد الذي قطعناه مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الوصول الى الدولة المدنية الحديثة. في كل مرة هي بيروت التي تجمعنا، العمل هنا نقيض الفراغ هناك"، لافتة إلى أنَّ "بيروت عاصمة حاول الكثيرون اخضاعها لكنها تبقى عصية على الاسر والاعتقال، منيعة ضد الوصاية والاحتلال". أضافت "مدينة الرابع عشر من اذار برغم دخان السابع من ايار هي الضوء الصاعد وسط منطقة تلفها الظلمات. بعضهم ينسى وبعضهم يحاول ان ينشر ظلالا من التردد والخوف وسط ضباب التساؤلات لكنه قامة لا تنكسر، قمرنا هنا، شمسنا هنا، وليس للغيم بيننا من مكان وكل شيء في هذه الامسية الرمضانية يحملنا منك واليك". وتوجهت الى الرئيس الحريري، بالقول: "فيا سعد رفيق الحريري..ليشهد الله في هذه الليالي المباركة أننا سنكمل المسيرة معك، مهما غلت التضحيات، ولن نسمح لاحد بتعطيل مشروعنا الوطني في الوحدة والاعمار والانماء مهما كان ضجيجهم عاليا، قرقعة صوت أو قرقعة سلاح". وقالت: "نعم مختلفون حتى يصبح المدى لاجيالنا اوسع من ساحات السيوف والسلاح. نعم مختلفون لاننا نريد مواطنة لبنانية حقة، وانتم تريدون جزرا طائفية ومذهبية وكانتونات، العبور الى الدولة لا يحتمل لغة الغرائز والعصبيات والهويات الضيقة والمنطق الذي اخذنا الى التفكك والانهيار والحروب الاهلية سنوات وسنوات. لا يحتمل العقول المغلقة على مساحة الحارات والازقة والاحياء من اجل مقعد بلدي هنا او مختار هناك".

أضافت "الطريق الى بيت الوسط لا يحتاج الى مزايدات ودروس لابن الشهيد في حماية إرث الشهيد، بعد كل ما قدم من عظيم التضحيات. مدينة ترتقي فوق الاذى والجراح والعذبات هي بيروت، النشيد، الزمان، الاغنيات. هي بيروت الحلم، الروح، الحياة، الذكريات. هي بيروت نبض العروبة ومساحة الحريات. هي بيروت ساحتنا وواحتنا عاصمة الشهداء والحقيقة والعدالة". وتابعت "انها عاصمة رفيق الحريري وسعد الحريري حدود خلاص لبنان. ومن بيروت نقول: نعم نحن مختلفون عنكم في عشقنا للبلد ومستقبل البلد، وانتم المغامرون بالبلد ومستقبل البلد. مختلفون في هوية البلد وعروبة البلد، وانتم الساعون الى غربة الولد في البلد. مختلفون في مواجهة قوى الظلم والعدوان. هي الدولة التي لا تقبل ان يضع احدهم يده على قرارها الوطني يبدأ برفض المحكمة الدولية وينتهي بتقديس الجناة".وختمت "العبور الى الدولة لا يستوي بالسيدة المنقوصة ولا يستقيم مع الامن بالتراضي والسلاح المتفلت. والعبور الى الدولة أخيرا هو بالوقوف الى جانب اهلنا الضحايا منهم والمشردين في سوريا وليس بامداد الطاغية بخيرة شبابنا على مذبح الاستبداد. ان الطريق الى المستقبل يبقى بالابتعاد عن حروب الاصوليات ونبذ التطرف والارهاب وكل ظواهر التكفير والاستبداد على حد سواء".

 

 بسترس ترأس قداسا على نية فرنسا: اذا كان لفرنسا دور في هذه المنطقة فهو نشر العلمانية المفيدة التي يتكلم عنها الإرشاد الرسولي

الأحد 12 حزيران 2016 /وطنية - ترأس متروبوليت بيروت للروم الكاثوليك المطران كيريلس سليم بسترس قداسا على نية فرنسا، في كنيسة المطرانية - المتحف، شارك فيه وزير السياحة ميشال فرعون، سفير فرنسا ايمانويل بون واركان السفارة، الوزير السابق سليمان طرابلسي، رئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي روجيه نسناس، مستشار الرئيس الحريري الدكتور داوود الصايغ، اعضاء المجلس الأعلى والمجلس الأبرشي والجمعية الخيرية للروم الملكيين الكاثوليك، مديرون عامون وحشد من المؤمنين. والقى بسترس عظة قال فيها: "انه لمن دواعي سروري ان نحتفل واياكم بالذبيحة الإلهية على نية فرنسا، هذا التقليد الذي يعود لعقود طويلة يهدف الى التمسك بالعلاقات بين فرنسا ولبنان البلدين اللذين يمثلان قيم الحرية والديموقراطية وكرامة الانسان. هذه القيم تضرب اليوم بعرض الحائط نظرا لما يحصل حاليا في الشرق الاوسط وفي مجمل البلدان العربية. ومنذ انشائه كبلد مستقل حظي لبنان بدستور يحترم كل الديانات، ويحترم حقوقها ويرمي الى ارساء مجتمع مدني يرتكز على الدولة التي تضمن مساواة كل المواطنين امامها". أضاف: "لبنان بلد صغير ولكن لديه رسالة كبيرة اوكله اياها البابا القديس يوحنا بولس الثاني عندما زار لبنان عام 1996، وهي ان يكون لبنان للشرق وللغرب نموذجا للديموقراطية والحرية والعيش المشترك السلمي والبناء بين مختلف الطوائف التي اختارت هذا البلد وطنا نهائيا لها. ونحن نعول على الصداقة التاريخية بين لبنان وفرنسا من اجل ان يتمكن لبنان من ان يتمم هذه الرسالة". وتابع: "لقد اعلن يسوع لتلاميذه انهم سيضطهدون من اجل الحق، ونحن المسيحيين لا نخاف على كنيسة مضطهدة، ولكن نخاف على كنيسة تتوقف عن الشهادة لإنجيل يسوع، وهذه الشهادة تأخذ اشكالا متعددة. واليوم في العالم المتعدد نحن مدعوون ان نشهد للحرية الدينية بوجه التعصب والتطرف". ورأى ان "البؤس الذي يصيب بلدان الشرق الوسط ناجم عن الدمج غير الصحي بين السياسة والدين، واذا كان لفرنسا دور تلعبه في هذه المنطقة فهو نشر العلمانية المفيدة التي يتكلم عنها الإرشاد الرسولي الموجه لكنائس الشرق الأوسط. وهي تعني تحرير الإيمان من ضغط السياسة واغناء السياسة مما يضفيه الإيمان". وقال: "نصلي من اجل الشهداء الفرنسيين الذين سقطوا في لبنان ابان الإنتداب وخلال الحرب اللبنانية، كما نصلي من اجل الضحايا الفرنسيين الذين سقطوا السنة الماضية ابان الإعتداءات الإرهابية. لقد حكي كثير في هذه الأونة عن صراع الحضارات ولكن الحاصل حاليا هو صراع بين الحضارة والبربرية، ففيما تحاول البربرية نشر الحقد والموت تنشر الحضارة الحب والحياة".وختم بسترس: "لقد رنمت الملائكة عند ولادة يسوع مجد الله، هذا المجد يتحقق بالسلام بين كل البشر. واننا نحتفل اليوم بهذا المجد وبهذا السلام في هذا القداس، الذي يجمع لبنانيين وفرنسيين راغبين في العمل من اجل السلام في الشرق الأوسط وفي العالم كله كما قال السيد المسيح: طوبى لفاعلي السلام فإنهم ابناء الله يدعون".

بون

وبعد القداس اقيم حفل استقبال في صالون المطرانية تحدث خلاله بون، فتوجه الى بسترس، قائلا: "أشكركم على هذا القداس الذي اقيم على نية فرنسا، واقدر التزامكم بهذه الصداقة، ونحن من خلال كلماتكم نعي بأن لدينا اصدقاء مخلصين". وحيا طائفة الروم الكاثوليك "التي هي دليل على التعددية في لبنان والمنطقة، وتمارس معتقداتها في اقدم كنيسة في باريس وهي كنيسة سان جوليان لو بوفر، وهذا دليل على التقارب الذي يجمعنا، فرنسيين ولبنانيين، ومسيحيين وفرنسيين". وقال: "ان طائفتكم اعطت وجوها كبيرة للبنان والشرق الأوسط، وهي التزمت بقيم التعددية والتسامح. وعملنا على عكس ما يعتقد البعض لا يهدف الى انقاذ الأقليات في هذه المنطقة، انما احياء التعددية والديموقراطية كما ينص عليه الدستور اللبناني. وهذه مناسبة للاشارة الى أن الصداقة بين لبنان وفرنسا هي شأن ثقافي واسلوب للتفكير ولرؤية العالم. نحن مدينون لكم وللكثيرين بأن تكون الفرنكوفونية حية في هذه المنطقة، وبما ان فرنسا هي صديقة لجميع اللبنانيين، هي ترغب بالتحدث مع الجميع والعمل مع كل الطوائف اللبنانية ومع لبنان بتنوعه لأنها بحاجة لأشخاص مثلكم يعرفون بأن الفرنكوفونية ليست حنينا ولكنها عامل يقربنا ويمكننا من العمل والتفكير سويا، ونحن متعلقون جدا بذلك". وختم بون: "ان فرنسا تود ان تكون دوما الى جانبكم وان تعمل دوما من اجل لبنان، لأن لبنان، رغم كل مشاكله، يبقى مثالا للتعددية وللتنوع، وحدوده هي حدود الحرية التي صنعتها مجموعات واشخاص مثلكم سيادة المطران".