المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 تموز/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.july07.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِسْأَلُوا تُعْطَوا، أُطْلُبوا تَجِدُوا، إِقْرَعُوا يُفتَحْ لَكُم. فَمَنْ يَسْأَلْ يَنَلْ، وَمَنْ يَطلُبْ يَجِدْ، وَمَنْ يَقرَعْ يُفتَحْ لَهُ

آمِنْ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ فَتَخْلُصَ أَنتَ وأَهلُ بَيتِكَ.

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

على خلفية قرار الحريري انهاء عقد الإعلامي إيلي الحاج مع اذاعة الشرق/الحريري يفتقد إلى الف باء مقومات القيادة/الياس بجاني

الياس بجاني/من ارشيف سنة 2015 لمثل هذا اليوم: رسالة مفتوحة إلى الدكتور سمير جعجع: أوقفوا جنون ميشال عون

من سيء إلى أسوأ ومن أخطاء إلى خطايا ومن حفرة إلى أخرى/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 6/7/2016

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 6 تموز 2016

غوار كان يقول لفطوم: يضرب الحب شو بيذل/نوفل ضو/فايسبوك

جعارة يسمّي مفجّر "بلوم بنك"/رصد موقع ليبانون ديبايت

غضب حزب الله من المصارف خوف على حاضنته الشعبية من العقوبات الاميركية

رهان على تقارب بري-عون لايجاد "تسوية" حول ملف أمن الدولة

التمديد للعماد قهوجي واقع لا محالة.. و عثمان الأوفر حظا لخلافة بصبوص

رهان على تقارب بري-عون لايجاد "تسوية" حول ملف أمن الدولة

التمديد للعماد قهوجي واقع لا محالة.. و عثمان الأوفر حظا لخلافة بصبوص

سلام ادى صلاة العيد في الحرم المكي الشريف الى جانب الملك سلمان

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بري التقى عون واتصل بالجميل مطمئنا وتلقى التهاني بالعيد

مقبل اختتم جولته في اليونان بلقاء رئيسها وبحثا في الأوضاع الراهنة

عون اتصل بعسيري مستنكرا التفجيرات الارهابية في السعودية وهنأه بالعيد

جعجع عرض مع رئيس بلدية زحلة شؤونا انمائية

جعجع بحث مع وفد بلدية القاع مشاكل البلدة: للاسراع بايصال المساعدات إلى الأهالي بعد التفجيرات

جعجع التقى طعمة موفدا من جنبلاط واتصل بدريان والحريري وأمير تبوك مهنئا

المجلس الوطني لثورة الأرز: لترسيم الحدود اللبنانية السورية منعا لإنتشار الإرهابيين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

شاهد.. ارتباك واضح للأسد في صلاة العيد

إيران.. انفجار هائل في أكبر مجمع للبتروكيماويات

بعد مجزرة الكرادة.. العبادي يقبل استقالة وزير الداخلية

أوباما يطالب بوتين بالضغط على النظام السوري وواشنطن قلقة من عدم التزام الأسد وتطالب موسكو بالضغط لوقف قصف المدنيين

"داعش" يخطف ويبيع: جميلة وعذراء بـ12 ألف دولار

نائب إيراني يكشف عن صفقة بين حزب الله وإسرائيل

الإفراج عن سيف الإسلام القذافي

العربي الجديد: ستة قتلى نتيجة هجوم بسيارتين مفخختين قرب مطار عدن

 لجنة التحقيق البريطانية حول حرب العراق توجه انتقادا قاسيا لتوني بلير

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ساعة لبنان لم تحن: "حزب الله" ينتظر/منير الربيع /المدن

ماذا يحمل وزير الخارجية الفرنسي إلى لبنان/رندة تقي الدين/الحياة

طبخات الخميني الثلاث/سليمان جودة/الشرق الأوسط

داعش تعلن انتماءها لإيران/عبدو شامي

قرأة عونية في تقدم الجنرال نحو القصر ومسؤولية الحريري ودور جعجع/سيمون ابو فاضل

جريمة القاع بين الدعاية الإنتخابية وترسيخ منطق الدولة/نوفل ضو/جريدة الجمهورية

ما بعد تفجيرات السعودية لبنانياً/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

«الإسلام المتطرّف» يفترس «الإسلام المعتدل» وهو صامت/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

أسئلة من خارج السجال عن غاز لبنان/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

الأخبار: ثنائية بري ـ باسيل النفطية: الحريري لاعب احتياط

أردوغان وبوتين وسليماني/إيلـي فــواز/لبنان الآن

كيف وصل «داعش» إلى الكرادة/الياس حرفوش/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

الراعي من اورانج كاونتي كاليفورنيا: لا لتوطين الفلسطينيين والسوريين ويكفي لبنان ما تحمله من تداعيات الحروب والازمات في المنطقة

شيخ العقل في خطبة عيد الفطر: لقرار وطني يحل الأزمات المتراكمة بدءا بالشغور الرئاسي وقانون الإنتخابات

دريان في خطبة العيد: نعلن دعمنا للسعودية ولا يمكن أن يكون امن ذاتي في بلادنا وإلا أصبحنا في شريعة الغاب

احمد قبلان في عيد الفطر: ندعو هواة اللعب بنار العصبيات المذهبية والطائفية إلى إيقاف لعبتهم وعدم انتظار ما قد يجري في المنطقة من تسويات

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إِسْأَلُوا تُعْطَوا، أُطْلُبوا تَجِدُوا، إِقْرَعُوا يُفتَحْ لَكُم. فَمَنْ يَسْأَلْ يَنَلْ، وَمَنْ يَطلُبْ يَجِدْ، وَمَنْ يَقرَعْ يُفتَحْ لَهُ

إنجيل القدّيس لوقا11/من09حتى13/:"قالَ الرَبُّ يَسُوع: «إِسْأَلُوا تُعْطَوا، أُطْلُبوا تَجِدُوا، إِقْرَعُوا يُفتَحْ لَكُم. فَمَنْ يَسْأَلْ يَنَلْ، وَمَنْ يَطلُبْ يَجِدْ، وَمَنْ يَقرَعْ يُفتَحْ لَهُ. وَأَيُّ أَبٍ مِنْكُم يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ سَمَكةً فَيُعْطِيَهُ بَدَلَ السَّمَكَةِ حَيَّة؟ أَوْ يَسْأَلُهُ بَيْضَةً فَيُعْطِيَهُ عَقْرَبًا؟ فَإِذَا كُنْتُم أَنْتُمُ الأَشْرارَ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلادَكُم عَطَايَا صَالِحَة، فَكَم بِالأَحْرَى الآبُ الَّذي يَمْنَحُ الرُّوحَ القُدُسَ مِنَ السَّمَاءِ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟».

 

آمِنْ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ فَتَخْلُصَ أَنتَ وأَهلُ بَيتِكَ.

سفر أعمال الرسل16/من25حتى34/:""يا إِخوتي، ونَحْوَ مُنْتَصَفِ ٱللَّيْل، كَانَ بُولُسُ وسِيلا يُصَلِّيَان، ويُسَبِّحَانِ ٱلله، وٱلسُّجَناءُ يُصْغُونَ إِلَيْهِما. وحَدَثَ بَغْتَةً زَلزَلَةٌ عَظِيمَة، حتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ ٱلسِّجْن، وٱنْفَتَحَتْ فَجْأَةً كُلُّ ٱلأَبْوَاب، وٱنْحَلَّتْ قُيُودُ ٱلسُّجَنَاءِ جَمِيعًا. ولَمَّا ٱسْتَيْقَظَ ٱلسَّجَّانُ، ورأَى أَبْوَابَ ٱلسِّجْنِ مَفْتُوحَة، ٱسْتَلَّ سَيْفَهُ وهَمَّ بِقَتْلِ نَفسِهِ، لِظَنِّهِ أَنَّ ٱلسُّجَنَاءَ قَدْ هَرَبُوا. فنَادَاهُ بُولُسُ بِصَوْتٍ عَظِيمْ قائِلا: «إِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَ بِنَفْسِكَ شَرًّا، فنَحْنُ جَمِيعُنا هُنا!». فطَلَبَ ٱلسَّجَّانُ ضَوءًا، وٱنْدَفَعَ إِلى ٱلدَّاخِل، وٱرْتَمى مُرتَعِدًا أَمَامَ بُولُسَ وسِيلا. ثُمَّ خَرَجَ بِهِمَا وقَال: «يَا سَيِّدَيَّ، مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لأَخْلُص؟». فقالا: « آمِنْ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ فَتَخْلُصَ أَنتَ وأَهلُ بَيتِكَ». وكَلَّمَاهُ بَكَلِمَةِ ٱلرَّبّ، هُوَ وجَميعَ مَنْ في بَيتِهِ. فأَخَذَهُمَا في تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ مِنَ ٱللَّيْل، وغَسَلَ جِراحَهُمَا، وٱعْتَمَدَ لِوَقْتِهِ هُوَ وكُلُّ ذَويه. ثُمَّ صَعِدَ بِهِمَا إِلى بَيتِهِ، وأَعَدَّ لَهُما ٱلمَائِدَة، وٱبْتَهَجَ هُوَ وجَميعُ أَهلِ بَيْتِهِ، لأَنَّهُ آمَنَ بِٱلله."

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

لنوحّد القوى على جميع الأصعدة كي يصبح السلام ممكنًا في سوريا الحبيبة!

Let’s join forces, at all levels, to ensure that peace in beloved Syria is possible

Unissons nos forces, à tous les niveaux, afin que la paix soit possible dans la bien-aimée Syrie

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

على خلفية قرار الحريري انهاء عقد الإعلامي إيلي الحاج مع اذاعة الشرق/الحريري يفتقد إلى الف باء مقومات القيادة

الياس بجاني/06 تموز/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/07/06/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AE%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%86%D9%87/

مرة أخرى يؤكد الرئيس سعد الحريري أنه يفتقد إلى كل مقومات القيادة من ألفها وحتى يائها.

فبدلاً من أن يصدر بياناً  واضحاً وشجاعاً يؤكد فيه احترامه المطلق والصريح لحق كل مواطن لبناني في النقد الحر وخصوصاً إذا كان الناقد صحافي وأعلامي مميز من خامة وطينة ايلي الحاج ال 14 آذاري قلباً وقالباً وفكراً وقلماً .

للأسف ها هو الحريري يماشي موجة وثقافة وفكر الداعشيين والأصوليين والمتحجرين وينهي عقد الإعلامي الحر إيلي الحاج العامل في اذاعة الشرق التي يملكها وذلك على خلفية راي عفوي وصادق وعقلاني وحر  وبناء للحج كتبه على صفحته على الفايسبوك منذ عدة أيام.

كيف يمكن أن نصدق أن شركة حزب الحريري المسماة "تيار المستقبل" هي عابرة للطوائف وتمثل الإعتدال والانفتاح وقبول الآخر؟

بالطبع صعب جداً بلع هذه الشعارات ونحن نرى الحريري ينحدر إلى هذا الدرك من التقوقع والإنغلاق ومسايرة الشارع على ما يظن...

مع أن الشارع هذا الذي يتوهم الحريري أنه يتملقه بانهاء عقد الحاج هو وطني وبإمتياز ومنفتح ولا يؤيد سياساته وتحالفاته ومساوماته  ويعارضه بقوة وقد قال كلمته بصوت عال في الانتخابات البلدية وتحديداً في بيروت وطرابلس.

نجدد رأينا بقيادة الحريري ونقول بكل صدق: إنه فاشل وشي تعتير ع الآخر.

تحية احترام وتقدير للإعلامي الصادق والعفوي والحر إيلي الحاج ولكل اعلامي هو من خامته وطينته ويقول قوله ويشهد للحق.

يبقى أن التصرف بانهاء عقد الإعلامي إيلي الحاج مع اذاعة الشرق التي يملكها الحريري هو فعلاً معيب ولا يمت للإعتدال بصلة.. وهو حقيقة سخيف ودركي.

واحقاقاً للحق نقول إن الحريري في تصرفه الأرعن والغبي هو القاعدة وليس الشواذ في لبناننا المحتل والمبتلي بقيادات طروادية ونرسيسية وبأحزاب كلها شركات تجارية وعائلية... وبالتالي كل أصحابها بمن فيهم الحريري يتصرفون على هذا الأساس الأعوج.

في الخلاصة: إن القائد الحق والشجاع والصادق يوجه الناس والشارع والإعلام ولا ينقاد لهم ولا يماشيهم في حالات التعصب والغوغائية ورفض الرأي الأخر  وأبلسة الأخر المختلف، كما يقف في وجههم  بجرأة في كل ما هو ظلم وافتراء وتجني واعتداء على الحق والعقل والتعقل.

للأسف هذا هو واقع وحال الرئيس سعد الحريري  العملاني كما هو واقع كل أقرانه من أصحاب شركات الأحزاب التعتير.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/من ارشيف سنة 2015 لمثل هذا اليوم: رسالة مفتوحة إلى الدكتور سمير جعجع: أوقفوا جنون ميشال عون

http://eliasbejjaninews.com/2016/07/06/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81-%D8%B3%D9%86%D8%A9-2015-%D9%84%D9%85%D8%AB%D9%84-%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88/

من سيء إلى أسوأ ومن أخطاء إلى خطايا ومن حفرة إلى أخرى

الياس بجاني/06 تموز/16

لأن لا شيء تغير أو تبدل منذ سنة، ولأننا لا زلنا نعيش في زمن بؤس وتخلي ومّحل، ولأن قادتنا الموارنة تحديداً مستمرون في تغليب مصالحهم السلطوية والمالية والشخصية على مصالح الوطن والمواطن والهوية والوجود والكيان والتاريخ … لكل هذا الكم من التعتير نعيد نشر الرسالة التي في أسفل مع ملحقاتها التي كنا نشرناها في مثل هذا اليوم من السنة الماضية لعلى في التذكير والتكرار ما يوقظ الضمائر المخدرة ويفتح العيون المقفلة ويعيد لمن هم في مواقع المسؤولية والقيادة نعمتي البصر والبصيرة ومعهما الرجاء والإيمان.

 

رسالة مفتوحة إلى الدكتور سمير جعجع: أوقفوا جنون ميشال عون

الياس بجاني/06 تموز/15

دون مقدمات، نناشدكم أن تُفشِّلوا حفلة جنون ميشال عون، وتعلنوا اليوم وليس غدا،ً أن هذا المخلوق الكارثي، والغير سوي عقلياً، والقليل الإيمان، والخائب الرجاء، والغارق في غرائزية “الإنسان العتيق، والرافض “المعمودية بالماء والروح القدس”، أنه لا صلة ولا علاقة له لا بالمسيحيين ولا بحقوقهم، وأنكم دون مواربة وعلنية ضد مسرحيته الشعوبية والدموية الحالية 100% والذي هو وكل من معه هم فيها مجرد “كومبارس” لا أكثر ولا أقل.

المطلوب منكم موقف شجاع ووطني وإيماني تضعون من خلاله جانباً هو كل ما هو شخصي وحزبي وحسابات انتخابية وشعبوية.

المطلوب منكم انتم بالذات إحباط وتعرية كل ما يريد المحتل الإيراني الغاشم والمذهبي والتوسعي، الممثل بحزب الله الإرهابي والغزواتي تحقيقه من كوارث وفتن واضطرابات وهيمنة من خلال جنون الساقط في كل تجارب إبليس، ميشال عون الأداة الطروادية.

المطلوب منكم عقد مؤتمر صحفي عاجل قبل يوم الخميس، وكشف كل المخفي، وإعلان كل الحقائق، وإعلام المسيحيين تحديداً، واللبنانيين عموماً، بكل أهداف وعواقب مسرحية جنون عون الحالية.

المطلوب منكم كشف وتعرية كل ادعاءات ونفاق عون لأنكم تعلمون جيداً أن كل ما يقوم به حالياً، وكل ما قام به منذ دخوله المعترك السياسي لا يمت بشيء لا للموارنة ولا للمسيحيين ولا للبنان، ولا لأي قيم أو أخلاق، بل مرتكزه الأساس والوحيد هو هوسه الإسخريوتي ورزم مركبات أحقاده وهلوساته والأوهام وعشقه اللامحدود للأبواب الواسعة وعبادة تراب الأرض.

وكما أن من واجبات السنة محاربة دواعشهم، علينا نحن الموارنة تحديداً أن نحارب هذا الداعشي والمخبول ميشال عون ونتبرأ من كل أعماله وأقوله.

لقد حددت علنية وبوضوح كل القوى المسيحية السيادية ال 14 آذارية مواقفها المعارضة لجنون عون وقالت له لا ، وألف لا، والمطلوب منكم انتم بالذات أن تلتحقوا بها وتأخذوا موقع القيادة دون تردد.

إن السكوت على نوبة جنون عون الحالية هو خطيئة كبيرة لأن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس.

نلفتكم إلى ما كتبه اليوم الإعلامي السيادي نوفل ضو (فايسبوك) وهو كلام واضح وإيماني يشهد للحق ويعبر عن وجدان وضمير الموارنة المؤمنين تحديداً حيث قال: ” إن أخطر ما يواجهه المسيحيون هذه الأيام هو سعي ميشال عون إلى تحويل نزواته السياسية الشخصية إلى معركة مسيحية – سنية. والأخطر مما يسعى إليه عون هو صمت بعض المسيحيين، وهو صمت لا يعود سببه إلى قناعة بما يقوم به عون، وإنما إلى سياسة المزايدات في التعاطي مع الرأي العام المسيحي ودغدغة مشاعره الغرائزية بدل مخاطبة عقله وفكره. حزب الله الذي يسعى جاهدا لعدم إظهار حروبه في سوريا والعراق واليمن وغيرها على أنها حروب شيعية – سنية، مرتاح الآن للدور الذي يتولاه عون نيابة عنه. مسؤولية مواجهة مغامرات عون الجديدة تقع على المسيحيين وعلى المسيحيين وحدهم لأنهم هم وحدهم سيدفعون ثمن هذه المغامرات… السكوت باسم وحدة الصف مؤامرة … وحدة الصف وراء الجنون انتحار… والانقسام بين الحق والباطل من صلب الشرائع والقيم”.

في الخلاصة، إن واجبكم القيادي والأخلاقي والإيماني يفرض عليكم مقاومة “خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين» الذي هوْ تَعْليمِ وثقافة ميشال عون وصد وتعرية كل من يقول بهما ويمارسهما ويسوّق لهما.”

ولكم منا ألف تحية

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 6/7/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هدنة في سوريا، وإقرار بريطاني بخطأ ذرائع الحرب على العراق، والإرهاب الذي يضرب المنطقة لا رابط بينه وبين تلك الحرب، وفق تقدير منسق المخطَّط لتوريط العراق طوني بلير الذي أقر بخطأه.

مواجهة الإرهاب ميزت المواقف في عيد الفطر. ولقاء الرئيس بري والعماد عون، ميزَّ المعايدات. أما الملف النفطي ففي صدارة المتابعات الأسبوع المقبل، انطلاقا من المشاورات بين الجانبين، ومرورا بمناقشات مجلس الوزراء، قبل أن يرسو الملف على خط التلزيم تمهيدا للشروع بالتنقيب.

وفي أجواء العيد، برز لقاء الرئيس سلام العاهل السعودي على مأدبة الفطور. وملف الإرهاب كان حاضرا أيضا، خلال زيارة وزير الدفاع اليونان ولقائه اليوم الرئيس اليوناني، شارحا الدور الذي يضطلع به الجيش اللبناني والقوى الأمنية، لمنع تمدده بإتجاه العالم.

هذا في المحادثات، أما على الأرض فالأمن اللبناني أثبت نجاحا بانتهاء احتفالات العيد دون انتكاسات أمنية، وممارسة الشعائر الدينية دون منغصات، بفعل الاجراءات الاحترازية التي اتخذها الجيش والقوى الأمنية.

وفي عرسال، أطلق مسلحون النار على قتيبة الحجيري مما أدى إلى مقتله، ونقلت جثته إلى مستشفى مصطفى الحجيري المعروف ب"أبو طاقية".

إذن، إلى مقر الرئاسة الثانية انتقل العماد عون، بعد زيارة معايدة لمفتي الجمهورية، واستقبله الرئيس نبيه بري، في لقاء هو الأول بينهما منذ مدة، بعيدا عن عدسات المصورين وهمسات الاعلاميين، مهدت له الاتصالات بين الجانبين، ولاسيما اجتماع بري- باسيل والذي رشحت عنه خطة التفاهم على الملف النفطي.

لقاء عين التينة، سبقته الأسئلة من دار الفتوى، بشأن العلاقات بين الرئيس بري والعماد عون الذي أجاب بتطمينات تمهد لاتفاقات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

فطر سعيد.

يحل العيد على لبنان، في ظل استرخاء نسبي، رغم العديد من التحديات الكامنة ولا سيما الأمنية. لكن القوى العسكرية والأمنية، وفي مقدمها الجيش، يدها على الزناد، وإجراءاتها الأمنية مشددة ومطمئنة.

خطباء "الفطر" ركزوا على هذا الجانب، محذرين هواة اللعب بنار العصبيات المذهبية والطائفية، ومشددين على التمسك بالانفتاح والتوافقات اللبنانية ومشجعين على الحوار. هو حوار يعتبر سجعان قزي عبر الـNBN أن هيئته، وليست الحكومة تتخذ منه مركزا للقرار الوطني.

وفي يوم العيد، زيارة قام بها العماد ميشال عون للرئيس نبيه بري. صحيح أن الزيارة جاءت تحت عنوان تقديم التهنئة، إلا أنها تحمل مضامين سياسية من دون شك. وصحيح أن الجنرال خرج صامتا من عين التينة، لكنه تحدث قبلا في دار الفتوى. هو أشار إلى الاتفاق الأخير الخاص بالملف النفطي، قائلا إنه يساعد على تفاهمات أخرى. وتمنى من جهة ثانية الخروج من أزمة رئاسة الجمهورية قريبا، لافتا إلى تواصل دائم مع رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري.

هذه التحركات والمواقف البرتقالية، هل تبطن شيئا عمليا ما؟.

ربما نعم وربما لا. لكن مما لا شك فيه أن المرحلة المقبلة ستحمل على أجنحتها الجواب الصائب.

في سوريا، أول أيام عيد الفطر حمل إعلانا من جانب الجيش عن هدنة في كل أراضيها لمدة ثلاثة أيام. هدنة تلقفها جون كيري سريعا، مرحبا بها من دون أي تلعثم. كما حملت صبيحة العيد، الرئيس بشار الأسد إلى حمص، في ظهور علني نادر خارج دمشق، ينطوي على العديد من الرسائل والدلالات.

دلالات من نوع آخر على اهتزاز مكابرة الغرب، عبر عنه انفتاح الأوروبيين- وآخرهم الإيطاليون والبرلمان الأوروبي- على دمشق بضوء أخضر أميركي، بعدما لفح الإرهاب عمق ديارهم. فهل يجهر الغرب قريبا بخطأ سياساته السورية تماما كما اعترف- متأخرا ثلاث عشرة سنة- بعدم صوابية غزو العراق، على ما خلص إليه تقرير "تشيلكوت" البريطاني اليوم؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كل عام وأنتم بخير. لازمة كل الأعياد وفاتحتها. لكن نقولها بتحد هذه المرة. بمعايدات وتهان تنتزع البسمة وتبعد وشاح الأسى، وتستذكر من كانوا في عيد مضى وقد رحلوا وأولهم الشهداء، تاركين فينا إصرارا على الحياة الكريمة وايمانا بأن ما قدم من تضحيات، يرسم طريقا لن يقطعه غدر، ولن يطاله تآمر ولا عدوان ولا إرهاب، مهما استفحل وأصر على محاولة اغتيال العيد السعيد.

وفي العيد وقفات ومحطات. فالعراق الدامي يعلو فوق جراحه في الكرادة، ليتابع الطريق نحو اجتثاث الوصمة "الداعشية" الحاقدة، آخذا من دماء شهدائه شعلة للانتصار. وفي اليمن، لن يفلح العدوان بكل آلة التدمير والقتل، بمحو معالم الطريق من أمام أطفال لم تغمض جفونهم بانتظار فجر العيد، دون التفات الى غارة أو غزو أو اعتداء. إلى فلسطين التي ما زالت تقاوم الاحتلال بالطعن والدهس، وتصنع حتى من الهواء سلاحا للمقاومة.

أما سوريا فشعبها يحتفل للعام الخامس، وسط كل ضجيج الإرهاب ودعاته، اقليميين ودوليين، ويستبشر في العيد بأن هزيمة الارهاب لا بد آتية، وتحدوه مقاومة شعارها صيانة الأمان لوطن لبناني يحوطه المجاهدون بكل غال، فيما تعشش فيه الأزمات، حتى لا يكاد يطوي أزمة فتباغته أخرى.

وأبعد من منطقتنا، إلى بريطانيا مرة أخرى، فبعد خروجها من عضوية الاتحاد الأوروبي، ها هي تعيد فتح بعض من دفاتر حكامها، والعنوان: الحرب على العراق، ربما لكشف شيء مما ارتكبه رئيس الوزراء آنذاك طوني بلير ومن كان معه، بقيادة أميركية، بحق شعب العراق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أول أيام عيد الفطر المبارك، كان يوم النائب ميشال عون بامتياز. فعون جال على مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطبف دريان وعلى الرئيس نبيه بري. الزياراتان في الظاهر كانتا للمعايدة، لكنهما في العمق مرتبطتان بالاستحقاق الرئاسي. فزيارة دار الافتاء، المرجعية الدينية للسنة، هي زيارة بالواسطة إلى "بيت الوسط، المرجعية السياسية للسنة.

ويعزز هذا التوجه الانفتاحي على السنة، اتصال عون مساء بسفير المملكة العربية السعودية، وذلك بقصد استنكار التفجيرات التي طالت المملكة.

أما زيارة عين التينة، فلها بعد آخر. إذ تشكل انهاء لبرودة شابت العلاقة بين بري وعون استمرت أشهرا. وهي تاتي بعد أيام على اجتماع عين التينة، الذي انتج توافقا مبدئيا بين "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل" على الملف النفطي.

على أي حال، حراك العماد عون، دليل على انه يستكمل انفتاحه على جميع القوى السياسية، تعزيزا لحظوظه الرئاسية. فهل يفطر اللبنانيون سياسيا بعد عيد الفطر، على حل للشغور الرئاسي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

فرض العيد نفسه على المشهد المحلي، فأقفلت السياسة الباب على استراحة ستستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل. فبدت معها كل البلاد في عطلة. وفضل معظم المسؤولين البقاء غائبين عن السمع هذه الأيام، ليرحل الترقب إلى ما بعد نهاية الأسبوع.

وبينما فضل رئيس الحكومة أن يعيد في السعودية، برزت اليوم زيارتا العماد ميشال عون لدار الفتوى وعين التينة. ووفق المعلومات، فالزيارة كانت للمعايدة، وبقيت في اطار المناسبة الدينية. وفي سياق الحديث، تم التطرق إلى خلوة آب وطاولة الحوار وجدول أعمال الخلوة بشكل عام. وعلم أن الأجواء كانت ايجابية، وقد سجلت في عين التينة حفاوة في الاستقبال، وكان الود ظاهرا بين الضيف والمضيف خلال اللقاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

فطر سعيد.

نبحث عن فرح العيد، فنجده يطل خجولا عبر الصلواة والأدعية وأعين الأطفال، وما تبقى من أمل بيوم أفضل. فخلف الأدعية أهل سقط لهم من أحبوا. وخلف أعين الأطفال صوت أولاد العراق الذين يسألون "ليش بابا عفتني مو تدري أنا حبك". وصوت أطفال سوريا الذين يحلمون بنهار يبعد عنهم الموت الآتي عبر أزيز الرصاص وهدير الطائرات. وصوت أطفال لبنان الذين لامست أحلام ذويهم حد البساطة، فأقصى طموحهم أضحى الهجرة أو الاكتفاء بالقول: "طالما الاولاد عايشين فالحمد لله".

وسط كل هذا، يبقى العيد عيدا وفرحه الخجول، لا ينغصه الارهاب، كما لا ينغصه رؤساء ووزراء ونواب نسوا ان التشبث بالأرض يأتي عبر تأمين الحياة الكريمة ووسائل الراحة لمواطنيهم، كي لا يقولوا لهم: "الله ينتقم منكم لأنكم حرمتونا نعيد مع عيالنا".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

دخلت البلاد فعليا في عطلة العيد، فغابت الحركة السياسية، والسجالات الخلافية، مع ركود الملفات إلى ما بعد نهاية الأسبوع الحالي، ومطلع الأسبوع المقبل.

ومع دخول عيد الفطر، أول أيامه، كانت لافتة مشاركة الرئيسين تمام سلام وسعد الحريري، خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز صلاة العيد في مكة المكرمة.

تأدية الصلاة، ومشاركة الرئيس سلام الفطور إلى مائدة الملك سلمان، شكلت مناسبة لتأكيد رئيس الحكومة تضامن لبنان الكامل مع المملكة العربية السعودية في معركتها ضد الإرهاب.

الارهاب نفسه الذي دعا إلى مواجهته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال خطبة العيد، مجددا من مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، التأكيد على رفض الأمن الذاتي.

الرفض للارهاب والتطرف بكافة أشكاله ووجوهه، ركزت عليه خطب العيد التي شهدتها مساجد لبنان، مع الدعوة إلى إظهار الصورة السمحة للدين الإسلامي.

مؤشر آخر ظهر في صبيحة العيد، تمثل بجولة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، على دار الفتوى، واجتماعه إلى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، قبل لقائه بالرئيس نبيه بري في عين التينة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

للمرة الأولى توحد العلماء، سنة وشيعة، على رؤية هلال واحد لا هلالين، فتوحد العيد. على الروزنامة الرمضانية، ثبت بالوجه العلمي، أن الثلاثاء كان أول أيام عيد الفطر. وعلى الروزنامة السياسية أخروه ليوحدوه. فالتلاعب بالزمن وتقديم عقارب الوقت يوما، لتوحيد العيد، قد لا يحتسب في عمر أمة اختلف بصرها مع بصيرتها في الاتفاق على رؤية هلالها.

لكن الهلال الواحد، ما كانت رؤيته لتكتمل بعين مجردة، بل بمسبار إيراني- سعودي. وعليه فقد ثبت بالوجه الشرعي، وجود اتصالات بين قطبي المسلمين، ربما يكون مؤشرا لتوحيد الرؤية الزمنية بعد الدينية. وقد تستتبع برؤيا سياسية يتنزل وحيها من صلاة عيد، وقف فيها تمام سلام جنبا إلى جنب مع الملك السعودي. فسلام اعتمر وسلم وصلى وأفطر مع الملك. ومن يدري فربما رمى عن كاهله ثقل الملف الرئاسي ووضعه بين يدي العاهل السعودي، وسعى سعيه لحمله على خلاص لبنان وتسهيل مهمة الخروج من فراغ دام سنتين وشهرا، والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.

لكن العيدية دونها عقبات، وأصوات قد تخرج ممن أصيبوا بالعقم في الرؤية وفي التحليل، وتنبري جماعة من تيار "المستقبل" لتردد لازمتها الشهيرة بأن "حزب الله" هو المعطل في الملف الرئاسي.

وبحسبة سياسية بسيطة فالكل متفق أو متوافق على العماد ميشال عون، من "حزب الله" إلى جعجع، إلى فرنجية الذي ما أسقط الجنرال رئيسا من حساباته، إلى شرط القبول رضا جنبلاط، إلى عودة المياه إلى مجاريها ولو من قنوات النفط بين الرابية وعين التينة التي زارها اليوم عون مهنئا بري بالعيد. وعليه فقد ثبت بهذا الوجه، أن رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري هو المعطل، وما عجز عنه الحريري لدى العائلة المالكة، قد يجترح معجزته سلام من يد الملك.

وإذا كان أهل مكة أدرى بشعابها، فأهل السياسة في لبنان لا يدرون ما يفعلون. وإذا كان طرح السلة المتكاملة لبري تفكيكا للدولة، بحسب تيار "المستقبل"، فإن التيار نفسه يضرب أخماس الدستور بأسداس الطائف، ويرفض إجراء الانتخابات على أساس النسبية في المحافظات. شأنه شأن كل القوى التي ستفقد موازين قواها، فيما لو أقر قانون جديد للانتخاب. وهي تهرب إلى الأمام، واضعة عربة الستين أمام حصان التمديد، وهما خياران أمرهما مر وعلى الدستور السلام.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 6 تموز 2016

النهار:أسرار الآلهة

دعا مصدر في هيئة البترول الى عدم الاستعجال لأن استخراج النفط يحتاج الى أربع أو خمس سنوات في الحد الأدنى.

سرت أخبار عن نية الدكتور فارس سعيد إعادة إطلاق عجلة قوى 14 آذار بعد سلسلة اجتماعات عقدها في المدة الأخيرة.

عادت ماكينة إعلامية الى الترويج لاسم أحد السفراء كمرشح محتمل الى الرئاسة.

أدت المفاوضات داخل طائفة الروم الكاثوليك الى الاتفاق على استقالة البطريرك في حزيران 2017 وطي الملف مرحلياً ومشاركة المطارنة في السينودس في تشرين المقبل

السفير:عيون السفير

تستغرب أوساط طرابلسية كيف تستطيع شخصية عامة مثل توفيق سلطان تأمين استكمال مشاريع تطوير مرفأ طرابلس بينما يعجز النواب عن الضغط لتعيين كشافين جمركيين.

تبين أن وصلة رسمية للانترنت من قبرص موجودة في محلة الميناء في طرابلس وغير موصولة بالشبكة الرسمية منذ سنوات.

تعاني مؤسسات دينية وسياسية تابعة لطائفة أقلوية في منطقة شمالية من مشاكل ادارية وفوضى في التعامل مع التحديات المستقبلية.

تساءلت اوساط اسلامية عن موقف "الإخوان" في لبنان من التقارب التركي ـ الاسرائيلي.

البناء:خفايا

لم تسجل أيّ خطوات تنفيذية باتجاه تعزيز التعاون والتنسيق بين حزبين معنيين برئاسة الجمهورية إثر اللقاءات الكثيفة التي جرت بينهما، علماً انّ أحد الحزبين يعيد التواصل مع تيار كبير معارض لتوجهات الحزب الآخر، فيما ينتظر ان تجري لقاءات حوارية كثيفة في الأيام المقبلة بين تيار وحزب سياسيين عادت بعض الحرارة إلى خط التواصل بينهما في الآونة الأخيرة بعد مرحلة من الفتور بين الجانبين.

المستقبل:يقال

إن سفيراً أوروبياً سأل مرجعاً نيابياً لبنانياً عما إذا كان صحيحاً ما يجري تداوله لجهة موافقته على دعم ترشيح رئيس تكتّل مسيحي لرئاسة الجمهورية فأجابه بنفي قاطع.

الجمهورية:

أسرار:طلب

لاحظت مصادر سياسية أن سحور بيت الوسط هدف الى إعادة الثقل المسيحي الى حركة "14 آذار" تلبية لطلب سعودي في هذا المجال.

صفقة

يجزم مرجع نيابي كبير أمام زواره بأن لا صفقة مقايضة بين النفط والرئاسة، وأن الأيام المقبلة كفيلة بإظهار ذلك.

توقعات

توقّعت جهات سياسية أن يزور رئيس حزب مسيحي فاعل السعودية للقاء القيادات وطرح المبادرة التي يقوم بها.

زيارة

زار موفد أوروبي بيروت بعيداً من الأضواء وعاد بانطباع بأن الوضع سيستمر أشهراً على ما هو عليه.

تعديل

لوحظ أن سفراء الدول الكبرى المعتمدة في لبنان لم يُعدّلوا في إجازاتهم السنوية في آب ما يعني أنهم غير مقتنعين بإجراء الإنتخابات الرئاسية في هذا الشهر.

عطلة

رغم الأجواء السلبية التي تحيط بالأوضاع الأمنية، سُجّل سفَر أكثر من سفير الى الخارج لقضاء عطلهم، وهو ما يشير بحسب مصادر الى أن الوضع لن يتدهور.

اللواء:أسرار:

همس

نُقل عن مرجع كبير تأكيده أن الإنتخابات النيابية ستجري في موعدها ولو لم يتم التوصّل إلى قانون إنتخاب جديد وعلى أساس القانون النافذ؟!

غمز

ما تزال مجالس بعض الوزراء حافلة "بالقال والقيل" والتهديد بنشر الغسيل عند أول فرصة!

لغز

وفقاً لمطّلعين فإن حل قضية جهاز أمني، تبدو غير ممكنة، ما لم يخرج مدير الجهاز منه إقالة أو إستقالة؟!

البلد:خفايا:

بلبلة أمنية تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي امس على اثر شائعات عن القبض على سوري بحوزته حزاما ناسفا في منطقة بحمدون.

 

غوار كان يقول لفطوم: يضرب الحب شو بيذل ...

نوفل ضو/فايسبوك/06 تموز/16

عون زار المفتي دريان في دار الفتوى والرئيس نبيه بري في عين التينة واتصل بالسفير السعودي علي عواض عسيري ... وهلق بعد شوي بيتصل بالحريري والسنيورة وخالد الضاهر وأشرف ريفي ...

لو بدك تأدي مناسك العمرة ,,, وتزور العتبات المقدسة ... وأضرحة القديسين ... ولو بترجع إمك من الدنيي التاني وبتندرك لشفيعة الأمور المستحيلة سانت ريتا ... لا أمل ....

غوار كان يقول لفطوم: يضرب الحب شو بيذل ...

 

جعارة يسمّي مفجّر "بلوم بنك"

رصد موقع ليبانون ديبايت/06 تموز/16

غرّد الناشط السوري المعارض غسان جعارة على "تويتر"، أن مفجّر "بلوم بنك" هو ي. م المنتسب الى احد الاجهزة الامنية، وأنه أخذ العبوة من مقرّ الحزب السوري القومي الإجتماعي في منطقة الحمرا، مشيراً إلى أن كاميرات الحزب القومي والبنك تظهر ذلك.

وكشف مغنية في تغريدة أخرى، أن مغنية استخدم سيارة شيروكي سوداء من مركز القومي قبل وضع العبوة. وختم أن التحقيقات في وزارة الداخلية كانت بعهدة" شبّيحة حسن"، كما وصفهم جعارة، وذلك في إشارة إلى "حزب الله".

 

إذاعة "الشرق" تُنهي عقد عمل الصحافي إيلي الحاج بسبب "بوست" على "فايسبوك"

July 5, 2016/المصدر: بيروت - خاص "سكايز"

أبلغت إدارة إذاعة "الشرق"، يوم الإثنين 4 تموز/يوليو 2016، مُعدّ الشق السياسي في البرنامج  الصباحي "الشرق اليوم" الصحافي إيلي الحاج، بإنهاء العقد معه، بسبب تعليق كتبه على صفحته على "فايسبوك" (Facebook)، اعتبرته "مسيئاً إلى الإسلام".

وفي التفاصيل، قال الحاج لمركز "سكايز": "تم إبلاغي من مدير الإذاعة كمال ريشا بإنهاء عقد العمل معي، وأنه عليّ التوجه إلى مركز الإدارة في سبيرز بعد عيد الفطر لإنهاء عقدي، بسبب بوست كتبته على صفحتي على فايسبوك، حيث اعتبروه مسيئاً إلى الإسلام".

أضاف: "أنا أقوم بإعداد الشق السياسي في البرنامج الصباحي الشرق اليوم الذي تقدّمه الإعلامية ماجدة داغر، ولست موظفاً ثابتاً إنما أعمل بناء على عقد يتجدد سنوياً، وهو المفترض أن ينتهي في آذار 2017".

 

 

غضب حزب الله من المصارف خوف على حاضنته الشعبية من العقوبات الاميركية

نهارنت/وكالة الصحافة الفرنسية/06 تموز/16/برغم تأكيد حزب الله ان التزام المصارف اللبنانية بالعقوبات الاميركية ضده لن يؤثر عليه، ستكون لتلك الاجراءات تداعيات على حاضنته الشعبية وشبكة المؤسسات الاجتماعية التي يرعاها وهذا ما يفسر غضبه على القطاع المصرفي. وبدأت المصارف منذ شهر ايار بناء على تعميم من مصرف لبنان المركزي، تطبيق قانون اميركي اقره الكونغرس في 17 كانون الاول يفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع حزب الله او تقوم بتبييض اموال لصالحه. ويرى محللون ان المصارف في لبنان الحريصة على مصداقية ثابتة تتمتع بها في العالم، سارعت الى تطبيق التعميم، واقفلت عددا كبيرا من الحسابات. وتحدثت صحيفة "الاخبار" المقربة من حزب الله في الثامن من حزيران عن اقفال حسابات "لجنة الامداد ومؤسسة الشهيد ومستشفى سان جورج التابع لها، وهي مؤسسات تابعة للحزب مباشرة، (...) وهذا يشمل مئات ان لم يكن آلاف الحسابات". ويقول رئيس تحرير مجلة الاعمار والاقتصاد حسن مقلد الذي يلعب دورا في المفاوضات غير المباشرة بين حزب الله والمصرف المركزي، لوكالة "فرانس برس" "بدأت المصارف تطبق بطريقة كل من يقول مرحباً لحزب الله نغلق له حسابه". وبحسب خبراء، بالغت بعض المصارف في تطبيق الاجراءات. وتدخل المصرف المركزي طالبا منها مراقبة حركة الحسابات اولا ثم تقديم تلك المشكوك بامرها الى هيئة التحقيق الخاصة لديه للنظر في اقفالها او عدمه. ويقول الخبير المالي والاقتصادي غازي وزني لـ"فرانس برس" "ما اثار غضب حزب الله، انه عبر الضغط على بيئته ستلقى المسؤولية على كاهله، اذ سيتحمل مسؤولية اقفال حسابات اشخاص قد يكونون مجرد ابناء او اشقاء مسؤولين فيه، فضلا عن مؤسسات اجتماعية وانعكاس ذلك على العاملين فيها". ويضيف "لو واصلت المصارف هذا المسار المتشدد لاقفلت بسهولة وبسرعة ما يفوق عشرة آلاف حساب، اذ بات اي شخص مرتبط بحزب الله او يعمل في مؤسساته الاجتماعية والاستشفائية معرضا لاقفال حسابه".

ويمتلك حزب الله هيكلية اجتماعية تتضمن جمعيات رعائية ومؤسسات استشفائية وتعليمية تقدم خدمات لشريحة واسعة من اللبنانيين. ويؤكد احد العاملين في مؤسسة تابعة للحزب طالبا عدم الكشف عن اسمه، ان "موظفي المؤسسة بدأوا يحصلون على رواتبهم نقدا منذ حوالى اربعة اشهر، فيما كانت تدفع لهم في السابق عبر شيكات". ويقول وزني ان اقفال حسابات بعض المؤسسات الاجتماعية يعني ان "العاملين فيها سيصبحون مضطرين للتعامل نقدا، والحصول على مستحقاتهم نقدا ودفع الضمان الاجتماعي نقدا، كما يضطر مرضى المستشفيات للدفع نقدا وبالتالي يصبح هناك حركة اقتصاد مواز نقدي تتجاوز السوق المصرفية" ما يعني انها تتجاوز ايضا الرقابة المصرفية على حركة الاموال. - لا هيكلية اقتصادية -يرى الخبير في شؤون حزب الله وضاح شرارة، واضع كتاب "دولة حزب الله" ان "حزب الله حوّل طائفة كبيرة بمحلات سكنها وبوجودها الجسماني الى اطار ملازم له، وبات ما يمسه يمس الشيعة وموقعهم في لبنان". ويضيف "اغلقت المصارف ولصعوبة التحقيقات حسابات، بعضها من دون التدقيق فيها، ما اغضب الحزب. فقد باتت هناك رقابة على الارزاق، وهو يتصرف دفاعا عن سمعته وتمثيله السياسي والعسكري". ومنذ بدء العمل بتعميم المصرف المركزي، سادت حالة من التوتر بين المصارف وحزب الله الذي اتهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بـ"الانصياع" لطلبات واشنطن. وبعد انفجار استهدف في 12 حزيران المركز الرئيسي لبنك لبنان والمهجر، احد المصارف الاكثر تشددا في تطبيق التعميم، سارع مسؤولون الى الربط بين هذه الحادثة والتوتر بين الطرفين.

لكن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اصر ان حزبه غير متضرر من الاجراءات الاميركية والمصرفية اللبنانية. وقال في 24 حزيران "نحن وعلى المكشوف نقول ان موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه واكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الاسلامية في ايران" ولا تمر عبر المصارف.

لكنه مع ذلك وصف ما قامت به المصارف بـ"الاعتداء" على "ناسنا وجمهورنا وعائلاتنا".في المقابل، تؤكد جمعية المصارف في لبنان على لسان امينها العام مكرم صادر لـ"فرانس برس" أن "المصارف تلتزم التعاميم الصادرة عن مصرف لبنان والآليات التطبيقية الصادرة عن الهيئات الرقابية".

ويستهدف القانون الاميركي كل مصرف "يسهل تحويلات مهمة او تحويلات لحزب الله، او "لكل شخص مذكور على لائحة مكتب رقابة الحسابات الخارجية" التي يجري تجديدها بين الحين والآخر. ويشرح مقلد ان مصرف لبنان ابلغ البنوك ان "المعيار الاساسي هو حركة الحساب ومصدر التمويل (...) اي حسابات فيها حركة استثنائية لافتة ربما استخدمت لتمويل حزب الله". ويضيف "على سبيل المثال، إذا كان لدى احد الاشخاص حركة ثابتة بهامش معين، بمعنى يدخل الى حسابه سنويا مبلغا يتراوح بين خمسة آلاف وعشرة آلاف دولار، فانه ليس موضع شك، لكن ان دخل حسابه فجأة خمسين الف دولار فهنا يجدر التحقيق بامره". وسارعت بعض المصارف الى اقفال حسابات عدد من نواب حزب الله، لكن مصرف لبنان، وفق مقلد، طلب اعادة فتحها كون الراتب الرسمي الذي يدخلها عبارة عن حركة ثابتة ومصدرها معروف. واذا كانت الاجراءات المصرفية ضد الحزب تؤثر على بيئته، الا ان محللين يرون انه لن يكون لها اثر كبير على تمويله. ويعد حزب الله قوة عسكرية ويمتلك ترسانة كبيرة. وبحسب شرارة فان "مصادر التمويل في ما يخص السلاح والرواتب والمشاريع الانشائية الكبرى ايرانية او سورية". اما مقلد فيقول "لا نستطيع ان نتكلم عن هيكلية اقتصادية لحزب الله، فنحن لا نعرف ان كانت لديه مؤسسات انتاجية وما هي، وبالتالي فإن ميزانيته الاساسية تمر خارج الجهاز المصرفي، بما يشبه اقتصاد الحرب".

 

رهان على تقارب بري-عون لايجاد "تسوية" حول ملف أمن الدولة

نهارنت//06 تموز/16/من المرجح ان يعاود الوزراء المسيحيون الضغط في اتجاه حل مشكلة ملف جهاز أمن الدولة الشائك بعد انتهاء عطلة عيد الفطر، لا سيما أن نائب المدير العام للجهاز أحيل على التقاعد من دون تعيين بديل منه، وسط توقعات أن يؤدي تقارب بري-عون الى "تسوية" او أن يتفق جميع الاطراف على "تركيبة" في ملف التعيينات. ونقلت صحيفة "النهار" عن أوساط وزارية ان "أي تقدم على هذا الصعيد لم يحرز، وان رئيس الوزراء تمام سلام ليس في وارد اتخاذ أي قرار في هذا الشأن في المدى القريب". ولفتت الى انه قد "يصار الى معالجة ادارية داخلية بتكليف أحد الضباط تولي هذا المنصب بالوكالة في انتظار التوافق على مرشح يحظى بالتوافق السياسي عليه من جهة، والتفاهم على كل ملف الجهاز المطروح على طاولة البحث من جهة أخرى". وقالت مصادر معنية للصحيفة إن "المناورة لا تزال قائمة، خصوصاً أن العمل كان جارياً لتغيير المدير العام ونائبه، قبل ان يحال الثاني على التقاعد". وعولت هذه المصادر على تقارب برّي – عون الذي قد يأتي بتسوية ما فتسير الأمور، أو يتفق الأطراف جميعهم على تسوية ما أو "تركيبة" تشمل التعيينات العسكرية في كل الأجهزة الأمنية. يشار الى أن تقارب سجل في الاونة الاخيرة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب ميشال عون ترجم بلقاء جمع وزير الخارجية جبران باسيل مع وزير المال علي حسن خليل بحضور بري في عين التينة اتفق خلاله الطرفين على ملف الثروة النفطية في لبنان بعد نقاط خلافية بينهما عرقلته. هذا وأسفت المصادر في الوقت عينه لعدم دعوة سلام المدير العام للجهاز اللواء جورج قرعة الى الاجتماع الأمني الأخير الذي عقد من اجل البحث في التفجيرات التي ضربت بلدة القاع البقاعية، "لا لشخصه بل لما يمثله كمدير للجهاز"، خصوصاً ان المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد تستدعي التعالي عن الخلافات، مع العلم ان الجهاز يعمل باللحم الحي في ظل استمرار حجب الاموال عنه.

 

التمديد للعماد قهوجي واقع لا محالة.. و عثمان الأوفر حظا لخلافة بصبوص

الأنباء الكويتية/07 تموز/16/أكدت مصادر معنية ان التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي واقع لا محالة ، ولن يتبدل هذا الواقع، وفق صحيفة “الأنباء” الكويتية، الا بإنتخاب رئيس يعمل على تجديد كل الأجهزة معا لتتناسب مع خطة عمله للسنوات الست المقبلة. وعلى صعيد الأمن الداخلي تم تعيين العميد نعيم الشماس رئيسا للاركان، ما يؤشر على قرب إستقالة المدير العام اللواء ابراهيم بصبوص الذي ابدى رغبته في ذلك منذ فترة، لكنه استمر في ممارسة مهامه بناء على رغبة السلطة السياسية بإنتظار تحضير مرحلة خلافته. وفي معطيات لـ”الأنباء”، ان رئيس “شعبة المعلومات” في قوى الأمن الداخلي العميد عماد عثمان ، هو الضابط الأوفر حظا لخلافة اللواء بصبوص على رأس هذا الجهاز الأمني الكبير.

 

سلام ادى صلاة العيد في الحرم المكي الشريف الى جانب الملك سلمان

الأربعاء 06 تموز 2016 /وطنية - أدى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام صلاة عيد الفطر صباح اليوم في الحرم المكي الشريف الى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأفراد العائلة المالكة السعودية. وتناول سلام طعام الفطور الى مائدة خادم الحرمين الشريفين، حيث قدم تعازيه وتعازي الحكومة والشعب اللبنانيين بضحايا الاعتداءات الارهابية الأخيرة التي وقعت في المدينة المنورة وجدة والقطيف. وأكد "تضامن لبنان مع المملكة العربية السعودية في معركتها مع الارهاب الذي اثبت، بخاصة باعتدائه على الحرم النبوي الشريف، أنه لا يقيم حرمة لأي نفس بريئة ولا لأي مكان مقدس ولا لأي مناسبة اسلامية فضيلة وأنه لا يمت للاسلام والمسلمين بأي صلة". وأعرب سلام لخادم الحرمين الشريفين عن ثقته ب "أن المملكة العربية السعودية ستنتصر بقوتها وبوحدة ابنائها على الإرهاب الظلامي الذي ينشر الخراب في كل انحاء الأرض ملحقا أكبر الضرر بصورة الإسلام والمسلمين، وستبقى كما كانت قبلة المسلمين ورائدة الاعتدال والوسطية وحاملة لواء التضامن العربي والاسلامي". وكان سلام أدى في الليلة الأخيرة من شهر رمضان مناسك العمرة في الحرم المكي الشريف.

 

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بري التقى عون واتصل بالجميل مطمئنا وتلقى التهاني بالعيد

الأربعاء 06 تموز 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم في عين التينة، رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الذي قدم التهنئة بعيد الفطر المبارك، وكانت مناسبة لعرض التطورات الراهنة. وتلقى بري سيلا من الإتصالات والبرقيات للتهنئة بالعيد أبرزها من كل من: الرئيس ميشال سليمان، الرئيس فؤاد السنيورة، الرئيس نجيب ميقاتي، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، النائب ميشال المر، والوزيرين بطرس حرب وجبران باسيل. كما تلقى برقية معايدة بعيد الفطر من الرئيس سعد الحريري.وتلقى اتصالات من شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رئيس المحاكم الجعفرية في لبنان الشيخ محمد كنعان. كما، تلقى اتصالات وبرقيات من عدد من الوزراء والنواب والوزراء السابقين والنواب السابقين وقيادات وشخصيات سياسية وسفراء عرب وأجانب. على صعيد آخر، اتصل الرئيس بري بالرئيس أمين الجميل مطمئنا الى صحته بعد الوعكة الصحية التي تعرض لها.

 

مقبل اختتم جولته في اليونان بلقاء رئيسها وبحثا في الأوضاع الراهنة

الأربعاء 06 تموز 2016 /وطنية - توج وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، نشاطه اليوم في اختتام زيارته لليونان بلقاء مع رئيس جمهورية اليونان الذي استقبله في مقره الرئاسي، وتشاورا في الأوضاع العامة لا سيما في الشرق الاوسط وفي لبنان تحديدا، حيث قدم مقبل عرضا مفصلا عن "واقع الحال خصوصا على الصعيد العسكري وما يقوم به الجيش اللبناني في مواجهة الارهابيين باعتباره خط الدفاع الاول لصد هجماتهم والحؤول دون تنفيذ مخططاتهم لخرق ثغرة ينطلقون منها الى الدول الاوروبية وسواها لتنفيذ أعمالهم الإجرامية والإنتحارية". وتحدث عن "ما يعانيه لبنان جراء أزمة النازحين السوريين وانعكاساتها السلبية على مختلف النواحي الاقتصادية والأمنية والاجتماعية بعدما قارب عدد هؤلاء النازحين ما يوازي نصف عدد المقيمين اللبنانيين ولا قدرة له على تحمل أعباء هذا النزوح". طالبا "دعم الدول لموقف لبنان والعمل على حل مسألة النازحين بإعادتهم الى بلادهم". وأكد أن "الدعم المادي وإرسال المساعدات لهؤلاء النازحين ليسا الحل المطلوب". ما، تم التشاور في ما "يتعرض له مسيحيو الشرق من تهجير وتهديدات تنذر بعواقب وخيمة اذا ما عكف العالم على معالجة هذا الشأن".

 

عون اتصل بعسيري مستنكرا التفجيرات الارهابية في السعودية وهنأه بالعيد

الأربعاء 06 تموز 2016 /وطنية - اتصل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، بسفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، مستنكرا التفجيرات الارهابية التي استهدفت المملكة. كما هنأ عون عسيري بحلول عيد الفطر السعيد.

 

جعجع عرض مع رئيس بلدية زحلة شؤونا انمائية

الأربعاء 06 تموز 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، المجلس البلدي لمدينة زحلة برئاسة أسعد زغيب، على مدار ساعة من الوقت، خرج بعدها زغيب ليضع الزيارة "في إطار الجولة التي تقوم بها البلدية على القيادات السياسية لإطلاعها على الخطط الانمائية التي وضعناها لمستقبل المدينة، وقد طلبنا من الدكتور جعجع دعمنا لتحقيق هذه المشاريع".

 

جعجع بحث مع وفد بلدية القاع مشاكل البلدة: للاسراع بايصال المساعدات إلى الأهالي بعد التفجيرات

الأربعاء 06 تموز 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب وفدا من بلدية القاع برئاسة بشير مطر.

 

جعجع التقى طعمة موفدا من جنبلاط واتصل بدريان والحريري وأمير تبوك مهنئا

الأربعاء 06 تموز 2016 /وطنية - التقى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع النائب نعمة طعمة موفدا من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط. وغادر طعمة من دون الإدلاء بأي تصريح، مكتفيا بالإشارة الى ان "أجواء اللقاء كانت ودية". من جهة أخرى، اتصل جعجع بكل من مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، الرئيس سعد الحريري وأمير منطقة تبوك الامير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود مهنئا بعيد الفطر السعيد.

 

المجلس الوطني لثورة الأرز: لترسيم الحدود اللبنانية السورية منعا لإنتشار الإرهابيين

الأربعاء 06 تموز 2016 /وطنية - شجب "المجلس الوطني لثورة الأرز- الجبهة اللبنانية"، في بيان أصدره بعد إجتماعه الأسبوعي، "الأسلوب الإرهابي المتبع من داعش في منطقة القاع وغيرها من المناطق"، وطالب الحكومة "التي تقوم مرحليا بمهام رئاسة الجمهورية العمل على ترسيم الحدود اللبنانية- السورية سندا للقرار الدولي رقم 1680، وهذا يعني لزاما ضبط الحدود ذهابا وإيابا ومنع إنتشار المسلحين الإرهابيين على الحدود المتاخمة للحدود اللبنانية، وكل تقاعس ينتج عن عدم المطالبة بالقرار المذكور هو بمثابة جرم وخيانة عظمى بحق لبنان".

وذكر المجتمعون "أن أهل القاع دفعوا الثمن غاليا في العام 1978"، مثمنا "تضحياتهم وحمايتهم لقريتهم، فهم يرفضون أي تخاذل من قبل الدولة في حماية ابنائها ما دفعهم للتسلح لحماية انفسهم وهذا أمر خطير، اذ أن الأمن في لبنان محكوم بقانون الدفاع الوطني الذي يعطي الأجهزة الأمنية اللبنانية الحق الشرعي وحدها بحمل السلاح والحفاظ على الحدود اللبنانية والداخل اللبناني، وندعو سعادة النواب التصرف بوعي، وتحويل إندفاعهم الذي ظهر بتشجيع حمل السلاح نحو البرلمان اللبناني حيث هو المكان الطبيعي لإقرار قوانين تعزز قدرات القوى الشرعية في الحفاظ على الأمن والسلامة العامة".

ورفضوا "المزايدة بالدماء والإستثمار في السياسة، فكفى إنتصارات وهمية على الإرهاب والإرهابيين، وهم يتغلغلون في كل المناطق ويضربون دون حسيب أو رقيب"، معلنا أنه "وسندا لتقرير أعده أحد أعضاء المكتب السياسي نقلا عن مسؤول أمني سابق، فإن بلدة القاع تمثل المساحة الأطول مع الحدود السورية من جهة البقاع الشمالي، وهذا يعني بالعلم العسكري أنها تمثل الصف الأمامي للدفاع نظرا إلى بعد جرد القاع المستهدف مسافة 2 كلم عن القرية، كما يشكل جرد القاع وفقا للتقرير المعد إضافة إلى جردي رأس بعلبك ومنطقة عرسال، مثلث خط دفاع عن معظم بلدات قضاء الهرمل وقراه، ما يكسب منطقة القاع خصوصية إضافية، عدا عن أنه يكشف على معظم المنطقة المقابلة من الجهة اللبنانية، وأي خرق للقاع يعني إستهدافا كاملا للمنطقة". وطالبوا ب "ضبط مسألة النازحين في قرى البقاع الشمالي، على أن يكون هناك خطة جادة في هذا الإطار للتخفيف من حجم الأضرار التي يمكن أن تطال لبنان"، وب"نشر الجيش اللبناني بمؤازرة القوات الدولية تطبيقا للقرارين 1680 و1701". كما شجبوا "الظهور المسلح لحزب الله في منطقة البقاع". لى ذلك، استهجن المجتمعون "ما حصل ما في إنتخابات رئيس إتحادات بلديات البترون، والأسلوب الدعائي الذي إعتمدته وسيلة إعلامية لتظهير إنتصار مسؤوليها الوهمي في هذا الإنتخاب الشكلي الذي أكسبها نتيجة غير صحيحة وفي غير محلها"، وطالبوا كل المعنيين "بإعتماد الأساليب القانونية والديمقراطية لكسب معطى معين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

شاهد.. ارتباك واضح للأسد في صلاة العيد

الأربعاء 1 شوال 1437هـ - 6 يوليو 2016م/العربية.نت – عهد فاضل/قام رئيس النظام السوري بشار الأسد، اليوم الأربعاء، بزيارة مفاجئة إلى محافظة حمص السورية التي تقع وسط البلاد، أدى فيها صلاة عيد الفطر. وبدت على الأسد علامات ارتباك واضحة، وأول تلك العلامات بدت في ياقة القميص التي ظهرت من فوق البدلة الرسمية، حيث خرجت من مكانها المفترض. والسبب يعود في ذلك إلى أن الأسد كان يتنقل، أصلاً، وللتمويه، بقميص عادي دون بدلة رسمية، كما فعل لدى زيارته منطقة مرج السلطان منذ أيام بدمشق، وكذلك فعل حرّاسه الشخصيون تماماً، فظهروا جميعاً بالقمصان بدون بدلات رسمية.

ويبدو أن الأسد عندما ارتدى سترته فوق القميص ليؤدي بها صلاة العيد، حصل ارتباك ما أو لم يكن هناك وقت كاف لإعداد المسألة بالشكل اللائق، كما يظهر في الفيديو، حيث تبدو ياقة القميص في غير مكانها، من الجهة اليمنى.وعلامة الارتباك الأخرى التي ظهرت في الفيديو، هي لدى وقوفه لأداء الصلاة إلى جانب مفتيه ووزير أوقافه، ففتح زر السترة ثم عاد وأقفلها. وليتلافى الحركة غير المفهومة التي قام بها، حكّ على أنفه بحركة سريعة تحصل عادة دلالة على الحرج أو الارتباك أو إخفاء شيء ما. وكان الأسد قد قام بزيارة منذ أيام الى منطقة مرج السلطان بريف دمشق، وظهر بقميص عادي هو ومرافقوه، إذ ظهروا جميعاً بدون بدلات رسمية، وقصِد منها التمويه وعدم لفت الأنظار. خصوصا أن الحراس الشخصيين التابعين للحرس الجمهوري، يظهرون في بدلاتهم الرسمية صيفاً وشتاء، في العادة.ويبدو أن الأسد اتبع ذات الخطوات التمويهية لدى زيارته حمص الأربعاء، إلا أن اضطراره لارتداء سترة وربطة عنق، لأداء الصلاة، أظهر ارتباكاً واضحاً لعدم وجود وقت كاف لظهوره بشكل مناسب، أو لوجود أسباب أخرى لم تتضح بعد.

 

إيران.. انفجار هائل في أكبر مجمع للبتروكيماويات

الأربعاء 1 شوال 1437هـ - 6 يوليو 2016م/دبي - مسعود الزاهد/ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن انفجاراً هائلاً وقع في مجمع بوعلي سينا للبتروكيماويات بميناء معشور (ماهشهر) المطل على الخليج العربي. وأفادت التقارير أن قوات الدفاع المدني تتوجه إلى المنطقة من مختلف المدن القريبة للسيطرة على الحريق، قبل أن ينتشر في أكبر مجمع بتروكيماوي في إيران. ويعد هذا المجمع  الأكبر في إيران لإنتاج مواد الآروماتيك وتمتلكه شركة خليج للبتروكيماويات. وتضم مدينة معشور (ماهشهر) القريبة من عبادان على الخليج العربي معظم صناعات البتروكيماويات الإيرانية حيث تقع في اقليم عربستان أو خوزستان (كما يطلق عليه رسميا) والذي يضم اكبر احتياطيات إيران من النفط. وتقع في هذه المدينة ثاني أكبر المجمعات البرتوكيماوية في الشرق الأوسط، بعد مجمع "الشركة السعودية للصناعات الأساسية" المعروف بإسمه المختصر "سابك" والتي تعتبر الأولى.

 

بعد مجزرة الكرادة.. العبادي يقبل استقالة وزير الداخلية

الأربعاء 1 شوال 1437هـ - 6 يوليو 2016م/بغداد - فرانس برس/قبل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، استقالة وزير الداخلية محمد الغبان، بعد اعتداء الكرادة الذي أوقع 250 قتيلا على الأقل في بغداد الأحد. وقال مسؤول في مكتب العبادي الأربعاء إن رئيس الوزراء قبل الاستقالة، وهو ما أكدته وسائل إعلام عراقية بدون صدور إعلان رسمي. وقدم الغبان استقالته الثلاثاء، متحدثا عن خلل في المنظومة الأمنية في بغداد ومطالبا بصلاحيات أوسع لوزارته. بدأ العراق الاثنين حدادا وطنيا يستمر ثلاثة أيام على أرواح ضحايا التفجير الانتحاري، الذي نفذه تنظيم داعش في حي الكرادة. وأثار التفجير موجة غضب بين العراقيين الذين اتهموا الحكومة بعدم أداء واجبها من أجل حمايتهم.وكان العبادي أعلن تغيير الإجراءات الأمنية عقب الانفجار، بما في ذلك إلغاء أجهزة وهمية للكشف عن المتفجرات لا تزال قيد الاستخدام رغم سجن الرجل الذي باعها إلى العراق بتهمة الاحتيال في بريطانيا.

 

أوباما يطالب بوتين بالضغط على النظام السوري وواشنطن قلقة من عدم التزام الأسد وتطالب موسكو بالضغط لوقف قصف المدنيين

الخميس 2 شوال 1437هـ - 7 يوليو 2016م/موسكو - فرانس برس/أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، خلال مكالمة هاتفية الاربعاء، استعدادهما "لتكثيف التنسيق" العسكري بين بلديهما في سوريا، بحسب ما اعلن الكرملين. وقال الكرملين في بيان أن "الجانبين اكدا عزمهما على تكثيف التعاون بين العسكريين الروس والأميركيين في سوريا". من جهته قال البيت الأبيض في بيان أن أوباما اعرب مجددا لنظيره الروسي عن "قلقه" ازاء عدم احترام نظام الرئيس بشار الاسد للهدنة، داعيا موسكو إلى "الضغط" على حليفها السوري لكي يحترم التزاماته. هذا ودعا الرئيس الروسي نظيره الأميركي إلى السعي لانسحاب مقاتلي المعارضة السورية "المعتدلة" من صفوف جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، ومجموعات متطرفة اخرى "غير معنية بالهدنة"، بحسب المصدر نفسه. واضاف الكرملين أن "فلاديمير بوتين دعا محاوره إلى المساهمة في انفصال المعارضة المعتدلة عن المجموعات الإرهابية مثل جبهة النصرة". وشدد الرئيسان من جهة أخرى على اهمية استئناف مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة، وذلك بعد فشل جولتين من التفاوض غير المباشر بين الاطراف السوريين منذ بداية العام في جنيف.واعلن الجيش السوري الاربعاء الذي يصادف اول ايام عيد الفطر "نظام تهدئة" لمدة 72 ساعة على كل الاراضي السورية، الامر الذي رحبت به واشنطن مؤكدة رغبتها في التوصل مع روسيا الى اتفاق دائم.

 

"داعش" يخطف ويبيع: جميلة وعذراء بـ12 ألف دولار

الخميس 2 شوال 1437هـ - 7 يوليو 2016م/لندن - العربية نت/يشدد تنظيم "داعش" الخناق على الأسرى في سجونه بالتزامن مع خسارته لمناطق واسعة كان يسيطر عليها، في الوقت الذي يبدو أن التنظيم لجأ لتكثيف تجارته غير المشروعة بما فيها بيع "النساء المستعبدات" وذلك في محاولة لتعويض خسائره المادية وتجاوز أزمته المالية التي يعاني منها بسبب الضربات التي يتعرض لها والتي أفقدته كثيراً من مصادر التمويل. وحصلت وكالة "أسوشيتد برس" على واحد من الاعلانات التي يتم تداولها بين عناصر تنظيم "داعش" من خلال تطبيقات المراسلة الفورية على الهواتف النقالة، ليكشف هذا الاعلان حجم ونوعية التجارة التي يقوم بها التنظيم حالياً من أجل تأمين الأموال بعد الخسائر التي مني بها مؤخراً على الأرض. وبحسب الاعلان الذي تقول الوكالة إنه تم نشره وتداوله من خلال تطبيق المراسلة الفورية المشفر (تيليجرام) فان التنظيم يعرض للبيع فتاة أزيدية تبلغ من العمر 12 عاما، ويقول إنها "جميلة وعذراء"، وإن ثمنها يصل الى 12 ألفاً و500 دولار. ويبدو من صيغة الاعلان الذي اطلعت على نصه "العربية نت" أن "داعش" يعرض الطفلة الأزيدية العذراء للبيع بالمزاد، وليس مقابل سعر محدود ومعلوم سلفاً، حيث يقول الاعلان: "بنت للبيع.. جميلة وعذراء، تبلغ من العمر 12 سنة، وسعرها وصل الى 12.5 ألف دولار، وسوف تكون قد بيعت قريبا".

فتاة إيزيدية هربت من "داعش"

وتقول فتاة تُدعى لمياء بشار أنها حاولت الفرار من أيدي مقاتلي "داعش" أربع مرات قبل أن تتمكن من الهروب فعلاً في مارس الماضي، مشيرة الى أن لغما أرضيا انفجر بها وبرفيقاتها فأفلتت هي من الموت بينما فقدت ألماس البالغة من العمر ثمانية سنوات وكاثرين البالغة من العمر 20 عاماً، لكن الانفجار تسبب بالعمى لعينها اليمنى فضلا عن أضرار كبيرة وجروح غائرة في وجهها، ورغم ذلك كله فان لمياء تقول إنها كانت محظوظة لأنها وجدت من يساعدها على الهرب. وتضيف لمياء البالغة من العمر 18 عاماً: "تدبرتُ أمري في النهاية، الحمد لله، تمكنتُ من الفرار من هؤلاء الكفار"، فيما كانت لمياء تتحدث من على سريرها في منزل عمها بقرية تُدعى "بعدرة" في شمالي العراق. وتتابع لمياء: "حتى لو فقدتُ عينيَّ الاثنتين فالأمر يستحق لأنني نجوتُ منهم".

الفتاة الإيزيدية لمياء بشار

عبيد لممارسة الجنس

وقال ناشط من الطائفة الأزيدية في العراق إن الدواعش يقومون ببيع النساء والأطفال كعبيد لممارسة الجنس، كما أنهم يستخدمون المجموعات والقنوات على تطبيقات التراسل الفوري المنتشرة على الهواتف النقالة من أجل تجارة النساء والسلاح وإنجاز بعض المهام التكتيكية والقتالية. وتقول "أسوشيتد برس" إنه يوجد أكثر من ثلاث آلاف إمرأة وفتاة من الطائفة الأزيدية محتجزون لدى تنظيم "داعش" الذي بدأ بتشديد الخناق عليهن، فيما يقوم التنظيم بــ"مزيج من الممارسات الهمجية والبربرية مع استخدامه للتكنولوجيا الحديثة"، حيث يقوم مقاتلو التنظيم باستخدام أحدث التطبيقات المستخدمة على الهواتف النقالة الذكية من أجل تداول المعلومات وقواعد البيانات التي تضم أسماء النساء اللواتي يتم بيعهن، وأسماء المالكين لهذه النساء، حتى لا تتمكن أي منهن من الهروب عبر نقاط التفتيش أو مراكز التنظيم. وتؤكد "أسوشيتد برس" أنها حصلت على وثائق تؤكد بأن مقاتلي "داعش" يقومون باستخدام محادثات مشفرة على الهواتف النقالة الذكية من أجل بيع وشراء النساء والفتيات، على ان الناشط الذي كشف الوثائق طلب من الوكالة عدم الكشف عن اسمه حفاظاً على سلامته الشخصية.

بيع نساء عن طريق "الوتساب"

وأطلع الناشط الوكالة على العديد من المجموعات والمحادثات التي تجري فيها لبيع نساء، حيث رأت الوكالة إعلانا آخر على مجموعة "واتس آب" يشتمل على صورة امرأة، ويقول الاعلان إنها "أم لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، ورضيع يبلغ من العمر 7 شهور، ويبلغ سعرها 3700 دولار، وهي التي طلبت من صاحبها أن يبيعها لآخر". وقال مات ستينفيلد، المتحدث باسم شركة "واتس آب" التي تملك تطبيق التراسل الفوري الأشهر في العالم حالياً: "ليس لدينا أي نوع من التسامح تجاه هذا النوع من السلوك، ونقوم بتعطيل مثل هذه الحسابات فور تزويدنا بأي دليل على أنه يتم استخدامها بما ينتهك شروطنا. ونحن نشجع الناس على استخدام أدوات التبليغ التي نوفرها من أجل إبلاغنا بمثل هذه السلوكيات".

الهروب من داعش بات أكثر خطورة

ويلفت تقرير "أسوشيتد برس" الى أن بعض المقاتلين الدواعش يتواطؤون مع مهربين لإطلاق سراح معتقلين لدى التنظيم من أجل الحصول على أموال تمكنهم من شراء مزيد من النساء المستعبدات، في الوقت الذي تقول فيه بعض التقارير أن المهربين ينجحون في تحرير 134 شخصاً شهرياً من أيدي مقاتلي "داعش"، إلا أن قيادة التنظيم شددت الخناق على الأسرى منذ مايو الماضي بعد أن علمت بهذه الظاهرة، وتمكنت من تقليل أعداد السجناء المهربين الى 34 شخصاً فقط شهرياً. وقال مؤسس منظمة الاغاثة العراقية الألمانية ميرزا داني إنه "خلال الشهرين أو الثلاثة الماضية أصبح الهروب من أيدي مقاتلي داعش أكثر صعوبة وخطورة".وأضاف: "إنهم يقومون بتسجيل كل امرأة مستعبدة تحت اسم مالكها، وبعد ذلك فان كل نقطة تفتيش تابعة لتنظيم داعش تعرف من هي البنت وتعرف من هو مالكها ولا تتيح لها الفرار".

 

نائب إيراني يكشف عن صفقة بين حزب الله وإسرائيل

"الحياة" - 6 تموز 2016/توقع النائب في مجلس الشورى الإيراني جواد كريمي قدوسي أن يكون الكيان الصهيوني قد وجه رسالة يبدي فيها استعداده للتفاوض مع «حزب الله» لإبرام صفقة تبادل تشمل أسرى صهاينة بيد "حزب الله" مقابل الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة».

وقال النائب الإيراني لوكالة "أنباء فارس" إن "العدو يسعى لإنجاز مساومة كبرى بهذه «الغنيمة الكبرى» التي أخذها منا، وبناء على ذلك فإن التوقع شبه المؤكد أن مصير أحمد متوسليان ورفاقه الديبلوماسيين الإيرانيين المخطوفين في لبنان منذ العام 1982 لا يزالون أحياء".

واعتبر عضو "لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية" في مجلس الشورى أن "متوسليان "ورقة رابحة" و"امتياز كبير" للكيان الصهيوني وكان خطفوا على يد الميليشيات المسيحية وتم تسليمهم إلى الكيان الصهيوني، ولا شك في أنهم يريدون الاستفادة من وجودهم القيم في حال الأزمة والدخول في صفقة في شأنهم. وكشف عن أن "لدى "حزب الله" أسرى صهاينة على مستوى عال وحتى لديه أسرى من فرنسا ودول أوروبية أخرى شاركت في معارك حلب، وبحسب توقعاتنا وجه الصهاينة رسالة مفادها أنهم مستعدون للمساومة والتفاوض مع الحزب في هذا المجال".

وأشار إلى أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "وعد بأنه سيتابع بنفسه قضية متوسليان (أحد قادة الحرس الثوري الإيراني)، وظاهر الخبر يشير إلى أن بحث موضوع الإفراج عن ديبلوماسيينا جار الآن وأن الكيان الصهيوني وصل إلى نتيجة مفادها أن الوقت حان للاستفادة من ورقة خطف متوسليان ورفاقه".

 

الإفراج عن سيف الإسلام القذافي

سبوتنيك الروسية/2016 - تموز – 06/أعلن محامو سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الإفراج عن موكلهم.وكانت وسائل إعلام ليبية قد نقلت عن مصدر مسؤول في كتيبة أبو بكر الصديق المكلفة بحراسة سيف الإسلام القذافي، أنه تم استلام وثيقة من وزارة العدل الليبية تؤكد فيها استفادة سيف الإسلام القذافي من تدابير قانون العفو العام، بناء على طلب قدمه أعيان ومشايخ المجلس الاجتماعي لقبائل القذاذفة للإفراج عن سيف الإسلام القذافي. وكان فريق الدفاع عن سيف الإسلام القذافي طالب بإسقاط الملاحقات القضائية من محكمة الجنايات، وأعلن في مدينة لاهاي أن موكلهم يشمله قانون العفو العام. وسيف الإسلام القذافي معتقل في الزنتان جنوب غرب طرابلس منذ توقيفه في عام 2011.

 

العربي الجديد: ستة قتلى نتيجة هجوم بسيارتين مفخختين قرب مطار عدن

الأربعاء 06 تموز 2016/وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: أعلن مصدر عسكري يمني أن سيارتين مفخختين، استهدفتا اليوم الأربعاء، قاعدة عسكرية مجاورة لمطار عدن الدولي، ما أسفر عن سقوط ستة قتلى على الأقل، متهما عناصر مسلحة متطرفة بالتفجير. وأوضح المصدر لوكالة "فرانس برس" أنّ "المهاجمين فجروا سيارة مفخخة عند مدخل القاعدة، مما فتح الطريق لآلية ثانية اقتحمت القاعدة وانفجرت داخلها، مما أدى إلى مقتل ستة عسكريين على الأقل. إلى ذلك، ذكر شهود عيان أن اشتباكات اندلعت بعد ذلك، بين الجيش والمهاجمين في القاعدة، التي طوقتها القوات الحكومية، ونقلت إليها تعزيزات. ويأتي الهجوم على القاعدة الواقعة في حي خور مكسر، في أول أيام عيد الفطر في اليمن.

 

 لجنة التحقيق البريطانية حول حرب العراق توجه انتقادا قاسيا لتوني بلير

نهارنت/وكالة الصحافة الفرنسية/06 تموز/16

وجه رئيس لجنة التحقيق البريطانية حول حرب العراق جون شيلكوت الاربعاء انتقادات قاسية لرئيس الوزراء الاسبق توني بلير معتبرا ان اجتياح العراق عام 2003 حدث قبل استنفاد كل الحلول السلمية وان خطط لندن لفترة ما بعد الحرب لم تكن مناسبة. وافاد التقرير الطويل المؤلف من 2,6 مليون كلمة والمنتظر منذ سبع سنوات، ايضا ان بلير وعد الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش بالوقوف معه بخصوص العراق "مهما حدث".ورد بلير على تقرير لجنة التحقيق بتاكيد انه تصرف بما فيه افضل مصلحة لبريطانيا. واعتبر شيلكوت في تقريره ان بريطانيا اجتاحت العراق بشكل سابق لاوانه في العام 2003 بدون ان تحاول "استنفاد كل الفرص" السلمية. واضاف رئيس اللجنة "استنتجنا ان بريطانيا قررت الانضمام الى اجتياح العراق قبل استنفاد كل البدائل السلمية للوصول الى نزع اسلحة البلاد. العمل العسكري لم يكن انذاك حتميا". وندد بواقع ان لندن استندت الى معلومات اجهزة استخبارات لم يتم التحقق منها بشكل كاف. واعتبر شيلكوت ايضا ان المخططات البريطانية لفترة ما بعد اجتياح العراق عام 2003 "كانت غير مناسبة على الاطلاق".وقال "رغم التحذيرات، تم التقليل من شأن عواقب الاجتياح. المخططات والتحضيرات للعراق في فترة ما بعد صدام (حسين) لم تكن مناسبة على الاطلاق". ومضمون هذا التقرير يعتبر قاسيا بالنسبة لبلير الذي قالت اللجنة انه وعد العام 2002 الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش بالوقوف معه "مهما حدث" حتى قبل حرب العراق. واستمعت اللجنة في اطار تحقيقها الى 120 شاهدا بينهم بلير وغوردون براون الذي تولى رئاسة الحكومة خلفا له.وهذا التقرير الذي طلب في 2009 وكان يفترض ان تنشر نتائجه خلال عام، تحول بحد ذاته الى قضية مثيرة للجدل بعد ارجائه مرات عدة، ما دفع عائلات الجنود الذين قتلوا في العراق الى توجيه انذار للسلطات تحت طائلة ملاحقات قضائية. وقرر بعض هؤلاء مقاطعة جلسة عرض التقرير في قاعة للمؤتمرات في لندن فيما تجمع متظاهرون بدعوة من ائتلاف "اوقفوا الحرب" (ستوب ذي وور).وردد المتظاهرون "لقد كذب بلير، الاف الاشخاص قد قتلوا". وقال مايكل كولفر المتقاعد البالغ من العمر 78 عاما لوكالة فرانس برس ان "توني بلير مجرم حرب" داعيا الى تنظيم محاكمات للمسؤولين السياسيين البريطانيين. وبلير الذي ترأس الحكومة بين عامي 1997 و2007 متهم بتضليل الشعب البريطاني بتأكيده وجود اسلحة للدمار الشامل في العراق، وهو ما لم يتم التثبت منه ابدا. وقتل عشرات الالاف من العراقيين في الحرب والعنف الطائفي الذي اعقب ذلك. وشارك نحو 45 الف جندي بريطاني في الحرب بين عامي 2003 و2009، لقي 179 منهم حتفهم. - اساس ممكن للجوء الى القضاء -اكد تقرير رسمي اول نشر في 2004 ان بلير بالغ عندما تحدث امام البرلمان عن الخطر الذي يشكله الرئيس العراقي صدام حسين، لكن معد التقرير روبن باتلر اوضح الاثنين ان رئيس الوزراء السابق كان "يصدق فعلا" ما كان يقوله حينذاك. وعبر بلير مرارا عن اسفه للخسائر في الارواح، لكنه لم يأسف للاطاحة بصدام حسين. وقد عبر عن اعتذاراته العام الماضي لان "المعلومات التي قدمتها اجهزة الاستخبارات كانت خاطئة". وقبل نشر التقرير قال عدد من النواب بدءا بأليكس سالموند من الحزب الوطني الاسكتلندي انهم ينوون اغتنام الفرصة من اجل بدء اجراءات "اقالة" قد تكون نتيجتها المحتملة تجريد بلير من لقب رئيس الوزراء السابق. واجراءات "الاقالة" التي تستند الى قانون استخدم للمرة الاخيرة في 1806 ويعتبر قديما، ترتدي طابعا رمزيا.  وقد تشكل المعدات غير الكافية لدى القوات البريطانية، نقطة ثانية يمكن ان يعتمد عليها معارضو بلير لمهاجمته. ويتعلق الامر خصوصا باستخدام اليات "لاند روفر" مصفحة بشكل خفيف لا يسمح لها بمقاومة العبوات الناسفة، ويصفها الجنود بأنها "نعوش على عجلات". وقال محامو عائلات 29 جنديا قتلوا في العراق انهم سيدققون في تقرير شيلكوت. وقال مكتب ماك كيو وشركائه لوكالة فرانس برس ان التقرير "يمكن ان يشكل أساسا من اجل اتخاذ اجراءات قانونية ضد بلير ووزرائه أو الحكومة بشكل عام". والتأخير في نشر هذا التقرير يعود اساسا الى الحق بالإجابة الذي منح الى جميع الأشخاص الذين تم انتقادهم او كانوا موضع شكوك. وتعثر نشر التقرير ايضا بسبب وثائق مصنفة رفعت عنها السرية، بما فيها محادثات بين بلير وبوش والتي سينشر بعض منها. ولا تزال مسألة التدخل في العراق تؤثر على السياسة البريطانية حتى اليوم. وهذا ما يفسر الامتناع القوي للمملكة المتحدة عن المشاركة عسكريا في اي حرب منذ ذلك الحين، وهذه المسألة تؤرق بانتظام حزب العمال بقيادة جيريمي كوربن. وكتبت صحيفة "الغارديان" الاربعاء انه اذا كان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي "هو الحدث السياسي الاهم للبريطانيين منذ الحرب العالمية الثانية، فان اجتياح العراق في 2003 ليس بعيدا كثيرا عن ذلك".واضافت ان "الذين يعيشون في ظل النظام القاتل للدولة الاسلامية او لنظام بشار الاسد يحق لهم القول ان الاجتياح الذي حدث قبل 13 عاما هو الذين فتح ابواب الجحيم".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ساعة لبنان لم تحن: "حزب الله" ينتظر

منير الربيع /المدن/الأربعاء 06/07/2016

هي الإستحقاقات العائمة في شبر "أمل". يبحث اللبنانيون عن مخارج لأزماتهم، وسط تصاعد حدة التوتر الإقليمي. ينظر بعض الأفرقاء إلى فصل لبنان عن التطورات الخارجية بعين جدّية بالإمكان استناداً إليها تحقيق شيء ما في الداخل على قاعدة "اللبننة". فيما يعتبر البعض الآخر أن تلك النظرة ناجمة عن قصر نظر لدى البعض، أو استعجال لتحقيق مآرب لدى البعض الآخر. فترة بعد فترة، يغوص لبنان بساسته وشعبه في تحليلات وتكهنات، حول قرب الإتفاق على تسوية رئاسية تكون مدخلاً لحلّ الأزمة السياسية. كل ذلك، كان محض أوهام، وفق ما أثبتت التجربة. منذ الحوار الرئاسي بين الرئيس سعد الحريري والنائب ميشال عون، مروراً بمبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية والتوقعات بقرب انتخابه بسرعة، إلى إعادة طرح المبادرات على قواعد جديدة، كالطرح الذي يجري تداوله هذه الأيام، حول إعادة تنشيط الإتصالات للتوافق على انتخاب عون ربطاً بسلّة سياسية وإقتصادية يكون النفط راعيها، والآمال تكثر وتكبر بقرب الانتخاب. وحده "حزب الله" يبقى الصامت الأكبر إزاء هذه التي يطلق عليها أصحابها أو المقتنعون بها أسماء عديدة: "مبادرة" أو "التسوية". ثبت أن الجميع قابل للاستدراج إلى أي مستنقع باستثناء الحزب. إستدرج "تيارُ المستقبل" فرنجية إلى مربّعه. كذلك فعلت "القواتُ اللبنانية" مع عون، تماماً كما كفعل الحريري في السابق معه. وحده "حزب الله" بقي على موقفه، خصوصاً أنه متأكد من أنه صاحب الحلّ والربط، والماسك بخيوط اللعبة. لم يثره ترشيح عون الأول. كان مقتنعاً بأنه لن يمرّ لدى طارحيه وحلفائهم، وكذلك تسمّر أكثر مع طرح فرنجية، معتبراً أن كل ما يطرح يأتي في سياق نصب الفخاخ، التي لن تؤدي إلى أي نتيجة. والآن، مع تجدد الحديث عن مبادرة جديدة، يبقى الحزب على ثباته. هذه المبادرة تسير على خطّين: الأول إقناع الجميع بعون لحشر الحزب والاتفاق على جملة أمور في البلد، من الحكومة إلى قانون الانتخاب والنفط. والثاني، له من يريد إقناع "حزب الله" بالذهاب إلى مرشّح تسوية بعد إنعدام حظوظ كلٍّ من عون وفرنجية. في وقت يبدي النائب وليد جنبلاط استعداده لانتخاب عون للخروج من الأزمة، ويسعى رئيس "القوات" سمير جعجع إلى إقناع "المستقبل" بانتخاب حليفه الجديد، تلفت المعلومات إلى أن "المستقبل" مازال على موقفه الرافض لعون. ولأن "حزب الله" غير مقتنع بأي تغيير مستقبلي أو سعودي على هذا الصعيد، فهو غير مضطر إلى الدخول في هذه الحفلة. في المقابل، هناك من يعتبر أنه بعد الاتفاق النفطي، فإن المرحلة المقبلة ستشهد اهتماماً بلإقتصاد والمال. فلبنان سيكون بين منزلتين، العوائد النفطية، والعقوبات الأميركية. ولأن المرحلة كذلك فهي تستوجب شخصاً توافقياً متخصصاً بهذا المجال. وعليه، ثمة من يشرع في العمل على تسويق اسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على قاعدة أنه الوحيد الذي يفك الضيقة وللجميع مصلحته لديه. وتعتبر المصادر أن المخارج لديه، وهو أحد أكثر مبدعي هذه المخارج التي تريح الحزب مالياً، ويحافظ على القوانين الأميركية والقطاع المصرفي والمالي في آن معاً.

أما "حزب الله" فله اهتمامات أخرى، لأن الأمور أكبر وأعقد من ذلك، وانعدام الواقعية في مقاربة هذه الإستحقاقات، تشبه ابتعاد الدنيا عن أهلها. أوضاع المنطقة تتأزم، ولا يمكن حسم الملف اللبناني قبل حسم الوضع السوري ومعرفة مصير النظام. بل الأمور أخطر من ذلك، لا يمكن انتخاب رئيس لدولة في وقت الخرائط من حوله تتداعى وتتغير، ولا أحد يعرف كيف ستتثبّت الحدود في النهاية. أي تسوية في لبنان، يجب أن تسبقها تسوية إقليمية، أو على الأقل، ترتيب بعض الأوراق والملفات. وهذا غير متوافر الآن. فالوضع الإقليمي يتفجر أكثر فأكثر، وكل الأطراف تستجمع أوراق قوتها. وبالتالي، ليس هناك ما يشير إلى إمكانية تحقيق خرق داخلي، إستناداً إلى التطورات الإقليمية التي تذهب نحو الأسوأ. لبنان تفصيل بسيط، وعلى اللبنانيين أن يقلعوا عن نظرتهم إلى أنفسهم على أنهم محط اهتمام العالم، وأن الكون يدور حولهم. فما يجري في المنطقة والعالم، يتخطى لبنان ولا أحد يهتم لأمره.

 

ماذا يحمل وزير الخارجية الفرنسي إلى لبنان؟

رندة تقي الدين/الحياة/07 تموز/16

زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أرولت إلى بيروت يومي الاثنين والثلثاء المقبلين لن تحل معضلة الرئاسة اللبنانية، ولن تأتي بمبادرة معينة. فالديبلوماسية الفرنسية تدرك اليوم أن الوضع اللبناني الداخلي معطل بسبب «حزب الله» وإيران. وتستبعد الديبلوماسية الفرنسية أن يكون في الأفق حالياً أي حل لهذه المسألة، نظراً لما سمعته أخيراً من وزير الخارجية الإيراني، عندما التقى الرئيس هولاند. ولكن عندما تتحدث إلى ديبلوماسيين فرنسيين عن مشكلة التعطيل الرئاسي في لبنان، يردون بأنه على رغم التعطيل الحاصل اليوم، ستستمر فرنسا في التحرك والعمل إلى أن تأتي اللحظة التي تتوافر فيها شروط حل هذه المسألة، على رغم أن أوضاع الرئيس الفرنسي الداخلية صعبة. فهو يعاني من انخفاض كبير في شعبيته، لكنه ما زال رئيس بلد قد يكون الوحيد على الساحة الدولية والغربية المهتم والمعني بالملف اللبناني. فلا تمر مناسبة إلا ويثير هولاند الموضوع اللبناني مع زواره إن كانوا عرباً أو إيرانيين أو أوروبيين أو حتى أميركيين. فهو مثل الطبقة الحاكمة في فرنسا من اليسار إلى اليمين مهتم بالملف اللبناني، ويعرف تفاصيله كما كان يعرفها ويهتم بها الرئيس اليميني الأسبق جاك شيراك، الذي تربطه علاقة احترام وود بالرئيس الحالي على رغم أن الأخير اشتراكي. فالجميع يعرف أن شيراك صوّت لهولاند في عام ٢٠١٢ ولا تمر مناسبة إلا ويعبر هولاند عن مودته لشيراك. وآخرها كانت عندما افتتح هولاند معرض جاك شيراك في متحف كي برانلي الذي سمي على اسمه.

وهولاند مثل شيراك له أصدقاء لبنانيون من بينهم الزعيم اللبناني وليد جنبلاط وأيضاً غيره من مقربين لبنانيين يلتقيهم بعيداً من الأضواء في جلسات خاصة وتربطه بهم صداقات، تزوده بالمعلومات حول ما يجري في لبنان. ولديه سفير في بيروت (إيمانييل بون) كان مستشاره للشؤون العربية، وهو بارع في عمله الديبلوماسي ومستشرق يحب لبنان. وكل ذلك للقول إنه على رغم غياب أي مبادرة فرنسية معينة، فإن فرنسا تولي أهمية للبنان ولأوضاعه ومشكلاته، وأرولت الذي لا يعرف لبنان مثلما يعرفه هولاند، آت للتحدث مع جميع الأطراف وحثهم على ضرورة الاتفاق. ولكن الجميع يعرف أن مفتاح الحل لهذه المسألة هو في يد «حزب الله» وإيران. والقيادة الإيرانية تكرر أمام الفرنسيين أن على المسيحيين أن يتفقوا، وتتساءل كيف تحل مسألة الرئاسة في لبنان والرؤية ما زالت غير واضحة بالنسبة إلى الصراع السوري. إن مفتاح الحل للرئاسة اللبنانية كان في الماضي في سورية، أما الآن فبشار الأسد هو تحت رحمة «حزب الله» وإيران وروسيا، وهي الأطراف التي تحارب الشعب السوري لحماية بشار، الذي لم تعد له الكلمة في الرئاسة اللبنانية. ولسوء حظ لبنان، فطبقته السياسية أتاحت استمرار التدخل الخارجي. ولم يتم انتخاب رئيس في تاريخ لبنان إلا وكان بموافقة إما سورية - أميركية أو سورية - روسية، ولم يحدث أن حصل في لبنان انتخاب رئاسي مستقل بسبب الانقسام في الطبقة السياسية وفشلها في التطلع إلى التحرك لمصلحة الشعب. ولكن الشعب اللبناني يتحمل مسؤولية كبرى عن ذلك لأنه يعيد انتخاب الطبقة السياسية نفسها. إن محبي لبنان في الخارج في الدول العربية والغربية كثر. والنشاط اللبناني في قطاعي السياحة والثقافة جاذب، لكن السياسة اللبنانية مخيبة للأمل. فزيارة أرولت إلى لبنان مشكورة، لأن فرنسا ما زالت البلد الوحيد الذي يبحث فعلاً عن حل للمشكلة اللبنانية ويتحدث مع الجميع، لكن العبارة التي أطلقها الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي في برلين «لا تسأل ماذا يمكن أن يفعله الخارج لبلدك، بل اسأل ماذا يمكنك أن تفعل أنت لبلدك» يجب أن توجه إلى اللبنانيين.

 

طبخات الخميني الثلاث!

سليمان جودة/الشرق الأوسط/الأربعاء 1 شوال 1437هـ - 6 يوليو 2016م

ماذا تريد المخابرات الأميركية (سي آي إيه) أن تقول٬ وهي تكشف السرية هذه الأيام٬ عن الوثائق الخاصة بما دار في أروقة البيت الأبيض من ناحية٬ والسفارة الأميركية في طهران٬ من ناحية ثانية٬ قبل أسابيع من سقوط الشاه محمد رضا بهلوي؟ الإفراج عن مثل هذه الوثائق٬ كل فترة زمنية محددة له٬ في ظني٬ حكمة سياسية معينة٬ كما أن عملية الإفراج في حّد ذاتها٬ تظل وراءها «رسالة»ُيراد لها دائًما أن تصل إلى العالم. ولكن.. بصرف النظر عن الحكمة من هذا النوع٬ وعن الرسالة في مثل هذه الحالة٬ فإن الوثائق التي نشرت «الشرق الأوسط» جانًبا منها٬ على يومين متتاليين٬ لا بد أن تستوقفك تفاصيلها المنشورة٬ لأن خلفها٬ كما سوف نرى٬ معنى عاًما ومثيًرا لأكثر من علامة استفهام. فالحركة من جانب البيت الأبيض٬ لإسقاط واحد من أهم حلفائه في المنطقة كلها٬ لم تكن في داخل واشنطن فقط٬ ولكنها كانت في اتجاهات ثلاثة متوازية. كان الاتجاه الأول٬ على مستوى المكتب البيضاوي للرئيس جيمي كارتر٬ الذي عقد كما تشير الوثائق٬ عدة اجتماعات مع أركان إدارته٬ تقرر فيها التخلي عن «بهلوي» وإجباره على مغادرة بلاده٬ وكل ما كان وولتر مانويل٬ نائب الرئيس يوصي به٬ خلال الاجتماعات٬ هو أن يخرج الشاه بطريقة لا يعرف منها أن الولايات المتحدة تقف وراءها! أما بريجينسكي٬ مستشار الرئيس للأمن القومي٬ فكان ضد التخلي عن الشاه٬ وإن كان قد سكت عن الأسباب التي دعته إلى أن يتبنى موقًفا كهذا لم يشاركه فيه أحد بين جميع الذين حضروا واجتمعوا.

وكان الاتجاه الثاني في باريس٬ حيث كان يقيم الخميني٬ وحيث كان يتأهب للعودة٬ لقيادة الثورة ضد الشاه.. فهناك٬ بدأت في 15 يناير (كانون الثاني) ٬1979 أي قبل عودته لإيران بأسبوعين٬ اتصالات مباشرة بينه وبين رجال من الإدارة الأميركية٬ وتقول الوثائق في تفاصيلها٬ إن الاتصالات بدأت بعد أن تأكد الأميركان أن الخميني مستعد تماًما للتعاون معهم٬ وأنه يفتح يده في هذا الاتجاه٬ دون تحفظ٬ وأن عدم تحفظه يصل إلى حد إبداء استعداده لبيع بترول إيراني لإسرائيل! على مستوى ثالث٬ كانت السفارة الأميركية في العاصمة الإيرانية٬ تمارس ذروة نشاطها في اتجاه التواصل مع معارضي الشاه٬ في أكثر من موقع٬ وأكثر من مؤسسة٬ وأكثر من جهاز حكومي٬ وكانت الطبخات الثلاث٬ على حد وصف تفاصيل الوثائق٬ تنضج في أوقات متوازية٬ وفي العواصم الثلاث مًعا: واشنطن٬ ثم باريس٬ فطهران! وكانت التفصيلة الأكثر إثارة للانتباه٬ أن إدارة الرئيس كارتر كانت ترى أن تعاوًنا بين الملالي من رجال الخميني٬ والمؤسسة العسكرية٬ في إيران٬ يمكن أن يكون ضامًنا لاستقرار أكبر٬ في البلد٬ ثم في الإقليم من حول البلد.. وعلى هذا الأساس بدأت الحركة في الاتجاهات الثلاثة٬ وبلغت غايتها في 31 يناير٬ من ذلك العام٬ عندما عاد الخميني من منفاه الباريسي٬ على متن الخطوط الجوية الفرنسية! الآن.. وعند هذه المرحلة من التعليق على الوثائق٬ أريد منك أن تقفز من عام ٬1979 إلى عام ٬2011 وتحديًدا إلى اليوم الأول من فبراير (شباط)٬ من ذلك العام.. ففيه٬ دعا الرئيس أوباما٬ الرئيس مبارك إلى أن يتخلى عن منصبه.. تماًما٬ وبالضبط٬ كما جاءت دعوة من كارتر٬ إلى شاه إيران قبلها بـ32 عاًما!

وتستطيع أن ترفع اسم بريجينسكي٬ أيام كارتر٬ وتضع مكانه السفير فرانك وزنر٬ أيام أوباما.. فكلنا يعرف٬ أن وزنر كان ضد تخلي مبارك عن الحكم٬ أو بمعنى أدق، تخلي بلاده عن مبارك٬ كما كان بريجينسكي٬ ضد تخلي إدارة بلاده عن الشاه! ومثلما كان وولتر مانديل٬ يسعى إلى أن يغادر الشاه بلده بطريقة لاُيعرف منها أن وراءها الولايات المتحدة٬ كانت هيلاري كلينتون تتبنى الموقف ذاته تقريًبا٬ إزاء مبارك٬ وإن قالت لنا في كتاب مذكراتها٬ وفي غير كتابها٬ شيًئا آخر! وكما كان الخميني مستعًدا لبيع البترول إلى إسرائيل٬ كان محمد مرسي يخاطب الرئيس الإسرائيلي٬ شيمعون بيريز٬ في خطاب رسمي٬ ويقول: صديقي العزيز بيريز أتمنى لبلدك كل الرفاهية! لك أن ترفع من تشاء٬ من الأسماء الواردة في القصة كلها٬ عام ٬1979 وتضع مكانها٬ من تشاء٬ من الأسماء الواردة في القصة الأخرى٬ عام ٬2011 بالتوازي٬ فلا يختلف المعنى على أي نحو!

ثم إن لك أن تتساءل في حيرة: إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية٬ كما قيل عنها بحق٬ لا تصل إلى الطريق الصواب٬ إلا بعد أن تجرب كل الطرق الخطأ٬ فهل نحن في المقابل لا نملك ذاكرة تحفظ٬ من أجل أن تعي٬ إلى هذا الحد؟! وإذا كانت «التجربة والخطأ» هي أداة لا تتغير لدى الإدارات الأميركية المتعاقبة معنا٬ فما الذي يتغير فينا نحن في المقابل٬ في هذه المنطقة؟ في القصة كلها أن الولايات المتحدة دعمت رجال الدين٬ للوصول إلى السلطة في إيران٬ بغرض تحقيق استقرار أفضل في البلاد٬ ورغم أنه قد تبين لها أن ما راهنت عليه لم يتحقق٬ كما تصورت٬ فإنها عادت في عام ٬2011 لتدعم رجال دين آخرين من «الإخوان»٬ للوصول إلى السلطة٬ في القاهرة٬ خلًفا لمبارك٬ وأيًضا لتحقيق استقرار أكبر في البلاد٬ وكأنها لا تقرأ.. ولا تتعلم!

 

داعش تعلن انتماءها لإيران

عبدو شامي/06 تموز/16

منذ أن ظهر اسم "داعش" ونحن نحذّر من الاغترار بما يدّعيه هذا التنظيم الإرهابي من انتسابه الى الإسلام. أكثرنا من المقالات التي توضح أن هذه العصابة من تفقيس حاضنات الاستخبارات السورية-الإيرانية، غُسِلت أدمغتها المختلّة أصلا في السجون السورية والعراقية حيث غُذِّيت بالفكر الإجرامي قبل أن يجري إطلاقها من أقفاصها لتعيث في الأرض فسادا بعد أن وجد الأسد نفسه عاجزا عن الوقوف في وجه الثورة.

استُعملت داعش في خدمة أهداف التحالف الأميركي-الروسي-الإسرائيلي الذي لم يكن مقنعا في اداعائه محاربتها، فامتنع عن استهداف أرتالها مسهّلا مهمة احتلالها المدينة تلو الأخرى. ضربت الثورة السورية أولا عبر قتال الفصائل المعارضة للنظام فحيّدته كما حيّدها هو من نطاق إجرامه وعقد معها صفقات النفط والكهرباء؛ ثم استُخدمت في العراق بعد أن سلّمها الجيش العراقي-الصفوي مدنا بأكملها بسلاسة تامة بما تحويه من أموال وأسلحة تُركت لها عمدا، فاستُعملت أداة لسحق المدن السنية وتهجير أهلها والتنكيل بهم من قبل الميليشيات الشيعية بهذه الذريعة وصولا الى تقسيم العراق. شوّهت الإسلام بجرائمها الوحشية العابرة للقارات، هدمت مساجد وكانئس وأزالت معالم الحضارات السابقة من على وجه الخارطة، اضطهدت الأقليات العرقية والدينية، وكان معظم ضحايا إجرامها من أهل السنة التي تدعي الانتماء إليهم. استثمر فيها النظام الأسدي وإيران للتغطية على طائفيتهما البغيضة، فأعطت صورة مغلوطة للعالم بأن ثمة وحشًا أشد خطرا من الأسد يجب قتاله بالتعاون مع الأسد وإيران، فيما الحقيقة أن داعش الأم أخطر من بناتها، فمن ابتكر لهؤلاء الوحوش فكرهم الإرهابي وأشربهم إياه هو بلا شك أشد وحشية وإرهابا منهم.

رغم كل ما تقدّم، ولاسيما الجرائم المدروسة بعناية من حيث الأمكنة التي تحيّد إيران وإسرائيل وتستهدف الدول السنية، والتوقيتات السياسية بما يخدم محور الشر، بقي كثيرون ينفون عن داعش حقيقة ائتمارها بالاستخبارت الأسدية-الإيرانية، الى أن كشفت داعش بنفسها عن حقيقة أمرها في 4/7/2016 فأعنلت بذاتها براءتها من الإسلام وانتمائها الى إيران والشيطان من خلال تفجير أحد انتحارييها نفسه في ساحات المسجد النبوي في المدينة المنورة في 3/7/2016 تزامنا مع أذان الإفطار في رمضان، ما أسفر عن استشهاد أربعة رجال من الأمن السعودي وإصابة خمسة آخرين وترويع عشرات آلاف المصلّين؛ لكن مهلا، قد نَفهم براءة داعش من الإسلام من خلال تجرُّئها على تفجير مسجد النبي الذي تدّعي انتماءها إليه كما هو مدوَّن زورا على رايتها، لكن كيف يُفهم من جريمتها تلك إعلانها الانتماء والولاء لإيران؟!

بمراجعة تاريخية سريعة، وباستثناء محاولة الانقلاب على الحكم السعودي التي نفّذها من داخل الحرم المكي سنة 1979 جهيمان العتيبي ومحمد القحطاني الذي ادعى أنه المهدي المنتظر... يجد الباحث أن الفئة الوحيدة التي تجرأت على انتهاك حرمة مكة والمدينة وأثناء مناسك الحج أعظم الشعائر لدى المسلمين، وقامت أحيانا بتدنيس مقابر الصحابة في البقيع في المدينة المنورة، إنما كانت الفئات الباطنية المغالية التي تدعي الانتماء الى آل بيت النبوة لضرب الإسلام من الداخل! فمن القرامطة أولا الذين أغاروا على المسجد الحرام بمكة سنة 339هـ فقتلوا الناس وسرقوا الحجر الأسود من الكعبة وغيّبوه 22 عنها سنة. ثم الى الخميني ثانيا الذي بعد أن استثمر عملية القحطاني في الدعاية لثورته زاعما أن أميركا تقف وراءها، استخدم موسم الحج لتصدير الفكر الدموي الفتنوي لثورته المدعومة من الغرب عام 1979؛ ففي عام 1986 اكتشفت أجهزة الأمن السعودية مادة شديدة الانفجار خُبّئت في جميع حقائب الركاب الـ 110 لطائرة حجاج إيرانيين وصلت الى جدة، أظهرت التحقيقات أن هدفهم كان المسجد الحرام. وفي العام 1987 أثار الحجاج الإيرانيون الرعب والموت في موسم الحج إثر قيامهم بالتنسيق مع الحرس الثوري بتظاهرات سياسية وأعمال شغب لتصدير الثورة، راح ضحيتها 402 قتيل من الحجاج ورجال الأمن. وسنة 1989 قام ما يسمى بـ"حزب الله الكويتي" بتفجيرات أدت الى مقتل حاج وجرح 16آخرين. وبعدها بعام سنة 1990 اشتُبِه بقيام ذاك الحزب نفسه بإطلاق غاز سام في نفق "المعيصم" مما أدى الى مقتل نحو 1426 حاجا. أما عام 2015 فكانت أكبر كوارث الحج حيث تسبب خروج 300 حاج إيراني بشكل مريب عن موعدهم المخصص لهم للتفويج في "منى" وسيرهم في الاتجاه المعاكس لجموع الحجاج بمقتل نحو 2121 حاجا، في كارثة لم تخل من رائحة التدبير والتآمر وإن كان في عداد القتلى كثير من الإيرانيين.

الخميس 2تموز2016 أعلنت إيران رسميا منع حجاجها من أداء مناسك الحج لهذا العام رغم كل التسهيلات التي قدمتها إليهم السلطات السعودية؛ فماذا تخبّئ داعش الإيرانية-الأسدية لمكة والمدينة في موسم الحج الآتي بعد شهرين من الآن؟

 

قرأة عونية في تقدم الجنرال نحو القصر ومسؤولية الحريري ودور جعجع..!؟

سيمون ابو فاضل/الأربعاء، 06 يوليو، 2016

يحرز الحراك المحيط بالملف الرئاسي تقدماً عملياً نتيجة تفهم عدّة قوى سياسية بأن انتخاب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بات امراً ضرورياً على ما يقول محيطون به، اذ بات كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط متجاوبين لناحية تولي عون رئاسة البلاد ويبقى ان يتخذ رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري القرار النهائي ويؤيد انتخاب عون رئيساً للجمهورية.

وفي معطيات المحيطين بعون أن المجتمع الدولي وحتى عدد من الدول العربية، اصبحوا متفهمين أن عون بات المرشح الحصري وانتخابه ينهي الواقع المتردي الذي تعيشه البلاد وينقلها الى مرحلة تشهد انتعاشاً اقتصادياً ومتانة أمنية سياسية في مواجهة اخطار محدقة بلبنان وشعبه.

ولذلك يبقى على الحريري ان يحسم قراره حسب المحيطين به بأن يقتنع بضرورة انتخاب عون وكذلك التوضيح للسعوديين بأن هذا الخيار هو الخطوة السليمة، ليس فقط لان جلوس رئيس تكتل التغيير والاصلاح على كرسي بعبدا يعيد الحريري الى رئاسة الحكومة بل لأن الانهيار الذي يشهده البلد بات يلقي مسؤوليته على كل من يعيق انهاء الفراغ الرئاسي وعدم ا نتخاب عون رئيساً.

وحيال قلق تيار المستقبل من انقلاب عون على الطائف في حال انتخابه رئيساً نتيجة خلافات مرتقبة على تعيينات او غيرها من النقاط الدستورية التي كان طرحها، وبعضها مطالبته بصلاحيات الرئيس على ما كانت قبل إتفاق الطائف، يجيب المحيطون بعون انه من الطبيعي ان يتمسك ميشال عون بتعيين كل الموظفين المسيحيين في الدولة ودون شراكة من القوى المذهبية الاخرى على غرار ما يطبق هؤلاء في التعيينات ذات اللون الاسلامي فمن الطبيعي ان يختار عون قائد الجيش لولايته الرئاسية، ومن الطبيعي ان يعمل من موقعه السياسي الشعبي لان يكون صاحب القرار الاول في هذا الحقل سواء كانت التعيينات ادارية امنية او عسكرية… وغير ذلك فألف سلام على الطائف.عدا انه لن يقبل ان يكون قادرًا للابتلاع والتهميش.

ويتابع المحيطون بأن عددا من نقاط الطائف لم تتطبق، وتتوزع بين قانون الانتخاب واللامركزية، بحيث تم تعطيلها في زمن الوصاية السورية بالتفاهم بين سائر القوى على حساب المسيحيين، ولكن بعد اليوم لم يعد مقبولا ان يكون نحو 25 نائباً مسيحياً رهائن عند الطوائف الاخرى. اذ اما ان يصادر القرار المسيحي واما السكوت عن قضم الحقوق، ولذلك يأتي قرار عون بعدم الصمت عن هذا الاجحاف ولذلك ان انتخابه رئيسا يترجم الشراكة الفعلية لاتفاق الطائف.

ويكشف المحيطون أن عون حريص على التطبيق الصحيح لاتفاق الطائف والشراكة الوطنية مع الطائفة السنية ويردد انه لو كان بالامكان انتخابه من قبل كافة المكونات ما عدا الطائفة السنية فهو لن يقبل، بما يعكس قناعته بضرورة ترجمة كيفية قيادة البلد وليس الوصول الى السلطة، كما ان انتظام العمل السياسي والمؤسساتي يكون في كل الاتجاهات، اذ لا يمكن ان يؤخذ على النائب ممارسة حقه من خلال مقاطعته الجلسات تخوفا من تهريبة رئاسية، ولا يؤخذ على رئيس الحكومة الحصول على مهلة مفتوحة لتشكيل الحكومة تتجاوز الأشهر الستة، دون ان يكون للامر ضوابط، اذ على المستقبل ان يكون شريكا إيجابيا في تسيير عجلة الدولة استنادا لجوهر اتفاق الطائف والتمسك بالشراكة الحقيقية.

وعن عدم دخول امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على خط حسم الترشيحات بين حليفيه ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، خاصة ان الحريري كان تمنى على نصرالله اتخاذ هذه الخطوة، يقول المحيطون بأن الموضوع له ثلاثة ابعاد:

اولا: على الحريري ان يتخذ موقفاً في هذا الشأن اذا ما كان يريد رئيسا للبلاد وعندها يحشر حزب الله.

ثانيا: ان رئيس تيار المردة ابلغ الحريري عن رغبته بالانسحاب من السباق الرئاسي اذا ما كان الحريري راغبا في انتخاب عون، اي انه سهل له الامر.

ثالثا: ليس فقط ان بقاء عون وفرنجية مرشحين يؤدي عمليا الى استنزاف رصيد الحريري وطاقته السياسية انما ايضا لا يريد حزب الله ان يحصل خلاف مع حليف له قد يكون له يوما دور رئاسي.

ولذلك على الحريري ان يحسم امره ويقرر ما اذا كان يريد عون لاستيعاب الواقع اللبناني المتردي ومعالجته، اذا ما كان قلقا من مؤتمر تأسيسي ونسف الطائف، ويتوقف المحيطون امام حراك رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مقدرين له مصداقيته ودوره في هذا الحقل، بحيث من الممكن ان يكون هو عراب هذه التسوية الرئاسية اذا ما حصلت، مشيرين الى ان جعجع اكد في لقائه مع الحريري التزامه بثوابت 14 آذار ويؤكد عليها يوميا في مواقفه، لكن هذه المرحلة تتطلب انتخاب عون رئيسا وبعدها تكمل هذه القوى مسارها السياسي موحدة، وهو ما لم يؤيده الحريري الذي عبر له عن حواجز واعتراضات لو اراد الاخير فمن الممكن تجاوزها.

في المقابل يعتبر مطلعون على موقف الحريري أن حزب الله ليس جديا في انتخاب عون ولذلك يفضل الفراغ للوصول الى مؤتمر تأسيسي وانه وضع الطابة في ملعب رئيس المستقبل لناحية تبنيه عون قد ترتد سلبا على قواعده وتزيد الهوة بينهما، لان حزب الله قادر ان يجد مخرجاً بعد التراجع عن دعم فرنجية وتأييد الحريري لعون وربط ترشيح الاخير بشروط لا يستطيع ان يتقبلها الحريري كقانون انتخاب وغيرها من المطالب التي ستشكل فخاً. عدا ان كل الطائفة السنية لا تتقبل تأييد رئيس المستقبل لرئيس تكتل التغيير والإصلاح لدخول قصر بعبدا، ثم ان وفد الحريري المنتدب لحوار عين التينة تأكد ان حزب الله لم يتجاوب مع الطلب بضرورة حسم الامر بين عون وفرنجية وذلك لكونه يفضل الفراغ لاهداف معروفة.

واكد المطلعون على موقف الحريري ان وصول عون سيفتح باباً للتعديلات بما يتيح الفرصة لحزب الله بالنفاذ من هذه الثغرة لطرح المؤتمر التأسيسي وتحقيق المثالثة.

واضاف المطلعون أن خطوة جعجع تندرج في عدم قدرته على التراجع نتيجة ترشيحه عون الى رئاسة الجمهورية واستحالة وصوله نتيجة جملة اسباب ولذلك يعمد قائد القوات الى فتح ثغرة في حائط الفراغ.

 

جريمة القاع بين الدعاية الإنتخابية وترسيخ منطق الدولة

نوفل ضو/جريدة الجمهورية/الأربعاء 06 تموز 2016

بعد مرور أسبوع على التفجيرات الإرهابية التي استهدفت بلدة القاع، بدا واضحاً أنّ التعاطي الحكومي الرسمي كما التعاطي السياسي - الحزبي جاءا دون ما تتطلّبه مثلُ هذه الجريمة من مقاربات تلامِس الأسبابَ والدوافع، لتقتصرَ على مجرّد التعاطي مع النتائج ومحاولة احتوائها بالحدّ الأدنى من الخسائر أو محاولة الاستفادة منها والاستثمار في ذيولها. الحكومة تعاطت مع المسألة كحادث أمنيّ، ولم تقُم بأيّ خطوة من شأنها وضعُ الجريمة في إطارها السياسي الصحيح والسعي إلى معالجة أسبابها من خلال الاستفادة من مجموعة أوراق تملكها، بدءاً بكونها الجهة الشرعية القادرة على أن تتوجّه باسم الدولة اللبنانية إلى المجتمعَين العربي والدولي لمساعدتها على ترسيم الحدود السائبة وضبطِها بما من شأنه أن يمنعَ أو على الأقل يحدّ من تكرار مِثل هذه العمليات الإرهابية في المستقبل. والمؤسف أنّ اللبنانيين لم يَسمعوا بأنّ وزير الخارجية جبران باسيل الذي هو رئيس «التيار الوطني الحر» رافع شعار الدفاع عن الدولة والمسيحيين وحقوقهم، بادرَ إلى استدعاء سفراء الدول العربية والأجنبية المؤثّرين في لبنان للطلب إليهم العمل على مساعدة لبنان على تطبيق القرارات الدولية التي تسمح له بضبط حدوده ومنعِ تدفّق السلاح عبرها في الاتّجاهين.

وفي وقتٍ كان عضو كتلة نواب «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا يَجول على أحياء القاع وشوارعها ويشارك أبناءَها أعمال الدورية والحراسة في مواجهة الإرهابيين، بادرَ العميد شامل روكز إلى زيارة القاع ورأس بعلبك لشدّ أزرِ أبناء البلدتين، الذين حملوا السلاح الفردي دفاعاً عن أنفسِهم...

وبذلك بدا «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» المفترَض أنّهما مرتبطان بورقة إعلان للنوايا السياسية، وكأنّهما في عملية تنافس على استقطاب الرأي العام المسيحي في إطار لعبةِ تحديد الأحجام التي بدأت على الساحة المسيحية بالانتخابات البلدية الأخيرة ويفترض أن تُستكمل في الانتخابات النيابية المقبلة.

أمّا «حزب الله» الباحث عند كلّ مفترق ومناسبة، عن ذريعة لتبرير دور سلاحِه غير الشرعي، ومحاولة تأمين غطاء سياسي له، فوجَد في العمليات الإرهابية التي استَهدفت القاع مناسبةً لتصوير نفسِه وكأنّه يَحمي المسيحيين في لبنان في مواجهة حقيقة الدور الذي يقوم به في حماية نظام الرئيس السوري بشّار الأسد.

وعلى هذا الأساس سارَع «حزب الله» إلى الإعلان عن تنفيذه عملياتٍ انتقامية لشهداء القاع من خلال استهداف قائد ميداني لتنظيم «داعش» في جرود عرسال، وهو ما لم يقُم به الحزب حتى عند مقتلِ قائده العسكري مصطفى بدر الدين قبل أسابيع وثأراً لأكثر من خمسة وعشرين من عناصره سَقطوا في يوم واحد في معارك حلب. وإذا كان موقف الحكومة الخاضعة لموازين القوى التي يفرضها «حزب الله» على أرض الواقع، وسعي «حزب الله» إلى استغلال المناسبة في إطار تجاوزه المعروف لمنطق الدولة والمؤسسات الدستورية مفهومين - ولو غير مقبولين - فإنّ ما ليس مفهوماً ولا مقبولاً هو موقف الأحزاب والقوى السياسية المسيحية التي جعلت من تفجيرات القاع الإرهابية فصلاً من فصول حملاتها الانتخابية والدعائية، في وقتٍ ترفَع شعار التمسّك بالشرعية والمؤسسات الدستورية من دون أن تقدِم على أيّ خطوة تعزّز مكانة الآليات الدستورية المعتمدة في النظام السياسي اللبناني.

فعلى الرغم من أنّ للأحزاب والقوى السياسية المسيحية المستقلة نوّاباً يفوق عددهم الـ 45 نائباً، فإنّ أيّاً منهم لم يكلف نفسَه حتى عناء توجيه سؤال الى أيّ من وزراء الدفاع سمير مقبل والداخلية نهاد المشنوق والخارجية جبران باسيل أو إلى رئيس الحكومة تمّام سلام عن الخطوات التي قاموا بها لمعالجة أسباب الجرائم الإرهابية التي استهدفت بلدة القاع.

كما أنّ أيّاً منهم لم يجتمع بسفير أجنبي أو يتصل بمسؤول عربي أو دولي مؤثّر مطالباً بوضعِ قرارات الشرعيتين العربية والدولية الخاصة باستعادة الدولة اللبنانية سيادتها وبسط سلطتها على كلّ أراضيها بقواها الذاتية الشرعية. إنّ الدفاع عن الشرعية اللبنانية لا يتحقّق بمجرّد رفعِ شعارات عن أهمّيتها بين وقت وآخر. كما أنّ المطالبة بحقوق المسيحيين لا تكون بمجرّد السعي إلى رفع أعداد أعضاء الكتَل النيابية لهذا الحزب أو ذاك. فما نفعُ شعار الشرعية وما الفائدة من زيادة المقاعد النيابية والوزارية إذا كان المطالبون بها لا يستفيدون ممّا هو متوافر لديهم حاليّاً من مقاعد نيابية ووزارية لاعتماد الآليات الدستورية في معالجة التطورات، حتى ولو بدا للبعض أن لا نتائج فورية تُرتجى من ذلك. فمنطق الدولة يحتاج إلى من يتبنّاه قولاً وإلى من يُطبّقه فعلاً، لأنّ هذا المنطق، على الرغم من ظهوره وكأنه غير مؤثّر في المسارات السياسية والأمنية والعسكرية في ظلّ الاستباحة الراهنة للدستور والمؤسسات، فإنّه يبقى عملياً الحاجزَ الأبرز الذي يصطدم به «حزب الله» في كلّ محاولاته لتشريع الأمر الواقع الإنقلابي الحالي المفروض في لبنان بقوّة السلاح، والانتقال به إلى واقع دستوري وقانوني.

* عضو الأمانة العامة لقوى «14 آذار»

 

ما بعد تفجيرات السعودية لبنانياً

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 06 تموز 2016

لا يمكن فصل التفجيرات الإرهابية التي تعرَّضت لها المملكة العربية السعودية، ووصلت الى الحرم النبوي الشريف عن سياق طويل من الصراع الجاري في المنطقة. فالمملكة العربية السعودية التي استُهدفت مرات عدة، منذ تفجير الخبر، الى موجة التفجيرات التي طاولت مدناً عدة منها جدة، تستقبل اليوم تحدياً جديداً لعله الاخطر، ولاسيما بعد التهديدات التي تلقتها من إيران في موضوع ادارة الاماكن المقدسة ومراسم الحج. لا تستبعد مصادر ديبلوماسية عربية أن تكون التفجيرات الاخيرة حلقة في سياق مسلسل لم ينته، وهو مرشح للتصاعد ولاسيما بعد تحوّل نسبي في ميزان القوى في سوريا، خصوصاً في منطقة حلب لصالح المعارضة السورية المدعومة من السعودية وتركيا، حيث عبّرت السعودية عن الرفض الكامل لبقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة، واضعة خطاً أحمر حول أيّ تسوية تتضمّن بقاءه. في الترجمة اللبنانية لمرحلة ما بعد التفجيرات الارهابية في السعودية، لا بدّ من قراءة مختلفة لما قد يستجد بخصوص اقتراحات الحلول، وأبرزها موضوع السلة المتكاملة التي يطرحها الرئيس نبيه بري، والتي يبدو أنه لن تتيّسر لها فرص النجاح، في ظلّ الرفض السعودي للمقايضة بين انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وإعطاء ضمانة ببقاء الاسد في سوريا.

وتأتي هذه التفجيرات لتشير الى احتدام المواجهة الايرانية - السعودية في المنطقة، ولا سيما أنه سبق لايران أن هدّدت السعودية بعد حادثة مراسم الحج السنة الماضية، وها هي التفجيرات تستهدف حسب المصادر هذه الاماكن المقدسة، في رسالة الى المملكة بأنّ أمنها سيكون مهدّداً في العمق.

امام هذا المشهد، ماذا ستكون خيارات الاطراف في ما يتعلق بالتعامل مع السلة، ومع كلّ ما يُطرح من حلول، فهل سيبقي الرئيس سعد الحريري على ترشيحه رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية أم انه سيعمد الى تنفيذ مناورة إنسحابية، تعيد الامور الى ما قبل هذا الترشيح؟

وكيف يمكن تنفيذ هذه المناورة، خصوصاً إذا ما استمرّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع في ترشيح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، وهو على الأرجح مستمرّ في ترشيحه، مع علمه المسبق بأنّ وصول عون دونه عقبات، فهو غير مقبول عربياً ودولياً، كما أنّ مكوِّناً اساساً في لبنان يعارض وصوله إلى الرئاسة. في المعلومات، أنّ جعجع فشل في إقناع الحريري بتبنّي ترشيح عون، وهذا يعود لأسباب عدة أولها عدم قدرة الحريري على تسويق عون في بيئته، وعدم قدرته على تخطي الرفض السعودي لوصول عون، خصوصاً أنّ الاخير لا يملك إلّا طرح معادلة تبادل الوصول الى بعبدا والسراي، ولا يملك أيّ ورقة يمكن البتّ بها بخصوص قانون الانتخاب، وتأليف الحكومة والثلث المعطل والبيان الوزاري، وغيرها من القضايا الاساسية التي يريدها «حزب الله» جزءاً من السلة المتكاملة، كسلة إنجازات تعكس رغبته في السيطرة الضمنية على أبرز مفاصل السلطة.

لهذه الاسباب وغيرها، لا يُتوقع في ظلّ الصراع الايراني - السعودي المستعر، أن يسجَّل أيّ اختراق يؤدي الى انتخاب رئيس، فيما الأمور تسير في اتجاه التعامل مع استحقاق الانتخابات النيابية، بعد سنة، هذا الاستحقاق الذي لن يمكن لأيّ أحد الاعتراض على إجرائه، لكنّ ذلك كله يبقى مرهوناً باستمرار القرار الإيراني بتعطيل انتخاب الرئيس أو بعدم استمراره. وفي الانتظار، فإنّ الترشيح الدفتري، لكلٍّ من عون وفرنجية مستمر، لكنه سيبقى حتى إشعار آخر مجرّد واجهة لـ»حزب الله» الذي يعطل الانتخابات، كما ستبقى معادلة تعبئة الوقت الضائع بالنسبة إلى جعجع والحريري، اللذين يعرفان أنّ قرار انتخاب الرئيس خرج عن كونه مجرّد توافق داخلي، وبات أسير التوازنات المتغيرة في المنطقة.

 

«الإسلام المتطرّف» يفترس «الإسلام المعتدل» وهو صامت!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 06 تموز 2016

في عشيّة الفطر، لم تجد «داعش» ما تستهدفه سوى المسجد النبوي وقبر الرسول في المدينة المنوّرة. وهكذا قدّمت دليلاً جديداً على أنها ليست تنظيماً «إسلامياً» ولا تمتّ إلى الإسلام إلّا بالشعارات التي ترفعها مطيّةً لأعمالها، وأنها في العمق ليست سوى شركة استخبارية مساهمة، أو بندقية برسم الإيجار، تمَّ خلقُها لضرب المسلمين والعرب. إذا كانت «داعش» تَرفع لواء الدفاع عن المسلمين- السُنّة تحديداً- فيجدر التنويه بأنّ الغالبية الساحقة من ضحايا جرائم «داعش» هم من المواطنين السُنّة في سوريا والعراق، إضافة إلى سنّة عرب في تركيا ومصر وليبيا وتونس والأردن ولبنان وسواها. وفي الدرجة الثانية، ضحايا «داعش» هم من العرب الشيعة والمسيحيين والأزيديّين والأكراد. وفي الدرجة الثالثة هم من مسيحيّي أوروبا. ويمكن القول إنّ إرهاب «داعش»، المستمر منذ 5 سنوات، لم يشمل دولاً إقليمية ودولية عدّة، ولا سيما إسرائيل المصنَّفة تقليدياً معتدية على مقدسات إسلامية في فلسطين. لم تستهلك «داعش» أيّاً من انتحاريّيها في المسجد الأقصى وقبّة الصخرة في القدس، عشيّة الفطر، على رغم القرار الذي اتّخذه بنيامين نتنياهو في اليوم عينه بتوسيع رقعة المستوطنات. ووَفّرت انتحاريّيها لتستهلكهم في حرم المسجد النبوي ومحيط قبر الرسول في المدينة المنوّرة. وهذا الخيار من شأنه أن يضيء على الكثير.

لو قُيِّض لـ«داعش» أن تقيم دولتها الإسلامية العالمية، لكانت عاصمتها مكة والمدينة المنورة. فلماذا، إذاً، إصرار هذا التنظيم على ضرب رمزية هذه العاصمة، عشيّة الفطر؟ وفي الأسابيع الأخيرة، ضربت «داعش» في أوروبا وتركيا ودول عربية عدة، فلماذا يتمّ استهداف المسلمين والعرب أصحاب القضية في الدفاع عن مقدسات القدس؟ ولماذا استهداف مسيحيّي أوروبا الأكثر تعاطفاً مع المسلمين والعرب؟ واضح أنّ «داعش» تستفيد من التراخي المقصود أو غير المقصود الذي يُبديه الطرفان الوحيدان المعنيان بمواجهة «داعش»:

1- تراخي القوى الإقليمية والدولية في القضاء عسكرياً على هذا التنظيم، كل منها لغايات تسعى إلى تحقيقها.

2- تراخي غالبية المرجعيات الدينية الإسلامية الكبرى في مواجهة الفكر المتطرف الذي تسوِّقه «داعش» في شكل مشبوه.

فعلى رغم المخاوف التي تعمّ العالم من عمليات إرهابية تقوم بها «داعش»، لا يبدو التحالف الدولي المولَج ضربها في صدد تنفيذ ضربات فعلية تؤدي إلى القضاء عليها. وما قام به التحالف حتى اليوم، بقيادة الأميركيين، لم يكن سوى عملية ترسيم للحدود بين المتصارعين على الأرض. فقد منع التحالف سيطرة «داعش» على المنطقة الكردية في العراق، ومنعه من التقدُّم نحو المناطق السنّية والعلوية في سوريا.

أما القوى الإسلامية والعربية المتَّهمة بدعم «داعش» في فترات مختلفة، بالسلاح والمال وتمرير الرجال، من أجل توازن الرعب في وجه الشيعة والمحور الإيراني، فقد اكتشفت أنّ سحر «داعش» انقلب على الساحر، وأنّ هناك غموضاً حقيقياً في هوية «داعش» وطبيعتها، وأنّ هناك تشعُّباً في ارتباطاتها.

ولكن، في مقابل هذا التقصير في المواجهة على المستوى العسكري، يجدر التفكير في التقصير على المستوى الأشدّ حساسية وخطراً، أي في المواجهة الدينية - العقيدية الفكرية. وهنا يبدو جلياً دور ما يسمّى «الاعتدال الإسلامي».

حتى اليوم، تبدو مواجهة المرجعيات الدينية الإسلامية لـ»داعش» شكلية ولا تستهدف القضاء عليها فكرياً، تماماً كما هي مواجهة التحالف الدولي شكلية ولا تستهدف القضاء على التنظيم عسكرياً! فهذه المرجعيات، أي الأئمّة والمفتين في المملكة العربية السعودية وسواها، ولا سيما الأزهر، لم يكن دورهم في مواجهة فكر «داعش» المتطرّف في حجم المسؤولية، أو في الحجم الموازي لهجمة «داعش».

وغالباً ما تكتفي هذه المرجعيات بإدانة لفظية لأعمال «داعش»، كما أيّ طرف آخر، بالقول إنّ ما تقوم به يناقض ما أوصى به الدين الحنيف، وانها تشوّه صورة هذا الدين الحقيقية. ولكن، حتى اليوم، لم تذهب هذه المرجعيات إلى مواجهة حقيقية مع «داعش»، تستند إلى الشريعة، أي نصوص القرآن والسنّة النبوية.

فالأسس العقيدية التي تستند إليها «داعش» ليست هشّة، بل هي قائمة على آيات قرآنية وأحاديث نبوية، أي على ركائز حقيقية يقوم عليها الدين الإسلامي. فإذا كان تفسير «داعش» للآيات والأحاديث مشوَّهاً ومشبوهاً، فلماذا لا تضطلع المراجع الفقهية الإسلامية بدورها الحقيقي في الدفاع عن الدين الحنيف ومنع «داعش» وسائر الجماعات المتطرفة من تشويه صورته وتنفيذ مؤامرة عليه؟

وهذه المراجع، والأزهر في مقدمها، التي تقيم الدنيا وتقعدها احتجاجاً على رسم كاريكاتوري مُسيء للإسلام ورسوله في الغرب، لماذا تسكت على الإساءات الحقيقية لأصول الإسلام والمبادئ التي دعا إليها الرسول؟

في بعض الأوساط الغربية، هناك اعتقاد بأنّ «داعش» تستند إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية، وأنّ علماء الإسلام عاجزون عن نقض تفسيرات «داعش» لها لأنّ هذه التفسيرات صحيحة! وهذه المقولة ربما تسوِّقها أوساط معادية للإسلام، لكنّ فقهاء الإسلام أنفسهم يساهمون في تكريسها بسكوتهم وعدم تكليف أنفسهم مسؤولية التفسير الواعي وغير المجتزأ.

وعلى رغم المواقف الانفتاحية والاعتدالية التي أطلقها الأزهر في السنوات الأخيرة، فإنّ هناك أوساطاً دينية وغير دينية إسلامية تأخذ عليه عدم المبادرة العملية إلى الإمساك بزمام الملف المتفجّر الذي تستغله «داعش» وسائر القوى المصنّفة «متطرفة» دينياً.

فقد دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مطلع العام الفائت، في خطاب تعمَّد إلقاءه في جامعة الأزهر بمناسبة عيد المولد النبوي، إلى ثورة إصلاحية في الدين الإسلامي، وقال: «لا يمكن أن يكون هذا الفكر الديني المقدّس، المتضمّن نصوصاً وأفكاراً تمّ تقديسها منذ مئات السنين». وهذا ما يؤدي عملياً إلى تنقية الدين الحنيف من المفاهيم التي أُلصِقت به، ومنها العنف. لكنّ شيخ الأزهر أحمد الطيِّب رَدّ عليه سريعاً، إذ هو يحاذر مراجعة القراءة التقليدية للنص، وقد وصف كل دعوة إلى الثورة والإصلاح الديني- بما فيها دعوة السيسي من دون أن يسمّيه- بأنها خبيثة وخطرة. وهذا تحديداً ما يرتاح إليه ذوو التفسيرات المتطرّفة للنص، ومنهم «داعش». وفي معزل عمّا إذا كان السيسي أو سواه يرغبون في استثمار الإصلاح الديني سياسياً أو لا، فإنّ الحاجة ماسّة للاستجابة إلى دعوات الإصلاح من أي جهة أتت. ففرصة القضاء فكرياً على «داعش» وأخواتها ونسيباتها أشدّ صعوبة من فرصة القضاء عليها عسكرياً، لأنّ جذور هذه الحالة الفكرية - العقيدية عميقة في التاريخ والجغرافيا والسوسيولوجيا والسيكولوجيا، فيما الحالة العسكرية ربما تكون مصطنعة وعابرة. وفي أي حال، هي تستند إلى الحالة الفكرية - العقيدية للاستمرار. إنّ ما اصطُلِح على تسميته «الإسلام المتطرف» يَنهش جسد ما اصطُلِح على تسميته «الإسلام المعتدل» الذي يبقى صامتاً ولا يتحرك حتى للدفاع عن نفسه. والمطلوب من ذوي «الاعتدال الإسلامي» أن يُثبتوا أنهم ما زالوا على قيد الحياة... حتى الآن، وأن يقوموا بواجبهم في الدفاع عن «إسلامهم» قبل فوات الأوان... أللهم إذا كانوا فعلاً مؤمنين ومؤتمنين على رسالتهم.

 

أسئلة من خارج السجال عن غاز لبنان

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 06 تموز 2016

ثابَر بعض محافل الطاقة خلال الفترة الماضية، على وصفِ الجدل اللبناني السياسي وحتى الإعلامي في شأن غازه، بأنه يشتمل على كثير من «التسطيح»، فهو من جهة غير علمي في غالبيته، ويتمّ إخضاعه لسجال سياسي أكثر ممّا هو «منفعي»، ومن جهة أخرى لا يراعي معايير بديهية تتبعها أيّ دولة عندما تواجه مهمّة إدارةِ قضية اكتشاف غازها. لكنْ خلال الأيام الماضية طرَأ تقدّم مبدئي لجهة حَسم خلاف كان نشبَ على المستوى السياسي اللبناني حيال قضية أيّ بلوكات ستشملها المناقصة أوّلاً، وذلك وفق قانون النفط اللبناني وقرارات الهيئة الناظمة. والمعروف أنّ وزارة الطاقة كانت طرَحت مناقصة بعد تقسيم المياه اللبنانية الى عشرة بلوكات، وتمّ اعتماد إجراء المناقصة على كلّ بلوك على حدة.وبرَز حينها طرحان كما هو معروف، حول أولوية المناقصات، أوّلهما للوزير جبران باسيل الذي أصرَّ على طرح البلوكات ١و٤ و٥،٦، و٨: واحد في الشمال على الحدود مع سوريا و٨ على الحدود مع إسرائيل، و٤،٥و٦ تقع على طول الشاطئ اللبناني من الشمال الى الجنوب. حجّة باسيل - وهي صحيحة من منظور معيّن- تقول إنّ الطرح الجزئي للبلوكات يؤمّن تأكيد نتائج المسح الجيولوجي لوجود كميات من الغاز في المياه اللبنانية، وبالتالي يرفع سعر البلوكات الخمسة الباقية عند تلزيمها.

أمّا طرح الرئيس نبيه برّي، وهو صحيح من اعتبارات معينة، فمفاده تلزيم البلوكات العشرة دفعة واحدة، ممّا يحمي لبنان من إمكان عدم مشاركة شركات أخرى فيما لو أظهرت نتائج الحفر في التلزيمات الأولى للبلوكات الخمسة حسب اقتراح باسيل، انخفاضاً لتوقّعات الشركات حول الغاز المكتشف.

الآن، وبعد تأخير دامَ ثلاث سنوات، تفاهمَ أصحاب وجهتَي النظر، ما قاد إلى حسم التباين، وذلك من خلال التوافق على أن تتضمَّن الدفعة الأولى من البلوكات البحرية التي ستُعرض ضمن مناقصات التنقيب، ثلاثة بلوكات قبالة الشواطئ الجنوبية، مباشرة عند الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، وبلوكاً واحداً على الأقل في الشمال، قبالة المنطقة الاقتصادية القبرصية. غير أنّ هناك جهات مختصّة تلفت النظر الى هذه القضية من منظار آخر، وتقول إنه لو تمّ الافتراض جدلياً أنّ الشركات بدأت الحفر ووصلت الى لحظة استخراج الغاز، وهو أمر لن يحصل قبل سنة 2020 نظراً إلى الوقت الطبيعي الذي يستلزمه هذا العمل؛ فإنّ السؤال الذي يجب طرحه منذ الآن هو: ماذا سيفعل لبنان بغازه؟ وتضيف: «هناك خطأ شائع في لبنان، عمره من عمر فتح ملف اكتشاف الغاز فيه، وفحواه أنّ هذا السؤال ليس أوانه الآن!».

ولكنْ في مقابل هذه الإجابة، هناك تجربتان ماثلتان قريبتان من لبنان، توضحان طريقة تعاطي الدوَل مع مرحلة البحث عن مخزونها من الغاز، وهما: مصر وإسرائيل.

في إسرائيل، ووضعُها مشابه للبنان لجهة استقبال ضيفها النفطي الجديد، تصاحبَت عملية البحث عن سبل استكشاف الغاز وفي الوقت ذاته مع إدارة نقاش داخلي «وطني» تركّزَ على تحديد الطريقة الأمثل لاستخدامات الغاز المكتشَف. ونتيجة هذا النقاش حدَّد الإسرائيليون أنّ نسبة 60 في المئة من الغاز المكتشف يجب أن تتوجّه إلى الاستهلاك المحلي؛ ولاحقاً خفضوا هذه النسبة إلى 40 في المئة. فيما حدّدوا بداية نسبة ٤٠ في المئة للتصدير ورفعوها لاحقاً الى 60 في المئة. وكلا الأمرين يتطلبان تنفيذ مشاريع إنشائية كبيرة وبنية تحتية للإفادة من الغاز المكتشف. في الشقّ المحلي الإسرائيلي، هناك حاجة لإنشاء محطات طافية لاستقبال الغاز المستخرج من أعالي البحار وتحضيره للتوزيع المحلي. وتستلزم هذه المنشآت سنوات عدة لبنائها، وكلفتُها عالية توازي مليار دولار للمنشأة الواحدة. أمّا لجهة التصدير فهناك خياران تقنيان ممكنان؛ الأوّل تصدير الغاز الطبيعي غير المسيّل عبر أنابيب مباشرة الى أوروبا، والثاني تصديره الى منشآت تسييل للغاز كمقدمة لشَحنه عبر البواخر إلى الاسواق العالمية.

وارتأى الإسرائيليون اعتماد الخيارَين معاً وفي آنٍ واحد؛ فمِن جهة هم احتفظوا بخيار تصدير غازهم الى اوروبا عبر أنابيب، ومن جهة ثانية توصّلوا إلى اتفاقية شراكة مع قبرص من أجل توسعة منشأة «فاسيلكو» القبرصية لتسييل الغاز قرب ليماسول، وذلك بالشراكة مع «توتال» الفرنسية و«ايني» الايطالية و«نوبل انرجي» الأميركية و«دليت» الإسرائيلية و«نجيا» الكورية في مشروع عملاق كلفته 6 مليارات دولار. وقد وُقّع في حينها عقدٌ بصدد إنشائه، على ان تكون المنشأة جاهزة للتصدير سنة 2018. أمّا النموذج المصري فيقوم على أن تستثمر مصر غازَها المكتشف في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي، في منشأة استقبال وتوزيع في العريش، حيث يتفرّع منها أنبوبان؛ الاوّل يذهب الى اسرائيل، والثاني الى العقبة الاردنية حيث يتصل بأنبوب الغاز العربي الذي يصل الى حمص.

ومن الواضح أنّ الخيار المصري قضى بتصدير كلّ إنتاجها من الغاز الى الخارج بدل الإفادة منه محلّياً. وقاد هذا الخيار مصر إلى أن تصبح مصدّرة ومستوردة للغاز في الوقت نفسه. وعدَلت مصر عن هذا الخيار أخيراً، وبادرَت إلى إنشاء محطات طافية لاستيراد الغاز (المقصود استيراد غازها) بكلفة مئات الملايين من الدولارات. وبمقاربة مع الخيارين المصري والإسرائيلي، لا يبدو حتى الآن أنّ هناك خيارات لبنانية للتعامل مع ملف الغاز المكتشَف على نحو شامل ومخطط، بل ما يحصل هو سجال على صلة بتلزيمه، وكأنّ هذه العملية هي هدف الأهداف، علماً أنّها ليست إلّا وسيلة أوّلية يجب أن تواكبها عمليات أخرى أبلغُ أهمّية. وبمعنى آخر، لم يشهد لبنان حتى اللحظة أيَّ حوار وطني حول طريقة استخدامات غازه في لحظة استخراجه وبأيّ وسائل. وبدلاً من ذلك يتمّ إسباغ صفة الاستعجال على هذا النوع من الأسئلة، علماً أنّ عدم طرحِها يُعبّر عن قصور سياسي وعلمي في التعاطي مع ملف الغاز.

وأبرز هذه الأسئلة: ما هي خطة لبنان لاقتصاده في مرحلة الغاز، وتحديداً ما هي نسَب توزيعه داخل كعكة الاقتصاد اللبناني، ونسَبُ استخدامه في الإنتاج المحلي في مقابل نسبِ تصديره وإلى أيّ أسواق سيصدَّر وما هي الطريقة؟

الواقع أنّ الأجوبة المبكرة عن هذه الأسئلة تُحدّد سياسات التفكير بشكل التنقيب والاستخراج لتتلاءَم مع سياسات خطط التسويق والإنتاج؛ وإلى الأسئلة الآنفة هناك أسئلة سياسية ستَبرز بإلحاح مع بدء لبنان أولى خطواته التنفيذية في البحث عن الغاز:

- السؤال الأوّل: إلى أين وصَل المسعى الاميركي لحلّ قضية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. الإجابة عن هذا السؤال لا تزال غامضة، علماً أنّ مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الطاقة والنفط والغاز آموس هوكشتاين وصَل بالتتالي الى بيروت من أجل هذه القضية غير مرّة، وكان بذلك يستكمل المهمة عينها التي سبَقه فيها فريديريك هوف والتي استقال منها لتقدُّمه في العمر.

الاقتراح الأخير لهوف المتعلق بترسيم الخط الأزرق البحري الفاصل بين لبنان وإسرائيل والممتد داخل المنطقتين الاقتصادتين الخالصتين، تحدّثَ عن «إنشاء ممر أزرق يتضمّن المنطقة المختلف عليها بين لبنان وإسرائيل، بحيث يمتنع الجانبان عن التنقيب فيها الى حين التوصل الى حلول بشأن تقاسُم ملكيتها. وفي انتظار ذلك، ينقّب الجانبان في الحقول الواقعة حولها ضمن مناطقهما البحرية الخالصة». لكن إسرائيل رفضَت اقتراح هوف الوسيط بين الخط الأزرق المتوافق مع القانون الدولي والذي يطالب به لبنان، وبين الخط الاسرائيلي الذي تحاول إسرائيل إضفاءَ الشرعية عليه من خلال إبلاغها أخيراً الأمم المتّحدة به. وطوال الفترة الماضية عمدَت إسرائيل عملياً إلى رسم هذا الخط الحدودي البحري الذي يمتاز بأنّه منحدر نحو الشمال وليس أفقياً، ما يمكّنها من قضمِ مساحات بحرية من المنطقة اللبنانية الخالصة تتّسع كلّما اتّجَه الخط أكثر نحو الغرب.

اللافت أنّه بعد اقتراح هوف المرفوض إسرائيلياً، لم يتمّ الإفصاح عن الاقتراحات التي حملها خلفه هوكشتاين، او عمّا إذا كان قدّمَ جديداً، وما هي طبيعته؟

- السؤال الثاني يتعلق بحقيقة قصّة رسالة لبنان الى الأمم المتّحدة يوم 10 - 7 - 2010 التي تزعمها إسرائيل. وسياق هذه القضية التي تحتاج أيضاً لإيضاح من لبنان في هذه المرحلة، يفيد بأنّ التعدّي الإسرائيلي على جزء مهم من منطقته الاقتصادية الخالصة قرب حدوده مع فلسطين، أنتجَ ايضاً مشكلة تُطاول ترسيم حدوده البحرية مع قبرص، نظراً لأنّ الاتفاق الحدودي الاسرائيلي - القبرصي حصل على أساس البيانات الحدودية البحرية الإسرائيلية، ما يَجعل المثلّث الحدودي البحري اللبناني - القبرصي - الإسرائيلي يقع بحسب الإسرائيليين والقبارصة نحو ٣٥ كلم الى الشمال ممّا هو قائم حسب الترسيم اللبناني. ويخسَر لبنان بذلك مساحة تزيد عن 850 كلم مربّعاً على حدوده مع فلسطين وقبرص.

وقد جرى هذا الترسيم الإسرائيلي القبرصي الثنائي حينها من دون استشارة لبنان أو مشاركته فيه. لكنّ إسرائيل اعتبرت ذلك قانونياً، متذرّعةً بحسب ما درَجت على ترداده منذ سنوات، بمعلومات غربية بأنّ « لبنان سبق وتنازلَ رسمياً عن حقوقه في هذه المنطقة، لذا لم تعُد محلَّ نزاع عليها بحسب تل أبيب».

وحسب رواية هذه المصادر، تملك الأمم المتحدة رسالةً رسمية من لبنان مؤرَّخة بتاريخ 10-7-2010 تتضمّن تنازلاً لبنانياً عن هذه المساحة البالغة 850 كلم مربّعاً، وذلك تحت تعليل أنّ بيروت لا تريد إنشاءَ نزاع مع إسرائيل حول هذا الموضوع.

وتضيف المصادر أنّ اسرائيل استغلّت هذه الرسالة ورسّمت حدودَها البحرية مع لبنان من طرف واحد ومع قبرص بالتشارك، انطلاقاً من إبرازها لهذه الرسالة التي استعملتها كمستند قانوني لدى إبلاغ الامم المتّحدة اعتمادَها الخط الحالي لحدودها البحرية مع لبنان.

وتَستغرب هذه المصادر عدمَ تقديم لبنان أيّ اعتراض ينفي المزاعمَ الاسرائيلية حول الرسالة. وهذا السؤال لا يزال في رسم الحكومة اللبنانية، ويصبح اليوم أمرُ نفيِه أو إيضاحه ملِحّاً أكثر!

- السؤال الثالث يتعلق بالموقف التركي الذي تتعارض مصالحُه الموضوعية مع مصالح لبنان في ملفّ الغاز، تحديداً مع قبرص. وفي مقابل انفتاح قبرص على تصحيح خطأ ترسيمها حدودَها البحرية الثلاثية مع إسرائيل ولبنان بغياب الأخير، تربط أنقرة أيَّ تقدّم في تصحيح هذا الملف بحلّ المسألة القبرصية لجهة تحديد حصّة قبرص التركية من الترسيم الحدودي اللبناني - القبرصي.

ثمَّة مشاكل أخرى كبرى يُتوقع أن تُثار بزخم بمجرّد بدء لبنان تنفيذَ قرار الانطلاق بخطوته العملية الأولى في مجال البحث عن غازه. وليس المطلوب التراجع عن هذه الخطوة خوفاً من تبعاتها، بل وضعها في سياق رؤية وطنية شاملة لمستقبل لبنان فوق خريطة الغاز في المنطقة، والأهمّ موقعه داخل تنمية الاقتصاد اللبناني وضمان آليات شفافية تعاطي القطاعين العام والخاص في استثماراته.

 

الأخبار: ثنائية بري ـ باسيل النفطية: الحريري لاعب احتياط

الأربعاء 06 تموز 2016/وطنية - كتبت صحيفة الأخبار تقول: الصراع على المياه تحوّل منذ سنوات صراعاً على الغاز. والصراع على الغاز يحظى وفق التصريحات الدولية بانفراج كبير أخرج الملف النفطيّ اللبنانيّ من الجارور. لكن لا شيء ينبئ بوجود تداعيات رئاسية ما لم يشعر الحريري بحاجته لأن يكون شريكاً جدياً في هذا الملف، لا لاعب احتياط كما هو اليوم. قبل نحو ثلاث سنوات، كان الكلام كثيراً وكبيراً عن نجاح الوزير جبران باسيل في إبرام اتفاق نفطيّ ــــ رئاسيّ يقضي بفتح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، في حال انتخابه رئيساً، الأبواب المغلقة أمام الشركات الأميركية للتنقيب عن النفط اللبنانيّ.

لكن سرعان ما وضع رئيس مجلس النواب نبيه بري، العصيّ في دواليب باسيل النفطية، مغلقاً الباب التشريعيّ والوزاري بإحكام أمام التسويات الأميركية بشأن الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل. وبدل مصارحة الرأي العام بما يحصل في هذا الملف المهم، انتهى الأمر بتسريبات عن وجود خيارين أمام النفط اللبناني: الانضمام إلى خط الغاز الأميركي ــــ الإسرائيليّ أو انتظار الخط الروسيّ ــــ السوريّ.

لاحقاً، رغم الكلام الكثير عن وجود النفط كطبق رئيسيّ على مائدة الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية، بقي الملف النفطي بعيداً عن الأنظار وخارج نقاط السلة المتكاملة التي يستذكرها السياسيون بين تصريح وآخر. وفي هذا الوقت، تراجع اهتمام الشركات الأميركية بالنفط اللبناني بحكم: تراجع أسعار النفط والغاز، ارتفاع تكلفة الاستخراج وإعلان عدة شركات كبيرة عدم اهتمامها بحفر الحقول العميقة على غرار نصف الحقول اللبنانية، تعثر خطط التصريف الإسرائيلية للغاز، واكتشاف كميات غاز أكثر من المتوقع في الحقول المصرية وأقل من المتوقع في الحقول الإسرائيلية.

فجأة، عُقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الطاقة الإسرائيلي على هامش قمة الأمن النووي في واشنطن قبل ثلاثة أشهر، تبعه إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 27 حزيران بأن اتفاق تطبيع العلاقات مع أنقرة يفتح الطريق أمام إمكانية تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا. علماً أن الاتفاق الذي يوفر للإسرائيليين موارد مالية هائلة يمثل في الانطباع الأول ضربة موجعة لروسيا، إلا أن الروس لم يبادروا إلى أيّ ردّ فعل سلبي. لا بل، ما كاد أردوغان يعبّر عن اعتذاره أخيراً عن إسقاط المقاتلة الروسية حتى سارعت شركة غاز بروم الروسية إلى إعلان تطلعها إلى استئناف المحادثات مع تركيا بخصوص مشروع خط أنابيب "السيل التركي" الذي يهدف إلى نقل الغاز الطبيعي الروسي إلى الدول الأوروبية عبر الأراضي التركية. وهو المشروع الاستثنائيّ من حيث الأهمية بالنسبة إلى الروس بحكم بحثهم عن طريق بديل لأنابيب الغاز إلى أوروبا، مع اقتراب موعد انتهاء اتفاقهم مع أوكرانيا في 2019.

لكن لم يصدر في المقابل أي موقف تركي رسمي يوضح النيات التركية، ويبين ما إذا كان الاتفاق التركي ــ الإسرائيلي: 1ــ بديلاً من الاتفاق التركي - الروسي؛ 2ــ مجرد فزاعة لوّح بها الأتراك في ظل حاجتهم الاقتصادية ــ السياحية والأمنية لموسكو؛ 3ــ مورد دخل إضافي للأتراك الذين يسعهم التنسيق بين السيلين الروسي والإسرائيلي، خصوصاً أن كمية المخزون الاسرائيلي لا تقارن أبداً بالمخزون الروسي والحاجة الأوروبية للغاز الطويلة الأمد.

معلومات "الأخبار" تحدثت أمس عن تفاهم بين وزير المال علي حسن خليل ومسؤولين روس في خلال زيارته لموسكو أواخر حزيران الماضي. وأشارت التفاصيل إلى حل الأزمة التي أقفل عندها الملف بإعلان موسكو التزامها العمل في البلوكات الثلاثة اللبنانية الجنوبية المجاورة للبلوكات الفلسطينية المحتلة، مع التزام موسكو معالجةَ أي أزمات قد يفتعلها العدو. وهو ما يضاعف الثقة بوجود اتفاق تركي ــــ روسي ــــ إسرائيلي نشط بري وباسيل لمواكبته، في ظل تقديرات بتمتع الاتفاق بدعم ومباركة الشركات النفطية الأميركية العاملة في إسرائيل. فهذه الشركات تحتاج إلى تصريف الإنتاج الإسرائيلي اليوم أكثر من أي شيء آخر، وكانت شركة "نوبل انرجي" الأميركية التي حصلت على امتياز التنقيب في معظم البلوكات الإسرائيلية قد بلغت في إحباطها قبل بضعة أشهر حد عرضها للبيع عدة حصص في حقل "تمار" الذي يعتبر أكبر حقل للغاز الطبيعي في المنطقة ويقع على عمق 1700 متر تحت سطح البحر المقابل لمدينة حيفا. كذلك إن تقديم الروس كل الطمأنات اللازمة للرئيس بري بشأن حقوق لبنان النفطية، يعني أن الشركات الأميركية قدمت للروس تنازلات رفضت تقديمها للحكومة اللبنانية عبر المبعوثين اللبنانيين سابقاً. فهؤلاء واصلوا قبل عامين تقديم العرض نفسه للحكومة اللبنانية بشأن حصولها على 75% من عائدات الحقل المتنازع على حدوده، وذهاب 25% من العائدات إلى حساب دوليّ مستقل في انتظار ترسيم الحدود. لكن بيروت كان ترفض هذا العرض، ولا أحد يعلم بعد ما قبلت به أخيراً ليعاد وضع الملف على نار حامية. فالملف وضع في الجارور دون مصارحة الجمهور بالأسباب، وأخرج من الجارور من دون حضور وزير الطاقة أرتور نظاريان، وبلا أي إيضاحات أيضاً. علماً أن باسيل كان يقترح منذ أربعة أعوام أن يبدأ التنقيب من الشمال، وتحديداً من البترون، حيث مكامن الغاز أقل عمقاً مما هي في الجنوب، ولا توجد مشاكل حدودية، إلا أن الرئيس بري كان يتمسك بالبدء من الجنوب حيث توجد مشاكل حدودية. ولا شك في أن حل أزمة الحقل المتنازع على حدوده، يحل أيضاً أزمة التلزيم، بحيث يمكن بدء التنقيب الآن من الجنوب أو الشمال أو الاثنين معاً.

وكانت هيئة إدارة البترول قد أنجزت أكثر من 90% من الأمور التقنية المرتبطة بعملية التنقيب، في انتظار إصدار مراسيم اتفاق الاستكشاف والإنتاج ودفتر الشروط والترسيم النهائي للبلوكات البحرية التي خففت مصادر دبلوماسية متابعة للملف من قدرة رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة أو غيره على تأخيرها أو عرقلتها ما دام هناك قرار دولي بالإفراج عن النفط اللبناني. فحين تسير الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل، ليس من طبيعة السنيورة وضع أو محاولة وضع العصي في الدواليب.

أخيراً، لا شك أن ثنائية عين التينة وطبقها الرئيسي تذكر بثنائية باريس والطبق نفسه، مع فارق بسيط هو أن بري وباسيل لاعبان أساسيان في هذا الملف، فيما الحريري وفرنجية لاعبان أقل من ثانويين ما دامت كلمة السر السورية في الجَيب الروسي لا في بنشعي، وكلمة السر الأميركية هي مصلحة شركات النفط لا لدى آل الحريري. أما أهمية صورة بري وباسيل رئاسياً، فليست أبداً في التوصيف الضيق لها بأنها تقارب بين بري والعماد ميشال عون، إنما أكثر من ذلك بكثير. فهي تفيد بأن الولايات المتحدة قادرة على تأمين مصالح شركاتها في المنطقة ولبنان دون المرور ببيت الوسط، وهذه ضربة موجعة للحريري. ولا شك أخيراً أن العماد عون سيكون قادراً على التفرج على الفراغ الرئاسي بضعة أشهر إضافية، مفاخراً بأنه أبو الثروة النفطية وأمها، فيما الحريري خضّ البلد من أجل تحسين أرباحه من النفايات، ولا يسعه التفرج من بعيد لبعيد على دفاتر الشروط وتسابق الشركات وانطلاقة المناقصات. علماً أن رجال أعماله أسسوا قبل عامين كل الشركات اللازمة لولوج هذا القطاع واستغلاله إلى أقصى درجة ممكنة كما فعلوا في القطاعات الأخرى. وعليه يمكن القول إن صورة بري وباسيل تزيد الخناق على الحريري في زاويته الضيقة.

 

أردوغان وبوتين وسليماني

إيلـي فــواز/لبنان الآن/07 تموز/16

يصرّ بعض المحللين في ربوعنا على إسقاط تمنياتهم على الصراع العربي الإيراني؛ بما يخالف غالباً الواقع على الأرض، فتأتي كتاباتهم مناقضة لأبسط قواعد المنطق. وتراهم يلتقطون حادثةً أو لقاءً أو تصريحاً ليحمّلوه أكثر ممّا يحمل فعلياً. وهذا الأمر ينطبق خصوصاً على سوريا، وعلاقة ايران بروسيا.

فمنذ الإعلان عن المصالحة التركية الروسية بدأء البعض ينعي إيران ودورها في سوريا. تماماً كما حصل عند اعلان المناورات العسكرية المشتركة بين كل من روسيا واسرائيل. ومع هذا لم يتغير شيء على الأرض. فتقدُّم المعارضة بريف اللاذقية منذ أسبوع أعاد تحليق الطائرات الحربية الروسية في سماء سوريا.

ليس من السهل فهم العلاقة الروسية الإيرانية، تماماً كما لم يكن يوماً من السهل فهم العلاقة الاستراتيجية التي ربطت الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بالامام الخميني، علاقة كان لها الأثر العميق في تحديد معالم الشرق الاوسط والتأثير على أحداثه لعقود، وهي ما زالت تؤثر فيه وتحاول أخذه بالاتجاه الذي تراه مناسباً لها ولنفوذها. لم تكن تلك العلاقة وردية في كل مراحلها، لكنها لم تختلف يوماً حول اهدافها الاستراتيجية. لك الحال ينطبق ايضاً على علاقة إيران بروسيا. فقد يكون هناك بعض الاختلافات في بعض الامور التكتيكية، لكن من الواضح جدًا ان الاتفاق حول الهدف الرئيسي والاستراتيجية بين البلدين واضح، وهو يتلخَص ببقاء الاسد ونظامه. وكل شيء اخر تفاصيل تكاد تكون باهتة، كالكلام مثلاً عن موازين القوى داخل الحلف الإيراني الروسي. قد يفاوض بوتين اردوغان، او يستقبل نتنياهو ويهديه دبابة مقاومة، فيهرع الكتاب والمحللون ليخترعوا ثغرة ويُنزلوا عليها أمانيهم، فيرون صراعاً حيث لا صراع، وتناقضاً حيث هناك اتفاق، وتغيرات حيث ارض الواقع لا تشي بأي تغيير، سوى الذي يسعى جاهدون الثوار تغييره بلحمهم الحي وبالكاد ببضعة بواريد وصورايخ تكاد تكون منتهية الصلاحية. كل الكلام عن خلاف بين البلدين حول الاستراتيجية الكبرى ببساطة هو ساذج او حتى مضلل. فمن جهة الاسد وروسيا بحاجة الى ايران ليس فقط من باب التزويد بالسلاح او الدعم المالي، انما والاهم من باب التزويد بالمقاتلين، فمن دون المساعدة البشرية الايرانية الكمية وأيضاً النوعية لا وجود للاسد وبالتالي لا نفوذ ممكن لروسيا او ايران. من دون ان نغفل ان طريق الامداد اللوجستي الروسي يمر عبر ايران والعراق وصولا الى سوريا. ثم إن البلدين بحاجة الى نظام الاسد من اجل شرعنة تدخلهم العسكري وتثبيت مناطق نفوذ لهم داخل سوريا. فمن دون الاسد لا نفوذ لإيران ولا نفوذ لروسيا. لذا تبدو المعادلة واضحة لمن يريد ان يراها، ويصبح من المنطقي الاستنتاج انه لا يوجد خلاف استراتيجي بين روسيا و ايران, أحاورت روسيا تركيا او اتفقت مع اسرائيل على مناورات عسكرية. ايران ببساطة ليست بالضعف الذي يريد تخيله البعض، وروسيا ليست بالقوة التي يتمنى ان يراها فيها البعض الآخر. على كل الاحوال كل هذا الكلام عن روسيا وايران واسرائيل و تركيا، والمعادلة القائمة فيما بينهم؛ لا يؤخران او يقدمان في شيء طالما الجميع بات متفقاً على بقاء نظام الاسد متربعاً ولو على جزء من سوريا.

 

كيف وصل «داعش» إلى الكرادة

 الياس حرفوش/الحياة/07 تموز/16

الاتهامات تنطلق في كل اتجاه بعد التفجير المريع الذي ضرب حي الكرادة في بغداد وتفوّق بعدد الضحايا وفظاعة الجريمة على ما سبقه منذ الغزو الأميركي قبل 13 سنة. ولأن الاتهامات لا تستند، حتى الآن، إلى أي حجة أمنية أو قانونية، فإنها تأخذ وجهة مصلحية بحسب هوية من يطلقونها. وهكذا، في مناخ التفكك السياسي والأمني والمذهبي الذي يضرب بلاد الرافدين، ليس صعباً أن تجد بين أبناء الكرادة من يتهم الفصائل والتنظيمات والعشائر السنّية، وليس تنظيم «داعش» وحده، مثلما لا يُستبعد أن تجد بين السنّة من يتهم تنظيمات شيعية بارتكاب التفجير بهدف استغلاله لتوجيه تهمة الإرهاب اليهم.

وفي مناخ الاحتشاد المذهبي هذا خرجت أصوات محسوبة على ائتلاف «دولة القانون» الذي يقوده رئيس الحكومة السابق نوري المالكي تطالب بمنع دخول أبناء محافظة الأنبار إلى بغداد، باعتبار انهم متّهمون بالجملة بدعم الإرهابيين أو بالتستر عليهم. مع أن حكومة المالكي الطيبة الذكر كانت هي التي تخلت عن حماية أهل الموصل وأبناء الأنبار وتركتهم فريسة بين يدي «داعش»، عندما انسحب الجيش العراقي من تلك المناطق ولم يقم بواجبه في حماية أهلها. في كل الحالات، تظل وقائع الحدث العراقي هي الأفضل للحكم على الأمور. فتفجير الكرادة يأتي في ظل حملة عسكرية يقودها الجيش العراقي بالتعاون مع «الحشد الشعبي» الذي يعتبر كثيرون من المراقبين والمعنيين بالشأن العراقي أنه ميليشيا شيعية أكثر من كونه تنظيماً ذا طابع وطني. هذه الحملة تمكنت حتى الآن من تجريد تنظيم «داعش» من مواقع ومدن مهمة كان يسيطر عيلها، من الرمادي إلى تكريت وصولاً في المرحلة الأخيرة إلى الفلوجة، فيما يهدد رئيس الحكومة حيدر العبادي باستعادة الموصل، التي أطلق ابو بكر البغدادي خطاب إعلان «الخلافة» من مسجدها قبل سنتين بالضبط، وباتت تعتبر «العاصمة» الفعلية لقيادة التنظيم إلى جانب مدينة الرقة السورية.

وهو ما يمكن أن يُستنتج منه أن تفجير الكرادة هو عملية انتقامية من خسارة الفلوجة وتهديد بما هو أعظم إذا حصلت عملية التقدم التي يجري التهديد بها باتجاه الموصل، وكأن «داعش» يريد أن يقول إنه يمكن أن يخسر في المواجهة المباشرة على أرض المعركة، لكنه لم يفقد شيئاً من قدراته الإرهابية التي لا تميز بين المدن أو الضحايا، ولا تقيم فرقاً لأي حسابات مذهبية، بدليل أن ضحايا الكرادة كانوا من مختلف الطوائف العراقية. ير أن الأمن العراقي الذي كان يُفترض أن يتحسب لإرهاب «داعش» هو أمن فالت وسائب. وهو ما عبر عنه سكان الكرادة بوضوح عندما جاء حيدر العبادي «يتفقدهم» بعد المجزرة التي أودت بأبنائهم، فرموه بالبيض وبأقسى العبارات وطالبوه بالخروج من منطقتهم. وتكفي فضيحة كاشفات المتفجرات التي كلفت الخزينة العراقية ما يزيد عن مئة مليون دولار لـ «حماية» بغداد وأحيائها وتبين أنها لا تعمل، كما أن الرجل الذي باعها للعراقيين يقيم في سجن بريطاني عشر سنوات بعد إدانته بجريمة الغش. فيما لم يتم التحقيق مع المسؤولين العراقيين الذين اشتروها، ولم يتعرض أحد منهم لمساءلة أو محاكمة! وفوق ذلك، هناك تفكك أجهزة الاستخبارات وصراعات المسؤولين الأمنيين، وقد عبر وزير الداخلية محمد الغبان الذي ينتمي إلى «الائتلاف الوطني» عن ذلك في رسالة استقالته أمس، عندما قال إن عدم التنسيق بين الأجهزة الأمنية هو الذي يسهل الاختراقات التي ينفذ منها الإرهابيون لارتكاب جرائمهم.بكلام آخر، لا يكفي القول إن إرهاب «داعش» هو المسؤول عن هذه المجازر والاكتفاء بذلك وكأن هذا الإرهاب هو مثل القَدَر لا يرد. فلو كان العراق دولة متماسكة بمؤسساتها السياسية وبأجهزتها الأمنية لما استطاع «داعش» أو سواه النفاذ لتحقيق الاختراقات الأمنية وارتكاب فظائعه التي تقتل العراقيين من كل الطوائف.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

الراعي من اورانج كاونتي كاليفورنيا: لا لتوطين الفلسطينيين والسوريين ويكفي لبنان ما تحمله من تداعيات الحروب والازمات في المنطقة

الأربعاء 06 تموز 2016/وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذبيحة الالهية في كنيسة مار يوحنا مارون في اورانج كاونتي Orange County في ولاية كاليفورنيا California الاميركية، عاونه فيه راعي الابرشية المطران الياس عبدالله زيدان، النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح، مطران الابرشية اللاتينية السابق المطران تود براون Todd Brown، كاهن الرعية الخوري طوني باخ مع لفيف من الكهنة، في حضور قنصل لبنان العام في لوس انجلوس جوني ابراهيم، رئيسة بلدية المدينة تيريزا سميث، قاضي المحكمة العليا في ولاية كاليفورنيا القاضي جايمس كعدو وعدد من المسؤولين المحليين وحشد من أبناء الجالية اللبنانية. في مستهل القداس، رحب كاهن الرعية بغبطته وبالوفد المرافق، وقال: "ان حلم الرعية الذي طالما انتظرته يتحقق اليوم بزيارة بطريركها المحبوب الذي بحضوره يبارك ابناءها ويفرح بما أنجزوه من مشاريع ويشجعهم على ما يطمحون الى تحقيقه".

العظة

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "هذا هو خادمي الذي اخترته، حبيبي الذي رضيت به نفسي". (متى 18،12). ومما قال فيها: "يصف لنا إنجيل اليوم ردود فعل متنوعة من الناس الذين كانوا يستمعون إلى تعليم يسوع: الفريسيون اتخذوا موقفا سلبيا وعدائيا تجاه يسوع، وقرروا التآمر عليه وأرادوا أن يهلكوه. وبالتالي، فإنهم بلغوا إلى حد كسر العلاقة بين السلطة الدينية ويسوع. اذ رأوا فيه تهديدا لسلطتهم وتحديا لتعليم الشريعة. من ناحية أخرى، اقبل اليه عامة الناس وقد شفاهم جميعا. لقد وجدوا فيه قائدا، طبيبا، المسيح المنتظر منذ زمن بعيد. العديد من أولئك الناس الذين قدموا أنفسهم ليسوع كانوا من المهمشين والمستبعدين بسبب امراضهم. هم الذين كانوا مرفوضين من المجتمع، ومن السلك الديني، قبلهم يسوع برحمته. قلب الله هو دائما مفتوح ليستقبل كل تائب، ليغفر لك خاطىء، ليشفي كل مريض، ليخفف من آلام كل منازع. اذا نظرتم الى الصليب تجدون يسوع فاتحا قلبه ويديه وفكره للجميع. هو يستقبلنا قائلا:"انا اتألم من اجلكم لتكون لكم الحياة". أضاف: "نحن، كمؤمنين بالمسيح، لنضع نصب اعيننا صورة المسيح الخادم: تواضع، خدمة والآم. من المؤسف ان العالم يتنافس بطرق مختلفة. كثيرون منا يتباهون بانجازاتهم بينما يذكرنا الرب بالتواضع. كثيرون منا يطمعون بالكثير بمجهود قليل، ننتظر من الاخرين ان يعملوا من اجلنا بينما يثمن الرب من يكرسون انفسهم للخدمة. كثيرون منا يجنبون انفسهم الالم ويتسببون به لغيرهم. في المقابل، شرب يسوع كأس الالم بسبب رفض الناس له وتآمر الرؤساء الدينيين عليه ولامبالاة السلطات السياسية به، ونكران الجميل من قبل الشعب، كما ومن خوف وشك تلاميذه. أجل، لقد تألم كثيرا وكان الصليب الثمن الاقصى الذي كان عليه ان يدفعه ليخلصنا. وقد اتم كل ذلك بحب كبير". وماذا عنا؟، تابع الراعي: "لنتعلم من المعلم ونقتدي به كأحباء له. فمار شربل، قديسنا الكبير، الذي نكرس اليوم على اسمه مذبحا وحديقة، هو مثال عظيم للخادم الحقيقي المؤمن والمخلص. ان رسالة الخادم هي احلال العدالة في العالم، وعالمنا يفتقد للسلام والعدالة. "السلام هو ثمرة العدالة" بحسب قول النبي أشعيا". وختم الراعي: "تحتفل الولايات المتحدة الاميركية في 4 تموز بعيد الاستقلال، وهي بلاد تنادي بالعدالة وباحترام حقوق الانسان، واصبحت تشكل اليوم ارض فرص للكثيرين. فكم من شعوبنا في لبنان والشرق الاوسط تفتقد الى السلام والعدالة والامان؟ ويتطلعون الى الخادم الذي اختاره الله ليخلصهم من صعوباتهم ومشاكلهم. نسألكم ان تذكروهم في صلواتكم وتدعموهم بكل الوسائل. وندعو المجتمع الدولي لاحلال سلام حقيقي ودائم، وارساء عدالة ونمو اجتماعي في هذه المنطقة من العالم".

في ختام القداس، أعلن الراعي عن منحه رتبة البرديوطية لكاهن الرعية الخوري طوني باخ، تقديرا لخدمته الراعوية الطويلة في الابرشية. ثم توجه الجميع الى خارج الكنيسة حيث بارك تمثال القديس يوحنا مارون الذي رفع على مدخل الكنيسة، كما بارك مذبح وحديقة القديس شربل في باحتها الخارجية. وبعد ذلك التقى المؤمنين في قاعة الكنيسة. وكان الراعي قد وصل ظهر السبت 2 تموز 2016، الى رعية مار يوحنا مارون في اورانج كاونتي Orange County يرافقه راعي الابرشية المطران الياس عبدالله زيدان والنائب البطريركي العام المطران بولس الصياح وتوجه مباشرة الى الكنيسة حيث كان في استقباله حشد من ابناء الرعية يتقدمهم كاهنها الخوري طوني باخ واعضاء المجلس الراعوي واللجان والحركات الرسولية. وفي القاعة الراعوية التقى الراعي عددا من الاعلاميين المحليين واجاب على اسئلتهم وعلى اسئلة الحضور، ثم التقى المسؤولين عن اللجان الراعوية واطلع منهم على نشاطاتهم وعلى تطلعاتهم والتحديات التي تواجه عملهم. وقد القيت كلمات باسمهم عبرت عن فرحة الرعية بلقاء راعي الكنيسة المارونية ورأسها. وقال ردا على سؤال: "اضافة الى التشجيع المعنوي عليكم ان تساعدوا اهلكم واخوتكم في لبنان اقتصاديا، مثلا عبر الاستثمار فيه، والمهم هو مساعدتهم على البقاء في بلدهم وبقاء المسيحيين ايضا في بلدان الشرق الاوسط. كل الاوطان تمر بظروف قد تكون اصعب من ظرفنا الحالي في لبنان ولكن ضمانة نجاته هي وحدة ابنائه مسيحيين ومسلمين في الداخل وتضامن المنتشرين معهم وتغليب مصلحته على مصلحة اي دولة اخرى".وشدد الراعي على "ضرورة محافظة اللبنانيين المنتشرين على جنسيتهم واستعادتها لمن فقدها وتسجيل كل وقوعاتهم الشخصية في سجلات النفوس في لبنان". وتابع: "كما انكم تحملون لبنان في عروقكم، عليكم ان تحملوا قضيته على حقيقتها الى المجتمع الاميركي والى الادارة الاميركية التي طلبنا ونطلب منها العمل على تحييد لبنان عن صراعات المحاور الاقليمية وعملية اثبات النفوذ الطائفي في المنطقة، والذي يرخي بظلاله على موضوع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان".

واضاف:"الاميركيون يعلمون جيدا قيمة لبنان ودوره الحضاري في المنطقة واهمية الاعتدال الاسلامي فيه، الامر الذي يفرض على الجميع الحفاظ على هذا الاعتدال وحمايته". وعن الوضع اللبناني: "هناك موضوع مهم في لبنان هو موضوع النازحين السوريين، وقد رددتم على مسامعي تخوفكم من توطينهم في لبنان. ان هذا الامر مرفوض تماما من قبلنا وهذا هو موقف الدولة اللبنانية الرسمي. فلا لتوطين الفلسطينيين ولا لتوطين السوريين ونحن نرفض اي كلام عن عودة طوعية لهم، فالعودة لا يمكن ان تكون الا قسرية والزامية، وهذا ما ابلغناه رسميا الى الامين العام للامم المتحدة والى رؤساء العديد من الدول. ويكفي لبنان ما يتحمله من تداعيات الحروب والازمات في المنطقة. في سوريا مناطق آمنة جدا يمكن ان تستقبل كل النازحين بكرامة. واعود لاكرر ان الاوضاع الانسانية للنازحين - التي نعرف مرارتها وصعوبتها ونتضامن معهم فيها - قد تفتح في المجال للمنظمات الارهابية لان تستغل البعض منهم لتطويعها في صفوفها، او للاندساس في مخيماتهم وتحويلها الى ملجأ لانطلاق عملياتهم الاجرامية منها، ونخشى ان يكون هذا ما حصل في بلدة القاع العزيزة التي نذكر شهداءها وجرحاها بصلاتنا اليومية ونحيي صمود اهلها الاحباء وتشكيلهم السياج والدرع الحامي للوطن". أضاف الراعي: "يجب مطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ التزاماته تجاه لبنان وعدم الاكتفاء بالثناء على استضافة اللاجئين وضيافة الشعب اللبناني لهم". ولفت في معرض رده على سؤال حول وضع المسيحيين في الوظائف العامة، الى "ان لبنان يكرس المناصفة، ولكن في الادارات العامة لا تحترم هذه القاعدة مع الاسف". ومساء، أقامت الرعية حفل عشاء على شرفه، حضره عدد من المسؤولين الروحيين والمدنيين وتخللته كلمات لكل من كاهن الرعية الاب طوني باخ ولقنصل لبنان العام في لوس انجلوس جوني ابراهيم، الدكتور ايد سالم ولراعي الابرشية المطران الياس عبدالله زيدان.وفي كلمة شكر له، قال الراعي: "نزوركم للمرة الاولى واهنئكم على ما حققتموه في ابرشيتكم في الولايات المتحدة وفي رعاياكم بفعل ايمانكم وتضامنكم وبعناية راعي الابرشية، وأتساءل لو لم يكن هناك مطارنة وكهنة واكبوا موارنتنا الى بلدان الانتشار، من كان سيجمعهم وما كان حصل بشعبنا؟ كانوا حتما كخراف لا راعي لها. ومعكم نصلي لكي يرسل رب الحصاد المزيد من الفعلة لحصاده". أضاف الراعي: "نحن في لبنان والشرق الاوسط امام تحد كبير جدا ألا وهو بناء المستقبل. فاننا نشعر وكأن الشرق الاوسط انتهى ومعه الحضور المسيحي فيه وفي لبنان. فبناء المستقبل يكون مع أجيالنا الجديدة ومع مجتمعنا الاهلي والمدني، ومعكم انتم بتعاوننا هنا وهناك. المهم كيف نواجه التحديات، وفي ذلك لكم دور كبير في دعم لبنان الذي سنحتفل بعد اربع سنوات بمرور مئة سنة على اعلانه دولة مميزة في الشرق. فنحن مؤتمنون على تاريخ عمره الفي سنة، وجذور المسيحية العالمية امانة في اعناقنا".

 

شيخ العقل في خطبة عيد الفطر: لقرار وطني يحل الأزمات المتراكمة بدءا بالشغور الرئاسي وقانون الإنتخابات

الأربعاء 06 تموز 2016 /وطنية - أم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن المصلين صبيحة عيد الفطر في مقام الامير عبدالله التنوخي - عبيه، بمشاركة عدد كبير من الشخصيات، والفاعليات، والهيئات الروحية والدينية، وقضاة المذهب الدرزي، وأعضاء المجلس المذهبي.

بعد اداء الصلاة، القى الشيخ حسن كلمة، قال فيها: "في نهاية الشهر الفضيل، نسبحه تعالى الذي أوجب الصوم باب قربى إلى شكر نعمائه وفضله، وجعل السعي به زلفى، يتوسل بها المؤمن سبيل طاعته وعدله، فالصوم، إن جرد العبد نيته في معناه ومقاصده، لأبصر بعين قلبه محجة الطاعة يسلكها واسطة لشكر المنعم على ما من به من الخير والهدى، وعلى ما بارك به العالمين بكتاب الحق والحجا. والصائم الطائع يستدرك، بتجريد عزمه، وتنقية قلبه، ما شاء الله تعالى له من نعمة كبرى، إذ تضمر بالجوع نوازع الجوارح الجسمانية، وتقوى بالذكر الحميد المنير أشواق روحه إلى اكتساب لطائف المعاني والحكم، فيستشعر بها على قدر إخلاصه وسعيه، البركة الربانية المكنوزة في أم الكتاب". وأضاف: "الشهر المبارك هو شهر الكتاب، وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون (الأنعام 100)، بمعنى الوقوف في نعمة الله. وشروطه الإخلاص في التوحيد. فالصوم المكتوب عليكم هو الوسيلة لاستحضار حالات المرء، جسدا وروحا، في روضة الحق. ولا يصح الأمر الجليل هذا إلا بالاستمساك بالعروة الوثقى (البقرة 256)، وهذا يعني امتثال الأمر التزاما بالمعروف، وهو الأخذ بما يقتضيه الشرع والعقل المستنير به بتواضع المخلوق في حضرة الخلاق العليم، الواحد القهار، سبحانه وتعالى عن التشبيه علوا كبيرا. ويعني الانتهاء عن كل منكر، وهو انسفال الطبع في عصيان الجوارح انزلاقا إلى نوازع الغي والهوى، ومخالفة الحد انهزاما في مثالب النزق وحب الرياسة وارتكاب المظالم". وتابع: "إن للفطر فرحة عيد ينيرها المعنى الإنساني، فهي أبهى ما تكون إذ يحقق الموحد المسلم مقاصد الآيات البينات. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون (يونس 58)، والوحي الذي تلقاه الرسول هو أعظم الفضل، إذ يحيي الروح بحقائق الإيمان، والقلوب برياض الذكر، والصدور بثوابت الشرع وحدوده، وكلها من فيض الرحمة إذ ترقى بالإنسان من كثافة الصلصال الفاني إلى لطافة الوجود الحق".

وأردف: "جاء في المأثور أن أصحاب رسول الله كانوا إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض "تقبل الله منا ومنك"، وهذا أساسه أعمال صالحة زكية، ومسالك صادقة تقية، وهمم مخلصة وفية، وعزائم بارة قوية، يتقبلها الله لأنها قربان الصالحين، وزكاة المؤمنين، وحقيقة الإقرار بنعمة الهداية التي لا يضاهيها من أمور الدنيا شيء". وقال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز: "انه المثال الذي يوجب الاقتداء به، والشهر المبارك ماثل في الزمان إلى يوم الدين. ومهما اتسعت الفجوة بين ما يجب أن تكون عليه الأمة من جهة، وبين ما تشهده من مآس وويلات في الواقع من جهة اخرى، فإنه ما من مسوغ بأي وجه من الوجوه للمرء أن يجد للغفلة أو للذهول أو للمعصية بابا إلى روحه من دون استدراك لها بالتوبة والتضرع والصلاة الصادقة. وإننا لا نرى انفصاما بين هذه الحقائق السامية وبين ما يمكن أن تكون عليه، بل ما يجب أن تكون عليه حالنا في المجتمع وفي الوطن وفي الأمة. ومهما وجدت السياسة لها من مسوغات تظنها ضرورية، فإن كل ما انفك عن مقومات الأخلاق، ومبادئ العدل، والعمل لمصلحة الجماعة، هو باطل، بل مولد للفتن وللأزمات". وأشار إلى أن "المرحلة الخطيرة التي يمر بها وطننا لبنان، محاطا بالأزمات والصراعات التي تعصف بالمنطقة، والتي ترخي بثقلها علينا أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، تستوجب منا جميعا، ومن المسؤولين والقيادات السياسية قبل غيرهم، أعلى درجات الوعي في التعامل مع هذه المرحلة، والى قرار وطني بالتوافق في ما بينهم على حل الأزمات المتراكمة، بدءا بالشغور في موقع رئاسة الجمهورية، إلى قانون الانتخابات، وتفعيل المجلس النيابي والعمل الحكومي، إلى الملف الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك تحصين الأمن ودعم الجيش المتراص الذي يحمي وطننا من اخطار كبرى محدقة به، والقوى الأمنية لوجستيا وماديا ومعنويا، الى قضايا الإنماء والملفات المعيشية، ومكافحة الفساد والهدر، وملف النفط والغاز".

وأضاف: "إن كل هذه المواضيع تتطلب قناعة من كل القوى السياسية بأن أحدا من الخارج لن يعطي لبنان أكثر من اللبنانيين أنفسهم، فلتكن المبادرات الذاتية لتنازلات من هذا الطرف وذاك، بما يوصل البلاد إلى مرحلة جديدة قبل فوات الأوان وذلك بصدق النية والحوار الجاد، ودعم الحكومة، وايجاد الباب التشريعي المناسب". وختم: "نسأل الله أن يهدي الذين يحملون في أعناقهم أمانة حكم البلد إلى سواء السبيل. وأن يلهمهم إلى ما فيه خير لبنان. ونسأله ببركة العيد المبارك، وبسر ارتباط معناه بنعمة الوحي الإلهي، أن يحمي شعوب أمتنا من كل المحن والإرهاب بل وشعوب الإنسانية جمعاء، وأن يوقف محنة الشعوب العربية بخاصة في فلسطين وسوريا والعراق، وأن ينعم عليها بكرمه ورحمته بانبلاج صبح الفرج بعد الشدة، وأن ينير قلوبنا بأنوار كتابه، ويجلي عن بصائرنا كل حجاب عن طلب وجهه، وأن يوفقنا في طلب رضاه، وهو أرحم الراحمين".

 

دريان في خطبة العيد: نعلن دعمنا للسعودية ولا يمكن أن يكون امن ذاتي في بلادنا وإلا أصبحنا في شريعة الغاب

الأربعاء 06 تموز 2016 /وطنية - ألقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان خطبة عيد الفطر السعيد في جامع محمد الأمين في وسط بيروت، وأم المصلين في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء فؤاد فليفل وممثل الرئيس سعد الحريري النائب عمار حوري، النائبين عماد الحوت ومحمد قباني، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية الدكتور فوزي زيدان، رئيس جمعية رجال الأعمال اللبنانية الهولندية محمد خالد سنو، قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، رئيس حزب النجاة مصطفى الحكيم، رئيس مؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد المهندس سعد الدين خالد والسيد علي الامين، قضاة شرع، علماء وأعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وحشد من الشخصيات السياسية، الاجتماعية، النقابية والعسكرية. وقال المفتي دريان في خطبة عيد الفطر: "نقِف اليوْم في هذِه الصبيحةِ المباركة ، مع نهايةِ شهرِ رمضان المبارك ، وبِدايةِ أيامِ الفِطر، ونحن شديدو الفرحةِ والسعادةِ والاعتِزازِ بِفريضةِ الصومِ التي أديْنا ، امْتِثالاً للأمْرِ الإلهي في قولهِ تعالى : ?يا أيها الذِين آمنوا كتِب عليْكم الصِيام كما كتِب على الذِين مِنْ قبْلِكمْ لعلكمْ تتقون? ، وقولِه تعالى : ?شهْر رمضان الذِي أنْزِل فِيهِ الْقرْآن هدًى لِلناسِ وبيِناتٍ مِن الْهدى والْفرْقانِ فمنْ شهِد مِنْكم الشهْر فلْيصمْه ? ، ونحن نعرِف الأجر الكبير لِمنْ صام رمضان ، وقام ليالِيه ، كما أننا نعرِف بِالتجرِبة ، أن شهر رمضان وعِباداته وأخلاقه ، تصبِح مِيزاناً ومِقْياساً للإنسانِ الصالحِ على مدى العامِ كلِه ، في الانضِباطِ والأخلاقياتِ ، وفي حفظِ اليدِ واللِسان، وفي التفكيرِ والتدبيرِ لِلجميع ، وفي الإحساسِ بِمسؤولِياتِ الإيمان ، وأعباءِ التكليفِ بِالعِبادةِ والعملِ الصالِح ، مهما كانتِ الصعوبات والمشقات .

لقدْ جمع الله ورسوله فضائل شهرِ رمضان ، في عِدةِ آياتٍ وأحاديث ، فقال عز وجل : ?شهْر رمضان الذِي أنْزِل فِيهِ الْقرْآن هدًى لِلناسِ وبيِناتٍ مِن الْهدى والْفرْقانِ? . وقال تعالى : ?إِنا أنْزلْناه فِي ليْلةِ الْقدْرِ? . وبحسبِ سنةِ رسولِ اللهِ صلوات اللهِ وسلامه عليه، فإن بدْء إنزالِ القرآنِ الكريم، كان في العشْرِ الأواخِرِ مِنْ شهرِ رمضان المبارك ، وفي العشْرِ الأواخِرِ ليلة القدْرِ التي يحرِص المسلمون بالتهجدِ والقيامِ على شهودِها . وإلى نزولِ القرآنِ في العشْرِ الأواخِرِ مِنْ رمضان ، وهذه الواقعة هي رأس فضائلِ الشهرِ الكريم . ولقد جاء الحديث القدْسِي مؤكداً على أن أجر الصائمِ في شهرِ رمضان ، لا حدود له ، فهو للهِ الذي يجزي به ، : (كل عملِ ابْنِ آدم له ، إِلا الصِيام ، فإِنه لِي وأنا أجْزِي بِهِ). وفي ذلك ما فيه مِنْ فضيلةِ تقديمِ العبادةِ بالصومِ والصلاةِ في رمضان ، على غيرِها مِن الشهورِ والأوقات. فالله سبحانه وتعالى اخْتص رمضان بقبولِ الطاعاتِ والصدقاتِ فيه. وقد كان مِنْ سنةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وعاداتِ المسلمين وإجماعِهم ، أداء فريضةِ الزكاةِ في شهرِ رمضان . وهذا أمرٌ يجعل مِن الشهرِ الكريم ، مناطاً لأكْثر مِنْ عِبادةٍ أو فريضة ، وعلى رأسِها الصوم والزكاة ، فضلاً عنِ الحِرصِ على أداءِ العِباداتِ الأخرى فيهِ وزِيادتِها ، حسْبما هو معروفٌ بالنِسبةِ للصلواتِ ، والقيامِ بها ، كما القيام بسائرِ الطاعات ، ومنها الصدقات التي يكافِح بها المسلمون الفقر والحاجة. وها نحن نقرأ جميعاً قوله عز وجل : ?والذِين فِي أمْوالِهِمْ حقٌ معْلومٌ * لِلسائِلِ والْمحْرومِ?.

أيها المسلمون : كنت قد حثثْتكم في مطْلعِ رمضان وفي استقبالِه ، بالدعوةِ إلى أداءِ الزكواتِ والصدقات . وذكرْت أن ذلك سنة رسولِ اللهِ صلوات اللهِ وسلامه عليه ، وسنة المسلمين التائبين العابدين، القائمين بالليالي والأسْحار . وقد كان رمضان شاقاً على الصائمين هذا العام ، لحرارةِ الطقس ، وطولِ ساعاتِ الصوم ، ولكن الأعمال الأشق ، هي الأكثر أجراً . .. وأعود فأكرِر أن هذه السِنِين، كانت وما تزال سنواتِ مشقةٍ ونكباتٍ على العربِ والمسلمين في هذه المِنْطقةِ مِن العالم . ونحن مطالبون تجاه أنفسِنا، وتجاه بنِي قومِنا ، وتجاه كلِ الناس ، بأنْ نكون على قدْرِ المسؤولية، فالله سبحانه وتعالى يقول: ?وإِنه(أي القرآن والإسلام) لذِكْرٌ لك ولِقوْمِك وسوْف تسْألون ? . إنه ليكون علينا مكافحة الفقْرِ ، ومكافحة الحاجة ، بِقدْرِ ما نستطيع ، وبِقدْرِ ما نطِيق .

وإذا كان الواجب الدِينِي والأخلاقِي مكافحة الفقرِ والعوز، والتضامن مع أولئك المشردِين والمعذبِين والتائهين في ظلماتِ البرِ والبحر ، وتحت وطْأةِ الشمسِ ووطْأةِ الصحارى ؛ فإن واجِب المسلمِ أيضاً وأيضاً وفي رمضان ، وغيرِ رمضان ، مكافحة العنفِ الذي يعنِي انتهاكاً لِلحرماتِ الثلاث ، التي شدد رسول اللهِ صلوات اللهِ وسلامه عليه ، في النهيِ عنها في حجةِ الوداع : حرمة الدم ، وحرمة العِرضِ والكرامة ، وحرمة المال . إن هناك مِئاتِ الآلافِ مِن القتلى ، وملايين مِن المهجرِين في السنواتِ القليلةِ الماضِية ، وهو عنفٌ تمارِسه جِهاتٌ إقليميةٌ ودولِيةٌ لا خلاق لها ، لكن آلافاً مِن الشبانِ يمارِسونه أيضاً باسْمِ الإسلام ، وضِد أنفسِهِم وبني قومِهم . وهذا إجرامٌ بِحقِ الأديانِ وبِحقِ الأوطان، وبحقِ إنسانيةِ الإنسان . لقد قرأت في إحصائياتٍ لبعضِ وسائلِ الإعلام ، أن رمضان هذا العام ، شهِد قتل أكْثر مِنْ ثلاثين ألفاً في سورية، والعراقِ وليبيا واليمن، وتهْجِير أكْثر مِنْ ربعِ مليون، وهي جرائم لا يمْكِن لِبشرٍ أنْ يتصورها، فضلاً على أنْ يقبل بها. والله سبحانه وتعالى يقول: ?واتقوا فِتْنةً لا تصِيبن الذِين ظلموا مِنْكمْ خاصةً، واْعْلموا أن الله شدِيْد العِقابْ? . وقد فسر رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم هذه الآية الكريمة بقولِه: إن الناس إذا رأوا الظالِم فلم يأخذوا على يدِه، أوْشك أنْ يعمهم الله بِعِقابٍ منه. نعم نحن مكلفون دِيناً وأخلاقاً بمكافحةِ هذا العنف الأعمى الذي يدمِر الإنسان والعمران ، ويتهدد الأوطان بالهلاكِ والبوار. كيف يستطيع الإنسان تحمل هذه الآلام التي تصِيب الطفولة البريئة ، في كلِ مكانٍ مِنْ دولِ الجِوار، وفي مخيماتِ اللاجئين في لبنان والأردن وتركيا ، وسائرِ البِقاعِ الأخرى ، التي لجأ إليها الفارون المعذبون ؟!

نريد أنْ يحِس المعذبون تحت وطْأةِ هذا العنفِ الأسْطورِيِ بتضامنِنا معهم ، وبِعملِنا على إخراجِهم مِنْ مآسِي القتل ، ومآسِي الجوع ، ومآسِي التهجير . لماذا ينشِئ الناس دولاً وأنظِمة؟ إنهم يبحثون مِنْ خِلالِ ذلك عنِ الأمْنِ والاستقرار ، وعنْ تحسِينِ ظروفِ الحياةِ لأنفسِهم وأطفالِهم . والبلاء العظيم هو الذي تشْهده بلدانٌ عربية، صارتِ الكِيانات المنشأة للأمْنِ والأمان، سبباً للقتلِ والتهجير، وانعدامِ الاستقرار، والتجويعِ والإِفناء.

أيها المسلمون، أيها اللبنانيون:

روعتْنا في الأيامِ الأخيرةِ العمليات الإرهابية ببلدةِ القاع ، والتي ذهب ضحِيتها أناسٌ أبرياء . ولقد كان دأبنا ودأب معظمِ اللبنانيين منذ أربعِ سنواتٍ وأكْثر، على وِقايةِ وطنِنا وناسِنا مِن الويلاتِ التي تحْدث في الجِوار. وأنْ نعتمِد في ذلك على النأيِ بالنفْسِ بقدْرِ الإمكان ، وأنْ نثِق في ذلك بالجيشِ الوطنيِ والقوى الأمنيةِ الأخرى . وقد نجح الجيش إلى حدٍ كبيرٍ في ضبطِ المشْهد، وفي مكافحةِ الشظايا الآتيةِ مِن الجِوار . لكننا لم نعِنْ قواتِنا العسكرية والأمنية كثيراً. فمِنْ جِهة ، هناك هذا التداخل الذي حدث مع الجِوارِ المشْتعِل ، فاسْتجْلب النار التي أراد مكافحتها. وهناك هذا التعطل الذي أصاب الحياة السياسية بغِيابِ رأسِ الدولة ، ومحدودِيةِ عملِ الحكومةِ ومجلسِ النواب . وهناك هذا الخمود والجمود الذي أصاب الحياة الاقتصادية . إن نار الجِوارِ تقتضِينا إقامة الجِدارِ العازِلِ بالدولةِ القوِية، والإدارةِ القوِية، التي تسانِد الجيش والقوى الأمنية، وتمكِن المواطِنين الآمِنين على سبلِ عيشِهِم، مِن الاطمئنانِ إلى حاضِرِ وطنِهِمْ ومسْتقْبلِه. ولا شيء مِنْ ذلك قد حصل، بلِ الذي حصل هو عكْس ذلك تماماً. ويتحدث عديدون في الآونةِ الأخيرةِ عنْ خوفِ المسِيحِيِين المصيري. والواقع أنه مِنْ حقِنا جميعاً أن نخاف ، فتداعِي إداراتِ الدولةِ وتصدعها ، يتركنا جميعاً بدونِ مِظلةٍ حامِية . نعم ، نحن جميعاً متوجِسون وقلِقون. إنما يبدو أن الوحِيدِين الذين لا يشْعرون مِثْلنا بالخوف، همْ بعض نوابِنا وسِياسِيينا الكِرام، الذين لم يدْفعْهم الحِرْص على الوطنِ والدولةِ بالتوجهِ لِمجْلِسِ النواب، لانتخابِ رئيسٍ للبلاد ، لِتعود بحضورِهِ سائر المؤسساتِ إلى العملِ والانتظام.

أيها المسلمون، أيها اللبنانيون:

لا وطن لنا إلا لبنان. ولا دولة لدينا غير الدولةِ التي أقامها عيشنا المشْترك، والتوافق الوطنِي ، وحِرْص الأسلافِ على صنْعِ الحياةِ الزاهرةِ والمزدهِرةِ لكلِ أبناءِ هذه البلاد.

إن لبنان العربي الهوِيةِ والانتماء ، سيبقى هو بلد الوِفاقِ والعيشِ المشترك، والتنوعِ والاعتدال ، والانفتاحِ والتآخِي والحِوار .

نحن نعيش اليوم مرحلةً صعبةً ودقيقة، لم يشْهدْها لبنان ، والمِنطقة العربية في تاريخِهما ، فينبغي علينا الاستنفار الدائم ، ومعالجة الأزمةِ التي نمر بها ، بالحِكمةِ والحِوارِ البناء، بين كافةِ القوى المعنيةِ بالشأنِ اللبناني ، للخروجِ مِنْ هذا المأزِقِ الوطني ، كما ينبغِي أن ندرِك أن الاستقرار الأمني ، والتفاهم السياسي، يعزِزان شبكة الأمان ، للحِفاظِ على كِيانِ الوطن ، وهذه مسؤولية الدولة في مواجهةِ أيِ خطرٍ داهِم ، ولا يمكِن أن يكون هناك أمنٌ ذاتيٌ في بلدِنا، وإلا أصبحنا في شريعةِ الغاب، ونحن لدينا ثقةٌ بالجيشِ اللبناني، وقوى الأمنِ الداخلي، والقوى الأمنيةِ الأخرى، في حمايةِ الوطنِ والمواطنين.. وهم يقومون بواجِبِهم ، وإنْ حصل تفجيرٌ هنا أو هناك ، فهذا لا يعني أن أمْننا غير ممسوك.. ففي كلِ دولِ العالمِ يحصل ذلك.. علينا أن نكون حذِرين مِن هذه الطروحاتِ التي تسْقِط هيبة الدولة، ودور مؤسساتِها الأمنيةِ وفاعليتِها.

وعليْنا أنْ ندْرِك أن هناك معاناةً كبرى نمر بها، فلا رئيس للجمهوريةِ منذ أكثر مِنْ سنتين، والمبادرات الإنقاذية في هذا الإطارِ تواجه بالعراقيل ، والحكومة - أعانها الله على ما هي فيه - تتلقى السِهام مِنْ داخِلِها وخارِجِها ، وبالكاد تستطيع أن تسيِر أمور الناس ، والمجلس النيابي شِبه معطل، واستمرار أوضاعِنا على ما هي عليه اليوم، مِنْ خِلافاتٍ وسِجالاتٍ وانقسامات، كل ذلك لا يبشِر بالخير . فيا أيها اللبنانيون، حافظوا على بلدِكم، ولا تسْمحوا لأحدٍ بالتدخلِ في شؤونِ وطنِكم الحرِ السيِدِ المستقِل ، فكونوا متحابِين متحِدين ، لا متخاصِمين ، وكونوا مترفِعين عنِ المصالِحِ الخاصةِ ، متحلِين بروحِ التفاهمِ والتعاون ، فالبلد لا يحتمِل الانقسام والتشرذم والفرقة بين أبنائه، وعلى الجميعِ أن يثِق بأن لبنان لا يمكِن أن ينهض إلا بإرادةِ جميعِ أبنائه - مسلمين ومسيحيين - ولا يمكِن لأيِ فئةٍ أن تبنِي لبنان على مِقياس مصالِحها.

أيها العرب أيها المسلمون : ونحن في خِضمِ الأحداثِ المرِيعةِ والمروِعةِ والمتسارعة ، في بعضِ أوطانِنا العربية ، وفي خضم القتلِ والتدميرِ ، الذي يفْتكِ بالإنسانِ العربيِ وبعضِ دولِه ، علينا ألا ننسى القضية الفلسطينية ، التي مازال العدو الإسرائيلي الإرهابي ، يمعِن في إجرامِهِ بآلتِه العسكريةِ الإجراميةِ التدميريةِ ، ضد الشعبِ الفلسطينيِ وصمودِه على أرضِه، ويمْعِن بتهويدِ القدسِ الشريف ، لتغيير معالمِها الإسلاميةِ والمسيحيةِ، ولهدمِ المسجد الأقصى لإعادةِ وبناءِ الهيكلِ المزعوم . إن فلسطين أرضاً وشعباً ومقدسات ، ستبقى القضية المركزية الأولى والكبرى ، الإيمانية والوطنية والعربية للعالمين العربيِ والإسلامي، حتى تحريرِها وإن طال الزمنْ ، فحق الأمةِ بأرضِها ومقدساتِها، لا يمكِن مصادرته من أيِ قوةٍ مهما عظمت.

مِنْ هنا علينا نصرة ودعم ، صمودِ أبناءِ فلسطين في أرضِهم عموماً، ودعمهم في الصمودِ في مدينةِ القدسِ أرضِ المسجدِ الأقصى، ومِعراجِ النبيِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم. فالقدس وفلسطين، ليست قضيةً محليةً أو إقليمية فقط ، أو مجرد بقعةٍ جغرافيةٍ ، وإنما هي قضية عدالةٍ عالمية. فالعدو الصهيوني، لا يميز بين فئاتِ الشعبِ الفلسطيني، ولا بين قطرٍ عربيٍ وإسلامي، وهو سرطانٌ في جسدِ هذه الأمة، ولا بد مِن إنهاءِ وجودِ هذا السرطان بتضامنِ وتكاتفِ جميعِ العربِ والمسلمين ، لتحريرِ كاملِ ترابِ فلسطين .

أيها العرب ، أيها المسلمون : إن ما يحصل مِن تفجيراتٍ إرهابيةٍ في عالمِنا العربيِ وفي أكثرِ مِنْ منطقةٍ وعاصمةٍ في العالم ، وآخرها التفجيرات الإرهابية المجرمة في المملكةِ العربيةِ السعودية، وفي المدينةِ المنورة ، بالقربِ مِن الحرمِ النبويِ الشريف ، هو شبيهٌ لما يحصل في المسجدِ الأقصى، فحذارِ مما يحاك لأمتِنا من قِبلِ الإرهابيين الذين يحاولون المس بمقدساتِنا الإسلامية ، وتشويه صورةِ إسلامِنا في اعتدالِه ووسطيتِه ورحمتِه ، ومملكة الخير، ستبقى عزيزةً أبية، مهما مكر لها الماكرون، وخطط المجرمون، فهي أرض الحرمين الشريفين، وأرض الإحسانِ والإنسان.

وإننا من قلبِ بيروت ، عاصمةِ لبنان ، نعلن دعمنا ومساندتنا ووقوفنا إلى جانبِ المملكة العربية السعودية باعتبارِ أن أمنها وأمن الحرمين الشريفين ، من أمنِ جميعِ العربِ والمسلمين ، ونتوجه بالشكرِ والتقدير، لجمهورية مصر العربية والمملكةِ العربيةِ السعودية، ودولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدة، ودولِ مجلسِ التعاونِ الخليجيِ كافة، على مواقِفِهِم الحاضنةِ للبنان، ولقضايا العربِ والمسلمين، في مواجهةِ التطرفِ والانحرافِ والإرهاب ، وتشويهِ صورةِ ودورِ الإسلام والمسلمين.

أيها المسلمون : لقد صمْنا شهر رمضان، ونحن مقبِلون على عِيدِ الفِطر، وكذلك صنع المسلمون في البلادِ العربيةِ والإسلاميةِ الأخرى. لكننا جميعاً قلِقون، لهذا البؤسِ المحِيطِ بأمتِنا وبلادِنا،. فالله سبحانه وتعالى نسأل ، أن يهدِي السرائر، وأنْ يوقِف القتل والدمار وانتهاك الحرماتِ والمقدسات ، وأنْ يدفع البلاء عنِ الوطنِ والمواطنين ، وأن يهيِء لنا مِنْ أمرِنا رشداً : ?قلِ اللهم مالِك الْملْكِ تؤْتِي الْملْك منْ تشاء وتنْزِع الْملْك مِمنْ تشاء وتعِز منْ تشاء وتذِل منْ تشاء بِيدِك الْخيْر إِنك على كلِ شيْءٍ قدِيرٌ? . بارك الله لكم أيها المسلمون صومكم وفِطركم، وصلاتكم وزكاتكم وعملكم ، مِنْ أجلِ الخيرِ والبِرِ والتقوى . أقول قولي هذا وأسْتغْفِر ‏الله العظيم لي ولكمْ ، فيا فوْز المسْتغْفِرِين استغْفِروا الله . بعد إلقاء المفتي دريان خطبة عيد الفطر توجه وممثل الرئيس الحريري النائب حوري، النائب قباني ومخزومي إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث قرأ الفاتحة عن روحه الطاهرة ورفاقه الأبرار.

وكانت ثلة من قوى الأمن الداخلي قدمت التشريفات في باحة مسجد الامين للمفتي دريان قبيل دخوله الى المسجد.

 

احمد قبلان في عيد الفطر: ندعو هواة اللعب بنار العصبيات المذهبية والطائفية إلى إيقاف لعبتهم وعدم انتظار ما قد يجري في المنطقة من تسويات

الأربعاء 06 تموز 2016 /وطنية - أدى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان صلاة عيد الفطر لهذا العام في مسجد الإمام الحسين، في برج البراجنة، بعدما ألقى خطبة العيد، وهذا نصها: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وله الحمد والشكر على ما أنعم، وهو ربنا ورب آبائنا الأولين، (سُبْحان ربِنا إِن كان وعْدُ ربِنا لمفْعُولا) ... مبارك لكم عيد الله، ووافد رحماته، مبارك لكم أكبر أيام الله لمن صام واتقى، وقام واهتدى، هو عيد الله لمن وفى حق الصيام والقيام، فإن الله قرنه بأعظم رحماته، وأكبر جوائزه، تماما على عهد الرسالات بأعيادها، كما في قضية الحواريين، حيث قال عيسى بن مريم(ع) (اللهُم ربنا أنزِلْ عليْنا مآئِدة مِن السماء تكُونُ لنا عِيدا لِأولِنا وآخِرِنا وآية مِنك وارْزُقْنا وأنت خيْرُ الرازِقِين)، وفي غيرها مما خص به هذه الأمة، قال تعالى (سخرها لكُمْ لِتُكبِرُوا الله على ما هداكُمْ وبشِرِ الْمُحْسِنِين)، ومعها تحول العيد موسما للقاء السماء بالأرض، وسببا للفرحة الجماعية، وفرصة لتلاقي الأمة ومحبتها لبعضها البعض، كأنها جسد واحد، بروح واحدة، ومشروع واحد، وغاية واحدة، لرب واحد. وأسفنا اليوم أنه لا ينطبق هذا علينا، لأن بعضا من أهل الفتن والضلالة اتخذوا من بعد رسول الله(ص) (مِنْ حُلِيِهِمْ عِجْلا جسدا لهُ خُوارٌ)، فيما البعض الآخر (اتخذ إِلههُ هواهُ)، وجاء من بعدهم قوم قالوا (وجدْنا آباءنا على أُمةٍ وإِنا على آثارِهِم مُهْتدُون). ومعه تحولت هذه الأمة إلى فرق ممزقة، وملل مفرقة، على التكفير والمظنة وفتاوى الذبح والقتل، فيما الله تعالى يقول (ولا تنازعُواْ فتفْشلُواْ)، ورغم ذلك لم يتركوا وسيلة للنزاع إلا واعتمدوها، إمعانا بالفرقة والتمزق، وقد أخذ الله عليهم ما أخذه على الأمم السابقة فقال (وإِذْ أخذْنا مِيثاقكُمْ لا تسْفِكُون دِماءكُمْ) فإذا بهم يتعطشون للدم، إصرارا منهم على قطيعة الله، وتنكرا منهم لقيم السماء، والله أخذ عليهم أن يطيعوه، ويطيعوا نبيه(ص) فقال (يا أيُها الذِين آمنُواْ أطِيعُواْ الله وأطِيعُواْ الرسُول) محذرا من النزاع، لأنه أكبر أبواب إبليس، وأسوأ أنواع السقوط.

لذا أوجب الله على هذه الأمة أن تؤوب إليه، وإلى نبيه(ص)، حتى لا تكون صيدا سهلا للشياطين، فخاطبها تعالى بقوله (فإِن تنازعْتُمْ فِي شيْءٍ فرُدُوهُ إِلى اللهِ والرسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُون بِاللهِ والْيوْمِ الآخِرِ) لكن للأسف ردوا التنازع إلى الطواغيت بدلا من الله ورسوله، وقدموا الغرب بكل شيء، وأمروه عليهم، فراح يجول ويصول بهم، يغذي الخصومات، وينصب المكائد، ويحيك المؤامرات، فإذا بهذه الأمة التي ينبغي أن تكبر لله، وتسلك دين الحق، وتدافع عن المظلوم، وتنصر المستغيث، أصبحت تكبر للمذابح، وتنادي بالعداوات، وتتخاطب بالخصومات، وتتحاور بثقافة الضلالة والتكفير. هكذا هو حال أمة (اقْرأْ) من اليمن إلى سوريا إلى ليبيا إلى العراق إلى مصر إلى أفغانستان إلى باكستان إلى الصومال إلى البحرين إلى تونس إلى لبنان، إلى كل بلاد العرب والمسلمين، يقودها رهط من المفسدين في الأرض، باعوا أنفسهم لشياطين هذا الزمان، وراحوا يتآمرون على دينهم، فشوهوه، وعلى دولهم، فهدموها، وعلى أمتهم، فهجروها.

لقد ناشدنا قادة هذه الأمة، بملوكها وأمرائها ورؤسائها، لقد رجوناهم العودة إلى الله، لأن رائحة القتل والإبادة بلغت تخوم السماوات، وما زالت دوامة الفتن تحصد بلاد الإسلام والعرب دون نادم، فيما واشنطن وتل أبيب تعد لنا الجنائز، وتبارك لنا هذه الفتنة، وتدفعنا إلى الدم الحرام، وبدلا من التوجه نحو القدس والمسجد الأقصى، تحولت مدافع بعض المسلمين والعرب نحو سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر، وسط فتنة هوجاء تكاد تجتاح الأمة، فيما عواصم القرار يتفاوضون على مصيرنا بدمائنا.

أيها الإخوة، لقد أصبح جليا أن ما نحن فيه هو فتنة من أكبر الفتن وأخطرها عبر التاريخ، وأن أكثر من فيها موظف على الدم وإحراق المدن وغزو الأوطان. لقد ضلت العرب ربها، فأضاعت قدسها، وتحولت جزءا من استعمار العرب للعرب. وها نحن في يوم الله، والدم يملأ الآفاق في العراق، وأصوات الفتنة تصدح في العواصم، فاتقوا الله وتوبوا إليه، واذكروا ميثاقه فيكم، ألا تسفكوا دماءكم، ولا تُخرجوا أنفسكم من دياركم، خاصة أن وضع المنطقة يكاد يتحول إلى صاعق إبادة، دون حلول أو نصف حلول، فأنتم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما المزيد من الحرب والتهجير والتكفير، وهذا يعني أن المنطقة باتت قاب قوسين أو أدنى من الانتحار العام، وإما الدخول في تسوية تحفظ ما تبقى من المنطقة، وتؤسس لشراكة إقليمية تحول دون الانهيار التام.

إننا أمام المنعطف الخطير، والتحولات الصعبة؛ لذلك، ومن رحاب هذا العيد المبارك، ندعو الرياض وأنقرة وطهران ودمشق والقاهرة وبغداد وكافة الأطراف إلى وقفة تاريخية، ونذكر الجميع بأن الرشاد بمخالفة الأعداء، وعدمِ ترك مصيرنا بيد الغرب، ونادي الكبار الذين يعيشون على توزيع الحصص وتقاسم البلدان. ونحن كمسلمين، في عيد المسلمين، نطالب زعامات هذه المنطقة وقادتها بوقفة ضمير، تقلِب صفحة العداوات والنزاعات والصراعات، لأن تعديل موازين القوى في المنطقة قد يكون مستحيلا. لذا نقول: إن أي اتفاق إيراني - سعودي سيوقف الفتنة، وسيحقق أكبر شروط الأمن والأمان في المنطقة، وسينعكس ضررا استراتيجيا على واشنطن وتل أبيب. فاختاروا مصلحة شعوبكم وأوطانكم وأمتكم، قبل أن يتحول الشرق الأوسط إلى محرقة نووية لا تبقي ولا تذر، فاتقوا الله ببلاده وعباده وأعظم أيامه.

أيها الإخوة إن ما يجري في المنطقة، وما يعصف بها من تحولات خطيرة، وما يحكى عن خرائط وتقسيمات جديدة، يهدد لبنان بقوة، ويفتح مصيره على المجهول، لاسيما بعد هذا النزوح السوري الكبير، وهذه الهجمة التكفيرية والإرهابية الخطيرة، لذا نخاطب الجميع بكل وضوح ونقول لهم: لقد بلغ السيل الزبى، فالتلاعب بمصير البلد وأبنائه أمر مرفوض، ولا يجوز الاستمرار في سياسة الرهانات الخاطئة والهروب إلى الأمام، فالمشكل كبير وكبير جدا، أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، ولا عذر لأحد بأن يناور أو يساوم أو يدعي الحياد، فالمصير على المحك، والمزايدات أصبحت لغة قديمة، وكل من يدعي الحرص والغيرة على الشراكة الوطنية والمناصفة والعيش المشترك، عليه أن يرفض خطاب التحريض والفتنة، ويمتشق سلاح الوحدة، ويبدأ مسيرة الذود الفعلي عن سيادة وسلامة واستقرار لبنان، مع الجيش والقوى العسكرية والأمنية، ومع المقاومة التي تواجه الإرهاب والتكفير داخل لبنان وخارج حدوده، بعدما تثبت أن مواجهة هذا الخطر باتت ضرورة وطنية وقومية وإقليمية ودولية. ولكن هذا لا يكفي، إذا لم يكن مترافقا ومتزامنا مع إصلاح سياسي حقيقي، يبدأ بإقرار قانون انتخابي، يعتمد النسبية، وليس بقانون انتخابي ترقيعي، لأن الإصلاح يبدأ بصحة التمثيل، والشراكة الوطنية لا تكتمل إلا بالعدالة الاجتماعية، والدولة لا تقوم إلا بسواعد الجميع، وعلى أكتاف الجميع.

من هنا ندعو هواة اللعب بنار العصبيات المذهبية والطائفية، إلى إيقاف لعبتهم، وعدم انتظار ما قد يجري في المنطقة من تسويات، والعمل مع المخلصين بصدق ومصداقية على إنجاح الحوار الوطني، والانطلاق معا وجنبا إلى جنب لإبعاد الخطرين الصهيوني والتكفيري، وليس بعيدا عنهما خطر الفدرلة والتوطين، والعودة إلى مشروع الدولة وبناء مؤسساتها، بما يضمن حقوق جميع اللبنانيين، ويؤمن لهم العيش بحرية وكرامة.

أيها الإخوة، إن إلفة المسلمين فيما بينهم ضرورة للبنان آمن ومستقر، كذلك إلفة المسلمين والمسيحيين، وهذا يعني أن الشراكة شراكة مصير، وأي خطأ في تقدير المنافع والأعباء الوطنية قد يطيح بمصير لبنان. بارك الله لكم عيدكم هذا، وهنأكم بجوائزِ رحمته ولطفه، وغفر لكم، وأدخل السرور على قلوبكم، وهدى الله هذه الأمة ووفقها للخروج من محنتها وفتنها، علها تعود إلى حيث الله سبحانه وتعالى".